عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي أخرج البُخَارِيّ فِي الْأَشْرِبَة عَن زيد بن عبد الله بن عمر عَنهُ عَن أم سَلمَة
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554 1. عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق القرشي التيمي...12. آدم نبي الله1 3. آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية...1 4. آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق1 5. آمنة بنت محمد بن أحمد1 6. آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص1 7. آمنة ويقال أمينة1 8. أبان بن الوليد بن عقبة1 9. أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص1 10. أبان بن سعيد بن العاص الأموي1 11. أبان بن صالح بن عمير بن عبيد1 12. أبان بن عثمان بن عفان3 13. أبان بن علي الدمشقي1 14. أبان بن مروان بن الحكم1 15. أبرد الدمشقي1 16. أبرش بن الوليد بن عبد عمرو1 17. أبق بن محمد بن بوري1 18. أبو1 19. أبو أحمد بن علي الكلاعي1 20. أبو أحمد بن هارون الرشيد1 21. أبو أحيحة القرشي1 22. أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي...1 23. أبو أسيد1 24. أبو أوس2 25. أبو أيوب مولى معاوية وحاجبه1 26. أبو إبراهيم الدمشقي1 27. أبو إسماعيل1 28. أبو إياس الليثي1 29. أبو الأبرد الدمشقي1 30. أبو الأبطال1 31. أبو الأبيض العبسي الشامي1 32. أبو الأخضر1 33. أبو الأزهر1 34. أبو الأسود البيروتي1 35. أبو البختري1 36. أبو الثريا الكردي1 37. أبو الجرح الغساني1 38. أبو الجعد السائح1 39. أبو الجعيد1 40. أبو الجلاس العبدي1 41. أبو الجلد التميمي1 42. أبو الجنوب المؤذن المؤدب1 43. أبو الجهم بن كنانة الكلبي1 44. أبو الحارث الصوفي1 45. أبو الحسن الأطرابلسي1 46. أبو الحسن الأعرابي الصوفي1 47. أبو الحسن الدمشقي2 48. أبو الحسن الدويدة1 49. أبو الحسن المعاني1 50. أبو الحسن بن جعفر المتوكل1 51. أبو الحسين الرائق المعري الشاعر1 52. أبو الحسين بن أحمد بن الطيب1 53. أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي1 54. أبو الحسين بن حريش1 55. أبو الحسين بن عمرو بن محمد1 56. أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي1 57. أبو الحمراء3 58. أبو الخير الأقطع التيناتي1 59. أبو الذكر1 60. أبو الربيع الدمشقي1 61. أبو الرضا الصياد العابد1 62. أبو الرضا بن النحاس الحلبي1 63. أبو الزبير الدمشقي1 64. أبو الزهراء القشيري1 65. أبو الساكن1 66. أبو السمح خادم النبي1 67. أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي1 68. أبو العالية3 69. أبو العباس4 70. أبو العباس البيروتي1 71. أبو العباس الحنفي1 72. أبو العباس الوراق الدمشقي1 73. أبو العذراء2 74. أبو العريان المخزومي1 75. أبو العلاء4 76. أبو العلاء بن العين زربي1 77. أبو الغريز1 78. أبو الفرات1 79. أبو الفضل الأصبهاني المتطبب1 80. أبو الفضل الموسوس1 81. أبو الفضل بن خيران1 82. أبو القاسم1 83. أبو القاسم الواسطي1 84. أبو القاسم بن أبي يعلى1 85. أبو القاسم بن رزيق البغدادي1 86. أبو المصبح المقرائي الأوزاعي1 87. أبو المعطل1 88. أبو المغيرة الصوفي الدمشقي1 89. أبو المهاجر الدمشقي1 90. أبو المهاصر1 91. أبو الوزير بن النعمان1 92. أبو الوليد2 93. أبو بردة بن عوف الأزدي1 94. أبو بسرة الجهني1 95. أبو بشر9 96. أبو بشر التنوخي1 97. أبو بشر المروزي1 98. أبو بقية1 99. أبو بكر4 100. أبو بكر الجصاص البصري الصوفي1 ▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554 1. عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق القرشي التيمي...12. آدم نبي الله1 3. آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية...1 4. آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق1 5. آمنة بنت محمد بن أحمد1 6. آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص1 7. آمنة ويقال أمينة1 8. أبان بن الوليد بن عقبة1 9. أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص1 10. أبان بن سعيد بن العاص الأموي1 11. أبان بن صالح بن عمير بن عبيد1 12. أبان بن عثمان بن عفان3 13. أبان بن علي الدمشقي1 14. أبان بن مروان بن الحكم1 15. أبرد الدمشقي1 16. أبرش بن الوليد بن عبد عمرو1 17. أبق بن محمد بن بوري1 18. أبو1 19. أبو أحمد بن علي الكلاعي1 20. أبو أحمد بن هارون الرشيد1 21. أبو أحيحة القرشي1 22. أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي...1 23. أبو أسيد1 24. أبو أوس2 25. أبو أيوب مولى معاوية وحاجبه1 26. أبو إبراهيم الدمشقي1 27. أبو إسماعيل1 28. أبو إياس الليثي1 29. أبو الأبرد الدمشقي1 30. أبو الأبطال1 31. أبو الأبيض العبسي الشامي1 32. أبو الأخضر1 33. أبو الأزهر1 34. أبو الأسود البيروتي1 35. أبو البختري1 36. أبو الثريا الكردي1 37. أبو الجرح الغساني1 38. أبو الجعد السائح1 39. أبو الجعيد1 40. أبو الجلاس العبدي1 41. أبو الجلد التميمي1 42. أبو الجنوب المؤذن المؤدب1 43. أبو الجهم بن كنانة الكلبي1 44. أبو الحارث الصوفي1 45. أبو الحسن الأطرابلسي1 46. أبو الحسن الأعرابي الصوفي1 47. أبو الحسن الدمشقي2 48. أبو الحسن الدويدة1 49. أبو الحسن المعاني1 50. أبو الحسن بن جعفر المتوكل1 51. أبو الحسين الرائق المعري الشاعر1 52. أبو الحسين بن أحمد بن الطيب1 53. أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي1 54. أبو الحسين بن حريش1 55. أبو الحسين بن عمرو بن محمد1 56. أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي1 57. أبو الحمراء3 58. أبو الخير الأقطع التيناتي1 59. أبو الذكر1 60. أبو الربيع الدمشقي1 61. أبو الرضا الصياد العابد1 62. أبو الرضا بن النحاس الحلبي1 63. أبو الزبير الدمشقي1 64. أبو الزهراء القشيري1 65. أبو الساكن1 66. أبو السمح خادم النبي1 67. أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي1 68. أبو العالية3 69. أبو العباس4 70. أبو العباس البيروتي1 71. أبو العباس الحنفي1 72. أبو العباس الوراق الدمشقي1 73. أبو العذراء2 74. أبو العريان المخزومي1 75. أبو العلاء4 76. أبو العلاء بن العين زربي1 77. أبو الغريز1 78. أبو الفرات1 79. أبو الفضل الأصبهاني المتطبب1 80. أبو الفضل الموسوس1 81. أبو الفضل بن خيران1 82. أبو القاسم1 83. أبو القاسم الواسطي1 84. أبو القاسم بن أبي يعلى1 85. أبو القاسم بن رزيق البغدادي1 86. أبو المصبح المقرائي الأوزاعي1 87. أبو المعطل1 88. أبو المغيرة الصوفي الدمشقي1 89. أبو المهاجر الدمشقي1 90. أبو المهاصر1 91. أبو الوزير بن النعمان1 92. أبو الوليد2 93. أبو بردة بن عوف الأزدي1 94. أبو بسرة الجهني1 95. أبو بشر9 96. أبو بشر التنوخي1 97. أبو بشر المروزي1 98. أبو بقية1 99. أبو بكر4 100. أبو بكر الجصاص البصري الصوفي1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#7249bf
عبد الرَّحْمَن بْن أبي بكر الصّديق التَّيْمِيّ الْقرشِي كنيته أَبُو مُحَمَّد وَقد قيل أَبُو عَبْد اللَّه أمه وَأم عَائِشَة أم رُومَان بنت عَامر بْن عُوَيْمِر مَاتَ بِالْحَبَشَةِ سنة ثَمَان وَخمسين قبل عَائِشَة وَقد قيل سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#2b760a
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي قحافة القرشي مات قبل عائشة له صحبة روى عنه أبو عثمان النهدي وابنته حفصة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر وعمرو بن أوس وموسى بن وردان والقاسم بن محمد وأبو ثور الفهمي وابن أبي مليكة وعبد الله بن كعب وميمون بن مهران.
قال سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي.
قال سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#2051c9
عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق واسْمه عبد الله بن عُثْمَان أَبُو عبد الله الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَعَمْرو بن أَوْس فِي الصَّلَاة وَالْعمْرَة وَصفَة النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ الْوَاقِدِيّ أسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة وَمَات سنة ثَلَاث وَخمسين والهدنة الصُّلْح
قَالَ الْوَاقِدِيّ أسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة وَمَات سنة ثَلَاث وَخمسين والهدنة الصُّلْح
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#af6f4b
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا صَدَقَةُ، نا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَيَقُولُ: «ابْنَ آدَمَ , فِيمَا أَخَذْتَ هَذَا؟» فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي حَيْثُ أَخَذْتُهُ أَتَى عَلَى يَدَيَّ إِمَّا حَرَقَ , أَوْ سَرَقَ , فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، , نا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ أَبُو نُعَيْمٍ , نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَرْثِ , عَنْ بُكَيْرٍ، أَنَّ أَبَا ثَوْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ , وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ , وَأُعَمِّرُهَا مِنَ التَّنْعِيمِ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا صَدَقَةُ، نا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَيَقُولُ: «ابْنَ آدَمَ , فِيمَا أَخَذْتَ هَذَا؟» فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي حَيْثُ أَخَذْتُهُ أَتَى عَلَى يَدَيَّ إِمَّا حَرَقَ , أَوْ سَرَقَ , فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، , نا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ أَبُو نُعَيْمٍ , نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَرْثِ , عَنْ بُكَيْرٍ، أَنَّ أَبَا ثَوْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ , وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ , وَأُعَمِّرُهَا مِنَ التَّنْعِيمِ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#7740ab
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
يكنى أبا عبد الله. وقيل: بل يكنى أبا محمد بابنه محمد الذي يقَالُ له أبو عتيق، والد عبد الله بن أبي عتيق. وأدرك أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة هو وأبوه وجده وأبو جده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولد أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن قبل موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأم عبد الرحمن أم رومان بنت الحارث بن غنم الكنانية، فهو شقيق عائشة. وشهد عبد الرحمن بن أبى بكر بدرا وأحدا مع قومه كافرا، ودعا إلى البراز، فقام إليه أبوه ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ له: متعنا بنفسك، ثم أسلم وحسن إسلامه، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية. هذا قول أهل السيرة. قالوا : كان اسمه عبد الكعبة فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه عبد الرحمن.
وذكر الزبير، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان أن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فئة من قريش هاجروا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح- قَالَ: وأحسبه قَالَ: إن معاوية كان منهم- وكان
عبد الرحمن بن أبي بكر من أشجع رجال قريش، وأرماهم بسهم، وحضر اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل سبعة من كبارهم، شهد له بذلك جماعة عند خالد بن الوليد، وهو الذي قتل محكم اليمامة بن طفيل ، رماه بسهم في نحره فقتله فيما ذكر جماعة من أهل السير: ابن إِسْحَاق وغيره. وكان محكم اليمامة قد سد ثلمة من الحصن فدخل المسلمون من تلك الثلمة، وكان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر.
قَالَ الزبير: وكان امرأً صالحا. وكانت فيه دعابة.
قَالَ الزبير: حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عَنْ أَبِيهِ أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي، حين فتح دمشق، وكان قد رآها قبل ذَلِكَ، فكان يشبب بها، وله فيها أشعار، وخبره معها مشهور عند أهل الأخبار.
قَالَ أبو عمر رحمه الله: وشهد الجمل مع أخته عائشة، وكان أخوه محمد يومئذ مع علي رضى الله عنه.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري. قَالَ: قعد معاوية على المنبر يدعو إلى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علي، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فكان كلام ابن أبي بكر: أهرقلية، إذا مات كسرى كان كسرى مكانه؟ لا نفعل والله أبدا. وبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد، فردها عليه عبد الرحمن، وأبى أن يأخذها وقال:
أبيع ديني بدنياي، فخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد بن معاوية.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: يقولون: إن عبد الرحمن بن أبي بكر مات فجاءة بموضع يقَالُ له الحبشي على نحو عشرة أميال من مكة، وحمل إلى مكة فدفن بها، ويقَالَ: إنه توفي في نومة نامها. ولما اتصل خبر موته بأخته عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ظعنت من المدينة حاجة حتى وقفت على قبره- وكانت شقيقته- فبكت عليه وتمثلت :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت مكانك، ولو حضرت ما بكيتك. ويقَالَ: إنه لم يدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة ولا أب وبنوه إلا أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وابنه أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن والله أعلم.
وكانت وفاة عبد الرحمن بن أبى بكر سنة ثلاث وخمسين. وقيل سنة خمس وخمسين بمكة، والأول أكثر.
يكنى أبا عبد الله. وقيل: بل يكنى أبا محمد بابنه محمد الذي يقَالُ له أبو عتيق، والد عبد الله بن أبي عتيق. وأدرك أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة هو وأبوه وجده وأبو جده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولد أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن قبل موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأم عبد الرحمن أم رومان بنت الحارث بن غنم الكنانية، فهو شقيق عائشة. وشهد عبد الرحمن بن أبى بكر بدرا وأحدا مع قومه كافرا، ودعا إلى البراز، فقام إليه أبوه ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ له: متعنا بنفسك، ثم أسلم وحسن إسلامه، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية. هذا قول أهل السيرة. قالوا : كان اسمه عبد الكعبة فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه عبد الرحمن.
وذكر الزبير، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان أن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فئة من قريش هاجروا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح- قَالَ: وأحسبه قَالَ: إن معاوية كان منهم- وكان
عبد الرحمن بن أبي بكر من أشجع رجال قريش، وأرماهم بسهم، وحضر اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل سبعة من كبارهم، شهد له بذلك جماعة عند خالد بن الوليد، وهو الذي قتل محكم اليمامة بن طفيل ، رماه بسهم في نحره فقتله فيما ذكر جماعة من أهل السير: ابن إِسْحَاق وغيره. وكان محكم اليمامة قد سد ثلمة من الحصن فدخل المسلمون من تلك الثلمة، وكان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر.
قَالَ الزبير: وكان امرأً صالحا. وكانت فيه دعابة.
قَالَ الزبير: حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عَنْ أَبِيهِ أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي، حين فتح دمشق، وكان قد رآها قبل ذَلِكَ، فكان يشبب بها، وله فيها أشعار، وخبره معها مشهور عند أهل الأخبار.
