- عَليّ بن الْجَعْد بن عبيد أَبُو الْحسن الْجَوْهَرِي الْهَاشِمِي مَوْلَاهُم الْبَغْدَادِيّ أخرج البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَغير مَوضِع عَنهُ عَن شُعْبَة قَالَ البُخَارِيّ مَاتَ بِبَغْدَاد آخر سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ كَانَ عَليّ بن الْجَعْد الْجَوْهَرِي متقنا صَدُوقًا وَلم أر من الْمُحدثين من يحفظ وَيَأْتِي بِالْحَدِيثِ على لفظ وَاحِد لَا يُغَيِّرهُ غير قبيصَة بن عقبَة وَأبي نعيم فِي حَدِيث الثَّوْريّ وَيحيى الْحمانِي وَشريك وَعلي بن الْجَعْد فِي حَدِيثه وَقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ هُوَ صَدُوق كتبت عَنهُ حَدِيث مطرف بن غَسَّان كُله قَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ بن حَنْبَل اكتبوا عَن عَليّ بن الْجَعْد فَإِن عِنْده أَشْيَاء حسانا قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم عَليّ بن الْجَعْد شيخ كتبت عَنهُ بِمَكَّة روى عَن عَمْرو بن دِينَار عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخلت بَيْتك فَسلم قَالَ وَسمعت أبي يَقُول ذَلِك شيخ مَجْهُول وَحَدِيث مَوْضُوع وَقَالَ أَبُو زرْعَة هُوَ حَدِيث مُنكر قَالَ أَبُو بكر مَاتَ عَليّ بن الْجَعْد يَوْم السبت فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ لست لَيَال بَقينَ من الشَّهْر وَكَانَ لَهُ يَوْم توفى سِتّ وَتسْعُونَ سنة وَأشهر
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554 1. علي بن الجعد بن عبيد ابو الحسن الجوهري...22. آدم نبي الله1 3. آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية...1 4. آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق1 5. آمنة بنت محمد بن أحمد1 6. آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص1 7. آمنة ويقال أمينة1 8. أبان بن الوليد بن عقبة1 9. أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص1 10. أبان بن سعيد بن العاص الأموي1 11. أبان بن صالح بن عمير بن عبيد1 12. أبان بن عثمان بن عفان3 13. أبان بن علي الدمشقي1 14. أبان بن مروان بن الحكم1 15. أبرد الدمشقي1 16. أبرش بن الوليد بن عبد عمرو1 17. أبق بن محمد بن بوري1 18. أبو1 19. أبو أحمد بن علي الكلاعي1 20. أبو أحمد بن هارون الرشيد1 21. أبو أحيحة القرشي1 22. أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي...1 23. أبو أسيد1 24. أبو أوس2 25. أبو أيوب مولى معاوية وحاجبه1 26. أبو إبراهيم الدمشقي1 27. أبو إسماعيل1 28. أبو إياس الليثي1 29. أبو الأبرد الدمشقي1 30. أبو الأبطال1 31. أبو الأبيض العبسي الشامي1 32. أبو الأخضر1 33. أبو الأزهر1 34. أبو الأسود البيروتي1 35. أبو البختري1 36. أبو الثريا الكردي1 37. أبو الجرح الغساني1 38. أبو الجعد السائح1 39. أبو الجعيد1 40. أبو الجلاس العبدي1 41. أبو الجلد التميمي1 42. أبو الجنوب المؤذن المؤدب1 43. أبو الجهم بن كنانة الكلبي1 44. أبو الحارث الصوفي1 45. أبو الحسن الأطرابلسي1 46. أبو الحسن الأعرابي الصوفي1 47. أبو الحسن الدمشقي2 48. أبو الحسن الدويدة1 49. أبو الحسن المعاني1 50. أبو الحسن بن جعفر المتوكل1 51. أبو الحسين الرائق المعري الشاعر1 52. أبو الحسين بن أحمد بن الطيب1 53. أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي1 54. أبو الحسين بن حريش1 55. أبو الحسين بن عمرو بن محمد1 56. أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي1 57. أبو الحمراء3 58. أبو الخير الأقطع التيناتي1 59. أبو الذكر1 60. أبو الربيع الدمشقي1 61. أبو الرضا الصياد العابد1 62. أبو الرضا بن النحاس الحلبي1 63. أبو الزبير الدمشقي1 64. أبو الزهراء القشيري1 65. أبو الساكن1 66. أبو السمح خادم النبي1 67. أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي1 68. أبو العالية3 69. أبو العباس4 70. أبو العباس البيروتي1 71. أبو العباس الحنفي1 72. أبو العباس الوراق الدمشقي1 73. أبو العذراء2 74. أبو العريان المخزومي1 75. أبو العلاء4 76. أبو العلاء بن العين زربي1 77. أبو الغريز1 78. أبو الفرات1 79. أبو الفضل الأصبهاني المتطبب1 80. أبو الفضل الموسوس1 81. أبو الفضل بن خيران1 82. أبو القاسم1 83. أبو القاسم الواسطي1 84. أبو القاسم بن أبي يعلى1 85. أبو القاسم بن رزيق البغدادي1 86. أبو المصبح المقرائي الأوزاعي1 87. أبو المعطل1 88. أبو المغيرة الصوفي الدمشقي1 89. أبو المهاجر الدمشقي1 90. أبو المهاصر1 91. أبو الوزير بن النعمان1 92. أبو الوليد2 93. أبو بردة بن عوف الأزدي1 94. أبو بسرة الجهني1 95. أبو بشر9 96. أبو بشر التنوخي1 97. أبو بشر المروزي1 98. أبو بقية1 99. أبو بكر4 100. أبو بكر الجصاص البصري الصوفي1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134868&book=5561#567802
علي بْنُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عبيد، أَبُو الجعد الجوهري:
وهو أخو سُلَيْمَان وعمر. سكن مصر وحدث بها.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن يونس قَالَ: علي بْن الْحَسَن بْن علي بْن الجعد يكنى أبا الجعد بغدادي قدم مصر، وكان قد تولى الحسبة بها، وكتب عنه الحديث وكان مستقيم الأمر فِي الحديث يوثق فيه.
وهو أخو سُلَيْمَان وعمر. سكن مصر وحدث بها.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن يونس قَالَ: علي بْن الْحَسَن بْن علي بْن الجعد يكنى أبا الجعد بغدادي قدم مصر، وكان قد تولى الحسبة بها، وكتب عنه الحديث وكان مستقيم الأمر فِي الحديث يوثق فيه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148149&book=5561#97cc38
علي بن الجعد بن عبيد أبو الحسن الهاشمي مولاهم، وقيل المخزومي مولاهم الجوهري اللؤلؤي البغدادي.
روى عن: أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي العتكي مولاهم الواسطي، تفرد به البخاري، روى عنه في غير موضع من الجامع.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وأبي عبد الله شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، وأبي يوسف إسرائيل بن يونس بن إسحاق الهمداني، وأبي خيثمة زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي، وأبي بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري، ويقال: الشيباني، وأبي محمد قيس بن الربيع الأسدي الكوفي، وابي سلمة حماد بن سلمة بن دينار الخزاز البصري، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي البصري، وأبي عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي، وأبي النضر جرير بن حازم بن زيد الأسدي البصري، وأبي عثمان حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد بن أسعد الرحبي، وأبي الحارث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي، وأبي غسان محمد بن مطرف الليثي، وأبي إسماعيل علي بن علي بن بخار بن رفاعة الرفاعي البصري، وأبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، وأبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وأبي سعيد يزيد بن إبراهيم التميمي الأسيدي مولاهم التستري، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي وغيرهم.
كتب عنه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل.
وروى عنه: أبو بكر بن أبي شيبة العبسي، وأبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي نزيل بغداد المعروف بابن (كامجر)، وأبو بكر
محمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أعين البغدادي، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي البغدادي، وأبو داود سليمان بن الاشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الهروي نزيل الري، وأبو يعلي أحمد بن علي بن المثني بن يحيى التميمي الموصلي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وأبو علي الحسن بن سلام بن حماد السواق، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وغيرهم.
ولد سنة أربع وثلاثين ومائة.
وتوفي في دولة الواثق هارون بن محمد بن هارون الرشيد في شهر رجب يوم السبت لست ليال بقين من الشهر سنة ثلاثين ومائتين وقد استكمل ستًا وتسعين سنة.
ذكر أبو حفعر العقيلي: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني بعض أصحابنا عن علي بن المديني قال: ممن ترك حديثه عن شعبة علي بن الجعد وعدد جماعة، فقالوا لعلي بن المديني، فعلي بن الجعد ماله؟ قال: رأيت ألفاظة عن شعبه تختلف.
وقال العقيلي: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لِمَ لَمْ تكتب عن علي بن الجعد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه، وكان يبلغة عنه أنه يتناول أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وقال أيضًا: حدثني أحمد بن محمد بن صدقة قال: نا أبو يحيى الناقد قال: سمعت أبا غسان الدوري يقول: كنت عند علي بن الجعد فذكروا عنده حديث ابن عمر: كنا نفاضل على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نقول: خير هذه الأمة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أبو بكر، وعمر، وعثمان فيبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا ينكر. فقال علي: انظروا إلى الصبي هو لم يحسن يطلق امرأته يقول كنا نفاضل.
حدثني أحمد بن محمد قال: نا أبو يحيى الناقد قال: حدثني أبو غسان الدوري قال: كنت عند علي بن الجعد فذكروا حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال للحسن: "إن ابني هذا سيد" فقال: ما جعله الله سيدًا.
وروى أيضًا العقيلي بإسناده عن أبي هاشم زياد بن أيوب الطوسي قال: كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن، فقال: القرآن كلام الله ومن قال مخلوق لم أعنفه، قال أبو هاشم: وذكرت ذلك لأبي عبد الله أحمد بن حنبل فقال: ما بلغني عنه أشد من هذا.
قال محمد: هذا الذي حكاه العقيلي عن علي بن الجعد شنيع، نسأل الله تعالى العافية والسلامة في الدين والدنيا.
أما الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ فكان رجلاً فاضلاً ورعًا حليمًا سيدًا كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعاه فضله وورعه إلى أن ترك الملك وزال عنه رغبة فيما عند الله (تبارك وتعالى) وأصلح الله به بين فئتين عظمتين من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
روى عنه أنه قال: والله ما أحببت مذ علمت ما ينفعني وما يضرني أن لي أمر أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن تهراق في ذلك محجنة دم.
وروى أبو ورق عطية بن الحارث الهمجاني أنا أبا الغريف عبيد الله بن خليف الهمداني حدثهم قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفًا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد والحرص على، قتال أهل الشام: وعلينا أبو العمرطة فلما جاءنا صلح الحسن كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ والحزن، فلما جاء الحسن الكوفة أتاه شيخ منا يكني ابا عامر سفيان بن ليلي فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: لا تقل يا أبا عامر فإني لم أذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
وأما عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، خيرًا ورعًا إمامًا يقتدي به وأما قول علي بن الجعد ومن قال في القرآن أنه مخلوق لم أعنفه، بل والله أعنفه أشد التعنيف، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وأما علي بن الجعد هذا فقد تكلموا في مذهبه على ما ذكرناه، وهو عند أكثرهم ثقة في الحديث.
روى عبد الخالق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال عنه: ثقة، وقال حسين بن فهم: سمعت يحيى بن معين يقول وسئل أيما اثبت، أبو النضر أو علي ابن الجعد؟ قال يحيى: خرب الله بيت علي إن كان في الثبت مثل أبي النضر، أو نحو هذا من القول.
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه سأل عنه الدارقطني قال: قلت: فعلي بن الجعد؟ قال: ثقة، وذكر أبو أحمد بن عدي قال: قال أحمد بن حنبل: اكتبوا عن علي بن الجعد فإن عنده أشياء حسانًا.
وذكره ابن أبي حاتم الرازي فقال: كتب عنه أبي في الرحلة الأولى سنة أربع وعشرين ومائتين وسألته عنه فقال: كان متقنًا صدوقًا، وقال: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة بن عقبة وأبي نعيم في حديث الثوري ويحيى الحماني في شريك وعلي بن الجعد في حديثه.
ثم قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كتبت عن علي بن الجعد حديث أبي غسان محمد بن مطرف كله، ثم قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن علي بن الجعد فقال: كان صدوقًا في الحديث.
وروي عن إسحاق بن أبي إسرائيل المعروف (بابن كبجر) أنه قال في جنازة علي بن الجعد: أخبرني أنه منذ نحو من ستين سنة يصوم يومًا ويفطر يومًا.
وقال الصدفي: سمعت محمد بن قاسم بن محمد غير مرة يقول: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر بن الإمام ببغداد يقول: رأيت يحيى بن معين سنة ثلاثين في آخرها في جنازة علي بن الجعد وقد وضع يده على رأسه وهو يرجع ويقول: أصبنا والله به خاصة والمسلمون عامة.
روى عن: أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي العتكي مولاهم الواسطي، تفرد به البخاري، روى عنه في غير موضع من الجامع.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وأبي عبد الله شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، وأبي يوسف إسرائيل بن يونس بن إسحاق الهمداني، وأبي خيثمة زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي، وأبي بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري، ويقال: الشيباني، وأبي محمد قيس بن الربيع الأسدي الكوفي، وابي سلمة حماد بن سلمة بن دينار الخزاز البصري، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي البصري، وأبي عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي، وأبي النضر جرير بن حازم بن زيد الأسدي البصري، وأبي عثمان حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد بن أسعد الرحبي، وأبي الحارث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي، وأبي غسان محمد بن مطرف الليثي، وأبي إسماعيل علي بن علي بن بخار بن رفاعة الرفاعي البصري، وأبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، وأبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وأبي سعيد يزيد بن إبراهيم التميمي الأسيدي مولاهم التستري، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي وغيرهم.
كتب عنه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل.
وروى عنه: أبو بكر بن أبي شيبة العبسي، وأبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي نزيل بغداد المعروف بابن (كامجر)، وأبو بكر
محمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أعين البغدادي، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي البغدادي، وأبو داود سليمان بن الاشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الهروي نزيل الري، وأبو يعلي أحمد بن علي بن المثني بن يحيى التميمي الموصلي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وأبو علي الحسن بن سلام بن حماد السواق، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وغيرهم.
ولد سنة أربع وثلاثين ومائة.
وتوفي في دولة الواثق هارون بن محمد بن هارون الرشيد في شهر رجب يوم السبت لست ليال بقين من الشهر سنة ثلاثين ومائتين وقد استكمل ستًا وتسعين سنة.
ذكر أبو حفعر العقيلي: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني بعض أصحابنا عن علي بن المديني قال: ممن ترك حديثه عن شعبة علي بن الجعد وعدد جماعة، فقالوا لعلي بن المديني، فعلي بن الجعد ماله؟ قال: رأيت ألفاظة عن شعبه تختلف.
وقال العقيلي: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لِمَ لَمْ تكتب عن علي بن الجعد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه، وكان يبلغة عنه أنه يتناول أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وقال أيضًا: حدثني أحمد بن محمد بن صدقة قال: نا أبو يحيى الناقد قال: سمعت أبا غسان الدوري يقول: كنت عند علي بن الجعد فذكروا عنده حديث ابن عمر: كنا نفاضل على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نقول: خير هذه الأمة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أبو بكر، وعمر، وعثمان فيبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا ينكر. فقال علي: انظروا إلى الصبي هو لم يحسن يطلق امرأته يقول كنا نفاضل.
حدثني أحمد بن محمد قال: نا أبو يحيى الناقد قال: حدثني أبو غسان الدوري قال: كنت عند علي بن الجعد فذكروا حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال للحسن: "إن ابني هذا سيد" فقال: ما جعله الله سيدًا.
وروى أيضًا العقيلي بإسناده عن أبي هاشم زياد بن أيوب الطوسي قال: كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن، فقال: القرآن كلام الله ومن قال مخلوق لم أعنفه، قال أبو هاشم: وذكرت ذلك لأبي عبد الله أحمد بن حنبل فقال: ما بلغني عنه أشد من هذا.
قال محمد: هذا الذي حكاه العقيلي عن علي بن الجعد شنيع، نسأل الله تعالى العافية والسلامة في الدين والدنيا.
أما الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ فكان رجلاً فاضلاً ورعًا حليمًا سيدًا كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعاه فضله وورعه إلى أن ترك الملك وزال عنه رغبة فيما عند الله (تبارك وتعالى) وأصلح الله به بين فئتين عظمتين من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
روى عنه أنه قال: والله ما أحببت مذ علمت ما ينفعني وما يضرني أن لي أمر أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن تهراق في ذلك محجنة دم.
وروى أبو ورق عطية بن الحارث الهمجاني أنا أبا الغريف عبيد الله بن خليف الهمداني حدثهم قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفًا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد والحرص على، قتال أهل الشام: وعلينا أبو العمرطة فلما جاءنا صلح الحسن كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ والحزن، فلما جاء الحسن الكوفة أتاه شيخ منا يكني ابا عامر سفيان بن ليلي فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: لا تقل يا أبا عامر فإني لم أذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
وأما عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، خيرًا ورعًا إمامًا يقتدي به وأما قول علي بن الجعد ومن قال في القرآن أنه مخلوق لم أعنفه، بل والله أعنفه أشد التعنيف، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وأما علي بن الجعد هذا فقد تكلموا في مذهبه على ما ذكرناه، وهو عند أكثرهم ثقة في الحديث.
روى عبد الخالق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال عنه: ثقة، وقال حسين بن فهم: سمعت يحيى بن معين يقول وسئل أيما اثبت، أبو النضر أو علي ابن الجعد؟ قال يحيى: خرب الله بيت علي إن كان في الثبت مثل أبي النضر، أو نحو هذا من القول.
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه سأل عنه الدارقطني قال: قلت: فعلي بن الجعد؟ قال: ثقة، وذكر أبو أحمد بن عدي قال: قال أحمد بن حنبل: اكتبوا عن علي بن الجعد فإن عنده أشياء حسانًا.
وذكره ابن أبي حاتم الرازي فقال: كتب عنه أبي في الرحلة الأولى سنة أربع وعشرين ومائتين وسألته عنه فقال: كان متقنًا صدوقًا، وقال: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة بن عقبة وأبي نعيم في حديث الثوري ويحيى الحماني في شريك وعلي بن الجعد في حديثه.
ثم قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كتبت عن علي بن الجعد حديث أبي غسان محمد بن مطرف كله، ثم قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن علي بن الجعد فقال: كان صدوقًا في الحديث.
وروي عن إسحاق بن أبي إسرائيل المعروف (بابن كبجر) أنه قال في جنازة علي بن الجعد: أخبرني أنه منذ نحو من ستين سنة يصوم يومًا ويفطر يومًا.
