الْقَاسِمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَأَخْرَجَ حَدِيثَ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَلَدَتْ خَدِيجَةُ غُلَامَيْنِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْقَاسِمُ، وَعَبْدُ اللهِ " وَيَقُولُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: «لَبِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ خَدِيجَةَ حَتَّى وَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ» وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ مُتَقَدِّمِينَا ذَكَرَ الْقَاسِمَ ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّحَابَةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْقَاسِمَ بِكْرُ وَلَدِهِ وَبِهِ كَانَ يُكُنَّى أَبَا الْقَاسِمِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَيِّتٍ مِنْ وَلَدِهِ بِمَكَّةَ قَالَ مُجَاهِدٌ: مَاتَ وَلَهُ سَبْعَةُ أَيَّامٍ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: عَاشَ حَتَّى مَشَى وَالْقَاسِمُ إِنَّمَا يُذْكَرُ فِي أَوْلَادِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فِي أَصْحَابِهِ، وَلَا خِلَافَ أَنَّ الذُّكُورَ مِنْ أَوْلَادِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَدَّمُوا عَلَيْهِ وَاخْتُلِفَ فِي الْقَاسِمِ هَلْ كَانَ مَوْتُهُ قَبْلَ الدَّعْوَةِ أَوْ بَعْدَهَا؟ وَأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى أَنَّ مَوْتَهُ كَانَ قَبْلَ الدَّعْوَةِ
Abū Nuʿaym al-Aṣbahānī (d. 1038 CE) - Maʿrifat al-ṣaḥāba - أبو نعيم الأصبهاني - معرفة الصحابة
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 4112 787. الغميصاء الانصارية مطلقة عمرو بن حزم...1 788. الفراسي5 789. الفضل بن العباس بن عبد المطلب5 790. الفضل بن يحيى بن قيوم الازدي1 791. الفلتان بن عاصم الجرمي3 792. القاسم ابن النبي2793. القاسم الانصاري2 794. القاسم بن مخيمرة8 795. القاسم مولى ابي بكر الصديق2 796. القعقاع بن ابي حدرد الاسلمي2 797. القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي1 798. الكندية2 799. اللجلاج ابو العلاء1 800. اللجلاج بن حكيم السلمي1 801. المثنى بن حارثة الشيباني ومفروق بن عمرو الشيباني...1 802. المستورد بن شداد الفهري1 803. المسيب بن حزن بن ابي وهب بن عمرو1 804. المسيب بن رافع عمن1 805. المطلب بن ابي وداعة السهمي1 806. المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب...3 807. المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم...2 808. المغيرة بن الحارث بن هشام2 809. المغيرة بن سعد بن الاخرم1 810. المغيرة بن شعبة بن ابي عامر4 811. المقداد بن الاسود الكندي1 812. المقداد بن معدي كرب ابو كريمة الكندي...1 813. المنتشر ابو محمد الهمداني1 814. المنذر بن ابي اسيد الساعدي3 815. المنذر بن ساوى2 816. المنذر بن عبد الله بن قوال بن وقيش1 817. المنذر بن عمرو الانصاري1 818. المنذر بن قدامة3 819. المنذر بن مالك ابو نضرة1 820. المنذر بن محمد بن عقبة1 821. المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي...2 822. المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان2 823. المهلب بن ابي1 824. النباش بن زرارة1 825. النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة القرشي...1 826. النضر بن سلمة الهذلي2 827. النعمان بن ابي جذمة بن النعمان الانصاري...1 828. النعمان بن ابي فاطمة الانصاري1 829. النعمان بن اشيم الاشجعي ابو هند1 830. النعمان بن الرازية اللهبي1 831. النعمان بن برزج2 832. النعمان بن بشير ابن سعد بن ثعلبة1 833. النعمان بن جزء بن النعمان بن قيس2 834. النعمان بن حارثة الانصاري2 835. النعمان بن سنان4 836. النعمان بن شريك الشيباني1 837. النعمان بن عبد عمرو بن مسعود الانصاري...1 838. النعمان بن عجلان1 839. النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزي1 840. النعمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث2 841. النعمان بن غصن بن الحارث البلوي1 842. النعمان بن قوقل الانصاري الخزرجي1 843. النعمان بن قيس1 844. النعمان بن مرة2 845. النعمان بن مقرن5 846. النعيمان صاحب سويبط بن حرملة1 847. النمر بن تولب الشاعر2 848. النوار بنت مالك بن صرمة2 849. النواس بن سمعان الانصاري الكلابي1 850. الهيثم2 851. الهيثم بن دهر2 852. الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي...1 853. الوليد بن عقبة بن ابي معيط ابن ابي1 854. الوليد بن قيس العامري1 855. ام اسحاق الغنوية4 856. ام الازهر2 857. ام الحارث بنت عياش بن ابي ربيعة1 858. ام الحكم الغفارية2 859. ام الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب1 860. ام الخير بنت صخر ام ابي بكر الصديق1 861. ام الدرداء الكبري1 862. ام السائب1 863. ام الضحاك بنت مسعود الحارثية الانصارية...1 864. ام الطفيل امراة ابي1 865. ام العلاء الانصارية4 866. ام العلاء عمة حرام بن حكيم1 867. ام الغادية4 868. ام الفضل بنت الحارث2 869. ام الفضل بنت حمزة2 870. ام المسيب الانصارية1 871. ام الهذيل2 872. ام الوليد بنت عمر2 873. ام انس الانصارية ليست هي بام انس بن مالك...1 874. ام انس بنت البراء بن معرور1 875. ام اوس البهزية3 876. ام ايمن مولاة النبي3 877. ام ايوب الانصارية امراة ابي ايوب الانصاري...1 878. ام بجيد الانصارية2 879. ام بشر بنت البراء بن معرور3 880. ام بلال بنت هلال الاسلمية1 881. ام جميل بنت الخطاب2 882. ام جميل بنت المجلل بن عبد الله ام محمد...1 883. ام جميل بنت عبد الله2 884. ام جندب2 885. ام جندب الازدية4 886. ام حبيب بنت العباس بن عبد المطلب1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 4112 787. الغميصاء الانصارية مطلقة عمرو بن حزم...1 788. الفراسي5 789. الفضل بن العباس بن عبد المطلب5 790. الفضل بن يحيى بن قيوم الازدي1 791. الفلتان بن عاصم الجرمي3 792. القاسم ابن النبي2793. القاسم الانصاري2 794. القاسم بن مخيمرة8 795. القاسم مولى ابي بكر الصديق2 796. القعقاع بن ابي حدرد الاسلمي2 797. القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي1 798. الكندية2 799. اللجلاج ابو العلاء1 800. اللجلاج بن حكيم السلمي1 801. المثنى بن حارثة الشيباني ومفروق بن عمرو الشيباني...1 802. المستورد بن شداد الفهري1 803. المسيب بن حزن بن ابي وهب بن عمرو1 804. المسيب بن رافع عمن1 805. المطلب بن ابي وداعة السهمي1 806. المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب...3 807. المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم...2 808. المغيرة بن الحارث بن هشام2 809. المغيرة بن سعد بن الاخرم1 810. المغيرة بن شعبة بن ابي عامر4 811. المقداد بن الاسود الكندي1 812. المقداد بن معدي كرب ابو كريمة الكندي...1 813. المنتشر ابو محمد الهمداني1 814. المنذر بن ابي اسيد الساعدي3 815. المنذر بن ساوى2 816. المنذر بن عبد الله بن قوال بن وقيش1 817. المنذر بن عمرو الانصاري1 818. المنذر بن قدامة3 819. المنذر بن مالك ابو نضرة1 820. المنذر بن محمد بن عقبة1 821. المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي...2 822. المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان2 823. المهلب بن ابي1 824. النباش بن زرارة1 825. النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة القرشي...1 826. النضر بن سلمة الهذلي2 827. النعمان بن ابي جذمة بن النعمان الانصاري...1 828. النعمان بن ابي فاطمة الانصاري1 829. النعمان بن اشيم الاشجعي ابو هند1 830. النعمان بن الرازية اللهبي1 831. النعمان بن برزج2 832. النعمان بن بشير ابن سعد بن ثعلبة1 833. النعمان بن جزء بن النعمان بن قيس2 834. النعمان بن حارثة الانصاري2 835. النعمان بن سنان4 836. النعمان بن شريك الشيباني1 837. النعمان بن عبد عمرو بن مسعود الانصاري...1 838. النعمان بن عجلان1 839. النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزي1 840. النعمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث2 841. النعمان بن غصن بن الحارث البلوي1 842. النعمان بن قوقل الانصاري الخزرجي1 843. النعمان بن قيس1 844. النعمان بن مرة2 845. النعمان بن مقرن5 846. النعيمان صاحب سويبط بن حرملة1 847. النمر بن تولب الشاعر2 848. النوار بنت مالك بن صرمة2 849. النواس بن سمعان الانصاري الكلابي1 850. الهيثم2 851. الهيثم بن دهر2 852. الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي...1 853. الوليد بن عقبة بن ابي معيط ابن ابي1 854. الوليد بن قيس العامري1 855. ام اسحاق الغنوية4 856. ام الازهر2 857. ام الحارث بنت عياش بن ابي ربيعة1 858. ام الحكم الغفارية2 859. ام الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب1 860. ام الخير بنت صخر ام ابي بكر الصديق1 861. ام الدرداء الكبري1 862. ام السائب1 863. ام الضحاك بنت مسعود الحارثية الانصارية...1 864. ام الطفيل امراة ابي1 865. ام العلاء الانصارية4 866. ام العلاء عمة حرام بن حكيم1 867. ام الغادية4 868. ام الفضل بنت الحارث2 869. ام الفضل بنت حمزة2 870. ام المسيب الانصارية1 871. ام الهذيل2 872. ام الوليد بنت عمر2 873. ام انس الانصارية ليست هي بام انس بن مالك...1 874. ام انس بنت البراء بن معرور1 875. ام اوس البهزية3 876. ام ايمن مولاة النبي3 877. ام ايوب الانصارية امراة ابي ايوب الانصاري...1 878. ام بجيد الانصارية2 879. ام بشر بنت البراء بن معرور3 880. ام بلال بنت هلال الاسلمية1 881. ام جميل بنت الخطاب2 882. ام جميل بنت المجلل بن عبد الله ام محمد...1 883. ام جميل بنت عبد الله2 884. ام جندب2 885. ام جندب الازدية4 886. ام حبيب بنت العباس بن عبد المطلب1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Abū Nuʿaym al-Aṣbahānī (d. 1038 CE) - Maʿrifat al-ṣaḥāba - أبو نعيم الأصبهاني - معرفة الصحابة are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71683&book=5547#5222c7
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
قال صالح: قال أبي: القاسم بن محمد أبو عبد الرحمن.
"مسائل صالح" (798)، "الأسامي والكنى" (335).
قال ابن أبي خيثمة: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: والقاسم بن محمد بعد المائة -يعني: مات بعدها.
"تاريخ ابن خيثمة" (2196).
قال عبد اللَّه: سمحت أبي يقول: القاسم بن محمد، أبو عبد الرحمن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (15)، (353).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن مسعر، عن محارب قال: صحبنا القاسم ففضلنا بثلاث: سخاء النفس، وطول الصصت، ونسي أبي الثالثة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1553).
وقال عبد اللَّه: حدثني ألي قال: حدثنا حماد الخياط قال: زعم عبد اللَّه -هو العمري- أن القاسم وسالمًا مات أحدهم في سنة ست والآخر في سنة خمس ومائة.
قال: أرى سالمًا في سنة خمس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1907).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى ابن سعيد الأنصاري قال: كانت عائشة رحمة اللَّه عليها ترخص في المنطقة للمحرم. قال يحيى: فقلت ليحيى: من حدثك؟ قال: ابن أخيها القاسم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2491)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت عبيد اللَّه بن عمر يقول: أدركت بالمدينة رجالًا فرأيتهم يعظمون القول في التفسير ويهابونه، منهم القاسم وسالم ونافع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2663).
قال صالح: قال أبي: القاسم بن محمد أبو عبد الرحمن.
"مسائل صالح" (798)، "الأسامي والكنى" (335).
قال ابن أبي خيثمة: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: والقاسم بن محمد بعد المائة -يعني: مات بعدها.
"تاريخ ابن خيثمة" (2196).
قال عبد اللَّه: سمحت أبي يقول: القاسم بن محمد، أبو عبد الرحمن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (15)، (353).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن مسعر، عن محارب قال: صحبنا القاسم ففضلنا بثلاث: سخاء النفس، وطول الصصت، ونسي أبي الثالثة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1553).
وقال عبد اللَّه: حدثني ألي قال: حدثنا حماد الخياط قال: زعم عبد اللَّه -هو العمري- أن القاسم وسالمًا مات أحدهم في سنة ست والآخر في سنة خمس ومائة.
قال: أرى سالمًا في سنة خمس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1907).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى ابن سعيد الأنصاري قال: كانت عائشة رحمة اللَّه عليها ترخص في المنطقة للمحرم. قال يحيى: فقلت ليحيى: من حدثك؟ قال: ابن أخيها القاسم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2491)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت عبيد اللَّه بن عمر يقول: أدركت بالمدينة رجالًا فرأيتهم يعظمون القول في التفسير ويهابونه، منهم القاسم وسالم ونافع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2663).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71683&book=5547#1d85c5
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
عبد الله بن عثمان أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن القرشي التيمي المدني وفد على سليمان بن عبد الملك، وعلى عمر بن عبد العزيز.
عن القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قالت: طيبت رسول الله صلى اله عليه وسلم لحرمه حين أحرم وكله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت عن القاسم عن عائشة قالت: كانوا يتخوفون أن تحيض صفية. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أحابستنا هي "؟ فقيل: إنما قد أفاضت يوم النحر، قال: " فلا إذاً ".
عن القاسم عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يغتسل من جنابته، فيأخذ جفنة لشق رأسه الأيمن، ثم يأخذ جفنة لشق رأسه الأيسر.
قال عمر بن عبد العزيز لسليمان بن عبد الملك: اكتب إلى القاسم بن محمد يقدم عليك، ففعل، فلما قدم عليه عرض بأبيه، وشتمه، وبلغ به، فخرج مغضباً، فركب رواحله ورجع. فلما استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إليه، فبلغه المائتين، وأجازه، وأحسن إليه. فهلك في ولاية يزيد بن عبد الملك.
كان القاسم بن محمد من خيار التابعين، حمل عنه العلم. وأمه أم ولد يقال لها: سودة. ذهب بصره وهو ابن سبعين - أو اثنتين وسبعين - وكان ثقة، عالماً، فقيهاً، إماماً كثير الحديث، ورعاً وكان من أفضل أهل زمانه. قتل أبوه بعد عثمان وبقي يتيماً في حجر عائشة.
عن محمد بن خالد بن الزبيرقال: كنت عند عبد الله بن الزبير، فاستأذن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فقال عبد الله بن الزبير: أوليس عهده بي قريباً. قال: فقال القاسم: إني أردت أن أكلمه بحاجة لي، قال: ائذن له. فلما دخل عليه، قال له ابن الزبير: مهيم؟ قال: مات فلان، وكنا نقول: إنه مولى عائشة، فقال: لا، ليس مولى لكم، هو مولى بني جندع. فولى القاسم، فلما ولى نظر إليه عبد الله بن الزبير، وقال: ما رأيت أبا بكر ولد ولداً أشبه به من هذا الفتى.
عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان، - هلم جرا - إلى أن ماتت يرحمها الله، وكنت ملازماً لها مع ترهاتي. وكنت أجالس البحر بن عباس. وقد جلست مع أبي هريرة، وابن عمر، فأكثرت، فكان هناك - يعني ابن عمر - ورع، وعلم جم، ووقوف عما لا علم له به.
عن محمد بن علي قال: قال لي سعيد بن المسيب: إذا أردت أن تنكح فاخبرني، فإني عالم بأنساب قريش. قال: فنكحت بنت القاسم بن محمد، ولم أجده، فبلغه ذلك، فقال: جاد ما وضع الحسيني نفسه.
قال ابن أبي عتيق للقاسم يوماً: يا بن قاتل عثمان، فقال له سعيد بن المسيب: أتقول هذا؟ فوالله إن القاسم لخيركم، وإن أباه محمد لخيركم، فهو خيركم وابن خيركم.
قال ابن عيينة: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن.
وعن أبي الزناد أن سبعة نفر من أهل المدينة مشيخة نظراء، إذا اختلفوا أخذ بقول أكبرهم وأفضلهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بي زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار: قال يحيى بن سعيد فقهاء أهل المدينة عشرة قلت ليحيى: عدهم قال: سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وقبيعة بن ذؤيب وخارجة بن زيد وأبان بن عثمان بن عفان عن مالك بن أنس قال: ذكر فضل القاسم بن محمد وابنه، وهو قاعد، فقال الرجل: كيف لا يكون ذلك وهو ابن أبي بكر الصديق؟ فقال القاسم: فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد جعل في رواية من قول مالك.
عن عبيد الله بن موهب قال: سمعت القاسم بن محمد سأله رجل عن مسائل، فلما قام الرجل قال له القاسم بن محمد: لا تذهبن فتقول: إن القاسم قال: هذا هو الحق، إني لا أقول لك هو الحق، ولكن إذا اضطررت إليه عملت به.
وقال: إنكم تسألوننا عما لا نعلم، والله لو علمنا ما كتمناه، ولا استحللنا كتمانه.
عن يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم يقول: ما نعلم كل ما نسأل عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله عليه خير من أن بقول مالا يعلم.
قال مالك: أتى القاسم أميراً من أمراء المدينة، فسأله عن شيء، فقال القاسم: إن من إكرام المرء نفسه ألا يقول إلا ما أحاط به علمه.
وقال مالك: إن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم الخلافة. قال: وكان القاسم قليل الحديث قليل الفتيا. وما حدث القاسم مائة حديث.
قال ابن عون: كان القاسم بن محمد، وابن سيرين، ورجاء بن حيوة يحدثون بالحديث على حروفه، وكان الحسن، وإبراهيم، والشعبي يحدثون بالمعاني.
وقال: لقيت ثالثة كأنهم اجتمعوا، فتواصوا: ابن سيرين بالبصرة، ورجاء بالشام، والقاسم بن محمد بالمدينة.
قال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - وسمع رجلاً يقول: ما أجرأ فلان على الله! فقال القاسم: ابن آدم أهون وأضعف ممن يكون جريئاً على الله، ولكن قل: ما أقل معرفته بالله.
ونظر القاسم بن محمد إلى رجل يسأل يوم عرفة بعرفة. قال: فقال له القاسم بن محمد: ويحك يا سائل! أتسأل في هذا اليوم غير الله، عز وجل.
وقال: كنا عند القاسم بن محمد جلوساً، فقيل له: كان بين قتادة وبين أبي بكر كلام في الولدان، قال: فتكلم ربيعة - وكان رجلاً له منطق - فلما فرغ ربيعة قال القاسم: إذا انتهى الله إلى شيء فانتهوا عنده.
عن عكرمة بن عمارة قال: سمعت القاسم بن محمد وسأله رجل: ما يقطع الصلاة؟ الله دون كل شيء.
عن سفيان قال: اجتمعوا إلى القاسم بن محمد في صدقة قسمها. قال: وهو يصلي، فجعلوا يتكلمون. فقال ابنه: إنكم اجتمعتم إلى رجل، والله، ما نال منها درهماً، ولا دانقاً. قال: فأوجز القاسم، ثم قال: قل يا بني، فيما علمت.
قال سفيان: صدق ابنه، ولكنه أراد تأديبه في المنطق وحفظه.
أرسل عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي إلى القاسم بن محمد بخمسمائة دينار، فأبى أن يقبلها.
عن مالك بن أنس قال: لقي عمر بن عبد العزيز القاسم بن محمد، وعمر قادم من مكة قد اعتمر، والقاسم خارج من المدينة قريباً منها، يريد العمرة، فقال له عمر: إن معنا فضلاً من ظهر وأزواد، فلو صرفنا ذلك إليك، فقال: إني لا آخذ من أحد شيئاً.
عن أيوب قال: رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر، ورداء سابرياً له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران. ويدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شيء.
عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال: دخلت على القاسم بن محمد وهو في قبة معصفرة، وتحته فراش معصفر، ومرافق حمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، هذا مما أردت أن أسألك عنه، فقال: لا بأس بما امتهن منه.
قال القاسم بن محمد: قد جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبرة.
وقال: إن من أعظم الذنب أن يستخف المرء بذنبه.
عن أبي عمر الباهلي قال: جاء بنو مروان إلى عمر، فقالوا: إنك قصرت بنا عما كان يصنعه بنا من قبلك، وعاتبوه، فقال: إن عدتم إلى هذا المجلس لأشدن ركابي، ثم لأقدمن المدينة، ولأجعلنها - أو أصيرها - شورى، أنا إني أعرف صاحبها الأعمش - يعني القاسم بن محمد.
عن سليمان بن عبد الرحمن أنه كان مع القاسم في شكواه حين أقام بقديد، فقال: ائتني بقرطاس ودواة أكتب وصيتي، قال: فجئت به، فأخذت أكتب، فقال لي: أي شيء تكتب ولم أملي عليك بشيء؟ قلت: التشهد، قال: لقد شقينا إن لم نكن تشهدنا إلا اليوم! بعده، اكتب أسفل من هذا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به القاسم بن محمد إن حدث به حدث في شكواه هذه أن كذا في كذا - حتى فرغ من حاجته.
عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد أنه نهى عن موته أن يتبع بنار، ولا يقولون خيراً ولا شراً. ثم قال: اتل هذه الآية: " ألم ترى إلى الذين يزكون أنفسهم، بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا. انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبينا ".
عن عمر بن حسين قال: سهدت موت القاسم، ومات بقديد، فدفن بالمشلل، وبين ذلك نحو من ثلاثة أميال، ووضع ابنه السرير على كاهله، ومشى حتى بلغ المشلل.
عن رجاء بن جميل الأيلي قال: توفي القاسم بن محمد في ولاية يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى - أو اثنتين - ومائة قال خليفة بن خياط: مات القاسم بن محمد بن أبي بكر في آخر السنة - يعني سنة سبع ومائة.
وقيل غير ذلك في وفاته.
عبد الله بن عثمان أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن القرشي التيمي المدني وفد على سليمان بن عبد الملك، وعلى عمر بن عبد العزيز.
عن القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قالت: طيبت رسول الله صلى اله عليه وسلم لحرمه حين أحرم وكله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت عن القاسم عن عائشة قالت: كانوا يتخوفون أن تحيض صفية. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أحابستنا هي "؟ فقيل: إنما قد أفاضت يوم النحر، قال: " فلا إذاً ".
عن القاسم عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يغتسل من جنابته، فيأخذ جفنة لشق رأسه الأيمن، ثم يأخذ جفنة لشق رأسه الأيسر.
قال عمر بن عبد العزيز لسليمان بن عبد الملك: اكتب إلى القاسم بن محمد يقدم عليك، ففعل، فلما قدم عليه عرض بأبيه، وشتمه، وبلغ به، فخرج مغضباً، فركب رواحله ورجع. فلما استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إليه، فبلغه المائتين، وأجازه، وأحسن إليه. فهلك في ولاية يزيد بن عبد الملك.
كان القاسم بن محمد من خيار التابعين، حمل عنه العلم. وأمه أم ولد يقال لها: سودة. ذهب بصره وهو ابن سبعين - أو اثنتين وسبعين - وكان ثقة، عالماً، فقيهاً، إماماً كثير الحديث، ورعاً وكان من أفضل أهل زمانه. قتل أبوه بعد عثمان وبقي يتيماً في حجر عائشة.
عن محمد بن خالد بن الزبيرقال: كنت عند عبد الله بن الزبير، فاستأذن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فقال عبد الله بن الزبير: أوليس عهده بي قريباً. قال: فقال القاسم: إني أردت أن أكلمه بحاجة لي، قال: ائذن له. فلما دخل عليه، قال له ابن الزبير: مهيم؟ قال: مات فلان، وكنا نقول: إنه مولى عائشة، فقال: لا، ليس مولى لكم، هو مولى بني جندع. فولى القاسم، فلما ولى نظر إليه عبد الله بن الزبير، وقال: ما رأيت أبا بكر ولد ولداً أشبه به من هذا الفتى.
عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان، - هلم جرا - إلى أن ماتت يرحمها الله، وكنت ملازماً لها مع ترهاتي. وكنت أجالس البحر بن عباس. وقد جلست مع أبي هريرة، وابن عمر، فأكثرت، فكان هناك - يعني ابن عمر - ورع، وعلم جم، ووقوف عما لا علم له به.
عن محمد بن علي قال: قال لي سعيد بن المسيب: إذا أردت أن تنكح فاخبرني، فإني عالم بأنساب قريش. قال: فنكحت بنت القاسم بن محمد، ولم أجده، فبلغه ذلك، فقال: جاد ما وضع الحسيني نفسه.
قال ابن أبي عتيق للقاسم يوماً: يا بن قاتل عثمان، فقال له سعيد بن المسيب: أتقول هذا؟ فوالله إن القاسم لخيركم، وإن أباه محمد لخيركم، فهو خيركم وابن خيركم.
قال ابن عيينة: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن.
وعن أبي الزناد أن سبعة نفر من أهل المدينة مشيخة نظراء، إذا اختلفوا أخذ بقول أكبرهم وأفضلهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بي زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار: قال يحيى بن سعيد فقهاء أهل المدينة عشرة قلت ليحيى: عدهم قال: سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وقبيعة بن ذؤيب وخارجة بن زيد وأبان بن عثمان بن عفان عن مالك بن أنس قال: ذكر فضل القاسم بن محمد وابنه، وهو قاعد، فقال الرجل: كيف لا يكون ذلك وهو ابن أبي بكر الصديق؟ فقال القاسم: فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد جعل في رواية من قول مالك.
عن عبيد الله بن موهب قال: سمعت القاسم بن محمد سأله رجل عن مسائل، فلما قام الرجل قال له القاسم بن محمد: لا تذهبن فتقول: إن القاسم قال: هذا هو الحق، إني لا أقول لك هو الحق، ولكن إذا اضطررت إليه عملت به.
وقال: إنكم تسألوننا عما لا نعلم، والله لو علمنا ما كتمناه، ولا استحللنا كتمانه.
عن يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم يقول: ما نعلم كل ما نسأل عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله عليه خير من أن بقول مالا يعلم.
قال مالك: أتى القاسم أميراً من أمراء المدينة، فسأله عن شيء، فقال القاسم: إن من إكرام المرء نفسه ألا يقول إلا ما أحاط به علمه.
وقال مالك: إن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم الخلافة. قال: وكان القاسم قليل الحديث قليل الفتيا. وما حدث القاسم مائة حديث.
قال ابن عون: كان القاسم بن محمد، وابن سيرين، ورجاء بن حيوة يحدثون بالحديث على حروفه، وكان الحسن، وإبراهيم، والشعبي يحدثون بالمعاني.
وقال: لقيت ثالثة كأنهم اجتمعوا، فتواصوا: ابن سيرين بالبصرة، ورجاء بالشام، والقاسم بن محمد بالمدينة.
قال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - وسمع رجلاً يقول: ما أجرأ فلان على الله! فقال القاسم: ابن آدم أهون وأضعف ممن يكون جريئاً على الله، ولكن قل: ما أقل معرفته بالله.
ونظر القاسم بن محمد إلى رجل يسأل يوم عرفة بعرفة. قال: فقال له القاسم بن محمد: ويحك يا سائل! أتسأل في هذا اليوم غير الله، عز وجل.
وقال: كنا عند القاسم بن محمد جلوساً، فقيل له: كان بين قتادة وبين أبي بكر كلام في الولدان، قال: فتكلم ربيعة - وكان رجلاً له منطق - فلما فرغ ربيعة قال القاسم: إذا انتهى الله إلى شيء فانتهوا عنده.
عن عكرمة بن عمارة قال: سمعت القاسم بن محمد وسأله رجل: ما يقطع الصلاة؟ الله دون كل شيء.
عن سفيان قال: اجتمعوا إلى القاسم بن محمد في صدقة قسمها. قال: وهو يصلي، فجعلوا يتكلمون. فقال ابنه: إنكم اجتمعتم إلى رجل، والله، ما نال منها درهماً، ولا دانقاً. قال: فأوجز القاسم، ثم قال: قل يا بني، فيما علمت.
قال سفيان: صدق ابنه، ولكنه أراد تأديبه في المنطق وحفظه.
أرسل عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي إلى القاسم بن محمد بخمسمائة دينار، فأبى أن يقبلها.
عن مالك بن أنس قال: لقي عمر بن عبد العزيز القاسم بن محمد، وعمر قادم من مكة قد اعتمر، والقاسم خارج من المدينة قريباً منها، يريد العمرة، فقال له عمر: إن معنا فضلاً من ظهر وأزواد، فلو صرفنا ذلك إليك، فقال: إني لا آخذ من أحد شيئاً.
عن أيوب قال: رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر، ورداء سابرياً له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران. ويدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شيء.
عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال: دخلت على القاسم بن محمد وهو في قبة معصفرة، وتحته فراش معصفر، ومرافق حمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، هذا مما أردت أن أسألك عنه، فقال: لا بأس بما امتهن منه.
قال القاسم بن محمد: قد جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبرة.
وقال: إن من أعظم الذنب أن يستخف المرء بذنبه.
عن أبي عمر الباهلي قال: جاء بنو مروان إلى عمر، فقالوا: إنك قصرت بنا عما كان يصنعه بنا من قبلك، وعاتبوه، فقال: إن عدتم إلى هذا المجلس لأشدن ركابي، ثم لأقدمن المدينة، ولأجعلنها - أو أصيرها - شورى، أنا إني أعرف صاحبها الأعمش - يعني القاسم بن محمد.
عن سليمان بن عبد الرحمن أنه كان مع القاسم في شكواه حين أقام بقديد، فقال: ائتني بقرطاس ودواة أكتب وصيتي، قال: فجئت به، فأخذت أكتب، فقال لي: أي شيء تكتب ولم أملي عليك بشيء؟ قلت: التشهد، قال: لقد شقينا إن لم نكن تشهدنا إلا اليوم! بعده، اكتب أسفل من هذا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به القاسم بن محمد إن حدث به حدث في شكواه هذه أن كذا في كذا - حتى فرغ من حاجته.
عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد أنه نهى عن موته أن يتبع بنار، ولا يقولون خيراً ولا شراً. ثم قال: اتل هذه الآية: " ألم ترى إلى الذين يزكون أنفسهم، بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا. انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبينا ".
عن عمر بن حسين قال: سهدت موت القاسم، ومات بقديد، فدفن بالمشلل، وبين ذلك نحو من ثلاثة أميال، ووضع ابنه السرير على كاهله، ومشى حتى بلغ المشلل.
عن رجاء بن جميل الأيلي قال: توفي القاسم بن محمد في ولاية يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى - أو اثنتين - ومائة قال خليفة بن خياط: مات القاسم بن محمد بن أبي بكر في آخر السنة - يعني سنة سبع ومائة.
وقيل غير ذلك في وفاته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71683&book=5547#2bcb57
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّديق، أحد الأعلام الحفّاظ، توفي سنة (157).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71683&book=5547#460c32
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: وكان من خيار التابعين وفقهائهم: "مدني"، تابعي، ثقة، نزه، رجل صالح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71683&book=5547#006322
القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ
ابْنُ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ، الإِمَامُ،
القُدْوَةُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، عَالِمُ وَقْتِهِ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ سَالِمٍ وَعِكْرِمَةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، البَكْرِيُّ، المَدَنِيُّ.وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، فَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ انْقطَاعٌ عَلَى انْقطَاعٍ، فَكُلٌّ مِنْهُمَا لَمْ يُحِقَّ أَبَاهُ، وَرُبِّيَ القَاسِمُ فِي حَجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَتَفَقَّهَ مِنْهَا، وَأَكْثَرَ عَنْهَا.
وَرَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُوْدٍ - مُرْسَلاً -.
وَعَنْ: زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ - مُرْسَلاً -.
وَعَنْ: فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ جَدَّتِهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ خَبَّابٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْ: صَالِحِ بنِ خَوَّاتٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعِ؛ ابْنَيْ يَزِيْدَ بنِ جَارِيَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ، وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ حَزْمٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَأَيُّوْبُ، وَرَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَرَبِيْعَةُ بنُ عَطَاءٍ، وَثَابِتٌ بنُ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ سَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَشَيْبَةُ بنُ نِصَاحٍ، وَطَلْحَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَعَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ القَدَّاحُ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، وَعِيْسَى بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيُّ، وَمُوْسَى بنُ سَرْجِسَ، وَأَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، وَحَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَأَيْمَنُ بنُ نَابِلٍ، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ مائَتَا حَدِيْثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ، وَكَانَ ثِقَةً، عَالِماً، رَفِيْعاً، فَقِيْهاً، إِمَاماً، وَرِعاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، فَاسْتَأْذَنَ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ.
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: ائْذَنْ لَهُ.
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: مَهْيَم ؟
قَالَ: مَاتَ فُلاَنٌ ... ، فَذَكَرَ قصَّته.
قَالَ: فَوَلَّى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَدَ وَلداً أَشْبَهَ بِهِ مِنْ هَذَا الفَتَى.
وَعَنِ القَاسِمِ، قَالَ:
كَانَتْ عَائِشَةُ قَدِ اسْتَقَلَّتُ بِالفَتْوَى فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِلَى أَنْ مَاتَتْ، وَكُنْتُ مُلاَزِماً لَهَا مَعَ تُرَّهَاتِي، وَكُنْتُ أَجَالِسُ البَحْرَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، فَأَكْثَرْتُ.
فَكَانَ هُنَاكَ -يَعْنِي: ابْنَ عُمَرَ- وَرَعٌ وَعِلْمٌ جَمٌّ، وَوُقُوْفٌ عَمَّا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ.
ابْنُ شَوْذَبٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا بِالمَدِيْنَةِ أَحَداً نُفَضِّلُهُ عَلَى القَاسِمِ.
وُهَيْبٌ: عَنْ أَيُّوْبَ - وَذَكَرَ القَاسِمَ - فَقَالَ:
مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَقَدْ تَرَكَ مائَةَ أَلْفٍ وَهِيَ لَهُ حَلاَلٌ.
البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ - وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ - أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ - وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ - يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُوْلُ: طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... ، الحَدِيْثَ.
وَرَوَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمَا كَانَ الرَّجُلُ يُعَدُّ رَجُلاً حَتَّى يَعْرِفَ السُّنَّةَ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدَّ ذِهْناً مِنَ القَاسِمِ، إِنْ كَانَ لَيَضْحَكُ مِنْ أَصْحَابِ الشُّبَهِ كَمَا يَضْحَكُ الفَتَى.
وَرَوَى: خَالِدُ بنُ نِزَارٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِ عَائِشَةَ ثَلاَثَةٌ: القَاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وَعَمْرَةُ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: تَرْجَمَةٌ مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَبِ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ القَاسِمُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ يُحَدِّثُوْنَ بِالحَدِيْثِ عَلَى حُرُوْفِهِ، وَكَانَ الحَسَنُ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَالشَّعْبِيُّ يُحَدِّثُوْنَ بِالمَعَانِي.
يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
رَأَيْتُ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ يُصَلِّي، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَيُّمَا أَعْلَمُ، أَنْتَ أَمْ سَالِمٌ؟
فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كُلٌّ سَيُخْبِرُكَ بِمَا عَلِمَ.
فَقَالَ: أَيُّكُمَا أَعْلَمُ؟
قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ!
فَأَعَادَ، فَقَالَ: ذَاكَ سَالِمٌ، انْطَلِقْ، فَسَلْهُ، فَقَامَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَرِهَ أَنْ يَقُوْلَ: أَنَا أَعْلَمُ، فَيَكُوْنُ تَزْكِيَةً، وَكَرِهَ أَنْ يَقُوْلَ: سَالِمٌ أَعْلَمُ مِنِّي، فَيَكْذِبُ.
وَكَانَ القَاسِمُ أَعْلَمَهُمَا.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ذَكَرَ مَالِكٌ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ
الأُمَّةِ، ثُمَّ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ ابْنَ سِيْرِيْنَ كَانَ قَدْ ثَقُلَ وَتَخَلَّفَ عَنِ الحَجِّ، فَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَحُجَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ القَاسِمِ، وَلَبُوْسِهِ، وَنَاحِيَتِهِ، فَيُبَلِّغُوْنَهُ ذَلِكَ، فَيَقْتَدِي بِالقَاسِمِ.قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: القَاسِمُ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِيْنَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِيْنَ وَفُقَهَائِهِم.
وَقَالَ: مَدَنِيٌّ، تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، نَزِهٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ:
لأَنْ يَعِيْشَ الرَّجُلُ جَاهِلاً بَعْد أَنْ يَعْرِفَ حَقَّ اللهِ عَلَيْهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ مَا لاَ يَعْلَمُ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
أَتَى القَاسِمَ أَمِيْرٌ مِنْ أُمَرَاءِ المَدِيْنَةِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ المَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لاَ يَقُوْلَ إِلاَّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: مَا كَانَ القَاسِمُ يُجِيْبُ إِلاَّ فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ مَالِكٍ:
أَنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، شَيْءٌ مَا عَصَّبْتُهُ إِلاَّ بِالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ قَدْ وَلِيَ العَهْدَ قَبْلَ ذَلِكَ.
قَالَ: وَكَانَ القَاسِمُ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ، قَلِيْلَ الفُتْيَا، وَكَانَ يَكُوْنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ المُدَارَاةُ فِي الشَّيْءِ، فَيَقُوْلُ لَهُ القَاسِمُ:
هَذَا الَّذِي تُرِيْدُ أَنْ تُخَاصِمَنِي فِيْهِ هُوَ لَكَ، فَإِنْ كَانَ حَقّاً، فَهُوَ لَكَ، فَخُذْهُ، وَلاَ تَحْمَدْنِي فِيْهِ، وَإِنْ كَانَ لِي، فَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ، وَهُوَ لَكَ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَكْرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ:
قَالَ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي الصَّدِيْقِ البَارِّ المُقْبِلِ عِوَضاً مِنْ ذِي الرَّحِمِ العَاقِّ المُدْبِرِ.
رَوَى: حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ الخَيَّاطُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ، قَالَ:مَاتَ القَاسِمُ وَسَالِمٌ، أَحَدُهُمَا سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ، وَالآخَرُ سَنَةَ سِتٍّ.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ أَوْ أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ.
زَادَ يَحْيَى: بِقُدَيْدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَالوَاقِدِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَالفَلاَّسُ:
سَنَة ثَمَانٍ وَمائَةٍ.
زَادَ الوَاقِدِيُّ: وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ عَمِيَ.
وَشَذَّ ابْن سَعْدٍ، فَقَالَ: تُوُفِيَّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ أَصْلاً.
وَكَذَا نَقَلَ: أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً ) .
أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فُقَهَاءُ المَدِيْنَةِ عَشْرَةٌ ... ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ القَاسِمَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: مَا حَدَّثَ القَاسِمُ مائَةَ حَدِيْثٍ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ الحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:قَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ أَنْ أَعْهَدَ مَا عَدَوْتُ صَاحِبَ الأَعْوَصِ -يَعْنِي: إِسْمَاعِيْلَ بنَ أُمَيَّةَ- أَوْ أُعَيْمِشَ بَنِي تَمِيْمٍ -يَعْنِي: القَاسِمَ-.
فَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ أَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، أَنَّهَا بَلَغَتِ القَاسِمَ، فَقَالَ:
إِنِّي لأَضْعُفُ عَنْ أَهْلِي، فَكَيْفَ بِأَمْرِ الأُمَّةِ؟!
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ القَاسِمُ مِمَّنْ يَأْتِي بِالحَدِيْثِ بِحُرُوْفِهِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: كَانَ القَاسِمُ لاَ يَكَادُ يَعِيْبُ عَلَى أَحَدٍ، فَتَكَلَّمَ رَبِيْعَةُ يَوْماً، فَأَكْثَرَ، فَلَمَّا قَامَ القَاسِمُ، قَالَ - وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ -:
لاَ أَبَا لِغَيْرِكَ، أَتُرَاهُم كَانُوا غَافِلِيْنَ عَمَّا يَقُوْلُ صَاحِبُنَا -يَعْنِي: عَمَّا يَقُوْلُ رَبِيْعَةُ بِرَأْيِهِ-.
حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ: عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ قَتَّةَ، قَالَ:
أَرْسَلَنِي عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ إِلَى القَاسِمِ بِخَمْسِ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: كَانَ القَاسِمُ لاَ يُفَسِّرُ القُرْآنَ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ القَاسِمَ وَسَالِماً يَلْعَنَانِ القَدَرِيَّةَ.
قَالَ زَيْدُ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ، قَالَ:
سَأَلْتُ القَاسِمَ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيَّ أَحَادِيْثَ، فَمَنَعَنِي، وَقَالَ:
إِنَّ الأَحَادِيْثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَنَاشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوْهُ بِهَا، فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا، أَمَرَ بِتَحْرِيْقِهَا، ثُمَّ قَالَ: مَثْنَاةَ كَمَثْنَاةِ أَهْلِ الكِتَابِ.
رَوَى: أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ، قَالَ: اخْتِلاَفُ الصَّحَابَةِ رَحْمَةٌ.أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ إِلْيَاسَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى القَاسِمِ جُبَّةَ خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ.
وَقَالَ أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ: كَانَ القَاسِمُ يَلْبَسُ جُبَّةَ خَزٍّ.
وَقَالَ عَطَّافُ بنُ خَالِدٍ: رَأَيْتُ القَاسِمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ، وَرِدَاءٌ مَثْنِيٌّ.
وَقَالَ مُعَاذُ بنُ العَلاَءِ: رَأَيْتُ القَاسِمَ وَعَلَى رَحْلِهِ قَطِيْفَةٌ مِنْ خَزٍّ غَبْرَاءُ، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مُمَصَّرٌ.
وَقَالَ ابْنُ زَبْرٍ: دَخَلْتُ عَلَى القَاسِمِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مُعَصْفَرَةٍ، وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ.
وَقَالَ خَالِدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ: رَأَيْتُ عَلَى القَاسِمِ عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالحِنَّاءِ، وَكَانَ قَدْ ضَعُفَ جِدّاً.
وَقِيْلَ: كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ بِقُدَيْدٍ، فَقَالَ: كَفِّنُوْنِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيْهَا، قَمِيْصِي وَرِدَائِي.
هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ.
وَأَوْصَى أَنْ لاَ يُبْنَى عَلَى قَبْرِهِ.
ابْنُ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ، الإِمَامُ،
القُدْوَةُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، عَالِمُ وَقْتِهِ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ سَالِمٍ وَعِكْرِمَةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، البَكْرِيُّ، المَدَنِيُّ.وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، فَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ انْقطَاعٌ عَلَى انْقطَاعٍ، فَكُلٌّ مِنْهُمَا لَمْ يُحِقَّ أَبَاهُ، وَرُبِّيَ القَاسِمُ فِي حَجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَتَفَقَّهَ مِنْهَا، وَأَكْثَرَ عَنْهَا.
وَرَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُوْدٍ - مُرْسَلاً -.
وَعَنْ: زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ - مُرْسَلاً -.
وَعَنْ: فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ جَدَّتِهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ خَبَّابٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْ: صَالِحِ بنِ خَوَّاتٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعِ؛ ابْنَيْ يَزِيْدَ بنِ جَارِيَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ، وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ حَزْمٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَأَيُّوْبُ، وَرَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَرَبِيْعَةُ بنُ عَطَاءٍ، وَثَابِتٌ بنُ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ سَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَشَيْبَةُ بنُ نِصَاحٍ، وَطَلْحَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَعَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ القَدَّاحُ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، وَعِيْسَى بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيُّ، وَمُوْسَى بنُ سَرْجِسَ، وَأَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، وَحَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَأَيْمَنُ بنُ نَابِلٍ، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ مائَتَا حَدِيْثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ، وَكَانَ ثِقَةً، عَالِماً، رَفِيْعاً، فَقِيْهاً، إِمَاماً، وَرِعاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، فَاسْتَأْذَنَ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ.
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: ائْذَنْ لَهُ.
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: مَهْيَم ؟
قَالَ: مَاتَ فُلاَنٌ ... ، فَذَكَرَ قصَّته.
قَالَ: فَوَلَّى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَدَ وَلداً أَشْبَهَ بِهِ مِنْ هَذَا الفَتَى.
وَعَنِ القَاسِمِ، قَالَ:
كَانَتْ عَائِشَةُ قَدِ اسْتَقَلَّتُ بِالفَتْوَى فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِلَى أَنْ مَاتَتْ، وَكُنْتُ مُلاَزِماً لَهَا مَعَ تُرَّهَاتِي، وَكُنْتُ أَجَالِسُ البَحْرَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، فَأَكْثَرْتُ.
فَكَانَ هُنَاكَ -يَعْنِي: ابْنَ عُمَرَ- وَرَعٌ وَعِلْمٌ جَمٌّ، وَوُقُوْفٌ عَمَّا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ.
ابْنُ شَوْذَبٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا بِالمَدِيْنَةِ أَحَداً نُفَضِّلُهُ عَلَى القَاسِمِ.
وُهَيْبٌ: عَنْ أَيُّوْبَ - وَذَكَرَ القَاسِمَ - فَقَالَ:
مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَقَدْ تَرَكَ مائَةَ أَلْفٍ وَهِيَ لَهُ حَلاَلٌ.
البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ - وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ - أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ - وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ - يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُوْلُ: طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... ، الحَدِيْثَ.
وَرَوَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمَا كَانَ الرَّجُلُ يُعَدُّ رَجُلاً حَتَّى يَعْرِفَ السُّنَّةَ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدَّ ذِهْناً مِنَ القَاسِمِ، إِنْ كَانَ لَيَضْحَكُ مِنْ أَصْحَابِ الشُّبَهِ كَمَا يَضْحَكُ الفَتَى.
وَرَوَى: خَالِدُ بنُ نِزَارٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِ عَائِشَةَ ثَلاَثَةٌ: القَاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وَعَمْرَةُ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: تَرْجَمَةٌ مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَبِ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ القَاسِمُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ يُحَدِّثُوْنَ بِالحَدِيْثِ عَلَى حُرُوْفِهِ، وَكَانَ الحَسَنُ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَالشَّعْبِيُّ يُحَدِّثُوْنَ بِالمَعَانِي.
يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
رَأَيْتُ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ يُصَلِّي، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَيُّمَا أَعْلَمُ، أَنْتَ أَمْ سَالِمٌ؟
فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كُلٌّ سَيُخْبِرُكَ بِمَا عَلِمَ.
فَقَالَ: أَيُّكُمَا أَعْلَمُ؟
قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ!
فَأَعَادَ، فَقَالَ: ذَاكَ سَالِمٌ، انْطَلِقْ، فَسَلْهُ، فَقَامَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَرِهَ أَنْ يَقُوْلَ: أَنَا أَعْلَمُ، فَيَكُوْنُ تَزْكِيَةً، وَكَرِهَ أَنْ يَقُوْلَ: سَالِمٌ أَعْلَمُ مِنِّي، فَيَكْذِبُ.
وَكَانَ القَاسِمُ أَعْلَمَهُمَا.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ذَكَرَ مَالِكٌ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ
الأُمَّةِ، ثُمَّ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ ابْنَ سِيْرِيْنَ كَانَ قَدْ ثَقُلَ وَتَخَلَّفَ عَنِ الحَجِّ، فَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَحُجَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ القَاسِمِ، وَلَبُوْسِهِ، وَنَاحِيَتِهِ، فَيُبَلِّغُوْنَهُ ذَلِكَ، فَيَقْتَدِي بِالقَاسِمِ.قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: القَاسِمُ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِيْنَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِيْنَ وَفُقَهَائِهِم.
وَقَالَ: مَدَنِيٌّ، تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، نَزِهٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ:
لأَنْ يَعِيْشَ الرَّجُلُ جَاهِلاً بَعْد أَنْ يَعْرِفَ حَقَّ اللهِ عَلَيْهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ مَا لاَ يَعْلَمُ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
أَتَى القَاسِمَ أَمِيْرٌ مِنْ أُمَرَاءِ المَدِيْنَةِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ المَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لاَ يَقُوْلَ إِلاَّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: مَا كَانَ القَاسِمُ يُجِيْبُ إِلاَّ فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ مَالِكٍ:
أَنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، شَيْءٌ مَا عَصَّبْتُهُ إِلاَّ بِالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ قَدْ وَلِيَ العَهْدَ قَبْلَ ذَلِكَ.
قَالَ: وَكَانَ القَاسِمُ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ، قَلِيْلَ الفُتْيَا، وَكَانَ يَكُوْنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ المُدَارَاةُ فِي الشَّيْءِ، فَيَقُوْلُ لَهُ القَاسِمُ:
هَذَا الَّذِي تُرِيْدُ أَنْ تُخَاصِمَنِي فِيْهِ هُوَ لَكَ، فَإِنْ كَانَ حَقّاً، فَهُوَ لَكَ، فَخُذْهُ، وَلاَ تَحْمَدْنِي فِيْهِ، وَإِنْ كَانَ لِي، فَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ، وَهُوَ لَكَ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَكْرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ:
قَالَ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي الصَّدِيْقِ البَارِّ المُقْبِلِ عِوَضاً مِنْ ذِي الرَّحِمِ العَاقِّ المُدْبِرِ.
رَوَى: حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ الخَيَّاطُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ، قَالَ:مَاتَ القَاسِمُ وَسَالِمٌ، أَحَدُهُمَا سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ، وَالآخَرُ سَنَةَ سِتٍّ.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ أَوْ أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ.
زَادَ يَحْيَى: بِقُدَيْدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَالوَاقِدِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَالفَلاَّسُ:
سَنَة ثَمَانٍ وَمائَةٍ.
زَادَ الوَاقِدِيُّ: وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ عَمِيَ.
وَشَذَّ ابْن سَعْدٍ، فَقَالَ: تُوُفِيَّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ أَصْلاً.
وَكَذَا نَقَلَ: أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً ) .
أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فُقَهَاءُ المَدِيْنَةِ عَشْرَةٌ ... ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ القَاسِمَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: مَا حَدَّثَ القَاسِمُ مائَةَ حَدِيْثٍ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ الحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:قَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ أَنْ أَعْهَدَ مَا عَدَوْتُ صَاحِبَ الأَعْوَصِ -يَعْنِي: إِسْمَاعِيْلَ بنَ أُمَيَّةَ- أَوْ أُعَيْمِشَ بَنِي تَمِيْمٍ -يَعْنِي: القَاسِمَ-.
فَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ أَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، أَنَّهَا بَلَغَتِ القَاسِمَ، فَقَالَ:
إِنِّي لأَضْعُفُ عَنْ أَهْلِي، فَكَيْفَ بِأَمْرِ الأُمَّةِ؟!
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ القَاسِمُ مِمَّنْ يَأْتِي بِالحَدِيْثِ بِحُرُوْفِهِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: كَانَ القَاسِمُ لاَ يَكَادُ يَعِيْبُ عَلَى أَحَدٍ، فَتَكَلَّمَ رَبِيْعَةُ يَوْماً، فَأَكْثَرَ، فَلَمَّا قَامَ القَاسِمُ، قَالَ - وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ -:
لاَ أَبَا لِغَيْرِكَ، أَتُرَاهُم كَانُوا غَافِلِيْنَ عَمَّا يَقُوْلُ صَاحِبُنَا -يَعْنِي: عَمَّا يَقُوْلُ رَبِيْعَةُ بِرَأْيِهِ-.
حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ: عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ قَتَّةَ، قَالَ:
أَرْسَلَنِي عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ إِلَى القَاسِمِ بِخَمْسِ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: كَانَ القَاسِمُ لاَ يُفَسِّرُ القُرْآنَ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ القَاسِمَ وَسَالِماً يَلْعَنَانِ القَدَرِيَّةَ.
قَالَ زَيْدُ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ، قَالَ:
سَأَلْتُ القَاسِمَ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيَّ أَحَادِيْثَ، فَمَنَعَنِي، وَقَالَ:
إِنَّ الأَحَادِيْثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَنَاشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوْهُ بِهَا، فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا، أَمَرَ بِتَحْرِيْقِهَا، ثُمَّ قَالَ: مَثْنَاةَ كَمَثْنَاةِ أَهْلِ الكِتَابِ.
رَوَى: أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ، قَالَ: اخْتِلاَفُ الصَّحَابَةِ رَحْمَةٌ.أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ إِلْيَاسَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى القَاسِمِ جُبَّةَ خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ.
وَقَالَ أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ: كَانَ القَاسِمُ يَلْبَسُ جُبَّةَ خَزٍّ.
وَقَالَ عَطَّافُ بنُ خَالِدٍ: رَأَيْتُ القَاسِمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ، وَرِدَاءٌ مَثْنِيٌّ.
وَقَالَ مُعَاذُ بنُ العَلاَءِ: رَأَيْتُ القَاسِمَ وَعَلَى رَحْلِهِ قَطِيْفَةٌ مِنْ خَزٍّ غَبْرَاءُ، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مُمَصَّرٌ.
وَقَالَ ابْنُ زَبْرٍ: دَخَلْتُ عَلَى القَاسِمِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مُعَصْفَرَةٍ، وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ.
وَقَالَ خَالِدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ: رَأَيْتُ عَلَى القَاسِمِ عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالحِنَّاءِ، وَكَانَ قَدْ ضَعُفَ جِدّاً.
وَقِيْلَ: كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ بِقُدَيْدٍ، فَقَالَ: كَفِّنُوْنِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيْهَا، قَمِيْصِي وَرِدَائِي.
هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ.
