أبو كثير السُّحَيْمى الغُبَرى . روى عن أبى هريرة. اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذَيْنَة . روى عنه يحيى بن أبى كثير والأوزاعى وعكرمة ابن عمار كلثوم بن زياد وعمر بن رشد وأيوب بن عتبة، وابنه زفر بن يزيد . هو عندهم ثقة. وقد روى عن (ابنه) زفر بن يزيد ملازم بن عمرو .
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554 1. أبو كثير الغبري12. آدم نبي الله1 3. آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية...1 4. آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق1 5. آمنة بنت محمد بن أحمد1 6. آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص1 7. آمنة ويقال أمينة1 8. أبان بن الوليد بن عقبة1 9. أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص1 10. أبان بن سعيد بن العاص الأموي1 11. أبان بن صالح بن عمير بن عبيد1 12. أبان بن عثمان بن عفان3 13. أبان بن علي الدمشقي1 14. أبان بن مروان بن الحكم1 15. أبرد الدمشقي1 16. أبرش بن الوليد بن عبد عمرو1 17. أبق بن محمد بن بوري1 18. أبو1 19. أبو أحمد بن علي الكلاعي1 20. أبو أحمد بن هارون الرشيد1 21. أبو أحيحة القرشي1 22. أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي...1 23. أبو أسيد1 24. أبو أوس2 25. أبو أيوب مولى معاوية وحاجبه1 26. أبو إبراهيم الدمشقي1 27. أبو إسماعيل1 28. أبو إياس الليثي1 29. أبو الأبرد الدمشقي1 30. أبو الأبطال1 31. أبو الأبيض العبسي الشامي1 32. أبو الأخضر1 33. أبو الأزهر1 34. أبو الأسود البيروتي1 35. أبو البختري1 36. أبو الثريا الكردي1 37. أبو الجرح الغساني1 38. أبو الجعد السائح1 39. أبو الجعيد1 40. أبو الجلاس العبدي1 41. أبو الجلد التميمي1 42. أبو الجنوب المؤذن المؤدب1 43. أبو الجهم بن كنانة الكلبي1 44. أبو الحارث الصوفي1 45. أبو الحسن الأطرابلسي1 46. أبو الحسن الأعرابي الصوفي1 47. أبو الحسن الدمشقي2 48. أبو الحسن الدويدة1 49. أبو الحسن المعاني1 50. أبو الحسن بن جعفر المتوكل1 51. أبو الحسين الرائق المعري الشاعر1 52. أبو الحسين بن أحمد بن الطيب1 53. أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي1 54. أبو الحسين بن حريش1 55. أبو الحسين بن عمرو بن محمد1 56. أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي1 57. أبو الحمراء3 58. أبو الخير الأقطع التيناتي1 59. أبو الذكر1 60. أبو الربيع الدمشقي1 61. أبو الرضا الصياد العابد1 62. أبو الرضا بن النحاس الحلبي1 63. أبو الزبير الدمشقي1 64. أبو الزهراء القشيري1 65. أبو الساكن1 66. أبو السمح خادم النبي1 67. أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي1 68. أبو العالية3 69. أبو العباس4 70. أبو العباس البيروتي1 71. أبو العباس الحنفي1 72. أبو العباس الوراق الدمشقي1 73. أبو العذراء2 74. أبو العريان المخزومي1 75. أبو العلاء4 76. أبو العلاء بن العين زربي1 77. أبو الغريز1 78. أبو الفرات1 79. أبو الفضل الأصبهاني المتطبب1 80. أبو الفضل الموسوس1 81. أبو الفضل بن خيران1 82. أبو القاسم1 83. أبو القاسم الواسطي1 84. أبو القاسم بن أبي يعلى1 85. أبو القاسم بن رزيق البغدادي1 86. أبو المصبح المقرائي الأوزاعي1 87. أبو المعطل1 88. أبو المغيرة الصوفي الدمشقي1 89. أبو المهاجر الدمشقي1 90. أبو المهاصر1 91. أبو الوزير بن النعمان1 92. أبو الوليد2 93. أبو بردة بن عوف الأزدي1 94. أبو بسرة الجهني1 95. أبو بشر9 96. أبو بشر التنوخي1 97. أبو بشر المروزي1 98. أبو بقية1 99. أبو بكر4 100. أبو بكر الجصاص البصري الصوفي1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64329&book=5561#da88f0
أبو هريرة.
* أحفظ من روى الحديث في دهره، فروايته أولى (السنن الكبرى: 1/ 242).
* أحفظ من روى الحديث في دهره، فروايته أولى (السنن الكبرى: 1/ 242).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64329&book=5561#afb495
- أبو هريرة, اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس. ويقال: اسم أبي هريرة سكين بن وذقة. ويقال: عبد عمرو بن عبد غنم. ويقال: عبد الله بن عامر. ويقال: برير بن عسيرقة. مات بالمدينة سنة سبع وخمسين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64329&book=5561#95ba35
أبو هريرة قيل: اسمه عبد الرحمن، وقيل غير ذلك. كان من حفّاظ الصحابة.