وقال الصدفي: سمعت محمد بن قاسم بن محمد غير مرة يقول: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر بن الإمام ببغداد يقول: رأيت يحيى بن معين سنة ثلاثين في آخرها في جنازة علي بن الجعد وقد وضع يده على رأسه وهو يرجع ويقول: أصبنا والله به خاصة والمسلمون عامة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116040&book=5561#5813c5
علي بْن الجعد بْن عُبَيد أَبُو الْحَسَن الجوهري مولى بني هاشم.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ يَقُولُ أخبرت أن مولد علي بْن الجعد فِي سنة أربع وثلاثين وماية وتوفي يوم السبت فِي رجب لست ليال بقين من الشهر سنة ثلاثين ومِئَتين وقد استكمل ستا وتسعين سنة وأحسبه كَانَ دخل فِي سبع وتسعين
وأخبرت عَن إِسْحَاق بْن أبي إسرائيل أنه كَانَ فِي جِنازَة علي بْن الجعد أَخْبَرَنِي يعني عليا أنه منذ نحو من ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما وَقَالَ حسين بْن فهم سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ وَسُئِل أيما أثبت أَبُو النضر أو علي بْن الجعد فَقَالَ يَحْيى خرب الله بيت علي إن كَانَ فِي الثبت مثل أبي النضر أو نحو هَذَا من القول وسمعت علي بْن الجعد يَقُولُ كتبت، عنِ ابن عُيَينة سنة ستين وماية بالكوفة يملي علينا من صحيفته فحدثني أَبُو أَحْمَد بْن عبدوس عَن علي قَالَ وكان لَهُ فِي ذَلِكَ الوقت جمل يسقي عليه ورأيت عند مُحَمد بْن علي الوراق حديث بْن عُيَينة قد كتبه عَن علي بْن الجعد فقلت متى كتبتموها عَن علي فَقَالَ أملاها علينا علي سنة إحدى عشرة ومِئَتين وكنا حضورا عند علي فقلت لمحمد بْن علي كيف وهم قد سمعوها من بن عُيَينة فَقَالَ الألفاظ التي فيها ولأن عليا إنما سمعها من بن عُيَينة من كتابه.
حَدَّثني أَحْمَد بْنُ سَعِيد بْنِ فَرْضَخٍ بِإِخْمِيمَ، قَال: حَدَّثَنا موسى بْن الحسن، قَال: قَال لنا علي بْن الجعد قدمت البصرة سنة ست وخمسين وكان سَعِيد بْن أبي عَرُوبة حيا ولقيت همام فِي تلك السنة ومات شُعْبَة سنة سبع وخمسين ولقيت سُفْيَان بمكة سنه سبع وخمسين أو ثمان وخمسين وسمعت منه وسمعت من بن عُيَينة بالكوفة سنة ستين ودخلت مكة سنة تسع وخمسين، وَهو مختفي وصحبت زائدة فِي الطريق فِي منصرفي ومات زائدة فِي أنطاكية فِي السنة التي مات فيها الْحَسَن بْن قحطبة، وَهو والي الثغر وأظنه كَانَ فِي سنة ثلاث وستين ومات الأَعْمَش في ما أحسب سنة تسع وأربعين.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطباع قالَ سَألتُ
أَحْمَد بْن حنبل عَن علي بْن الجعد؟ فَقال: ثِقةٌ أكتب عَنْهُ، وإن كَانَ حديثه قليلا عنده نتف حسان هَكَذَا قَالَ.
وفي الحكاية إنه ثقة وبلغني عَن أَحْمَد بْن حنبل أنه ضعفه وَقَالَ نهيت ابني عَبد اللَّهِ أن يكتب عَنْهُ، وَعَبد اللَّهِ لم يكتب عَن أحد إلاَّ عَمَّن أمره أبوه بالكتابة عَنْهُ وكتب عَبد اللَّهِ عَن شيخ، يُقَال لَهُ: يَحْيى بْن عبدويه من أهل بغداد وكان يحدث عَن شُعْبَة ويحيى بْن عبدويه ليس بالمعروف ولم يكتب عَن علي بْن الجعد مع شهرته لأن أباه نهاه عَن الكتابة عَنْهُ ومع هَذَا كله علي بْن الجعد ما أرى بحديثه بأسا ولم أر فِي رواياته إِذَا حدث عَن ثقة حديثا منكرا فيما ذكره والبخاري مع شدة استقصائه يروي عَنْهُ فِي صحاحه.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ يَقُولُ أخبرت أن مولد علي بْن الجعد فِي سنة أربع وثلاثين وماية وتوفي يوم السبت فِي رجب لست ليال بقين من الشهر سنة ثلاثين ومِئَتين وقد استكمل ستا وتسعين سنة وأحسبه كَانَ دخل فِي سبع وتسعين
وأخبرت عَن إِسْحَاق بْن أبي إسرائيل أنه كَانَ فِي جِنازَة علي بْن الجعد أَخْبَرَنِي يعني عليا أنه منذ نحو من ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما وَقَالَ حسين بْن فهم سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ وَسُئِل أيما أثبت أَبُو النضر أو علي بْن الجعد فَقَالَ يَحْيى خرب الله بيت علي إن كَانَ فِي الثبت مثل أبي النضر أو نحو هَذَا من القول وسمعت علي بْن الجعد يَقُولُ كتبت، عنِ ابن عُيَينة سنة ستين وماية بالكوفة يملي علينا من صحيفته فحدثني أَبُو أَحْمَد بْن عبدوس عَن علي قَالَ وكان لَهُ فِي ذَلِكَ الوقت جمل يسقي عليه ورأيت عند مُحَمد بْن علي الوراق حديث بْن عُيَينة قد كتبه عَن علي بْن الجعد فقلت متى كتبتموها عَن علي فَقَالَ أملاها علينا علي سنة إحدى عشرة ومِئَتين وكنا حضورا عند علي فقلت لمحمد بْن علي كيف وهم قد سمعوها من بن عُيَينة فَقَالَ الألفاظ التي فيها ولأن عليا إنما سمعها من بن عُيَينة من كتابه.
حَدَّثني أَحْمَد بْنُ سَعِيد بْنِ فَرْضَخٍ بِإِخْمِيمَ، قَال: حَدَّثَنا موسى بْن الحسن، قَال: قَال لنا علي بْن الجعد قدمت البصرة سنة ست وخمسين وكان سَعِيد بْن أبي عَرُوبة حيا ولقيت همام فِي تلك السنة ومات شُعْبَة سنة سبع وخمسين ولقيت سُفْيَان بمكة سنه سبع وخمسين أو ثمان وخمسين وسمعت منه وسمعت من بن عُيَينة بالكوفة سنة ستين ودخلت مكة سنة تسع وخمسين، وَهو مختفي وصحبت زائدة فِي الطريق فِي منصرفي ومات زائدة فِي أنطاكية فِي السنة التي مات فيها الْحَسَن بْن قحطبة، وَهو والي الثغر وأظنه كَانَ فِي سنة ثلاث وستين ومات الأَعْمَش في ما أحسب سنة تسع وأربعين.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطباع قالَ سَألتُ
أَحْمَد بْن حنبل عَن علي بْن الجعد؟ فَقال: ثِقةٌ أكتب عَنْهُ، وإن كَانَ حديثه قليلا عنده نتف حسان هَكَذَا قَالَ.
وفي الحكاية إنه ثقة وبلغني عَن أَحْمَد بْن حنبل أنه ضعفه وَقَالَ نهيت ابني عَبد اللَّهِ أن يكتب عَنْهُ، وَعَبد اللَّهِ لم يكتب عَن أحد إلاَّ عَمَّن أمره أبوه بالكتابة عَنْهُ وكتب عَبد اللَّهِ عَن شيخ، يُقَال لَهُ: يَحْيى بْن عبدويه من أهل بغداد وكان يحدث عَن شُعْبَة ويحيى بْن عبدويه ليس بالمعروف ولم يكتب عَن علي بْن الجعد مع شهرته لأن أباه نهاه عَن الكتابة عَنْهُ ومع هَذَا كله علي بْن الجعد ما أرى بحديثه بأسا ولم أر فِي رواياته إِذَا حدث عَن ثقة حديثا منكرا فيما ذكره والبخاري مع شدة استقصائه يروي عَنْهُ فِي صحاحه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134973&book=5561#c6c382
علي بْن عاصم بْن صهيب، أَبُو الحسن :
مولى قريبة بنت مُحَمَّد بن أَبِي بكر الصديق. من أهل واسط سكن بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن حصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وبيان بْن بشر، ومحمد بْن سوقة، ومغيرة بْن مسلم،
ومطرف بْن طريف، ويزيد بْن أَبِي زياد، وخالد الحذاء، وداود بْن أَبِي هند، وعبد الله ابن عُثْمَان بْن خثيم، وعاصم بْن كليب، وسعيد الجريري، ومسلم الأعور، وعبيد الله ابن عُمَر العمري، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وعطاء بْن السائب، وسهيل بْن أَبِي صالح، وابن جريج، وعوف الأعرابي، وبهز بْن حكيم، وعبيد اللَّه بْن أَبِي بكر، وحبيب بْن الشهيد، وحميد الطويل، وأبي علي الرحبي. روى عنه علي بْن الجعد، وأحمد بْن حنبل، والحسين بْن أَبِي زيد الدباغ، وعلي بْن الحسين بن أشكاب، وحمدون بن عبّاد، وعبيد اللَّه بْن أيوب المخرمي، وأحمد بْن يَحْيَى بْن مالك السوسي، وسعدان بْن نصر، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه المنادي، ويعقوب بْن شيبة، والحسن بْن مكرم، وَمحمد بْن عيسى بْن حيان المدائني، وَيحيى بْن أَبِي طالب، والحارث بْن أَبِي أسامة، وموسى بْن سهل الوشاء، فِي آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهدي- إجازة- وَحَدَّثَنِيه الحسن بْن علي بْن عَبْد الله المقرئ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت علي بْن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عما يخالفه الناس فيه، ولجاجته فيه، وثباته على الخطأ. ومنهم من تكلم فِي سوء حفظه واشتباه الأمر عليه فِي بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عَن تصحيح ما كتب الوراقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص. وقد كان- رحمة اللَّه علينا وعليه- من أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقي، وللحديث آفات تفسده.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث الواسطيّ، حدّثنا أسلم بن سهل، حَدَّثَنَا تميم بْن المنتصر قَالَ: ولد علي بْن عاصم سنة ثمان ومائة، ومات سنة إحدى ومائتين.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا أَبُو بشر هارون بْن حاتم قَالَ:
سألت علي بْن عاصم بِبَغْدَادَ سنة سبع وثمانين ومائة فقلت: يا أبا الحسن متى ولدت؟ فقال: سنة خمس ومائة.
