محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري الفقيه المدني نزيل الشام مشهور بالامامة والجلالة من التابعين وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس.
Ibn ʿAbd al-Barr (d. 1071 CE) - al-Istīʿāb fī maʿrifat al-ṣaḥāba - ابن عبد البر - الاستيعاب في معرفة الصحابة
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 3581 1. محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري...22. ابان بن سعيد بن العاص بن امية2 3. ابراهيم الطائفي2 4. ابراهيم بن النبي1 5. ابراهيم بن عباد بن اساف بن عدي1 6. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف3 7. ابو ابي ابن ام حرام2 8. ابو احمد بن جحش الاعمي1 9. ابو اخزم بن عتيك بن النعمان بن عمرو1 10. ابو ادريس الخولاني4 11. ابو اذينة3 12. ابو ارطاة الاحمسي الحصين بن ربيعة بن عامر...1 13. ابو اروى الدوسي5 14. ابو اسرائيل5 15. ابو اسيد الساعدي4 16. ابو اسيد ثابت الانصاري1 17. ابو اسيرة بن الحارث بن علقمة1 18. ابو الاخنس بن حذافة بن قيس بن عدي1 19. ابو الازهر الانماري4 20. ابو الازور3 21. ابو الاسود البهزي1 22. ابو الاسود سندر2 23. ابو الاعور الجرمي5 24. ابو الاعور السلمي6 25. ابو الاعور بن الحارث بن ظالم1 26. ابو البداح بن عاصم بن عدي3 27. ابو الجعد الاشجعي2 28. ابو الجعد الضمري6 29. ابو الجمل4 30. ابو الجهيم ويقال ابو الجهم بن الحارث بن الصمة الانصاري...1 31. ابو الحارث الانصاري4 32. ابو الحجاج الثمالي5 33. ابو الحسين السلمي1 34. ابو الحصين السلمي3 35. ابو الحمراء مولى ال عفراء3 36. ابو الحمراء مولى النبي1 37. ابو الخطاب12 38. ابو الدحداح3 39. ابو الدرداء5 40. ابو الرداد الليثي6 41. ابو الرمداء2 42. ابو الزعراء7 43. ابو السائب8 44. ابو السائب الانصاري1 45. ابو السبع الزرقي الانصاري1 46. ابو السعدان3 47. ابو السمح6 48. ابو السنابل بن بعكك بن الحجاج2 49. ابو الشموس البلوي6 50. ابو الصباح الانصاري3 51. ابو الضياح1 52. ابو الطفيل عامر بن واثلة الكناني1 53. ابو العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس...2 54. ابو العريان المحاربي2 55. ابو العكر ابن ام شريك1 56. ابو العلاء15 57. ابو الغادية الجهني3 58. ابو الغوث بن الحارث1 59. ابو الفيل4 60. ابو القاسم5 61. ابو القمراء3 62. ابو القين الحضرمي3 63. ابو المعلي بن لوذان الانصاري1 64. ابو المنذر الانصاري3 65. ابو المنذر الجهني4 66. ابو الهيثم مالك بن التيهان2 67. ابو الورد المازني3 68. ابو اليسر4 69. ابو اليسع7 70. ابو اليقظان5 71. ابو امامة اسعد بن زرارة بن عدس1 72. ابو امامة الباهلي5 73. ابو امامة الفزاري1 74. ابو امامة بن ثعلبة الحارثي الانصاري1 75. ابو امامة بن سهل بن حنيف بن وهب1 76. ابو امية الجمحي4 77. ابو امية الضمري4 78. ابو امية الفزاري1 79. ابو امية المخزومي6 80. ابو اميمة الجشمي3 81. ابو اوس بن اوس1 82. ابو اوس تميم بن حجر الاسلمي1 83. ابو اوفى2 84. ابو اياس الديلي1 85. ابو ايمن مولى عمرو بن الجموح1 86. ابو ايوب الانصاري5 87. ابو بردة الانصاري3 88. ابو بردة الظفري الانصاري2 89. ابو بردة بن قيس الاشعري1 90. ابو بردة بن نيار5 91. ابو برزة الاسلمي6 92. ابو بشير الانصاري4 93. ابو بصرة الغفاري6 94. ابو بصير4 95. ابو بصيرة2 96. ابو بكر الصديق7 97. ابو بكرة الثقفي4 98. ابو بهسة1 99. ابو تميم الجيشاني5 100. ابو تميمة4 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn ʿAbd al-Barr (d. 1071 CE) - al-Istīʿāb fī maʿrifat al-ṣaḥāba - ابن عبد البر - الاستيعاب في معرفة الصحابة are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148034&book=5549#059183
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذُهلي مولاهم النيسابوري.
مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
وقيل: مات بعد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
ومات البخاري ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري البخاري القاضي البصري، وأبي محمد عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي، وأبي بكر عبد الرازق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، وأبي محمد عثمان بن عمر ابن فارس بن لقيط البصري، وابي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي قاضي مكة، وأبي المورع المحاضر بن المورع الهمداني، وابي سعيد حماد بن مسعد التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عبد الله محمد بن عبدي الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف بعارم، وابي عمرو عبد الله بن رجاء الغدائي البصري، وأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، وأبي محمد حجاج بن منهال السلمي البرساني الأنماطي البصري، وأبي حفص عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، وأبي الحسن عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الله محمد بن وهب بن عطية السلمي الدمشقي، وأبي جعفر ويقال: أبو سعيد محمد بن سابق التميمي، وأبي محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي، وأبي حفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبي أحمد حسين بن محمد التميمي المروروذي، وأبي الحسن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وأبي جعفر أحمد بن صالح المصري، وأبي يعقوب إسحاق ابن محمد القروي، وابي عمرو عثمان بن الهيثم بن الجهم العبدي البصري، وأبي
الحسين شريح بن النعمان الجوهري البغدادي، وابي زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الله النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن خزيمة، وابو بكر النيسابوري، وأبو حاتم الرازي، وابو علي الحسين بن محمد بن زياد القباني، وأبي عبد الله محمد ابن نصر المروزي، وأبو جعفر محمد بن سليمان بن داود المنقري، وأبو الفضل عياش ابن محمد الدوري وغيرهم.
وروى عنه من شيوخه: أبو صالح عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث ابن سعد، وأبو محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، وأبو موسى محمد ابن المثنى العبدي الزمني البصري.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه بالري وهو ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
ثم قال: ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله نيسابوري ثقة ثبت، أحد الأئمة في الحديث.
وقال أبو الحسن الدارقطني، محمد بن يحيى الذهلي ثقة حافظ.
وقال أبو القاسم اللالكائي: أنا العلاء بن محمد ومحمد بن أحمد بن الحسن الرازي قالا: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: محمد بن يحيى الذُهلي إمام أهل زمانه.
وقال محمد بن سهل بن عسكر، كنا عند أحمد بن حنبل فدخل عليه محمد ابن يحيى فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه.
وقال أبو عمر أحمد بن نصر بن إبراهيم الخفاف النيسابوري: رأيت محمد ابن يحيى بعد وفاته في المنام فقتل: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي، قال: قلت فما فعل بحديثك قال: كتب بماء الذهب ورفع في عليين.
قال محمد: حدث البخاري عن محمد بن يحيى هذا في غير موضع من الجامع فلم ينسبه إلى أبيه يحيى، فمن ذلك ما ذكر في آخر تفسير سورة البقرة
فقال: ثنا محمد: ثنا النفيلي: ثنا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر أنها قد نسخت (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ...) الآية.
فقيل: إن محمدًا هذا هو محمد بن يحيى الذهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وروى أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد النفيلي.
وذكر أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد في اسم مسكين بن بكير فقال: وقال لي أبو عبد الله بن البيع الحافظ: إن محمدًا هذا هو ابن إبراهيم البوشنجي، وهذا الحديث مما أملاه بنيسابور البوشنجي والله أعلم.
قال محمد: سقط ذكر محمد هذا من كتاب ابن السكن.
وقال البخاري في تفسير سورة براءة:
ثنا محمد: أنا أحمد بن أبي شعيب: ثنا موسى بن أعين: ثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه وذكر حديث نوبة بن كعب ابن مالك مختصرًا.
فقيل: إن محمد هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقيل: هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.
وقيل: هو محمد بن إبراهيم البوشنجي.
ولم يقع في نسخه ابن السكن ذكر محمد هذا قبل أحمد بن أبي شُعيب وثبت لغيره من الرواية.
وروى هذا الحديث أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، عن محمد بن يحيى الذهلي، عن أحمد بن ابي شعيب الحراني، عن موسى بن أعين بإسناده.
وقال البخاري في: الإحصار وجزاء الصيد:
ثنا محمد: ثنا يحيى بن صالح، ونذكر هذا إن شاء الله في باب يحيى من هذا الكتاب.
وقال البخاري في تفسير سورة بني إسرائيل: ثنا محمد قال: نا حجاج بن منهال.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى يعني الذُهلي.
وقد تقدم الخلاف فيه في باب حجاج من هذا الكتاب.
وقال البخاي في كتاب الجنائز: ثنا محمد قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوى وتشميت العاطس".
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وذكره أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد فقال: ومحمد غير منسوب يقال أنه محمد بن يحيى الذُهلي.
قال محمد: حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عمرو بن أبي سلمة أبي حفص التنيسي.
وقد روى بقية بن الوليد وبشر بن بكر هذا الحديث عن الأوزاعي فقال: أبو عبد الرحمن النسائي في مصنفه: أنا عمرو بن عثمان: ثنا بقية، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدادي، وتشميت العاطس".
وقال أبو جعفر الطحاوي في كتاب المشكل: نا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبري بشر بن بكر قال: أخبرني الأزواعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس".
وقد روى هذا الحديث أيضًا محمد بن يحيى الذُهلي، عن عبد الرازق، عن معمر، عنا لزهري حدثني به أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري قراءة مني عليه: ثنا عبد الرحمن بن محمد: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن بن مروان: ثنا الحسن بن يحيى: ثنا ابن الجارود: ثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عبد الرازق قال: أنا
معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس يجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة".
وأخرجه مسلم في مسنده الصحيح، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في المغازي في باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم: ثنا محمد: ثنا عفان: ثنا صخر بن جويرية ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقال البخاري في تفسير سورة اقتربت الساعة: ثنا محمد: ثنا عفان بن مسلم، عن وهيب ... الحديث.
وهذا عندي محمد بن يحيى الذُهلي، وسقط ذكر محمد هذا في هذا الموضع قبل عفان من نسخة ابن السكن. وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عفان.
وقال البخاري في العيدين: ثنا محمد: ثنا عمر بن حفص بن غياث: ثنا أبي، عن عاصم، عن حفصة، عن أم عطية هكذا عند أبي ذر الهروي.
وكذلك أخرجه أبو مسعود الدمشقي في كتابه.
وذكره أيضًا أبو عبد الله الحاكم وقال: هو محمد بن يحيى ـ يعني الذُهلي ـ وسقط عن أبي علي بن السكن، وابي أحمد الجرجاني، وأبي زيد المروزي ذكر محمد قبل عمر.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عمر بن حفص بن غياث.
وقال البخاري في التفسير في سورة بني إسرائيل: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن رجاء: ثنا همام ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقي عن محمد بن يحيى، عن عبد الله
ابن رجاء.
وقال البخاري في البيوع: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن يزيد يعني المقرئ، ولم أر أحدًا نسب محمدًا هذا، ولعله محمد بن يحيى الذهلي.
وقال البخاري في آخر كتاب اللباس، في باب الذريرة: ثنا عثمان بن الهيثم أو محمد، عنه، عن ابن جريج ومحمد هذا يقال: أنه ابن يحيى الذهلي، وقد حدث ابن جالرود في كتاب المنتقي له عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن الهيثم وقال في كتاب الحج، في باب الإدلاج من المحصب: وزادني محمد: ثنا محاضر: ثنا الأعمش.
فنسبه ابن السكن محمد بن سلام، وقيل هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقدحدث ابن الجرود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محاضر.
وقال البخاري في تفسير سورة المائدة: وزادني محمد، عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر ... الحديث،
يقال: هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن أبي النعمان.
وقال البخاري في باب ذكر الملائكة:
ثنا محمد: ثنا ابن أبي مريم: أنا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب ... " الحديث.
هكذا روى عن أبي ذر الهروي، عن أبي الهيثم الكشميهني، ولم يوجد لغيره، لا عند ابن السكن ولا الأصيلي ولا عند أبي مسعود الدمشقي، فإن كان محفوظًا فهو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقد حدث ابن الجارود عن محمد بن يحيى، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد ثنا أحمد بن صالح قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال حدثه عن أمه عمرة، عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ... الحديث.
هكذا في نسخة أبي ذر، وكذلك في نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما أحسب ابن يحيى الذُهلي، وكذلك نسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى، وهو عندي صحيح فقد حدث عنه، وسقط من نسخة ابن السكن ذكر محمد الذي قبل أحمد بن صالح.
وقال البخاري في العتق: ثنا محمد: ثنا عبد الرازق: وأنا عمر.
وقال أيضًا في الفتن: ثنا محمد: ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر، فنسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى.
ونسب ابن السكن الذي في كتاب العتق محمد بن سلام.
وقد حدث الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وكذلك حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في سورة الكهف:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا سعيد بن أبي مريم: أنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال: اقرءوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله، وهو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
ذكره أبو مسعود الدمشقي في كتاب الأطراف.
وقد أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في المسند الصحيح عن أبي بكر ابن إسحاق هو الصاغاني، عن يحيى بن بكير بإسناده مثله.
وقال البخاري في تفسير سورة ص.
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا بن عبيد الطنافسي، عن العوام يعني ابن حوشب قال: سألت مجاهدًا عن سجدة (ص) ... الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبة إلى جده.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: أراه ابن يحيى بن عبد الله الذُهلي، قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد هذا وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب هذا الحديث في تفسير هذه السورة قبل حديث محمد بن عبد الله.
وذكره أيضًا في الأنبياء في ذكر داود فقال: ثنا محمد: ثنا سهل بن يوسف قال: سمعت العوام، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أأسجد في ص؟ فقرأ (ومن ذريته داود وسليمان). حتى (فبهداهم اقتده) فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدى بهم.
نسب محمد هذا ابن السكن في نسخته محمد بن سلام.
وقال أبو نصر الكلاباذي: سألت أبا أحمد الحافظ عنه فقال: هو ابن المثنى.
وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، عن سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس في الجهاد نا محمد ابن عبد الله: ثنا حسين بن محمد: ثنا شيبان، نسبه ابن السكن محد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
وقال أبو نصر الكلاباذي: هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه إلى جده.
وقال البخاري في بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الخرقان من جهينة: ثنا محمد بن عبد الله: ثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة يعني ابن الأكوع.
ذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما يقال محمد بن يحيى بن عبد الله
الذُهلي النيسابوري، نسبه البخاري إلى جده.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن حماد بن مسعدة هذا.
وقال البخاري في الكفارات:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عثمان بن عمر بن فارس قال: أنا ابن عون، عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل الإمارة ... " الحديث.
ومحمد بن عبد الله هذا هو: محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه البخاري إلى جده، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن عمر هذا بهذا الحديث.
وقال البخاري في الحدود:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا عاصم بن علي: ثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث تحريم مكة.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبه إلى جده.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عاصم بن علي.
وقال البخاري في القسامة في باب: حنين المرأة:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا محمد بن سابق: ثنا زائدة: ثنا هشام بن عروة، عن ابيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة.
قال أبو نصر الكلاباذي: يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
قال البخاري في كتاب الصلح:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عبد العزيز الأويسي، وإسحاق بن محمد القروي قالا: ثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا ... الحديث.
هكذا ذكره أكثر الشيوخ وكذا أخرجه أبو مسعود الدمشقي عن البخاري في كتاب الأطراف يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي، نسبه البخاري إلى جده.
وقد حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن إسحاق ابن محمد الفروي.
وسقط ذكر محمد هذا قبل إسحاق وعبد العزيز الأويسي من رواية أبي أحمد الجرجاني ومن نسخة النسفي عن البخاري.
وقال البخاري في كتاب الأحكام:
ثنا محمد بن خالد: ثنا الأنصاري محمد يعني ابن عبد الله بن المثنى: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك أن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم منزلة صاحب الشرط من الأمير.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي، يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن عبد الله بن المثنني.
وقال أبو عيسى الترمذي في مصنفعه في مناقب قيس بن سعد بن عبادة:
ثنا محمد بن مرزوق البصري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا أبي عن
ثمامة عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير. قال الأنصاري: يعني مما يلي من أموره.
ثم قال الترمذي:
ثنا محمد بن يحيى: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري نحوه، ولم يذكر فيه قول الأنصاريز
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد بن خالد: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن آخر أهل الجنة دخولاً وآخر أهل النار خروجًا من النار رجل يخرج حبوًا، فيقول له ربه: ادخل الجنة، فيقول: أي رب الجنة ملء، فيقول له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يعيد عليه الجنة ملء فيقول: إن لك مثل الدنيا عشر مرات".
أبو نصر الكلاباذي: محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
وقال أيضًا أبو عبد الله الحاكم: قلت: وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله بن موسى.
وقال البخاري في كتاب الصوم، في باب من مات وعليه صوم:
ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد بن موسى بن أعين: ثنا ابي، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه عن عروة ابن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي: يقال أنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي النيسابوري.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
موسى بن أعين هذا الحديث.
وأخرج مسلم هذا الحديث في مسنده الصحيح عن هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى التستري، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
وقال البخاري في الطب في باب رقية العين: ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد ابن وهب بن عطية الدمشقي: ثنا محمد بن حرب: ثنا محمد بن الوليد الزبيدي قال: أنا الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية وفي وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي نسبه إلى جد أبيه.
وقال ابي نصر الكلاباذي: يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود بهذا الحديث عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن وهب بن عطية خارج المنتقى.
وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي الربيع سليمان بن داود البغدادي الأحول، عن محمد بن حرب بإسناده.
قال محمد: وقد ذكر أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في أسامة شيوخ البخاري محمد بن خالد بن جبلة الرافقي من أهل الرافقة، ولعله أراد بذلك محمد بن خالد الذي قدمنا ذكره، عن محمد بن عبد الله بن المثني الأنصاري، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن موسى بن أعين الجزري، ومحمد بن وهب بن عطية الدمشقي والله أعلم، والرافقي هو أبو بكر محمد بن (عيلة) الرافقي، كذا ذكره ابن أبي حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما، ولم يذكروا بين محمد وجبلة خالدًا وهو الصواب عندي والله أعلم.
روى عن: أبي محمد الحجاج بن أبي منيع الرصافي، وأبي مسعود المعافي بن عمران الموصلي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم وغيرهم.
روى عنه: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو عروبة الحسين ابن محمد بن مودود الحراني.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب إلي أبي وأبي زرعة بأحاديث من فوائده.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن جبلة رافقي لا بأس به.
مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
وقيل: مات بعد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
ومات البخاري ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري البخاري القاضي البصري، وأبي محمد عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي، وأبي بكر عبد الرازق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، وأبي محمد عثمان بن عمر ابن فارس بن لقيط البصري، وابي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي قاضي مكة، وأبي المورع المحاضر بن المورع الهمداني، وابي سعيد حماد بن مسعد التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عبد الله محمد بن عبدي الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف بعارم، وابي عمرو عبد الله بن رجاء الغدائي البصري، وأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، وأبي محمد حجاج بن منهال السلمي البرساني الأنماطي البصري، وأبي حفص عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، وأبي الحسن عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الله محمد بن وهب بن عطية السلمي الدمشقي، وأبي جعفر ويقال: أبو سعيد محمد بن سابق التميمي، وأبي محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي، وأبي حفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبي أحمد حسين بن محمد التميمي المروروذي، وأبي الحسن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وأبي جعفر أحمد بن صالح المصري، وأبي يعقوب إسحاق ابن محمد القروي، وابي عمرو عثمان بن الهيثم بن الجهم العبدي البصري، وأبي
الحسين شريح بن النعمان الجوهري البغدادي، وابي زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الله النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن خزيمة، وابو بكر النيسابوري، وأبو حاتم الرازي، وابو علي الحسين بن محمد بن زياد القباني، وأبي عبد الله محمد ابن نصر المروزي، وأبو جعفر محمد بن سليمان بن داود المنقري، وأبو الفضل عياش ابن محمد الدوري وغيرهم.
وروى عنه من شيوخه: أبو صالح عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث ابن سعد، وأبو محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، وأبو موسى محمد ابن المثنى العبدي الزمني البصري.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه بالري وهو ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
ثم قال: ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله نيسابوري ثقة ثبت، أحد الأئمة في الحديث.
وقال أبو الحسن الدارقطني، محمد بن يحيى الذهلي ثقة حافظ.
وقال أبو القاسم اللالكائي: أنا العلاء بن محمد ومحمد بن أحمد بن الحسن الرازي قالا: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: محمد بن يحيى الذُهلي إمام أهل زمانه.
وقال محمد بن سهل بن عسكر، كنا عند أحمد بن حنبل فدخل عليه محمد ابن يحيى فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه.
وقال أبو عمر أحمد بن نصر بن إبراهيم الخفاف النيسابوري: رأيت محمد ابن يحيى بعد وفاته في المنام فقتل: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي، قال: قلت فما فعل بحديثك قال: كتب بماء الذهب ورفع في عليين.
قال محمد: حدث البخاري عن محمد بن يحيى هذا في غير موضع من الجامع فلم ينسبه إلى أبيه يحيى، فمن ذلك ما ذكر في آخر تفسير سورة البقرة
فقال: ثنا محمد: ثنا النفيلي: ثنا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر أنها قد نسخت (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ...) الآية.
فقيل: إن محمدًا هذا هو محمد بن يحيى الذهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وروى أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد النفيلي.
وذكر أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد في اسم مسكين بن بكير فقال: وقال لي أبو عبد الله بن البيع الحافظ: إن محمدًا هذا هو ابن إبراهيم البوشنجي، وهذا الحديث مما أملاه بنيسابور البوشنجي والله أعلم.
قال محمد: سقط ذكر محمد هذا من كتاب ابن السكن.
وقال البخاري في تفسير سورة براءة:
ثنا محمد: أنا أحمد بن أبي شعيب: ثنا موسى بن أعين: ثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه وذكر حديث نوبة بن كعب ابن مالك مختصرًا.
فقيل: إن محمد هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقيل: هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.
وقيل: هو محمد بن إبراهيم البوشنجي.
ولم يقع في نسخه ابن السكن ذكر محمد هذا قبل أحمد بن أبي شُعيب وثبت لغيره من الرواية.
وروى هذا الحديث أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، عن محمد بن يحيى الذهلي، عن أحمد بن ابي شعيب الحراني، عن موسى بن أعين بإسناده.
وقال البخاري في: الإحصار وجزاء الصيد:
ثنا محمد: ثنا يحيى بن صالح، ونذكر هذا إن شاء الله في باب يحيى من هذا الكتاب.
وقال البخاري في تفسير سورة بني إسرائيل: ثنا محمد قال: نا حجاج بن منهال.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى يعني الذُهلي.
وقد تقدم الخلاف فيه في باب حجاج من هذا الكتاب.
وقال البخاي في كتاب الجنائز: ثنا محمد قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوى وتشميت العاطس".
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وذكره أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد فقال: ومحمد غير منسوب يقال أنه محمد بن يحيى الذُهلي.
قال محمد: حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عمرو بن أبي سلمة أبي حفص التنيسي.
وقد روى بقية بن الوليد وبشر بن بكر هذا الحديث عن الأوزاعي فقال: أبو عبد الرحمن النسائي في مصنفه: أنا عمرو بن عثمان: ثنا بقية، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدادي، وتشميت العاطس".
وقال أبو جعفر الطحاوي في كتاب المشكل: نا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبري بشر بن بكر قال: أخبرني الأزواعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس".
وقد روى هذا الحديث أيضًا محمد بن يحيى الذُهلي، عن عبد الرازق، عن معمر، عنا لزهري حدثني به أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري قراءة مني عليه: ثنا عبد الرحمن بن محمد: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن بن مروان: ثنا الحسن بن يحيى: ثنا ابن الجارود: ثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عبد الرازق قال: أنا
معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس يجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة".
وأخرجه مسلم في مسنده الصحيح، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في المغازي في باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم: ثنا محمد: ثنا عفان: ثنا صخر بن جويرية ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقال البخاري في تفسير سورة اقتربت الساعة: ثنا محمد: ثنا عفان بن مسلم، عن وهيب ... الحديث.
وهذا عندي محمد بن يحيى الذُهلي، وسقط ذكر محمد هذا في هذا الموضع قبل عفان من نسخة ابن السكن. وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عفان.
وقال البخاري في العيدين: ثنا محمد: ثنا عمر بن حفص بن غياث: ثنا أبي، عن عاصم، عن حفصة، عن أم عطية هكذا عند أبي ذر الهروي.
وكذلك أخرجه أبو مسعود الدمشقي في كتابه.
وذكره أيضًا أبو عبد الله الحاكم وقال: هو محمد بن يحيى ـ يعني الذُهلي ـ وسقط عن أبي علي بن السكن، وابي أحمد الجرجاني، وأبي زيد المروزي ذكر محمد قبل عمر.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عمر بن حفص بن غياث.
وقال البخاري في التفسير في سورة بني إسرائيل: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن رجاء: ثنا همام ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقي عن محمد بن يحيى، عن عبد الله
ابن رجاء.
وقال البخاري في البيوع: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن يزيد يعني المقرئ، ولم أر أحدًا نسب محمدًا هذا، ولعله محمد بن يحيى الذهلي.
وقال البخاري في آخر كتاب اللباس، في باب الذريرة: ثنا عثمان بن الهيثم أو محمد، عنه، عن ابن جريج ومحمد هذا يقال: أنه ابن يحيى الذهلي، وقد حدث ابن جالرود في كتاب المنتقي له عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن الهيثم وقال في كتاب الحج، في باب الإدلاج من المحصب: وزادني محمد: ثنا محاضر: ثنا الأعمش.
فنسبه ابن السكن محمد بن سلام، وقيل هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقدحدث ابن الجرود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محاضر.
وقال البخاري في تفسير سورة المائدة: وزادني محمد، عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر ... الحديث،
يقال: هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن أبي النعمان.
وقال البخاري في باب ذكر الملائكة:
ثنا محمد: ثنا ابن أبي مريم: أنا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب ... " الحديث.
هكذا روى عن أبي ذر الهروي، عن أبي الهيثم الكشميهني، ولم يوجد لغيره، لا عند ابن السكن ولا الأصيلي ولا عند أبي مسعود الدمشقي، فإن كان محفوظًا فهو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقد حدث ابن الجارود عن محمد بن يحيى، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد ثنا أحمد بن صالح قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال حدثه عن أمه عمرة، عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ... الحديث.
هكذا في نسخة أبي ذر، وكذلك في نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما أحسب ابن يحيى الذُهلي، وكذلك نسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى، وهو عندي صحيح فقد حدث عنه، وسقط من نسخة ابن السكن ذكر محمد الذي قبل أحمد بن صالح.
وقال البخاري في العتق: ثنا محمد: ثنا عبد الرازق: وأنا عمر.
وقال أيضًا في الفتن: ثنا محمد: ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر، فنسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى.
ونسب ابن السكن الذي في كتاب العتق محمد بن سلام.
وقد حدث الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وكذلك حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في سورة الكهف:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا سعيد بن أبي مريم: أنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال: اقرءوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله، وهو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
ذكره أبو مسعود الدمشقي في كتاب الأطراف.
وقد أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في المسند الصحيح عن أبي بكر ابن إسحاق هو الصاغاني، عن يحيى بن بكير بإسناده مثله.
وقال البخاري في تفسير سورة ص.
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا بن عبيد الطنافسي، عن العوام يعني ابن حوشب قال: سألت مجاهدًا عن سجدة (ص) ... الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبة إلى جده.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: أراه ابن يحيى بن عبد الله الذُهلي، قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد هذا وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب هذا الحديث في تفسير هذه السورة قبل حديث محمد بن عبد الله.
وذكره أيضًا في الأنبياء في ذكر داود فقال: ثنا محمد: ثنا سهل بن يوسف قال: سمعت العوام، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أأسجد في ص؟ فقرأ (ومن ذريته داود وسليمان). حتى (فبهداهم اقتده) فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدى بهم.
نسب محمد هذا ابن السكن في نسخته محمد بن سلام.
وقال أبو نصر الكلاباذي: سألت أبا أحمد الحافظ عنه فقال: هو ابن المثنى.
وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، عن سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس في الجهاد نا محمد ابن عبد الله: ثنا حسين بن محمد: ثنا شيبان، نسبه ابن السكن محد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
وقال أبو نصر الكلاباذي: هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه إلى جده.
وقال البخاري في بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الخرقان من جهينة: ثنا محمد بن عبد الله: ثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة يعني ابن الأكوع.
ذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما يقال محمد بن يحيى بن عبد الله
الذُهلي النيسابوري، نسبه البخاري إلى جده.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن حماد بن مسعدة هذا.
وقال البخاري في الكفارات:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عثمان بن عمر بن فارس قال: أنا ابن عون، عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل الإمارة ... " الحديث.
ومحمد بن عبد الله هذا هو: محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه البخاري إلى جده، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن عمر هذا بهذا الحديث.
وقال البخاري في الحدود:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا عاصم بن علي: ثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث تحريم مكة.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبه إلى جده.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عاصم بن علي.
وقال البخاري في القسامة في باب: حنين المرأة:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا محمد بن سابق: ثنا زائدة: ثنا هشام بن عروة، عن ابيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة.
قال أبو نصر الكلاباذي: يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
قال البخاري في كتاب الصلح:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عبد العزيز الأويسي، وإسحاق بن محمد القروي قالا: ثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا ... الحديث.
هكذا ذكره أكثر الشيوخ وكذا أخرجه أبو مسعود الدمشقي عن البخاري في كتاب الأطراف يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي، نسبه البخاري إلى جده.
وقد حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن إسحاق ابن محمد الفروي.
وسقط ذكر محمد هذا قبل إسحاق وعبد العزيز الأويسي من رواية أبي أحمد الجرجاني ومن نسخة النسفي عن البخاري.
وقال البخاري في كتاب الأحكام:
ثنا محمد بن خالد: ثنا الأنصاري محمد يعني ابن عبد الله بن المثنى: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك أن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم منزلة صاحب الشرط من الأمير.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي، يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن عبد الله بن المثنني.
وقال أبو عيسى الترمذي في مصنفعه في مناقب قيس بن سعد بن عبادة:
ثنا محمد بن مرزوق البصري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا أبي عن
ثمامة عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير. قال الأنصاري: يعني مما يلي من أموره.
ثم قال الترمذي:
ثنا محمد بن يحيى: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري نحوه، ولم يذكر فيه قول الأنصاريز
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد بن خالد: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن آخر أهل الجنة دخولاً وآخر أهل النار خروجًا من النار رجل يخرج حبوًا، فيقول له ربه: ادخل الجنة، فيقول: أي رب الجنة ملء، فيقول له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يعيد عليه الجنة ملء فيقول: إن لك مثل الدنيا عشر مرات".
أبو نصر الكلاباذي: محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
وقال أيضًا أبو عبد الله الحاكم: قلت: وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله بن موسى.
وقال البخاري في كتاب الصوم، في باب من مات وعليه صوم:
ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد بن موسى بن أعين: ثنا ابي، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه عن عروة ابن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي: يقال أنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي النيسابوري.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
موسى بن أعين هذا الحديث.
وأخرج مسلم هذا الحديث في مسنده الصحيح عن هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى التستري، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
وقال البخاري في الطب في باب رقية العين: ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد ابن وهب بن عطية الدمشقي: ثنا محمد بن حرب: ثنا محمد بن الوليد الزبيدي قال: أنا الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية وفي وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي نسبه إلى جد أبيه.
وقال ابي نصر الكلاباذي: يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود بهذا الحديث عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن وهب بن عطية خارج المنتقى.
وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي الربيع سليمان بن داود البغدادي الأحول، عن محمد بن حرب بإسناده.
قال محمد: وقد ذكر أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في أسامة شيوخ البخاري محمد بن خالد بن جبلة الرافقي من أهل الرافقة، ولعله أراد بذلك محمد بن خالد الذي قدمنا ذكره، عن محمد بن عبد الله بن المثني الأنصاري، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن موسى بن أعين الجزري، ومحمد بن وهب بن عطية الدمشقي والله أعلم، والرافقي هو أبو بكر محمد بن (عيلة) الرافقي، كذا ذكره ابن أبي حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما، ولم يذكروا بين محمد وجبلة خالدًا وهو الصواب عندي والله أعلم.
روى عن: أبي محمد الحجاج بن أبي منيع الرصافي، وأبي مسعود المعافي بن عمران الموصلي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم وغيرهم.
روى عنه: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو عروبة الحسين ابن محمد بن مودود الحراني.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب إلي أبي وأبي زرعة بأحاديث من فوائده.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن جبلة رافقي لا بأس به.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73185&book=5549#d9fece
مُحَمَّد بن مُسلم بْن عبيد اللَّه بن عَبْد اللَّه بن شِهَاب بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب الزُّهْرِيّ الْقرشِي كنيته أَبُو بكر رأى عشرَة من أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ من أحفظ أهل زَمَانه وَأَحْسَنهمْ سياقا لمتون الْأَخْبَار وَكَانَ فَقِيها فَاضلا روى عَنهُ النَّاس مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة خلت من شهر رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة فِي نَاحيَة الشَّام وقبره ببدا وشغب مَشْهُور يزار على
قَارِعَة الطَّرِيق أوصاه أَن يدْفن على قَارِعَة الطَّرِيق حَتَّى يمر بِهِ مار فيدعو لَهُ وَأَخُوهُ عبد الله بن مُسلم كَانَ أسن مِنْهُ كنيته أَبُو مُحَمَّد سمع بن عمر وأنسا وَمَات قبل الزُّهْرِيّ وَأمه أم أهبان بنت لَقِيط بن عُرْوَة بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة بن كنَانَة
قَارِعَة الطَّرِيق أوصاه أَن يدْفن على قَارِعَة الطَّرِيق حَتَّى يمر بِهِ مار فيدعو لَهُ وَأَخُوهُ عبد الله بن مُسلم كَانَ أسن مِنْهُ كنيته أَبُو مُحَمَّد سمع بن عمر وأنسا وَمَات قبل الزُّهْرِيّ وَأمه أم أهبان بنت لَقِيط بن عُرْوَة بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة بن كنَانَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73185&book=5549#7cf8fa
محمد بن مسلم بن عبيد الله بْن عَبْد اللَّه بْن شهاب الزُّهْرِيّ الْقُرَشِيّ مدني أَبُو بكر
سَمِعَ سهل بْن سعد وانس مالك وسنينا أبا جميلة وأبا الطفِيل، روى عَنْهُ صالح بْن كيسان ويحيى بْن سَعِيد وعكرمة ابن خَالِد وصدقة بْن يسار ومنصور وقتادة، قَالَ لِي إِبْرَاهِيم بْن المنذر عَنْ مَعْن عَنِ ابْن أخي ابْن شهاب (2) أَنَّهُ أخذ القرآن فِي ثمانين ليلة وقَالَ لي علي عَنْ عَبْد الرَّحْمَن عَنْ وهيب قَالَ قَالَ لي أيوب ما رأيت أحدا أعلم من الزُّهْرِيّ، فقَالَ لَهُ صخر بْن جويرية ولا الْحَسَن؟ قال
ما رأيت أحدا أعلم من الزُّهْرِيّ، وقَالَ لنا عَبْد الرَّحْمَن عَنْ مالك استعدته (1) حديثا فقَالَ أتستعيد؟ ما استعدت حديثا قط، وقَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن صالح حَدَّثَنَا الليث عَنِ ابْن شهاب قَالَ ما استودعت حفظي شيئا فخانني، وقَالَ لي الأويسي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْ أَبِيه قَالَ ما أرى أحدا بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمَعَ ما جمَعَ ابْن شهاب، وقَالَ لي الأويسي حَدَّثَنَا مالك حَدَّثَنَا ابْن شهاب بحديث فِيهِ طول قلت أعد، أما كنت (2) تحب أن يعاد عليك؟ فقَالَ لا، فقلت أكنت تكتب؟ قَالَ لا.
حَدَّثَنَا علي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيان بْن عيينة قَالَ مات الزُّهْرِيّ محمد بن مسلم بن عبيد الله بْن شهاب سنة أربع وعشرين ومائة، وقَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد الَهاشمي هو مُحَمَّد بْن مسلم بن عبيد الله (ابن عَبْد اللَّه - 3) بْن شهاب بْن زهرة بْن كلاب، مات بالشام.
سَمِعَ سهل بْن سعد وانس مالك وسنينا أبا جميلة وأبا الطفِيل، روى عَنْهُ صالح بْن كيسان ويحيى بْن سَعِيد وعكرمة ابن خَالِد وصدقة بْن يسار ومنصور وقتادة، قَالَ لِي إِبْرَاهِيم بْن المنذر عَنْ مَعْن عَنِ ابْن أخي ابْن شهاب (2) أَنَّهُ أخذ القرآن فِي ثمانين ليلة وقَالَ لي علي عَنْ عَبْد الرَّحْمَن عَنْ وهيب قَالَ قَالَ لي أيوب ما رأيت أحدا أعلم من الزُّهْرِيّ، فقَالَ لَهُ صخر بْن جويرية ولا الْحَسَن؟ قال
ما رأيت أحدا أعلم من الزُّهْرِيّ، وقَالَ لنا عَبْد الرَّحْمَن عَنْ مالك استعدته (1) حديثا فقَالَ أتستعيد؟ ما استعدت حديثا قط، وقَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن صالح حَدَّثَنَا الليث عَنِ ابْن شهاب قَالَ ما استودعت حفظي شيئا فخانني، وقَالَ لي الأويسي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْ أَبِيه قَالَ ما أرى أحدا بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمَعَ ما جمَعَ ابْن شهاب، وقَالَ لي الأويسي حَدَّثَنَا مالك حَدَّثَنَا ابْن شهاب بحديث فِيهِ طول قلت أعد، أما كنت (2) تحب أن يعاد عليك؟ فقَالَ لا، فقلت أكنت تكتب؟ قَالَ لا.
حَدَّثَنَا علي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيان بْن عيينة قَالَ مات الزُّهْرِيّ محمد بن مسلم بن عبيد الله بْن شهاب سنة أربع وعشرين ومائة، وقَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد الَهاشمي هو مُحَمَّد بْن مسلم بن عبيد الله (ابن عَبْد اللَّه - 3) بْن شهاب بْن زهرة بْن كلاب، مات بالشام.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73185&book=5549#4cc0c8
محمد بن مسلم بن عبيد الله
ابن عبد الله ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة أبو بكر القرشي الزهري أحد الأعلام من أئمة الإسلام، قدم دمشق غير مرة.
حدث الزهري عن أنس بن مالك، قال: سقط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فرسٍ فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى قاعداً، فصلينا قعوداً، فلما قضى الصلاة قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين ".
قال ابن أبي ذئب: كان ابن شهاب قد ضاقت حاله ورهقه دينٌ، فخرج إلى الشام زمن عبد الملك بن مروان، فجالس قبيصة بن ذؤيب.
قال ابن شهاب: فبينا نحن مع قبيصة ذات ليلةٍ نسمر إذ جاء رسول عبد الملك فقال: أجب أمير المؤمنين، فذهب إليه ثم رجع، فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قلت: أنا؛ فأدخلني على عبد الملك بن مروان فسلمت عليه، فقال: من أنت؟ فانتسبت له؛ قال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن؛ قلت: يا أمير المؤمنين، عفا الله عما
سلف؛ قال: اجلس؛ قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: اقرأ من سورة كذا، ومن سورة كذا؛ فقرأت فقال لي: أتفرض؟ قلت: نعم، قال: ما تقول في امرأةٍ تركت زوجها وأبويها؟ قلت: لزوجها النصف، ولأمها السدس، ولأبيها ما بقي؛ قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ، إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما بقي وهو السدس من رأس المال، ولأبيها ما بقي؛ قال: فإن الفريضة على حالها وهو رجل ترك زوجته وأبويه؛ فقلت: لزوجته الربع ولأمه الربع ولأبيه ما بقي؛ قال: فقال لي: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ، ليس هكذا الفرض، لزوجته الربع ولأمه ثلث ما بقي وهو الربع من رأس المال، وللأب ما بقي؛ ثم قال: هات حديثك؛ قلت: حدثني سعيد بن المسيب: أن فتىً من الأنصار كان لزم عمر بن الخطاب، وكان به معجباً وأنه فقده، فقال: ما لي لا أرى فلاناً؛ فأرسل إليه فجاءه، فإذا هو بذ الهيئة، قال: ما لي أراك هكذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن أخوي خيروني بين أمي وبين ميراثي من أبي، فاخترت أمي، ولم أكن لأخرجها على رؤوس الناس، فأخذتها بجميع ميراثي من أبي؛ قال: فخرج عمر مغضباً حتى رقي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد، أيها الناس، فأي امرئٍ وطئ امرأةً فولدت منه، فله أن يستمتع منها ما عاش، فإذا مات فهي حرةٌ؛ فقال عبد الملك: هكذا حدثني سعيد بن المسيب؛ فقلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني؛ قال: قد قضى الله دينك؛ قلت: ويفرض لي أمير المؤمنين؛ قال: لا والله ما نجمعهما لأحدٍ؛ قال: فخرجت فتجهزت حتى قدمت المدينة، فجئت سعيد بن المسيب في المسجد، فجئت لأسلم عليه، فدفع في صدري وقال: انصرف؛ وأبى أن يسلم علي، فخشيت أن يتكلم بشيء يعيبني به فيرويه من حضره. فتنحيت ناحيةً إلى أن قام فصلى أربع ركعاتٍ وانصرف، ومعه ناسٌ من أصحابه، فلما خلا وبقي وحده قلت: ما ذنبي؟ أنا ابن أخيك، واعتذرت إليه، وما يكلمني، حتى بلغ منزله، واستفتح ففتح له فأدخل رجله ثم التفت إلي فقال: أنت الذي ذهبت بحديثي إلى بني مروان؟.
وفي حديثٍ بمعناه:
فذكر أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل، ثم يعتقن فمكث بذلك صدراً من خلافته، ثم توفي رجلٌ من قريش، كان له ابنٌ من أم ولد، قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليالٍ، فقال له عمر: ما فعلت يا بن أخي في أمك؟ قال: فعلت خيراً، خيروني بين أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن تسترق أمي؛ فقال عمر: أولست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدلٍ؟ ما أرى رأياً ولا آمر بأمرٍ إلا قلتم فيه؟ ثم قام إلى المنبر فاجتمع الناس إليه، حتى إذا رضي من جماعتهم، قال: أيها الناس، إني كنت قد أمرت في أمهات الأولاد بأمرٍ قد علمتموه، ثم حدث لي رأيٌ غير ذلك، فأيما امرئٍ كانت عنده أم ولد يملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرةٌ لا سبيل لأحدٍ عليها؛ الحديث.
وفي آخره؛ قال: افرض لي فإني منقطعٌ من الديوان؛ قال: إن بلدك لبلدٌ ما فرضنا فيها لأحدٍ منذ كان هذا الأمر، ثم نظر إلى قبيصة فكأنه أومأ إليه: أن افرض له؛ فقال: قد فرض لك أمير المؤمنين؛ قال: فقلت: وصلةٌ يا أمير المؤمنين تصلنا بها، ولقد خرجت من أهلي وإن فيهم لحاجةً ما يعلمها إلا الله، ولقد عمت الحاجة أهل البلد؛ قال: قد وصلك أمير المؤمنين؛ قلت: يا أمير المؤمنين وخادمٌ يخدمنا، فإني تركت أهلي وما لهم خادمٌ إلا أختي، إنها الآن تخبز لهم وتعجن وتطحن لهم؛ قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين؛ الحديث.
قال الزهري:
أتيت عبد الملك بن مروان فاستأذنت عليه، فلم يؤذن لي، فدخل الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلاً شاباً أحمر زعم أنه من قريش؛ قال: صفه؛ فوصفه؛ قال: لا أعرفه إلا أن يكون من ولد مسلم بن شهاب؛ فدخل عليه فقال: هو من بني مسلم؛ فدخلت عليه فقال: من أنت؟ فانتسبت له، وقلت: إن أبي هلك وترك
عيالاً صبية، وكان رجلاً مئناثاً لم يترك مالاً؛ فقال عبد الملك: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: بإعرابه وما ينبغي فيه من وجوهه وعلله؟ قلت: نعم؛ قال: إنما فوق ذلك فضلٌ، إنما يعايا ويلغز به؛ قال: أفعلمت الفرائض؟ قلت: نعم؛ قال: الصلب والجد واختلافهما؟ قلت: أرجو أن أكون قد فعلت؛ قال: وكم دين أبيك؟ قلت: كذا وكذا؛ قال: قد قضى الله دين أبيك؛ وأمر لي بجائزةٍ ورزقٍ يجري وشراء دارٍ قطيعةً بالمدينة؛ وقال: اذهب فاطلب العلم، ولا تشاغل عنه بشيءٍ، فإني أرى لك عيناً حافظةً وقلباً ذكياً، وأت الأنصار من منازلهم؛ قال الزهري: وكنت أخذت العلم عنهم بالمدينة، فلما خرجت إليهم إذا علمٌ جم، فاتبعتهم حتى ذكرت لي امرأةٌ نحو قباء تروي رؤيا فأتيتها، فقلت: أخبريني برؤياك؛ فقالت: كان لي ولدان واحد حين حبا، وآخر يتبعه، وهلك أبوهما وترك لي ماهناً وداجناً ونخلاتٍ، فكان الداجن نشرب لبنها ونأكل ثمر النخلات فإني لبين النائمة واليقظانة، ولنا جديٌ، فرأيت كأن ابني الأكبر قد جاء إلى شفرةٍ لنا فأحدها، وقال: يا أمه قد أضرت بنا وحبست اللبن عنا، فأخذ الشفرة وقام إلى ولد الداجن فذبحه بتلك الشفرة، ثم نصب قدراً لنا، ثم قطعه ووضعه فيها، ثم قام إلى أخيه فذبحه بتلك الشفرة، وانتبهت مذعورةً، فإذا ابني الأكبر قد جاء فقال: يا أمه أين اللبن؟ فقلت: شربه ولد هذه الداجن؛ فقال: ما لنا في هذا من شيءٍ؛ وقام إلى الشفرة فأحدها ثم أمرها على حلق ولد الداجن، ثم نصب القدر؛ قالت: فلم أكلمه حتى قمت إلى ابني الصغير فاحتضنته وأتيت به بعض بيوت الجيران، فخبأته عندهم ثم أقبلت مغتمةً لما رأيت، ثم صعد على بعض تلك النخلات، فأنزل رطباً، وقال: يا أمه كلي؛ قلت: لا أريد، ثم مضى، وأتى القدر؛ فإني لمنكبةٌ على بلسنٍ عندي إذ ذهب بي النوم، فإذا أنا بآتٍ قد أتاني، فقال: مالك مغتمةً؟ فقلت: لكذا ولكذا؛ فنادى: يا رؤيا؛ فجاءت امرأةٌ شابةٌ، حسنة الوجه، طيبة الريح؛ فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة؟ قالت: ما أردت منها شيئاً؛ فنادى: يا أحلام، فأقبلت امرأةٌ دونها في السن
واللباس والطيب؛ فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة؟ قالت: ما أردت منها شيئاً؛ فنادى: يا أصغاث؛ فأقبلت امرأةٌ سوداء الخلقة، وسخة الثياب، دونها، فقال: ما أردت من هذه المرأة؟ قالت: رأيتها صالحةً فأردت أن أغمها ثم انتبهت فإذا ابني قد أقبل فقال: يا أمه أين أخي؟ قلت: لا أدري حبا إلى بعض الجيران، فذهب يمشي لهو أهدى إلى موضعه حتى أخذه، وجاء به يقبله، ثم قعد فأكل وأكلت معه.
الماهن: الخادم؛ والداجن: الشاة من شياه البيوت تعلف؛ وقوله: بلسن، البلسن: بعض ما يكون في رحل القوم من المتاع الذي يتكأ عليه، وهو اسمٌ أعجميٌ؛ وقد استعمل بمعنى ما يعلى عليه من كرسي أو ما أشبهه.
قال ابن شهاب: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه، فوجدته في قبةٍ على فرشٍ تفوت القائم، والناس تحته سماطان، فسلمت وجلست، فقال: يا بن شهاب، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي طالب؟ قلت: نعم؛ قال: هلم؛ فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة، وحول وجهه، فأحنى علي، فقال: ما كان؟ قال: فقلت: لم يرفع حجرٌ في بيت المقدس إلا وجد تحته دمٌ فقال: لم يبق أحدٌ يعلم هذا غيري وغيرك؛ قال: فلا يسمعن منك؛ قال: فما تحدثت به حتى توفي.
ولد الزهري سنة ثمانٍ وخمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة خمسين.
قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاءٌ، كأنه يجعل فيه كتماً، وكان رجلاً أعيمش، وعليه جميمةٌ.
وقال غيره: كان قصيراً قليل اللحية، له شعيراتٌ طوال، خفيف العارضين.
قال ابن شهاب: كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله، حتى كنت أستقي له الماء المالح، وإن كان ليسأل الجارية: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش، تظنني غلاماً له.
ولما أخذ ابن شهاب ما عند عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من العلم، ورأى أنه قد نفضه، فلم يبق عنده من العلم شيئاً إلا حواه واستغنى عنه، انقطع عنه، فقال عبيد الله فيه: من الطويل
إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافحاً ... لقيت وإخوان الثقات قليل
قال صالح بن كيسان: كنت أطلب العلم أنا والزهري، قال: تعال نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن أصحابه، فكتب، ولم أكتب، فأنجح وضيعت.
كان الزهري ينصرف من عند عروة أو الأعرج، أو بعض العلماء وقد سمع منهم، فيقول لجاريةٍ له، فيها لكنةٌ: حدثنا عروة، حدثنا الأعرج، حدثنا فلان، فإذا أكثر عليها قالت: والله ما أدري ما تقول؛ فيقول: اسكتي لكاع، فإني لست أريدك، إنما أريد نفسي.
كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته؛ وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفأر؛ ويقول: إنه ينسي؛ قال: وكان يشرب العسل؛ ويقول: إنه يذكر.
وكان يقول: ما أكلت تفاحاً ولا أصبت شيئاً فيه خل مذ عالجت الحفظ.
كتب عبد الملك بن مروان إلى أهل المدينة يعاتبهم، فوصل في كتابه ذلك
طومارين، فقرئ الكتاب على الناس عند المنبر، فلما فرغوا وافترق الناس اجتمع إلى سعيد بن المسيب جلساؤه، فقال لهم سعيد: ما كان في كتابهم؟ ليت أنا وجدنا من يعرف لنا ما فيه؛ فجعل الرجل من جلسائه يقول: فيه كذا، ويقول الآخر: فيه كذا؛ فكأن سعيداً لم يشتف فيما سأل عنه، فبان ذلك لابن شهاب، فقال: أتحب أن تسمع كل ما فيه؟ قال: نعم؛ قال: فأمسك، فهذه عليه هذا كأنما كان في يده يقرؤه حتى أتى عليه كله.
قال مالك بن أنس: حدثني الزهري بحديثٍ طويلٍ فلم أحفظه، فتلقاني على حمارٍ، فأخذت بلجامه فسألته عن الحديث؛ فقال: أليس قد حدثتكم به؟ قلنا: بلى؛ قال مالك: فأردت أن أستخرجه، قلت: أما كنت تكتب؟ قال: لا؛ قلت: أما كنت تستعيد؟ قال: لا؛ وفي حديث، قال: ما استعدت حديثاً قط؛ وفي حديث آخر؛ قال: فجعل عبد الرحمن بن مهدي يعجب، يقول: فذيك الطوال وتلك المغازي.
قال مالك بن أنس: حدث الزهري بمئة حديثٍ ثم التفت إلي فقال: كم حفظت يا مالك؟ قلت: أربعين حديثاً؛ قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله كيف نقص الحفظ.
قال ابن شهاب: لقيني سالم كاتب هشام بن عبد الملك فقال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك؛ قال: فقلت له: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث إلي كاتباً أو كاتبين فإنه قل يومٌ لا يأتيني قومٌ يسألوني عما لم أسأل عنه بالأمس؛ فبعث إلي كاتبين فاختلفا إلي سنةً على دينها؛ قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر
ما أرانا إلا قد أنفضناك قال: قلت: كلا، إنما كنت في عزازٍ من الأرض، الآن هبطت بطون الأودية.
سأل هشام بن عبد الملك الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتبٍ، فأملى عليه أربع مئة حديث، ثم خرج الزهري من عند هشام، قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث؟ فحدثهم بتلك الأربع مئة الحديث، ثم أقام شهراً أو نحوه، ثم قال للزهري: إن ذلك الكتاب الذي أمليت علينا قد ضاع؛ قال: فلا عليك ادع بكاتبٍ، فحدثه بالأربع مئة الحديث، ثم قابل هشامٌ بالكتاب الأول فإذا هو لا يغادر حرفاً واحداً.
كان الزهري لا يترك أحداً يكتب بين يديه، فأكرهه هشام بن عبد الملك، فأملى على بنيه؛ فلما خرج من عنده دخل المسجد، فاستند إلى عمودٍ من عمده، ثم نادى: يا طلبة الحديث، قال: فلما اجتمعوا إليه، قال: إني كنت منعتكم أمراً بذلته لأمير المؤمنين آنفاً، هلم فاكتبوا، قال: فكتب عنه الناس من يومئذ، وزاد في آخر بمعناه: قال: فسمعهم يقولون: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا أهل الشام، ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمةٌ ولا خطم؟ قال الوليد بن مسلم وقبض يده وقال: تمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذٍ.
وفي آخر مختصراً: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلماً.
وقال مالك:
أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب، قال سفيان: كان الزهري أعلم أهل المدينة؛ قال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت أحداً آمن في الحديث من ابن شهاب، وما رأيت
أحداً الدينار والدرهم أهون عليه من ابن شهاب؛ وما كانت الدنانير والدراهم عنده إلا بمنزلة البعر.
قال الليث بن سعد: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه؛ ولو سمعت من ابن شهاب بحيثٍ في الترغيب قلت: لا يحسن إلا هذا، فإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه ثم يتلوه بدعاءٍ جامعٍ، يقول: اللهم إني أسألك من كل خيرٍ أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة؛ قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت؛ كان يعطي كل من جاء وسأله، حتى إذا لم يبق معه شيءٌ يستسلف من عبيده، فيقول لأحدهم: يا فلان أسلفني كما تعرف، وأضعف إلي كما تعلم؛ فيسلفونه، ولا يرى بذلك بأساً؛ وربما جاءه السائل ولا يجد ما يعطيه فيتغير عند ذلك وجهه، ويقول للسائل: أبشر فسوف يأتي الله بخيرٍ؛ فقيض الله لابن شهابٍ على قدر صبره واحتماله إما رجلاً يهدي له ما يسعهم، وإما رجلاً يبيعه بنظرةٍ، وكان يطعم الناس بالثريد في الخصب وغيره، ويسقيهم العسل؛ وكان ابن شهاب يسمر على العسل كما يسمر أصحاب الشراب على شرابهم؛ وفي حديثٍ آخر: كما يسمر أهل الخمر، ويقول: اسقونا وحدثونا؛ فإذا رأى بعض أصحابه قد نعس قال له: ما أنت من سمار قريش الذين قال الله تبارك وتعالى " سامراً تهجرون " وكانت له قبةٌ معصفرة، وعليه ملحفةٌ معصفرة، وتحته محبسٌ معصفرٌ؛ قال: وسمعته يبكي على العلم بلسانه، فيقول: يذهب العلم وكثيرٌ ممن كان يعمل به.
وعن سعد قال: ما أرى أحداً جمع بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما جمع ابن شهاب.
قال أبو بكر بن أبي مريم: قلت لمكحول: من أعلم الناس؟ قال: ابن شهاب؛ قلت: ثم من؟ قال: ابن شهاب؛ قلت: ثم من؟ قال: ابن شهاب.
قال مالك بن أنس: كان الزهري إذا دخل المدينة لم يحدث بها أحدٌ من العلماء حتى يخرج الزهري.
قال مالك: أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عنهم، ويقدم ابن شهاب وهو دونهم في السن فيزدحم الناس عليه.
وعن الزهري قال: ثلاثٌ إذا كن في القاضي فليس بقاضٍ؛ إذا كره اللوائم، وأحب المحامد، وكره العزل.
كان يزيد بن عبد الملك جعل الزهري قاضياً مع سليمان بن حبيب.
أجاب الزهري بعض خلفاء بني مروان في الخنثى؛ فقال الشاعر عند قضائه بذلك: من الكامل
ومهمةٍ أعيا القضاة عياؤها ... تذر الحليم يشك شك الجاهل
عجلت قبل حنيذها بشوائها ... وأبنت مفظعها بحكمٍ فاصل
فتركتها بعد العماية سنةً ... للمقتدين وللإمام العادل
وقيل: إن بني غفار بن حرام بن عوف بن معمر البلويين اقتتلوا هم وبنو عائذ الله الجذاميون، فقتل رجلٌ من بني عائذ الله بين الصفين يقال له: جرهاس، لم يدر من أصابه، فتدافعه الفريقان؛ كل يقول للآخر: أنتم قتلتموه؛ فاختصموا فيه إلى سلطانٍ بعد سلطانٍ، فلم تمض لأحدٍ من السلاطين فيه قضيةٌ؛ ثم خرجوا إلى أمير المؤمنين في الموسم فألفوا عنده ابن شهاب؛ فقال لابن شهاب: يا أبا بكر، انظر في أمرهم فقد رددت أمرهم إليك؛ فلما رجع ابن شهاب إلى منزله أتوه؛ فقال: يا أبا العائذ هلم البينة على قتيلكم؛ فلم يجدوا بينةً؛ فقال: يا بني غفار أنفلوا أنفسكم؛ فلم يجدوا من ينفلهم؛ فقال: هلم يا أبا العائذ قسامةً تقسم على دم صاحبكم؛ فأبوا؛ قال: هلم يا بني غفار قسامة تقسم على براءتكم؛ فأبوا؛ قال: أين ولي هذا القتيل؟ قيل: هو ذا؛ قال ابن شهاب: اذهب فقد قضينا لك بديةٍ مسلمةٍ، وجعلنا نصفها في بلعائذ، ونصفها على بني غفار؛ فانصرف الفريقان ورضيا؛ وقيل فيه هذا الشعر، وزاده فيه أبياتاً.
وعن ابن شهاب قال: إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه عليه الصلاة والسلام، وأدب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته، أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدي إليه، فمن سمع علماً فليجعله أمامه حجةً فيما بينه وبين الله.
قال الليث:
جئت ابن شهاب يوماً بشيء من الرأي، فقبض وجهه؛ وقال: الرأي كالكاره له ثم جئته بعد ذلك يوماً آخر بأحاديث من السنن فتهلل وجهه وقال: إذا جئتني فاتني بمثل هذا.
وعن الزهري قال: الاعتصام بالسنة نجاةٌ.
وعن الزهري قال: أمروا أحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاءت.
وعن الزهري قال: أعيى الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناسخه من منسوخه.
قال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس، فسعيد بن المسيب؛ وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير؛ ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته؛ قال عراك: وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمهم جميعاً على علمه.
قال سفيان: قيل للزهري: لو أنك سكنت المدينة، ورحت إلى مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبره، تعلم الناس منك؛ فقال: إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة؛ قال سفيان: ومن كان مثل الزهري.
قال سفيان: بلغني عن الزهري كلامٌ حسنٌ؛ أنه قال: ليس الزهد بتقشف الشعر وتفل الريح وخشونة الملبس والمطعم، ولكن الزهد ظلف النفس عن محبوب الشهوات.
قال الزهري: إنما يذهب العلم النسيان، وترك المذاكرة.
وعن عبد الله بن عمر قال: كنت أرى الزهري يعطى الكتاب فلا يقرؤه ولا يقرأ عليه، فيقال له: نروي هذا عنك؟ فيقول: نعم.
وعن الزهري قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيبٌ.
قال نافع بن مالك عم مالك بن أنس: قلت للزهري: أما بلغك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من طلب شيئاً من هذا العلم الذي يراد به وجه الله يطلب به شيئاً من عرض الدنيا دخل النار "؟ فقال الزهري: لا، ما بلغني هذا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: كل حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغك؟ قال: لا، قلت: فنصفه؟ قال: عسى؛ قلت: فهذا في النصف الذي لم يبلغك.
قال الحسن بن عمارة: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فألفيته على باب داره، فقلت: إن رأيت أن تحدثني؛ فقال: أما علمت أني تركت الحديث؟ فقلت: إما أن تحدثني، وإما أن أحدثك؛ فقال: حدثني؛ فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، قال: سمعت علياً يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا، قال: فحدثني بأربعين حديثاً.
وفي آخر بمعناه: فقال: حدثنا الحكم بن عتيبة في قوله: " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس " فقال: ما آتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه ميثاق أن لا يكتمه؛ قال: فحدث الزهري.
ومن حديثٍ، عن مكحول، عن الزهري: أي رجلٍ هو، لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.
قال عمر بن رديح: كنت أمشي مع ابن شهاب الزهري، فرآني عمرو بن عبيد، فلقيني بعد فقال: مالك ولمنديل الأمراء؛ يعني ابن شهاب.
دخل سليمان بن يسار على هشام، فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال له: عبد الله بن أبي بن سلول؛ فقال له: كذبت، هو علي بن أبي طالب فقال له: أنا أكذب، لا أبا لك فوالله لو ناداني منادٍ من السماء: إن الله أحل الكذب ما كذبت.
حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله، وعلقمة بن وقاص، كلهم عن عائشة رضوان الله عليها، أن الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي؛ فلم يزل القوم يغرون به؛ فقال له هشام: ارحل، فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك؛ فقال له ابن شهاب: ولم ذلك؟ أنا أغتصبك على نفسي، أو أنت اغتصبتني على نفسي؟ فخل عني؛ فقال له: لا ولكنك استدنت ألفي ألف؛ فقال: قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك؛ فقال هشام: إنا إن نهيج الشيخ يهتم الشيخ؛ فأمر فقضى عنه من دينه ألف ألف؛ فأخبر بذلك؛ فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده.
ونزل ابن شهاب بماءٍ من المياه، فالتمس سلفاً فلم يجد، فأمر براحلته فنحرت، ودعا إليها أهل الماء، فمر به عمه، فدعاه إلى الغداء، فقال له: يا بن أخي إن مروءة سنةٍ يذهبه بذل الوجه ساعةً؛ فقال له: يا عم انزل فاطعم، وإلا فامض راشداً.
قال:
ونزل ابن شهاب بماءٍ من المياه فشكى إليه أهل الماء: أن لنا ثمان عشرة امرأةً عمرنةً؛ يعني: لهن أعمار ليس لهن خادمٌ؛ فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفاً، وأخدم كل واحدةٍ منهن خادماً بألفٍ.
وعن سعيد بن عبد العزيز: أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار، ثم قال هشام للزهري: لا تعد إلى مثلها تدان؛ فقال الزهري: يا أمير المؤمنين، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا يلدغ المؤمن في حجرٍ مرتين ".
لقي الزهري يزيد بن محمد بن مروان، وهو يطوف بالبيت، وكان استقرض منه مالاً، فأداه إلا شيئاً؛ فقال: يا أبا عثمان قد استحيينا من حبس حقك، فإن رأيت أن تأمر قهرمانك أن يكف عنا حتى ييسر الله علينا؛ قال: يا بن شهاب، كم تبقى عليك؟ قال: خمسة عشر ألفاً؛ قال: اذهب فإنها لك، والله إنها لقليلٌ من الإخاء في الله عز وجل.
قيل للزهري: إن الناس لا يعيبون عليك إلا كثرة الدين؛ قال: وكم ديني؟ إنما ديني عشرون ألف دينار، وأنا ملي المحيا والممات لي خمسة أعينٍ، كل عينٍ منها ثمن أربعين ألف دينار؛ وليس يرثني إلا ابن ابني هذا، وما أبالي أن لا يرث عني شيئاً؛ قال: وكان ابن ابنه فاسقاً.
قال مالك بن أنس: كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلما أصاب تلك الأموال، قل له مولى له، وهو
يعظه: قد رأيت ما مر عليك من الضيق والشدة، فانظر كيف تكون وأمسك عليك مالك؛ فقال له ابن شهاب: ويحك إني لم أر الكريم تحكمه التجارب؛ وفي رواية: إني لم أر السخي تنفعه أو تحكمه التجارب.
قال محمد بن إدريس الشافعي: إن رجاء بن حيوة عاتب ابن شهاب في الإسراف وكان يدان؛ فقال: لا آمن أن يحبس هؤلاء القوم أيديهم عنك فتكون قد حملت على أمانتك؛ فوعده أن يقصر، فمر بعد ذلك وقد وضع الطعام ونصبت موائد العسل؛ فوقف به رجاء فقال: يا أبا بكر، هذا الذي افترقنا عليه فقال له ابن شهاب: انزل، فإن السخي لا تؤدبه التجارب؛ وفي روايةٍ: إن الجواد لا تبخله التجارب.
وأنسد الحسين بن أبي عبد الله الكاتب في هذا المعنى: من البسيط
له سحائب جودٍ في أنامله ... أمطارها الفضة البيضاء والذهب
يقول في العسر إن أيسرت ثانيةً ... أقصرت عن بعض ما أعطي وما أهب
حتى إذا عاد أيام اليسار له ... رأيت أمواله في الناس تنتهب
قال الشافعي: مر رجلٌ من التجار بالزهري وهو في قريته، والرجل يريد الحج، فابتاع منه براً بأربع مئة دينار، إلى أن يرجع من حجه؛ قال: فلم يبرح الرجل حتى فرقه، فعرف الزهري في وجه الرجل بعض ما كره، فلما رجع من حجه مر به فقضاه ذلك، وأمر له بثلاثين دينار لينفقها في سفره؛ فقال له الزهري: كأني رأيتك يومئذٍ ساء ظنك فقال: أجل؛ فقال الزهري: والله لو لم أفعل ذلك إلا للتجارة؛ أعطي القليل فأعطى الكثير.
قال عقيل بن خالد: كان الزهري يخرج إلى الأعراب يفقههم ويعظهم؛ قال عقيل: فجاءه أعرابي وقد
نفد ما في يده، فمد الزهري يده إلى عمامتي فأخذها فأعطاها الرجل؛ وقال: يا عقيل، أعطيك خيراً منها.
قال زياد بن سعد للزهري: إن حديثك ليعجبني، ولكن ليست معي نفقةٌ فأتبعك؛ قال: اتبعني أحدثك وأنفق عليك.
قال ابن عيينة: جلست إلى الزهري فأنشده رجلٌ مديحه فأعطاه قميصه فقيل: أتعطي على كلام الشيطان؟ فقال: من ابتغى الخير، اتقى الشر.
قال حماد بن زيد: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من أحاديثكم، فإن الأذن مجاجةٌ، وإن للنفس حمضةً.
قال الزهري: ما طلب الناس شيئاً خيراً من المروءة، ومن المروءة ترك صحبة من لا خير فيه، ولا يستفاد منه عقلٌ، فتركه خيرٌ من كلامه.
توفي الزهري سنة ثلاثٍ وعشرين ومئة، وقيل: سنة أربعٍ وعشرين ومئة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنةً؛ وقيل: سنة خمسٍ وعشرين ومئة.
ابن عبد الله ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة أبو بكر القرشي الزهري أحد الأعلام من أئمة الإسلام، قدم دمشق غير مرة.
حدث الزهري عن أنس بن مالك، قال: سقط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فرسٍ فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى قاعداً، فصلينا قعوداً، فلما قضى الصلاة قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين ".
قال ابن أبي ذئب: كان ابن شهاب قد ضاقت حاله ورهقه دينٌ، فخرج إلى الشام زمن عبد الملك بن مروان، فجالس قبيصة بن ذؤيب.
قال ابن شهاب: فبينا نحن مع قبيصة ذات ليلةٍ نسمر إذ جاء رسول عبد الملك فقال: أجب أمير المؤمنين، فذهب إليه ثم رجع، فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قلت: أنا؛ فأدخلني على عبد الملك بن مروان فسلمت عليه، فقال: من أنت؟ فانتسبت له؛ قال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن؛ قلت: يا أمير المؤمنين، عفا الله عما
سلف؛ قال: اجلس؛ قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: اقرأ من سورة كذا، ومن سورة كذا؛ فقرأت فقال لي: أتفرض؟ قلت: نعم، قال: ما تقول في امرأةٍ تركت زوجها وأبويها؟ قلت: لزوجها النصف، ولأمها السدس، ولأبيها ما بقي؛ قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ، إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما بقي وهو السدس من رأس المال، ولأبيها ما بقي؛ قال: فإن الفريضة على حالها وهو رجل ترك زوجته وأبويه؛ فقلت: لزوجته الربع ولأمه الربع ولأبيه ما بقي؛ قال: فقال لي: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ، ليس هكذا الفرض، لزوجته الربع ولأمه ثلث ما بقي وهو الربع من رأس المال، وللأب ما بقي؛ ثم قال: هات حديثك؛ قلت: حدثني سعيد بن المسيب: أن فتىً من الأنصار كان لزم عمر بن الخطاب، وكان به معجباً وأنه فقده، فقال: ما لي لا أرى فلاناً؛ فأرسل إليه فجاءه، فإذا هو بذ الهيئة، قال: ما لي أراك هكذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن أخوي خيروني بين أمي وبين ميراثي من أبي، فاخترت أمي، ولم أكن لأخرجها على رؤوس الناس، فأخذتها بجميع ميراثي من أبي؛ قال: فخرج عمر مغضباً حتى رقي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد، أيها الناس، فأي امرئٍ وطئ امرأةً فولدت منه، فله أن يستمتع منها ما عاش، فإذا مات فهي حرةٌ؛ فقال عبد الملك: هكذا حدثني سعيد بن المسيب؛ فقلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني؛ قال: قد قضى الله دينك؛ قلت: ويفرض لي أمير المؤمنين؛ قال: لا والله ما نجمعهما لأحدٍ؛ قال: فخرجت فتجهزت حتى قدمت المدينة، فجئت سعيد بن المسيب في المسجد، فجئت لأسلم عليه، فدفع في صدري وقال: انصرف؛ وأبى أن يسلم علي، فخشيت أن يتكلم بشيء يعيبني به فيرويه من حضره. فتنحيت ناحيةً إلى أن قام فصلى أربع ركعاتٍ وانصرف، ومعه ناسٌ من أصحابه، فلما خلا وبقي وحده قلت: ما ذنبي؟ أنا ابن أخيك، واعتذرت إليه، وما يكلمني، حتى بلغ منزله، واستفتح ففتح له فأدخل رجله ثم التفت إلي فقال: أنت الذي ذهبت بحديثي إلى بني مروان؟.
وفي حديثٍ بمعناه:
فذكر أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل، ثم يعتقن فمكث بذلك صدراً من خلافته، ثم توفي رجلٌ من قريش، كان له ابنٌ من أم ولد، قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليالٍ، فقال له عمر: ما فعلت يا بن أخي في أمك؟ قال: فعلت خيراً، خيروني بين أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن تسترق أمي؛ فقال عمر: أولست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدلٍ؟ ما أرى رأياً ولا آمر بأمرٍ إلا قلتم فيه؟ ثم قام إلى المنبر فاجتمع الناس إليه، حتى إذا رضي من جماعتهم، قال: أيها الناس، إني كنت قد أمرت في أمهات الأولاد بأمرٍ قد علمتموه، ثم حدث لي رأيٌ غير ذلك، فأيما امرئٍ كانت عنده أم ولد يملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرةٌ لا سبيل لأحدٍ عليها؛ الحديث.
وفي آخره؛ قال: افرض لي فإني منقطعٌ من الديوان؛ قال: إن بلدك لبلدٌ ما فرضنا فيها لأحدٍ منذ كان هذا الأمر، ثم نظر إلى قبيصة فكأنه أومأ إليه: أن افرض له؛ فقال: قد فرض لك أمير المؤمنين؛ قال: فقلت: وصلةٌ يا أمير المؤمنين تصلنا بها، ولقد خرجت من أهلي وإن فيهم لحاجةً ما يعلمها إلا الله، ولقد عمت الحاجة أهل البلد؛ قال: قد وصلك أمير المؤمنين؛ قلت: يا أمير المؤمنين وخادمٌ يخدمنا، فإني تركت أهلي وما لهم خادمٌ إلا أختي، إنها الآن تخبز لهم وتعجن وتطحن لهم؛ قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين؛ الحديث.
قال الزهري:
أتيت عبد الملك بن مروان فاستأذنت عليه، فلم يؤذن لي، فدخل الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلاً شاباً أحمر زعم أنه من قريش؛ قال: صفه؛ فوصفه؛ قال: لا أعرفه إلا أن يكون من ولد مسلم بن شهاب؛ فدخل عليه فقال: هو من بني مسلم؛ فدخلت عليه فقال: من أنت؟ فانتسبت له، وقلت: إن أبي هلك وترك
عيالاً صبية، وكان رجلاً مئناثاً لم يترك مالاً؛ فقال عبد الملك: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: بإعرابه وما ينبغي فيه من وجوهه وعلله؟ قلت: نعم؛ قال: إنما فوق ذلك فضلٌ، إنما يعايا ويلغز به؛ قال: أفعلمت الفرائض؟ قلت: نعم؛ قال: الصلب والجد واختلافهما؟ قلت: أرجو أن أكون قد فعلت؛ قال: وكم دين أبيك؟ قلت: كذا وكذا؛ قال: قد قضى الله دين أبيك؛ وأمر لي بجائزةٍ ورزقٍ يجري وشراء دارٍ قطيعةً بالمدينة؛ وقال: اذهب فاطلب العلم، ولا تشاغل عنه بشيءٍ، فإني أرى لك عيناً حافظةً وقلباً ذكياً، وأت الأنصار من منازلهم؛ قال الزهري: وكنت أخذت العلم عنهم بالمدينة، فلما خرجت إليهم إذا علمٌ جم، فاتبعتهم حتى ذكرت لي امرأةٌ نحو قباء تروي رؤيا فأتيتها، فقلت: أخبريني برؤياك؛ فقالت: كان لي ولدان واحد حين حبا، وآخر يتبعه، وهلك أبوهما وترك لي ماهناً وداجناً ونخلاتٍ، فكان الداجن نشرب لبنها ونأكل ثمر النخلات فإني لبين النائمة واليقظانة، ولنا جديٌ، فرأيت كأن ابني الأكبر قد جاء إلى شفرةٍ لنا فأحدها، وقال: يا أمه قد أضرت بنا وحبست اللبن عنا، فأخذ الشفرة وقام إلى ولد الداجن فذبحه بتلك الشفرة، ثم نصب قدراً لنا، ثم قطعه ووضعه فيها، ثم قام إلى أخيه فذبحه بتلك الشفرة، وانتبهت مذعورةً، فإذا ابني الأكبر قد جاء فقال: يا أمه أين اللبن؟ فقلت: شربه ولد هذه الداجن؛ فقال: ما لنا في هذا من شيءٍ؛ وقام إلى الشفرة فأحدها ثم أمرها على حلق ولد الداجن، ثم نصب القدر؛ قالت: فلم أكلمه حتى قمت إلى ابني الصغير فاحتضنته وأتيت به بعض بيوت الجيران، فخبأته عندهم ثم أقبلت مغتمةً لما رأيت، ثم صعد على بعض تلك النخلات، فأنزل رطباً، وقال: يا أمه كلي؛ قلت: لا أريد، ثم مضى، وأتى القدر؛ فإني لمنكبةٌ على بلسنٍ عندي إذ ذهب بي النوم، فإذا أنا بآتٍ قد أتاني، فقال: مالك مغتمةً؟ فقلت: لكذا ولكذا؛ فنادى: يا رؤيا؛ فجاءت امرأةٌ شابةٌ، حسنة الوجه، طيبة الريح؛ فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة؟ قالت: ما أردت منها شيئاً؛ فنادى: يا أحلام، فأقبلت امرأةٌ دونها في السن
واللباس والطيب؛ فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة؟ قالت: ما أردت منها شيئاً؛ فنادى: يا أصغاث؛ فأقبلت امرأةٌ سوداء الخلقة، وسخة الثياب، دونها، فقال: ما أردت من هذه المرأة؟ قالت: رأيتها صالحةً فأردت أن أغمها ثم انتبهت فإذا ابني قد أقبل فقال: يا أمه أين أخي؟ قلت: لا أدري حبا إلى بعض الجيران، فذهب يمشي لهو أهدى إلى موضعه حتى أخذه، وجاء به يقبله، ثم قعد فأكل وأكلت معه.
الماهن: الخادم؛ والداجن: الشاة من شياه البيوت تعلف؛ وقوله: بلسن، البلسن: بعض ما يكون في رحل القوم من المتاع الذي يتكأ عليه، وهو اسمٌ أعجميٌ؛ وقد استعمل بمعنى ما يعلى عليه من كرسي أو ما أشبهه.
قال ابن شهاب: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه، فوجدته في قبةٍ على فرشٍ تفوت القائم، والناس تحته سماطان، فسلمت وجلست، فقال: يا بن شهاب، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي طالب؟ قلت: نعم؛ قال: هلم؛ فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة، وحول وجهه، فأحنى علي، فقال: ما كان؟ قال: فقلت: لم يرفع حجرٌ في بيت المقدس إلا وجد تحته دمٌ فقال: لم يبق أحدٌ يعلم هذا غيري وغيرك؛ قال: فلا يسمعن منك؛ قال: فما تحدثت به حتى توفي.
ولد الزهري سنة ثمانٍ وخمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة خمسين.
قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاءٌ، كأنه يجعل فيه كتماً، وكان رجلاً أعيمش، وعليه جميمةٌ.
وقال غيره: كان قصيراً قليل اللحية، له شعيراتٌ طوال، خفيف العارضين.
قال ابن شهاب: كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله، حتى كنت أستقي له الماء المالح، وإن كان ليسأل الجارية: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش، تظنني غلاماً له.
ولما أخذ ابن شهاب ما عند عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من العلم، ورأى أنه قد نفضه، فلم يبق عنده من العلم شيئاً إلا حواه واستغنى عنه، انقطع عنه، فقال عبيد الله فيه: من الطويل
إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافحاً ... لقيت وإخوان الثقات قليل
قال صالح بن كيسان: كنت أطلب العلم أنا والزهري، قال: تعال نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن أصحابه، فكتب، ولم أكتب، فأنجح وضيعت.
كان الزهري ينصرف من عند عروة أو الأعرج، أو بعض العلماء وقد سمع منهم، فيقول لجاريةٍ له، فيها لكنةٌ: حدثنا عروة، حدثنا الأعرج، حدثنا فلان، فإذا أكثر عليها قالت: والله ما أدري ما تقول؛ فيقول: اسكتي لكاع، فإني لست أريدك، إنما أريد نفسي.
كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته؛ وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفأر؛ ويقول: إنه ينسي؛ قال: وكان يشرب العسل؛ ويقول: إنه يذكر.
وكان يقول: ما أكلت تفاحاً ولا أصبت شيئاً فيه خل مذ عالجت الحفظ.
كتب عبد الملك بن مروان إلى أهل المدينة يعاتبهم، فوصل في كتابه ذلك
طومارين، فقرئ الكتاب على الناس عند المنبر، فلما فرغوا وافترق الناس اجتمع إلى سعيد بن المسيب جلساؤه، فقال لهم سعيد: ما كان في كتابهم؟ ليت أنا وجدنا من يعرف لنا ما فيه؛ فجعل الرجل من جلسائه يقول: فيه كذا، ويقول الآخر: فيه كذا؛ فكأن سعيداً لم يشتف فيما سأل عنه، فبان ذلك لابن شهاب، فقال: أتحب أن تسمع كل ما فيه؟ قال: نعم؛ قال: فأمسك، فهذه عليه هذا كأنما كان في يده يقرؤه حتى أتى عليه كله.
قال مالك بن أنس: حدثني الزهري بحديثٍ طويلٍ فلم أحفظه، فتلقاني على حمارٍ، فأخذت بلجامه فسألته عن الحديث؛ فقال: أليس قد حدثتكم به؟ قلنا: بلى؛ قال مالك: فأردت أن أستخرجه، قلت: أما كنت تكتب؟ قال: لا؛ قلت: أما كنت تستعيد؟ قال: لا؛ وفي حديث، قال: ما استعدت حديثاً قط؛ وفي حديث آخر؛ قال: فجعل عبد الرحمن بن مهدي يعجب، يقول: فذيك الطوال وتلك المغازي.
قال مالك بن أنس: حدث الزهري بمئة حديثٍ ثم التفت إلي فقال: كم حفظت يا مالك؟ قلت: أربعين حديثاً؛ قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله كيف نقص الحفظ.
قال ابن شهاب: لقيني سالم كاتب هشام بن عبد الملك فقال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك؛ قال: فقلت له: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث إلي كاتباً أو كاتبين فإنه قل يومٌ لا يأتيني قومٌ يسألوني عما لم أسأل عنه بالأمس؛ فبعث إلي كاتبين فاختلفا إلي سنةً على دينها؛ قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر
ما أرانا إلا قد أنفضناك قال: قلت: كلا، إنما كنت في عزازٍ من الأرض، الآن هبطت بطون الأودية.
سأل هشام بن عبد الملك الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتبٍ، فأملى عليه أربع مئة حديث، ثم خرج الزهري من عند هشام، قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث؟ فحدثهم بتلك الأربع مئة الحديث، ثم أقام شهراً أو نحوه، ثم قال للزهري: إن ذلك الكتاب الذي أمليت علينا قد ضاع؛ قال: فلا عليك ادع بكاتبٍ، فحدثه بالأربع مئة الحديث، ثم قابل هشامٌ بالكتاب الأول فإذا هو لا يغادر حرفاً واحداً.
كان الزهري لا يترك أحداً يكتب بين يديه، فأكرهه هشام بن عبد الملك، فأملى على بنيه؛ فلما خرج من عنده دخل المسجد، فاستند إلى عمودٍ من عمده، ثم نادى: يا طلبة الحديث، قال: فلما اجتمعوا إليه، قال: إني كنت منعتكم أمراً بذلته لأمير المؤمنين آنفاً، هلم فاكتبوا، قال: فكتب عنه الناس من يومئذ، وزاد في آخر بمعناه: قال: فسمعهم يقولون: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا أهل الشام، ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمةٌ ولا خطم؟ قال الوليد بن مسلم وقبض يده وقال: تمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذٍ.
وفي آخر مختصراً: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلماً.
وقال مالك:
أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب، قال سفيان: كان الزهري أعلم أهل المدينة؛ قال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت أحداً آمن في الحديث من ابن شهاب، وما رأيت
أحداً الدينار والدرهم أهون عليه من ابن شهاب؛ وما كانت الدنانير والدراهم عنده إلا بمنزلة البعر.
قال الليث بن سعد: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه؛ ولو سمعت من ابن شهاب بحيثٍ في الترغيب قلت: لا يحسن إلا هذا، فإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه ثم يتلوه بدعاءٍ جامعٍ، يقول: اللهم إني أسألك من كل خيرٍ أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة؛ قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت؛ كان يعطي كل من جاء وسأله، حتى إذا لم يبق معه شيءٌ يستسلف من عبيده، فيقول لأحدهم: يا فلان أسلفني كما تعرف، وأضعف إلي كما تعلم؛ فيسلفونه، ولا يرى بذلك بأساً؛ وربما جاءه السائل ولا يجد ما يعطيه فيتغير عند ذلك وجهه، ويقول للسائل: أبشر فسوف يأتي الله بخيرٍ؛ فقيض الله لابن شهابٍ على قدر صبره واحتماله إما رجلاً يهدي له ما يسعهم، وإما رجلاً يبيعه بنظرةٍ، وكان يطعم الناس بالثريد في الخصب وغيره، ويسقيهم العسل؛ وكان ابن شهاب يسمر على العسل كما يسمر أصحاب الشراب على شرابهم؛ وفي حديثٍ آخر: كما يسمر أهل الخمر، ويقول: اسقونا وحدثونا؛ فإذا رأى بعض أصحابه قد نعس قال له: ما أنت من سمار قريش الذين قال الله تبارك وتعالى " سامراً تهجرون " وكانت له قبةٌ معصفرة، وعليه ملحفةٌ معصفرة، وتحته محبسٌ معصفرٌ؛ قال: وسمعته يبكي على العلم بلسانه، فيقول: يذهب العلم وكثيرٌ ممن كان يعمل به.
وعن سعد قال: ما أرى أحداً جمع بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما جمع ابن شهاب.
قال أبو بكر بن أبي مريم: قلت لمكحول: من أعلم الناس؟ قال: ابن شهاب؛ قلت: ثم من؟ قال: ابن شهاب؛ قلت: ثم من؟ قال: ابن شهاب.
قال مالك بن أنس: كان الزهري إذا دخل المدينة لم يحدث بها أحدٌ من العلماء حتى يخرج الزهري.
قال مالك: أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عنهم، ويقدم ابن شهاب وهو دونهم في السن فيزدحم الناس عليه.
وعن الزهري قال: ثلاثٌ إذا كن في القاضي فليس بقاضٍ؛ إذا كره اللوائم، وأحب المحامد، وكره العزل.
كان يزيد بن عبد الملك جعل الزهري قاضياً مع سليمان بن حبيب.
أجاب الزهري بعض خلفاء بني مروان في الخنثى؛ فقال الشاعر عند قضائه بذلك: من الكامل
ومهمةٍ أعيا القضاة عياؤها ... تذر الحليم يشك شك الجاهل
عجلت قبل حنيذها بشوائها ... وأبنت مفظعها بحكمٍ فاصل
فتركتها بعد العماية سنةً ... للمقتدين وللإمام العادل
وقيل: إن بني غفار بن حرام بن عوف بن معمر البلويين اقتتلوا هم وبنو عائذ الله الجذاميون، فقتل رجلٌ من بني عائذ الله بين الصفين يقال له: جرهاس، لم يدر من أصابه، فتدافعه الفريقان؛ كل يقول للآخر: أنتم قتلتموه؛ فاختصموا فيه إلى سلطانٍ بعد سلطانٍ، فلم تمض لأحدٍ من السلاطين فيه قضيةٌ؛ ثم خرجوا إلى أمير المؤمنين في الموسم فألفوا عنده ابن شهاب؛ فقال لابن شهاب: يا أبا بكر، انظر في أمرهم فقد رددت أمرهم إليك؛ فلما رجع ابن شهاب إلى منزله أتوه؛ فقال: يا أبا العائذ هلم البينة على قتيلكم؛ فلم يجدوا بينةً؛ فقال: يا بني غفار أنفلوا أنفسكم؛ فلم يجدوا من ينفلهم؛ فقال: هلم يا أبا العائذ قسامةً تقسم على دم صاحبكم؛ فأبوا؛ قال: هلم يا بني غفار قسامة تقسم على براءتكم؛ فأبوا؛ قال: أين ولي هذا القتيل؟ قيل: هو ذا؛ قال ابن شهاب: اذهب فقد قضينا لك بديةٍ مسلمةٍ، وجعلنا نصفها في بلعائذ، ونصفها على بني غفار؛ فانصرف الفريقان ورضيا؛ وقيل فيه هذا الشعر، وزاده فيه أبياتاً.
وعن ابن شهاب قال: إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه عليه الصلاة والسلام، وأدب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته، أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدي إليه، فمن سمع علماً فليجعله أمامه حجةً فيما بينه وبين الله.
قال الليث:
جئت ابن شهاب يوماً بشيء من الرأي، فقبض وجهه؛ وقال: الرأي كالكاره له ثم جئته بعد ذلك يوماً آخر بأحاديث من السنن فتهلل وجهه وقال: إذا جئتني فاتني بمثل هذا.
وعن الزهري قال: الاعتصام بالسنة نجاةٌ.
وعن الزهري قال: أمروا أحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاءت.
وعن الزهري قال: أعيى الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناسخه من منسوخه.
قال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس، فسعيد بن المسيب؛ وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير؛ ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته؛ قال عراك: وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمهم جميعاً على علمه.
قال سفيان: قيل للزهري: لو أنك سكنت المدينة، ورحت إلى مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبره، تعلم الناس منك؛ فقال: إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة؛ قال سفيان: ومن كان مثل الزهري.
قال سفيان: بلغني عن الزهري كلامٌ حسنٌ؛ أنه قال: ليس الزهد بتقشف الشعر وتفل الريح وخشونة الملبس والمطعم، ولكن الزهد ظلف النفس عن محبوب الشهوات.
قال الزهري: إنما يذهب العلم النسيان، وترك المذاكرة.
وعن عبد الله بن عمر قال: كنت أرى الزهري يعطى الكتاب فلا يقرؤه ولا يقرأ عليه، فيقال له: نروي هذا عنك؟ فيقول: نعم.
وعن الزهري قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيبٌ.
قال نافع بن مالك عم مالك بن أنس: قلت للزهري: أما بلغك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من طلب شيئاً من هذا العلم الذي يراد به وجه الله يطلب به شيئاً من عرض الدنيا دخل النار "؟ فقال الزهري: لا، ما بلغني هذا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: كل حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغك؟ قال: لا، قلت: فنصفه؟ قال: عسى؛ قلت: فهذا في النصف الذي لم يبلغك.
قال الحسن بن عمارة: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فألفيته على باب داره، فقلت: إن رأيت أن تحدثني؛ فقال: أما علمت أني تركت الحديث؟ فقلت: إما أن تحدثني، وإما أن أحدثك؛ فقال: حدثني؛ فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، قال: سمعت علياً يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا، قال: فحدثني بأربعين حديثاً.
وفي آخر بمعناه: فقال: حدثنا الحكم بن عتيبة في قوله: " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس " فقال: ما آتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه ميثاق أن لا يكتمه؛ قال: فحدث الزهري.
ومن حديثٍ، عن مكحول، عن الزهري: أي رجلٍ هو، لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.
قال عمر بن رديح: كنت أمشي مع ابن شهاب الزهري، فرآني عمرو بن عبيد، فلقيني بعد فقال: مالك ولمنديل الأمراء؛ يعني ابن شهاب.
دخل سليمان بن يسار على هشام، فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال له: عبد الله بن أبي بن سلول؛ فقال له: كذبت، هو علي بن أبي طالب فقال له: أنا أكذب، لا أبا لك فوالله لو ناداني منادٍ من السماء: إن الله أحل الكذب ما كذبت.
حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله، وعلقمة بن وقاص، كلهم عن عائشة رضوان الله عليها، أن الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي؛ فلم يزل القوم يغرون به؛ فقال له هشام: ارحل، فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك؛ فقال له ابن شهاب: ولم ذلك؟ أنا أغتصبك على نفسي، أو أنت اغتصبتني على نفسي؟ فخل عني؛ فقال له: لا ولكنك استدنت ألفي ألف؛ فقال: قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك؛ فقال هشام: إنا إن نهيج الشيخ يهتم الشيخ؛ فأمر فقضى عنه من دينه ألف ألف؛ فأخبر بذلك؛ فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده.
ونزل ابن شهاب بماءٍ من المياه، فالتمس سلفاً فلم يجد، فأمر براحلته فنحرت، ودعا إليها أهل الماء، فمر به عمه، فدعاه إلى الغداء، فقال له: يا بن أخي إن مروءة سنةٍ يذهبه بذل الوجه ساعةً؛ فقال له: يا عم انزل فاطعم، وإلا فامض راشداً.
قال:
ونزل ابن شهاب بماءٍ من المياه فشكى إليه أهل الماء: أن لنا ثمان عشرة امرأةً عمرنةً؛ يعني: لهن أعمار ليس لهن خادمٌ؛ فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفاً، وأخدم كل واحدةٍ منهن خادماً بألفٍ.
وعن سعيد بن عبد العزيز: أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار، ثم قال هشام للزهري: لا تعد إلى مثلها تدان؛ فقال الزهري: يا أمير المؤمنين، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا يلدغ المؤمن في حجرٍ مرتين ".
لقي الزهري يزيد بن محمد بن مروان، وهو يطوف بالبيت، وكان استقرض منه مالاً، فأداه إلا شيئاً؛ فقال: يا أبا عثمان قد استحيينا من حبس حقك، فإن رأيت أن تأمر قهرمانك أن يكف عنا حتى ييسر الله علينا؛ قال: يا بن شهاب، كم تبقى عليك؟ قال: خمسة عشر ألفاً؛ قال: اذهب فإنها لك، والله إنها لقليلٌ من الإخاء في الله عز وجل.
قيل للزهري: إن الناس لا يعيبون عليك إلا كثرة الدين؛ قال: وكم ديني؟ إنما ديني عشرون ألف دينار، وأنا ملي المحيا والممات لي خمسة أعينٍ، كل عينٍ منها ثمن أربعين ألف دينار؛ وليس يرثني إلا ابن ابني هذا، وما أبالي أن لا يرث عني شيئاً؛ قال: وكان ابن ابنه فاسقاً.
قال مالك بن أنس: كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلما أصاب تلك الأموال، قل له مولى له، وهو
يعظه: قد رأيت ما مر عليك من الضيق والشدة، فانظر كيف تكون وأمسك عليك مالك؛ فقال له ابن شهاب: ويحك إني لم أر الكريم تحكمه التجارب؛ وفي رواية: إني لم أر السخي تنفعه أو تحكمه التجارب.
قال محمد بن إدريس الشافعي: إن رجاء بن حيوة عاتب ابن شهاب في الإسراف وكان يدان؛ فقال: لا آمن أن يحبس هؤلاء القوم أيديهم عنك فتكون قد حملت على أمانتك؛ فوعده أن يقصر، فمر بعد ذلك وقد وضع الطعام ونصبت موائد العسل؛ فوقف به رجاء فقال: يا أبا بكر، هذا الذي افترقنا عليه فقال له ابن شهاب: انزل، فإن السخي لا تؤدبه التجارب؛ وفي روايةٍ: إن الجواد لا تبخله التجارب.
وأنسد الحسين بن أبي عبد الله الكاتب في هذا المعنى: من البسيط
له سحائب جودٍ في أنامله ... أمطارها الفضة البيضاء والذهب
يقول في العسر إن أيسرت ثانيةً ... أقصرت عن بعض ما أعطي وما أهب
حتى إذا عاد أيام اليسار له ... رأيت أمواله في الناس تنتهب
قال الشافعي: مر رجلٌ من التجار بالزهري وهو في قريته، والرجل يريد الحج، فابتاع منه براً بأربع مئة دينار، إلى أن يرجع من حجه؛ قال: فلم يبرح الرجل حتى فرقه، فعرف الزهري في وجه الرجل بعض ما كره، فلما رجع من حجه مر به فقضاه ذلك، وأمر له بثلاثين دينار لينفقها في سفره؛ فقال له الزهري: كأني رأيتك يومئذٍ ساء ظنك فقال: أجل؛ فقال الزهري: والله لو لم أفعل ذلك إلا للتجارة؛ أعطي القليل فأعطى الكثير.
قال عقيل بن خالد: كان الزهري يخرج إلى الأعراب يفقههم ويعظهم؛ قال عقيل: فجاءه أعرابي وقد
نفد ما في يده، فمد الزهري يده إلى عمامتي فأخذها فأعطاها الرجل؛ وقال: يا عقيل، أعطيك خيراً منها.
قال زياد بن سعد للزهري: إن حديثك ليعجبني، ولكن ليست معي نفقةٌ فأتبعك؛ قال: اتبعني أحدثك وأنفق عليك.
قال ابن عيينة: جلست إلى الزهري فأنشده رجلٌ مديحه فأعطاه قميصه فقيل: أتعطي على كلام الشيطان؟ فقال: من ابتغى الخير، اتقى الشر.
قال حماد بن زيد: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من أحاديثكم، فإن الأذن مجاجةٌ، وإن للنفس حمضةً.
قال الزهري: ما طلب الناس شيئاً خيراً من المروءة، ومن المروءة ترك صحبة من لا خير فيه، ولا يستفاد منه عقلٌ، فتركه خيرٌ من كلامه.
توفي الزهري سنة ثلاثٍ وعشرين ومئة، وقيل: سنة أربعٍ وعشرين ومئة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنةً؛ وقيل: سنة خمسٍ وعشرين ومئة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73185&book=5549#6fd8fb
محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري القرشي أبو بكر من احفظ أهل زمانه للسنن واحسنهم لها سياقا وكان فقيها فاضلا مات ليلة البلايا لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139754&book=5549#d6a0ea
مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب بن عبد الله بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي أَبُو بكر الْمدنِي وَله أَخ يُقَال لَهُ عبد الله ويكنى أَبَا مُحَمَّد أخرج البُخَارِيّ فِي بَدْء الْوَحْي وَغير مَوضِع عَن مَالك وَمعمر وَابْن عُيَيْنَة وَصَالح بن كيسَان وَعقيل وَيُونُس وَغَيرهم عَنهُ عَن سهل بن سعد وَأنس ومحمود بن الرّبيع وسنين أبي جميلَة الصحابيين وَعَن عُرْوَة وَسَعِيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَسَالم وخارجة بن زيد وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَغَيرهم قَالَ معن بن عِيسَى سَمِعت مَالِكًا يَقُول كنت أكتب الحَدِيث فَإِذا اختلج فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء عرضته على الزُّهْرِيّ فَمَا أَمرنِي فِيهِ قبلته وَمَا أثْبته فَهُوَ الثبت عِنْدِي وَكنت أوثر علمه فِيهِ على علم غَيره لتقدمه فِي هَذَا الْأَمر وَعلمه بسنن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَحْمد بن عَليّ بن مُسلم حَدثنَا أَبُو طَاهِر عَن بن وهب قَالَ مَالك قلت لِابْنِ شهَاب أَكنت تكْتب الْعلم قَالَ لَا قلت أَكنت تَسْأَلهُمْ أَن يُعِيدُوا عَلَيْك الحَدِيث قَالَ لَا قَالَ أَحْمد بن عَليّ بن مُسلم حَدثنَا أَبُو طَاهِر حَدثنَا خَالِي عَن عقيل قَالَ قلت لِابْنِ شهَاب على خدمتي وصحبتي لَك أَلا تخصني بِكِتَاب قَالَ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ انْظُر فِي الْحَرج فَنَظَرت فَإِذا فِيهِ أَنْسَاب فَقَالَ مَا عِنْدِي كتاب غَيره قَالَ أَحْمد بن عَليّ بن مُسلم حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع قَالَ سَمِعت عبد الرَّزَّاق يَقُول قلت لمعمر هَل سمع الزُّهْرِيّ من بن عمر شَيْئا قَالَ نعم حديثين وَلم أسأله عَنْهُمَا قَالَ أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة وَحدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن وهب قَالَ سَمِعت أَيُّوب يَقُول مَا رَأَيْت أعلم من الزُّهْرِيّ فَقَالَ لَهُ صَخْر بن جوَيْرِية وَلَا الْحسن قَالَ مَا رَأَيْت أعلم من الزُّهْرِيّ قَالَ أَبُو بكر وَحدثنَا أَبُو مُسلم عبد الرَّحْمَن بن يُونُس قَالَ قَالَ قَالَ سُفْيَان كَانُوا يَقُولُونَ مَا بَقِي من النَّاس أحد أعلم بِالسنةِ مِنْهُ قيل لِسُفْيَان الزُّهْرِيّ قَالَ نعم قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل قَالَ شهِدت وهيبا ومبشر بن مكسر وَبشر بن الْمفضل فِي آخَرين ذكرُوا الزُّهْرِيّ فَقَالُوا بِمن تقيسونه فَلم يَجدوا أحدا يقيسونه بِهِ إِلَّا الشّعبِيّ قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الرَّزَّاق ثَنَا معمر قَالَ قيل لِلزهْرِيِّ زَعَمُوا أَنَّك لَا تحدث عَن الموَالِي فَقَالَ إِنِّي لأحدث عَنْهُم وَلَكِن إِذا وجدت بن الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أتكىء عَلَيْهِم فَمَا أصنع بغيرهم ثَنَا أَبُو بكر ثَنَا الزبير أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحسن عَن مَالك قَالَ أول من كَون الْعلم بن شهَاب قَالَ أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة قَالَ الزبير بن بكار توفّي بن شهَاب لَيْلَة الثُّلَاثَاء لتسْع عشرَة لَيْلَة خلت من شهر رَمَضَان وَهُوَ بن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة قَالَ البُخَارِيّ ثَنَا عَليّ ثَنَا سُفْيَان قَالَ مَاتَ الزُّهْرِيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=128900&book=5549#498d1f
محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وقيل: ابن يسار بن كوتان المديني، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف:
قال الشيخ أبو بكر: لم أر في جملة المحمدين الذين كانوا في مدينة السّلام من أهلها الواردين إليها أكبر سنا أو أعلى إسنادا وأقدم موتا منه، ولهذه الأسباب المجتمعة فيه افتتحت كتابي بتسميته، وأتبعته بمن لحق به من أهل ترجمته، ولولا ذلك لكان أولى الأشياء تقديم ترجمة محمد بن أحمد على ما عداها من الأسماء، اقتداء بما رسمه أئمة شيوخنا، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا.
ومحمد بن إسحاق، يكنى: أبا بكر. وقيل: أبا عبد الله، وله أخوان هما: أبو بكر وعمر ابنا إسحاق.
رأى محمد: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسمع القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق، وأبان بن عثمان بن عفان، ومُحَمَّد بن علي بن الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، وأبا سلمة بْن عَبْد الرحمن، بْن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافعا مولى عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلم بن شهاب الأزهري، وغيرهم. وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس، وأخبار المبتدأ، وقصص الأنبياء، وحدث عنه أئمة العلماء منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان بن سعيد الثوري، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج. وجرير بن حازم، والحمادان ابن سلمة وابن زيد، وإبراهيم بن سعد الزهري، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم. وكان ابن إسحاق قدم بغداد فنزلها حتى مات بها، ودفن بمقبرة الخيزران في الجانب الشرقي منها. وقد احتج بروايته في الإحكام قوم من أهل العلم، وصدف عنها آخرون. وأنا ذاكر ما حفظت من قول العلماء في عدالته، واختلافهم في الاحتجاج بروايته، والمشهور من تاريخ وفاته بعون الله ومشيئته.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بْن شاذان الصيرفِي بنيسابور قَالَ:
سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز قال: نا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب قَالَ: نا محمد بن العباس اليزيدي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر أحمد بن محمد الزّيدي عميّ قال: أنبأنا مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسي، قَالَ: ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة مولى لبني قيس بن مخرمة بن المطلب.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ قال: نا يعقوب بن سفيان، قال: محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة مولى فارسي.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ: نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نا بدر بن الهيثم القاضي إملاء، قَالَ: محمد بن إسحاق، قالوا: هو محمد بن إسحاق بن يسار بن كوثان. وله أخ يقال له: عمر بن إسحاق، وموسى بن يسار الذي يروي عن أبي هريرة عمهما.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: وابن إسحاق صاحب المغازي هو محمّد بن يسار بن خيار، وكان خيار لقيس بن مخرمة ابن المطلب بن عبد مناف، قَالَ ذلك الهيثم بن عدي وأبو الحسن المدائني.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسين الورّاق الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال نبأنا مصعب بن عبد الله، قَالَ: يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب، جد محمد بن إسحاق صاحب المغازي من سبي عين النّمر، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق .
الاختلاف في كنية ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو الحسين على بن بشران المعدّل قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قرئ على أبي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء وأنا حاضر ح وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الزهري الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قالا: قَالَ على بن المديني: محمّد بن إسحاق ابن يسار يكنى أبا بكر .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان قال نا على بن إبراهيم المستملي قال: نا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال قال: نا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، قال محمّد ابن إسحاق مديني كنيته أبو بَكْر.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد ابن عبد الله الجوزقي يقول: أنبأنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أخبرنا الحسين بن على الجوهريّ قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان قال:
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن حيّان قال: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي ثم أَخْبَرَنَا محمد بن أبي على الأصبهانيّ ببغداد قال: أنبأنا محمّد بن أحمد
ابن إسحاق الشاهد بالأهواز قال: نا عمر بن أحمد قال: نا خليفة بن خياط، قَالَ:
محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنَا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال: نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: نا محمد بن سعد، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال: نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نا محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوب بن شيبه قَالَ: نا جدي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
تسمية قدماء شيوخ ابن إسحاق الذين أدركهم وبعض حكاياته عنهم:
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي البزاز إجازة قَالَ:
أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني الأزهري قراءة قال نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نا جدي قَالَ حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة: قال نا سلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ:
رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يموت حتى يلقى الدجال .
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ قال: نا أحمد بن زهير قال: نا أبو داود المباركي قال نا أبو شهاب، قَالَ: قيل لمحمد بن إسحاق: أدركت سعيد بن المسيب؟
قَالَ: أدركته وأنا غلام.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزّار قال: أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قال: أنبأنا محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر قال: نا ابْن الغلابي قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عن محمد بن إسحاق فقال: كان ثقة، وكان حسن الحديث. فقلت: إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب. فقال: إنه لقديم .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع محمّد ابن إسحاق من أبان بن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسمع أيضا من القاسم بن محمد.
قال [الشيخ الحافظ أبو بكر قَالَ ] لنا أبو سعيد في موضع آخر: سمعت الأصم يقول: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: قد سمع محمد بن إسحاق من القاسم بن محمد، وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود .
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ: أنبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال: نا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال: نا ابن الغلّابي قال نا يحيى بن معين قال: نبأنا سلمة بن الفضل الأبرش، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ قال: نا محمّد بن يعقوب الأصم قال: نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: نا أبي قال نا إسحاق بن إبراهيم الرّازيّ قال: نبأنا سلمة بن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ بيد الصبي من الكتاب، فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له.
مناقب ابن إسحاق ومعرفة حاله:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذة الأصبهانيّ بها قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال: حدّثني حمويه بن أبي شداد قَالَ سمعت إبراهيم بن الحسين قال: سمعت على بن المديني يقول.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي قَالَ: نبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي هارون بن عيسى قال نبأنا أبو قلابة عبد الملك ابن محمّد قال سمعت على بن المديني، يقول: مدار حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ستة، فذكرهم. ثم قَالَ: فصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم ابن إسحاق ، هذا لفظ حديث الأصبهاني وحديث الشروطي بمعناه غير أنه قَالَ: ثلاثة عشر أحدهم ابن إسحاق.
أخبرنا ابن بشران قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: نبأنا عبد الله بن أبي مريم قال نبأنا نعيم بن حمّاد قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. قَالَ: رأيت الزهري أتاه محمّد بن إسحاق فاستبطأه، قال له : أين كنت؟ فقال له محمد بن إسحاق: وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قَالَ فدعا حاجبه، فقال له: لا تحجبه إذا جاء .
قَالَ ابن عيينة قَالَ أبو بكر الهذلي سمعت الزهري يقول: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني قَالَ:
قَرَأْتُ: عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم تميم بن محمّد قال: نا أبو كريب قال نا ابن إدريس عن سفيان بن عيينة قَالَ: قال الأزهري لا يزال بالمدينة علم ما بقي- وذكر ابن إسحاق.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي أن معاذ بن المثنى حدّثهم قال: نبأنا على بن المديني قَالَ سمعت سفيان يقول: قَالَ ابن شهاب- وسئل عن مغازيه- فقال: هذا أعلم الناس بها- يعني ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد ابن أحمد الفشني- قدم علينا- قال: نبأنا أبو الفضل العباس بن عزير القطان المروزي قَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بْن يَحْيَى التجيبي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي، يقول:
من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا الصيمري قَالَ: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن إسحاق؟ فقال: قَالَ عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمّد ابن إسحاق .
وَقَالَ أحمد بن زهير حَدَّثَنَا هارون بن معروف قَالَ: سمعت أبا معاوية يقول:
كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، وكان إذا كان عند الرجل خمسة
أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وَقَالَ: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها على .
