يَحْيَى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ، أَبُو سَعِيد القَطَّان الأحول، يُقال: مولى بَنِي تَمِيم :
من أهل البصرة سَمِعَ أَبَا جَعْفَر الخَطْمي، وهشام بْن عُروة، وعُبيد الله العمري، ويحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، وسُليمان الأعمش، وابن جُرَيْج، وسُفيان الثوري، وشعبة، ومالكا، في آخرين في أمثالِهم. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وعفان بن مسلم، وعلي بن الْمَدِينِيّ، ومُسدد، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وعبيد الله القواريري، وبُندار، وَمُحَمَّد بْن المثنى، وعمرو بْن عليّ، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله المخرمي، ويعقوب الدورقي، وحَفص بْن عمرو الربالي، وغيرهم. وقدمَ يَحْيَى بْن سَعِيد بغداد وحدَّث بِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الطناجيري قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمّد بن زهير بن الفضل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأصفري البغدادي قَالَ: سمعتُ بِشر بْن الحارث يَقُولُ: لقيني يَحْيَى بْن سعيد القطّان ببغداد فقال: معك ألواح؟ فقلت: نعم! فقال:
ناولني فناولته وكتب لي عشرة أحاديث وقرأها، فلمّا مضى محوته. قَالَ: فقيل لَهُ: لِمَ ذلك؟ قَالَ: لَمْ أكن أراهُ يفعل بغيري هذا.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: وُلِدت سنة عشرين فِي أولها، وولد مُعاذ بْن معاذ سنة تسع عشرة فِي آخرها، هُوَ أسن مني بشهرين، وما اجتمعتُ أَنَا وخالد ومعاذ في شيء إلا قدماني.
أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عليّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى:
كنت أنا وخالد ومعاذ نجتمع، فما تقدماني في شيء قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا أَبُو الوليد قَالَ: قلتُ ليحيى كم اختلفت إلى شُعبة؟ قَالَ: عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حَدَّثَنَا مُعاذ بْن المثنى قَالَ: سمعتُ عَلِيّ بن المدينيّ يقول: سمعت يحيى بن القطان يَقُولُ: لزمتُ شُعبة عشرين سنة، فما كنت أرجع من عنده إلا بثلاثة أحاديث وعشرة، أكثر ما كنت أسمع منه فِي كل يوم.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السُّكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ: قَالَ لنا يَحْيَى بْن سَعِيد القطان: لَيْسَ لأحد علي عقد ولاء.
أَنْبَأَنَا أَبُو زُرعة رَوح بْن مُحَمَّد الرازي، أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: ذكره أبي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَةُ الأصبهاني قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: اختلفوا يومًا عِنْدَ شُعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حَكَمًا فقال: قد رضيت بالأحول- يعني يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- فما برحنا حتى جاء يَحْيَى فتحاكموا إِلَيْهِ فقضَى عَلَى شُعْبَة، فقال شُعْبَة:
ومن يُطيق فقدك يا أحول.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثني أبو عبيد الله بن عرعرة، حدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ خَالِد بْن الحارث: غَلبنا يَحْيَى بسفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، حدثنا محمّد بن عبدة بن حرب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخْطَأْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَخْطَأْتَ يَا يَحْيَى، فَحَدَّثَ يَوْمًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ»
قَالَ يحيى بن سعيد فقلت: أخطأت يا أبا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا أَهْوَنُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَكَيْفَ هو يا يحيى؟ قال: فقلت أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عمر عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لِي صَدَقْتَ يَا يَحْيَى اعْرِضْ عَلَيَّ كُتُبَكَ، قُلْتُ: تُرِيدُ أَنْ أَلْقَى مِنْكَ مَا لَقِيَ زَائِدَةُ؟ قَالَ: وَمَا لَقِيَ زَائِدَةُ؟ أَصْلَحْتُ لَهُ كُتُبَهُ وَذَكَّرْتُهُ حَدِيثَهُ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الهيثم المقرئ، حَدَّثَنَا يزيد البادا قَالَ: سمعتُ عُبيد اللَّه بْن عُمَر قَالَ: وقال يَحْيَى بْن سَعِيد: باتَ عندي سُفْيَان ليلة فحدثته بحديثين، حديثٌ عَن شُعْبَة وحديث عَن عمرو بْن عُبَيْد قال: وقام يتوضأ فنظرتُ تحت المصلى الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ جالسا وإذا هُوَ قد كتبهما عني. قلت: يا أَبَا سَعِيد حدَّثَنِي بِهما قَالَ: حدثته عَن شُعْبَة عَن أبي بشر عَن عكرمة فِي قول الله تعالى:
وَتُعَزِّرُوهُ
[الفتح 9] قال: تقاتلوا دونه بالسيف. وحدثته عَن عمرو بْن عُبَيْد عَن الْحَسَن فِي قول الله تعالى: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ
[يس 14] قَالَ: شَدَدْنَا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى الْحُسَيْن بْن علي التميمي، حدثكم مُحَمَّد بْن المسيب، حَدَّثَنَا أَبُو الخصيب المصيصي قَالَ: سمعتُ القواريري يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أحسن أخذًا للحديث، ولا أحسن طلبًا لَهُ، من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وسُفيان بْن حبيب.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عبد الرّحمن بن جعفر، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سَمِعْتُ عليًا- وذكر من طلب الحديث- فقال:
لَمْ يكن من أصحابنا ممن طلب وعُنِيَ بِهِ وحفظه وأقام عليه حتى حدث ولَم يزل فِيهِ إلا ثلاثة: يَحْيَى بْن سَعِيد، وَسُفْيَان بْن حبيب، ويزيد بْن زُرَيْع. هَؤُلَاءِ لَم يدعوه منذ طلبوه، لم يشتغلوا عَنْهُ، لَمْ يزالوا فِيهِ إلى أن حدثوا.
أخبرنا البرقانيّ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس قَالَ: قَالَ ابنُ عَمَّار: أدخل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي تصنيفه ألفي حديث ليحيى بْن سَعِيد القطان وهو حي، فكان يُحدث بِهَا عَنْهُ وهو حي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي قَالَ: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد التيمي يَقُولُ: ما رأيتُ أعلم بالرجال من يَحْيَى القطان، وما رأيتُ أعلم بصواب الحديث من ابن مهدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أَبَا الْحَسَن الطرائفي يَقُولُ:
سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: يَحْيَى أحب إليك فِي سُفْيَان أو عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي؟ فقال يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس، حدثني خالي محمّد بن إسحاق النعالي، حدثنا علي بن الحسن بن دليل، حدثنا أبو عبد الله المقدمي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن حبيب بْن الشهيد قَالَ: قَالَ لي عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالرجال من يَحْيَى بْن سَعِيد.
أَخْبَرَنَا منصور بْن ربيعة الخطيب- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي بن الْمَدِينِيّ: لم أر أحدًا أثبت من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكريّا الساجي قال: حدثت عن علي بن الْمَدِينِيّ قَالَ: ما رأيتُ أعلم بالرجال من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، ولا رأيتُ أعلم بصواب الحديث والخطإ من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، فإذا اجتمع يَحْيَى وعبد الرَّحْمَن عَلَى ترك حديث رَجُل تركتُ حديثه وإذا حَدَّث عَنْهُ أحدهما حدثتُ عَنْهُ.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ البوشنجي، حدثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا الإمام محمّد بن بشار بندار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد القطان إمام أهل زمانه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عمران ابن موسى بن هلال، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ:
حدَّثَنِي يَحْيَى القطان وما رأت عيناي مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أَحْمَد- قَالَ: حَدَّثَنَا وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الترمذي قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل- وسئل عَن يَحْيَى بْن سَعِيد ووكيع- فقال: لم تر عيني مثل يحيى بن سعيد.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحجّاج بن رشدين، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: ما رأيتُ فِي هذا الشأن مثل يَحْيَى بن سَعِيد.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ الفضل بْن زياد: سمعتُ أَبَا عَبْد الله- وذكر يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- فقال: لا والله ما أدركنا مثله.
ثُمَّ قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي وذكر يَحْيَى بْن سَعِيد القطان فقال: لَم تَرَ عيناك مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ:
لا تَرَى بعينيك مثل يَحْيَى بْن سَعِيد القطان أبدًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بْن يعقوب الحافظ يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن بشر الطالقاني يَقُولُ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: يحيى ابن سَعِيد أثبت الناس، قَالَ أَحْمَد وما كتبتُ عَن مثل يَحْيَى بْن سَعِيد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه المزني الحافظ، حدثنا محمّد بن الحسين بن مكرم، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أثبت من يَحْيَى- يعني القطان-.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حدثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَبْد الله: رَحِمَ الله يَحْيَى القطان ما كَانَ أضبطه وأشد تفقده، كَانَ محدثًا. وأثنَى عَلَيْهِ فأحسن الثناء عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: قلت لأحمد: كَانَ يَحْيَى يُحدثكم من حفظه؟ قَالَ: ما رأينا لَهُ كتابًا، كَانَ يُحَدِّثُنَا من حفظه، ويقرأ علينا الطوال من كتابنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عَبْد الله يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أقل خطأ من يَحْيَى بْن سَعِيد، ولقد أخطأ فِي أحاديث، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْد الله: ومن يُعرَّى من الخطإ والتصحيف.
أَخْبَرَنَا الأزهري ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونِ النرسي والحسن بن محمد الخلال- قَالَ: مُحَمَّد أَخْبَرَنَا وقالا حَدَّثَنَا- عَلِيّ بْن عُمَر الْخُتُّلِيّ، حدثنا محمّد ابن عبدة القاضي، حدثنا أبو بكر بن خلاد قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: لو كنت لقيت إِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد لكتبتُ عَن يحيى وعَن إِسْمَاعِيل لأعرف صحيحها من سقيمها.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجليّ، حدثنا أبو زرعة قال: قلت ليحيى بن معين: يَحْيَى بْن سَعِيد فوق ابن مهدي؟ قال: نعم.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن الفضل بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: وكنتُ إذا نظرت إلى يَحْيَى بْن سَعِيد ظننت أَنَّهُ رَجُل لا يُحسن شيئًا، فإذا تكلم أنصتَ لَهُ الفقهاء. وقال فِي موضع آخر: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يُشبه التَّجار إذا نظرت إِلَيْهِ، حتى يأخذ فِي الحديث، فإذا أخذَ فِي الحديث علمت أَنَّهُ صاحب حديث.
أَنْبَأنَا أَبُو زرعة الرازي، أنبأنا علي بن محمّد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان قَالَ: لَمْ
يكن أَبُو سَعِيد- يعني جده يَحْيَى بْن سَعِيد- يَمزح، ولا يضحك إلا تبسمًا، ما أعلم أني رَأَيْته قهقه قط، ولا دخل حمامًا قَط، ولا اكتحل، ولا ادَّهن، وكان يخضب خضابا حسنا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ علي: كَانَ يَحْيَى يختمُ القرآن فِي كل يوم وليلة بين المغرب والعشاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الملك القرشيّ، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلاءِ الْجَوْزَجَانِيُّ، حدثنا إسماعيل بن أبي مريم، حدثنا علي بن الْمَدِينِيّ قَالَ:
وقال ابن يَحْيَى بْن سَعِيد إن أباهُ يختم القرآن فِي كل يوم قَالَ علي: فتفقدته وأنا معه فِي البستان فختمه بين المغرب والعشاء.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل القاضي قَالَ: حدَّثَنِي الْحَسَن ابن الحباب، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعين يَقُولُ: أقام يَحْيَى بْن سَعِيد عشرين سنة يختم القرآن فِي كل ليلة، ولَم يفته الزَّوال فِي المسجد أربعين سنة. وما رُؤيَ يطلبُ جماعة قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لم يفته الزوال منذ أربعين سنة.
أَخْبَرَنِي طاهر بْن عَبْد العزيز الدعاء، أخبرنا إسحاق بن سعيد بن الْحَسَن بن سفيان النسوي قَالَ: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول: سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بن سعيد القطّان- وذكر أكثر من عشرين سنة- فما أظن أَنَّهُ عصى الله قط.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكيم الواسطيّ، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عبّاس بن محمّد، حدثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْن سَعِيد فجاء مُحَمَّد بْن سَعِيد الترمذي، فقال لَهُ يَحْيَى بْن سَعِيد: اقرأ فقرأ، فغُشي عَلَى يَحْيَى بْن سَعِيد حتى حُمِلَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدثنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: سمعتُ عفان
يَقُولُ: رأى رَجُل ليحيى بْن سَعِيد قبل موته بعشرين سنة بَشِّر يَحْيَى بْن سَعِيد بأمان من الله يوم القيامة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ وعلي بْن المحسن التّنوخيّ وأبو طاهر محمّد ابن هَمّام بْن الصقر الْمَوْصِليّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدثنا محمّد بن هارون بن حميد، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن بشر قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو بحر البكراوي قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد الله بْن سَوّار بْن عَبْد الله أَنَّهُ رأى في المنام.
وأخبرنا رَجُل أَنَّهُ رأى فِي المنام، كأن كتابًا تعلق من السماء، قَالَ: فقرأته فإذا فِيهِ:
بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، هذا كتاب براءة من الله ليحيى بْن سَعِيد الأحول القطان.
أَخْبَرَنَا الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدّقّاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر بْن خَلاد: سمعتُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد الْقَطَّانُ قَالَ: رأيتُ أبي فِي المنام، فرأيت أمرًا عظيمًا جليلا، قَالَ: فجعلتُ أهابه أن أدنو. فقلتُ: ما هذا؟ قَالَ: أثبت الناس فِي حديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ ثلاثين سنة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيَّان البوشَنْجي- بِهَا- حدثكم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة.
قَالَ: وأَخْبَرَنِي طاهر بن عبد العزيز الدعاء، أخبرنا إسحاق بن سعيد بْن الْحَسَن بْن سُفْيَان قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت محمد بْن أبي صفوان الثقفي يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد نفقته من غَلّته، إن دخلَ من غَلّته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرًا، وإن دَخل تمر أكل تمرًا. لفظهما سواء. وقال ابن حيّان: هذا معنى الحكاية.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: ويَحْيَى بْن سَعِيد القطان يُكنى أَبَا سَعِيد بصري ثقة. نقي الحديث كَانَ لا يُحدث إلا عَن ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ ليحيى بْن سَعِيد.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا رجلٌ قَالَ: قلتُ ليحيى بْن سَعِيد- فِي ربيع الأول سنة تسعين ومائة- كم لك من سنة؟
قَالَ: إذا مضى شهر- أو شهران- استوفيتُ سبعين، ودخلتُ فِي إحدى. قِيلَ لَهُ فِي أي سنة وُلِدت؟ قَالَ: فِي سنة عشرين ومائة فِي أولها.
قلتُ: والرجل الَّذِي رَوى هذا الخبر عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل ولَمْ يُسَمِّه هُوَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا أبو غالب علي ابن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي سنة ثمان وتسعين، عَبْد الرَّحْمَن قبله بأربعة أشهر.
قلت: هذا القول الأخير وهم، لأن يَحْيَى بْن سَعِيد تقدمت وفاته عَلَى وفاة عَبْد الرَّحْمَن بأربعة أشهر.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: سمعت أبا موسى يقول:
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان سنة ثَمان وتسعين ومائة، ومات عبد الرحمن بن مهدي بعده بأربعة أشهر.
أخبرنا الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي صَفْوان الثقفي قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان سنة ثَمان وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر- قَالَ: قَالَ علي بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيّ:
يَحْيَى بْن سَعِيد القطان يُكنى أَبَا سَعِيد، وهو مولى لبني تَمِيم ومات سنة ثَمان وتسعين ومائة فِي صفر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا
جعفر بن أبي عثمان، حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عمرو بْن عبيدة الْعُصفري قَالَ: سمعتُ عليّ ابْن الْمَدِينِيّ يَقُولُ: مكثتُ أشتهي أرى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان فِي النوم مدة، قَالَ:
فصليتُ ليلة العتمة، ثُمَّ أوترتُ واتكأتُ عَلَى سريري قَالَ: فسنح لي خَالِد بْن الحارث فقُمت فسلمت عَلَيْهِ وعانقته، ثُمّ قلت لَهُ: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي عَلَى أنَّ الأمر شديد، قلت: أَيْنَ مُعاذ فقد كَانَ رَسيلك فِي الحديث؟ فقال لي محبوس، قلت:
فما فعل يَحْيَى بْن سَعِيد القطان؟ قَالَ: نراهُ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ.
من أهل البصرة سَمِعَ أَبَا جَعْفَر الخَطْمي، وهشام بْن عُروة، وعُبيد الله العمري، ويحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، وسُليمان الأعمش، وابن جُرَيْج، وسُفيان الثوري، وشعبة، ومالكا، في آخرين في أمثالِهم. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وعفان بن مسلم، وعلي بن الْمَدِينِيّ، ومُسدد، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وعبيد الله القواريري، وبُندار، وَمُحَمَّد بْن المثنى، وعمرو بْن عليّ، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله المخرمي، ويعقوب الدورقي، وحَفص بْن عمرو الربالي، وغيرهم. وقدمَ يَحْيَى بْن سَعِيد بغداد وحدَّث بِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الطناجيري قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمّد بن زهير بن الفضل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأصفري البغدادي قَالَ: سمعتُ بِشر بْن الحارث يَقُولُ: لقيني يَحْيَى بْن سعيد القطّان ببغداد فقال: معك ألواح؟ فقلت: نعم! فقال:
ناولني فناولته وكتب لي عشرة أحاديث وقرأها، فلمّا مضى محوته. قَالَ: فقيل لَهُ: لِمَ ذلك؟ قَالَ: لَمْ أكن أراهُ يفعل بغيري هذا.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: وُلِدت سنة عشرين فِي أولها، وولد مُعاذ بْن معاذ سنة تسع عشرة فِي آخرها، هُوَ أسن مني بشهرين، وما اجتمعتُ أَنَا وخالد ومعاذ في شيء إلا قدماني.
أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عليّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى:
كنت أنا وخالد ومعاذ نجتمع، فما تقدماني في شيء قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا أَبُو الوليد قَالَ: قلتُ ليحيى كم اختلفت إلى شُعبة؟ قَالَ: عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حَدَّثَنَا مُعاذ بْن المثنى قَالَ: سمعتُ عَلِيّ بن المدينيّ يقول: سمعت يحيى بن القطان يَقُولُ: لزمتُ شُعبة عشرين سنة، فما كنت أرجع من عنده إلا بثلاثة أحاديث وعشرة، أكثر ما كنت أسمع منه فِي كل يوم.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السُّكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ: قَالَ لنا يَحْيَى بْن سَعِيد القطان: لَيْسَ لأحد علي عقد ولاء.
أَنْبَأَنَا أَبُو زُرعة رَوح بْن مُحَمَّد الرازي، أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: ذكره أبي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَةُ الأصبهاني قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: اختلفوا يومًا عِنْدَ شُعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حَكَمًا فقال: قد رضيت بالأحول- يعني يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- فما برحنا حتى جاء يَحْيَى فتحاكموا إِلَيْهِ فقضَى عَلَى شُعْبَة، فقال شُعْبَة:
ومن يُطيق فقدك يا أحول.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثني أبو عبيد الله بن عرعرة، حدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ خَالِد بْن الحارث: غَلبنا يَحْيَى بسفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، حدثنا محمّد بن عبدة بن حرب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخْطَأْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَخْطَأْتَ يَا يَحْيَى، فَحَدَّثَ يَوْمًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ»
قَالَ يحيى بن سعيد فقلت: أخطأت يا أبا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا أَهْوَنُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَكَيْفَ هو يا يحيى؟ قال: فقلت أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عمر عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لِي صَدَقْتَ يَا يَحْيَى اعْرِضْ عَلَيَّ كُتُبَكَ، قُلْتُ: تُرِيدُ أَنْ أَلْقَى مِنْكَ مَا لَقِيَ زَائِدَةُ؟ قَالَ: وَمَا لَقِيَ زَائِدَةُ؟ أَصْلَحْتُ لَهُ كُتُبَهُ وَذَكَّرْتُهُ حَدِيثَهُ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الهيثم المقرئ، حَدَّثَنَا يزيد البادا قَالَ: سمعتُ عُبيد اللَّه بْن عُمَر قَالَ: وقال يَحْيَى بْن سَعِيد: باتَ عندي سُفْيَان ليلة فحدثته بحديثين، حديثٌ عَن شُعْبَة وحديث عَن عمرو بْن عُبَيْد قال: وقام يتوضأ فنظرتُ تحت المصلى الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ جالسا وإذا هُوَ قد كتبهما عني. قلت: يا أَبَا سَعِيد حدَّثَنِي بِهما قَالَ: حدثته عَن شُعْبَة عَن أبي بشر عَن عكرمة فِي قول الله تعالى:
وَتُعَزِّرُوهُ
[الفتح 9] قال: تقاتلوا دونه بالسيف. وحدثته عَن عمرو بْن عُبَيْد عَن الْحَسَن فِي قول الله تعالى: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ
[يس 14] قَالَ: شَدَدْنَا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى الْحُسَيْن بْن علي التميمي، حدثكم مُحَمَّد بْن المسيب، حَدَّثَنَا أَبُو الخصيب المصيصي قَالَ: سمعتُ القواريري يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أحسن أخذًا للحديث، ولا أحسن طلبًا لَهُ، من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وسُفيان بْن حبيب.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عبد الرّحمن بن جعفر، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سَمِعْتُ عليًا- وذكر من طلب الحديث- فقال:
لَمْ يكن من أصحابنا ممن طلب وعُنِيَ بِهِ وحفظه وأقام عليه حتى حدث ولَم يزل فِيهِ إلا ثلاثة: يَحْيَى بْن سَعِيد، وَسُفْيَان بْن حبيب، ويزيد بْن زُرَيْع. هَؤُلَاءِ لَم يدعوه منذ طلبوه، لم يشتغلوا عَنْهُ، لَمْ يزالوا فِيهِ إلى أن حدثوا.
أخبرنا البرقانيّ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس قَالَ: قَالَ ابنُ عَمَّار: أدخل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي تصنيفه ألفي حديث ليحيى بْن سَعِيد القطان وهو حي، فكان يُحدث بِهَا عَنْهُ وهو حي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي قَالَ: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد التيمي يَقُولُ: ما رأيتُ أعلم بالرجال من يَحْيَى القطان، وما رأيتُ أعلم بصواب الحديث من ابن مهدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أَبَا الْحَسَن الطرائفي يَقُولُ:
سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: يَحْيَى أحب إليك فِي سُفْيَان أو عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي؟ فقال يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس، حدثني خالي محمّد بن إسحاق النعالي، حدثنا علي بن الحسن بن دليل، حدثنا أبو عبد الله المقدمي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن حبيب بْن الشهيد قَالَ: قَالَ لي عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالرجال من يَحْيَى بْن سَعِيد.
أَخْبَرَنَا منصور بْن ربيعة الخطيب- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي بن الْمَدِينِيّ: لم أر أحدًا أثبت من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكريّا الساجي قال: حدثت عن علي بن الْمَدِينِيّ قَالَ: ما رأيتُ أعلم بالرجال من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، ولا رأيتُ أعلم بصواب الحديث والخطإ من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، فإذا اجتمع يَحْيَى وعبد الرَّحْمَن عَلَى ترك حديث رَجُل تركتُ حديثه وإذا حَدَّث عَنْهُ أحدهما حدثتُ عَنْهُ.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ البوشنجي، حدثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا الإمام محمّد بن بشار بندار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد القطان إمام أهل زمانه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عمران ابن موسى بن هلال، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ:
حدَّثَنِي يَحْيَى القطان وما رأت عيناي مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أَحْمَد- قَالَ: حَدَّثَنَا وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الترمذي قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل- وسئل عَن يَحْيَى بْن سَعِيد ووكيع- فقال: لم تر عيني مثل يحيى بن سعيد.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحجّاج بن رشدين، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: ما رأيتُ فِي هذا الشأن مثل يَحْيَى بن سَعِيد.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ الفضل بْن زياد: سمعتُ أَبَا عَبْد الله- وذكر يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- فقال: لا والله ما أدركنا مثله.
ثُمَّ قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي وذكر يَحْيَى بْن سَعِيد القطان فقال: لَم تَرَ عيناك مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ:
لا تَرَى بعينيك مثل يَحْيَى بْن سَعِيد القطان أبدًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بْن يعقوب الحافظ يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن بشر الطالقاني يَقُولُ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: يحيى ابن سَعِيد أثبت الناس، قَالَ أَحْمَد وما كتبتُ عَن مثل يَحْيَى بْن سَعِيد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه المزني الحافظ، حدثنا محمّد بن الحسين بن مكرم، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أثبت من يَحْيَى- يعني القطان-.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حدثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَبْد الله: رَحِمَ الله يَحْيَى القطان ما كَانَ أضبطه وأشد تفقده، كَانَ محدثًا. وأثنَى عَلَيْهِ فأحسن الثناء عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: قلت لأحمد: كَانَ يَحْيَى يُحدثكم من حفظه؟ قَالَ: ما رأينا لَهُ كتابًا، كَانَ يُحَدِّثُنَا من حفظه، ويقرأ علينا الطوال من كتابنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عَبْد الله يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أقل خطأ من يَحْيَى بْن سَعِيد، ولقد أخطأ فِي أحاديث، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْد الله: ومن يُعرَّى من الخطإ والتصحيف.
أَخْبَرَنَا الأزهري ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونِ النرسي والحسن بن محمد الخلال- قَالَ: مُحَمَّد أَخْبَرَنَا وقالا حَدَّثَنَا- عَلِيّ بْن عُمَر الْخُتُّلِيّ، حدثنا محمّد ابن عبدة القاضي، حدثنا أبو بكر بن خلاد قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: لو كنت لقيت إِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد لكتبتُ عَن يحيى وعَن إِسْمَاعِيل لأعرف صحيحها من سقيمها.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجليّ، حدثنا أبو زرعة قال: قلت ليحيى بن معين: يَحْيَى بْن سَعِيد فوق ابن مهدي؟ قال: نعم.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن الفضل بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: وكنتُ إذا نظرت إلى يَحْيَى بْن سَعِيد ظننت أَنَّهُ رَجُل لا يُحسن شيئًا، فإذا تكلم أنصتَ لَهُ الفقهاء. وقال فِي موضع آخر: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يُشبه التَّجار إذا نظرت إِلَيْهِ، حتى يأخذ فِي الحديث، فإذا أخذَ فِي الحديث علمت أَنَّهُ صاحب حديث.
أَنْبَأنَا أَبُو زرعة الرازي، أنبأنا علي بن محمّد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان قَالَ: لَمْ
يكن أَبُو سَعِيد- يعني جده يَحْيَى بْن سَعِيد- يَمزح، ولا يضحك إلا تبسمًا، ما أعلم أني رَأَيْته قهقه قط، ولا دخل حمامًا قَط، ولا اكتحل، ولا ادَّهن، وكان يخضب خضابا حسنا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ علي: كَانَ يَحْيَى يختمُ القرآن فِي كل يوم وليلة بين المغرب والعشاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الملك القرشيّ، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلاءِ الْجَوْزَجَانِيُّ، حدثنا إسماعيل بن أبي مريم، حدثنا علي بن الْمَدِينِيّ قَالَ:
وقال ابن يَحْيَى بْن سَعِيد إن أباهُ يختم القرآن فِي كل يوم قَالَ علي: فتفقدته وأنا معه فِي البستان فختمه بين المغرب والعشاء.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل القاضي قَالَ: حدَّثَنِي الْحَسَن ابن الحباب، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعين يَقُولُ: أقام يَحْيَى بْن سَعِيد عشرين سنة يختم القرآن فِي كل ليلة، ولَم يفته الزَّوال فِي المسجد أربعين سنة. وما رُؤيَ يطلبُ جماعة قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لم يفته الزوال منذ أربعين سنة.
أَخْبَرَنِي طاهر بْن عَبْد العزيز الدعاء، أخبرنا إسحاق بن سعيد بن الْحَسَن بن سفيان النسوي قَالَ: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول: سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بن سعيد القطّان- وذكر أكثر من عشرين سنة- فما أظن أَنَّهُ عصى الله قط.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكيم الواسطيّ، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عبّاس بن محمّد، حدثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْن سَعِيد فجاء مُحَمَّد بْن سَعِيد الترمذي، فقال لَهُ يَحْيَى بْن سَعِيد: اقرأ فقرأ، فغُشي عَلَى يَحْيَى بْن سَعِيد حتى حُمِلَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدثنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: سمعتُ عفان
يَقُولُ: رأى رَجُل ليحيى بْن سَعِيد قبل موته بعشرين سنة بَشِّر يَحْيَى بْن سَعِيد بأمان من الله يوم القيامة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ وعلي بْن المحسن التّنوخيّ وأبو طاهر محمّد ابن هَمّام بْن الصقر الْمَوْصِليّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدثنا محمّد بن هارون بن حميد، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن بشر قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو بحر البكراوي قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد الله بْن سَوّار بْن عَبْد الله أَنَّهُ رأى في المنام.
وأخبرنا رَجُل أَنَّهُ رأى فِي المنام، كأن كتابًا تعلق من السماء، قَالَ: فقرأته فإذا فِيهِ:
بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، هذا كتاب براءة من الله ليحيى بْن سَعِيد الأحول القطان.
أَخْبَرَنَا الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدّقّاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر بْن خَلاد: سمعتُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد الْقَطَّانُ قَالَ: رأيتُ أبي فِي المنام، فرأيت أمرًا عظيمًا جليلا، قَالَ: فجعلتُ أهابه أن أدنو. فقلتُ: ما هذا؟ قَالَ: أثبت الناس فِي حديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ ثلاثين سنة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيَّان البوشَنْجي- بِهَا- حدثكم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة.
قَالَ: وأَخْبَرَنِي طاهر بن عبد العزيز الدعاء، أخبرنا إسحاق بن سعيد بْن الْحَسَن بْن سُفْيَان قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت محمد بْن أبي صفوان الثقفي يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد نفقته من غَلّته، إن دخلَ من غَلّته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرًا، وإن دَخل تمر أكل تمرًا. لفظهما سواء. وقال ابن حيّان: هذا معنى الحكاية.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: ويَحْيَى بْن سَعِيد القطان يُكنى أَبَا سَعِيد بصري ثقة. نقي الحديث كَانَ لا يُحدث إلا عَن ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ ليحيى بْن سَعِيد.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا رجلٌ قَالَ: قلتُ ليحيى بْن سَعِيد- فِي ربيع الأول سنة تسعين ومائة- كم لك من سنة؟
قَالَ: إذا مضى شهر- أو شهران- استوفيتُ سبعين، ودخلتُ فِي إحدى. قِيلَ لَهُ فِي أي سنة وُلِدت؟ قَالَ: فِي سنة عشرين ومائة فِي أولها.
قلتُ: والرجل الَّذِي رَوى هذا الخبر عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل ولَمْ يُسَمِّه هُوَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا أبو غالب علي ابن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي سنة ثمان وتسعين، عَبْد الرَّحْمَن قبله بأربعة أشهر.
قلت: هذا القول الأخير وهم، لأن يَحْيَى بْن سَعِيد تقدمت وفاته عَلَى وفاة عَبْد الرَّحْمَن بأربعة أشهر.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: سمعت أبا موسى يقول:
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان سنة ثَمان وتسعين ومائة، ومات عبد الرحمن بن مهدي بعده بأربعة أشهر.
أخبرنا الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي صَفْوان الثقفي قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان سنة ثَمان وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر- قَالَ: قَالَ علي بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيّ:
يَحْيَى بْن سَعِيد القطان يُكنى أَبَا سَعِيد، وهو مولى لبني تَمِيم ومات سنة ثَمان وتسعين ومائة فِي صفر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا
جعفر بن أبي عثمان، حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عمرو بْن عبيدة الْعُصفري قَالَ: سمعتُ عليّ ابْن الْمَدِينِيّ يَقُولُ: مكثتُ أشتهي أرى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان فِي النوم مدة، قَالَ:
فصليتُ ليلة العتمة، ثُمَّ أوترتُ واتكأتُ عَلَى سريري قَالَ: فسنح لي خَالِد بْن الحارث فقُمت فسلمت عَلَيْهِ وعانقته، ثُمّ قلت لَهُ: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي عَلَى أنَّ الأمر شديد، قلت: أَيْنَ مُعاذ فقد كَانَ رَسيلك فِي الحديث؟ فقال لي محبوس، قلت:
فما فعل يَحْيَى بْن سَعِيد القطان؟ قَالَ: نراهُ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ.