وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أَبُو البختري القرشي المديني :
حدث عن عبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وَهشام بْن عروة، وجعفر بن مُحَمَّد بن علي، وابن جريج. روى عنه رجاء بن سهل الصنعاني، والقاسم بن سعيد بن المسيّب ابن شريك، وغيرهما وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله، فولاه مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعد بكار بن عبد الله، وجعل إليه صلاتها، وقضاءها، وحربها. وكان جوادا سخيا، ثم عزل عن المدينة، فقدم بغداد وأقام بها حتى مات.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنَا مصعب بن عبد الله قال: أَبُو البختري اسمه وهب بن وهب، وهو قاضي الرشيد، وأم أبي البختري عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأمها بنت عقيل بن أبي طالب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد سهل بن أَحْمَد بن عبد الله ابن سهل الديباجي، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر، حدّثنا الزّبير- يعني ابن بكّار- حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نافع قال: دخل شاعر على أبي البختري وهب بن وهب، فأنشده:
إذا افتر وهب خلته برق عارض ... تبعق في الأرضين أسعده السكب
وما ضر وهبا ذم من خالف الملا ... كما لا يضر البدر ينبحه الكلب
لكل أناس من أبيهم ذخيرة ... وذخر بني فهر عقيد الندي وهب
قال: فاستهل أَبُو البختري ضاحكا وسر سرورا شديدا، ثم دعا عونا له، فأسر إليه شيئا، فأتاه بصرة فيها خمسمائة دينار، فدفعها إليه. وقال عثمان بن نهيك: كان أَبُو البختري إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال: هذا الذي قضيت حاجته.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: كان أبو البختريّ وهب ابن وهب جوادا، سمحا كريما. أنشدني مُحَمَّد بن العباس اليزيدي، وَمُحَمَّد بن السّريّ، للعطوي:
فهلا فعلت- هداك الملي ... ك- فينا كفعل أبي البختري؟
تتبع إخوانه في البلا ... د فأغنى المقل عن المكثر
قال اليزيدي عن عُمَر بن شبة عن أبي يحيى الزهري قال: فبعث إليه مالا.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قال أَبُو البختري: لأن أكون في قوم أعلم مني، أحب إلي من أن أكون في قوم أنا أعلم منهم، لأني إن كنت أعلمهم لم أستفد، وإن كنت مع من هم أعلم مني استفدت.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيب الطبري وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ- قَالَ الطبري حَدَّثَنَا وقال الآخر أخبرنا- المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن مسعود الزرقي، حدّثنا عمر بن عثمان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد العقيلي- وكان من ظرفاء الناس وشعرائهم- قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود ومنطقة. فقال أَبُو البختري.
حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر، فقال المعافى التيمي:
ويل وعول لأبي البختريّ ... إذا ثوى الناس في المحشر
من قوله الزور وإعلانه ... بالكذب في الناس على جعفر
والله ما جالسه ساعة ... للفقه في بدو ولا محضر
ولا رآه الناس في دهره ... يمر بين القبر والمنبر
يا قاتل الله ابن وهب، لقد ... أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى أحمدا ... أتاه جبريل التقي السّريّ
عليه خف وقبا أسود ... مخنجرا في الحقو بالخنجر
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدثني عمر بن الحسن الأشناني، حَدَّثَنَا جعفر الطيالسي عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا الحديث عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جابر، فقال
له: كذبت يا عدو الله عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فأخذني الشرط، قال: فقلت لهم هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قباء. قال: فقالوا لي: هذا والله قاض كذاب، وأفرجوا عني.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حَرْمَلَةَ- وَكَانَ مَعَ هَارُونَ بِالرَّيِّ- قَالَ هَارُونُ لأَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: إِذَا رُؤِيَ الْهِلالُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَهُوَ لليلته الماضية، وإذا رؤى بَعْدَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلْمُسْتَقْبِلَةِ؟ فَقَالَ لا، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي الْبُسْتَانِ، فَقَالَ: صَدَقْتَ.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ- وَهُوَ قَاضٍ- وَهَارُونُ إذا ذَاكَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ فِي هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ:
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ. فَقَالَ:
اخْرُجْ عَنِّي، لَوْلا أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَعَزَلْتُهُ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ رَوَى عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَقْطَعُونَ النَّبَّاشَ.
وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: هَلْ سَمِعْتَ فِي النَّبَّاشِ شَيْئًا؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ شَيْئًا، وحَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ له مشط عليه جلاجل فِضَّةٍ، وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْتَقْرِضُ مِنْ جَارَتِي الْخَمِيرَةَ. قَالَ أَبِي:
هُوَ كَذَّابٌ.
أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدُّورِيَّ يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَذَكَرَ أبا البختريّ- فقال: كذاب خبيث. كان يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، وعَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذٍ، وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخمير تقترض؟ قال: «لا بَأْسَ بِهِ» .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أبو البختريّ صبي يَضَعُ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو البختري كان يأخذ فلسا فيتذكر عامة الليل يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي البَخْتَرِيّ الْقَاضِي فَقَالَ: كَانَ يكذب عَلَى الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخبرنا البرقاني، حدثني أبو عمر بن حيويه، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: أَبُو البَخْتَرِيّ- يعني القُرَشِيّ- كذاب- عدو الله خبيث.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ:
أَبُو البَخْتَرِيّ ضعيف.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد ابن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لو اجترأت أن أقول لأحد إنه يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقلت أَبُو البَخْتَرِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أحمد حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا علي ابن ميمون العطّار، حَدَّثَنَا أَبُو خليد قَالَ: قَالَ مالك بن أنس: ما بال أقوام إِذَا خرجوا من المدينة يقولون حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد، وحَدَّثَنَا هشام بن عُرْوَة، فَإِذَا قدموا انجحروا في البيوت؟ يريد بذلك أَبَا البَخْتَرِيّ.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن سليمان قال: سمعت أبا بكر بن عياش- وذكر أبا البختري الْقَاضِي- فقال: لم يكن صاحب حديث، كان كذابا. قال يحيى: وقد رأيته شيخا كبيرا، رجلا من قريش أبيض الرأس واللحية.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا حسين ابن إدريس قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يقول: وهب بن وهب- يعني القرشي- ذاك دجال، أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى الْبَزَّازُ قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدا روى «لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو جناح» ؟
فقال: ما روى هذا إلا ذاك الكذاب أبو البختريّ.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه- على شك دخلني فيه- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني قال: سمعت إبراهيم الحربي، غير مرة يقول: ما سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول في رجل كذاب، إلا في أبي البختري- يعني الْقَاضِي-.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يَعْقُوب الجوزجاني قال: أَبُو البختري وهب بن وهب كان يكذب، ويتجسر، فسقط ومال.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بْن عبدان- وَأنا أسمع- قَالَ: سمعت مُسْلِم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب الْقَاضِي القُرَشِيّ متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يَقُولُ: كذابو المدينة محمّد بن الحسن ابن زبالة، ووهب بن وَهْب أَبُو البَخْتَرِيّ، بلغني أَنَّهُ كَانَ يضع الحديث بالليل في السّراج.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ: حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَهْب بن وَهْب أَبُو البختريّ متروك الحديث.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب، كَانَ كذابا، لَمَّا بلغ عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي موته. قَالَ الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.
قُلْتُ: هَذَا القول وهم، لأن عبد الرحمن بن مهدي مات في سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات أبو البختري بعده في سنة مائتين، وقيل في سنة تسع وتسعين ومائة.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: قِيلَ مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي ببَغْدَاد سنة تسع وتسعين ومائة، وَقِيلَ مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد بْن أَبِي أُسَامَة، حَدَّثَنَا محمد بن سعد.
وأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حدثني أبو حسان الزيادي قَالا: سنة مائتين فيها مات أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب. قَالَ ابن سَعْد: الزمعي، وَقَالَ أَبُو حسان: الْقَاضِي القُرَشِيّ. وقالا جميعا: ببغداد.
أخبرنا ابن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمرو بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي سنة مائتين.
حدث عن عبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وَهشام بْن عروة، وجعفر بن مُحَمَّد بن علي، وابن جريج. روى عنه رجاء بن سهل الصنعاني، والقاسم بن سعيد بن المسيّب ابن شريك، وغيرهما وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله، فولاه مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعد بكار بن عبد الله، وجعل إليه صلاتها، وقضاءها، وحربها. وكان جوادا سخيا، ثم عزل عن المدينة، فقدم بغداد وأقام بها حتى مات.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنَا مصعب بن عبد الله قال: أَبُو البختري اسمه وهب بن وهب، وهو قاضي الرشيد، وأم أبي البختري عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأمها بنت عقيل بن أبي طالب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد سهل بن أَحْمَد بن عبد الله ابن سهل الديباجي، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر، حدّثنا الزّبير- يعني ابن بكّار- حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نافع قال: دخل شاعر على أبي البختري وهب بن وهب، فأنشده:
إذا افتر وهب خلته برق عارض ... تبعق في الأرضين أسعده السكب
وما ضر وهبا ذم من خالف الملا ... كما لا يضر البدر ينبحه الكلب
لكل أناس من أبيهم ذخيرة ... وذخر بني فهر عقيد الندي وهب
قال: فاستهل أَبُو البختري ضاحكا وسر سرورا شديدا، ثم دعا عونا له، فأسر إليه شيئا، فأتاه بصرة فيها خمسمائة دينار، فدفعها إليه. وقال عثمان بن نهيك: كان أَبُو البختري إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال: هذا الذي قضيت حاجته.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: كان أبو البختريّ وهب ابن وهب جوادا، سمحا كريما. أنشدني مُحَمَّد بن العباس اليزيدي، وَمُحَمَّد بن السّريّ، للعطوي:
فهلا فعلت- هداك الملي ... ك- فينا كفعل أبي البختري؟
تتبع إخوانه في البلا ... د فأغنى المقل عن المكثر
قال اليزيدي عن عُمَر بن شبة عن أبي يحيى الزهري قال: فبعث إليه مالا.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قال أَبُو البختري: لأن أكون في قوم أعلم مني، أحب إلي من أن أكون في قوم أنا أعلم منهم، لأني إن كنت أعلمهم لم أستفد، وإن كنت مع من هم أعلم مني استفدت.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيب الطبري وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ- قَالَ الطبري حَدَّثَنَا وقال الآخر أخبرنا- المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن مسعود الزرقي، حدّثنا عمر بن عثمان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد العقيلي- وكان من ظرفاء الناس وشعرائهم- قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود ومنطقة. فقال أَبُو البختري.
حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر، فقال المعافى التيمي:
ويل وعول لأبي البختريّ ... إذا ثوى الناس في المحشر
من قوله الزور وإعلانه ... بالكذب في الناس على جعفر
والله ما جالسه ساعة ... للفقه في بدو ولا محضر
ولا رآه الناس في دهره ... يمر بين القبر والمنبر
يا قاتل الله ابن وهب، لقد ... أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى أحمدا ... أتاه جبريل التقي السّريّ
عليه خف وقبا أسود ... مخنجرا في الحقو بالخنجر
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدثني عمر بن الحسن الأشناني، حَدَّثَنَا جعفر الطيالسي عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا الحديث عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جابر، فقال
له: كذبت يا عدو الله عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فأخذني الشرط، قال: فقلت لهم هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قباء. قال: فقالوا لي: هذا والله قاض كذاب، وأفرجوا عني.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حَرْمَلَةَ- وَكَانَ مَعَ هَارُونَ بِالرَّيِّ- قَالَ هَارُونُ لأَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: إِذَا رُؤِيَ الْهِلالُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَهُوَ لليلته الماضية، وإذا رؤى بَعْدَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلْمُسْتَقْبِلَةِ؟ فَقَالَ لا، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي الْبُسْتَانِ، فَقَالَ: صَدَقْتَ.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ- وَهُوَ قَاضٍ- وَهَارُونُ إذا ذَاكَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ فِي هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ:
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ. فَقَالَ:
اخْرُجْ عَنِّي، لَوْلا أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَعَزَلْتُهُ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ رَوَى عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَقْطَعُونَ النَّبَّاشَ.
وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: هَلْ سَمِعْتَ فِي النَّبَّاشِ شَيْئًا؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ شَيْئًا، وحَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ له مشط عليه جلاجل فِضَّةٍ، وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْتَقْرِضُ مِنْ جَارَتِي الْخَمِيرَةَ. قَالَ أَبِي:
هُوَ كَذَّابٌ.
أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدُّورِيَّ يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَذَكَرَ أبا البختريّ- فقال: كذاب خبيث. كان يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، وعَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذٍ، وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخمير تقترض؟ قال: «لا بَأْسَ بِهِ» .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أبو البختريّ صبي يَضَعُ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو البختري كان يأخذ فلسا فيتذكر عامة الليل يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي البَخْتَرِيّ الْقَاضِي فَقَالَ: كَانَ يكذب عَلَى الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخبرنا البرقاني، حدثني أبو عمر بن حيويه، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: أَبُو البَخْتَرِيّ- يعني القُرَشِيّ- كذاب- عدو الله خبيث.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ:
أَبُو البَخْتَرِيّ ضعيف.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد ابن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لو اجترأت أن أقول لأحد إنه يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقلت أَبُو البَخْتَرِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أحمد حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا علي ابن ميمون العطّار، حَدَّثَنَا أَبُو خليد قَالَ: قَالَ مالك بن أنس: ما بال أقوام إِذَا خرجوا من المدينة يقولون حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد، وحَدَّثَنَا هشام بن عُرْوَة، فَإِذَا قدموا انجحروا في البيوت؟ يريد بذلك أَبَا البَخْتَرِيّ.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن سليمان قال: سمعت أبا بكر بن عياش- وذكر أبا البختري الْقَاضِي- فقال: لم يكن صاحب حديث، كان كذابا. قال يحيى: وقد رأيته شيخا كبيرا، رجلا من قريش أبيض الرأس واللحية.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا حسين ابن إدريس قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يقول: وهب بن وهب- يعني القرشي- ذاك دجال، أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى الْبَزَّازُ قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدا روى «لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو جناح» ؟
فقال: ما روى هذا إلا ذاك الكذاب أبو البختريّ.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه- على شك دخلني فيه- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني قال: سمعت إبراهيم الحربي، غير مرة يقول: ما سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول في رجل كذاب، إلا في أبي البختري- يعني الْقَاضِي-.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يَعْقُوب الجوزجاني قال: أَبُو البختري وهب بن وهب كان يكذب، ويتجسر، فسقط ومال.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بْن عبدان- وَأنا أسمع- قَالَ: سمعت مُسْلِم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب الْقَاضِي القُرَشِيّ متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يَقُولُ: كذابو المدينة محمّد بن الحسن ابن زبالة، ووهب بن وَهْب أَبُو البَخْتَرِيّ، بلغني أَنَّهُ كَانَ يضع الحديث بالليل في السّراج.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ: حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَهْب بن وَهْب أَبُو البختريّ متروك الحديث.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب، كَانَ كذابا، لَمَّا بلغ عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي موته. قَالَ الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.
قُلْتُ: هَذَا القول وهم، لأن عبد الرحمن بن مهدي مات في سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات أبو البختري بعده في سنة مائتين، وقيل في سنة تسع وتسعين ومائة.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: قِيلَ مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي ببَغْدَاد سنة تسع وتسعين ومائة، وَقِيلَ مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد بْن أَبِي أُسَامَة، حَدَّثَنَا محمد بن سعد.
وأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حدثني أبو حسان الزيادي قَالا: سنة مائتين فيها مات أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب. قَالَ ابن سَعْد: الزمعي، وَقَالَ أَبُو حسان: الْقَاضِي القُرَشِيّ. وقالا جميعا: ببغداد.
أخبرنا ابن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمرو بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي سنة مائتين.