وَأَوْصَى أَنْ لاَ يُبْنَى عَلَى قَبْرِهِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135477&book=5547#5fdc2e
القاسم بْن سلام، أَبُو عبيد :
كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة ويحكى أن سلاما خرج يوما وأبو عبيد مع ابْن مولاه في الكتاب فقال للمعلم: علمي القاسم فإنها كيسة، طلب أَبُو عبيد العلم وسمع الحديث ودرس الأدب ونظر في الفقه وسمع إسماعيل بْن جعفر، وشريكا، وإسماعيل بن عياش، وهيثم بن بشير وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ويزيد بْن هارون، ويحيى بْن سعيد القطان، وحجاج بْن مُحَمَّد، وأبا معاوية الضرير، وصفوان بْن عيسى، وعبد الرحمن بْن مهدي، وحماد بْن مسعدة، ومروان بْن معاوية، وأبا بكر بْن عياش، وعمر بْن يونس، وإسحاق الأزرق، وغيرهم. روى عنه نصر بْن داود بْن طوق، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، والحسن بن مكرم، وأحمد ابن يوسف التغلبي، وأبو بكر بْن أبي الدنيا، والحارث بْن أبي أسامة، ومحمد بْن يحيى المروزي، وعلي بْن عبد العزيز البغوي، في آخرين. وكان قد أقام ببغداد مدة ثم ولي القضاء بطرسوس، وخرج بعد ذلك إلى مكة فسكنها حتى مات بها.
قرأت في كتاب أبي الحسن بْن الفرات بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس بْن أحمد
الذهلي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين الْهَرَويّ قَالَ سمعت علي بْن عبد العزيز يقول: ولد أَبُو عبيد بهراة، وكان أبوه سلام عبدا لبعض أهل هراة وكان يتولى الأزد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أبو الحسين بن المنادي. قَالَ:
وأبو عبيد القاسم بْن سلام كان ينزل بدرب الريحان، ثم خرج إلى مكة في سنة أربع وعشرين ومائتين.
قرأت على أَحْمَد بْن علي بْن الحسين المحتسب عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى المَرْزُباني. قَالَ قَالَ عبد اللَّه بْن جعفر- يعني ابْن درستويه الفارسي النحوي- من علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين، ورواة اللغة والغريب عَنِ البصريين والكوفيين. والعلماء بالقراءات، ومن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب، في كل فن من العلوم والأدب فأكثر وشهر، أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، وكان مؤدبا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد اللَّه بْن طاهر. وكان ذا فضل ودين، وستر ومذهب حسن. روى عَنْ أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وغيرهم من البصريين. وروى عَنِ ابْن الأعرابي، وأبي زكريا الكلابي، وعن الأمويّ، وأبي عمر الشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء، وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا في القرآن والفقه وغريب الحديث، والغريب المصنف، والأمثال، ومعاني القرآن ، ومعاني الشعر، وغير ذلك. وله كتب لم يروها قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريين تباع كثيرة في أصناف الفقه كله، وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى عبد اللَّه بْن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد، والرواة عنه مشهورون ثقات، ذوو ذكر ونبل.
قَالَ: وقد سبق إلى جميع مصنفاته، فمن ذلك الغريب المصنف- وهو من أجل كتبه في اللغة- فإنه احتذى فيه كتاب النضر بْن شميل المازني الذي يسميه كتاب الصفات، وبدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس ، ثم بالإبل، فذكر صنفا بعد صنف حتى أتى على جميع ذلك، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود. ومنها كتابه في الأمثال وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريين والكوفيين، الأصمعي، وأبو زيد،
وأبو عبيدة، والنضر بْن شميل، والمفضل الضبي، وابن الأعرابي، إلا أنه جمع رواياتهم في كتابه وبوبه أبوابا فأحسن تأليفه. وكتاب غريب الحديث أول من عمله أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى، وقطرب، والأخفش، والنضر بْن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل أَبُو عدنان النحوي البصري كتابا في غريب الحديث ذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب السنن والفقه، إلا أنه ليس بالكبير. فجمع أَبُو عبيد عامة ما في كتبهم وفسره وذكر الأسانيد، وصنف المسند على حدته، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث، والفقه، واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه. وكذلك كتابه في معاني القرآن، وذلك أن أول من صنف في ذلك من أهل اللغة أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى، ثم قطرب بْن المستنير، ثم الأخفش وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء. فجمع أَبُو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة، والتابعين، والفقهاء. وروى النصف منه، ومات قبل أن يسمع منه باقيه وأكثره غير مروي عنه. وأما كتبه في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج فيها باللغة والنحو، فحسنها بذلك، وله في القراءات كتاب جيد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله. وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن علي الواسطي قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جعفر بْن هارون التميمي النحوي: كان طاهر بْن الحسين- حين مضى إلى خراسان- نزل بمرو يطلب رجلا فيحدثه ليله، فقيل ما هاهنا إلا رجل مؤدب، فأدخل عليه أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، فوجده أعلم الناس بأيام الناس، والنحو، واللغة، والفقه. فقال له: من المظالم تركك أنت بهذا البلد، فدفع إليه ألف دينار، وَقَالَ له: أنا متوجه إلى خراسان إلى حرب، وليس أحب استصحابك شفقا عليك، فأنفق هذا إلى أن أعود إليك. فألف أَبُو عبيد غريب المصنف إلى أن عاد طاهر بْن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سر من رأى، وكان أَبُو عبيد دينا ورعا جوادا.
وأخبرنا أبو العلاء القاضي، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ، حَدَّثَنَا أَبُو علي النحوي قَالَ: حَدَّثَنَا الفسطاطي قَالَ: كان أَبُو عبيد مع ابْن طاهر، فوجه إليه أبو دلف
يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وَقَالَ: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما فيه على نقص، فلما عاد إلى طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، بدل ما وصله أَبُو دلف. فقال له: أيها الأمير قد قبلتها. ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك وكفايتك عنها. وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا، وأتوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل.
حدثني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن يوسف- أما سمعته منه، أو حدثت به عنه- قَالَ: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرضه على عبد اللَّه بْن طاهر فاستحسنه. وَقَالَ إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق ألا يحوج إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر. كذا قَالَ لي الأزهري عشرة آلاف درهم في كل شهر.
وأَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن رامين الأستراباذي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن هارون التّميميّ المروروذي، حدّثنا أبي قال: سمعت الحسن بْن مُحَمَّد بْن موسى الهروي قَالَ: سمعت حارث بْن مُحَمَّد بْن أبي أسامة يقول: حمل غريب حديث أبي عبيد إلى عبد اللَّه بْن طاهر، فلما نظر فيه قَالَ: هذا رجل عاقل دقيق النظر. فكتب إلى إسحاق بْن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمسمائة درهم، فلما مات عبد اللَّه أجرى عليه إسحاق بْن إبراهيم من ماله، فلما مات أَبُو عبيد بمكة أجرى إسحاق بْن إبراهيم على ولده حتى مات.
قلت: ذكر وفاة عبد اللَّه بْن طاهر في هذا الخبر وهم، لأن أبا عبيد مات قبل ابْن طاهر بعدة سنين.
وأخبرني ابن رامين، حَدَّثَنَا مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: سمعت الحسن يقول:
سمعت المسعري مُحَمَّد بْن وهب يقول: قال أَبُو عبيد: كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر أو خمسة أشهر فيقول قد أقمت الكثير. قَالَ أَبُو علي: أول من سمع هذا الكتاب من أبي عبيد يحيى بْن معين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت سليمان بْن أَحْمَد الطَّبَرَانِيّ يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي، فاستحسنه وَقَالَ: جزاه اللَّه خيرا.
أَخْبَرَنَا هلال بْن المحسن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، أَخْبَرَنِي موسى بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أحمد ابن حنبل يقول: كتب أبي كتاب غريب الحديث الذي ألفه أَبُو عبيد أولا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت ابْن عرعرة يقول: كان طاهر بْن عبد اللَّه ببغداد، فطمع في أن يسمع من أبي عبيد، وطمع أن يأتيه في منزله فلم يفعل أَبُو عبيد، حتى كان هذا يأتيه، فقدم علي ابْن المديني، وعباس العنبري، فأرادا أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدثهما فيه.
أَخْبَرَنِي علي بْن المحسن التنوخي، حَدَّثَنَا العباس بْن أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي الدربندي، حدّثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمّد بن أحمد التوزي- بالبصرة- قالا: حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، حدثني جعفر بن محمّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: خرج أبي إلى أَحْمَد بْن حنبل يعوده- وأنا معه- قَالَ فدخل إليه وعنده يحيى بْن معين وذكر جماعة من المحدثين، قَالَ فدخل أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، فقال له يحيى بْن معين: اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون، غريب الحديث، فقال: هاتوه فجاءُوا بالكتاب، فأخذه أَبُو عبيد، فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ويدع تفسير الغريب، قَالَ فقال له أبي: يا أبا عبيد دعنا من الأسانيد نحن أحذق بها منك، فقال يحيى بْن معين لعلي ابْن المديني: دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك محمّدا معك، ونحن فنحتاج أن نسمعه على الوجه. فقال أَبُو عبيد: ما قرأته إلا على المأمون، فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه.
قَالَ فقال له علي بن المديني: إن قرأته علينا وإلا فلا حاجة لنا فيه. ولم يعرف أَبُو عبيد علي بن المديني، فقال ليحيى بْن معين: من هذا؟ فقال هذا عليّ بن المديني، فالتزمه وقرأه علينا. فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول حَدَّثَنَا، وغير ذلك فلا يقول.
قرأت على أحمد بن عليّ بن التوزي عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي محمّد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنِي أَبُو عمرو بْن الطوسي قَالَ: قَالَ لي أبي: غدوت إلى أبي عبيد ذات يوم، فاستقبلني يعقوب بن السكيت فقال: إلى أين؟ فقلت إلى أبي عبيد، فقال أنت أعلم منه. قَالَ فمضيت إلى أبي عبيد، فحدثته بالقصة، فقال لي:
الرجل غضبان قَالَ: قلت: من أي شيء؟ فقال: جاءني منذ أيام فقال لي: اقرأ علي غريب المصنف، فقلت: لا، ولكن تجيء مع العامة، فغضب.
أَخْبَرَنَا هلال بْن المحسن، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قَالَ: كان أَبُو عبيد يقسم الليل أثلاثا، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع الكتب ثلثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ إسماعيل السقاء الحربي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو الباهلي- بمصر- قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه بْن أبي مقاتل البلخي- بمصر- يقول: قَالَ أَبُو عبيد القاسم بْن سلام: دخلت البصرة لأسمع من حماد بْن زيد، فقدمت فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بْن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي وأبو الطّيّب. عبد العزيز ابن علي بْن مُحَمَّد القرشي- قَالَ عبيد اللَّه حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخر أَخْبَرَنَا- مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد المجدر- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الحسن بْن الفأفأ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حامد الصاغاني قَالَ سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة، أتيت يحيى القطان- وهو يقول أبو بكر وعمر [وعلي] . فقلت: معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من علي، قَالَ: بمن؟ قلت: أنت حدثتنا عَنْ شعبة عَنْ عبد الملك بْن ميسرة عَنِ النزال بْن سبرة قَالَ: خطبنا عبد اللَّه بْن مسعود فقال: أميرنا خير من بقي ولم نأل.
قَالَ: ومن الآخر؟ قَالَ: قلت: الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ المسور بْن مخرمة قَالَ: سمعت عبد الرحمن بْن عوف يقول: شاورت المهاجرين الأولين، وأمراء الأجناد، وأصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ أر أحدا يعدل بعثمان. قَالَ: فترك قوله وَقَالَ أَبُو بَكْر وعمر وعثمان، قَالَ: وأتيت عبد اللَّه بْن داود الخريبي فإذا بيته بيت خمار، فقلت
ما هذا؟ قَالَ: ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا، قلت: اختلف فيه أولكم وآخركم، قَالَ:
ومن أولنا؟ قلت: أيوب السختياني عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين عَنْ عبيدة السلماني قَالَ:
اختلف عليّ في الأشربة، فما لي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل، أو لبن، أو ماء، قَالَ: ومن آخرنا؟ قَالَ: قلت عبد اللَّه بْن إدريس قَالَ: فأخرج كل ما في منزله فأهراقه. قَالَ: فأرجو بهاتين الفعلتين الجنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن بكران الرّازي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن حفص عن عمر الدوري قَالَ: سمعت أبا عبيد يقول: سمعني عبد اللَّه بْن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ، فقال لي: يا أبا عبيد مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك العمل.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرني محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا الحسين الكارزي يقول: سمعتُ عَلِيّ بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: سمعتُ أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضَرْبُ السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن مُحَمَّد بْن هارون أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد القاسم بْن سلام:
مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الطريفة، مثل القلائد اللائحة، في الترائب الواضحة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ- جَمِيعًا بِنَيْسَابُورَ- قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأصم قَالَ: سمعت أبا الفضل العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت أبا عبيد يقول: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن عليّ البادا، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن بيان الزبيبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: سمعت الهلال بْن العلاء الرقي يقول: من اللَّه على هذه الأمة بأربعة في زمانهم، بالشافعي فقه بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأحمد ابن حنبل ثبت في المحنة، لولا ذلك كفر الناس، وبيحيى بْن معين نفى الكذب عَنْ حديث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأبي عبيد القاسم بْن سلام فسر الغريب من حديث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: سألت أبا قدامة عَنِ الشافعي وأحمد بْن حنبل وإسحاق وأبي عبيد. فقال: أما أفهمهم فالشافعي إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم فأحمد بْن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.
وأخبرني ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول:
سمعت الحسن بْن سفيان يقول: سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: أَبُو عُبَيْدَ أوسعنا علمًا، وأكثرنا أدبًا، وأجمعنا جمعًا. إنا نحتاج إلى أبي عُبَيْدَ، وأبو عُبَيْدَ لا يحتاج إلينا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن جعفر اليزيدي- بأصبهان- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شجاع الأديب قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن خشنام بن معدان يقول: سمعت أَحْمَد بْن سلمة النيسابوري قَالَ: سمعت إسحاق بْن راهويه يقول: الحق يحبه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، أَبُو عُبَيْدَ القاسم بْن سلام أفقه مني، وأعلم مني.
حَدَّثَنِي مسعود بن ناصر السجستاني، أخبرنا عليّ بن بشرى السجستاني، حدّثنا محمّد بن الحسين الآجري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة يَقُول:
سمعت أَحْمَد بْن نصر المقرئ يقول: قَالَ إسحاق بْن إبراهيم: إن اللَّه لا يستحي من الحق، أَبُو عُبَيْدٍ أعلم مني، ومن ابْن حنبل والشافعي.
حدثت عَنْ أبي عمر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي قَالَ: سمعت أبا العباس ثعلبًا يقول: لو كان أَبُو عُبَيْد في بني إسرائيل لكان عجبًا.
قرأت على أَحْمَد بْن علي بن التوزي عن أبي عبيد الله المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن كامل القاضي قَالَ: كان أَبُو عبيد القاسم بْن سلام فاضلا في دينه. وفي علمه، ربانيا متفننا في أصناف علوم الإسلام من القرآن، والفقه، والعربية، والأخبار. حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدًا من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاريّ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حدّثنا العبّاس بن مصعب، حدّثنا الثقة من أصحابنا- قَالَ: وهو عَبْدُ المجيد القاضي- عَنْ أبي علي محمد بْن عيسى، قَالَ السياري وهو عم عيسى بْن مُحَمَّد بْن عيسى- قَالَ: سمعت عَبْدَ اللَّه بْن طاهر يقول: كان للناس
أربعة، ابْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بْن معن في زمانه، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلام في زمانه.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي العباس عَنْ مُحَمَّد بْن عيسى الكاتب قال: رثى عبد الله ابن طاهر أبا عبيد فقال:
يا طالب العلم قد أودى ابْن سلام ... قد كان فارس علم غير محجام
أودى الذي كان فينا ربع أربعة ... لم يلف مثلهم إسناد أحكام
حبر البرية عبد اللَّه عالمها ... وعامر ولنعم الثاويا عامي
هما أتانا بعلم في زمانهما ... والقاسمان ابْن معن وابن سلام
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا عبدان بن محمّد المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد الضرير قَالَ: كنت عند عبد اللَّه بْن طاهر فورد عليه نعي أبي عبيد فقال لي: يا أبا سعيد مات أَبُو عبيد، ثم أنشأ يقول:
يا طالب العلم قد مات ابْن سلام ... وكان فارس علم غير محجام
مات الذي كان فيكم ربع أربعة ... لم يلف مثلهم إسناد أحكام
حبر البرية عبد اللَّه، أولهم ... وعامر، ولنعم، الثاويا عامي
هما اللذان أنافا فوق غيرهما ... والقاسمان ابْن معن وابن سلام
قال: وكان عَبْدُ اللَّه يقول: علماء الناس أربعة، عَبْدُ اللَّه بْن عَبَّاس في زمانه والشعبي في زمانه، والقاسم بْن معن في زمانه، وأبو عُبَيْدَ القاسم بْن سلام في زمانه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ، حدّثنا عبد العزيز بن الحارث التّميميّ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكبشي النساخ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: أدركت ثلاثة لن يرى مثلهم أبدًا، تعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عُبَيْد القاسم بْن سلام ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بْن الحارث فما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بْن حنبل فرأيت كأن اللَّه جمع له علم الأولين من كل صنف، يقول ما شاء، ويمسك ما شاء.
قرأت على ابْن التوزي عَنِ ابْن المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: كان أَبُو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء إلا الحديث، صناعة أَحْمَد ويحيى. وكان أَبُو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر وبشير، ثم اتصل
بثابت بْن نصر بْن مالك الخزاعي يؤدب ولده، ثم ولي ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة فولي أَبُو عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، فاشتغل عَنْ كتابه الحديث.
كتب في حداثته عَنْ هشيم وغيره. فلما صنف احتاج إلى أن يكتب عَنْ يحيى بْن صالح، وهشام بْن عمار. وأضعف كتبه كتاب «الأموال» ، يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فيجيء يحدث بحديثين يجمعهما من حديث الشام، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل «غريب المصنف» . وانصرف أَبُو عبيد يوما من الصلاة فمر بدار إسحاق الموصلي، فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه الدار يقول إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ، فقال أَبُو عبيد: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية فلم يعلم فخطأنا، والروايتان صواب ولعله أخطأ في حروف وأخطانا في حروف فيبقى الخطأ شيء يسير. وكتاب «غريب الحديث» فيه أقل من مائتي حرف سمعت، والباقي قَالَ الأصمعي، وَقَالَ أَبُو عمرو، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها، أوتي فيها أَبُو عبيد من أبي عبيدة معمر بْن المثنى، كان أَبُو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يتكلم في كل صنف من العلم.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أبي المغيرة الأندلسي، أخبرنا عليّ بن بقا الورّاق- بمصر- أَخْبَرَنَا عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظُ قَالَ: في كتاب الطهارة لأبي عبيد القاسم بْن سلام حديثان ما حدث بهما غير أبي عبيد، ولا عَنْ أبي عبيد غير مُحَمَّد بْن يحيى المروزيّ، أحدهما شعبة عَنْ عمرو بْن أبي وهب، والآخر حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، حدث به يحيى القطان عَنْ عبيد اللَّه وحدث به الناس عن يحيى المروزيّ، أحدهما شعبة عَنْ عمرو بْن أبي وهب، والآخر حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، حدث به يحيى القطان عَنْ عبيد اللَّه وحدث به الناس عَنْ يحيى القطان عَنِ ابْن عجلان.
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ شُعْبَةَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الرّزّاز.
أخبرنا حبيب بن الحسن الْقَزَّازِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ الْبَزَّازُ قَالا: حَدَّثَنَا محمّد بن يحيى المروزيّ، أخبرنا أبو عبيد، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي وهب الخزاعيّ عن موسى بن ثوران َالْبَجَلِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
فَأخبرنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ وَعلي بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيِّ قَالا:
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بن محمّد بن عبيد العسكري، حدّثنا محمّد بن يحيى المروزيّ، حدّثنا أبو عبيد، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَتْ عَائِشَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تَوَضَّأَ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذانيّ- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد المستملي يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طرخان يقول: سمعت مُحَمَّد بْن عقيل يقول: سمعت حمدان بْن سهل يقول: سألت يحيى بْن معين عَنِ الكتابة عَنْ أبي عبيد والسماع منه فتبسم وَقَالَ: مثلي يسأل عَنْ أبي عبيد؟! أَبُو عبيد يسأل عَنِ الناس، لقد كنت عند الأصمعي يوما إذ أقبل أَبُو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه فقال: أترون هذا المقبل؟ قالوا: نعم! قَالَ: لن تضيع الدنيا- أو لن يضيع الناس- ما حيي هذا المقبل.
أَخْبَرَنَا علي بْن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يحيى بْن معين عَنْ أبي عبيد فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر بْن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: سمعت عَبَّاس بْن مُحَمَّد يقول: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: أبو عبيد القاسم ابن سلام ممن يزداد كل يوم عندنا خيرا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عَنِ القاسم بْن سلام فقال: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنِي ابْن الفضل القطان قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد النقاش:
أَبُو عبيد القاسم بْن سلام من أبناء أهل خراسان، كان صاحب نحو وعربية، طلب الحديث والفقه وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بْن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد فسمع الناس منه غريب الحديث، وصنف كتبا وخرجت إلى الناس
واستفيد منه علم كثير وحج وتوفي بمكة سنة اثنتين- أو ثلاث- وعشرين ومائتين في خلافة المعتصم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل بْن عمر العنبري- بالبصرة- حَدَّثَنَا حسن بْن علي قَالَ: خرج أَبُو عبيد- يعني القاسم بْن سلام- إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين، ومات بمكة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: القاسم بْن سلام يكنى أبا عبيد ولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا، وسمع الناس منه وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال محمّد بن سليمان ابن فارس قَالَ البخاري: القاسم بْن سلام أَبُو عبيد البغداديّ مات سن أربع وعشرين ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: سنة أربع وعشرين ومائتين فيها مات أَبُو عبيد القاسم بْن سلام صاحب الغريب بمكة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي حامد الحسنوي حدثكم أَبُو جعفر السامي قَالَ: ومات أَبُو عبيد في سنة أربع وعشرين.
قلت: وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة.
كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة ويحكى أن سلاما خرج يوما وأبو عبيد مع ابْن مولاه في الكتاب فقال للمعلم: علمي القاسم فإنها كيسة، طلب أَبُو عبيد العلم وسمع الحديث ودرس الأدب ونظر في الفقه وسمع إسماعيل بْن جعفر، وشريكا، وإسماعيل بن عياش، وهيثم بن بشير وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ويزيد بْن هارون، ويحيى بْن سعيد القطان، وحجاج بْن مُحَمَّد، وأبا معاوية الضرير، وصفوان بْن عيسى، وعبد الرحمن بْن مهدي، وحماد بْن مسعدة، ومروان بْن معاوية، وأبا بكر بْن عياش، وعمر بْن يونس، وإسحاق الأزرق، وغيرهم. روى عنه نصر بْن داود بْن طوق، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، والحسن بن مكرم، وأحمد ابن يوسف التغلبي، وأبو بكر بْن أبي الدنيا، والحارث بْن أبي أسامة، ومحمد بْن يحيى المروزي، وعلي بْن عبد العزيز البغوي، في آخرين. وكان قد أقام ببغداد مدة ثم ولي القضاء بطرسوس، وخرج بعد ذلك إلى مكة فسكنها حتى مات بها.
قرأت في كتاب أبي الحسن بْن الفرات بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس بْن أحمد
الذهلي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين الْهَرَويّ قَالَ سمعت علي بْن عبد العزيز يقول: ولد أَبُو عبيد بهراة، وكان أبوه سلام عبدا لبعض أهل هراة وكان يتولى الأزد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أبو الحسين بن المنادي. قَالَ:
وأبو عبيد القاسم بْن سلام كان ينزل بدرب الريحان، ثم خرج إلى مكة في سنة أربع وعشرين ومائتين.
قرأت على أَحْمَد بْن علي بْن الحسين المحتسب عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى المَرْزُباني. قَالَ قَالَ عبد اللَّه بْن جعفر- يعني ابْن درستويه الفارسي النحوي- من علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين، ورواة اللغة والغريب عَنِ البصريين والكوفيين. والعلماء بالقراءات، ومن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب، في كل فن من العلوم والأدب فأكثر وشهر، أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، وكان مؤدبا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد اللَّه بْن طاهر. وكان ذا فضل ودين، وستر ومذهب حسن. روى عَنْ أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وغيرهم من البصريين. وروى عَنِ ابْن الأعرابي، وأبي زكريا الكلابي، وعن الأمويّ، وأبي عمر الشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء، وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا في القرآن والفقه وغريب الحديث، والغريب المصنف، والأمثال، ومعاني القرآن ، ومعاني الشعر، وغير ذلك. وله كتب لم يروها قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريين تباع كثيرة في أصناف الفقه كله، وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى عبد اللَّه بْن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد، والرواة عنه مشهورون ثقات، ذوو ذكر ونبل.
قَالَ: وقد سبق إلى جميع مصنفاته، فمن ذلك الغريب المصنف- وهو من أجل كتبه في اللغة- فإنه احتذى فيه كتاب النضر بْن شميل المازني الذي يسميه كتاب الصفات، وبدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس ، ثم بالإبل، فذكر صنفا بعد صنف حتى أتى على جميع ذلك، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود. ومنها كتابه في الأمثال وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريين والكوفيين، الأصمعي، وأبو زيد،
وأبو عبيدة، والنضر بْن شميل، والمفضل الضبي، وابن الأعرابي، إلا أنه جمع رواياتهم في كتابه وبوبه أبوابا فأحسن تأليفه. وكتاب غريب الحديث أول من عمله أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى، وقطرب، والأخفش، والنضر بْن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل أَبُو عدنان النحوي البصري كتابا في غريب الحديث ذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب السنن والفقه، إلا أنه ليس بالكبير. فجمع أَبُو عبيد عامة ما في كتبهم وفسره وذكر الأسانيد، وصنف المسند على حدته، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث، والفقه، واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه. وكذلك كتابه في معاني القرآن، وذلك أن أول من صنف في ذلك من أهل اللغة أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى، ثم قطرب بْن المستنير، ثم الأخفش وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء. فجمع أَبُو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة، والتابعين، والفقهاء. وروى النصف منه، ومات قبل أن يسمع منه باقيه وأكثره غير مروي عنه. وأما كتبه في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج فيها باللغة والنحو، فحسنها بذلك، وله في القراءات كتاب جيد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله. وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن علي الواسطي قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جعفر بْن هارون التميمي النحوي: كان طاهر بْن الحسين- حين مضى إلى خراسان- نزل بمرو يطلب رجلا فيحدثه ليله، فقيل ما هاهنا إلا رجل مؤدب، فأدخل عليه أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، فوجده أعلم الناس بأيام الناس، والنحو، واللغة، والفقه. فقال له: من المظالم تركك أنت بهذا البلد، فدفع إليه ألف دينار، وَقَالَ له: أنا متوجه إلى خراسان إلى حرب، وليس أحب استصحابك شفقا عليك، فأنفق هذا إلى أن أعود إليك. فألف أَبُو عبيد غريب المصنف إلى أن عاد طاهر بْن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سر من رأى، وكان أَبُو عبيد دينا ورعا جوادا.
وأخبرنا أبو العلاء القاضي، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ، حَدَّثَنَا أَبُو علي النحوي قَالَ: حَدَّثَنَا الفسطاطي قَالَ: كان أَبُو عبيد مع ابْن طاهر، فوجه إليه أبو دلف
يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وَقَالَ: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما فيه على نقص، فلما عاد إلى طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، بدل ما وصله أَبُو دلف. فقال له: أيها الأمير قد قبلتها. ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك وكفايتك عنها. وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا، وأتوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل.
حدثني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن يوسف- أما سمعته منه، أو حدثت به عنه- قَالَ: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرضه على عبد اللَّه بْن طاهر فاستحسنه. وَقَالَ إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق ألا يحوج إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر. كذا قَالَ لي الأزهري عشرة آلاف درهم في كل شهر.
وأَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن رامين الأستراباذي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن هارون التّميميّ المروروذي، حدّثنا أبي قال: سمعت الحسن بْن مُحَمَّد بْن موسى الهروي قَالَ: سمعت حارث بْن مُحَمَّد بْن أبي أسامة يقول: حمل غريب حديث أبي عبيد إلى عبد اللَّه بْن طاهر، فلما نظر فيه قَالَ: هذا رجل عاقل دقيق النظر. فكتب إلى إسحاق بْن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمسمائة درهم، فلما مات عبد اللَّه أجرى عليه إسحاق بْن إبراهيم من ماله، فلما مات أَبُو عبيد بمكة أجرى إسحاق بْن إبراهيم على ولده حتى مات.
قلت: ذكر وفاة عبد اللَّه بْن طاهر في هذا الخبر وهم، لأن أبا عبيد مات قبل ابْن طاهر بعدة سنين.
وأخبرني ابن رامين، حَدَّثَنَا مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: سمعت الحسن يقول:
سمعت المسعري مُحَمَّد بْن وهب يقول: قال أَبُو عبيد: كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر أو خمسة أشهر فيقول قد أقمت الكثير. قَالَ أَبُو علي: أول من سمع هذا الكتاب من أبي عبيد يحيى بْن معين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت سليمان بْن أَحْمَد الطَّبَرَانِيّ يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي، فاستحسنه وَقَالَ: جزاه اللَّه خيرا.
أَخْبَرَنَا هلال بْن المحسن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، أَخْبَرَنِي موسى بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أحمد ابن حنبل يقول: كتب أبي كتاب غريب الحديث الذي ألفه أَبُو عبيد أولا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت ابْن عرعرة يقول: كان طاهر بْن عبد اللَّه ببغداد، فطمع في أن يسمع من أبي عبيد، وطمع أن يأتيه في منزله فلم يفعل أَبُو عبيد، حتى كان هذا يأتيه، فقدم علي ابْن المديني، وعباس العنبري، فأرادا أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدثهما فيه.
أَخْبَرَنِي علي بْن المحسن التنوخي، حَدَّثَنَا العباس بْن أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي الدربندي، حدّثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمّد بن أحمد التوزي- بالبصرة- قالا: حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، حدثني جعفر بن محمّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: خرج أبي إلى أَحْمَد بْن حنبل يعوده- وأنا معه- قَالَ فدخل إليه وعنده يحيى بْن معين وذكر جماعة من المحدثين، قَالَ فدخل أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، فقال له يحيى بْن معين: اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون، غريب الحديث، فقال: هاتوه فجاءُوا بالكتاب، فأخذه أَبُو عبيد، فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ويدع تفسير الغريب، قَالَ فقال له أبي: يا أبا عبيد دعنا من الأسانيد نحن أحذق بها منك، فقال يحيى بْن معين لعلي ابْن المديني: دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك محمّدا معك، ونحن فنحتاج أن نسمعه على الوجه. فقال أَبُو عبيد: ما قرأته إلا على المأمون، فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه.
قَالَ فقال له علي بن المديني: إن قرأته علينا وإلا فلا حاجة لنا فيه. ولم يعرف أَبُو عبيد علي بن المديني، فقال ليحيى بْن معين: من هذا؟ فقال هذا عليّ بن المديني، فالتزمه وقرأه علينا. فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول حَدَّثَنَا، وغير ذلك فلا يقول.
قرأت على أحمد بن عليّ بن التوزي عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي محمّد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنِي أَبُو عمرو بْن الطوسي قَالَ: قَالَ لي أبي: غدوت إلى أبي عبيد ذات يوم، فاستقبلني يعقوب بن السكيت فقال: إلى أين؟ فقلت إلى أبي عبيد، فقال أنت أعلم منه. قَالَ فمضيت إلى أبي عبيد، فحدثته بالقصة، فقال لي:
الرجل غضبان قَالَ: قلت: من أي شيء؟ فقال: جاءني منذ أيام فقال لي: اقرأ علي غريب المصنف، فقلت: لا، ولكن تجيء مع العامة، فغضب.
أَخْبَرَنَا هلال بْن المحسن، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قَالَ: كان أَبُو عبيد يقسم الليل أثلاثا، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع الكتب ثلثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ إسماعيل السقاء الحربي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو الباهلي- بمصر- قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه بْن أبي مقاتل البلخي- بمصر- يقول: قَالَ أَبُو عبيد القاسم بْن سلام: دخلت البصرة لأسمع من حماد بْن زيد، فقدمت فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بْن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي وأبو الطّيّب. عبد العزيز ابن علي بْن مُحَمَّد القرشي- قَالَ عبيد اللَّه حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخر أَخْبَرَنَا- مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد المجدر- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الحسن بْن الفأفأ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حامد الصاغاني قَالَ سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة، أتيت يحيى القطان- وهو يقول أبو بكر وعمر [وعلي] . فقلت: معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من علي، قَالَ: بمن؟ قلت: أنت حدثتنا عَنْ شعبة عَنْ عبد الملك بْن ميسرة عَنِ النزال بْن سبرة قَالَ: خطبنا عبد اللَّه بْن مسعود فقال: أميرنا خير من بقي ولم نأل.
قَالَ: ومن الآخر؟ قَالَ: قلت: الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ المسور بْن مخرمة قَالَ: سمعت عبد الرحمن بْن عوف يقول: شاورت المهاجرين الأولين، وأمراء الأجناد، وأصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ أر أحدا يعدل بعثمان. قَالَ: فترك قوله وَقَالَ أَبُو بَكْر وعمر وعثمان، قَالَ: وأتيت عبد اللَّه بْن داود الخريبي فإذا بيته بيت خمار، فقلت
ما هذا؟ قَالَ: ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا، قلت: اختلف فيه أولكم وآخركم، قَالَ:
ومن أولنا؟ قلت: أيوب السختياني عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين عَنْ عبيدة السلماني قَالَ:
اختلف عليّ في الأشربة، فما لي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل، أو لبن، أو ماء، قَالَ: ومن آخرنا؟ قَالَ: قلت عبد اللَّه بْن إدريس قَالَ: فأخرج كل ما في منزله فأهراقه. قَالَ: فأرجو بهاتين الفعلتين الجنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن بكران الرّازي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن حفص عن عمر الدوري قَالَ: سمعت أبا عبيد يقول: سمعني عبد اللَّه بْن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ، فقال لي: يا أبا عبيد مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك العمل.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرني محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا الحسين الكارزي يقول: سمعتُ عَلِيّ بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: سمعتُ أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضَرْبُ السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن مُحَمَّد بْن هارون أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد القاسم بْن سلام:
مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الطريفة، مثل القلائد اللائحة، في الترائب الواضحة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ- جَمِيعًا بِنَيْسَابُورَ- قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأصم قَالَ: سمعت أبا الفضل العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت أبا عبيد يقول: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن عليّ البادا، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن بيان الزبيبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: سمعت الهلال بْن العلاء الرقي يقول: من اللَّه على هذه الأمة بأربعة في زمانهم، بالشافعي فقه بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأحمد ابن حنبل ثبت في المحنة، لولا ذلك كفر الناس، وبيحيى بْن معين نفى الكذب عَنْ حديث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأبي عبيد القاسم بْن سلام فسر الغريب من حديث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: سألت أبا قدامة عَنِ الشافعي وأحمد بْن حنبل وإسحاق وأبي عبيد. فقال: أما أفهمهم فالشافعي إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم فأحمد بْن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.
وأخبرني ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول:
سمعت الحسن بْن سفيان يقول: سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: أَبُو عُبَيْدَ أوسعنا علمًا، وأكثرنا أدبًا، وأجمعنا جمعًا. إنا نحتاج إلى أبي عُبَيْدَ، وأبو عُبَيْدَ لا يحتاج إلينا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن جعفر اليزيدي- بأصبهان- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شجاع الأديب قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن خشنام بن معدان يقول: سمعت أَحْمَد بْن سلمة النيسابوري قَالَ: سمعت إسحاق بْن راهويه يقول: الحق يحبه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، أَبُو عُبَيْدَ القاسم بْن سلام أفقه مني، وأعلم مني.
حَدَّثَنِي مسعود بن ناصر السجستاني، أخبرنا عليّ بن بشرى السجستاني، حدّثنا محمّد بن الحسين الآجري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة يَقُول:
سمعت أَحْمَد بْن نصر المقرئ يقول: قَالَ إسحاق بْن إبراهيم: إن اللَّه لا يستحي من الحق، أَبُو عُبَيْدٍ أعلم مني، ومن ابْن حنبل والشافعي.
حدثت عَنْ أبي عمر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي قَالَ: سمعت أبا العباس ثعلبًا يقول: لو كان أَبُو عُبَيْد في بني إسرائيل لكان عجبًا.
قرأت على أَحْمَد بْن علي بن التوزي عن أبي عبيد الله المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن كامل القاضي قَالَ: كان أَبُو عبيد القاسم بْن سلام فاضلا في دينه. وفي علمه، ربانيا متفننا في أصناف علوم الإسلام من القرآن، والفقه، والعربية، والأخبار. حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدًا من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاريّ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حدّثنا العبّاس بن مصعب، حدّثنا الثقة من أصحابنا- قَالَ: وهو عَبْدُ المجيد القاضي- عَنْ أبي علي محمد بْن عيسى، قَالَ السياري وهو عم عيسى بْن مُحَمَّد بْن عيسى- قَالَ: سمعت عَبْدَ اللَّه بْن طاهر يقول: كان للناس
أربعة، ابْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بْن معن في زمانه، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلام في زمانه.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي العباس عَنْ مُحَمَّد بْن عيسى الكاتب قال: رثى عبد الله ابن طاهر أبا عبيد فقال:
يا طالب العلم قد أودى ابْن سلام ... قد كان فارس علم غير محجام
أودى الذي كان فينا ربع أربعة ... لم يلف مثلهم إسناد أحكام
حبر البرية عبد اللَّه عالمها ... وعامر ولنعم الثاويا عامي
هما أتانا بعلم في زمانهما ... والقاسمان ابْن معن وابن سلام
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا عبدان بن محمّد المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد الضرير قَالَ: كنت عند عبد اللَّه بْن طاهر فورد عليه نعي أبي عبيد فقال لي: يا أبا سعيد مات أَبُو عبيد، ثم أنشأ يقول:
يا طالب العلم قد مات ابْن سلام ... وكان فارس علم غير محجام
مات الذي كان فيكم ربع أربعة ... لم يلف مثلهم إسناد أحكام
حبر البرية عبد اللَّه، أولهم ... وعامر، ولنعم، الثاويا عامي
هما اللذان أنافا فوق غيرهما ... والقاسمان ابْن معن وابن سلام
قال: وكان عَبْدُ اللَّه يقول: علماء الناس أربعة، عَبْدُ اللَّه بْن عَبَّاس في زمانه والشعبي في زمانه، والقاسم بْن معن في زمانه، وأبو عُبَيْدَ القاسم بْن سلام في زمانه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ، حدّثنا عبد العزيز بن الحارث التّميميّ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكبشي النساخ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: أدركت ثلاثة لن يرى مثلهم أبدًا، تعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عُبَيْد القاسم بْن سلام ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بْن الحارث فما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بْن حنبل فرأيت كأن اللَّه جمع له علم الأولين من كل صنف، يقول ما شاء، ويمسك ما شاء.
قرأت على ابْن التوزي عَنِ ابْن المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: كان أَبُو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء إلا الحديث، صناعة أَحْمَد ويحيى. وكان أَبُو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر وبشير، ثم اتصل
بثابت بْن نصر بْن مالك الخزاعي يؤدب ولده، ثم ولي ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة فولي أَبُو عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، فاشتغل عَنْ كتابه الحديث.
كتب في حداثته عَنْ هشيم وغيره. فلما صنف احتاج إلى أن يكتب عَنْ يحيى بْن صالح، وهشام بْن عمار. وأضعف كتبه كتاب «الأموال» ، يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فيجيء يحدث بحديثين يجمعهما من حديث الشام، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل «غريب المصنف» . وانصرف أَبُو عبيد يوما من الصلاة فمر بدار إسحاق الموصلي، فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه الدار يقول إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ، فقال أَبُو عبيد: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية فلم يعلم فخطأنا، والروايتان صواب ولعله أخطأ في حروف وأخطانا في حروف فيبقى الخطأ شيء يسير. وكتاب «غريب الحديث» فيه أقل من مائتي حرف سمعت، والباقي قَالَ الأصمعي، وَقَالَ أَبُو عمرو، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها، أوتي فيها أَبُو عبيد من أبي عبيدة معمر بْن المثنى، كان أَبُو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يتكلم في كل صنف من العلم.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أبي المغيرة الأندلسي، أخبرنا عليّ بن بقا الورّاق- بمصر- أَخْبَرَنَا عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظُ قَالَ: في كتاب الطهارة لأبي عبيد القاسم بْن سلام حديثان ما حدث بهما غير أبي عبيد، ولا عَنْ أبي عبيد غير مُحَمَّد بْن يحيى المروزيّ، أحدهما شعبة عَنْ عمرو بْن أبي وهب، والآخر حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، حدث به يحيى القطان عَنْ عبيد اللَّه وحدث به الناس عن يحيى المروزيّ، أحدهما شعبة عَنْ عمرو بْن أبي وهب، والآخر حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، حدث به يحيى القطان عَنْ عبيد اللَّه وحدث به الناس عَنْ يحيى القطان عَنِ ابْن عجلان.
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ شُعْبَةَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الرّزّاز.
أخبرنا حبيب بن الحسن الْقَزَّازِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ الْبَزَّازُ قَالا: حَدَّثَنَا محمّد بن يحيى المروزيّ، أخبرنا أبو عبيد، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي وهب الخزاعيّ عن موسى بن ثوران َالْبَجَلِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
فَأخبرنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ وَعلي بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيِّ قَالا:
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بن محمّد بن عبيد العسكري، حدّثنا محمّد بن يحيى المروزيّ، حدّثنا أبو عبيد، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَتْ عَائِشَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تَوَضَّأَ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذانيّ- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد المستملي يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طرخان يقول: سمعت مُحَمَّد بْن عقيل يقول: سمعت حمدان بْن سهل يقول: سألت يحيى بْن معين عَنِ الكتابة عَنْ أبي عبيد والسماع منه فتبسم وَقَالَ: مثلي يسأل عَنْ أبي عبيد؟! أَبُو عبيد يسأل عَنِ الناس، لقد كنت عند الأصمعي يوما إذ أقبل أَبُو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه فقال: أترون هذا المقبل؟ قالوا: نعم! قَالَ: لن تضيع الدنيا- أو لن يضيع الناس- ما حيي هذا المقبل.
أَخْبَرَنَا علي بْن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يحيى بْن معين عَنْ أبي عبيد فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر بْن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: سمعت عَبَّاس بْن مُحَمَّد يقول: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: أبو عبيد القاسم ابن سلام ممن يزداد كل يوم عندنا خيرا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عَنِ القاسم بْن سلام فقال: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنِي ابْن الفضل القطان قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد النقاش:
أَبُو عبيد القاسم بْن سلام من أبناء أهل خراسان، كان صاحب نحو وعربية، طلب الحديث والفقه وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بْن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد فسمع الناس منه غريب الحديث، وصنف كتبا وخرجت إلى الناس
واستفيد منه علم كثير وحج وتوفي بمكة سنة اثنتين- أو ثلاث- وعشرين ومائتين في خلافة المعتصم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل بْن عمر العنبري- بالبصرة- حَدَّثَنَا حسن بْن علي قَالَ: خرج أَبُو عبيد- يعني القاسم بْن سلام- إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين، ومات بمكة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: القاسم بْن سلام يكنى أبا عبيد ولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا، وسمع الناس منه وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال محمّد بن سليمان ابن فارس قَالَ البخاري: القاسم بْن سلام أَبُو عبيد البغداديّ مات سن أربع وعشرين ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: سنة أربع وعشرين ومائتين فيها مات أَبُو عبيد القاسم بْن سلام صاحب الغريب بمكة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي حامد الحسنوي حدثكم أَبُو جعفر السامي قَالَ: ومات أَبُو عبيد في سنة أربع وعشرين.
قلت: وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#a40d2d
الْقَاسِم بن مخيمرة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#3dd0f9
- والقاسم بن مخيمرة. همداني, كوفي نزل دمشق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#5714cf
- والقاسم بن مخيمرة. مات أيضًا في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#b250cd
الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ كُوفِيٌّ سَكَنَ الشَّامَ كُنْيَتُهُ أَبُو عُرْوَةَ يروي عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ إِن كَانَ سمع مِنْهُ روى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ وَقَدْ سَأَلَ عَائِشَةَ عَمَّا تَلْبَسُ الْمُحْرِمَةُ فَقَالَتْ تَلْبَسُ مِنْ خَزِّهَا وَقَزِّهَا وَعِقْدِهَا وَحُلِيِّهَا مَاتَ فِي خلَافَة عمر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بِدِمَشْقَ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#15aba0
القاسم بْن مخيمرة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ (1) قَالَ نا مشخية لَنَا مَنْ جُهَيْنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ لا يَنْتَفِعُوا من الميتة بشئ قَالَهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ (2) صَدَقَةَ بْن خَالِد عَنْ يزيد بْن أَبِي مريم وعَنْ أَبِي مريم وشريح بْن هانئ روى عنه الحكم بْن عتيبة، وقَالَ أَحْمَد بْن ثابت نا مُحَمَّد بْن كثير عَنِ الأوزاعي قَالَ جلست إلى القاسم بْن مخيمرة وأنا غلام حين احتلمت.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ (1) قَالَ نا مشخية لَنَا مَنْ جُهَيْنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ لا يَنْتَفِعُوا من الميتة بشئ قَالَهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ (2) صَدَقَةَ بْن خَالِد عَنْ يزيد بْن أَبِي مريم وعَنْ أَبِي مريم وشريح بْن هانئ روى عنه الحكم بْن عتيبة، وقَالَ أَحْمَد بْن ثابت نا مُحَمَّد بْن كثير عَنِ الأوزاعي قَالَ جلست إلى القاسم بْن مخيمرة وأنا غلام حين احتلمت.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#4cba06
القاسم بن مخيمرة، عن رجل من الصحابة
د ع: القاسم بن مخيمرة عن رجل من الصحابة.
3425 روى الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صلى الجمعة والشمس على حاجبه الأيمن ".
(2157) أخبرنا ابن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا أبي، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن القاسم بن مخيمرة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من ميسرة سبعين عاما ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
د ع: القاسم بن مخيمرة عن رجل من الصحابة.
3425 روى الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صلى الجمعة والشمس على حاجبه الأيمن ".
(2157) أخبرنا ابن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا أبي، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن القاسم بن مخيمرة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من ميسرة سبعين عاما ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68747&book=5547#9848e8
القاسم بن مخيمرة
أبو عروة الهمداني الكوفي كان معلماً بالكوفة، ثم سكن دمشق.
روى عن شريح بن هانىء قال:
أتيت عائشة فسألتها عن المسح على الخفين، فقالت: ائت علي بن أبي طالب - أو: ائت علياً - فإنه أعلمهم بوضوء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنه كان يسافر معه، قال: فأتيته، فقال: يوماً وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر.
عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي وحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيد عبد الله بن مسعود، فعلمه التشهد في الصلاة، وقال: " قل التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. إذا فعلت هذا، أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد ".
قال عبد الوهاب بن محمد: استسقى القاسم بن مخيمرة من بعض السائقين الذين يسقون في مسجد دمشق، قال: فلما شرب قال للذي سقاه: جزاك الله خيراً، قال القاسم: الذي أعطيناه خير من الذي أخذنا منه.
عن يزيد بن أبي مريم أن أبا عروة القاسم بن مخيمرة كان يتوضأ من النهر الذي يخرج من الباب الصغير.
قال يحيى بن معين: القاسم بن مخيمرة كوفي ذهب إلى الشام، ولم نسمع أنه سمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال خليفة: القاسم بن مخيمرة مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة، همداني.
قال ابن سعد: وكان ثقة وله أحاديث.
قال محمد بن إسماعيل البخاري: القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عكيم قال: حدثنا مشيخة لنا من جهينة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إليهم ألا ينتفعوا من الميتة بشيء.
عن الأوزاعي قال: كان القاسم بن مخيمرة يقدم علينا هاهنا، فإذا أراد أن يرجع استأذن الوالي، فقيل له: أرأيت إن لم يأذن لك؟ قال: إذاً أقيم. ثم قرأ: " وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ".
عن منصور بن نافع قال: كان القاسم بن مخيمرة يأمرنا بجهازه للغزو، ثم يقول: لا تماسكوا في جهازنا؛ فإن النفقة في سبيل الله مضاعفة.
عن القاسم بن مخيمرة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلة، وفرض لي في خمسين قال: قلت: أغنيتني عن التجارة. قال: فسألني عن حديث، فقلت: هنني يا أمير المؤمنين - كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه.
عن علي بن أبي حملة قال: ذكر الوليد بن هشام القاسم بن مخيمرة لعمر بن عبد العزيز، فأرسل إليه، فدخل عليه، فقال: سل حاجتك؟ قال: يا أمير المؤمنين، قد علمت ما يقال في المسألة، قال: ليس أنا ذاك، إنما أنا قاسم، سل حاجتك؟ قال: تلحقني في العطاء، قال: قد ألحقناك في خمسين، فسل حاجتك؟ قال: تقضي عني ديني، قال: قد قضينا عنك دينك، فسل حاجتك؟ قال: تحملني على دابة، قال: قد حملناك على دابة، فسل حاجتك؟ قال تلحق بناتي في العيال، قال فد ألحقنا بناتك في العيال. فسل حاجتك؟ قال: قد ألحقتني في العطاء، وقضيت الدين، وحملت على الدابة، وألحقت البنات في العيال فأي شيء بقي؟ قال: قد أمرنا لك بخادم، فخذها من عند أخيك الوليد بن هشام.
عن الأوزاعي قال: كان للقاسم بن مخيمرة شريك، كان إذا ربح قاسم شريكه، ثم يقعد في بيته لا يخرج حتى يأكله، وكان يقول: إذا أغلقت بابي فما لي هم خلف بابي.
عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال القاسم بن مخيمرة: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه من هم.
عن ابن جابر قال: قال القاسم: لقد بورك لي في الخبز والزيتون أكتفي بهما.
وكان إذا وقعت عنده الزيوف كسرها، ولم يبعها.
عن الشعبي، عن القاسم بن مخيمرة أنه كان يدعو بالموت، فلما حضره الموت قال لأم ولده: كنت أدعو بالموت فلما نزل بي كرهته. مات القاسم بن مخيمرة في زمن عمر بن عبد العزيز، سنة مائة، أو إحدى ومائة.
أبو عروة الهمداني الكوفي كان معلماً بالكوفة، ثم سكن دمشق.
روى عن شريح بن هانىء قال:
أتيت عائشة فسألتها عن المسح على الخفين، فقالت: ائت علي بن أبي طالب - أو: ائت علياً - فإنه أعلمهم بوضوء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنه كان يسافر معه، قال: فأتيته، فقال: يوماً وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر.
عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي وحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيد عبد الله بن مسعود، فعلمه التشهد في الصلاة، وقال: " قل التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. إذا فعلت هذا، أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد ".
قال عبد الوهاب بن محمد: استسقى القاسم بن مخيمرة من بعض السائقين الذين يسقون في مسجد دمشق، قال: فلما شرب قال للذي سقاه: جزاك الله خيراً، قال القاسم: الذي أعطيناه خير من الذي أخذنا منه.
عن يزيد بن أبي مريم أن أبا عروة القاسم بن مخيمرة كان يتوضأ من النهر الذي يخرج من الباب الصغير.
قال يحيى بن معين: القاسم بن مخيمرة كوفي ذهب إلى الشام، ولم نسمع أنه سمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال خليفة: القاسم بن مخيمرة مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة، همداني.
قال ابن سعد: وكان ثقة وله أحاديث.
قال محمد بن إسماعيل البخاري: القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عكيم قال: حدثنا مشيخة لنا من جهينة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إليهم ألا ينتفعوا من الميتة بشيء.
عن الأوزاعي قال: كان القاسم بن مخيمرة يقدم علينا هاهنا، فإذا أراد أن يرجع استأذن الوالي، فقيل له: أرأيت إن لم يأذن لك؟ قال: إذاً أقيم. ثم قرأ: " وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ".
عن منصور بن نافع قال: كان القاسم بن مخيمرة يأمرنا بجهازه للغزو، ثم يقول: لا تماسكوا في جهازنا؛ فإن النفقة في سبيل الله مضاعفة.
عن القاسم بن مخيمرة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلة، وفرض لي في خمسين قال: قلت: أغنيتني عن التجارة. قال: فسألني عن حديث، فقلت: هنني يا أمير المؤمنين - كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه.
عن علي بن أبي حملة قال: ذكر الوليد بن هشام القاسم بن مخيمرة لعمر بن عبد العزيز، فأرسل إليه، فدخل عليه، فقال: سل حاجتك؟ قال: يا أمير المؤمنين، قد علمت ما يقال في المسألة، قال: ليس أنا ذاك، إنما أنا قاسم، سل حاجتك؟ قال: تلحقني في العطاء، قال: قد ألحقناك في خمسين، فسل حاجتك؟ قال: تقضي عني ديني، قال: قد قضينا عنك دينك، فسل حاجتك؟ قال: تحملني على دابة، قال: قد حملناك على دابة، فسل حاجتك؟ قال تلحق بناتي في العيال، قال فد ألحقنا بناتك في العيال. فسل حاجتك؟ قال: قد ألحقتني في العطاء، وقضيت الدين، وحملت على الدابة، وألحقت البنات في العيال فأي شيء بقي؟ قال: قد أمرنا لك بخادم، فخذها من عند أخيك الوليد بن هشام.
عن الأوزاعي قال: كان للقاسم بن مخيمرة شريك، كان إذا ربح قاسم شريكه، ثم يقعد في بيته لا يخرج حتى يأكله، وكان يقول: إذا أغلقت بابي فما لي هم خلف بابي.
عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال القاسم بن مخيمرة: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه من هم.
عن ابن جابر قال: قال القاسم: لقد بورك لي في الخبز والزيتون أكتفي بهما.
وكان إذا وقعت عنده الزيوف كسرها، ولم يبعها.
عن الشعبي، عن القاسم بن مخيمرة أنه كان يدعو بالموت، فلما حضره الموت قال لأم ولده: كنت أدعو بالموت فلما نزل بي كرهته. مات القاسم بن مخيمرة في زمن عمر بن عبد العزيز، سنة مائة، أو إحدى ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152949&book=5547#531a76
القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن
مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو القاسم بن أبي القاسم. من فقهاء أهل دمشق قال القاسم أبو عبد الرحمن - يرفع الحديث إلى عقبة بن عامر - عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من صام يوماً في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام ".
وحدث عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " تدنو الشمس يوم القيامة على قيد ميل، ويزاد في حرها كذا وكذا، تغلي منه الهوام كما تغلي القدر على الأثافي، يعرقون منها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق ".
وعن أبي أمامة. عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن من المؤمنين من يدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر ".
قال ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: القاسم بن عبد الرحمن، ويكنى أبا عبد الرحمن، مولى جويرية بنت أبي سفيان بن حرب - وقيل: مولى معاوية - مات سنة اثنتي عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وله حديث كثير. في بعض حديث الشاميين أنه أدرك أربعين بدرياً.
قال عبد الرحمن بن يزيد: ما رأيت خيراً منه؛ وذكر عنه أشياء في غزوة مسلمة.
وثقة يحيى والعجلي.
وقال إبراهيم بن يعقوب السعدي: كان القاسم جيداً فاضلاً، أدرك أربعين رجلاً من المهاجرين والأنصار.
عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قدم علينا سلمان الفارسي بدمشق.
أنكره أحمد بن حنبل، وقال: كيف يكون له هذا اللقاء، وهو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية. فذكر لأحمد حديث القاسم أبي عبد الرحمن قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخ، فقلت: من هذا؟ قالوا: سهل بن الحنظلية. فسكت أحمد، ولم يرده كما رد لقاء القاسم سلمان.
عن إبراهيم أبي الحصين قال: كان القاسم من فقهاء دمشق.
وذكر لأحمد بن حنبل حديث عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة: " إن الدباغ طهور " فأنكره، وحمل على القاسم.
قال يعقوب بن شيبة: القاسم أبو عبد الرحمن كان من أصحاب أبي لأمامة، وقد أختلف الناس فيه؛ فمنهم من يضعف روايته، ومنهم من يوثقه.
قال إبراهيم بن موسى الفراء الرازي: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، قال: فعرضت عليه أحاديث من أحاديث القاسم عن أبي أمامة، فأنكرها، وجعل يقول: " القاسم عن أبي أمامة، القاسم عن أبي أمامة ".
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: سنة اثنتي عشرة ومائة - فيها توفي القاسم أبو عبد الرحمن. ويقال: مات القاسم سنة ثمان عشرة.
مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو القاسم بن أبي القاسم. من فقهاء أهل دمشق قال القاسم أبو عبد الرحمن - يرفع الحديث إلى عقبة بن عامر - عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من صام يوماً في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام ".
وحدث عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " تدنو الشمس يوم القيامة على قيد ميل، ويزاد في حرها كذا وكذا، تغلي منه الهوام كما تغلي القدر على الأثافي، يعرقون منها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق ".
وعن أبي أمامة. عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن من المؤمنين من يدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر ".
قال ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: القاسم بن عبد الرحمن، ويكنى أبا عبد الرحمن، مولى جويرية بنت أبي سفيان بن حرب - وقيل: مولى معاوية - مات سنة اثنتي عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وله حديث كثير. في بعض حديث الشاميين أنه أدرك أربعين بدرياً.
قال عبد الرحمن بن يزيد: ما رأيت خيراً منه؛ وذكر عنه أشياء في غزوة مسلمة.
وثقة يحيى والعجلي.
وقال إبراهيم بن يعقوب السعدي: كان القاسم جيداً فاضلاً، أدرك أربعين رجلاً من المهاجرين والأنصار.
عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قدم علينا سلمان الفارسي بدمشق.
أنكره أحمد بن حنبل، وقال: كيف يكون له هذا اللقاء، وهو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية. فذكر لأحمد حديث القاسم أبي عبد الرحمن قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخ، فقلت: من هذا؟ قالوا: سهل بن الحنظلية. فسكت أحمد، ولم يرده كما رد لقاء القاسم سلمان.
عن إبراهيم أبي الحصين قال: كان القاسم من فقهاء دمشق.
وذكر لأحمد بن حنبل حديث عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة: " إن الدباغ طهور " فأنكره، وحمل على القاسم.
قال يعقوب بن شيبة: القاسم أبو عبد الرحمن كان من أصحاب أبي لأمامة، وقد أختلف الناس فيه؛ فمنهم من يضعف روايته، ومنهم من يوثقه.
قال إبراهيم بن موسى الفراء الرازي: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، قال: فعرضت عليه أحاديث من أحاديث القاسم عن أبي أمامة، فأنكرها، وجعل يقول: " القاسم عن أبي أمامة، القاسم عن أبي أمامة ".
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: سنة اثنتي عشرة ومائة - فيها توفي القاسم أبو عبد الرحمن. ويقال: مات القاسم سنة ثمان عشرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124424&book=5547#35ed03
القاسم الأنصاري
د ع: الْقَاسِم الْأَنْصَارِيّ لَهُ ذكر فِي حديث جَابِر.
رَوَى الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لا نُكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ ".
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
د ع: الْقَاسِم الْأَنْصَارِيّ لَهُ ذكر فِي حديث جَابِر.
رَوَى الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لا نُكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ ".
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69037&book=5547#3ab8d6
- والقاسم بن عوف الشيباني. عُمِّرَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69037&book=5547#8215b9
القاسم بن عوف الشيباني.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي - يعني ابن المديني - قال ذكرنا ليحيى - يعني ابن سعيد القطان - ( م) القاسم بن عوف الشيباني فقال يحيى قال شعبة: دخلت عليه - وحرك يحيى رأسه، قلت ليحيى ما شأنه؟ فجعل يحيد، قلت ليحيى: ضعفه [في الحديث - ] ؟ قال: لو لم يضعفه لروى عنه.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي - يعني ابن المديني - قال ذكرنا ليحيى - يعني ابن سعيد القطان - ( م) القاسم بن عوف الشيباني فقال يحيى قال شعبة: دخلت عليه - وحرك يحيى رأسه، قلت ليحيى ما شأنه؟ فجعل يحيد، قلت ليحيى: ضعفه [في الحديث - ] ؟ قال: لو لم يضعفه لروى عنه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69037&book=5547#f7b086
القاسم بْن عوف الشيباني
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ هُوَ الْبَكْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى روى عنه أيوب وقتادة والعوام بن حوشب، قَالَ عَمْرٌو نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ ابن أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الْبَكْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا يُرِيدُ بِهَا اللَّهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ وَلَمْ يُغَيِّبْ شَيْئًا وَأَقَامَ
الصَّلاةَ فَتُعُدِّيَ عَلَيْهِ فِي الْحَقِّ بِأَخْذِ مَالِهِ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ هُوَ الْبَكْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى روى عنه أيوب وقتادة والعوام بن حوشب، قَالَ عَمْرٌو نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ ابن أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الْبَكْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا يُرِيدُ بِهَا اللَّهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ وَلَمْ يُغَيِّبْ شَيْئًا وَأَقَامَ
الصَّلاةَ فَتُعُدِّيَ عَلَيْهِ فِي الْحَقِّ بِأَخْذِ مَالِهِ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69037&book=5547#9558bf
القاسم بن عوف الشيباني كوفي روى عن زيد بن ارقم وابن عمرو ابن ابى اوفى وعلى بن حسين روى عنه قتادة وايوب وهشام الدستوائى
وعوام بن حوشب وزيد بن أبي أنيسة سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال ذكرنا ليحيى يعنى القطان القاسم بن عوف الشيباني فقال قال شعبة دخلت عليه فحرك رأسه قلت ليحيى ما شأنه؟ قال فجعل يحيد فقلت ضعفه في الحديث؟ فقال لو لم يضعفه لروى عنه، وقلت ليحيى حديث زيد بن ارقم كان ابن ابى عروبة يحدثه عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم وشعبة يحدثه عن قتادة عن النضر بن
أنس عن زيد بن أرقم فقال يحيى لو علم شعبة أنه عن القاسم بن عوف لم يحمله انه رآه وتركه، نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول القاسم بن عوف مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
وعوام بن حوشب وزيد بن أبي أنيسة سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال ذكرنا ليحيى يعنى القطان القاسم بن عوف الشيباني فقال قال شعبة دخلت عليه فحرك رأسه قلت ليحيى ما شأنه؟ قال فجعل يحيد فقلت ضعفه في الحديث؟ فقال لو لم يضعفه لروى عنه، وقلت ليحيى حديث زيد بن ارقم كان ابن ابى عروبة يحدثه عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم وشعبة يحدثه عن قتادة عن النضر بن
أنس عن زيد بن أرقم فقال يحيى لو علم شعبة أنه عن القاسم بن عوف لم يحمله انه رآه وتركه، نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول القاسم بن عوف مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81419&book=5547#959992
الْقَاسِم بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن الْخطاب يَرْوِي عَن جده عَبْد اللَّه رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81419&book=5547#c85719
الْقَاسِم بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن الْخطاب الْعَدْوى يروي عَن سَالم بن عبد الله روى عَنهُ عمر بن مُحَمَّد وَيحيى بن المتَوَكل
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81419&book=5547#12a547
القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى روى عن عمه سالم بن عبد الله بن عمر روى عنه عمر بن محمد وأبو عقيل يحيى بن المتوكل سمعت ابى يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81419&book=5547#19b040
القاسم بن عبيد الله بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب الْقُرَشِيّ العدوي
قَالَ خَلَّادٌ نا أَبُو عَقِيلٍ يحيى بن المتوكل عن القاسم ابن عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تَأْكُلُوا وَلا تَشْرَبُوا بِشَمَائِلِكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
بِشَمَائِلِهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا.
وقال اسمعيل عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عَبْد اللَّه عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أكل، وقال ابن عيينة عَنِ الزُّهْرِيّ أخبرني أَبُو بكر بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر سَمِعَ جده وقَالَ معمر وعقيل عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ سالم عَنِ ابْن عُمَر عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ خَلَّادٌ نا أَبُو عَقِيلٍ يحيى بن المتوكل عن القاسم ابن عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تَأْكُلُوا وَلا تَشْرَبُوا بِشَمَائِلِكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
بِشَمَائِلِهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا.
وقال اسمعيل عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عَبْد اللَّه عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أكل، وقال ابن عيينة عَنِ الزُّهْرِيّ أخبرني أَبُو بكر بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر سَمِعَ جده وقَالَ معمر وعقيل عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ سالم عَنِ ابْن عُمَر عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152953&book=5547#d5aafe
القاسم بن عثمان
أبو عبد الملك العبدي الجوعي الزاهد روى عن عبد الله بن نافع المدني بسنده عن ابن عمر قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ".
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قاسم بن عثمان الجوعي من جلة المشايخ.
قال أبو بكر بن أبي داود: كان يقدم في الفضل على ابن أبي الحواري.
وقال أبو جعفر الحداد: دخلت دمشق، فوقفت على قاسم الجوعي وهو يتكلم، وهو شيخ الدمشقيين، فسمعته يتكلم في الإيثار، فدخل عليه رجل من خارج الحلقة حتى جاء إلى القاسم وفي
رأسه عمامة، فأخذها، وجعل يلفها على رأسه، وقاسم يدير له رأسه حتى أخذها، ولم يكلمه القاسم، ولا أحد من أصحابه، ولم يقطع كلامه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: دخلت دمشق على كتبة الحديث، فمررت بحلقة قاسم الجوعي، فرأيت نفراً جلوساًحوله، وهو يتكلم عليهم، فهالني منظرهم، فتقدمت إليهم، فسمعته يقول: اغتنموا من أهل زمانكم خمساً، منها: إن حضرتم لم تعرفوا، وإن غبتم لم تفقدوا، وإن شهدتم لم تشاوروا، وإن قلتم شيئاً لم يقبل قولكم، وإن عملتم شيئاً لم تعطوا به. وأوصيكم بخمس أيضاً: إن ظلمتم لم تظلموا، وإن مدحتم لم تفرحوا، وإن ذممتم لم تجزعو، وإن كذبتم فلا تغضبوا، وإن خانوكم فلا تخونوا. قال: فجعلت هذا فائدتي من دمشق.
قدم يحيى بن أكثم مع المأمون إلى دمشق سنة ست عشرة ومائتين، فبعث إلى أحمد بن أبي الحواري، فسمع منه، وجالسه، واستعذبه، وخلع عليه ثياباً سرية، وقلنسوةً وشيئاً من قلانسه طويلة، ودفع إليه خمسة آلاف درهم، وقال: يا أبا الحسن، فرق هذه حيث ترى. فدخل بها المسجد، وصلى صلوات بالقلنسوة، وأقامت عليها أياماً، فقال بعض جلساء قاسم لقاسم: يا معلم، هذا أحمد بن أبي الحواري، أخذ دراهمه، ولبس قلنسوته. فالتفت قاسم، فنظر إليه، فقال: أخذ دراهم اللصوص، ولبس قلانس اللصوص! وكان قاسم إذا راح إلى المسجد في وقت الزوال يدخل من باب الفراديس، ويأخذ في الأسطوان الغربي حتى يصير إلى المصعد، ثم يأخذ قبلةً حتى يدخل من أقصى الأبواب إلى مجلسه. فلما كان من الغد، من يوم نظره إلى أحمد، دخل من باب الفراديس حتى وافى باب القبة، ثم مر حتى مر بأحمد وهو جالس يتشهد في ركوعه، والقلنسوة على رأسه، فلما حاذى به رفع يده فلطم القلنسوة، فالتفت أحمد بن أبي الحواري، فنظر إليه فسلم، ثم التفت إلى ابنه إبراهيم، فقال: يا إبراهيم، خذ القلنسوة، وامض بها إلى البيت. فقال له من رآه: يا أبا الحسن، ما رأيت ما فعل بك هذا الرجل؟! فقال: رحمه الله!
قال سعيد بن عبد العزيز الحلبي: سمعت قاسم الجوعي، وقال له رجل: ادع لي، فإن السلطان يطلبني وأنا مظلوم، قال: ما أخدعك، أنا ما أدعو لنفسي، أنا أعرف أيش تحت ثيابي! قال ابن سيد حمدويه:
كان أستاذي قاسم الجوعي عند باب الساعات في الجامع، قال: من يمضي بكتابي إلى بعض إخواني إلى صور؟ فقلت: أنا يا أستاذ. فأخذت الكتاب، ودعا لي، ثم سرت إلى صور، فدفعت الكتاب إلى الشيخ، ثم قدم لي شيئاً، فأكلت. وكانت ليلة مقمرة، وكنت أشرف على البحر، فإذا برجل قد دخل على الشيخ، فسلم عليه وقال له: هذا كتاب قاسم الجوعي، يقرأ عليك فيه السلام. فلما صليت الغداة ناولني الشيخ الكتاب، فقلت له: يا سيدي، من كان ذلك الرجل الذي دخل عليك البارحة، وسلم عليك، وسلمت أنت عليه؟ فقال: الخضر - عليه السلام - فأخذ الكتاب، فزاد فيه شيئاً.
ثم قدمت على أستاذي قاسم الجوعي، فقال لي: إيش الذي منعك أن تمضي بكتابي؟ فقلت له: قد مضيت، وهذا جواب الكتاب، فقرأه، ثم قال لي: أبشر، فإن الشيخ قد كتب إلي يوصيني بك، ويقول: إن هذا الغلام قد رأى أخانا الخضر - عليه السلام - فقلت: هذا ببركتك. ودعا لي.
قال القاسم بن عثمان الجوعي: التوبة رد المظالم، وترك المعاصي، وطلب الحلال، وأداء الفرائض.
وقال: رأس الأعمال كلها الرضى عن الله، والورع عماد الدين، والجوع مخ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللسان. ومن شكر الله حشر من ميدان الزيادة، ومن تم عمله عرف المصائب.
وقال: السلامة كلها في اعتزال الناس، والفرح كله في الخلوة بالله - عز وجل.
وقال: من أصلح فيما بقي من عمره غفر له ما مضى، وما بقي، ومن أفسد فيما بقي من عمره أخذ بما مضى، وما بقي.
وقال: إن لله عباداً قصدوا الله بهمهم، وأفردوه بطاعتهم، واكتفوا به في توكلهم،
ورضوا به عوضاً من كل ما خطر على قلوبهم من أمر الدنيا؛ فليس لهم حبيب غيره، ولا قرة عين إلا فيما قرب إليه.
وقال: الاعتبار بالنطق، والذكر باللسان، والفكر بالقلوب، والمراقبة أصل الحذر، والحياء جامع لكل خير.
وقال: رأيت في الطواف حول البيت رجلاً، فتقربت منه، فإذا هو لا يزيد على قوله: اللهم قضيت حاجة المحتاجين وحاجتي لم تقض. فقلت له: مالك لا تزيد على هذا الكلام؟ فقال: أحدثك: كنا سبعة رفقاء من بلدان شتى، غزونا أرض العدو، فاستأسرونا كلنا، فاعتزل بنا لتضرب أعناقنا. فنظرت إلى السماء، فإذا سبعة أبواب مفتحةً، عليها سبع جوار من الحور العين، على كل باب جارية، فقدم رجل منا، فضربت عنقه، فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض، حتى ضربت أعناق ستة، وبقيت أنا، وبقي باب وجارية، فلما قدمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله، فوهبني له، فسمعتها تقول: أي شيء فاتك يا محروم؟! وأغلقت الباب. وأنا يا أخي متحسر على ما فاتني.
قال قاسم بن عثمان: أراه أفضلهم؛ لأنه رأى ما لم يروا، وترك يعمل على الشوق. ومن شعره: " مخلع البسيط "
اصبر على كسرة وملح ... فالصبر مفتاح كل زين
واقنع فإن القنوع عز ... لا خير في شهوة بدين
قال أبو الحسن محمد بن الفيض: قام أبو بكر بن عتاب في مجلس قاسم بن عثمان الجوعي، وكان غلامً جميلاً حسن الوجه، وكان صفوان بن صالح جالساً، وسليمان بن عبد الرحمن جالس عند باب المئذنة وغيرهم، فقال: يا قوم، هذا قاسم، يا أبا عبد الملك، ويا أبا أيوب، دخلت إليه البيت، فجذبني، وقبلني، وأراد أن يفعل بي كذا، وكذا حتى انفلت منه.
قال أبو الحسن بن الفيض: وكنت حينئذ صغيراً في المجلس، فوثب إليه رجال، فضربوه، وعنفوه في ذلك، وضربه أبوه، وعنفه في ذلك.
