بلال بن أبي بردة عامر بن عبد الله
أبي موسى بن قيس، أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله الأشعري البصري.
ولي إمرة البصرة.
حدث عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من مسلمين تواجها بسيفهما فقتل أحدهما الآخر إلا دخلا النار جميعاً ".
فقيل له: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: " إنه أراد قتل صاحبه ".
وحدث أيضاً عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من وصبٍ يصيب العبد في دار الدنيا، ولا نكبة، ولا ما يصيبه في دار الدنيا إلا كان كفارةً لذنبٍ قد سلف منه، ولم يكن الله ليعود في ذنبٍ قد عاقب منه ".
جاء رجلٌ إلى بلال بن أبي بردة، فسعى برجل؛ فقال لصاحب شرطته: سل عنه،
فسأل عنه فقال: أصلح الله الأمير، إنه ليقال فيه، فقال: الله أكبر، حدثني أبي عن جدي أبي موسى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يسعى بالناس إلا ولد زنى ".
قال جويرة بن أسماء: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد عليه بلال بن أبي بردة فهنأه، فقال: من كانت الخلافة - يا أمير المؤمنين - شرفته فقد شرفتها، ومن كانت زانته فقد زنتها، وأنت - والله - كما قال مالك بن أسماء: " من الخفيف "
وتزيدين طيب الطيب طيباً ... إن تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زان حسن وجوهٍ ... كان للدر حسن وجهك زينا
فجزاه عمر خيراً؛ ولزم بلالٌ المسجد يصلي، ويقرأ ليله ونهاره؛ فهم عمر أن يوليه العراق، ثم قال: هذا رجل له فضل، فدس إليه ثقةً له فقال له: إن عملت لك في ولاية العراق ما تعطيني؟ فضمن له مالاً جليلاً؛ فأخبر بذلك عمر، فنفاه وأخرجه وقال: يا أهل العراق إن صاحبكم أعطى مقولاً ولم يعط معقولاً، وزادت بلاغته ونقصت رادته.
وكان بلال بن أبي بردة يقول: يا معشر الناس، لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون.
وقال بلال بن أبي بردة: رأيت عيش الدنيا في ثلاثة: امرأة تسرك إذا نظرت إليها، وتحفظ غيبك إذا غبت عنها؛ ومملوكٌ لا تهتم بشيءٍ معه وقد كفاك جميع ما ينوبك، فهو يعمل على ما تهوى، كان قد علم ما في نفسك؛ وصديقٌ قد وضع مؤنة الحفظ عنك فيما بينك وبينه، فهو لا يتحفظ في صداقتك ما يرصد به عداوتك، يخبرك بما في نفسه، وتخبره بما في نفسك.
دخل مالك بن دينار على بلال بن أبي بردة فقال له: يا أبا يحيى ادع الله لي، فقال له: ما ينفعك دعائي لك وعلى بابك أكثر من مائتين يدعون عليك!.
قال محمد بن واسع: دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له: يا بلال إن أباك حدثني عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن في جهنم وادياً يقال له: هبهب، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار ".
وإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه.
قال المدائني: أرسل بلال إلى قصابٍ في جواره في السحر، قال: فدخلت عليه وبين يديه كانون، وفي صحن الدار تيسٌ ضخم، فقال: أخرج الكانون واذبح التيس واسلخه وكبب لحمه، ففعلت، ودعا بخوانٍ فوضع بين يديه، وجعلت أكبب اللحم، فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه يأكله حتى تعرقت له لحم التيس، فلم يبق إلا بطنه وعظامه، وبقيت بضعةٌ على الكانون فقال لي: كلها، فأكلتها، وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وناهضتان، ومعه صحفةٌ مغطاة لا أدري ما فيها، فقال: ويحك ما في بطني موضع، فضعيها على رأسي، فضحك إلى الجارية وضحكت إليه ورجعت، ثم دعا بشرابٍ فشرب منه خمسة أقداح، وأمر لي منها بقدح فشربته، ثم قال: الحق بأهلك.
وكان بلال يخاف الجذام، فوصف السمن يستنقع به، فكان يقعد فيه ثم يبيعه؛ فترك أهل البصرة أكل السمن وشراءه إلا ممن كان يسليه في منزله.
وكان بلال موصوفاً بالبخل على الطعام.
قال ابن سلام: أمر بلال بن أبي بردة بالتفريق بين رجلٍ وامرأته، فقالت: يا آل أبي موسى، إنما خلقكم الله للتفريق بين المسلمين، أرادت ما صنع أبو موسى بعليٍّ ومعاوية.
قال أبو زيد الأنصاري: دعا ابن أبي بردة أبا علقمة، فلما دخل عليه قال: تدري لم أرسلت إليك؟ قال: لا، قال: لأسخر بك، فقال أبو علقمة: لئن فعلت ذلك لقد سخر أحد الحكمين بصاحبه، فلعنه ابن أبي بردة وأمر بحبسه، فمكث أياماً ثم أخرجه يوم السبت، فلما وقف بين يديه
قال له: يا أبا علقمة ما هذا الذي في كمك؟ قال: طرف من طرف السجن، قال: أفلا تهب لنا منه؟ قال: هذا يوم لا نأخذ فيه ولا نعطي، فقال له، ما أبردك وأثقلك يا أبا علقمة! قال: أبرد مني وأثقل مني من كانت جدته يهوديةٌ من أهل السواد.
وروي:
أن بلالاً إنما قتله دهاؤه؛ وذلك أنه قال للسجان: خذ مني مائة ألف درهم وتعلم يوسف أني قد مت، وكان يوسف إذا أخبر عن محبوسٍ أنه قد مات أمر بدفعه إلى أهله، فطمع بلال أن يأمر يوسف بدفعه إلى أهله، قال السجان: كيف تصنع إذا دفعت إلى أهلك؟ قال: لا يسمع لي يوسف بخبرٍ ما دام والياً؛ فأتى السجان يوسف بن عمر فقال له: إن بلالاً قد مات، فقال: أرنيه ميتاً فإني أحب أن أراه ميتاً، فجاء السجان فألقى عليه شيئاً غمه حتى مات، ثم أراه يوسف.
أبي موسى بن قيس، أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله الأشعري البصري.
ولي إمرة البصرة.
حدث عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من مسلمين تواجها بسيفهما فقتل أحدهما الآخر إلا دخلا النار جميعاً ".
فقيل له: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: " إنه أراد قتل صاحبه ".
وحدث أيضاً عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من وصبٍ يصيب العبد في دار الدنيا، ولا نكبة، ولا ما يصيبه في دار الدنيا إلا كان كفارةً لذنبٍ قد سلف منه، ولم يكن الله ليعود في ذنبٍ قد عاقب منه ".
جاء رجلٌ إلى بلال بن أبي بردة، فسعى برجل؛ فقال لصاحب شرطته: سل عنه،
فسأل عنه فقال: أصلح الله الأمير، إنه ليقال فيه، فقال: الله أكبر، حدثني أبي عن جدي أبي موسى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يسعى بالناس إلا ولد زنى ".
قال جويرة بن أسماء: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد عليه بلال بن أبي بردة فهنأه، فقال: من كانت الخلافة - يا أمير المؤمنين - شرفته فقد شرفتها، ومن كانت زانته فقد زنتها، وأنت - والله - كما قال مالك بن أسماء: " من الخفيف "
وتزيدين طيب الطيب طيباً ... إن تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زان حسن وجوهٍ ... كان للدر حسن وجهك زينا
فجزاه عمر خيراً؛ ولزم بلالٌ المسجد يصلي، ويقرأ ليله ونهاره؛ فهم عمر أن يوليه العراق، ثم قال: هذا رجل له فضل، فدس إليه ثقةً له فقال له: إن عملت لك في ولاية العراق ما تعطيني؟ فضمن له مالاً جليلاً؛ فأخبر بذلك عمر، فنفاه وأخرجه وقال: يا أهل العراق إن صاحبكم أعطى مقولاً ولم يعط معقولاً، وزادت بلاغته ونقصت رادته.
وكان بلال بن أبي بردة يقول: يا معشر الناس، لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون.
وقال بلال بن أبي بردة: رأيت عيش الدنيا في ثلاثة: امرأة تسرك إذا نظرت إليها، وتحفظ غيبك إذا غبت عنها؛ ومملوكٌ لا تهتم بشيءٍ معه وقد كفاك جميع ما ينوبك، فهو يعمل على ما تهوى، كان قد علم ما في نفسك؛ وصديقٌ قد وضع مؤنة الحفظ عنك فيما بينك وبينه، فهو لا يتحفظ في صداقتك ما يرصد به عداوتك، يخبرك بما في نفسه، وتخبره بما في نفسك.
دخل مالك بن دينار على بلال بن أبي بردة فقال له: يا أبا يحيى ادع الله لي، فقال له: ما ينفعك دعائي لك وعلى بابك أكثر من مائتين يدعون عليك!.
قال محمد بن واسع: دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له: يا بلال إن أباك حدثني عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن في جهنم وادياً يقال له: هبهب، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار ".
وإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه.
قال المدائني: أرسل بلال إلى قصابٍ في جواره في السحر، قال: فدخلت عليه وبين يديه كانون، وفي صحن الدار تيسٌ ضخم، فقال: أخرج الكانون واذبح التيس واسلخه وكبب لحمه، ففعلت، ودعا بخوانٍ فوضع بين يديه، وجعلت أكبب اللحم، فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه يأكله حتى تعرقت له لحم التيس، فلم يبق إلا بطنه وعظامه، وبقيت بضعةٌ على الكانون فقال لي: كلها، فأكلتها، وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وناهضتان، ومعه صحفةٌ مغطاة لا أدري ما فيها، فقال: ويحك ما في بطني موضع، فضعيها على رأسي، فضحك إلى الجارية وضحكت إليه ورجعت، ثم دعا بشرابٍ فشرب منه خمسة أقداح، وأمر لي منها بقدح فشربته، ثم قال: الحق بأهلك.
وكان بلال يخاف الجذام، فوصف السمن يستنقع به، فكان يقعد فيه ثم يبيعه؛ فترك أهل البصرة أكل السمن وشراءه إلا ممن كان يسليه في منزله.
وكان بلال موصوفاً بالبخل على الطعام.
قال ابن سلام: أمر بلال بن أبي بردة بالتفريق بين رجلٍ وامرأته، فقالت: يا آل أبي موسى، إنما خلقكم الله للتفريق بين المسلمين، أرادت ما صنع أبو موسى بعليٍّ ومعاوية.
قال أبو زيد الأنصاري: دعا ابن أبي بردة أبا علقمة، فلما دخل عليه قال: تدري لم أرسلت إليك؟ قال: لا، قال: لأسخر بك، فقال أبو علقمة: لئن فعلت ذلك لقد سخر أحد الحكمين بصاحبه، فلعنه ابن أبي بردة وأمر بحبسه، فمكث أياماً ثم أخرجه يوم السبت، فلما وقف بين يديه
قال له: يا أبا علقمة ما هذا الذي في كمك؟ قال: طرف من طرف السجن، قال: أفلا تهب لنا منه؟ قال: هذا يوم لا نأخذ فيه ولا نعطي، فقال له، ما أبردك وأثقلك يا أبا علقمة! قال: أبرد مني وأثقل مني من كانت جدته يهوديةٌ من أهل السواد.
وروي:
أن بلالاً إنما قتله دهاؤه؛ وذلك أنه قال للسجان: خذ مني مائة ألف درهم وتعلم يوسف أني قد مت، وكان يوسف إذا أخبر عن محبوسٍ أنه قد مات أمر بدفعه إلى أهله، فطمع بلال أن يأمر يوسف بدفعه إلى أهله، قال السجان: كيف تصنع إذا دفعت إلى أهلك؟ قال: لا يسمع لي يوسف بخبرٍ ما دام والياً؛ فأتى السجان يوسف بن عمر فقال له: إن بلالاً قد مات، فقال: أرنيه ميتاً فإني أحب أن أراه ميتاً، فجاء السجان فألقى عليه شيئاً غمه حتى مات، ثم أراه يوسف.