ومن العلماء الجهابذة النقاد من أهل الشام من الطبقة الثانية أبو اسحاق الفزاري ابراهيم بن محمد.
ما ذكر من علم أبي إسحاق الفزاري رحمة الله عليه حدثنا عبد الرحمن نا الحجاج بن حمزة العجلي نا علي بن الحسن ابن شقيق قال ذكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: ما ينبغي أن يكون رجل أبصر بالسير منه (2) .
حدثنا عبد الرحمن قال أخبرني أبي رضي الله عنه قال سمعت الحسن ابن الربيع يقول قال عبد الله بن داود الخريبي: لقول أبي إسحاق الفزاري أحب إلي من قول إبراهيم النخعي.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي قال سمعت أبا صالح الفراء - يعني محبوب بن موسى - قال سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت رجلا أفقه من أبي إسحاق الفزاري، قال أبو محمد وقد رأى ابن المبارك سفيان الثوري والاوزاعي ومالك ابن أنس والخلق.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن إبراهيم بن سميع قال سمعت أبا صالح الفراء - يعني محبوب بن موسى - قال سمعت علي
ابن بكار يقول: قد لقيت الرجال الذين لقيهم أبو إسحاق الفزاري، ابن عون وهشاما وغيره فما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق الفزاري.
باب ما ذكر من امامة أبي إسحاق الفزاري حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد [أحمد بن محمد - 1] بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير قال سمعت بن عيينة بقول: كان أبو إسحاق الفزاري إماما.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا أبو قدامة عبيد الله ابن سعيد (77 د) قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان الأوزاعي والفزاري إمامين في السنة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: أبو اسحاق (136 م) الفزاري الثقة المأمون إمام.
باب ما ذكر من إتقان أبي إسحاق الفزاري وثبته حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا ابن الطباع عن عبد الرحمن بن مهدي قال، وددت أن كل شئ سمعته من حديث مغيرة كان من حديث أبي إسحاق الفزاري - يعني عن مغيرة.
باب ما ذكر من ورع أبي إسحاق وفضله حدثنا عبد الرحمن أخبرني أبي قال قال الحسن بن الربيع: ما رأيت
أورع من أبي إسحاق الفزاري.
حدثنا عبد الرحمن قال أخبرني أبي قال سمعت الحسن بن الربيع يقول: أبو إسحاق الفزاري عندنا خير - أو قال أفضل - من معمر.
باب ما ذكر من نصرة أبي إسحاق للإسلام ودفعه (1) عنه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الرازي قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت ابن عيينة يقول: ما أعلم أحدا من أهل الإسلام أجدى وادفع عن أهل الإسلام من أبي إسحاق الفزاري.
باب ما ذكر من معرفة أبي إسحاق الفزاري بناقلة الأخبار (2) وكلامه فيهم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نامسدد نا ابن داود عن بهيم (78 ك) يعني العجلي الزاهد عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي: إذا مات سفيان وابن عون استوى الناس، قال أبو إسحاق قلت في نفسي: وأنت الثالث قال أبو محمد يعني أن الأوزاعي قرين الثوري وابن عون.
[ (3) باب ما ذكر من صيانة أبي إسحاق الفزاري نفسه نا محمد بن أحمد بن أبي عون النسائي نا أحمد بن حكيم أبو عبد الرحمن
المروزي نا أحمد بن سليمان نا الأصمعي عبد الملك بن قريب قال كنت عند هارون أمير المؤمنين وأبو يوسف بجنبه إذ دخل عليه أبو إسحاق الفزاري فأقيم من بعيد قال فنظر إليه هارون فقال إنا لله وإنا إليه راجعون وقع الشيخ موقع سوء، قال وإذا الرجل عزيم صريم قال فقال له هارون: أنت الذي تحرم لبس السواد؟ قال فقال (137 م) معاذ الله يا أمير المؤمنين أنا من أهل بيت سنة وجماعة ولقد خرجت مرة في بعض هذه الثغور وخرج أخي مع إبراهيم إلى البصرة فقال لي أستاذ هذا: لمخرج أخيك مع إبراهيم أحب إلي من مخرجك.
وهو يرى السيف فيكم، فلعل هذا الجالس بجنبك أخبرك بهذا، على هذا وعلى أستاذه لعنة الله وغضبه.
قال فما زال هارون يقول له: ادن - حتى أقعده فوق أبي يوسف، وأبو يوسف منكس رأسه، قال فقال له يا أبا إسحاق قد أمرنا لك بثلاثة آلاف دينار وبغل وفرس.
قال يا أمير المؤمنين نحن أهل بيت وفي سعة، أنا لرجل من ولد أسماء بن خارجة الفزاري.
قال يا أبا إسحاق خذهما، إن كنت محتاجا إليهما وإلا فادفعهما في أهل الحاجة - 1] .
باب استحقاق السنة محبي أبي إسحاق الفزاري
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: إذا رأيت شاميا (2) يحب الأوزاعي وأبا إسحاق القزاري فهو صاحب سنة.
حدثنا عبد الرحمن ثنا أحمد بن سلمة النيسابوري نا أبو قدامة عبيد الله ابن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: إذا رأيت الشامي يذكر الأوزاعي والفزاري -[يعني - 1] بخير - فاطمئن إليه.
باب ما ذكر من جلالة أبي إسحاق الفزاري عند العلماء حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا خلف ابن تميم قال أخبرني شعيب (2) بن واقد قال بعث إبراهيم بن سميع (3) إلى أبي إسحاق الفزاري من أذنة أن زرنا واحمل معك سفرة.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رضي الله عنه قال حدثني محمود ابن إبراهيم بن سميع قال حدثني (4) عمران بن موسى قال سمعت عبدة [يعني - 1] ابن سليمان - يقول رأيت ابن المبارك بين يدي أبي إسحاق الفزاري ومعه ألواح فقلت له في ذلك فقال: ما أراني ادعه حتى أموت - يعني طلب الحديث.
باب ما ذكر من الرؤيا لأبي إسحاق الفزاري (138 م) حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم ابن حماد قال سمعت مخلدا يقول بعد (5) موت إبراهيم بن محمد الفزاري بيومين أو ثلاثة قال رأيت كأن الناس جمعوا في صحراء أو مفازة فجاءت غيرة فوقفت على رءوس النس فجعل الناس يأخذون يمينا وشمالا وههنا وههنا فجعلت أقول مع من آخذ؟ أو أين آخذ؟ إذ انا بمناد ينادي
من السماء: اتبعوا إبراهيم بن محمد الفزاري، فلما أصبحت أتيته فأخبرته بذلك فقال أنشدك بالله لما لم تخبر به أحدا حتى أموت.
فلولا أنه ميت ما أخبرتك.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عبدة بن سليمان قال سمعت مخلد بن حسين قال رأيت كأن الناس برزوا في صعيد واحد فبرز [من - 1] الناس مالا يوصف فغشيتهم غبرة فماج الناس بعضهم في بعض فسمعت مناديا نادى (2) من السماء: ألا اقتدوا بإبراهيم بن محمد - يعني أبا إسحاق الفزاري، ذكر مرتين، ومد بها مخلد صوته، قال: كما أحكي، قال فذكرتها لأبي إسحاق الفزاري فأقسم علي على أن لا أخبر به حتى أموت وكنت قد أخبرت بها قبل ذلك فأمسكت فلما مات أخبرت بها.