Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102372&book=5526#d96659
أَبُو زَمْعَةَ الْبَلَوِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، سَكَنَ مِصْرَ، حَدِيثُهُ عِنْدَ: أَبِي قَيْسٍ , مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَمْعَةَ الْبَلَوِيَّ، وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ , بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا، وَأَتَى يَوْمًا مَسْجِدَ الْفُسْطَاطِ، فَقَامَ فِي الرَّحَبَةِ، وَقَدْ كَانَ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بَعْضُ التَّشْدِيدِ، فَقَالَ: " لَا تُشَدِّدْ عَلَى النَّاسِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَذَهَبَ إِلَى رَاهِبٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ سَبْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَ الرَّاهِبَ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى رَاهِبٍ آخَرَ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ ثَمَانِيَ وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ عَمِلْتَ شَرًّا، وَلَئِنْ قُلْتُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِغَفُورٍ رَحِيمٍ، لَقَدْ كَذَبْتُ، فَتُبْ إِلَى اللهِ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَا أُفَارِقُكَ بَعْدَ قَوْلِكَ هَذَا، فَلَزِمَهُ عَلَى أَلَّا يَعْصِيَهُ، فَكَانَ يَخْدُمُهُ فِي ذَلِكَ، فَهَلَكَ يَوْمًا رَجُلٌ , وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ قَبِيحٌ، فَلَمَّا دُفِنَ قَعَدَ عَلَى قَبْرِهِ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ حَسَنٌ، فَلَمَّا دُفِنَ قَعَدَ عَلَى قَبْرِهِ فَضَحِكَ ضَحِكًا شَدِيدًا، فَأَنْكَرَ أَصْحَابُهُ ذَلِكَ , فَاجْتَمَعُوا إِلَى رَأْسِهِمْ، فَقَالُوا: كَيْفَ يَأْوِي إِلَيْكَ هَذَا قَاتِلُ النُّفُوسِ، وَقَدْ صَنَعَ مَا رَأَيْتَ؟ فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ وَأَنْفُسِهِمْ، فَأَتَى إِلَى صَاحِبِهِمْ مَرَّةً مِنْ ذَلِكَ , وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ , فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: اذْهَبْ فَأَوْقِدْ تَنُّورًا، فَفَعَلَ , ثُمَّ أَتَاهُ يُخْبِرُهُ أَنْ قَدْ فَعَلَ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأَلْقِ نَفْسَكَ فِيهَا، فَلَهِيَ عَنْهُ الرَّاهِبُ، وَذَهَبَ الْآخَرُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي التَّنُّورِ، ثُمَّ اسْتَفَاقَ الرَّاهِبُ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَظُنُّ الرَّجُلَ قَدْ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي التَّنُّورِ لِقَوْلِي لَهُ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ , فَوَجَدَهُ حَيًّا فِي التَّنُّورِ يَعْرَقُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَأَخْرَجَهُ مِنَ التَّنُّورِ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَخْدُمُنِي , وَلَكِنْ أَنَا أَخْدُمُكُ، أَخْبِرْنِي عَنْ بُكَائِكَ عَلَى الْمُتَوَفَّى الْأَوَّلِ , وَعَنْ ضَحِكِكَ عَلَى الْآخَرِ؟ قَالَ: أَمَّا الْأَوَّلُ: فَإِنَّهُ لَمَّا دُفِنَ , رَأَيْتُ مَا يَلْقَى بِهِ مِنَ الشَّرِّ، فَذَكَرْتُ ذُنُوبِي فَبَكَيْتُ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَإِنِّي رَأَيْتُ مَا يَلْقَى بِهِ مِنَ الْخَيْرِ , فَضَحِكْتُ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عُظَمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ "