أبو زكار الزاهد
من أهل حوران.
ذكره أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في كتاب: أخبار الأولياء، وذكر أنه كان من أفاضل القوم، وأحسنهم إشارةً، وله حالة مع الله جليلة، رفيعة، ظاهرة البركات.
قال أحمد الهلالي، قال لي ولد أبي زكار: أقام أبي خمس عشرة سنة لازماً البيت، وكنا إذا قلنا له: قد فرغنا من الزرع، أو من الحصاد، أو من الدرس، أو نريد سفراً يقول: يا بني، لا تخبروني بشيء من أموركم، فتشغلوا قلبي.
وحدث أبو بكر الهلالي، عن بعض شيوخه قال: كان أبو زكار بدمشق، فوافاه قوم من أهل قريته، فشكوا إليه شدة العطش في نفوسهم، وبهائمهم، فدعا لهم عند العصر، وعادوا إلى قريتهم، فقيل لهم: في ساعة الدعاء على ما حدثوهم ثارت سحابة، فمطروا مطراً عظيماً، امتلأت منه الجباب والأودية.
قال الهلالي: قال لي ولد أبي زكار: لما حضرت أبي الوفاة قال لنا: إذا أنا مت فلا تعترضوا على الخراساني في أمري. فلما توفي أقبل رجل خراساني، فقرع الباب بعكاز معه، ودخل فتولى جميع أمره، وبات عندنا تلك الليلة، فأحضرنا له الطعام، وفيه خلاط، فأكل منه، ثم قدمنا له دجاجة، فقال: لا آكل إلا من لون واحد، فلم يضع يده في غير الخلاط حتى فرغ من طعامه. فودعته بكرةً، فقال لي: كيف حالك؟ فقلت له: إنني فقير، فقال: أيش تقول في البيضاء، وبراق، والمرجانية، هذه ثلاث ضياع نفيسة إن قيل لك خذها ودع شهادة أن لا إله إلا الله كنت تفعل؟ فقلت: سبحن الله! فقال: أما يستحي من له خير من البيضاء، وبراق، والمرجانية أن يشكو الفقر؟! وودعني ومضى.
من أهل حوران.
ذكره أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في كتاب: أخبار الأولياء، وذكر أنه كان من أفاضل القوم، وأحسنهم إشارةً، وله حالة مع الله جليلة، رفيعة، ظاهرة البركات.
قال أحمد الهلالي، قال لي ولد أبي زكار: أقام أبي خمس عشرة سنة لازماً البيت، وكنا إذا قلنا له: قد فرغنا من الزرع، أو من الحصاد، أو من الدرس، أو نريد سفراً يقول: يا بني، لا تخبروني بشيء من أموركم، فتشغلوا قلبي.
وحدث أبو بكر الهلالي، عن بعض شيوخه قال: كان أبو زكار بدمشق، فوافاه قوم من أهل قريته، فشكوا إليه شدة العطش في نفوسهم، وبهائمهم، فدعا لهم عند العصر، وعادوا إلى قريتهم، فقيل لهم: في ساعة الدعاء على ما حدثوهم ثارت سحابة، فمطروا مطراً عظيماً، امتلأت منه الجباب والأودية.
قال الهلالي: قال لي ولد أبي زكار: لما حضرت أبي الوفاة قال لنا: إذا أنا مت فلا تعترضوا على الخراساني في أمري. فلما توفي أقبل رجل خراساني، فقرع الباب بعكاز معه، ودخل فتولى جميع أمره، وبات عندنا تلك الليلة، فأحضرنا له الطعام، وفيه خلاط، فأكل منه، ثم قدمنا له دجاجة، فقال: لا آكل إلا من لون واحد، فلم يضع يده في غير الخلاط حتى فرغ من طعامه. فودعته بكرةً، فقال لي: كيف حالك؟ فقلت له: إنني فقير، فقال: أيش تقول في البيضاء، وبراق، والمرجانية، هذه ثلاث ضياع نفيسة إن قيل لك خذها ودع شهادة أن لا إله إلا الله كنت تفعل؟ فقلت: سبحن الله! فقال: أما يستحي من له خير من البيضاء، وبراق، والمرجانية أن يشكو الفقر؟! وودعني ومضى.