عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
ابن ذري بن يحمد بن معدي كرب أبو خالد ويقال: أبو أيوب المعافري ثم الشعباني الإفريقي قاضي إفريقية، وفد على خلفاء بني أمية، وولاه مروان بن محمد قضاء إفريقية، وكان قوالاً للحق.
حدث عن أبي علقمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله ملء الميزان، والله أكبر ملء السموات والأرض، ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها عز وجل.
وحدث عن زياد بن نعيم الحضرمي قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث قال: وحدث عن زياد بن نعيم الحضرمي قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعته على الإسلام، وأخبرت أنه بعث جيشاً إلى قومي فقلت: يا رسول الله، اردد الجيش، فأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: اذهب، فردهم، فقلت: يا رسول الله، إن راحلتي قد كلت، فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً فردهم.
قال الصدائي: وكتبت إليهم كتاباً، فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أخا صداء، إنك لمطاع في قومك، فقلت: بل الله هو هداهم للإسلام، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفلا أؤمرك عليهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: فكتب لي كتاباً، فقلت: يا رسول الله، مر لي بشيء من صدقاتهم، قال: نعم، فكتب لي كتاباً آخر.
قال الصدائي: وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلاً، فاتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم وقولون: أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو فعل؟ فقالوا: نعم، فالتفت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصحابة وأنا فيهم فقال: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن.
قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر، فقال: يا نبي الله، أعطني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من سأل الناس عن ظهر غنى، فصداع في الرأس، وداء في البطن، فقال السائل: فأعطني من الصدقة، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله عز وجل لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الجزاء أعطيناك حقك. قال الصدائي، فدخل ذلك في نفسي أني سألته من الصدقات. وأنا غني، ثم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتشى من أول الليل فلزمته، وكنت قوياً، وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري. فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتبرز، ثم
انصرف إلي، وقد تلاحق أصحابه، فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ فقلت: لا، إلا
شيء قليل. لا يكفيك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجعله في إناء ثم ائتني به، ففعلت، فوضع كفه في الماء. قال الصدائي: فرأيت بين كل اصبعين من أصابعه عيناً تفور، قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا وأسقينا، ناد في أصحابي من له حاجة في الماء، فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأراد بلال أن يقيم، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم. قال الصدائي: فأقمت الصلاة. فلما قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة أتيته بالكتابين فقلت: يا بني الله، إعفني من هذين، فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بدا لك؟ فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن، وأنا أؤمن بالله ورسوله، وسمعتك تقول للسائل: من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن، وسألتك وأنا غني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو ذا، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع، فقلت: أدع، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدلني على رجل أؤمره عليكم، فدللت على رجل من الوفد الذين قدموا عليه، فأمره عليهم، ثم قلنا: يا نبي الله، إن لنا بئراً، إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها، فتفرقنا على مياه حولنا، وقد أسلمنا، ةكل من حولنا عدو لنا، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها، فنجتمع عليها ولا نتفرق، فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده، ودعا فيهن ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات، فإذا أتيتم البئر، فالقوا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله عز وجل. قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها يعني: البئر.
وحدث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي - وكان أول مولود ولد في الإسلام بالمغرب من إفريقية - عن مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: كل مسكر حرام.
توفي سنة ست وخمسين ومئة، وكان جاز المئة، وكان قدم على أبي جعفر بغداد في بيعة أهل إفريقية.
وذري: بذال معجمة وراء مكسورة وياء خفيفة. وذكر في نسبه جماعة، وفي أسمائهم أسماء غير معهودة.
قال عبد الرحمن بن زياد: أرسل إلي أبو جعفر المنصور، فقدمت عليه، فدخلت والربيع قائم على رأسه، فاستدناني ثم قال لي: يا عبد الرحمن، كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قال: قلت: رأيت يا أمير المؤمنين أعمالاً سيئة، وظلماً فاشياً، وظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان أعظم للأمر. قال: فنكس رأسه طويلاً ثم رفعه إلي فقال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان براً أتوه ببرهم، وإن كان فاجراً أتوه بفجورهم. قال: فأطرق طويلاً، فقال لي الربيع وأومأ إلي أن اخرج، فخرجت، وما عدت إليه.
