أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ
وَلِيَ الْقَضَاءَ بِأَصْبَهَانَ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَالتَّبُوذَكِيِّ، وَالْحَوْطِيِّ، وَعُمَيْرِ بْنِ مَرْزُوقٍ، وَذَكَرَ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ التَّبُوذَكِيِّ كُتُبَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ ابْنَ بِنْتِ التَّبُوذَكِيِّ، وَرَدَ أَصْبَهَانَ وَسَكَنَهَا، وَوَلِيَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْخَطَّابِيِّ مُدَّةً، وَكَانَ مِنَ الصِّيَانَةِ وَالْعِفَّةِ بِمَحَلٍّ عَجِيبٍ، ثُمَّ وَلِيَ الْقَضَاءَ بَعْدَ وَفَاةِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ إِلَى سَنَةِ اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثُمَّ بَقِيَ يُحَدِّثُ وَيَسْمَعُ مِنْهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ قَاضِيًا ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَثُرَ الشُّهُودُ فِي أَيَّامِهِ وَاسْتَقَامَ أَمْرُهُ، إِلَى أَنْ وَقَعَ أَمْرٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيِّ بْنِ مَثُوبَةَ وَكَانَ صَدِيقَهُ طِوَالَ أَيَّامِهِ، فَأَيْقَنُوا أَنَّهُ صَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مَثُوبَةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُرَابِطِينَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ خَرَابَ الرِّبَاطَاتِ، وَتَأَخَّرَ الْأجراءُ عَنْهُمْ، وَاحْتَدَّ عَلِيُّ بْنُ مَثُوبَةَ، وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَتَّى قَالَ: أَنَّهُ لَايَحْسُنُ يُقَوِّمُ سُورَةَ الْحَمْدِ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ، فَتَغَافَلَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ حَضَرَ الشُّهُودُ عِنْدَهُ، فَاسْتَدْرَجَهُمْ وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الْحَمْدِ فَقَوَّمَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ مَا فِيهَا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَعَانِي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: هَلِ ارْتَضَيْتُمْ قِرَاءَتِي لَهَا وَتَقْوِيمِي إِيَّاهَا؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ زَعَمَ أَنِّي لَاأُحْسِنُ تَقْوِيمَ سِورَةِ الْحَمْدِ، كَيْفَ هُوَ عِنْدَكُمْ؟ قَالُوا: كَذَّابٌ، وَلَمْ يَعْرِفُوا قَصْدَهُ، فَحَجَرَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مَثُوبَةَ بِهَذَا السَّبَبِ، فَهَاجَ النَّاسُ وَاجْتَمَعُوا عَلَى بَابِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ خَلِيفَةَ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، فَأَكْرَهَهُ أَبُو لَيْلَى عَلَى فَسْخِهِ فَفَسَخَهُ، ثُمَّ ضَعُفَ بَصْرُهُ فَوَرَدَ صَرْفُهُ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ابْنِي يَحْكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ عِنْدَ الْبَابِ وَهُوَ يُصَلِّي مِنْ قُعُودٍ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ، نَعَمْ، قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ ! قَالَ: وَنَّسَنِي رَبِّي، قُلْتُ: يُؤْنِسُكَ رَبُّكَ؟ ! قَالَ: نَعَمْ، فَشَهِقْتُ شَهْقَةً وَانْتَبَهْتُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْعَلَوِيِّ بِالْبَصْرَةِ مَا كَانَ ذَهَبَتْ كُتُبِي فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَأَعَدْتُ مِنْ ظَهْرِ قَلْبِي خَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ إِلَى دُكَّانِ بَقَّالٍ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ بِضَوْءِ سِرَاجِهِ، فَتَذَكَّرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي أَنِّي لَمْ أَسْتَأْذِنْ صَاحِبَ السِّرَاجِ، فَذَهَبْتُ إِلَى الْبَحْرِ فَغَسَلْتَهُ، ثُمَّ أَعَدْتَهُ ثَانِيًا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكُنْتُ عِنْدَهُ جَالِسًا وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ، أَيُّهَا الْقَاضِي بَلَغَنَا أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ كَانُوا بِالْبَادِيَةِ وَهُمْ يُقَلِّبُونَ الرَّمْلَ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُطْعِمَنَا حَيْصًا عَلَى لَوْنِ هَذَا الرَّمْلِ، فَإِذَا هُمْ بِأَعْرَابِيٍّ وَبِيَدِهِ طَبَقٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَوَضَعَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ طَبَقًا عَلَيْهِ حَيْصٌ حَارٌّ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَانَ الثَّلَاثَةُ عُثْمَانُ بْنُ صَخْرٍ الزَّاهِدُ أُسْتَاذَ أَبِي تُرَابٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو كَانَ هُوَ الَّذِي دَعَا.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ابْنِي رَحِمَهُ اللَّهُ يَحْكِي هَذَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَحْكِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ، يَقُولُ: وَصَلَ إِلَيَّ مُذْ أَنْ دَخَلْتُ إِلَى أَصْبَهَانَ مِنْ دَرَاهِمِ الْقَضَاءِ زِيَادَةً عَلَى أَرْبَعِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، لَا يُحَاسِبُنِي اللَّهُ أَوْمُ اللَّهِ أَنِّي شَرِبْتُ مِنْهُ شَرْبَةَ مَاءٍ، أَوْ أَكَلْتُ أَكْلَهُ، أَوْ لَبِسْتُ مِنْهُ ثَوْبًا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قال: ثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، قال: ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يُوتِرُ بِسَبْعٍ أَوْ خَمْسٍ» ، شَكَّ أَبُو نَضْرَةَ
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا الْعَبَّاسُ النَّرْسِيُّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ» , ثَلاثًا، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَامَّتِهِمْ»
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قال: ثنا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي خَمْسَةٍ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، قال: ثنا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ وَأَبِي هَاشِمٍ، عَنْ قَيْسٍ الْحَازِمِيِّ، قال: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «سَبَقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثني أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، وَكُلَّمَا خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَهِيَ مَا شَاءَ اللَّهُ»
وَلِيَ الْقَضَاءَ بِأَصْبَهَانَ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَالتَّبُوذَكِيِّ، وَالْحَوْطِيِّ، وَعُمَيْرِ بْنِ مَرْزُوقٍ، وَذَكَرَ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ التَّبُوذَكِيِّ كُتُبَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ ابْنَ بِنْتِ التَّبُوذَكِيِّ، وَرَدَ أَصْبَهَانَ وَسَكَنَهَا، وَوَلِيَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْخَطَّابِيِّ مُدَّةً، وَكَانَ مِنَ الصِّيَانَةِ وَالْعِفَّةِ بِمَحَلٍّ عَجِيبٍ، ثُمَّ وَلِيَ الْقَضَاءَ بَعْدَ وَفَاةِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ إِلَى سَنَةِ اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثُمَّ بَقِيَ يُحَدِّثُ وَيَسْمَعُ مِنْهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ قَاضِيًا ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَثُرَ الشُّهُودُ فِي أَيَّامِهِ وَاسْتَقَامَ أَمْرُهُ، إِلَى أَنْ وَقَعَ أَمْرٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيِّ بْنِ مَثُوبَةَ وَكَانَ صَدِيقَهُ طِوَالَ أَيَّامِهِ، فَأَيْقَنُوا أَنَّهُ صَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مَثُوبَةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُرَابِطِينَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ خَرَابَ الرِّبَاطَاتِ، وَتَأَخَّرَ الْأجراءُ عَنْهُمْ، وَاحْتَدَّ عَلِيُّ بْنُ مَثُوبَةَ، وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَتَّى قَالَ: أَنَّهُ لَايَحْسُنُ يُقَوِّمُ سُورَةَ الْحَمْدِ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ، فَتَغَافَلَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ حَضَرَ الشُّهُودُ عِنْدَهُ، فَاسْتَدْرَجَهُمْ وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الْحَمْدِ فَقَوَّمَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ مَا فِيهَا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَعَانِي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: هَلِ ارْتَضَيْتُمْ قِرَاءَتِي لَهَا وَتَقْوِيمِي إِيَّاهَا؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ زَعَمَ أَنِّي لَاأُحْسِنُ تَقْوِيمَ سِورَةِ الْحَمْدِ، كَيْفَ هُوَ عِنْدَكُمْ؟ قَالُوا: كَذَّابٌ، وَلَمْ يَعْرِفُوا قَصْدَهُ، فَحَجَرَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مَثُوبَةَ بِهَذَا السَّبَبِ، فَهَاجَ النَّاسُ وَاجْتَمَعُوا عَلَى بَابِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ خَلِيفَةَ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، فَأَكْرَهَهُ أَبُو لَيْلَى عَلَى فَسْخِهِ فَفَسَخَهُ، ثُمَّ ضَعُفَ بَصْرُهُ فَوَرَدَ صَرْفُهُ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ابْنِي يَحْكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ عِنْدَ الْبَابِ وَهُوَ يُصَلِّي مِنْ قُعُودٍ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ، نَعَمْ، قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ ! قَالَ: وَنَّسَنِي رَبِّي، قُلْتُ: يُؤْنِسُكَ رَبُّكَ؟ ! قَالَ: نَعَمْ، فَشَهِقْتُ شَهْقَةً وَانْتَبَهْتُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْعَلَوِيِّ بِالْبَصْرَةِ مَا كَانَ ذَهَبَتْ كُتُبِي فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَأَعَدْتُ مِنْ ظَهْرِ قَلْبِي خَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ إِلَى دُكَّانِ بَقَّالٍ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ بِضَوْءِ سِرَاجِهِ، فَتَذَكَّرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي أَنِّي لَمْ أَسْتَأْذِنْ صَاحِبَ السِّرَاجِ، فَذَهَبْتُ إِلَى الْبَحْرِ فَغَسَلْتَهُ، ثُمَّ أَعَدْتَهُ ثَانِيًا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكُنْتُ عِنْدَهُ جَالِسًا وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ، أَيُّهَا الْقَاضِي بَلَغَنَا أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ كَانُوا بِالْبَادِيَةِ وَهُمْ يُقَلِّبُونَ الرَّمْلَ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُطْعِمَنَا حَيْصًا عَلَى لَوْنِ هَذَا الرَّمْلِ، فَإِذَا هُمْ بِأَعْرَابِيٍّ وَبِيَدِهِ طَبَقٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَوَضَعَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ طَبَقًا عَلَيْهِ حَيْصٌ حَارٌّ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَانَ الثَّلَاثَةُ عُثْمَانُ بْنُ صَخْرٍ الزَّاهِدُ أُسْتَاذَ أَبِي تُرَابٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو كَانَ هُوَ الَّذِي دَعَا.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ابْنِي رَحِمَهُ اللَّهُ يَحْكِي هَذَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَحْكِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ، يَقُولُ: وَصَلَ إِلَيَّ مُذْ أَنْ دَخَلْتُ إِلَى أَصْبَهَانَ مِنْ دَرَاهِمِ الْقَضَاءِ زِيَادَةً عَلَى أَرْبَعِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، لَا يُحَاسِبُنِي اللَّهُ أَوْمُ اللَّهِ أَنِّي شَرِبْتُ مِنْهُ شَرْبَةَ مَاءٍ، أَوْ أَكَلْتُ أَكْلَهُ، أَوْ لَبِسْتُ مِنْهُ ثَوْبًا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قال: ثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، قال: ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يُوتِرُ بِسَبْعٍ أَوْ خَمْسٍ» ، شَكَّ أَبُو نَضْرَةَ
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا الْعَبَّاسُ النَّرْسِيُّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ» , ثَلاثًا، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَامَّتِهِمْ»
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قال: ثنا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي خَمْسَةٍ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قال: ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، قال: ثنا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ وَأَبِي هَاشِمٍ، عَنْ قَيْسٍ الْحَازِمِيِّ، قال: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «سَبَقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثني أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، وَكُلَّمَا خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَهِيَ مَا شَاءَ اللَّهُ»