المسلم بن علي بن سويد
أبو الحسن قدم دمشق وحدث بها عن محمد بن سنان التنوخي، بسنده إلى محمد بن معروف المكي، عن أبيه، قال:
قام رجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فذم الدنيا، فقال له علي: إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار غناء لمن تزود منها، ودار عافية لمن فهم عنها، هي مسجد أحباء الله ومهبط وحيه ومبحر أوليائه، اكتبسوا فيها الجنة وربحوا فيها الرحمة، فمن ذا الذي يذمها، وقد آذنت ببينها ونادت بانقطاعها ونعت نفسها وأهلها، فيا أيها الذام الدنيا المعتل بغرورها، متى استذمت إليك الدنيا؟ ومتى غرتك؟ أبمنازل آبائك من الثرى، أم بمضاجع أمهاتك من البلى؟ كم مرضت بكفيك وعالجت بيديك تبتغي له
الشفاء، وتستوصف له الأطباء لم تسعف له بطلبتك، مثلت له الدنيا بعيبها، وبمصرعه مصرعك غداً، لا يغني بكاؤك ولا ينفعك أحباؤك.
ثم انصرف إلى القبور فقال: يا أهل القبور، يا أهل الضيق والوحدة، يا أهل الغربة والوحشة؛ أما الدور فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت، وأما الأزواج فقد نكحت؛ فهذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما على ذلك فلو أذن لهم في الجواب لأجابوا: إن خير الزاد التقوى.
أبو الحسن قدم دمشق وحدث بها عن محمد بن سنان التنوخي، بسنده إلى محمد بن معروف المكي، عن أبيه، قال:
قام رجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فذم الدنيا، فقال له علي: إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار غناء لمن تزود منها، ودار عافية لمن فهم عنها، هي مسجد أحباء الله ومهبط وحيه ومبحر أوليائه، اكتبسوا فيها الجنة وربحوا فيها الرحمة، فمن ذا الذي يذمها، وقد آذنت ببينها ونادت بانقطاعها ونعت نفسها وأهلها، فيا أيها الذام الدنيا المعتل بغرورها، متى استذمت إليك الدنيا؟ ومتى غرتك؟ أبمنازل آبائك من الثرى، أم بمضاجع أمهاتك من البلى؟ كم مرضت بكفيك وعالجت بيديك تبتغي له
الشفاء، وتستوصف له الأطباء لم تسعف له بطلبتك، مثلت له الدنيا بعيبها، وبمصرعه مصرعك غداً، لا يغني بكاؤك ولا ينفعك أحباؤك.
ثم انصرف إلى القبور فقال: يا أهل القبور، يا أهل الضيق والوحدة، يا أهل الغربة والوحشة؛ أما الدور فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت، وأما الأزواج فقد نكحت؛ فهذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما على ذلك فلو أذن لهم في الجواب لأجابوا: إن خير الزاد التقوى.