Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
1522. الخليل بن منصور بن محمد1 1523. الخليل بن موسى الباهلي البصري1 1524. الخليل بن هبة الله بن محمد1 1525. الربيع بن ثعلب أبو الفضل1 1526. الربيع بن حظيان1 1527. الربيع بن ربيعة بن مسعود11528. الربيع بن سبرة بن معبد1 1529. الربيع بن سلمان بن محمد1 1530. الربيع بن عمرو بن الربيع1 1531. الربيع بن عون بن خارجة1 1532. الربيع بن محمد بن عيسى1 1533. الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي3 1534. الربيع بن يحيى2 1535. الربيع بن يونس بن محمد1 1536. الزبير أو أبو الزبير بن المنذر1 1537. الزبير بن الأروح التميمي1 1538. الزبير بن العوام أبو عبد الله الأسدي القرشي...1 1539. الزبير بن العوام بن خويلد4 1540. الزبير بن سليم1 1541. الزبير بن عبد الله الكلابي3 1542. الزبير بن كثير بن الصلت1 1543. السائب بن أحمد بن حفص1 1544. السائب بن حبيش الكلاعي2 1545. السائب بن عمر بن حفص1 1546. السائب بن مهجان ويقال ابن مهجار1 1547. السائب بن يزيد بن سعيد1 1548. السائب بن يسار أبو جعفر المديني1 1549. السري بن المغلس أبو الحسن البغدادي1 1550. السفر بن إسماعيل بن سهل1 1551. السمط بن ثابت بن يزيد1 1552. الصفر بن رستم1 1553. الصلت1 1554. الصلت بن بهرام4 1555. الصلت بن دينار4 1556. الصلت بن عبد الرحمن1 1557. الضحاك المعافري3 1558. الضحاك بن أحمد بن الضحاك1 1559. الضحاك بن المنذر بن سلامة1 1560. الضحاك بن زمل بن عبد الرحمن1 1561. الضحاك بن عبد الرحمن1 1562. الضحاك بن عبد الرحمن بن عزرب1 1563. الضحاك بن عبد الله1 1564. الضحاك بن فيروز الديلمي5 1565. الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر1 1566. الضحاك بن قيس قتله1 1567. الضحاك بن مخلد بن الضحاك1 1568. الضحاك بن مسافر2 1569. الطفيل بن عمرو بن حممة1 1570. العاص بن سهيل بن عمرو1 1571. العباس بن أحمد الشامي1 1572. العباس بن أحمد بن محمد1 1573. العباس بن الفضل بن العباس1 1574. العباس بن الفضل بن حبيب1 1575. العباس بن الفضل بن محمد1 1576. العباس بن الوليد أبو الفضل1 1577. العباس بن الوليد بن صبح1 1578. العباس بن الوليد بن عبد الملك1 1579. العباس بن الوليد بن عمر الدرفس الغساني...1 1580. العباس بن الوليد بن مزيد1 1581. العباس بن بكير الخياط الصيداوي1 1582. العباس بن حماد الأنصاري1 1583. العباس بن حمزة بن عبد الله1 1584. العباس بن خرشة الكلابي الكوفي1 1585. العباس بن سالم بن جميل1 1586. العباس بن سعيد أبو القاسم1 1587. العباس بن سفيان الخثعمي1 1588. العباس بن سهل بن سعد2 1589. العباس بن عبد الرحمن بن الوليد1 1590. العباس بن عبد الله بن أحمد1 1591. العباس بن عبد المطلب6 1592. العباس بن عثمان بن محمد1 1593. العباس بن علي بن الفضل1 1594. العباس بن محمد بن حامد1 1595. العباس بن محمد بن حبان1 1596. العباس بن محمد بن سعيد الهاشمي1 1597. العباس بن محمد بن علي1 1598. العباس بن نجيح أبو الحارث القرشي1 1599. العباس بن هاشم بن القاسم1 1600. العباس بن يوسف أبو الفضل الشكلي1 1601. العلاء بن أبي الزبير1 1602. العلاء بن الحارث أبي حكيم يحيى1 1603. العلاء بن الحارث بن عبد الوارث1 1604. العلاء بن الحضرمي11 1605. العلاء بن اللجلاج4 1606. العلاء بن المغيرة البندار1 1607. العلاء بن الوليد1 1608. العلاء بن برد بن سنان4 1609. العلاء بن عاصم1 1610. العلاء بن عبد الوهاب بن أحمد1 1611. العلاء بن عقبة5 1612. العلاء بن كثير8 1613. العيشي أو العنسي1 1614. الغاز بن ربيعة بن عمرو1 1615. الغاضري المضحك المدني1 1616. الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان1 1617. الفتح بن خاقان بن عرطوج1 1618. الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم1 1619. الفتح بن عبد الله1 1620. الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم1 1621. الفرخ من موالي بني أمية1 Prev. 100
«
Previous

الربيع بن ربيعة بن مسعود

»
Next
الربيع بن ربيعة بن مسعود
ابن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن بن الآزد ويقال: الربيع بن مسعود وأمه رويمة بنت سعد بن الحارث الحجوري. ويقال: ربيعة بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذئب بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد، المعروف بسطيح الكاهن الغساني، المذكور. كان يسكن الجابية.
