Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=132588#fad76b
الْحَسَن بن عُثْمَان بن حَمَّاد بن حسان بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن يزيد، أَبُو حسان الزيادي :
سمع شعيب بن صفوان، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جَعْفَر، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سُلَيْمَان، وعباد بن العوام، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن زكريا بن أَبِي زائدة، ووكيع بن الجراح، وشعيب بن إِسْحَاق الدمشقي، والوليد بن مسلم، وسعيد بن زكريا المدائني، وأبا داود الطيالسي،
ومُحَمَّد بن عُمَر الواقدي. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس الكديمي، وإسحاق بن الْحَسَن الحربي، وأحمد بن الْحُسَيْن الصوفي ومحمد بن مُحَمَّد الباغندي، وسليمان بن داود ابن كثير الطوسي، وغيرهم.
وكان أحد العلماء الأفاضل، ومن أهل المعرفة، والثقة والأمانة، وولي قضاء الشرقية بعد مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المؤذن فِي خلافة المتوكل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ- أَبُو الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ- حدّثنا أبو حسّان الزّيادي حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الرَّكِينِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَدَاوَوْا بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهَا شِفَاءً، فَإِنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ »
. أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الواحد أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد سُلَيْمَان بن داود بن كثير الطوسي قَالَ سمعت أبا حسان الزيادي يَقُولُ سمعت حسان بن زيد يَقُولُ: لم يستعن عَلَى الكذابين بمثل التاريخ، نقول للشيخ سنة كم ولدت؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه!. قَالَ أَبُو حسان: فأخذت فِي التاريخ فأنا أعلمه من ستين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر. قال: استقضى المتوكل أبا حسان الزيادي بعد ابن المؤذن فيما أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ جرير سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان أَبُو حسان صالحا دينا فهما، قد عمل الكتب، وكانت لَهُ معرفة بأيام الناس وله تاريخ حسن، وكان كريما واسعا مفضالا.
وأخبرنا علي أخبرنا طلحة حدّثني أبو الحسين عمر بن الحسن حَدَّثَنَا ابن أَبِي الدنيا قَالَ: كنت فِي الجسر واقفا وقد حضر أَبُو حسان الزيادي الْقَاضِي، وقد وجه إليه المتوكل من سر من رأى بسياط جدد فِي منديل ديبقي مختومة، وأمره أن يضرب عِيسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عاصم- وقيل أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ عاصم صاحب خان عاصم- ألف سوط، لأنه شهد عليه الثقات وأهل الستر أَنَّهُ شتم أبا بكر وعمر وقذف عَائِشَة، فلم ينكر ذلك ولم يتب منه، وكانت السياط بثمارها، فجعل يضرب
بحضرة الْقَاضِي وأصحاب الشرط قيام، فَقَالَ: أيها الْقَاضِي قتلتني. فَقَالَ لَهُ أَبُو حسان: قتلك الحق، لقذفك زوجة الرسول، ولشتمك الخلفاء الراشدين المهديين. قَالَ طلحة: وقيل: لما ضرب ترك فِي الشمس حتى مات، ثم رمى به فِي دجلة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد المقرئ أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بن يَحْيَى بن خاقان أن عمه عَبْد الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى سأل أَحْمَد بن حنبل عَنِ المعروف بأبي حسان الزيادي؟ فَقَالَ: كَانَ مع ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.
أخبرنا بشرى بن عَبْد الله الرومي حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي حدّثنا أحمد بن محمّد الدّقّاق حَدَّثَنَا بعض أصحابنا عَنْ إِسْحَاق الحربي قَالَ: بلغني أن أبا حسان الزيادي رأى رب العزة تعالى فِي النوم، فلقيته فقلت بالذي أراك ما أراك إلا حدثتني بالرؤيا، قَالَ نعم! رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه ورأيت فيه شخصا يخيل إلي أَنَّهُ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلّم، وكان يشفع إِلَى ربه فِي رجل من أمته، وسمعت قائلا يَقُولُ:
ألم يكفك أني أنزلت عليك فِي سورة الرعد: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ
[الرعد 6] ثم انتبهت.
أخبرنا الْحَسَن بن عَلِيّ الجوهري أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بْن مُوسَى المرزباني حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبى حَدَّثَنَا أَبُو خازم الْقَاضِي وأبو عَلِيّ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سهل الرَّازِيّ حدّثنا أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: ضقت ضيقة بلغت فيها إِلَى الغاية، حتى ألح عَلِيّ القصاب والبقال والخباز وسائر المعاملين، ولم يبق لي حيلة، فإني ليوما عَلَى تلك الحال وأنا مفكر فِي الحيلة، إذ دخل عَلِيّ الغلام فقال: حاجي خراسانى بالباب يستأذن؟ فقلت لَهُ: ائذن لَهُ، فدخل الخراساني فسلم، وَقَالَ: ألست أبا حسان؟ قُلْتُ: نعم فما حاجتك؟ قَالَ: أنا رجل غريب وأريد الحج، ومعي عشرة آلاف درهم، واحتجت إِلَى أن تكون قبلك إِلَى أن أقضي حجي وأرجع، فقلت هاتها، فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وختمها، فلما خرج فككت الخاتم عَلَى المكان، ثم أحضرت المعاملين فقضيت كل من كَانَ لَهُ عَلِيّ دين، واتسعت وأنفقت وقلت أضمن هذا المال للخراساني، إلى أن يجيء [يكون] قد أتى اللَّه بفرج من عنده، فكنت يومي ذلك فِي سعة وأنا لا أشك في خروج
الخراساني، فلما أصبحت من غد ذلك اليوم دخل إلي الغلام فَقَالَ: الخراساني الحاجي بالباب يستأذن، فقلت: ائذن لَهُ، فدخل فَقَالَ: إني كنت عازما عَلَى ما أعلمتك، ثم ورد عَلِيّ الخبر بوفاة والدي، وقد عزمت عَلَى الرجوع إِلَى بلدي فتأمر لي بالمال الذي أعطيتك أمس! فورد عَلِيّ أمر لم يرد عَلِيّ مثله قط، وتحيرت فلم أدر بما أجيبه، وفكرت فقلت ماذا أقول للرجل؟ ثم قُلْتُ لَهُ نعم- عافاك اللَّه- منزلي هذا ليس بالحريز، ولما أخذت مالك وجهت به إِلَى من هو قبله، فتعود فِي غد لتأخذه، فانصرف وبقيت متحيرا لا أدري ما أعمل؟ إن جحدته قدمني واستحلفني، وكانت الفضيحة فِي الدنيا والآخرة، والهتك، وإن دافعته صاح وهتكني، وغلظ الأمر علي جدا، وأدركني الليل، وفكرت في بكور الخراساني إلي، فلم يأخذني النوم ولا قدرت على الغمض، فقمت إلى الغلام فقلت أسرج البغلة، فقال: يا مولاي هذه العتمة بعد، وما مضى من الليل شيء، فإلى أين تمضي؟ فرجعت إلى فراشي فإذا النوم ممتنع، فلم أزل أقوم إلى الغلام وهو يردني حتى فعلت ذلك ثلاث مرات وأنا لا يأخذني القرار، وطلع الفجر وأسرج البغلة وركبت، وأنا لا أدري أين أتوجه وطرحت عنان البغلة، وأقبلت أفكر وهي تسير، حتى بلغت الجسر فعدلت إليه فتركتها فعبرت، ثم قُلْتُ إِلَى أين أعبر، وإلى أين أمضي؟ ولكن إن رجعت وجدت الخراساني عَلَى بابي، أدعها تمضي حيث شاءت، ومضت البغلة فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة ناحية دار المأمون، فتركتها إِلَى أن قاربت باب المأمون والدنيا بعد مظلمة، فإذا فارس قد تلقاني، فنظر فِي وجهي، ثم سار وتركني، ثم رجع إلي فَقَالَ: ألست بأبي حسان الزيادي؟
قُلْتُ: بلى. قَالَ [أجب] الأمير الْحَسَن بن سهل، فقلت فِي نفسي وما يريد الحسن بن سهل منى؟ فسرت معه حتى صرنا إِلَى بابه واستأذن لي عليه فدخلت، فَقَالَ أبا حسان ما خبرك؟ وكيف حالك؟ ولم انقطعت عنا؟ فقلت: لأسباب، وذهبت لأعتذر. فَقَالَ: دع هذا عنك أنت فِي لوثة أو فِي أمر، فما هو؟ فإني رأيتك البارحة فِي النوم فِي تخليط كثير، فابتدأت فشرحت لَهُ قصتي من أولها إِلَى أن لقيني صاحبه، ودخلت عليه، فَقَالَ: لا يغمك اللَّه يا أبا حسان قد فرج اللَّه عنك، هذه بدرة للخراساني في مكان بدرته، وبدرة أخرى لك تتسع بها، وإذا نفدت أعلمنا. فرجعت من مكاني فقضيت الخراساني، واتسعت وفرج اللَّه وله الحمد.
