عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن عبد اللَّه بن أبي سَلمَة الْمَاجشون الضَّرِير من أهل الْمَدِينَة كنيته أَبُو مَرْوَان مولى بنى تَمِيم من أهل الْمَدِينَة يروي عَن مَالك بن أنس روى عَنهُ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَالنَّاس
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
عبد الملك بْن صالح بْن علي بْن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الرحمن الهاشمي :
أخو عبد الله بن صالح الذي ذكره الخطيب في التاريخ، كان من رجالات قريش وكفاتهم ، ولي المدينة والصوائف في أيام الرشيد، ثم ولاه دمشق بعد السندي ابن شاهك، ثم حبسه حبسة لوثوبه على الخلافة، ثم أطلقه الأمين وولاه الشام والجزيرة، روى عنه أبيه وعمه سليمان بن علي ومالك بن أنس الفقيه، روى عنه ابنه علي وفليح بن سليمان وعبد اللَّه بن عمرو الأسدي وعبد الملك بن قريب الأصمعي.
قال أبو بكر الصولي: كان عبد الملك أفصح الناس وأخطبهم، ولم يكن في دهره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته، وله شعر ليس بالكثير، وأخبار حسان.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله أن علي بن أحمد أخبره عن أبي أحمد الفرضي عن الصولي قال: حدثنا الغلابي حدثنا عبد الله بن الضحاك عن الهيثم بن عدي قال: لما ولي الرشيد عبد الملك بن صالح المدينة، فقيل ليحيى بن خالد:
كيف ولاه المدينة من بين عماله ؟ قال: أحب أن يباهي به قريشا ويعلمهم أن في بني العباس مثله.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو نصر النديم قال: أنبأنا أبو عبد الله المرزباني إذنا قال: أنبأنا هارون بن علي بن المنجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: حدثني رجل من قريش قال: سمعت يزيد بن عقال قال: أراد عبد الملك بن صالح أن يغتال ملك الروم الضواحي بمكيدة من مكايده، وكان من دهاة بني هاشم، فدخلت عليه وعنده رجال في صنيعته، فتشاوروا في ذلك، فأشاروا عليه أن يشرف بنفسه على الروم من الثغور ويمضي أمره وإرادته، فقال: إن من حزم الوالي الشهم أن لا يتبذل مهابة نفسه وجلالة قدره فيما إن استكفاه رجلا من صنيعته كفاه إياه، وقام به لما في ضبط صنيعته لما استكفاه وأسند إليه من رفيع الذكر وسناء الشرف، وما عليه في تقصيره ووهنه في ذلك من شين العيب وصغير الوهن، وإنما اصطنعت الولاة الرجال ليصرفوا به مهجهم في الحروب ومهابة أنفسهم وجلالة أقدارهم عن التبذل لرغبتهم، وكذلك يجب على الوالي اللبيب الأريب أن يتخير الرجال لصنيعته لأن صنيعة الوالي جنته في حربه ووجهه في سلمه، وقد تعرف الرعية الوالي وقلته بصنيعته، ثم تمثل:
وبعثت من ولد الأعز المعتب ... صقرا يلوذ حمامة بالعوسج
فإذا طبخت بناره أنضجتها ... وإذا طبخت بغيرها لم ينضج
وهو الهمام إذا أراد فريسة ... لم ينجها منه صريخ الهجهج
وبه قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني يحيى بن أبي نصر، حدثني إبراهيم بن السندي قال: أتيت عبد الملك مسلّما، فشكى إليّ
السندي في أمر بلغه عنه، فقلت: أصلح الله الأمير، بلغك الكذب، قال: يا إبراهيم! مثلي لا يتكلم في أمر بلغه حتى يحقه.
وبه قال: أنبأنا أبي قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الجندي أن رجالا من جملة العرب ذكروا كبر عبد الملك بن صالح ودهاءه وجلالته وبلاغته عند إسحاق بن سليمان بن علي، فقال: ذاك نجم رأى أنجما زهرا من أهل بيته، فجرى في مجاريها ليدركها، فلم يدركها واكتسى نورا من مجاريها، ثم تمثل بقول زهير:
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم ... فلم يفعلوا ولم يلاموا ولم يألوا
قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي علي محمد ابن سعيد الكاتب قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ] بن شاذان قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد القطان، حدثني حمزة بن نصير، حدثني أبو بكر القلوسي، حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه عن جده قال: كنت بين يدي هارون الرشيد والناس يعزونه في ابن له توفي في الليل ويهنئونه في الآخر ولد في تلك الليلة، فدخل عبد الملك بن صالح الهاشمي، فقال له الفضل بن الربيع: عز أمير المؤمنين في ابن له وهنئه بآخر ولد فيها، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين! سرك اللَّه فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك! وجعل هذه بهذه جزاء للشاكر وثوابا للصابر.
قرأت على عبد الرزاق بن عبد الوهاب عن أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو صادق المديني، أنبأنا أبو الحسن بن الطفال، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدثنا يموت ابن المزرع، حدثنا خالي عمرو بن بحر الجاحظ قال: قال لي عبد الرحمن مؤدب عبد الملك بن صالح قال: قال لي عبد الملك بعد أن خصني وصيرني وزيرا بدلا من
قمامة : «يا عبد الرحمن! لا تنظرني في وجهي فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تستقدمني على ما يقبح ، ودع عنك كيف أصبح الأمير وكيف أمسى الأمير، واجعل مكان التقريظ في صواب الاستماع مني، واعلم أن صواب الاستماع أحسن من صواب القول، وإذا حدثتك حديثًا فلا يفوتنك منه شيء، وأرني فهمك في طرفك، إني اتخذتك مؤدبا بعد أن كنت معلما، وجعلتك جليسا صعوبا بعد أن كنت مع الصبيان مباعدا، ومتى لم تعرف نقصان ما خرجت منه لم تعرف رجحان ما صرت إليه» .
أخبرنا أبو الكرم الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا علي بن أحمد إذنًا عن الفرضي عن الصولي قَالَ: حَدَّثَنَا عون بْن مُحَمَّد الكندي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي عن جعفر بن محمد بن الحارث عن يزيد بن عقال قال: كان عبد الملك بن صالح واليا للرشيد على الشام فكان إذا وجه سرية إلى أرض الروم أمر عليها أميرا شهما، وقال له: إنك تضارب اللَّه بخلقه، فكن بمنزلة التاجر الكيس إن وجد ربحا وإلا احتفظ برأس المال، وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك.
وبه: عن الصولي قال وجدت بخط إبراهيم بن شاهين قال: حدثني أبو حاتم السجستاني قال: قيل لعبد الملك بن صالح: إن أخاك عبد الله يزعم أنك حقود، فقال:
إذا ما امرؤ لم يحقد الوتر لم يجد ... لديه لذي النعمى جزاء ولا شكرا
وبه: عن الصولي قال حدثنا مسبح بن حاتم العيلي حدثنا يعقوب بن جعفر قال: لما دخل الرشيد منبج قال لعبد الملك: أهذا البلد منزلك، قال: هو لك، ولي
بك، قال: كيف ثناؤك به؟ قال: دون منازل أهلي، عذبة الماء، باردة الهواء، قليلة الأدواء؛ قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله؛ قال: صدقت، إنها لطيبة، قال: بل طابت بك وبك كملت، وأين بها عن الطيب، وهي طينة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء، فيا فيح بين قيصوم وشيح، فقال الرشيد لجعفر بن يحيى: هذا الكلام أحسن من الدّرّ المنظوم.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا عمر بن شبة قال: دخل إبراهيم بن السندي على عبد الملك بن صالح يعوده وكان عبد الملك عدوا لأبيه السندي، فقال له: قد عرفت ما بين الأمير وبين أبي، وو الله ما نقص ذلك ودي ولا أثنى عنان نصيحتي، فقال عبد الملك: إن إساءة أبيك لا تفسد عندنا إحسانك، كما أن إحسانك لن يصلح عندنا إفساد أبيك.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل قال: وجه عبد الملك بن صالح إلى الرشيد فاكهة في أطباق الخيزران وكتب إليه: أسعد اللَّه أمير المؤمنين وأسعد به دخلت بستانا لي أفادنيه كرمك وعمرته لي نعمك، وقد أينعت أشجاره وآتت ثماره، فوجهت إلى أمير المؤمنين من كل شيء على الثقة والإمكان، في أطباق القضبان، ليصل إلي من بركة دعائه مثل ما وصل إلي من كثرة عطائه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! ما سمعت بأطباق القضبان، فقال له الرشيد: يا أبله! إنه كنى عن الخيزران، إذ كان اسما لأمنا.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن
عيسى، مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: إن عبد الملك بن صالح [لما] ودعه الرشيد في وجهة إلى الشام، قال له الرشيد: ألك حاجة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين! بيني وبينك بيت يزيد ابن الدثنية حيث يقول:
فكوني على الواشين لداء شغبة ... كما أن للواشي ألد شغوب
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو القاسم بن البسري إذنًا عن أبي أحمد الفرضي عن الصولي قال: ثم إن الرشيد جعل ابنه القاسم في حجر عبد الملك بن صالح، فقال عبد الملك يحضه على أن يوليه العهد بعد أخويه الأمين والمأمون وأن يجعله ثالثًا لهما:
يا أيها الملك الذي ... لو كان نجما كان سعدا
للقاسم اعقد بيعة ... واقدح له في الملك زندا
اللَّه فرد واحد ... فاجعل ولاة العهد فردا
فجعله الرشيد ثالثا لهما.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار قال: كان عبد الملك بن صالح نسيج وحده أدبا ولسانا.
وخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للرشيد وعبد الملك يسايره: يا أمير المؤمنين! طاطئ من أشرافه واشدد من شكائمه وإلا أفسد عليك أقرب الناس
إليك بحلاوة منطقه، وزخرف مخرفته، فقال [الرشيد لعبد الملك] : ما يقول هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين! مقال حاسد نعمة ودسيس منافق في تقدم منزلة وعلو مرتبة، قال: صدقت يا أبا عبد الرحمن! انتقص القوم وفضلتهم ، [وتخلفوا وتقدمتهم، حتى] برز شأوك وقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التأسف، فقال عبد الملك: فلا أطفأها اللَّه وأضرمها عليهم بالمزيد من رأى أمير المؤمنين.
قال الزبير: ثم وشى به بعد ذلك، وتتابعت الأخبار فيه [بفساد نيته للرشيد] وكثر حاسدوه، فدخل في بعض الأيام وقد امتلأ قلب الرشيد عليه [غيظا] ، فرأى منه انقباضا وعبوسا، فقال الرشيد: أكفرا بالنعمة وغدرا بالإمام؟ فقال عبد الملك: قد بؤت إذا بأعباء الندم واستحلال النقم، وما ذاك يا أمير المؤمنين إلا بغي حاسد نافس فيك وفي تقديم الولاية ومودة القرابة، يا أمير المؤمنين! إنك خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمته وأمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها عليك العدل في حكمها والتثبت في حادثها، فقال له الرشيد: أتضع لي من لسانك وترفع علي من جنانك، بحيث يحفظ اللَّه لي عليك ويأخذ لي به منك، هذا قمامة كاتبك يخبرني بفساد نيتك وسوء سريرتك، فاسمع كلام قمامة، [فقال عبد الملك] : فلعله أعطاك ما ليس في عقده، ولعله لا يقدر أن يعضهني ولا يبهتني بما لم يعرفه مني ولم يصح له عني، فأمر بإحضار قمامة فأحضر، فقال الرشيد: تكلم بما
تعلم غير هائب ولا خائف، فقال: أقول إنه عازم على الغدر بك يا أمير المؤمنين والخلاف عليك، فقال عبد الملك: وكيف لا يكذب علي من خلفي [من] يبهتني في وجهي، فقال الرشيد: فهذا عبد الرحمن ابنك يقول بقول كاتبك ويخبر عن سوء ضميرك وفساد نيتك، وأنت لو أردت أن تحتج بحجة لم تجد أعدل من هذين، فبم تدفعهما عنك، قال: يا أمير المؤمنين! عبد الرحمن بين مأمور أو عاق، فإن كان مأمورا فمعذور، وإن كان عاقا فهو عدو أخبر اللَّه بعداوته وحذر منها، فقال جل ثناؤه في محكم كتابه : (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)
فنهض الرشيد وهو يقول: أما أمرك فقد وضح، ولكن لا أعجل حتى أعلم ما الذي يرضي اللَّه فيك فإنه الحكم بيني وبينك، فقال عبد الملك: رضيت بالله حكما وبأمير المؤمنين حاكما، فإني أعلم أنه يؤثر كتاب اللَّه جل ثناؤه على هواه وأمر اللَّه على رضاه.
قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر فسلم لما دخل، فلم يرد عليه [الرشيد] ، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين! ليس هذا أحتج فيه فلا أجاذب منازعا وخصما، قال: ولم؟ قال: لأن أوله جرى على غير السنة، فأنا أخاف آخره، قال: وما ذاك؟ قال: لم ترد علي السلام، فلم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليك اقتداء بالسنة وإيثارا للعدل واستعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن [أبي] جعفر وهو يخاطب بكلامه عبد الملك فقال:
أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
أما والله لكأني أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وعارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى نارا تسطع، فأقلع عن براجم بلا معاصم، ورؤس بن غلاصم، فمهلا مهلا، فبي والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء أزمتها، فنذار لكم نذار قبل حلول داهية، خبوط باليد لبوط بالرجل؛ فقال عبد الملك: قد أجملت يا أمير المؤمنين [أردت فذا] أم قوما؟ قال: بل فذا، قال:
اتق اللَّه يا أمير المؤمنين! فيما ولاك، وفي رعيته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر مكان الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد والله نخلت لك النصيحة ومحضت لك الطاعة، وشددت أواخي ملكك بأثقل من ركني يلملم، وتركت عدوك سبيلا تتعاوره الأقدام فالله اللَّه! في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظن، قال اللَّه تعالى: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
أو بغي باغ ينهش اللحم ويالغ الدم، فقد- والله- سهلت لك الوعور، وذللت لك الأمور، وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم ليل تمام فيك كابدته، ومقام لك ضيق [قمته] كنت فيه كما قال أخو بني جعفر بن كلاب [يعني لبيدا] :
ومقام ضيق فرجته ... ببناني ولساني وجدل
أو يقوم الفيل أو فيّاله ... زل عن عن مثل مقامي وزحل
قال: فو الله لحار- يعني الرشيد حين سمع كلامه، شكا وأقبل عليه بوجهه فقال:
ما أظن إلا أن الأمر كما قلت يا أبا عبد الرحمن! أنت رجل محسد مكفر، وأمير المؤمنين يعلم أنك على سريرة صالحة غير مدخولة ولا خسيسة، ثم دعا عبد الملك بشربة ماء، فقال الرشيد: ما شرابك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: سحيق الطبرزد بماء الرمان، فقال: بخ بخ، عضوان لطيفان يذهبان الظمأ ويلذان المذاق، فقال عبد الملك:
صفتك يا أمير المؤمنين لهما ألذ من فعلهما.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ علي أبى الوفا حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد قال: أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال: ذكر أحمد [بن إبراهيم] بن إسماعيل أن عبد الملك بن صالح كان له ابن يقال له عبد الرحمن كان من رجال الناس، وكان عبد الملك يكنى به، وكان لابنه عبد الرحمن لسان على فأفأة فيه فنصب لأبيه عبد الملك وقمامة، فسعيا به إلى الرشيد وقالا له إنه يطلب الخلافة ويطمع فيها، فأخذه وحبسه عند الفضل بن الربيع، وقال الرشيد: أما والله لولا الإبقاء على بني هاشم لضربت عنقك. فلم يزل محبوسًا حتى توفي الرشيد، فأطلقه محمد، وعقد له محمد على
الشأم فكان مقيما بالرقة، وجعل لمحمد عهد اللَّه وميثاقه لئن قتل وهو حي لا يعطي المأمون طاعته أبدا، فمات قبل قتل محمد، فدفن في [دار من] دور الإمارة.
فلما خرج المأمون يريد الروم أرسل إلى ابن له: حول أباك من داري، فنبشت عظامه وحول.
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، حدثنا مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: وفي سنة سبع وسبعين ومائة عزل هارون الرشيد السندي بن شاهك عن دمشق واستعمل مكانه عبد الملك بن صالح، وفيها انقضى أمر أبي الهيدام وتوارى واستقام أمر دمشق، ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة وعلى كور دمشق عبد الملك بن صالح؛ قال: فبلغ هارون الرشيد أنه يريد الخروج عليه بدمشق، فعزله وأشخصه إلى العراق، قال: وكتب إلى هارون الرشيد قبل أن أشخصه:
أخلاي لي شجو وليس لكم شجو ... وكل امرئ من شجو صاحبه خلو
من أي نواحي الأرض أبغي وصالكم ... وأنتم أناس ما لمرضاتكم نحو
فلا حسن نأتي به تقبلونه ... ولا إن أسأنا كان عندكم عفو
قال: فأوصلها إليه حسين الخادم، فقال هارون: والله لئن كان قالها فقد أحسن وإن كان رواها فقد أحسن.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا النديم عن المرزباني قال: أنبأنا هارون بن علي بن العجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني رجل من الهاشميين أن عبد الملك بن صالح قدم مدينة السلام في خلافة الرشيد فرأى كثرة الناس بها فقال للسندي: يا أبا نصر! اسجن مشايخك
والتف مركبك، فو الله ما مررت في طريق من هذه المدينة إلا ظننت أن الناس نودي فيهم.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن عبيد اللَّه بن محمد عن الصولي قال: ومن شعر عبد الملك بن صالح لما حبسه الرشيد، ووجدته بخط عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات:
قل لأمير المؤمنين الذي ... يشكره الصادر والوارد
يا واحد الأفلاك في فضله ... ما لك مثلي في الورى واحد
إن كان لي ذنب ولا ذنب لي ... حقا كما قد زعم الحاسد
فلا يضق عفوك عني وقد ... فاز به المسلم والجاحد
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: أنشدنا علي بن محمد المتوكلي لعبد الملك بن صالح:
لئن ساءني حبسي لفقد أحبتي ... وأنى فيهم لا أمر ولا أحلى
لقد سرني عزي لترك لقائهم ... وما أتشكى من حجابي ومن ذلي
ذكر أحمد بن طاهر أن الأمين لما خرج عبد الملك بن صالح من الحبس عقد له على الشام، ودفع إليه قمامة وكان كاتبه فقتله في حمام، ودفع إليه ابنه عبد الرحمن فهشم وجهه بعمود.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: كتب إلي الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أن رشأ بن نظيف أخبره قال: أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي ابن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قَالَ: حدثني حسين بن فهم، حدثنا محمد بن أيوب المنشي عن أبيه قال: قال إبراهيم بن المهدي سمعت عبد الملك بن صالح بعد إخراج المخلوع له من حبس الرشيد وقد ذكر ظلم الرشيد إياه وحبسه له على
التهمة والحسد يقول: والله إن الملك لشيء ما نويته ولا تمنيته، ولا قصدت إليه ولا ابتغيته، ولو أردته لكان أسرع إلي من السيل إلى الحدور، ومن النار إلى يابس العرفج، وإني لمأخوذ بما لم أجن ومسئول عما لا أعرف، ولكنه حين رآني للملك قمنا وللخلافة خطرا، ورأى لي يدا تنالها إذا مدت، وتبلغها إذا بسطت، ونفسا تكمل بخصالها وتستحقها بخلالها وإن كنت لم أختر تلك الخصال، ولم أترشح لها في سر، ولا أشرت إليها في جهر، ورآها تحن إلي حنين الواله، وتميل نحوي ميل الهلوك، وحاذر أن ترغب إلي خير مرغوب، وتنزع إلي خير منزوع، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها وسهر في التماسها، وتقدر لها بجهده وتهيأ لها بكل حيلته، فإن كان حبسني على أني أصلح لها وتصلح [لي ] ، وأليق بها وتليق بي، فليس ذلك بذنب فأتوب منه، ولا جرم فأرجع عنه، ولا تطاولت لها فأحط نفسي، ولا تصديتها فأحيد عنها، فإن زعم أنه لا صرف لعقابه ولا نجاة من أغضابه إلا بأن أخرج له من الحلم والعلم، وأتبرأ إليه من الحزم والعزم، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا ولم يملك العاجز أن يكون حازما، كذلك العاقل لا يكون جاهلا ولا يكون الذكي بليدا، وسواء عاقبني على شرفي وجمالي أو على محبة الناس إياي، ولو أردتها لأعجلته عن التفكير وشغلته عن التدبير، ولما كان من الخطاب إلا اليسير، ومن بذل الجهد إلا القليل، غير أني والله- والله شهيدي- أرى السلامة من تبعاتها غنما، والخف من أوزارها حظا- والسلام على من اتبع الهدى.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي عن الصولي قال:
حدثنا الحسين بن الحسن الأزدي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي قال: قدم عبد الملك ابن صالح الرقة بعد خروجه من الحبس وقد ولاه الأمين الشأم والجزيرة والعواصم فلقيه ولد ابنه فلم يرهم أدبا فقال: شوه لكم يا شر خلف من خير سلف! ابتز العز من أمية آباؤكم قهرا وقسرا فحصنوه وخلطوه ثم مضوا إلى رحمة اللَّه، وخلفوا
لكم أفرشة ممهدة وأهملتم وضيعتم إقبالا على الأشربة الخبيثة والملاهي الفاضحة، لله در أخي قلب حين يقول:
إذا الحسب الرفيع تواكلته ... ولاة السوء أو شك أن يضيعا
ورثنا المجد عن آباء صدق ... أسأنا في ديارهم الصنيعا
وبه: عن الصولي قال: حدثنا الغلابي، حدثنا يعقوب بن جعفر قال: قضى المهدي دين عبد الملك بن صالح وجلس له مجلسا قضى فيه حوائجه، فلما خرج قال: ما أنا بشاعر، وإن في قلبي لشيئا منه، ثم قال:
يا أشرف الناس بيتا حين تنسبه ... وأعرق الناس في جود وفي كرم
ما نازع البخل فيك الجود مذ خلقا ... ولا ادعت «لا» نصيبا منك في نعم
ولا يسمعك فيما ناب من حدث ... عن صوت ذي الحاجة للكروب من صمم
إذا رآك حليف العدم بشره ... ضياء وجهك بالتشريد للعدم
أخبرنا أبو نصر بْنِ الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ علي بن الحسن الشافعي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى، حدثنا خليفة قال: وفيها- يعني سنة ست وتسعين ومائة- مات عبد الملك بن صالح بن صالح بن علي بالرقة، وذكر أبو حسان الزيادي أنه مات في جمادى الآخرة منها.
أخو عبد الله بن صالح الذي ذكره الخطيب في التاريخ، كان من رجالات قريش وكفاتهم ، ولي المدينة والصوائف في أيام الرشيد، ثم ولاه دمشق بعد السندي ابن شاهك، ثم حبسه حبسة لوثوبه على الخلافة، ثم أطلقه الأمين وولاه الشام والجزيرة، روى عنه أبيه وعمه سليمان بن علي ومالك بن أنس الفقيه، روى عنه ابنه علي وفليح بن سليمان وعبد اللَّه بن عمرو الأسدي وعبد الملك بن قريب الأصمعي.
قال أبو بكر الصولي: كان عبد الملك أفصح الناس وأخطبهم، ولم يكن في دهره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته، وله شعر ليس بالكثير، وأخبار حسان.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله أن علي بن أحمد أخبره عن أبي أحمد الفرضي عن الصولي قال: حدثنا الغلابي حدثنا عبد الله بن الضحاك عن الهيثم بن عدي قال: لما ولي الرشيد عبد الملك بن صالح المدينة، فقيل ليحيى بن خالد:
كيف ولاه المدينة من بين عماله ؟ قال: أحب أن يباهي به قريشا ويعلمهم أن في بني العباس مثله.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو نصر النديم قال: أنبأنا أبو عبد الله المرزباني إذنا قال: أنبأنا هارون بن علي بن المنجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: حدثني رجل من قريش قال: سمعت يزيد بن عقال قال: أراد عبد الملك بن صالح أن يغتال ملك الروم الضواحي بمكيدة من مكايده، وكان من دهاة بني هاشم، فدخلت عليه وعنده رجال في صنيعته، فتشاوروا في ذلك، فأشاروا عليه أن يشرف بنفسه على الروم من الثغور ويمضي أمره وإرادته، فقال: إن من حزم الوالي الشهم أن لا يتبذل مهابة نفسه وجلالة قدره فيما إن استكفاه رجلا من صنيعته كفاه إياه، وقام به لما في ضبط صنيعته لما استكفاه وأسند إليه من رفيع الذكر وسناء الشرف، وما عليه في تقصيره ووهنه في ذلك من شين العيب وصغير الوهن، وإنما اصطنعت الولاة الرجال ليصرفوا به مهجهم في الحروب ومهابة أنفسهم وجلالة أقدارهم عن التبذل لرغبتهم، وكذلك يجب على الوالي اللبيب الأريب أن يتخير الرجال لصنيعته لأن صنيعة الوالي جنته في حربه ووجهه في سلمه، وقد تعرف الرعية الوالي وقلته بصنيعته، ثم تمثل:
وبعثت من ولد الأعز المعتب ... صقرا يلوذ حمامة بالعوسج
فإذا طبخت بناره أنضجتها ... وإذا طبخت بغيرها لم ينضج
وهو الهمام إذا أراد فريسة ... لم ينجها منه صريخ الهجهج
وبه قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني يحيى بن أبي نصر، حدثني إبراهيم بن السندي قال: أتيت عبد الملك مسلّما، فشكى إليّ
السندي في أمر بلغه عنه، فقلت: أصلح الله الأمير، بلغك الكذب، قال: يا إبراهيم! مثلي لا يتكلم في أمر بلغه حتى يحقه.
وبه قال: أنبأنا أبي قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الجندي أن رجالا من جملة العرب ذكروا كبر عبد الملك بن صالح ودهاءه وجلالته وبلاغته عند إسحاق بن سليمان بن علي، فقال: ذاك نجم رأى أنجما زهرا من أهل بيته، فجرى في مجاريها ليدركها، فلم يدركها واكتسى نورا من مجاريها، ثم تمثل بقول زهير:
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم ... فلم يفعلوا ولم يلاموا ولم يألوا
قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي علي محمد ابن سعيد الكاتب قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ] بن شاذان قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد القطان، حدثني حمزة بن نصير، حدثني أبو بكر القلوسي، حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه عن جده قال: كنت بين يدي هارون الرشيد والناس يعزونه في ابن له توفي في الليل ويهنئونه في الآخر ولد في تلك الليلة، فدخل عبد الملك بن صالح الهاشمي، فقال له الفضل بن الربيع: عز أمير المؤمنين في ابن له وهنئه بآخر ولد فيها، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين! سرك اللَّه فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك! وجعل هذه بهذه جزاء للشاكر وثوابا للصابر.
قرأت على عبد الرزاق بن عبد الوهاب عن أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو صادق المديني، أنبأنا أبو الحسن بن الطفال، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدثنا يموت ابن المزرع، حدثنا خالي عمرو بن بحر الجاحظ قال: قال لي عبد الرحمن مؤدب عبد الملك بن صالح قال: قال لي عبد الملك بعد أن خصني وصيرني وزيرا بدلا من
قمامة : «يا عبد الرحمن! لا تنظرني في وجهي فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تستقدمني على ما يقبح ، ودع عنك كيف أصبح الأمير وكيف أمسى الأمير، واجعل مكان التقريظ في صواب الاستماع مني، واعلم أن صواب الاستماع أحسن من صواب القول، وإذا حدثتك حديثًا فلا يفوتنك منه شيء، وأرني فهمك في طرفك، إني اتخذتك مؤدبا بعد أن كنت معلما، وجعلتك جليسا صعوبا بعد أن كنت مع الصبيان مباعدا، ومتى لم تعرف نقصان ما خرجت منه لم تعرف رجحان ما صرت إليه» .
أخبرنا أبو الكرم الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا علي بن أحمد إذنًا عن الفرضي عن الصولي قَالَ: حَدَّثَنَا عون بْن مُحَمَّد الكندي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي عن جعفر بن محمد بن الحارث عن يزيد بن عقال قال: كان عبد الملك بن صالح واليا للرشيد على الشام فكان إذا وجه سرية إلى أرض الروم أمر عليها أميرا شهما، وقال له: إنك تضارب اللَّه بخلقه، فكن بمنزلة التاجر الكيس إن وجد ربحا وإلا احتفظ برأس المال، وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك.
وبه: عن الصولي قال وجدت بخط إبراهيم بن شاهين قال: حدثني أبو حاتم السجستاني قال: قيل لعبد الملك بن صالح: إن أخاك عبد الله يزعم أنك حقود، فقال:
إذا ما امرؤ لم يحقد الوتر لم يجد ... لديه لذي النعمى جزاء ولا شكرا
وبه: عن الصولي قال حدثنا مسبح بن حاتم العيلي حدثنا يعقوب بن جعفر قال: لما دخل الرشيد منبج قال لعبد الملك: أهذا البلد منزلك، قال: هو لك، ولي
بك، قال: كيف ثناؤك به؟ قال: دون منازل أهلي، عذبة الماء، باردة الهواء، قليلة الأدواء؛ قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله؛ قال: صدقت، إنها لطيبة، قال: بل طابت بك وبك كملت، وأين بها عن الطيب، وهي طينة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء، فيا فيح بين قيصوم وشيح، فقال الرشيد لجعفر بن يحيى: هذا الكلام أحسن من الدّرّ المنظوم.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا عمر بن شبة قال: دخل إبراهيم بن السندي على عبد الملك بن صالح يعوده وكان عبد الملك عدوا لأبيه السندي، فقال له: قد عرفت ما بين الأمير وبين أبي، وو الله ما نقص ذلك ودي ولا أثنى عنان نصيحتي، فقال عبد الملك: إن إساءة أبيك لا تفسد عندنا إحسانك، كما أن إحسانك لن يصلح عندنا إفساد أبيك.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل قال: وجه عبد الملك بن صالح إلى الرشيد فاكهة في أطباق الخيزران وكتب إليه: أسعد اللَّه أمير المؤمنين وأسعد به دخلت بستانا لي أفادنيه كرمك وعمرته لي نعمك، وقد أينعت أشجاره وآتت ثماره، فوجهت إلى أمير المؤمنين من كل شيء على الثقة والإمكان، في أطباق القضبان، ليصل إلي من بركة دعائه مثل ما وصل إلي من كثرة عطائه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! ما سمعت بأطباق القضبان، فقال له الرشيد: يا أبله! إنه كنى عن الخيزران، إذ كان اسما لأمنا.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن
عيسى، مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: إن عبد الملك بن صالح [لما] ودعه الرشيد في وجهة إلى الشام، قال له الرشيد: ألك حاجة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين! بيني وبينك بيت يزيد ابن الدثنية حيث يقول:
فكوني على الواشين لداء شغبة ... كما أن للواشي ألد شغوب
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو القاسم بن البسري إذنًا عن أبي أحمد الفرضي عن الصولي قال: ثم إن الرشيد جعل ابنه القاسم في حجر عبد الملك بن صالح، فقال عبد الملك يحضه على أن يوليه العهد بعد أخويه الأمين والمأمون وأن يجعله ثالثًا لهما:
يا أيها الملك الذي ... لو كان نجما كان سعدا
للقاسم اعقد بيعة ... واقدح له في الملك زندا
اللَّه فرد واحد ... فاجعل ولاة العهد فردا
فجعله الرشيد ثالثا لهما.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار قال: كان عبد الملك بن صالح نسيج وحده أدبا ولسانا.
وخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للرشيد وعبد الملك يسايره: يا أمير المؤمنين! طاطئ من أشرافه واشدد من شكائمه وإلا أفسد عليك أقرب الناس
إليك بحلاوة منطقه، وزخرف مخرفته، فقال [الرشيد لعبد الملك] : ما يقول هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين! مقال حاسد نعمة ودسيس منافق في تقدم منزلة وعلو مرتبة، قال: صدقت يا أبا عبد الرحمن! انتقص القوم وفضلتهم ، [وتخلفوا وتقدمتهم، حتى] برز شأوك وقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التأسف، فقال عبد الملك: فلا أطفأها اللَّه وأضرمها عليهم بالمزيد من رأى أمير المؤمنين.
قال الزبير: ثم وشى به بعد ذلك، وتتابعت الأخبار فيه [بفساد نيته للرشيد] وكثر حاسدوه، فدخل في بعض الأيام وقد امتلأ قلب الرشيد عليه [غيظا] ، فرأى منه انقباضا وعبوسا، فقال الرشيد: أكفرا بالنعمة وغدرا بالإمام؟ فقال عبد الملك: قد بؤت إذا بأعباء الندم واستحلال النقم، وما ذاك يا أمير المؤمنين إلا بغي حاسد نافس فيك وفي تقديم الولاية ومودة القرابة، يا أمير المؤمنين! إنك خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمته وأمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها عليك العدل في حكمها والتثبت في حادثها، فقال له الرشيد: أتضع لي من لسانك وترفع علي من جنانك، بحيث يحفظ اللَّه لي عليك ويأخذ لي به منك، هذا قمامة كاتبك يخبرني بفساد نيتك وسوء سريرتك، فاسمع كلام قمامة، [فقال عبد الملك] : فلعله أعطاك ما ليس في عقده، ولعله لا يقدر أن يعضهني ولا يبهتني بما لم يعرفه مني ولم يصح له عني، فأمر بإحضار قمامة فأحضر، فقال الرشيد: تكلم بما
تعلم غير هائب ولا خائف، فقال: أقول إنه عازم على الغدر بك يا أمير المؤمنين والخلاف عليك، فقال عبد الملك: وكيف لا يكذب علي من خلفي [من] يبهتني في وجهي، فقال الرشيد: فهذا عبد الرحمن ابنك يقول بقول كاتبك ويخبر عن سوء ضميرك وفساد نيتك، وأنت لو أردت أن تحتج بحجة لم تجد أعدل من هذين، فبم تدفعهما عنك، قال: يا أمير المؤمنين! عبد الرحمن بين مأمور أو عاق، فإن كان مأمورا فمعذور، وإن كان عاقا فهو عدو أخبر اللَّه بعداوته وحذر منها، فقال جل ثناؤه في محكم كتابه : (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)
فنهض الرشيد وهو يقول: أما أمرك فقد وضح، ولكن لا أعجل حتى أعلم ما الذي يرضي اللَّه فيك فإنه الحكم بيني وبينك، فقال عبد الملك: رضيت بالله حكما وبأمير المؤمنين حاكما، فإني أعلم أنه يؤثر كتاب اللَّه جل ثناؤه على هواه وأمر اللَّه على رضاه.
قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر فسلم لما دخل، فلم يرد عليه [الرشيد] ، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين! ليس هذا أحتج فيه فلا أجاذب منازعا وخصما، قال: ولم؟ قال: لأن أوله جرى على غير السنة، فأنا أخاف آخره، قال: وما ذاك؟ قال: لم ترد علي السلام، فلم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليك اقتداء بالسنة وإيثارا للعدل واستعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن [أبي] جعفر وهو يخاطب بكلامه عبد الملك فقال:
أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
أما والله لكأني أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وعارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى نارا تسطع، فأقلع عن براجم بلا معاصم، ورؤس بن غلاصم، فمهلا مهلا، فبي والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء أزمتها، فنذار لكم نذار قبل حلول داهية، خبوط باليد لبوط بالرجل؛ فقال عبد الملك: قد أجملت يا أمير المؤمنين [أردت فذا] أم قوما؟ قال: بل فذا، قال:
اتق اللَّه يا أمير المؤمنين! فيما ولاك، وفي رعيته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر مكان الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد والله نخلت لك النصيحة ومحضت لك الطاعة، وشددت أواخي ملكك بأثقل من ركني يلملم، وتركت عدوك سبيلا تتعاوره الأقدام فالله اللَّه! في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظن، قال اللَّه تعالى: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
أو بغي باغ ينهش اللحم ويالغ الدم، فقد- والله- سهلت لك الوعور، وذللت لك الأمور، وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم ليل تمام فيك كابدته، ومقام لك ضيق [قمته] كنت فيه كما قال أخو بني جعفر بن كلاب [يعني لبيدا] :
ومقام ضيق فرجته ... ببناني ولساني وجدل
أو يقوم الفيل أو فيّاله ... زل عن عن مثل مقامي وزحل
قال: فو الله لحار- يعني الرشيد حين سمع كلامه، شكا وأقبل عليه بوجهه فقال:
ما أظن إلا أن الأمر كما قلت يا أبا عبد الرحمن! أنت رجل محسد مكفر، وأمير المؤمنين يعلم أنك على سريرة صالحة غير مدخولة ولا خسيسة، ثم دعا عبد الملك بشربة ماء، فقال الرشيد: ما شرابك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: سحيق الطبرزد بماء الرمان، فقال: بخ بخ، عضوان لطيفان يذهبان الظمأ ويلذان المذاق، فقال عبد الملك:
صفتك يا أمير المؤمنين لهما ألذ من فعلهما.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ علي أبى الوفا حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد قال: أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال: ذكر أحمد [بن إبراهيم] بن إسماعيل أن عبد الملك بن صالح كان له ابن يقال له عبد الرحمن كان من رجال الناس، وكان عبد الملك يكنى به، وكان لابنه عبد الرحمن لسان على فأفأة فيه فنصب لأبيه عبد الملك وقمامة، فسعيا به إلى الرشيد وقالا له إنه يطلب الخلافة ويطمع فيها، فأخذه وحبسه عند الفضل بن الربيع، وقال الرشيد: أما والله لولا الإبقاء على بني هاشم لضربت عنقك. فلم يزل محبوسًا حتى توفي الرشيد، فأطلقه محمد، وعقد له محمد على
الشأم فكان مقيما بالرقة، وجعل لمحمد عهد اللَّه وميثاقه لئن قتل وهو حي لا يعطي المأمون طاعته أبدا، فمات قبل قتل محمد، فدفن في [دار من] دور الإمارة.
فلما خرج المأمون يريد الروم أرسل إلى ابن له: حول أباك من داري، فنبشت عظامه وحول.
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، حدثنا مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: وفي سنة سبع وسبعين ومائة عزل هارون الرشيد السندي بن شاهك عن دمشق واستعمل مكانه عبد الملك بن صالح، وفيها انقضى أمر أبي الهيدام وتوارى واستقام أمر دمشق، ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة وعلى كور دمشق عبد الملك بن صالح؛ قال: فبلغ هارون الرشيد أنه يريد الخروج عليه بدمشق، فعزله وأشخصه إلى العراق، قال: وكتب إلى هارون الرشيد قبل أن أشخصه:
أخلاي لي شجو وليس لكم شجو ... وكل امرئ من شجو صاحبه خلو
من أي نواحي الأرض أبغي وصالكم ... وأنتم أناس ما لمرضاتكم نحو
فلا حسن نأتي به تقبلونه ... ولا إن أسأنا كان عندكم عفو
قال: فأوصلها إليه حسين الخادم، فقال هارون: والله لئن كان قالها فقد أحسن وإن كان رواها فقد أحسن.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا النديم عن المرزباني قال: أنبأنا هارون بن علي بن العجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني رجل من الهاشميين أن عبد الملك بن صالح قدم مدينة السلام في خلافة الرشيد فرأى كثرة الناس بها فقال للسندي: يا أبا نصر! اسجن مشايخك
والتف مركبك، فو الله ما مررت في طريق من هذه المدينة إلا ظننت أن الناس نودي فيهم.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن عبيد اللَّه بن محمد عن الصولي قال: ومن شعر عبد الملك بن صالح لما حبسه الرشيد، ووجدته بخط عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات:
قل لأمير المؤمنين الذي ... يشكره الصادر والوارد
يا واحد الأفلاك في فضله ... ما لك مثلي في الورى واحد
إن كان لي ذنب ولا ذنب لي ... حقا كما قد زعم الحاسد
فلا يضق عفوك عني وقد ... فاز به المسلم والجاحد
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: أنشدنا علي بن محمد المتوكلي لعبد الملك بن صالح:
لئن ساءني حبسي لفقد أحبتي ... وأنى فيهم لا أمر ولا أحلى
لقد سرني عزي لترك لقائهم ... وما أتشكى من حجابي ومن ذلي
ذكر أحمد بن طاهر أن الأمين لما خرج عبد الملك بن صالح من الحبس عقد له على الشام، ودفع إليه قمامة وكان كاتبه فقتله في حمام، ودفع إليه ابنه عبد الرحمن فهشم وجهه بعمود.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: كتب إلي الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أن رشأ بن نظيف أخبره قال: أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي ابن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قَالَ: حدثني حسين بن فهم، حدثنا محمد بن أيوب المنشي عن أبيه قال: قال إبراهيم بن المهدي سمعت عبد الملك بن صالح بعد إخراج المخلوع له من حبس الرشيد وقد ذكر ظلم الرشيد إياه وحبسه له على
التهمة والحسد يقول: والله إن الملك لشيء ما نويته ولا تمنيته، ولا قصدت إليه ولا ابتغيته، ولو أردته لكان أسرع إلي من السيل إلى الحدور، ومن النار إلى يابس العرفج، وإني لمأخوذ بما لم أجن ومسئول عما لا أعرف، ولكنه حين رآني للملك قمنا وللخلافة خطرا، ورأى لي يدا تنالها إذا مدت، وتبلغها إذا بسطت، ونفسا تكمل بخصالها وتستحقها بخلالها وإن كنت لم أختر تلك الخصال، ولم أترشح لها في سر، ولا أشرت إليها في جهر، ورآها تحن إلي حنين الواله، وتميل نحوي ميل الهلوك، وحاذر أن ترغب إلي خير مرغوب، وتنزع إلي خير منزوع، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها وسهر في التماسها، وتقدر لها بجهده وتهيأ لها بكل حيلته، فإن كان حبسني على أني أصلح لها وتصلح [لي ] ، وأليق بها وتليق بي، فليس ذلك بذنب فأتوب منه، ولا جرم فأرجع عنه، ولا تطاولت لها فأحط نفسي، ولا تصديتها فأحيد عنها، فإن زعم أنه لا صرف لعقابه ولا نجاة من أغضابه إلا بأن أخرج له من الحلم والعلم، وأتبرأ إليه من الحزم والعزم، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا ولم يملك العاجز أن يكون حازما، كذلك العاقل لا يكون جاهلا ولا يكون الذكي بليدا، وسواء عاقبني على شرفي وجمالي أو على محبة الناس إياي، ولو أردتها لأعجلته عن التفكير وشغلته عن التدبير، ولما كان من الخطاب إلا اليسير، ومن بذل الجهد إلا القليل، غير أني والله- والله شهيدي- أرى السلامة من تبعاتها غنما، والخف من أوزارها حظا- والسلام على من اتبع الهدى.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي عن الصولي قال:
حدثنا الحسين بن الحسن الأزدي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي قال: قدم عبد الملك ابن صالح الرقة بعد خروجه من الحبس وقد ولاه الأمين الشأم والجزيرة والعواصم فلقيه ولد ابنه فلم يرهم أدبا فقال: شوه لكم يا شر خلف من خير سلف! ابتز العز من أمية آباؤكم قهرا وقسرا فحصنوه وخلطوه ثم مضوا إلى رحمة اللَّه، وخلفوا
لكم أفرشة ممهدة وأهملتم وضيعتم إقبالا على الأشربة الخبيثة والملاهي الفاضحة، لله در أخي قلب حين يقول:
إذا الحسب الرفيع تواكلته ... ولاة السوء أو شك أن يضيعا
ورثنا المجد عن آباء صدق ... أسأنا في ديارهم الصنيعا
وبه: عن الصولي قال: حدثنا الغلابي، حدثنا يعقوب بن جعفر قال: قضى المهدي دين عبد الملك بن صالح وجلس له مجلسا قضى فيه حوائجه، فلما خرج قال: ما أنا بشاعر، وإن في قلبي لشيئا منه، ثم قال:
يا أشرف الناس بيتا حين تنسبه ... وأعرق الناس في جود وفي كرم
ما نازع البخل فيك الجود مذ خلقا ... ولا ادعت «لا» نصيبا منك في نعم
ولا يسمعك فيما ناب من حدث ... عن صوت ذي الحاجة للكروب من صمم
إذا رآك حليف العدم بشره ... ضياء وجهك بالتشريد للعدم
أخبرنا أبو نصر بْنِ الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ علي بن الحسن الشافعي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى، حدثنا خليفة قال: وفيها- يعني سنة ست وتسعين ومائة- مات عبد الملك بن صالح بن صالح بن علي بالرقة، وذكر أبو حسان الزيادي أنه مات في جمادى الآخرة منها.
عبد الملك بن مَرْوَان ثَلَاثَة
- الأول عبد الملك بن مَرْوَان بن الْحَارِث بن أبي ذُبَاب
روى عَن سَالم سبلان
- وَالثَّالِث بَصرِي إِمَام مَسْجِد أبي عَاصِم النَّبِيل
يروي عَن عبد الوارث وَسَالم بن قُتَيْبَة
- الأول عبد الملك بن مَرْوَان بن الْحَارِث بن أبي ذُبَاب
روى عَن سَالم سبلان
- وَالثَّالِث بَصرِي إِمَام مَسْجِد أبي عَاصِم النَّبِيل
يروي عَن عبد الوارث وَسَالم بن قُتَيْبَة
- وعبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. أمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية, يكنى أبا الوليد. توفي سنة ست وثمانين.
عبد الملك بن مروان: تزوج مروان بن الحكم امرأة يزيد بن معاوية بعده فدخل خالد بن يزيد بن معاوية إلى مروان بن الحكم فكلمه خالد يومًا بشيء، فقال له مروان: يابن الرطبة، فشكى خالد إلى أمه، فقال: إنه قال لي كذا وكذا، قالت أمه: لا يقول لك ذلك بعد فغمته بمرفقة فقتلته فلم يعاقب عبد الملك خالدًا بشيء.
وكان يقال: إن لعبد الملك حلمًا دخل عبد الرحمن بن أم الحكم، وكان خيارًا، فقال له عبد الملك: مالي أراك كأنك عاض على صوفة يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقبلن مالي ولا يشممن قفاي فعرف عبد الملك أنه إنما عيره بالبخر فسكت.
وكان أبخر يقال إنه ولد لستة أشهر، فدخل عليه رجل من أهل العراق فعرض له عبد الملك بما يكره، فقال له العراقي: إن هاهنا قومًا لم يفضحهم الأرحام ولم يولدوا لتمام، فقال له عبد الملك: من هم ويلك! قال: سويد بن منجوف منهم يا أمير المؤمنين وإنما أراده هو، وكان سويد حاضرًا، فلما خرجوا قال له
سويد: أحسنت إليه ما يرى أنك نقصته شيئًا مما كان.
وكان يقال: إن لعبد الملك حلمًا دخل عبد الرحمن بن أم الحكم، وكان خيارًا، فقال له عبد الملك: مالي أراك كأنك عاض على صوفة يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقبلن مالي ولا يشممن قفاي فعرف عبد الملك أنه إنما عيره بالبخر فسكت.
وكان أبخر يقال إنه ولد لستة أشهر، فدخل عليه رجل من أهل العراق فعرض له عبد الملك بما يكره، فقال له العراقي: إن هاهنا قومًا لم يفضحهم الأرحام ولم يولدوا لتمام، فقال له عبد الملك: من هم ويلك! قال: سويد بن منجوف منهم يا أمير المؤمنين وإنما أراده هو، وكان سويد حاضرًا، فلما خرجوا قال له
سويد: أحسنت إليه ما يرى أنك نقصته شيئًا مما كان.
عبد الملك بن مروان
بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف: مات سنة ست وثمانين، قال الواقدي: مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وذكر القتيبي أنه مات وله اثنتان وستون سنة. وروى عبادة بن نسي قال: قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ
قريش توشكون أن تتفرقوا فمن نسأل بعدكم؟. قال: إن لمروان ابناً فقيهاً فاسألوه. وقال أبو الزناد: كان يعد فقهاء المدينة أربعة: سعيد وعبد الملك وعروة وقبيصة.
ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى:
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان
- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. فولد عبد الملك الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر. درج. وداود. درج. وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بْن مازن بْن الْحَارِث بْن قطيعة بن عبس بن بغيض. ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية. درج. وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس. وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. والحكم بن عبد الملك. درج. وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول. وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدًا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد. وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة. قَالَ وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين. وحفظ أمرهم وحديثهم. وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين. وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ وَتَرَكَ خِصَالا ثَلاثًا. أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَحُسْنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ وَحُسْنِ البشر إذا لقي وخفة المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ. وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ. وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا مُرُوَّتِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلايَتِهِ حَتَّى كَانَ أيام الحرة. فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ. فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَكَانَ مَجْدُورًا فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ. وَأَمَرَ رَسُولا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا مِنَ الْمَدِينَةِ وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ. وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لأهل المدينة. فبينا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ. فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ برأ. وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا. فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لعله يجتزئ بِكَ مِنِّي. فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ. هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ وَكَيْفَ تَرَى. فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَأَيْنَ يَنْزِلُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: إِيهِ مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ. ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ! قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلا بِهِ شِبْهًا. قَالَ: أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ قال قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي. فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ كُلِّهِ وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ. وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ منه. قَالَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ وَحَفِظَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ بايع بعد ذلك لابْنَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَيْ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الأَنْبَارِ بِثَلاثَةِ فَرَاسِخَ. فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَجَمَعَ جُنُودَهُ ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ. وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ فَكَأَنِّي وَالْهٌ. وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ. وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلا وَالِدٍ إِلا كَانَ السَّيْفُ. وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ. فَأَرَادَهُمَا بِهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا. قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قد كان مروان أطعمه فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ. فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَيِسَ خَالِدٌ. وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ. فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعِيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ. فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ. فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ. فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ. وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَجَعَ. فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ وَبَايَعَهُ. فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ. فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَحَدَّثَ سَاعَةً. وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ. وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ. ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا. وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إليه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ. ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ. وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا فَقَالَ: الْمَرْءُ ميت على كل حال. فو الله لأن يموت كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ. لا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا وَلا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ فَقُتِلَ. ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ. وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ وَانْصَرَفَ إلى الشام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ. وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ. فَسَارَ طَارِقٌ فِي أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق الحجاج. فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ. ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلا بِئْرَ مَيْمُونٍ وَلَمْ يَطُوفَا بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ وَلا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزبير. فطافا بالبيت وذبحا جزورا. وحصر ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ. وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الأَوْزَانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ: أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ. فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمَ النَّفَرِ الأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بن أبي فروة قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلا أَنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يَتَعَوَّذْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا. فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يا أمير الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَرَّبَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ. فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ. وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ. فَسَكَتَ جَابِرٌ. فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا. فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلاءً حَسَنًا فَإِنَّهُ لا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: يَسْمَعُ وَلا يَسْمَعُ. مَا وَافَقَهُ سَمِعَ. وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ. فَقَبَضَهَا جَابِرٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قال: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ. ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ. فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَذَكَرَ مِنْ خِلافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ. ثُمَّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلا إِلا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» النحل: . فَبَرَكَ ابن عبد فقال للخطيب: كذبت لَسْنَا كَذَلِكَ. اقْرَأ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: «وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ» النحل: . وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ فَرَدَّهُمْ عَنْهُ. فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ وَلا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا. مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ قُلْتُ: إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ. فَقَالَ: لا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ. فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الإِمَامُ! وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ؟ قَدْ كُنْتُ لَهُ لازِمًا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ. رحمه الله. لا يصلي حتى يبلغ جمعا. وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ. فقال: رحم الله عمر. فعثمان كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ. لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ. وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ. وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ. وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا. وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ! يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ. إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ وَقُطِعَتِ السُّبُلُ وَتَظَالَمَ النَّاسُ وَكَانَتِ الْفِتَنُ. فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الأَمْرَ الأَوَّلَ لأَنْتُمْ. وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لا نَعْرِفُهَا وَلا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ. فالزموا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الإِمَامُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلإِسْلامِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ وَيَعْقِدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا. وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ. فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عبد الملك ووسادهما وَاحِدٌ. وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أبا زرعة؟ قال: إي والله. وأنا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ فَقَالَ: لا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ. إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ. فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ. وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ. تَأْتِيهُ الأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الأَنَاةِ. وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ. أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ؟ وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ وَعَقَدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ. وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلافَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلا أَشَدُّ اجْتِهَادًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: يَا أَهْلَ النَّعَمِ لا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ رَبْطِ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً. فَكَانَتْ وِلايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا. وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ بِالشَّامِ ثم بالعراق بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ. وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلا سَبْعَ لَيَالٍ. وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ.
- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. فولد عبد الملك الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر. درج. وداود. درج. وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بْن مازن بْن الْحَارِث بْن قطيعة بن عبس بن بغيض. ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية. درج. وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس. وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. والحكم بن عبد الملك. درج. وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول. وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدًا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد. وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة. قَالَ وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين. وحفظ أمرهم وحديثهم. وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين. وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ وَتَرَكَ خِصَالا ثَلاثًا. أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَحُسْنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ وَحُسْنِ البشر إذا لقي وخفة المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ. وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ. وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا مُرُوَّتِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلايَتِهِ حَتَّى كَانَ أيام الحرة. فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ. فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَكَانَ مَجْدُورًا فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ. وَأَمَرَ رَسُولا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا مِنَ الْمَدِينَةِ وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ. وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لأهل المدينة. فبينا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ. فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ برأ. وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا. فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لعله يجتزئ بِكَ مِنِّي. فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ. هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ وَكَيْفَ تَرَى. فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَأَيْنَ يَنْزِلُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: إِيهِ مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ. ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ! قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلا بِهِ شِبْهًا. قَالَ: أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ قال قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي. فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ كُلِّهِ وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ. وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ منه. قَالَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ وَحَفِظَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ بايع بعد ذلك لابْنَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَيْ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الأَنْبَارِ بِثَلاثَةِ فَرَاسِخَ. فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَجَمَعَ جُنُودَهُ ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ. وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ فَكَأَنِّي وَالْهٌ. وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ. وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلا وَالِدٍ إِلا كَانَ السَّيْفُ. وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ. فَأَرَادَهُمَا بِهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا. قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قد كان مروان أطعمه فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ. فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَيِسَ خَالِدٌ. وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ. فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعِيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ. فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ. فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ. فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ. وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَجَعَ. فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ وَبَايَعَهُ. فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ. فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَحَدَّثَ سَاعَةً. وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ. وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ. ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا. وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إليه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ. ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ. وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا فَقَالَ: الْمَرْءُ ميت على كل حال. فو الله لأن يموت كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ. لا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا وَلا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ فَقُتِلَ. ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ. وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ وَانْصَرَفَ إلى الشام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ. وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ. فَسَارَ طَارِقٌ فِي أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق الحجاج. فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ. ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلا بِئْرَ مَيْمُونٍ وَلَمْ يَطُوفَا بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ وَلا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزبير. فطافا بالبيت وذبحا جزورا. وحصر ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ. وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الأَوْزَانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ: أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ. فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمَ النَّفَرِ الأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بن أبي فروة قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلا أَنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يَتَعَوَّذْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا. فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يا أمير الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَرَّبَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ. فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ. وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ. فَسَكَتَ جَابِرٌ. فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا. فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلاءً حَسَنًا فَإِنَّهُ لا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: يَسْمَعُ وَلا يَسْمَعُ. مَا وَافَقَهُ سَمِعَ. وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ. فَقَبَضَهَا جَابِرٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قال: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ. ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ. فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَذَكَرَ مِنْ خِلافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ. ثُمَّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلا إِلا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» النحل: . فَبَرَكَ ابن عبد فقال للخطيب: كذبت لَسْنَا كَذَلِكَ. اقْرَأ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: «وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ» النحل: . وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ فَرَدَّهُمْ عَنْهُ. فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ وَلا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا. مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ قُلْتُ: إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ. فَقَالَ: لا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ. فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الإِمَامُ! وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ؟ قَدْ كُنْتُ لَهُ لازِمًا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ. رحمه الله. لا يصلي حتى يبلغ جمعا. وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ. فقال: رحم الله عمر. فعثمان كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ. لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ. وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ. وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ. وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا. وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ! يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ. إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ وَقُطِعَتِ السُّبُلُ وَتَظَالَمَ النَّاسُ وَكَانَتِ الْفِتَنُ. فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الأَمْرَ الأَوَّلَ لأَنْتُمْ. وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لا نَعْرِفُهَا وَلا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ. فالزموا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الإِمَامُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلإِسْلامِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ وَيَعْقِدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا. وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ. فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عبد الملك ووسادهما وَاحِدٌ. وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أبا زرعة؟ قال: إي والله. وأنا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ فَقَالَ: لا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ. إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ. فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ. وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ. تَأْتِيهُ الأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الأَنَاةِ. وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ. أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ؟ وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ وَعَقَدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ. وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلافَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلا أَشَدُّ اجْتِهَادًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: يَا أَهْلَ النَّعَمِ لا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ رَبْطِ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً. فَكَانَتْ وِلايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا. وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ بِالشَّامِ ثم بالعراق بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ. وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلا سَبْعَ لَيَالٍ. وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ.
عبد الملك بن مروان امام مسجد ابي عاصم النبيل روى عن أبي عاصم النبيل روى عنه أبو زرعة.
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: ثقة "مكي".
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج مولى أمية بن خالد بن أسيد القرشي له كنيتان أبو الوليد وأبو خالد من فقهاء أهل مكة وقرائهم ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر مات سنة خمسين ومائة وكان يدلس
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الإمام المشهور مكثر من التدليس.
عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج أبو الوليد ويقال
أَبُو خَالِد لَهُ كنيتان الْمَكِّيّ مولى ابْن أمية (1) خَالِد الْقُرَشِيّ، قَالَ أَحْمَد عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد: مات سنة خمسين ومائة، سَمِعَ طاوسا ومحاهدا وعطاء، سَمِعَ منه الثوري ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، قَالَ يَحْيَى: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابْن جريج وكَانَ من أحسن الناس صلاة، وقَالَ ابْن جريج: أخذت أحاديث صفية بِنْت / شيبة وأردت أن أدخل عليها، قَالَ علي (2) : مات سنة سبع وأربعين وكَانَ جاز (3) السبعين، قَالَ ابْن معين: هو مولى لآل خَالِد بْن أسيد، أصله رومي.
أَبُو خَالِد لَهُ كنيتان الْمَكِّيّ مولى ابْن أمية (1) خَالِد الْقُرَشِيّ، قَالَ أَحْمَد عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد: مات سنة خمسين ومائة، سَمِعَ طاوسا ومحاهدا وعطاء، سَمِعَ منه الثوري ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، قَالَ يَحْيَى: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابْن جريج وكَانَ من أحسن الناس صلاة، وقَالَ ابْن جريج: أخذت أحاديث صفية بِنْت / شيبة وأردت أن أدخل عليها، قَالَ علي (2) : مات سنة سبع وأربعين وكَانَ جاز (3) السبعين، قَالَ ابْن معين: هو مولى لآل خَالِد بْن أسيد، أصله رومي.
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج قَالَ عبد الرَّزَّاق وَكَانَت لَهُ كنيتان أَبُو الْوَلِيد وَأَبُو خَالِد مولَى عبد الله بن أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأَصله رومي سمع عَطاء وَالزهْرِيّ وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَعَمْرو بن دِينَار ونافعا وَهِشَام بن عُرْوَة وَأَيوب رَوَى عَنهُ يَحْيَى الْقطَّان وَابْن علية وَمُحَمّد بن بكر وَهِشَام بن يُوسُف وَابْن وهب وَعبد الرَّزَّاق وَأَبُو عَاصِم فِي الْحيض والمغازي وَغير مَوضِع قَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَحْمد قَالَ يَحْيَى بن سعيد وَقَالَ خَليفَة الْوَاقِدِيّ
مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو نعيم مثل أبي عِيسَى قَالَ البُخَارِيّ وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ مَاتَ سنة 149 وَقد جَازَ السّبْعين وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ سنة 149 قَالَ البُخَارِيّ وَابْن بكير مَاتَ سنة 151 وَقَالَ مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير أَيْضا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة
مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو نعيم مثل أبي عِيسَى قَالَ البُخَارِيّ وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ مَاتَ سنة 149 وَقد جَازَ السّبْعين وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ سنة 149 قَالَ البُخَارِيّ وَابْن بكير مَاتَ سنة 151 وَقَالَ مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير أَيْضا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج مولى عبد الله بن أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس الْمَكِّيّ قَالَ عبد الرَّزَّاق لَهُ كنيتان أَبُو الْوَلِيد وَأَبُو خَالِد أخرج البُخَارِيّ فِي الْحيض والمغازي وَغير مَوضِع عَن الثَّوْريّ وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن علية وَهِشَام بن يُوسُف وَابْن وهب وَعبد الرَّزَّاق وَأبي عَاصِم عَنهُ عَن عَطاء وَالزهْرِيّ وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَعَمْرو بن دِينَار وَنَافِع وَهِشَام بن عُرْوَة وَسليمَان الْأَحول وَأَيوب سُئِلَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ عَنهُ فَقَالَ بخ ذَلِك من الأيمة وَسُئِلَ أَبُو حَاتِم عَنهُ فَقَالَ هُوَ صَالح الحَدِيث وروى عُثْمَان بن سعيد عَن بن معِين قَالَ لَيْسَ بِشَيْء فِي الزُّهْرِيّ قَالَ البُخَارِيّ قَالَ عَليّ مَاتَ بن جريج سنة تسع وَأَرْبَعين يُرِيد وَمِائَة وَكَانَ جَاوز السّبْعين وَقَالَ يحيى لم يكن أحد أثبت فِي نَافِع من بن جريج قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب سَمِعت مسْعدَة بن اليسع يَقُول سَمِعت بن جريج يَقُول لم يغلبني على يسَار عَطاء عشْرين سنة أحد قيل لَهُ مَا يمنعك عَن يَمِينه قَالَ كَانَت قُرَيْش تغلبني عَلَيْهِ قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عرْعرة حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن بن جريج قَالَ إِذا قلت قَالَ عَطاء فَأَنا سمعته مِنْهُ وَإِن لم أقل سمعته
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ويكنى بابي الوليد ويقال أبو خالد مولى خالد بن عتاب بن اسيد روى عن عطاء وطاوس ومجاهد روى عنه الثوري والليث بن سعد وحماد بن سلمة وحماد بن زيد ويحيى بن سعيد القطان وابن المبارك ووكيع سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن نا مححمد بن عبادة الواسطي نا يعقوب يعنى ابن محمد الزهري قال سمعت محمد بن معن يحدث عن طلحة بن عمرو قال قيل لعطاء من ترى صاحب مجلسك من بعدك قال: هذا، واشار إلى ابن جريج.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت عبد الوهاب بن همام يعنى اخا عبد الرزاق قال قال ابن جريج كنت اتتبع الاشعار الغريبة والانساب فقيل لي لو لزمت عطاء فلزمته ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة الا اشهرا أو ما شاء الله
من ذلك.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي [يعنى - ] ابن المدني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: لم يكن احد اثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب، وهو اثبت من مالك في نافع وقال مرة لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل - ] قال قال ابي: ابن جريج اثبت الناس في عطاء.
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه [بن الحسن - ] قال سمعت أبا طالب قال قال احمد بن حنبل: ابن جريج ثبت صحيح الحديث لم يحدث بشئ الا اتقنه، قال سفيان قال ابن جريج وهو ابن اربعين سنة: اقرأ على القرآن حتى افسره لك.
نا عبد الرحمن نا أبو عبد الله ( م ) الطهراني قال سمعت عبد الرزاق يقول: أول من صنف الكتب ابن جريج.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول سمعت علي ابن المدينى يقول: ماكان في الارض احد اعلم بعطاء من ابن جريج.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت
يحيى بن معين يقول وسئل عن قيس بن سعد عن عطاء اثبت أو ابن جريج [عن عطاء - ] ؟ فقال: ابن جريج عن عطاء اثبت.
ثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين وسئل عن ابن جريج اين يقع من قيس بن سعد وعبد الملك ابن ابي سليمان؟ قال: هو اثبت [منهما - ] .
نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلى قال نا عثمان [بن سعيد - ] قال قلت ليحيى بن معين ابن جريج قال: ليس ( ك) بشئ في الزهري.
قلت ابن جريج احب اليك أو عبد الملك بن أبي سليمان؟ فقال كلاهما ثقتان.
نا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال اخبرني بعض اصحابنا عن قريش [بن انس - ] عن ابن جريج قال: ما سمعت من الزهري شيئا، انما اعطاني الزهري جزأ
فكتبته واجازه لي.
نا عبد الرحمن قال سألت ابي عن ابن جريج فقال هو صالح الحديث.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن ابن جريج فقال بخ من الائمة.
نا عبد الرحمن نا مححمد بن عبادة الواسطي نا يعقوب يعنى ابن محمد الزهري قال سمعت محمد بن معن يحدث عن طلحة بن عمرو قال قيل لعطاء من ترى صاحب مجلسك من بعدك قال: هذا، واشار إلى ابن جريج.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت عبد الوهاب بن همام يعنى اخا عبد الرزاق قال قال ابن جريج كنت اتتبع الاشعار الغريبة والانساب فقيل لي لو لزمت عطاء فلزمته ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة الا اشهرا أو ما شاء الله
من ذلك.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي [يعنى - ] ابن المدني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: لم يكن احد اثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب، وهو اثبت من مالك في نافع وقال مرة لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل - ] قال قال ابي: ابن جريج اثبت الناس في عطاء.
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه [بن الحسن - ] قال سمعت أبا طالب قال قال احمد بن حنبل: ابن جريج ثبت صحيح الحديث لم يحدث بشئ الا اتقنه، قال سفيان قال ابن جريج وهو ابن اربعين سنة: اقرأ على القرآن حتى افسره لك.
نا عبد الرحمن نا أبو عبد الله ( م ) الطهراني قال سمعت عبد الرزاق يقول: أول من صنف الكتب ابن جريج.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول سمعت علي ابن المدينى يقول: ماكان في الارض احد اعلم بعطاء من ابن جريج.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت
يحيى بن معين يقول وسئل عن قيس بن سعد عن عطاء اثبت أو ابن جريج [عن عطاء - ] ؟ فقال: ابن جريج عن عطاء اثبت.
ثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين وسئل عن ابن جريج اين يقع من قيس بن سعد وعبد الملك ابن ابي سليمان؟ قال: هو اثبت [منهما - ] .
نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلى قال نا عثمان [بن سعيد - ] قال قلت ليحيى بن معين ابن جريج قال: ليس ( ك) بشئ في الزهري.
قلت ابن جريج احب اليك أو عبد الملك بن أبي سليمان؟ فقال كلاهما ثقتان.
نا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال اخبرني بعض اصحابنا عن قريش [بن انس - ] عن ابن جريج قال: ما سمعت من الزهري شيئا، انما اعطاني الزهري جزأ
فكتبته واجازه لي.
نا عبد الرحمن قال سألت ابي عن ابن جريج فقال هو صالح الحديث.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن ابن جريج فقال بخ من الائمة.
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
قال البخاري: حدثني محمد بن مقاتل قال: أخبرنا أحمد قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة.
"التاريخ الكبير" 2/ 99.
قال صالح: قال أبي: كان ابن جريج يكني أبا خالد، وأبا الوليد، وكانت له كنيتان.
"الأسامي والكنى" (247).
قال الميموني: قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج من أوعية العلم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (479).
قال الميموني: قال أحمد: ما رأينا أحدًا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
"العلل" رواية المروذي وغيره (505).
قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: مات ابن جريج سنة خمسين، وزعموا: قبل أن يقدم الناس مكة.
"سؤالات أبي داود" (23).
وقال أبو داود: وسمعت أحمد سمى ابن سابط، فقال: ثنا روح، نا ابن جريج قال: أدبني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط.
"سؤالات أبي داود" (48).
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: ليس أحد أثبت في عطاء من عمرو ابن دينار، ثم ابن جريج.
"سؤالات أبى داود" (214).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: إذا قال ابن جريج أخبرني في كل شيء، فهو صحيح.
سمعت أحمد يقول: سفيان أسند عن عمرو بن دينار، وعند ابن جريج رأيه.
سمعت أحمد يقول: أثبت الناس في عمرو بن دينار ابن عيينة، ثم ابن جريج.
قيل: حماد بن زيد؟ قال: أي شيء عند حماد، وعنده مائة وخمسون حديثًا، أو لا يكون؟ !
سمعت أحمد قال: قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج.
سمعت أحمد قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين، فقال: جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد. فلم يعطه شيئًا.
"سؤالات أبي داود" (220).
وقال أبو داود: وبلغني عن أحمد بن حنبل أن ابن جريح إنما سمعه من ياسين (1) -يعني: حديث ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس على الخائن والمختلس قطع" (2).
"مسائل أبي داود" (4393)، "سنن أبي داود" 2/ 542.
روى ابن هانئ عن أحمد قال: وروى ابن جريج {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} قال -أي: محمد بن المرتفع-: سبيل الخلاء والبول.
"مسائل ابن هانئ" (2230).
قال المروذي: قلتُ: فكيف ابن خُثيم؟ قال: الن جريج أثبت منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (174).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: إذا قُلت لكم: قلتُ، فإنما أعني: عطاء. فقال سندل: لو كان عطاء ابن جارية جريج ما حمل له.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (811).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرزاق: وأهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال عبد الرزاق: وما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج (1).
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (854).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حثبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: كنت إذا رددتُ عطاء وضع يده على رأسه، ثم قال: نعم (تقام) (2) مدها.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (860).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو عبد الرحمن المقرئ قال: مات ابن عون، وابن جريج سنة خمسين.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (896).
قال حرب: قال أحمد: وابن جريج وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال: وأبوه يروي عن عائشة، وذهب أحمد إلى أنه لم يلق عائشة.
"مسائل حرب" ص 482.
وقال حرب: قال أحمد: ابن جريج روى عن ست عجائز هن من عجائز المسجد الحرام. قال: وكان صاحب علم.
"مسائل حرب" ص 482.
وروى حرب عن أحمد قال: ليس أحد يروى عن عطاء أثبت من عمرو وابن جريج.
"مسائل حرب" ص 483.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن جريح: ورأيت صفية بنت شيبة مختضبة، عليها ثياب معصفرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (528).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج بن محمد الترمذي، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي أن إبراهيم بن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما مات حُمل إلى قبره على منسج الفرس. قال أبي: كان يحيى وعبد الرحمن أنكراه عليه فأخرج إلينا كتابه الأصل قرطاس فقال: ها أخبرني أبو حفر محمد بن علي (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (634).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ابن جريج له كنيتان: أبو خالد، وأبو الوليد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1350)، (4640).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: كان اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذا الفقار، واسم درعه: ذات الفضول -أو: الفصول، شك عبد الرزاق- قال: ابن جريج: وكان سيفه محلى بالفضة. قال ابن جريج: أخبرني ذلك محمد بن مرة (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2090)، (5303).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرتُ عن أنس بن مالك أنه قال: كانت قلنسُوة سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فضة (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2091)، (5304).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذو الفقار (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2092)، (5305).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد قال: رأيت سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قائمه من فضة ونعله من فضة وبين ذلك حلق فضة، فقال: هو عند هؤلاء الآن. يعني: آل العباس (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2093)، (5306).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمع ابن جريج من ميمون بن مهران أحاديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2333).
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: أول من صنف من هو؟
قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة -يعني: ونحوها ولي-، وقال ابن جريج: ما صنف أحد العلم تصنيفي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2383).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قدم ابن جُريج على أبي جعفر فقال له: إني قد جمعت حديث جدك عبد اللَّه بن عباس وما جمعه أحد جمعي أو نحو ذا، قال: فلم يعطه شيئا فضمه إلى سليمان بن مجالد، رجل كان يكون مع أبي جعفر، قال أبي: وكان حجاج مؤدبًا لسليمان بن مجالد، فأما سليمان بن مجالد فأحسن إلى ابن جريج -يعني: أعطاه وأكرمه. فقال له ابن جريج: ما أدري ما أجزيك به، ولكن خذ كتبي هذِه فانسخوها فبعضها سماع وبعضها عرض. قال أبي: فحدثني ابن حجاج، عن أبيه قال: كان يأتينا رجل من أهل الكوفة، قال: فكان يقول لنا: ادفعوا
إليه، يقرأ هو عليكم. قال أبي: قال حجاج: إلا التفسير، فإنه لم يكن مع ابن جريج فأملاه علينا إملاء -يعني: التفسير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2384).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة، مات قبل أن يجيء الحج، قال: وقد سمع مؤمل من ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3596)، (5227).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: حُدثت عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس قال: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصُّرد (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال يحيى بن سعيد: ورأيت في كتاب سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد عن الزهري، بنحوه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4186)، (4187).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج: كنا نجتمع على عطاءخمسين فما بقي منهم -يعني: أحد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4310).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: قال يحيي: قلت لابن جريج: فأبى إلا أنه سمعه منه -يعني: من محمد بن عباد بن جعفر، ووجدته -يعني: يحيي- يقول: وجدته في الكتب عن عبد الحميد بن جبير، عن محمد ابن عباد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4318).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أثبت الناس في عطاء عَمرو بن دينار، وابن جريج، قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء -أو حديث عطاء- فكان القول ما قال ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4950).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول في حديث عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر: انكسفت الشمس (1): خالفه ابن جريج، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير قال: أخبرني من أصدق -فظننته يريد عائشة (2) - قال أبي: رواه قتادة، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة (3). قال أبي: أقضي بابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء.
وقال أبي مرة أخرى -وذكر عطاء- فقال: أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو بن دينار ولقد خالفه -أظنه- قال: حبيب بن أبي ثابت لابن جريج في شيء من حديث عطاء، أو قول عطاء. فكان القول: ما قال -يعني: ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5123).
وقال عبد اللَّه: سئل عن حديث ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة" عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لعن المترجلات من النساء" (1) فقال: رواه حجاج الأعور عن ابن جريج بإسناد آخر، وليس هو عن ابن أبي مليكة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5265).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أو غيرها، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إن شاء اللَّه: "من أسلم على شيء فهو له" (2). فقال: رواه ابن جريج، قلت لعطاء: من أسلم على شيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5266).
قال سلمة: قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن قال: مات (علي بن جريج) (3) في سنة ست وأربعين ومائة، ولم يقرأ ابن جريج على الناس، قال: وقدمت أنا في سنة سبع وأربعين ومائة وسمعت للناس منه، وكان يحدث بعشرين حديثًا بالعشي بالشفاعة، وسمعت أنا منه أيضًا المناسك سنة تسع وأربعين ومائة، قال: ومات ابن جريج وابن عون سنة خمسين ومائة.
"المعرفة والتاريخ" 1/ 136.
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج: إذا قلت لكم: (قلت)، فإنما أعني: عطاء، قال سندل: لو كان عطاء ابن جارية ابن جريج ما حمل له، قال عبد الرزاق عن ابن جريج: كنت إذا رددت على عطاء وضع يده على رأسه ثم قال: نعم. مد بها صوته.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 26.
قال أبو طالب: قال أحمد: ابن جريج ثبت صحيح الحديث، لم يحدث بشيء إلا أتقنه، قال سفيان: قال ابن جريج وهو ابن أربعين سنة: أقرأ على القرآن حتى أفسره.
"الجرح والتعديل" 5/ 357.
قال صالح: قال أبي: ابن جريج أثبت الناس في عطاء.
"الجرح والتعديل" 5/ 357، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال أبو حاتم الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي" (1). وذكرت له حكاية ابن علية.
فقال: كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه، من حدث عنهم، ثم لقيت عطاء، ثم لقيت فلانًا، فلو كان محفوظًا عنه لكان هذا في كتبه ومراجعاته.
"العلل" لابن أبي حاتم 1/ 408 (1224).
قال أبو زرعة: قال لي أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام، وكان صاحب علم.
"تاريخ بغداد" 10/ 402.
قال الأثرم: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأُخبرتُ، جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعتُ فحسبك به.
"تاريخ بغداد" 50/ 401، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
وقال الميموني: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: (قال)، فاحذره. وإذا قال: سمعت أو سألت، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء، كان من أوعية العلم.
"تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: كان يحيى بن سعيد يقول: كان ابن جريج يحدثهم بما لا يحفظ، يشير إلى أنه كان يحدث من كتب غيره، قال: وما كنا نحن نسمع من ابن جريج إلا من حفظه، قال: فقال له إنسان: فلعل ابن جريج حدثكم شيئًا حفظه من كتب الناس.
ثم قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم، وذكر غيره، قال: إلا أيام الحج فإنه كان يخرج كتاب المناسك فيحدثهم به من كتابه.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 492
قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: ابن جُريج سمع من طاوس؟
قال: لم أسمع فيه إلا حرفا.
وقال: رأيت طاوسًا.
وقال أحمد: كل شيء يقول ابن جُريج: قال عطاء أو عن عطاء، فإنه لم يسمعه من عطاء.
"بحر الدم" (641).
قال البخاري: حدثني محمد بن مقاتل قال: أخبرنا أحمد قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة.
"التاريخ الكبير" 2/ 99.
قال صالح: قال أبي: كان ابن جريج يكني أبا خالد، وأبا الوليد، وكانت له كنيتان.
"الأسامي والكنى" (247).
قال الميموني: قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج من أوعية العلم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (479).
قال الميموني: قال أحمد: ما رأينا أحدًا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
"العلل" رواية المروذي وغيره (505).
قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: مات ابن جريج سنة خمسين، وزعموا: قبل أن يقدم الناس مكة.
"سؤالات أبي داود" (23).
وقال أبو داود: وسمعت أحمد سمى ابن سابط، فقال: ثنا روح، نا ابن جريج قال: أدبني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط.
"سؤالات أبي داود" (48).
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: ليس أحد أثبت في عطاء من عمرو ابن دينار، ثم ابن جريج.
"سؤالات أبى داود" (214).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: إذا قال ابن جريج أخبرني في كل شيء، فهو صحيح.
سمعت أحمد يقول: سفيان أسند عن عمرو بن دينار، وعند ابن جريج رأيه.
سمعت أحمد يقول: أثبت الناس في عمرو بن دينار ابن عيينة، ثم ابن جريج.
قيل: حماد بن زيد؟ قال: أي شيء عند حماد، وعنده مائة وخمسون حديثًا، أو لا يكون؟ !
سمعت أحمد قال: قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج.
سمعت أحمد قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين، فقال: جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد. فلم يعطه شيئًا.
"سؤالات أبي داود" (220).
وقال أبو داود: وبلغني عن أحمد بن حنبل أن ابن جريح إنما سمعه من ياسين (1) -يعني: حديث ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس على الخائن والمختلس قطع" (2).
"مسائل أبي داود" (4393)، "سنن أبي داود" 2/ 542.
روى ابن هانئ عن أحمد قال: وروى ابن جريج {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} قال -أي: محمد بن المرتفع-: سبيل الخلاء والبول.
"مسائل ابن هانئ" (2230).
قال المروذي: قلتُ: فكيف ابن خُثيم؟ قال: الن جريج أثبت منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (174).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: إذا قُلت لكم: قلتُ، فإنما أعني: عطاء. فقال سندل: لو كان عطاء ابن جارية جريج ما حمل له.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (811).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرزاق: وأهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال عبد الرزاق: وما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج (1).
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (854).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حثبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: كنت إذا رددتُ عطاء وضع يده على رأسه، ثم قال: نعم (تقام) (2) مدها.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (860).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو عبد الرحمن المقرئ قال: مات ابن عون، وابن جريج سنة خمسين.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (896).
قال حرب: قال أحمد: وابن جريج وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال: وأبوه يروي عن عائشة، وذهب أحمد إلى أنه لم يلق عائشة.
"مسائل حرب" ص 482.
وقال حرب: قال أحمد: ابن جريج روى عن ست عجائز هن من عجائز المسجد الحرام. قال: وكان صاحب علم.
"مسائل حرب" ص 482.
وروى حرب عن أحمد قال: ليس أحد يروى عن عطاء أثبت من عمرو وابن جريج.
"مسائل حرب" ص 483.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن جريح: ورأيت صفية بنت شيبة مختضبة، عليها ثياب معصفرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (528).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج بن محمد الترمذي، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي أن إبراهيم بن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما مات حُمل إلى قبره على منسج الفرس. قال أبي: كان يحيى وعبد الرحمن أنكراه عليه فأخرج إلينا كتابه الأصل قرطاس فقال: ها أخبرني أبو حفر محمد بن علي (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (634).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ابن جريج له كنيتان: أبو خالد، وأبو الوليد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1350)، (4640).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: كان اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذا الفقار، واسم درعه: ذات الفضول -أو: الفصول، شك عبد الرزاق- قال: ابن جريج: وكان سيفه محلى بالفضة. قال ابن جريج: أخبرني ذلك محمد بن مرة (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2090)، (5303).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرتُ عن أنس بن مالك أنه قال: كانت قلنسُوة سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فضة (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2091)، (5304).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذو الفقار (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2092)، (5305).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد قال: رأيت سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قائمه من فضة ونعله من فضة وبين ذلك حلق فضة، فقال: هو عند هؤلاء الآن. يعني: آل العباس (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2093)، (5306).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمع ابن جريج من ميمون بن مهران أحاديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2333).
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: أول من صنف من هو؟
قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة -يعني: ونحوها ولي-، وقال ابن جريج: ما صنف أحد العلم تصنيفي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2383).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قدم ابن جُريج على أبي جعفر فقال له: إني قد جمعت حديث جدك عبد اللَّه بن عباس وما جمعه أحد جمعي أو نحو ذا، قال: فلم يعطه شيئا فضمه إلى سليمان بن مجالد، رجل كان يكون مع أبي جعفر، قال أبي: وكان حجاج مؤدبًا لسليمان بن مجالد، فأما سليمان بن مجالد فأحسن إلى ابن جريج -يعني: أعطاه وأكرمه. فقال له ابن جريج: ما أدري ما أجزيك به، ولكن خذ كتبي هذِه فانسخوها فبعضها سماع وبعضها عرض. قال أبي: فحدثني ابن حجاج، عن أبيه قال: كان يأتينا رجل من أهل الكوفة، قال: فكان يقول لنا: ادفعوا
إليه، يقرأ هو عليكم. قال أبي: قال حجاج: إلا التفسير، فإنه لم يكن مع ابن جريج فأملاه علينا إملاء -يعني: التفسير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2384).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة، مات قبل أن يجيء الحج، قال: وقد سمع مؤمل من ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3596)، (5227).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: حُدثت عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس قال: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصُّرد (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال يحيى بن سعيد: ورأيت في كتاب سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد عن الزهري، بنحوه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4186)، (4187).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج: كنا نجتمع على عطاءخمسين فما بقي منهم -يعني: أحد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4310).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: قال يحيي: قلت لابن جريج: فأبى إلا أنه سمعه منه -يعني: من محمد بن عباد بن جعفر، ووجدته -يعني: يحيي- يقول: وجدته في الكتب عن عبد الحميد بن جبير، عن محمد ابن عباد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4318).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أثبت الناس في عطاء عَمرو بن دينار، وابن جريج، قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء -أو حديث عطاء- فكان القول ما قال ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4950).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول في حديث عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر: انكسفت الشمس (1): خالفه ابن جريج، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير قال: أخبرني من أصدق -فظننته يريد عائشة (2) - قال أبي: رواه قتادة، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة (3). قال أبي: أقضي بابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء.
وقال أبي مرة أخرى -وذكر عطاء- فقال: أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو بن دينار ولقد خالفه -أظنه- قال: حبيب بن أبي ثابت لابن جريج في شيء من حديث عطاء، أو قول عطاء. فكان القول: ما قال -يعني: ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5123).
وقال عبد اللَّه: سئل عن حديث ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة" عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لعن المترجلات من النساء" (1) فقال: رواه حجاج الأعور عن ابن جريج بإسناد آخر، وليس هو عن ابن أبي مليكة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5265).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أو غيرها، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إن شاء اللَّه: "من أسلم على شيء فهو له" (2). فقال: رواه ابن جريج، قلت لعطاء: من أسلم على شيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5266).
قال سلمة: قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن قال: مات (علي بن جريج) (3) في سنة ست وأربعين ومائة، ولم يقرأ ابن جريج على الناس، قال: وقدمت أنا في سنة سبع وأربعين ومائة وسمعت للناس منه، وكان يحدث بعشرين حديثًا بالعشي بالشفاعة، وسمعت أنا منه أيضًا المناسك سنة تسع وأربعين ومائة، قال: ومات ابن جريج وابن عون سنة خمسين ومائة.
"المعرفة والتاريخ" 1/ 136.
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج: إذا قلت لكم: (قلت)، فإنما أعني: عطاء، قال سندل: لو كان عطاء ابن جارية ابن جريج ما حمل له، قال عبد الرزاق عن ابن جريج: كنت إذا رددت على عطاء وضع يده على رأسه ثم قال: نعم. مد بها صوته.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 26.
قال أبو طالب: قال أحمد: ابن جريج ثبت صحيح الحديث، لم يحدث بشيء إلا أتقنه، قال سفيان: قال ابن جريج وهو ابن أربعين سنة: أقرأ على القرآن حتى أفسره.
"الجرح والتعديل" 5/ 357.
قال صالح: قال أبي: ابن جريج أثبت الناس في عطاء.
"الجرح والتعديل" 5/ 357، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال أبو حاتم الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي" (1). وذكرت له حكاية ابن علية.
فقال: كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه، من حدث عنهم، ثم لقيت عطاء، ثم لقيت فلانًا، فلو كان محفوظًا عنه لكان هذا في كتبه ومراجعاته.
"العلل" لابن أبي حاتم 1/ 408 (1224).
قال أبو زرعة: قال لي أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام، وكان صاحب علم.
"تاريخ بغداد" 10/ 402.
قال الأثرم: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأُخبرتُ، جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعتُ فحسبك به.
"تاريخ بغداد" 50/ 401، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
وقال الميموني: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: (قال)، فاحذره. وإذا قال: سمعت أو سألت، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء، كان من أوعية العلم.
"تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: كان يحيى بن سعيد يقول: كان ابن جريج يحدثهم بما لا يحفظ، يشير إلى أنه كان يحدث من كتب غيره، قال: وما كنا نحن نسمع من ابن جريج إلا من حفظه، قال: فقال له إنسان: فلعل ابن جريج حدثكم شيئًا حفظه من كتب الناس.
ثم قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم، وذكر غيره، قال: إلا أيام الحج فإنه كان يخرج كتاب المناسك فيحدثهم به من كتابه.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 492
قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: ابن جُريج سمع من طاوس؟
قال: لم أسمع فيه إلا حرفا.
وقال: رأيت طاوسًا.
وقال أحمد: كل شيء يقول ابن جُريج: قال عطاء أو عن عطاء، فإنه لم يسمعه من عطاء.
"بحر الدم" (641).
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، أحد الأعلام الحفّاظ، توفي سنة (149).
عَبْد الملك بْن عَبْد السَّلام بْن عَبْد الملك بن عبد السلام بن الحسين بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَبُو مُحَمَّد الطلحي التيمي المعروف بابن الصدر، ويعرف بابن الأبيض أيضا:
من ساكني دار القز، سمع أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن السراج وأبا غالب محمد بن محمد بن عبيد اللَّه العطار وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو الرضا أحمد بن طارق بن سيار المزكي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وذكر أنه كان صدوقا.
أَنْبَأَنَا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بن الصدر بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله العطار وأنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَزَّازُ بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن محمد أبو المعالي العطار، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحسين السراج قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصْيَنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن حبيب القاضي، حدثنا جندل ، حدثنا أبو الأحوص
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ قُتِلَ صَبْرًا كَانَ كَفَّارَةً لِخَطَايَاهُ» .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الملك بن الصدر في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وذكر ابن شافع وفاته كذلك، وقال:
ودفن بباب حرب .
من ساكني دار القز، سمع أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن السراج وأبا غالب محمد بن محمد بن عبيد اللَّه العطار وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو الرضا أحمد بن طارق بن سيار المزكي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وذكر أنه كان صدوقا.
أَنْبَأَنَا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بن الصدر بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله العطار وأنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَزَّازُ بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن محمد أبو المعالي العطار، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحسين السراج قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصْيَنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن حبيب القاضي، حدثنا جندل ، حدثنا أبو الأحوص
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ قُتِلَ صَبْرًا كَانَ كَفَّارَةً لِخَطَايَاهُ» .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الملك بن الصدر في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وذكر ابن شافع وفاته كذلك، وقال:
ودفن بباب حرب .
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي فقيه الحجاز مشهور بالعلم والثبت كثير الحديث وصفه النسائي وغيره بالتدليس قال الدارقطني شر التدليس تدليس بن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس الا فيما سمعه من مجروح.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ الْمَكِّيُّ مَوْلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ الْقُرَشِيِّ لَهُ كُنْيَتَانِ أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو خَالِدٍ يَرْوِي عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيِّ رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَالنَّاسُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ جَاوَزَ السَّبْعِينَ وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَقُرَّائِهِمْ وَمُتْقِنِيهِمْ وَكَانَ يُدَلِّسُ وَقَدْ قِيلَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَة وَلابْن جريج بن يُسمى عبد الْعَزِيز وَله بن يُقَال
لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ كَانَ يَنْزِلُ بِئْرَ مَيْمُونٍ بِمَكَّةَ فِي أَصْلِ ثَبِيرٍ على ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ يرْوى بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ أَبُو الْحَسَنِ وَكَانَ أَحْمَدُ هَذَا مُؤَذِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام
لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ كَانَ يَنْزِلُ بِئْرَ مَيْمُونٍ بِمَكَّةَ فِي أَصْلِ ثَبِيرٍ على ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ يرْوى بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ أَبُو الْحَسَنِ وَكَانَ أَحْمَدُ هَذَا مُؤَذِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام
عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج، المكي، مولى أمية بن خالد :
ويقال إن جريجا كان عبدا لأم حبيب بنت جبير زوجة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية. فنسب ولاؤه إليه. وله أخ يسمى محمد بن عبد العزيز، وكان عبد الملك بن جريج يكنى أبا الوليد، وأبا خالد. سمع من طاوس مسألة واحدة. ومن مجاهد حرفين في القراءات. وسمع الكثير من عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وابن أبي مليكة، وأبي الزبير، ومحمد بن المنكدر، ونافع وميمون ابن مهران، والزهري، وابن طاوس، وهشام بن عروة. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وثور بن يزيد الحمصي، والأوزاعي، وسفيان الثوري، والليث بن سعد،
وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وابن علية، ووكيع وعبد الله بن إدريس، وحجاج بن الأعور، ومحمد بن بكر البرساني، وخالد بن الحارث، وأسامة، وأبو عاصم، وروح ابن عبادة، وعبد الله بن وهب، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق بن همام وغيرهم.
ويقال: إنه أول من صنف الكتب، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور.
كذلك أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سمعت الأنصاري يقول: قدم ابن جريج علي أبي جعفر ببغداد.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث السجزي قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين. فقال:
جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد، فلم يعطه شيئا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: كان ابن جريج مولى لأبي خالد بن أسيد، وأصله رومي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
ابن جريج اسمه بعد الملك بن عبد العزيز بن جريج كان صدوقا مكيا.
قال أبو عاصم: كانت له كنيتان، إحداهما أبو الوليد، والأخرى أبو خالد.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج كانت له كنيتان، أبو خالد وأبو الوليد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- قال: قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أحمد الزّهريّ- الخطيب بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: نظرتُ فإذا الإسناد يدور على ستة، - فذكرهم- قال: ثُمَّ صار علم هَؤُلَاءِ الستة إلى أصحاب الأصناف، ممن يصنف العلم، منهم من أهل مكة عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج مولى القرشيين، ويكنى أبا الوليد، لقى ابن شهاب، وعمرو ابن دينار، وقد رأى الأعمش، ولم يرو عنه.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عبد الرحيم قال: قال علي:
- يعني ابن المدينيّ- أخبرنا عبد الوهاب بن همام- أخو عبد الرزاق- عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي عبد الله بن عبيد: قرأت القرآن؟ قلت لا، قال: فاذهب فاقرأ القرآن ثم اطلب العلم، قال: فذهبت فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت إلى عطاء وعنده عبد الله بن عبيد. فقال: تعلمت القرآن- أو قرأت كل القرآن- قلت نعم! قال: تعلمت الفريضة قلت: لا؟ قال: فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم، قال: فطلبت الفريضة ثم جئت فقال تعلمت الفريضة؟ قلت: نعم! قال: الآن فاطلب العلم، قال: فلزمت عطاء سبع عشرة سُنَّةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد بن سمعان الورّاق، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، وكان يبيت في المسجد عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بن أحمد، حَدَّثَنَا- وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا- أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا الحسين بن محمّد الحريري البلخيّ، حدّثنا حمزة بن بهرام، حَدَّثَنَا طلحة قال: قلت لعطاء: من نسأل بعدك يا أبا محمد؟ قال: هذا الفتى إن عاش- يعني ابن جريج-.