حدث جماعة من المشايخ قالوا: وكان من بعده يعنون لقمان بن عاد سطيح ولد في زمن سيل العرم، وعاش إلى ملك ذي نواس، وذلك نحوا ثلاثين قرناً. وكان مسكنه البحرين. وزعمت عبد القيس أنه منهم، وتزعم الأزد أنه منهم. وأكثر المحدثين يقولون: هو من الأزد، ولا ندري ممن هو، غير أن ولده يقولون: إنهم من الأزد.
أنشد أبو سهل الرازي لسطيح الكاهن:
عليكم بتقوى الله في السر والجهر ... ولا تلبسوا صدق الأمانة بالعذر
وكونوا لجار الجنب حصناً وجنةً ... إذا ما عرته النائبات من الدهر
قال ابن الكلبي: كان أول من قال: برح الخفاء، أن رجلاً من كندة يقال له صداد بن أسماء، وأسماء أمه، وهي امرأة من بني الحارث بن كعب، وكانت تحت صداد امرأة من قومه كندية، وامرأة من بني الحارث بن كعب؛ وكان له من ابنة عمه أربعة رجال، ولم يكن له من الحارثية ولد؛ فوقع على جارية سوداء فأحبلها، فلما تبين حملها خاف امرأته، فأنكر ذلك في العلانية وأقر به في السر، وسماه ثعلبة، وأشهد امرأته الحارثية وأخاً له أن ثعلبة
ابنه. فلما مات صداد أخبرت السوداء ابنها أنه من صداد، فخرج الغلام حتى أتى ملكاً من ملوك اليمن، فذكر له أمره، وأتاه بعمه وامرأة أبيه فشهدا، فقالت الكندية: إنما شهدا للعداوة؛ فبعث الملك إلى سطيح الكاهن، وخبأ له ديناراً بين قدمه ونعله - فلما دخل إليه قال له: إني قد خبأت لك شيئا فأخبرني به، فقال سطيح: أحلف بالبلد المحرم والحجر الأضم، والليل إذا أظلم، والنهار إذا ابتسم، وكل فصيح وأعجم، لقد خبأت ديناراً بين نعل وقدم. قال: فأخبرني مع من هو؟ قال: أحلف بالشهر الحرام، وبالله محيي العظام، وبما خلق من النسام، إنه لتحت قدم الملك الهمام. قال: فأخبرني لم أرسلت إليك؟ قال: أرسلت إلي تسألني عن ابن السوداء ومن أبوه من الآباء، وقد برح الخفاء، وأبوه صداد بن أسماء، لا شك فيه ولا مراء، فألحقه الملك بأبيه وورثه. قال الملك: يا سطيح؛ ألا تخبرني عن علمك هذا؟ قال: إن علمي ليس مني، ولا بحزم ولا بظني، ولكن أخذته من أخ لي جني، قد سمع الوحي بطور سني. قال الملك: أرأيت أخاك هذا الجني، أهو معك لا يفارقك؟ قال: إنه ليزول حيث أزول، فلا أنطق إلا بما يقول. قال له الملك: فهل من خبر تخبرنا به؟ قال: نعم، عندي خبر طريف: شهرككم هذا خريف، والقمر فيه كسيف، ويأتي غداً سحاب كثيف، فيملأ البر والريف. فكان كما قال.
وأخبار سطيح كثيرة، والمشهور من أمر سطيح أنه كان كاهناً، وقد أخبر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن نعته ومبعثه.
وروي أنه عاش سبع مئة سنة، وأدرك الإسلام ولم يسلم. وروي انه هلك عندما ولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وأخبر بذلك ابن أخته عبد المسيح بن حيان بن بقيلة. وقد أوفده إليه كسرى أنوشروان، لارتياعه من أمور ظهرت عند مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمره أن يسأل خاله سطيحاً عنها ويستعلم منه تأويلها. وذكر عبد المسيح أنه أنبأه بذلك، ونعى غليه نفسه، ثم قضى مكانه.
قال الحافظ ابن عساكر: وروي لنا من بعض الطرق، بإسناد الله به أعلم، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن سطيح فقال: نبي ضيعه قومه، وهو مشهور عند العرب، يذكرون سجعه وكهانته، ويضربون المثل بعلمه وصدقه فيما يخبر به.
وقد قال الأعشى يذكر زرقاء اليمامة لما أخبرت أهل اليمامة برؤيتها ما رأت من مكان
بعيد، لم يعلم آدمي أدرك مرئياً من مثل مداه، فلم يصدقوها، فأتاهم العدو الذي أنذرتهم به، فاستباحهم وخرب ديارهم:
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها ... حقاً كما صدق الذئبي إذ سجعا
قالت أرى رجلاً في كفه كتف ... أو يخصف النعل، لهفي أيةً صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم ... ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا
فاستنزلوا أهل جو من منازلهم ... واستخفضوا شاخص البنيان فاتضعا
قوله: الذئبي، يعني سطيحاً، لأنه من ولد ذئب بن حجن. وبسطيح الذئبي كان يعرف.
روي عن ابن عباس أن رجلاً أتاه فقال: بلغنا أنك تذكر سطيحاً، تزعم أن الله لم يخلق من ولد آدم شيئاً يشبهه؟ قال: نعم، إن الله تبارك وتعالى خلق سطيحاً الغساني لحماً على وضم والوضم: شرائح من جرائد النخل وكان يحمل على وضمه، فيؤتى به حيث يشاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب، إلا الجمجمة والعنق والكفين، وكان يطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوى الثوب، ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه. فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمه، فأتي به مكة، فخرج إليه أربعة نفر من قريش: عبد شمس وعبد مناف ابنا قصي، والأحوص بن فهر، وعقيل بن أبي وقاص، فانتموا إلى غير نسبهم، فقالوا: نحن أناس من جمح، أتيناك لنزورك لما بلغنا قدومك، ورأينا أن إتياننا إياك حق واجب لك علينا. وأهدى له عقيل صفيحةً هنديةً، وصعدةً ردينيةً، فوضعتا على باب البيت الحرام لينظروا هل يراهما سطيح أم لا؟، فقال: يا عقيل؛ ناولني يدك، فناوله يده فقال: والعالم الخفية، والغافر الخطية، والذمة الوفية، والكعبة المبنية، إنك للجائي بالهدية، الصفيحة الهندية، والصعيدة الردينية. قالوا: صدقت يا سطيح، فقال:
والآت بالفرح، وقوس قزح، فالسابق القرح، واللطيم المنبطح، والنخل والرطب والبلح، إن الغراب حيث ما طار سنح، وأخبر أن القوم ليسوا من جمح، وأن نسبهم في قريش ذي البطح. قالوا: صدقت يا سطيح، نحن أهل البلد، أتيناك لنزورك لما بلغنا من علمك، فأخبرنا عما يكون في زماننا، وما يكون من بعده، إن يكن عندك في ذلك علم؛ فقال: الآن صدقتم، خذوا مني ومن إلهام الله إياي: أنتم الآن يا معشر العرب في زمان الهرم، سواء بصائركم وبصيرة العجم، لا علم عندكم ولا فهم، وينشأ من عقبكم دهم، يطلبون أنواع العلم، يكسرون الصنم، يبلغون الردم، يقتلون العجم، يطلبون الغنم. قالوا: يا سطيح، ممن يكون أولئك؟ قال لهم: والبيت ذي الأركان، والأمن والسلطان، لينشأن من عقبكم ولدان، يكسرون الأوثان، ويتركون عبادة الشيطان، يوحدون الرحمن، ويسنون دين الديان، يشرفون البنيان، ويسبقون العميان. قالوا: يا سطيح، فمن نسل من يكون أولئك؟ قال: وأشرف الأشراف والمحصي الأشراف، والمزعزع الأحقاف، والمضعف الأضعاف، لينشأن آلاف، من عبد شمس ومناف، يكون فيهم اختلاف. قالوا: يا سوءتاه يا سطيح مما تخبر به من العلم بأمرهم! ومن أي بلد يخرج؟ قال: والباقي الأبد، والبالغ الأمد، ليخرجن من ذي البلد، نبي مهتد، يهدي إلى الرشد، يرفض يغوث والفند، يبرأ من عبادة الضدد، يعبد رباً انفرد، ثم يتوفاه الله محمودا، ومن الأرض مفقودا، وفي السماء مشهودا؛ ثم يلي أمره الصديق إذا قضى صدق، وفي رد الحقوق لا خرق ولا نزق ثم يلي أمره الحنيف مجرب غطريف، ويترك قول الرجل الضعيف يعني عمر قد أضاف المضيف، وأحكم
التحنيف؛ ثم يلي أمره دارع لأمره مجرب، فيجتمع له جموع وعصب، فيقتلونه نقمة عليه وغضبا، فيؤخذ الشيخ فيذبح إربا، فيقوم له رجال خطبا؛ ثم يلي أمره الناصر معاوية، يخلط الرأي برأي ماكر، يظهر في الأرض العساكر؛ ثم يلي أمره من بعده ابنه، يأخذ جمعه، ويقل حمده، ويأخذ المال، فيأكل وحده، ويكثر المال لعقبه من بعده؛ ثم يلي من بعده ملوك، لا شك أن الدم فيهم مسفوك. ثم يلي أمره من بعده الصعلوك، يطؤهم كوطأة الدرنوك؛ ثم يلي عضوض، أبو جعفر، يقصي الخلق، ويدني مضر، يفتتح الأرض افتتاحاً منكرا؛ ثم يلي قصير القامة بظهره علامة، يموت موت السلامة، المهدي؛ ثم يلي بلبل ماكر، يترك الملك مخلى بائر؛ ثم يلي أخوه، بسنته سائر، يختص بالأموال والمنابر؛ ثم يلي أمره من بعده أهوج، صاحب دنيا ونعيم، مخلج، تثاوره معاشره وذووه، ينهضون إليه ويخلعونه، يأخذون الملك ويقتلونه؛ ثم يلي أمره من بعده السابع، فيترك الملك مخلى ضائع، تثوره في ملكه مسورة جائع. عند ذلك يطمع في الملك كل عريان، فيلي أمر الناس اللهفان، يوطئ نزاراً جمع قحطان، إذا التقى بدمشق جمعان، بين بيسان ولبنان، يصنف اليمن يومئذ صنفين، صنف مسورة وصنف مخذول، لا ترى إلا خباً مخلولا، ولواء محلولا، وأسيراً مغلولا، بين الفرات والجبول. عند ذلك تخرب المنابر، وتسلب الأموال، وتسقط الحوامل، وتظهر الزلازل، وتطلب الخلافة وائل، فعند ذلك تغضب نزار، وتدني العبيد والأشرار، وتقصي النساك والأخيار، يجزع الناس وتغلوا الأسعار، وفي صفر الأصفار، يقتل كل
جبار، ممن تشرف إلى خنادق وأنهار، ذات أشغال وأشجار، يعمد لهم
الأغيار، يهزمهم أول النهار، يظهر لأمره الأخيار، فلا ينفعهم نوم ولا قرار، حتى يدخل مصراً من الأمصار، فيدركه القضاء والأوزار؛ ثم تجيء الرماة، تزحف مشاة، لقتال الكماة، وأسر الحماة، ومهل الغواة، هنالك تدر: أعلى المياه. ثم يبور الدين، وتقلب الأمور، ويكفر الزبور، وتقطع الجسور، ولا يفلت إلا من كان من جزائر البحور. ثم يثور الجنوب، وتظهر الأعاريب، ليس فيهم معين على أهل الفسوق، والأعاريب في زمان عصيب، لو كان للقوم حيا، وما تغني المنى. قالوا: ثم ماذا يا سطيح؟ قال: ثم يظهر رجل من اليمن، أبيض كالشطن، يخرج بين صنعاء وعدن، يسمى حسين أو حسن، يذهب الله على رأسه الفتن.، ممن تشرف إلى خنادق وأنهار، ذات أشغال وأشجار، يعمد لهم الأغيار، يهزمهم أول النهار، يظهر لأمره الأخيار، فلا ينفعهم نوم ولا قرار، حتى يدخل مصراً من الأمصار، فيدركه القضاء والأوزار؛ ثم تجيء الرماة، تزحف مشاة، لقتال الكماة، وأسر الحماة، ومهل الغواة، هنالك تدر: أعلى المياه. ثم يبور الدين، وتقلب الأمور، ويكفر الزبور، وتقطع الجسور، ولا يفلت إلا من كان من جزائر البحور. ثم يثور الجنوب، وتظهر الأعاريب، ليس فيهم معين على أهل الفسوق، والأعاريب في زمان عصيب، لو كان للقوم حيا، وما تغني المنى. قالوا: ثم ماذا يا سطيح؟ قال: ثم يظهر رجل من اليمن، أبيض كالشطن، يخرج بين صنعاء وعدن، يسمى حسين أو حسن، يذهب الله على رأسه الفتن.
حدث مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه وأتت له خمسون ومئة قال: لما كان ليلة ولد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوه، ورأى الموبذان إبلاً صعابا، تقود خيلاً عرابا، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها. فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك، فصبر عليه تشجعاً، ثم رأى أنه لا يدخر عن مرازبته، فجمعهم ولبس تاجه، وجلس على سريره، ثم بعث إليهم فلما اجتمعوا عنده قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟ قالوا: لا إلا أن يخبرنا الملك، فبينا هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب بخمود النيران، فازداد غماً إلى غمه، ثم أخبرهم ما رأى وما هاله، فقال الموبذان: وأنا أصلح الله الملك قد رأيت في هذه الليلة رؤيا، ثم قص عليه رؤياه في الإبل، فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ قال: حدث يكون في ناحية العرب وكان أعلمهم في أنفسهم فكتب عند ذلك: من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر، أما بعد، فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه.
فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني. فلما ورد عليه قال له: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه؟ قال: ليخبرني الملك أو ليسألني عما أحب، فإن كان عندي منه علم، وإلا أخبرته بمن يعلمه. فأخبره بالذي وجه إليه فيه، قال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح، قال: فأته، اسأله عما سألتك عنه، ثم أنبئني بتفسيره. فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح، وقد أشفى على الضريح، فسلم عليه وكلمه فلم يرد عليه جواباً، فأنشأ يقول:
أصم أم يسمع غطريف اليمن ... أم فاز فازلم به شأو العنن؟
يا فاصل الخطة أعيت من ومن ... أتاك شيخ الحي من آل سنن
وأمه من آل ذئب بن حجن ... أزرق بهم الناب صرار الأذن
أبيض فضفاض الرداء والبدن ... رسول قيل العجم يسري للوسن
لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن ... تجوب بي الأرض علنداة شجن
ترفع بس وجناً وتهوي بي وجن ... حتى أتى عاري الجآجي والقطن
تلفه في الريح بوغاء الدمن ... كأنما حثحت من جفني ثكن
فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول: عبد المسيح، على جمل مشيح، إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلاً صعابا، تقود خيلاً عرابا، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها؛ يا عبد المسيح، إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة وغاضت بحيرة ساوه، وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات، على عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت. ثم قضى سطيح مكانه، ونهض عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول:
شمر فإنك ماضي الهم شمير ... لا يفزعنك تفريق وتغيير
إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم ... فإن ذا الدهر أطوار دهارير
فربما ربما أضحوا بمنزلة ... تهاب صوتهم الأسد المهاصير
منهم أخو الصرح بهرام وإخواته ... والهرمزان وسابور وسابور
والناس أولاد علات فمن علموا ... أن قد أقل فمحقور ومهجور
والخير والشر مقرونان في قرن ... فالخير متبع والشر محذور
فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بما قال له سطيح، فقال كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكاً كانت أمور وأمور. فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى خلافة عثمان.
يقال: إن سطيحاً ولد في أيام سيل العرم، وتوفي في العام الذي ولد فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وإنه عاش خمس مئة سنة، وقيل: ثلاث مئة سنة.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.