قَالَ أبو عمر رحمه الله: وشهد الجمل مع أخته عائشة، وكان أخوه محمد يومئذ مع علي رضى الله عنه.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري. قَالَ: قعد معاوية على المنبر يدعو إلى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علي، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فكان كلام ابن أبي بكر: أهرقلية، إذا مات كسرى كان كسرى مكانه؟ لا نفعل والله أبدا. وبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد، فردها عليه عبد الرحمن، وأبى أن يأخذها وقال:
أبيع ديني بدنياي، فخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد بن معاوية.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: يقولون: إن عبد الرحمن بن أبي بكر مات فجاءة بموضع يقَالُ له الحبشي على نحو عشرة أميال من مكة، وحمل إلى مكة فدفن بها، ويقَالَ: إنه توفي في نومة نامها. ولما اتصل خبر موته بأخته عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ظعنت من المدينة حاجة حتى وقفت على قبره- وكانت شقيقته- فبكت عليه وتمثلت :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت مكانك، ولو حضرت ما بكيتك. ويقَالَ: إنه لم يدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة ولا أب وبنوه إلا أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وابنه أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن والله أعلم.
وكانت وفاة عبد الرحمن بن أبى بكر سنة ثلاث وخمسين. وقيل سنة خمس وخمسين بمكة، والأول أكثر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#2671d0
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ، وَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ الْعُزَّى، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أُمُّهُ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَبْدِ دَهْمَانَ، أَحَدُ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَهُوَ أَخُو عَائِشَةَ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا، كَانَ أَسَنَّ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ، تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي نَوْمَةٍ نَامَهَا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا مِنْ مَكَّةَ، بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْحَبَشُ، فَنَقَلَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى مَكَّةَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سِتٍّ وَخَمْسِينَ رَوَى عَنْهُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ: رَوَى عَنْهُ عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَوَهِمَ فَإِنَّمَا هِيَ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى الشَّامِ بِمَالِهِ، وَمَالِ قُرَيْشٍ، فَهَوِيَ لَيْلَى بِنْتَ الْجُودِيِّ، فَلَمَّا افْتَتَحَ خَالِدٌ الشَّامَ زَمَنَ عُمَرَ صَارَتْ إِلَيْهِ، فَازْدَادَ بِهَا شَغَفًا، فَكَانَ يُشَبِّبُ بِهَا، وَيَقُولُ:
[البحر الطويل]
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا ... فَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لَنَا؟
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُرْدِفَ عَائِشَةَ، فَيُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ» قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا شُعْبَةُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ، يَقُولُ مُوَصِّلٌ. رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهَا قِصَّةَ التَّنْعِيمِ مِثْلَهُ، وَزَادَ: فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ
- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا فيضُ بْنُ الْوَثِيقِ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» ، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٍ، فَجِيئ بِهِ فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنِيمَةٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبِيعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَمْ هِبَةٌ؟» ، قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ، فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمِ اللهِ مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَةِ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ حُزَّةً، قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَعِيرِ، أَوْ كَمَا كَانَ "
[البحر الطويل]
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا ... فَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لَنَا؟
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُرْدِفَ عَائِشَةَ، فَيُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ» قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا شُعْبَةُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ، يَقُولُ مُوَصِّلٌ. رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهَا قِصَّةَ التَّنْعِيمِ مِثْلَهُ، وَزَادَ: فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ
- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا فيضُ بْنُ الْوَثِيقِ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» ، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٍ، فَجِيئ بِهِ فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنِيمَةٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبِيعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَمْ هِبَةٌ؟» ، قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ، فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمِ اللهِ مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَةِ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ حُزَّةً، قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَعِيرِ، أَوْ كَمَا كَانَ "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94033&book=5561#7c962b
عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق كنيته أبو محمد أمه وأم عائشة أم رومان بنت
عامر بن عويمر مات قبل عائشة سنة ثمان وخمسين وكان يخضب بالحناء والكتم
عامر بن عويمر مات قبل عائشة سنة ثمان وخمسين وكان يخضب بالحناء والكتم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=140009&book=5561#e73699
عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي أخرج البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالْحيض وَغير مَوضِع عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَمَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَعَمْرو بن الْحَارِث وفليح وَعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَنهُ عَن أَبِيه وَعبد الله بن عبد الله بن عمر وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن الزبير قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ فِي ولَايَة مَرْوَان بن مُحَمَّد وَهُوَ آخر من ولي من بني أُميَّة وَقتل مَرْوَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَملك خمس سِنِين إِلَّا نَحوا من شَهْرَيْن قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ ثِقَة قَالَ أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة أخبرنَا مُصعب بن عبد الله قَالَ عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر كَانَ من خِيَار الْمُسلمين أمه قريبَة بنت عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120327&book=5561#8df5ce
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق الْقرشِي التَّيْمِيّ حدث عَن أم سَلمَة رَوَى عَنهُ زيد بن عبد الله بن عمر فِي الْأَشْرِبَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120384&book=5561#de97d2
عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد أبي بكر الصّديق أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي
سمع أَبَاهُ وَعبد الله بن عبد الله بن عمر وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن الزبير رَوَى عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَمَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَعَمْرو بن الْحَارِث وفليح وَعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فِي الصَّلَاة وَالْحيض ومواضع قَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ فِي ولَايَة مَرْوَان بن مُحَمَّد وَقَالَ الْوَاقِدِيّ مَاتَ بِالشَّام حِين بعث إِلَيْهِ الْوَلِيد بن يزِيد قَالَ أَبُو الزِّنَاد وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَرَبِيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن وَذَلِكَ سنة 126 فشهدوه
سمع أَبَاهُ وَعبد الله بن عبد الله بن عمر وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن الزبير رَوَى عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَمَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَعَمْرو بن الْحَارِث وفليح وَعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فِي الصَّلَاة وَالْحيض ومواضع قَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ فِي ولَايَة مَرْوَان بن مُحَمَّد وَقَالَ الْوَاقِدِيّ مَاتَ بِالشَّام حِين بعث إِلَيْهِ الْوَلِيد بن يزِيد قَالَ أَبُو الزِّنَاد وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَرَبِيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن وَذَلِكَ سنة 126 فشهدوه
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#77bc50
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- وكانت له صحبة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#eabedd
- وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. زعم أبو الحسن أنه كان رسول عثمان بن عفان إلى عامر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#4a068e
- وعبد الرحمن بن أبي بكر بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#3bf9ce
عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ
- عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة. وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة. ومات عبد الرحمن وليس له عقب. وقد روي عنه أيضا.
- عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة. وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة. ومات عبد الرحمن وليس له عقب. وقد روي عنه أيضا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#d7298b
عبد الرحمن بن أبي بكر
- عبد الرحمن بن أبي بكر. أمه أم رومان بنت الحارث بن الحويرث, من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة. ويقال: أمه ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة. يكنى أبا محمد, مات سنة ثلاث وخمسين. شهد الجمل مع عائشة, وقدم على ابن عامر البصرة.
- عبد الرحمن بن أبي بكر. أمه أم رومان بنت الحارث بن الحويرث, من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة. ويقال: أمه ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة. يكنى أبا محمد, مات سنة ثلاث وخمسين. شهد الجمل مع عائشة, وقدم على ابن عامر البصرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#f58b7c
عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر
روى عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن سعيد بن زيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة فِي الْجنَّة الحَدِيث رَوَاهُ عَنهُ عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم أحد الضُّعَفَاء
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل مَجْهُول.
روى عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن سعيد بن زيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة فِي الْجنَّة الحَدِيث رَوَاهُ عَنهُ عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم أحد الضُّعَفَاء
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل مَجْهُول.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#f91c1a
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكر بْن أَبِي مليكة الْقُرَشِيّ المليكي -
منكر الحديث - التيمي عَنِ القاسم، سَمِعَ منه ابنه مُحَمَّد، قَالَ ابْن منذر حَدَّثَنَا معن حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرِ بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مليكة: سمعت عمي ابْن أَبِي مليكة هو عَبْد اللَّه، ورأى طاوسا
والزُّهْرِيّ.
منكر الحديث - التيمي عَنِ القاسم، سَمِعَ منه ابنه مُحَمَّد، قَالَ ابْن منذر حَدَّثَنَا معن حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرِ بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مليكة: سمعت عمي ابْن أَبِي مليكة هو عَبْد اللَّه، ورأى طاوسا
والزُّهْرِيّ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64823&book=5561#d0a0bb
عبد الرحمن بن أبي بكر
- عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة. وهو الذي يقال له زوج جبرة. له أحاديث ضعيفة.
- عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة. وهو الذي يقال له زوج جبرة. له أحاديث ضعيفة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127749&book=5561#81571e
عبد الله ب أَبِي قحافة، أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
كان اسمه فِي الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْد اللَّهِ. هذا قول أهل النسب: الزُّبَيْرِيّ وغيره، واسم أَبِيهِ أَبِي قحافة: عُثْمَان بْن عامر بن عمرو ابْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بْن فهر القرشي التيمي. وأمه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سَعْد بْن تيم بْن مُرَّةَ واسمها: سلمى. قال مُحَمَّد بْن سلام: قلت لابن دأب: من أم أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أم الخير، هَذَا اسمها.
قال أَبُو عُمَر رحمه الله: لا يختلفون أن أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شهد بدرا بعد مهاجرته مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إِلَى المدينة، وأنه لم يكن رفيقه من أصحابه فِي هجرته غيره، وَهُوَ كَانَ مؤنسه فِي الغار إِلَى أن خرج معه مهاجرين. وهو أول من أسلم من الرجال فِي قول طائفة من أهل العلم بالسير والخبر، وأول من صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر أولئك. وكان يقال لَهُ عتيق واختلف العلماء فِي المعنى الَّذِي قيل لَهُ به عتيق. فقال الليث ابن سَعْد وجماعة معه: إنما قيل لَهُ عتيق لجماله وعتاقة وجهه. وقال مصعب الزُّبَيْرِيّ وطائفة من أهل النسب: إنما سمى أَبُو بَكْر عتيقا لأنه لم يكن فِي نسبه شيء يعاب بِهِ. وقال آخرون: كَانَ لَهُ أخوان، أحدهما يسمى عتيقا.
مات عتيق قبله، فسمي باسمه.
وقال آخرون: إنما سمي عتيقا لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من سره أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هذا، فسمى عتيقا بذلك.
وحدثنا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُون الْبَجَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ، وَحَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بْن سُفْيَان واللفظ لَهُ، وحديثه أتم. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: إِنِّي لَفِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه بِالْفِنَاءِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هَذَا. قَالَتْ: وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ لَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بن عمرو.
وحدثني خلف بن قائم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَوْ سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَوَّلُ إِسْلامًا؟ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قول حسان :
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلُهَا ... بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلا
وَالثَّانِيَ التَّالِيَ الْمُحْمُودُ مَشْهَدُهُ ... وَأَوَّلُ النَّاسِ مِمَّنْ صَدَّقَ الرُّسُلا
ويروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لحسان: هل قلت فِي أَبِي بكرٍ شيئا؟ قَالَ: نعم، وأنشده هذه الأبيات، وفيها بيت رابع وهي:
والثاني اثنين فِي الغار المنيف وقد ... طاف العدو به إذ صعّدوا الجبلا
فسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: أحسنت يَا حَسَّان. وقد رَوَى فيها بيت خامس:
وَكَانَ حب رَسُول اللَّهِ قد علموا ... خير البرية لم يعدل بِهِ رجلا
وروى شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم النخعي. قال: أَبُو بَكْر أول من أسلم. واختلف فِي مكث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي بَكْر فِي الغار، فقيل: مكثا فِيهِ ثلاثا، يروي ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِد. وقد رَوَى فِي حديث مرسل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مكثت مع صاحبي فِي الغار بضعة عشر يوما، مَا لنا طعام إلا ثمر البرير- يَعْنِي الأراك، وَهَذَا غير صحيح عِنْدَ أهل العلم بالحديث، والأكثر على مَا قاله مُجَاهِد. والله أعلم. وروى الجريري عَنْ أَبِي نَضْرَة، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنا أسلمت قبلك.. في حديث ذكره، فلم ينكر عَلَيْهِ ومما قيل فِي أَبِي بَكْر رَضِيَ الله عنه قول أبى الهيثم ابن التيهان فيما ذكروا:
وإني لأرجو أن يقوم بأمرنا ... ويحفظه الصديق والمرء من عدي
أولاك خيار الحي فهر بْن مالكٍ ... وأنصار هَذَا الدين من كل معتدى
وقال فيه أبو محجن الثقفي:
وسميت صديقا، وكل مهاجرٍ ... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا بالعريش المشهر
وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا ... وكنت رفيقا للنّبيّ المطهّر
وسمي الصديق لبداره إِلَى تصديق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كل مَا جاء بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل قيل لَهُ الصديق [لتصديقه لَهُ ] فِي خبر الإسراء. وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي غير هَذَا الموضع.
وكان فِي الجاهلية وجيها رئيسا من رؤساء قريش، وإليه كانت الأشناق فِي الجاهلية، والأشناق: الديات، كَانَ إذا حمل شيئا قالت فِيهِ قريش: صدقوه وأمضوا حمالته، وحمالة من قام معه أَبُو بَكْر، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
وأسلم على يد أَبِي بَكْر: الزُّبَيْر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بْن عوف.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفًا أَنْفَقَهَا كُلَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نفعني مال مَا نفعني مال أَبِي بكرٍ» . وأعتق أَبُو بَكْر سبعة كانوا يعذبون فِي الله، منهم: بلال، وعامر بْن فهيرة.
وفي حديث التخيير، قال على: فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المخير، وَكَانَ أَبُو بَكْر أعلمنا بِهِ.
[وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوا لي صاحبي، فإنكم قلتم لي: كذبت، وَقَالَ لي: صدقت ] . وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كلام البقرة والذئب: «آمنت
بهذا أنا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر، وما هما ثُمَّ علما بما كانا عَلَيْهِ من اليقين والإيمان. وقال عَمْرو بْن الْعَاص: يَا رَسُول اللَّهِ، من أحب الناس إليك؟ قَالَ: عَائِشَة، قلت: من الرجال؟ قَالَ: أبوها. وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ آمَنِ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ، لا تَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى [سُفْيَانُ ] بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدُوسٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدَّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَتَذَاكَرُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ دخل رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، وَكَانُوا إِذَا سَأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ صَدَّقَهُمْ، فَقَالُوا: أَلَسْتَ تَقُولُ فِي آلِهَتِنَا كَذَا وَكَذا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَتَشَبَّثُوا بِهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالَ: فَلُهُّوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ يَضْرِبُونَهُ. قَالَتْ:
فَرَجَعَ إِلَيْنَا، فَجَعَلَ لا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلا جَاءَ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
وروينا من وجوه، عَنْ أَبِي أمامة الباهلي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرو بْن عبسة، قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نازل بعكاظ، فقلت: يَا رَسُول اللَّهِ، من اتبعك على هَذَا الأمر؟ قَالَ: حر وعبد: أَبُو بكرٍ، وبلال. قَالَ:
فأسلمت عِنْدَ ذَلِكَ.. فذكر الحديث.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّاهَرْتِيُّ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ.
فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا. وروينا أن رجلا من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مجلس فِيهِ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق: والله مَا كَانَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من موطن إلا وعلي معه فِيهِ. فقال الْقَاسِم: يَا أخي، لا تحلف. قال: هلم. قال: بلى، مَا ترده . قال الله تعالى : ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40.
واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على [أمته ] من بعده، بما أظهر من الدلائل البينة على محبته فِي ذَلِكَ، وبالتعريض الَّذِي يقوم مقام التصريح، ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فِيهِ بشيء، وَكَانَ لا يصنع شيئا فِي دين الله إلا بوحي، والخلافة ركن من أركان الدين. وَمِنَ الدَّلائِلِ الْوَاضِحَةِ عَلَى مَا قُلْنَا مَا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالا: حدثنا أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بن سلمة الخزاعي، وأخبرنا أحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ بْنُ حَمْزَةَ الْحُسَيْنِيُّ بِمِصْرَ. وَحَدَّثَنَا الطَّحَاوِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن محمد ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَتْهُ عَنْ شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ، تَعْنِي الْمَوْتَ. فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أن لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ. قال الشافعي: فِي هَذَا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْر.
وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ. كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلِيلٌ، فَدَعَاهُ بِلالٌ إِلَى الصَّلاةِ، فَقَالَ لَنَا: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ.
قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَامَ عُمَرُ، فَلَمَّا كَبَّرَ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته،
وَكَانَ مُجْهِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ. فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَهُ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ طُولَ عِلَّتِهِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَذَا أَيْضًا وَاضِحٌ فِي ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل ابن إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، [عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ] ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا باللذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، وَيَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، [قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ ] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رُجُوعُ الأَنْصَارِ يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بِكَلامٍ قَالَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنْشَدْتُكُمُ اللَّهَ. هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بالناس؟ قالوا: اللَّهمّ نعم.
قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يُزِيلَهُ عَنْ مَقَامٍ أَقَامَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالُوا: كُلُّنَا لا تَطِيبُ نَفْسُهُ، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: اجْعَلُوا إِمَامَكُمْ خَيْرَكُمْ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جَعَلَ إِمَامَنَا خَيْرَنَا بَعْدَه.
وَرَوَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرِضَ لَيَالِيَ وَأَيَّامًا يُنَادِي بِالصَّلاةِ فَيَقُولُ:
مُرُوا أَبَا بَكرٍ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرْتُ فَإِذَا الصَّلاةُ عَلَمُ الإِسْلامِ، وَقِوَامُ الدِّينِ، فَرَضَيْنَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدِينِنَا، فَبَايَعْنَا أَبَا بَكْرٍ. وقد ذكرنا هَذَا الخبر وكثيرا مثله فِي معناه عِنْدَ قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مروا أَبَا بكرٍ فليصل بالناس، وأوضحنا ذَلِكَ فِي التمهيد، والحمد للَّه.
وكان أَبُو بَكْر يَقُول: أنا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك كَانَ يدعى: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ. وكان عُمَر يدعى خليفة أَبِي بَكْر صدرا من خلافته حَتَّى تسمى بأمير المؤمنين لقصة سنذكرها فِي بابه، إن شاء الله تعالى.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن حكم [يعرف بابن البغوي ]
أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُشَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، قَالَ: لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ. [قَالَ ] : وَلَكِنِّي أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ وعلى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نُصَيْرٍ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَسَّانٍ الصَّيْدَلانِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ. وَرَوَى مُحَمَّد ابْن الحنفية، وعبد خير، وَأَبُو جحيفة، [عَنْ علي ] مثله. وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُول: سبق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثنى أَبُو بَكْر، وثلث عُمَر، ثُمَّ حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء. وقال عبد خير: سمعت عليا يَقُول: رحم الله أَبَا بَكْر، كَانَ أول من جمع بين اللوحين. وروينا عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب من وجوه أَنَّهُ قَالَ: ولينا أَبُو بَكْر فخير خليفة، أرحمه بنا وأحناه علينا. وقال مسروق: حب أَبِي بَكْر وَعُمَر ومعرفة فضلهما من السنة.
وكان أَبُو بَكْر رجلا نحيفا أبيض خفيف العارضين أجنأ ، لا تستمسك أزرته، تسترخي عَنْ حقوبه، معروق الوجه، غائر العينين، ناتىء الجبهة، عاري الأشاجع، هكذا وصفته ابنته عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها، وبويع لَهُ بالخلافة فِي اليوم الَّذِي مات فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سقيفة بني ساعدة، ثُمَّ بويع البيعة العامة يَوْم الثلاثاء من غد ذَلِكَ اليوم، وتخلف عَنْ بيعته سَعْد ابن عبادة، وطائفة من الخزرج، وفرقة من قريش، ثُمَّ بايعوه بعد غير سَعْد.
وقيل: إنه لم يتخلف عَنْ بيعته يومئذ أحد من قريش وقيل: إنه تخلف عَنْهُ من قريش: علي، والزبير، وطلحة، وخالد بْن سَعِيد بْن الْعَاص، ثُمَّ بايعوه بعد. وقد قيل: إن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة، ثُمَّ لم يزل سامعا مطيعا لَهُ يثني عَلَيْهِ ويفضله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو قَطَنٍ، وأبو عبادة ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، واللفظ ليزيد- قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ جَحْلٍ ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا يُفَضِّلُنِي أَحَدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلا جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد
ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَبْطَأَ عَلِيٌّ عَنْ بَيْعَتِهِ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنِّي! أَكَرِهْتَ إِمَارَتِي؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا كَرِهْتُ إِمَارَتَكَ، وَلَكِنِّي آلَيْتُ أَلا أَرْتَدِي رِدَائِي إِلا إِلَى صَلاةٍ حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قال ابن سِيرِين: فبلغني أَنَّهُ كتب على تنزيله، ولو أصيب ذَلِكَ الكتاب لوجد فِيهِ علم كَثِير.
وذكر عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوب، عَنْ عكرمة، قَالَ: لما بويع لأبي بَكْر تخلّف على عَنْ بيعته، وجلس فِي بيته، فلقيه عُمَر، فَقَالَ: تخلفت عَنْ بيعة أَبِي بَكْر؟ فَقَالَ: إِنِّي آليت بيمين حين قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أرتدي بردائي إلا إِلَى الصلاة المكتوبة حَتَّى أجمع القرآن، فإني خشيت أن ينفلت. ثُمَّ خرج فبايعه. وقد ذكرنا جمع عليّ القرآن في بابه أيضا من عير هذا الوجه، الحمد للَّه.
وَذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: غَلَبَكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرَ أَرْذَلُ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ، أَمَا وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّهَا خَيْلا وَرِجَالا. قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ:
مَا زِلْتَ عَدُوًّا لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، فَمَا ضَرَّ ذَلِكَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ شَيْئًا، وَإِنَّا رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أهلا، وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق، عن ابن المبارك
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُسَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها عمر، فقال: يا بنت رَسُولِ الله، مَا كَانَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيكِ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا بَعْدَهُ مِنْكِ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ هَؤُلاءِ النَّفَرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْكِ، وَلَئِنْ بَلَغَنِي لأَفْعَلَنَّ وَلأَفْعَلَنَّ. ثُمَّ خَرَجَ وَجَاءُوهَا، فَقَالَتْ لَهُمْ: إِنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَحَلَفَ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَفْعَلَنَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَيَفِيَنَّ بِهَا، فَانْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ، وَلا تَرْجِعُوا إِلَيَّ. فَانْصَرَفُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا حَتَّى بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَبَّصَ بِبَيْعَتِهِ [لأَبِي بَكْرٍ ] شَهْرَيْنِ، وَلَقِيَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَقَالَ:
يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَقَدْ طِبْتُمْ نَفْسًا عَنْ أَمْرِكُمْ يَلِيَهُ غَيْرُكُمْ، فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا، وَأَمَّا عُمَرُ فَاضْطَغَنَهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ أَمِيرًا عَلَى رَبْعٍ مِنْ أَرْبَاعِ الشَّامِ، وَكَانَ أَوَّلُ من استعمل عليها، فجعل عمر يقول:
أَتُؤَمِّرُهُ . وَقَدْ قَالَ مَا قَالَ، فَلَمْ يَزَلْ بِأَبِي بَكْرٍ حَتَّى عَزَلَهُ، وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ ابْن أَبِي عزة القرشي الجمحيّ:
شكرا لمن هُوَ بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصديق
من بعد مَا ركضت بسعدٍ بغله ... ورجا رجاءً دونه العيوق
جاءت بِهِ الأنصار عاصب رأسه ... فأتاهم الصديق والفاروق
وأبو عُبَيْدَة والذين إليهم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق
كنا نقول لَهَا علي والرضا ... عمر، وأولاهم بتلك عتيق
فدعت قريش باسمه فأجابها ... إن المنوه باسمه الموثوق
وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو قُحَافَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا:
قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: أَمْرٌ جَلَلٌ! قَالَ: فَمَنْ وَلِيَ بَعْدَهُ؟
قَالُوا: ابْنُكَ قَالَ: فَهَلْ رَضِيَتْ بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟
قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ، وَلا مُعْطِي لِمَا مَنَعَهُ اللَّهُ. ومكث أَبُو بَكْر فِي خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليالٍ. وقيل: سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.
وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.
وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال غيره: وعشرة أيام.
وَقَالَ غيره أيضا: وعشرين يوما، فقام بقتال أهل الردة وظهر من فضل رأيه فِي ذَلِكَ وشدته مع لينه مَا لم يحتسب، فأظهر الله بِهِ دينه، وقتل على يديه وببركته كل من ارتد عَنْ دين الله، حَتَّى ظهر أمر الله وهم كارهون.
واختلف فِي السبب الَّذِي مات منه، فذكر الْوَاقِدِيّ أَنَّهُ اغتسل فِي يَوْم بارد فحم، ومرض خمسة عشر يوما. قال الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ بِهِ طرف من السل. وروى عن سلام بْن أَبِي مطيع أَنَّهُ سم، والله أعلم.
واختلف أيضا فِي حين وفاته، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: توفي يَوْم الجمعة، لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة. وقال غيره من أهل السير:
مات عشي يَوْم الاثنين. وقيل ليلة الثلاثاء. وقيل عشي يَوْم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة. هذا قول أكثرهم. وأوصى أن تغسله أَسْمَاء بِنْت عميس زوجته، فغسلته، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب، ونزل فِي قبره عُمَر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن ابن أَبِي بَكْر ودفن ليلا فِي بيت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولا يختلفون أن سنه انتهت إِلَى حين وفاته ثلاثا وستين سنة إلا مَا لا يصح، وأنه استوفى بخلافته بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان نقش خاتمه: نعم القادر الله، فيما ذكر الزُّبَيْر بْن بكار، وَقَالَ غيره:
كَانَ نقش خاتمه: عبد ذليل لرب جليل.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عَبْدُ الملك بن مروان
فَقَالَ: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الأَبْيَاتَ الَّتِي تُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَقُلْ بَيْتَ شِعْرٍ فِي الإِسْلامِ حَتَّى مَاتَ، وَأَنَّهُ كَانَ قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، هُوَ وَعُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
كان اسمه فِي الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْد اللَّهِ. هذا قول أهل النسب: الزُّبَيْرِيّ وغيره، واسم أَبِيهِ أَبِي قحافة: عُثْمَان بْن عامر بن عمرو ابْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بْن فهر القرشي التيمي. وأمه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سَعْد بْن تيم بْن مُرَّةَ واسمها: سلمى. قال مُحَمَّد بْن سلام: قلت لابن دأب: من أم أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أم الخير، هَذَا اسمها.
قال أَبُو عُمَر رحمه الله: لا يختلفون أن أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شهد بدرا بعد مهاجرته مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إِلَى المدينة، وأنه لم يكن رفيقه من أصحابه فِي هجرته غيره، وَهُوَ كَانَ مؤنسه فِي الغار إِلَى أن خرج معه مهاجرين. وهو أول من أسلم من الرجال فِي قول طائفة من أهل العلم بالسير والخبر، وأول من صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر أولئك. وكان يقال لَهُ عتيق واختلف العلماء فِي المعنى الَّذِي قيل لَهُ به عتيق. فقال الليث ابن سَعْد وجماعة معه: إنما قيل لَهُ عتيق لجماله وعتاقة وجهه. وقال مصعب الزُّبَيْرِيّ وطائفة من أهل النسب: إنما سمى أَبُو بَكْر عتيقا لأنه لم يكن فِي نسبه شيء يعاب بِهِ. وقال آخرون: كَانَ لَهُ أخوان، أحدهما يسمى عتيقا.
مات عتيق قبله، فسمي باسمه.
وقال آخرون: إنما سمي عتيقا لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من سره أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هذا، فسمى عتيقا بذلك.
وحدثنا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُون الْبَجَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ، وَحَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بْن سُفْيَان واللفظ لَهُ، وحديثه أتم. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: إِنِّي لَفِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه بِالْفِنَاءِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هَذَا. قَالَتْ: وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ لَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بن عمرو.
وحدثني خلف بن قائم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَوْ سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَوَّلُ إِسْلامًا؟ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قول حسان :
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلُهَا ... بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلا
وَالثَّانِيَ التَّالِيَ الْمُحْمُودُ مَشْهَدُهُ ... وَأَوَّلُ النَّاسِ مِمَّنْ صَدَّقَ الرُّسُلا
ويروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لحسان: هل قلت فِي أَبِي بكرٍ شيئا؟ قَالَ: نعم، وأنشده هذه الأبيات، وفيها بيت رابع وهي:
والثاني اثنين فِي الغار المنيف وقد ... طاف العدو به إذ صعّدوا الجبلا
فسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: أحسنت يَا حَسَّان. وقد رَوَى فيها بيت خامس:
وَكَانَ حب رَسُول اللَّهِ قد علموا ... خير البرية لم يعدل بِهِ رجلا
وروى شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم النخعي. قال: أَبُو بَكْر أول من أسلم. واختلف فِي مكث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي بَكْر فِي الغار، فقيل: مكثا فِيهِ ثلاثا، يروي ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِد. وقد رَوَى فِي حديث مرسل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مكثت مع صاحبي فِي الغار بضعة عشر يوما، مَا لنا طعام إلا ثمر البرير- يَعْنِي الأراك، وَهَذَا غير صحيح عِنْدَ أهل العلم بالحديث، والأكثر على مَا قاله مُجَاهِد. والله أعلم. وروى الجريري عَنْ أَبِي نَضْرَة، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنا أسلمت قبلك.. في حديث ذكره، فلم ينكر عَلَيْهِ ومما قيل فِي أَبِي بَكْر رَضِيَ الله عنه قول أبى الهيثم ابن التيهان فيما ذكروا:
وإني لأرجو أن يقوم بأمرنا ... ويحفظه الصديق والمرء من عدي
أولاك خيار الحي فهر بْن مالكٍ ... وأنصار هَذَا الدين من كل معتدى
وقال فيه أبو محجن الثقفي:
وسميت صديقا، وكل مهاجرٍ ... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا بالعريش المشهر
وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا ... وكنت رفيقا للنّبيّ المطهّر
وسمي الصديق لبداره إِلَى تصديق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كل مَا جاء بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل قيل لَهُ الصديق [لتصديقه لَهُ ] فِي خبر الإسراء. وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي غير هَذَا الموضع.
