خَالِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه بن خَالِد بن سماك بن خَرشَة يروي عَن أَبِيه عَن جده روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن طَلْحَة
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
خالد بن المهاجر بن خالد
ابن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي قدم دمشق بعد وفاة عمه عبد الرحمن بن خالد، فقتل ابن أثال الطبيب، لأنه كان متهماً بقتل عمه، ثم لحق بالحجاز فسكنه.
حدث خالد بن المهاجر قال: رخص ابن عباس في متعة النساء، فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري: ما هذا يا بن عباس؟ فقال ابن عباس: فعلت مع إمام المتقين، فقال ابن أبي عمرة: اللهم غفراً، إنما كانت المتعة رخصة كالضرورة إلى الميتة والدم ولحم الخنزير، ثم أحكم الله الدين بعد.
وحدث خالد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابن آدم، عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، بان آدم، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع. ابن آدم، إذا أصبحت معافىً في جسدك آمناً في سربك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء.
قال خالد بن المهاجر: قال عمر بن الخطاب: من تزوج بنت عشر تسر الناظرين، ومن تزوج بنت عشرين لذة للمعانقين، وبنت ثلاثين تسمن وتلين، ومن تزوج ابنة أربعين ذات بنات وبنين، ومن تزوج ابنة خمسين عجوز في الغابرين.
كان خالد بن المهاجر مع عبد الله بن الزبير، وكان اتهم معاوية بن أبي سفيان أن يكون دس إلى عمه عبد الرحمن بن خالد متطبباً يقال له: ابن أثال، فسقاه في دواء شربة؛ فمات فيها، فاعترض لابن أثال فقتله، ثم لم يزل مخالفاً لبني أمية.
وكان شاعراً، وهو الذي يقول في قتل الحسين بن علي عليهما السلام: من الكامل
أبني أمية هل علمتم أنني ... أحصيت ما بالطّفّ من قبر
صبّ الإله عليكم غضباً ... أثناء جيش الفتح أو بدر
وقال أيضاً حين خالف ابن الزبير يزيد بن معاوية، ويصف له الحرب: من الطويل
ألا ليتني إن استحلّت محارمٌ ... بمكة قامت قبل ذاك قيامتي
وإن قتل العوّاذ بالبيت أصبحت ... تنادي على قبرٍ من الهام هامتي
وإن يقتلوا فيها وإن كنت محرماً ... وجدّك أشدد فوق رأسي عمامتي
فنوا عصبةً لله بالدين قوّموا ... عصا الدين والإسلام حتى استقامت
وذكر الواقدي: أن خالداً قتل ابن أثال بدمشق، وأن معاوية ضربه مئتين أسواطاً، وحبسه، وأغرمه ديتين ألفي دينار، فألقى ألفاً في بيت المال، وأعطى ورثة ابن أثال ألفاً، ولم يخرج خالد من الحبس حتى مات معاوية. والله أعلم.
/
خالد بن الوليد بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو سليمان المخزومي وقيل: أبو وهب، والمحفوظ أبو سليمان سيف الله، وصاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أسلم في الهدنة طوعاً، واستعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض مغازيه؛ وروى عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله أبو بكر على قتال مسيلمة ومن ارتد من الأعراب بنجد، ثم وجهه إلى العراق، ثم وجهه إلى الشام، وأمره على أمراء الشام؛ وهو أحد الأمراء الذين ولوا فتح دمشق.
حدث عبد الله بن عباس أن خالد بن الوليد الذي كان يقال له سيف الله، أخبره: أنه دخل مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي خالته وخالة ابن عباس فوجد عندها ضباً محنوذاً، قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان قلما يقدم يده لطعام حتى يحدث به ويسمي له فأهوى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده إلى الضب، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قدمتن له، قلن: هو الضب يا رسول الله، فرفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده؛ قال خالد: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه. قال خالد: فاجتررته فأكلته، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر ولم ينه.
وعن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن لحوم الخيل والبغال والحمير.
وفي رواية: حضرت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر يقول: حرام أكل لحوم الحمر الأهلية والخيل والبغال.
قالوا: وكل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير.
قال الواقدي: الثبت عندنا أن خالد لم يشهد خيبر، وأسلم قبل الفتح، هو وعمر بن العاص وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة أول يوم من صفر سنة ثمان.
قال مصعب: هاجر خالد بعد الحديبية هو وعمر بن العاص وعثمان بن طلحة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رآهم: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها، ولم يزل يوليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخيل، ويكون في مقدمته في مهاجرة العرب، وشهد فتح مكة، ودخل في مهاجرة العرب في مقدمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، ودخل الزبير بن العوام في مقدمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرين والأنصار من أعلى مكة.
وكان خالد مباركاً ميمون النقبية، وأمه عصماء، وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بجير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان، وهي أخت أم الفضل بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب.
مات خالد بحمص سنة إحدى وعشرين، وأوصى إلى عمر بن الخطاب؛ ودفن في قرية على ميل من حمص.
وقيل: إنه أسلم يوم الأحزاب. وجاء في الحديث أنه شهد خيبر وكانت في أول سنة سبع. وقال مالك بن أنس: سنة ست. وقيل: إنه مات بالمدينة.
وكان خالد بن الوليد يشبه عمر في خلقه وصفته؛ فكلم علقمة بن علاثة عمر بن الخطاب في السحر وهو يظنه خالد بن الوليد لشبهه به.
قال محمد بن حفص التيمي: لما كانت الهدنة بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين قريش، ووضعت الحرب، خرج عمرو بن العاص إلى النجاشي يكيد أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت له منه ناحية فقال له: يا عمرو، تكلمني في رجل يأتيه الناموس كما كان يأتي موسى بن عمران! قال: قلت: وكذلك هو أيها الملك؟ قال: فأنا أبايعك له على الإسلام. ثم قدم مكة، فلقي خالد بن الوليد فقال له: ما رأيك؟ قال: قد استقام المنسم، والرجل نبي؛ قال: فأنا أريده، قال: وأنا معك؛ قال له عثمان بن طلحة: وأنا معك. فقدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
قال أبان بن عثمان: فقال عمرو بن العاص: فكنت أسن منهما، فقدمتهما لأستدبر أمرهما، فبايعا على أن لهما ما تقدم من ذنوبهما، فأضمرت على أن أبايعه على أن لي ما تقدم وما تأخر، فلما أخذت بيده وبايعته على ما تقدم نسيت ما تأخر.
قال خالد بن الوليد: لما أراد الله بي من الخير ما أراد قذف في قلبي حب الإسلام، وحضرني رشدي وقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد، فليس موطن أشهده إلا وأنصرف، وإني أرى في نفسي أني موضع في غير شيء، وأن محمداً سيظهر؛ فلما خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحديبية خرجت في خيل المشركين فلقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بعسفان، فقمت بإزائه،
وتعرضت له، فصلى بأصحابه الظهر آمناً منا، فهممت أن نغير عليه، ثم لم يعزم لنا، وكانت فيه خيرة، فاطلع على ما في أنفسنا من الهموم به، فصلى بأصحابه العصر صلاة الخوف، فوقع ذلك مني موقعاً وقلت: الرجل ممنوع، وافترقنا وعدل عن سنن خيلنا، وأخذت ذات اليمين، فلما صالح قريشاً بالحديبية، ودافعته قريش بالراح قلت في نفسي: أي شيء بقي؟ أين المذهب؟ إلى النجاشي؟ فقد اتبع محمداً، وأصحابه آمنون عنده! فأخرج إلى هرقل فأخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية، فأقيم مع عجم تابعاً؟! أو أقيم في داري، فمن بقي؟ فأنا على ذلك إذ دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمرة القضية، وتغيبت فلم أشهد دخوله، وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمرة القضية، فطلبني فلم يجدني، فكتب إلي كتاباً فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومثل الإسلام جهله أحد! وقد سألني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثل خالد جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له، ولقدمناه على غيره. فاستدرك يا أخي ما فاتك منه، فقد فاتتك مواطن صالحة.
قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج، وزادني رغبة في الإسلام وسرني مقالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: خالد: وأرى في النوم كأني في بلاد ضيقه جديبة، فخرجت إلى بلد أخضر واسع فقلت: إن هذه لرؤيا. فلما قدمت المدينة قلت: لأذكرنها لأبي بكر، قال: فذكرتها: فقال: هو مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه: الشرك، فلما أجمعت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: من أصاحب إلى محمد؟ فلقيت صفوان بن أمية فقلت: يا أبا وهب! أما ترى ما نحن فيه؟ إنما نحن أكلة رأس، وقد ظهر محمد على العرب والعجم، فلو قدمنا على محمد فاتبعناه، فإن شرف محمد لنا شرف! فأبى أشد الإباء فقال: لو لم يبق غيري من قريش ما اتبعته أبداً، فافترقنا وقلت: هذا رجل
موتور يطلب وترا، قتل أبوه وأخوه ببدر؛ قال: فلقيت عكرمة بن أبي جهل فقلت له مثلما قلت لصفوان، فقال لي مثل ما قال صفوان، قلت: فاطو ما ذكرت لك، قال: لا أذكره؛ وخرجت إلى منزلي، فأمرت براحلتي تخرج إلي إلى أن ألقى عثمان بن طلحة، فقلت: إن هذا لي لصديق، ولو ذكرت له ما أريد؛ ثم ذكرت له ما أريد؛ ثم ذكرت من قتل من آبائه، فكرهت أذكره؛ ثم قلت: وما علي وأنا راحل من ساعتي، فذكرت له ما صار الأمر إليه وقلت: إنما نحن بمنزلة ثعلب في جحر، لو صب عليه ذنوب من ماء خرج. قال: وقلت له نحواً مما قلت لصاحبيه، فأسرع الإجابة وقال: لقد غدوت اليوم وأنا أريد أن أغدو، وهذه راحلتي بفخ مناخه، فا تعدت أنا وهو بيأجج، إن سبقني أقام، وإن سبقته أقمت عليه: قال: فأدلجنا سحرة، فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتى انتهينا إلى الهدة، فنجد عمرو بن العاص بها، فقال: مرحباً بالقوم، قلنا: وبك، قال: أين مسيركم؟ قلنا: ما أخرجك؟ قال: فما الذي أخرجكم؟ قلنا: الدخول في الإسلام وابتاع محمد، قال: وذاك الذي أقدمني. قال: فاصطحبنا جميعاً حتى قدمنا المدينة، فأنخنا بظاهر الحرة ركابنا، وأخبر بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسر بنا. فلبست من صالح ثيابي ثم عمدت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيني أخي فقال: أسرع فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخبر بك فسر بقدومك، وهو ينتظركم؛ فأسرعت المشي، فما زال يتبسم إلي حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة، فرد علي السلام بوجه طلق، فقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً، ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير. قلت: يا رسول الله؛ قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معانداً عن الحق، فادع الله يغفرها لي؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإسلام يجب ما كان قبله. قلت: يا رسول الله؛ على ذلك، فقال: اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك. قال خالد: وتقدم عمرو وعثمان فبايعا رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان قدومنا في صفر سنة ثمان. فوالله ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أسلمت يعدل بي أحداً من أصحابه فيما حزبه.
وعن أبي العالية الرياحي أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله؛ إن كائداً من الجن يكيدني، قال: قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما يعرج في السماء، وما ينزل منها، ومن شر كل طارق، إلا طارقاً يطرق بخير؛ يا رحمن. قال: ففعلت، فأذهبه الله تبارك وتعالى عني.
قال ابن إسحاق وسار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دخل مكة، وبعث إلى خالد بن الوليد: أن لا تقتلن أحداً، وأتاه الرسول فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرك بقتل من لقيت، فقتل، وأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قريش: مه! أغلبتم؟ فقالوا: غلبنا والله، فقال: سأقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم قالوا: وصلتك رحم. وبعث إلى خالد: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أتاني رسولك فأمرني بذلك، فقال للرسول: ما حملك على ذلك؟ فقال: يا رسول الله؛ أرأيت إن كنت أمرتني أن آمره أن لا يقتل أحداً، فذهب وهمي إلى أن أقول له: اقتل من لقيت، لشيء أراده الله. فكف عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن سعيد بن عمرو الهذلي قال: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان، فبث السرايا في كل وجه، وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام؛ فخرج هشام بن العاص على مئتين قبل يلملم، وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاث مئة قبل عرنة، وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها؛ فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هدمت؟ قال: نعم يا رسول الله، فقال
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل رأيت شيئاً؟ فقال: لا، فقال: فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ، فلما انتهى إليها جرد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة، ناشرة الرأس، فجعل السادن يصيح بها، قال خالد: وأخذني اقشعرار في ظهري، فجعل يصيح:
أعزي شدي شدة لا تكذبي ... أعزي فالقي للقناع وشمري
أعزي إن لم تقتلي اليوم خالداً ... فبوئي بذنب عاجل فتنصري
وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول:
يا عز كفرانك لا سبحانك ... إني وجدت الله قد أهانك
قال: فضربها بالسيف فجزلها باثنتين، ثم رجع إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فقال: نعم تلك العزى قد أيست أن تعبد ببلادكم أبداً. ثم قال خالد: أي رسول الله، الحمد لله الذي أكرمنا بك، وأنقذنا من الهلكة؛ولقد كنت أرى أبي يأتي إلى العزى، نحيره مئة من الإبل والغنم، فيذبحها للعزى ويقيم عندها ثلاثًا ثم ينصرف إلينا مسروراً، فنظرت إلى ما مات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله، كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع! فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذا الأمر إلى الله، فمن يسره للهدى تيسر، ومن يسر للضلالة كان فيها.
وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان؛ وكان سادنها أفلح بن النضر من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين فقال له أبو لهب: مالي أراك حزيناً؟ قال: أخاف أن تضيع العزى من بعدي، قال أبو لهب: فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك؛ فجعل كل من لقي قال: إن تظهر العزى كنت قد اتخذت يداً عندها بقيامي عليها، وإن يظهر محمد على العزى ولا أراه يظهر فابن أخي. فأنزل الله عز وجل: " تبت يدا أبي لهب وتب ". ويقال: إنه قال هذا في اللات.
وعن ابن عمر قال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد أحسبه قال: إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، وجعل خالد بهم قتلا وأسراً، قال: ثم دفع إلى كل رجل منا أسيراً، حتى إذا أصبح يوماً أمرنا فقال: ليقتل كل رجل منكم أسيره. قال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره؛ قال: فقدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر له ما صنع خالد، قال: فرفع يديه فقال: إني أبرأ إليك مما صنع خالد. مرتين أو ثلاثاً.
وروى إياس بن سلمة عن أبيه قال:
لما قدم خالد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني بعدما صنع ببني جذيمة ما صنع عاب عبد الرحمن بن عوف على خالد ما صنع، قال: يا خالد، أخذت بأمر الجاهلية، قتلتهم بعمك الفاكه! قاتلك الله، قال: وأعانه عمر بن الخطاب على خالد، فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرحمن: كذبت والله، لقد قتلت قاتل أبي بيدي، وأشهدت على قتله عثمان بن عفان، ثم التفت إلى عثمان فقال: أنشدك الله، هل علمت أني قتلت قاتل أبي؟ فقال عثمان: اللهم نعم، ثم قال عبد الرحمن: ويحك يا خالد، ولو لم أقتل قاتل أبي كنت تقتل قوماً مسلمين بأبي في الجاهلية؟ قال خالد: ومن أخبرك أنهم أسلموا؟ فقال: أهل السرية كلهم يخبرونا أنك وجدتهم قد بنوا المساجد وأقروا بالإسلام ثم حملتهم على السيف، قال: جاءني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أغير عليهم فأغرت بأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال عبد الرحمن: كذبت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وغالظ عبد الرحمن، وأعرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
خالد، وغضب عليه، وبلغه ما صنع بعبد الرحمن؛ فقال: يا خالد! ذروا لي أصحابي، متى ينكأ أنف المرء ينكأ المرء، ولو كان أحد ذهباً تنفقه قيراطاً قيراطاً في سبيل الله لم تدرك غدوةً أو روحةً من غدوات أو روحات عبد الرحمن.
قال عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد أن يغير على بني كنانة إلا أن يسمع أذاناً، أو يعلم إسلاماً، فخرج حتى انتهى إلى بني جذييمة، فامتنعوا أشد الامتناع، وقاموا وتلبسوا السلاح، فانتظر بهم صلاة العصر والمغرب والعشاء، لا يسمع أذاناً، ثم حمل عليهم، فقتل من قتل، وأسر من أسر؛ فادعوا بعد الإسلام. قال عبد الملك: وما عتب عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، ولقد كان المقدم حتى مات، ولقد خرج معه بعد ذلك إلى حنين على مقدمته وإلى تبوك، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أكيدر دومة الجندل، فسبى من سبى، ثم صالحهم، ولقد بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بلحارث بن كعب إلى نجران أميراً وداعياً إلى الله، ولقد خرج مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فلما حلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه أعطاه ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله تعالى. ولقد قاتل يوم اليرموك فوقعت قلنسوته، فجعل يقول: القلنسوة القلنسوة، فقيل له بعد ذلك: يا أبا سليمان، عجباً لطلبك القلنسوة وأنت في حومة القتال!؟ فقال: إن فيها ناصية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم ألق بها أحداً إلا ولى. ولقد توفي خالد يوم توفي وهو مجاهد في سبيل الله عزوجل، وقبره بحمص، فأخبرني من غسله وحضره ونظر إلى ما تحت ثيابه، ما فيه مصح، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم؛ ولقد كان عمر بن الخطاب الذي بينه وبينه ليس بذلك، ثم يذكره بعد فيترحم عليه ويتندم على ما كان صنع في أمره ويقول: سيف من سيوف الله تعالى. فلقد نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هبط من لفت في حجته ومعه
رجل فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا؟ فقال الرجل: فلان، قال: بئس عبد الله فلان. ثم طلع آخر فقال: من الرجل؟ فقال: فلان، فقال: بئس عبد الله فلان. ثم طلع خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ قال: خالد بن الوليد، قال: نعم عبد الله خالد بن الوليد.
وعن أبي قتادة الأنصاري فارس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشه فقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيداً قال: امضه، فإنك لا تدري في أي ذلك خير. فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قعد على المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثاب خبر وناب خبر، ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ انطلقوا فلقوا العدو، فأصيب زيد شهيداً استغفروا له. فاستغفر له الناس. ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشد على القوم حتى قتل شهيداً، فاستغفروا له. فاستغفر له الناس. ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فثبت قدميه حتى قتل شهيداً، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له. فاستغفر له الناس. ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه. ثم رفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضبعيه فقال: اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به. فسمي خالد سيف الله، ثم قال: انفروا وأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد. فنفر الناس في حر شديد مشاةً وركباناً.
حدث وحشي بن حرب: أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة فقال: أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين.
وعن عروة: أن أبا بكر بعث خالد بن الوليد إلى بني سليم حين ارتدوا عن الإسلام، فقتل وحرق
بالنار، فكلم عمر أبا بكر فقال: بعثت رجلاً يعذب بعذاب الله! انزعه، فقال أبو بكر: لا أشيم سيفاً سله الله على الكفار غدوة حتى يكون الله الذي يشيمه.
وفي رواية أخرى: ثم مضى، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة.
قيل لعمر بن الخطاب لو عهدت يا أمير المؤمنين، قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لخالد سيف من سيوف الله، سله الله على المشركين.
عن ابن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خالد! لم تؤذين رجلاً من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله. فقال: يا رسول الله؛ يقعون في فأرد عليهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تؤذوا خالداً، فإنه سيف من سيوف الله، صبه الله على الكفار.
قال أبو عثمان النهدي: لما قدم خالد بن الوليد من غزوة مؤتة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما غضب الله عليك ولا رسوله، ولكنك سيف من سيوف الله.
قال أبو هريرة: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما نقم ابن جميل، إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله ورسوله؛
وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً، قد كان احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله؛ والعباس بن عبد المطلب عم رسول الله فهي له ومثلها معها.
قال قيس بن أبي حازم: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية.
قال خالد بن الوليد: ما ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو.
وقال خالد بن الوليد: ما أدري من أي يومي أفر: يوم أراد الله عز وجل أن يهدي لي فيه شهادة، أو من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كرامة.
أم خالد الناس بالحيرة، فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: شغلني عن تعلم القرآن الجهاد.
نزل خالد بن الوليد الحيرة على بني أم المرازبة، فقالوا: احذر السم لا يسقيكه الأعاجم؛ فقال: ائتوني به، فأتي منه بشيء، فأخذه بيده ثم اقتحفه وقال: بسم الله، فلم يضره شيئاً.
أتي خالد بن الوليد برجل معه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلاً، فصار عسلاً.
أخبر خالد بن الوليد أن في عسكره من يشرب الخمر، فركب فرسه، فإذا رجل على
منسج فرسه زق فيه خمر، فقال له خالد: ما هذا؟ قال: خل، قال: اللهم اجعله خلاً؛ فلما رجع إلى أصحابه قال: قد جئتكم بخمر لم يشرب العرب مثلها، ففتحوها فإذا خل. قال: هذه والله دعوة خالد بن الوليد.
قال قيس بن أبي حازم: طلق خالد بن الوليد امرأته، فقالوا: لم طلقتها؟ قال: لم تصبها منذ كانت عندي مصيبة ولا بلاء ولا مرض، فرابني ذلك منها.
قال معروف بن خربوذ: من انتهى إليه الشرف من قريش ووصله الإسلام عشرة نفر من عشر بطون: من هاشم، وأمية، ونوفل، وأسد وعبد الدار، وتيم، ومخزوم، وعدي، وسهم، وجمح. قال: فكانت القبة والأعنة إلى خالد بن الوليد، فأما الأعنة، فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحروب، وأما القبة، فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
قال أبو قتادة: عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجه إلى الردة: إذا أتيتم داراً أن يقيموا، فإن سمعوا أذاناً أو رأوا مصلياً أمسكوا حتى يسألوهم عن الذي نقموا ومنعوا له الصدقة؛ فإن لم يسمعوا أذاناً ولم يروا مصلياً شنوا الغارة، فقتلوا وحرقوا. وكنت مع خالد حين فرغ من قتال أهل الردة طليحة وغطفان وهوازن وسليم ثم سار إلى بلاد بني تميم، فقدمنا خالد أمامه، فانتهينا إلى أهل بيت منهم حين طفلت الشمس للغروب فثاروا إلينا فقالوا: من أنتم؟ قلنا: عباد الله المسلمون، قالوا: ونحن عباد الله المسلمون، وقد كان خالد بث سراياه، فلم يسمعوا أذاناً، وقاتلهم قوم بالعوصة من ناحية الهزال، فجاؤوا بمالك بن نويرة في أسارى من قومه، فأمر خالد بأخذ أسلحتهم، ثم أصبح فأمر بقتلهم.
قدم أبو قتادة على أبي بكر، فأخبره بقتل مالك وأصحابه، فجزع من ذلك جزعاً شديداً، فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد، فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد على أن يكون تأول فأخطأ، ورد أبو بكر خالداً وودى مالك بن نويرة، ورد السبي والمال، وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً من قصيدة:
فعشنا بخير في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقا كأني ومالكاً ... لطول افتراق لم نبت ليلةً معا
ولما نزل خالد البطاح بث السرايا، فأتي بمالك، فاختلف فيهم الناس، وكان في السرية التي أصابتهم أبو قتادة، فكان أبو قتادة فيمن شهد ألا سبيل على مالك ولا على أصحابه، وشهد الأعراب أنهم لم يؤذنوا ولم يصلوا، وجاءت أم تميم كاشفةً وجهها حتى أكبت على مالك وكانت أجمل الناس فقال لها: إليك عني فقد والله قتلتني. فأمر بضرب أعناقهم، فقام إليه أبو قتادة، فناشده فيه وفيهم، ونهاه عنه وعنهم، فلم يلتفت إليه، وركب أبو قتادة فرسه، فلحق بأبي بكر، وحلف: لا يسير في جيش وهو تحت لواء خالد. فأخبره الخبر وقال: ترك قولي وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم؛ فقال عمر؛ إن في سيف خالد رهقاً وإن يكن هذا حقاً فعليك أن تقيده، فسكت عنه أبو بكر.
قال القاسم بن محمد: وألح عمر على أبي بكر في أمر خالد، وكتب إليه بالقدوم للذي ذكروا أنه أتى، لينظروا في ذلك، وأمره أن يخلف على الجيش رجلاً، فخلف عليهم خالد ابن فلان المخزومي؛ فقدم ولا يشك الناس في أنه معزول وأنه معاقب، وجعل عمر يقول: عدا عدو الله على امرىء مسلم فقتله، ونزا على امرأته.
ومن حديث آخر: أن خالد بن الوليد مضى، فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبطاح، وقتل مالك بن نويرة، ثم أوقع بأهل بزاخة وحرقهم بالنار، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة، شتموا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبتوا على ردتهم؛ ثم مضى إلى اليمامة فقاتل بها مسيلمة وبني حنيفة حتى قتل مسيلمة، وصالح خالد أهل اليمامة على الصفراء والبيضاء، والحلقة والكراع، ونصف السبي؛ وكتب إلى أبي بكر أني لم أصالحهم حتى قتل من كنت أقوى به، وحتى عجف الكراع، ونهك الخف، ونهك المسلمون بالقتل والجراح. وقدم خالد بن الوليد المدينة من اليمامة ومعه سبعة عشر رجلاً من وفد بني حنيفة، فيهم مجاعة بن مرارة وإخوته. فلما دخل خالد بن الوليد المدينة دخل المسجد وعليه قباء، عليه صدأ الحديد، متقلدا السيف، معتماً في عمامته أسهم، فمر بعمر فلم يكلمه ودخل على أبي بكر، فرأى منه كل ما يحب، وخرج مسروراً، فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه، فأمسك عن كلامه. وإنما كان عمر وجد عليه فيما صنع بمالك بن نويرة؛ من قتله إياه، وتزوج امرأته، وما كان في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة.
قال عروة: لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب من أبي بكر الصديق رضي الله عنه يأمره بالمسير إلى الشام فيمد أهل الإسلام؛ فمضى خالد على وجهه، فسلك عين التمر، فمر بدومة الجندل، فأغار عليهم فقتل بها رجالاً وهزمهم الله، وسبى بنت الجودي ومضى حتى قدم الشام، وبها يومئذ أبو عبيدة بن الجراح على جند، ويزيد بن
أبي سفيان على جند، عمرو بن العاص على جند، فقدم عليهم خالد بأجنادين، فهزم الله عدوه.
وعن ابن عباس قال: قال عمر: أما والله، لئن صير الله هذا الأمر إلي لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق، وخالد بن الوليد عن الشام، حتى يعلما أنما نصر الله دينه، ليس إياهما نصر.
قال جويرية بن أسماء: لما استفتح خالد بن الوليد دمشق نظر إلى راكب قال: وكان خالد من أمد الرجال بصراً قال: فنظر إلى راكب على الثنية، قال: بالعشي عشية استفتح دمشق قال: فقال: كأني بهذا الراكب قد قدم، فجاء بموت أبي بكر وخلافة عمر وعزلي. قال: فجاء الراكب فانساب في الناس. قال: وكان ذكر شيئاً لا أحفظه، قال: فأتاه أبو عبيدة بكتاب، فقال له خالد: متى أتاك هذا الكتاب؟ قال: عشية استفتحت دمشق، قال: فما منعك أن تأتينا به؟ قال: كان فتح فتحه الله على يديك، فكرهت أن أنغصكه.