أخبرنا الحسن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الإسفراييني قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد الميموني قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل:
كان ابن جريج من أوعية العلم.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان الفقيه قال: حدثني علي بن يعقوب بن إبراهيم- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: قال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام وكان صاحب علم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يقول: أصحاب الحديث خمسة، فذكر ابن جريج منهم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثني محمّد بن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان قال: سمعت ابن جريج يقول: ما دون العلم تدويني أحد، وقال جالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين.
وقال يعقوب: قال علي قلت ليحيى: سفيان في عمرو بن دينار أثبت من ابن جريج؟ فقال: لا. ابن جريج أثبت، فقال علي: فذاكرت سفيان أمر ابن جريج في عمرو فقال: كان يمر بي فيقول: لقد غلبتنا على وسادة عمرو، قال: ولم أره سأله عن شيء قط. قد كان فرغ قبلي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العبّاس بن الوليد بن يزيد يقول: سمعت إسماعيل بن محمد عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج لمن طلبتم العلم؟ قال: كلهم يقول لنفسي غير ابن جريج فإنه قال طلبته للناس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان ابن يحيى الأدمي، حدّثنا أبو قلابة، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ قال:
قال ابن جريج:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد- إجازة- حدّثني منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عياش، عن المثنى- وغيره- عن عطاء بن أبي رباح قال: سيد شباب أهل الحجاز، ابن جريج، وسيد شباب أهل الشام، سليمان بن موسى، وسيد شباب أهل العراق، حجاج بن أرطاة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مُكرم قَالَ: سمعت محمود بن غيلان يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى الله، قال: وما رأيت مصليا قط مثله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث السجزي قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قَالَ عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ أخذ ابن جريج الصّلاة عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزّبير، وأخذها ابن الزّبير عن أبي بكر، وأخذها أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:
وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَسَنَ الصَّلاةِ.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي عن يحيى بن سعيد قال: رأيت معه- يعني سفيان الثوري- خرجا عن ابن جريج-.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حَدَّثَنَا عبد الرحمن قال: قال سفيان: أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى فحفظته، وتركت ما سوى ذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا عبد الرزاق قال: قدم أبو جعفر- يعني الخليفة- مكة، فقال اعرضوا علي حديث ابن جريج، قال: فعرضوا عليه حديث ابن جريج، فقال: ما أحسنها لولا هذا الحشو الذي فيها- يعني بلغني، وحدثت-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قال: سمعت إسماعيل بن داود المخارقي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كان ابن جريج حاطب ليل.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا محمد بن المنهال قال: كان يزيد بن زريع يقول: كان ابن جريج صاحب غثاء.
أخبرنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل- إجازة- قال: كتب إلي ابن خلاد- وهو أبو بكر الباهلي- سمعت يحيى- يعني ابن سعيد القطان- يقول: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة. وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم ينتفع به.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول: سمعت أحمد ابن صالح المصري يقول: ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا يعبأ به.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ لي أَبُو عبد الله:
إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت، جاء بمناكير، فإذا قال أَخْبَرَنِي وسمعت فحسبك به.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد ابن نوح الجنديسابوري، حَدَّثَنَا محمد بن الفضل العتابي قال: كنت عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل- وذكر ابن جريج فقال: إذا قال أَخْبَرَنِي وسمعت فحسبك به.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان الفقيه، حدّثنا إبراهيم بن علي القطيعيّ، حدّثني الحسن بن الهيثم بن الخلّال، حَدَّثَنَا محمد بن موسى بن مشيش. قَالَ: قال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج الذي يحدث من كتاب أصح، وكان في بعض حفظه إذا حدث حفظا سيء.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن المظفر، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: ابْن جريج ثقة في كل ما روى عنه من الكتاب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان ابن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال علي في موضع آخر قال يحيى بن سعيد: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قال: رأيت في كتاب علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب وعبيد الله، ومالك بن أنس، وابن جريج أثبت من مالك في نافع.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا علي قال: سمعت يحيى قال:
وحدّثنا أبو نعيم، حدّثنا ابن الصّوّاف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد. قال ابن جريج: طرح إلي نافع حقيبة فمنها ما قرأت، ومنها ما سألت. قال يحيى: فما قال سألت وقلت فهو مما سأله، والقراءة، أَخْبَرَنِي نافع ثم قال يحيى: هو أثبت من مالك في نافع.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة قَالَ: حَدَّثَنِي ابن خلاد قال سمعت يحيى- هو ابن سعيد- يقول: كان [عند] عبد الملك بن أبي سليمان أحاديث فيها شيء يقطع فيوصله ويوصل فيقطعه، وقدم ابن جريج في حديث عطاء.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِتَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد جعفر بن المهلب، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. قَالَ: قال أبي: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في أشياء. قال وابن جريج أثبت عندنا منه. قال أبي: عمرو بن دينار، وابن جريج أثبت الناس في عطاء.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني. قال: ما رأينا أحدا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
أخبرنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن أحمد- إجازة- قال: سمعت أبي يقول أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو ابن دينار. قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء وكان القول ما قال ابن جريج.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول قلت ليحيى بن معين: فابن جريج؟ قال: ليس بشيء في الزهري.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي. قال: وابن جريج مكي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد البزّاز، حدّثنا محمّد بن أحمد بن المحسن الصّوّاف، حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى. قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: مات ابن جريج سنة تسع وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حَدَّثَنِي أبو عبد الله قَالَ سمعت يحيى بن سعيد. قال: مات ابن جريج سنة خمسين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
سمعت مكي بن إبراهيم قال:
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، حدّثنا أحمد بن علي البار، حَدَّثَنَا مسلم بن عبد الرحمن الْبَلْخِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مات ابن جريج في سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن عبد الله الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي. وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق، حدّثنا عمر ابن أحمد، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط. قال: وعَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج يكنى أبا الوليد، مولى لآل أسيد بن أبي العيص بن أمية، مات سنة خمسين ومائة.
أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، حدّثنا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود. قَالَ: قَالَ علي بن المديني: ومات ابن جريج سنة إحدى وخمسين ومائة.
ويقال إن جريجا كان عبدا لأم حبيب بنت جبير زوجة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية. فنسب ولاؤه إليه. وله أخ يسمى محمد بن عبد العزيز، وكان عبد الملك بن جريج يكنى أبا الوليد، وأبا خالد. سمع من طاوس مسألة واحدة. ومن مجاهد حرفين في القراءات. وسمع الكثير من عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وابن أبي مليكة، وأبي الزبير، ومحمد بن المنكدر، ونافع وميمون ابن مهران، والزهري، وابن طاوس، وهشام بن عروة. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وثور بن يزيد الحمصي، والأوزاعي، وسفيان الثوري، والليث بن سعد،
وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وابن علية، ووكيع وعبد الله بن إدريس، وحجاج بن الأعور، ومحمد بن بكر البرساني، وخالد بن الحارث، وأسامة، وأبو عاصم، وروح ابن عبادة، وعبد الله بن وهب، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق بن همام وغيرهم.
ويقال: إنه أول من صنف الكتب، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور.
كذلك أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سمعت الأنصاري يقول: قدم ابن جريج علي أبي جعفر ببغداد.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث السجزي قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين. فقال:
جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد، فلم يعطه شيئا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: كان ابن جريج مولى لأبي خالد بن أسيد، وأصله رومي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
ابن جريج اسمه بعد الملك بن عبد العزيز بن جريج كان صدوقا مكيا.
قال أبو عاصم: كانت له كنيتان، إحداهما أبو الوليد، والأخرى أبو خالد.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج كانت له كنيتان، أبو خالد وأبو الوليد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- قال: قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أحمد الزّهريّ- الخطيب بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: نظرتُ فإذا الإسناد يدور على ستة، - فذكرهم- قال: ثُمَّ صار علم هَؤُلَاءِ الستة إلى أصحاب الأصناف، ممن يصنف العلم، منهم من أهل مكة عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج مولى القرشيين، ويكنى أبا الوليد، لقى ابن شهاب، وعمرو ابن دينار، وقد رأى الأعمش، ولم يرو عنه.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عبد الرحيم قال: قال علي:
- يعني ابن المدينيّ- أخبرنا عبد الوهاب بن همام- أخو عبد الرزاق- عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي عبد الله بن عبيد: قرأت القرآن؟ قلت لا، قال: فاذهب فاقرأ القرآن ثم اطلب العلم، قال: فذهبت فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت إلى عطاء وعنده عبد الله بن عبيد. فقال: تعلمت القرآن- أو قرأت كل القرآن- قلت نعم! قال: تعلمت الفريضة قلت: لا؟ قال: فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم، قال: فطلبت الفريضة ثم جئت فقال تعلمت الفريضة؟ قلت: نعم! قال: الآن فاطلب العلم، قال: فلزمت عطاء سبع عشرة سُنَّةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد بن سمعان الورّاق، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، وكان يبيت في المسجد عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بن أحمد، حَدَّثَنَا- وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا- أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا الحسين بن محمّد الحريري البلخيّ، حدّثنا حمزة بن بهرام، حَدَّثَنَا طلحة قال: قلت لعطاء: من نسأل بعدك يا أبا محمد؟ قال: هذا الفتى إن عاش- يعني ابن جريج-.
أخبرنا الحسن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الإسفراييني قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد الميموني قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل:
كان ابن جريج من أوعية العلم.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان الفقيه قال: حدثني علي بن يعقوب بن إبراهيم- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: قال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام وكان صاحب علم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يقول: أصحاب الحديث خمسة، فذكر ابن جريج منهم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثني محمّد بن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان قال: سمعت ابن جريج يقول: ما دون العلم تدويني أحد، وقال جالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين.
وقال يعقوب: قال علي قلت ليحيى: سفيان في عمرو بن دينار أثبت من ابن جريج؟ فقال: لا. ابن جريج أثبت، فقال علي: فذاكرت سفيان أمر ابن جريج في عمرو فقال: كان يمر بي فيقول: لقد غلبتنا على وسادة عمرو، قال: ولم أره سأله عن شيء قط. قد كان فرغ قبلي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العبّاس بن الوليد بن يزيد يقول: سمعت إسماعيل بن محمد عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج لمن طلبتم العلم؟ قال: كلهم يقول لنفسي غير ابن جريج فإنه قال طلبته للناس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان ابن يحيى الأدمي، حدّثنا أبو قلابة، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ قال:
قال ابن جريج:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد- إجازة- حدّثني منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عياش، عن المثنى- وغيره- عن عطاء بن أبي رباح قال: سيد شباب أهل الحجاز، ابن جريج، وسيد شباب أهل الشام، سليمان بن موسى، وسيد شباب أهل العراق، حجاج بن أرطاة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مُكرم قَالَ: سمعت محمود بن غيلان يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى الله، قال: وما رأيت مصليا قط مثله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث السجزي قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قَالَ عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ أخذ ابن جريج الصّلاة عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزّبير، وأخذها ابن الزّبير عن أبي بكر، وأخذها أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:
وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَسَنَ الصَّلاةِ.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي عن يحيى بن سعيد قال: رأيت معه- يعني سفيان الثوري- خرجا عن ابن جريج-.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حَدَّثَنَا عبد الرحمن قال: قال سفيان: أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى فحفظته، وتركت ما سوى ذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا عبد الرزاق قال: قدم أبو جعفر- يعني الخليفة- مكة، فقال اعرضوا علي حديث ابن جريج، قال: فعرضوا عليه حديث ابن جريج، فقال: ما أحسنها لولا هذا الحشو الذي فيها- يعني بلغني، وحدثت-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قال: سمعت إسماعيل بن داود المخارقي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كان ابن جريج حاطب ليل.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا محمد بن المنهال قال: كان يزيد بن زريع يقول: كان ابن جريج صاحب غثاء.
أخبرنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل- إجازة- قال: كتب إلي ابن خلاد- وهو أبو بكر الباهلي- سمعت يحيى- يعني ابن سعيد القطان- يقول: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة. وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم ينتفع به.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول: سمعت أحمد ابن صالح المصري يقول: ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا يعبأ به.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ لي أَبُو عبد الله:
إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت، جاء بمناكير، فإذا قال أَخْبَرَنِي وسمعت فحسبك به.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد ابن نوح الجنديسابوري، حَدَّثَنَا محمد بن الفضل العتابي قال: كنت عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل- وذكر ابن جريج فقال: إذا قال أَخْبَرَنِي وسمعت فحسبك به.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان الفقيه، حدّثنا إبراهيم بن علي القطيعيّ، حدّثني الحسن بن الهيثم بن الخلّال، حَدَّثَنَا محمد بن موسى بن مشيش. قَالَ: قال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج الذي يحدث من كتاب أصح، وكان في بعض حفظه إذا حدث حفظا سيء.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن المظفر، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: ابْن جريج ثقة في كل ما روى عنه من الكتاب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان ابن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال علي في موضع آخر قال يحيى بن سعيد: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قال: رأيت في كتاب علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب وعبيد الله، ومالك بن أنس، وابن جريج أثبت من مالك في نافع.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا علي قال: سمعت يحيى قال:
وحدّثنا أبو نعيم، حدّثنا ابن الصّوّاف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد. قال ابن جريج: طرح إلي نافع حقيبة فمنها ما قرأت، ومنها ما سألت. قال يحيى: فما قال سألت وقلت فهو مما سأله، والقراءة، أَخْبَرَنِي نافع ثم قال يحيى: هو أثبت من مالك في نافع.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة قَالَ: حَدَّثَنِي ابن خلاد قال سمعت يحيى- هو ابن سعيد- يقول: كان [عند] عبد الملك بن أبي سليمان أحاديث فيها شيء يقطع فيوصله ويوصل فيقطعه، وقدم ابن جريج في حديث عطاء.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِتَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد جعفر بن المهلب، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. قَالَ: قال أبي: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في أشياء. قال وابن جريج أثبت عندنا منه. قال أبي: عمرو بن دينار، وابن جريج أثبت الناس في عطاء.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني. قال: ما رأينا أحدا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
أخبرنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن أحمد- إجازة- قال: سمعت أبي يقول أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو ابن دينار. قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء وكان القول ما قال ابن جريج.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول قلت ليحيى بن معين: فابن جريج؟ قال: ليس بشيء في الزهري.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي. قال: وابن جريج مكي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد البزّاز، حدّثنا محمّد بن أحمد بن المحسن الصّوّاف، حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى. قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: مات ابن جريج سنة تسع وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حَدَّثَنِي أبو عبد الله قَالَ سمعت يحيى بن سعيد. قال: مات ابن جريج سنة خمسين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
سمعت مكي بن إبراهيم قال:
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، حدّثنا أحمد بن علي البار، حَدَّثَنَا مسلم بن عبد الرحمن الْبَلْخِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مات ابن جريج في سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن عبد الله الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي. وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق، حدّثنا عمر ابن أحمد، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط. قال: وعَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج يكنى أبا الوليد، مولى لآل أسيد بن أبي العيص بن أمية، مات سنة خمسين ومائة.
أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، حدّثنا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود. قَالَ: قَالَ علي بن المديني: ومات ابن جريج سنة إحدى وخمسين ومائة.
عبد الملك بن عبد اللَّه بن يوسف بن عبد اللَّه بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بإمام الحرمين :
من أهل نيسابور، إمام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الآذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق، وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الأدب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد
ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني، وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الأكابر، وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف «كنهاية المطلب في دراية المذهب» المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب «الشامل» خمس مجلدات، وكتاب «الأساليب في الخلاف» مجلدان، و «التحفة» ، و «الغنية» ، و «الإرشاد» ، و «البرهان في أصول الفقه» ، وفي أصول الدين «غياث الأمم» ، و «الرسالة النظامية» ، و «مدارك العقول» ، و «مختصر التقريب» ، و «الإرشاد للباقلاني» مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي وأبي سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل اللَّه بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير. روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني لنفسه:
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وطول زمان
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي ، فتكلم مع أبي إسحاق وأبى نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه. قال الشيخ أبو القاسم الأسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي- وكان متفننا في العلوم علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والأصول- عند عميد الملك وقد كان قابسه الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قدم علينا سنة تسع وأربعين شابا، أشقر اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الإمام أبي القاسم في العباد: هل لهم أفعال؟ فقال:
إن وجدت في القرآن آية تقتضي ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم:
(وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ)
، ومد صوته وجعل يقول: (هُمْ لَها عامِلُونَ)
وأصرح [من] هذه الإضافة لا يكون (كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)
(لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)
[يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ] (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح إلى التأويل، فقال:
والله! إنك بار وتتأول صريح كلام اللَّه لتصحح بتأويلك كلام أبي الحسن الأشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان أيضا في دولة عميد الملك نوع عصبية على الأشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط وإلا فقد كان أحسن الناس لفظا وأقواهم منه في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي أبو
محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب «طبقات الفقهاء» من جمعه: أبو المعالي الجويني إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه، أخذ الفقه على والده، وإليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فإنه يلقب «بإمام الحرمين» فقال قاضي القضاة: بل هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي قال: كتب إلي أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ أبا إسحاق الفيروزابادي يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان- يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا إسحاق يقول لأبي المعالي: يا مفيد أهل المشرق والمغرب- لقد استفاد من علمه الأولون والآخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم إمام الأئمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة إثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الإمام أبو القاسم القشيري: لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة.
وقرأت على أبي الفتوح عن أحمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول:
حضرت مع شيخ الإسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم إمام الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الإسلام سمعته يقول: صرف اللَّه المكاره عن هذا الإمام فهو اليوم قرة عين الإسلام والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب إلي أبو سعد عبد اللَّه بن عمر بن أَحْمَد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو
الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين من يوم الأربعاء إلى ميدان الحسين، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع المناديل عن الرءوس عاما بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرءوس والكبار، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما [عزاء] عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطبري المدرس بثغر جيزة لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق ... بأبي المعالي نأور دين مشرق
أنذر بني الدنيا قيام قيامة ... فالشمس صار مغيبها في المشرق
من أهل نيسابور، إمام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الآذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق، وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الأدب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد
ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني، وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الأكابر، وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف «كنهاية المطلب في دراية المذهب» المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب «الشامل» خمس مجلدات، وكتاب «الأساليب في الخلاف» مجلدان، و «التحفة» ، و «الغنية» ، و «الإرشاد» ، و «البرهان في أصول الفقه» ، وفي أصول الدين «غياث الأمم» ، و «الرسالة النظامية» ، و «مدارك العقول» ، و «مختصر التقريب» ، و «الإرشاد للباقلاني» مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي وأبي سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل اللَّه بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير. روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني لنفسه:
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وطول زمان
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي ، فتكلم مع أبي إسحاق وأبى نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه. قال الشيخ أبو القاسم الأسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي- وكان متفننا في العلوم علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والأصول- عند عميد الملك وقد كان قابسه الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قدم علينا سنة تسع وأربعين شابا، أشقر اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الإمام أبي القاسم في العباد: هل لهم أفعال؟ فقال:
إن وجدت في القرآن آية تقتضي ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم:
(وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ)
، ومد صوته وجعل يقول: (هُمْ لَها عامِلُونَ)
وأصرح [من] هذه الإضافة لا يكون (كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)
(لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)
[يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ] (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح إلى التأويل، فقال:
والله! إنك بار وتتأول صريح كلام اللَّه لتصحح بتأويلك كلام أبي الحسن الأشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان أيضا في دولة عميد الملك نوع عصبية على الأشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط وإلا فقد كان أحسن الناس لفظا وأقواهم منه في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي أبو
محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب «طبقات الفقهاء» من جمعه: أبو المعالي الجويني إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه، أخذ الفقه على والده، وإليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فإنه يلقب «بإمام الحرمين» فقال قاضي القضاة: بل هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي قال: كتب إلي أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ أبا إسحاق الفيروزابادي يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان- يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا إسحاق يقول لأبي المعالي: يا مفيد أهل المشرق والمغرب- لقد استفاد من علمه الأولون والآخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم إمام الأئمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة إثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الإمام أبو القاسم القشيري: لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة.
وقرأت على أبي الفتوح عن أحمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول:
حضرت مع شيخ الإسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم إمام الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الإسلام سمعته يقول: صرف اللَّه المكاره عن هذا الإمام فهو اليوم قرة عين الإسلام والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب إلي أبو سعد عبد اللَّه بن عمر بن أَحْمَد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو
الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين من يوم الأربعاء إلى ميدان الحسين، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع المناديل عن الرءوس عاما بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرءوس والكبار، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما [عزاء] عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطبري المدرس بثغر جيزة لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق ... بأبي المعالي نأور دين مشرق
أنذر بني الدنيا قيام قيامة ... فالشمس صار مغيبها في المشرق
عبد الملك بن مظفر بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الله بن غالب، أبو غالب:
من أهل الحربية، كان شيخا صالحا، حافظا لكتاب اللَّه تعالى، متدينا، حسن الطريقة، مليح الشيبة، على وجهه وضأ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير. وكتب بخطه، وصحب الصالحين، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا المظفر هبة اللَّه بن أحمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن علي الحربي وجماعة سواهم، كتبت عنه، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُظَفَّرِ بْنِ غالب قال: أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا مؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ- أَوْ قَالَ:
أَحْبُلَهُ- فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» .
سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة؛ وتوفي يوم الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.
من أهل الحربية، كان شيخا صالحا، حافظا لكتاب اللَّه تعالى، متدينا، حسن الطريقة، مليح الشيبة، على وجهه وضأ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير. وكتب بخطه، وصحب الصالحين، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا المظفر هبة اللَّه بن أحمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن علي الحربي وجماعة سواهم، كتبت عنه، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُظَفَّرِ بْنِ غالب قال: أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا مؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ- أَوْ قَالَ:
أَحْبُلَهُ- فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» .
سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة؛ وتوفي يوم الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.
عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ويقال: ابن عبد الملك بن محمد بن شيبة أبو بكر الحزامى ـ بكسر الحاء المهملة والزاي المعجمة ـ القرشي مولاهم المدني، وقيل: المكي الجدي.
روى عن: أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي المديني، وأبي القاسم عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي المدني.
تفرد به البخاري، روى عنه في: صفة النبي صلى الله عليه وسلم في علامات النبوة في الإسلام، وفي الأطعمة في باب الحلواء والعسل.
وروى أيضًا عن: أبي العباس الوليد بن مسلم القرشي مولاهم الدمشقي، وأبي بكر عبد الله بن نافع المدني، وأبي هشام محمد بن مسلمة بن هشام بن إسماعيل المخزومي المدني، وأبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي، وأبي نباتة يونس ابن يحيى بن نباتة النحوي المدني وغيرهم.
روى عنه: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو بكر محمد بن يزيد الأسفاطي البصري، وأبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل القرشي القراطيسي نزيل مصر، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الرحمن العامري المدني وغيرهم.
وذكره أبو أحمد الحاكم في الأسماء والكنى له فقال: ليس بالمتين عندهم.
قال محمد: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة صدوق في الحديث قيل إنه كان يختلف إلى عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي وهو شاب يكتب عنه، فرآه أبو زرعة هناك فذاكر أبا زرعة بأحاديث غرائب، ولم تكن عنده، فسأله أن يحدثه فصار إليه ونظر في كتبه وسمع منه.
قال أبو زرعة: لم يكن بين تحديثه وبين موته كبير شيء، اختلفت إلى بيته عشرين ليلة أنظر في كتبه.
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه سأل عنه الدارقطني قال: قلت فعبد الرحمن بن شيبة لاحزامي قال: ثقة.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: عبد الرحمن بن شيبة بغدادي كان يسكن بجدة، ثقة في الحديث كيس، كتبت عنه وكان يحفظ الحديث.
روى عن: أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي المديني، وأبي القاسم عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي المدني.
تفرد به البخاري، روى عنه في: صفة النبي صلى الله عليه وسلم في علامات النبوة في الإسلام، وفي الأطعمة في باب الحلواء والعسل.
وروى أيضًا عن: أبي العباس الوليد بن مسلم القرشي مولاهم الدمشقي، وأبي بكر عبد الله بن نافع المدني، وأبي هشام محمد بن مسلمة بن هشام بن إسماعيل المخزومي المدني، وأبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي، وأبي نباتة يونس ابن يحيى بن نباتة النحوي المدني وغيرهم.
روى عنه: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو بكر محمد بن يزيد الأسفاطي البصري، وأبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل القرشي القراطيسي نزيل مصر، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الرحمن العامري المدني وغيرهم.
وذكره أبو أحمد الحاكم في الأسماء والكنى له فقال: ليس بالمتين عندهم.
قال محمد: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة صدوق في الحديث قيل إنه كان يختلف إلى عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي وهو شاب يكتب عنه، فرآه أبو زرعة هناك فذاكر أبا زرعة بأحاديث غرائب، ولم تكن عنده، فسأله أن يحدثه فصار إليه ونظر في كتبه وسمع منه.
قال أبو زرعة: لم يكن بين تحديثه وبين موته كبير شيء، اختلفت إلى بيته عشرين ليلة أنظر في كتبه.
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه سأل عنه الدارقطني قال: قلت فعبد الرحمن بن شيبة لاحزامي قال: ثقة.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: عبد الرحمن بن شيبة بغدادي كان يسكن بجدة، ثقة في الحديث كيس، كتبت عنه وكان يحفظ الحديث.
عبد الله بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عمر الأموي ولي الغزوة في خلافة أبيه، وهو الذي بنى المصيصة، وكانت داره بدمشق، وولي مصر.
قال: قال لي الوليد: كيف أنت والقرآن؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أختمه في كل جمعة. قلت: فأنت يا أمير المؤمنين؟ قال: وكيف مع ما أنا فيه من الشغل!؟ قال الزبير بن بكار في تسمية ولد عبد الملك بن مروان: وعبد الله بن عبد الملك، وهو لأم ولد، وكان يوصف بحسن الوجه، وحسن المذهب، وله يقول الحزين الديلي: من البسيط
في كفه خيزران ريحها عبق ... من نشر أبيض في عرنينه شمم
يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
ومن خبر ذاك: أن عبد الله بن عبد الملك حج، فقال له أبوه: إنه سيأتيك بالمدينة الحزين الشاعر، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه، وأرضه، وهو أشعر، ذو بطنٍ، عظيم الأنف، قال: فلما قدم عبد الله المدينة وصفه لحاجبه، وقال له: إياك أن ترده، فلم يأت الحزين حتى قام فدخل لينام، فقال له الحاجب: قد ارتفع، فلما ولّى ذكر، فلحقه، فقال له: ارجع، فرجع، فاستأذن له، فأدخله، فلما صار بين يديه، ورأى جماله، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتاً، فأمهله عبد الله حتى ظن أنه قد أراح، ثم قال له: السلام - رحمك الله - أولاً فقال: عليك السلام، أيها الأمير، أصلحك الله، إني كنت قد مدحتك بشعرٍ، فلما دخلت عليك، ورأيت جمالك، وبهاءك هبتك، فأنسيت ما قلت، وقد قلت في مقامي هذا بيتين، فأنشدهما فأجازه.
قال سعيد بن غفير: ولّى عبد الملك بن مروان عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة القضاء والشرط، فأتي بمولى لعبد الله بن عبد الملك سكران، كان به خاصاً، فأمر به يجلد الحد، فقيل: لا تفعل، إنه من خاصة عبد الله بن عبد الملك، فقال: لو كان ابنه لحددته.
وكان عبد الله بن عبد الملك بالإسكندرية، فلما بلغه ذلك غضب، فعزله، وضيق عليه.
وخرج عبد الله بن عبد الملك إلى نزهةٍ دعاه إليها يحيى بن حنظلة الكاتب مولى بني سهم، واستخلف عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي على الفسطاط، فلما متع النهار أقبل قرة بن شريك العبسي على أربعة من داوب البريد، فدخل فصلى في القِبلة، ثم تحول، وجلس صاحباه عن يمينه، وعن شماله، فأتتهم حرس المسجد، وكان له شرط يذبون عنه، فقالوا: إن هذا مجلس الوالي، ولكم في المسجد سعة، قال: فأين الوالي؟ قالوا: في متنزهٍ له، قال: فادعوا خليفته، فانطلق شرطي منهم إلى عبد الأعلى بن
خالد، فأتاه وقد فرغ من الغداء، فقال أصحابه: أرسل إليه يأتك صاغراً، قال: ما بعث إلي إلا وله السلطان علي، أسرجوا فركب حتى أتاه فسلم فقال: أنت خليفة الوالي؟ قال: نعم، قال: انطلق فاطبع الدواوين وبيت المال، قال: إن كنت والي خراجٍ فلسنا أصحابك، قال: ممن أنت؟ قال: من فهم، قال: انطلق كما تؤمر، فقال عبد الأعلى: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله، ثم مضى لما أمره به، وكتب إلى عبد الله بن عبد الملك يعلمه، فبكى وقال: مات عبد الملك، ولبس خفيه قبل سراويله، وشغل عبد الله بن عبد الملك عن عمران.
عن جعفر بن ربيعة: أن أهل مصر تشاءموا بعبد الله بن عبد الملك في ولايته عليهم، وذلك أن الطعام غلا، فاضطربوا لذلك، وكانت أول شدة رآها أهل مصر، فهجاه ابن أبي زمزمة، وهجاه عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة، فعزله عن القضاء والشرط في سنة تسع وثمانين، وولى عبد الواحد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج.
قال ابن شهاب لعبد الله بن عبد الملك بن مروان: من الطويل
أقول لعبد الله لما رأيته ... يطوف بأعلى القنتين مشرقا
تتبع خبايا الأرض وادع مليكها ... لعلك يوماً أن تجاب فترزقا
عن يحيى بن سعيد قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن بسر بن سعيد، فقيل له: مات، وقد علم أنه قد مات، قال: فما فعل عبد الله بن عبد الملك؟ قيل: مات، وذكر أن عبد الله بن عبد الملك ورث سبعين مديا من ذهب، فقال عمر: إن كان مدخلهما واحداً؛ لأن أعيش بعيش بسر بن سعيد أحب إلي من أن أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك، قال: فلما قام الناس دنا منه مزاحم فقال: يا أمير المؤمنين، أهلك؟ قال: لا أدع أن أذكر أهل الفضل بفضلهم.
وفي رواية: لئن كان بسر بن سعيد
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عمر الأموي ولي الغزوة في خلافة أبيه، وهو الذي بنى المصيصة، وكانت داره بدمشق، وولي مصر.
قال: قال لي الوليد: كيف أنت والقرآن؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أختمه في كل جمعة. قلت: فأنت يا أمير المؤمنين؟ قال: وكيف مع ما أنا فيه من الشغل!؟ قال الزبير بن بكار في تسمية ولد عبد الملك بن مروان: وعبد الله بن عبد الملك، وهو لأم ولد، وكان يوصف بحسن الوجه، وحسن المذهب، وله يقول الحزين الديلي: من البسيط
في كفه خيزران ريحها عبق ... من نشر أبيض في عرنينه شمم
يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
ومن خبر ذاك: أن عبد الله بن عبد الملك حج، فقال له أبوه: إنه سيأتيك بالمدينة الحزين الشاعر، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه، وأرضه، وهو أشعر، ذو بطنٍ، عظيم الأنف، قال: فلما قدم عبد الله المدينة وصفه لحاجبه، وقال له: إياك أن ترده، فلم يأت الحزين حتى قام فدخل لينام، فقال له الحاجب: قد ارتفع، فلما ولّى ذكر، فلحقه، فقال له: ارجع، فرجع، فاستأذن له، فأدخله، فلما صار بين يديه، ورأى جماله، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتاً، فأمهله عبد الله حتى ظن أنه قد أراح، ثم قال له: السلام - رحمك الله - أولاً فقال: عليك السلام، أيها الأمير، أصلحك الله، إني كنت قد مدحتك بشعرٍ، فلما دخلت عليك، ورأيت جمالك، وبهاءك هبتك، فأنسيت ما قلت، وقد قلت في مقامي هذا بيتين، فأنشدهما فأجازه.
قال سعيد بن غفير: ولّى عبد الملك بن مروان عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة القضاء والشرط، فأتي بمولى لعبد الله بن عبد الملك سكران، كان به خاصاً، فأمر به يجلد الحد، فقيل: لا تفعل، إنه من خاصة عبد الله بن عبد الملك، فقال: لو كان ابنه لحددته.
وكان عبد الله بن عبد الملك بالإسكندرية، فلما بلغه ذلك غضب، فعزله، وضيق عليه.
وخرج عبد الله بن عبد الملك إلى نزهةٍ دعاه إليها يحيى بن حنظلة الكاتب مولى بني سهم، واستخلف عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي على الفسطاط، فلما متع النهار أقبل قرة بن شريك العبسي على أربعة من داوب البريد، فدخل فصلى في القِبلة، ثم تحول، وجلس صاحباه عن يمينه، وعن شماله، فأتتهم حرس المسجد، وكان له شرط يذبون عنه، فقالوا: إن هذا مجلس الوالي، ولكم في المسجد سعة، قال: فأين الوالي؟ قالوا: في متنزهٍ له، قال: فادعوا خليفته، فانطلق شرطي منهم إلى عبد الأعلى بن
خالد، فأتاه وقد فرغ من الغداء، فقال أصحابه: أرسل إليه يأتك صاغراً، قال: ما بعث إلي إلا وله السلطان علي، أسرجوا فركب حتى أتاه فسلم فقال: أنت خليفة الوالي؟ قال: نعم، قال: انطلق فاطبع الدواوين وبيت المال، قال: إن كنت والي خراجٍ فلسنا أصحابك، قال: ممن أنت؟ قال: من فهم، قال: انطلق كما تؤمر، فقال عبد الأعلى: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله، ثم مضى لما أمره به، وكتب إلى عبد الله بن عبد الملك يعلمه، فبكى وقال: مات عبد الملك، ولبس خفيه قبل سراويله، وشغل عبد الله بن عبد الملك عن عمران.
عن جعفر بن ربيعة: أن أهل مصر تشاءموا بعبد الله بن عبد الملك في ولايته عليهم، وذلك أن الطعام غلا، فاضطربوا لذلك، وكانت أول شدة رآها أهل مصر، فهجاه ابن أبي زمزمة، وهجاه عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة، فعزله عن القضاء والشرط في سنة تسع وثمانين، وولى عبد الواحد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج.
قال ابن شهاب لعبد الله بن عبد الملك بن مروان: من الطويل
أقول لعبد الله لما رأيته ... يطوف بأعلى القنتين مشرقا
تتبع خبايا الأرض وادع مليكها ... لعلك يوماً أن تجاب فترزقا
عن يحيى بن سعيد قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن بسر بن سعيد، فقيل له: مات، وقد علم أنه قد مات، قال: فما فعل عبد الله بن عبد الملك؟ قيل: مات، وذكر أن عبد الله بن عبد الملك ورث سبعين مديا من ذهب، فقال عمر: إن كان مدخلهما واحداً؛ لأن أعيش بعيش بسر بن سعيد أحب إلي من أن أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك، قال: فلما قام الناس دنا منه مزاحم فقال: يا أمير المؤمنين، أهلك؟ قال: لا أدع أن أذكر أهل الفضل بفضلهم.
وفي رواية: لئن كان بسر بن سعيد
عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن هبة اللَّه بن القاسم بْن البندار أَبُو عليّ.
أخو عَبْد الرَّحِيم وعبد الغني المقدم ذكرهما، وكان الأصغر منهما، وهم من أهل الحريم الطاهري ومن أولاد المحدثين، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن النحاس العطار وأبا علي أحمد بن محمد بن الرحبي وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْد الْعَزِيزِ بْن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْبُنْدَارِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمَعَالِي بْنُ النَّحَّاسِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي القاسم بن البسري وأنا أسمع قال: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ قراءة عليه، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ العزيز، حدثنا محمد وهو ابن حميد الرازي ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ رِفْعَةٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَعِينُوا بِقَيْلُولَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَالسَّحُورَ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ» .
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة تسع وأربعين وخمسمائة بأردبيل، وبلغنا
أنه توفي بأردبيل في سنة خمس عشرة وستمائة.
أخو عَبْد الرَّحِيم وعبد الغني المقدم ذكرهما، وكان الأصغر منهما، وهم من أهل الحريم الطاهري ومن أولاد المحدثين، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن النحاس العطار وأبا علي أحمد بن محمد بن الرحبي وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْد الْعَزِيزِ بْن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْبُنْدَارِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمَعَالِي بْنُ النَّحَّاسِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي القاسم بن البسري وأنا أسمع قال: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ قراءة عليه، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ العزيز، حدثنا محمد وهو ابن حميد الرازي ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ رِفْعَةٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَعِينُوا بِقَيْلُولَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَالسَّحُورَ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ» .
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة تسع وأربعين وخمسمائة بأردبيل، وبلغنا
أنه توفي بأردبيل في سنة خمس عشرة وستمائة.
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي أمه أم ولد. كان رجلاً صالحاً يعين أباه على رد المظالم، ويحثه على ذلك. مات في حياة أبيه.
قال لأبيه في أصحابه: أنفذ فيهم أمر الله، وإن جاشت بي وبك القدور وقال: يا أبت أقم الحق ولو ساعة من نهارٍ وكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد؛ فإني أحضك على الشكر الذي اصطنع عندك من نعمه، وآتاك من كرامته؛ فإن نعمته يمدها شكره، ويقطعها كفره، وأكثر ذكر الموت الذي لا تدري متى يغشاك، وذكر يوم القيامة، وهو له وشدته؛ فإن في ذلك عوناً حسناً على الزهادة فيما رهدت فيه، والرغبة فيما رغبت فيه. وكن مما أوتيت من الدنيا على حذرٍ؛ فإنه من أمن ذلك ولم يتوقه أوشكت الصرعة أن تدركه في العمار حتى يضيع بعض الذي لا ينبغي له إضاعته. وأكثر النظر في دنياك التي تذهب آخرتك ما لم تعاهدها، واقتصر على ما أمرت به، فإن فيه شغلاً عما نهيت عنه، وفي الحق سعة لأهله، على ما كان من شدته وثقله. واعلم أن ذلك إمام الأعمال الصالحة، وأن عملا: لم يكن الحق قائده وإمامه عمل لا يزكو به
صاحبه. واحذر نفسك واتهمها، ولاتحملها على الرخاء والدعة واحملها على مكروهها. وأكثر الصمت؛ فإنه زعة من الخطايا، وسلامة من الشر، ثم انزل الدنيا منزل ظعن، حتى تؤثره على الجهل، ولا الحق حتى تذر الباطل؛ فلا يكونن الحق عندك ضعيفاً، ولا الباطل لك أخاً وصاحباً.
وكتب إليه:
ليس من أحد من الناس رشده وصلاحه أحب من رشدك وصلاحك إلا أن يكون والي عصابةٍ من المسلمين، أو من أهل العهد، يكون لهم في صلاحه مالا يكون لهم في غيره، أو يكون عليهم من فساده مالا يكون عليهم من غيره.
وقال عمر لميمون بن مهران: إن ابني عبد الملك آثر ولدي عندي، وقدرين على علمي بفضله، فاستبره لي، ثم ائتني بعلمه، وأدبه وعقله، وانظر هل ترى منه مايشاكل نحوه؛ فإنه شاب! فخرج إلى عبد الملك، فنظر في أحواله، وتتبع أقواله وأفعاله، فلم ير شاباً مثله.
وقال ميمون بن مهران: قال لي عمر بن عبد العزيز: أما دخلت علي عبد الملك؟ فأتيت الباب، فإذا وصيف، فقلت له: استأذن عليه، فقال: ادخل، فدخلت عليه، فقال: من أنت؟ قلت: ميمون بن مهران، معرف. ثم حضر طعامه، فأتى بقلية مدنية - وهي عظام اللحم - ثم أتى بثريدة قد ملئت خبزاً وشحماً، ثم أتى بتمرٍ وزبدٍ. فقلت: لو كلمت أمير المؤمنين، فخصك منه بخاصة؟ فقال: إني لأرجو أن يكون أوفى حظاً عند الله من ذلك، إني في ألفين كان سليمان ألحقني فيهما، والله لو كان إلى أبي في نفسي ما فعل، ولي غلة بالطائف إن سلمت لي أتاني منها غلة ألف درهم، فما أصنع بأكثر من ذلك؟ فقلت في نفسي: أنت لأبيك.
وأمر عمر بن عبد العزيز غلامه بأمرٍ، فغضب عمر، فقال له ابنه عبد الملك: يا أبتاه، ما هذا الغضب والاختلاط؟! فقال له عمر: إنك لمحتكم، يا عبد الملك؟ فقال له عبد الملك: لا والله، ما هو التحكم، ولكنه الحكم.
وقال عمر بن عبد العزيز: لولا أن أكون زين لي من أمر عبد الملك ما يزين في عين الوالد من الولد أنه أهل الخلافة.
ودخل عبد الملك على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد تركت حقاً لم يحيه، وباطلاً لم تمته؟ قال: اقعد يا بني، إن آباءك وأجدادك خدعوا الناس عن الحق، فانتهت الأمور إلي، وقد أقبل شرها، وأدبر خيرها، ولكن، أليس حسبي جميلاً ألا تطلع الشمس علي في يومٍ إلا أحييت فيه حقاً، وأمت فيه باطلاً حتى يأتيني الموت وأنا على ذلك؟ وجمع عمر بن عبد العزيز قراء أهل الشام، فقال: إني قد جمعتكم لأمر قد أهمني؛ هذه المظالم التي في يدي أهل بيتي، ما ترون فيها؟ قال: فقالوا: ما نرى وزرها إلا على من اغتصبها. قال: فقال لعبد الملك ابنه: ما ترى أي بني؟ قال: ما أرى من قدر على أن يردها فلم يردها، والذي اغتصبها إلا سواء ". قال: قال: صدقت أي بني، قال: ثم قال: الحمد لله الذي جعل لي وزيراً من أهلي عبد الملك ابني ثم دخل عبد الملك على أبيه فقال: أين وقع رأيك من رد المظالم؟ فقال عمر: على إنفاذه، أصلي الظهر - إن شاء الله - ثم أصعد المنبر، فأردها على رؤوس الناس. فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين، من لك بالظهر؟ ومن لك، يا أمير المؤمنين إن بقيت، أن تسلم لك نيتك للظهر؟ قال عمر: فقد تفرق الناس للقائلة، فقال عبد الملك: تأمر منادياً، فينادي: الصلاة جامعة، حتى يجتمع الناس، فأمر منادياً، فنادى، فاجتمع الناس، وقد جيء بسفط، أو جونة، فيها تلك الكتب، وفي يد عمر جلم يقصه، حتى نودي بالظهر.
قالوا لعبد الملك بن عمر بن عبد العزيز: أبوك خالف قومه، وفعل، وصنع، فقال: إن أبي يقول: " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم ". قال: ثم دخل على أبيه فأخبره، فقال: فأي شيء قلت؟ ألا قلت: إن أبي يقول: " إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " قال: قد فعلت دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه، فقال: يا بني، كيف تجدك؟ قال: أجدني في الحق، قال: يا بني، لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك. قال ابنه: وأنا يا أبه، لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب.
فلما هلك عبد الملك قال عمر: يا بني، لقد كنت في الدنيا كما قال جل ثناؤه: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ولقد كنت أفضل زينتها، وإني لأرجو أن تكون اليوم من الباقيات الصالحات التي هي خير ثواباً، وخير أملاً، والله ما يسرني أن دعوتك من جانبٍ فأجبتني.
ومما عزي به عمر بن عبد العزيز بيتان أنشدهما أعرابي من بني طلاب: من الطويل
تعز أمير المؤمنين فإنه ... لما قد ترى يغذى الصغير ويولد
هل ابنك إلا من سلالة آدمٍ ... وكل على حوض المنية مورد
وعن زياد بن أبي حسان:
أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك؛ قال: لما سوي عليه جعلوا في قبره خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فلما سوى عليه قام على قبره، وطاف به الناس، فقال: يرحمك الله يا بني، قد كنت براً بأبيك، ومازلت مذ وهبك الله لي بك مسروراً، ولا والله ما كنت قد أشد سروراً، ولا أرجى لحظي من
الله فيك منذ وضعتك في المنزل الذي صيرك الله إليه؛ فرحمك الله، وغفر لك ذنبك، وتجاوز له لك عن سيئة، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخيرٍ من شاهد وغائب، رضينا بقضاء الله، وسلمنا لأمره، والحمد لله رب العالمين.
وعن جعونة قال: لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل يثني عليه، فقال له مسلمة: لو بقي كنت نعهد إليه؟ قال: لا، ولم، وأنت تثني عليه؟ قال: أخاف أن يكون زين في عيني منه مازين في عين الوالد من ولده.
وقيل: إن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز كان ابن تسع عشرة سنة " حين مات.
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي أمه أم ولد. كان رجلاً صالحاً يعين أباه على رد المظالم، ويحثه على ذلك. مات في حياة أبيه.
قال لأبيه في أصحابه: أنفذ فيهم أمر الله، وإن جاشت بي وبك القدور وقال: يا أبت أقم الحق ولو ساعة من نهارٍ وكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد؛ فإني أحضك على الشكر الذي اصطنع عندك من نعمه، وآتاك من كرامته؛ فإن نعمته يمدها شكره، ويقطعها كفره، وأكثر ذكر الموت الذي لا تدري متى يغشاك، وذكر يوم القيامة، وهو له وشدته؛ فإن في ذلك عوناً حسناً على الزهادة فيما رهدت فيه، والرغبة فيما رغبت فيه. وكن مما أوتيت من الدنيا على حذرٍ؛ فإنه من أمن ذلك ولم يتوقه أوشكت الصرعة أن تدركه في العمار حتى يضيع بعض الذي لا ينبغي له إضاعته. وأكثر النظر في دنياك التي تذهب آخرتك ما لم تعاهدها، واقتصر على ما أمرت به، فإن فيه شغلاً عما نهيت عنه، وفي الحق سعة لأهله، على ما كان من شدته وثقله. واعلم أن ذلك إمام الأعمال الصالحة، وأن عملا: لم يكن الحق قائده وإمامه عمل لا يزكو به
صاحبه. واحذر نفسك واتهمها، ولاتحملها على الرخاء والدعة واحملها على مكروهها. وأكثر الصمت؛ فإنه زعة من الخطايا، وسلامة من الشر، ثم انزل الدنيا منزل ظعن، حتى تؤثره على الجهل، ولا الحق حتى تذر الباطل؛ فلا يكونن الحق عندك ضعيفاً، ولا الباطل لك أخاً وصاحباً.
وكتب إليه:
ليس من أحد من الناس رشده وصلاحه أحب من رشدك وصلاحك إلا أن يكون والي عصابةٍ من المسلمين، أو من أهل العهد، يكون لهم في صلاحه مالا يكون لهم في غيره، أو يكون عليهم من فساده مالا يكون عليهم من غيره.
وقال عمر لميمون بن مهران: إن ابني عبد الملك آثر ولدي عندي، وقدرين على علمي بفضله، فاستبره لي، ثم ائتني بعلمه، وأدبه وعقله، وانظر هل ترى منه مايشاكل نحوه؛ فإنه شاب! فخرج إلى عبد الملك، فنظر في أحواله، وتتبع أقواله وأفعاله، فلم ير شاباً مثله.
وقال ميمون بن مهران: قال لي عمر بن عبد العزيز: أما دخلت علي عبد الملك؟ فأتيت الباب، فإذا وصيف، فقلت له: استأذن عليه، فقال: ادخل، فدخلت عليه، فقال: من أنت؟ قلت: ميمون بن مهران، معرف. ثم حضر طعامه، فأتى بقلية مدنية - وهي عظام اللحم - ثم أتى بثريدة قد ملئت خبزاً وشحماً، ثم أتى بتمرٍ وزبدٍ. فقلت: لو كلمت أمير المؤمنين، فخصك منه بخاصة؟ فقال: إني لأرجو أن يكون أوفى حظاً عند الله من ذلك، إني في ألفين كان سليمان ألحقني فيهما، والله لو كان إلى أبي في نفسي ما فعل، ولي غلة بالطائف إن سلمت لي أتاني منها غلة ألف درهم، فما أصنع بأكثر من ذلك؟ فقلت في نفسي: أنت لأبيك.
وأمر عمر بن عبد العزيز غلامه بأمرٍ، فغضب عمر، فقال له ابنه عبد الملك: يا أبتاه، ما هذا الغضب والاختلاط؟! فقال له عمر: إنك لمحتكم، يا عبد الملك؟ فقال له عبد الملك: لا والله، ما هو التحكم، ولكنه الحكم.
وقال عمر بن عبد العزيز: لولا أن أكون زين لي من أمر عبد الملك ما يزين في عين الوالد من الولد أنه أهل الخلافة.
ودخل عبد الملك على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد تركت حقاً لم يحيه، وباطلاً لم تمته؟ قال: اقعد يا بني، إن آباءك وأجدادك خدعوا الناس عن الحق، فانتهت الأمور إلي، وقد أقبل شرها، وأدبر خيرها، ولكن، أليس حسبي جميلاً ألا تطلع الشمس علي في يومٍ إلا أحييت فيه حقاً، وأمت فيه باطلاً حتى يأتيني الموت وأنا على ذلك؟ وجمع عمر بن عبد العزيز قراء أهل الشام، فقال: إني قد جمعتكم لأمر قد أهمني؛ هذه المظالم التي في يدي أهل بيتي، ما ترون فيها؟ قال: فقالوا: ما نرى وزرها إلا على من اغتصبها. قال: فقال لعبد الملك ابنه: ما ترى أي بني؟ قال: ما أرى من قدر على أن يردها فلم يردها، والذي اغتصبها إلا سواء ". قال: قال: صدقت أي بني، قال: ثم قال: الحمد لله الذي جعل لي وزيراً من أهلي عبد الملك ابني ثم دخل عبد الملك على أبيه فقال: أين وقع رأيك من رد المظالم؟ فقال عمر: على إنفاذه، أصلي الظهر - إن شاء الله - ثم أصعد المنبر، فأردها على رؤوس الناس. فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين، من لك بالظهر؟ ومن لك، يا أمير المؤمنين إن بقيت، أن تسلم لك نيتك للظهر؟ قال عمر: فقد تفرق الناس للقائلة، فقال عبد الملك: تأمر منادياً، فينادي: الصلاة جامعة، حتى يجتمع الناس، فأمر منادياً، فنادى، فاجتمع الناس، وقد جيء بسفط، أو جونة، فيها تلك الكتب، وفي يد عمر جلم يقصه، حتى نودي بالظهر.
قالوا لعبد الملك بن عمر بن عبد العزيز: أبوك خالف قومه، وفعل، وصنع، فقال: إن أبي يقول: " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم ". قال: ثم دخل على أبيه فأخبره، فقال: فأي شيء قلت؟ ألا قلت: إن أبي يقول: " إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " قال: قد فعلت دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه، فقال: يا بني، كيف تجدك؟ قال: أجدني في الحق، قال: يا بني، لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك. قال ابنه: وأنا يا أبه، لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب.
فلما هلك عبد الملك قال عمر: يا بني، لقد كنت في الدنيا كما قال جل ثناؤه: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ولقد كنت أفضل زينتها، وإني لأرجو أن تكون اليوم من الباقيات الصالحات التي هي خير ثواباً، وخير أملاً، والله ما يسرني أن دعوتك من جانبٍ فأجبتني.
ومما عزي به عمر بن عبد العزيز بيتان أنشدهما أعرابي من بني طلاب: من الطويل
تعز أمير المؤمنين فإنه ... لما قد ترى يغذى الصغير ويولد
هل ابنك إلا من سلالة آدمٍ ... وكل على حوض المنية مورد
وعن زياد بن أبي حسان:
أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك؛ قال: لما سوي عليه جعلوا في قبره خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فلما سوى عليه قام على قبره، وطاف به الناس، فقال: يرحمك الله يا بني، قد كنت براً بأبيك، ومازلت مذ وهبك الله لي بك مسروراً، ولا والله ما كنت قد أشد سروراً، ولا أرجى لحظي من
الله فيك منذ وضعتك في المنزل الذي صيرك الله إليه؛ فرحمك الله، وغفر لك ذنبك، وتجاوز له لك عن سيئة، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخيرٍ من شاهد وغائب، رضينا بقضاء الله، وسلمنا لأمره، والحمد لله رب العالمين.
وعن جعونة قال: لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل يثني عليه، فقال له مسلمة: لو بقي كنت نعهد إليه؟ قال: لا، ولم، وأنت تثني عليه؟ قال: أخاف أن يكون زين في عيني منه مازين في عين الوالد من ولده.
وقيل: إن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز كان ابن تسع عشرة سنة " حين مات.
عبد الملك بْن مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عبد مناف، أبو الوليد :
بويع له بالخلافة عند موت أبيه وهو بالشام، ثم سار إلى العراق فالتقى هو ومصعب بن الزبير بمسكن على نهر دجيل قريبا من أوانا عند دير الجاثليق، فكانت الحرب بينهما حتى قتل مصعب، وقتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد الله بن الزبير بمكة. واجتمع الناس على عبد الملك، وكان منزله بدمشق.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق قال: ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُونَ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابنا فقيها فسلوه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمار، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة بن الزّبير، وعبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم عن نافع قال: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم، من عبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا، حدّثني علي بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنَا بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان دخل على معاوية وعنده عمر بْنُ الْعَاصِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَهَضَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقِ أَرْبَعَةً، وترك أخلاقا ثَلاثَةٍ: إِنَّهُ أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبَشَرِ إِذَا لَقِيَ، وَبِأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حُدِّثَ وَبِأَحْسَنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حدث، وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مُزَاحَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا دِينِهِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ لِئَامِ النَّاسِ، وَتَرَكَ مِنَ الْكَلامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: أول من سمي في الإسلام عبد الملك، عبد الملك بن مروان.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: وأول من سمي في الإسلام أحمد، أبو الخليل بن أحمد العروضي [الفراهيدي] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حَدَّثَنِي عبد العزيز بن عامر- شيخ من عاملة من أهل تيما- قال: حَدَّثَنِي شيخ كان يجالس سعيد بن المسيّب قال: مرّ به يوما ابن ذمل العذري- ونحن معه- فحصبه سعيد، فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا- وأشار نحو الشام، يعني عبد الملك- قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته، أفتحب أن تسمع القصيدة؟ قال: نعم أجلس، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
فما عابتك في خلق قريش ... بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت، ولكنه لما صار إلى الشام بدل.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا ابن دريد، حَدَّثَنَا عبد الأول بن مريد عن ابن عائشة قال: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه- وقال: هذا آخر العهد بك.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لما سلم علي عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، أَخْبَرَنِي عباس- هو ابن هشام- عن أبيه قال:
بويع عبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس وستين حيث مات أبوه.
قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير: وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ويكنى أبا الوليد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: قرئ على محمد بن بكار- وأنا أسمع- عن أبي معشر قال: كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ- المعروف بالدولابي- حَدَّثَنَا محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال، وقال آخرون: للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسين سنة، ومنهم من قال ابن إحدى وستين سنة، وهذا أثبت عندنا. فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة، وأربعة أشهر، وثمانيا وعشرين ليلة، وصلى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجا بين باب الجابية وباب الصغير.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي أبو عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قال: مات عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، وهو ابن أربع وستين.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم عن منصور بن أبي مزاحم عن الهيثم بن عمران قال: كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفا.
قلت: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون، كان عبد الملك رجلا طويلا أبيض، مقرون الحاجبين، كبير العينين مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف ولا البادن أبيض الرأس واللحية
بويع له بالخلافة عند موت أبيه وهو بالشام، ثم سار إلى العراق فالتقى هو ومصعب بن الزبير بمسكن على نهر دجيل قريبا من أوانا عند دير الجاثليق، فكانت الحرب بينهما حتى قتل مصعب، وقتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد الله بن الزبير بمكة. واجتمع الناس على عبد الملك، وكان منزله بدمشق.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق قال: ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُونَ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابنا فقيها فسلوه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمار، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة بن الزّبير، وعبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم عن نافع قال: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم، من عبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا، حدّثني علي بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنَا بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان دخل على معاوية وعنده عمر بْنُ الْعَاصِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَهَضَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقِ أَرْبَعَةً، وترك أخلاقا ثَلاثَةٍ: إِنَّهُ أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبَشَرِ إِذَا لَقِيَ، وَبِأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حُدِّثَ وَبِأَحْسَنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حدث، وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مُزَاحَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا دِينِهِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ لِئَامِ النَّاسِ، وَتَرَكَ مِنَ الْكَلامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: أول من سمي في الإسلام عبد الملك، عبد الملك بن مروان.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: وأول من سمي في الإسلام أحمد، أبو الخليل بن أحمد العروضي [الفراهيدي] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حَدَّثَنِي عبد العزيز بن عامر- شيخ من عاملة من أهل تيما- قال: حَدَّثَنِي شيخ كان يجالس سعيد بن المسيّب قال: مرّ به يوما ابن ذمل العذري- ونحن معه- فحصبه سعيد، فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا- وأشار نحو الشام، يعني عبد الملك- قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته، أفتحب أن تسمع القصيدة؟ قال: نعم أجلس، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
فما عابتك في خلق قريش ... بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت، ولكنه لما صار إلى الشام بدل.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا ابن دريد، حَدَّثَنَا عبد الأول بن مريد عن ابن عائشة قال: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه- وقال: هذا آخر العهد بك.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لما سلم علي عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، أَخْبَرَنِي عباس- هو ابن هشام- عن أبيه قال:
بويع عبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس وستين حيث مات أبوه.
قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير: وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ويكنى أبا الوليد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: قرئ على محمد بن بكار- وأنا أسمع- عن أبي معشر قال: كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ- المعروف بالدولابي- حَدَّثَنَا محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال، وقال آخرون: للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسين سنة، ومنهم من قال ابن إحدى وستين سنة، وهذا أثبت عندنا. فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة، وأربعة أشهر، وثمانيا وعشرين ليلة، وصلى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجا بين باب الجابية وباب الصغير.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي أبو عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قال: مات عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، وهو ابن أربع وستين.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم عن منصور بن أبي مزاحم عن الهيثم بن عمران قال: كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفا.
قلت: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون، كان عبد الملك رجلا طويلا أبيض، مقرون الحاجبين، كبير العينين مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف ولا البادن أبيض الرأس واللحية
عبد الملك بن قريب بن عبد الملك
ابن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد ابن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري صاحب اللغة روى عن كيسان مولى هشام بن حسان بسنده عن المغيرة بن شعبة قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرعون بابه بالأظافير.
ونروى عن يعقوب بن طحلاء، عن أبي الرجال، عن أمه عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بيت لاتمر فيه جياع أهله " وذكر قعنب بن محرر أبو عمر الباهلي، أن الأصمعي حدثه قال: رأيت حكم الوادي حين مضى المهدي إلى بيت المقدس، فعرض له في الطريق، وكان له شعيرات. فأخرج دفاً ينقر به، فقال: أنا القائل: مجزوء الخفيف
فمتى تخرج العرو ... س فقد طال حبسها
قد دنا الصبح أو بدا ... وهي لم تقض لبسها
فتسرع إليه الحرس، فصيح بهم: كفوا. وسأل عنه، فقيل: حكم الوادي. فأدخله إليه ووصله.
وروى يعقوب بن سفيان قال: سمعت الأصمعي يقول: مررت بالشام على باب ديرٍ، وإذا على حجر منقور بالعبرانية، فقرأتها، فأخرج راهب رأسه من الدير، وقال لي: ياحنيفي، أتحسن تقرأ العبرانية؟ قلت: نعم، قال لي: اقرأ، فقلت: من الوافر
أيرجو معشر قتلوا حسينا ... شفاعة جدة يوم الحساب
فقال لي الراهب: ياحنيفي؟، هذا مكتوب على هذا الحجر قبل أن يبعث صاحبك بثلاثين عاماً.
قال ابن معين: روى مالك عن عبد الملك بن قرير، وإنما هو: ابن قريب؛ قال الأصمعي: سمع مني مالك. كذا قال يحيى، ووهم في ذلك، إنما هو عبد الملك بن قرير، أخو عبد العزيز بن قرير.
قال التوزي: كنا عند الأصمعي، وعنده قوم قصدوه من خراسان، وأقاموا على بابه، فقال له قائل منهم: يا أبا سعيد، إن خراسان ترجف بعلم بالبصرة، وعلمك خاصة "، وما رأينا أصح من علمك. فقال: لا عذر لي إن لم يصح علمي، دع من لقيت من العلماء، والفقهاء والرواة للحديث، والمحدثين، ولكن قد لقيت من الشعراء الفصحاء، وأولاد الشعراء - فعدهم ثم قال: - وما عرف هؤلاء غير الصواب، فمن أين لا يصح علمي؟! وهل يعرفون أحداً له مثل هذه الرواية؟!.
قال المبرد: كان الأصمعي أسد الشعر، والغريب، والمعاني، وكان أبو عبيدة كذلك، ويفضل على الأصمعي بعلم النسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو ويقال: إن الرشيد كان يسميه شيطان الشعر. وكان الأصمعي صدوقاً في الحديث. عنده عن ابن عون، وحماد ين سلمة، وحماد بن زيد وغيرهم. وعنده القراءات عن أبي عمرو، ونافع، وغيرهما، ويتوقى تفسير شيءٍ من القرآن والحديث على طريق اللغة، وأكثر سماعة من الأعراب، وأهل البادية.
قال له أعرابي وقد رآه يكتب كل شيء " ما تدع شيئاً إلا نمصته - أي نتفته.
وقال له آخر: أنت حتف الكلمة الشرود
وأبو سعيد الأصمعي عند أهل الأدب أشهر من أبي عبيدة، وأبو عبيدة عند أهل الحديث أصدق من الأصمعي.
قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، والأصمعي أعلم لأنه كان معه نحو. قال الأصمعي: حدث يوماً شعبة بحديث، فقال فيه: فذوى السواك. فقال له رجل
حضره: إنما هو: فذوي. فنظر إلي شعبة، وأومأ بيده فقلت له: القول ما تقول. فزجر القائل.
وقال له شعبة: لو أتفرغ لجئتك.