وكان فِي الجاهلية وجيها رئيسا من رؤساء قريش، وإليه كانت الأشناق فِي الجاهلية، والأشناق: الديات، كَانَ إذا حمل شيئا قالت فِيهِ قريش: صدقوه وأمضوا حمالته، وحمالة من قام معه أَبُو بَكْر، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
وأسلم على يد أَبِي بَكْر: الزُّبَيْر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بْن عوف.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفًا أَنْفَقَهَا كُلَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نفعني مال مَا نفعني مال أَبِي بكرٍ» . وأعتق أَبُو بَكْر سبعة كانوا يعذبون فِي الله، منهم: بلال، وعامر بْن فهيرة.
وفي حديث التخيير، قال على: فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المخير، وَكَانَ أَبُو بَكْر أعلمنا بِهِ.
[وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوا لي صاحبي، فإنكم قلتم لي: كذبت، وَقَالَ لي: صدقت ] . وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كلام البقرة والذئب: «آمنت
بهذا أنا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر، وما هما ثُمَّ علما بما كانا عَلَيْهِ من اليقين والإيمان. وقال عَمْرو بْن الْعَاص: يَا رَسُول اللَّهِ، من أحب الناس إليك؟ قَالَ: عَائِشَة، قلت: من الرجال؟ قَالَ: أبوها. وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ آمَنِ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ، لا تَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى [سُفْيَانُ ] بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدُوسٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدَّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَتَذَاكَرُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ دخل رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، وَكَانُوا إِذَا سَأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ صَدَّقَهُمْ، فَقَالُوا: أَلَسْتَ تَقُولُ فِي آلِهَتِنَا كَذَا وَكَذا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَتَشَبَّثُوا بِهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالَ: فَلُهُّوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ يَضْرِبُونَهُ. قَالَتْ:
فَرَجَعَ إِلَيْنَا، فَجَعَلَ لا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلا جَاءَ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
وروينا من وجوه، عَنْ أَبِي أمامة الباهلي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرو بْن عبسة، قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نازل بعكاظ، فقلت: يَا رَسُول اللَّهِ، من اتبعك على هَذَا الأمر؟ قَالَ: حر وعبد: أَبُو بكرٍ، وبلال. قَالَ:
فأسلمت عِنْدَ ذَلِكَ.. فذكر الحديث.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّاهَرْتِيُّ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ.
فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا. وروينا أن رجلا من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مجلس فِيهِ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق: والله مَا كَانَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من موطن إلا وعلي معه فِيهِ. فقال الْقَاسِم: يَا أخي، لا تحلف. قال: هلم. قال: بلى، مَا ترده . قال الله تعالى : ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40.
واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على [أمته ] من بعده، بما أظهر من الدلائل البينة على محبته فِي ذَلِكَ، وبالتعريض الَّذِي يقوم مقام التصريح، ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فِيهِ بشيء، وَكَانَ لا يصنع شيئا فِي دين الله إلا بوحي، والخلافة ركن من أركان الدين. وَمِنَ الدَّلائِلِ الْوَاضِحَةِ عَلَى مَا قُلْنَا مَا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالا: حدثنا أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بن سلمة الخزاعي، وأخبرنا أحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ بْنُ حَمْزَةَ الْحُسَيْنِيُّ بِمِصْرَ. وَحَدَّثَنَا الطَّحَاوِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن محمد ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَتْهُ عَنْ شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ، تَعْنِي الْمَوْتَ. فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أن لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ. قال الشافعي: فِي هَذَا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْر.
وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ. كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلِيلٌ، فَدَعَاهُ بِلالٌ إِلَى الصَّلاةِ، فَقَالَ لَنَا: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ.
قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَامَ عُمَرُ، فَلَمَّا كَبَّرَ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته،
وَكَانَ مُجْهِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ. فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَهُ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ طُولَ عِلَّتِهِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَذَا أَيْضًا وَاضِحٌ فِي ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل ابن إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، [عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ] ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا باللذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، وَيَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، [قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ ] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رُجُوعُ الأَنْصَارِ يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بِكَلامٍ قَالَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنْشَدْتُكُمُ اللَّهَ. هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بالناس؟ قالوا: اللَّهمّ نعم.
قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يُزِيلَهُ عَنْ مَقَامٍ أَقَامَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالُوا: كُلُّنَا لا تَطِيبُ نَفْسُهُ، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: اجْعَلُوا إِمَامَكُمْ خَيْرَكُمْ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جَعَلَ إِمَامَنَا خَيْرَنَا بَعْدَه.
وَرَوَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرِضَ لَيَالِيَ وَأَيَّامًا يُنَادِي بِالصَّلاةِ فَيَقُولُ:
مُرُوا أَبَا بَكرٍ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرْتُ فَإِذَا الصَّلاةُ عَلَمُ الإِسْلامِ، وَقِوَامُ الدِّينِ، فَرَضَيْنَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدِينِنَا، فَبَايَعْنَا أَبَا بَكْرٍ. وقد ذكرنا هَذَا الخبر وكثيرا مثله فِي معناه عِنْدَ قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مروا أَبَا بكرٍ فليصل بالناس، وأوضحنا ذَلِكَ فِي التمهيد، والحمد للَّه.
وكان أَبُو بَكْر يَقُول: أنا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك كَانَ يدعى: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ. وكان عُمَر يدعى خليفة أَبِي بَكْر صدرا من خلافته حَتَّى تسمى بأمير المؤمنين لقصة سنذكرها فِي بابه، إن شاء الله تعالى.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن حكم [يعرف بابن البغوي ]
أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُشَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، قَالَ: لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ. [قَالَ ] : وَلَكِنِّي أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ وعلى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نُصَيْرٍ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَسَّانٍ الصَّيْدَلانِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ. وَرَوَى مُحَمَّد ابْن الحنفية، وعبد خير، وَأَبُو جحيفة، [عَنْ علي ] مثله. وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُول: سبق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثنى أَبُو بَكْر، وثلث عُمَر، ثُمَّ حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء. وقال عبد خير: سمعت عليا يَقُول: رحم الله أَبَا بَكْر، كَانَ أول من جمع بين اللوحين. وروينا عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب من وجوه أَنَّهُ قَالَ: ولينا أَبُو بَكْر فخير خليفة، أرحمه بنا وأحناه علينا. وقال مسروق: حب أَبِي بَكْر وَعُمَر ومعرفة فضلهما من السنة.
وكان أَبُو بَكْر رجلا نحيفا أبيض خفيف العارضين أجنأ ، لا تستمسك أزرته، تسترخي عَنْ حقوبه، معروق الوجه، غائر العينين، ناتىء الجبهة، عاري الأشاجع، هكذا وصفته ابنته عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها، وبويع لَهُ بالخلافة فِي اليوم الَّذِي مات فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سقيفة بني ساعدة، ثُمَّ بويع البيعة العامة يَوْم الثلاثاء من غد ذَلِكَ اليوم، وتخلف عَنْ بيعته سَعْد ابن عبادة، وطائفة من الخزرج، وفرقة من قريش، ثُمَّ بايعوه بعد غير سَعْد.