أخبرني أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة حدّثني محمّد بن يونس الكديمي حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: مطرنا يوما
مطرا شديدا فأقمت فِي المسجد للصلاة، فإذا أنا بشخص حيالي إذا أطرقت نظر إلي، وإذا رفعت رأسى أطرق- فعل هذا مرات- فدعوت به وقلت ما شأنك؟ فقال ملهوفا: أنا رجل متجمل جاء هذا المطر فسقط بيتي، ولا والله ما أقدر عَلَى بنيانه، قَالَ فأقبلت أفكر من لَهُ؟ فخطر ببالي غسان بن عباد، فركبت إليه معه وذكرت لَهُ شأنه فَقَالَ: قد دخلتني لَهُ رقة هاهنا عشرة آلاف درهم قد كنت أريد تفرقتها فأنا أدفعها إليه، فبادرت إليه وهو عَلَى الباب فأخبرته، فسقط مغشيا عليه من الفرح، فلامنى ناس رأوه، وقالوا ما صنعت؟ فدخلت إِلَى غسان فأمر بإدخاله، ورش عَلَى وجهه من ماء الورد حتى أفاق، فقلت: ويحك ما نالك؟ قَالَ ورد عَلِيّ من الفرح ما أنزل بي ما تري. ثم تحدثنا مليا فَقَالَ لي غسان قد دخلتني لَهُ رقة، قُلْتُ فمه؟ قَالَ:
احمله عَلَى دابة، فقلت لَهُ إن الأمير قد عزم في أول أمرك عَلَى شيء، أفمن رأيك أن تموت إن أخبرتك؟ قَالَ لا: قُلْتُ قد عزم عَلَى حملك عَلَى دابة، قَالَ أحسن اللَّه جزاءه، ثم تحدثنا مليا فَقَالَ لي قد دخلتني لهذا الرجل رقة، قُلْتُ فما تصنع به؟ قَالَ أجري لَهُ رزقا سنيا وأضمه إلي، فقلت لَهُ: إن الأمير قد عزم فِي أمرك عَلَى شيء أفمن رأيك أن تموت؟ قَالَ لا، قُلْتُ: إِنَّهُ قد عزم عَلَى أن يجري لك رزقا سنيا ويضمك إليه، قَالَ أحسن اللَّه جزاءه، ثم ركب ودفعت البدرة إِلَى الغلام يحملها، فلما سرنا بعض الطريق قَالَ لي: ادفع البدرة إلي أحملها، قُلْتُ: الغلام يكفيك، قَالَ آنس بمكانها عَلَى عنقي! ثم غدوت به إِلَى غسان، فحمله وضمه إليه وخص به، فكان من خير تابع.
قرأت عَلَى الْحَسَن بن أَبِي بكر عن أحمد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو حسان الزيادي فِي رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وكان من كبار أصحاب الواقدي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر. قال: ومات أَبُو حسان الزيادي فيما أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ جرير سنة اثنتين وأربعين ومائتين فِي رجب، وله تسع وثمانون سنة وأشهر، ومات هو والحسن بن عَلِيّ بن الجعد فِي وقت واحد، وأبو حسان عَلَى الشرقية، والحسن بن علي عَلَى مدينة المنصور.