العباس بن مرداس السلمي من بني الحارث كان ممن أعطاه المصطفى صلى الله عليه وسلم في المؤلفة قلوبهم يوم حنين
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1589 311. الضحاك بن فيروز الديلمي5 312. الضحاك بن قيس بن خالد الفهري1 313. الضحاك بن مزاحم الهلالي ابو القاسم1 314. الطفيل بن الحارث بن المطلب3 315. العباس بن عبد المطلب6 316. العباس بن مرداس السلمي3317. العداء بن خالد بن هوذة العامري1 318. العرباض بن سارية الفزاري السلمي2 319. العلاء بن ابي العباس الشاعر2 320. العلاء بن زياد بن مطر العدوي2 321. العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب4 322. العلاء بن عبد الله بن عمار الحضرمي1 323. العوام بن حوشب بن يزيد1 324. العيزار بن حريث العبدي3 325. الفضل بن العباس بن عبد المطلب5 326. الفضل بن عطية المروزي3 327. الفضل بن موسى السيناني5 328. القاسم بن ابي بزة ابو عاصم1 329. القاسم بن العباس بن محمد1 330. القاسم بن الفضل بن معدان الحداني2 331. القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله5 332. القاسم بن عبد الواحد بن ايمن المخزومي...1 333. القاسم بن فياض بن عبد الرحمن2 334. القاسم بن محمد بن ابي بكر2 335. القاسم بن مخيمرة ابو عروة1 336. القاسم بن مخيمرة الهمداني ابو عروة1 337. القاسم بن معن بن عبد الرحمن3 338. القعقاع بن حكيم الكناني3 339. اللجلاج العامري ابو العلاء بن اللجلاج...1 340. الله تعالى ابو حازم التمار1 341. الله تعالى ابو حصين1 342. الله تعالى ابو ظبيان1 343. الله تعالى ابو كثير الغبري يزيد1 344. الله تعالى الحكم بن سعيد1 345. الله تعالى حجاج بن السائب1 346. الله تعالى حزن بن ابي وهب1 347. الله تعالى حمزة بن عمرو الاسلمي1 348. الله تعالى حميد بن هلال العدوي1 349. الله تعالى ركانة بن عبد يزيد1 350. الله تعالى سعيد بن وهب الهمداني1 351. الله تعالى عبد الرحمن بن عبد الله1 352. الله تعالى عبد الرحمن بن عمرو1 353. الله تعالى عبد الرحمن بن غنم الاشعري...1 354. الله تعالى غسان بن مضر1 355. الليث بن سعد الفهمي2 356. المثني بن حارثة الشيباني1 357. المثني بن سعيد الضبعي الذارع القصير1 358. المستورد بن شداد الفهري القرشي3 359. المسور بن مخرمة بن نوفل2 360. المسيب بن رافع الاسدي التغلبي الكاهلي...1 361. المسيب بن نجبة الفزاري2 362. المطلب بن ابي وداعة بن صبرة1 363. المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي1 364. المطلب بن عبد الله بن قيس1 365. المطيع بن الاسود بن المطلب1 366. المعافري بن عمران الموصلي ابو مسعود1 367. المغيرة بن شعبة بن ابي عامر4 368. المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث1 369. المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي...1 370. المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي1 371. المقدام بن معدي كرب ابو كريمة1 372. النضر بن زرارة الذهلي ابو الحسن1 373. النضر بن شيبان الحداني5 374. النضر بن عربي ابو روح1 375. النضر بن محمد المروزي3 376. النعمان بن بشير بن سعد الانصاري1 377. النعمان بن مقرن المزني1 378. النواس بن سمعان الكلابي5 379. الهرماس بن زياد الباهلي3 380. الهيثم بن شفى الحميري الاسدي1 381. الوسيم بن جميل بن طريف الثقفي2 382. الوليد بن رباح بن عاصم1 383. الوليد بن عبادة بن الصامت الانصاري1 384. الوليد بن عبد الرحمن الجرشي5 385. الوليد بن عقبة بن ابي معيط5 386. الوليد بن عمرو بن مسافع العامري1 387. الوليد بن كثير المخزومي القرشي2 388. الوليد بن هشام المعيطي ابو يعيش1 389. امية بن صفوان بن عبد الله1 390. امية بن عبد الله بن خالد2 391. انس بن سيرين7 392. انس بن عياض الليثي ابو ضمرة2 393. انس بن مالك الكعبي القشيري2 394. انس بن مالك بن ابي عامر1 395. انس بن مالك بن النضر2 396. انيس بن ابي مرثد2 397. انيس بن ابي يحيى2 398. اهبان بن صيفي الغفاري ابو مسلم2 399. اوس بن الصامت بن قيس1 400. اوس بن ثابت بن المنذر1 401. اوس بن حذيفة الثقفي4 402. اوس بن ضمعج3 403. اويس بن عامر القرني3 404. اياس بن سلمة بن الاكوع5 405. اياس بن عبد الله بن ابي ذباب3 406. اياس بن قتادة العبشمي1 407. اياس بن معاوية بن قرة المزني2 408. ايوب السختياني4 409. ايوب بن بشير المعاوي1 410. ايوب بن مسكين ابو العلاء القصاب2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1589 311. الضحاك بن فيروز الديلمي5 312. الضحاك بن قيس بن خالد الفهري1 313. الضحاك بن مزاحم الهلالي ابو القاسم1 314. الطفيل بن الحارث بن المطلب3 315. العباس بن عبد المطلب6 316. العباس بن مرداس السلمي3317. العداء بن خالد بن هوذة العامري1 318. العرباض بن سارية الفزاري السلمي2 319. العلاء بن ابي العباس الشاعر2 320. العلاء بن زياد بن مطر العدوي2 321. العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب4 322. العلاء بن عبد الله بن عمار الحضرمي1 323. العوام بن حوشب بن يزيد1 324. العيزار بن حريث العبدي3 325. الفضل بن العباس بن عبد المطلب5 326. الفضل بن عطية المروزي3 327. الفضل بن موسى السيناني5 328. القاسم بن ابي بزة ابو عاصم1 329. القاسم بن العباس بن محمد1 330. القاسم بن الفضل بن معدان الحداني2 331. القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله5 332. القاسم بن عبد الواحد بن ايمن المخزومي...1 333. القاسم بن فياض بن عبد الرحمن2 334. القاسم بن محمد بن ابي بكر2 335. القاسم بن مخيمرة ابو عروة1 336. القاسم بن مخيمرة الهمداني ابو عروة1 337. القاسم بن معن بن عبد الرحمن3 338. القعقاع بن حكيم الكناني3 339. اللجلاج العامري ابو العلاء بن اللجلاج...1 340. الله تعالى ابو حازم التمار1 341. الله تعالى ابو حصين1 342. الله تعالى ابو ظبيان1 343. الله تعالى ابو كثير الغبري يزيد1 344. الله تعالى الحكم بن سعيد1 345. الله تعالى حجاج بن السائب1 346. الله تعالى حزن بن ابي وهب1 347. الله تعالى حمزة بن عمرو الاسلمي1 348. الله تعالى حميد بن هلال العدوي1 349. الله تعالى ركانة بن عبد يزيد1 350. الله تعالى سعيد بن وهب الهمداني1 351. الله تعالى عبد الرحمن بن عبد الله1 352. الله تعالى عبد الرحمن بن عمرو1 353. الله تعالى عبد الرحمن بن غنم الاشعري...1 354. الله تعالى غسان بن مضر1 355. الليث بن سعد الفهمي2 356. المثني بن حارثة الشيباني1 357. المثني بن سعيد الضبعي الذارع القصير1 358. المستورد بن شداد الفهري القرشي3 359. المسور بن مخرمة بن نوفل2 360. المسيب بن رافع الاسدي التغلبي الكاهلي...1 361. المسيب بن نجبة الفزاري2 362. المطلب بن ابي وداعة بن صبرة1 363. المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي1 364. المطلب بن عبد الله بن قيس1 365. المطيع بن الاسود بن المطلب1 366. المعافري بن عمران الموصلي ابو مسعود1 367. المغيرة بن شعبة بن ابي عامر4 368. المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث1 369. المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي...1 370. المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي1 371. المقدام بن معدي كرب ابو كريمة1 372. النضر