أخبرنا الحسن بن الجوهريّ قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: نبأنا أحمد بن سعد الزهري.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري قال أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر قال: أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي سعيد قَالَ: نبأنا أحمد بن سعد قال: نبأنا ابن نفيل قال: نبأنا عبد الله بن فائد قَالَ: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم، قضى مجلسه في ذلك الفن .
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار قال: نبأنا على بن عمر الحافظ قال: نبأنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب قال: نبأنا عبد الله بن شبيب قَالَ:
حَدَّثَنِي إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن هاني الشجري عن أبيه، قَالَ: لما أراد محمد ابن إسحاق الخروج إلى العراق قَالَ له رجل من أصحابه: إني أحسب السفر غدا خسيسة يا أبا عبد الله. وكان ابن إسحاق قد رق فقال ابن إسحاق: والله ما أخلاقنا بخسيسة ولربما قصر الدهر باع الكريم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي قَالَ: أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: نبأنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أبو الحسن الميموني قال: نبأنا أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- بحديث استحسنه عن محمد بن إسحاق، فقلت له: يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق؟ فتبسم إلى متعجبا .
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: نبأنا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى قَالَ: سمعت حامدا أبا علي الهروي يقول: سمعت الحسن بن محمد المؤدب قَالَ: سمعت عمارا يقول:
دخل محمد بن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه فقال له: أتعرف هذا يا ابن إسحاق؟ قَالَ: نعم هذا ابن أمير المؤمنين، قَالَ: اذهب فصنف له كتابا منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يومك هذا. قَالَ: فذهب فصنف له هذا الكتاب. فقال
له: لقد طولته يا ابن إسحاق اذهب فاختصره. قَالَ: فذهب فاختصره فهو هذا الكتاب المختصر، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين قَالَ الحسن وسمعت أبا الهيثم يقول: صنف محمد بن إسحاق هذا الكتاب في القراطيس ثم صير القراطيس لسلمة- يعني ابن الفضل- فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلك القراطيس.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا قَالَ هذا الراوي دخل ابن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه وفي ذلك عندي نظر، ولعله أراد أن يقول: دخل على المنصور وبين يديه المهديّ ابنه لأنه ذلك أشبه بالصواب والله أعلم.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي السروي قال:
أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: نبأنا صالح بن أحمد قال: نبأنا علي قَالَ:
سمعت سفيان- وسئل عن محمد بن إسحاق- قيل له: لم يرو أهل المدينة عنه. قَالَ سفيان: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال:
أَخْبَرَنِي ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن الحسن الحرشي قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو بِدِمَشْقَ قال: نبأنا أحمد بن خالد الوهبي قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ امْرَأَةً وَهِيَ تَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً وَإِنِّي أَسْتَشْبِعُ من زوجي بما لم يعطينيه لأَغِيظَهَا بِذَلِكَ. قَالَ: «الْمُسْتَشْبِعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابس ثوبي زور» .
قال المؤلف : فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير؛ وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها. ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ بأصبهان قال: نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قال: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: نا على بن المديني قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: سألت هشام بن عروة عن محمّد ابن إسحاق فقلت: كان يدخل على فاطمة بنت المنذر؟ فقال: وهو كان يصل إليها؟
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق قال: أنبأنا عيسى بن حامد الرخجي قال: نبأنا هيثم بن خلف الدوري قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال: نبأنا أبو داود صاحب الطيالسة قَالَ: حَدَّثَنِي من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة. فقال: كذب الخبيث.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي قَالَ: أنبأنا محمّد بن داود الكرجي قال نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: وروى يحيى عن سعيد القطان قَالَ: سمعت هشام بن عروة وذكر محمّد ابن إسحاق، فقال: ألعدو الله الكذاب يروي عن امرأتي من أين رآها؟
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا أبو بكر بن خلاد قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ سَمِعْتُ هشام بن عروة، يقول: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن رآها قط. قَالَ عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال: وما ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له. أحسبه قَالَ: ولم يعلم .
وكان مالك بن أنس يسيء القول في ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال نبأنا الميموني قَالَ: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول: كان مالك بن أنس يسيء الرأي في ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي محمد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال: نبأنا إبراهيم بن زياد سبلان قال: نبأنا حسين بن عروة، قَالَ:
سمعت مالك بن أنس يقول: محمد بن إسحاق كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ قال نبأنا محمّد بن الحسن السروي قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي
حاتم قال نبأنا أبو سعيد الأشج قال نبأنا ابن إدريس قَالَ: قلت لمالك بن أنس- وذكر المغازي- فقلت: قَالَ ابن إسحاق أنا بيطارها. فقال: قَالَ لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.
وأخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق عن أبي بكر الأثرم. قَالَ: سألته- يعني أَحْمَد بن حنبل- عن محمد بن إسحاق كيف هو؟ فقال: هو حسن الحديث. ولقد قَالَ مالك حين ذكره: دجال من الدجاجلة.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: قد ذكر بعض العلماء: أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة.
واحتج بما أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي قَالَ: نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الإيادي قَالَ: نبأنا زكريّا الساجي قال حدّثني أحمد ابن محمّد البغدادي قال: نبأنا إبراهيم بن المنذر قال: نبأنا محمد بن فليح قَالَ: قَالَ لي مالك بن أنس: هشام بن عروة كذاب.
قَالَ [أحمد بن محمد ] : فسألت يحيى بن معين قال: عسى أراد في الكلام، فأما الحديث فهو ثقة، وهو من الرواة عنه. وَقَالَ إبراهيم: حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع قَالَ:
كان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق.
يتكلمون في مالك بن أنس وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق. كان يقول:
ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه .
قال المؤالف : أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد من أهل العلم بالحديث، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشم بن عروة فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه، وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف عندنا، فالله أعلم.
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه .
أخبرنا أبو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ القاسم الدمشقي في كتابه إلينا قال:
أنبأنا أبو الميمون البجلي. ثم أَخْبَرَنَا البرقاني قراءة، قال: أنبأنا محمد بن عثمان القاضي، قال: أنبأنا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي بدمشق قَالَ: قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري: ومحمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ منه. منهم سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحمّاد بن يزيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد. وروى عنه من الأكابر: يزيد بن أبي حبيب، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحة ابن شهاب له، وقد ذاكرت دحيما قول مالك: فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر .
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني لفظا بدمشق قال نبأنا عبد الوهّاب بن جعفر المدياني قال: نبأنا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصمد السلمي قال نبأنا أَبُو بكر القاسم بْن عيسى العصار قَالَ: نبأنا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني، قَالَ: محمد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمي بغير نوع من البدع .
أَخْبَرَنَا أبو حازم العبدوي قال أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الصيدلاني المهلّبي قال: أنبأنا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعيد البوشنجي قَالَ: نبأنا ابن بكير قال: نبأنا هارون بن عبد الله القاضي عن ابن أبي حازم. قَالَ: كنا قعودا في المسجد معنا محمد بن إسحاق، إذ نعس ثم فتح عينه. فقال: رأيت الساعة كأن حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فأدخل المسجد حتى أخرج من الباب الآخر، قَالَ: وكان قدم وال. قَالَ: فجاءه عون من قبل الوالي فقال: من هذا الجالس معكم؟ قلنا: محمد بن إسحاق. قَالَ: فأخذه، فرأيناه قد مرّ علينا في عنقه حبل من دار مروان حتى أدخل المسجد وأخرج من الباب الآخر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عبد اللَّه بْن مهدي فيما أجاز لنا، وَحَدَّثَنَاه ثقة سمعه منه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي قَالَ سمعت سعيد بن داود الزنبري قَالَ حَدَّثَنِي والله عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قَالَ: كنا في مجلس محمد بن إسحاق نتعلم، فأغفى إغفاءة ثم انتبه ،
فقال: إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار فأخرجه، فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه فذهب به إلى السلطان، فجلد . قَالَ ابن أبي زنبر من أجل القدر .
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسين الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعتُ هارون بْن معروف. يقول: كان محمد بن إسحاق قدريا.
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العبّاس بن سعيد قال: نبأنا موسى بن هارون بن إسحاق قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه .
أخبرنا ابن الفضل قَالَ: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: نبأنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمد بن إسحاق وكان يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة أو في الصفات فنفرت منها. فلم أعد إليه.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال: نبأنا عبد الرّحمن بن خازم قَالَ: قَالَ مكي بن إبراهيم: جعفر بن محمد، ومحمد بن إسحاق، والحجاج بن أرطأة، نبلوا بعد موتهم. قَالَ: وسمعته يقول: تركت حديث ابن إسحاق وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا، فسمعت منه شيئا فتركته.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد الأدمى قال ثنا محمّد بن على الإياديّ قال نبأنا زكريا بن يحيى قَالَ: حدثت عن مفضل- يعني ابن غسان- قَالَ:
حضرت يزيد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة بالمدينة وهو يحدث بالبقيع، وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه شيئا بأخرة، فحدث بأحاديث حتى
حدثهم عن محمد بن إسحاق فأمسكوا. وقالوا: لا تحدثنا عنه نحن أعلم به، فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم ابن محمّد الكندي قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قَالَ: ما سمعت يحيى- يعني القطان- يحدث عن محمد بن إسحاق شيئا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ قال نبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال: نبأنا الهيثم بن مجاهد قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن الدورقي قَالَ حَدَّثَنِي يحيى بن معين عن يحيى القطان: أنه كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي فيما أجاز لنا روايته عنه قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نبأنا جدي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير- وذكر ابن إسحاق- فقال: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين، فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أوتى من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة .
أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي قَالَ: نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول:
محمّد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها أحد .
قَالَ: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه يقول سمعت سفيان يقول: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إِسْحَاقَ .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بن الخليل الجلاب قَالَ: سألت إبراهيم الحربي:
تكلم أحد في ابن إسحاق؟ فقال: أما سفيان- يعني ابن عيينة- فكان يقول: لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام- يعني ابن إسحاق- قَالَ إبراهيم: ولكن حَدَّثَنِي مصعب قَالَ: كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث .
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة قَالَ: نبأنا محمّد بن يحيى قال نبأنا أبو سعيد الجعفي قال: نبأنا محمّد ابن إدريس: وكان معجبا بابن إسحاق كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال نبأنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني قال: نبأنا يزيد بن هارون عن شعبة. قَالَ: لو سوّد أحد في الحديث؛ لسوّد ابن إسحاق .
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على النّيسابوريّ قال: أنبأنا أبو بكر بن خزيمة وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن عَلِيّ البزاز، قال: أنبأنا عمر بن محمّد بن يوسف الكاتب قال نبأنا عبد الله بن أبي داود. قالا: نبأنا محمّد بن يزيد الأسفاطي قال نبأنا يحيى بن كثير العنبري يقول سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث .
أنبأنا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الرّازيّ قال ثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال: ثنا العبّاس بن يزيد البحراني قال ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا محمّد بن على الورّاق قال نبأنا عبيد بن يعيش قال: نبأنا يونس بن بكير قَالَ: سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المحدثين. فقيل له:
لم؟ فقال: لحفظه .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ سمعت محمد بن أيوب يقول سمعت عبيد بن يعيش يقول: سمعت يونس بن بكير يقول قَالَ شعبة: ابن إسحاق سيد المحدثين لحال حفظه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا مجاهد بن موسى قال: نبأنا يحيى بن آدم قال: نبأنا أبو شهاب قَالَ: قَالَ لي شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي قَالَ نبأنا محمّد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنِي إبراهيم بن مهدي عن ابن عليّة قال شعبة.
وأخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال: نبأنا عبد الكريم بن الهيثم قال: نبأنا إبراهيم بن مهدي قَالَ سمعت ابن علية يقول في مسجده. قَالَ شعبة: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي؛ فصدوقان.
زاد ابن حنبل، في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قال سألت على بن المديني عن ابن إسحاق.
فقلت: كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم حديثه عندي صحيح. قلت له: فكلام مالك فيه؟ قَالَ علي: مالك لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قَالَ علي: ابن إسحاق أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه.
فقال علي: الذي قَالَ هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها.
وسمعت عليا يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة حَدَّثَنِي أبو الزناد؛ ومرة ذكر أبو الزناد. وروى عن رجل عمن سمع منه يقول:
حَدَّثَنِي سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمر: «صوم يوم عرفة» وهو من أروى الناس عن أبي النضر. ويقول: حَدَّثَنِي الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب: «في سلف وبيع» . وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر قال: أنبأنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ. قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لابْنِ إِسْحَاقَ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ: نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: «إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ»
. هذان لم يروهما عن أحد، وفي الباقين يقول: ذكر فلان، ولكن هذا فيه حَدَّثَنَا. وقال يعقوب: سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء- وكان ملازما لعلي- قَالَ سمعت عليا يقول: وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.
أخبرنا البرقانيّ قال أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ قال:
أنبأنا الحسين بن إدريس قال: نبأنا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد- يعني ابن حنبل- ذكر محمد بن إسحاق فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.
أخبرنا ابن الفضل قَالَ: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا الفضل بْن زياد قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسأله جعفر- أيما أحب إليك، موسى ابن عبيدة الزبدي، أو محمد بن إسحاق؟ قَالَ: لا محمد بن إسحاق.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني قال: نبأنا أبو بكر المروزيّ قَالَ قيل لَهُ: يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- أيما أحب إليك: موسى ابن عبيدة، أم محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق. وَقَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قَالَ:
حَدَّثَنِي، وإذا لم يكن قَالَ قَالَ، وقَالَ أبو عبد الله: قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد، وكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره.
أخبرنا ابن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حنبل بن إسحاق. قَالَ سمعت أبا عبد الله يقول: ابن إسحاق ليس بحجة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد- وسأله رجل عن محمد بن إسحاق- فقال:
كان أبي يتتبع حديثه ويكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في المسند وما رأيته أنفى حديثه قط. قيل له: يحتج به؟ قَالَ: لم يكن يحتج به في السنن.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سليمان المؤدّب بأصبهان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: نبأنا سلامة بن محمّد القيسي بعسقلان قال: نبأنا أيوب بن إسحاق بن سافري قَالَ: سألت أحمد بْنِ حنبل، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ابن إسحاق إذا تفرد بحديثه تقبله؟ قَالَ: لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا. قَالَ: وأما علي بن المديني فكان يثني عليه ويقدمه.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا أَبُو القاسم مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن النضر بن مروان العطّار ببغداد قال: نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: سألت عليّا-
يعني ابن المديني- عن محمد بن إسحاق بن يسار مولى [آل ] مخرمة، فقال: هو صالح وسط.
أَخْبَرَنَا عبد الكريم وعَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن المأمون الهاشمي. قالا:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الملاحمي قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن إسحاق قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق. وَقَالَ علي: عن ابن عيينة ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق .
وَقَالَ لي علي بن عبد الله: نظرت في كتاب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
أنبأنا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قال نبأنا أبو العبّاس الوليد بن أبي بكر الأندلسي قال: نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي بأطرابلس المغرب قال:
نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي قَالَ حَدَّثَنِي أبي: قَالَ:
محمد بن إسحاق مدني ثقة .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري قال: أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال: نبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال: نبأنا المفضل بن غسان الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ابن إسحاق ثبت في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قَالَ: سألت يحيى بن معين عنه- يعني ابن إسحاق- فقلت في نفسك من صدقه شيء؟ فقال: لا هو صدوق .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني قال: نبأنا الميموني قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن عبد العزيز الطاهري قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله عن يحيى بن معين.
قَالَ: محمد بن إسحاق ليس بذاك.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قَالَ: قلت ليحيى بن معين- وذكرت له الحجة- فقلت: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وذكر قوما آخرين.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ليس به أي بأس. وسئل يحيى بن معين عنه مرة أخرى قال ليس بذاك، ضعيف. وسمعته يقول مرة أخرى، محمد بن إسحاق عندي سقيم ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قال: نبأنا أَحْمَد بْن سعيد بْن سعد وكيل دعلج قال: نبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: نبأنا أبي قال: محمّد ابن إسحاق ليس بالقوي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن محمد ابن إسحاق بن يسار [وعن أبيه ] فقال: جميعا لا يحتج بهما، وإنما يعتبر بهما.
الاختلاف في تاريخ وفاة محمد بن إسحاق:
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف قال:
نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا أبو حفص عمر بن علي. قَالَ: مات محمد بن إسحاق ابن يسار صاحب السيرة سنة خمسين ومائة .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبانا أحمد بن إبراهيم بن الحسين قال نبأنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة الأزدي، قَالَ: مات محمد بن إسحاق سنة مائة وخمسين.
أخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا عبد الرحمن بْن عمرو قَالَ: سمعت أَحْمَد بن خالد الوهبي يقول: مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة .
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ نبأنا عبد الرّحمن بن عمرو قال نبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نبأنا جدي، قَالَ: توفي محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة ببغداد. ويقال: إنه دفن في مقابر الخيزران.
أخبرنا بن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نبأنا محمد بن سعد قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: توفي- يعني ابن إسحاق- سنة إحدى وخمسين ومائة. وَقَالَ ابنه: توفي سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا على بن محمّد بن الحسين السّمسار قال: أنبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق قال: نبأنا محمّد بن مخلد. وأخبرني الأزهري قال: أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قال: أنبأنا محمد بن مخلد قَالَ: قرأت على علي بْن عَمْرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي. قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة- يعني مات- .
أخبرنا ابن بشران قَالَ: أنبأنا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ قرئ على أبي الحسن بْن البراء وأنا حاضر قَالَ: قَالَ علي بن المديني: ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني خزيمة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ على بن المديني: ومات محمد بن إسحاق بن يسار سنة أربع وأربعين ومائة .
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وهم ابن جارود على علي في هذا القول أو من دونه، والصواب ما ذكره ابن البراء عن علي.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي قال: نبأ محمّد بن على الإياديّ قال: نبأنا زكريا بن يحيى الساجي. قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة من سبي عين التمر، توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة . انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
أخبرنا الصّيمريّ قال: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق مات سنة اثنتين وخمسين وَمائة .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بن جعفر قَالَ:
نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: محمّد بن يسار توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة .
قال الشيخ أبو بكر: لم أر في جملة المحمدين الذين كانوا في مدينة السّلام من أهلها الواردين إليها أكبر سنا أو أعلى إسنادا وأقدم موتا منه، ولهذه الأسباب المجتمعة فيه افتتحت كتابي بتسميته، وأتبعته بمن لحق به من أهل ترجمته، ولولا ذلك لكان أولى الأشياء تقديم ترجمة محمد بن أحمد على ما عداها من الأسماء، اقتداء بما رسمه أئمة شيوخنا، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا.
ومحمد بن إسحاق، يكنى: أبا بكر. وقيل: أبا عبد الله، وله أخوان هما: أبو بكر وعمر ابنا إسحاق.
رأى محمد: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسمع القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق، وأبان بن عثمان بن عفان، ومُحَمَّد بن علي بن الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، وأبا سلمة بْن عَبْد الرحمن، بْن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافعا مولى عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلم بن شهاب الأزهري، وغيرهم. وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس، وأخبار المبتدأ، وقصص الأنبياء، وحدث عنه أئمة العلماء منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان بن سعيد الثوري، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج. وجرير بن حازم، والحمادان ابن سلمة وابن زيد، وإبراهيم بن سعد الزهري، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم. وكان ابن إسحاق قدم بغداد فنزلها حتى مات بها، ودفن بمقبرة الخيزران في الجانب الشرقي منها. وقد احتج بروايته في الإحكام قوم من أهل العلم، وصدف عنها آخرون. وأنا ذاكر ما حفظت من قول العلماء في عدالته، واختلافهم في الاحتجاج بروايته، والمشهور من تاريخ وفاته بعون الله ومشيئته.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بْن شاذان الصيرفِي بنيسابور قَالَ:
سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز قال: نا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب قَالَ: نا محمد بن العباس اليزيدي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر أحمد بن محمد الزّيدي عميّ قال: أنبأنا مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسي، قَالَ: ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة مولى لبني قيس بن مخرمة بن المطلب.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ قال: نا يعقوب بن سفيان، قال: محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة مولى فارسي.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ: نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نا بدر بن الهيثم القاضي إملاء، قَالَ: محمد بن إسحاق، قالوا: هو محمد بن إسحاق بن يسار بن كوثان. وله أخ يقال له: عمر بن إسحاق، وموسى بن يسار الذي يروي عن أبي هريرة عمهما.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: وابن إسحاق صاحب المغازي هو محمّد بن يسار بن خيار، وكان خيار لقيس بن مخرمة ابن المطلب بن عبد مناف، قَالَ ذلك الهيثم بن عدي وأبو الحسن المدائني.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسين الورّاق الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال نبأنا مصعب بن عبد الله، قَالَ: يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب، جد محمد بن إسحاق صاحب المغازي من سبي عين النّمر، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق .
الاختلاف في كنية ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو الحسين على بن بشران المعدّل قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قرئ على أبي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء وأنا حاضر ح وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الزهري الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قالا: قَالَ على بن المديني: محمّد بن إسحاق ابن يسار يكنى أبا بكر .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان قال نا على بن إبراهيم المستملي قال: نا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال قال: نا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، قال محمّد ابن إسحاق مديني كنيته أبو بَكْر.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد ابن عبد الله الجوزقي يقول: أنبأنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أخبرنا الحسين بن على الجوهريّ قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان قال:
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن حيّان قال: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي ثم أَخْبَرَنَا محمد بن أبي على الأصبهانيّ ببغداد قال: أنبأنا محمّد بن أحمد
ابن إسحاق الشاهد بالأهواز قال: نا عمر بن أحمد قال: نا خليفة بن خياط، قَالَ:
محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنَا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال: نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: نا محمد بن سعد، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال: نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نا محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوب بن شيبه قَالَ: نا جدي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
تسمية قدماء شيوخ ابن إسحاق الذين أدركهم وبعض حكاياته عنهم:
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي البزاز إجازة قَالَ:
أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني الأزهري قراءة قال نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نا جدي قَالَ حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة: قال نا سلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ:
رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يموت حتى يلقى الدجال .
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ قال: نا أحمد بن زهير قال: نا أبو داود المباركي قال نا أبو شهاب، قَالَ: قيل لمحمد بن إسحاق: أدركت سعيد بن المسيب؟
قَالَ: أدركته وأنا غلام.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزّار قال: أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قال: أنبأنا محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر قال: نا ابْن الغلابي قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عن محمد بن إسحاق فقال: كان ثقة، وكان حسن الحديث. فقلت: إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب. فقال: إنه لقديم .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع محمّد ابن إسحاق من أبان بن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسمع أيضا من القاسم بن محمد.
قال [الشيخ الحافظ أبو بكر قَالَ ] لنا أبو سعيد في موضع آخر: سمعت الأصم يقول: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: قد سمع محمد بن إسحاق من القاسم بن محمد، وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود .
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ: أنبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال: نا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال: نا ابن الغلّابي قال نا يحيى بن معين قال: نبأنا سلمة بن الفضل الأبرش، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ قال: نا محمّد بن يعقوب الأصم قال: نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: نا أبي قال نا إسحاق بن إبراهيم الرّازيّ قال: نبأنا سلمة بن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ بيد الصبي من الكتاب، فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له.
مناقب ابن إسحاق ومعرفة حاله:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذة الأصبهانيّ بها قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال: حدّثني حمويه بن أبي شداد قَالَ سمعت إبراهيم بن الحسين قال: سمعت على بن المديني يقول.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي قَالَ: نبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي هارون بن عيسى قال نبأنا أبو قلابة عبد الملك ابن محمّد قال سمعت على بن المديني، يقول: مدار حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ستة، فذكرهم. ثم قَالَ: فصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم ابن إسحاق ، هذا لفظ حديث الأصبهاني وحديث الشروطي بمعناه غير أنه قَالَ: ثلاثة عشر أحدهم ابن إسحاق.
أخبرنا ابن بشران قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: نبأنا عبد الله بن أبي مريم قال نبأنا نعيم بن حمّاد قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. قَالَ: رأيت الزهري أتاه محمّد بن إسحاق فاستبطأه، قال له : أين كنت؟ فقال له محمد بن إسحاق: وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قَالَ فدعا حاجبه، فقال له: لا تحجبه إذا جاء .
قَالَ ابن عيينة قَالَ أبو بكر الهذلي سمعت الزهري يقول: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني قَالَ:
قَرَأْتُ: عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم تميم بن محمّد قال: نا أبو كريب قال نا ابن إدريس عن سفيان بن عيينة قَالَ: قال الأزهري لا يزال بالمدينة علم ما بقي- وذكر ابن إسحاق.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي أن معاذ بن المثنى حدّثهم قال: نبأنا على بن المديني قَالَ سمعت سفيان يقول: قَالَ ابن شهاب- وسئل عن مغازيه- فقال: هذا أعلم الناس بها- يعني ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد ابن أحمد الفشني- قدم علينا- قال: نبأنا أبو الفضل العباس بن عزير القطان المروزي قَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بْن يَحْيَى التجيبي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي، يقول:
من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا الصيمري قَالَ: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن إسحاق؟ فقال: قَالَ عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمّد ابن إسحاق .
وَقَالَ أحمد بن زهير حَدَّثَنَا هارون بن معروف قَالَ: سمعت أبا معاوية يقول:
كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، وكان إذا كان عند الرجل خمسة
أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وَقَالَ: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها على .
أخبرنا الحسن بن الجوهريّ قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: نبأنا أحمد بن سعد الزهري.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري قال أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر قال: أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي سعيد قَالَ: نبأنا أحمد بن سعد قال: نبأنا ابن نفيل قال: نبأنا عبد الله بن فائد قَالَ: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم، قضى مجلسه في ذلك الفن .
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار قال: نبأنا على بن عمر الحافظ قال: نبأنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب قال: نبأنا عبد الله بن شبيب قَالَ:
حَدَّثَنِي إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن هاني الشجري عن أبيه، قَالَ: لما أراد محمد ابن إسحاق الخروج إلى العراق قَالَ له رجل من أصحابه: إني أحسب السفر غدا خسيسة يا أبا عبد الله. وكان ابن إسحاق قد رق فقال ابن إسحاق: والله ما أخلاقنا بخسيسة ولربما قصر الدهر باع الكريم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي قَالَ: أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: نبأنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أبو الحسن الميموني قال: نبأنا أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- بحديث استحسنه عن محمد بن إسحاق، فقلت له: يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق؟ فتبسم إلى متعجبا .
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: نبأنا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى قَالَ: سمعت حامدا أبا علي الهروي يقول: سمعت الحسن بن محمد المؤدب قَالَ: سمعت عمارا يقول:
دخل محمد بن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه فقال له: أتعرف هذا يا ابن إسحاق؟ قَالَ: نعم هذا ابن أمير المؤمنين، قَالَ: اذهب فصنف له كتابا منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يومك هذا. قَالَ: فذهب فصنف له هذا الكتاب. فقال
له: لقد طولته يا ابن إسحاق اذهب فاختصره. قَالَ: فذهب فاختصره فهو هذا الكتاب المختصر، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين قَالَ الحسن وسمعت أبا الهيثم يقول: صنف محمد بن إسحاق هذا الكتاب في القراطيس ثم صير القراطيس لسلمة- يعني ابن الفضل- فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلك القراطيس.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا قَالَ هذا الراوي دخل ابن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه وفي ذلك عندي نظر، ولعله أراد أن يقول: دخل على المنصور وبين يديه المهديّ ابنه لأنه ذلك أشبه بالصواب والله أعلم.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي السروي قال:
أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: نبأنا صالح بن أحمد قال: نبأنا علي قَالَ:
سمعت سفيان- وسئل عن محمد بن إسحاق- قيل له: لم يرو أهل المدينة عنه. قَالَ سفيان: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال:
أَخْبَرَنِي ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن الحسن الحرشي قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو بِدِمَشْقَ قال: نبأنا أحمد بن خالد الوهبي قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ امْرَأَةً وَهِيَ تَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً وَإِنِّي أَسْتَشْبِعُ من زوجي بما لم يعطينيه لأَغِيظَهَا بِذَلِكَ. قَالَ: «الْمُسْتَشْبِعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابس ثوبي زور» .
قال المؤلف : فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير؛ وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها. ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ بأصبهان قال: نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قال: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: نا على بن المديني قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: سألت هشام بن عروة عن محمّد ابن إسحاق فقلت: كان يدخل على فاطمة بنت المنذر؟ فقال: وهو كان يصل إليها؟
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق قال: أنبأنا عيسى بن حامد الرخجي قال: نبأنا هيثم بن خلف الدوري قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال: نبأنا أبو داود صاحب الطيالسة قَالَ: حَدَّثَنِي من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة. فقال: كذب الخبيث.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي قَالَ: أنبأنا محمّد بن داود الكرجي قال نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: وروى يحيى عن سعيد القطان قَالَ: سمعت هشام بن عروة وذكر محمّد ابن إسحاق، فقال: ألعدو الله الكذاب يروي عن امرأتي من أين رآها؟
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا أبو بكر بن خلاد قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ سَمِعْتُ هشام بن عروة، يقول: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن رآها قط. قَالَ عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال: وما ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له. أحسبه قَالَ: ولم يعلم .
وكان مالك بن أنس يسيء القول في ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال نبأنا الميموني قَالَ: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول: كان مالك بن أنس يسيء الرأي في ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي محمد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال: نبأنا إبراهيم بن زياد سبلان قال: نبأنا حسين بن عروة، قَالَ:
سمعت مالك بن أنس يقول: محمد بن إسحاق كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ قال نبأنا محمّد بن الحسن السروي قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي
حاتم قال نبأنا أبو سعيد الأشج قال نبأنا ابن إدريس قَالَ: قلت لمالك بن أنس- وذكر المغازي- فقلت: قَالَ ابن إسحاق أنا بيطارها. فقال: قَالَ لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.
وأخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق عن أبي بكر الأثرم. قَالَ: سألته- يعني أَحْمَد بن حنبل- عن محمد بن إسحاق كيف هو؟ فقال: هو حسن الحديث. ولقد قَالَ مالك حين ذكره: دجال من الدجاجلة.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: قد ذكر بعض العلماء: أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة.
واحتج بما أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي قَالَ: نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الإيادي قَالَ: نبأنا زكريّا الساجي قال حدّثني أحمد ابن محمّد البغدادي قال: نبأنا إبراهيم بن المنذر قال: نبأنا محمد بن فليح قَالَ: قَالَ لي مالك بن أنس: هشام بن عروة كذاب.
قَالَ [أحمد بن محمد ] : فسألت يحيى بن معين قال: عسى أراد في الكلام، فأما الحديث فهو ثقة، وهو من الرواة عنه. وَقَالَ إبراهيم: حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع قَالَ:
كان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق.
يتكلمون في مالك بن أنس وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق. كان يقول:
ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه .
قال المؤالف : أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد من أهل العلم بالحديث، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشم بن عروة فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه، وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف عندنا، فالله أعلم.
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه .
أخبرنا أبو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ القاسم الدمشقي في كتابه إلينا قال:
أنبأنا أبو الميمون البجلي. ثم أَخْبَرَنَا البرقاني قراءة، قال: أنبأنا محمد بن عثمان القاضي، قال: أنبأنا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي بدمشق قَالَ: قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري: ومحمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ منه. منهم سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحمّاد بن يزيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد. وروى عنه من الأكابر: يزيد بن أبي حبيب، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحة ابن شهاب له، وقد ذاكرت دحيما قول مالك: فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر .
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني لفظا بدمشق قال نبأنا عبد الوهّاب بن جعفر المدياني قال: نبأنا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصمد السلمي قال نبأنا أَبُو بكر القاسم بْن عيسى العصار قَالَ: نبأنا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني، قَالَ: محمد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمي بغير نوع من البدع .
أَخْبَرَنَا أبو حازم العبدوي قال أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الصيدلاني المهلّبي قال: أنبأنا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعيد البوشنجي قَالَ: نبأنا ابن بكير قال: نبأنا هارون بن عبد الله القاضي عن ابن أبي حازم. قَالَ: كنا قعودا في المسجد معنا محمد بن إسحاق، إذ نعس ثم فتح عينه. فقال: رأيت الساعة كأن حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فأدخل المسجد حتى أخرج من الباب الآخر، قَالَ: وكان قدم وال. قَالَ: فجاءه عون من قبل الوالي فقال: من هذا الجالس معكم؟ قلنا: محمد بن إسحاق. قَالَ: فأخذه، فرأيناه قد مرّ علينا في عنقه حبل من دار مروان حتى أدخل المسجد وأخرج من الباب الآخر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عبد اللَّه بْن مهدي فيما أجاز لنا، وَحَدَّثَنَاه ثقة سمعه منه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي قَالَ سمعت سعيد بن داود الزنبري قَالَ حَدَّثَنِي والله عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قَالَ: كنا في مجلس محمد بن إسحاق نتعلم، فأغفى إغفاءة ثم انتبه ،
فقال: إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار فأخرجه، فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه فذهب به إلى السلطان، فجلد . قَالَ ابن أبي زنبر من أجل القدر .
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسين الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعتُ هارون بْن معروف. يقول: كان محمد بن إسحاق قدريا.
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العبّاس بن سعيد قال: نبأنا موسى بن هارون بن إسحاق قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه .
أخبرنا ابن الفضل قَالَ: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: نبأنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمد بن إسحاق وكان يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة أو في الصفات فنفرت منها. فلم أعد إليه.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال: نبأنا عبد الرّحمن بن خازم قَالَ: قَالَ مكي بن إبراهيم: جعفر بن محمد، ومحمد بن إسحاق، والحجاج بن أرطأة، نبلوا بعد موتهم. قَالَ: وسمعته يقول: تركت حديث ابن إسحاق وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا، فسمعت منه شيئا فتركته.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد الأدمى قال ثنا محمّد بن على الإياديّ قال نبأنا زكريا بن يحيى قَالَ: حدثت عن مفضل- يعني ابن غسان- قَالَ:
حضرت يزيد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة بالمدينة وهو يحدث بالبقيع، وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه شيئا بأخرة، فحدث بأحاديث حتى
حدثهم عن محمد بن إسحاق فأمسكوا. وقالوا: لا تحدثنا عنه نحن أعلم به، فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم ابن محمّد الكندي قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قَالَ: ما سمعت يحيى- يعني القطان- يحدث عن محمد بن إسحاق شيئا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ قال نبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال: نبأنا الهيثم بن مجاهد قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن الدورقي قَالَ حَدَّثَنِي يحيى بن معين عن يحيى القطان: أنه كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي فيما أجاز لنا روايته عنه قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نبأنا جدي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير- وذكر ابن إسحاق- فقال: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين، فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أوتى من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة .
أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي قَالَ: نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول:
محمّد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها أحد .
قَالَ: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه يقول سمعت سفيان يقول: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إِسْحَاقَ .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بن الخليل الجلاب قَالَ: سألت إبراهيم الحربي:
تكلم أحد في ابن إسحاق؟ فقال: أما سفيان- يعني ابن عيينة- فكان يقول: لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام- يعني ابن إسحاق- قَالَ إبراهيم: ولكن حَدَّثَنِي مصعب قَالَ: كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث .
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة قَالَ: نبأنا محمّد بن يحيى قال نبأنا أبو سعيد الجعفي قال: نبأنا محمّد ابن إدريس: وكان معجبا بابن إسحاق كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال نبأنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني قال: نبأنا يزيد بن هارون عن شعبة. قَالَ: لو سوّد أحد في الحديث؛ لسوّد ابن إسحاق .
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على النّيسابوريّ قال: أنبأنا أبو بكر بن خزيمة وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن عَلِيّ البزاز، قال: أنبأنا عمر بن محمّد بن يوسف الكاتب قال نبأنا عبد الله بن أبي داود. قالا: نبأنا محمّد بن يزيد الأسفاطي قال نبأنا يحيى بن كثير العنبري يقول سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث .
أنبأنا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الرّازيّ قال ثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال: ثنا العبّاس بن يزيد البحراني قال ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا محمّد بن على الورّاق قال نبأنا عبيد بن يعيش قال: نبأنا يونس بن بكير قَالَ: سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المحدثين. فقيل له:
لم؟ فقال: لحفظه .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ سمعت محمد بن أيوب يقول سمعت عبيد بن يعيش يقول: سمعت يونس بن بكير يقول قَالَ شعبة: ابن إسحاق سيد المحدثين لحال حفظه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا مجاهد بن موسى قال: نبأنا يحيى بن آدم قال: نبأنا أبو شهاب قَالَ: قَالَ لي شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي قَالَ نبأنا محمّد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنِي إبراهيم بن مهدي عن ابن عليّة قال شعبة.
وأخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال: نبأنا عبد الكريم بن الهيثم قال: نبأنا إبراهيم بن مهدي قَالَ سمعت ابن علية يقول في مسجده. قَالَ شعبة: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي؛ فصدوقان.
زاد ابن حنبل، في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قال سألت على بن المديني عن ابن إسحاق.
فقلت: كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم حديثه عندي صحيح. قلت له: فكلام مالك فيه؟ قَالَ علي: مالك لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قَالَ علي: ابن إسحاق أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه.
فقال علي: الذي قَالَ هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها.
وسمعت عليا يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة حَدَّثَنِي أبو الزناد؛ ومرة ذكر أبو الزناد. وروى عن رجل عمن سمع منه يقول:
حَدَّثَنِي سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمر: «صوم يوم عرفة» وهو من أروى الناس عن أبي النضر. ويقول: حَدَّثَنِي الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب: «في سلف وبيع» . وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر قال: أنبأنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ. قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لابْنِ إِسْحَاقَ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ: نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: «إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ»
. هذان لم يروهما عن أحد، وفي الباقين يقول: ذكر فلان، ولكن هذا فيه حَدَّثَنَا. وقال يعقوب: سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء- وكان ملازما لعلي- قَالَ سمعت عليا يقول: وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.
أخبرنا البرقانيّ قال أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ قال:
أنبأنا الحسين بن إدريس قال: نبأنا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد- يعني ابن حنبل- ذكر محمد بن إسحاق فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.
أخبرنا ابن الفضل قَالَ: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا الفضل بْن زياد قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسأله جعفر- أيما أحب إليك، موسى ابن عبيدة الزبدي، أو محمد بن إسحاق؟ قَالَ: لا محمد بن إسحاق.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني قال: نبأنا أبو بكر المروزيّ قَالَ قيل لَهُ: يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- أيما أحب إليك: موسى ابن عبيدة، أم محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق. وَقَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قَالَ:
حَدَّثَنِي، وإذا لم يكن قَالَ قَالَ، وقَالَ أبو عبد الله: قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد، وكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره.
أخبرنا ابن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حنبل بن إسحاق. قَالَ سمعت أبا عبد الله يقول: ابن إسحاق ليس بحجة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد- وسأله رجل عن محمد بن إسحاق- فقال:
كان أبي يتتبع حديثه ويكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في المسند وما رأيته أنفى حديثه قط. قيل له: يحتج به؟ قَالَ: لم يكن يحتج به في السنن.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سليمان المؤدّب بأصبهان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: نبأنا سلامة بن محمّد القيسي بعسقلان قال: نبأنا أيوب بن إسحاق بن سافري قَالَ: سألت أحمد بْنِ حنبل، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ابن إسحاق إذا تفرد بحديثه تقبله؟ قَالَ: لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا. قَالَ: وأما علي بن المديني فكان يثني عليه ويقدمه.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا أَبُو القاسم مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن النضر بن مروان العطّار ببغداد قال: نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: سألت عليّا-
يعني ابن المديني- عن محمد بن إسحاق بن يسار مولى [آل ] مخرمة، فقال: هو صالح وسط.
أَخْبَرَنَا عبد الكريم وعَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن المأمون الهاشمي. قالا:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الملاحمي قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن إسحاق قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق. وَقَالَ علي: عن ابن عيينة ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق .
وَقَالَ لي علي بن عبد الله: نظرت في كتاب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
أنبأنا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قال نبأنا أبو العبّاس الوليد بن أبي بكر الأندلسي قال: نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي بأطرابلس المغرب قال:
نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي قَالَ حَدَّثَنِي أبي: قَالَ:
محمد بن إسحاق مدني ثقة .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري قال: أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال: نبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال: نبأنا المفضل بن غسان الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ابن إسحاق ثبت في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قَالَ: سألت يحيى بن معين عنه- يعني ابن إسحاق- فقلت في نفسك من صدقه شيء؟ فقال: لا هو صدوق .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني قال: نبأنا الميموني قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن عبد العزيز الطاهري قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله عن يحيى بن معين.
قَالَ: محمد بن إسحاق ليس بذاك.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قَالَ: قلت ليحيى بن معين- وذكرت له الحجة- فقلت: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وذكر قوما آخرين.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ليس به أي بأس. وسئل يحيى بن معين عنه مرة أخرى قال ليس بذاك، ضعيف. وسمعته يقول مرة أخرى، محمد بن إسحاق عندي سقيم ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قال: نبأنا أَحْمَد بْن سعيد بْن سعد وكيل دعلج قال: نبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: نبأنا أبي قال: محمّد ابن إسحاق ليس بالقوي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن محمد ابن إسحاق بن يسار [وعن أبيه ] فقال: جميعا لا يحتج بهما، وإنما يعتبر بهما.
الاختلاف في تاريخ وفاة محمد بن إسحاق:
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف قال:
نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا أبو حفص عمر بن علي. قَالَ: مات محمد بن إسحاق ابن يسار صاحب السيرة سنة خمسين ومائة .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبانا أحمد بن إبراهيم بن الحسين قال نبأنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة الأزدي، قَالَ: مات محمد بن إسحاق سنة مائة وخمسين.
أخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا عبد الرحمن بْن عمرو قَالَ: سمعت أَحْمَد بن خالد الوهبي يقول: مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة .
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ نبأنا عبد الرّحمن بن عمرو قال نبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نبأنا جدي، قَالَ: توفي محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة ببغداد. ويقال: إنه دفن في مقابر الخيزران.
أخبرنا بن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نبأنا محمد بن سعد قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: توفي- يعني ابن إسحاق- سنة إحدى وخمسين ومائة. وَقَالَ ابنه: توفي سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا على بن محمّد بن الحسين السّمسار قال: أنبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق قال: نبأنا محمّد بن مخلد. وأخبرني الأزهري قال: أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قال: أنبأنا محمد بن مخلد قَالَ: قرأت على علي بْن عَمْرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي. قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة- يعني مات- .
أخبرنا ابن بشران قَالَ: أنبأنا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ قرئ على أبي الحسن بْن البراء وأنا حاضر قَالَ: قَالَ علي بن المديني: ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني خزيمة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ على بن المديني: ومات محمد بن إسحاق بن يسار سنة أربع وأربعين ومائة .
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وهم ابن جارود على علي في هذا القول أو من دونه، والصواب ما ذكره ابن البراء عن علي.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي قال: نبأ محمّد بن على الإياديّ قال: نبأنا زكريا بن يحيى الساجي. قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة من سبي عين التمر، توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة . انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
أخبرنا الصّيمريّ قال: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق مات سنة اثنتين وخمسين وَمائة .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بن جعفر قَالَ:
نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: محمّد بن يسار توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139769&book=5549#a8278a
مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم بن عبيد الله بن شهَاب أَبُو عبد الله بن أخي الزُّهْرِيّ أخرج البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالْأَضَاحِي عَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد عَنهُ عَن عَمه مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَيْسَ بِقَوي يكْتب حَدِيثه وَقَالَ أَبُو بكر سُئِلَ عَنهُ بن معِين فَقَالَ لَيْسَ بِذَاكَ الْقوي وَسُئِلَ عَنهُ مرّة أُخْرَى فَقَالَ ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=160880&book=5549#d1d51c
مُحَمَّد بن مُسلم بن عبد الله بن عبيد الله بن شهَاب الزُّهْرِيّ أَبُو بكر الْمدنِي أحد الْأَعْلَام نزل الشَّام وروى عَن سهل بن سعد وَابْن عمر وَجَابِر وَأنس وَغَيرهم من الصَّحَابَة وَخلق مِمَّن بعدهمْ وروى عَنهُ أَبُو حنيفَة وَمَالك وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَعمر بن عبد الْعَزِيز وهما من شُيُوخه وروى عَنهُ بن دِينَار وَابْن عُيَيْنَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَاللَّيْث وَابْن جريج وَخلق كثير قَالَ أَبُو بكر بن مَيْمُونَة رأى عشرَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من أحفظ أهل زَمَانه وَأَحْسَنهمْ سياقا بمتون الْأَخْبَار وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وَقَالَ اللَّيْث مَا رَأَيْت عَالما قطّ أجمع من بن شهَاب وَلَا أَكثر علما مِنْهُ قَالَ وَكَانَ بن شهَاب يَقُول مَا اسْتوْدعت قلبِي قطّ فَنسيته مَا سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=153525&book=5549#462b23
محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله
ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو عبد الله الزهري، ابن أخي ابن شهاب حدث عن أبيه وعمه.. وكان مع عمه الزهري بالشام.
روى عن عمه ابن شهاب بسنده إلى ابن عمر قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة.
وعنه عن سالم قال: سمعت أبا هريرة يقولك سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً، ثم يصبح، وقد ستره ربه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه! فيبيت يستره ربه، ويكشف ستر الله عنه ".
وكان زعموا يقول إذا خطب: " كل ما هو آت قريب، لا بعد لما يأتي، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخاف لأمر الناس، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الناس أمراً، ويريد الله أمراً، ما شاء الله كان، ولو كره الناس. لا مبعد لما قرب الله، ولا مقرب لما بعد الله، لا يكون شيء إلا بإذن الله ".
وكان يأمر عند الرقاد وخلف الصلاة بأربع وثلاثين تكبيرة، وثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميدة، فتلك مئة. وزعم سالم بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك لابنته فاطمة.
وروى عن امرأته أم الحجاج بنة محمد بن مسلم قالت: كان أبي يأكل بكفه كلها، فقلت له: لو أكلت بثلاث أصابع. قال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأكل بكفه كلها.
قال الزبير بن بكار: وابن أخي ابن شهاب محمد بن عبد الله بن مسلم - يعني ابن عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة - روى الحديث عن عمه محمد بن مسلم.
وقال محمد بن عمر: سألت محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، كيف سمعت هذا الحديث من عمك؟ فقال: كنت معه حيث أمره هشام بن عبد الملك أن يكتب له حديثه، وأجلس له
كتاباً، يملي عليهم الزهري، ويكتبون. فكنت أحضر ذلك، فربما عرضت لي الحاجة، فأقوم فيها، فيمسك عمي عن الإملاء، حتى أعود إلى مكاني. وكان محمد يكنى أبا عبد الله، قتله غلمانه بأمر ابنه في أمواله بناحية شغب وبدا. وكان ابنه سفيهاً شاطراً، قتله للميراث، وذلك في آخر خلافة أبي جعفر، ثم وثب غلمانه عليه بعد سنتين فقتلوه أيضاً، وليس له عقب. وكان محمد كثير الحديث صالحاً.
روى ابن أبي حاتم بإسناده أن أحمد بن حنبل سئل عن ابن أبي الزهري، فقال: لا بأس به. وأن يحيى بن معين سئل عنه، فقال: ليس بذاك القوي، وقال مرة أخرى: صالح. قال: وقيل لأبي: ما حال ابن أخي الزهري؟ فقال: ليس بقوي، يكتب حديثه.
قال محمد بن عمر: وابن أخي الزهري رواية عن عمه، مات سنة اثنتين وخمسين ومئة.
ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو عبد الله الزهري، ابن أخي ابن شهاب حدث عن أبيه وعمه.. وكان مع عمه الزهري بالشام.
روى عن عمه ابن شهاب بسنده إلى ابن عمر قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة.
وعنه عن سالم قال: سمعت أبا هريرة يقولك سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً، ثم يصبح، وقد ستره ربه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه! فيبيت يستره ربه، ويكشف ستر الله عنه ".
وكان زعموا يقول إذا خطب: " كل ما هو آت قريب، لا بعد لما يأتي، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخاف لأمر الناس، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الناس أمراً، ويريد الله أمراً، ما شاء الله كان، ولو كره الناس. لا مبعد لما قرب الله، ولا مقرب لما بعد الله، لا يكون شيء إلا بإذن الله ".
وكان يأمر عند الرقاد وخلف الصلاة بأربع وثلاثين تكبيرة، وثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميدة، فتلك مئة. وزعم سالم بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك لابنته فاطمة.
وروى عن امرأته أم الحجاج بنة محمد بن مسلم قالت: كان أبي يأكل بكفه كلها، فقلت له: لو أكلت بثلاث أصابع. قال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأكل بكفه كلها.
قال الزبير بن بكار: وابن أخي ابن شهاب محمد بن عبد الله بن مسلم - يعني ابن عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة - روى الحديث عن عمه محمد بن مسلم.
وقال محمد بن عمر: سألت محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، كيف سمعت هذا الحديث من عمك؟ فقال: كنت معه حيث أمره هشام بن عبد الملك أن يكتب له حديثه، وأجلس له
كتاباً، يملي عليهم الزهري، ويكتبون. فكنت أحضر ذلك، فربما عرضت لي الحاجة، فأقوم فيها، فيمسك عمي عن الإملاء، حتى أعود إلى مكاني. وكان محمد يكنى أبا عبد الله، قتله غلمانه بأمر ابنه في أمواله بناحية شغب وبدا. وكان ابنه سفيهاً شاطراً، قتله للميراث، وذلك في آخر خلافة أبي جعفر، ثم وثب غلمانه عليه بعد سنتين فقتلوه أيضاً، وليس له عقب. وكان محمد كثير الحديث صالحاً.
روى ابن أبي حاتم بإسناده أن أحمد بن حنبل سئل عن ابن أبي الزهري، فقال: لا بأس به. وأن يحيى بن معين سئل عنه، فقال: ليس بذاك القوي، وقال مرة أخرى: صالح. قال: وقيل لأبي: ما حال ابن أخي الزهري؟ فقال: ليس بقوي، يكتب حديثه.
قال محمد بن عمر: وابن أخي الزهري رواية عن عمه، مات سنة اثنتين وخمسين ومئة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120662&book=5549#b771dc
مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب بن مرّة بن عبد الله بن كَعْب بن لؤَي أَبُو بكر
الزُّهْرِيّ الْقرشِي الْمدنِي أَخُو أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُسلم وَكَانَ اصغر من أَخِيه عبد الله وَمَات عبد الله قبله سمع سهل بن سعد وَأنس بن مَالك والسائب بن يزِيد ومحمود بن الرّبيع وسنينا أَبَا جميلَة الصحابيين وَعُرْوَة بن الزبير وَسَعِيد بن الْمسيب وَأَبا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَعبيد الله بن عبد الله بن أبي ثَوْر وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَعبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج وسالما وَحَمْزَة وَعبيد الله بن عبد الله بن عمر رَوَى عَنهُ صَالح بن كيسَان وَعَمْرو بن دِينَار وَيَحْيَى بن سعيد وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَمَالك وَمعمر وَابْن عُيَيْنَة وَعقيل وَيُونُس وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الزبيدِيّ وَاللَّيْث بن سعد وَابْن أبي ذِئْب وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن جريج فِي (بَدْء الْوَحْي) وَغير مَوضِع مَاتَ يَعْنِي بِالشَّام سنة 124 قَالَ البُخَارِيّ نَا عَلّي بن عبد الله نَا ابْن عُيَيْنَة قَالَ وَقَالَ الذهلي نَا يَحْيَى قَالَ مَاتَ يَوْم سبع عشرَة من رَمَضَان سنة 124 وَقَالَ ابْن نمير سَمِعت يَحْيَى قَالَ مَاتَ سنة 124 وَقَالَ الْوَاقِدِيّ مثل يَحْيَى بن بكير وَزَاد وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ فِي التَّارِيخ وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَقَالَ الذهلي وَفِيمَا كتب إِلَيّ أَبُو نعيم قَالَ مَاتَ سنة 124 وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مثله
الزُّهْرِيّ الْقرشِي الْمدنِي أَخُو أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُسلم وَكَانَ اصغر من أَخِيه عبد الله وَمَات عبد الله قبله سمع سهل بن سعد وَأنس بن مَالك والسائب بن يزِيد ومحمود بن الرّبيع وسنينا أَبَا جميلَة الصحابيين وَعُرْوَة بن الزبير وَسَعِيد بن الْمسيب وَأَبا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَعبيد الله بن عبد الله بن أبي ثَوْر وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَعبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج وسالما وَحَمْزَة وَعبيد الله بن عبد الله بن عمر رَوَى عَنهُ صَالح بن كيسَان وَعَمْرو بن دِينَار وَيَحْيَى بن سعيد وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَمَالك وَمعمر وَابْن عُيَيْنَة وَعقيل وَيُونُس وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الزبيدِيّ وَاللَّيْث بن سعد وَابْن أبي ذِئْب وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن جريج فِي (بَدْء الْوَحْي) وَغير مَوضِع مَاتَ يَعْنِي بِالشَّام سنة 124 قَالَ البُخَارِيّ نَا عَلّي بن عبد الله نَا ابْن عُيَيْنَة قَالَ وَقَالَ الذهلي نَا يَحْيَى قَالَ مَاتَ يَوْم سبع عشرَة من رَمَضَان سنة 124 وَقَالَ ابْن نمير سَمِعت يَحْيَى قَالَ مَاتَ سنة 124 وَقَالَ الْوَاقِدِيّ مثل يَحْيَى بن بكير وَزَاد وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ فِي التَّارِيخ وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَقَالَ الذهلي وَفِيمَا كتب إِلَيّ أَبُو نعيم قَالَ مَاتَ سنة 124 وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مثله
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120662&book=5549#6a5d29
مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب بن عبد الله بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب أَبُو بكر الزُّهْرِيّ الْقرشِي الْمدنِي رأى عشرَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من أحفظ أهل زَمَانه وَأَحْسَنهمْ سياقا لمتون الْأَخْبَار وَكَانَ فَقِيها فَاضلا رَحمَه الله مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من شهر رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة من نَاحيَة الشَّام
روى عَن عبيد الله بن عبيد الله بن عتبَة بن مَسْعُود وَسَعِيد بن الْمسيب وَسَالم بن عبد الله أبي سَلمَة بن عبد الرحمن وحبِيب مولى عُرْوَة وَعَطَاء بن يزِيد وَعُرْوَة وعامر بن سعد وَأبي عبيد سعد وَنَافِع مولى أبي قَتَادَة وَعَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة وَأبي إِدْرِيس فِي الْوضُوء وَعمرَة بنت عبد الرحمن وَعمر بن عبد العزيز وعبد الله بن أبي بكير بن عبد الرحمن الْحَارِث وَسَعِيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان وجعفر بن عَمْرو بن
أُميَّة وَعباد بن تَمِيم ومحمود بو الرّبيع فِي الصَّلَاة وَأنس بن مَالك وَحَمْزَة بن عبد الله بن عمر وَعباد بن زِيَاد فِي الصَّلَاة وَمُحَمّد بن جُبَير بن مطعم وَأبي بكر بن عبد الرحمن الْحَارِث وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وَحميد بن عبد الرحمن بن عَوْف وَعَطَاء بن أبي ريَاح والأعرج وحصين بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وعبد الله بن عَامر بن ربيعَة وعبد الله بن عبد الله بن ربيعَة بن الْحَارِث بن نَوْفَل فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة والسائب بن يزِيد فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَأبي عبد الله سُلَيْمَان الْأَغَر فِي الصَّلَاة وَالْحج وَعلي بن الْحُسَيْن فِي الصَّلَاة والأشربة والفضائل وَأبي الطُّفَيْل فِي الصَّلَاة وَكثير بن الْعَبَّاس فِي الصَّلَاة وَأبي أُمَامَة بن سهل فِي الْجَنَائِز وَرِجَال لم يسمهم فِي الْجَنَائِز وَالضَّحَّاك الْهَمدَانِي فِي الزَّكَاة وَنَافِع بن أبي أنس فِي الصَّوْم وحَنْظَلَة بن عَليّ الْأَسْلَمِيّ فِي الْحَج وَعَطَاء مولى سِبَاع فِي الْحَج وَعِيسَى بن طَلْحَة التَّيْمِيّ وَالربيع بن سُبْرَة فِي النِّكَاح وخَالِد بن المُهَاجر بن سيف الله فِي النِّكَاح وعبد الله وَالْحسن ابْني مُحَمَّد بن عَليّ وَقبيصَة بن ذُؤَيْب فِي النِّكَاح وَيزِيد بن الْأَصَم فِي النِّكَاح وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر فِي النِّكَاح وعبد الله بن محيريز فِي النِّكَاح وَأبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن زَمعَة فِي النِّكَاح قَالَ فِي عقب حَدِيث بلغنَا أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يحدث وعبيد الله بن عبد الله بن ثَوْر فِي الطَّلَاق وَسَهل بن سعد فِي اللّعان والاستئذان وعبد الله بن كَعْب بن مَالك فِي الْبيُوع وَمَالك بن أَوْس بن الْحدثَان فِي الْبيُوع وَالْجهَاد وَمُحَمّد بن النُّعْمَان بن بشير فِي الْهِبَة وَابْن سَلمَة بن الْأَكْوَع لم يسمه فِي الْجِهَاد وَأبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر فِي الْأَطْعِمَة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد فِي اللبَاس وَنَافِع بن جُبَير بن مطعم فِي الطِّبّ وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابْن الْخطاب وَسنَان بن أبي سِنَان الدؤَلِي فِي لاهام وَدَلَائِل النُّبُوَّة والسائب بن يزِيد فِي لاهام وَيحيى بن عُرْوَة بن الزبير فِي الطِّبّ وَيحيى بن سعيد بن الْعَاصِ فِي فضل عُثْمَان وَمُحَمّد بن عبد الرحمن بن الْحَارِث بن مُسلم فِي الْفَضَائِل وَأبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي خَيْثَمَة فِي الْفَضَائِل وعبد الله بن أبي بكر فِي الْمَعْرُوف وَعمر بن ثَابت الْأنْصَارِيّ فِي الْفِتَن
روى عَنهُ عقيل بن خَالِد وَيُونُس بن يزِيد وَصَالح بن كيسَان وَابْن عُيَيْنَة وَمعمر بن رَاشد وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَاللَّيْث بن سعد وَابْن جريج وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَخِيه وَمَالك وَأَبُو أَوْس عبد الله بن عبد الله وَابْن أبي ذِئْب وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الزبيرِي وَعَمْرو بن الْحَارِث فِي الْوضُوء وَالصَّلَاة وعبيد الله بن عمر فِي الصَّلَاة وَعَمْرو بن دِينَار فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد وفليح بن سُلَيْمَان وعبد الرحمن بن نمر وَمُحَمّد بن أبي حَفْصَة فِي الْجَنَائِز وَالْحج وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر فِي الْبيُوع وَزَمعَة بن صَالح فِي الْحَج وعبد الرحمن بن عبد العزيز والنعمان بن رَاشد وَأَخُوهُ عبد الله بن مُسلم وَبكر بن وَائِل وَيزِيد بن أبي حبيب وَزِيَاد بن سعد ويوسف بن الْمَاجشون وَمَعْقِل بن عبيد الله وعبد الرحمن بن إِسْحَاق وَيزِيد بن الْهَاد وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حلحلة
روى عَن عبيد الله بن عبيد الله بن عتبَة بن مَسْعُود وَسَعِيد بن الْمسيب وَسَالم بن عبد الله أبي سَلمَة بن عبد الرحمن وحبِيب مولى عُرْوَة وَعَطَاء بن يزِيد وَعُرْوَة وعامر بن سعد وَأبي عبيد سعد وَنَافِع مولى أبي قَتَادَة وَعَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة وَأبي إِدْرِيس فِي الْوضُوء وَعمرَة بنت عبد الرحمن وَعمر بن عبد العزيز وعبد الله بن أبي بكير بن عبد الرحمن الْحَارِث وَسَعِيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان وجعفر بن عَمْرو بن
أُميَّة وَعباد بن تَمِيم ومحمود بو الرّبيع فِي الصَّلَاة وَأنس بن مَالك وَحَمْزَة بن عبد الله بن عمر وَعباد بن زِيَاد فِي الصَّلَاة وَمُحَمّد بن جُبَير بن مطعم وَأبي بكر بن عبد الرحمن الْحَارِث وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وَحميد بن عبد الرحمن بن عَوْف وَعَطَاء بن أبي ريَاح والأعرج وحصين بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وعبد الله بن عَامر بن ربيعَة وعبد الله بن عبد الله بن ربيعَة بن الْحَارِث بن نَوْفَل فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة والسائب بن يزِيد فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَأبي عبد الله سُلَيْمَان الْأَغَر فِي الصَّلَاة وَالْحج وَعلي بن الْحُسَيْن فِي الصَّلَاة والأشربة والفضائل وَأبي الطُّفَيْل فِي الصَّلَاة وَكثير بن الْعَبَّاس فِي الصَّلَاة وَأبي أُمَامَة بن سهل فِي الْجَنَائِز وَرِجَال لم يسمهم فِي الْجَنَائِز وَالضَّحَّاك الْهَمدَانِي فِي الزَّكَاة وَنَافِع بن أبي أنس فِي الصَّوْم وحَنْظَلَة بن عَليّ الْأَسْلَمِيّ فِي الْحَج وَعَطَاء مولى سِبَاع فِي الْحَج وَعِيسَى بن طَلْحَة التَّيْمِيّ وَالربيع بن سُبْرَة فِي النِّكَاح وخَالِد بن المُهَاجر بن سيف الله فِي النِّكَاح وعبد الله وَالْحسن ابْني مُحَمَّد بن عَليّ وَقبيصَة بن ذُؤَيْب فِي النِّكَاح وَيزِيد بن الْأَصَم فِي النِّكَاح وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر فِي النِّكَاح وعبد الله بن محيريز فِي النِّكَاح وَأبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن زَمعَة فِي النِّكَاح قَالَ فِي عقب حَدِيث بلغنَا أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يحدث وعبيد الله بن عبد الله بن ثَوْر فِي الطَّلَاق وَسَهل بن سعد فِي اللّعان والاستئذان وعبد الله بن كَعْب بن مَالك فِي الْبيُوع وَمَالك بن أَوْس بن الْحدثَان فِي الْبيُوع وَالْجهَاد وَمُحَمّد بن النُّعْمَان بن بشير فِي الْهِبَة وَابْن سَلمَة بن الْأَكْوَع لم يسمه فِي الْجِهَاد وَأبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر فِي الْأَطْعِمَة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد فِي اللبَاس وَنَافِع بن جُبَير بن مطعم فِي الطِّبّ وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابْن الْخطاب وَسنَان بن أبي سِنَان الدؤَلِي فِي لاهام وَدَلَائِل النُّبُوَّة والسائب بن يزِيد فِي لاهام وَيحيى بن عُرْوَة بن الزبير فِي الطِّبّ وَيحيى بن سعيد بن الْعَاصِ فِي فضل عُثْمَان وَمُحَمّد بن عبد الرحمن بن الْحَارِث بن مُسلم فِي الْفَضَائِل وَأبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي خَيْثَمَة فِي الْفَضَائِل وعبد الله بن أبي بكر فِي الْمَعْرُوف وَعمر بن ثَابت الْأنْصَارِيّ فِي الْفِتَن
روى عَنهُ عقيل بن خَالِد وَيُونُس بن يزِيد وَصَالح بن كيسَان وَابْن عُيَيْنَة وَمعمر بن رَاشد وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَاللَّيْث بن سعد وَابْن جريج وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَخِيه وَمَالك وَأَبُو أَوْس عبد الله بن عبد الله وَابْن أبي ذِئْب وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الزبيرِي وَعَمْرو بن الْحَارِث فِي الْوضُوء وَالصَّلَاة وعبيد الله بن عمر فِي الصَّلَاة وَعَمْرو بن دِينَار فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد وفليح بن سُلَيْمَان وعبد الرحمن بن نمر وَمُحَمّد بن أبي حَفْصَة فِي الْجَنَائِز وَالْحج وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر فِي الْبيُوع وَزَمعَة بن صَالح فِي الْحَج وعبد الرحمن بن عبد العزيز والنعمان بن رَاشد وَأَخُوهُ عبد الله بن مُسلم وَبكر بن وَائِل وَيزِيد بن أبي حبيب وَزِيَاد بن سعد ويوسف بن الْمَاجشون وَمَعْقِل بن عبيد الله وعبد الرحمن بن إِسْحَاق وَيزِيد بن الْهَاد وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حلحلة