قال أبو الحسن: كان القاسم أورع من ذلك، وإنما أراد أن يوقع عليه بذلك أمراً.
توفي القاسم بن عثمان سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أبو عبد الملك العبدي الجوعي الزاهد روى عن عبد الله بن نافع المدني بسنده عن ابن عمر قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ".
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قاسم بن عثمان الجوعي من جلة المشايخ.
قال أبو بكر بن أبي داود: كان يقدم في الفضل على ابن أبي الحواري.
وقال أبو جعفر الحداد: دخلت دمشق، فوقفت على قاسم الجوعي وهو يتكلم، وهو شيخ الدمشقيين، فسمعته يتكلم في الإيثار، فدخل عليه رجل من خارج الحلقة حتى جاء إلى القاسم وفي
رأسه عمامة، فأخذها، وجعل يلفها على رأسه، وقاسم يدير له رأسه حتى أخذها، ولم يكلمه القاسم، ولا أحد من أصحابه، ولم يقطع كلامه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: دخلت دمشق على كتبة الحديث، فمررت بحلقة قاسم الجوعي، فرأيت نفراً جلوساًحوله، وهو يتكلم عليهم، فهالني منظرهم، فتقدمت إليهم، فسمعته يقول: اغتنموا من أهل زمانكم خمساً، منها: إن حضرتم لم تعرفوا، وإن غبتم لم تفقدوا، وإن شهدتم لم تشاوروا، وإن قلتم شيئاً لم يقبل قولكم، وإن عملتم شيئاً لم تعطوا به. وأوصيكم بخمس أيضاً: إن ظلمتم لم تظلموا، وإن مدحتم لم تفرحوا، وإن ذممتم لم تجزعو، وإن كذبتم فلا تغضبوا، وإن خانوكم فلا تخونوا. قال: فجعلت هذا فائدتي من دمشق.
قدم يحيى بن أكثم مع المأمون إلى دمشق سنة ست عشرة ومائتين، فبعث إلى أحمد بن أبي الحواري، فسمع منه، وجالسه، واستعذبه، وخلع عليه ثياباً سرية، وقلنسوةً وشيئاً من قلانسه طويلة، ودفع إليه خمسة آلاف درهم، وقال: يا أبا الحسن، فرق هذه حيث ترى. فدخل بها المسجد، وصلى صلوات بالقلنسوة، وأقامت عليها أياماً، فقال بعض جلساء قاسم لقاسم: يا معلم، هذا أحمد بن أبي الحواري، أخذ دراهمه، ولبس قلنسوته. فالتفت قاسم، فنظر إليه، فقال: أخذ دراهم اللصوص، ولبس قلانس اللصوص! وكان قاسم إذا راح إلى المسجد في وقت الزوال يدخل من باب الفراديس، ويأخذ في الأسطوان الغربي حتى يصير إلى المصعد، ثم يأخذ قبلةً حتى يدخل من أقصى الأبواب إلى مجلسه. فلما كان من الغد، من يوم نظره إلى أحمد، دخل من باب الفراديس حتى وافى باب القبة، ثم مر حتى مر بأحمد وهو جالس يتشهد في ركوعه، والقلنسوة على رأسه، فلما حاذى به رفع يده فلطم القلنسوة، فالتفت أحمد بن أبي الحواري، فنظر إليه فسلم، ثم التفت إلى ابنه إبراهيم، فقال: يا إبراهيم، خذ القلنسوة، وامض بها إلى البيت. فقال له من رآه: يا أبا الحسن، ما رأيت ما فعل بك هذا الرجل؟! فقال: رحمه الله!
قال سعيد بن عبد العزيز الحلبي: سمعت قاسم الجوعي، وقال له رجل: ادع لي، فإن السلطان يطلبني وأنا مظلوم، قال: ما أخدعك، أنا ما أدعو لنفسي، أنا أعرف أيش تحت ثيابي! قال ابن سيد حمدويه:
كان أستاذي قاسم الجوعي عند باب الساعات في الجامع، قال: من يمضي بكتابي إلى بعض إخواني إلى صور؟ فقلت: أنا يا أستاذ. فأخذت الكتاب، ودعا لي، ثم سرت إلى صور، فدفعت الكتاب إلى الشيخ، ثم قدم لي شيئاً، فأكلت. وكانت ليلة مقمرة، وكنت أشرف على البحر، فإذا برجل قد دخل على الشيخ، فسلم عليه وقال له: هذا كتاب قاسم الجوعي، يقرأ عليك فيه السلام. فلما صليت الغداة ناولني الشيخ الكتاب، فقلت له: يا سيدي، من كان ذلك الرجل الذي دخل عليك البارحة، وسلم عليك، وسلمت أنت عليه؟ فقال: الخضر - عليه السلام - فأخذ الكتاب، فزاد فيه شيئاً.
ثم قدمت على أستاذي قاسم الجوعي، فقال لي: إيش الذي منعك أن تمضي بكتابي؟ فقلت له: قد مضيت، وهذا جواب الكتاب، فقرأه، ثم قال لي: أبشر، فإن الشيخ قد كتب إلي يوصيني بك، ويقول: إن هذا الغلام قد رأى أخانا الخضر - عليه السلام - فقلت: هذا ببركتك. ودعا لي.
قال القاسم بن عثمان الجوعي: التوبة رد المظالم، وترك المعاصي، وطلب الحلال، وأداء الفرائض.
وقال: رأس الأعمال كلها الرضى عن الله، والورع عماد الدين، والجوع مخ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللسان. ومن شكر الله حشر من ميدان الزيادة، ومن تم عمله عرف المصائب.
وقال: السلامة كلها في اعتزال الناس، والفرح كله في الخلوة بالله - عز وجل.
وقال: من أصلح فيما بقي من عمره غفر له ما مضى، وما بقي، ومن أفسد فيما بقي من عمره أخذ بما مضى، وما بقي.
وقال: إن لله عباداً قصدوا الله بهمهم، وأفردوه بطاعتهم، واكتفوا به في توكلهم،
ورضوا به عوضاً من كل ما خطر على قلوبهم من أمر الدنيا؛ فليس لهم حبيب غيره، ولا قرة عين إلا فيما قرب إليه.
وقال: الاعتبار بالنطق، والذكر باللسان، والفكر بالقلوب، والمراقبة أصل الحذر، والحياء جامع لكل خير.
وقال: رأيت في الطواف حول البيت رجلاً، فتقربت منه، فإذا هو لا يزيد على قوله: اللهم قضيت حاجة المحتاجين وحاجتي لم تقض. فقلت له: مالك لا تزيد على هذا الكلام؟ فقال: أحدثك: كنا سبعة رفقاء من بلدان شتى، غزونا أرض العدو، فاستأسرونا كلنا، فاعتزل بنا لتضرب أعناقنا. فنظرت إلى السماء، فإذا سبعة أبواب مفتحةً، عليها سبع جوار من الحور العين، على كل باب جارية، فقدم رجل منا، فضربت عنقه، فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض، حتى ضربت أعناق ستة، وبقيت أنا، وبقي باب وجارية، فلما قدمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله، فوهبني له، فسمعتها تقول: أي شيء فاتك يا محروم؟! وأغلقت الباب. وأنا يا أخي متحسر على ما فاتني.
قال قاسم بن عثمان: أراه أفضلهم؛ لأنه رأى ما لم يروا، وترك يعمل على الشوق. ومن شعره: " مخلع البسيط "
اصبر على كسرة وملح ... فالصبر مفتاح كل زين
واقنع فإن القنوع عز ... لا خير في شهوة بدين
قال أبو الحسن محمد بن الفيض: قام أبو بكر بن عتاب في مجلس قاسم بن عثمان الجوعي، وكان غلامً جميلاً حسن الوجه، وكان صفوان بن صالح جالساً، وسليمان بن عبد الرحمن جالس عند باب المئذنة وغيرهم، فقال: يا قوم، هذا قاسم، يا أبا عبد الملك، ويا أبا أيوب، دخلت إليه البيت، فجذبني، وقبلني، وأراد أن يفعل بي كذا، وكذا حتى انفلت منه.
قال أبو الحسن بن الفيض: وكنت حينئذ صغيراً في المجلس، فوثب إليه رجال، فضربوه، وعنفوه في ذلك، وضربه أبوه، وعنفه في ذلك.
قال أبو الحسن: كان القاسم أورع من ذلك، وإنما أراد أن يوقع عليه بذلك أمراً.
توفي القاسم بن عثمان سنة ثمان وأربعين ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135486&book=5547#01862e
الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شُرَيْكٍ، أَبُو بشر التميمي:
حدث عَنْ يزيد بْن هارون، ومحمد بْن جعفر المدائني، والحارث بن النّعمان الأكفاني وأبي البحتري القاضي، والهيثم بْن عدي، ووهب بْن جرير. روى عنه أَحْمَد بْن علي الخراز، وأبو الآذان عمر بْن إبراهيم، وقاسم بْن زكريا المطرز، وأحمد ابن عبد اللَّه بْن النيري، والقاضي المحاملي، وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شريك أبو بشر، حدّثنا وهب- يعني ابن جرير- حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ- قَالَ الْمَحَامِلِيُّ- وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْدُمُهُ، قَالَ فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى! قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ»
وَقَالَ موسى بْن إسماعيل: فصليت ركعتين واضطجعت فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فضربني برجله، ثم ذكر هو نحوه.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شُرَيْكٍ مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَنْ أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السّرّاج قال: مات [الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ] بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شُرَيْكٍ ببغداد في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين.
حدث عَنْ يزيد بْن هارون، ومحمد بْن جعفر المدائني، والحارث بن النّعمان الأكفاني وأبي البحتري القاضي، والهيثم بْن عدي، ووهب بْن جرير. روى عنه أَحْمَد بْن علي الخراز، وأبو الآذان عمر بْن إبراهيم، وقاسم بْن زكريا المطرز، وأحمد ابن عبد اللَّه بْن النيري، والقاضي المحاملي، وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شريك أبو بشر، حدّثنا وهب- يعني ابن جرير- حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ- قَالَ الْمَحَامِلِيُّ- وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْدُمُهُ، قَالَ فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى! قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ»
وَقَالَ موسى بْن إسماعيل: فصليت ركعتين واضطجعت فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فضربني برجله، ثم ذكر هو نحوه.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شُرَيْكٍ مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَنْ أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السّرّاج قال: مات [الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ] بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شُرَيْكٍ ببغداد في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135499&book=5547#c6ea2d
القاسم بْن عبد الله بن المغيرة، أبو محمد الجوهري :
سمع إسماعيل بْن أبي أويس وعفان بْن مسلم، وسليمان بْن حرب، ويحيى بْن يعلى المحاربي، والحسين بْن مُحَمَّد المروزي، وعمر بْن حفص بْن غياث، ومحمد بْن يزيد بْن خنيس، وفضيل بْن عبد الوهاب، ومحمد بْن سعيد بن الأصبهاني، وعبد الصمد بْن النعمان، وأبا نعيم الفضل بْن دكين، وعاصم بْن علي. روى عنه أَبُو مسلم الكجي، ويحيى بْن صاعد، وأبو عَبْد اللَّه الحكيمي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عتاب العبدي، ومحمد بْن العباس بْن نجيح الحافظ، وعبد اللَّه بْن إسحاق بن الخراساني المعدل، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ، حدّثنا القاسم ابن المغيرة الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كل كلام ابن آدم عليه لاله، إِلا أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أو ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ» .
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: قاسم بْن عبد اللَّه بْن المغيرة أَبُو مُحَمَّد الجوهري ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأنا أسمع- أن القاسم بْن المغيرة الجوهري مات في يوم جمعة غرة المحرم من سنة خمس وسبعين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: سنة خمس وسبعين ومائتين توفي القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري في يوم جمعة مستهل المحرم منها، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائة، وهو مولى لأم عيسى بنت عليّ ابن عبد الله بن عباس.
سمع إسماعيل بْن أبي أويس وعفان بْن مسلم، وسليمان بْن حرب، ويحيى بْن يعلى المحاربي، والحسين بْن مُحَمَّد المروزي، وعمر بْن حفص بْن غياث، ومحمد بْن يزيد بْن خنيس، وفضيل بْن عبد الوهاب، ومحمد بْن سعيد بن الأصبهاني، وعبد الصمد بْن النعمان، وأبا نعيم الفضل بْن دكين، وعاصم بْن علي. روى عنه أَبُو مسلم الكجي، ويحيى بْن صاعد، وأبو عَبْد اللَّه الحكيمي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عتاب العبدي، ومحمد بْن العباس بْن نجيح الحافظ، وعبد اللَّه بْن إسحاق بن الخراساني المعدل، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ، حدّثنا القاسم ابن المغيرة الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كل كلام ابن آدم عليه لاله، إِلا أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أو ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ» .
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: قاسم بْن عبد اللَّه بْن المغيرة أَبُو مُحَمَّد الجوهري ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأنا أسمع- أن القاسم بْن المغيرة الجوهري مات في يوم جمعة غرة المحرم من سنة خمس وسبعين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: سنة خمس وسبعين ومائتين توفي القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري في يوم جمعة مستهل المحرم منها، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائة، وهو مولى لأم عيسى بنت عليّ ابن عبد الله بن عباس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135494&book=5547#8dfe82
القاسم بْن مُحَمَّد بْن عباد بْن حبيب بْن المهلب بْن أبي صفرة، أبو مُحَمَّد الأزدي البصري :
سكنَ بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ أَبِيهِ، وعن عبد الله بن داود الخريبي وابن عاصم النبيل، وبشر بْن عمر الزهراني. روى عنه عَبَّاس بْن إبراهيم القراطيسي وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وإسحاق بْن مُحَمَّد بْن الفضل الزيات، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين ابن إسماعيل المحامليّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن عبّاد، أخبرنا بشر بن عمر، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلَقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قرأهَا: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ
[البقرة 184] وقال:
هذه مَنْسُوخَةٌ.
سكنَ بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ أَبِيهِ، وعن عبد الله بن داود الخريبي وابن عاصم النبيل، وبشر بْن عمر الزهراني. روى عنه عَبَّاس بْن إبراهيم القراطيسي وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وإسحاق بْن مُحَمَّد بْن الفضل الزيات، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين ابن إسماعيل المحامليّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن عبّاد، أخبرنا بشر بن عمر، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلَقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قرأهَا: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ
[البقرة 184] وقال:
هذه مَنْسُوخَةٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71675&book=5547#aa7d6c
الْقَاسِم بن عبد الله الْعمريّ عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل سكتوا عَنهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71675&book=5547#15d614
القاسم بن عبد اللَّه بن عمر العموي
قال البخاري: قال أحمد: كان يكذب، وأخوه عبد الرحمن ليس ممن يروى عنه.
"التاريخ الكبير" 7/ 164، "التاريخ الصغير" 2/ 943.
قال عبد اللَّه: قال أبي: والقاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص العمري، قال: أف أف، ليس بشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3136).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: القاسم بن عبد اللَّه بن عمر العمري هو عندي كان يكذب وأخوه عبد الرحمن بن عبد اللَّه -يعني: العمري- ليس هو ممن يروى عنه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4803).
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: القاسم بن عبد اللَّه العمري مديني كذاب، كان يضع الحديث، ترك الناس حديثه.
"الجرح والتعديل" 7/ 111 - 112، "تهذيب الكمال" 23/ 377
قال البخاري: قال أحمد: كان يكذب، وأخوه عبد الرحمن ليس ممن يروى عنه.
"التاريخ الكبير" 7/ 164، "التاريخ الصغير" 2/ 943.
قال عبد اللَّه: قال أبي: والقاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص العمري، قال: أف أف، ليس بشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3136).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: القاسم بن عبد اللَّه بن عمر العمري هو عندي كان يكذب وأخوه عبد الرحمن بن عبد اللَّه -يعني: العمري- ليس هو ممن يروى عنه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4803).
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: القاسم بن عبد اللَّه العمري مديني كذاب، كان يضع الحديث، ترك الناس حديثه.
"الجرح والتعديل" 7/ 111 - 112، "تهذيب الكمال" 23/ 377
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71675&book=5547#c231eb
الْقَاسِم بْن عَبْد اللَّهِ الْعمريّ
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَمِمَّا روى الْقَاسِم بْن الْمَنَاكِير من الَّتِي لم يُتَابع عَلَيْهَا:
رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فَإِنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفِئُهُ» وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ نَفْسِهِ، فَافْتَضَحَ فِيهِ، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: إِنَّا سَمِعْنَا رَجُلا يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ قَاسِمٍ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، فَأَسْقَطَ ثَلاثَةً، وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَى قَاسِمٍ الْعُمَرِيِّ.
وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَمِمَّا روى الْقَاسِم بْن الْمَنَاكِير من الَّتِي لم يُتَابع عَلَيْهَا:
رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فَإِنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفِئُهُ» وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ نَفْسِهِ، فَافْتَضَحَ فِيهِ، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: إِنَّا سَمِعْنَا رَجُلا يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ قَاسِمٍ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، فَأَسْقَطَ ثَلاثَةً، وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَى قَاسِمٍ الْعُمَرِيِّ.
وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96630&book=5547#fa206f
القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي مولى عبد الرحمن ابن خالد بن يزيد بن معاوية روى عن على مرسلا وابن مسعود مرسلا وعائشة مرسلا وروى عن أبي أمامة روى عنه يحيى بن الحارث الذمارى وعبد الرحمن ابن يزيد بن جابر والعلاء بن الحارث وكثير بن الحارث سمعت أبي يقول ذلك، حدثنا عبد الرحمن نا ابى عن ابى سلمة موسى بن اسمعيل عن محمد بن راشد عن ابراهيم بن الحصين قال كان القاسم بن عبد الرحمن من فقهاء اهل دمشق.
نا عبد الرحمن نا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلى قال نا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر حديثا عن القاسم الشامي عن ابى امامة
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في ان الدباغ طهوره فانكره وحمل على القاسم وقال يروى على بن يزيد عنه اعاجيب وتكلم فيهما وقال ما أرى هذا الا من قبل القاسم.
نا عبد الرحمن نا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلى قال نا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر حديثا عن القاسم الشامي عن ابى امامة
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في ان الدباغ طهوره فانكره وحمل على القاسم وقال يروى على بن يزيد عنه اعاجيب وتكلم فيهما وقال ما أرى هذا الا من قبل القاسم.