وقيل: إنه لم يتخلف عَنْ بيعته يومئذ أحد من قريش وقيل: إنه تخلف عَنْهُ من قريش: علي، والزبير، وطلحة، وخالد بْن سَعِيد بْن الْعَاص، ثُمَّ بايعوه بعد. وقد قيل: إن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة، ثُمَّ لم يزل سامعا مطيعا لَهُ يثني عَلَيْهِ ويفضله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو قَطَنٍ، وأبو عبادة ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، واللفظ ليزيد- قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ جَحْلٍ ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا يُفَضِّلُنِي أَحَدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلا جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد
ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَبْطَأَ عَلِيٌّ عَنْ بَيْعَتِهِ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنِّي! أَكَرِهْتَ إِمَارَتِي؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا كَرِهْتُ إِمَارَتَكَ، وَلَكِنِّي آلَيْتُ أَلا أَرْتَدِي رِدَائِي إِلا إِلَى صَلاةٍ حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قال ابن سِيرِين: فبلغني أَنَّهُ كتب على تنزيله، ولو أصيب ذَلِكَ الكتاب لوجد فِيهِ علم كَثِير.
وذكر عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوب، عَنْ عكرمة، قَالَ: لما بويع لأبي بَكْر تخلّف على عَنْ بيعته، وجلس فِي بيته، فلقيه عُمَر، فَقَالَ: تخلفت عَنْ بيعة أَبِي بَكْر؟ فَقَالَ: إِنِّي آليت بيمين حين قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أرتدي بردائي إلا إِلَى الصلاة المكتوبة حَتَّى أجمع القرآن، فإني خشيت أن ينفلت. ثُمَّ خرج فبايعه. وقد ذكرنا جمع عليّ القرآن في بابه أيضا من عير هذا الوجه، الحمد للَّه.
وَذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: غَلَبَكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرَ أَرْذَلُ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ، أَمَا وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّهَا خَيْلا وَرِجَالا. قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ:
مَا زِلْتَ عَدُوًّا لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، فَمَا ضَرَّ ذَلِكَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ شَيْئًا، وَإِنَّا رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أهلا، وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق، عن ابن المبارك
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُسَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها عمر، فقال: يا بنت رَسُولِ الله، مَا كَانَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيكِ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا بَعْدَهُ مِنْكِ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ هَؤُلاءِ النَّفَرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْكِ، وَلَئِنْ بَلَغَنِي لأَفْعَلَنَّ وَلأَفْعَلَنَّ. ثُمَّ خَرَجَ وَجَاءُوهَا، فَقَالَتْ لَهُمْ: إِنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَحَلَفَ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَفْعَلَنَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَيَفِيَنَّ بِهَا، فَانْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ، وَلا تَرْجِعُوا إِلَيَّ. فَانْصَرَفُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا حَتَّى بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَبَّصَ بِبَيْعَتِهِ [لأَبِي بَكْرٍ ] شَهْرَيْنِ، وَلَقِيَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَقَالَ:
يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَقَدْ طِبْتُمْ نَفْسًا عَنْ أَمْرِكُمْ يَلِيَهُ غَيْرُكُمْ، فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا، وَأَمَّا عُمَرُ فَاضْطَغَنَهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ أَمِيرًا عَلَى رَبْعٍ مِنْ أَرْبَاعِ الشَّامِ، وَكَانَ أَوَّلُ من استعمل عليها، فجعل عمر يقول:
أَتُؤَمِّرُهُ . وَقَدْ قَالَ مَا قَالَ، فَلَمْ يَزَلْ بِأَبِي بَكْرٍ حَتَّى عَزَلَهُ، وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ ابْن أَبِي عزة القرشي الجمحيّ:
شكرا لمن هُوَ بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصديق
من بعد مَا ركضت بسعدٍ بغله ... ورجا رجاءً دونه العيوق
جاءت بِهِ الأنصار عاصب رأسه ... فأتاهم الصديق والفاروق
وأبو عُبَيْدَة والذين إليهم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق
كنا نقول لَهَا علي والرضا ... عمر، وأولاهم بتلك عتيق
فدعت قريش باسمه فأجابها ... إن المنوه باسمه الموثوق
وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو قُحَافَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا:
قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: أَمْرٌ جَلَلٌ! قَالَ: فَمَنْ وَلِيَ بَعْدَهُ؟
قَالُوا: ابْنُكَ قَالَ: فَهَلْ رَضِيَتْ بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟
قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ، وَلا مُعْطِي لِمَا مَنَعَهُ اللَّهُ. ومكث أَبُو بَكْر فِي خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليالٍ. وقيل: سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.
وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.
وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال غيره: وعشرة أيام.
وَقَالَ غيره أيضا: وعشرين يوما، فقام بقتال أهل الردة وظهر من فضل رأيه فِي ذَلِكَ وشدته مع لينه مَا لم يحتسب، فأظهر الله بِهِ دينه، وقتل على يديه وببركته كل من ارتد عَنْ دين الله، حَتَّى ظهر أمر الله وهم كارهون.
واختلف فِي السبب الَّذِي مات منه، فذكر الْوَاقِدِيّ أَنَّهُ اغتسل فِي يَوْم بارد فحم، ومرض خمسة عشر يوما. قال الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ بِهِ طرف من السل. وروى عن سلام بْن أَبِي مطيع أَنَّهُ سم، والله أعلم.
واختلف أيضا فِي حين وفاته، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: توفي يَوْم الجمعة، لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة. وقال غيره من أهل السير:
مات عشي يَوْم الاثنين. وقيل ليلة الثلاثاء. وقيل عشي يَوْم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة. هذا قول أكثرهم. وأوصى أن تغسله أَسْمَاء بِنْت عميس زوجته، فغسلته، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب، ونزل فِي قبره عُمَر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن ابن أَبِي بَكْر ودفن ليلا فِي بيت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولا يختلفون أن سنه انتهت إِلَى حين وفاته ثلاثا وستين سنة إلا مَا لا يصح، وأنه استوفى بخلافته بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان نقش خاتمه: نعم القادر الله، فيما ذكر الزُّبَيْر بْن بكار، وَقَالَ غيره:
كَانَ نقش خاتمه: عبد ذليل لرب جليل.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عَبْدُ الملك بن مروان
فَقَالَ: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الأَبْيَاتَ الَّتِي تُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَقُلْ بَيْتَ شِعْرٍ فِي الإِسْلامِ حَتَّى مَاتَ، وَأَنَّهُ كَانَ قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، هُوَ وَعُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118660&book=5561#864031
عبد الله بن أبي عَتيق
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118660&book=5561#bf3239
عبد الله بن أبي عَتيق وَاسم أبي عَتيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق التَّيْمِيّ الْقرشِي الْمدنِي أخرج البُخَارِيّ فِي الطِّبّ عَن خَالِد بن سعد عَنهُ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118660&book=5561#9796ee
عبد الله بن أبي عَتيق وَهُوَ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّديق التَّيْمِيّ
روى عَن عَائِشَة فِي الصَّلَاة والأطعمة
روى عَنهُ يَعْقُوب بن مُجَاهِد أَبُو حرزة الْقَاص وَشريك بن أبي نمر
روى عَن عَائِشَة فِي الصَّلَاة والأطعمة
روى عَنهُ يَعْقُوب بن مُجَاهِد أَبُو حرزة الْقَاص وَشريك بن أبي نمر
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120344&book=5561#c37924
عبد الله بن أبي عَتيق اسْم عَتيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق التَّيْمِيّ الْقرشِي الْمدنِي سمع عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَوَى عَنهُ خَالِد بن سعد فِي الطِّبّ