وقال له: إني وصفتك لحماد بن سلمة، وهو يحب أن يراك. قال: فوعدته يوماً، فذهبت معه إليه، فسلمت عليه، فحيا، ورحب. ثم قال لي: كيف تنشد هذا البيت: " أولئك قوم إن بنوا أحسنوا ... "؟ فقلت:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
- يعني بكسر الباء - فقال لي: انظر جيداً، فنظرت، فقلت: لست أعرف إلا هذا. فقال: يا بني، " أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا "، القوم إنما بنو المكارم، ولم يبنوا باللبن والطين! قال: فلم أزل هائباً لحماد بن سلمة، ولزمته بعد ذلك.
قال ثعلب: وقيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا.
وقال الأصمعي: أحفظ ست عشرة ألف أرجوزة وقال ابن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحواً من مائتي بيت ما فيها بيت عرفناه.
وقال الشافعي: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي. ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة " من الأصمعي.
وقال يحيى بن معين: الأصمعي ثقة وسئل عنه أبو داود فقال: صدوق.
وزعم الباهلي صاحب المعاني أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر. والمعنى أن الأصمعي كان حسن الإنشاد والزخرفة لردىء الأخبار والأشعار حتى يحسن عنده القبيح، وأن الفائدة عنده مع ذلك قليلة، وأن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة، وفوائد كثيرة، والعلم عنده جم.
وقال عمرو بن مرزوق: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه.
قال حماد بن إسحاق الموصلي: قال لي يوماً هارون أمير المؤمنين الواثق: إن لي حاجة إليك، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن هذا الكلام يجل عني، إنما أنا عبد من عبيد أمير المؤمنين، يأمرني فأأتمر، قال: قد جعلتها حاجة "، فقلت: يقول أمير المؤمنين ما أحب، فقال: أحب أن تترك لي التشاغل بالأصمعي؛ فإني ربما سألت عنك، فوجدته مشغولاً به، وتعتل علي، فلا تأتيني. فقلت: يا أمير المؤمنين، أما هذا فلا أضمنه لك، أن تمنعني شيئاً به حللت عندك هذا المحل، وفضلتني به على غيري.
وقال خلف: يغلبني الأصمعي بحضور الحجة.
ولما أخبر أبو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين الأصمعي وأبي عبيدة قال: أما أبو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها، والأصمعي بمنزلة بليلٍ في قفص تسمع من نغمه لحوناً، وترى كل وقت من ملحه فوناً.
وحكى الأصمعي أن هارون الرشيد أمر بحمله إليه، فلما مثل بين يديه استدناه.
قال الأصمعي: فجلست، وقال لي: يا عبد الملك، وجهت إليك بسبب جاريتين
أهديتاه إلي، وقد أخذتا طرفاً من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما، وتشير علي فيهما بما هو الصواب عندك. فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لأحداهما: مااسمك؟ قالت: فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله - عز وجل - به، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار، والآداب، والأخبار. فسألتها عن حروف من القرآن، فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو، والعروض، والأخبار، فما قصرت. فقلت: أنشدينا شيئاً، فاندفعت في هذا الشعر: من الخفيف
ياغياث البلاد في كل محلٍ ... ما يريد العباد إلا رضاكا
لا ومن شرف الإمام وأعلى ... ما أطاع الإله عبد عصاكا
فقلت: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أمرأة في مسك رجل مثلها.
وقالت الأخرى، فوجدتها دونها، فقلت: ما تبلغ هذه منزلتها، إلا أنها إن ووظب عليها لحقت. ثم قال لي: يا عبد الملك أنا ضجر، وقد جلست أحب أن أسمع حديثاً أتفرج به، فحدثني بشيءٍ، فقلت لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟ قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس، وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، صاحب لنا في بدوٍ، كنت أغشاه، وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست واسعون سنة أصح الناس ذهناً، وأجودهم أكلاً، وأقواهم بدناً، فغبرت بدناً. فغبرت عنه زماناً، ثم قصدته، فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت: ما شأنك، أصابتك مصيبة؟ قالت: لا، قصدت بعض القرابة في حي بني فلان، فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس مابين قرنها إلى قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقع عليه، وتنشد هذا الشعر: من الوافر
محاسنها سهام للمنايا ... مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب المنون لهن سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتعي ... كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبيني عودا أجوفا تحت شنة ... تمتع فيما بين نحرك والذقن
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل، فرمت به في وجهي، وبادرت إلى الخباء فدخلت، فلم أزل واقفاً إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي، لاتخرج إلي، ولا ترجع إلي جواباً، فانصرفت سخين العين، قريح القلب. فهذا الذي ترى بي من التغير، من عشقي لها.
قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي، كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت: جلد. قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلداً. قال: فأمر بإحضار الكتابين. قال: ثم أمر بإحضار فرسٍ، فقال لأبي عبيدة: أقرأ كتابك حرفاً حرفاً، وضع يدك على موضعٍ موضعٍ، فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطاراً، إنما هذا شيء أخذته، وسمعته من العرب، وألفته، فقال لي: يا أصمعي، قم، فضع يدك على موضعٍ موضعٍ من الفرس. فقمت، فحسرت عن ذراعي وساقي، قم وثبت، فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه شيئاً شيئاً، وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره. قال: فأمر لي بالفرس. فكنت إذا أردت إن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس، وأتيته.
قال الأصمعي للكسائي، وهما عند الرشيد: ما معنى قول الراعي: من الرمل.
قتلوا كسرى بليلٍ محرما ... فتولى لم يمتع بكفن
هل كان محرماً بالحج؟ فقال هارون للكسائي: يا علي، إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي.
قوله محرماً، كان في حرمة الإسلام. قال محمد بن سويد: قال ابن السكيت، قال الأصمعي: ومن ثم قيل: مسلم محرم؛ أي لم يحل من نفسه شيئاً يوجب القتل. وقوله في كسرى: محرماً، يعني حرمة العهد الذي كان له في أعناق أصحابه.
قال أبو عر الجرمي يوماً: أنا أعلم الناس بكلام العرب. فسمعه الأصمعي، فقال: كيف تنشد هذا البيت: من الكامل
قد كن يخبأن الوجوه تسترا ... فالآن حين بدأن للنظار
أو " حين بدين "؟ قال أبو عمر: حين بدان، فقال: أخطأت، فقال: بدين، فقال: أخطأت يا أعلم الناس بكلام العرب؛ " حين بدون " وقيل: كان الرشيد يحب الوحدة، فكان إذا ركب حماره عادله الفضل بن الربيع، وكان الأصمعي يسير قريباً منه بحيث يحاذيه، وإسحاق الموصلي على دابةٍ يسير قريباً من الفضل. فأقبل الأصمعي لا يحدث الرشيد شيئاً إلا سربه، وضحك منه، فحسده إسحاق. وكان فيما حدثه الأصمعي، فقال: يا أمير المؤمنين، مررت على رجلٍ زانكي جالس على بابه، قال ويحك. فما الزانكي؟ فوصفه له - وهو الشاطر - قال: فقلت له: يافتى، أيسرك أنك أمير المؤمنين؟ قال: لا، قلت: ولم؟. قال: لا يدعوني أذهب حيث شئت. قال: فقال الرشيد: صدق والله، ما يدعونا نذهب حيث شئنا. قال: فاستضحك الرشيد، فقال إسحاق للفضل: ما يقول كذب، فقال الرشيد: أي شيء؟ قال: فأخبره، فغضب، فقال: والله لو كان ما يقول كذباً إنه لأظرف الناس، وإن كان حقاً إنه لأعلم الناس. فمكث بينهما دهراً من الدهر، فقال إسحاق: أصيمع باهل يستطيل..
قال إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة، أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة؛ فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي.
قال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي سمعت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة
قال الأصمعي: من قال: إن الله - لا يرزق الحرام فهو كافر.
قال الجاحظ: كان الأصمعي منانياً، فقال له العباس بن رستم: لا والله، ولكن تذكر حين جلست إليه تسأله، فجعل يأخذ نعله بيده، وهي مخصوفة بحديد، ويقول: نعم قناع القدرس، نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك، فقمت؟ قال الأصمعي: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار "، لأنه لم يكن يلحن، فما رويت عنه، ولحنت فيه كذبت عليه.
قال أبو قلابة: سألت الأصمعي، فقلت: يا أبا سعيد، ما قول: أحق بسقيه " - يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الجار أحق بسقيه " - فقال: أنا لا أفسر حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن العرب تقول: السقب اللزيق.
وسئل عن معنى قول النبي صلى اله عليه وسلم: " جاءكم أهل اليمن، وهم أبخع أنفساً "، قال: يعني أقتل أنفساً، ثم أقبل على نفسه كاللائم لها، فقال: ومن أخذني بهذا، وما علمي به؟ وكان يتقي أن يفسر حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يتقي أن يفسر القرآن.
قال أبو حاتم السجستاني: أهديت إلى الأصمعي قدحاً من هذه السجزية، فجعل ينظر إليه ويقول: ما أحسنه. فقلت: إنهم يزعمون أن فيه عرقاً من الفضة، فردع علي، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يشرب في آنية الفضة.
قال الأصمعي: من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً.
وقال: بلغت ما بلغت بالعلم، ونلت ما نلت بالملح.
وقال: مررت بصنعاء اليمن على مزرعة، وبجنبها عين، وإذا غلام قد ملأ قربته، وهو متعلق بعراها، وهو يصيح: يا أبه، يا أبه، فاها، فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها؛ وإذا به قد أتى بوجوه الإعراب في حال الرفع والنصب والخفض.
قال الأصمعي: مررت بالبادية على رأس بئر، وإذا على رأسه جوارٍ، وإذا واحدة فيهن كأنها البدر، فوقع علي الرعدة، وقلت لها: من البسيط
يا أحسن الناس إنسانا وأملحهم ... هل ياشتكائي إليك الحب من باس
فبيني لي بقولٍ غير ذي خلف ... أبا لصريمة نمضي عنك أم ياس
قال: فرقعت رأسها، وقالت لي: أخسأ! فوقع في قلبي مثل جمر الغضا، فانصرفت عنها، وأنا حزين. قال: ثم رجعت إلى رأس البئر، فإذا هي على رأس البئر، فقالت: من البسيط
هلم نمح الذي قد كان قد وله ... ونحدث الآن إقبالاً من الراس
حتى نكون سواء في مودتنا ... مثل الذي يحتذي نعلا بمقياس
فانطلقت معها إلى أبيها، فتزوجتها، فابني علي منها.
وقال: كنت يوماً في سكة من سكك البصرة فرأيت كناساً يحمل العذرة، وهو ينشد هذا البيت: من الطويل
وأكرم نفسي إنني إن أهنتها ... لعمري لاتكرم على أحدٍ بعدي
فقلت: يا هذا، أي كرامةٍ لنفسك عندك وأنت من قرنك إلى قدمك في الخراء؟! فقال: عن سفلة مثلك، لا آتية أستقرض منه دانقاً فيردني. قال: فأفحمت، فلم أجىء بجواب.
قال سلمة بن عاصم: ما لقيني الأصمعي قد إلا قال: أرجو أن تكون من أهل الجنة. قال: فقال لي جليس له: إنما أراد أنك أبله، لأن أكثر أهل الجنة البله، قال: لا يبعد، فقد كان ماجناً.
قال عباس بن الفرج: ركب الأصمعي حماراً دميماً، فقيل: أبعد براذين الخلفاء تركي هذا؟! فقال متمثلاً: من الطويل
ولما أبت إلا انصراما بودها ... وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنقٍ من هواها مكدر ... وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا، وأملك ديني ونفسي أحب إلي من ذلك م ع ذهابهما.
كان أبو عبيدة يقول: كان الأصمعي بخيلاً، فكان يجمع أحاديث البخلاء ويتحدث بها، ويوصي بها ولده.
وقال محمد بن سلام: كنا مع أبي عبيدة في جنازة ننتظر إخراج الميت، ونحن بقرب دار الأصمعي، فارتفعت ضجة في دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز. كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفاً.
ويقال: إن جعفر بن يحيى استرد مبلغاً كان أمر أن يوصل به وذلك لما رأى من رثاثة حاله، ووسخ منزله، وقال: علام نعطيه الأموال إذا لم تظهر الصنيعة عنده، ويتزيا بزي أهل المروآت؟! مات الأصمعي سنة سبع عشرة ومائتين - وقيل: سنة ست عشرة ومائتين، وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين - وكان قد بلغ ثمانياً وثمانين سنة. وكانت وفاته بالبصرة.
عبد الملك بن محمد بن إبراهيم بن يعقوب أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ النيسابوري المعروف بالخركوشي قدم دمشق سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها.
روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه البلخي بسنده عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حلقة، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وتشهد دعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لإله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للقوم: " أتدرون ما دعا "؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده، لقد دعا الله - عز وجل - باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
وروى بسنده عن عطاء قال: بلغنا أن موسى بن عمران صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف بين الصفا والمروة، وعليه جبة قطوانية، وهو يقول: " لبيك اللهم لبيك " فيجيبه ربه: " لبيك ياموسى " كان عبد الملك بن أبي عثمان خلفاً لجماعة من تقدمة من العباد المجتهدين، والزهاد القانعين. وقد وفقه الله لعمارة المساجد والحياض والقناطر والدروب وكسوة الفقراء والعراة من الغرباء والبلدية حتى بنى داراً للمرضى بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، ووكل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم، وحمل مياههم إلى الأطباء، وشراء الأدوية لهم.
وقد صنفت في علوم الشريعة، ودلائل النبوة، وفي سير العباد والزهاد كتباً نسخها جماعة من أهل الحديث، وسمعوها منه، وسارت تلك المصنفات في المسلمين تاريخاً لنيسابور، وعلمائها الماضين منهم والباقين.
قال أبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام الزاهد: رأيت الأستاذ الزاهد أبا سعد حضر مصلى بنيسابور للاستسقاء في أيام أمسك المطر فيها، وبدأ القحط، وكان الناس يتضرعون، ويبكون، فصلى صلاة الاستسقاء على رأس الملأ، ودعا في الاستسقاء، وسمعته يصيح ويقول: من المنسرح
إليك جئنا وأنت جئت بنا ... وليس رب سواك يغنينا
روى الثقة: أنه دخل على الإمام سهل الصعلوكي يوما، وكان عليه قميص غليظ دنس، فقال له الإمام: أيها الأستاذ، إن هذا الملبوس غليظ خشن، فقال: أيها الشيخ، ولكنه من الحلال، فقال: أيها الأستاذ، إنه دنس، فقال: أيها الشيخ، إنه مما تصح الصلاة فيه. فسكت الشيخ.
توفي أبو سعد سنة ست وأربعمائة.
عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي ولي إمرة دمشق للوليد بن يزيد بن عبد الملك، وولي الجند له أيضاً. وكان قد خرج عن دمشق لأجل الوباء، فلذلك تم ليزيد بن الوليد الناقص تدبيره في الوثوب بدمشق.
عبد الملك بن محمد بن عدي أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه سكن جرجان. وكان مقدماً في الفقه والحديث، كانت الرحله إليه في أيامه. ورد نيسابور في صفر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وأقام بها مدة. سئل عن مولده، فقال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
روى عن العباس بن الوليد بسنده عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "
لكل أمة مجوس، وإن هؤلاء القدرسة مجوس أمتي؛ فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، ولاتصلوا عليهم " قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين، ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق، وتورع، وضبط، وتيقظ، سافر الكثير، وكتب بالعراق، والحجاز، والشام، ومصر. وورد بغداد قديماً.
مات في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
وقال غير الخطيب: سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة - وقيل ثلاث وعشرين - وكان ابن ثلاث وثمانين سنة.
قال الأستاذ أبو الوليد: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحد أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان أبي نعيم الجرجاني.
وقال الحسين بن علي الحافظ:
كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، مارأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة - مثله، أو أفضل منه. كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.
ابن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد ابن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري صاحب اللغة روى عن كيسان مولى هشام بن حسان بسنده عن المغيرة بن شعبة قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرعون بابه بالأظافير.
ونروى عن يعقوب بن طحلاء، عن أبي الرجال، عن أمه عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بيت لاتمر فيه جياع أهله " وذكر قعنب بن محرر أبو عمر الباهلي، أن الأصمعي حدثه قال: رأيت حكم الوادي حين مضى المهدي إلى بيت المقدس، فعرض له في الطريق، وكان له شعيرات. فأخرج دفاً ينقر به، فقال: أنا القائل: مجزوء الخفيف
فمتى تخرج العرو ... س فقد طال حبسها
قد دنا الصبح أو بدا ... وهي لم تقض لبسها
فتسرع إليه الحرس، فصيح بهم: كفوا. وسأل عنه، فقيل: حكم الوادي. فأدخله إليه ووصله.
وروى يعقوب بن سفيان قال: سمعت الأصمعي يقول: مررت بالشام على باب ديرٍ، وإذا على حجر منقور بالعبرانية، فقرأتها، فأخرج راهب رأسه من الدير، وقال لي: ياحنيفي، أتحسن تقرأ العبرانية؟ قلت: نعم، قال لي: اقرأ، فقلت: من الوافر
أيرجو معشر قتلوا حسينا ... شفاعة جدة يوم الحساب
فقال لي الراهب: ياحنيفي؟، هذا مكتوب على هذا الحجر قبل أن يبعث صاحبك بثلاثين عاماً.
قال ابن معين: روى مالك عن عبد الملك بن قرير، وإنما هو: ابن قريب؛ قال الأصمعي: سمع مني مالك. كذا قال يحيى، ووهم في ذلك، إنما هو عبد الملك بن قرير، أخو عبد العزيز بن قرير.
قال التوزي: كنا عند الأصمعي، وعنده قوم قصدوه من خراسان، وأقاموا على بابه، فقال له قائل منهم: يا أبا سعيد، إن خراسان ترجف بعلم بالبصرة، وعلمك خاصة "، وما رأينا أصح من علمك. فقال: لا عذر لي إن لم يصح علمي، دع من لقيت من العلماء، والفقهاء والرواة للحديث، والمحدثين، ولكن قد لقيت من الشعراء الفصحاء، وأولاد الشعراء - فعدهم ثم قال: - وما عرف هؤلاء غير الصواب، فمن أين لا يصح علمي؟! وهل يعرفون أحداً له مثل هذه الرواية؟!.
قال المبرد: كان الأصمعي أسد الشعر، والغريب، والمعاني، وكان أبو عبيدة كذلك، ويفضل على الأصمعي بعلم النسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو ويقال: إن الرشيد كان يسميه شيطان الشعر. وكان الأصمعي صدوقاً في الحديث. عنده عن ابن عون، وحماد ين سلمة، وحماد بن زيد وغيرهم. وعنده القراءات عن أبي عمرو، ونافع، وغيرهما، ويتوقى تفسير شيءٍ من القرآن والحديث على طريق اللغة، وأكثر سماعة من الأعراب، وأهل البادية.
قال له أعرابي وقد رآه يكتب كل شيء " ما تدع شيئاً إلا نمصته - أي نتفته.
وقال له آخر: أنت حتف الكلمة الشرود
وأبو سعيد الأصمعي عند أهل الأدب أشهر من أبي عبيدة، وأبو عبيدة عند أهل الحديث أصدق من الأصمعي.
قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، والأصمعي أعلم لأنه كان معه نحو. قال الأصمعي: حدث يوماً شعبة بحديث، فقال فيه: فذوى السواك. فقال له رجل
حضره: إنما هو: فذوي. فنظر إلي شعبة، وأومأ بيده فقلت له: القول ما تقول. فزجر القائل.
وقال له شعبة: لو أتفرغ لجئتك.
وقال له: إني وصفتك لحماد بن سلمة، وهو يحب أن يراك. قال: فوعدته يوماً، فذهبت معه إليه، فسلمت عليه، فحيا، ورحب. ثم قال لي: كيف تنشد هذا البيت: " أولئك قوم إن بنوا أحسنوا ... "؟ فقلت:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
- يعني بكسر الباء - فقال لي: انظر جيداً، فنظرت، فقلت: لست أعرف إلا هذا. فقال: يا بني، " أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا "، القوم إنما بنو المكارم، ولم يبنوا باللبن والطين! قال: فلم أزل هائباً لحماد بن سلمة، ولزمته بعد ذلك.
قال ثعلب: وقيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا.
وقال الأصمعي: أحفظ ست عشرة ألف أرجوزة وقال ابن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحواً من مائتي بيت ما فيها بيت عرفناه.
وقال الشافعي: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي. ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة " من الأصمعي.
وقال يحيى بن معين: الأصمعي ثقة وسئل عنه أبو داود فقال: صدوق.
وزعم الباهلي صاحب المعاني أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر. والمعنى أن الأصمعي كان حسن الإنشاد والزخرفة لردىء الأخبار والأشعار حتى يحسن عنده القبيح، وأن الفائدة عنده مع ذلك قليلة، وأن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة، وفوائد كثيرة، والعلم عنده جم.
وقال عمرو بن مرزوق: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه.
قال حماد بن إسحاق الموصلي: قال لي يوماً هارون أمير المؤمنين الواثق: إن لي حاجة إليك، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن هذا الكلام يجل عني، إنما أنا عبد من عبيد أمير المؤمنين، يأمرني فأأتمر، قال: قد جعلتها حاجة "، فقلت: يقول أمير المؤمنين ما أحب، فقال: أحب أن تترك لي التشاغل بالأصمعي؛ فإني ربما سألت عنك، فوجدته مشغولاً به، وتعتل علي، فلا تأتيني. فقلت: يا أمير المؤمنين، أما هذا فلا أضمنه لك، أن تمنعني شيئاً به حللت عندك هذا المحل، وفضلتني به على غيري.
وقال خلف: يغلبني الأصمعي بحضور الحجة.
ولما أخبر أبو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين الأصمعي وأبي عبيدة قال: أما أبو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها، والأصمعي بمنزلة بليلٍ في قفص تسمع من نغمه لحوناً، وترى كل وقت من ملحه فوناً.
وحكى الأصمعي أن هارون الرشيد أمر بحمله إليه، فلما مثل بين يديه استدناه.
قال الأصمعي: فجلست، وقال لي: يا عبد الملك، وجهت إليك بسبب جاريتين
أهديتاه إلي، وقد أخذتا طرفاً من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما، وتشير علي فيهما بما هو الصواب عندك. فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لأحداهما: مااسمك؟ قالت: فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله - عز وجل - به، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار، والآداب، والأخبار. فسألتها عن حروف من القرآن، فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو، والعروض، والأخبار، فما قصرت. فقلت: أنشدينا شيئاً، فاندفعت في هذا الشعر: من الخفيف
ياغياث البلاد في كل محلٍ ... ما يريد العباد إلا رضاكا
لا ومن شرف الإمام وأعلى ... ما أطاع الإله عبد عصاكا
فقلت: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أمرأة في مسك رجل مثلها.
وقالت الأخرى، فوجدتها دونها، فقلت: ما تبلغ هذه منزلتها، إلا أنها إن ووظب عليها لحقت. ثم قال لي: يا عبد الملك أنا ضجر، وقد جلست أحب أن أسمع حديثاً أتفرج به، فحدثني بشيءٍ، فقلت لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟ قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس، وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، صاحب لنا في بدوٍ، كنت أغشاه، وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست واسعون سنة أصح الناس ذهناً، وأجودهم أكلاً، وأقواهم بدناً، فغبرت بدناً. فغبرت عنه زماناً، ثم قصدته، فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت: ما شأنك، أصابتك مصيبة؟ قالت: لا، قصدت بعض القرابة في حي بني فلان، فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس مابين قرنها إلى قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقع عليه، وتنشد هذا الشعر: من الوافر
محاسنها سهام للمنايا ... مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب المنون لهن سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتعي ... كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبيني عودا أجوفا تحت شنة ... تمتع فيما بين نحرك والذقن
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل، فرمت به في وجهي، وبادرت إلى الخباء فدخلت، فلم أزل واقفاً إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي، لاتخرج إلي، ولا ترجع إلي جواباً، فانصرفت سخين العين، قريح القلب. فهذا الذي ترى بي من التغير، من عشقي لها.
قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي، كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت: جلد. قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلداً. قال: فأمر بإحضار الكتابين. قال: ثم أمر بإحضار فرسٍ، فقال لأبي عبيدة: أقرأ كتابك حرفاً حرفاً، وضع يدك على موضعٍ موضعٍ، فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطاراً، إنما هذا شيء أخذته، وسمعته من العرب، وألفته، فقال لي: يا أصمعي، قم، فضع يدك على موضعٍ موضعٍ من الفرس. فقمت، فحسرت عن ذراعي وساقي، قم وثبت، فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه شيئاً شيئاً، وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره. قال: فأمر لي بالفرس. فكنت إذا أردت إن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس، وأتيته.
قال الأصمعي للكسائي، وهما عند الرشيد: ما معنى قول الراعي: من الرمل.
قتلوا كسرى بليلٍ محرما ... فتولى لم يمتع بكفن
هل كان محرماً بالحج؟ فقال هارون للكسائي: يا علي، إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي.
قوله محرماً، كان في حرمة الإسلام. قال محمد بن سويد: قال ابن السكيت، قال الأصمعي: ومن ثم قيل: مسلم محرم؛ أي لم يحل من نفسه شيئاً يوجب القتل. وقوله في كسرى: محرماً، يعني حرمة العهد الذي كان له في أعناق أصحابه.
قال أبو عر الجرمي يوماً: أنا أعلم الناس بكلام العرب. فسمعه الأصمعي، فقال: كيف تنشد هذا البيت: من الكامل
قد كن يخبأن الوجوه تسترا ... فالآن حين بدأن للنظار
أو " حين بدين "؟ قال أبو عمر: حين بدان، فقال: أخطأت، فقال: بدين، فقال: أخطأت يا أعلم الناس بكلام العرب؛ " حين بدون " وقيل: كان الرشيد يحب الوحدة، فكان إذا ركب حماره عادله الفضل بن الربيع، وكان الأصمعي يسير قريباً منه بحيث يحاذيه، وإسحاق الموصلي على دابةٍ يسير قريباً من الفضل. فأقبل الأصمعي لا يحدث الرشيد شيئاً إلا سربه، وضحك منه، فحسده إسحاق. وكان فيما حدثه الأصمعي، فقال: يا أمير المؤمنين، مررت على رجلٍ زانكي جالس على بابه، قال ويحك. فما الزانكي؟ فوصفه له - وهو الشاطر - قال: فقلت له: يافتى، أيسرك أنك أمير المؤمنين؟ قال: لا، قلت: ولم؟. قال: لا يدعوني أذهب حيث شئت. قال: فقال الرشيد: صدق والله، ما يدعونا نذهب حيث شئنا. قال: فاستضحك الرشيد، فقال إسحاق للفضل: ما يقول كذب، فقال الرشيد: أي شيء؟ قال: فأخبره، فغضب، فقال: والله لو كان ما يقول كذباً إنه لأظرف الناس، وإن كان حقاً إنه لأعلم الناس. فمكث بينهما دهراً من الدهر، فقال إسحاق: أصيمع باهل يستطيل..
قال إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة، أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة؛ فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي.
قال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي سمعت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة
قال الأصمعي: من قال: إن الله - لا يرزق الحرام فهو كافر.
قال الجاحظ: كان الأصمعي منانياً، فقال له العباس بن رستم: لا والله، ولكن تذكر حين جلست إليه تسأله، فجعل يأخذ نعله بيده، وهي مخصوفة بحديد، ويقول: نعم قناع القدرس، نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك، فقمت؟ قال الأصمعي: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار "، لأنه لم يكن يلحن، فما رويت عنه، ولحنت فيه كذبت عليه.
قال أبو قلابة: سألت الأصمعي، فقلت: يا أبا سعيد، ما قول: أحق بسقيه " - يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الجار أحق بسقيه " - فقال: أنا لا أفسر حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن العرب تقول: السقب اللزيق.
وسئل عن معنى قول النبي صلى اله عليه وسلم: " جاءكم أهل اليمن، وهم أبخع أنفساً "، قال: يعني أقتل أنفساً، ثم أقبل على نفسه كاللائم لها، فقال: ومن أخذني بهذا، وما علمي به؟ وكان يتقي أن يفسر حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يتقي أن يفسر القرآن.
قال أبو حاتم السجستاني: أهديت إلى الأصمعي قدحاً من هذه السجزية، فجعل ينظر إليه ويقول: ما أحسنه. فقلت: إنهم يزعمون أن فيه عرقاً من الفضة، فردع علي، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يشرب في آنية الفضة.
قال الأصمعي: من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً.
وقال: بلغت ما بلغت بالعلم، ونلت ما نلت بالملح.
وقال: مررت بصنعاء اليمن على مزرعة، وبجنبها عين، وإذا غلام قد ملأ قربته، وهو متعلق بعراها، وهو يصيح: يا أبه، يا أبه، فاها، فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها؛ وإذا به قد أتى بوجوه الإعراب في حال الرفع والنصب والخفض.
قال الأصمعي: مررت بالبادية على رأس بئر، وإذا على رأسه جوارٍ، وإذا واحدة فيهن كأنها البدر، فوقع علي الرعدة، وقلت لها: من البسيط
يا أحسن الناس إنسانا وأملحهم ... هل ياشتكائي إليك الحب من باس
فبيني لي بقولٍ غير ذي خلف ... أبا لصريمة نمضي عنك أم ياس
قال: فرقعت رأسها، وقالت لي: أخسأ! فوقع في قلبي مثل جمر الغضا، فانصرفت عنها، وأنا حزين. قال: ثم رجعت إلى رأس البئر، فإذا هي على رأس البئر، فقالت: من البسيط
هلم نمح الذي قد كان قد وله ... ونحدث الآن إقبالاً من الراس
حتى نكون سواء في مودتنا ... مثل الذي يحتذي نعلا بمقياس
فانطلقت معها إلى أبيها، فتزوجتها، فابني علي منها.
وقال: كنت يوماً في سكة من سكك البصرة فرأيت كناساً يحمل العذرة، وهو ينشد هذا البيت: من الطويل
وأكرم نفسي إنني إن أهنتها ... لعمري لاتكرم على أحدٍ بعدي
فقلت: يا هذا، أي كرامةٍ لنفسك عندك وأنت من قرنك إلى قدمك في الخراء؟! فقال: عن سفلة مثلك، لا آتية أستقرض منه دانقاً فيردني. قال: فأفحمت، فلم أجىء بجواب.
قال سلمة بن عاصم: ما لقيني الأصمعي قد إلا قال: أرجو أن تكون من أهل الجنة. قال: فقال لي جليس له: إنما أراد أنك أبله، لأن أكثر أهل الجنة البله، قال: لا يبعد، فقد كان ماجناً.
قال عباس بن الفرج: ركب الأصمعي حماراً دميماً، فقيل: أبعد براذين الخلفاء تركي هذا؟! فقال متمثلاً: من الطويل
ولما أبت إلا انصراما بودها ... وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنقٍ من هواها مكدر ... وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا، وأملك ديني ونفسي أحب إلي من ذلك م ع ذهابهما.
كان أبو عبيدة يقول: كان الأصمعي بخيلاً، فكان يجمع أحاديث البخلاء ويتحدث بها، ويوصي بها ولده.
وقال محمد بن سلام: كنا مع أبي عبيدة في جنازة ننتظر إخراج الميت، ونحن بقرب دار الأصمعي، فارتفعت ضجة في دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز. كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفاً.
ويقال: إن جعفر بن يحيى استرد مبلغاً كان أمر أن يوصل به وذلك لما رأى من رثاثة حاله، ووسخ منزله، وقال: علام نعطيه الأموال إذا لم تظهر الصنيعة عنده، ويتزيا بزي أهل المروآت؟! مات الأصمعي سنة سبع عشرة ومائتين - وقيل: سنة ست عشرة ومائتين، وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين - وكان قد بلغ ثمانياً وثمانين سنة. وكانت وفاته بالبصرة.
عبد الملك بن محمد بن إبراهيم بن يعقوب أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ النيسابوري المعروف بالخركوشي قدم دمشق سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها.
روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه البلخي بسنده عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حلقة، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وتشهد دعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لإله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للقوم: " أتدرون ما دعا "؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده، لقد دعا الله - عز وجل - باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
وروى بسنده عن عطاء قال: بلغنا أن موسى بن عمران صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف بين الصفا والمروة، وعليه جبة قطوانية، وهو يقول: " لبيك اللهم لبيك " فيجيبه ربه: " لبيك ياموسى " كان عبد الملك بن أبي عثمان خلفاً لجماعة من تقدمة من العباد المجتهدين، والزهاد القانعين. وقد وفقه الله لعمارة المساجد والحياض والقناطر والدروب وكسوة الفقراء والعراة من الغرباء والبلدية حتى بنى داراً للمرضى بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، ووكل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم، وحمل مياههم إلى الأطباء، وشراء الأدوية لهم.
وقد صنفت في علوم الشريعة، ودلائل النبوة، وفي سير العباد والزهاد كتباً نسخها جماعة من أهل الحديث، وسمعوها منه، وسارت تلك المصنفات في المسلمين تاريخاً لنيسابور، وعلمائها الماضين منهم والباقين.
قال أبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام الزاهد: رأيت الأستاذ الزاهد أبا سعد حضر مصلى بنيسابور للاستسقاء في أيام أمسك المطر فيها، وبدأ القحط، وكان الناس يتضرعون، ويبكون، فصلى صلاة الاستسقاء على رأس الملأ، ودعا في الاستسقاء، وسمعته يصيح ويقول: من المنسرح
إليك جئنا وأنت جئت بنا ... وليس رب سواك يغنينا
روى الثقة: أنه دخل على الإمام سهل الصعلوكي يوما، وكان عليه قميص غليظ دنس، فقال له الإمام: أيها الأستاذ، إن هذا الملبوس غليظ خشن، فقال: أيها الشيخ، ولكنه من الحلال، فقال: أيها الأستاذ، إنه دنس، فقال: أيها الشيخ، إنه مما تصح الصلاة فيه. فسكت الشيخ.
توفي أبو سعد سنة ست وأربعمائة.
عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي ولي إمرة دمشق للوليد بن يزيد بن عبد الملك، وولي الجند له أيضاً. وكان قد خرج عن دمشق لأجل الوباء، فلذلك تم ليزيد بن الوليد الناقص تدبيره في الوثوب بدمشق.
عبد الملك بن محمد بن عدي أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه سكن جرجان. وكان مقدماً في الفقه والحديث، كانت الرحله إليه في أيامه. ورد نيسابور في صفر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وأقام بها مدة. سئل عن مولده، فقال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
روى عن العباس بن الوليد بسنده عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "
لكل أمة مجوس، وإن هؤلاء القدرسة مجوس أمتي؛ فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، ولاتصلوا عليهم " قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين، ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق، وتورع، وضبط، وتيقظ، سافر الكثير، وكتب بالعراق، والحجاز، والشام، ومصر. وورد بغداد قديماً.
مات في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
وقال غير الخطيب: سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة - وقيل ثلاث وعشرين - وكان ابن ثلاث وثمانين سنة.
قال الأستاذ أبو الوليد: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحد أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان أبي نعيم الجرجاني.
وقال الحسين بن علي الحافظ:
كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، مارأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة - مثله، أو أفضل منه. كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.
عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الصمد
أبو طالب الفقيه الهاشمي، ابن المهتدي بالله روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان بسنده عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاني، ثم سألته، فأعطاني، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ياحكيم، إن هذا المال حلوة خضرة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى ". فقال حيكم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ بعدك أحداً شيئاً حتى أفارق الدنيا.
فكان أبو بكر يدعم حكيماً ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبله منه. فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم ني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيىء، فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ أحداً من الناس حتى توفي.
توفي الشريف أبو طالب عبد الوهاب بن عبد الملك بن عبد الملك سنة خمس عشرة وأربعمائة. كان فقيهاً حافظاً للفقه، يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري.
عبد الوهاب بن علي ابن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك أبو محمد البغدادي القاضي المالكي الفقيه صاحب المصنفات. قدم دمشق سنة تسع عشرة وأربعمائة مجتازاً إلى مصر.
روى عن بن محمد بن إبراهيم البجلي بسنده عن أبي هريرة: " الأبعد فالأبعد إلى المسجد أعظم أجراً " وعن أبي الفتح يوسف بن عمرو بن مسرور القواس بسنده عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشياطين يستمتعون بثيابكم؛ فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها؛ فإن الشيطان لا يلبس ثوباً مطوياً قدم الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن نصر الفقيه المالكي - رضي الله عنه، يعني دمشق - في شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة، وخرج في جمادى الأولى من سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بمصر.
أنشد حين ودع بغداد: من الطويل
سلام على بغداد في كل منزل ... وحق لها مني السلام المضاعف
لعمرك ما فارقتها عن قلي لها ... وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علب بأسرها ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
فكنت كخل كنت أهوى دنوه ... وأخلاقه تنأى به وتعاسف
وفي رواية موضع " بشطي ": " بجنبي "، وموضع " بأسرها ": " برحبها " قال الخطيب: عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين، أبو محمد الفقيه المالكي، كتبت عنه. وكان ثقة "، ولم نلق من الملكيين أحداً كان أفقه منه، وكان حسن النظر، جيد العبارة، وتولى القضاء ببادرايا، وباكسايا، وخرج في آخر عمره إلى مصر فمات بها سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف: كان فقيهاً شاعراً متأدباً، وله كتب ككثيرة في كل فن من الفقه.
مات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وقيل سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
عبد الوهاب بن محمد بن خالد بن أبي معاذ أبومعاذ بن سعدان روى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " نعم الإبل الثلاثون؛ يحمل على نجيبها، وتغني أربابها، وتمنح غزيرتها، وتلتقي في محلها يوم ورودها، في أعطانها " توفي أبو معاذ بن سعدان سنة أربع عشرة وأربعمائة؟
عبد الوهاب بن محمد بن ميمون أبو القاسم العمري المدني روى عن الحسن بن صالح بن جابر بسنده عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " مكتوب على ساق العرش: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق - رضي الله عنه ".
عبد الوهاب بن محمد الأوزاعي حدث عن عمرو بن مهاجر قال: قدم محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، فجعل محمد بن كعب يجد النظر إليه، فقال له عمر: مالي أراك تحد إلى النظر يامحمد؟ قال: يا أمير المؤمنين، عهدي بك بالمدينة وأنت غزير اللون، ظاهر الدم، وهيئتك غير هذه الهيئة، فقال عمر: كيف بك يا محمد لو رأيتني في قبري بعد ثالثة وقد وقعت عيناي على وجنتي، وسال فمي قيحاً ودماً رأيتني أشد تغيراً؟ يا محمد، حدثني حديث ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اقتلوا الحية والعقرب، وإن كنتم في الصلاة " فقال محمد: حدثني عبد الله بن عباس أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اقتلوا الحية والعقرب، وإن كنتم في الصلاة " وحدثني ابن عباس أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أشرف المجالس ما استقبل به القبلة " قال ابن عباس: وسمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقول: " من اطلع في كتاب أخيه بغير أمره فكأنما اطلع في النار "
وقال ابن عباس: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " شركم من نزل وحده، وضرب عبده، ومنع رفده "؟ عبد الوهاب بن المحسن بن عبد الوهاب بن سقير أبو الفضائل العطار روى عن الحافظ ابن عساكر بسنده عن أبي سعيد المقبري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" رب قائم حظه من قيامه السهر، ورب صائمٍ حظه من صيامه الجوع والعطش "؟ عبد الوهاب بن نجدة أبو محمد الحوطي روى عن بقية بسنده عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما عدل والٍ اتجر في رعيته " - وفي رواية: " من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته " قال رجل لعبد الوهاب الحوطي: يا أبا محمد، تثبت؛ فإن أهل العراق يقولون: حديث الشاميين خرافات. قال الحوطي: سخنت عين الرعونة، أنا شامي عراقي.
ورئي يصلي في سروايل وقلنسوة وخف متقلداً سيفاً، ليس عليه قميص، فقيل له، فقال: أليس يقال: السيف بمنزلة الرداء في الصلاة.
عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الجرشي روى عن أبيه عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من كان وصلة - وفي رواية: نصرة - لأخيه المسلم إلى ذي سلطانة - وفي رواية: ذي سلطان - في منفعةٍ بر، أو تيسير عسير أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام " وفي رواية: " من كان ذا وصلةٍ " قال أبو حاتم: كان يكذب وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به.
قال ابن ماكولا: الجرشي: بضم الجيم وفتح الراء وكسر الشين المعجمة
أبو طالب الفقيه الهاشمي، ابن المهتدي بالله روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان بسنده عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاني، ثم سألته، فأعطاني، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ياحكيم، إن هذا المال حلوة خضرة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى ". فقال حيكم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ بعدك أحداً شيئاً حتى أفارق الدنيا.
فكان أبو بكر يدعم حكيماً ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبله منه. فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم ني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيىء، فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ أحداً من الناس حتى توفي.
توفي الشريف أبو طالب عبد الوهاب بن عبد الملك بن عبد الملك سنة خمس عشرة وأربعمائة. كان فقيهاً حافظاً للفقه، يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري.
عبد الوهاب بن علي ابن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك أبو محمد البغدادي القاضي المالكي الفقيه صاحب المصنفات. قدم دمشق سنة تسع عشرة وأربعمائة مجتازاً إلى مصر.
روى عن بن محمد بن إبراهيم البجلي بسنده عن أبي هريرة: " الأبعد فالأبعد إلى المسجد أعظم أجراً " وعن أبي الفتح يوسف بن عمرو بن مسرور القواس بسنده عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشياطين يستمتعون بثيابكم؛ فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها؛ فإن الشيطان لا يلبس ثوباً مطوياً قدم الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن نصر الفقيه المالكي - رضي الله عنه، يعني دمشق - في شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة، وخرج في جمادى الأولى من سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بمصر.
أنشد حين ودع بغداد: من الطويل
سلام على بغداد في كل منزل ... وحق لها مني السلام المضاعف
لعمرك ما فارقتها عن قلي لها ... وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علب بأسرها ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
فكنت كخل كنت أهوى دنوه ... وأخلاقه تنأى به وتعاسف
وفي رواية موضع " بشطي ": " بجنبي "، وموضع " بأسرها ": " برحبها " قال الخطيب: عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين، أبو محمد الفقيه المالكي، كتبت عنه. وكان ثقة "، ولم نلق من الملكيين أحداً كان أفقه منه، وكان حسن النظر، جيد العبارة، وتولى القضاء ببادرايا، وباكسايا، وخرج في آخر عمره إلى مصر فمات بها سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف: كان فقيهاً شاعراً متأدباً، وله كتب ككثيرة في كل فن من الفقه.
مات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وقيل سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
عبد الوهاب بن محمد بن خالد بن أبي معاذ أبومعاذ بن سعدان روى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " نعم الإبل الثلاثون؛ يحمل على نجيبها، وتغني أربابها، وتمنح غزيرتها، وتلتقي في محلها يوم ورودها، في أعطانها " توفي أبو معاذ بن سعدان سنة أربع عشرة وأربعمائة؟
عبد الوهاب بن محمد بن ميمون أبو القاسم العمري المدني روى عن الحسن بن صالح بن جابر بسنده عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " مكتوب على ساق العرش: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق - رضي الله عنه ".
عبد الوهاب بن محمد الأوزاعي حدث عن عمرو بن مهاجر قال: قدم محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، فجعل محمد بن كعب يجد النظر إليه، فقال له عمر: مالي أراك تحد إلى النظر يامحمد؟ قال: يا أمير المؤمنين، عهدي بك بالمدينة وأنت غزير اللون، ظاهر الدم، وهيئتك غير هذه الهيئة، فقال عمر: كيف بك يا محمد لو رأيتني في قبري بعد ثالثة وقد وقعت عيناي على وجنتي، وسال فمي قيحاً ودماً رأيتني أشد تغيراً؟ يا محمد، حدثني حديث ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اقتلوا الحية والعقرب، وإن كنتم في الصلاة " فقال محمد: حدثني عبد الله بن عباس أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اقتلوا الحية والعقرب، وإن كنتم في الصلاة " وحدثني ابن عباس أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أشرف المجالس ما استقبل به القبلة " قال ابن عباس: وسمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقول: " من اطلع في كتاب أخيه بغير أمره فكأنما اطلع في النار "
وقال ابن عباس: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " شركم من نزل وحده، وضرب عبده، ومنع رفده "؟ عبد الوهاب بن المحسن بن عبد الوهاب بن سقير أبو الفضائل العطار روى عن الحافظ ابن عساكر بسنده عن أبي سعيد المقبري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" رب قائم حظه من قيامه السهر، ورب صائمٍ حظه من صيامه الجوع والعطش "؟ عبد الوهاب بن نجدة أبو محمد الحوطي روى عن بقية بسنده عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما عدل والٍ اتجر في رعيته " - وفي رواية: " من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته " قال رجل لعبد الوهاب الحوطي: يا أبا محمد، تثبت؛ فإن أهل العراق يقولون: حديث الشاميين خرافات. قال الحوطي: سخنت عين الرعونة، أنا شامي عراقي.
ورئي يصلي في سروايل وقلنسوة وخف متقلداً سيفاً، ليس عليه قميص، فقيل له، فقال: أليس يقال: السيف بمنزلة الرداء في الصلاة.
عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الجرشي روى عن أبيه عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من كان وصلة - وفي رواية: نصرة - لأخيه المسلم إلى ذي سلطانة - وفي رواية: ذي سلطان - في منفعةٍ بر، أو تيسير عسير أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام " وفي رواية: " من كان ذا وصلةٍ " قال أبو حاتم: كان يكذب وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به.
قال ابن ماكولا: الجرشي: بضم الجيم وفتح الراء وكسر الشين المعجمة
- وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. يكنى أبا الوليد, مولى آل أسيد بن أبي العيص بن أمية. مات سنة خمس ومائة.
عبد الملك بن عَبْدُ الْعَزِيزِ
- عبد الملك بن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة الماجشون ويكنى أبا مروان. وكان من أصحاب مالك بن أنس. وكان له فقه ورواية. الجزء السادس تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
- عبد الملك بن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة الماجشون ويكنى أبا مروان. وكان من أصحاب مالك بن أنس. وكان له فقه ورواية. الجزء السادس تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدِينِيُّ
(4) ، هَارُونَ (5) حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ.
(4) ، هَارُونَ (5) حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ ويكنى أبا الوليد. وكان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير. وكانت تحت عبد العزيز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بن أبي العيص بن أمية فنسب إلى ولائه. وولد عبد الملك بن عبد العزيز عام الجحاف سنة ثمانين. سيل كان بمكة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَدِمَ علينا ابن جريج البصرة في وِلايَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَبْلَ خُرُوجِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بسنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَقَالَ: وَمِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا؟ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الصَّحِيفَةِ يَأْخُذُهَا وَيَقُولُ أُحَدِّثُ بِمَا فِيهَا وَلَمْ يَقْرَأْهَا. فَأَمَّا إِذَا قَرَأَهَا فَهُوَ سواء. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أحاديث سنن. قال فكتبت أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ مَا قرأها علي ولا قرأتها عليه. قال محمد بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ يَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سبرة في أحاديث كثيرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الصَّحِيفَةُ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا فُلانًا هِيَ حَدِيثُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ مَا لا أُحْصِي. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَدِمْتُ بَلَدًا دَائِرًا فَنَثَرْتُ لَهُمْ عَيْبَةَ عِلْمٍ. يَعْنِي الْيَمَنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي أَوَّلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ جِدًّا.
- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ ويكنى أبا الوليد. وكان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير. وكانت تحت عبد العزيز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بن أبي العيص بن أمية فنسب إلى ولائه. وولد عبد الملك بن عبد العزيز عام الجحاف سنة ثمانين. سيل كان بمكة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَدِمَ علينا ابن جريج البصرة في وِلايَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَبْلَ خُرُوجِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بسنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَقَالَ: وَمِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا؟ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الصَّحِيفَةِ يَأْخُذُهَا وَيَقُولُ أُحَدِّثُ بِمَا فِيهَا وَلَمْ يَقْرَأْهَا. فَأَمَّا إِذَا قَرَأَهَا فَهُوَ سواء. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أحاديث سنن. قال فكتبت أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ مَا قرأها علي ولا قرأتها عليه. قال محمد بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ يَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سبرة في أحاديث كثيرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الصَّحِيفَةُ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا فُلانًا هِيَ حَدِيثُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ مَا لا أُحْصِي. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَدِمْتُ بَلَدًا دَائِرًا فَنَثَرْتُ لَهُمْ عَيْبَةَ عِلْمٍ. يَعْنِي الْيَمَنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي أَوَّلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ جِدًّا.
عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو الأصبغ القرشي الأموي أمه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، أخت عمر. كان أبوه الوليد أراد خلع أخيه سليمان من ولاية العهد، وتولية عبد العزيز، فلم يتم له ذلك. وقيل: بل أراد أن يجعل إليه ولاية العهد بعد سليمان. وولاه الموسم. وولي إمرة دمشق في أيام أبيه.
وداره بدمشق كانت موضع فندق الخشب الكبير، قبلة دار البطيخ، وكان له عقب بالمرج بقريةٍ تسمى الجامع. وتزوج أمة الله بنت الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
قال مالك بن أنس: أراد الوليد بن عبد الملك أن يبايع لابنه عبد العزيز بن الوليد، فأراد عمر بن عبد العزيز على ذلك، فقال عمر: إن لسليمان في أعناقنا بيعة ". فبلغت الوليد، فأمر به، فطين عليه البيت، فقالت أم البنين ابنة عبد العزيز: لابلغه الله أمله فيه، ففتح الباب عن عمر.
ولما ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق - ولم يكن في بني أمية ألب منه في حداثة سنه - قال أهل دمشق: هذا غلام شاب، ولاعلم له بالأمور، وسيسمع منا. فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، عندي نصيحة، فقال له: ليت شعري ماهذه.
النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت مني إليك!؟ قال: جار لي عاصٍ متخلف عن نفره. فقال له: والله مااتقيت ربك، ولاأكرمت أميرك، ولاحفظت جوارك! إن شئت نظرنا فيما تقول، فإن كنت صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلناك. قال: أقلني، أصلح الله الأمير، قال: اذهب حيث لايصحبك الله، والله إني لأراك شر جندك رجلاً! ثم قال: ياأهل دمشق، أما أعظمتم ماجاء به الفاسق!؟ إن السعاية - أحسب - منه سجية، ولولا أنه لاينبغي للوالي أن يعاقب قبل أن يعاتب كان لي في ذلك رأي؛ فلا يأتني أحد منكم بسعايةٍ على أحدٍ بشيءٍ؛ فإن الصادق فيها فاسق، والكذوب فيها بهات.
وكان كلامه يشبه بكلام خاله عمر بن عبد العزيز.
وقد قال له عمر بن عبد العزيز.
يابن أختي، بلغني أنك سرت إلى دمشق تريد أن تدعو إلى نفسك، ولو فعلت ما نازعتك - وكان عبد العزيز قد سار إلى دمشق، فلحقه الخبر بدير الجلجل أن عمر بن عبد العزيز قد بويع له، فانصرف.
ثم دخل على عمر بن عبد العزيز، فقال له: إنه لم يبلغني أن الخليفة كان عقد لأحدٍ، ففرقت على الأموال أن تنهب، وما أحب أنه ولي هذا الأمر غيرك، وبايع عمر بن عبد العزيز. وكان عبد العزيز بن الوليد ممدحاً، ومن قول جرير فيه: من الطويل
فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ... ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو الأصبغ القرشي الأموي أمه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، أخت عمر. كان أبوه الوليد أراد خلع أخيه سليمان من ولاية العهد، وتولية عبد العزيز، فلم يتم له ذلك. وقيل: بل أراد أن يجعل إليه ولاية العهد بعد سليمان. وولاه الموسم. وولي إمرة دمشق في أيام أبيه.
وداره بدمشق كانت موضع فندق الخشب الكبير، قبلة دار البطيخ، وكان له عقب بالمرج بقريةٍ تسمى الجامع. وتزوج أمة الله بنت الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
قال مالك بن أنس: أراد الوليد بن عبد الملك أن يبايع لابنه عبد العزيز بن الوليد، فأراد عمر بن عبد العزيز على ذلك، فقال عمر: إن لسليمان في أعناقنا بيعة ". فبلغت الوليد، فأمر به، فطين عليه البيت، فقالت أم البنين ابنة عبد العزيز: لابلغه الله أمله فيه، ففتح الباب عن عمر.
ولما ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق - ولم يكن في بني أمية ألب منه في حداثة سنه - قال أهل دمشق: هذا غلام شاب، ولاعلم له بالأمور، وسيسمع منا. فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، عندي نصيحة، فقال له: ليت شعري ماهذه.
النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت مني إليك!؟ قال: جار لي عاصٍ متخلف عن نفره. فقال له: والله مااتقيت ربك، ولاأكرمت أميرك، ولاحفظت جوارك! إن شئت نظرنا فيما تقول، فإن كنت صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلناك. قال: أقلني، أصلح الله الأمير، قال: اذهب حيث لايصحبك الله، والله إني لأراك شر جندك رجلاً! ثم قال: ياأهل دمشق، أما أعظمتم ماجاء به الفاسق!؟ إن السعاية - أحسب - منه سجية، ولولا أنه لاينبغي للوالي أن يعاقب قبل أن يعاتب كان لي في ذلك رأي؛ فلا يأتني أحد منكم بسعايةٍ على أحدٍ بشيءٍ؛ فإن الصادق فيها فاسق، والكذوب فيها بهات.
وكان كلامه يشبه بكلام خاله عمر بن عبد العزيز.
وقد قال له عمر بن عبد العزيز.
يابن أختي، بلغني أنك سرت إلى دمشق تريد أن تدعو إلى نفسك، ولو فعلت ما نازعتك - وكان عبد العزيز قد سار إلى دمشق، فلحقه الخبر بدير الجلجل أن عمر بن عبد العزيز قد بويع له، فانصرف.
ثم دخل على عمر بن عبد العزيز، فقال له: إنه لم يبلغني أن الخليفة كان عقد لأحدٍ، ففرقت على الأموال أن تنهب، وما أحب أنه ولي هذا الأمر غيرك، وبايع عمر بن عبد العزيز. وكان عبد العزيز بن الوليد ممدحاً، ومن قول جرير فيه: من الطويل
فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ... ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز أَبُو نصر التمار
عبد الملك بن عبد العزيز، أبو نصر التمار :
سمع مالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز، والحمادين، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وكوثر بن حكيم. روى عنه أحمد بن منيع، وأبو قدامة السرخسي، وأبو حفص عمرو بن عَلِيّ الفلاس، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأحمد ابن أبي خيثمة، وَالحسن بْن عَلِيّ المعمري، وَأحمد بْن الْحَسَن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد البغوي وكان من أهل نسا، فسكن بغداد إلى حين وفاته، وكان عابدا زاهدا يعد في الأبدال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ- أَبُو نَصْرٍ- وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ- مِائَةَ مَرَّةٍ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» .
قلت: وكان أبو نصر ممن امتحن في أمر القرآن فأجاب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة- وهو الرازي- يَقُولُ:
كان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد
الشّافعيّ، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل- يعني أبا داود سليمان ابن الأشعث- عن أبي نصر التمار فقال: ثقة.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثقة خراساني نزل بغداد.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: سمعت الميموني يقول: صح عندي أنه لم يحضر أبا نصر التمار حين مات- يعني أحمد بن حنبل- فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النَّضْر.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو القاسم ابن منيع قالوا: ومات أبو نصر التمار في سنة ثمان وعشرين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد الله بن محمد البغوي: ومات أبو نصر التمار ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من سنة ثمان وَعشرين، وَكَانَ لا يخضب، وَكَانَ قد جاوز التسعين سنة، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو نصر التمار من أبناء أهل خراسان من أهل نسا، ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر، ونزل بغداد في ربض أبي العباس الطوسي في درب النسائية، وتجر بها في التمر وغيره، وكان ثقة فاضلا خيرا ورعا، وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين، ودفن بباب حرب وهو يومئذ ابن إحدى وتسعين سنة وكان بصره قد ذهب.
أَخْبَرَنَا ابن رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ العبدي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سهل
وأحمد بن محمد بن بلال عن أبي جعفر السقاء قال: رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت له: يا أبا نصر كيف الحال؟ قال: وقفني فرحم شيبتي- وجعل يده تحت ذقنه- وقال لي: يا بشر لو سجدت لي في الدنيا على الجمر ما أديت شكر ما حشيت قلوب عبادي عليك، وأباحني نصف الجنة، ووعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي، قلت: فما فعل أبو نصر التمار؟ قال: ذاك فوق الناس، قلت: وبماذا؟ قال: بصبره على بنيّاته والفقر.
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حدثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحسنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الجراحي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن الجراح قَالَ: سمعت محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: قال لي مؤذن بشر بن الحارث: رأيت بشر بن الحارث فِي المنام، فقلت:
ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي، قلت: فما فعل بأحمد بن حنبل؟ فقال: غفر له، فقلت: فما فعل بأبي نصر التمار فقال: هيهات ذاك في عليين، فقلت: بماذا نال ما لم تنالاه؟ فقال: بفقره، وصبره على بنياته.
سمع مالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز، والحمادين، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وكوثر بن حكيم. روى عنه أحمد بن منيع، وأبو قدامة السرخسي، وأبو حفص عمرو بن عَلِيّ الفلاس، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأحمد ابن أبي خيثمة، وَالحسن بْن عَلِيّ المعمري، وَأحمد بْن الْحَسَن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد البغوي وكان من أهل نسا، فسكن بغداد إلى حين وفاته، وكان عابدا زاهدا يعد في الأبدال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ- أَبُو نَصْرٍ- وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ- مِائَةَ مَرَّةٍ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» .
قلت: وكان أبو نصر ممن امتحن في أمر القرآن فأجاب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة- وهو الرازي- يَقُولُ:
كان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد
الشّافعيّ، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل- يعني أبا داود سليمان ابن الأشعث- عن أبي نصر التمار فقال: ثقة.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثقة خراساني نزل بغداد.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: سمعت الميموني يقول: صح عندي أنه لم يحضر أبا نصر التمار حين مات- يعني أحمد بن حنبل- فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النَّضْر.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو القاسم ابن منيع قالوا: ومات أبو نصر التمار في سنة ثمان وعشرين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد الله بن محمد البغوي: ومات أبو نصر التمار ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من سنة ثمان وَعشرين، وَكَانَ لا يخضب، وَكَانَ قد جاوز التسعين سنة، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو نصر التمار من أبناء أهل خراسان من أهل نسا، ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر، ونزل بغداد في ربض أبي العباس الطوسي في درب النسائية، وتجر بها في التمر وغيره، وكان ثقة فاضلا خيرا ورعا، وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين، ودفن بباب حرب وهو يومئذ ابن إحدى وتسعين سنة وكان بصره قد ذهب.
أَخْبَرَنَا ابن رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ العبدي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سهل
وأحمد بن محمد بن بلال عن أبي جعفر السقاء قال: رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت له: يا أبا نصر كيف الحال؟ قال: وقفني فرحم شيبتي- وجعل يده تحت ذقنه- وقال لي: يا بشر لو سجدت لي في الدنيا على الجمر ما أديت شكر ما حشيت قلوب عبادي عليك، وأباحني نصف الجنة، ووعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي، قلت: فما فعل أبو نصر التمار؟ قال: ذاك فوق الناس، قلت: وبماذا؟ قال: بصبره على بنيّاته والفقر.
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حدثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحسنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الجراحي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن الجراح قَالَ: سمعت محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: قال لي مؤذن بشر بن الحارث: رأيت بشر بن الحارث فِي المنام، فقلت:
ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي، قلت: فما فعل بأحمد بن حنبل؟ فقال: غفر له، فقلت: فما فعل بأبي نصر التمار فقال: هيهات ذاك في عليين، فقلت: بماذا نال ما لم تنالاه؟ فقال: بفقره، وصبره على بنياته.
عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماخ أبو الفتح بن أبي القاسم الكروخي البزار:
من أهل هراة، سمع الكثير من أَبِي إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ وأبي عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي المظفر عبيد اللَّه بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد
الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي وأبي عبد الله محمد بن علي النميري وأبي سعد حكيم بن أحمد الإسفراييني وغيرهم: وقدم بغداد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن ناصر، وروى لنا عنه أبو أحمد الأمين وأبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ قالوا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ » .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة صدوق ثقة. سكن مطيراباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه «جامع الترمذي» وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته. وجدوا سماعه في أصول المؤتمن الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب
فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الأجل آخذ على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، ورد عليه من الاحتياج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره إلى مكة، وبقي بها مجاورا إلى أن توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ من هراة.
قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال:
سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في كتاب أبي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة الاثنين خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وأنه تولى غسله وتكفينه ، ودفنه يوم الاثنين.
من أهل هراة، سمع الكثير من أَبِي إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ وأبي عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي المظفر عبيد اللَّه بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد
الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي وأبي عبد الله محمد بن علي النميري وأبي سعد حكيم بن أحمد الإسفراييني وغيرهم: وقدم بغداد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن ناصر، وروى لنا عنه أبو أحمد الأمين وأبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ قالوا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ » .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة صدوق ثقة. سكن مطيراباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه «جامع الترمذي» وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته. وجدوا سماعه في أصول المؤتمن الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب
فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الأجل آخذ على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، ورد عليه من الاحتياج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره إلى مكة، وبقي بها مجاورا إلى أن توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ من هراة.
قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال:
سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في كتاب أبي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة الاثنين خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وأنه تولى غسله وتكفينه ، ودفنه يوم الاثنين.
عبد الملك بن علي بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف، أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي منصور:
من ساكني دار الخلافة، من أولاد الأكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر من السماع، وحصل الأصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا
عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وخلقا كثيرا من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد القصري وصالح بن محمد بن علي الأزجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن سعد اللَّه الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ عَبْدُ الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا علي بن محمد أبي الخصيب ، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم خربا لِبَنِي النَّجَّارِ فَقَضَى مِنْ حَاجَتِهِ فَخَرَجَ مَذْعُورًا، قَالَ: «لَوْلا أَنْ تَدَافَنُوا لَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مَا أَسْمَعَنِي مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» .