وعن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق: اكتب إلى خالد بن الوليد أن لا يعطي شاة ولا بعيراً إلا بأمرك؛ قال: فكتب أبو بكر بذلك. قال: فكتب إليه خالد بن الوليد: إما أن تدعني وعملي، وإلا فشأنك بعملك؛ فأشار عمر بعزله، فقال أبو بكر: من يجزي عني جزاة خالد؟ قال عمر: أنا، قال: فأنت، فتجهز عمر حتى أنيخت الظهر في الدار، وحضر الخروج، فمشى أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي بكر فقالوا: ما شأنك، تخرج عمر من المدينة وأنت إليه محتاج، وعزلت خالداً وقد كفاك؟! قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيجلس، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله؛ ففعل. فلما ولي عمر كتب إلى خالد ألا تعطي شاةً ولا بعيراً إلا بأمري، قال: فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال
عمر: ما صدقت الله إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه، فعزله. وكان يدعوه إلى أن يستعمله فيأبى، إلا أن يخليه يعمل ما شاء، فيأبى عمر.
وعن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية. فذكر الحديث وقال فيه: إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، أني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس والشرف، وذا اللسان، فنزعته وأمرت أبا عبيدة بن الجراح؛ فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأغمدت سيفاً سله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووضعت لواءً نصبه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب في ابن عمك.
وبلغ عمر أن خالداً دخل الحمام، فتدلك بعد النورة بنحيز عصفر معجون بخمر، فكتب إليه: بلغني أنك تدلكت بخمر، وإن الله تعالى قد حرم ظاهر الخمر وباطنها، وحرم ظاهر الإثم وباطنه، وقد حرم مس الخمر إلا أن تغسل، كما حرم شربها، فلا تمسوها أجسادكم، فإنها نجس، وإن فعلتم فلا تعودوا. فكتب إليه خالد: إنا قتلناها فعادت غسولاً غير خمر. فكتب إليه عمر: إني لأظن آل المغيرة فقد ابتلوا بالجفاء، فلا أماتكم الله عليه. فانتهى لذلك، وقال خالد:
سهل أبا حفص فإن لديننا ... شرائع لا يشقى بهن المسهل
أنجست في الخمر الغسول ولا يرى ... من الخمر تثقيف المحيل المحلل
وهل يشبهن طعم الغسول وذوقه ... حميا الخمور والخمور تسلسل؟!
ولما قفل خالد وبلغ الناس ما أصابت تلك الصائفة، انتجعه رجال، فانتجع خالداً رجال من أهل الآفاق؛ وكان الأشعث انتجع خالداً بقنسرين، فأجازه بعشرة آلاف، وكان عمر لا يخفى عليه شيء في عمله، يكتب إليه من العراق بخروج من خرج منها
ومن الشام بجائزة من أجيز فيها؛ فدعا البريد، وكتب معه إلى أبي عبيدة أن يقيم خالداً ويعقله بعمامته، وينتزع عنه قلنسوته، حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث: أمن مال الله عز وجل، أم من ماله، أو من إصابة أصابها؟ فإن زعم أنه أصابها فقد أقر بخيانة، وإن زعم أنها من ماله فقد أسرف، واعزله على كل حال، واضمم إليك عمله. فكتب أبو عبيدة إلى خالد، فقدم عليه، ثم جمع الناس وجلس لهم على المنبر، فقام البريد فقال: يا خالد، أمن مالك أجزت بعشرة آلاف أم من إصابة؟ فلم يجبه، حتى أكثر عليه وأبو عبيدة ساكت لا يقول شيئاً، فقام بلال إليه فقال: إن أمير المؤمنين أمر فيك بكذا وكذا، ثم تناول عمامته فنقضها، لا يمنعه سمعاً وطاعة، ثم وضع قلنسوته ثم أقامه فعقله بعمامته وقال: ما تقول، أمن مالك أو من إصابة؟ قال: لا، بل من مالي؛ فأطلقه أعاد قلنسوته، ثم عممه بيده وقال: نسمع ونطيع لولاتنا، ونفخم ونخدم موالينا، وأقام خالد منخزلاً لا يدري أمعزول هو أو غير معزول؟! وجعل أبو عبيدة يكرمه ويزيده تفخيماً، ولا يخبره، حتى إذا طال على عمر أن يقدم ظن الذي قد كان، فكتب إليه بالإقبال، فأتى خالد أبا عبيدة فقال: رحمك اله، ما أردت إلى الذي صنعت، تكتمني أمراً كنت أحب أن أعلمه قبل اليوم! قال أبو عبيدة: فإني والله ما كنت لأروعك، ما وجدت من ذلك بداً، وقد علمت أن ذلك يروعك. قال: فرجع خالد إلى قنسرين، فخطب أهل عمله وودعهم، وتحمل ثم أقبل إلى حمص، فخطبهم وودعهم، ثم خرج نحو المدينة حتى قدم على عمر، فشكاه وقال: لقد شكوتك إلى المسلمين، وتالله إنك غير مجمل يا عمر، فقال عمر: من أين هذا الثراء؟ قال: من الأنفال والسهمان، ما زاد على الستين ألفاً فلك، فقوم عروضه، فخرجت عليه عشرون ألفاً فأدخلها بيت المال ثم قال: يا خالد، والله إنك علي لكريم، وإنك إلي لحبيب، ولن تعاتبني بعد اليوم على شيء. قال الشعبي: اصطرع عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وهما غلامان وكان خالد ابن خال عمر فكر خالد ساق عمر فعولجت وجبرت وكان ذلك سبب العداوة بينهما.
وقال صالح بن كيسان: إن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة في كلام بلغه عن خالد بن الوليد: أن سل خالداً، فإن أكذب نفسه فهو أمير ما يليه، وإن ثبت على قوله فانزع عمامته، وقاسمه ماله نصفين، وقم على الجند قبلك. فكتم أبو عبيدة الكتاب، ولم يقرئه خالداً، حباً وتكرماً، حتى فتح الله عليهم دمشق في رجب سنة أربع عشرة، ثم إن بلالاً مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأبي عبيدة: ماذا كتب به إليك عمر في خالد بن الوليد؟ قال: أمرني أن أنصه في كلام بلغه عنه، فإن أكذب نفسه فهو أمير على ما يليه، وإن ثبت على قوله نزعت عمامته، وقاسمته ماله نصفين. فقال بلال: فامض لما أمرك به أمير المؤمنين؛ فقال خالد: أمهلوني حتى أستشير؛ وكانت له أخت لا يكاد يعصيها، فاستشارها فقالت له: والله لا يحبك عمر بن الخطاب أبداً، وما يريد إلا أن تكذب نفسك، ثم يعزلك، فقبل رأسها وقال: صدقت: فثبت على قوله، فنزع أبو عبيدة عمامته، فلم يبق إلا نعلاه، فقال بلال: لا تصلح هذه إلا بهذه، قال خالد: فوالله لا أعطيها أمير المؤمنين، لي واحدة ولكم واحدة.
وكتب عمر في الأمصار: إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولا جناية، ولكن الناس فتنوا به، فخشيت أن يوكلوا إليه ويبتلوا، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وأن لا يكونوا بعرض فتنة.
ولما قدم خالد على عمر تمثل بقول الشاعر:
صنعت فلم يصنع كصنعك صانع ... وما يصنع الأقوام فالله أصنع
فأغرمه شيئاً ثم عوضه منه. وكتب فيه إلى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم وليبصرهم.
قال نافع: لما قدم خالد بن الوليد من الشام، قدم وفي عمامته أسهم ملطخة بالدم قد جعلها في عمامته، فاستقبله عمر لما دخل المسجد فنزعها من عمامته وقال: أتدخل مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعك أسهم فيها دم؟؟ وقد جاهدت وقاتلت وقد جاهد المسلمون قبلك وقاتلوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقيل: إن خالد بن الوليد دخل على عمر وعلى خالد قميص حرير فقال له عمر: ما هذا يا خالد؟ قال: وما بأسه يا أمير المؤمنين؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليس قد لبسه ابن عوف قال: وأنت مثل ابن عوف، ولك مثل ما لابن عوف عزمت على من في البيت إلا أخذ كل واحد منهم طائفة مما يليه.
قال: فمزقوه حتى لم يبق منه شيء.
ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد طلبت القتل في مظانه، فلم يقدرلي إلا أن أموت على فراشي، ومامن عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس، والسماء تهلني، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله عز وجل. فلما توفي خرج عمر على جنازته فذكر قوله: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة.
النقع: مد الصوت بالنحيب. واللقلقلة: حركة اللسان، نحو الولولة.
وفي حديث آخر: فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من النا ... س إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع فأنت أشجع من لي ... ث عرين جهم أبي أشبال
أجواد فأنت أجود من سي ... ل رئاس يسيل بين الجبال
فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه، فقال: أمه والإله ثلاثاً هل قامت النساء عن مثل خالد؟؟ قال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة حتى توفي أبو عبيدة، واستخلف عياض بن غنم الفهري، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم، فاعتزل خالد إلى ثغر حمص، فكان فيه، وحبس خيلاً وسلاحاً فلم يزل مرابطاً بحمص حتى نزل به، فدخل عليه أبو الدرداء عائداً له، فقال خالد بن الوليد: إن خيلي هذه التي حبست في الثغر وسلاحي، هو على ما جعلته عليه، عدة في سبيل الله، وقوة يغزى عليها، ويعلف من مالي، وداري بالمدينة صدقة حبس لا تباع ولا تورث، وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية وهو كان أمرني بها، ونعم العون هو على الإسلام، والله يا أبا الدرداء، لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها، قال أبو الدرداء: وأنا والله أرى ذلك؛ قال خالد: قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لما تدبرتها في مرضي هذا عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل: كنت وجدت عليه في نفسي حيث بعث إلي من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل وأخذت فرد نعل، فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السابقة ومن شهد بدراً، وكان يغلظ علي، وكانت غلظته على غيري نحواً من غلظته علي، وكنت أدل عليه بقرابة، فرأيته لا يبالي قريباً، ولا لوم لائم في غير الله؛ فذاك الذي أذهب ما كنت أجد عليه، وكان يكبر غلي عنده، وما كان ذلك مني إلا على النظير، كنت في حرب ومكايدة، وكنت شاهداً وكان غائباً، فكنت أعطي على ذلك، فخالفه ذلك من أمري، وقد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب. قال: فقدم بالوصية على عمر، فقبلها وترحم عليه، وأنفذ ما فيها. وتزوج عمر بعد امرأته.
قال موسى بن طلحة: خرجت مع أبي طلحة بن عبيد الله إلى مكة مع عمر بن الخطاب، فلما كنا بعرق الظبية أقبل راكب من المدينة حتى أهوى إلى ناحية عمر، فما قلنا أناخ حتى إذا بعمر أقبل
يصيح: يا أبا محمد، يا طلحة؟! فقال أبي: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد، رحمه الله؛ فقال له أبي طلحة:
لا أعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
قال أبو الزناد: إن خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة بكى وقال: لقيت كذا وكذا زحفاَ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وهاأنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
قال ثعلبة بن أبي مالك: رأيت ابن الخطاب بقباء ومعه نفر من المهاجرين والأنصار، فإذا أناس من أهل الشام يصلون في مسجد قباء فقال: من القوم؟ قالوا: من اليمن، قال: أي مدائن الشام نزلتم؟ قالوا: حمص، قال: هل كان من مغربة خبر؟ قالوا: موت خالد بن الوليد يوم رحلنا من حمص؛ قال: فاسترجع عمر مراراً ونكس، وأكثر الترحم عليه وقال: كان والله سداداً لنحور العدو، ميمون النقيبة، فقال له علي بن أبي طالب: فلم عزلته؟ قال: عزلته لبذله الأموال لأهل الشرف وذوي اللسان، قال علي: فكنت تعزله عن التبذير في المال وتتركه على جنده، قال: لم يكن يرضى، قال: فهلا بلوته.
قال شيخ من بني غفار: سمعت عمر بن الخطاب بعد أن مات خالد بن الوليد يقول: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق، فقلت: يا أمير المؤمنين، لم يكن رأيك فيه في حياته على هذا! قال: ندمت على ما كان مني إليه.
قال نافع: لما مات خالد بن الوليد لم يوجد له إلا فرسيه وغلامه وسلاحه، فقال عمر: رحم الله أبا سليمان إن كنا لنظنه على غير هذا.
قال يزيد بن الأصم: لما توفي خالد بكت عليه أمه، فقال لها عمر: يا أم خالد؛ أخالداً وأجره ترزئين جميعاً! عزمت عليك ألا تبيتي حتى تسود يداك من الخضاب.
قال عبد الله بن عكرمة عجباً لقول الناس: إن عمر بن الخطاب نهى عن النوح! لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة ومعه نساء بني المغيرة سبعاً يشققن الجيوب، ويضربن الوجوه؛ وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت، ما ينهاهن عمر.
وقيل لعمر: أرسل إليهن فانههن لا يبلغك عنهن شيء تكره، فقال عمر: ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان، ما لم يكن نقعاً أو لقلقة.
قال أبان بن عثمان: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد يقول: حلقت رأسها.
قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظن به أموراً ما كانت.
توفي خالد بحمص سنة إحدى وعشرين. وقيل: مات بالمدينة.
ابن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي قدم دمشق بعد وفاة عمه عبد الرحمن بن خالد، فقتل ابن أثال الطبيب، لأنه كان متهماً بقتل عمه، ثم لحق بالحجاز فسكنه.
حدث خالد بن المهاجر قال: رخص ابن عباس في متعة النساء، فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري: ما هذا يا بن عباس؟ فقال ابن عباس: فعلت مع إمام المتقين، فقال ابن أبي عمرة: اللهم غفراً، إنما كانت المتعة رخصة كالضرورة إلى الميتة والدم ولحم الخنزير، ثم أحكم الله الدين بعد.
وحدث خالد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابن آدم، عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، بان آدم، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع. ابن آدم، إذا أصبحت معافىً في جسدك آمناً في سربك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء.
قال خالد بن المهاجر: قال عمر بن الخطاب: من تزوج بنت عشر تسر الناظرين، ومن تزوج بنت عشرين لذة للمعانقين، وبنت ثلاثين تسمن وتلين، ومن تزوج ابنة أربعين ذات بنات وبنين، ومن تزوج ابنة خمسين عجوز في الغابرين.
كان خالد بن المهاجر مع عبد الله بن الزبير، وكان اتهم معاوية بن أبي سفيان أن يكون دس إلى عمه عبد الرحمن بن خالد متطبباً يقال له: ابن أثال، فسقاه في دواء شربة؛ فمات فيها، فاعترض لابن أثال فقتله، ثم لم يزل مخالفاً لبني أمية.
وكان شاعراً، وهو الذي يقول في قتل الحسين بن علي عليهما السلام: من الكامل
أبني أمية هل علمتم أنني ... أحصيت ما بالطّفّ من قبر
صبّ الإله عليكم غضباً ... أثناء جيش الفتح أو بدر
وقال أيضاً حين خالف ابن الزبير يزيد بن معاوية، ويصف له الحرب: من الطويل
ألا ليتني إن استحلّت محارمٌ ... بمكة قامت قبل ذاك قيامتي
وإن قتل العوّاذ بالبيت أصبحت ... تنادي على قبرٍ من الهام هامتي
وإن يقتلوا فيها وإن كنت محرماً ... وجدّك أشدد فوق رأسي عمامتي
فنوا عصبةً لله بالدين قوّموا ... عصا الدين والإسلام حتى استقامت
وذكر الواقدي: أن خالداً قتل ابن أثال بدمشق، وأن معاوية ضربه مئتين أسواطاً، وحبسه، وأغرمه ديتين ألفي دينار، فألقى ألفاً في بيت المال، وأعطى ورثة ابن أثال ألفاً، ولم يخرج خالد من الحبس حتى مات معاوية. والله أعلم.
/
خالد بن الوليد بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو سليمان المخزومي وقيل: أبو وهب، والمحفوظ أبو سليمان سيف الله، وصاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أسلم في الهدنة طوعاً، واستعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض مغازيه؛ وروى عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله أبو بكر على قتال مسيلمة ومن ارتد من الأعراب بنجد، ثم وجهه إلى العراق، ثم وجهه إلى الشام، وأمره على أمراء الشام؛ وهو أحد الأمراء الذين ولوا فتح دمشق.
حدث عبد الله بن عباس أن خالد بن الوليد الذي كان يقال له سيف الله، أخبره: أنه دخل مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي خالته وخالة ابن عباس فوجد عندها ضباً محنوذاً، قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان قلما يقدم يده لطعام حتى يحدث به ويسمي له فأهوى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده إلى الضب، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قدمتن له، قلن: هو الضب يا رسول الله، فرفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده؛ قال خالد: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه. قال خالد: فاجتررته فأكلته، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر ولم ينه.
وعن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن لحوم الخيل والبغال والحمير.
وفي رواية: حضرت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر يقول: حرام أكل لحوم الحمر الأهلية والخيل والبغال.
قالوا: وكل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير.
قال الواقدي: الثبت عندنا أن خالد لم يشهد خيبر، وأسلم قبل الفتح، هو وعمر بن العاص وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة أول يوم من صفر سنة ثمان.
قال مصعب: هاجر خالد بعد الحديبية هو وعمر بن العاص وعثمان بن طلحة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رآهم: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها، ولم يزل يوليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخيل، ويكون في مقدمته في مهاجرة العرب، وشهد فتح مكة، ودخل في مهاجرة العرب في مقدمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، ودخل الزبير بن العوام في مقدمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرين والأنصار من أعلى مكة.
وكان خالد مباركاً ميمون النقبية، وأمه عصماء، وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بجير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان، وهي أخت أم الفضل بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب.
مات خالد بحمص سنة إحدى وعشرين، وأوصى إلى عمر بن الخطاب؛ ودفن في قرية على ميل من حمص.
وقيل: إنه أسلم يوم الأحزاب. وجاء في الحديث أنه شهد خيبر وكانت في أول سنة سبع. وقال مالك بن أنس: سنة ست. وقيل: إنه مات بالمدينة.
وكان خالد بن الوليد يشبه عمر في خلقه وصفته؛ فكلم علقمة بن علاثة عمر بن الخطاب في السحر وهو يظنه خالد بن الوليد لشبهه به.
قال محمد بن حفص التيمي: لما كانت الهدنة بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين قريش، ووضعت الحرب، خرج عمرو بن العاص إلى النجاشي يكيد أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت له منه ناحية فقال له: يا عمرو، تكلمني في رجل يأتيه الناموس كما كان يأتي موسى بن عمران! قال: قلت: وكذلك هو أيها الملك؟ قال: فأنا أبايعك له على الإسلام. ثم قدم مكة، فلقي خالد بن الوليد فقال له: ما رأيك؟ قال: قد استقام المنسم، والرجل نبي؛ قال: فأنا أريده، قال: وأنا معك؛ قال له عثمان بن طلحة: وأنا معك. فقدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
قال أبان بن عثمان: فقال عمرو بن العاص: فكنت أسن منهما، فقدمتهما لأستدبر أمرهما، فبايعا على أن لهما ما تقدم من ذنوبهما، فأضمرت على أن أبايعه على أن لي ما تقدم وما تأخر، فلما أخذت بيده وبايعته على ما تقدم نسيت ما تأخر.
قال خالد بن الوليد: لما أراد الله بي من الخير ما أراد قذف في قلبي حب الإسلام، وحضرني رشدي وقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد، فليس موطن أشهده إلا وأنصرف، وإني أرى في نفسي أني موضع في غير شيء، وأن محمداً سيظهر؛ فلما خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحديبية خرجت في خيل المشركين فلقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بعسفان، فقمت بإزائه،
وتعرضت له، فصلى بأصحابه الظهر آمناً منا، فهممت أن نغير عليه، ثم لم يعزم لنا، وكانت فيه خيرة، فاطلع على ما في أنفسنا من الهموم به، فصلى بأصحابه العصر صلاة الخوف، فوقع ذلك مني موقعاً وقلت: الرجل ممنوع، وافترقنا وعدل عن سنن خيلنا، وأخذت ذات اليمين، فلما صالح قريشاً بالحديبية، ودافعته قريش بالراح قلت في نفسي: أي شيء بقي؟ أين المذهب؟ إلى النجاشي؟ فقد اتبع محمداً، وأصحابه آمنون عنده! فأخرج إلى هرقل فأخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية، فأقيم مع عجم تابعاً؟! أو أقيم في داري، فمن بقي؟ فأنا على ذلك إذ دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمرة القضية، وتغيبت فلم أشهد دخوله، وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمرة القضية، فطلبني فلم يجدني، فكتب إلي كتاباً فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومثل الإسلام جهله أحد! وقد سألني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثل خالد جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له، ولقدمناه على غيره. فاستدرك يا أخي ما فاتك منه، فقد فاتتك مواطن صالحة.
قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج، وزادني رغبة في الإسلام وسرني مقالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: خالد: وأرى في النوم كأني في بلاد ضيقه جديبة، فخرجت إلى بلد أخضر واسع فقلت: إن هذه لرؤيا. فلما قدمت المدينة قلت: لأذكرنها لأبي بكر، قال: فذكرتها: فقال: هو مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه: الشرك، فلما أجمعت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: من أصاحب إلى محمد؟ فلقيت صفوان بن أمية فقلت: يا أبا وهب! أما ترى ما نحن فيه؟ إنما نحن أكلة رأس، وقد ظهر محمد على العرب والعجم، فلو قدمنا على محمد فاتبعناه، فإن شرف محمد لنا شرف! فأبى أشد الإباء فقال: لو لم يبق غيري من قريش ما اتبعته أبداً، فافترقنا وقلت: هذا رجل
موتور يطلب وترا، قتل أبوه وأخوه ببدر؛ قال: فلقيت عكرمة بن أبي جهل فقلت له مثلما قلت لصفوان، فقال لي مثل ما قال صفوان، قلت: فاطو ما ذكرت لك، قال: لا أذكره؛ وخرجت إلى منزلي، فأمرت براحلتي تخرج إلي إلى أن ألقى عثمان بن طلحة، فقلت: إن هذا لي لصديق، ولو ذكرت له ما أريد؛ ثم ذكرت له ما أريد؛ ثم ذكرت من قتل من آبائه، فكرهت أذكره؛ ثم قلت: وما علي وأنا راحل من ساعتي، فذكرت له ما صار الأمر إليه وقلت: إنما نحن بمنزلة ثعلب في جحر، لو صب عليه ذنوب من ماء خرج. قال: وقلت له نحواً مما قلت لصاحبيه، فأسرع الإجابة وقال: لقد غدوت اليوم وأنا أريد أن أغدو، وهذه راحلتي بفخ مناخه، فا تعدت أنا وهو بيأجج، إن سبقني أقام، وإن سبقته أقمت عليه: قال: فأدلجنا سحرة، فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتى انتهينا إلى الهدة، فنجد عمرو بن العاص بها، فقال: مرحباً بالقوم، قلنا: وبك، قال: أين مسيركم؟ قلنا: ما أخرجك؟ قال: فما الذي أخرجكم؟ قلنا: الدخول في الإسلام وابتاع محمد، قال: وذاك الذي أقدمني. قال: فاصطحبنا جميعاً حتى قدمنا المدينة، فأنخنا بظاهر الحرة ركابنا، وأخبر بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسر بنا. فلبست من صالح ثيابي ثم عمدت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيني أخي فقال: أسرع فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخبر بك فسر بقدومك، وهو ينتظركم؛ فأسرعت المشي، فما زال يتبسم إلي حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة، فرد علي السلام بوجه طلق، فقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً، ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير. قلت: يا رسول الله؛ قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معانداً عن الحق، فادع الله يغفرها لي؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإسلام يجب ما كان قبله. قلت: يا رسول الله؛ على ذلك، فقال: اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك. قال خالد: وتقدم عمرو وعثمان فبايعا رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان قدومنا في صفر سنة ثمان. فوالله ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أسلمت يعدل بي أحداً من أصحابه فيما حزبه.
وعن أبي العالية الرياحي أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله؛ إن كائداً من الجن يكيدني، قال: قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما يعرج في السماء، وما ينزل منها، ومن شر كل طارق، إلا طارقاً يطرق بخير؛ يا رحمن. قال: ففعلت، فأذهبه الله تبارك وتعالى عني.
قال ابن إسحاق وسار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دخل مكة، وبعث إلى خالد بن الوليد: أن لا تقتلن أحداً، وأتاه الرسول فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرك بقتل من لقيت، فقتل، وأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قريش: مه! أغلبتم؟ فقالوا: غلبنا والله، فقال: سأقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم قالوا: وصلتك رحم. وبعث إلى خالد: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أتاني رسولك فأمرني بذلك، فقال للرسول: ما حملك على ذلك؟ فقال: يا رسول الله؛ أرأيت إن كنت أمرتني أن آمره أن لا يقتل أحداً، فذهب وهمي إلى أن أقول له: اقتل من لقيت، لشيء أراده الله. فكف عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن سعيد بن عمرو الهذلي قال: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان، فبث السرايا في كل وجه، وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام؛ فخرج هشام بن العاص على مئتين قبل يلملم، وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاث مئة قبل عرنة، وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها؛ فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هدمت؟ قال: نعم يا رسول الله، فقال
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل رأيت شيئاً؟ فقال: لا، فقال: فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ، فلما انتهى إليها جرد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة، ناشرة الرأس، فجعل السادن يصيح بها، قال خالد: وأخذني اقشعرار في ظهري، فجعل يصيح:
أعزي شدي شدة لا تكذبي ... أعزي فالقي للقناع وشمري
أعزي إن لم تقتلي اليوم خالداً ... فبوئي بذنب عاجل فتنصري
وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول:
يا عز كفرانك لا سبحانك ... إني وجدت الله قد أهانك
قال: فضربها بالسيف فجزلها باثنتين، ثم رجع إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فقال: نعم تلك العزى قد أيست أن تعبد ببلادكم أبداً. ثم قال خالد: أي رسول الله، الحمد لله الذي أكرمنا بك، وأنقذنا من الهلكة؛ولقد كنت أرى أبي يأتي إلى العزى، نحيره مئة من الإبل والغنم، فيذبحها للعزى ويقيم عندها ثلاثًا ثم ينصرف إلينا مسروراً، فنظرت إلى ما مات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله، كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع! فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذا الأمر إلى الله، فمن يسره للهدى تيسر، ومن يسر للضلالة كان فيها.
وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان؛ وكان سادنها أفلح بن النضر من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين فقال له أبو لهب: مالي أراك حزيناً؟ قال: أخاف أن تضيع العزى من بعدي، قال أبو لهب: فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك؛ فجعل كل من لقي قال: إن تظهر العزى كنت قد اتخذت يداً عندها بقيامي عليها، وإن يظهر محمد على العزى ولا أراه يظهر فابن أخي. فأنزل الله عز وجل: " تبت يدا أبي لهب وتب ". ويقال: إنه قال هذا في اللات.