بن زرارة الذهلي ابو الحسن1 373. النضر بن شيبان الحداني5 374. النضر بن عربي ابو روح1 375. النضر بن محمد المروزي3 376. النعمان بن بشير بن سعد الانصاري1 377. النعمان بن مقرن المزني1 378. النواس بن سمعان الكلابي5 379. الهرماس بن زياد الباهلي3 380. الهيثم بن شفى الحميري الاسدي1 381. الوسيم بن جميل بن طريف الثقفي2 382. الوليد بن رباح بن عاصم1 383. الوليد بن عبادة بن الصامت الانصاري1 384. الوليد بن عبد الرحمن الجرشي5 385. الوليد بن عقبة بن ابي معيط5 386. الوليد بن عمرو بن مسافع العامري1 387. الوليد بن كثير المخزومي القرشي2 388. الوليد بن هشام المعيطي ابو يعيش1 389. امية بن صفوان بن عبد الله1 390. امية بن عبد الله بن خالد2 391. انس بن سيرين7 392. انس بن عياض الليثي ابو ضمرة2 393. انس بن مالك الكعبي القشيري2 394. انس بن مالك بن ابي عامر1 395. انس بن مالك بن النضر2 396. انيس بن ابي مرثد2 397. انيس بن ابي يحيى2 398. اهبان بن صيفي الغفاري ابو مسلم2 399. اوس بن الصامت بن قيس1 400. اوس بن ثابت بن المنذر1 401. اوس بن حذيفة الثقفي4 402. اوس بن ضمعج3 403. اويس بن عامر القرني3 404. اياس بن سلمة بن الاكوع5 405. اياس بن عبد الله بن ابي ذباب3 406. اياس بن قتادة العبشمي1 407. اياس بن معاوية بن قرة المزني2 408. ايوب السختياني4 409. ايوب بن بشير المعاوي1 410. ايوب بن مسكين ابو العلاء القصاب2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103919&book=5530#18fcf8
الْعَبَّاس بْن مرداس أَبُو الْهَيْثَم السّلمِيّ من بني الْحَارِث بْن بهثة لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الْعَبَّاس بْن مرداس بْن أبي عَامر بْن حَارِثَة بْن عَبْد بْن عبس بْن رِفَاعَة وَابْنه جاهمة بْن الْعَبَّاس يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64259&book=5530#aa1a7e
الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ
- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ جارية بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم. أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في تسع مائة من قومه على الخيول معهم القنا والدروع الطاهرة ليحضروا معه فتح مكة. وقد غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ورجع إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ وبقية ولده ببادية البصرة وقد نزل منهم قوم الْبَصْرَةَ.
- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ جارية بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم. أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في تسع مائة من قومه على الخيول معهم القنا والدروع الطاهرة ليحضروا معه فتح مكة. وقد غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ورجع إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ وبقية ولده ببادية البصرة وقد نزل منهم قوم الْبَصْرَةَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64259&book=5530#645174
الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم
- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم. أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تسعمائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتح مَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ فَرُّوخَ السُّلَمِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: لَقِيتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَسِيرُ حِينَ هَبَطَ مِنَ الْمُشَلَّلِ وَنَحْنُ فِي آلَةِ الْحَرْبِ وَالْحَدِيدُ ظَاهَرٌ عَلَيْنَا وَالْخَيْلُ تُنَازِعُنَا الأَعِنَّةَ. فَصَفَفْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَهُمْ دَاعِيكَ وَلَمْ يَأْتِنِي. أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمِي لَمُعِدُّونَ مُؤَدُّونَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ. وَإِنَّهُمْ لأَحْلاسُ الْخَيْلِ وَرِجَالُ الْحَرْبِ وَرُمَاةُ الْحَدَقِ. فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الرجل فو الله إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا أَفْرَسُ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ وَأَطْعَنُ بِالْقَنَا وَأَضْرَبُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ مِنْكَ وَمِنْ قَوْمِكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: كَذَبْتَ وَخُنْتَ. لَنَحْنُ أَوْلَى بِمَا ذَكَرْتَ مِنْكَ. قَدْ عَرَفَتْهُ لَنَا الْعَرَبُ قَاطِبَةً. فأومأ إِلَيْهِمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ حَتَّى سَكَتَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ مَعَ مَنْ أَعْطَى مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ مِنَ الإِبِلِ فَعَاتَبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِعْرٍ قَالَهُ: كَانَتْ نِهَابَا تَلافَيْتُهَا ... وَكَرِّي عَلَى القوم بالأجرع وَحَثِّي الْجُنُودَ لِكَيْ يُدْلِجُوا ... إِذَا هَجَعَ الْقَوْمُ لم أهجع فأصبح نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع إلا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمه الأربع وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَأٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أَبْيَاتَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ هَكَذَا قَالَ. فَقَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ كَمَا قال عباس. . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ. مَا أَنْتَ بِشَاعِرٍ وَلا رَاوِيَةٍ وَلا يَنْبَغِي لَكَ. . فَفَزِعَ مِنْهَا أُنَاسٌ وَقَالُوا: أُمِرَ بِعَبَّاسٍ يُمَثَّلُ بِهِ. فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ. وَيُقَالُ خَمْسِينَ مِنَ الإِبِلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أن العباس بْنَ مِرْدَاسٍ قَالَ أَيَّامَ خَيْبَرَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا سُفْيَانَ وَعُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مَا أَعْطَى: أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا ثَرْوَةٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ فَأَخَذَ بِلالٌ بِيَدِهِ لِيُذْهِبَ بِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ وَبِلالٌ يَجُرُّهُ. فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ: إِنَّمَا أَمَرَنِي أَنْ أَكْسُوَكَ حُلَّةً أَقْطَعُ بِهَا لِسَانَكَ. فَذَهَبَ بِهِ فَأَعْطَاهُ حُلَّةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَسْكُنِ الْعَبَّاسُ بن مرداس مكة ولا بالمدينة. وَكَانَ يَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَرْجِعُ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا. وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ. وَبَقِيَّةُ وَلَدُهُ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ وَقَدْ نَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْبَصْرَةَ.
- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم. أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تسعمائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتح مَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ فَرُّوخَ السُّلَمِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: لَقِيتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَسِيرُ حِينَ هَبَطَ مِنَ الْمُشَلَّلِ وَنَحْنُ فِي آلَةِ الْحَرْبِ وَالْحَدِيدُ ظَاهَرٌ عَلَيْنَا وَالْخَيْلُ تُنَازِعُنَا الأَعِنَّةَ. فَصَفَفْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَهُمْ دَاعِيكَ وَلَمْ يَأْتِنِي. أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمِي لَمُعِدُّونَ مُؤَدُّونَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ. وَإِنَّهُمْ لأَحْلاسُ الْخَيْلِ وَرِجَالُ الْحَرْبِ وَرُمَاةُ الْحَدَقِ. فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الرجل فو الله إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا أَفْرَسُ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ وَأَطْعَنُ بِالْقَنَا وَأَضْرَبُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ مِنْكَ وَمِنْ قَوْمِكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: كَذَبْتَ وَخُنْتَ. لَنَحْنُ أَوْلَى بِمَا ذَكَرْتَ مِنْكَ. قَدْ عَرَفَتْهُ لَنَا الْعَرَبُ قَاطِبَةً. فأومأ إِلَيْهِمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ حَتَّى سَكَتَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ مَعَ مَنْ أَعْطَى مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ مِنَ الإِبِلِ فَعَاتَبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِعْرٍ قَالَهُ: كَانَتْ نِهَابَا تَلافَيْتُهَا ... وَكَرِّي عَلَى القوم بالأجرع وَحَثِّي الْجُنُودَ لِكَيْ يُدْلِجُوا ... إِذَا هَجَعَ الْقَوْمُ لم أهجع فأصبح نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع إلا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمه الأربع وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَأٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أَبْيَاتَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ هَكَذَا قَالَ. فَقَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ كَمَا قال عباس. . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ. مَا أَنْتَ بِشَاعِرٍ وَلا رَاوِيَةٍ وَلا يَنْبَغِي لَكَ. . فَفَزِعَ مِنْهَا أُنَاسٌ وَقَالُوا: أُمِرَ بِعَبَّاسٍ يُمَثَّلُ بِهِ. فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ. وَيُقَالُ خَمْسِينَ مِنَ الإِبِلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أن العباس بْنَ مِرْدَاسٍ قَالَ أَيَّامَ خَيْبَرَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا سُفْيَانَ وَعُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مَا أَعْطَى: أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا ثَرْوَةٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ فَأَخَذَ بِلالٌ بِيَدِهِ لِيُذْهِبَ بِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ وَبِلالٌ يَجُرُّهُ. فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ: إِنَّمَا أَمَرَنِي أَنْ أَكْسُوَكَ حُلَّةً أَقْطَعُ بِهَا لِسَانَكَ. فَذَهَبَ بِهِ فَأَعْطَاهُ حُلَّةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَسْكُنِ الْعَبَّاسُ بن مرداس مكة ولا بالمدينة. وَكَانَ يَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَرْجِعُ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا. وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ. وَبَقِيَّةُ وَلَدُهُ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ وَقَدْ نَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْبَصْرَةَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127606&book=5530#2b4497
العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة ابن الحارث [بن حيي بن الحارث ] بن بهثة بن سليم السلمي
يكنى أبا الفضل، وقيل أبا الهيثم. أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان مرداس أبوه شريكا ومصافيا لحرب بن أمية، وقتلتهما جميعا الجن، وخبرهما معروف عند أهل الأخبار.
وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا ولم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبي طالب، وسنان بن حارثة، ومرداس بن أبي عامر:
أبو عباس [بن مرداس ] .
وكان عباس بن مرداس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولما أعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤلفة قلوبهم من سبي حنين [الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن ] مائة مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بن مرداس، جعل عباس بن مرداس يقول- إذا لم يبلغ به من العطاء ما بلغ بالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن :
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
وقد كنت في القوم ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
فصالا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وكانت نهابا تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع
وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع الناس لم أهجع
وفى رواية ابن عقبة، وابن إسحاق: إلا أفائل أعطيتها. والذي في الأصل هو سفيان بن عيينة عن عمرو بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية ابن رفاعة، عن رافع بن خديج. ورواية ابن إسحاق أيضا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذهبوا فاقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رضي، وكان شاعرا محسنا مشهورا بذلك.
وروي أن عبد الملك بن مروان قَالَ يوما، وقد ذكروا الشعراء في الشجاعة، فَقَالَ: أشجع الناس في الشعر عباس بن مرداس، حيث يقول:
أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها
وله في يوم حنين أشعار حسان، ذكر كثيرا منها ابن إسحاق، ومنها قوله، وهو من جيد قوله في ذلك:
ما بال عينك فيها عائر سهر ... مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين أقاد بها من شوقها أرق ... فالماء يغمرها طورا وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمه ... تقطع السلك منه فهو منتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته ... ومن أتى دونه الصمان والحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد ... ولى الشباب وجاء الشيب والذعر
واذكر بلاء سليم في مواطنها ... وفي سليم لأهل الفخر مفتخر
في شعر مطول مذكور في المغازي في حنين.
ومن قوله المستحسن:
جزى الله خيرا خيرنا لصديقه ... وزوده زادا كزاد أبي سعد
وزوده صدقا وبرا ونائلا ... وما كان في تلك الوفادة من حمد
وهو القائل:
يا خاتم النباء إنك مرسل ... بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة ... في خلقه ومحمدا سماكا
وكان عباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية أيضا أبو بكر الصديق، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وقيس بن عاصم، وحرمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وشيبة بن ربيعة، وورقة بن نوفل، والوليد بن
المغيرة، وعامر بن الظرب، ويقَالَ هو أول من حرمها في الجاهلية على نفسه.
ويقَالَ: بل عفيف بن معديكرب العبدي.
كان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة. روى عنه ابنه كنانة بن عباس.
يكنى أبا الفضل، وقيل أبا الهيثم. أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان مرداس أبوه شريكا ومصافيا لحرب بن أمية، وقتلتهما جميعا الجن، وخبرهما معروف عند أهل الأخبار.
وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا ولم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبي طالب، وسنان بن حارثة، ومرداس بن أبي عامر:
أبو عباس [بن مرداس ] .
وكان عباس بن مرداس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولما أعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤلفة قلوبهم من سبي حنين [الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن ] مائة مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بن مرداس، جعل عباس بن مرداس يقول- إذا لم يبلغ به من العطاء ما بلغ بالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن :
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
وقد كنت في القوم ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
فصالا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وكانت نهابا تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع
وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع الناس لم أهجع
وفى رواية ابن عقبة، وابن إسحاق: إلا أفائل أعطيتها. والذي في الأصل هو سفيان بن عيينة عن عمرو بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية ابن رفاعة، عن رافع بن خديج. ورواية ابن إسحاق أيضا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذهبوا فاقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رضي، وكان شاعرا محسنا مشهورا بذلك.
وروي أن عبد الملك بن مروان قَالَ يوما، وقد ذكروا الشعراء في الشجاعة، فَقَالَ: أشجع الناس في الشعر عباس بن مرداس، حيث يقول:
أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها
وله في يوم حنين أشعار حسان، ذكر كثيرا منها ابن إسحاق، ومنها قوله، وهو من جيد قوله في ذلك:
ما بال عينك فيها عائر سهر ... مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين أقاد بها من شوقها أرق ... فالماء يغمرها طورا وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمه ... تقطع السلك منه فهو منتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته ... ومن أتى دونه الصمان والحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد ... ولى الشباب وجاء الشيب والذعر
واذكر بلاء سليم في مواطنها ... وفي سليم لأهل الفخر مفتخر
في شعر مطول مذكور في المغازي في حنين.
ومن قوله المستحسن:
جزى الله خيرا خيرنا لصديقه ... وزوده زادا كزاد أبي سعد
وزوده صدقا وبرا ونائلا ... وما كان في تلك الوفادة من حمد
وهو القائل:
يا خاتم النباء إنك مرسل ... بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة ... في خلقه ومحمدا سماكا
وكان عباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية أيضا أبو بكر الصديق، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وقيس بن عاصم، وحرمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وشيبة بن ربيعة، وورقة بن نوفل، والوليد بن
المغيرة، وعامر بن الظرب، ويقَالَ هو أول من حرمها في الجاهلية على نفسه.
ويقَالَ: بل عفيف بن معديكرب العبدي.
كان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة. روى عنه ابنه كنانة بن عباس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66463&book=5530#3cf402
الْعَبَّاسُ السُّلَمِيُّ
- الْعَبَّاسُ السُّلَمِيُّ وليس بابن مرداس. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَائِلُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ السُّلَمِيُّ أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رِعْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ شَخَصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَقْطَعَهُ رَكِيَّةً بِالدَّثِينَةِ وَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُ عَلَى أَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهَا إِلا فَضْلُ ابْنِ السَّبِيلِ. قَالَ أَبُو الأَزْهَرِ: وَكَانَ نَائِلٌ هَذَا نَازِلا بِالدَّثِينَةِ وَكَانَ أَمِيرَهُمْ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حُقَّةً فِيهَا كُرَاعٌ مِنْ أَدَمٍ أَحْمَرَ فَكَانَ فِيهِ مَا أَقْطَعَهُ.
- الْعَبَّاسُ السُّلَمِيُّ وليس بابن مرداس. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَائِلُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ السُّلَمِيُّ أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رِعْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ شَخَصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَقْطَعَهُ رَكِيَّةً بِالدَّثِينَةِ وَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُ عَلَى أَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهَا إِلا فَضْلُ ابْنِ السَّبِيلِ. قَالَ أَبُو الأَزْهَرِ: وَكَانَ نَائِلٌ هَذَا نَازِلا بِالدَّثِينَةِ وَكَانَ أَمِيرَهُمْ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حُقَّةً فِيهَا كُرَاعٌ مِنْ أَدَمٍ أَحْمَرَ فَكَانَ فِيهِ مَا أَقْطَعَهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151508&book=5530#8a9bbf
العباس بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي ولاه المنصور دمشق والشام كله، وقدمها مع المهدي، وولي إمارة الجزيرة في أيام الرشيد، وكان من رجالات بني هاشم. ولد سنة إحدى وعشرين ومئة، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة ثمان عشرة ومئة. وأمُّه وأُمُّ ولد. قدم دمشق والياً عليها وعلى الشام سنة أربعين ومئة. وكان العباس أجود الناس رأياً. وكان الرشيد يقول: عمي العباس بن محمد يذكر في أسلافنا.
قال العباس: قلت للرشيد يوماً: إنما مالُك تزرعُ به من أصلحتْه نعمتُك، وسيفُك تحصد به من كفرها. وكان بين يدي الرشيد طبيب يقول: له كُلْ كذا ولا تأكل كذا، فقلت للطبيب: أنت أحمق، إذا صححْتَ فَكُل كُلَّ شيء، وإذا مرضت فاحتَمِ مِنْ كُلِّ شيء.
وقال له بعض الشعراء: " الكامل
لو قيلَ للعباسِ يابنَ محمدٍ ... قُلْ: لا وأنت مخُلَدٌ ما قالها
إن السماحة لم تزل مَعْقولةٌ ... حتة حَلَلْتَ براحتيك عِقالها
وإذا الملوكُ تسايرَت في بَلدةٍ ... كانوا كواكِبَها وكنتً هِلالَها
قال العباس بن محمد لمؤدب بنيه: يا فل، إنك قد كفيتَ أعراضهم فاكفني آدابهم، علِّمهم كتابَ الله فإِنّه عليهم نزل، ومن عندهم فصل. وأنه كفى بالمرء جهلاً أن يجهل فضلا عنه أُخذ، وفَقِههم في الحلالِ والحرام فإنه حابسٌ أن يظلموا، وغذهم بالحكمة فإنها ربيع القلوب، والتمسني عند آثارك فيهم تجدني.
قال رجل للعباس بن محمد: إني أتيتُك في حاجة صغيرة، فقال: اطلب لها رجلاً صغيراً.
وحكى ابن قتيبة قال: قال رجل للعباس بن محمد: إني أتيتك في حُوَيْجة، فقال: اطلب لها رُجَيلاً.
قال: وهذا خلاف قول علي بن عبد الله بن العباس لرجل قال له: إني أتيتك في حاجة صغيرة، قال: هاتِها، فإن الرجل لا يصغُر عن كبير أخيه ولا يكبر عن صغيره.
وفي سنة خمس وثمانين ومئة ولي العباس بن محمد الذي تنسب إليه العباسية الجزيرة، وصار إلى الرٌّقة، فأمر الرشيد يفرش له في قصر الإمارة، واتخذت له فيه الآلات، وشحن بالرقيق، حمل إليه خمسة آلاف ألف درهم.
وفي سنة ست وثمانين توفي العباس بن محمد ببغداد، وكانت علته الماء الأصفر. وصلى عليه الأمين. ودفن في العباسية وسنة خمس وستون سنة.
وقيطعة العباس التي في الجانب الشرقي تنسب إلى العباس وهو أخو المنصور. وبينه وبين وفاة أبي العباس خمسون سنة، لأن أبا العباس مات سنة ست وثلاثين، ومات العباس سنة ست وثمانين ومئة. وكان يتولى الجزيرة، وأهله يتهمون فيه الرشيد، يزعمون أنّه سَمَّه، وأنه سقى بطنُه، فمات في هذه العلة.
/
العباس بن مرداس بن أبي عامر ابن حارثة ويقال: جارية
ابن عبد عباس، ويقال: عيسى، ويقال: عبس، ويقال: عبد عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
وفي نسبه اختلاف، له صحبة، وكان من المؤلفة قلوبهم، واستعمله سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بني سليم، وقدم دمشق، وكان بها دار.
روى العباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأجابه الله: إني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضاً، فأعاد فقال: يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيراً من ظلامه، فلم تكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تبسم فقال بعض أصحابه - وفي رواية فقال: أبو بكر وعمر -: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله تبارك وتعالى قد أجابني في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالثبور والويل، يحثو التراب على رأسه فضحكت مما يصنع من جزعه.
وعن العباس: أنه أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطلب إليه أن يحفره ركية بالدثينة فأحفره إياها على أنه ليس له منها إلا فضل ابن السبيل.
أسلم العباس قبل فتح مكة، ثم أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسع مئة من قومه على الخيول معهم القنا والدروع الظاهرة فحضروا فتح مكة، وحضر حنيناً وأعطاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم، ولم يكن يسكن بمكة ولا المدينة وكان يغزو مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيرجع إلى بلاد قومه وكان ينزل بوادي البصرة، ويأتي البصرة كثيراً، وقيل كان ينزل أرض بني سليم.
وحدث العباس بن مرداس: أنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن فقال: يا عباس بن مرداس، ألم تر أن السماء كفت أحراسها، وأن الحرب تجرعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت أحلاسها، وأن الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء. صاحب الناقة القصواء؟ قال: فرجعت مرعوباً قد راعني ما رأيت وسمعت، حتى جئت وثناً لنا يدعى الضمار وكنا نعبده ونكلمه من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به وقبلته وإذا صائح من جوفه يقول:
قل للقبائل من سليم كلها ... هلك الضمار وفاز أهل المسجد
هلك الضمار وكان يعبد مرة ... قبل الصلاة مع النبي محمد
إن الذي جا بالنبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتد
قال: فخرجت مرعوباً حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثة مئة من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالمدينة فدخلنا المسجد. فلما رآني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا عباس، كيف كان إسلامك؟ قال: فقصصت عليه القصة. قال: فسر بذلك فأسلمت أنا وقومي.
وعن رافع بن خديج قال: أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية،
وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك. فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئٍ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مئة.
وفي رواية: أنه كان في فتح مكة وأنه قال: اذهب يا بلال فاقطع لسانه. قال: فذهب بلال، فجعل يقول: يا معشر المسلمين، أيقطع لساني بعد الإسلام! يا رسول الله، لا أعود أبداً. فلما رأى بلال جزعه قال: إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك، أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئاً.
قال في هذه الرواية: إنه في فتح مكة، وإنما كان يوم حنين.
وفي رواية: أنه أعطاه أربعاً من الإبل فعاتب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شعر قاله:
كانت نهاباً تلافيتها ... بكري على القوم باالأجرع
وحثي الجنود لكي يدلجوا ... إذا هجع القوم لم أهجع
فأصبح نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
إلا أفاليل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وقد كنت في الحرب ذا تدارإ ... فلم أعط شيئاً ولم أمنع
وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا ترفع
فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال للعباس: أنت الذي يقول: أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة؟ فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا قال. قال: فكيف قال؟ قال: فأنشده أبو بكر كما قال عباس، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواء، ما يضرك بدأت بالأقرع أم عيينة فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي، ما أنت بشاعر ولا راوية ولا ينبغي لك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقطعوا عني لسانه وأعطوه مئة من الإبل - ويقال: خمسين من الإبل - ففزع منها أناس وقالوا: أمر بعباس يمثل به.
دخل عمرو بن معدي كرب على عمر بن الخطاب فقال عمر: أخبرني يا عمرو من أشجع العرب؟ قال: كنا يا أمير المؤمنين ستة فرسان لا يعادلنا أحد من العرب، وكان أشجعنا العباس بن مرداس السلمي. قال: وكيف حكمت له بذلك وعلمته؟ قال: علمته بأشعار قلناها في حروبنا. قال: هات ما قلت أنت وما قال هؤلاء قال: قلت:
ولما رأيت الخيل زوراً كأنها ... جداول زرع خليت فاسبطرت
فجاشت إلي النفس أول مرة ... فردت إلى مكروها فاستقرت
ما جاشت نفسي يا أمير المؤمنين إلا من الجبن. وقال دريد بن الصمة:
ولقد أصرفها كارهة ... حين للنفس من الموت هرير
كلما ذلل عني خلق ... وبكل أنا في الروع جدير
ما هرّ من الموت إلا من الجبن. وقال عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
ما جشأت نفسه ولا جاشت إلا من الجبن. وقال عامر بن الطفيل:
أقول لنفسي لا يجاد بمثلها ... أقلي مراجاً إنني غير مدبر
ما مرجت نفسه يا أمير المؤمنين إلا من الجبن. وقال عنترة:
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم ... عنها ولكني تضايق مقدمي
ما تضايق مقدمه إلا من الجبن. وقال العباس بن مرداس:
أشد على الكتيبة لا أبالي ... أفيها كان حتفي أم سواها
فكان هذ اأشجعنا فقال: صدقت يا عمرو.
قيل للعباس بن مرداس بعدما كبر: ألا تأخذ من الشراب، فإنه يزيد في جرأتك ويقويك؟ قال: أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم؟ لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبداً.
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي ولاه المنصور دمشق والشام كله، وقدمها مع المهدي، وولي إمارة الجزيرة في أيام الرشيد، وكان من رجالات بني هاشم. ولد سنة إحدى وعشرين ومئة، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة ثمان عشرة ومئة. وأمُّه وأُمُّ ولد. قدم دمشق والياً عليها وعلى الشام سنة أربعين ومئة. وكان العباس أجود الناس رأياً. وكان الرشيد يقول: عمي العباس بن محمد يذكر في أسلافنا.
قال العباس: قلت للرشيد يوماً: إنما مالُك تزرعُ به من أصلحتْه نعمتُك، وسيفُك تحصد به من كفرها. وكان بين يدي الرشيد طبيب يقول: له كُلْ كذا ولا تأكل كذا، فقلت للطبيب: أنت أحمق، إذا صححْتَ فَكُل كُلَّ شيء، وإذا مرضت فاحتَمِ مِنْ كُلِّ شيء.
وقال له بعض الشعراء: " الكامل
لو قيلَ للعباسِ يابنَ محمدٍ ... قُلْ: لا وأنت مخُلَدٌ ما قالها
إن السماحة لم تزل مَعْقولةٌ ... حتة حَلَلْتَ براحتيك عِقالها
وإذا الملوكُ تسايرَت في بَلدةٍ ... كانوا كواكِبَها وكنتً هِلالَها
قال العباس بن محمد لمؤدب بنيه: يا فل، إنك قد كفيتَ أعراضهم فاكفني آدابهم، علِّمهم كتابَ الله فإِنّه عليهم نزل، ومن عندهم فصل. وأنه كفى بالمرء جهلاً أن يجهل فضلا عنه أُخذ، وفَقِههم في الحلالِ والحرام فإنه حابسٌ أن يظلموا، وغذهم بالحكمة فإنها ربيع القلوب، والتمسني عند آثارك فيهم تجدني.
قال رجل للعباس بن محمد: إني أتيتُك في حاجة صغيرة، فقال: اطلب لها رجلاً صغيراً.
وحكى ابن قتيبة قال: قال رجل للعباس بن محمد: إني أتيتك في حُوَيْجة، فقال: اطلب لها رُجَيلاً.
قال: وهذا خلاف قول علي بن عبد الله بن العباس لرجل قال له: إني أتيتك في حاجة صغيرة، قال: هاتِها، فإن الرجل لا يصغُر عن كبير أخيه ولا يكبر عن صغيره.
وفي سنة خمس وثمانين ومئة ولي العباس بن محمد الذي تنسب إليه العباسية الجزيرة، وصار إلى الرٌّقة، فأمر الرشيد يفرش له في قصر الإمارة، واتخذت له فيه الآلات، وشحن بالرقيق، حمل إليه خمسة آلاف ألف درهم.
وفي سنة ست وثمانين توفي العباس بن محمد ببغداد، وكانت علته الماء الأصفر. وصلى عليه الأمين. ودفن في العباسية وسنة خمس وستون سنة.
وقيطعة العباس التي في الجانب الشرقي تنسب إلى العباس وهو أخو المنصور. وبينه وبين وفاة أبي العباس خمسون سنة، لأن أبا العباس مات سنة ست وثلاثين، ومات العباس سنة ست وثمانين ومئة. وكان يتولى الجزيرة، وأهله يتهمون فيه الرشيد، يزعمون أنّه سَمَّه، وأنه سقى بطنُه، فمات في هذه العلة.
/
العباس بن مرداس بن أبي عامر ابن حارثة ويقال: جارية
ابن عبد عباس، ويقال: عيسى، ويقال: عبس، ويقال: عبد عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
وفي نسبه اختلاف، له صحبة، وكان من المؤلفة قلوبهم، واستعمله سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بني سليم، وقدم دمشق، وكان بها دار.
روى العباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأجابه الله: إني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضاً، فأعاد فقال: يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيراً من ظلامه، فلم تكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تبسم فقال بعض أصحابه - وفي رواية فقال: أبو بكر وعمر -: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله تبارك وتعالى قد أجابني في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالثبور والويل، يحثو التراب على رأسه فضحكت مما يصنع من جزعه.
وعن العباس: أنه أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطلب إليه أن يحفره ركية بالدثينة فأحفره إياها على أنه ليس له منها إلا فضل ابن السبيل.
أسلم العباس قبل فتح مكة، ثم أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسع مئة من قومه على الخيول معهم القنا والدروع الظاهرة فحضروا فتح مكة، وحضر حنيناً وأعطاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم، ولم يكن يسكن بمكة ولا المدينة وكان يغزو مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيرجع إلى بلاد قومه وكان ينزل بوادي البصرة، ويأتي البصرة كثيراً، وقيل كان ينزل أرض بني سليم.
وحدث العباس بن مرداس: أنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن فقال: يا عباس بن مرداس، ألم تر أن السماء كفت أحراسها، وأن الحرب تجرعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت أحلاسها، وأن الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء. صاحب الناقة القصواء؟ قال: فرجعت مرعوباً قد راعني ما رأيت وسمعت، حتى جئت وثناً لنا يدعى الضمار وكنا نعبده ونكلمه من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به وقبلته وإذا صائح من جوفه يقول:
قل للقبائل من سليم كلها ... هلك الضمار وفاز أهل المسجد
هلك الضمار وكان يعبد مرة ... قبل الصلاة مع النبي محمد
إن الذي جا بالنبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتد
قال: فخرجت مرعوباً حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثة مئة من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالمدينة فدخلنا المسجد. فلما رآني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا عباس، كيف كان إسلامك؟ قال: فقصصت عليه القصة. قال: فسر بذلك فأسلمت أنا وقومي.
وعن رافع بن خديج قال: أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية،
وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك. فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئٍ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مئة.
وفي رواية: أنه كان في فتح مكة وأنه قال: اذهب يا بلال فاقطع لسانه. قال: فذهب بلال، فجعل يقول: يا معشر المسلمين، أيقطع لساني بعد الإسلام! يا رسول الله، لا أعود أبداً. فلما رأى بلال جزعه قال: إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك، أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئاً.
قال في هذه الرواية: إنه في فتح مكة، وإنما كان يوم حنين.
وفي رواية: أنه أعطاه أربعاً من الإبل فعاتب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شعر قاله:
كانت نهاباً تلافيتها ... بكري على القوم باالأجرع
وحثي الجنود لكي يدلجوا ... إذا هجع القوم لم أهجع
فأصبح نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
إلا أفاليل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وقد كنت في الحرب ذا تدارإ ... فلم أعط شيئاً ولم أمنع
وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا ترفع
فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال للعباس: أنت الذي يقول: أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة؟ فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا قال. قال: فكيف قال؟ قال: فأنشده أبو بكر كما قال عباس، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواء، ما يضرك بدأت بالأقرع أم عيينة فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي، ما أنت بشاعر ولا راوية ولا ينبغي لك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقطعوا عني لسانه وأعطوه مئة من الإبل - ويقال: خمسين من الإبل - ففزع منها أناس وقالوا: أمر بعباس يمثل به.
دخل عمرو بن معدي كرب على عمر بن الخطاب فقال عمر: أخبرني يا عمرو من أشجع العرب؟ قال: كنا يا أمير المؤمنين ستة فرسان لا يعادلنا أحد من العرب، وكان أشجعنا العباس بن مرداس السلمي. قال: وكيف حكمت له بذلك وعلمته؟ قال: علمته بأشعار قلناها في حروبنا. قال: هات ما قلت أنت وما قال هؤلاء قال: قلت:
ولما رأيت الخيل زوراً كأنها ... جداول زرع خليت فاسبطرت
فجاشت إلي النفس أول مرة ... فردت إلى مكروها فاستقرت
ما جاشت نفسي يا أمير المؤمنين إلا من الجبن. وقال دريد بن الصمة:
ولقد أصرفها كارهة ... حين للنفس من الموت هرير
كلما ذلل عني خلق ... وبكل أنا في الروع جدير
ما هرّ من الموت إلا من الجبن. وقال عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
ما جشأت نفسه ولا جاشت إلا من الجبن. وقال عامر بن الطفيل:
أقول لنفسي لا يجاد بمثلها ... أقلي مراجاً إنني غير مدبر
ما مرجت نفسه يا أمير المؤمنين إلا من الجبن. وقال عنترة:
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم ... عنها ولكني تضايق مقدمي
ما تضايق مقدمه إلا من الجبن. وقال العباس بن مرداس:
أشد على الكتيبة لا أبالي ... أفيها كان حتفي أم سواها
فكان هذ اأشجعنا فقال: صدقت يا عمرو.
قيل للعباس بن مرداس بعدما كبر: ألا تأخذ من الشراب، فإنه يزيد في جرأتك ويقويك؟ قال: أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم؟ لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبداً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124253&book=5530#eb0511
الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ يُكَنَّى أَبَا الْفَضْلِ، عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِنْوُ أَبِيهِ، أُمُّهُ نُثَيْلَةُ أُمُّ الرَّبِيعِ، وَقِيلَ: نَثْلَةُ بِنْتُ حُبَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ، وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ: اسْمُهَا نُثَيْلَةُ بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُبَابِ بْنِ حَطَائِطَ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وَقِيلَ: إِنَّ أُمَّهُ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّاتِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ أَفْصَى بْنِ جُذَيْلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ
- حَدَّثَنَا بِهَذِهِ النِّسْبَةِ، سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " كَانَ مَوْلِدُهُ قَبْلَ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ لِسَبْعِ سِنِينَ مَضَتْ مِنْ إِمَارَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، كُفَّ بَصَرُهُ وَبَلَغَنِي أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ لَهُ عَشْرَةُ ذُكُورٍ سِوَى الْإِنَاثِ، فَمِنْ وَلَدِهِ: الْفَضْلُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَقُثَمُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمَعْبَدٌ، وَأُمُّ حَبِيبٍ، أُمُّهُمْ: أُمُّ الْفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ العَبَّاسِ أُمُّهُ حُجَيْلَةُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَآمِنَةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ، وَكَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَعَوْنُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَتَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ، كَانَ أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ حَدِيثُهُ عِنْدَ أَوْلَادِهِ: عَبْدِ اللهِ، وَكَثِيرٍ، وَتَمَّامٍ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَكَّرُوا أَحْسَابَهُمْ وَأَنْسَابَهُمْ، فَجَعَلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كَبْوَةٍ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ خَلَقَ الْخَلْقَ، جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ حِينَ خَلَقَ الْقَبَائِلَ جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ قَبِيلَتِهِمْ، وَحِينَ خَلَقَ الْأَنْفُسَ جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ حِينَ خَلَقَ الْبُيُوتَ جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ بُيُوتِهِمْ، فَأَنَا خَيْرُهُمْ، وَخَيْرُهُمْ نَفْسًا» رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ح وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: لَمَّا بَنَتْ قُرَيْشٌ الْبَيْتَ تَفَرَّدَتِ الرِّجَالُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَضَعْنَ الشِّيَدَ، قَالَ: وَانْفَرَدْتُ أَنَا وَمُحَمَّدٌ نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ، فَجَعَلْنَا نَأْخُذُ أُزُرَنَا فَنَضَعُهَا عَلَى مَنَاكِبِنَا وَنَجْعَلُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ، حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ النَّاسِ لَبِسْنَا أُزُرَنَا، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي أَمَامِي إِذْ صُرِعَ، قَالَ: جَعَلْتُ أَسْعَى، أَوْ قَالَ: فَسَعَيْتُ، وَهُوَ شَاخِصٌ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: «نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا» ، قَالَ: فَكَتَمْتُهَا حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ نُبُوَّتَهُ رَوَاهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَوَاهُ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا بَنَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ، كَانَ النَّبِيُّ وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَلْطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «قَدْ طَهَّرَ اللهُ أَهْلَ هَذِهِ الْجَزِيرَةِ مِنَ الشِّرْكِ، مَا لَمْ تُضِلَّهُمُ النُّجُومُ» وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْعَبَّاسِ وَرَوَاهُ عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَنْ أَخْبَرَهُ عَنِ الْعَبَّاسِ، وَلَمْ يَذْكُرْ هُوَ وَلَا قَتَادَةُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ
عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ يُكَنَّى أَبَا الْهَيْثَمِ، كَانَ لَهُ صَنَمٌ يُدْعَى الضِّمَادَ، فَسَمِعَ صَائِحًا مِنْهُ: يَا عَبَّاسُ، شِعْرٌ:
[البحر الكامل]
قُلْ لِلْقَبَائِلِ مِنْ سُلَيْمٍ كُلِّهَا ... هَلَكَ الضِّمَادُ وَفَازَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ
هَلَكَ الضِّمَادُ وَكَانَ يُعْبَدُ مَرَّةً ... قَبْلَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
فَجَاءَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَكْبٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَسْلَمَ هُوَ وَقَوْمُهُ، ثُمَّ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ الْمُؤَلَّفَةِ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ بِهِ مِائَةً. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ح وَحَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ كِنَانَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، فَأُجِيبَ أَنْ قَدْ فَعَلْتُ، قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ إِلَّا ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَأَمَّا ذُنُوبُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَهُمْ "، قَالَ: «يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُثِيبَ الْمَظْلُومَ أَكْثَرَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ، وَتَغْفِرَ لِلظَّالِمِ» ، فَلَمْ يَجِبْ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةَ الْمُزْدَلِفَةِ دَعَا، فَأُجِيبَ: «قَدْ غَفَرْتُ لِلظَّالِمِ وَأَثَبْتُ الْمَظْلُومَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ، فَأَهْوَى إِبْلِيسُ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ» لَمْ يُسَمِّ أَبُو الْوَلِيدِ وَإِبْرَاهِيمُ: عَبْدَ اللهِ بْنَ كِنَانَةَ، وَقَالَا: عَنِ ابْنٍ لِكِنَانَةَ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ كِنَانَةَ مِثْلَ رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ
- حَدَّثَنَا بِهَذِهِ النِّسْبَةِ، سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " كَانَ مَوْلِدُهُ قَبْلَ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ لِسَبْعِ سِنِينَ مَضَتْ مِنْ إِمَارَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، كُفَّ بَصَرُهُ وَبَلَغَنِي أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ لَهُ عَشْرَةُ ذُكُورٍ سِوَى الْإِنَاثِ، فَمِنْ وَلَدِهِ: الْفَضْلُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَقُثَمُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمَعْبَدٌ، وَأُمُّ حَبِيبٍ، أُمُّهُمْ: أُمُّ الْفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ العَبَّاسِ أُمُّهُ حُجَيْلَةُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَآمِنَةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ، وَكَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَعَوْنُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَتَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ، كَانَ أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ حَدِيثُهُ عِنْدَ أَوْلَادِهِ: عَبْدِ اللهِ، وَكَثِيرٍ، وَتَمَّامٍ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَكَّرُوا أَحْسَابَهُمْ وَأَنْسَابَهُمْ، فَجَعَلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كَبْوَةٍ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ خَلَقَ الْخَلْقَ، جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ حِينَ خَلَقَ الْقَبَائِلَ جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ قَبِيلَتِهِمْ، وَحِينَ خَلَقَ الْأَنْفُسَ جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ حِينَ خَلَقَ الْبُيُوتَ جَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ بُيُوتِهِمْ، فَأَنَا خَيْرُهُمْ، وَخَيْرُهُمْ نَفْسًا» رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ح وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: لَمَّا بَنَتْ قُرَيْشٌ الْبَيْتَ تَفَرَّدَتِ الرِّجَالُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَضَعْنَ الشِّيَدَ، قَالَ: وَانْفَرَدْتُ أَنَا وَمُحَمَّدٌ نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ، فَجَعَلْنَا نَأْخُذُ أُزُرَنَا فَنَضَعُهَا عَلَى مَنَاكِبِنَا وَنَجْعَلُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ، حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ النَّاسِ لَبِسْنَا أُزُرَنَا، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي أَمَامِي إِذْ صُرِعَ، قَالَ: جَعَلْتُ أَسْعَى، أَوْ قَالَ: فَسَعَيْتُ، وَهُوَ شَاخِصٌ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: «نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا» ، قَالَ: فَكَتَمْتُهَا حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ نُبُوَّتَهُ رَوَاهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَوَاهُ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا بَنَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ، كَانَ النَّبِيُّ وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَلْطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «قَدْ طَهَّرَ اللهُ أَهْلَ هَذِهِ الْجَزِيرَةِ مِنَ الشِّرْكِ، مَا لَمْ تُضِلَّهُمُ النُّجُومُ» وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْعَبَّاسِ وَرَوَاهُ عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَنْ أَخْبَرَهُ عَنِ الْعَبَّاسِ، وَلَمْ يَذْكُرْ هُوَ وَلَا قَتَادَةُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ
عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ يُكَنَّى أَبَا الْهَيْثَمِ، كَانَ لَهُ صَنَمٌ يُدْعَى الضِّمَادَ، فَسَمِعَ صَائِحًا مِنْهُ: يَا عَبَّاسُ، شِعْرٌ:
[البحر الكامل]
قُلْ لِلْقَبَائِلِ مِنْ سُلَيْمٍ كُلِّهَا ... هَلَكَ الضِّمَادُ وَفَازَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ
هَلَكَ الضِّمَادُ وَكَانَ يُعْبَدُ مَرَّةً ... قَبْلَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
فَجَاءَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَكْبٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَسْلَمَ هُوَ وَقَوْمُهُ، ثُمَّ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ الْمُؤَلَّفَةِ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ بِهِ مِائَةً. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ح وَحَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ كِنَانَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، فَأُجِيبَ أَنْ قَدْ فَعَلْتُ، قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ إِلَّا ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَأَمَّا ذُنُوبُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَهُمْ "، قَالَ: «يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُثِيبَ الْمَظْلُومَ أَكْثَرَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ، وَتَغْفِرَ لِلظَّالِمِ» ، فَلَمْ يَجِبْ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةَ الْمُزْدَلِفَةِ دَعَا، فَأُجِيبَ: «قَدْ غَفَرْتُ لِلظَّالِمِ وَأَثَبْتُ الْمَظْلُومَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ، فَأَهْوَى إِبْلِيسُ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ» لَمْ يُسَمِّ أَبُو الْوَلِيدِ وَإِبْرَاهِيمُ: عَبْدَ اللهِ بْنَ كِنَانَةَ، وَقَالَا: عَنِ ابْنٍ لِكِنَانَةَ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ كِنَانَةَ مِثْلَ رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