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف قال: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف الصياد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس:
لا ترضين من الصديق ... بكيف أنت ومرحبا بك
حتى تبين ما لديه ... بحاجة إن لم تكن لك
وإذا رأيت فعاله ... كمقاله فبه تمسك
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة
سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
من ساكني دار الخلافة، من أولاد الأكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر من السماع، وحصل الأصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا
عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وخلقا كثيرا من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد القصري وصالح بن محمد بن علي الأزجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن سعد اللَّه الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ عَبْدُ الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا علي بن محمد أبي الخصيب ، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم خربا لِبَنِي النَّجَّارِ فَقَضَى مِنْ حَاجَتِهِ فَخَرَجَ مَذْعُورًا، قَالَ: «لَوْلا أَنْ تَدَافَنُوا لَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مَا أَسْمَعَنِي مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» .
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف قال: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف الصياد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس:
لا ترضين من الصديق ... بكيف أنت ومرحبا بك
حتى تبين ما لديه ... بحاجة إن لم تكن لك
وإذا رأيت فعاله ... كمقاله فبه تمسك
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة
سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
عبد الملك بن عبد الله بن داود، أبو القاسم:
من أهل المغرب، من مدينة تسمى حمزة، سمع ببغداد الشريف أبا نصر الزينبي وبالبصرة أبا علي [علي] بن أحمد التستري، وبأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد، واستوطن بغداد إلى حين وفاته وحدث بها، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بن هبة الله الشافعي، أنبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَغْرِبِيُّ الحمزي الفقيه بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمود بن الأخضر وأحمد بْنِ الْبَنْدَنِيجِيِّ وَيُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ الشَّاهِدُ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ وَعَلِيُّ بْن أَبِي الْفَرَجِ بْن أَبِي الْمَعَالِي وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ الْكَاتِبُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّولِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ الأَزَجِيُّ بِبَغْدَادَ، وَنَصْرُ بْنُ محمد بن علي
الْحَافِظُ بِمَكَّةَ، وَعَبْدُ الْحَقِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ بدمشق، قالوا جميعا: أنبأنا محمد بن أحمد ابن عبد الكريم التميمي قال الحمزي والتميمي: أنبأنا أبو نصر محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حدثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةُ فَزَادَ فِيهَا أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! حَدَثَ فِي الصَّلاةِ حَدَثٌ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: زِدْتَ أَوْ نَقَصْتَ، فَثَنَى رِجْلَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَذَكِّرُونِي، إِذَا أَحَدٌ مِنْكُمْ صَلَّى صَلاةً فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَوْ نَقَصَ فَلْيَتَحَرَّ مِنْ ذَلِكَ الصَّوَابَ، ثُمَّ لْيَبْنِ عَلَيْهِ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ» .
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي الفقيه يوم الجمعة سابع ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
من أهل المغرب، من مدينة تسمى حمزة، سمع ببغداد الشريف أبا نصر الزينبي وبالبصرة أبا علي [علي] بن أحمد التستري، وبأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد، واستوطن بغداد إلى حين وفاته وحدث بها، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بن هبة الله الشافعي، أنبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَغْرِبِيُّ الحمزي الفقيه بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمود بن الأخضر وأحمد بْنِ الْبَنْدَنِيجِيِّ وَيُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ الشَّاهِدُ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ وَعَلِيُّ بْن أَبِي الْفَرَجِ بْن أَبِي الْمَعَالِي وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ الْكَاتِبُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّولِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ الأَزَجِيُّ بِبَغْدَادَ، وَنَصْرُ بْنُ محمد بن علي
الْحَافِظُ بِمَكَّةَ، وَعَبْدُ الْحَقِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ بدمشق، قالوا جميعا: أنبأنا محمد بن أحمد ابن عبد الكريم التميمي قال الحمزي والتميمي: أنبأنا أبو نصر محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حدثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةُ فَزَادَ فِيهَا أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! حَدَثَ فِي الصَّلاةِ حَدَثٌ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: زِدْتَ أَوْ نَقَصْتَ، فَثَنَى رِجْلَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَذَكِّرُونِي، إِذَا أَحَدٌ مِنْكُمْ صَلَّى صَلاةً فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَوْ نَقَصَ فَلْيَتَحَرَّ مِنْ ذَلِكَ الصَّوَابَ، ثُمَّ لْيَبْنِ عَلَيْهِ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ» .
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي الفقيه يوم الجمعة سابع ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي، أبو الكرم بن أبي الغنائم بن أبي الفتح المؤدب:
من ساكني درب البزازة بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع أبوي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم، وحدث باليسير؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ غَيْرَ مرة قال: أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الْخَرِيفِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن
علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» .
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل:
يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم ... بالحق لكنها العادات والدرب
أشبهتم الدهر في تلوين صبغته ... فكلكم حائل الألوان منقلب
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.
من ساكني درب البزازة بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع أبوي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم، وحدث باليسير؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ غَيْرَ مرة قال: أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الْخَرِيفِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن
علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» .
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل:
يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم ... بالحق لكنها العادات والدرب
أشبهتم الدهر في تلوين صبغته ... فكلكم حائل الألوان منقلب
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.
عبد الملك بن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الشوكي، أبو الخطاب :
كان خطيبًا بالمحول، سمع أبا الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الحرقي وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، وحدث باليسير، روى عنه أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المهتدي [بالله] الخطيب وأبو القاسم بن السمرقندي.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه قال: أنبأنا عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الخطيب، أنبأنا الحسين- وهو ابن محمد بن جعفر الخالع- أنبأنا محمد- وهو ابن عمران المرزباني- حدثنا أبو بكر محمد- وهو ابن الحسن بن دريد- حدثّنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: أوصى عمير بن حبيب الخطمي- وكانت له صحبة- ابنه فقال: «يا بني إياك ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، إنه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ، ومن يحبه يندم، ومن لم يفز بقليل ما يأتي به السفيه يفز بكثيره، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد
أحد أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الأذى وليوقن بالثواب» .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن [أحمد بن] خيرون العدل قال: مات أبو الخطاب عبد الملك بن الشوكي خطيب المحول في ليلة السبت ودفن يوم السبت سلخ شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وكان ستيرا ، ذكر غيره أنه دفن بالمحول.
كان خطيبًا بالمحول، سمع أبا الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الحرقي وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، وحدث باليسير، روى عنه أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المهتدي [بالله] الخطيب وأبو القاسم بن السمرقندي.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه قال: أنبأنا عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الخطيب، أنبأنا الحسين- وهو ابن محمد بن جعفر الخالع- أنبأنا محمد- وهو ابن عمران المرزباني- حدثنا أبو بكر محمد- وهو ابن الحسن بن دريد- حدثّنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: أوصى عمير بن حبيب الخطمي- وكانت له صحبة- ابنه فقال: «يا بني إياك ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، إنه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ، ومن يحبه يندم، ومن لم يفز بقليل ما يأتي به السفيه يفز بكثيره، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد
أحد أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الأذى وليوقن بالثواب» .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن [أحمد بن] خيرون العدل قال: مات أبو الخطاب عبد الملك بن الشوكي خطيب المحول في ليلة السبت ودفن يوم السبت سلخ شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وكان ستيرا ، ذكر غيره أنه دفن بالمحول.
عبد الملك بن عمير بن سويد
قال صالح عن أبيه: سماك بن حرب أصلح حديثا من عبد الملك بن عمير؛ وذاك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ.
"مسائل صالح" (1306).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: عبد الملك بن عمير مضطرب جدًا في حديثه، واختلف عنه الحفاظ -يعني: فيما رووا عنه.
"سؤالات أبي داود" (354).
قال أبو داود: قلت لأحمد: عبد العزيز بن رفيع؟
قال: ثقة.
قلت لأحمد: هو أكثر أم عبد الملك بن عمير؟ [. . .] (1) وله عبد الملك مضطرب الحديث، قل حديث يرفعه لا يختلف فيه.
قيل: من أكبر من روى عنه؟
قال: أبو عوانة.
"سؤالات أبي داود" (365).
قال المروذي: وسئل أبو عبد اللَّه عن عبد الملك بن عمير؟
فقال: مضطرب الحديث، قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه.
قيل: فهو أحب إليك أو عاصم؟
قال: عاصم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (131)، (197).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن عمير، قال: رأيت على أبي موسي الأشعري برنسًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (69)، (701).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: رأيت أبا موسي عليه مقطعة ومطرف.
"العلل" رواية عبد اللَّه (78)، (702).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: واللَّه إني لأحدث بالحديث فما أدع منه حرفًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (125).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا شاذان قال: أخبرنا جعفر بن زياد الأحمر أبو عبد اللَّه، عن عبد الملك بن عمير قال: رأيت المغيرة بن شعبة بعد العصر قبل أن تغيب الشمس وهو يسعى أو يسرع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (212)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أبو عون محمد بن عبيد اللَّه أثبت وأوثق من عبد الملك بن عمير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (339).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن عبد الملك بن عمير قال: كان يقال: نكد الحديث الكذب، وآفته النسيان، وإضاعته أن تحدث به من ليس له بأهل.
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أسباط بن أبي عمرو قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: أول من جعل العودين اللذين على
المنبر عبيد اللَّه بن زياد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (935).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن مهدي، عن ابن مبارك، عن حجاج، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: لا غرر في الإسلام.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1749).
وقال عبد اللَّه: سئل عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن أبي النجود، فقال: عاصم أقل اختلافا عندي من عبد الملك بن عمير، عبد الملك أكثر اختلافًا، وقدم عاصمًا على عبد الملك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4136).
وقال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا عبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أبو عبد الرحمن في سنة ثمان ومائتين في المحرم، ومات في صفر، قال: حدثني عبيد اللَّه -يعني: ابن عمرو- عن عبد الملك بن عمير قال: كنت غلامًا، قال: فجعلوا ينحونا عن الطريق فقالوا: هذا علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4878).
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث وقد غلط في كثير منها.
"الجرح والتعديل" 5/ 361، "تهذيب الكمال" 18/ 373، "سير أعلام النبلاء" 5/ 439، "بحر الدم" (644).
روى إسحاق الكوسج عن أحمد أنه ضعفه جدًّا.
"الجرح والتعديل" 5/ 361، "سير أعلام النبلاء" 5/ 439، "بحر الدم" (644).
قال الميموني: عن أحمد بن حنبل، عن سفيان بن عيينة: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: واللَّه إني لأحدث بالحديث فما أدع منه حرفًا واحدًا.
"تهذيب الكمال" 18/ 373 - 374.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان سفيان يعجب من حفظ عبد الملك!
قال صالح: قلت لأبي: هو عبد الملك بن عمير؟
قال: نعم.
قال ابن أبي حاتم: فذكرته لأبي؟ قال: هذا وهم! إنما هو عبد الملك ابن أبي سفيان، وعبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 440، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 164
قال صالح عن أبيه: سماك بن حرب أصلح حديثا من عبد الملك بن عمير؛ وذاك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ.
"مسائل صالح" (1306).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: عبد الملك بن عمير مضطرب جدًا في حديثه، واختلف عنه الحفاظ -يعني: فيما رووا عنه.
"سؤالات أبي داود" (354).
قال أبو داود: قلت لأحمد: عبد العزيز بن رفيع؟
قال: ثقة.
قلت لأحمد: هو أكثر أم عبد الملك بن عمير؟ [. . .] (1) وله عبد الملك مضطرب الحديث، قل حديث يرفعه لا يختلف فيه.
قيل: من أكبر من روى عنه؟
قال: أبو عوانة.
"سؤالات أبي داود" (365).
قال المروذي: وسئل أبو عبد اللَّه عن عبد الملك بن عمير؟
فقال: مضطرب الحديث، قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه.
قيل: فهو أحب إليك أو عاصم؟
قال: عاصم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (131)، (197).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن عمير، قال: رأيت على أبي موسي الأشعري برنسًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (69)، (701).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: رأيت أبا موسي عليه مقطعة ومطرف.
"العلل" رواية عبد اللَّه (78)، (702).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: واللَّه إني لأحدث بالحديث فما أدع منه حرفًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (125).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا شاذان قال: أخبرنا جعفر بن زياد الأحمر أبو عبد اللَّه، عن عبد الملك بن عمير قال: رأيت المغيرة بن شعبة بعد العصر قبل أن تغيب الشمس وهو يسعى أو يسرع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (212)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أبو عون محمد بن عبيد اللَّه أثبت وأوثق من عبد الملك بن عمير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (339).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن عبد الملك بن عمير قال: كان يقال: نكد الحديث الكذب، وآفته النسيان، وإضاعته أن تحدث به من ليس له بأهل.
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أسباط بن أبي عمرو قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: أول من جعل العودين اللذين على
المنبر عبيد اللَّه بن زياد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (935).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن مهدي، عن ابن مبارك، عن حجاج، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: لا غرر في الإسلام.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1749).
وقال عبد اللَّه: سئل عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن أبي النجود، فقال: عاصم أقل اختلافا عندي من عبد الملك بن عمير، عبد الملك أكثر اختلافًا، وقدم عاصمًا على عبد الملك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4136).
وقال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا عبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أبو عبد الرحمن في سنة ثمان ومائتين في المحرم، ومات في صفر، قال: حدثني عبيد اللَّه -يعني: ابن عمرو- عن عبد الملك بن عمير قال: كنت غلامًا، قال: فجعلوا ينحونا عن الطريق فقالوا: هذا علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4878).
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث وقد غلط في كثير منها.
"الجرح والتعديل" 5/ 361، "تهذيب الكمال" 18/ 373، "سير أعلام النبلاء" 5/ 439، "بحر الدم" (644).
روى إسحاق الكوسج عن أحمد أنه ضعفه جدًّا.
"الجرح والتعديل" 5/ 361، "سير أعلام النبلاء" 5/ 439، "بحر الدم" (644).
قال الميموني: عن أحمد بن حنبل، عن سفيان بن عيينة: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: واللَّه إني لأحدث بالحديث فما أدع منه حرفًا واحدًا.
"تهذيب الكمال" 18/ 373 - 374.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان سفيان يعجب من حفظ عبد الملك!
قال صالح: قلت لأبي: هو عبد الملك بن عمير؟
قال: نعم.
قال ابن أبي حاتم: فذكرته لأبي؟ قال: هذا وهم! إنما هو عبد الملك ابن أبي سفيان، وعبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 440، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 164
عبد الملك بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أبو سعد السرخسي الحنفي:
أظنه ولد ببغداد وكان والده مقيما بها، وولي قضاء البصرة وبها مات، سمع أبو سعد هذا ببغداد أبا الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وأبا الفتح منصور بن الحسين الأصبهاني الكاتب، وبنيسابور أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ، وبالأهواز أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، وحدث ببغداد عن والده، روى عنه أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر بن سواد، وشهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن ماكولا فِي يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة، ومضى إليها وحدث بها وبأصبهان.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْعُمَرِيُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الحسن بن محمد البلخي أخبره قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بْنِ خَيْرُونٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرحمن السرخسي وكتبت
من كتابه، أنبأنا أَبِي الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد وبنت الوزير أبي العباس الإسفراييني، حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي، حدثنا أَبُو زُفَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بآمل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ البغدادي، حدثنا محمد بن أحمد بن سماعة ، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ رَأَيْتُ حَلْقَةً عَظِيمَةً فَقُلْتُ لأَبِي: حَلْقَةُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ:
حَلْقَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَدَّمْتُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَفَقَّهَ فِي دِينِ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ وَرِزْقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعَادَةَ الْبُرْدِيُّ- وَكَانَ مِنْ عباد الله الصالحين- قال: أنبأنا عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ المطهر العبدي قراءة عليه، أنبأنا قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيُّ الْبَصْرِيُّ فِي ربيع الأول سنة تسع وستين وأربعمائة، حدثنا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حدثنا الحسين ابن يحيى بن عياش ، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ الأَرْقَمِ كَانَ يُؤَذِّنُ لأَصْحَابِهِ وَيَؤُمُّهُمْ، فَأَقَامَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لا تَنْتَظِرُونِي وَصَلُّوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْخَلاءَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فليبدأ بالخلاء» .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون العدل قال: بلغنا وفاة القاضي أبي سعد السرخسي بأصبهان في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن الطراح بخطه قال: وفي شوال- يعني سنة سبعين وأربعمائة- مات أبو سعد عبد الملك السرخسي.
أظنه ولد ببغداد وكان والده مقيما بها، وولي قضاء البصرة وبها مات، سمع أبو سعد هذا ببغداد أبا الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وأبا الفتح منصور بن الحسين الأصبهاني الكاتب، وبنيسابور أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ، وبالأهواز أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، وحدث ببغداد عن والده، روى عنه أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر بن سواد، وشهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن ماكولا فِي يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة، ومضى إليها وحدث بها وبأصبهان.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْعُمَرِيُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الحسن بن محمد البلخي أخبره قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بْنِ خَيْرُونٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرحمن السرخسي وكتبت
من كتابه، أنبأنا أَبِي الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد وبنت الوزير أبي العباس الإسفراييني، حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي، حدثنا أَبُو زُفَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بآمل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ البغدادي، حدثنا محمد بن أحمد بن سماعة ، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ رَأَيْتُ حَلْقَةً عَظِيمَةً فَقُلْتُ لأَبِي: حَلْقَةُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ:
حَلْقَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَدَّمْتُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَفَقَّهَ فِي دِينِ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ وَرِزْقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعَادَةَ الْبُرْدِيُّ- وَكَانَ مِنْ عباد الله الصالحين- قال: أنبأنا عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ المطهر العبدي قراءة عليه، أنبأنا قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيُّ الْبَصْرِيُّ فِي ربيع الأول سنة تسع وستين وأربعمائة، حدثنا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حدثنا الحسين ابن يحيى بن عياش ، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ الأَرْقَمِ كَانَ يُؤَذِّنُ لأَصْحَابِهِ وَيَؤُمُّهُمْ، فَأَقَامَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لا تَنْتَظِرُونِي وَصَلُّوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْخَلاءَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فليبدأ بالخلاء» .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون العدل قال: بلغنا وفاة القاضي أبي سعد السرخسي بأصبهان في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن الطراح بخطه قال: وفي شوال- يعني سنة سبعين وأربعمائة- مات أبو سعد عبد الملك السرخسي.
عبد الملك بن أبى سليمان العرزمي مولى فزارة واسم أبى سليمان ميسرة وكنية عبد الملك أبو عبد الله مات سنة خمس وأربعين ومائة
عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي وَاسم أبي سُلَيْمَان ((ميسرَة)) يروي عَن أنس وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَسَعِيد بن جُبَير وَغَيرهم روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة وَيزِيد بن هَارُون وَقد وَثَّقَهُ النَّاس إِلَّا إِن شعبه قَالَ تركت حَدِيثه وَفِي رِوَايَة عَن شُعْبَة ((لَو جَاءَ عبد الْملك بِحَدِيث آخر مثل حَدِيث الشُّفْعَة تركت حَدِيثه)) وَهُوَ قَوْله (جَار الدَّار أَحَق بشفعة الدَّار ينْتَظر بهَا وَإِن كَانَ غَائِبا) قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا حَدِيث مُنكر وَقَالَ يحيى لم يحدث بِهِ إِلَّا عبد الْملك وَقد انكره النَّاس عَلَيْهِ
عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي مولى فَزَارَة عَم مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الْعَرْزَمِي وَاسم أبي سُلَيْمَان ميسرَة وكنية عبد الْملك أَبُو عَبْد اللَّهِ يروي عَن سعيد بن جُبَير وَعَطَاء روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة وَأهل الْعرَاق رُبمَا أَخطَأ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْمُنْذر قَالَ سَمِعت أَبَا زرْعَة يَقُول سَمِعت أَحْمد بْن حَنْبَل ويَحْيَى بْن معِين يَقُولَانِ عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان ثِقَة قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ عبد الْملك من خِيَار أهل الْكُوفَة وحفاظهم وَالْغَالِب على من يحفظ وَيحدث من حفظه أَن يهم وَلَيْسَ من الْإِنْصَاف ترك حَدِيث شيخ ثَبت صحت عَدَالَته بأوهام يهم فِي رِوَايَته وَلَو سلكنا هَذَا المسلك للزمنا ترك حَدِيث الزُّهْرِيّ وَابْن جريج وَالثَّوْري وَشعْبَة لأَنهم أهل حفظ وإتقان وَكَانُوا يحدثُونَ من حفظهم وَلم يَكُونُوا معصومين حَتَّى لَا يهموا فِي الرِّوَايَات بل الِاحْتِيَاط وَالْأولَى فِي مثل هَذَا قبُول مَا يرْوى الثبت من الرِّوَايَات
وَترك مَا صَحَّ أَنَّهُ وهم فِيهَا مَا لم يفحش ذَلِك مِنْهُ حَتَّى يغلب على صَوَابه فان كَانَ كَذَلِك اسْتحق التّرْك حِينَئِذٍ وَمَات عبد الْملك سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي رزمة قَالَ سَمِعت عَليّ بْن الْحسن بْن شَقِيق يَقُول سَمِعت عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارك يَقُول سُئِلَ الثَّوْريّ عَنْ عبد الْملك بْن أبي سُلَيْمَان فَقَالَ ميزَان
وَترك مَا صَحَّ أَنَّهُ وهم فِيهَا مَا لم يفحش ذَلِك مِنْهُ حَتَّى يغلب على صَوَابه فان كَانَ كَذَلِك اسْتحق التّرْك حِينَئِذٍ وَمَات عبد الْملك سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي رزمة قَالَ سَمِعت عَليّ بْن الْحسن بْن شَقِيق يَقُول سَمِعت عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارك يَقُول سُئِلَ الثَّوْريّ عَنْ عبد الْملك بْن أبي سُلَيْمَان فَقَالَ ميزَان
عَبد الملك بْن أبي سليمان العرزمي.
واسم أبي سليمان ميسرة كوفي.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَمْرو بن نافع، حَدَّثَنا نعيم، قَالَ: سَمِعْتُ وكيعا يَقُولُ: سَمعتُ شُعْبَة يَقُولُ لو أن عَبد الملك روى حديثا آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه قَالَ نعيم يعني حديث جابر.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا جعفر الفريابي، حَدَّثَنا أَبُو قدامة سمعت يَحْيى بْن سَعِيد القطان يَقُولُ لو روى عَبد الملك بْن أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة لتركت حديثه.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنا أمية بن خالد، قالَ: قُلتُ لشعبة إنك تحدث عَن مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وتدع عَبد الملك بْن أبي سليمان العرزمي، وَهو حسن الحديث قال من حسنها فررت.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا يَحْيى بْن سَعِيد عَن عَبد الملك بْن أبي سليمان العرزمي.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا أحمد بن سعد بن أَبِي مريم سَمِعْتُ يَحْيى بْن مَعِين يَقُولُ عَبد الملك بْن أبي سليمان ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قلتُ ليحيى بن مَعِين: عَبد الملك بْن أبي سليمان أَحَب إليك أُمّ بن جُرَيج فقال كلاهما ثقتان
، حَدَّثَنا ابن عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الْمَلِكِ بْن واقد أَبُو يَحْيى الحراني، حَدَّثَنا زهير قَالَ قرأت عَلَى عَبد الملك بْن أبي سليمان وقرأ عَبد الملك عَلَى أبي الزبير.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنا زُهَيْرٌ قَرَأْتُ عَلَى عَبد الْمَلِكِ بن سيلمان وقرأ عَبد الملك عَلَى أبي الزُّبَيْرِ وَرَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَال: كُنا نُعْفِي السِّبَالَ إلاَّ في الحج والعمرة.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ سمعت أبا نعيم يقول، حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، حَدَّثني الْمِيزَانُ عَبد الملك بن أبي سليمان.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، وَمُحمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسين، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا وكيع، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ يُنْتَظَرُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدَةً.
واللفظ للأهوازي وزاد الساجي قَالَ وكيع قَالَ لنا شُعْبَة لو كَانَ شيئا يقويه
وهذا يرويه عَن شُعْبَة وكيع وعبدان المرزوي رواه عن أيه عَن شُعْبَة ويعرف بوكيع وحديث الشفعة الذي أنكر عَلَى عَبد الملك هُوَ هَذَا الحديث وقد رواه مع شُعْبَة عَن عَبد الملك جماعة.
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ الفرج الغزي، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ عُبَيد الطَّيَالِسِيُّ عَنْ عَبد الملك بْن أبي سليمان عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الشُّفْعَةِ إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا لِلْقَاطِنِ بِهَا وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا غَائِبًا.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ خشرم، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَن عَبد الملك بْن أبي سليمان عن عطاءعن جَابِرٍ قَالَ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّفْعَةَ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا يُنْتَظَرُ بِهِ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا.
وقد رواه عند عَبد الملك الكوفيين غير شُعْبَة وغير من ذكرتهم.
واسم أبي سليمان ميسرة كوفي.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَمْرو بن نافع، حَدَّثَنا نعيم، قَالَ: سَمِعْتُ وكيعا يَقُولُ: سَمعتُ شُعْبَة يَقُولُ لو أن عَبد الملك روى حديثا آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه قَالَ نعيم يعني حديث جابر.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا جعفر الفريابي، حَدَّثَنا أَبُو قدامة سمعت يَحْيى بْن سَعِيد القطان يَقُولُ لو روى عَبد الملك بْن أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة لتركت حديثه.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنا أمية بن خالد، قالَ: قُلتُ لشعبة إنك تحدث عَن مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وتدع عَبد الملك بْن أبي سليمان العرزمي، وَهو حسن الحديث قال من حسنها فررت.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا يَحْيى بْن سَعِيد عَن عَبد الملك بْن أبي سليمان العرزمي.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا أحمد بن سعد بن أَبِي مريم سَمِعْتُ يَحْيى بْن مَعِين يَقُولُ عَبد الملك بْن أبي سليمان ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قلتُ ليحيى بن مَعِين: عَبد الملك بْن أبي سليمان أَحَب إليك أُمّ بن جُرَيج فقال كلاهما ثقتان
، حَدَّثَنا ابن عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الْمَلِكِ بْن واقد أَبُو يَحْيى الحراني، حَدَّثَنا زهير قَالَ قرأت عَلَى عَبد الملك بْن أبي سليمان وقرأ عَبد الملك عَلَى أبي الزبير.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنا زُهَيْرٌ قَرَأْتُ عَلَى عَبد الْمَلِكِ بن سيلمان وقرأ عَبد الملك عَلَى أبي الزُّبَيْرِ وَرَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَال: كُنا نُعْفِي السِّبَالَ إلاَّ في الحج والعمرة.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ سمعت أبا نعيم يقول، حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، حَدَّثني الْمِيزَانُ عَبد الملك بن أبي سليمان.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، وَمُحمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسين، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا وكيع، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ يُنْتَظَرُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدَةً.
واللفظ للأهوازي وزاد الساجي قَالَ وكيع قَالَ لنا شُعْبَة لو كَانَ شيئا يقويه
وهذا يرويه عَن شُعْبَة وكيع وعبدان المرزوي رواه عن أيه عَن شُعْبَة ويعرف بوكيع وحديث الشفعة الذي أنكر عَلَى عَبد الملك هُوَ هَذَا الحديث وقد رواه مع شُعْبَة عَن عَبد الملك جماعة.
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ الفرج الغزي، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ عُبَيد الطَّيَالِسِيُّ عَنْ عَبد الملك بْن أبي سليمان عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الشُّفْعَةِ إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا لِلْقَاطِنِ بِهَا وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا غَائِبًا.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ خشرم، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَن عَبد الملك بْن أبي سليمان عن عطاءعن جَابِرٍ قَالَ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّفْعَةَ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا يُنْتَظَرُ بِهِ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا.
وقد رواه عند عَبد الملك الكوفيين غير شُعْبَة وغير من ذكرتهم.
عبد الملك بن عبد ربه، أبو إسحاق- وقيل: أبو علي- الطائي:
كان يسكن بغداد في جوار إسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عن موسى بن عمير، ومعاوية بن عمار الدهني، وسعيد بن سماك بن حرب، وعبثر بن القاسم، وهشيم بن بشير، وخلف بن خليفة، وأبي المحيا التّميميّ، ومنصور بن حمزة الأنصاري. روى عنه ابنه علي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَأحمد بْن القاسم البرتي، ومحمد بْن هشام بْن أَبِي الدميك، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وأَحْمَد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفِي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ القصري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ- بِالْكُوفَةِ- أخبرنا الحسن بن الطّيّب الشجاعي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً
[هود 91] قَالَ: مَكْفُوفَ الْبَصَرِ. وَفِي قَوْلِهِ:
إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*
[الشعراء 153] مِنَ الْمَخْلُوقِينَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الورّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الزّيّات، حدّثنا أحمد بن الحسين الصّوفيّ الصغير، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ ربه الطائي، حدّثنا سعيد
ابن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ» .
كان يسكن بغداد في جوار إسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عن موسى بن عمير، ومعاوية بن عمار الدهني، وسعيد بن سماك بن حرب، وعبثر بن القاسم، وهشيم بن بشير، وخلف بن خليفة، وأبي المحيا التّميميّ، ومنصور بن حمزة الأنصاري. روى عنه ابنه علي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَأحمد بْن القاسم البرتي، ومحمد بْن هشام بْن أَبِي الدميك، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وأَحْمَد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفِي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ القصري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ- بِالْكُوفَةِ- أخبرنا الحسن بن الطّيّب الشجاعي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً
[هود 91] قَالَ: مَكْفُوفَ الْبَصَرِ. وَفِي قَوْلِهِ:
إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*
[الشعراء 153] مِنَ الْمَخْلُوقِينَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الورّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الزّيّات، حدّثنا أحمد بن الحسين الصّوفيّ الصغير، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ ربه الطائي، حدّثنا سعيد
ابن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ» .
عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بْن أَبِي بكرة الثقفي الْبَصْرِيّ
عَنْ عمارة (3) عَنْ عكرمة، قَالَ مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز: لقيته بالرملة.
باب ر
عَنْ عمارة (3) عَنْ عكرمة، قَالَ مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز: لقيته بالرملة.
باب ر
عبد الْملك بن الْخطاب بن عبيد الله بن أَبِي بكرَة الثَّقَفِيّ من أهل الْبَصْرَة يروي عَن عمَارَة بن أبي حَفْصَة عَن عِكْرِمَة وبهز بن حَكِيم روى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ ثَنَا بن قُتَيْبَةَ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُصَحِّحٍ الْعَسْقَلانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْخطاب بن عبيد الله بن أَبِي بَكْرَةَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيم عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
أَوَّلُ مَا يُتَبَيَّنُ مِنَ الإِنْسَانِ فَخِذُهُ أَوْ قَالَ كَفُّهُ وَإِنَّمَا تحسن بكفك
أَوَّلُ مَا يُتَبَيَّنُ مِنَ الإِنْسَانِ فَخِذُهُ أَوْ قَالَ كَفُّهُ وَإِنَّمَا تحسن بكفك