عبد الله بن شبْرمَة
- عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن مجالد بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. يكنى أبا شبرمة. مات سنة أربع وأربعين ومائة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ
- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ وكان ثقة فقيها قليل الحديث. قال: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شُبْرُمَةَ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا شُبْرُمَةَ. رَجُلا عَرَبِيًّا حَسَنَ الْخُلُقِ. وَرُبَّمَا كَسَا حَتَّى يَبِيتَ فِي ثِيَابِهِ. وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى قَدْ وَلاهُ قَضَاءَ أَرْضِ الْخَرَاجِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ هَاهُنَا عِنْدَنَا وَالِيًا بِالْيَمَنِ. فَلَمَّا عُزِلَ شَيَّعْتُهُ. فلما انْصَرَفَ النَّاسُ وَأَفْرَدَنِي وَإِيَّاهُ الْمَسِيرُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا أَحَدٌ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُرْوَةَ احْمَدِ اللَّهَ. أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَبْدِلْ بِقَمِيصِي هَذَا قَمِيصًا مُنْذُ دَخَلْتُهَا. قَالَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ لَكَ حَلالا فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلا سَبِيلَ إِلَيْهِ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ شَاعِرًا. وَكَانَ يَحْضُرُ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عِيسَى بْنَ مُوسَى كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَسْمُرَانِ عِنْدَهُ فَإِذَا جَاءَا وَقَفَا عَلَى دَوَابِّهِمَا حَتَّى يُؤَذْنَ لَهُمَا. وَرُبَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِمَا عِيَاضٌ حَاجِبُ عِيسَى بْنِ مُوسَى فَيَقُولُ: انْصَرِفَا. فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ لَيْلَةً مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي يَقُولُ: إِذَا نَحْنُ أَعْتَمْنَا وَطَالَ بِنَا الْكَرَى ... أَتَانَا بِإِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ عِيَاضُ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يُسَمِّي الَّذِينَ يَسْأَلُونَ لَهُ عَنِ الشُّهُودِ الْهَدَاهِدَ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ سُئِلَ عَنْهُ فَأُسْقِطَ. فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: سَأَلْنَا فَلَمْ يَأْلُوا وَعَمَّ سُؤَالُنَا ... فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ طَحْطَحَتْهُ الْهَدَاهِدُ
- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ وكان ثقة فقيها قليل الحديث. قال: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شُبْرُمَةَ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا شُبْرُمَةَ. رَجُلا عَرَبِيًّا حَسَنَ الْخُلُقِ. وَرُبَّمَا كَسَا حَتَّى يَبِيتَ فِي ثِيَابِهِ. وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى قَدْ وَلاهُ قَضَاءَ أَرْضِ الْخَرَاجِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ هَاهُنَا عِنْدَنَا وَالِيًا بِالْيَمَنِ. فَلَمَّا عُزِلَ شَيَّعْتُهُ. فلما انْصَرَفَ النَّاسُ وَأَفْرَدَنِي وَإِيَّاهُ الْمَسِيرُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا أَحَدٌ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُرْوَةَ احْمَدِ اللَّهَ. أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَبْدِلْ بِقَمِيصِي هَذَا قَمِيصًا مُنْذُ دَخَلْتُهَا. قَالَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ لَكَ حَلالا فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلا سَبِيلَ إِلَيْهِ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ شَاعِرًا. وَكَانَ يَحْضُرُ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عِيسَى بْنَ مُوسَى كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَسْمُرَانِ عِنْدَهُ فَإِذَا جَاءَا وَقَفَا عَلَى دَوَابِّهِمَا حَتَّى يُؤَذْنَ لَهُمَا. وَرُبَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِمَا عِيَاضٌ حَاجِبُ عِيسَى بْنِ مُوسَى فَيَقُولُ: انْصَرِفَا. فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ لَيْلَةً مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي يَقُولُ: إِذَا نَحْنُ أَعْتَمْنَا وَطَالَ بِنَا الْكَرَى ... أَتَانَا بِإِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ عِيَاضُ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يُسَمِّي الَّذِينَ يَسْأَلُونَ لَهُ عَنِ الشُّهُودِ الْهَدَاهِدَ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ سُئِلَ عَنْهُ فَأُسْقِطَ. فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: سَأَلْنَا فَلَمْ يَأْلُوا وَعَمَّ سُؤَالُنَا ... فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ طَحْطَحَتْهُ الْهَدَاهِدُ
عبد الله بن شبرمة، يكنى أبا شبرمة: "ضبي" من أنفسهم من ولد المنذر بن ضرار بن عمرو، وكان قاضيًا لأبي جعفر على قضاء الكوفة، هو ومحمد بن أبي ليلى، كان ابن أبي ليلى على قضاء السوق وداخل الكوفة، وكان ابن شبرمة على قضاء السواد والضياع؛ استقضاهما عيسى بن موسى زمان أبي جعفر.
وكان سفيان بن سعيد إذا قيل له: من مفتيكم؟ قال: مفتينا ابن أبي ليلى، وابن شبرمة.
وكان ابن شبرمة عفيفًا، صارمًا، عاقلا، فقيهًا لسنة النساك ثقة في الحديث, وسمع من الشعبي، وكانت روايته عنه وعن غيره خمسين حديثًا أو نحوها.
شاعرًا حسن الخلق، جوادًا.
وكان إذا اختلف إليه الرجل ثلاثًا دعاه فقال له: أراك قد لزمتنا منذ ثلاثة أيام، عليك خراج فنتكلم لك فيه، أو دين، أو حاجة فنسعى لك فيها؟ فلا يكلمه في شيء إلا قضاه، ثم يقول: إنهم لا يأتوننا إلا لننفعهم في أمر دنياهم، لا يأتوننا لنشفع لهم في آخرتهم {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} .
وكان من أحلم الناس، كان إذا أُسرف عليه، قال: أين فتياننا الذين يكفوننا العار والنار؟ خذوه.
وإذا قضى على رجل يغضبه، قال: لأقضينّ عليك قضاء شبرميًّا.
وكان له ابن يقال له عثمان، كان يفضل عليه زاهدًا عابدًا لا يروى عنه شيء، كان يقول لأبيه: يا أبه لا تمكن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لها معاينة.
قال وكانت امرأة من آل عكرمة الفياض تخاصم إلى ابن شبرمة، فكانت تأتيه بين موليين لها: أعمى، وأعور، وكان ابن شبرمة إذا نظر إليها، قال:
فلو كنت ممن يزجر الطير لم يكن
... وزيراك فيما ناب أعمى وأعور
وقال ابن شبرمة أهل المدينة يحقروننا، ونحن نزدريهم.
قال: وكان عيسى بن موسى لا يقطع أمرًا عن ابن شبرمة، فبعث أبو جعفر إلى عيسى بن موسى: عبدَ الله بن جعفر، وأمره أن يحبسه، ثم كتب إليه: أن يقتله، فقال له ابن شبرمة: لم يرد غيرك! وكان موسى بن عيسى ولي العهد بعد أبي جعفر، فقال له ابن شبرمة: احبسه واكتب إليه. أنك قتلته، ففعل، فأتى إخوته إلى عيسى بن موسى، فقال لهم: كتب إليّ أمير المؤمنين أن أقتله، فقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال: كذب، لأقيدنّه منه, فارتفعوا إلى قاضي المسلمين، فلما حققوا عليه، طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي، عيسى بن موسى لا يعرف هذا، فما زال ابن شبرمة مختفيًا، حتى مات بها، وقتل أبو جعفر عمه بعد.
وكان عمه سفاكًا قتل بني أمية قتلا شديدًا، وخلع أبو جعفر من العهد، وأرضاه، وإنما أراد أن لو قتل عبد الله بن جعفر، فيقتله به، فيكون قد قتلهما جميعًا.
وكان سفيان بن سعيد إذا قيل له: من مفتيكم؟ قال: مفتينا ابن أبي ليلى، وابن شبرمة.
وكان ابن شبرمة عفيفًا، صارمًا، عاقلا، فقيهًا لسنة النساك ثقة في الحديث, وسمع من الشعبي، وكانت روايته عنه وعن غيره خمسين حديثًا أو نحوها.
شاعرًا حسن الخلق، جوادًا.
وكان إذا اختلف إليه الرجل ثلاثًا دعاه فقال له: أراك قد لزمتنا منذ ثلاثة أيام، عليك خراج فنتكلم لك فيه، أو دين، أو حاجة فنسعى لك فيها؟ فلا يكلمه في شيء إلا قضاه، ثم يقول: إنهم لا يأتوننا إلا لننفعهم في أمر دنياهم، لا يأتوننا لنشفع لهم في آخرتهم {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} .
وكان من أحلم الناس، كان إذا أُسرف عليه، قال: أين فتياننا الذين يكفوننا العار والنار؟ خذوه.
وإذا قضى على رجل يغضبه، قال: لأقضينّ عليك قضاء شبرميًّا.
وكان له ابن يقال له عثمان، كان يفضل عليه زاهدًا عابدًا لا يروى عنه شيء، كان يقول لأبيه: يا أبه لا تمكن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لها معاينة.
قال وكانت امرأة من آل عكرمة الفياض تخاصم إلى ابن شبرمة، فكانت تأتيه بين موليين لها: أعمى، وأعور، وكان ابن شبرمة إذا نظر إليها، قال:
فلو كنت ممن يزجر الطير لم يكن
... وزيراك فيما ناب أعمى وأعور
وقال ابن شبرمة أهل المدينة يحقروننا، ونحن نزدريهم.
قال: وكان عيسى بن موسى لا يقطع أمرًا عن ابن شبرمة، فبعث أبو جعفر إلى عيسى بن موسى: عبدَ الله بن جعفر، وأمره أن يحبسه، ثم كتب إليه: أن يقتله، فقال له ابن شبرمة: لم يرد غيرك! وكان موسى بن عيسى ولي العهد بعد أبي جعفر، فقال له ابن شبرمة: احبسه واكتب إليه. أنك قتلته، ففعل، فأتى إخوته إلى عيسى بن موسى، فقال لهم: كتب إليّ أمير المؤمنين أن أقتله، فقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال: كذب، لأقيدنّه منه, فارتفعوا إلى قاضي المسلمين، فلما حققوا عليه، طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي، عيسى بن موسى لا يعرف هذا، فما زال ابن شبرمة مختفيًا، حتى مات بها، وقتل أبو جعفر عمه بعد.
وكان عمه سفاكًا قتل بني أمية قتلا شديدًا، وخلع أبو جعفر من العهد، وأرضاه، وإنما أراد أن لو قتل عبد الله بن جعفر، فيقتله به، فيكون قد قتلهما جميعًا.