قلت: وقد كان علي بْن عاصم من ذوي الأحوال والاتساع فِي الدنيا، ولم يزل ينفق فِي طلب العلم، ويفضل على أهله قديما وحديثا.
حَدَّثَنِي مسعود بْن ناصر بْن أَبِي زيد السجزي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الفضل المزكي- بهراة- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن الحسين بْن أحمد المرواني قال:
سمعت أبا بكر محمّد بن زنجويه بْن مُحَمَّد اللباد يَقُولُ: سمعت عَبْد الله بن كثير يَقُولُ: سمعت أَحْمَد بْن أعين- بالمصيصة- يَقُولُ: سمعت علي بْن عاصم بْن صهيب يَقُولُ: دفع إِلَى أَبِي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ- بالري- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن بشير- ببلخ- حَدَّثَنَا أَبُو عمران مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عبد الرّحمن المؤدّب.
سمعت أبا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن حرب النيسابوري يَقُولُ: سمعت علي بْن عاصم يَقُولُ: أعطاني أَبِي مائة ألف درهم، فأتيته بمائة ألف حديث. قَالَ: وكنت أردف هشيم بْن بشير خلفي ليسمع معي الشيء بعد الشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهدي- إجازة- وحدثنيه الحسن بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن هاشم، حَدَّثَنَا عتاب بْن زياد عَن ابن المبارك قَالَ: قلت لعباد بْن العوام: يا أبا سهل ما بال صاحبكم؟ - يعني علي بْن عاصم- قَالَ: ليس ننكر عليه أنه لم يسمع، ولكنه كان رجلا موسرا وكان الوراقون يكتبون له، فنراه أتى من كتبه التي كتبوها له. وقال جدي: حَدَّثَنَا عبيد بْن يعيش قَالَ رجعنا مع وكيع عشية جمعة وكان معنا ابن حنبل وخلف، فكان وكيع يحدث خلفا فقال له: من بقي عندكم؟ فذكر شيوخا وقال:
عندنا علي بْن عاصم قَالَ وكيع: فعلي بْن عاصم ما زلنا نعرفه بالخير. قَالَ خلف: إنه يغلط فِي أحاديث، قَالَ: فدعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير.
وقال جدي: حَدَّثَنِي العباس بْن صالح قَالَ: سألت أسود بْن سالم قلت بلغني أن وكيعا كان يقدم علي بْن عاصم ويرفع أمره؟ فقال لي أسود بْن سالم: إنما قال وكيع- وذكره يوما- لو تركوا ما يغلط فيه وأخذوا غيره لكان.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدثنا علي بن خشرم قال: سمعت وكيع بْن الجراح يَقُولُ: أدركت الناس والحلقة لعلي بْن عاصم بواسط. قيل له يا أبا سُفْيَان إنه يغلط؟! قَالَ: دعوه وغلطه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ وكيع- وذكر علي بْن عاصم- فقال: خذوا من حديثه ما صح، ودعوا ما غلط وأخطأ فيه. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه: كان أَبِي يحتج بهذا ويقول كان يغلط ويخطئ، وكان فيه لجاج، وكان متهما بالكذب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت- يعني أَحْمَد بْن حنبل قيل له علي بْن عاصم قَالَ: أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه.
وأخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري قَالَ: قلت لأحمد بن حنبل في عليّ بن عاصم- وذكرت له خطأه- فقال أَحْمَد: كان حماد بْن سلمة يخطئ- وأومأ أَحْمَد بيده- خطأ كثيرا، ولم ير بالرواية عنه بأسا.
أَخْبَرَنِي الأزهري وعلي بْن مُحَمَّد السمسار قالا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بن عثمان الصفار، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ:
سمعت أَبِي يَقُولُ: كان علي بْن عاصم كثير الغلط، وكان إذا غلط فرُدَّ عليه لم يرجع.
وَقَالَ فِي موضع آخر: سمعت أَبِي يَقُولُ: كان علي بْن عاصم معروفا بالحديث وكان يغلط فِي الحديث، وكان يروي أحاديث منكرة.
وبلغني أن ابنه قَالَ له: هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبَى.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وعلي بْن عاصم فيه ضعف، وكان إن شاء اللَّه من أهل الصدق.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الْعُصْمي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: علي بْن عاصم ليس هو عندي ممن يكذب، ولكن يهم، وهو سيئ الحفظ، كثير الوهم يغلط فِي أحاديث يرفعها ويقلبها وسائر حديثه صحيح مستقيم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا دعلج، حدّثنا أحمد بن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا علي بْن شعيب قَالَ: حضرت يزيد بْن هارون وهم يسألونه متى سمعت من فلان؟ وأين سمعت من فلان؟ وهو يخبرهم. قلت له: من كان يسأله؟ قَالَ يَحْيَى بن معين، وأحمد ابن حنبل، فقالوا له: فعلي بن عاصم؟ قَالَ سمعت منه، قالوا له كان يغمز بشيء؟ أو يتكلم فيه إذ ذاك بشيء؟ فقال معاذ اللَّه، كانت حلقته بحيال حلقة هشيم ولكنه كان لا يجالسهم. وكتب ولم يجالس فوقع فِي كتبه الخطأ، وكان يستصغر الناس ويزدريهم.
أَخْبَرَنِي الأزهري والسِّمْسَارُ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ: أتيت علي ابن عاصم بواسط فنظرت فِي أثلاث كثيرة، فأخرجت منها قدر مائتي طرف. قَالَ:
فذهبت إليه فحدث عَن مغيرة عَن إِبْرَاهِيم فِي التمتع، قَالَ فقلت له إنما هذا عَن مغيرة رأي حماد، قَالَ: فقال من حدثكم؟ قلت جرير، قال ذاك الصبي لقد رأيت ذاك ناعسا ما يعقل ما يقال له، قَالَ: مر شيء آخر؟ فقلت: يخالفونك فِي هذا قَالَ من؟
قلت أَبُو عوانة، قَالَ وضاح ذاك العبد! قَالَ أَبِي و [قال] مر شيء؟ فقلت يخالفونك، قَالَ: من؟ قلت إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ من إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم؟ قلت:
ابن علية، قَالَ: ما رأيت ذاك يطلب حديثا قط، قَالَ: وقال لشعبة: ذاك المسكين كنت أكلم له خالدا الحذاء فيحدثه.
أجاز لنا ابن مهدي- وحدثنيه الحسن بن علي المقرئ عَنْهُ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل قَالَ حَدَّثَنِي عفان قَالَ قدمت أنا وبهز واسطا، فدخلنا على علي بن عاصم فقال: ممن أنتما؟ فقلنا من
أهل البصرة، فقال من بقي؟ فجعلنا نذكر حماد بن زيد ومشايخ البصريين، ولا نذكر له إنسانا إلا استصغره، فلما خرجنا قَالَ بهز: ما أرى هذا يفلح.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ سألت يَحْيَى بْن معين عَن علي بْن عاصم فقال: ليس بشيء ولا يحتج به، قلت ما أنكرت منه؟ قَالَ الخطأ والغلط، قلت ثم شيء غير هذا؟
قَالَ: ليس ممن يكتب حديثه.
قلت: ومما أنكره الناس على علي بْن عاصم- وكان أكثر كلامهم فيه بسببه حديث مُحَمَّد بْن سوقة الذي:
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّد بْنِ سوقة.
وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا يحيى بن جعفر، حدّثنا عليّ بن عاصم، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ.
وأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا موسى بن سهل أبو عمران، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ- زَادَ ابْنُ أَيُّوبَ النَّخَعِيَّ، ثُمَّ اتَّفَقُوا- عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» .
وأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُبَابِ وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الدينوري، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ- قَالَ ابْنُ الْحُبَابِ الْخُوَارِزْمِيُّ، وَقَالَ عَبْدُ الْغَفَّارِ الْوَكِيعِيُّ ثُمَّ اتَّفَقَا- قَالَ: حَضَرْتُ وَكِيعًا وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَخَلَفٌ الْمُخَرِّمِيُّ فَذَكَرُوا عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ فَقَالَ خَلَفٌ: إِنَّهُ غَلِطَ فِي أَحَادِيثَ، فَقَالَ: وَكِيعٌ وما هي؟ فقال: حديث محمّد ابْن سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»
. فَقَالَ وَكِيعٌ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَال وَكِيعٌ: وَحَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ، عن إبراهيم، عن
الأسود، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ ابْنِ الْحُبَابِ، وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ الْغَفَّارِ.
وَزَادَ: قَالَ وَكِيعٌ وَمَنْ يَسْلَمُ مِنَ الْغَلَطِ؟ هَذَا شُعْبَتُكُمْ، هَاتِ حَتَّى أَعِدَّ مِائَةَ حَدِيثٍ مِمَّا غَلِطَ فِيهِ، هَذَا سُفْيَانُ عُدَّ حَتَّى أَعِدَّ عَلَيْكَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا مِمَّا غَلِطَ.
أَجَازَ لَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ
وَحَدَّثَنِيهِ الحسن بن علي المقرئ عنه قَالَ أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْنَ هَاشِمٍ يقول قال رجل لسفيان ابن عُيَيْنَةَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»
فَلَمْ يُنْكِرِ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَوْقَةَ لَمْ يَحْفَظْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ شَيْئًا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي، حَدَّثَنَا حسن بْن صالح- رجل من أهل العلم كان يسكن عبادان- أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، قَالَ: فقلت: يا رسول إن علي بْن عاصم حَدَّثَنَا عنك بحديث، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: قلت: حديثا عَن مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عنك أنك قلت «من عزى مصابا فله مثل أجره» قَالَ صدق علي، هو عني وأنا حدثت به.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن شجاع الصوفي، أَخْبَرَنَا عُمَر بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، حدّثنا الحارث بن مُحَمَّد بْن المعافى العابد- وكان ثقة صدوقا- قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم، فقلت يا رسول اللَّه حديث علي بْن عاصم يرويه عَن مُحَمَّد بْن سوقة «من عزى مصابا» هو عنك؟ قَالَ نعم
. وكان مُحَمَّد كلما حدث بهذا الحديث بكى.
أَخْبَرَنِي البرقاني حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي. قَالَ: علي بن عاصم كان من أهل الصدق، فليس بالقوي فِي الحديث، عتبوا عليه فِي
حديث ابْن سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من عزى مصابا» .
أَخْبَرَنَا الحَسَن بْن الحَسَن بْن المنذر الْقَاضِي والحسن بْن أَبِي بكر. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سمعت أبا علي المفلوج الزمن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرى النائم، وَأَبُو بَكْرٍ عَن يَمِينِهِ، وَعُمَرُ
عَن يساره، وعثمان أمامه، وعلي خلفه، حتى جاءوا فجلسوا على رابية وإذا بين أيديهم صبي يلعب، قلت من هذا قالوا هذا إبراهيم بن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين علي بْن أَبِي طالب؟ فقال: ها أنا ذا يا رسول اللَّه، إذ طلع القمر فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أين علي بْن عاصم أين علي بْن عاصم؟ مرتين، فجئ به، فلما رآه قبل بين عينيه، ثم قَالَ له:
أحييت سنتي: قالوا: يا رسول اللَّه إنهم يقولون إنه أخطأ فِي حديث عَبْد اللَّه بْن مسعود «من عزى مصابا فله مثل أجره» فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا حدثت عَبْد اللَّه بْن مسعود «من عزى مصابا فله مثل أجره» . وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا حدثت عبد الله بن مسعود، وعبد الله ابن مسعود حدث الأسود، والأسود بْن يزيد حدث إبراهيم وإبراهيم حدث محمّد ابن سوقة صدق علي بْن عاصم، صدق علي بْن عاصم.
قَالَ أَبُو بكر الباغندي: فجئت إِلَى عاصم بْن علي سنة تسع عشرة ومائتين فحدثته بذلك فركب إِلَى أَبِي علي فسمعه منه.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حديث «من عزى مصابا فله مثل أجره» .
حديث كوفي منكر، يرون أنه لا أصل له مسندا ولا موقوفا. رواه علي بْن عاصم، عَن مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ولا نعلم أحدا أسنده ولا وقفه غير علي بْن عاصم، وقد رواه أَبُو بكر النهشلي وهو صدوق ضعيف الحديث، رواه عَن مُحَمَّد بْن سوقة فلم يجاوز بن محمدا إِلَى أحد فوقه، وقال يرفع الحديث.
قَالَ جدي: وهذا الحديث من أعظم ما أنكره الناس على علي بْن عاصم وتكلموا فيه، مع ما أنكر عليه سواه، وكان عليّ بن المديني إذا سئل عَن علي بْن عاصم يَقُولُ:
هو معروف فِي الحديث، وكان يغلط فِي الحديث، وروى أحاديث منكرة. قَالَ علي وبلغني أن ابن ابنه قَالَ له: هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبَى.
قَالَ جدي: يعني علي أن ابن ابنه قَالَ له: تترك عشرين حديثا فلا تحدث بها مما أنكرها الناس عليه.
قلت: وقد روى حديث ابن سوقة عَبْد الحكيم بْن منصور مثل ما رواه علي بْن عاصم. وروى كذلك عَن سُفْيَان الثوري، وشعبة وإسرائيل، ومحمد بْن الفضل بْن عطية، وعبد الرَّحْمَن بْن مالك بْن مغول، والحارث بْن عمران الجعفري، كلهم عَن ابن
سوقة. وقد ذكرنا أحاديثهم فِي مجموعنا لحديث مُحَمَّد بْن سوقة وليس شيء منها ثابتا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخاري- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه قَالَ سمعت أبا نصر الليث بْن حبرويه يَقُولُ سمعت يَحْيَى بْن جعفر يَقُولُ: كان يجتمع عند علي بْن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا، وكان يجلس على سطح، وكان له ثلاثة مستملين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّه. وحَدَّثَنَا عَمْرو بْن عون. قالا: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حدّثنا محمّد بن المنهال، حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع. قَالَ: لقيت علي بْن عاصم الواسطي بالبصرة وخالد الحذاء حي، فأفادني أشياء عَن خالد، فأتيت خالدا فسألته عنها فأنكرها كلها، وأفادني عن هاشم بْن حسان حديثا فأتيت هشاما فسألته عَن ذلك الحديث فأنكره.
واللفظ لحديث ابن الفضل.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا على بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: قَالَ وهب بْن بقية سمعت يزيد بْن زريع قَالَ حَدَّثَنَا علي عَن خالد تسعة عشر حديثا، فسألنا خالدا عَن حديث فأنكره، ثم آخر فأنكره، ثم ثالث فأنكره، فأَخْبَرَنَاه فقال: كذاب فاحذروه.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: كان عليّ ابن عاصم يحدث عَن خالد الحذاء، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعيد بْن وهب الهمذاني، فيقول: عَن سعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهب. فقلت لابن علية فقال: ما أرى هذا خالدا- يعني عليّا-.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي، حدثني أحمد بن الفرات، أَخْبَرَنَا أَبُو داود قَالَ سمعت شعبة يَقُولُ: لا تكتبوا عنه- يعني علي بْن عاصم-.
وأخبرنا البرقاني، حدثني محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: علي بْن عاصم كذاب ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بْن معين إن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: إن علي بْن عاصم ثقة ليس بكذاب؟ قَالَ: لا والله ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بحرف قط، فكيف صار عنده اليوم ثقة؟
أَخْبَرَنَا يُوسُف بْن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح بْن أبي عُبَيْد اللَّه قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين: عَلِيّ بْن عاصم ليس بشيء، ولا ابنه عاصم، ولا ابنه الحسن. قَالَ يَحْيَى: رأيت علي بْن عاصم ينظر إِلَى مد الدجلة فِي سنة مد الدجلة فيها، فقلت له حديث خالد عَن مطرف عَن عياض بْن حمار؟ قَالَ: حَدَّثَنَا خالد عَن مطرف بْن عَبْد اللَّه بْن عياض بْن حمار عَن أبيه قَالَ: فقلت له إنما هو مطرف بْن عَبْد الله بن عياض بْن حمار. قَالَ: لا إنما هو مطرف غير ذاك قَالَ: قلت له انظر في كتابك. فقال: أنا أحفظ من كتابي. قَالَ يَحْيَى: فقلت فِي نفسي: كذبت.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى يَقُولُ: لقيت علي بْن عاصم على الجسر فسألته عن حديث مطرف عن عامر ابن زوج كريمة «مر فاسق» . فحدثني به فقلت: اتق الله يا شيخ اتق اللَّه، مرتين، فحول رأس بغلته، فقال: تراني أكذب؟ تراني أكذب.
وقال ابن أَبِي خيثمة: سمعت طاهر بْن أَبِي خباب الطيالسي قَالَ ليحيى بْن معين:
يا أبا زكريا ما تقول فِي علي بْن عاصم؟ قال: كأن حديثه الطوال أخذها من الصيادلة. قَالَ ابْن أَبِي خيثمة: ولم يحدث أَبِي عنه بشيء ولا أخرج عنه فِي تصنيفه شيئا قط علمته.
أخبرنا عبيد الله بن عمر، أخبرنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أيوب قَالَ: قيل يوما لابن علية إن علي بْن عاصم قَالَ: كنت أدخل إِلَى خالد الحذاء وابن علية بالباب. قَالَ سبحان اللَّه! ويكذب؟ ما سمعت من خالد حديثا على بابه، سبحان اللَّه ويكذب؟ ما أتيت باب خالد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: علي بْن عاصم متروك الحديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يَقُولُ: كنا عند يزيد بْن هارون أنا وأخي أَبُو بكر، فقلنا يا أبا خالد، علي بْن عاصم أيش حاله عندك؟ فقال: حسبكم ما زلنا نعرفه بالكذب.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن الحسن- هو النقاش- حَدَّثَنَا حسين بْن إدريس قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يَقُولُ: سألت يزيد بْن هارون عَن علي بْن عاصم فقال: ما زلنا نعرفه بالكذب.
قلت: وكذا روى أيوب بْن إِسْحَاق بْن سافري عَن أَبِي بَكْر وعثمان ابني أبي شيبة عَن يزيد، وحكى عَن يزيد بْن هارون فيه خلاف هذا.
قرأت عَلَى الْقَاضِي أَبِي العلاء الواسطي عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى السهمي الجرجاني قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد بْن عدي الحافظ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا بعض أصحابنا قَالَ: أجتمع عند يزيد بْن هارون أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين فلم يزالا عنده حتى ارتفع النهار، فقال لهما يزيد: قد تعالى النهار فانصرفا، قَالَ فانصرفا ودخل يزيد منزله، قَالَ فمضيا، فلقيهما لاق فقال مات عليّ ابن عاصم قَالَ: فقال أَحْمَد ارجع بنا حتى نعزي أبا خالد، قَالَ: فرجعنا فدق أَحْمَد الباب، قَالَ: من هذا؟ قَالَ: أَحْمَد ويحيى. قَالَ: فقال ألم أقل لكما قد ارتفع النهار فانصرفا، قَالَ: فقال أَحْمَد يا أبا خالد أعظم اللَّه أجرك فِي علي، قَالَ: فقال: ادخلوا فقال لهما مات عليّ بن عاصم؟ قالا نعم! قَالَ: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بقي باكيا ساعة ثم قال: يرحمك اللَّه يا أبا الحسن ما علمتك إلا العفيف المسلم، ولقد تورعت عما دخلنا فيه من إتياننا هؤلاء السلاطين، ولقد كنا نكرم بك عند المحدثين ويحدثونا، فرحمك اللَّه فإن مصيبتك عظيمة- أو كما قَالَ- فقال له يَحْيَى يا أبا خالد إلا إنه تلاج فِي تلك الأحاديث التي غلط فيها. قَالَ فغضب يزيد ثم قَالَ: ويحك يا يَحْيَى، أتقول إن عليا أقام عليها وهو يعلم أنها عنده خطأ؟ واللَّه لئن قلت ذاك لقد أثمت- أو كما قَالَ- تتوهم على علي أنه كان يقيم على ذلك؟! ويحك يا يَحْيَى
لا يكون خصمك يوم القيامة. قَالَ: فقال له أَحْمَد: يا أبا خالد. قد والله نهيته عَن ذلك فأبَى عَلَيَّ، وقلت له هات ما أخطأ علي ومات عليه، وما أخطأ شريك ومات عليه، فإن لم يكن خطأ شريك أكثر من خطئه وقد نصحته وأرجو أن يقبل منك.
فقال يزيد: اتق اللَّه ولا تلق اللَّه بما تقول فيه.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قالا: علي بْن عاصم مولى لبني تميم، ولد سنة تسع ومائة، وتوفي- قَالَ ابن سعد: بواسط ثم اتفقا- فِي جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة- زاد ابن سعد وأشهر-.
أجاز لي أبو عمر بن مهدي- وَحَدَّثَنِيه الحسن بن علي المقرئ عنه- قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُف بْن يعقوب الصفار، قَالَ: سمعت عاصم بْن علي بْن عاصم قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أنه صام ثمانين شهر رمضان لم يفطر فيها يوما، قَالَ: ومات أَبِي وهو ابن أربع وتسعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حَدَّثَنِي أَبُو بكر الواسطي عَن أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن حماد قَالَ: رأيت سُفْيَان الثوري فِي المنام فِي الجنة يطير من نخلة إِلَى نخلة، ومن شجرة إِلَى شجرة، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه بم نلت هذا؟ قَالَ بالورع، بالورع. قلت: فما بال علي بْن عاصم؟ قَالَ: ذاك لا نكاد نراه إلا كما نرى الكوكب.
مولى قريبة بنت مُحَمَّد بن أَبِي بكر الصديق. من أهل واسط سكن بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن حصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وبيان بْن بشر، ومحمد بْن سوقة، ومغيرة بْن مسلم،
ومطرف بْن طريف، ويزيد بْن أَبِي زياد، وخالد الحذاء، وداود بْن أَبِي هند، وعبد الله ابن عُثْمَان بْن خثيم، وعاصم بْن كليب، وسعيد الجريري، ومسلم الأعور، وعبيد الله ابن عُمَر العمري، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وعطاء بْن السائب، وسهيل بْن أَبِي صالح، وابن جريج، وعوف الأعرابي، وبهز بْن حكيم، وعبيد اللَّه بْن أَبِي بكر، وحبيب بْن الشهيد، وحميد الطويل، وأبي علي الرحبي. روى عنه علي بْن الجعد، وأحمد بْن حنبل، والحسين بْن أَبِي زيد الدباغ، وعلي بْن الحسين بن أشكاب، وحمدون بن عبّاد، وعبيد اللَّه بْن أيوب المخرمي، وأحمد بْن يَحْيَى بْن مالك السوسي، وسعدان بْن نصر، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه المنادي، ويعقوب بْن شيبة، والحسن بْن مكرم، وَمحمد بْن عيسى بْن حيان المدائني، وَيحيى بْن أَبِي طالب، والحارث بْن أَبِي أسامة، وموسى بْن سهل الوشاء، فِي آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهدي- إجازة- وَحَدَّثَنِيه الحسن بْن علي بْن عَبْد الله المقرئ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت علي بْن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عما يخالفه الناس فيه، ولجاجته فيه، وثباته على الخطأ. ومنهم من تكلم فِي سوء حفظه واشتباه الأمر عليه فِي بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عَن تصحيح ما كتب الوراقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص. وقد كان- رحمة اللَّه علينا وعليه- من أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقي، وللحديث آفات تفسده.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث الواسطيّ، حدّثنا أسلم بن سهل، حَدَّثَنَا تميم بْن المنتصر قَالَ: ولد علي بْن عاصم سنة ثمان ومائة، ومات سنة إحدى ومائتين.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا أَبُو بشر هارون بْن حاتم قَالَ:
سألت علي بْن عاصم بِبَغْدَادَ سنة سبع وثمانين ومائة فقلت: يا أبا الحسن متى ولدت؟ فقال: سنة خمس ومائة.
قلت: وقد كان علي بْن عاصم من ذوي الأحوال والاتساع فِي الدنيا، ولم يزل ينفق فِي طلب العلم، ويفضل على أهله قديما وحديثا.
حَدَّثَنِي مسعود بْن ناصر بْن أَبِي زيد السجزي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الفضل المزكي- بهراة- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن الحسين بْن أحمد المرواني قال:
سمعت أبا بكر محمّد بن زنجويه بْن مُحَمَّد اللباد يَقُولُ: سمعت عَبْد الله بن كثير يَقُولُ: سمعت أَحْمَد بْن أعين- بالمصيصة- يَقُولُ: سمعت علي بْن عاصم بْن صهيب يَقُولُ: دفع إِلَى أَبِي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ- بالري- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن بشير- ببلخ- حَدَّثَنَا أَبُو عمران مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عبد الرّحمن المؤدّب.
سمعت أبا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن حرب النيسابوري يَقُولُ: سمعت علي بْن عاصم يَقُولُ: أعطاني أَبِي مائة ألف درهم، فأتيته بمائة ألف حديث. قَالَ: وكنت أردف هشيم بْن بشير خلفي ليسمع معي الشيء بعد الشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهدي- إجازة- وحدثنيه الحسن بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن هاشم، حَدَّثَنَا عتاب بْن زياد عَن ابن المبارك قَالَ: قلت لعباد بْن العوام: يا أبا سهل ما بال صاحبكم؟ - يعني علي بْن عاصم- قَالَ: ليس ننكر عليه أنه لم يسمع، ولكنه كان رجلا موسرا وكان الوراقون يكتبون له، فنراه أتى من كتبه التي كتبوها له. وقال جدي: حَدَّثَنَا عبيد بْن يعيش قَالَ رجعنا مع وكيع عشية جمعة وكان معنا ابن حنبل وخلف، فكان وكيع يحدث خلفا فقال له: من بقي عندكم؟ فذكر شيوخا وقال:
عندنا علي بْن عاصم قَالَ وكيع: فعلي بْن عاصم ما زلنا نعرفه بالخير. قَالَ خلف: إنه يغلط فِي أحاديث، قَالَ: فدعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير.
وقال جدي: حَدَّثَنِي العباس بْن صالح قَالَ: سألت أسود بْن سالم قلت بلغني أن وكيعا كان يقدم علي بْن عاصم ويرفع أمره؟ فقال لي أسود بْن سالم: إنما قال وكيع- وذكره يوما- لو تركوا ما يغلط فيه وأخذوا غيره لكان.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدثنا علي بن خشرم قال: سمعت وكيع بْن الجراح يَقُولُ: أدركت الناس والحلقة لعلي بْن عاصم بواسط. قيل له يا أبا سُفْيَان إنه يغلط؟! قَالَ: دعوه وغلطه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ وكيع- وذكر علي بْن عاصم- فقال: خذوا من حديثه ما صح، ودعوا ما غلط وأخطأ فيه. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه: كان أَبِي يحتج بهذا ويقول كان يغلط ويخطئ، وكان فيه لجاج، وكان متهما بالكذب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت- يعني أَحْمَد بْن حنبل قيل له علي بْن عاصم قَالَ: أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه.
وأخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري قَالَ: قلت لأحمد بن حنبل في عليّ بن عاصم- وذكرت له خطأه- فقال أَحْمَد: كان حماد بْن سلمة يخطئ- وأومأ أَحْمَد بيده- خطأ كثيرا، ولم ير بالرواية عنه بأسا.
أَخْبَرَنِي الأزهري وعلي بْن مُحَمَّد السمسار قالا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بن عثمان الصفار، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ:
سمعت أَبِي يَقُولُ: كان علي بْن عاصم كثير الغلط، وكان إذا غلط فرُدَّ عليه لم يرجع.
وَقَالَ فِي موضع آخر: سمعت أَبِي يَقُولُ: كان علي بْن عاصم معروفا بالحديث وكان يغلط فِي الحديث، وكان يروي أحاديث منكرة.
وبلغني أن ابنه قَالَ له: هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبَى.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وعلي بْن عاصم فيه ضعف، وكان إن شاء اللَّه من أهل الصدق.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الْعُصْمي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: علي بْن عاصم ليس هو عندي ممن يكذب، ولكن يهم، وهو سيئ الحفظ، كثير الوهم يغلط فِي أحاديث يرفعها ويقلبها وسائر حديثه صحيح مستقيم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا دعلج، حدّثنا أحمد بن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا علي بْن شعيب قَالَ: حضرت يزيد بْن هارون وهم يسألونه متى سمعت من فلان؟ وأين سمعت من فلان؟ وهو يخبرهم. قلت له: من كان يسأله؟ قَالَ يَحْيَى بن معين، وأحمد ابن حنبل، فقالوا له: فعلي بن عاصم؟ قَالَ سمعت منه، قالوا له كان يغمز بشيء؟ أو يتكلم فيه إذ ذاك بشيء؟ فقال معاذ اللَّه، كانت حلقته بحيال حلقة هشيم ولكنه كان لا يجالسهم. وكتب ولم يجالس فوقع فِي كتبه الخطأ، وكان يستصغر الناس ويزدريهم.
أَخْبَرَنِي الأزهري والسِّمْسَارُ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ: أتيت علي ابن عاصم بواسط فنظرت فِي أثلاث كثيرة، فأخرجت منها قدر مائتي طرف. قَالَ:
فذهبت إليه فحدث عَن مغيرة عَن إِبْرَاهِيم فِي التمتع، قَالَ فقلت له إنما هذا عَن مغيرة رأي حماد، قَالَ: فقال من حدثكم؟ قلت جرير، قال ذاك الصبي لقد رأيت ذاك ناعسا ما يعقل ما يقال له، قَالَ: مر شيء آخر؟ فقلت: يخالفونك فِي هذا قَالَ من؟
قلت أَبُو عوانة، قَالَ وضاح ذاك العبد! قَالَ أَبِي و [قال] مر شيء؟ فقلت يخالفونك، قَالَ: من؟ قلت إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ من إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم؟ قلت:
ابن علية، قَالَ: ما رأيت ذاك يطلب حديثا قط، قَالَ: وقال لشعبة: ذاك المسكين كنت أكلم له خالدا الحذاء فيحدثه.
أجاز لنا ابن مهدي- وحدثنيه الحسن بن علي المقرئ عَنْهُ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل قَالَ حَدَّثَنِي عفان قَالَ قدمت أنا وبهز واسطا، فدخلنا على علي بن عاصم فقال: ممن أنتما؟ فقلنا من
أهل البصرة، فقال من بقي؟ فجعلنا نذكر حماد بن زيد ومشايخ البصريين، ولا نذكر له إنسانا إلا استصغره، فلما خرجنا قَالَ بهز: ما أرى هذا يفلح.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ سألت يَحْيَى بْن معين عَن علي بْن عاصم فقال: ليس بشيء ولا يحتج به، قلت ما أنكرت منه؟ قَالَ الخطأ والغلط، قلت ثم شيء غير هذا؟
قَالَ: ليس ممن يكتب حديثه.
قلت: ومما أنكره الناس على علي بْن عاصم- وكان أكثر كلامهم فيه بسببه حديث مُحَمَّد بْن سوقة الذي:
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّد بْنِ سوقة.
وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا يحيى بن جعفر، حدّثنا عليّ بن عاصم، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ.
وأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا موسى بن سهل أبو عمران، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ- زَادَ ابْنُ أَيُّوبَ النَّخَعِيَّ، ثُمَّ اتَّفَقُوا- عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» .
وأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُبَابِ وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الدينوري، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ- قَالَ ابْنُ الْحُبَابِ الْخُوَارِزْمِيُّ، وَقَالَ عَبْدُ الْغَفَّارِ الْوَكِيعِيُّ ثُمَّ اتَّفَقَا- قَالَ: حَضَرْتُ وَكِيعًا وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَخَلَفٌ الْمُخَرِّمِيُّ فَذَكَرُوا عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ فَقَالَ خَلَفٌ: إِنَّهُ غَلِطَ فِي أَحَادِيثَ، فَقَالَ: وَكِيعٌ وما هي؟ فقال: حديث محمّد ابْن سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»
. فَقَالَ وَكِيعٌ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَال وَكِيعٌ: وَحَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ، عن إبراهيم، عن
الأسود، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ ابْنِ الْحُبَابِ، وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ الْغَفَّارِ.
وَزَادَ: قَالَ وَكِيعٌ وَمَنْ يَسْلَمُ مِنَ الْغَلَطِ؟ هَذَا شُعْبَتُكُمْ، هَاتِ حَتَّى أَعِدَّ مِائَةَ حَدِيثٍ مِمَّا غَلِطَ فِيهِ، هَذَا سُفْيَانُ عُدَّ حَتَّى أَعِدَّ عَلَيْكَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا مِمَّا غَلِطَ.
أَجَازَ لَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ
وَحَدَّثَنِيهِ الحسن بن علي المقرئ عنه قَالَ أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْنَ هَاشِمٍ يقول قال رجل لسفيان ابن عُيَيْنَةَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»
فَلَمْ يُنْكِرِ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَوْقَةَ لَمْ يَحْفَظْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ شَيْئًا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي، حَدَّثَنَا حسن بْن صالح- رجل من أهل العلم كان يسكن عبادان- أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، قَالَ: فقلت: يا رسول إن علي بْن عاصم حَدَّثَنَا عنك بحديث، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: قلت: حديثا عَن مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عنك أنك قلت «من عزى مصابا فله مثل أجره» قَالَ صدق علي، هو عني وأنا حدثت به.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن شجاع الصوفي، أَخْبَرَنَا عُمَر بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، حدّثنا الحارث بن مُحَمَّد بْن المعافى العابد- وكان ثقة صدوقا- قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم، فقلت يا رسول اللَّه حديث علي بْن عاصم يرويه عَن مُحَمَّد بْن سوقة «من عزى مصابا» هو عنك؟ قَالَ نعم
. وكان مُحَمَّد كلما حدث بهذا الحديث بكى.
أَخْبَرَنِي البرقاني حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي. قَالَ: علي بن عاصم كان من أهل الصدق، فليس بالقوي فِي الحديث، عتبوا عليه فِي
حديث ابْن سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من عزى مصابا» .
أَخْبَرَنَا الحَسَن بْن الحَسَن بْن المنذر الْقَاضِي والحسن بْن أَبِي بكر. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سمعت أبا علي المفلوج الزمن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرى النائم، وَأَبُو بَكْرٍ عَن يَمِينِهِ، وَعُمَرُ
عَن يساره، وعثمان أمامه، وعلي خلفه، حتى جاءوا فجلسوا على رابية وإذا بين أيديهم صبي يلعب، قلت من هذا قالوا هذا إبراهيم بن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين علي بْن أَبِي طالب؟ فقال: ها أنا ذا يا رسول اللَّه، إذ طلع القمر فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أين علي بْن عاصم أين علي بْن عاصم؟ مرتين، فجئ به، فلما رآه قبل بين عينيه، ثم قَالَ له:
أحييت سنتي: قالوا: يا رسول اللَّه إنهم يقولون إنه أخطأ فِي حديث عَبْد اللَّه بْن مسعود «من عزى مصابا فله مثل أجره» فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا حدثت عَبْد اللَّه بْن مسعود «من عزى مصابا فله مثل أجره» . وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا حدثت عبد الله بن مسعود، وعبد الله ابن مسعود حدث الأسود، والأسود بْن يزيد حدث إبراهيم وإبراهيم حدث محمّد ابن سوقة صدق علي بْن عاصم، صدق علي بْن عاصم.
قَالَ أَبُو بكر الباغندي: فجئت إِلَى عاصم بْن علي سنة تسع عشرة ومائتين فحدثته بذلك فركب إِلَى أَبِي علي فسمعه منه.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حديث «من عزى مصابا فله مثل أجره» .
حديث كوفي منكر، يرون أنه لا أصل له مسندا ولا موقوفا. رواه علي بْن عاصم، عَن مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ولا نعلم أحدا أسنده ولا وقفه غير علي بْن عاصم، وقد رواه أَبُو بكر النهشلي وهو صدوق ضعيف الحديث، رواه عَن مُحَمَّد بْن سوقة فلم يجاوز بن محمدا إِلَى أحد فوقه، وقال يرفع الحديث.
قَالَ جدي: وهذا الحديث من أعظم ما أنكره الناس على علي بْن عاصم وتكلموا فيه، مع ما أنكر عليه سواه، وكان عليّ بن المديني إذا سئل عَن علي بْن عاصم يَقُولُ:
هو معروف فِي الحديث، وكان يغلط فِي الحديث، وروى أحاديث منكرة. قَالَ علي وبلغني أن ابن ابنه قَالَ له: هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبَى.
قَالَ جدي: يعني علي أن ابن ابنه قَالَ له: تترك عشرين حديثا فلا تحدث بها مما أنكرها الناس عليه.
قلت: وقد روى حديث ابن سوقة عَبْد الحكيم بْن منصور مثل ما رواه علي بْن عاصم. وروى كذلك عَن سُفْيَان الثوري، وشعبة وإسرائيل، ومحمد بْن الفضل بْن عطية، وعبد الرَّحْمَن بْن مالك بْن مغول، والحارث بْن عمران الجعفري، كلهم عَن ابن
سوقة. وقد ذكرنا أحاديثهم فِي مجموعنا لحديث مُحَمَّد بْن سوقة وليس شيء منها ثابتا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخاري- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه قَالَ سمعت أبا نصر الليث بْن حبرويه يَقُولُ سمعت يَحْيَى بْن جعفر يَقُولُ: كان يجتمع عند علي بْن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا، وكان يجلس على سطح، وكان له ثلاثة مستملين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّه. وحَدَّثَنَا عَمْرو بْن عون. قالا: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حدّثنا محمّد بن المنهال، حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع. قَالَ: لقيت علي بْن عاصم الواسطي بالبصرة وخالد الحذاء حي، فأفادني أشياء عَن خالد، فأتيت خالدا فسألته عنها فأنكرها كلها، وأفادني عن هاشم بْن حسان حديثا فأتيت هشاما فسألته عَن ذلك الحديث فأنكره.
واللفظ لحديث ابن الفضل.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا على بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: قَالَ وهب بْن بقية سمعت يزيد بْن زريع قَالَ حَدَّثَنَا علي عَن خالد تسعة عشر حديثا، فسألنا خالدا عَن حديث فأنكره، ثم آخر فأنكره، ثم ثالث فأنكره، فأَخْبَرَنَاه فقال: كذاب فاحذروه.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: كان عليّ ابن عاصم يحدث عَن خالد الحذاء، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعيد بْن وهب الهمذاني، فيقول: عَن سعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهب. فقلت لابن علية فقال: ما أرى هذا خالدا- يعني عليّا-.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي، حدثني أحمد بن الفرات، أَخْبَرَنَا أَبُو داود قَالَ سمعت شعبة يَقُولُ: لا تكتبوا عنه- يعني علي بْن عاصم-.
وأخبرنا البرقاني، حدثني محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: علي بْن عاصم كذاب ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بْن معين إن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: إن علي بْن عاصم ثقة ليس بكذاب؟ قَالَ: لا والله ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بحرف قط، فكيف صار عنده اليوم ثقة؟
أَخْبَرَنَا يُوسُف بْن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح بْن أبي عُبَيْد اللَّه قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين: عَلِيّ بْن عاصم ليس بشيء، ولا ابنه عاصم، ولا ابنه الحسن. قَالَ يَحْيَى: رأيت علي بْن عاصم ينظر إِلَى مد الدجلة فِي سنة مد الدجلة فيها، فقلت له حديث خالد عَن مطرف عَن عياض بْن حمار؟ قَالَ: حَدَّثَنَا خالد عَن مطرف بْن عَبْد اللَّه بْن عياض بْن حمار عَن أبيه قَالَ: فقلت له إنما هو مطرف بْن عَبْد الله بن عياض بْن حمار. قَالَ: لا إنما هو مطرف غير ذاك قَالَ: قلت له انظر في كتابك. فقال: أنا أحفظ من كتابي. قَالَ يَحْيَى: فقلت فِي نفسي: كذبت.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى يَقُولُ: لقيت علي بْن عاصم على الجسر فسألته عن حديث مطرف عن عامر ابن زوج كريمة «مر فاسق» . فحدثني به فقلت: اتق الله يا شيخ اتق اللَّه، مرتين، فحول رأس بغلته، فقال: تراني أكذب؟ تراني أكذب.
وقال ابن أَبِي خيثمة: سمعت طاهر بْن أَبِي خباب الطيالسي قَالَ ليحيى بْن معين:
يا أبا زكريا ما تقول فِي علي بْن عاصم؟ قال: كأن حديثه الطوال أخذها من الصيادلة. قَالَ ابْن أَبِي خيثمة: ولم يحدث أَبِي عنه بشيء ولا أخرج عنه فِي تصنيفه شيئا قط علمته.
أخبرنا عبيد الله بن عمر، أخبرنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أيوب قَالَ: قيل يوما لابن علية إن علي بْن عاصم قَالَ: كنت أدخل إِلَى خالد الحذاء وابن علية بالباب. قَالَ سبحان اللَّه! ويكذب؟ ما سمعت من خالد حديثا على بابه، سبحان اللَّه ويكذب؟ ما أتيت باب خالد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: علي بْن عاصم متروك الحديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يَقُولُ: كنا عند يزيد بْن هارون أنا وأخي أَبُو بكر، فقلنا يا أبا خالد، علي بْن عاصم أيش حاله عندك؟ فقال: حسبكم ما زلنا نعرفه بالكذب.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن الحسن- هو النقاش- حَدَّثَنَا حسين بْن إدريس قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يَقُولُ: سألت يزيد بْن هارون عَن علي بْن عاصم فقال: ما زلنا نعرفه بالكذب.
قلت: وكذا روى أيوب بْن إِسْحَاق بْن سافري عَن أَبِي بَكْر وعثمان ابني أبي شيبة عَن يزيد، وحكى عَن يزيد بْن هارون فيه خلاف هذا.
قرأت عَلَى الْقَاضِي أَبِي العلاء الواسطي عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى السهمي الجرجاني قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد بْن عدي الحافظ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا بعض أصحابنا قَالَ: أجتمع عند يزيد بْن هارون أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين فلم يزالا عنده حتى ارتفع النهار، فقال لهما يزيد: قد تعالى النهار فانصرفا، قَالَ فانصرفا ودخل يزيد منزله، قَالَ فمضيا، فلقيهما لاق فقال مات عليّ ابن عاصم قَالَ: فقال أَحْمَد ارجع بنا حتى نعزي أبا خالد، قَالَ: فرجعنا فدق أَحْمَد الباب، قَالَ: من هذا؟ قَالَ: أَحْمَد ويحيى. قَالَ: فقال ألم أقل لكما قد ارتفع النهار فانصرفا، قَالَ: فقال أَحْمَد يا أبا خالد أعظم اللَّه أجرك فِي علي، قَالَ: فقال: ادخلوا فقال لهما مات عليّ بن عاصم؟ قالا نعم! قَالَ: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بقي باكيا ساعة ثم قال: يرحمك اللَّه يا أبا الحسن ما علمتك إلا العفيف المسلم، ولقد تورعت عما دخلنا فيه من إتياننا هؤلاء السلاطين، ولقد كنا نكرم بك عند المحدثين ويحدثونا، فرحمك اللَّه فإن مصيبتك عظيمة- أو كما قَالَ- فقال له يَحْيَى يا أبا خالد إلا إنه تلاج فِي تلك الأحاديث التي غلط فيها. قَالَ فغضب يزيد ثم قَالَ: ويحك يا يَحْيَى، أتقول إن عليا أقام عليها وهو يعلم أنها عنده خطأ؟ واللَّه لئن قلت ذاك لقد أثمت- أو كما قَالَ- تتوهم على علي أنه كان يقيم على ذلك؟! ويحك يا يَحْيَى
لا يكون خصمك يوم القيامة. قَالَ: فقال له أَحْمَد: يا أبا خالد. قد والله نهيته عَن ذلك فأبَى عَلَيَّ، وقلت له هات ما أخطأ علي ومات عليه، وما أخطأ شريك ومات عليه، فإن لم يكن خطأ شريك أكثر من خطئه وقد نصحته وأرجو أن يقبل منك.
فقال يزيد: اتق اللَّه ولا تلق اللَّه بما تقول فيه.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قالا: علي بْن عاصم مولى لبني تميم، ولد سنة تسع ومائة، وتوفي- قَالَ ابن سعد: بواسط ثم اتفقا- فِي جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة- زاد ابن سعد وأشهر-.
أجاز لي أبو عمر بن مهدي- وَحَدَّثَنِيه الحسن بن علي المقرئ عنه- قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُف بْن يعقوب الصفار، قَالَ: سمعت عاصم بْن علي بْن عاصم قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أنه صام ثمانين شهر رمضان لم يفطر فيها يوما، قَالَ: ومات أَبِي وهو ابن أربع وتسعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حَدَّثَنِي أَبُو بكر الواسطي عَن أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن حماد قَالَ: رأيت سُفْيَان الثوري فِي المنام فِي الجنة يطير من نخلة إِلَى نخلة، ومن شجرة إِلَى شجرة، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه بم نلت هذا؟ قَالَ بالورع، بالورع. قلت: فما بال علي بْن عاصم؟ قَالَ: ذاك لا نكاد نراه إلا كما نرى الكوكب.