محمد بن عبد الله بن الجنيد أبو عبد الله النيسابوري نزيل جرجان روى عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق وإسحاق بن منصور الكوسج واحمد ابن سعيد الدارمي واحمد بن حفص بن عبيد الله السلمى النيسابوري وعلى بن سعيد النسوي ومحمد بن يحيى سمعنا منه بالرى قدم علينا.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي :
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب » .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء
... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا
... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى
... أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
بملتفتيه للمشيب طوالع
... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما
... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه
... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع
... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم
... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه
... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده
... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده
... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد
... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف
... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها
... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد
... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت
... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه
... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى
... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه
... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه
... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه
... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره
... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن
... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا
... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة
... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه
... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه
... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد
... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه
... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر
... وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته
... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا
... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه
... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى
... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه
... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر
... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه
... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد
... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها
... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها
... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها
... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه
... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله
... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة
... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله
... ممّن قضى بالرأي والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب » .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء
... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا
... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى
... أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
بملتفتيه للمشيب طوالع
... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما
... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه
... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع
... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم
... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه
... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده
... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده
... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد
... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف
... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها
... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد
... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت
... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه
... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى
... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه
... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه
... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه
... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره
... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن
... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا
... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة
... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه
... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه
... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد
... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه
... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر
... وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته
... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا
... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه
... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى
... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه
... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر
... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه
... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد
... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها
... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها
... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها
... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه
... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله
... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة
... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله
... ممّن قضى بالرأي والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أبو عبد الله القرشي الأموي البصري من ولد خالد بن أسيد بن ابي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
روى عن: أبي عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم الواسطي، وأبي إسماعيل عبد العزيز بن المختار الأنصاري البصري الدباغ.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والحج، والفضائل وغير ذلك.
وقد روى عن أبي عبد الله جرير بن عبد الحميد الضبي الرازي، وأبي بشر عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري، وأبي سلمة يوسف بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وابي عبيدة عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي، وأبي الهيثم خالد بن عبد الله المدني الطحان الواسطي، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي البصري وغيرهم.
روى عنه: أبو موسى محمد بن المثني العنبري، وأبي الفضل أحمد بن سلمة ابن عبد الله البزاز النيسابوري، وأبو الحسن علي بن الحسين بن الجنيد النخعي المالكي الرازي، وأبو بكر محمد بن النضر بن سلمة الجارودي النيسابوري، وأو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، وأبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي الفراء الطبري، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وابو القاسم البغوي، وأبو بكر البزار، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب بصري وهو ثقة.
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
روى عن: أبي عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم الواسطي، وأبي إسماعيل عبد العزيز بن المختار الأنصاري البصري الدباغ.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والحج، والفضائل وغير ذلك.
وقد روى عن أبي عبد الله جرير بن عبد الحميد الضبي الرازي، وأبي بشر عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري، وأبي سلمة يوسف بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وابي عبيدة عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي، وأبي الهيثم خالد بن عبد الله المدني الطحان الواسطي، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي البصري وغيرهم.
روى عنه: أبو موسى محمد بن المثني العنبري، وأبي الفضل أحمد بن سلمة ابن عبد الله البزاز النيسابوري، وأبو الحسن علي بن الحسين بن الجنيد النخعي المالكي الرازي، وأبو بكر محمد بن النضر بن سلمة الجارودي النيسابوري، وأو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، وأبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي الفراء الطبري، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وابو القاسم البغوي، وأبو بكر البزار، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب بصري وهو ثقة.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسماعيل، أبو بكر البزاز :
سمع جعفر بن محمد بن المغلس، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وأبا بكر عبد الله ابن محمد بن زياد النيسابوري. وروى عن محمد بن أحمد بن هارون الفقيه، عن إبراهيم بن الجنيد كتبه، حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحذاء المقرئ، وأبو بكر البرقاني.
وسألت البرقاني عنه فقال: كان فاضلا زاهدا يقرئ القرآن وينزل مربعة الحرسي، وكَانَ ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل البزاز يوم الأربعاء سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وستين وثلاثمائة، وكان خيرا دينا ثقة
صالحا. ودفن إلى جنب قبر أبي الحسن المصري، وكان قديما يصلي بالمصري.
سمع جعفر بن محمد بن المغلس، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وأبا بكر عبد الله ابن محمد بن زياد النيسابوري. وروى عن محمد بن أحمد بن هارون الفقيه، عن إبراهيم بن الجنيد كتبه، حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحذاء المقرئ، وأبو بكر البرقاني.
وسألت البرقاني عنه فقال: كان فاضلا زاهدا يقرئ القرآن وينزل مربعة الحرسي، وكَانَ ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل البزاز يوم الأربعاء سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وستين وثلاثمائة، وكان خيرا دينا ثقة
صالحا. ودفن إلى جنب قبر أبي الحسن المصري، وكان قديما يصلي بالمصري.
محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد بن عبد العزيز، أبو زرعة الجرجاني :
قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بِهَا عَن أَبِي العباس الدغولي، ومكي بن عبدان النيسابوري، وأبي نعيم بن عدي، ومحمد بن عبدك الشعراني، وغيرهم. وكان صدوقا حافظا.
حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم الأزهري، وعبد العزيز بْن علي الأزجي.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ. قَالَ: مَضَيْتُ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيِّ- لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ- فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحدثني عَنِ الدَّغُولِيِّ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ عَنْ زَائِدَةَ فَأَبَى، فَأَلْحَحْتُ عليه المسألة، فحلف بالطلاق أن لا يُحدثني بِهِ بِبَغْدَادَ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي رَحَلَ فِيهِ الْحُجَّاجُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، وَلَمْ أُفَارِقْهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْبَلَدِ، فَلَمَّا صَارَ وَرَاءَ مَقْبَرَةِ بَابِ الْكُنَاسِ قَالَ لِي: قَدْ عَزَمْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ حَدِيثَ الدَّغُولِيِّ، ثُمَّ قَالَ. حدّثنا أبو العبّاس
محمد بن عبد الله الدَّغُولِيُّ- بَعْدَ جُهْدٍ جَهِيدٍ- قَالَ رَوَى لَنَا محمد بن مشكان قال حدثنا يزيد بن أبي حكيم حدّثنا سفيان الثوري حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات نأكل الجراد. حدّثنا أبو بكر البرقاني. قَالَ قَالَ الدارقطني: لم يحدّث به إلا ابن مشكان العدني.
وحدّثنا البرقاني حدّثنا الحسين بن على التّميمى حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد ابن الحسن الحافظ حَدَّثَنَا أبو زكريا يحيى بن زكريا الأعرج حدّثنا محمّد بن مشكان حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العدني حَدَّثَنَا سفيان عن زائدة بنحوه.
قَالَ البرقاني: كان أصحابنا يقولون: تفرد به الدغولي حتى ظهر لنا هذا.
قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بِهَا عَن أَبِي العباس الدغولي، ومكي بن عبدان النيسابوري، وأبي نعيم بن عدي، ومحمد بن عبدك الشعراني، وغيرهم. وكان صدوقا حافظا.
حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم الأزهري، وعبد العزيز بْن علي الأزجي.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ. قَالَ: مَضَيْتُ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيِّ- لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ- فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحدثني عَنِ الدَّغُولِيِّ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ عَنْ زَائِدَةَ فَأَبَى، فَأَلْحَحْتُ عليه المسألة، فحلف بالطلاق أن لا يُحدثني بِهِ بِبَغْدَادَ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي رَحَلَ فِيهِ الْحُجَّاجُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، وَلَمْ أُفَارِقْهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْبَلَدِ، فَلَمَّا صَارَ وَرَاءَ مَقْبَرَةِ بَابِ الْكُنَاسِ قَالَ لِي: قَدْ عَزَمْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ حَدِيثَ الدَّغُولِيِّ، ثُمَّ قَالَ. حدّثنا أبو العبّاس
محمد بن عبد الله الدَّغُولِيُّ- بَعْدَ جُهْدٍ جَهِيدٍ- قَالَ رَوَى لَنَا محمد بن مشكان قال حدثنا يزيد بن أبي حكيم حدّثنا سفيان الثوري حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات نأكل الجراد. حدّثنا أبو بكر البرقاني. قَالَ قَالَ الدارقطني: لم يحدّث به إلا ابن مشكان العدني.
وحدّثنا البرقاني حدّثنا الحسين بن على التّميمى حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد ابن الحسن الحافظ حَدَّثَنَا أبو زكريا يحيى بن زكريا الأعرج حدّثنا محمّد بن مشكان حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العدني حَدَّثَنَا سفيان عن زائدة بنحوه.
قَالَ البرقاني: كان أصحابنا يقولون: تفرد به الدغولي حتى ظهر لنا هذا.
محمد بن عبد الله، أبو بكر الشقاق الصوفي :
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: أَبُو بَكْر الشقاق بغدادي اسمه محمد بن عبد الله من أصحاب الجنيد، من أقران أبي العباس بن عطاء والكتاني. صحب أبا سعيد الخزاز.
ذكر غير السلمي أن اسم الشقاق أحمد بن عبد الله، كذلك أنبأني أبو سعد الماليني، حدّثنا ثقيف بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله أبو بكر الشقاق صاحب أبي سعيد قَالَ: قَالَ أبو سعيد الخزاز: إذا بكت أعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن، أَخْبَرَنَا علي بن عبد الله بن جهضم، حدّثنا يحيى ابن المؤمل، حَدَّثَنَا أبو بكر الشقاق قَالَ: سمعت أبا سعيد الخزاز يقول: سمعت محمد بن منصور يقول: كان بالكوفة رجل متعبد يأكل في كل يوم نصف رغيف وكان قاعدا لا ينضجع، ويضع جبهته على ركبته من صلاة إلى صلاة، لا يتطوع بشيء غير الفرائض، ولا يتكلم البتة. فقلت له: لو تطوعت؟ فقال: افهم ما ألقيه إليك، إني لست أعصيه. قَالَ أبو سعيد: هذا عبد رفع الله قدر موافقته لله فلزمها، إذا كان الأمر له، ورفع له قدر مخالفته فاجتنبها، وذلك من علمه بالله، حتى توقف ونظر:
من الآمر له والناهي، فبذل في موافقته لله جهده.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: أَبُو بَكْر الشقاق بغدادي اسمه محمد بن عبد الله من أصحاب الجنيد، من أقران أبي العباس بن عطاء والكتاني. صحب أبا سعيد الخزاز.
ذكر غير السلمي أن اسم الشقاق أحمد بن عبد الله، كذلك أنبأني أبو سعد الماليني، حدّثنا ثقيف بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله أبو بكر الشقاق صاحب أبي سعيد قَالَ: قَالَ أبو سعيد الخزاز: إذا بكت أعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن، أَخْبَرَنَا علي بن عبد الله بن جهضم، حدّثنا يحيى ابن المؤمل، حَدَّثَنَا أبو بكر الشقاق قَالَ: سمعت أبا سعيد الخزاز يقول: سمعت محمد بن منصور يقول: كان بالكوفة رجل متعبد يأكل في كل يوم نصف رغيف وكان قاعدا لا ينضجع، ويضع جبهته على ركبته من صلاة إلى صلاة، لا يتطوع بشيء غير الفرائض، ولا يتكلم البتة. فقلت له: لو تطوعت؟ فقال: افهم ما ألقيه إليك، إني لست أعصيه. قَالَ أبو سعيد: هذا عبد رفع الله قدر موافقته لله فلزمها، إذا كان الأمر له، ورفع له قدر مخالفته فاجتنبها، وذلك من علمه بالله، حتى توقف ونظر:
من الآمر له والناهي، فبذل في موافقته لله جهده.
محمد بن عبد الله، أبو جعفر الفرغاني الصوفي :
نزل بغداد ولزم الجنيد بن محمّد، واشتهر بصحبته وروى عنه كلامه. حكى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن الخشاب وغيره.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العبّاس بن الخشاب يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني يقول: التوكل باللسان يورث الدعوى، والتوكل بالقلب يورث المعنى.
نزل بغداد ولزم الجنيد بن محمّد، واشتهر بصحبته وروى عنه كلامه. حكى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن الخشاب وغيره.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العبّاس بن الخشاب يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني يقول: التوكل باللسان يورث الدعوى، والتوكل بالقلب يورث المعنى.
مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو حَمْزَة السكرِي الْمروزِي
روى عَن قيس بن وهب فِي الْفِتَن
روى عَنهُ عبد الله بن بن عُثْمَان
روى عَن قيس بن وهب فِي الْفِتَن
روى عَنهُ عبد الله بن بن عُثْمَان
مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو حَمْزَة السكرِي الْمروزِي سمع عَاصِمًا الْأَحول وَالْأَعْمَش وَعُثْمَان بن موهب رَوَى عَنهُ عَبْدَانِ بن عُثْمَان فِي (الصَّلَاة) قَالَ البُخَارِيّ قَالَ لي بشر بن مُحَمَّد أَنه مَاتَ سنة 168
مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو حَمْزَة السكرِي الْمروزِي أخرج البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة عَن عَبْدَانِ بن عُثْمَان عَنهُ عَاصِم الْأَحول وَالْأَعْمَش وَعُثْمَان بن موهب قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ قَالَ بن الْجُنَيْد سَأَلت يحيى بن معِين عَن أبي حَمْزَة السكرِي فَقَالَ ثِقَة قَالَ بن أبي حَاتِم حَدثنَا أَبُو الْفضل الْهَرَوِيّ مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ الشقيقي أَخْبرنِي أَبُو عَمْرو نوح الْمروزِي عَن سُفْيَان بن عبد الْملك قَالَ قَالَ عبد الله يَعْنِي بن الْمُبَارك السكرِي يَعْنِي أَبَا حَمْزَة مُحَمَّد بن مَيْمُون صَحِيح الْكتب قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا بشر بن مُحَمَّد قَالَ مَاتَ أَبُو حَمْزَة السكرِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة
محمد بن ميمون، أبو حمزة السكري المروزي :
سمع أبا إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، ورقبة بن مصقلة، ومنصور بن المعتمر، وجابرا الجعفي، ويزيد النحوي، وسليمان الأعمش، وإبراهيم الصّائغ، وعاصم ابن كليب، وغيرهم. وكان من أهل الفضل والفهم. حدث عنه: عبد اللَّهِ بْن المبارك، والفضل بن مُوسَى السيناني، وعبدان بن عثمان، وعَتَّابِ بن زياد، وعلي بن الحسن بن شقيق، ونعيم بن حماد. واحتج بحديثه البخاري، ومسلم بن الحجاج في صحيحيهما. ودخل بغداد قديما في حداثته.
فأخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، أخبرنا الحسين بن هارون الضّبّيّ، أنبأنا محمد بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خلف بن جيان القاضي قَالَ: سمعت حمزة بن العباس المروزي يقول: سمعت عبدان يقول: سمعت أبا حمزة يقول:
دخلت بغداد خارجا إلى مكة، فرأيت جميع من بها يثني على منصور بن المعتمر، فلما خرجت إلى الكوفة سمعت منه، فلما عدت من مكة أقمت عليه حتى كتبت عنه وأكثرت.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحرشي بنيسابور، حدّثنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدّثنا عبد الرّحيم بن منيب، حدّثنا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زَانِيَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا هِيَ وَابْنَتِهَا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب قَالَ: قلت لأَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ؟ قَالَ: هَذَا الَّذِي يُحَدِّثُ عن نافع عن ابن عمر، شيخ أبي حَمْزَةَ مَجْهُولٌ، وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ. قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى زَانِيَةٍ وَابْنَتِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ! قُلْتُ: يُتْرَكُ؟ قَالَ: نعم!.
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطان قَالَ: حَدَّثَنَا دعلج بن أحمد، حدّثنا محمّد بن نعيم النّيسابوريّ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حَدَّثَنَا حفص بن حميد قَالَ:
سمعت ابن المبارك يقول: حسين بن واقد ليس بحافظ، ولا يترك حديثه، وأبو حمزة صاحب حديث. هذا أو نحوه.
أنبأنا أبو بكر البرقاني، قَالَ: قرأت على علي بْن أَحْمَد البزناني، سمعت إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد الفراء الهرمزفري يقول: سمعت علي بن خشرم يقول:
سمعت إبراهيم بن رستم يقول: دخل الحسين بن واقد علي أبي حمزة السكري.
وَأَنْبَأَنِي أبو حازم العبدوي، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ، حدّثنا قاسم السّيّاري بمرو، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مصعب بْن بشر قَالَ:
كَانَ أبو حمزة السكري مستجاب الدعوة . يقال: إن الحسين بن واقد كان قاضيا، أتى أبا حمزة السكري فأخبره بقضية قد قضى بها؟ فقال له: أخطأت، قضيت بالجور، إذ لا تعرف القضاء، فلم دخلت فيه، لو لحست الدُّبر كان خيرا لك من الحكم. فغضب الحسين وبكى. وَقَالَ: اللهم ابتل أبا حمزة بما ابتليتنى به. قَالَ: فقال أبو حمزة: اللهم إن ابتليتنى بما ابتليته به فأعم بصري. قَالَ: فما مضت الأيام والليالي حتى استقضى، فذهب بصره، فمكث أياما لم يخبر، رجاء العافية، قَالَ: فكنا نقول:
قد استجيب لهما جميعا. دخل لفظ أحد الحديثين في الآخر.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، حدّثنا محمّد بن أبي بكر الورّاق- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الله السّلميّ، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمّدآباذي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب قَالَ: سمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت إبراهيم بن رستم يقول: قَالَ أبو حمزة السكري: اختلفت إلى إبراهيم الصائغ نيفا وعشرين سنة- ذكرها- ما علم أحد من أهل بيتي أين ذهبت ولا من أين جئت .
حدّثنا ابن الفضل القطّان، حدّثنا دعلج بن أحمد، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا محمّد بن علي، أَخْبَرَنِي نوح أبو عمرو، عن سفيان بن عبد الملك قَالَ: قَالَ عبد الله- يعني ابن المبارك-: السّكّريّ، وابن طهمان صحيحا الكتاب .
حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حدّثنا أبو بكر ابن أبي نصر، حدّثنا عبد الله بن محمود، حَدَّثَنَا يحيى بن أكثم قَالَ: بلغني عن عبد الله أنه سئل عن الاتباع فقال: الاتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السّكّريّ.
حدّثنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا محمّد ابن جعفر الراشدي، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: سألت أبا عَبْد اللَّهِ- يعني أَحْمَد بْن حنبل- عَنِ اسم أبي حمزة السكري؟ فقال: ما أدري. فقلت له: محمد بن ميمون؟
فقال: ما بحديثه عندي بأس، هو أحب إلى حديثا من حسين بن واقد.
حدّثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ. قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قَالَ محمد بن علي ابن الحسن: أراد جار لأبي حمزة السكري أن يبيع داره، قَالَ: فبلغ ذلك أبا حمزة فوجه إليه بأربعة آلاف وَقَالَ: خذ هذه ولا تبع دارك .
حدّثنا أبو حازم العبدوي عمر بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد الدهان التميميّ، حَدَّثَنَا خالي أحمد بن محمد بن يحيى، حدّثنا أبو أيّوب قال: حدّثنا أحمد ابن عبد الله بن حكيم، حَدَّثَنَا معاذ بن خالد قَالَ: سمعت أبا حمزة السكري يقول:
ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف .
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السّكّريّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: أبو حمزة السكري محمد بن ميمون مروزي. روى عنه ابن المبارك. روى عن: الأعمش، وعن السدى، وعن أبي إسحاق، وعطاء بن السائب، وعن إبراهيم الصائغ، وذكره بصلاح، كان إذا مرض الرجل من جيرانه تصدق بمثل نفقة المريض بما صرف عنه من العلة .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الشُّرُوطِيُّ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلّال، حَدَّثَنَا معروف بن محمد الجرجاني قَالَ: قلت لعبّاس الدوري: سمعت يحيى ابن معين يقول: كان أبو حمزة السكري من ثقات الناس، وكان إذا مرض عنده من قد رحل إليه ينظر إلى ما يحتاج إليه من الكفاية، فيأمر بالقيام به- واسمه محمد بن ميمون- ولم يكن يبيع السُّكَرَ، وإنما سمى السُّكَرِيُّ لحلاوة كلامه؟ قَالَ: نعم .
حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى، عن أبي حمزة السّكّريّ فقال: ثقة.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ الصنعاني يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن القاسم المنقري يقول:
سمعت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ يقول: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: سئل عبد الله عن الأئمة الذين يقتدى بهم، فذكر أبا بكر، وعمر، حتى انتهى إلى أبي حمزة وأبو حمزة يومئذ حي .
أخبرني ابن الفضل، حدّثنا دعلج، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا محمد بن عبد العزيز قَالَ: سمعت أبي يقول: ومات أبو حمزة السكري سنة سبع وستين .
وَقَالَ الأبار: حَدَّثَنَا محمد بن علي، حدّثنا علي بن الحسن الشقيقي، أنبأنا أبو حمزة السكري- ومات سنة سبع وستين ومائة- حدّثنا ابن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن ميمون أبو حمزة السكري المروزي، مات سنة ثمان وستين ومائة. حدثنيه بشر بن محمد.
سمع أبا إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، ورقبة بن مصقلة، ومنصور بن المعتمر، وجابرا الجعفي، ويزيد النحوي، وسليمان الأعمش، وإبراهيم الصّائغ، وعاصم ابن كليب، وغيرهم. وكان من أهل الفضل والفهم. حدث عنه: عبد اللَّهِ بْن المبارك، والفضل بن مُوسَى السيناني، وعبدان بن عثمان، وعَتَّابِ بن زياد، وعلي بن الحسن بن شقيق، ونعيم بن حماد. واحتج بحديثه البخاري، ومسلم بن الحجاج في صحيحيهما. ودخل بغداد قديما في حداثته.
فأخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، أخبرنا الحسين بن هارون الضّبّيّ، أنبأنا محمد بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خلف بن جيان القاضي قَالَ: سمعت حمزة بن العباس المروزي يقول: سمعت عبدان يقول: سمعت أبا حمزة يقول:
دخلت بغداد خارجا إلى مكة، فرأيت جميع من بها يثني على منصور بن المعتمر، فلما خرجت إلى الكوفة سمعت منه، فلما عدت من مكة أقمت عليه حتى كتبت عنه وأكثرت.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحرشي بنيسابور، حدّثنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدّثنا عبد الرّحيم بن منيب، حدّثنا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زَانِيَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا هِيَ وَابْنَتِهَا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب قَالَ: قلت لأَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ؟ قَالَ: هَذَا الَّذِي يُحَدِّثُ عن نافع عن ابن عمر، شيخ أبي حَمْزَةَ مَجْهُولٌ، وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ. قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى زَانِيَةٍ وَابْنَتِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ! قُلْتُ: يُتْرَكُ؟ قَالَ: نعم!.
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطان قَالَ: حَدَّثَنَا دعلج بن أحمد، حدّثنا محمّد بن نعيم النّيسابوريّ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حَدَّثَنَا حفص بن حميد قَالَ:
سمعت ابن المبارك يقول: حسين بن واقد ليس بحافظ، ولا يترك حديثه، وأبو حمزة صاحب حديث. هذا أو نحوه.
أنبأنا أبو بكر البرقاني، قَالَ: قرأت على علي بْن أَحْمَد البزناني، سمعت إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد الفراء الهرمزفري يقول: سمعت علي بن خشرم يقول:
سمعت إبراهيم بن رستم يقول: دخل الحسين بن واقد علي أبي حمزة السكري.
وَأَنْبَأَنِي أبو حازم العبدوي، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ، حدّثنا قاسم السّيّاري بمرو، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مصعب بْن بشر قَالَ:
كَانَ أبو حمزة السكري مستجاب الدعوة . يقال: إن الحسين بن واقد كان قاضيا، أتى أبا حمزة السكري فأخبره بقضية قد قضى بها؟ فقال له: أخطأت، قضيت بالجور، إذ لا تعرف القضاء، فلم دخلت فيه، لو لحست الدُّبر كان خيرا لك من الحكم. فغضب الحسين وبكى. وَقَالَ: اللهم ابتل أبا حمزة بما ابتليتنى به. قَالَ: فقال أبو حمزة: اللهم إن ابتليتنى بما ابتليته به فأعم بصري. قَالَ: فما مضت الأيام والليالي حتى استقضى، فذهب بصره، فمكث أياما لم يخبر، رجاء العافية، قَالَ: فكنا نقول:
قد استجيب لهما جميعا. دخل لفظ أحد الحديثين في الآخر.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، حدّثنا محمّد بن أبي بكر الورّاق- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الله السّلميّ، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمّدآباذي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب قَالَ: سمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت إبراهيم بن رستم يقول: قَالَ أبو حمزة السكري: اختلفت إلى إبراهيم الصائغ نيفا وعشرين سنة- ذكرها- ما علم أحد من أهل بيتي أين ذهبت ولا من أين جئت .
حدّثنا ابن الفضل القطّان، حدّثنا دعلج بن أحمد، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا محمّد بن علي، أَخْبَرَنِي نوح أبو عمرو، عن سفيان بن عبد الملك قَالَ: قَالَ عبد الله- يعني ابن المبارك-: السّكّريّ، وابن طهمان صحيحا الكتاب .
حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حدّثنا أبو بكر ابن أبي نصر، حدّثنا عبد الله بن محمود، حَدَّثَنَا يحيى بن أكثم قَالَ: بلغني عن عبد الله أنه سئل عن الاتباع فقال: الاتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السّكّريّ.
حدّثنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا محمّد ابن جعفر الراشدي، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: سألت أبا عَبْد اللَّهِ- يعني أَحْمَد بْن حنبل- عَنِ اسم أبي حمزة السكري؟ فقال: ما أدري. فقلت له: محمد بن ميمون؟
فقال: ما بحديثه عندي بأس، هو أحب إلى حديثا من حسين بن واقد.
حدّثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ. قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قَالَ محمد بن علي ابن الحسن: أراد جار لأبي حمزة السكري أن يبيع داره، قَالَ: فبلغ ذلك أبا حمزة فوجه إليه بأربعة آلاف وَقَالَ: خذ هذه ولا تبع دارك .
حدّثنا أبو حازم العبدوي عمر بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد الدهان التميميّ، حَدَّثَنَا خالي أحمد بن محمد بن يحيى، حدّثنا أبو أيّوب قال: حدّثنا أحمد ابن عبد الله بن حكيم، حَدَّثَنَا معاذ بن خالد قَالَ: سمعت أبا حمزة السكري يقول:
ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف .
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السّكّريّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: أبو حمزة السكري محمد بن ميمون مروزي. روى عنه ابن المبارك. روى عن: الأعمش، وعن السدى، وعن أبي إسحاق، وعطاء بن السائب، وعن إبراهيم الصائغ، وذكره بصلاح، كان إذا مرض الرجل من جيرانه تصدق بمثل نفقة المريض بما صرف عنه من العلة .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الشُّرُوطِيُّ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلّال، حَدَّثَنَا معروف بن محمد الجرجاني قَالَ: قلت لعبّاس الدوري: سمعت يحيى ابن معين يقول: كان أبو حمزة السكري من ثقات الناس، وكان إذا مرض عنده من قد رحل إليه ينظر إلى ما يحتاج إليه من الكفاية، فيأمر بالقيام به- واسمه محمد بن ميمون- ولم يكن يبيع السُّكَرَ، وإنما سمى السُّكَرِيُّ لحلاوة كلامه؟ قَالَ: نعم .
حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى، عن أبي حمزة السّكّريّ فقال: ثقة.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ الصنعاني يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن القاسم المنقري يقول:
سمعت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ يقول: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: سئل عبد الله عن الأئمة الذين يقتدى بهم، فذكر أبا بكر، وعمر، حتى انتهى إلى أبي حمزة وأبو حمزة يومئذ حي .
أخبرني ابن الفضل، حدّثنا دعلج، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا محمد بن عبد العزيز قَالَ: سمعت أبي يقول: ومات أبو حمزة السكري سنة سبع وستين .
وَقَالَ الأبار: حَدَّثَنَا محمد بن علي، حدّثنا علي بن الحسن الشقيقي، أنبأنا أبو حمزة السكري- ومات سنة سبع وستين ومائة- حدّثنا ابن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن ميمون أبو حمزة السكري المروزي، مات سنة ثمان وستين ومائة. حدثنيه بشر بن محمد.
محمد بن أحمد بن القاسم، أبو علي الروذباري :
من كبار الصوفية. سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف حسان في التصوف نقلت عنه فأخبرنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الحيري قال: أنبأنا محمد بن الحسين أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي. قَالَ: أَبُو علي الروذباري الحسن بن همام ويقال أحمد بن محمد [قَالَ ] : وهذا أصح. أصله بغدادي كان من أبناء الرؤساء وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن سمعت عَبْد اللَّهِ بْن علي يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول: كان اسم خالي أبو عَلِيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن منصور بْن شهريار بْن مهرذاذاز بن فرغدذ بن كسرى.
قال الشيخ أبو بكر: ولا أشك أن الذي حكى عن أحمد بن عطاء هو الواهم في اسم أبي علي، وذلك أن اسمه: محمد بن أحمد بن القاسم، ذكره غير واحد، وحكت عنه أخته أم سلمة فاطمة بنت أحمد، وزوجته أم اليمن عزيزة بنت محمّد ابن عمرو بن فارس.
وَحَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري. قَالَ: رأيت أجزاء بخط أبي علي الروذباري وفي آخرها مكتوب: وكتب محمد بن أحمد بن القاسم. علي أن شهرة اسمه تغني عن الاستشهاد بما ذكرته.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ: سمعت أَحْمَد بْن عطاء يقول: كَانَ خالي يتفقه بالحديث؛ ويفتي بالمقاطيع.
وقَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول قَالَ لي أبو أحمد الرندي الحافظ: ما رأينا أحفظ من خالك أبي علي.
قرأت على مُحَمَّد بن أَبِي الْحَسَن الساحلي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد النسوي قَالَ: سمعت أحمد بن أحمد الرازي يقول سمعت محمد بن عمر الجعابي
الحافظ يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت مسجده، فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد ربعا حسن الشيبة عليه كساء بركان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري، ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت.
وَقَالَ لي محمد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أستاذي في الصّوفيّة الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري. يقول:
سيدنا أبو علي. فقيل له في ذلك فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة، ونحن رجعنا من [علم ] الحقيقة إلى علم الشريعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الواعظ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عطاء الروذباري بصور الساحل قَالَ: كان خالي أبو علي قد خرج من القرافة يريد الجامع. فإذا بأصحاب الحديث قد خرجوا من عند رجل قد كتبوا عنه. فقال لهم: يا أصحاب الحديث جعلكم الحديث حديثا.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري قَالَ أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعت سعيد بن سلام المغربي يقول سمعت أبا علي الكاتب يقول: ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي قال نا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قال نا قسيم بن أحمد غلام الزقاق قال نا أبو على الروذباري الصّوفيّ قال نا أبو عبد الله بن بحر قال نا الحسين بن نصر قال نا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ
. قَالَ: مَخَافَةَ الإِجْلالِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري
بالري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول:
سئل أبو علي الروذباري فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا.
أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قَالَ أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي قَالَ أنشدني محمد بن عبد العزيز الصوفي قَالَ أحمد بن الحسين- وقد رأيته ولم أسمع منه- قَالَ أنشدني أبو علي الروذباري:
أنزه في روض المحاسن مقلتي
... وأمنع نفسي أن تنال المحرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه
... على جامد الصلت الأصم تهدما
ويظهر سري عن مترجم خاطري
... فلولا اختلاس الطرف عنه تكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم
... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب الطبري قَالَ أنشدنا أبو علي محمد بن عمر البلخي قَالَ أنشدنا أبو علي الروذباري الصوفي لنفسه بصور:
أهلا بمن زار فما وارد
... أحق بالإكرام من زائر
ونحن لا نسأم من أمنا
... ونضمر الحزن على السائر
أنشدني أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري بحلوان للروذباري:
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا
... وإنما عجبي للبعض كيف بقي
أدرك بقية روح فيك قد تلفت
... قبل الفراق فهذا آخر الرمق
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني بها قال نبأنا أبو منصور معمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد الأصبهاني قَالَ بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذونه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم، ولا تكون يدي فوق يد فقير.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن قَالَ أَخْبَرَنِي أبو الحسن محمد بن العباس بن عبد الملك المعدل بصور قال نا أبو القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي بمكة قَالَ أنشدنا أبو علي محمد بن أحمد الروذباري لنفسه:
إني أجلك عن روحي وأبذلها
... فداء عبدك حال أنت واهبها
وكيف تفديك روح أنت تملكها
... وقد مننت على من يفتديك بها
قَالَ: وأنشدنا أبو علي الروذباري لنفسه أيضا:
لو كل جارحة مني لها لغة
... تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زال شكري إذ أشرت به
... إليك أجمل في الإحسان والمنن
أبو القاسم عبد السلام بن محمد قَالَ أنشدني أبو علي الروذباري لنفسه:
كم نعمنا بغلة الأشجان
... وجرينا مع الهوى في عنان
ونسيم للأنس في ظل عيش
... تحت سجف من لحظ طرف الزمان
بك تاج الوفاء بالود لاحت
... فيه أنوار بهجة الإحسان
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري قال نا محمد بن الحسين السلمي قَالَ سمعت الحسين بن أحمد يقول: توفي أبو علي الروذباري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قَالَ محمد وذكر أبو زرعة الطبري أنه مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
من كبار الصوفية. سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف حسان في التصوف نقلت عنه فأخبرنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الحيري قال: أنبأنا محمد بن الحسين أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي. قَالَ: أَبُو علي الروذباري الحسن بن همام ويقال أحمد بن محمد [قَالَ ] : وهذا أصح. أصله بغدادي كان من أبناء الرؤساء وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن سمعت عَبْد اللَّهِ بْن علي يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول: كان اسم خالي أبو عَلِيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن منصور بْن شهريار بْن مهرذاذاز بن فرغدذ بن كسرى.
قال الشيخ أبو بكر: ولا أشك أن الذي حكى عن أحمد بن عطاء هو الواهم في اسم أبي علي، وذلك أن اسمه: محمد بن أحمد بن القاسم، ذكره غير واحد، وحكت عنه أخته أم سلمة فاطمة بنت أحمد، وزوجته أم اليمن عزيزة بنت محمّد ابن عمرو بن فارس.
وَحَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري. قَالَ: رأيت أجزاء بخط أبي علي الروذباري وفي آخرها مكتوب: وكتب محمد بن أحمد بن القاسم. علي أن شهرة اسمه تغني عن الاستشهاد بما ذكرته.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ: سمعت أَحْمَد بْن عطاء يقول: كَانَ خالي يتفقه بالحديث؛ ويفتي بالمقاطيع.
وقَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول قَالَ لي أبو أحمد الرندي الحافظ: ما رأينا أحفظ من خالك أبي علي.
قرأت على مُحَمَّد بن أَبِي الْحَسَن الساحلي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد النسوي قَالَ: سمعت أحمد بن أحمد الرازي يقول سمعت محمد بن عمر الجعابي
الحافظ يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت مسجده، فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد ربعا حسن الشيبة عليه كساء بركان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري، ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت.
وَقَالَ لي محمد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أستاذي في الصّوفيّة الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري. يقول:
سيدنا أبو علي. فقيل له في ذلك فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة، ونحن رجعنا من [علم ] الحقيقة إلى علم الشريعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الواعظ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عطاء الروذباري بصور الساحل قَالَ: كان خالي أبو علي قد خرج من القرافة يريد الجامع. فإذا بأصحاب الحديث قد خرجوا من عند رجل قد كتبوا عنه. فقال لهم: يا أصحاب الحديث جعلكم الحديث حديثا.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري قَالَ أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعت سعيد بن سلام المغربي يقول سمعت أبا علي الكاتب يقول: ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي قال نا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قال نا قسيم بن أحمد غلام الزقاق قال نا أبو على الروذباري الصّوفيّ قال نا أبو عبد الله بن بحر قال نا الحسين بن نصر قال نا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ
. قَالَ: مَخَافَةَ الإِجْلالِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري
بالري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول:
سئل أبو علي الروذباري فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا.
أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قَالَ أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي قَالَ أنشدني محمد بن عبد العزيز الصوفي قَالَ أحمد بن الحسين- وقد رأيته ولم أسمع منه- قَالَ أنشدني أبو علي الروذباري:
أنزه في روض المحاسن مقلتي
... وأمنع نفسي أن تنال المحرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه
... على جامد الصلت الأصم تهدما
ويظهر سري عن مترجم خاطري
... فلولا اختلاس الطرف عنه تكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم
... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب الطبري قَالَ أنشدنا أبو علي محمد بن عمر البلخي قَالَ أنشدنا أبو علي الروذباري الصوفي لنفسه بصور:
أهلا بمن زار فما وارد
... أحق بالإكرام من زائر
ونحن لا نسأم من أمنا
... ونضمر الحزن على السائر
أنشدني أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري بحلوان للروذباري:
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا
... وإنما عجبي للبعض كيف بقي
أدرك بقية روح فيك قد تلفت
... قبل الفراق فهذا آخر الرمق
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني بها قال نبأنا أبو منصور معمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد الأصبهاني قَالَ بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذونه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم، ولا تكون يدي فوق يد فقير.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن قَالَ أَخْبَرَنِي أبو الحسن محمد بن العباس بن عبد الملك المعدل بصور قال نا أبو القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي بمكة قَالَ أنشدنا أبو علي محمد بن أحمد الروذباري لنفسه:
إني أجلك عن روحي وأبذلها
... فداء عبدك حال أنت واهبها
وكيف تفديك روح أنت تملكها
... وقد مننت على من يفتديك بها
قَالَ: وأنشدنا أبو علي الروذباري لنفسه أيضا:
لو كل جارحة مني لها لغة
... تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زال شكري إذ أشرت به
... إليك أجمل في الإحسان والمنن
أبو القاسم عبد السلام بن محمد قَالَ أنشدني أبو علي الروذباري لنفسه:
كم نعمنا بغلة الأشجان
... وجرينا مع الهوى في عنان
ونسيم للأنس في ظل عيش
... تحت سجف من لحظ طرف الزمان
بك تاج الوفاء بالود لاحت
... فيه أنوار بهجة الإحسان
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري قال نا محمد بن الحسين السلمي قَالَ سمعت الحسين بن أحمد يقول: توفي أبو علي الروذباري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قَالَ محمد وذكر أبو زرعة الطبري أنه مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي :
من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قَالَ قَالَ أبو حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ سمعت أبا الحسن علي بْن عبد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني بمكة يقول حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن الحسين بن
موسى النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ خيرا النساج يقول:
سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقعت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا النساج يقول: لأستحيى من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعيي على الشبع زادا أتزوده أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخيّاط الصوفي قَالَ سمعت أبا حمزة يقول: سافرت على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قَالَ: نطمها. قَالَ فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء- يهتف بي ولا أراه- تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرهم أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهاب الحافظ يَقُولُ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي: أنه لما خرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى
... وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
... تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة
... فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه
... وذا عجب كون الحياة مع الحتف
قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول:
كما ترى صيرني
... قطع قفار الدمن
شردنى عن وطنى
... كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا
... وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما
... يشهد أو تشهدنى
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي قَالَ سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله. قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ لفظا قَالَ سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع؛ فبلغوا ذلك الموضع؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه
الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت؛ ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقانى قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري قَالَ نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قَالَ نبأنا أبو سعيد الزيادي قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي؛ وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.
من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قَالَ قَالَ أبو حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ سمعت أبا الحسن علي بْن عبد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني بمكة يقول حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن الحسين بن
موسى النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ خيرا النساج يقول:
سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقعت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا النساج يقول: لأستحيى من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعيي على الشبع زادا أتزوده أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخيّاط الصوفي قَالَ سمعت أبا حمزة يقول: سافرت على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قَالَ: نطمها. قَالَ فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء- يهتف بي ولا أراه- تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرهم أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهاب الحافظ يَقُولُ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي: أنه لما خرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى
... وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
... تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة
... فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه
... وذا عجب كون الحياة مع الحتف
قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول:
كما ترى صيرني
... قطع قفار الدمن
شردنى عن وطنى
... كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا
... وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما
... يشهد أو تشهدنى
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي قَالَ سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله. قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ لفظا قَالَ سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع؛ فبلغوا ذلك الموضع؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه
الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت؛ ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقانى قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري قَالَ نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قَالَ نبأنا أبو سعيد الزيادي قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي؛ وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.