علي بن داود بن عبد الله
أبو الحسن الداراني المقرئ القطان إمام جامع دمشق، وكان يؤم أهل داريّا، فمات إمام جامع دمشق، فخرج أهل دمشق إلى داريّا ليأتو به للصلاة بالناس في جامع دمشق، فمنعهم أهل داريا، وكان فيمن خرج معهم القاضي أبو عبد الله بن النصيبي الحسيني، وجلة شيوخ البلد كأبي محمد بن أبي نصر، وقال: يا أهل داريا أما ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إلى إمام أهل داريا يصلي بهم؟ فقالوا: إنا رضينا، وألقوا السلاح، فقدمت له بغلة القاضي ليركبها، فلم يفعل، وركب حمارةً كانت له، فلما ركب التفت إلى ابن النصيبي، فقال: أيها القاضي الشريف، مثلي يصلح أن يكون إمام الجامع، وأنا علي بن داود، كان أبي نصرانياً فأسلم، وليس لي جد في الإسلام؟ فقال له القاضي: قد رضي بك المسلمون.
ورحل معهم، وسكن في أحد بيوت المنارة الشرقية، وكان يصلي بالناس ويفرقهم في شرقي الرواق الأوسط من الجامع، ولا يأخذ على صلاته أجراً، ولا يقبل ممن يقرأ عليه براً، ويقتات من غلة أرض له بداريّا، ويحمل من الحنطة ما يكفيه من الجمعة إلى الجمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة كسملين خارج باب السلامة، فيطحنه ويعجنه ويخبزه ويقتاته طول الأسبوع.
وكان يقرأ عليه رجل مبخّل، له أولاد، كانوا يشتهون عليه القطائف مدة وهو يمطلهم، فألقي في روع أبي الحسن بن داود أمرهم، فسأله أن يتخذ له قطائف، فبادر
الرجل إلى ذلك، لأن أبا الحسن لم يكن له عادة بطلب شيء ممن يقرأ عليه، ولا بقبوله، واشترى سكراً ولوزاً، واتخذها في إناء واسع، ثم أكل منها، فوجد لوزها مراً، فمنعه بخله من عمل غيرها، وحمله إلى ابن داود متغفلاً، فأكل منها واحدة، ثم قال له: احملها إلى صبيانك، فجاء بها بيته فوجدها حلوة، فأطعمها أولاده.
توفي أبو الحسن سنة اثنتين وأربع مئة، وكان ثقة مأموناً، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري.
أبو الحسن الداراني المقرئ القطان إمام جامع دمشق، وكان يؤم أهل داريّا، فمات إمام جامع دمشق، فخرج أهل دمشق إلى داريّا ليأتو به للصلاة بالناس في جامع دمشق، فمنعهم أهل داريا، وكان فيمن خرج معهم القاضي أبو عبد الله بن النصيبي الحسيني، وجلة شيوخ البلد كأبي محمد بن أبي نصر، وقال: يا أهل داريا أما ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إلى إمام أهل داريا يصلي بهم؟ فقالوا: إنا رضينا، وألقوا السلاح، فقدمت له بغلة القاضي ليركبها، فلم يفعل، وركب حمارةً كانت له، فلما ركب التفت إلى ابن النصيبي، فقال: أيها القاضي الشريف، مثلي يصلح أن يكون إمام الجامع، وأنا علي بن داود، كان أبي نصرانياً فأسلم، وليس لي جد في الإسلام؟ فقال له القاضي: قد رضي بك المسلمون.
ورحل معهم، وسكن في أحد بيوت المنارة الشرقية، وكان يصلي بالناس ويفرقهم في شرقي الرواق الأوسط من الجامع، ولا يأخذ على صلاته أجراً، ولا يقبل ممن يقرأ عليه براً، ويقتات من غلة أرض له بداريّا، ويحمل من الحنطة ما يكفيه من الجمعة إلى الجمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة كسملين خارج باب السلامة، فيطحنه ويعجنه ويخبزه ويقتاته طول الأسبوع.
وكان يقرأ عليه رجل مبخّل، له أولاد، كانوا يشتهون عليه القطائف مدة وهو يمطلهم، فألقي في روع أبي الحسن بن داود أمرهم، فسأله أن يتخذ له قطائف، فبادر
الرجل إلى ذلك، لأن أبا الحسن لم يكن له عادة بطلب شيء ممن يقرأ عليه، ولا بقبوله، واشترى سكراً ولوزاً، واتخذها في إناء واسع، ثم أكل منها، فوجد لوزها مراً، فمنعه بخله من عمل غيرها، وحمله إلى ابن داود متغفلاً، فأكل منها واحدة، ثم قال له: احملها إلى صبيانك، فجاء بها بيته فوجدها حلوة، فأطعمها أولاده.
توفي أبو الحسن سنة اثنتين وأربع مئة، وكان ثقة مأموناً، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري.