قبيصة العبسي
أحد بني رواحة. رسول معاوية إلى بن أبي طالب إلى المدينة.
عن محمد وطلحة قالا: حتى إذا كان في الثالث من الأشهر من مقتل عثمان في صفر دعا معاوية برجل من بني عبس، ثم أحد بني رواحة يدعى قبيصة، فدفع إليه طوماراً مختوماً عنوانه: " من معاوية إلى علي "، فقال له: إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار، ثم أوصاه بما يقول. وسرح رسول علي معه. فخرجا، فقدما المدينة في ربيع الأول لغرته؛ فلما دخلا المدينة رفع العبسي الطومار كما أمره، وخرج الناس ينظرون إليه، فتفرقوا إلى منازلهم، وقد علموا أن معاوية معترض. ومضى الرسول حتى دخل على علي، فدفع إليه الطومار، ففض خاتمه، فلم يجد في جوفه كتاباً، فقال الرسول: ما وراءك؟ قال: آمن
أنا؟ قال: نعم، إن الرسل آمنة لا تقتل؛ قال: ورائي أني تركت قوماً لا يرضون إلا بالقود، قال: ممن؟ قال: من خيط نفسك، وتركت ستين ألف شيخ تبكي تحت قميص عثمان، وهو منصوب لهم، قد ألبسوه منبر دمشق، فقال: أمني يطلبون دم عثمان، ألست موتوراً كترة عثمان؟ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلا أن يشاء الله، فإنه إذا أراد أمراً أصابه. اخرج! قال: وأنا آمن، قال وأنت آمن.
فخرج العبسي، وصاحت السبائية، وقالوا: هذا الكلب وافد الكلاب، اقتلوه! فنادى: يا آل مضر، يا آل قيس، الخيل والنبل، إني أحلف بالله ليردنها عليكم أربعة آلاف خصي، فانظروكم الفحولة والركاب، وتغاووا عليه، ومنعته مضر، وجعلةا يقولون له اسكت، ويقول: والله لا يفلح هؤلاء أبداً، ولقد أتاهم ما يوعدون. فبقال له: اسكت، فيقول: لقد حل بهم ما يحذرون. انتهت والله أعمالهم، وذهبت ريحهم.
فوالله ما أمسوا من يومهم ذلك حتى عرف الذل فيهم.
أحد بني رواحة. رسول معاوية إلى بن أبي طالب إلى المدينة.
عن محمد وطلحة قالا: حتى إذا كان في الثالث من الأشهر من مقتل عثمان في صفر دعا معاوية برجل من بني عبس، ثم أحد بني رواحة يدعى قبيصة، فدفع إليه طوماراً مختوماً عنوانه: " من معاوية إلى علي "، فقال له: إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار، ثم أوصاه بما يقول. وسرح رسول علي معه. فخرجا، فقدما المدينة في ربيع الأول لغرته؛ فلما دخلا المدينة رفع العبسي الطومار كما أمره، وخرج الناس ينظرون إليه، فتفرقوا إلى منازلهم، وقد علموا أن معاوية معترض. ومضى الرسول حتى دخل على علي، فدفع إليه الطومار، ففض خاتمه، فلم يجد في جوفه كتاباً، فقال الرسول: ما وراءك؟ قال: آمن
أنا؟ قال: نعم، إن الرسل آمنة لا تقتل؛ قال: ورائي أني تركت قوماً لا يرضون إلا بالقود، قال: ممن؟ قال: من خيط نفسك، وتركت ستين ألف شيخ تبكي تحت قميص عثمان، وهو منصوب لهم، قد ألبسوه منبر دمشق، فقال: أمني يطلبون دم عثمان، ألست موتوراً كترة عثمان؟ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلا أن يشاء الله، فإنه إذا أراد أمراً أصابه. اخرج! قال: وأنا آمن، قال وأنت آمن.
فخرج العبسي، وصاحت السبائية، وقالوا: هذا الكلب وافد الكلاب، اقتلوه! فنادى: يا آل مضر، يا آل قيس، الخيل والنبل، إني أحلف بالله ليردنها عليكم أربعة آلاف خصي، فانظروكم الفحولة والركاب، وتغاووا عليه، ومنعته مضر، وجعلةا يقولون له اسكت، ويقول: والله لا يفلح هؤلاء أبداً، ولقد أتاهم ما يوعدون. فبقال له: اسكت، فيقول: لقد حل بهم ما يحذرون. انتهت والله أعمالهم، وذهبت ريحهم.
فوالله ما أمسوا من يومهم ذلك حتى عرف الذل فيهم.