وحدث إسماعيل بن عياش قال: ظهر بإفريقية جور من السلطان. فلما قام أبو العباس قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر فشكى إليه العمال ببلده، فأقام ببلاده أشهراً ثم دخل عليه فقال: ما أقدمك! فقال: ظهر الجور ببلدنا، فجئت لأعلمك فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر، وهم به ثم أمر بإخراجه.
قال عبد الرحمن بن زياد:
كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة، فادخلني منزله، فقدم إلي طعاماً ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدم إلي زبيباً ثم قال: يا جارية، عندك حلواء؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ " عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون " فلما ولي الخلافة دخلت عليه، فقال لي: يا عبد الرحمن، بلغني أنك كنت تفد لبني أمية قال: قلت:
أجل، كنت أفد لهم، وأفد إليهم، قال: وكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، والله ما رأيت في سلطانهم من الجور والظلم إلا رأيته في سلطانك، تحفظ يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاماً ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم، ثم قدمت إلي زبيباً، ثم قلت: يا جارية، عندك حلواء؟ قالت: لا، قلت: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقيت ثم تلوت هذه الآية: " عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون "؟ فقد والله أهلك عدوك، واستخلفك في الأرض، فانظر ما تعمل، فقال: يا عبد الرحمن، إنا لا نجد الأعوان قلت: يا أمير المؤمنين، إن السلطان سوق نافق، لو نفق عندك الصالحون تحببوا إليك قال: فكأني أقمته الحجر، فلم يرد علي شيئاً.
كتب ابن الإفريقي إلى سفيان الثوري: أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل، وشغل عظيم الآخرة عن شغل صغر الدنيا، والسلام.
قال أحمد بن صالح: كان الإفريقي أسيراً في الروم، فخلوا عنه لما رأوا منه، على أن يأخذ لهم شيئاً عند الخليفة، فلذلك أتى أبا جعفر.
وثقه قوم، وضعفه آخرون.
ابن ذري بن يحمد بن معدي كرب أبو خالد ويقال: أبو أيوب المعافري ثم الشعباني الإفريقي قاضي إفريقية، وفد على خلفاء بني أمية، وولاه مروان بن محمد قضاء إفريقية، وكان قوالاً للحق.
حدث عن أبي علقمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله ملء الميزان، والله أكبر ملء السموات والأرض، ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها عز وجل.
وحدث عن زياد بن نعيم الحضرمي قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث قال: وحدث عن زياد بن نعيم الحضرمي قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعته على الإسلام، وأخبرت أنه بعث جيشاً إلى قومي فقلت: يا رسول الله، اردد الجيش، فأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: اذهب، فردهم، فقلت: يا رسول الله، إن راحلتي قد كلت، فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً فردهم.
قال الصدائي: وكتبت إليهم كتاباً، فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أخا صداء، إنك لمطاع في قومك، فقلت: بل الله هو هداهم للإسلام، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفلا أؤمرك عليهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: فكتب لي كتاباً، فقلت: يا رسول الله، مر لي بشيء من صدقاتهم، قال: نعم، فكتب لي كتاباً آخر.
قال الصدائي: وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلاً، فاتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم وقولون: أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو فعل؟ فقالوا: نعم، فالتفت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصحابة وأنا فيهم فقال: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن.
قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر، فقال: يا نبي الله، أعطني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من سأل الناس عن ظهر غنى، فصداع في الرأس، وداء في البطن، فقال السائل: فأعطني من الصدقة، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله عز وجل لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الجزاء أعطيناك حقك. قال الصدائي، فدخل ذلك في نفسي أني سألته من الصدقات. وأنا غني، ثم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتشى من أول الليل فلزمته، وكنت قوياً، وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري. فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتبرز، ثم
انصرف إلي، وقد تلاحق أصحابه، فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ فقلت: لا، إلا
شيء قليل. لا يكفيك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجعله في إناء ثم ائتني به، ففعلت، فوضع كفه في الماء. قال الصدائي: فرأيت بين كل اصبعين من أصابعه عيناً تفور، قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا وأسقينا، ناد في أصحابي من له حاجة في الماء، فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأراد بلال أن يقيم، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم. قال الصدائي: فأقمت الصلاة. فلما قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة أتيته بالكتابين فقلت: يا بني الله، إعفني من هذين، فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بدا لك؟ فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن، وأنا أؤمن بالله ورسوله، وسمعتك تقول للسائل: من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن، وسألتك وأنا غني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو ذا، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع، فقلت: أدع، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدلني على رجل أؤمره عليكم، فدللت على رجل من الوفد الذين قدموا عليه، فأمره عليهم، ثم قلنا: يا نبي الله، إن لنا بئراً، إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها، فتفرقنا على مياه حولنا، وقد أسلمنا، ةكل من حولنا عدو لنا، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها، فنجتمع عليها ولا نتفرق، فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده، ودعا فيهن ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات، فإذا أتيتم البئر، فالقوا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله عز وجل. قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها يعني: البئر.
وحدث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي - وكان أول مولود ولد في الإسلام بالمغرب من إفريقية - عن مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: كل مسكر حرام.
توفي سنة ست وخمسين ومئة، وكان جاز المئة، وكان قدم على أبي جعفر بغداد في بيعة أهل إفريقية.
وذري: بذال معجمة وراء مكسورة وياء خفيفة. وذكر في نسبه جماعة، وفي أسمائهم أسماء غير معهودة.
قال عبد الرحمن بن زياد: أرسل إلي أبو جعفر المنصور، فقدمت عليه، فدخلت والربيع قائم على رأسه، فاستدناني ثم قال لي: يا عبد الرحمن، كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قال: قلت: رأيت يا أمير المؤمنين أعمالاً سيئة، وظلماً فاشياً، وظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان أعظم للأمر. قال: فنكس رأسه طويلاً ثم رفعه إلي فقال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان براً أتوه ببرهم، وإن كان فاجراً أتوه بفجورهم. قال: فأطرق طويلاً، فقال لي الربيع وأومأ إلي أن اخرج، فخرجت، وما عدت إليه.
وحدث إسماعيل بن عياش قال: ظهر بإفريقية جور من السلطان. فلما قام أبو العباس قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر فشكى إليه العمال ببلده، فأقام ببلاده أشهراً ثم دخل عليه فقال: ما أقدمك! فقال: ظهر الجور ببلدنا، فجئت لأعلمك فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر، وهم به ثم أمر بإخراجه.
قال عبد الرحمن بن زياد:
كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة، فادخلني منزله، فقدم إلي طعاماً ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدم إلي زبيباً ثم قال: يا جارية، عندك حلواء؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ " عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون " فلما ولي الخلافة دخلت عليه، فقال لي: يا عبد الرحمن، بلغني أنك كنت تفد لبني أمية قال: قلت:
أجل، كنت أفد لهم، وأفد إليهم، قال: وكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، والله ما رأيت في سلطانهم من الجور والظلم إلا رأيته في سلطانك، تحفظ يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاماً ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم، ثم قدمت إلي زبيباً، ثم قلت: يا جارية، عندك حلواء؟ قالت: لا، قلت: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقيت ثم تلوت هذه الآية: " عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون "؟ فقد والله أهلك عدوك، واستخلفك في الأرض، فانظر ما تعمل، فقال: يا عبد الرحمن، إنا لا نجد الأعوان قلت: يا أمير المؤمنين، إن السلطان سوق نافق، لو نفق عندك الصالحون تحببوا إليك قال: فكأني أقمته الحجر، فلم يرد علي شيئاً.
كتب ابن الإفريقي إلى سفيان الثوري: أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل، وشغل عظيم الآخرة عن شغل صغر الدنيا، والسلام.
قال أحمد بن صالح: كان الإفريقي أسيراً في الروم، فخلوا عنه لما رأوا منه، على أن يأخذ لهم شيئاً عند الخليفة، فلذلك أتى أبا جعفر.
وثقه قوم، وضعفه آخرون.