عمر بن ثابت بن على الصياد، أبو القاسم بن أبى منصور، المعروف بابن الشمحل:
من ساكني المأمونية، وكان يتولى بعض الأعمال الديوانية وعلت مرتبته وارتفع شأنه وصار له قرب من الدولة واختصاص، فبنى مدرسة للمتفقهة من أصحاب أحمد ابن حنبل، ودرس بها أبو حكيم النهرواني وبعده ابن الجوزي، وجعلت فيها خزانة كتب نفيسة، ثم إنه قبض عليه وسجن إلى أن هلك، ولم يثبت فقيه تلك البقعة فبيعت وصارت دارا لبعض الأمراء وأخذت الكتب التي كانت فيها، وكان عمر هذا قد سمع كثيرا من الحديث من أبي الحسن علي بن مُحَمَّد بن على بن العلاف وأبي منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الخياط المقرئ وأبى القاسم على بن محمد بن بيان وأبى على
محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر ابن على القرشي وأحمد بن طارق الكركي.
قرأت في كتاب شيخنا أبي الحسن مُحَمَّد بن على بن إبراهيم الكاتب بخطة قال قال لي الرئيس أبو المكارم بن الآمدى يهجو عمر بن ثابت بن إسماعيل:
لست أهجوك يا خبيث بشيء ... غير قولي هذا الفتى ابن الشمحل
اسم سوء حذف ثلاث حروف ... منه أولى فقف على شر أصل
ورفيع من يرتجى منك خيرا ... تبتدئ به وأنت ابن محل
ذكر عمر بن ثابت أن مولده في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفى عمر بن الشمحل في يوم الأحد ثانى عشر ذى الحجة من سنة إحدى وستين وخمسمائة، وقال أبو الفضل أحمد ابن صالح بن شافع في تاريخه: وفي ليلة الإثنين تاسع عشر ذى الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
أخرج أبو القاسم عمر بن ثابت بن على الصياد المعروف والده بالشمحل الثاني المنصوص من محبسه ميتا وحمل إلى مقبرة باب حزب فدفن هناك، وهذا المسكين كان قد سمع الحديث ثم إنه عاض في أعمال السلطان وعاث في عوضه أقبح عوث، وبنى مدرسة بدرب الشوك بشارع المأمونية حسنة وأودعها كتبا حسنة، فلم يزل فساد التدبير ممن سكنها سوء التوفيق المعروفين من حلاله حتى طرق عليه بذلك فساء في تعطيلها وتبطليها وسد بابها ونقل ما فيها من الكتب وأخرج الذي كان فيها على أقبح وجه.
من ساكني المأمونية، وكان يتولى بعض الأعمال الديوانية وعلت مرتبته وارتفع شأنه وصار له قرب من الدولة واختصاص، فبنى مدرسة للمتفقهة من أصحاب أحمد ابن حنبل، ودرس بها أبو حكيم النهرواني وبعده ابن الجوزي، وجعلت فيها خزانة كتب نفيسة، ثم إنه قبض عليه وسجن إلى أن هلك، ولم يثبت فقيه تلك البقعة فبيعت وصارت دارا لبعض الأمراء وأخذت الكتب التي كانت فيها، وكان عمر هذا قد سمع كثيرا من الحديث من أبي الحسن علي بن مُحَمَّد بن على بن العلاف وأبي منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الخياط المقرئ وأبى القاسم على بن محمد بن بيان وأبى على
محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر ابن على القرشي وأحمد بن طارق الكركي.
قرأت في كتاب شيخنا أبي الحسن مُحَمَّد بن على بن إبراهيم الكاتب بخطة قال قال لي الرئيس أبو المكارم بن الآمدى يهجو عمر بن ثابت بن إسماعيل:
لست أهجوك يا خبيث بشيء ... غير قولي هذا الفتى ابن الشمحل
اسم سوء حذف ثلاث حروف ... منه أولى فقف على شر أصل
ورفيع من يرتجى منك خيرا ... تبتدئ به وأنت ابن محل
ذكر عمر بن ثابت أن مولده في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفى عمر بن الشمحل في يوم الأحد ثانى عشر ذى الحجة من سنة إحدى وستين وخمسمائة، وقال أبو الفضل أحمد ابن صالح بن شافع في تاريخه: وفي ليلة الإثنين تاسع عشر ذى الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
أخرج أبو القاسم عمر بن ثابت بن على الصياد المعروف والده بالشمحل الثاني المنصوص من محبسه ميتا وحمل إلى مقبرة باب حزب فدفن هناك، وهذا المسكين كان قد سمع الحديث ثم إنه عاض في أعمال السلطان وعاث في عوضه أقبح عوث، وبنى مدرسة بدرب الشوك بشارع المأمونية حسنة وأودعها كتبا حسنة، فلم يزل فساد التدبير ممن سكنها سوء التوفيق المعروفين من حلاله حتى طرق عليه بذلك فساء في تعطيلها وتبطليها وسد بابها ونقل ما فيها من الكتب وأخرج الذي كان فيها على أقبح وجه.