وقال: حفظت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائين أما أحدهما فبثثته، وأمّا الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.
وقال: إنّه لم يحفظ أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر منه إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنّه كان يكتب ولا أكتب.
وقال الذّهبي في ترجمته: الحافظ. أحاديثه خمسة آلاف وثلاث مئة وأربعة وسبعون.
وقال: حفظت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائين أما أحدهما فبثثته، وأمّا الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.
وقال: إنّه لم يحفظ أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر منه إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنّه كان يكتب ولا أكتب.
وقال الذّهبي في ترجمته: الحافظ. أحاديثه خمسة آلاف وثلاث مئة وأربعة وسبعون.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64329&book=5561#c22e58
أبو هريرة، قلت: هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه، وصاحب جرابي العلم في الظاهر والباطن.
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: حذف السلام سنة
حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم: قال: كانوا لا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان في ذكر جنة أو نار.
قال العجلي: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن عبيد وحده. قلت: هذا قول الزنادقة ولم يصح عن إبراهيم، فإن محمد بن عبيد هذا الراوي عن سفيان هو محمد بن عبيد الوسي الراوي عن مالك فإنها طبقته, وهو مذكور في الميزان بخبر كذب لديه على مالك, وهذا القول قادح في قائله، فإن الصحابة رضي الله عنهم يقدح كلامهم فيمن بعدهم، ولا يقدح كلام من بعدهم فيهم، والكلام فيهم ثلمة في الإسلام.
قال العجلي: وقد روى سعيد بن المسيب عنه، وقيل: وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه وقُبل وعرهما وقُبلوا.
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: حذف السلام سنة
حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم: قال: كانوا لا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان في ذكر جنة أو نار.
قال العجلي: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن عبيد وحده. قلت: هذا قول الزنادقة ولم يصح عن إبراهيم، فإن محمد بن عبيد هذا الراوي عن سفيان هو محمد بن عبيد الوسي الراوي عن مالك فإنها طبقته, وهو مذكور في الميزان بخبر كذب لديه على مالك, وهذا القول قادح في قائله، فإن الصحابة رضي الله عنهم يقدح كلامهم فيمن بعدهم، ولا يقدح كلام من بعدهم فيهم، والكلام فيهم ثلمة في الإسلام.
قال العجلي: وقد روى سعيد بن المسيب عنه، وقيل: وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه وقُبل وعرهما وقُبلوا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64329&book=5561#8b69ec
أَبُو هُرَيْرَةَ
- أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: كان اسمه عَبْد شمس فسمي فِي الْإِسْلَام عَبْد الله. وقال غيره: اسمه عبدنهم. ويقال عَبْد غنم. ويقال سكين. قَالَ: وقال هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي: اسمه عمير بْن عامر بْن عَبْد ذي الشرى بْن طريف بْن غياث بْن أبي صعب بْن هنية بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بن دوس. وأمه ابنه صفيح بْن الْحَارِث بْن شابي بْن أبي صعب بْن هنية بْن سعد بن ثعلبة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بن دوس. وكان سعد بْن صفيح خال أبي هُرَيْرَةَ من أشداء بني دوس فكان لا يأخذ أحدًا من قريش إلّا قتله بأبي أزيهر الدوسي. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ فَوَجَدْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي غِفَارَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِسُورَةِ مَرْيَمَ وفي الثانية ب «ويل لِلْمُطَفِّفِينَ» المطففين: . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ: يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نجت قال: وأبق مني غلام في الطريق فلما قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام . قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وعقبة رجلي. فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدو إِذَا رَكِبُوا فَزَوِّجْنِيهَا اللَّهُ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَكْرَيْتُ نَفْسِي مِنَ ابْنَةِ غَزْوَانَ عَلَى طَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي. قَالَ فَكَانَتْ تُكَلِّفُنِي أَنْ أركب قائما وأن أردي أَوْ أُورَدَ حَافِيًا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَوَّجَنِيهَا اللَّهُ فَكَلَّفْتُهَا أَنْ تَرْكَبَ قَائِمَةً وَأَنْ تَرِدَ أَوْ تُرْدِي حَافِيَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَجِيرَ ابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا رَكِبُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا. فَقَالَتْ لِي يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدُ فَقُلْتُ: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تَمَخَّطَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مِنْ كَتَّانٍ مُمْشَقٍ فَتَمَخَّطَ فِيهِ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ أبو هريرة في الكتان. لقد رأيتني آخرا فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ. يَجِيءُ الْجَائِي يَرَى أَنَّ بِي جُنُونًا وَمَا بِي إِلا الْجُوعُ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأَجِيرٌ لابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي. أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا ارْتَحِلُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا. فَقَالَتْ يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. قَالَ فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهَا: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَشْهَدًا قَطُّ إِلا قَسَمَ لِي مِنْهُ إِلا مَا كَانَ مِنْ خَيْبَرَ. فَإِنَّهَا كَانَتْ لأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً. قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو مُوسَى قَدِمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ فَسَارَ إِلَى خَيْبَرَ حَتَّى قَدِمَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ سِنِينَ مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي وَلا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي فِيهِنَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَحِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَ سِنِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: وَحَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ وَافِدِينَ وَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَيْبَرَ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلا مِنْ بَنِي غِفَارَ يُقَالُ لَهُ سِبَاعُ بْنُ عُرْفُطَةَ. فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ فَقَرَأَ فِي الركعة الأولى «كهيعص» مريم: وقرأ في الركعة الثانية «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» المطففين: . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَقُولُ فِي الصَّلاةِ وَيْلٌ لأَبِي فُلانٍ لَهُ مِكْيَالانِ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ. فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلاتِنَا أَتَيْنَا سِبَاعًا فَزَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سُهْمَانِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنه قَالَ: وَاللَّهِ لا يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلا مُؤْمِنَةٌ إِلا أَحَبَّنِي. قَالَ قُلْتُ: وَمَا يُعَلِّمُكَ ذَاكَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ. قَالَ فَدَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَكْرَهُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلامِ. فَفَعَلَ فَجِئْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ فَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا ثُمَّ قَالَتْ: ادْخُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَدَخَلْتُ فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ. فَقُلْتُ: أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ. قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلامِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَإِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ. يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلا مؤمنة إلا أحبني. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يُخْرِجْنِي إِلا الْجُوعُ. فَوَجَدْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَنِي إِلا الْجُوعُ. فَقَالُوا: نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلا الْجُوعُ. فَقُمْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْرَتِي. . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ لِصُحْبَتِهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أَمَا تَفْرَقَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لأَهَابُكَ! قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ فَكُنْتُ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَضَعْتُهَا فِي شَجَرَةٍ فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُهَا فلعبت بها. فكنوني أبا هريرة. . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَنَدِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ» البقرة: . قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِلَّهِ الْمَوْعِدُ. وَيَقُولُونَ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ لا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الأَحَادِيثَ. وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ بِالسُّوقِ. وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا. وَإِنِّي كُنْتُ أَمْرَأً مِسْكِينًا وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا وَأَحْفَظُ إِذَا نَسَوْا. وَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَنَا فَحَدَّثَنِي ثم قبضه إلي. فو الله مَا كُنْتُ نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ. وَايْمُ اللَّهِ لَوْلا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا. ثُمَّ تَلا: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» البقرة: . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَ مَعْمَرٌ وَبَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هريرة قال: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُتِيَ بِهِ يوم القيامة ملجما بلجام من نار. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْلا آيَةٌ فِي الْبَقَرَةِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ أَبَدًا: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» البقرة: . لَكِنِ الْمَوْعِدُ لِلَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ بِهِ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بالخزف وَقَالُوا أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ. قَالَ الْحَسَنُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ. قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ. لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ الناس. قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ يَقُولُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَقُولُونَ أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ. يعني بالمزابل. ثم ما نَاظَرْتُمُونِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ. وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ. فَقَالَ كَعْبٌ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي. فَقَالَ كَعْبٌ: أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ طَالِبَ شَيْءٍ إِلا سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلا طَالِبَ عِلْمٍ أَوْ طَالِبَ دُنْيَا. فَقَالَ: أَنْتَ كَعْبٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّفْقُ فِي الأَسْوَاقِ إِنَّمَا كَانَ يُهِمُّنِي كَلِمَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا. قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ: يَلْقُمُنِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بن عبد الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَزٍّ فَكَسَاهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَسَا أَبَا هُرَيْرَةَ مِطْرَفًا أَغْبَرَ فَكَانَ يُثْنِيهِ عَلَيْهِ ثَلاثَةَ أَثْنَاءٍ مِنْ سعته. فأصابه شيء فتشبكه تشبكا ولم يُرْفِهِ كَمَا يُرْفُونَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى طَرَائِفِهِ مِنْ إِبْرِيسَمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَلْبَسُ الْخَزَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلَى أبي هريرة كساء من خَزٍّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ على أبي هريرة ساجا مزررا بديباج. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ عَنْ جَنَابِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الثياب الممشقة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ رِدْيَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ التَّأَبُّطَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُخْشَوْشِنًا؟ قَالَ: لا بَلْ كَانَ لَيِّنًا. قُلْتُ: فَمَا كَانَ لَوْنُهُ؟ قَالَ: أَبْيَضُ. قُلْتُ: هَلْ كَانَ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ نَحْوَ مَا تَرَى. قَالَ وَأَهْوَى مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهِيَ حَمْرَاءُ. قُلْتُ: فَمَا كَانَ لِبَاسُهُ؟ قَالَ: نَحْوَ مَا تَرَى. قَالَ وَعَلَى مُحَمَّدٌ ثَوْبَانَ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ. قَالَ وَتَمَخَّطَ يَوْمًا فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ فَقَبَضَ يَوْمًا عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ: كَأَنَّ خِضَابِي خِضَابُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلِحْيَتِي مِثْلُ لِحْيَتِهِ وَشَعْرِي مِثْلُ شَعْرِهِ وَثِيَابِي مِثْلُ ثِيَابِهِ وعليه ممصران. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: امْتَخَطَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ثَوْبِهِ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحْفِي عَارِضَيْهِ يَأْخُذُ مِنْهُمَا. قَالَ وَرَأَيْتُهُ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ قَائِمًا وَأَنْ يَأْتَزِرَ فَوْقَ قَمِيصِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ الطَّائِفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ ابْنُ خَيْثَمٍ فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: صِفْهُ لِي. فَقَالَ: رَجُلٌ آدَمُ بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. ذُو ضَفَرَيْنِ. أَفَرَقُ الثَّنِيَّتَيْنِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُضَفِّرُ رَأْسَهُ بَرَّاقِ الثَّنَايَا. قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عبيد اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ خِضَابِي هَذَا. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِنَّاءٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عَامِلا بِالْبَحْرَيْنِ فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِلإِسْلامِ. أَوْ قَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ سَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ. قُلْتُ: لا وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا. خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ وَسِهَامٌ لِيَ اجْتَمَعَتْ. فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. قَالَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدُ أَنْ أَلا تَعْمَلُ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: لِمَ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَمِلَ يُوسُفُ؟ قُلْتُ: يُوسُفُ نَبِيُّ ابْنُ نَبِيٍّ فَأَخْشَى مِنْ عَمَلِكُمْ ثَلاثًا أَوِ اثْنَتَيْنِ. قَالَ: أَفَلا تَقُولُ خَمْسًا؟ قُلْتُ: لا. أَخَافُ أَنْ يَشْتُمُوا عِرْضِي وَيَأْخُذُوا مَالِي وَيَضْرِبُوا ظَهْرِي. وَأَخَافُ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ حِلْمٍ وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ وَبَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ كِتَابِهِ أَسَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ؟ قَالَ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ وَلا عَدُوِّ كِتَابِهِ وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا وَلا سَرَقْتُ مَالَ اللَّهِ. قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ اجْتَمَعَتْ لَكَ عَشَرَةُ آلافٍ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْلِي تَنَاسَلَتْ وَسِهَامِي تَلاحَقَتْ وَعَطَائِي تَلاحَقَ. قَالَ فَأَمَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقُبِضَتْ. قَالَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغفر لأمير المؤمنين. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا. وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: أَظْلَمْتَ أَحَدًا؟ قَالَ: لا. قَالَ: أَخَذْتَ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَمَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: عِشْرِينَ أَلْفًا. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟ قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ؟ قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ مَالِكٍ وَرِزْقَكَ فَخُذْهُ وَاجْعَلِ الآخَرَ في بيت المال. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا حج أو غاب. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ يَكُونُ مَرْوَانُ عَلَى الْمَدِينَةَ فَإِذَا خرج منها استخلف أبا هريرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ رُبَّمَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَيَرْكَبُ حِمَارًا قَدْ شَدَّ عَلَيْهِ. قَالَ عَفَّانُ: قُرْطَاطًا. وَقَالَ عَارِمٌ: بَرْذَعَةً. وَفِي رَأْسِهِ خُلْبَةٌ مِنْ لِيفٍ فَيَسِيرُ فَيَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: الطَّرِيقُ قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ. وَرُبَّمَا أَتَى الصِّبْيَانَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِاللَّيْلِ لُعْبَةَ الْغُرَابِ فَلا يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَهُمْ وَيَضْرِبُ بِرِجْلَيْهِ فَيَفْزَعُ الصِّبْيَانُ فَيَفِرُّونَ. وَرُبَّمَا دَعَانِي إِلَى عَشَائِهِ بِاللَّيْلِ فَيَقُولُ: دَعِ الْعُرَاقَ لِلأَمِيرِ. فَأَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ ثَرِيدٌ بِزَيْتٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا وَجَعٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى لأَنَّهَا تُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْوَجَعِ وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَسْلَمَ. وَمَجْلِسُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْمِنْبَرِ. وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَجْلِسِ أَسْلَمَ فَيَقُولُ: مُوتُوا سَرَوَاتِ أَسْلَمَ. مُوتُوا ثَلاثَ مَرَّاتٍ. يَا مَعْشَرَ أَسْلَمَ مُوتُوا وَيَمُوتُ أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ قَالَ كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: السُّوقُ. فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْجِعَ فَافْعَلْ. ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ مِمَّا اسْتَعْجَلُ الْقَدَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ فَقَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ وَبَيْعُ الْحِكَمِ وَتَقَاطُعُ الأَرْحَامِ وَكَثْرَةُ الشَّرْطِ وَنَشْوُ الْخَمْرِ وَيَتَّخِذُونَ القرآن مزامير. قال: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ لا تُرْجِعُنِي. قَالَ فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أن تموت فمت. فو الذي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ. أَوْ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يأتي على الناس زمان يأتي الرجل قَبْرِ الْمُسْلِمِ فَيَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرِضَ أَبُو هريرة فأتيته فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا تُرْجِعْهَا. وَقَالَ: يُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ. وَيُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنْ بَقِيَتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَبْرَ فَيَقُولَ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ. أَوْ مَكَانَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ قال: امضي فأنا على الأثر. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ الْمَوْتُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ فَإِذَا حَمَلْتُمُونِي فَأَسْرِعُوا فَإِنْ أَكُنْ صَالِحًا تَأْتُونَ بِي إِلَى رَبِّي وَإِنْ أَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ تَطْرَحُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ وَأَسْرِعُوا بِي إِسْرَاعًا فَإِنِّي . قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ مَرْوَانَ جَاءَ يَعُودُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَوَجَدَهُ فِي غَمِيَّةٍ فَقَالَ: عَافَاكَ اللَّهُ! فَرَفَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَأْسَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَاجْدُدْ. فَخَرَجَ مَرْوَانُ فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الْقَطَا فَقَالَ: قَدْ قَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن أنس عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي شَكْوِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي. قَالَ فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ الْقَطَا حَتَّى مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرَدٍّ عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ حَجْلٍ قَالَ: بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي. أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جُنَّةٍ وَنَارٍ فَلا أَدْرِي إِلَى أيهما يسلك بي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمُوتُ فَقَالَ لأَهْلِهِ: لا تُعَمِّمُونِي وَلا تُقَمِّصُونِي كَمَا صُنِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: نَزَلَ النَّاسُ مِنَ الْعَوَالِي لأَبِي هُرَيْرَةَ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ لا تَدْفِنُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي. وَنَامَ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ. وَقَدْ حَضَرَا: اخْرُجُوا بِهِ. فَخَرَجُوا بِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَقَدْ دَنَا أَذَانُ الْعَصْرِ. فَقَالَ الْقَوْمُ: صَلُّوا عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ الْوَلِيدِ: لا يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ الأَمِيرُ. فَخَرَجَ لِلْعَصْرِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَفِي الناس ابن عمر وأبو سعيد الخدري. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَ شَهِدَ أَبَا هُرَيْرَةَ معزولا من عمل الْمَدِينَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَوْمَ مَاتَ وَأَبُو سَعِيدٍ الخدري ومروان يمشيان أمام الجنازة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت مع ابْنِ عُمَرَ فِي جَنَازَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمْشِي أَمَامَهَا وَيُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ يَحْفَظُ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن عثمان بن عفان قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ وَلَدُ عُثْمَانَ يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ حَتَّى بَلَغُوا الْبَقِيعَ حِفْظًا بما كان من رأيه في عُثْمَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَوْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: انْظُرْ مَنْ تَرَكَ فَادْفَعْ إِلَى وَرَثَتِهِ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُمْ وَافْعَلْ إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَصْرَ عُثْمَانَ وَكَانَ مَعَهُ فِي الدَّارِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَوَالِيهِ فَبَاعُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ. وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. وَهُوَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. وَهُوَ صَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِ وَخَمْسِينَ. وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَرَكِبَ إِلَى الْغَابَةِ وَأَمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَصَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّنَّةِ.
- أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: كان اسمه عَبْد شمس فسمي فِي الْإِسْلَام عَبْد الله. وقال غيره: اسمه عبدنهم. ويقال عَبْد غنم. ويقال سكين. قَالَ: وقال هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي: اسمه عمير بْن عامر بْن عَبْد ذي الشرى بْن طريف بْن غياث بْن أبي صعب بْن هنية بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بن دوس. وأمه ابنه صفيح بْن الْحَارِث بْن شابي بْن أبي صعب بْن هنية بْن سعد بن ثعلبة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بن دوس. وكان سعد بْن صفيح خال أبي هُرَيْرَةَ من أشداء بني دوس فكان لا يأخذ أحدًا من قريش إلّا قتله بأبي أزيهر الدوسي. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ فَوَجَدْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي غِفَارَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِسُورَةِ مَرْيَمَ وفي الثانية ب «ويل لِلْمُطَفِّفِينَ» المطففين: . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ: يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نجت قال: وأبق مني غلام في الطريق فلما قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام . قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وعقبة رجلي. فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدو إِذَا رَكِبُوا فَزَوِّجْنِيهَا اللَّهُ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَكْرَيْتُ نَفْسِي مِنَ ابْنَةِ غَزْوَانَ عَلَى طَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي. قَالَ فَكَانَتْ تُكَلِّفُنِي أَنْ أركب قائما وأن أردي أَوْ أُورَدَ حَافِيًا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَوَّجَنِيهَا اللَّهُ فَكَلَّفْتُهَا أَنْ تَرْكَبَ قَائِمَةً وَأَنْ تَرِدَ أَوْ تُرْدِي حَافِيَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَجِيرَ ابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا رَكِبُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا. فَقَالَتْ لِي يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدُ فَقُلْتُ: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تَمَخَّطَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مِنْ كَتَّانٍ مُمْشَقٍ فَتَمَخَّطَ فِيهِ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ أبو هريرة في الكتان. لقد رأيتني آخرا فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ. يَجِيءُ الْجَائِي يَرَى أَنَّ بِي جُنُونًا وَمَا بِي إِلا الْجُوعُ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأَجِيرٌ لابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي. أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا ارْتَحِلُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا. فَقَالَتْ يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. قَالَ فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهَا: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَشْهَدًا قَطُّ إِلا قَسَمَ لِي مِنْهُ إِلا مَا كَانَ مِنْ خَيْبَرَ. فَإِنَّهَا كَانَتْ لأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً. قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو مُوسَى قَدِمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ فَسَارَ إِلَى خَيْبَرَ حَتَّى قَدِمَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ سِنِينَ مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي وَلا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي فِيهِنَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَحِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَ سِنِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: وَحَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ وَافِدِينَ وَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَيْبَرَ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلا مِنْ بَنِي غِفَارَ يُقَالُ لَهُ سِبَاعُ بْنُ عُرْفُطَةَ. فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ فَقَرَأَ فِي الركعة الأولى «كهيعص» مريم: وقرأ في الركعة الثانية «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» المطففين: . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَقُولُ فِي الصَّلاةِ وَيْلٌ لأَبِي فُلانٍ لَهُ مِكْيَالانِ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ. فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلاتِنَا أَتَيْنَا سِبَاعًا فَزَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سُهْمَانِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنه قَالَ: وَاللَّهِ لا يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلا مُؤْمِنَةٌ إِلا أَحَبَّنِي. قَالَ قُلْتُ: وَمَا يُعَلِّمُكَ ذَاكَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ. قَالَ فَدَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَكْرَهُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلامِ. فَفَعَلَ فَجِئْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ فَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا ثُمَّ قَالَتْ: ادْخُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَدَخَلْتُ فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ. فَقُلْتُ: أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ. قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلامِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَإِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ. يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلا مؤمنة إلا أحبني. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يُخْرِجْنِي إِلا الْجُوعُ. فَوَجَدْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَنِي إِلا الْجُوعُ. فَقَالُوا: نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلا الْجُوعُ. فَقُمْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْرَتِي. . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ لِصُحْبَتِهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أَمَا تَفْرَقَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لأَهَابُكَ! قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ فَكُنْتُ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَضَعْتُهَا فِي شَجَرَةٍ فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُهَا فلعبت بها. فكنوني أبا هريرة. . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَنَدِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ» البقرة: . قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِلَّهِ الْمَوْعِدُ. وَيَقُولُونَ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ لا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الأَحَادِيثَ. وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ بِالسُّوقِ. وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا. وَإِنِّي كُنْتُ أَمْرَأً مِسْكِينًا وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا وَأَحْفَظُ إِذَا نَسَوْا. وَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَنَا فَحَدَّثَنِي ثم قبضه إلي. فو الله مَا كُنْتُ نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ. وَايْمُ اللَّهِ لَوْلا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا. ثُمَّ تَلا: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» البقرة: . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَ مَعْمَرٌ وَبَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هريرة قال: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُتِيَ بِهِ يوم القيامة ملجما بلجام من نار. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْلا آيَةٌ فِي الْبَقَرَةِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ أَبَدًا: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» البقرة: . لَكِنِ الْمَوْعِدُ لِلَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ بِهِ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بالخزف وَقَالُوا أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ. قَالَ الْحَسَنُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ. قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ. لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ الناس. قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ يَقُولُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَقُولُونَ أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ. يعني بالمزابل. ثم ما نَاظَرْتُمُونِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ. وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ. فَقَالَ كَعْبٌ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي. فَقَالَ كَعْبٌ: أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ طَالِبَ شَيْءٍ إِلا سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلا طَالِبَ عِلْمٍ أَوْ طَالِبَ دُنْيَا. فَقَالَ: أَنْتَ كَعْبٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّفْقُ فِي الأَسْوَاقِ إِنَّمَا كَانَ يُهِمُّنِي كَلِمَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا. قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ: يَلْقُمُنِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بن عبد الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَزٍّ فَكَسَاهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَسَا أَبَا هُرَيْرَةَ مِطْرَفًا أَغْبَرَ فَكَانَ يُثْنِيهِ عَلَيْهِ ثَلاثَةَ أَثْنَاءٍ مِنْ سعته. فأصابه شيء فتشبكه تشبكا ولم يُرْفِهِ كَمَا يُرْفُونَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى طَرَائِفِهِ مِنْ إِبْرِيسَمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَلْبَسُ الْخَزَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلَى أبي هريرة كساء من خَزٍّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ على أبي هريرة ساجا مزررا بديباج. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ عَنْ جَنَابِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الثياب الممشقة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ رِدْيَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ التَّأَبُّطَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُخْشَوْشِنًا؟ قَالَ: لا بَلْ كَانَ لَيِّنًا. قُلْتُ: فَمَا كَانَ لَوْنُهُ؟ قَالَ: أَبْيَضُ. قُلْتُ: هَلْ كَانَ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ نَحْوَ مَا تَرَى. قَالَ وَأَهْوَى مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهِيَ حَمْرَاءُ. قُلْتُ: فَمَا كَانَ لِبَاسُهُ؟ قَالَ: نَحْوَ مَا تَرَى. قَالَ وَعَلَى مُحَمَّدٌ ثَوْبَانَ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ. قَالَ وَتَمَخَّطَ يَوْمًا فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ فَقَبَضَ يَوْمًا عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ: كَأَنَّ خِضَابِي خِضَابُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلِحْيَتِي مِثْلُ لِحْيَتِهِ وَشَعْرِي مِثْلُ شَعْرِهِ وَثِيَابِي مِثْلُ ثِيَابِهِ وعليه ممصران. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: امْتَخَطَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ثَوْبِهِ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحْفِي عَارِضَيْهِ يَأْخُذُ مِنْهُمَا. قَالَ وَرَأَيْتُهُ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ قَائِمًا وَأَنْ يَأْتَزِرَ فَوْقَ قَمِيصِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ الطَّائِفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ ابْنُ خَيْثَمٍ فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: صِفْهُ لِي. فَقَالَ: رَجُلٌ آدَمُ بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. ذُو ضَفَرَيْنِ. أَفَرَقُ الثَّنِيَّتَيْنِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُضَفِّرُ رَأْسَهُ بَرَّاقِ الثَّنَايَا. قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عبيد اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ خِضَابِي هَذَا. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِنَّاءٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عَامِلا بِالْبَحْرَيْنِ فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِلإِسْلامِ. أَوْ قَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ سَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ. قُلْتُ: لا وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا. خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ وَسِهَامٌ لِيَ اجْتَمَعَتْ. فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. قَالَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدُ أَنْ أَلا تَعْمَلُ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: لِمَ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَمِلَ يُوسُفُ؟ قُلْتُ: يُوسُفُ نَبِيُّ ابْنُ نَبِيٍّ فَأَخْشَى مِنْ عَمَلِكُمْ ثَلاثًا أَوِ اثْنَتَيْنِ. قَالَ: أَفَلا تَقُولُ خَمْسًا؟ قُلْتُ: لا. أَخَافُ أَنْ يَشْتُمُوا عِرْضِي وَيَأْخُذُوا مَالِي وَيَضْرِبُوا ظَهْرِي. وَأَخَافُ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ حِلْمٍ وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ وَبَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ كِتَابِهِ أَسَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ؟ قَالَ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ وَلا عَدُوِّ كِتَابِهِ وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا وَلا سَرَقْتُ مَالَ اللَّهِ. قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ اجْتَمَعَتْ لَكَ عَشَرَةُ آلافٍ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْلِي تَنَاسَلَتْ وَسِهَامِي تَلاحَقَتْ وَعَطَائِي تَلاحَقَ. قَالَ فَأَمَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقُبِضَتْ. قَالَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغفر لأمير المؤمنين. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا. وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: أَظْلَمْتَ أَحَدًا؟ قَالَ: لا. قَالَ: أَخَذْتَ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَمَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: عِشْرِينَ أَلْفًا. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟ قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ؟ قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ مَالِكٍ وَرِزْقَكَ فَخُذْهُ وَاجْعَلِ الآخَرَ في بيت المال. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا حج أو غاب. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ يَكُونُ مَرْوَانُ عَلَى الْمَدِينَةَ فَإِذَا خرج منها استخلف أبا هريرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ رُبَّمَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَيَرْكَبُ حِمَارًا قَدْ شَدَّ عَلَيْهِ. قَالَ عَفَّانُ: قُرْطَاطًا. وَقَالَ عَارِمٌ: بَرْذَعَةً. وَفِي رَأْسِهِ خُلْبَةٌ مِنْ لِيفٍ فَيَسِيرُ فَيَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: الطَّرِيقُ قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ. وَرُبَّمَا أَتَى الصِّبْيَانَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِاللَّيْلِ لُعْبَةَ الْغُرَابِ فَلا يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَهُمْ وَيَضْرِبُ بِرِجْلَيْهِ فَيَفْزَعُ الصِّبْيَانُ فَيَفِرُّونَ. وَرُبَّمَا دَعَانِي إِلَى عَشَائِهِ بِاللَّيْلِ فَيَقُولُ: دَعِ الْعُرَاقَ لِلأَمِيرِ. فَأَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ ثَرِيدٌ بِزَيْتٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا وَجَعٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى لأَنَّهَا تُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْوَجَعِ وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَسْلَمَ. وَمَجْلِسُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْمِنْبَرِ. وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَجْلِسِ أَسْلَمَ فَيَقُولُ: مُوتُوا سَرَوَاتِ أَسْلَمَ. مُوتُوا ثَلاثَ مَرَّاتٍ. يَا مَعْشَرَ أَسْلَمَ مُوتُوا وَيَمُوتُ أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ قَالَ كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: السُّوقُ. فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْجِعَ فَافْعَلْ. ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ مِمَّا اسْتَعْجَلُ الْقَدَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ فَقَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ وَبَيْعُ الْحِكَمِ وَتَقَاطُعُ الأَرْحَامِ وَكَثْرَةُ الشَّرْطِ وَنَشْوُ الْخَمْرِ وَيَتَّخِذُونَ القرآن مزامير. قال: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ لا تُرْجِعُنِي. قَالَ فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أن تموت فمت. فو الذي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ. أَوْ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يأتي على الناس زمان يأتي الرجل قَبْرِ الْمُسْلِمِ فَيَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرِضَ أَبُو هريرة فأتيته فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا تُرْجِعْهَا. وَقَالَ: يُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ. وَيُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنْ بَقِيَتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَبْرَ فَيَقُولَ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ. أَوْ مَكَانَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ قال: امضي فأنا على الأثر. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ الْمَوْتُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ فَإِذَا حَمَلْتُمُونِي فَأَسْرِعُوا فَإِنْ أَكُنْ صَالِحًا تَأْتُونَ بِي إِلَى رَبِّي وَإِنْ أَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ تَطْرَحُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ وَأَسْرِعُوا بِي إِسْرَاعًا فَإِنِّي . قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ مَرْوَانَ جَاءَ يَعُودُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَوَجَدَهُ فِي غَمِيَّةٍ فَقَالَ: عَافَاكَ اللَّهُ! فَرَفَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَأْسَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَاجْدُدْ. فَخَرَجَ مَرْوَانُ فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الْقَطَا فَقَالَ: قَدْ قَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن أنس عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي شَكْوِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي. قَالَ فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ الْقَطَا حَتَّى مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرَدٍّ عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ حَجْلٍ قَالَ: بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي. أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جُنَّةٍ وَنَارٍ فَلا أَدْرِي إِلَى أيهما يسلك بي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمُوتُ فَقَالَ لأَهْلِهِ: لا تُعَمِّمُونِي وَلا تُقَمِّصُونِي كَمَا صُنِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: نَزَلَ النَّاسُ مِنَ الْعَوَالِي لأَبِي هُرَيْرَةَ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ لا تَدْفِنُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي. وَنَامَ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ. وَقَدْ حَضَرَا: اخْرُجُوا بِهِ. فَخَرَجُوا بِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَقَدْ دَنَا أَذَانُ الْعَصْرِ. فَقَالَ الْقَوْمُ: صَلُّوا عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ الْوَلِيدِ: لا يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ الأَمِيرُ. فَخَرَجَ لِلْعَصْرِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَفِي الناس ابن عمر وأبو سعيد الخدري. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَ شَهِدَ أَبَا هُرَيْرَةَ معزولا من عمل الْمَدِينَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَوْمَ مَاتَ وَأَبُو سَعِيدٍ الخدري ومروان يمشيان أمام الجنازة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت مع ابْنِ عُمَرَ فِي جَنَازَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمْشِي أَمَامَهَا وَيُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ يَحْفَظُ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن عثمان بن عفان قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ وَلَدُ عُثْمَانَ يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ حَتَّى بَلَغُوا الْبَقِيعَ حِفْظًا بما كان من رأيه في عُثْمَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَوْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: انْظُرْ مَنْ تَرَكَ فَادْفَعْ إِلَى وَرَثَتِهِ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُمْ وَافْعَلْ إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَصْرَ عُثْمَانَ وَكَانَ مَعَهُ فِي الدَّارِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَوَالِيهِ فَبَاعُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ. وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. وَهُوَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. وَهُوَ صَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِ وَخَمْسِينَ. وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَرَكِبَ إِلَى الْغَابَةِ وَأَمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَصَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّنَّةِ.