مهدي بن إبراهيم
من أهل البلقاء حدث عن مالك بن أنس عن ابن الزبير عن جابر قال: انتهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تبوك وعينها تبص بماء يسير مثل الشراك، قال: فشكونا العطش، فأمرهم فجعلوا فيها سهاماً دفعها إليهم فجاشت بالماء، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ: "
يوشك - يا معاذ - إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً ".
حدث معدي بن إبراهيم بسنده إلى عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة خرجت إليه أريد أن أعرض له بطلحة، فإذا هو يحشرج، فقلت: هذا كما قال الشاعر: " من الطويل "
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
قال: أفلا تقولين - يا بنية - كما قال الله عز وجل: " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ".
فقال: يا بنية، إني كنت اقطعتك مالاً بالغابة قطاعاً وقطاعين، وإنك لو كنت جددتيه واحتذتيه كل لك، وإنما اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك وأختاك، فاقسموه على كتاب الله؛ فقلت: لو كان كذا لفعلت، هذه أختي أسماء، فمن الأخرى؟ قال ذو بطن: أبنت خارجة؟ لا أراها إلا جارية.
ثم دعا بصحيفة فكتب فيها إلى عمر بن الخطاب، ثم قال: ابعثوا هذه إلى عمر بن الخطاب، فعند ذلك يئست من طلحة.
ثم قال: يا بنية، إذا أنامت فانظروا فما وجدتموه زاد في مالي بعد إمارتي فادفعوه إلى الخليفة من بعدي، وأعلموه أني كنت أستسحها جهدي، إلا ما أصبت من لحمها وودكها.
قالت: فما مات نظرت في ماله، فما وجدناه زاد فيه بعد إمارته غير خادم سرداء كانت ترضع بنيه، وغير ناضج كان يسقي عليها بعض ماله، فدعوت الخازن فبعثته بذلك إلى عمر وأعلمته ما قال.
قالت: فبكى عمر، ثم قال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده إتعاباً شديداً.
من أهل البلقاء حدث عن مالك بن أنس عن ابن الزبير عن جابر قال: انتهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تبوك وعينها تبص بماء يسير مثل الشراك، قال: فشكونا العطش، فأمرهم فجعلوا فيها سهاماً دفعها إليهم فجاشت بالماء، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ: "
يوشك - يا معاذ - إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً ".
حدث معدي بن إبراهيم بسنده إلى عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة خرجت إليه أريد أن أعرض له بطلحة، فإذا هو يحشرج، فقلت: هذا كما قال الشاعر: " من الطويل "
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
قال: أفلا تقولين - يا بنية - كما قال الله عز وجل: " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ".
فقال: يا بنية، إني كنت اقطعتك مالاً بالغابة قطاعاً وقطاعين، وإنك لو كنت جددتيه واحتذتيه كل لك، وإنما اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك وأختاك، فاقسموه على كتاب الله؛ فقلت: لو كان كذا لفعلت، هذه أختي أسماء، فمن الأخرى؟ قال ذو بطن: أبنت خارجة؟ لا أراها إلا جارية.
ثم دعا بصحيفة فكتب فيها إلى عمر بن الخطاب، ثم قال: ابعثوا هذه إلى عمر بن الخطاب، فعند ذلك يئست من طلحة.
ثم قال: يا بنية، إذا أنامت فانظروا فما وجدتموه زاد في مالي بعد إمارتي فادفعوه إلى الخليفة من بعدي، وأعلموه أني كنت أستسحها جهدي، إلا ما أصبت من لحمها وودكها.
قالت: فما مات نظرت في ماله، فما وجدناه زاد فيه بعد إمارته غير خادم سرداء كانت ترضع بنيه، وغير ناضج كان يسقي عليها بعض ماله، فدعوت الخازن فبعثته بذلك إلى عمر وأعلمته ما قال.
قالت: فبكى عمر، ثم قال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده إتعاباً شديداً.