وعن ابن عمر قال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد أحسبه قال: إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، وجعل خالد بهم قتلا وأسراً، قال: ثم دفع إلى كل رجل منا أسيراً، حتى إذا أصبح يوماً أمرنا فقال: ليقتل كل رجل منكم أسيره. قال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره؛ قال: فقدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر له ما صنع خالد، قال: فرفع يديه فقال: إني أبرأ إليك مما صنع خالد. مرتين أو ثلاثاً.
وروى إياس بن سلمة عن أبيه قال:
لما قدم خالد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني بعدما صنع ببني جذيمة ما صنع عاب عبد الرحمن بن عوف على خالد ما صنع، قال: يا خالد، أخذت بأمر الجاهلية، قتلتهم بعمك الفاكه! قاتلك الله، قال: وأعانه عمر بن الخطاب على خالد، فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرحمن: كذبت والله، لقد قتلت قاتل أبي بيدي، وأشهدت على قتله عثمان بن عفان، ثم التفت إلى عثمان فقال: أنشدك الله، هل علمت أني قتلت قاتل أبي؟ فقال عثمان: اللهم نعم، ثم قال عبد الرحمن: ويحك يا خالد، ولو لم أقتل قاتل أبي كنت تقتل قوماً مسلمين بأبي في الجاهلية؟ قال خالد: ومن أخبرك أنهم أسلموا؟ فقال: أهل السرية كلهم يخبرونا أنك وجدتهم قد بنوا المساجد وأقروا بالإسلام ثم حملتهم على السيف، قال: جاءني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أغير عليهم فأغرت بأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال عبد الرحمن: كذبت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وغالظ عبد الرحمن، وأعرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
خالد، وغضب عليه، وبلغه ما صنع بعبد الرحمن؛ فقال: يا خالد! ذروا لي أصحابي، متى ينكأ أنف المرء ينكأ المرء، ولو كان أحد ذهباً تنفقه قيراطاً قيراطاً في سبيل الله لم تدرك غدوةً أو روحةً من غدوات أو روحات عبد الرحمن.
قال عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد أن يغير على بني كنانة إلا أن يسمع أذاناً، أو يعلم إسلاماً، فخرج حتى انتهى إلى بني جذييمة، فامتنعوا أشد الامتناع، وقاموا وتلبسوا السلاح، فانتظر بهم صلاة العصر والمغرب والعشاء، لا يسمع أذاناً، ثم حمل عليهم، فقتل من قتل، وأسر من أسر؛ فادعوا بعد الإسلام. قال عبد الملك: وما عتب عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، ولقد كان المقدم حتى مات، ولقد خرج معه بعد ذلك إلى حنين على مقدمته وإلى تبوك، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أكيدر دومة الجندل، فسبى من سبى، ثم صالحهم، ولقد بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بلحارث بن كعب إلى نجران أميراً وداعياً إلى الله، ولقد خرج مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فلما حلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه أعطاه ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله تعالى. ولقد قاتل يوم اليرموك فوقعت قلنسوته، فجعل يقول: القلنسوة القلنسوة، فقيل له بعد ذلك: يا أبا سليمان، عجباً لطلبك القلنسوة وأنت في حومة القتال!؟ فقال: إن فيها ناصية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم ألق بها أحداً إلا ولى. ولقد توفي خالد يوم توفي وهو مجاهد في سبيل الله عزوجل، وقبره بحمص، فأخبرني من غسله وحضره ونظر إلى ما تحت ثيابه، ما فيه مصح، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم؛ ولقد كان عمر بن الخطاب الذي بينه وبينه ليس بذلك، ثم يذكره بعد فيترحم عليه ويتندم على ما كان صنع في أمره ويقول: سيف من سيوف الله تعالى. فلقد نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هبط من لفت في حجته ومعه
رجل فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا؟ فقال الرجل: فلان، قال: بئس عبد الله فلان. ثم طلع آخر فقال: من الرجل؟ فقال: فلان، فقال: بئس عبد الله فلان. ثم طلع خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ قال: خالد بن الوليد، قال: نعم عبد الله خالد بن الوليد.
وعن أبي قتادة الأنصاري فارس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشه فقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيداً قال: امضه، فإنك لا تدري في أي ذلك خير. فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قعد على المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثاب خبر وناب خبر، ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ انطلقوا فلقوا العدو، فأصيب زيد شهيداً استغفروا له. فاستغفر له الناس. ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشد على القوم حتى قتل شهيداً، فاستغفروا له. فاستغفر له الناس. ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فثبت قدميه حتى قتل شهيداً، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له. فاستغفر له الناس. ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه. ثم رفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضبعيه فقال: اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به. فسمي خالد سيف الله، ثم قال: انفروا وأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد. فنفر الناس في حر شديد مشاةً وركباناً.
حدث وحشي بن حرب: أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة فقال: أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين.
وعن عروة: أن أبا بكر بعث خالد بن الوليد إلى بني سليم حين ارتدوا عن الإسلام، فقتل وحرق
بالنار، فكلم عمر أبا بكر فقال: بعثت رجلاً يعذب بعذاب الله! انزعه، فقال أبو بكر: لا أشيم سيفاً سله الله على الكفار غدوة حتى يكون الله الذي يشيمه.
وفي رواية أخرى: ثم مضى، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة.
قيل لعمر بن الخطاب لو عهدت يا أمير المؤمنين، قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لخالد سيف من سيوف الله، سله الله على المشركين.
عن ابن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خالد! لم تؤذين رجلاً من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله. فقال: يا رسول الله؛ يقعون في فأرد عليهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تؤذوا خالداً، فإنه سيف من سيوف الله، صبه الله على الكفار.
قال أبو عثمان النهدي: لما قدم خالد بن الوليد من غزوة مؤتة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما غضب الله عليك ولا رسوله، ولكنك سيف من سيوف الله.
قال أبو هريرة: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما نقم ابن جميل، إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله ورسوله؛
وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً، قد كان احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله؛ والعباس بن عبد المطلب عم رسول الله فهي له ومثلها معها.
قال قيس بن أبي حازم: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية.
قال خالد بن الوليد: ما ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو.
وقال خالد بن الوليد: ما أدري من أي يومي أفر: يوم أراد الله عز وجل أن يهدي لي فيه شهادة، أو من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كرامة.
أم خالد الناس بالحيرة، فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: شغلني عن تعلم القرآن الجهاد.
نزل خالد بن الوليد الحيرة على بني أم المرازبة، فقالوا: احذر السم لا يسقيكه الأعاجم؛ فقال: ائتوني به، فأتي منه بشيء، فأخذه بيده ثم اقتحفه وقال: بسم الله، فلم يضره شيئاً.
أتي خالد بن الوليد برجل معه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلاً، فصار عسلاً.
أخبر خالد بن الوليد أن في عسكره من يشرب الخمر، فركب فرسه، فإذا رجل على
منسج فرسه زق فيه خمر، فقال له خالد: ما هذا؟ قال: خل، قال: اللهم اجعله خلاً؛ فلما رجع إلى أصحابه قال: قد جئتكم بخمر لم يشرب العرب مثلها، ففتحوها فإذا خل. قال: هذه والله دعوة خالد بن الوليد.
قال قيس بن أبي حازم: طلق خالد بن الوليد امرأته، فقالوا: لم طلقتها؟ قال: لم تصبها منذ كانت عندي مصيبة ولا بلاء ولا مرض، فرابني ذلك منها.
قال معروف بن خربوذ: من انتهى إليه الشرف من قريش ووصله الإسلام عشرة نفر من عشر بطون: من هاشم، وأمية، ونوفل، وأسد وعبد الدار، وتيم، ومخزوم، وعدي، وسهم، وجمح. قال: فكانت القبة والأعنة إلى خالد بن الوليد، فأما الأعنة، فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحروب، وأما القبة، فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
قال أبو قتادة: عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجه إلى الردة: إذا أتيتم داراً أن يقيموا، فإن سمعوا أذاناً أو رأوا مصلياً أمسكوا حتى يسألوهم عن الذي نقموا ومنعوا له الصدقة؛ فإن لم يسمعوا أذاناً ولم يروا مصلياً شنوا الغارة، فقتلوا وحرقوا. وكنت مع خالد حين فرغ من قتال أهل الردة طليحة وغطفان وهوازن وسليم ثم سار إلى بلاد بني تميم، فقدمنا خالد أمامه، فانتهينا إلى أهل بيت منهم حين طفلت الشمس للغروب فثاروا إلينا فقالوا: من أنتم؟ قلنا: عباد الله المسلمون، قالوا: ونحن عباد الله المسلمون، وقد كان خالد بث سراياه، فلم يسمعوا أذاناً، وقاتلهم قوم بالعوصة من ناحية الهزال، فجاؤوا بمالك بن نويرة في أسارى من قومه، فأمر خالد بأخذ أسلحتهم، ثم أصبح فأمر بقتلهم.
قدم أبو قتادة على أبي بكر، فأخبره بقتل مالك وأصحابه، فجزع من ذلك جزعاً شديداً، فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد، فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد على أن يكون تأول فأخطأ، ورد أبو بكر خالداً وودى مالك بن نويرة، ورد السبي والمال، وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً من قصيدة:
فعشنا بخير في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقا كأني ومالكاً ... لطول افتراق لم نبت ليلةً معا
ولما نزل خالد البطاح بث السرايا، فأتي بمالك، فاختلف فيهم الناس، وكان في السرية التي أصابتهم أبو قتادة، فكان أبو قتادة فيمن شهد ألا سبيل على مالك ولا على أصحابه، وشهد الأعراب أنهم لم يؤذنوا ولم يصلوا، وجاءت أم تميم كاشفةً وجهها حتى أكبت على مالك وكانت أجمل الناس فقال لها: إليك عني فقد والله قتلتني. فأمر بضرب أعناقهم، فقام إليه أبو قتادة، فناشده فيه وفيهم، ونهاه عنه وعنهم، فلم يلتفت إليه، وركب أبو قتادة فرسه، فلحق بأبي بكر، وحلف: لا يسير في جيش وهو تحت لواء خالد. فأخبره الخبر وقال: ترك قولي وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم؛ فقال عمر؛ إن في سيف خالد رهقاً وإن يكن هذا حقاً فعليك أن تقيده، فسكت عنه أبو بكر.
قال القاسم بن محمد: وألح عمر على أبي بكر في أمر خالد، وكتب إليه بالقدوم للذي ذكروا أنه أتى، لينظروا في ذلك، وأمره أن يخلف على الجيش رجلاً، فخلف عليهم خالد ابن فلان المخزومي؛ فقدم ولا يشك الناس في أنه معزول وأنه معاقب، وجعل عمر يقول: عدا عدو الله على امرىء مسلم فقتله، ونزا على امرأته.
ومن حديث آخر: أن خالد بن الوليد مضى، فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبطاح، وقتل مالك بن نويرة، ثم أوقع بأهل بزاخة وحرقهم بالنار، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة، شتموا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبتوا على ردتهم؛ ثم مضى إلى اليمامة فقاتل بها مسيلمة وبني حنيفة حتى قتل مسيلمة، وصالح خالد أهل اليمامة على الصفراء والبيضاء، والحلقة والكراع، ونصف السبي؛ وكتب إلى أبي بكر أني لم أصالحهم حتى قتل من كنت أقوى به، وحتى عجف الكراع، ونهك الخف، ونهك المسلمون بالقتل والجراح. وقدم خالد بن الوليد المدينة من اليمامة ومعه سبعة عشر رجلاً من وفد بني حنيفة، فيهم مجاعة بن مرارة وإخوته. فلما دخل خالد بن الوليد المدينة دخل المسجد وعليه قباء، عليه صدأ الحديد، متقلدا السيف، معتماً في عمامته أسهم، فمر بعمر فلم يكلمه ودخل على أبي بكر، فرأى منه كل ما يحب، وخرج مسروراً، فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه، فأمسك عن كلامه. وإنما كان عمر وجد عليه فيما صنع بمالك بن نويرة؛ من قتله إياه، وتزوج امرأته، وما كان في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة.
قال عروة: لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب من أبي بكر الصديق رضي الله عنه يأمره بالمسير إلى الشام فيمد أهل الإسلام؛ فمضى خالد على وجهه، فسلك عين التمر، فمر بدومة الجندل، فأغار عليهم فقتل بها رجالاً وهزمهم الله، وسبى بنت الجودي ومضى حتى قدم الشام، وبها يومئذ أبو عبيدة بن الجراح على جند، ويزيد بن
أبي سفيان على جند، عمرو بن العاص على جند، فقدم عليهم خالد بأجنادين، فهزم الله عدوه.
وعن ابن عباس قال: قال عمر: أما والله، لئن صير الله هذا الأمر إلي لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق، وخالد بن الوليد عن الشام، حتى يعلما أنما نصر الله دينه، ليس إياهما نصر.
قال جويرية بن أسماء: لما استفتح خالد بن الوليد دمشق نظر إلى راكب قال: وكان خالد من أمد الرجال بصراً قال: فنظر إلى راكب على الثنية، قال: بالعشي عشية استفتح دمشق قال: فقال: كأني بهذا الراكب قد قدم، فجاء بموت أبي بكر وخلافة عمر وعزلي. قال: فجاء الراكب فانساب في الناس. قال: وكان ذكر شيئاً لا أحفظه، قال: فأتاه أبو عبيدة بكتاب، فقال له خالد: متى أتاك هذا الكتاب؟ قال: عشية استفتحت دمشق، قال: فما منعك أن تأتينا به؟ قال: كان فتح فتحه الله على يديك، فكرهت أن أنغصكه.
وعن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق: اكتب إلى خالد بن الوليد أن لا يعطي شاة ولا بعيراً إلا بأمرك؛ قال: فكتب أبو بكر بذلك. قال: فكتب إليه خالد بن الوليد: إما أن تدعني وعملي، وإلا فشأنك بعملك؛ فأشار عمر بعزله، فقال أبو بكر: من يجزي عني جزاة خالد؟ قال عمر: أنا، قال: فأنت، فتجهز عمر حتى أنيخت الظهر في الدار، وحضر الخروج، فمشى أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي بكر فقالوا: ما شأنك، تخرج عمر من المدينة وأنت إليه محتاج، وعزلت خالداً وقد كفاك؟! قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيجلس، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله؛ ففعل. فلما ولي عمر كتب إلى خالد ألا تعطي شاةً ولا بعيراً إلا بأمري، قال: فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال
عمر: ما صدقت الله إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه، فعزله. وكان يدعوه إلى أن يستعمله فيأبى، إلا أن يخليه يعمل ما شاء، فيأبى عمر.
وعن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية. فذكر الحديث وقال فيه: إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، أني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس والشرف، وذا اللسان، فنزعته وأمرت أبا عبيدة بن الجراح؛ فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأغمدت سيفاً سله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووضعت لواءً نصبه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب في ابن عمك.
وبلغ عمر أن خالداً دخل الحمام، فتدلك بعد النورة بنحيز عصفر معجون بخمر، فكتب إليه: بلغني أنك تدلكت بخمر، وإن الله تعالى قد حرم ظاهر الخمر وباطنها، وحرم ظاهر الإثم وباطنه، وقد حرم مس الخمر إلا أن تغسل، كما حرم شربها، فلا تمسوها أجسادكم، فإنها نجس، وإن فعلتم فلا تعودوا. فكتب إليه خالد: إنا قتلناها فعادت غسولاً غير خمر. فكتب إليه عمر: إني لأظن آل المغيرة فقد ابتلوا بالجفاء، فلا أماتكم الله عليه. فانتهى لذلك، وقال خالد:
سهل أبا حفص فإن لديننا ... شرائع لا يشقى بهن المسهل
أنجست في الخمر الغسول ولا يرى ... من الخمر تثقيف المحيل المحلل
وهل يشبهن طعم الغسول وذوقه ... حميا الخمور والخمور تسلسل؟!
ولما قفل خالد وبلغ الناس ما أصابت تلك الصائفة، انتجعه رجال، فانتجع خالداً رجال من أهل الآفاق؛ وكان الأشعث انتجع خالداً بقنسرين، فأجازه بعشرة آلاف، وكان عمر لا يخفى عليه شيء في عمله، يكتب إليه من العراق بخروج من خرج منها
ومن الشام بجائزة من أجيز فيها؛ فدعا البريد، وكتب معه إلى أبي عبيدة أن يقيم خالداً ويعقله بعمامته، وينتزع عنه قلنسوته، حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث: أمن مال الله عز وجل، أم من ماله، أو من إصابة أصابها؟ فإن زعم أنه أصابها فقد أقر بخيانة، وإن زعم أنها من ماله فقد أسرف، واعزله على كل حال، واضمم إليك عمله. فكتب أبو عبيدة إلى خالد، فقدم عليه، ثم جمع الناس وجلس لهم على المنبر، فقام البريد فقال: يا خالد، أمن مالك أجزت بعشرة آلاف أم من إصابة؟ فلم يجبه، حتى أكثر عليه وأبو عبيدة ساكت لا يقول شيئاً، فقام بلال إليه فقال: إن أمير المؤمنين أمر فيك بكذا وكذا، ثم تناول عمامته فنقضها، لا يمنعه سمعاً وطاعة، ثم وضع قلنسوته ثم أقامه فعقله بعمامته وقال: ما تقول، أمن مالك أو من إصابة؟ قال: لا، بل من مالي؛ فأطلقه أعاد قلنسوته، ثم عممه بيده وقال: نسمع ونطيع لولاتنا، ونفخم ونخدم موالينا، وأقام خالد منخزلاً لا يدري أمعزول هو أو غير معزول؟! وجعل أبو عبيدة يكرمه ويزيده تفخيماً، ولا يخبره، حتى إذا طال على عمر أن يقدم ظن الذي قد كان، فكتب إليه بالإقبال، فأتى خالد أبا عبيدة فقال: رحمك اله، ما أردت إلى الذي صنعت، تكتمني أمراً كنت أحب أن أعلمه قبل اليوم! قال أبو عبيدة: فإني والله ما كنت لأروعك، ما وجدت من ذلك بداً، وقد علمت أن ذلك يروعك. قال: فرجع خالد إلى قنسرين، فخطب أهل عمله وودعهم، وتحمل ثم أقبل إلى حمص، فخطبهم وودعهم، ثم خرج نحو المدينة حتى قدم على عمر، فشكاه وقال: لقد شكوتك إلى المسلمين، وتالله إنك غير مجمل يا عمر، فقال عمر: من أين هذا الثراء؟ قال: من الأنفال والسهمان، ما زاد على الستين ألفاً فلك، فقوم عروضه، فخرجت عليه عشرون ألفاً فأدخلها بيت المال ثم قال: يا خالد، والله إنك علي لكريم، وإنك إلي لحبيب، ولن تعاتبني بعد اليوم على شيء. قال الشعبي: اصطرع عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وهما غلامان وكان خالد ابن خال عمر فكر خالد ساق عمر فعولجت وجبرت وكان ذلك سبب العداوة بينهما.
وقال صالح بن كيسان: إن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة في كلام بلغه عن خالد بن الوليد: أن سل خالداً، فإن أكذب نفسه فهو أمير ما يليه، وإن ثبت على قوله فانزع عمامته، وقاسمه ماله نصفين، وقم على الجند قبلك. فكتم أبو عبيدة الكتاب، ولم يقرئه خالداً، حباً وتكرماً، حتى فتح الله عليهم دمشق في رجب سنة أربع عشرة، ثم إن بلالاً مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأبي عبيدة: ماذا كتب به إليك عمر في خالد بن الوليد؟ قال: أمرني أن أنصه في كلام بلغه عنه، فإن أكذب نفسه فهو أمير على ما يليه، وإن ثبت على قوله نزعت عمامته، وقاسمته ماله نصفين. فقال بلال: فامض لما أمرك به أمير المؤمنين؛ فقال خالد: أمهلوني حتى أستشير؛ وكانت له أخت لا يكاد يعصيها، فاستشارها فقالت له: والله لا يحبك عمر بن الخطاب أبداً، وما يريد إلا أن تكذب نفسك، ثم يعزلك، فقبل رأسها وقال: صدقت: فثبت على قوله، فنزع أبو عبيدة عمامته، فلم يبق إلا نعلاه، فقال بلال: لا تصلح هذه إلا بهذه، قال خالد: فوالله لا أعطيها أمير المؤمنين، لي واحدة ولكم واحدة.
وكتب عمر في الأمصار: إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولا جناية، ولكن الناس فتنوا به، فخشيت أن يوكلوا إليه ويبتلوا، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وأن لا يكونوا بعرض فتنة.
ولما قدم خالد على عمر تمثل بقول الشاعر:
صنعت فلم يصنع كصنعك صانع ... وما يصنع الأقوام فالله أصنع
فأغرمه شيئاً ثم عوضه منه. وكتب فيه إلى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم وليبصرهم.
قال نافع: لما قدم خالد بن الوليد من الشام، قدم وفي عمامته أسهم ملطخة بالدم قد جعلها في عمامته، فاستقبله عمر لما دخل المسجد فنزعها من عمامته وقال: أتدخل مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعك أسهم فيها دم؟؟ وقد جاهدت وقاتلت وقد جاهد المسلمون قبلك وقاتلوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقيل: إن خالد بن الوليد دخل على عمر وعلى خالد قميص حرير فقال له عمر: ما هذا يا خالد؟ قال: وما بأسه يا أمير المؤمنين؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليس قد لبسه ابن عوف قال: وأنت مثل ابن عوف، ولك مثل ما لابن عوف عزمت على من في البيت إلا أخذ كل واحد منهم طائفة مما يليه.
قال: فمزقوه حتى لم يبق منه شيء.
ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد طلبت القتل في مظانه، فلم يقدرلي إلا أن أموت على فراشي، ومامن عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس، والسماء تهلني، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله عز وجل. فلما توفي خرج عمر على جنازته فذكر قوله: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة.
النقع: مد الصوت بالنحيب. واللقلقلة: حركة اللسان، نحو الولولة.
وفي حديث آخر: فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من النا ... س إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع فأنت أشجع من لي ... ث عرين جهم أبي أشبال
أجواد فأنت أجود من سي ... ل رئاس يسيل بين الجبال
فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه، فقال: أمه والإله ثلاثاً هل قامت النساء عن مثل خالد؟؟ قال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة حتى توفي أبو عبيدة، واستخلف عياض بن غنم الفهري، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم، فاعتزل خالد إلى ثغر حمص، فكان فيه، وحبس خيلاً وسلاحاً فلم يزل مرابطاً بحمص حتى نزل به، فدخل عليه أبو الدرداء عائداً له، فقال خالد بن الوليد: إن خيلي هذه التي حبست في الثغر وسلاحي، هو على ما جعلته عليه، عدة في سبيل الله، وقوة يغزى عليها، ويعلف من مالي، وداري بالمدينة صدقة حبس لا تباع ولا تورث، وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية وهو كان أمرني بها، ونعم العون هو على الإسلام، والله يا أبا الدرداء، لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها، قال أبو الدرداء: وأنا والله أرى ذلك؛ قال خالد: قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لما تدبرتها في مرضي هذا عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل: كنت وجدت عليه في نفسي حيث بعث إلي من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل وأخذت فرد نعل، فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السابقة ومن شهد بدراً، وكان يغلظ علي، وكانت غلظته على غيري نحواً من غلظته علي، وكنت أدل عليه بقرابة، فرأيته لا يبالي قريباً، ولا لوم لائم في غير الله؛ فذاك الذي أذهب ما كنت أجد عليه، وكان يكبر غلي عنده، وما كان ذلك مني إلا على النظير، كنت في حرب ومكايدة، وكنت شاهداً وكان غائباً، فكنت أعطي على ذلك، فخالفه ذلك من أمري، وقد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب. قال: فقدم بالوصية على عمر، فقبلها وترحم عليه، وأنفذ ما فيها. وتزوج عمر بعد امرأته.
قال موسى بن طلحة: خرجت مع أبي طلحة بن عبيد الله إلى مكة مع عمر بن الخطاب، فلما كنا بعرق الظبية أقبل راكب من المدينة حتى أهوى إلى ناحية عمر، فما قلنا أناخ حتى إذا بعمر أقبل
يصيح: يا أبا محمد، يا طلحة؟! فقال أبي: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد، رحمه الله؛ فقال له أبي طلحة:
لا أعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
قال أبو الزناد: إن خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة بكى وقال: لقيت كذا وكذا زحفاَ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وهاأنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
قال ثعلبة بن أبي مالك: رأيت ابن الخطاب بقباء ومعه نفر من المهاجرين والأنصار، فإذا أناس من أهل الشام يصلون في مسجد قباء فقال: من القوم؟ قالوا: من اليمن، قال: أي مدائن الشام نزلتم؟ قالوا: حمص، قال: هل كان من مغربة خبر؟ قالوا: موت خالد بن الوليد يوم رحلنا من حمص؛ قال: فاسترجع عمر مراراً ونكس، وأكثر الترحم عليه وقال: كان والله سداداً لنحور العدو، ميمون النقيبة، فقال له علي بن أبي طالب: فلم عزلته؟ قال: عزلته لبذله الأموال لأهل الشرف وذوي اللسان، قال علي: فكنت تعزله عن التبذير في المال وتتركه على جنده، قال: لم يكن يرضى، قال: فهلا بلوته.
قال شيخ من بني غفار: سمعت عمر بن الخطاب بعد أن مات خالد بن الوليد يقول: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق، فقلت: يا أمير المؤمنين، لم يكن رأيك فيه في حياته على هذا! قال: ندمت على ما كان مني إليه.
قال نافع: لما مات خالد بن الوليد لم يوجد له إلا فرسيه وغلامه وسلاحه، فقال عمر: رحم الله أبا سليمان إن كنا لنظنه على غير هذا.
قال يزيد بن الأصم: لما توفي خالد بكت عليه أمه، فقال لها عمر: يا أم خالد؛ أخالداً وأجره ترزئين جميعاً! عزمت عليك ألا تبيتي حتى تسود يداك من الخضاب.
قال عبد الله بن عكرمة عجباً لقول الناس: إن عمر بن الخطاب نهى عن النوح! لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة ومعه نساء بني المغيرة سبعاً يشققن الجيوب، ويضربن الوجوه؛ وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت، ما ينهاهن عمر.
وقيل لعمر: أرسل إليهن فانههن لا يبلغك عنهن شيء تكره، فقال عمر: ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان، ما لم يكن نقعاً أو لقلقة.
قال أبان بن عثمان: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد يقول: حلقت رأسها.
قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظن به أموراً ما كانت.
توفي خالد بحمص سنة إحدى وعشرين. وقيل: مات بالمدينة.
خالد بن عبد الله بن يزيد
ابن أسد بن كرز بن عامر بن عبقري أبو الهيثم البجلي القسري أمير مكة للوليد وسليمان، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك، وهو من أهل دمشق.
حدث سيار أبو الحكم: أنه شهد خالد بن عبد الله القسري وهو يخطب على المنبر وهو يقول: حدثني أبي عن جدي أنه قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أسد أتحب الجنة؟ قال: قلت: نعم، قال: فأحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك.
وحدث خالد بن عبد الله عن جده أسد بن كرز أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: المريض تحات خطاياه كما تحات ورق الشجر.
قال: فيه وهم قوله: عن جده، وإنما يروي عن أبيه عن جده.
ووهم أيضاً في قوله: جده أسد، وجده يزيد بن أسد.
وكان خالد بن عبد الله بواسط، ثم قتل بالكوفة قريباً من سنة مئة وعشرين.
هو الذي قال يوم الأضحى: إني مضحٍ بالجعد بن درهم؛ زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، ثم نزل فذبحه.
قال ابن ماكولا: قسر: بفتح القاف وسكون السين المهملة هو قسر بن عبقر قبيل من بجيلة، ينسب إليها يزيد بن أسد صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ولده خالد بن عبد الله القسري.
قال المدائني: أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد الله القسري، أنه مر في سوق دمشق وهو غلام، فأوطأ فرسه صبياً، فوقف عليه، فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله، ثم أتى به إلى مجلس قوم فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه، أوطأته فرسي ولم أعلم.
قال خالد بن عبد الله القسري قبل إمرة العراق:
لقد رأيتني وأنا أصبح، فألبس ألين ثيابي، وأركب فره دوابي، ثم آتي صديقي فأسلم عليه أريد بذلك أن أثبت مروءتي في نفسي وأزرع مودتي في صدور إخواني، وأفعل ذلك بعدوي أرد عاديته عني، وأسل غمر صدره علي.
وجمعت العراق لخالد بن عبد الله في سنة ست ومئة وعزل سنة عشرين ومئة.
حدث أبو المليح وهو الحسن بن عمر الرقي قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول: قد اجتمع من فيئكم هذا ألف ألف لم يظلم فيها مسلم ولا معاهد.
خطب خالد بن عبد الله القسري يوماً فانغلق عليه كلامه وأرتج عليه بيانه، فسكت سكتة، ثم قال: يا أيها الناس، إن هذا الكلام يجيء أحياناً ويعزب أحياناً، فيتسبب عند
مجيئه سببه، ويتعذر عند عزوبه مطلبه، وقد يرد إلى السليط بيانه وينيب إلى الحصر كلامه، وسيعود إلينا ما تحبون ونعود لكم كما تريدون.
وخطب خالد القسري بواسط فقال: إن أكرم الناس من أعطى ما لا يرجوه، وأعظم الناس عفواً من عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل عن قطيعة.
وخطب خالد القسري بواسط فقال: يا أيها الناس، تنافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، واشتروا الحمد بالجود، ولا تكتسبوا بالمطل ذماً، ولا تعتدوا بمعروف لم تعجلوه، ومهما يكن لأحد منكم نعمةٌ عند أحد لم يبلغ شكرها، فالله أحسن له جزاءً وأجزل عطاء، واعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم فلا تملوها فتحور نقماً، فإن أفضل المال ما أكسب أجراً وأورث ذكراً، ولو رأيتم المعروف رأيتموه رجلاً حسناً جميلاً، يسر الناظرين، ويفوق العالمين، ولو رأيتم البخل رأيتموه رجلاً مشوهاً قبيحاً تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار، إنه من جاد ساد، ومن بخل رذل وأكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، ومن عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل من قطعه، ومن لم يطب حرثه لم يزك نبته، والفروع عند مغارسها تنمو، وبأصولها تسمو.
قال أبو بكر بن عياش: رأيت خالداً حين أتي بالمغيرة وأصحابه، وقد وضع له سرير في المسجد، فجلس عليه، ثم أمر برجل من أصحابه فضربت عنقه، ثم قال للمغيرة بن سعد أحيه، وكان المغيرة يريهم أنه يحيي الموتى: فقال: والله، أصلحك الله، ما أحيي الموتى قال: لتحيينه أو لأضربن عنقك، قال: لا والله ما أقدر على ذلك، ثم أمر بطن قصب، فأضرموا فيه ناراً، ثم قال للمغيرة: اعتنقه فأبى، فعدا رجل من أصحاب
المغيرة فاعتنقه، قال أبو بكر: فرأيت النار تأكله وهو يشير بالسبابة، فقال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك، ثم قتله وقتل أصحابه.
أتي خالد بن عبد الله القسري برجل تنبأ بالكوفة فقيل له: ما علامة نبوتك؟ قال: قد أنزل علي قرآن. قيل: ما هو؟ قال: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك ولا تجاهر، ولا تطع كل كافر وفاجر، فأمر به فصلب، فقال الشاعر: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، وأنا ضامن لك ألا تعود.
قال الأصمعي: حرم خالد بن عبد الله القسري الغناء، فأتاه حنين بن بلوع في أصحاب المظالم ملتحفاً على عود، فقال: أصلح الله الأمير، شيخ كبير ذو عيال، كانت له صناعة حلت بينه وبينها، قال: وما ذاك؟ فأخرج عوده وغنى: من الخفيف
أيّها الشّامت المعيّر بالشّي ... ب أقلّنّ بالشباب افتخارا
قد لبست الشباب قبلك حيناً ... فوجدت الشباب ثوباً معارا
فبكى خالد وقال: صدق والله، وإن الشباب لثوب معار، عد إلى ما كنت عليه ولا تجالس شاباً ولا معربداً.
قال الوليد بن نوح مولى لأم حبيبة بنت أبي سفيان: سمعت خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفاً من الأعراب من تمر وسويق.
قال الأصمعي: قال أعرابي لخالد القسري: أصلح الله الأمير: لم أصن وجهي عن مسألتك، فصن وجهك عن ردي، وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي. فأمر له بما سأل.
ودخل إليه أعرابي ومعه جراب فقال: أصلح الله الأمير، تأمر لي بملء جرابي دقيقاً، فقال خالد: أملؤه دراهم، فخرج على الناس فقيل: ما صنعت في حاجتك؟ قال: سألت الأمير ما أشتهي، فأمر لي بما يشتهي.
قال عبد الملك مولى خالد بن عبد الله القسري:
إني لأسير بين يدي خالد في يوم شديد البرد في بعض نواحي الكوفة؛ ومعه يومئذٍ وجوه الناس وكبراؤهم، إذ قام إليه رجل فقال: حاجة، أصلح الله الأمير. فوقف وكان كريماً، فقال: وما هي؟ قال: تأمر رجلاً فيضرب عنقي. قال: لم؟ قطعت طريقاً؟ قال: لا، قال: فأخفت سبيلاً؟ قال: لا، قال: فنزعت يداً من طاعة؟ قال: لا. قال: فعلام أضرب عنقك؟ قال: الفقر والحاجة، أصلح الله الأمير. قال: تمنه. قال: ثلاثين ألفاً. فالتفت خالد إلى أصحابه فقال: هل علمتم تاجراً ربح الغداة ما ربحت؟ نويت له مئة ألف فتمنى علي ثلاثين ألفاً فربحت سبعين ألفاً، ارجعوا بنا فلا حاجة لنا بربح أكثر من هذا.
فرجع من موكبه وأمر له بثلاثين ألفاً.
قال أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي: حدثني بعض القسريين قال: كان خالد بن عبد الله يكثر الجلوس ثم يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها، فقال ذلك مرة وقد وفد عليه أسد بن عبد الله من خراسان، فقام فقال: هذه أيها الأمير، إن الودائع إنما تجمع لا تفرق، قال: ويحك إنها ودائع للمكارم، وأيدينا وكلاؤها، فإذا أتانا المملق فأغنيناه، والظمآن فأرويناه، فقد أدينا فيها الأمانة.
قال ابن عياش الهمداني: بينا أنا يوماً على باب أبي جعفر ننتظر الإذن إذ خرج الربيع بن يونس، فقال: يقول لكم أمير المؤمنين بمن تشبهونني من خلفاء بني أمية؟ فسكت أصحابي، فقلت للربيع: أنا أعلم من يشبه أمير المؤمنين من خلفائهم، فقال: من؟ قلت: لا أقول لك ولا أقول إلا لأمير المؤمنين.
فدخل ثم رجع فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ليس بك الجواب وإنما تريد الدخول للكدية.
قال: وكان في كمي تلك الساعة رقعة لآل خالد بن عبد الله القسري أتقمن بها وقتاً أوصلها إليه فيه فقلت: أبقى الله أمير المؤمنين ما بنا عنه غنى في كل حال، ولكن لا أجيب عن الذي سأل عنه غيره.
فقال الربيع: إن أمير المؤمنين يعلم أنك سأال، كثير الحوائج تبرمه بالمسائل والرقاع، فقلت: إن أذن أبقاه الله دخلت، وإلا فأنا بموضعي، ودخل ثم رجع فقال: ادخل.
فدخلت، فسلمت، ودعوت له، فقال: ويحك يا بن عياش، ما أكثر حوائجك ورقاعك ومساءلتك واحتيالك للدخول حتى تنغص علينا مجلسك وحديثك. فقلت: لا أعدمناك الله يا أمير المؤمنين. قال: بمن تشبهني من خلفاء بني أمية؟ فقلت: لعبد الملك بن مروان. قال: وكيف ذلك؟ قلت: لأن أول اسمه عين وأول اسمك عين، وأول اسم أبيه ميم وأول اسم أبيك ميم. قلت: وأخذ حقه بالسيف، جاهد دونه محتسباً، وأخذت حقك بالسيف، جاهدت دونه حتى أظهر الله حجتك. قال: هيه. قلت: وقتل ثلاثة من الجبابرة أسماؤهم على العين، وقتلت ثلاثة من الجبابرة أسماؤهم على العين.
قال: من قتل؟ قلت: عبد الله بن الزبير، وعمرو بن سعيد، وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. قال: فأنا من قتلت؟ قال: قتلت: عبد الرحمن بن مسلم، أعني أبا مسلم، قال: هيه. قلت: وقتلت عبد الجبار بن عبد الرحمن، قال: هيه. قال: وأدركني ذهني فقلت: وسقط البيت على عبد الله بن علي فقتله. قال: فالبيت سقط على عبد الله بن علي فأنا ما ذنبي؟ قال: قلت: ما ذكرتك أنت، وإنما أخبرت أن البيت سقط على ذاك فقتله. قال: فسكت، وكأني آنست منه لينا فقلت: إي والله، وهذا الآخر أيضاً حائطه مائل، إن لم تدعموه بشيء خفت أن يسقط عليه البيت فيقتله، أعني عيسى بن موسى.
قال: وإذا عيسى عنده محبوس ذلك اليوم في بيت قد اعتقله، يريغه على خلع نفسه من العهد ليجعل الخلافة بعده للمهدي، فامتنع عيسى، فاعتقله في بيت من القصر ولا علم
لي، فلما قلت: حائطه مائل، تبسم حتى كاد يغلبه الضحك، واستتر مني بكفه، وتغافل كأنه لم يفهم ما قلت، فتخشخشت الرقعة في كمي، فقلت: استقري، فليس هذا يومك، فقد تبرم أمير المؤمنين بكثرة سؤالنا ورقاعنا.
فقال المنصور: دعها أنت مكانها ولا تحركها، فإنها ليست تتحرك، فأخرجتها فقلت: أو ينظر أمير المؤمنين فيها بما أراه الله؟ أتدري لمن هي يا أمير المؤمنين؟ هي لآل خالد بن عبد الله القسري أضحوا عالة يسألون الفلق، ويتكففون الطرق. فقال: ألم أقل: إنك تحتال للكدية وسؤال الحوائج؟ ثم تبسم وأخذها، وقال: لأحدثنك عن خالد القسري حديثاً تأكل به الخبز:
إني لما تزوجت أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن يزيد كان مهرها ثلاثين ألف درهم؛ ففدحني، فقلت: آتي الكوفة فإن لنا بها شيعة، فلما كنت بقرية من السواد، أنا ومولى لي على حمارين ضعيفين مررنا بشيخ في مستشرف على باب دار، فسلمنا عليه، فما حفل بنا، فقال مولاي: أين تمضي بنا؟ بت في هذه القرية.
قال: فعدلنا فإذا نحن بدار واسعة ظنناها فندقاً فنزلنا نحط رحالنا، فسأل بعض من في تلك الدار مولاي عن اسمي ونسبي ومن أين جئت وأين أريد، فأخبره، وقعدنا متحيرين في حفاية بنا، إذا رسول قد جاء برقعة بزة يسألني المصير إليه، ويقول: أبي عليل، وأحببت أن أقضي من حديثك أرباً.
فهممت بالقيام فقال مولاي: إلى أين تقوم؟ إلى رجل لم يرنا أهلاً لرد السلام؟ فقمت على حيالٍ فسلمت عليه، فاستحيا واعتذر بالعلة من الرسالة إلي، وسألني عن مخرجي، وما لقيت من سفري، فهممت أن أشرح له خبري، فاستحييت وقلت: يكون ذلك في مجلس آخر. فمد يده إلى الدواة فكتب رقعة وختمها وقال لمولاي: الق وكيلي بها.
فأخذ المولى الرقعة، وقمت ولم أحفل بالرقعة، وأتينا بما نحتاج إليه من زاد وعلف، واحتقرنا أمر الرقعة، فإذا وكيله قد غدا علينا فقال: ألا توصلون إلينا رقعتكم، وتقبضون مالكم؟ فقلت لمولاي: هات تلك الرقعة، وقلت للوكيل: وما مالنا؟ كم هو؟ قال: قد أمر لك بمئة ألف درهم وهو مستقل لها، فلم أصدق.
وفك الرقعة فقرأها وقال للمولى: تعال اقبض مالك، فقلت: حميرنا مضعفة، احمل لنا منها ثلاثين ألف درهم وندخل الكوفة فنقبض منك الباقي هناك، فقال: وأين تريدون إذا صدرتم عن الكوفة؟ قلنا: الشام: قال: أي الشام؟ قلت: الحميمة، فأحضر المال وقال: يأمركم أبو الهيثم أن تلقوا وكيله في قرية كذا بالشام بهذه الرقعة الأخرى. وقبض الرقعة الأولى فخرقها، وسلم إلينا الثلاثين الف درهم.
فقلت للوكيل: ومن هذا الشيخ؟ قال: هذا الأمير خالد بن عبد الله القسري، هو ههنا يشرب اللبن من علة به.
قال: فدخلنا الكوفة، وكانت الثلاثون ألف درهم أكبر همنا، وما حدثنا أنفسنا بشيء بعدها، ولم نعبأ بالرقعة الثانية، فقضينا حوائجنا بالكوفة، وتجهزنا، وخرجنا نريد الشام.
فلما كنا بقرب القرية التي قال لنا وكيله: القوا الوكيل الآخر بها، قال لي المولى: لم لا تلقى وكيل الشيخ بهذه الرقعة التي معنا، فلعله أمر لنا بتتمة المئة ألف درهم؟ ومضى فدفع الرقعة إلى وكيله؛ فوافانا ببر كثير وهدايا وبز وطرف، وزودنا من ذلك وقال: إن رأيتم أن تحسنوا وتقبضوا المال مني ههنا فإني مشغول عن حمله معكم، ولكني أوجه معكم من يخفركم فافعلوا. قلنا: وكم مالنا؟ قال: أمرني أن أدفع إليكم مئة ألف درهم وأحملها معكم إلى منازلكم. فأحضرها ووكل بنا قوماً خفرونا حتى رجعنا إلى أهلنا.
يا بن عياش: فما جزاء ولد من هذا فعله؟ فقلت: أمير المؤمنين أعلى عيناً بكل جميل، ومثله عفا عن السوءى وكافأ بالحسنى، ثم قرأ الرقعة، ووقع فيها برد ضياعهم وأموالهم عليهم، وكان ذلك شيئاً كثيراً، وأمر بتعجيله.
قال: فرد عليهم مال جليل القدر ورباع ومستغلات.
وكان سبب سخطه على محمد بن خالد القسري، أنه حين ولاه المدينة تقدم إليه في أخذ محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن حسن حتى ينفذهما إليه موثقين أو يقتلهما، فقصر محمد بن خالد حتى عزل، وخرجا عليه، فحقد ذلك عليه أبو جعفر؛ فعزله واستصفى أموالهم.
قال خالد بن سليمان بن مهاجر: سقط خاتم للرائقة جارية خالد بن عبد الله القسري اشتراه لها بعشرين ألف درهم في بلاعة الدار؛ فاغتمت وقالت: يا مولاي جئني بمن يخرجه، فقال لها: نخلفه عليه ولا يعود في يدك، وقد صار في ذلك الموضع، ويدك أعز علي من ذلك. ثم قال: من الطويل
أرائق لا تأسي على خاتمٍ هوى ... فللأرض من حظّ الكرام نصيب
فاشترى لها بدله فصاً بخمسة آلاف دينار.
قال المبرد: وجلس خالد بن عبد الله القسري ذات يوم للعرض، فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم، وادعوا عليه السرق، فسأله عما حكي عنه، فأقر به، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن منها وجهاً، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها: من الطويل
أخالد قد أوطأت والله عشوةً ... وما العاشق المسكين فينا بسارق
أقرّ بما لم يجنه غير أنّه ... رأى القطع أولى من فضيحة عاشق
قال: فسأله خالد عن أبيها، فأحضره وزوجها من الرجل الشاب، ودفع مهرها من عنده عشرة آلاف درهم.
قال الأصمعي: دخل أعرابي على خالد القسري فقال: أصلح الله الأمير، إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدكهما إلا بعشرة آلاف وخادم، فقال له خالد: قل، فأنشأ يقول: من الطويل
لزمت، نعم، حتى كأنك لم تكن ... سمعت من الأشياء شيئاً سوى نعم
وأنكرت، لا، حتى كأنك لم تكن ... سمعت بها في سالف الدهر والأمم
فقال خالد بن عبد الله: يا غلام عشرة آلاف وخادماً يحملها.
قال: ودخل عليه أعرابي، فقال: إني قد قلت فيك شعراً، وأنشأ يقول. من الطويل
أخالد إني لم أزرك لحاجةٍ ... سوى أنني عافٍ وأنت جواد
أخالد إنّ الأجر والحمد حاجتي ... فأيّهما تأتي فأنت عماد
فقال له خالد: سل يا أعرابي. قال: قد جعلت المسألة إلي؟ قال: نعم. قال: مئة ألف درهم. قال: أكثرت يا أعرابي. قال: أفأحطك، أصلح الله الأمير؟ قال: نعم. قال: قد حططتك تسعين ألف درهم. قال له خالد: يا أعرابي، ما أدري من أي أمريك أعجب؟! فقال له: أصلح الله الأمير، إنك لما جعلت المسألة إلي سألتك على قدرك، وما تستحقه في نفسك، فلما سألتني أن أحط حططتك على قدري وما أستأهله في نفسي. فقال له خالد: والله يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام: مئة ألف، فدفعها إليه.
قال يونس بن حبيب النحوي: دخل أعراب على خالد بن عبد الله فأنشدوه، وفيهم رجل ساكت لا ينطق، ثم قال
لخالد: ما يمنعني من إنشادك إلا قلة ما قلت فيك من الشعر، فأمره أن يكتب رقعته فكتب: من الطويل
تعرّضت لي بالجود حتى نعشتني ... وأعطيتني حتى حسبتك تلعب
فأنت النّدى، وابن الندى، وأخو الندى ... حليف الندى، ما للندى عنك مذهب
فأمر له بخمسين ألف درهم.
وقام آخر فقال: أصلحك الله: قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما حتى تعطيني قيمتهما، قال: وكم قيمتهما؟ قال: عشرون ألفاً، فأمر له بها ثم أنشده: من الكامل
قد كان آدم قبل حين وفاته ... أوصاك وهو يجود بالحوباء
ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم ... فكفيت آدم عيلة الأبناء
فأمر له بعشرين ألف أخرى، وجلده خمسين جلدة، وأمر أن ينادى عليه: هذا جزاء من لا يحسن قيمة الشعر.
دخل أعرابي على خالد القسري فأنشده: من الوافر
كتبت، نعم، ببابك فهي تدعو ... إليك الناس مسفرة النّقاب
وقلت للا: عليك بباب غيري ... فإنك لن تري أبداً ببابي
فأعطاه لكل بيت خمسين ألفاً.
قال عمر بن الهيثم: بينما خالد بظهر الكوفة متنزهاً، إذ حضر أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال: هذه القرية، يعني الكوفة قال: وماذا تحاول بها؟ قال: قصدت خالد بن عبد الله متعرضاً لمعروفه، قال: فهل تعرفه؟ قال: لا. قال: فهل بينك وبينه قرابة؟
قال: لا. ولكن لما بلغني من بذلك المعروف، وقد قلت فيه شعراً أتقرب به إليه. قال خالد: فأنشدني ما قلت، فأنشأ يقول: من الطويل
إليك ابن كرز الخير أقبلت راغباً ... لتجبر مني ما وهى وتبدّدا
إلى الماجد البهلول ذي الحلم والندى ... وأكرم خلق الله فرعاً ومحتدا
إذا ما أناسٌ قصّروا بفعالهم ... نهضت، فلم تلقى هنالك مقعدا
فيالك بحراً يغمر الناس موجه ... إذا يسأل المعروف جاش وأزبدا
بلوت ابن عبد الله في كلّ موطنٍ ... فألفيت خير الناس نفساً وأمجدا
فلو كان في الدنيا من الناس خالدٌ ... لجودٍ بمعروفٍ لكنت مخلّدا
فلا تحرمنّي منك ما قد رجوته ... فيصبح وجهي كالح اللون أربدا
فحفظ خالد الشعر وقال له: انطلق صنع الله لك.
فلما كان من غد دخل الناس إلى خالد، واستوى السماطان بين يديه، تقدم الأعرابي وهو يقول: إليك ابن كرز الخير أقبلت راغباً
فأشار إليه خالد بيده أن اسكت. ثم أنشد خالد بقية الشعر وقال له: يا أعرابي قد قيل هذا الشعر قبل قولك، فتحير الأعرابي، وورد عليه ما أدهشه، وقال: يا الله ما رأيت كاليوم سبباً لخيبة وحرمان، فانصرف، وأتبعه خالد رسوله ليسمع ما يقول، فسمعه الرسول ينشد: من الطويل
ألا في سبيل الله ما كنت أرتجي ... لديه وما لاقيت من نكد الجهد
دخلت على بحرٍ يجود بماله ... ويعطي كثير المال في طلب الحمد
فخالفني الجدّ المشوم لشقوتي ... وقاربني نحسي وفارقني سعدي
فلو كان لي رزقٌ لديه لنلته ... ولكنه أمرٌ من الواحد الفرد
فقال له الرسول: أجب الأمير، فلما انتهى إلى خالد قال له: كيف قلت؟ فأنشده، ثم استعاده فأعاده ثلاثاً إعجاباً منه به، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم.
قال: قوله: فلم تلقى ضرورة وجاء به على الأصل كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
قال الأصمعي: ذكروا أن خالد بن عبد الله القسري لما أحكم جسر دجلة واستقام له نهر المبارك، أنشأ عطايا كثيرة، وأذن للناس إذناً عاماً، فدخلت عليه أعرابية قسرية فأنشأت تقول: من مشطور الرجز
إليك يا بن السادة المواجد ... يعمد في الحاجات كلّ عامد
فالناس بين صادرٍ ووارد ... مثل حجيج البيت نحو خالد
وأنت يا خالد خير والد ... أصبحت عبد الله بالمحامد
مجدك قبل الشّمّخ الرواكد ... ليس طريف الملك مثل التالد
قال: فقال لها خالد: حاجتك كائنة ما كانت.
فقالت: أصلح الله الأمير، أناخ علينا الدهر بجرانه، وعضنا بنابه، فما ترك لنا صافناً ولا ماهنا، فكنت المنتجع وإليك المفزع.
فقال لها خالد: هذه حاجة لك دوننا.
فقالت له: والله لئن كان لي نفعها إن لك لأجرها وذخرها مع أن أهل الجود لو لم يجدوا من يقبل العطاء لم يوصفوا بالسخاء.
قال لها خالد: أحسنت، فهل لك من زوج؟ فقالت: لا، وما كنت لأتزوج دعياً
وإن كان موسراً غنياً، وما كنت أشتري عاراً يتقى بمال يفنى، وإني بجزيل مال الأمير لغنية، فأمر لها بعشرة آلاف درهم.
قال الحافظ: في أثناء تفسير قوله: الصافن والماهن: قال: وقال بعض اللغويين: عضنا الدهر، إنما يقال فيه: عظنا بالظاء والمعروف فيه الضاد.
خرج خالد القسري يتصيد، فإذا هو بأعرابي على أتان له هزيلة، ومعه عجوز له، فقال له خالد: ممن الرجل؟ قال: من أهل المآثر والحسب. قال: فأنت إذاً من مضر. فمن أيها؟ قال: من الطاعنين للخيول والمعانقين في النزول. قال: فأنت إذاً من قيس عيلان. قمن أيها؟ قال: من المانعين عن الجار، والطالبين للثأر. قال: أنت إذاً من بني عامر بن صعصعة، فمن أيها؟ قال: من أهل السيادة والرئاسة. قال: أنت إذاً من جعفر بن كلاب فما أقدمك؟ قال: تتابع السنين، وقلة رفد الرافدين. قال: فمن قصدت؟ قال: أميركم، هذا الذي رفعته إمرته وحطته أسرته.
قال: فأنا خالد وأنا معطيك غناك. قال: كلا، والله لا أقبل لك رفداً بعد أن أسمعتك قذعاً، ورجع منصرفاً.
فقال خالد: بمثل صبر هذا الشيخ نال آباؤه الشرف.
قال الهيثم بن عدي: كان خالد يقول: لا يحتجب الوالي إلا لثلاث خصال: إما رجل عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما رجل مشتمل على سوء فهو يكره أن يعرف الناس ذلك، وإما رجل بخيل يكره أن يسال.
كتب خالد بن عبد الله القسري إلى أبان بن الوليد البجلي وكان قد ولاه المبارك: أما بعد فإن بالرعية من الحاجة إلى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها، وإنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه، وهو منهم بمنزلة رأسه من جسده، فأحسن إلى
رعيتك بالرفق بهم، وإلى نفسك بالإحسان إليها، ولا يكونن هم إلى صلاحهم أسرع منك إليه، ولا عن فسادهم أدفع منك عنه، ولا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قل ذنبه ورجوت مراجعته، ولا تطلب منهم إلا مثل الذي تبذل لهم، واتق الله تعالى في العدل عليهم والإحسان إليهم، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، اصرم فيما علمت، واكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك، إن شاء الله، والسلام.
قال يحيى بن معين: كان خالد القسري والياً لبني أمية، وكان رجل سوء، وكان يقع في علي بن أبي طالب.
قال الفضل بن الزبير: سمعت خالداً القسري وذكر علياً، فذكر كلاماً لا يخل ذكره.
حكى الأصمعي: أن خالداً القسري ذم بئر زمزم فقال: إن زمزم لا تنزح ولا تذم، بلى والله إنها تنزح وتذم، ولكن هذا، أمير المؤمنين، قد ساق لكم قناة بمكة، وكان ذلك في أيام هشام بن عبد الملك.
قال أبو عصام النبيل: ساق خالد ماء إلى مكة، فنصب طستاً إلى جانب زمزم، ثم خطب فقال: قد جئتكم بماء العادية لا يشبه أم الخنافس. يعني زمزم.
قال عمرو بن قيس: لما أخذ خالدٌ سعيد بن جبير وطلق بن حبيب خطب فقال: كأنكم أنكرتم ما صنعت، والله لو كتب إلي أمير المؤمنين لنقضتها حجراً حجراً، يعني الكعبة.
قال شبيب بن شيبة: ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك.
قال: وكان سبب عزله أن امرأة أتت خالداً فقالت: إن غلامك فلاناً توثب علي، وهو
مجوسي، فأكرهني على الفجور وغصبني نفسي. فقال: كيف وجدت قلفته؟ فكتب بذلك حسان النبطي إلى هشام بن عبد الملك، فعزله وولى يوسف بن عمر العراق.
قال أبو سفيان الحميري وغيره: أراد الوليد بن يزيد الحج وهو خليفة، فاتعد فتية من وجوه اليمن أن يفتكوا به في طريقه، وسألوا خالداً القسري أن يكون معهم، فأبى، قالوا: فاكتم علينا، قال: نعم.
فأتى خالد فقال: يا أمير المؤمنين دع الحج عامك هذا، فإني خائف عليك، قال: ومن الذين تخافهم علي، سمهم لي. قال: قد نصحتك ولن أسميهم لك، قال: إذاً أبعث بك إلى عدوك يوسف بن عمر، قال: وإن فعلت، فبعث به إلى يوسف بن عمر، فعذبه حتى قتله، ولم يسم له القوم.
وقتل خالد سنة ست وعشرين ومئة وهو ابن نحو ستين سنة.
قال محمد بن جرير: عذب خالد، ثم وضع على صدره المضرسة، فقتل من الليل، ودفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها، وأقبل عامر بن سهلة الأشعري، فعقر فرسه على قبره، فضربه يوسف سبع مئة سوط.
قال أبو عبيدة: لما قتل خالد القسري لم يرثه أحد من العرب على كثرة اياديه عندهم إلا أبو الشغب العبسي فقال: من الطويل
ألا إنّ خير الناس حيّاً وهالكاً ... أسير ثقيفٍ عندهم في السّلاسل
لعمري لقد أعمرتم السّجن خالداً ... وأوطأتموه وطأة المتثاقل
فإن تسجنوا القسريّ لا تسجنوا اسمه ... ولا تسجنوا معروفه في القبائل
ابن أسد بن كرز بن عامر بن عبقري أبو الهيثم البجلي القسري أمير مكة للوليد وسليمان، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك، وهو من أهل دمشق.
حدث سيار أبو الحكم: أنه شهد خالد بن عبد الله القسري وهو يخطب على المنبر وهو يقول: حدثني أبي عن جدي أنه قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أسد أتحب الجنة؟ قال: قلت: نعم، قال: فأحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك.
وحدث خالد بن عبد الله عن جده أسد بن كرز أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: المريض تحات خطاياه كما تحات ورق الشجر.
قال: فيه وهم قوله: عن جده، وإنما يروي عن أبيه عن جده.
ووهم أيضاً في قوله: جده أسد، وجده يزيد بن أسد.
وكان خالد بن عبد الله بواسط، ثم قتل بالكوفة قريباً من سنة مئة وعشرين.
هو الذي قال يوم الأضحى: إني مضحٍ بالجعد بن درهم؛ زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، ثم نزل فذبحه.
قال ابن ماكولا: قسر: بفتح القاف وسكون السين المهملة هو قسر بن عبقر قبيل من بجيلة، ينسب إليها يزيد بن أسد صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ولده خالد بن عبد الله القسري.
قال المدائني: أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد الله القسري، أنه مر في سوق دمشق وهو غلام، فأوطأ فرسه صبياً، فوقف عليه، فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله، ثم أتى به إلى مجلس قوم فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه، أوطأته فرسي ولم أعلم.
قال خالد بن عبد الله القسري قبل إمرة العراق:
لقد رأيتني وأنا أصبح، فألبس ألين ثيابي، وأركب فره دوابي، ثم آتي صديقي فأسلم عليه أريد بذلك أن أثبت مروءتي في نفسي وأزرع مودتي في صدور إخواني، وأفعل ذلك بعدوي أرد عاديته عني، وأسل غمر صدره علي.
وجمعت العراق لخالد بن عبد الله في سنة ست ومئة وعزل سنة عشرين ومئة.
حدث أبو المليح وهو الحسن بن عمر الرقي قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول: قد اجتمع من فيئكم هذا ألف ألف لم يظلم فيها مسلم ولا معاهد.
خطب خالد بن عبد الله القسري يوماً فانغلق عليه كلامه وأرتج عليه بيانه، فسكت سكتة، ثم قال: يا أيها الناس، إن هذا الكلام يجيء أحياناً ويعزب أحياناً، فيتسبب عند
مجيئه سببه، ويتعذر عند عزوبه مطلبه، وقد يرد إلى السليط بيانه وينيب إلى الحصر كلامه، وسيعود إلينا ما تحبون ونعود لكم كما تريدون.
وخطب خالد القسري بواسط فقال: إن أكرم الناس من أعطى ما لا يرجوه، وأعظم الناس عفواً من عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل عن قطيعة.
وخطب خالد القسري بواسط فقال: يا أيها الناس، تنافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، واشتروا الحمد بالجود، ولا تكتسبوا بالمطل ذماً، ولا تعتدوا بمعروف لم تعجلوه، ومهما يكن لأحد منكم نعمةٌ عند أحد لم يبلغ شكرها، فالله أحسن له جزاءً وأجزل عطاء، واعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم فلا تملوها فتحور نقماً، فإن أفضل المال ما أكسب أجراً وأورث ذكراً، ولو رأيتم المعروف رأيتموه رجلاً حسناً جميلاً، يسر الناظرين، ويفوق العالمين، ولو رأيتم البخل رأيتموه رجلاً مشوهاً قبيحاً تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار، إنه من جاد ساد، ومن بخل رذل وأكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، ومن عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل من قطعه، ومن لم يطب حرثه لم يزك نبته، والفروع عند مغارسها تنمو، وبأصولها تسمو.
قال أبو بكر بن عياش: رأيت خالداً حين أتي بالمغيرة وأصحابه، وقد وضع له سرير في المسجد، فجلس عليه، ثم أمر برجل من أصحابه فضربت عنقه، ثم قال للمغيرة بن سعد أحيه، وكان المغيرة يريهم أنه يحيي الموتى: فقال: والله، أصلحك الله، ما أحيي الموتى قال: لتحيينه أو لأضربن عنقك، قال: لا والله ما أقدر على ذلك، ثم أمر بطن قصب، فأضرموا فيه ناراً، ثم قال للمغيرة: اعتنقه فأبى، فعدا رجل من أصحاب
المغيرة فاعتنقه، قال أبو بكر: فرأيت النار تأكله وهو يشير بالسبابة، فقال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك، ثم قتله وقتل أصحابه.
أتي خالد بن عبد الله القسري برجل تنبأ بالكوفة فقيل له: ما علامة نبوتك؟ قال: قد أنزل علي قرآن. قيل: ما هو؟ قال: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك ولا تجاهر، ولا تطع كل كافر وفاجر، فأمر به فصلب، فقال الشاعر: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، وأنا ضامن لك ألا تعود.
قال الأصمعي: حرم خالد بن عبد الله القسري الغناء، فأتاه حنين بن بلوع في أصحاب المظالم ملتحفاً على عود، فقال: أصلح الله الأمير، شيخ كبير ذو عيال، كانت له صناعة حلت بينه وبينها، قال: وما ذاك؟ فأخرج عوده وغنى: من الخفيف
أيّها الشّامت المعيّر بالشّي ... ب أقلّنّ بالشباب افتخارا
قد لبست الشباب قبلك حيناً ... فوجدت الشباب ثوباً معارا
فبكى خالد وقال: صدق والله، وإن الشباب لثوب معار، عد إلى ما كنت عليه ولا تجالس شاباً ولا معربداً.
قال الوليد بن نوح مولى لأم حبيبة بنت أبي سفيان: سمعت خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفاً من الأعراب من تمر وسويق.
قال الأصمعي: قال أعرابي لخالد القسري: أصلح الله الأمير: لم أصن وجهي عن مسألتك، فصن وجهك عن ردي، وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي. فأمر له بما سأل.
ودخل إليه أعرابي ومعه جراب فقال: أصلح الله الأمير، تأمر لي بملء جرابي دقيقاً، فقال خالد: أملؤه دراهم، فخرج على الناس فقيل: ما صنعت في حاجتك؟ قال: سألت الأمير ما أشتهي، فأمر لي بما يشتهي.
قال عبد الملك مولى خالد بن عبد الله القسري:
إني لأسير بين يدي خالد في يوم شديد البرد في بعض نواحي الكوفة؛ ومعه يومئذٍ وجوه الناس وكبراؤهم، إذ قام إليه رجل فقال: حاجة، أصلح الله الأمير. فوقف وكان كريماً، فقال: وما هي؟ قال: تأمر رجلاً فيضرب عنقي. قال: لم؟ قطعت طريقاً؟ قال: لا، قال: فأخفت سبيلاً؟ قال: لا، قال: فنزعت يداً من طاعة؟ قال: لا. قال: فعلام أضرب عنقك؟ قال: الفقر والحاجة، أصلح الله الأمير. قال: تمنه. قال: ثلاثين ألفاً. فالتفت خالد إلى أصحابه فقال: هل علمتم تاجراً ربح الغداة ما ربحت؟ نويت له مئة ألف فتمنى علي ثلاثين ألفاً فربحت سبعين ألفاً، ارجعوا بنا فلا حاجة لنا بربح أكثر من هذا.
فرجع من موكبه وأمر له بثلاثين ألفاً.
قال أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي: حدثني بعض القسريين قال: كان خالد بن عبد الله يكثر الجلوس ثم يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها، فقال ذلك مرة وقد وفد عليه أسد بن عبد الله من خراسان، فقام فقال: هذه أيها الأمير، إن الودائع إنما تجمع لا تفرق، قال: ويحك إنها ودائع للمكارم، وأيدينا وكلاؤها، فإذا أتانا المملق فأغنيناه، والظمآن فأرويناه، فقد أدينا فيها الأمانة.
قال ابن عياش الهمداني: بينا أنا يوماً على باب أبي جعفر ننتظر الإذن إذ خرج الربيع بن يونس، فقال: يقول لكم أمير المؤمنين بمن تشبهونني من خلفاء بني أمية؟ فسكت أصحابي، فقلت للربيع: أنا أعلم من يشبه أمير المؤمنين من خلفائهم، فقال: من؟ قلت: لا أقول لك ولا أقول إلا لأمير المؤمنين.
فدخل ثم رجع فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ليس بك الجواب وإنما تريد الدخول للكدية.
قال: وكان في كمي تلك الساعة رقعة لآل خالد بن عبد الله القسري أتقمن بها وقتاً أوصلها إليه فيه فقلت: أبقى الله أمير المؤمنين ما بنا عنه غنى في كل حال، ولكن لا أجيب عن الذي سأل عنه غيره.
فقال الربيع: إن أمير المؤمنين يعلم أنك سأال، كثير الحوائج تبرمه بالمسائل والرقاع، فقلت: إن أذن أبقاه الله دخلت، وإلا فأنا بموضعي، ودخل ثم رجع فقال: ادخل.
فدخلت، فسلمت، ودعوت له، فقال: ويحك يا بن عياش، ما أكثر حوائجك ورقاعك ومساءلتك واحتيالك للدخول حتى تنغص علينا مجلسك وحديثك. فقلت: لا أعدمناك الله يا أمير المؤمنين. قال: بمن تشبهني من خلفاء بني أمية؟ فقلت: لعبد الملك بن مروان. قال: وكيف ذلك؟ قلت: لأن أول اسمه عين وأول اسمك عين، وأول اسم أبيه ميم وأول اسم أبيك ميم. قلت: وأخذ حقه بالسيف، جاهد دونه محتسباً، وأخذت حقك بالسيف، جاهدت دونه حتى أظهر الله حجتك. قال: هيه. قلت: وقتل ثلاثة من الجبابرة أسماؤهم على العين، وقتلت ثلاثة من الجبابرة أسماؤهم على العين.
قال: من قتل؟ قلت: عبد الله بن الزبير، وعمرو بن سعيد، وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. قال: فأنا من قتلت؟ قال: قتلت: عبد الرحمن بن مسلم، أعني أبا مسلم، قال: هيه. قلت: وقتلت عبد الجبار بن عبد الرحمن، قال: هيه. قال: وأدركني ذهني فقلت: وسقط البيت على عبد الله بن علي فقتله. قال: فالبيت سقط على عبد الله بن علي فأنا ما ذنبي؟ قال: قلت: ما ذكرتك أنت، وإنما أخبرت أن البيت سقط على ذاك فقتله. قال: فسكت، وكأني آنست منه لينا فقلت: إي والله، وهذا الآخر أيضاً حائطه مائل، إن لم تدعموه بشيء خفت أن يسقط عليه البيت فيقتله، أعني عيسى بن موسى.
قال: وإذا عيسى عنده محبوس ذلك اليوم في بيت قد اعتقله، يريغه على خلع نفسه من العهد ليجعل الخلافة بعده للمهدي، فامتنع عيسى، فاعتقله في بيت من القصر ولا علم
لي، فلما قلت: حائطه مائل، تبسم حتى كاد يغلبه الضحك، واستتر مني بكفه، وتغافل كأنه لم يفهم ما قلت، فتخشخشت الرقعة في كمي، فقلت: استقري، فليس هذا يومك، فقد تبرم أمير المؤمنين بكثرة سؤالنا ورقاعنا.
فقال المنصور: دعها أنت مكانها ولا تحركها، فإنها ليست تتحرك، فأخرجتها فقلت: أو ينظر أمير المؤمنين فيها بما أراه الله؟ أتدري لمن هي يا أمير المؤمنين؟ هي لآل خالد بن عبد الله القسري أضحوا عالة يسألون الفلق، ويتكففون الطرق. فقال: ألم أقل: إنك تحتال للكدية وسؤال الحوائج؟ ثم تبسم وأخذها، وقال: لأحدثنك عن خالد القسري حديثاً تأكل به الخبز:
إني لما تزوجت أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن يزيد كان مهرها ثلاثين ألف درهم؛ ففدحني، فقلت: آتي الكوفة فإن لنا بها شيعة، فلما كنت بقرية من السواد، أنا ومولى لي على حمارين ضعيفين مررنا بشيخ في مستشرف على باب دار، فسلمنا عليه، فما حفل بنا، فقال مولاي: أين تمضي بنا؟ بت في هذه القرية.
قال: فعدلنا فإذا نحن بدار واسعة ظنناها فندقاً فنزلنا نحط رحالنا، فسأل بعض من في تلك الدار مولاي عن اسمي ونسبي ومن أين جئت وأين أريد، فأخبره، وقعدنا متحيرين في حفاية بنا، إذا رسول قد جاء برقعة بزة يسألني المصير إليه، ويقول: أبي عليل، وأحببت أن أقضي من حديثك أرباً.
فهممت بالقيام فقال مولاي: إلى أين تقوم؟ إلى رجل لم يرنا أهلاً لرد السلام؟ فقمت على حيالٍ فسلمت عليه، فاستحيا واعتذر بالعلة من الرسالة إلي، وسألني عن مخرجي، وما لقيت من سفري، فهممت أن أشرح له خبري، فاستحييت وقلت: يكون ذلك في مجلس آخر. فمد يده إلى الدواة فكتب رقعة وختمها وقال لمولاي: الق وكيلي بها.
فأخذ المولى الرقعة، وقمت ولم أحفل بالرقعة، وأتينا بما نحتاج إليه من زاد وعلف، واحتقرنا أمر الرقعة، فإذا وكيله قد غدا علينا فقال: ألا توصلون إلينا رقعتكم، وتقبضون مالكم؟ فقلت لمولاي: هات تلك الرقعة، وقلت للوكيل: وما مالنا؟ كم هو؟ قال: قد أمر لك بمئة ألف درهم وهو مستقل لها، فلم أصدق.
وفك الرقعة فقرأها وقال للمولى: تعال اقبض مالك، فقلت: حميرنا مضعفة، احمل لنا منها ثلاثين ألف درهم وندخل الكوفة فنقبض منك الباقي هناك، فقال: وأين تريدون إذا صدرتم عن الكوفة؟ قلنا: الشام: قال: أي الشام؟ قلت: الحميمة، فأحضر المال وقال: يأمركم أبو الهيثم أن تلقوا وكيله في قرية كذا بالشام بهذه الرقعة الأخرى. وقبض الرقعة الأولى فخرقها، وسلم إلينا الثلاثين الف درهم.
فقلت للوكيل: ومن هذا الشيخ؟ قال: هذا الأمير خالد بن عبد الله القسري، هو ههنا يشرب اللبن من علة به.
قال: فدخلنا الكوفة، وكانت الثلاثون ألف درهم أكبر همنا، وما حدثنا أنفسنا بشيء بعدها، ولم نعبأ بالرقعة الثانية، فقضينا حوائجنا بالكوفة، وتجهزنا، وخرجنا نريد الشام.
فلما كنا بقرب القرية التي قال لنا وكيله: القوا الوكيل الآخر بها، قال لي المولى: لم لا تلقى وكيل الشيخ بهذه الرقعة التي معنا، فلعله أمر لنا بتتمة المئة ألف درهم؟ ومضى فدفع الرقعة إلى وكيله؛ فوافانا ببر كثير وهدايا وبز وطرف، وزودنا من ذلك وقال: إن رأيتم أن تحسنوا وتقبضوا المال مني ههنا فإني مشغول عن حمله معكم، ولكني أوجه معكم من يخفركم فافعلوا. قلنا: وكم مالنا؟ قال: أمرني أن أدفع إليكم مئة ألف درهم وأحملها معكم إلى منازلكم. فأحضرها ووكل بنا قوماً خفرونا حتى رجعنا إلى أهلنا.
يا بن عياش: فما جزاء ولد من هذا فعله؟ فقلت: أمير المؤمنين أعلى عيناً بكل جميل، ومثله عفا عن السوءى وكافأ بالحسنى، ثم قرأ الرقعة، ووقع فيها برد ضياعهم وأموالهم عليهم، وكان ذلك شيئاً كثيراً، وأمر بتعجيله.
قال: فرد عليهم مال جليل القدر ورباع ومستغلات.
وكان سبب سخطه على محمد بن خالد القسري، أنه حين ولاه المدينة تقدم إليه في أخذ محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن حسن حتى ينفذهما إليه موثقين أو يقتلهما، فقصر محمد بن خالد حتى عزل، وخرجا عليه، فحقد ذلك عليه أبو جعفر؛ فعزله واستصفى أموالهم.
قال خالد بن سليمان بن مهاجر: سقط خاتم للرائقة جارية خالد بن عبد الله القسري اشتراه لها بعشرين ألف درهم في بلاعة الدار؛ فاغتمت وقالت: يا مولاي جئني بمن يخرجه، فقال لها: نخلفه عليه ولا يعود في يدك، وقد صار في ذلك الموضع، ويدك أعز علي من ذلك. ثم قال: من الطويل
أرائق لا تأسي على خاتمٍ هوى ... فللأرض من حظّ الكرام نصيب
فاشترى لها بدله فصاً بخمسة آلاف دينار.
قال المبرد: وجلس خالد بن عبد الله القسري ذات يوم للعرض، فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم، وادعوا عليه السرق، فسأله عما حكي عنه، فأقر به، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن منها وجهاً، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها: من الطويل
أخالد قد أوطأت والله عشوةً ... وما العاشق المسكين فينا بسارق
أقرّ بما لم يجنه غير أنّه ... رأى القطع أولى من فضيحة عاشق
قال: فسأله خالد عن أبيها، فأحضره وزوجها من الرجل الشاب، ودفع مهرها من عنده عشرة آلاف درهم.
قال الأصمعي: دخل أعرابي على خالد القسري فقال: أصلح الله الأمير، إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدكهما إلا بعشرة آلاف وخادم، فقال له خالد: قل، فأنشأ يقول: من الطويل
لزمت، نعم، حتى كأنك لم تكن ... سمعت من الأشياء شيئاً سوى نعم
وأنكرت، لا، حتى كأنك لم تكن ... سمعت بها في سالف الدهر والأمم
فقال خالد بن عبد الله: يا غلام عشرة آلاف وخادماً يحملها.
قال: ودخل عليه أعرابي، فقال: إني قد قلت فيك شعراً، وأنشأ يقول. من الطويل
أخالد إني لم أزرك لحاجةٍ ... سوى أنني عافٍ وأنت جواد
أخالد إنّ الأجر والحمد حاجتي ... فأيّهما تأتي فأنت عماد
فقال له خالد: سل يا أعرابي. قال: قد جعلت المسألة إلي؟ قال: نعم. قال: مئة ألف درهم. قال: أكثرت يا أعرابي. قال: أفأحطك، أصلح الله الأمير؟ قال: نعم. قال: قد حططتك تسعين ألف درهم. قال له خالد: يا أعرابي، ما أدري من أي أمريك أعجب؟! فقال له: أصلح الله الأمير، إنك لما جعلت المسألة إلي سألتك على قدرك، وما تستحقه في نفسك، فلما سألتني أن أحط حططتك على قدري وما أستأهله في نفسي. فقال له خالد: والله يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام: مئة ألف، فدفعها إليه.
قال يونس بن حبيب النحوي: دخل أعراب على خالد بن عبد الله فأنشدوه، وفيهم رجل ساكت لا ينطق، ثم قال
لخالد: ما يمنعني من إنشادك إلا قلة ما قلت فيك من الشعر، فأمره أن يكتب رقعته فكتب: من الطويل
تعرّضت لي بالجود حتى نعشتني ... وأعطيتني حتى حسبتك تلعب
فأنت النّدى، وابن الندى، وأخو الندى ... حليف الندى، ما للندى عنك مذهب
فأمر له بخمسين ألف درهم.
وقام آخر فقال: أصلحك الله: قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما حتى تعطيني قيمتهما، قال: وكم قيمتهما؟ قال: عشرون ألفاً، فأمر له بها ثم أنشده: من الكامل
قد كان آدم قبل حين وفاته ... أوصاك وهو يجود بالحوباء
ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم ... فكفيت آدم عيلة الأبناء
فأمر له بعشرين ألف أخرى، وجلده خمسين جلدة، وأمر أن ينادى عليه: هذا جزاء من لا يحسن قيمة الشعر.
دخل أعرابي على خالد القسري فأنشده: من الوافر
كتبت، نعم، ببابك فهي تدعو ... إليك الناس مسفرة النّقاب
وقلت للا: عليك بباب غيري ... فإنك لن تري أبداً ببابي
فأعطاه لكل بيت خمسين ألفاً.
قال عمر بن الهيثم: بينما خالد بظهر الكوفة متنزهاً، إذ حضر أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال: هذه القرية، يعني الكوفة قال: وماذا تحاول بها؟ قال: قصدت خالد بن عبد الله متعرضاً لمعروفه، قال: فهل تعرفه؟ قال: لا. قال: فهل بينك وبينه قرابة؟
قال: لا. ولكن لما بلغني من بذلك المعروف، وقد قلت فيه شعراً أتقرب به إليه. قال خالد: فأنشدني ما قلت، فأنشأ يقول: من الطويل
إليك ابن كرز الخير أقبلت راغباً ... لتجبر مني ما وهى وتبدّدا
إلى الماجد البهلول ذي الحلم والندى ... وأكرم خلق الله فرعاً ومحتدا
إذا ما أناسٌ قصّروا بفعالهم ... نهضت، فلم تلقى هنالك مقعدا
فيالك بحراً يغمر الناس موجه ... إذا يسأل المعروف جاش وأزبدا
بلوت ابن عبد الله في كلّ موطنٍ ... فألفيت خير الناس نفساً وأمجدا
فلو كان في الدنيا من الناس خالدٌ ... لجودٍ بمعروفٍ لكنت مخلّدا
فلا تحرمنّي منك ما قد رجوته ... فيصبح وجهي كالح اللون أربدا
فحفظ خالد الشعر وقال له: انطلق صنع الله لك.
فلما كان من غد دخل الناس إلى خالد، واستوى السماطان بين يديه، تقدم الأعرابي وهو يقول: إليك ابن كرز الخير أقبلت راغباً
فأشار إليه خالد بيده أن اسكت. ثم أنشد خالد بقية الشعر وقال له: يا أعرابي قد قيل هذا الشعر قبل قولك، فتحير الأعرابي، وورد عليه ما أدهشه، وقال: يا الله ما رأيت كاليوم سبباً لخيبة وحرمان، فانصرف، وأتبعه خالد رسوله ليسمع ما يقول، فسمعه الرسول ينشد: من الطويل
ألا في سبيل الله ما كنت أرتجي ... لديه وما لاقيت من نكد الجهد
دخلت على بحرٍ يجود بماله ... ويعطي كثير المال في طلب الحمد
فخالفني الجدّ المشوم لشقوتي ... وقاربني نحسي وفارقني سعدي
فلو كان لي رزقٌ لديه لنلته ... ولكنه أمرٌ من الواحد الفرد
فقال له الرسول: أجب الأمير، فلما انتهى إلى خالد قال له: كيف قلت؟ فأنشده، ثم استعاده فأعاده ثلاثاً إعجاباً منه به، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم.
قال: قوله: فلم تلقى ضرورة وجاء به على الأصل كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
قال الأصمعي: ذكروا أن خالد بن عبد الله القسري لما أحكم جسر دجلة واستقام له نهر المبارك، أنشأ عطايا كثيرة، وأذن للناس إذناً عاماً، فدخلت عليه أعرابية قسرية فأنشأت تقول: من مشطور الرجز
إليك يا بن السادة المواجد ... يعمد في الحاجات كلّ عامد
فالناس بين صادرٍ ووارد ... مثل حجيج البيت نحو خالد
وأنت يا خالد خير والد ... أصبحت عبد الله بالمحامد
مجدك قبل الشّمّخ الرواكد ... ليس طريف الملك مثل التالد
قال: فقال لها خالد: حاجتك كائنة ما كانت.
فقالت: أصلح الله الأمير، أناخ علينا الدهر بجرانه، وعضنا بنابه، فما ترك لنا صافناً ولا ماهنا، فكنت المنتجع وإليك المفزع.
فقال لها خالد: هذه حاجة لك دوننا.
فقالت له: والله لئن كان لي نفعها إن لك لأجرها وذخرها مع أن أهل الجود لو لم يجدوا من يقبل العطاء لم يوصفوا بالسخاء.
قال لها خالد: أحسنت، فهل لك من زوج؟ فقالت: لا، وما كنت لأتزوج دعياً
وإن كان موسراً غنياً، وما كنت أشتري عاراً يتقى بمال يفنى، وإني بجزيل مال الأمير لغنية، فأمر لها بعشرة آلاف درهم.
قال الحافظ: في أثناء تفسير قوله: الصافن والماهن: قال: وقال بعض اللغويين: عضنا الدهر، إنما يقال فيه: عظنا بالظاء والمعروف فيه الضاد.
خرج خالد القسري يتصيد، فإذا هو بأعرابي على أتان له هزيلة، ومعه عجوز له، فقال له خالد: ممن الرجل؟ قال: من أهل المآثر والحسب. قال: فأنت إذاً من مضر. فمن أيها؟ قال: من الطاعنين للخيول والمعانقين في النزول. قال: فأنت إذاً من قيس عيلان. قمن أيها؟ قال: من المانعين عن الجار، والطالبين للثأر. قال: أنت إذاً من بني عامر بن صعصعة، فمن أيها؟ قال: من أهل السيادة والرئاسة. قال: أنت إذاً من جعفر بن كلاب فما أقدمك؟ قال: تتابع السنين، وقلة رفد الرافدين. قال: فمن قصدت؟ قال: أميركم، هذا الذي رفعته إمرته وحطته أسرته.
قال: فأنا خالد وأنا معطيك غناك. قال: كلا، والله لا أقبل لك رفداً بعد أن أسمعتك قذعاً، ورجع منصرفاً.
فقال خالد: بمثل صبر هذا الشيخ نال آباؤه الشرف.
قال الهيثم بن عدي: كان خالد يقول: لا يحتجب الوالي إلا لثلاث خصال: إما رجل عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما رجل مشتمل على سوء فهو يكره أن يعرف الناس ذلك، وإما رجل بخيل يكره أن يسال.
كتب خالد بن عبد الله القسري إلى أبان بن الوليد البجلي وكان قد ولاه المبارك: أما بعد فإن بالرعية من الحاجة إلى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها، وإنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه، وهو منهم بمنزلة رأسه من جسده، فأحسن إلى
رعيتك بالرفق بهم، وإلى نفسك بالإحسان إليها، ولا يكونن هم إلى صلاحهم أسرع منك إليه، ولا عن فسادهم أدفع منك عنه، ولا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قل ذنبه ورجوت مراجعته، ولا تطلب منهم إلا مثل الذي تبذل لهم، واتق الله تعالى في العدل عليهم والإحسان إليهم، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، اصرم فيما علمت، واكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك، إن شاء الله، والسلام.
قال يحيى بن معين: كان خالد القسري والياً لبني أمية، وكان رجل سوء، وكان يقع في علي بن أبي طالب.
قال الفضل بن الزبير: سمعت خالداً القسري وذكر علياً، فذكر كلاماً لا يخل ذكره.
حكى الأصمعي: أن خالداً القسري ذم بئر زمزم فقال: إن زمزم لا تنزح ولا تذم، بلى والله إنها تنزح وتذم، ولكن هذا، أمير المؤمنين، قد ساق لكم قناة بمكة، وكان ذلك في أيام هشام بن عبد الملك.
قال أبو عصام النبيل: ساق خالد ماء إلى مكة، فنصب طستاً إلى جانب زمزم، ثم خطب فقال: قد جئتكم بماء العادية لا يشبه أم الخنافس. يعني زمزم.
قال عمرو بن قيس: لما أخذ خالدٌ سعيد بن جبير وطلق بن حبيب خطب فقال: كأنكم أنكرتم ما صنعت، والله لو كتب إلي أمير المؤمنين لنقضتها حجراً حجراً، يعني الكعبة.
قال شبيب بن شيبة: ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك.
قال: وكان سبب عزله أن امرأة أتت خالداً فقالت: إن غلامك فلاناً توثب علي، وهو
مجوسي، فأكرهني على الفجور وغصبني نفسي. فقال: كيف وجدت قلفته؟ فكتب بذلك حسان النبطي إلى هشام بن عبد الملك، فعزله وولى يوسف بن عمر العراق.
قال أبو سفيان الحميري وغيره: أراد الوليد بن يزيد الحج وهو خليفة، فاتعد فتية من وجوه اليمن أن يفتكوا به في طريقه، وسألوا خالداً القسري أن يكون معهم، فأبى، قالوا: فاكتم علينا، قال: نعم.
فأتى خالد فقال: يا أمير المؤمنين دع الحج عامك هذا، فإني خائف عليك، قال: ومن الذين تخافهم علي، سمهم لي. قال: قد نصحتك ولن أسميهم لك، قال: إذاً أبعث بك إلى عدوك يوسف بن عمر، قال: وإن فعلت، فبعث به إلى يوسف بن عمر، فعذبه حتى قتله، ولم يسم له القوم.
وقتل خالد سنة ست وعشرين ومئة وهو ابن نحو ستين سنة.
قال محمد بن جرير: عذب خالد، ثم وضع على صدره المضرسة، فقتل من الليل، ودفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها، وأقبل عامر بن سهلة الأشعري، فعقر فرسه على قبره، فضربه يوسف سبع مئة سوط.
قال أبو عبيدة: لما قتل خالد القسري لم يرثه أحد من العرب على كثرة اياديه عندهم إلا أبو الشغب العبسي فقال: من الطويل
ألا إنّ خير الناس حيّاً وهالكاً ... أسير ثقيفٍ عندهم في السّلاسل
لعمري لقد أعمرتم السّجن خالداً ... وأوطأتموه وطأة المتثاقل
فإن تسجنوا القسريّ لا تسجنوا اسمه ... ولا تسجنوا معروفه في القبائل
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ وَقِيلَ: هُوَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ أُمُّهُ: لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أُخْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ وَشَهِدَ مُؤْتَةَ وَالْفَتْحَ، وحُنَيْنًا جَعَلَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ كَانَ إِسْلَامُهُ مَعَ إِسْلَامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، ثَلَاثَتُهُمْ أَسْلَمُوا وَهَاجَرُوا، فَاسْتَبْشَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِإِسْلَامِهِمْ وَهِجْرَتِهِمْ، فَقَالَ: «أَلْقَتْ إِلَيْكُمْ مَكَّةُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا» فَسَمَّاهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيْفَ اللهِ الْمَسْلُولَ عَلَى الْكُفَّارِ، وَكَانَ الْعَذَابَ الْمَصْبُوبَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالْفُجَّارِ، وَذَكَرَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ» فَتْحَ اللهُ بِهِ الْفُتُوحَ، وَفَضَّ بِهِ الْجُمُوعَ، بَارَزَ هُرْمُزًا فَقَتَلَهُ، وَتَنَاوَلَ السُّمَّ فَأَكَلَهُ، حَبَسَ فِي سَبِيلِ اللهِ الْأَعْبُدَ وَالْأَفْرَاسَ، وَسَبَّ اللَّاتَ وعَبْدَتَهُ الْأَرْجَاسَ، كَانَ يَتَبَرَّكُ بِشَعْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمُبَارَزَةِ، وَيَسْتَنِصِرُ بِهِ، وَيَتَتَرَّسُ بِالتَّوْحِيدِ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ، وَيَخْتَتِمُ بِهِ , تُوُفِّيَ بِحِمْصَ فِي بَعْضِ قُرَاهَا سَلِيمًا مِمَّا يُظَنُّ بِهِ مِنَ الظُّنُونِ، وَسَفَحَتْ عَلَيْهِ الْمُقَلُ وَالْعُيُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَغَيْرُهُمْ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى الْكُفَّارِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ثَابِتُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّاقِدُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَطَرٍ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَا: ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لِي: مَنْ وَلَّيْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يَقُولُ: «خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» شَكَّ عَبْدَةُ فِي: أَبِي الْعَجْفَاءِ، أَوْ أَبِي الْعَجْمَاءِ
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ صَبَّهُ اللهُ عَلَى الْكُفَّارِ» وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَقَالُوا: " لَمَّا نَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَ مُؤْتَةَ قَالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ»
- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مُتَدَلِّيًا مِنْ عُقْبَةِ هَرْشَا، فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ»
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّائِغُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: «لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا تَثْبُتُ فِي يَدِي إِلَّا صَحِيفَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ» رَوَاهُ زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَقَالَ: قَالَ خَالِدٌ يَوْمَ الْحِيرَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَمُّ أَبِي زَحْرِ بْنِ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ بْنُ أَوْسٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ أَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ فَلَقِينَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةٍ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ فَبَرَزَ لَهُ خَالِدٌ وَدَعَا الْبِرَازَ فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ فَقَتَلَهُ خَالِدٌ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِذَلِكَ فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ هُرْمُزَ مِائَةَ أَلْفٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرَفَ فِيهَا رَجُلٌ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: " قَالُوا لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَعْنِي يَوْمَ الْحِيرَةِ: انْظُرِ السَّمَّ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالُوا: سَمُّ سَاعَةٍ , قَالَ: ائْتُونِي بِهِ , قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، فَشَرِبَهُ "
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِهْرَانِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، وَشَرْقِيُّ بْنُ قُطَامِيٍّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: " لَمَّا أَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يُرِيدُ الْحِيرَةَ بَعَثُوا إِلَيْهِ عَبْدَ الْمَسِيحِ وَمَعَهُ سَمُّ سَاعَةٍ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: مَا هَذَا؟ قَالَ سَمُّ سَاعَةٍ قَالَ خَالِدٌ: هَاتِهِ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي رَاحَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَالْسَّمَاءِ، بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ دَاءٌ , ثُمَّ أَكَلَهُ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ الْمَسِيحِ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: يَا قَوْمِ صَالِحُوهُمْ، فَهَذَا أَمْرٌ مَصْنُوعٌ لَهُمْ "
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ سَاعِيًا، فَقِيلَ: مَنَعَ خَالِدٌ وَالْعَبَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتَبَسَ أَعْبُدَهُ وَأَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، " أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مَرَّ عَلَى اللَّاتِ فَقَالَ: كُفْرَانَكِ، لَا سُبْحَانَكِ، إِنِّي رَأَيْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكَ "
- وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: " مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى اللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ: كُفْرَانَكِ، لَا سُبْحَانَكِ، إِنِّي وَجَدْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكِ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ فِي قَلَنْسُوَةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ خَالِدٌ: مَا لَقِيتُ قَوْمًا قَطُّ وَهِيَ عَلَى رَأْسِي إِلَّا وَأُعْطِيتُ الْفَتْحَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، وَحَبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الْوَفَاةُ قَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْقَتْلَ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلَّا أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَمَا مِنْ عَمَلٍ أَرْجَى مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ بِهَا ثُمَّ قَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَانْظُرُوا سِلَاحِي وَفَرَسِي، فَاجْعَلُوهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: ثنا جُوَيْرِيَةُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يُوجَدْ إِلَّا فَرَسُهُ، وَغُلَامُهُ، وَسِلَاحُهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا سُلَيْمَانَ، إِنْ كُنَّا لَنَظُنُّهُ عَلَى غَيْرِ هَذَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَا عَلَى نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يَسْفَحْنَ مِنْ دُمُوعِهِنَّ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعًا أَوْ لَقْلَقَةً.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ
وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ح وَحَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، قَالَا: ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنِ مَالِكٍ , ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , قَالَا: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ فَقَالُوا: هُوَ ضَبٌّ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ , قَالَ: قُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ كَامِلٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، ح وَثنا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَبَّانُ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، ح وَثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، ح وَثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، كُلُّهُمْ قَالَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى مَيْمُونَةَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ ضَبًّا مَطْبُوخًا بِتَمْرٍ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ، فَلَمَّا أُخْبِرَ بِهِ أَمْسَكَ عَنْهُ , فَقَالُوا: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَعَافُهُ» قَالَ: فَاجْتَرَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَكَلَهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ "
- وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ، نَحْوَهُ: حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عِيسَى
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ، وَعَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ أَوْ مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرٍ وَرَوَاهُ عَنْ صَالِحٍ أَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحِمْصِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ غَزْوَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ
بِإِسْلَامِهِمْ وَهِجْرَتِهِمْ، فَقَالَ: «أَلْقَتْ إِلَيْكُمْ مَكَّةُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا» فَسَمَّاهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيْفَ اللهِ الْمَسْلُولَ عَلَى الْكُفَّارِ، وَكَانَ الْعَذَابَ الْمَصْبُوبَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالْفُجَّارِ، وَذَكَرَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ» فَتْحَ اللهُ بِهِ الْفُتُوحَ، وَفَضَّ بِهِ الْجُمُوعَ، بَارَزَ هُرْمُزًا فَقَتَلَهُ، وَتَنَاوَلَ السُّمَّ فَأَكَلَهُ، حَبَسَ فِي سَبِيلِ اللهِ الْأَعْبُدَ وَالْأَفْرَاسَ، وَسَبَّ اللَّاتَ وعَبْدَتَهُ الْأَرْجَاسَ، كَانَ يَتَبَرَّكُ بِشَعْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمُبَارَزَةِ، وَيَسْتَنِصِرُ بِهِ، وَيَتَتَرَّسُ بِالتَّوْحِيدِ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ، وَيَخْتَتِمُ بِهِ , تُوُفِّيَ بِحِمْصَ فِي بَعْضِ قُرَاهَا سَلِيمًا مِمَّا يُظَنُّ بِهِ مِنَ الظُّنُونِ، وَسَفَحَتْ عَلَيْهِ الْمُقَلُ وَالْعُيُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَغَيْرُهُمْ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى الْكُفَّارِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ثَابِتُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّاقِدُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَطَرٍ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَا: ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لِي: مَنْ وَلَّيْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يَقُولُ: «خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» شَكَّ عَبْدَةُ فِي: أَبِي الْعَجْفَاءِ، أَوْ أَبِي الْعَجْمَاءِ
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ صَبَّهُ اللهُ عَلَى الْكُفَّارِ» وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَقَالُوا: " لَمَّا نَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَ مُؤْتَةَ قَالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ»
- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مُتَدَلِّيًا مِنْ عُقْبَةِ هَرْشَا، فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ»
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّائِغُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: «لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا تَثْبُتُ فِي يَدِي إِلَّا صَحِيفَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ» رَوَاهُ زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَقَالَ: قَالَ خَالِدٌ يَوْمَ الْحِيرَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَمُّ أَبِي زَحْرِ بْنِ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ بْنُ أَوْسٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ أَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ فَلَقِينَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةٍ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ فَبَرَزَ لَهُ خَالِدٌ وَدَعَا الْبِرَازَ فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ فَقَتَلَهُ خَالِدٌ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِذَلِكَ فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ هُرْمُزَ مِائَةَ أَلْفٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرَفَ فِيهَا رَجُلٌ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: " قَالُوا لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَعْنِي يَوْمَ الْحِيرَةِ: انْظُرِ السَّمَّ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالُوا: سَمُّ سَاعَةٍ , قَالَ: ائْتُونِي بِهِ , قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، فَشَرِبَهُ "
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِهْرَانِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، وَشَرْقِيُّ بْنُ قُطَامِيٍّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: " لَمَّا أَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يُرِيدُ الْحِيرَةَ بَعَثُوا إِلَيْهِ عَبْدَ الْمَسِيحِ وَمَعَهُ سَمُّ سَاعَةٍ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: مَا هَذَا؟ قَالَ سَمُّ سَاعَةٍ قَالَ خَالِدٌ: هَاتِهِ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي رَاحَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَالْسَّمَاءِ، بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ دَاءٌ , ثُمَّ أَكَلَهُ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ الْمَسِيحِ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: يَا قَوْمِ صَالِحُوهُمْ، فَهَذَا أَمْرٌ مَصْنُوعٌ لَهُمْ "
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ سَاعِيًا، فَقِيلَ: مَنَعَ خَالِدٌ وَالْعَبَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتَبَسَ أَعْبُدَهُ وَأَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، " أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مَرَّ عَلَى اللَّاتِ فَقَالَ: كُفْرَانَكِ، لَا سُبْحَانَكِ، إِنِّي رَأَيْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكَ "
- وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: " مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى اللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ: كُفْرَانَكِ، لَا سُبْحَانَكِ، إِنِّي وَجَدْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكِ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ فِي قَلَنْسُوَةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ خَالِدٌ: مَا لَقِيتُ قَوْمًا قَطُّ وَهِيَ عَلَى رَأْسِي إِلَّا وَأُعْطِيتُ الْفَتْحَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، وَحَبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الْوَفَاةُ قَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْقَتْلَ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلَّا أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَمَا مِنْ عَمَلٍ أَرْجَى مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ بِهَا ثُمَّ قَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَانْظُرُوا سِلَاحِي وَفَرَسِي، فَاجْعَلُوهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: ثنا جُوَيْرِيَةُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يُوجَدْ إِلَّا فَرَسُهُ، وَغُلَامُهُ، وَسِلَاحُهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا سُلَيْمَانَ، إِنْ كُنَّا لَنَظُنُّهُ عَلَى غَيْرِ هَذَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَا عَلَى نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يَسْفَحْنَ مِنْ دُمُوعِهِنَّ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعًا أَوْ لَقْلَقَةً.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ
وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ح وَحَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، قَالَا: ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنِ مَالِكٍ , ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , قَالَا: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ فَقَالُوا: هُوَ ضَبٌّ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ , قَالَ: قُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ كَامِلٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، ح وَثنا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَبَّانُ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، ح وَثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، ح وَثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، كُلُّهُمْ قَالَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى مَيْمُونَةَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ ضَبًّا مَطْبُوخًا بِتَمْرٍ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ، فَلَمَّا أُخْبِرَ بِهِ أَمْسَكَ عَنْهُ , فَقَالُوا: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَعَافُهُ» قَالَ: فَاجْتَرَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَكَلَهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ "
- وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ، نَحْوَهُ: حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عِيسَى
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ، وَعَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ أَوْ مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرٍ وَرَوَاهُ عَنْ صَالِحٍ أَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحِمْصِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ غَزْوَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي
أبو سليمان. وقيل أبو الوليد، أمه لبابة الصغرى. وقيل: بل هي لبابة الكبرى.
والأكثر على أن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولبابة أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لأن لبابة الكبرى زوج العباس وأم بنيه.
وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة والأعنة في الجاهلية.
فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
وأما الأعنة فإنه كان يكون [المقدم] على خيول قريش في الحروب. ذكر ذَلِكَ الزبير.
واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد الحديبية.
وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.
وقد ذكرنا في باب أخيه الوليد بن الوليد زيادة في خبر إسلام خالد، وكان خالد على خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع عمرو
ابن العاص وعثمان بن طلحة. فلما رآهم رَسُول اللَّهِ عليه وسلم قَالَ: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل من حين أسلم يوليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فتح مكة، فأبلى فيها، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر تبجله فهدمها، وجعل يقول:
يا عز كفرانك اليوم لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك
قَالَ أبو عمر: لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا إلى الغميصاء ماء من مياه جذيمة من بني عامر، فقتل منهم ناسا لم يكن قتله لهم صوابا، فوداهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، وخبره بذلك من صحيح الأثر، ولهم حديث.
وكان على مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رحله بعد ما هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق. وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، وهو رجل من اليمن كان ملكا، فأخذه خالد فقدم به على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحقن دمه وأعطاه الجزية، فرده إلى قومه.
وبعث رسول الله صلّى الله عليه خالد بن الوليد أيضا سنة عشر إلى بلحارث ابن كعب، فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: انْدَقَّتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا صَبَرَتْ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ.
وأمره أبو بكر الصديق على الجيوش، ففتح الله عليه اليمامة وغيرها، وقتل على يده أكثر أهل الردة، منهم مسيلمة ومالك بن نويرة.
وقد اختلف في حال مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتله مسلما لظن ظنه به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة قتله، وخالفه في ذَلِكَ، وأقسم ألا يقاتل تحت رايته أبدا. وقيل: بل قتله كافرا، وخبره في ذَلِكَ يطول ذكره، وقد ذكره كل من ألف في الردة. ثم افتتح دمشق، وكان يقَالُ له سيف الله.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: حدثنا الوليد ابن مسلم، قال: حدثني وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم- وذكر خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- فَقَالَ: نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبََةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: اشْتَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: لا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ. رَوَى جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ:
وَقَعَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلامٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَلا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، مَالَكَ وَلِعَمَّارٍ؟ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا. وَقَالَ لِعَمَّارٍ: إِنَّ خَالِدًا- يَا عَمَّارُ- سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَلَى الْكُفَّارِ. قَالَ خَالِدٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ عَمَّارًا مِنْ يَوْمِئِذٍ.
ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قَالَ: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي خالد بن الوليد بحمص. وقيل: بل توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين.
[وقيل: بل توفي بحمص ودفن في قرية على ميل من حمص سنة إحدى وعشرين] أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأوصى إلى عمر ابن الخطاب.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ نِسْوَةً مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارٍ يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِينَ أَبَا سُلَيْمَانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أو لقلقة .
وذكر محمد بن سلام قَالَ: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد بن الوليد، يقول: حلقت رأسها.
أبو سليمان. وقيل أبو الوليد، أمه لبابة الصغرى. وقيل: بل هي لبابة الكبرى.
والأكثر على أن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولبابة أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لأن لبابة الكبرى زوج العباس وأم بنيه.
وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة والأعنة في الجاهلية.
فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
وأما الأعنة فإنه كان يكون [المقدم] على خيول قريش في الحروب. ذكر ذَلِكَ الزبير.
واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد الحديبية.
وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.
وقد ذكرنا في باب أخيه الوليد بن الوليد زيادة في خبر إسلام خالد، وكان خالد على خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع عمرو
ابن العاص وعثمان بن طلحة. فلما رآهم رَسُول اللَّهِ عليه وسلم قَالَ: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل من حين أسلم يوليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فتح مكة، فأبلى فيها، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر تبجله فهدمها، وجعل يقول:
يا عز كفرانك اليوم لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك
قَالَ أبو عمر: لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا إلى الغميصاء ماء من مياه جذيمة من بني عامر، فقتل منهم ناسا لم يكن قتله لهم صوابا، فوداهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، وخبره بذلك من صحيح الأثر، ولهم حديث.
وكان على مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رحله بعد ما هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق. وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، وهو رجل من اليمن كان ملكا، فأخذه خالد فقدم به على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحقن دمه وأعطاه الجزية، فرده إلى قومه.
وبعث رسول الله صلّى الله عليه خالد بن الوليد أيضا سنة عشر إلى بلحارث ابن كعب، فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: انْدَقَّتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا صَبَرَتْ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ.
وأمره أبو بكر الصديق على الجيوش، ففتح الله عليه اليمامة وغيرها، وقتل على يده أكثر أهل الردة، منهم مسيلمة ومالك بن نويرة.
وقد اختلف في حال مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتله مسلما لظن ظنه به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة قتله، وخالفه في ذَلِكَ، وأقسم ألا يقاتل تحت رايته أبدا. وقيل: بل قتله كافرا، وخبره في ذَلِكَ يطول ذكره، وقد ذكره كل من ألف في الردة. ثم افتتح دمشق، وكان يقَالُ له سيف الله.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: حدثنا الوليد ابن مسلم، قال: حدثني وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم- وذكر خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- فَقَالَ: نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبََةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: اشْتَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: لا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ. رَوَى جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ:
وَقَعَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلامٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَلا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، مَالَكَ وَلِعَمَّارٍ؟ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا. وَقَالَ لِعَمَّارٍ: إِنَّ خَالِدًا- يَا عَمَّارُ- سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَلَى الْكُفَّارِ. قَالَ خَالِدٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ عَمَّارًا مِنْ يَوْمِئِذٍ.
ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قَالَ: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي خالد بن الوليد بحمص. وقيل: بل توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين.
[وقيل: بل توفي بحمص ودفن في قرية على ميل من حمص سنة إحدى وعشرين] أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأوصى إلى عمر ابن الخطاب.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ نِسْوَةً مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارٍ يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِينَ أَبَا سُلَيْمَانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أو لقلقة .
وذكر محمد بن سلام قَالَ: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد بن الوليد، يقول: حلقت رأسها.
خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم أَبُو سُلَيْمَان المَخْزُومِي الْقرشِي الْمَدِينِيّ وَأمه لبَابَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة آخت مَيْمُونَة بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ ابْن عَبَّاس وَقيس بن أبي حَازِم فِي الْأَطْعِمَة مَاتَ فِي عهد عمر بن الْخطاب وَقَالَ الْوَاقِدِيّ مَاتَ بحمص سنة 21 وَأَوْصَى إِلَى عمر بن الْخطاب وَقَالَ ابْن نمير مثله وَلم يذكر وَصيته
خَالِد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب الْقرشِي كنيته أَبُو سُلَيْمَان من الْمُهَاجِرين سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيف اللَّه مَاتَ فِي عهد عمر بحمص سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأوصى إِلَى عمر وَكَانَ إِسْلَامه سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وَكَانَ فِي أَيَّام بدر وَأحد وَالْخَنْدَق مَعَ الْمُشْركين ثمَّ هداه اللَّه بعد حَدثنَا أَبُو يعلى ثَنَا سُرَيج بْن يُونُس ثَنَا أبن أبي زَائِدَة عَن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قيس قَالَ قَالَ خَالِد بْن الْوَلِيد مَا لَيْلَة تهدى
إِلَى فِيهَا عروس أَنا لَهَا محب أَو أبشر فِيهَا بِغُلَام أحب إِلَيّ من لَيْلَة شَدِيدَة الجليد فِي سَرِيَّة من الْمُهَاجِرين أصبح بهم الْعَدو وَأم خَالِد بْن الْوَلِيد لبَابَة الصُّغْرَى بنت الْحَارِث بْن حزن بْن بجير بن الهزم
إِلَى فِيهَا عروس أَنا لَهَا محب أَو أبشر فِيهَا بِغُلَام أحب إِلَيّ من لَيْلَة شَدِيدَة الجليد فِي سَرِيَّة من الْمُهَاجِرين أصبح بهم الْعَدو وَأم خَالِد بْن الْوَلِيد لبَابَة الصُّغْرَى بنت الْحَارِث بْن حزن بْن بجير بن الهزم
خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم المَخْزُومِي لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيف الله
مَاتَ بحمص سنة إِحْدَى وَعشْرين وأوصي الى عمر بن الْخطاب فَدفن فِي قَرْيَة على ميل من حمص كنيته أَبُو سُلَيْمَان
روى عَنهُ ابْن عَبَّاس فِي الذَّبَائِح
مَاتَ بحمص سنة إِحْدَى وَعشْرين وأوصي الى عمر بن الْخطاب فَدفن فِي قَرْيَة على ميل من حمص كنيته أَبُو سُلَيْمَان
روى عَنهُ ابْن عَبَّاس فِي الذَّبَائِح
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي
أبو سليمان، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزم الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سماه سيف الله، وهاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، ومات بمحمص سنة إحدى وعشرين، ومات على عهد عمر.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: وخالد بن الوليد
يكنى أبا سليمان، مات بحمص سنة إحدى وعشرين.
وأخبرنا الهيثم، عن ابن أبي خيثمة، عن هارون بن معروف، عن سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظن به أمورًا ما كانت.
أخبرنا إسماعيل بن محمد البغدادي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الوراق، قال: حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، عن خالد بن الوليد: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب وهو في بيت ميمونة فأهوى بيده إليه، فقالت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي عليه السلام: لا آكله ولا أحرمه.
رواه جماعة عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد.
أبو سليمان، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزم الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سماه سيف الله، وهاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، ومات بمحمص سنة إحدى وعشرين، ومات على عهد عمر.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: وخالد بن الوليد
يكنى أبا سليمان، مات بحمص سنة إحدى وعشرين.
وأخبرنا الهيثم، عن ابن أبي خيثمة، عن هارون بن معروف، عن سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظن به أمورًا ما كانت.
أخبرنا إسماعيل بن محمد البغدادي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الوراق، قال: حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، عن خالد بن الوليد: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب وهو في بيت ميمونة فأهوى بيده إليه، فقالت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي عليه السلام: لا آكله ولا أحرمه.
رواه جماعة عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد.
خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سماك بن خرشة روى عن أبيه روى عنه محمد بن طلحة التيمي سمعت أبي يقول ذلك.
خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يزيد، أَبُو الهيثم- وَقيل: أَبُو مُحَمَّد- الطحان مولى مزينة :
من أَهْل وَاسط. سمع بيان بْن بشر، وَمغيرة بن مقسم، وحصين بن عبد الرّحمن،
وَيونس بْن عبيد، وَابن عون، وَداود بْن أَبِي هند، وَسهيل بْن أَبِي صالح. روى عنه وَكيع بْن الجراح، وَعبد الرحمن بْن مَهْدِيّ، وَعفان بْن مسلم، وَأبو عُمَر الحوضي، وَعمرو بْن عون، وَسعيد بْن سُلَيْمَان، وَسعيد بْن منصور، وَمسدد، وَوهب بْن منبه، وَخلف بْن هشام، وَعبد الحميد بْن بيان، وَإسحاق بْن شاهين، وَغيرهم.
وقدم بَغْدَاد فِي أيام هارون الرشيد مَعَ جماعة من الواسطيين يسألون عزل سلمة بْن صالح عَنْ قضاء وَاسط، وَقد ذكرنا ذلك فِي أخبار مُحَمَّد بْن يزيد الواسطي.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ- إملاء- قَالَ سمعت الطَّبَرَانِيّ يقول سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الواسطي من أفاضل المسلمين.
اشترى نفسه من اللَّه أربع مرات، فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سمعت أبا داود يقول: قَالَ إسحاق الأزرق ما أدركت أفضل من خَالِد الطحان. قيل: قد رأيت سفيان؟ قَالَ: كَانَ سفيان رجل نفسه، وكان خالد رجل عامة.
أنبأنا البرقانيّ أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قَالَ قَالَ أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إدريس وَسألته- يعني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار- عَنْ جرير بْن عَبْد الحميد، وَخالد الواسطي، أيهما أثبت؟ قَالَ: خَالِد. قَالَ أَبُو علي: وَعثمان بْن أَبِي شيبة كَانَ يقدم جرير بْن عَبْد الحميد على خَالِد الواسطي.
أَخْبَرَنِي الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مبشر- بواسط- يقول: وَلد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الواسطي سنة عشر- يعني وَمائة- وَمات سنة تسع وسبعين.
أنبأنا ابن الفضل أنبأنا دعلج أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار حَدَّثَنَا عَبْد الحميد بْن بيان السكري- أَبُو الْحَسَن-. قَالَ: مات خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ سنة تسع وَسبعين وَمائة فِي رجب، وَكَانَ لا يخضب.
وأنبأنا ابن الفضل أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ: سنة تسع وسبعين ومائة فيها مات خالد الواسطيّ.
أنبأنا الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ: خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الطحان ثقة، توفي بواسط سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط قَالَ: خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الطحان مولى مزينة مات سنة اثنتين وَثمانين وَمائة.
من أَهْل وَاسط. سمع بيان بْن بشر، وَمغيرة بن مقسم، وحصين بن عبد الرّحمن،
وَيونس بْن عبيد، وَابن عون، وَداود بْن أَبِي هند، وَسهيل بْن أَبِي صالح. روى عنه وَكيع بْن الجراح، وَعبد الرحمن بْن مَهْدِيّ، وَعفان بْن مسلم، وَأبو عُمَر الحوضي، وَعمرو بْن عون، وَسعيد بْن سُلَيْمَان، وَسعيد بْن منصور، وَمسدد، وَوهب بْن منبه، وَخلف بْن هشام، وَعبد الحميد بْن بيان، وَإسحاق بْن شاهين، وَغيرهم.
وقدم بَغْدَاد فِي أيام هارون الرشيد مَعَ جماعة من الواسطيين يسألون عزل سلمة بْن صالح عَنْ قضاء وَاسط، وَقد ذكرنا ذلك فِي أخبار مُحَمَّد بْن يزيد الواسطي.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ- إملاء- قَالَ سمعت الطَّبَرَانِيّ يقول سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الواسطي من أفاضل المسلمين.
اشترى نفسه من اللَّه أربع مرات، فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سمعت أبا داود يقول: قَالَ إسحاق الأزرق ما أدركت أفضل من خَالِد الطحان. قيل: قد رأيت سفيان؟ قَالَ: كَانَ سفيان رجل نفسه، وكان خالد رجل عامة.
أنبأنا البرقانيّ أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قَالَ قَالَ أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إدريس وَسألته- يعني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار- عَنْ جرير بْن عَبْد الحميد، وَخالد الواسطي، أيهما أثبت؟ قَالَ: خَالِد. قَالَ أَبُو علي: وَعثمان بْن أَبِي شيبة كَانَ يقدم جرير بْن عَبْد الحميد على خَالِد الواسطي.
أَخْبَرَنِي الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مبشر- بواسط- يقول: وَلد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الواسطي سنة عشر- يعني وَمائة- وَمات سنة تسع وسبعين.
أنبأنا ابن الفضل أنبأنا دعلج أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار حَدَّثَنَا عَبْد الحميد بْن بيان السكري- أَبُو الْحَسَن-. قَالَ: مات خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ سنة تسع وَسبعين وَمائة فِي رجب، وَكَانَ لا يخضب.
وأنبأنا ابن الفضل أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ: سنة تسع وسبعين ومائة فيها مات خالد الواسطيّ.
أنبأنا الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ: خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الطحان ثقة، توفي بواسط سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط قَالَ: خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الطحان مولى مزينة مات سنة اثنتين وَثمانين وَمائة.
خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ
ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ كَعْبٍ.
سَيْفُ اللهِ -تَعَالَى- وَفَارِسُ الإِسْلاَمِ، وَلَيْثُ المَشَاهِدِ، السَّيِّدُ الإِمَامُ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، قَائِدُ المُجَاهِدِيْنَ، أَبُو سُلَيْمَانَ القُرَشِيُّ، المَخْزُوْمِيُّ، المَكِّيُّ، وَابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتِ الحَارِثِ.
هَاجَرَ مُسْلِماً فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ، ثُمَّ سَارَ غَازِياً، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ، وَاسْتُشْهِدَ أُمَرَاءُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الثَّلاَثَةُ: مَوْلاَهُ زَيْدٌ، وَابْنُ عَمِّهِ جَعْفَرٌ ذُوْ الجَنَاحَيْنِ، وَابْنُ رَوَاحَةَ، وَبَقِيَ الجَيْشُ بِلاَ أَمِيْرٍ، فَتَأَمَّرَ عَلَيْهِم فِي الحَالِ خَالِدٌ، وَأَخَذَ الرَّايَةَ، وَحَمَلَ عَلَى العَدُوِّ، فَكَانَ النَّصْرُ.
وَسَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَيْفَ اللهِ، فَقَالَ: (إِنَّ خَالِداً سَيْفٌ سَلَّهُ اللهُ عَلَى المُشْرِكِيْنَ) .
وَشَهِدَ الفَتْحَ، وَحُنَيْناً، وَتَأَمَّرَ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاحْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَلاَمَتَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَحَارَبَ أَهْلَ الرِّدَّةِ، وَمُسَيْلِمَةَ، وَغَزَا العِرَاقَ، وَاسْتَظْهَرَ، ثُمَّ اخْتَرَقَ البَرِّيَّةَ السَّمَاوِيَّةَ بِحَيْثُ إِنَّهُ قَطَعَ المَفَازَة مِنْ حَدِّ العِرَاقِ إِلَى أَوَّلِ الشَّامِ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي عَسْكَرٍ مَعَهُ، وَشَهِدَ حُرُوْبَ الشَّامِ، وَلَمْ يَبْقَ فِي جَسَدِهِ قِيْدُ شِبْرٍ إِلاَّ وَعَلَيْهِ
طَابَعُ الشُّهَدَاءِ.وَمَنَاقِبُهُ غَزِيْرَةٌ، أَمَّرَهُ الصِّدِّيْقُ عَلَى سَائِرِ أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ، وَحَاصَرَ دِمَشْقَ، فَافْتَتَحَهَا هُوَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ.
عَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَتَلَ جَمَاعَةً مِنَ الأَبْطَالِ، وَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلاَ قَرَّتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ.
تُوُفِّيَ بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَمَشْهَدُهُ عَلَى بَابِ حِمْصَ، عَلَيْهِ جَلاَلَةٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ خَالَتِهِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ، وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالمِقْدَامُ بنُ مَعْدِيْ كَرِبٍ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَشَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ، وَآخَرُوْنَ.لَهُ أَحَادِيْثُ قَلِيْلَةٌ.
مُسْلِمٌ: مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ - الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللهِ - أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى خَالَتِهِ مَيْمُوْنَةَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبّاً مَحْنُوْذاً، قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتْهُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَفَعَ يَدَهُ.
فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟
قَالَ: (لاَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ) .
فَاجْتَرَرْتُهُ، فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ وَلَمْ يَنْهَ.
هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ كَائِداً مِنَ الجِنِّ يَكِيْدُنِي.
قَالَ: (قُلْ: أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ، وَمَا يَخْرُجُ
مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِي السَّمَاءِ، وَمَا يَنْزِلُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ) .فَفَعَلْتُ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي.
وَعَنْ حَيَّانَ بنِ أَبِي جَبَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ:
مَا عَدَلَ بِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِخَالِدٍ أَحَداً فِي حَرْبِهِ مُنْذُ أَسْلَمْنَا.
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ أَتَى عَلَى اللاَّتِ وَالعُزَّى، فَقَالَ:
يَا (عُزُّ) كُفْرَانَكِ لاَ سُبْحَانَكِ ... إِنِّي رَأَيْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكِ
وَرَوَى: زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: أَنَّ خَالِداً قَالَ مِثْلَهُ.
قَالَ قَتَادَةُ: مَشَى خَالِدٌ إِلَى العُزَّى، فَكَسَرَ أَنْفَهَا بِالفَأْسِ.
وَرَوَى: سُفْيَانُ بنُ حُسَيْنٍ، عَنْ قَتَادَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ خَالِداً إِلَى العُزَّى، وَكَانَتْ لِهَوَازِنَ، وَسَدَنَتُهَا بَنُو سُلَيْمٍ، فَقَالَ: (انْطَلِقْ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ عَلَيْكَ امْرَأَةٌ
شَدِيْدَةُ السَّوَادِ، طَوِيْلَةُ الشَّعْرِ، عَظِيْمَةُ الثَّدْيَيْنِ، قَصِيْرَةٌ) .فَقَالُوا يُحَرِّضُوْنَهَا:
يَا (عُزُّ) شُدِّي شِدَّةً لاَ سِوَاكِهَا... عَلَى خَالِدٍ أَلْقِي الخِمَارَ وَشَمِّرِي
فَإِنَّكِ إِنْ لاَ تَقْتُلِي المَرْءَ خَالِداً ... تَبُوْئِي بِذَنْبٍ عَاجِلٍ وَتُقَصِّرِي
فَشَدَّ عَلَيْهَا خَالِدٌ، فَقَتَلَهَا، وَقَالَ: ذَهَبَتِ العُزَّى، فَلاَ عُزَّى بَعْدَ اليَوْمِ.
الزُّهْرِيُّ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ:
رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ، يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِ خَالِدٍ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ، وَحَسِبْتُ أَنَّهُ نَفَثَ فِيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِداً إِلَى بَنِي جَذِيْمَةَ، فَقَتَلَ، وَأَسَرَ.
فَرَفَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) ، مَرَّتَيْنِ.
الوَاقِدِيُّ: عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ خَالِدٌ بَعْدَ صَنِيْعِهِ بِبَنِي جَذِيْمَةَ، عَاب عَلَيْهِ ابْنُ عَوْفٍ مَا صَنَعَ، وَقَالَ:
أَخَذْتَ بِأَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ، قَتَلْتَهُم بِعَمِّكَ الفَاكِهِ، قَاتَلَكَ اللهُ.
قَالَ: وَأَعَابَهُ عُمَرُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَخَذْتُهُم بِقَتْلِ أَبِيْكَ.فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَذَبْتَ، لَقَدْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِي بِيَدِي، وَلَوْ لَمْ أَقْتُلْهُ، لَكُنْتَ تَقْتُلُ قَوْماً مُسْلِمِيْنَ بِأَبِي فِي الجَاهِلِيَّةِ.
قَالَ: وَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّهُم أَسْلَمُوا؟
فَقَالَ: أَهْلُ السَّرِيَّةِ كُلُّهُم.
قَالَ: جَاءنِي رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أُغِيْرَ عَلَيْهِم، فَأَغَرْتُ.
قَالَ: كَذَبْتَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ.
وَأَعْرَضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ خَالِدٍ، وَغَضِبَ، وَقَالَ: (يَا خَالِدُ! ذَرُوا لِي أَصْحَابِي، مَتَى يُنْكَأْ إِلْفُ المَرْءِ يُنْكَأِ المَرْءُ ) .
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:
لَمَّا نَادَى خَالِدٌ فِي السَّحَرِ: مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسِيْرٌ فَلْيُدَافِّهِ، أَرْسَلْتُ أَسِيْرِي، وَقُلْتُ لِخَالِدٍ:
اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُسْلِمُوْنَ.
قَالَ: إِنَّهُ لاَ عِلْمَ لَكَ بِهَؤُلاَءِ.
إِسْنَادُهُ فِيْهِ الوَاقِدِيُّ، وَلِخَالِدٍ اجْتِهَادُهُ، وَلِذَلِكَ مَا طَالَبَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِدِيَاتِهِم.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:
بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِداً إِلَى الحَارِثِ بنِ كَعْبٍ أَمِيْراً وَدَاعِياً.
وَخَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَلَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ أَعْطَاهُ نَاصِيَتَهُ، فَعُمِلَتْ فِي مُقَدَّمَةِ قُلُنْسُوَةِ خَالِدٍ، فَكَانَ لاَ يَلْقَى عَدُوّاً إِلاَّ هَزَمَهُ.
وَأَخْبَرَنِي مَنْ غَسَلَهُ بِحِمْصَ، وَنَظَرَ إِلَى مَا تَحْتَ ثِيَابِهِ، قَالَ:
مَا فِيْهِ مُصحٌّ، مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ.
الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ: حَدَّثَنَا وَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيٍّ:أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَقَدَ لِخَالِدٍ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ، وَقَالَ:
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ وَالمُنَافِقِيْنَ) .
رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ ) .
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ فِي بَنِي سُلَيْمٍ رِدَّةٌ، فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِم خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، فَجَمَعَ رِجَالاً مِنْهُم فِي الحَظَائِرِ، ثُمَّ أَحْرَقَهُم.
فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: أَتَدَعُ رَجُلاً يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللهِ؟
قَالَ: وَاللهِ لاَ أَشِيْمُ سَيْفاً سَلَّهُ اللهُ عَلَى عَدُوِّهِ.
ثُمَّ أَمَرَهُ، فَمَضَى إِلَى مُسَيْلِمَةَ.
ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: أَخْبَرَنِي السَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي العَجْمَاءِ - وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو العَجْفَاءِ - السُّلَمِيُّ، قَالَ:
قِيْلَ لِعُمَرَ: لَوْ عَهِدْتَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ!
قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، فَقَالَ لِي: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ؟
لَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيْلَكَ يَقُوْلُ: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَإِنَّ أَمِيْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ) .
وَلَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، فَقَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، لَقُلْتُ:
سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيْلَكَ يَقُوْلُ: (خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى
المُشْرِكِيْنَ).وَرَوَاهُ: الشَّاشِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
أَحْمَدُ فِي (المُسْنَدِ) : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
اسْتَعْمَلَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الشَّامِ، وَعَزَلَ خَالِداً.
فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، نِعْمَ فَتَى العَشِيْرَةِ ) .
حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: عَنْ أَنَسٍ:
نَعَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَرَاءَ يَوْمِ مُؤْتَةَ، فَقَالَ: (أُصِيْبُوا جَمِيْعاً، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ: خَالِدٌ) .
وَجَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا خَالِدٌ سَيْفٌ
مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، صَبَّهُ عَلَى الكُفَّارِ ) .أَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ: عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، مَرْفُوْعاً بِمَعْنَاهُ.
وَجَاءَ مِنْ طُرُقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَهُ.
أَبُو المِسْكِيْنِ الطَّائِيُّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ زحرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بنُ مُنِيْبٍ، قَالَ جَدِّي أَوْسٌ:
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ، أَتَيْنَا نَاحِيَةَ البَصْرَةِ، فَلَقِيْنَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةَ، فَبَارَزَهُ خَالِدٌ، فَقَتَلَهُ، فَنَفَلَهُ الصِّدِّيْقُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قُلُنْسُوَتُهُ مَائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الفُرْسُ مَنْ عَظُمَ فِيْهِم، جُعِلَتْ قُلُنْسُوَتُهُ بِمَائَةِ أَلْفٍ.
قَالَ أَبُو وَائِلٍ: كَتَبَ خَالِدٌ إِلَى الفُرْسِ:
إِنَّ مَعِي جُنْداً يُحِبُّوْنَ القَتْلَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسٌ الخَمْرَ.
هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ فَقَدَ قُلُنْسُوَةً لَهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، فَقَالَ: اطْلُبُوْهَا.
فَلَمْ يَجِدُوْهَا، ثُمَّ وُجِدَتْ، فَإِذَا هِيَ قُلُنْسُوَةٌ خَلِقَةٌ.
فَقَالَ خَالِدٌ: اعْتَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَلَقَ رَأْسَهُ، فَابْتَدَرَ النَّاسُ شَعْرَهُ، فَسَبَقْتُهُم إِلَى نَاصِيَتِهِ، فَجَعَلْتُهَا فِي هَذِهِ القُلُنْسُوَةِ، فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالاً وَهِيَ
مَعِي إِلاَّ رُزِقْتُ النَّصْرَ.ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ:
أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ حَلَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْتَدَرُوا شَعْرَهُ، فَبَدَرَهُم خَالِدٌ إِلَى نَاصِيَتِهِ، فَجَعَلَهَا فِي قُلُنْسُوَتِهِ.
ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ:
لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ مُؤْتَةَ انْدَقَّ فِي يَدِي تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيْحَةٌ يَمَانِيَّةٌ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى لآلِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ:
أَنَّ خَالِداً قَالَ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ يُهْدَى إِلَيَّ فِيْهَا عَرُوْسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيْدَةِ البَرْدِ، كَثِيْرَةِ الجَلِيْدِ، فِي سَرِيَّةٍ أُصَبِّحُ فِيْهَا العَدُوَّ.
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ، قَالَ:
قَالَ خَالِدٌ: مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ يَوْمَيَّ أَفِرُّ: يَوْمَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهْدِيَ لِي فِيْهِ شَهَادَةً، أَوْ يَوْمَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهْدِيَ لِي فِيْهِ كَرَامَةً.
قَالَ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ: مَنَعَنِي الجِهَادُ كَثِيْراً مِنَ
القِرَاءةِ، وَرَأَيْتُهُ أُتِيَ بِسُمٍّ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟قَالُوا: سُمٌّ.
قَالَ: بَاسْمِ اللهِ، وَشَرِبَهُ.
قُلْتُ: هَذِهِ -وَاللهِ- الكَرَامَةُ، وَهَذِهِ الشَّجَاعَةُ.
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ:
نَزَلَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ الحِيْرَةَ عَلَى أُمِّ بَنِي المَرَازِبَةِ، فَقَالُوا: احْذَرِ السُّمَّ، لاَ تَسْقِكَ الأَعَاجِمُ.
فَقَالَ: ائْتُوْنِي بِهِ.
فَأُتِيَ بِهِ، فَاقْتَحَمَهُ، وَقَالَ: بَاسْمِ اللهِ، فَلَمْ يَضُرَّهُ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ:
أُتِيَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ بِرَجُلٍ مَعَهُ زِقُّ خَمْرٍ، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَسَلاً، فَصَارَ عَسَلاً.
رَوَاهُ: يَحْيَى بنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ: خَلاًّ بَدَلَ العَسَلِ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَيَرْوِيْهِ: عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ مُرْسَلاً.
ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
طَلَّقَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ امْرَأَةً، فَكَلَّمُوْهُ، فَقَالَ:
لَمْ يُصِبْهَا عِنْدِي مُصِيْبَةٌ، وَلاَ بَلاَءٌ، وَلاَ مَرَضٌ، فَرَابَنِي ذَلِكَ مِنْهَا.
المَدَائِنِيُّ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَدِمَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ بِقَتْلِ مَالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ وَأَصْحَابِهِ، فَجَزِعَ،
وَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ.فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ تَزِيْدُوْنَ عَلَى أَنْ يَكُوْنَ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ؟
ثُمَّ رَدَّهُ، وَوَدَى مَالكاً، وَرَدَّ السَّبْيَ وَالمَالَ.
وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
دَخَلَ خَالِدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ، وَاعْتَذَرَ، فَعَذَرَهُ.
قَالَ سَيْفٌ فِي (الرِّدَّةِ) : عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
شَهِدَ قَوْمٌ مِنَ السَّرِيَّةِ أَنَّهُم أَذَّنُوا، وَأَقَامُوا، وَصَلَّوْا، فَفَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ.
وَشَهِدَ آخَرُوْنَ بِنَفْيِ ذَلِكَ، فَقُتِلُوا.
وَقَدِمَ أَخُوْهُ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يُنْشِدُ الصِّدِّيْقَ دَمَهُ، وَيَطْلُبُ السَّبْيَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ السَّبْيِ.
وَأَلَحَّ عَلَيْهِ عُمَرُ فِي أَنْ يَعْزِلَ خَالِداً، وَقَالَ: إِنَّ فِي سَيْفِهِ رَهَقاً.
فَقَالَ: لاَ يَا عُمَرُ، لَمْ أَكُنْ لأَشِيْمَ سَيْفاً سَلَّهُ اللهُ عَلَى الكَافِرِيْنَ.
سَيْفٌ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ:
أَنَّ خَالِداً بَثَّ السَّرَايَا، فَأُتِيَ بِمَالِكٍ.
فَاخْتَلَفَ قَوْلُ النَّاسِ فِيْهِم وَفِي إِسْلاَمِهِم، وَجَاءتْ أُمُّ تَمِيْمٍ كَاشِفَةً وَجْهَهَا، فَأَكَبَّتْ عَلَى مَالِكٍ، وَكَانَتْ أَجْمَلَ النَّاسِ.
فَقَالَ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي، فَقَدْ -وَاللهِ- قَتَلْتِنِي.
فَأَمَرَ بِهِم خَالِدٌ، فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُم، فَقَامَ أَبُو قَتَادَةَ، فَنَاشَدَهُ فِيْهِم، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ.
فَرَكِبَ أَبُو قَتَادَةَ فَرَسَهُ، وَلَحِقَ بِأَبِي بَكْرٍ، وَحَلَفَ: لاَ أَسِيْرُ فِي جَيْشٍ وَهُوَ تَحْتَ لِوَاءِ خَالِدٍ، وَقَالَ:
تَرَكَ قَوْلِي، وَأَخَذَ بِشَهَادَةِ الأَعْرَابِ الَّذِيْنَ فَتَنَتْهُمُ الغَنَائِمُ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بنُ جَبِيْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ.قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيِّ فِي حَدِيْثِ الرِّدَّةِ:
فَأَوْقَعَ بِهِم خَالِدٌ، وَقَتَلَ مَالِكاً، ثُمَّ أَوْقَعَ بِأَهْلِ بُزَاخَةَ، وَحَرَّقَهُم، لِكَوْنِهِ بَلَغَهُ عَنْهُم مَقَالَةٌ سَيِّئَةٌ، شَتَمُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَضَى إِلَى اليَمَامَةِ، فَقَتَلَ مُسَيْلِمَةَ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَدِمَ خَالِدٌ المَدِيْنَةَ بِالسَّبْيِ، وَمَعَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ وَفْدِ بَنِي حَنِيْفَةَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ، عَلَيْهِ صَدَأُ الحَدِيْدِ، مُتَقَلِّداً السَّيْفَ، فِي عِمَامَتِهِ أَسْهُمٌ.
فَمَرَّ بِعُمَرَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، وَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَرَأَى مِنْهُ كُلَّ مَا يُحِبُّ، وَعَلِمَ عُمَرُ، فَأَمْسَكَ.
وَإِنَّمَا وَجَدَ عُمَرُ عَلَيْهِ؛ لِقَتْلِهِ مَالِكَ بنَ نُوَيْرَةَ، وَتَزَوَّجَ بِامْرَأَتِهِ.
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ، قَالَ:
كَانَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ مِنْ أَمَدِّ النَّاسِ بَصَراً، فَرَأَى رَاكِباً، وَإِذَا هُوَ قَدْ قَدِمَ بِمَوْتِ الصِّدِّيْقِ، وَبِعَزْلِ خَالِدٍ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَلِي عُمَرُ، فَقَالَ:
لأَنْزِعَنَّ خَالِداً، حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يَنْصُرُ دِيْنَهُ.
يَعْنِي: بِغَيْرِ خَالِدٍ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ، وَعَزَلْتُ خَالِداً.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: وَلَّى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الشَّامِ، فَاسْتَعْمَلَ يَزِيْدَ عَلَى فِلَسْطِيْنَ، وَشُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ عَلَى الأُرْدُنِّ، وَخَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ عَلَى دِمَشْقَ، وَحَبِيْبَ بنَ
مَسْلَمَةَ عَلَى حِمْصَ.الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: اكْتُبْ إِلَى خَالِدٍ؛ أَلاَّ يُعْطِي شَاةً وَلاَ بَعِيْراً إِلاَّ بِأَمْرِكَ.
فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ.
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ: إِمَّا أَنْ تَدَعَنِي وَعَمَلِي، وَإِلاَّ فَشَأْنُكَ بِعَمَلِكَ.
فَأَشَارَ عُمَرُ بِعَزْلِهِ، فَقَالَ: وَمَنْ يُجْزِئُ عَنْهُ؟
قَالَ عُمَرُ: أَنَا.
قَالَ: فَأَنْتَ.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ: فَتَجَهَّزَ عُمَرُ، حَتَّى أُنِيْخَتِ الظَّهْرُ فِي الدَّارِ.
وَحَضَرَ الخُرُوْجُ، فَمَشَى جَمَاعَةٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا:
مَا شَأْنُكَ! تُخْرِجُ عُمَرَ مِنَ المَدِيْنَةِ وَأَنْتَ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ، وَعَزَلْتَ خَالِداً وَقَدْ كَفَاكَ؟
قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ؟
قَالُوا: تَعْزِمُ عَلَى عُمَرَ لِيَجْلِسَ، وَتكْتُبُ إِلَى خَالِدٍ، فَيُقِيْمَ عَلَى عَمَلِهِ، فَفَعَلَ.
هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ:
قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: تَدَعُ خَالِداً بِالشَّامِ يُنْفِقُ مَالَ اللهِ؟
قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ أَسْلَمُ:
سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُوْلُ: كَذَبْتُ اللهَ إِنْ كُنْتُ أَمَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِشَيْءٍ لاَ أَفْعَلُهُ.
فَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ، فَكَتَبَ خَالِدٌ إِلَيْهِ: لاَ حَاجَةَ لِي بِعَمَلِكَ.
فَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ.
الحَارِثُ بنُ يَزِيْدَ: عَنْ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ نَاشِرَةَ اليَزَنِيِّ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بِالجَابِيَةِ، وَاعْتَذَرَ مِنْ عَزْلِ خَالِدٍ، قَالَ: وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ.
فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَفْصِ بنِ المُغِيْرَةِ : وَاللهِ مَا أَعْذَرْتَ، نَزَعْتَ عَامِلاً اسْتَعْمَلَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَضَعْتَ لِوَاءً رَفَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: إِنَّكَ قَرِيْبُ القَرَابَةِ، حَدِيْثُ السِّنِّ، مُغْضَبٌ فِي ابْنِ عَمِّكَ.
وَمِنْ كِتَابِ سَيْفٍ، عَنْ رِجَالِهِ، قَالَ:كَانَ عُمَرُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَإِنَّ خَالِداً أَجَازَ الأَشْعَثَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ.
فَدَعَا البَرِيْدَ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ:
أَنْ تُقِيْمَ خَالِداً وَتَعْقِلَهُ بِعِمَامَتِهِ، وَتنْزِعَ قُلُنْسُوَتَهُ حَتَّى يُعْلِمَكُم مِنْ أَيْنَ أَجَازَ الأَشْعَثَ؟ أَمِنْ مَالِ اللهِ، أَمْ مِنْ مَالِهِ؟ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ إِصَابَةٍ أَصَابَهَا فَقَدْ أَقَرَّ بِخِيَانَةٍ، وَإِنْ زَعَمَ أَنَّهَا مِنْ مَالِهِ فَقَدْ أَسْرَفَ، وَاعْزِلْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاضْمُمْ إِلَيْك عَمَلَهُ.
فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِمَ خَالِدٌ عَلَى عُمَرَ، فَشَكَاهُ، وَقَالَ:
لَقَدْ شَكَوْتُكَ إِلَى المُسْلِمِيْنَ، وَبِاللهِ يَا عُمَرُ، إِنَّكَ فِي أَمْرِي غَيْرُ مُجْمِلٍ.
فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ هَذَا الثَّرَاءُ؟
قَالَ: مِنَ الأَنْفَالِ وَالسُّهْمَانِ، مَا زَادَ عَلَى السِتِّيْنَ أَلْفاً فَلَكَ، تُقَوِّمُ عرُوْضَهُ.
قَالَ: فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ عِشْرُوْنَ أَلْفاً، فَأَدْخَلَهَا بَيْتَ المَالِ.
ثُمَّ قَالَ: يَا خَالِدُ! وَاللهِ إِنَّكَ لَكَرِيْمٌ عَلَيَّ، وَإِنَّكَ لَحَبِيْبٌ إِلَيَّ، وَلَنْ تُعَاتِبَنِي بَعْدَ اليَوْمِ عَلَى شَيْءٍ.
وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ:
عَزَلَ عُمَرُ خَالِداً، فَلَمْ يُعْلِمْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، حَتَّى عَلِمَ مِنَ الغَيْرِ.
فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ! مَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ لاَ تُعْلِمَنِي؟
قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُرَوِّعَكَ.
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
قَدِمَ خَالِدٌ مِنَ الشَّامِ، وَفِي عِمَامَتِهِ أَسْهُمٌ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ، فَنَهَاهُ عُمَرُ.
الأَصْمَعِيُّ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ دَخَلَ وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ حَرِيْرٌ.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟
قَالَ: وَمَا بَأْسُهُ! قَدْ لَبِسَهُ ابْنُ عَوْفٍ.
قَالَ: وَأَنْتَ مِثْلُهُ؟! عَزَمْتُ عَلَى مَنْ فِي البَيْتِ إِلاَّ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُ قِطْعَةً، فَمَزَّقُوْهُ.رَوَى عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَظُنُّ قَالَ:
لَمَّا حَضَرَتْ خَالِداً الوَفَاةُ، قَالَ:
لَقَدْ طَلَبْتُ القَتْلَ مَظَانَّهُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلاَّ أَنْ أَمُوْتَ عَلَى فِرَاشِي، وَمَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي بَعْدَ التَّوْحِيْدِ مِنْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ، وَالسَّمَاءُ تُهِلُّنِي، نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغِيْرَ عَلَى الكُفَّارِ.
ثُمَّ قَالَ: إِذَا مِتُّ، فَانْظُرُوا إِلَى سِلاَحِي وَفَرَسِي، فَاجْعلُوْهُ عُدَّةً فِي سَبِيْلِ اللهِ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، خَرَجَ عُمَرُ عَلَى جِنَازَتِهِ، فَذَكَرَ قَوْلَهُ:
مَا عَلَى آلِ الوَلِيْدِ أَنْ يَسْفَحْنَ عَلَى خَالِدٍ مِنْ دُمُوْعِهِنَّ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعاً أَوْ لَقْلَقَةً.
النَّقْعُ: التُّرَابُ عَلَى الرُّؤُوْسِ.
وَاللَّقْلَقَةُ: الصُّرَاخُ.
وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ سَاقِطٍ: أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ فِي جِنَازَةِ خَالِدٍ بِالمَدِيْنَةِ، وَإِذَا أُمُّهُ تَنْدُبُهُ، وَتَقُوْلُ:
أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ القَوْ ... مِ إِذَا مَا كُبَّتْ وُجُوْهُ الرِّجَالِ
فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتِ، إِنْ كَانَ لَكَذَلِكَ.الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَنْبَسَةَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الدِّيْبَاجَ يَقُوْلُ:
لَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَاسْتُخْلِفَ عِيَاضُ بنُ غَنْمٍ.
فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ عِيَاضٍ حَتَّى مَاتَ، فَانْعَزَلَ خَالِدٌ إِلَى حِمْصَ، فَكَانَ ثَمَّ، وَحَبَّسَ خَيْلاً وَسِلاَحاً، فَلَمْ يَزَلْ مُرَابِطاً بِحِمْصَ، حَتَّى نَزَلَ بِهِ.
فَعَادَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَذَكَرَ لَهُ: أَنَّ خَيْلَهُ الَّتِي حُبِسَتْ بِالثَّغْرِ تُعْلَفُ مِنْ مَالِي، وَدَارِي بِالمَدِيْنَةِ صَدَقَةٌ، وَقَدْ كُنْتُ أَشْهَدْتُ عَلَيْهَا عُمَرَ، وَاللهِ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، لَئِنْ مَاتَ عُمَرُ لَتَرَيْنَّ أُمُوْراً تُنْكِرُهَا.
وَرَوَى: إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوْسَى، قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى مَكَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَحُطُّ عَنْ رَوَاحِلِنَا، إِذْ أَتَى الخَبَرُ بِوَفَاةِ خَالِدٍ.
فَصَاحَ عُمَرُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! يَا طَلْحَةُ! هَلَكَ أَبُو سُلَيْمَانَ، هَلَكَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ.
فَقَالَ طَلْحَةُ:
لاَ أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادَا
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ: أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ لَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، وَقَالَ:
لَقِيْتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفاً، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلاَّ وَفِيْهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ، أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، وَهَا أَنَا أَمُوْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوْتُ العِيْرُ، فَلاَ نَامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: لَمْ يَزَلْ خَالِدٌ بِالشَّامِ حَتَّى عَزَلَهُ عُمَرُ، وَهَلَكَ بِالشَّامِ، وَوَلِي عُمَرُ وَصِيَّتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: مَاتَ بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ قَدِمَ قَبْلَ ذَلِكَ مُعْتَمِراً، وَرَجَعَ.الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رِيَاحٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ رِيَاحٍ، سَمِعَ ثَعْلَبَةَ بنَ أَبِي مَالِكٍ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ عُمَرَ بِقُبَاءَ، وَإِذَا حُجَّاجٌ مِنَ الشَّامِ.
قَالَ: مَنِ القَوْمُ؟
قَالُوا: مِنَ اليَمَنِ مِمَّنْ نَزَلَ حِمْصَ، وَيَوْمَ رَحَلْنَا مِنْهَا مَاتَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ.
فَاسْتَرْجَعَ عُمَرُ مِرَاراً، وَنَكَسَ، وَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ:
كَانَ -وَاللهِ- سَدَّاداً لِنَحْرِ العَدُوِّ، مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ.
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: فَلِمَ عَزَلْتَهُ؟!
قَالَ: عَزَلْتُهُ لِبَذْلِهِ المَالَ لأَهْلِ الشَّرَفِ وَذَوِي اللِّسَانِ.
قَالَ: فَكُنْتَ عَزَلْتَهُ عَنِ المَالِ، وَتَتْرُكَهُ عَلَى الجُنْدِ.
قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِيَرْضَى.
قَالَ: فَهلاَّ بَلَوْتَهُ ؟
وَرَوَى: جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ خَالِدٌ، لَمْ يَدَعْ إِلاَّ فَرَسَهُ وَسِلاَحَهُ وَغُلاَمَهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا سُلَيْمَانَ، كَانَ عَلَى مَا ظَنَنَّاهُ بِهِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
اجْتَمَعَ نِسْوَةُ بَنِي المُغِيْرَةِ فِي دَارِ خَالِدٍ يَبْكِيْنَهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُرِقْنَ مِنْ دُمُوْعِهِنَّ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعاً أَوْ لَقْلَقَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، وَأَبُو عُبَيْدٍ:
مَاتَ خَالِدٌ بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ.
قُلْتُ: الصَّحِيْحُ مَوْتُهُ بِحِمْصَ، وَلَهُ مَشْهَدٌ يُزَارُ.وَلَهُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) : حَدِيْثَانِ، وَفِي (مُسْنَدِ بَقِيٍّ) : وَاحِدٌ وَسَبْعُوْنَ.
ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ كَعْبٍ.
سَيْفُ اللهِ -تَعَالَى- وَفَارِسُ الإِسْلاَمِ، وَلَيْثُ المَشَاهِدِ، السَّيِّدُ الإِمَامُ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، قَائِدُ المُجَاهِدِيْنَ، أَبُو سُلَيْمَانَ القُرَشِيُّ، المَخْزُوْمِيُّ، المَكِّيُّ، وَابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتِ الحَارِثِ.
هَاجَرَ مُسْلِماً فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ، ثُمَّ سَارَ غَازِياً، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ، وَاسْتُشْهِدَ أُمَرَاءُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الثَّلاَثَةُ: مَوْلاَهُ زَيْدٌ، وَابْنُ عَمِّهِ جَعْفَرٌ ذُوْ الجَنَاحَيْنِ، وَابْنُ رَوَاحَةَ، وَبَقِيَ الجَيْشُ بِلاَ أَمِيْرٍ، فَتَأَمَّرَ عَلَيْهِم فِي الحَالِ خَالِدٌ، وَأَخَذَ الرَّايَةَ، وَحَمَلَ عَلَى العَدُوِّ، فَكَانَ النَّصْرُ.
وَسَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَيْفَ اللهِ، فَقَالَ: (إِنَّ خَالِداً سَيْفٌ سَلَّهُ اللهُ عَلَى المُشْرِكِيْنَ) .
وَشَهِدَ الفَتْحَ، وَحُنَيْناً، وَتَأَمَّرَ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاحْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَلاَمَتَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَحَارَبَ أَهْلَ الرِّدَّةِ، وَمُسَيْلِمَةَ، وَغَزَا العِرَاقَ، وَاسْتَظْهَرَ، ثُمَّ اخْتَرَقَ البَرِّيَّةَ السَّمَاوِيَّةَ بِحَيْثُ إِنَّهُ قَطَعَ المَفَازَة مِنْ حَدِّ العِرَاقِ إِلَى أَوَّلِ الشَّامِ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي عَسْكَرٍ مَعَهُ، وَشَهِدَ حُرُوْبَ الشَّامِ، وَلَمْ يَبْقَ فِي جَسَدِهِ قِيْدُ شِبْرٍ إِلاَّ وَعَلَيْهِ
طَابَعُ الشُّهَدَاءِ.وَمَنَاقِبُهُ غَزِيْرَةٌ، أَمَّرَهُ الصِّدِّيْقُ عَلَى سَائِرِ أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ، وَحَاصَرَ دِمَشْقَ، فَافْتَتَحَهَا هُوَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ.
عَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَتَلَ جَمَاعَةً مِنَ الأَبْطَالِ، وَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلاَ قَرَّتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ.
تُوُفِّيَ بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَمَشْهَدُهُ عَلَى بَابِ حِمْصَ، عَلَيْهِ جَلاَلَةٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ خَالَتِهِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ، وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالمِقْدَامُ بنُ مَعْدِيْ كَرِبٍ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَشَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ، وَآخَرُوْنَ.لَهُ أَحَادِيْثُ قَلِيْلَةٌ.
مُسْلِمٌ: مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ - الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللهِ - أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى خَالَتِهِ مَيْمُوْنَةَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبّاً مَحْنُوْذاً، قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتْهُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَفَعَ يَدَهُ.
فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟
قَالَ: (لاَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ) .
فَاجْتَرَرْتُهُ، فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ وَلَمْ يَنْهَ.
هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ كَائِداً مِنَ الجِنِّ يَكِيْدُنِي.
قَالَ: (قُلْ: أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ، وَمَا يَخْرُجُ
مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِي السَّمَاءِ، وَمَا يَنْزِلُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ) .فَفَعَلْتُ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي.
وَعَنْ حَيَّانَ بنِ أَبِي جَبَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ:
مَا عَدَلَ بِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِخَالِدٍ أَحَداً فِي حَرْبِهِ مُنْذُ أَسْلَمْنَا.
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ أَتَى عَلَى اللاَّتِ وَالعُزَّى، فَقَالَ:
يَا (عُزُّ) كُفْرَانَكِ لاَ سُبْحَانَكِ ... إِنِّي رَأَيْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكِ
وَرَوَى: زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: أَنَّ خَالِداً قَالَ مِثْلَهُ.
قَالَ قَتَادَةُ: مَشَى خَالِدٌ إِلَى العُزَّى، فَكَسَرَ أَنْفَهَا بِالفَأْسِ.
وَرَوَى: سُفْيَانُ بنُ حُسَيْنٍ، عَنْ قَتَادَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ خَالِداً إِلَى العُزَّى، وَكَانَتْ لِهَوَازِنَ، وَسَدَنَتُهَا بَنُو سُلَيْمٍ، فَقَالَ: (انْطَلِقْ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ عَلَيْكَ امْرَأَةٌ
شَدِيْدَةُ السَّوَادِ، طَوِيْلَةُ الشَّعْرِ، عَظِيْمَةُ الثَّدْيَيْنِ، قَصِيْرَةٌ) .فَقَالُوا يُحَرِّضُوْنَهَا:
يَا (عُزُّ) شُدِّي شِدَّةً لاَ سِوَاكِهَا... عَلَى خَالِدٍ أَلْقِي الخِمَارَ وَشَمِّرِي
فَإِنَّكِ إِنْ لاَ تَقْتُلِي المَرْءَ خَالِداً ... تَبُوْئِي بِذَنْبٍ عَاجِلٍ وَتُقَصِّرِي
فَشَدَّ عَلَيْهَا خَالِدٌ، فَقَتَلَهَا، وَقَالَ: ذَهَبَتِ العُزَّى، فَلاَ عُزَّى بَعْدَ اليَوْمِ.
الزُّهْرِيُّ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ:
رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ، يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِ خَالِدٍ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ، وَحَسِبْتُ أَنَّهُ نَفَثَ فِيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِداً إِلَى بَنِي جَذِيْمَةَ، فَقَتَلَ، وَأَسَرَ.
فَرَفَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) ، مَرَّتَيْنِ.
الوَاقِدِيُّ: عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ خَالِدٌ بَعْدَ صَنِيْعِهِ بِبَنِي جَذِيْمَةَ، عَاب عَلَيْهِ ابْنُ عَوْفٍ مَا صَنَعَ، وَقَالَ:
أَخَذْتَ بِأَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ، قَتَلْتَهُم بِعَمِّكَ الفَاكِهِ، قَاتَلَكَ اللهُ.
قَالَ: وَأَعَابَهُ عُمَرُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَخَذْتُهُم بِقَتْلِ أَبِيْكَ.فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَذَبْتَ، لَقَدْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِي بِيَدِي، وَلَوْ لَمْ أَقْتُلْهُ، لَكُنْتَ تَقْتُلُ قَوْماً مُسْلِمِيْنَ بِأَبِي فِي الجَاهِلِيَّةِ.
قَالَ: وَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّهُم أَسْلَمُوا؟
فَقَالَ: أَهْلُ السَّرِيَّةِ كُلُّهُم.
قَالَ: جَاءنِي رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أُغِيْرَ عَلَيْهِم، فَأَغَرْتُ.
قَالَ: كَذَبْتَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ.
وَأَعْرَضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ خَالِدٍ، وَغَضِبَ، وَقَالَ: (يَا خَالِدُ! ذَرُوا لِي أَصْحَابِي، مَتَى يُنْكَأْ إِلْفُ المَرْءِ يُنْكَأِ المَرْءُ ) .
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:
لَمَّا نَادَى خَالِدٌ فِي السَّحَرِ: مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسِيْرٌ فَلْيُدَافِّهِ، أَرْسَلْتُ أَسِيْرِي، وَقُلْتُ لِخَالِدٍ:
اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُسْلِمُوْنَ.
قَالَ: إِنَّهُ لاَ عِلْمَ لَكَ بِهَؤُلاَءِ.
إِسْنَادُهُ فِيْهِ الوَاقِدِيُّ، وَلِخَالِدٍ اجْتِهَادُهُ، وَلِذَلِكَ مَا طَالَبَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِدِيَاتِهِم.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:
بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِداً إِلَى الحَارِثِ بنِ كَعْبٍ أَمِيْراً وَدَاعِياً.
وَخَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَلَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ أَعْطَاهُ نَاصِيَتَهُ، فَعُمِلَتْ فِي مُقَدَّمَةِ قُلُنْسُوَةِ خَالِدٍ، فَكَانَ لاَ يَلْقَى عَدُوّاً إِلاَّ هَزَمَهُ.
وَأَخْبَرَنِي مَنْ غَسَلَهُ بِحِمْصَ، وَنَظَرَ إِلَى مَا تَحْتَ ثِيَابِهِ، قَالَ:
مَا فِيْهِ مُصحٌّ، مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ.
الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ: حَدَّثَنَا وَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيٍّ:أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَقَدَ لِخَالِدٍ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ، وَقَالَ:
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ وَالمُنَافِقِيْنَ) .
رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ ) .
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ فِي بَنِي سُلَيْمٍ رِدَّةٌ، فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِم خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، فَجَمَعَ رِجَالاً مِنْهُم فِي الحَظَائِرِ، ثُمَّ أَحْرَقَهُم.
فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: أَتَدَعُ رَجُلاً يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللهِ؟
قَالَ: وَاللهِ لاَ أَشِيْمُ سَيْفاً سَلَّهُ اللهُ عَلَى عَدُوِّهِ.
ثُمَّ أَمَرَهُ، فَمَضَى إِلَى مُسَيْلِمَةَ.
ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: أَخْبَرَنِي السَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي العَجْمَاءِ - وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو العَجْفَاءِ - السُّلَمِيُّ، قَالَ:
قِيْلَ لِعُمَرَ: لَوْ عَهِدْتَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ!
قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، فَقَالَ لِي: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ؟
لَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيْلَكَ يَقُوْلُ: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَإِنَّ أَمِيْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ) .
وَلَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، فَقَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، لَقُلْتُ:
سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيْلَكَ يَقُوْلُ: (خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ عَلَى
المُشْرِكِيْنَ).وَرَوَاهُ: الشَّاشِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
أَحْمَدُ فِي (المُسْنَدِ) : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
اسْتَعْمَلَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الشَّامِ، وَعَزَلَ خَالِداً.
فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، نِعْمَ فَتَى العَشِيْرَةِ ) .
حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: عَنْ أَنَسٍ:
نَعَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَرَاءَ يَوْمِ مُؤْتَةَ، فَقَالَ: (أُصِيْبُوا جَمِيْعاً، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ: خَالِدٌ) .
وَجَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا خَالِدٌ سَيْفٌ
مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، صَبَّهُ عَلَى الكُفَّارِ ) .أَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ: عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، مَرْفُوْعاً بِمَعْنَاهُ.
وَجَاءَ مِنْ طُرُقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَهُ.
أَبُو المِسْكِيْنِ الطَّائِيُّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ زحرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بنُ مُنِيْبٍ، قَالَ جَدِّي أَوْسٌ:
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ، أَتَيْنَا نَاحِيَةَ البَصْرَةِ، فَلَقِيْنَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةَ، فَبَارَزَهُ خَالِدٌ، فَقَتَلَهُ، فَنَفَلَهُ الصِّدِّيْقُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قُلُنْسُوَتُهُ مَائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الفُرْسُ مَنْ عَظُمَ فِيْهِم، جُعِلَتْ قُلُنْسُوَتُهُ بِمَائَةِ أَلْفٍ.
قَالَ أَبُو وَائِلٍ: كَتَبَ خَالِدٌ إِلَى الفُرْسِ:
إِنَّ مَعِي جُنْداً يُحِبُّوْنَ القَتْلَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسٌ الخَمْرَ.
هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ فَقَدَ قُلُنْسُوَةً لَهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، فَقَالَ: اطْلُبُوْهَا.
فَلَمْ يَجِدُوْهَا، ثُمَّ وُجِدَتْ، فَإِذَا هِيَ قُلُنْسُوَةٌ خَلِقَةٌ.
فَقَالَ خَالِدٌ: اعْتَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَلَقَ رَأْسَهُ، فَابْتَدَرَ النَّاسُ شَعْرَهُ، فَسَبَقْتُهُم إِلَى نَاصِيَتِهِ، فَجَعَلْتُهَا فِي هَذِهِ القُلُنْسُوَةِ، فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالاً وَهِيَ
مَعِي إِلاَّ رُزِقْتُ النَّصْرَ.ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ:
أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ حَلَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْتَدَرُوا شَعْرَهُ، فَبَدَرَهُم خَالِدٌ إِلَى نَاصِيَتِهِ، فَجَعَلَهَا فِي قُلُنْسُوَتِهِ.
ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ:
لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ مُؤْتَةَ انْدَقَّ فِي يَدِي تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيْحَةٌ يَمَانِيَّةٌ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى لآلِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ:
أَنَّ خَالِداً قَالَ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ يُهْدَى إِلَيَّ فِيْهَا عَرُوْسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيْدَةِ البَرْدِ، كَثِيْرَةِ الجَلِيْدِ، فِي سَرِيَّةٍ أُصَبِّحُ فِيْهَا العَدُوَّ.
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ، قَالَ:
قَالَ خَالِدٌ: مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ يَوْمَيَّ أَفِرُّ: يَوْمَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهْدِيَ لِي فِيْهِ شَهَادَةً، أَوْ يَوْمَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهْدِيَ لِي فِيْهِ كَرَامَةً.
قَالَ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ: مَنَعَنِي الجِهَادُ كَثِيْراً مِنَ
القِرَاءةِ، وَرَأَيْتُهُ أُتِيَ بِسُمٍّ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟قَالُوا: سُمٌّ.
قَالَ: بَاسْمِ اللهِ، وَشَرِبَهُ.
قُلْتُ: هَذِهِ -وَاللهِ- الكَرَامَةُ، وَهَذِهِ الشَّجَاعَةُ.
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ:
نَزَلَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ الحِيْرَةَ عَلَى أُمِّ بَنِي المَرَازِبَةِ، فَقَالُوا: احْذَرِ السُّمَّ، لاَ تَسْقِكَ الأَعَاجِمُ.
فَقَالَ: ائْتُوْنِي بِهِ.
فَأُتِيَ بِهِ، فَاقْتَحَمَهُ، وَقَالَ: بَاسْمِ اللهِ، فَلَمْ يَضُرَّهُ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ:
أُتِيَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ بِرَجُلٍ مَعَهُ زِقُّ خَمْرٍ، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَسَلاً، فَصَارَ عَسَلاً.
رَوَاهُ: يَحْيَى بنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ: خَلاًّ بَدَلَ العَسَلِ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَيَرْوِيْهِ: عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ مُرْسَلاً.
ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
طَلَّقَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ امْرَأَةً، فَكَلَّمُوْهُ، فَقَالَ:
لَمْ يُصِبْهَا عِنْدِي مُصِيْبَةٌ، وَلاَ بَلاَءٌ، وَلاَ مَرَضٌ، فَرَابَنِي ذَلِكَ مِنْهَا.
المَدَائِنِيُّ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَدِمَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ بِقَتْلِ مَالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ وَأَصْحَابِهِ، فَجَزِعَ،
وَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ.فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ تَزِيْدُوْنَ عَلَى أَنْ يَكُوْنَ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ؟
ثُمَّ رَدَّهُ، وَوَدَى مَالكاً، وَرَدَّ السَّبْيَ وَالمَالَ.
وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
دَخَلَ خَالِدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ، وَاعْتَذَرَ، فَعَذَرَهُ.
قَالَ سَيْفٌ فِي (الرِّدَّةِ) : عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
شَهِدَ قَوْمٌ مِنَ السَّرِيَّةِ أَنَّهُم أَذَّنُوا، وَأَقَامُوا، وَصَلَّوْا، فَفَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ.
وَشَهِدَ آخَرُوْنَ بِنَفْيِ ذَلِكَ، فَقُتِلُوا.
وَقَدِمَ أَخُوْهُ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يُنْشِدُ الصِّدِّيْقَ دَمَهُ، وَيَطْلُبُ السَّبْيَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ السَّبْيِ.
وَأَلَحَّ عَلَيْهِ عُمَرُ فِي أَنْ يَعْزِلَ خَالِداً، وَقَالَ: إِنَّ فِي سَيْفِهِ رَهَقاً.
فَقَالَ: لاَ يَا عُمَرُ، لَمْ أَكُنْ لأَشِيْمَ سَيْفاً سَلَّهُ اللهُ عَلَى الكَافِرِيْنَ.
سَيْفٌ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ:
أَنَّ خَالِداً بَثَّ السَّرَايَا، فَأُتِيَ بِمَالِكٍ.
فَاخْتَلَفَ قَوْلُ النَّاسِ فِيْهِم وَفِي إِسْلاَمِهِم، وَجَاءتْ أُمُّ تَمِيْمٍ كَاشِفَةً وَجْهَهَا، فَأَكَبَّتْ عَلَى مَالِكٍ، وَكَانَتْ أَجْمَلَ النَّاسِ.
فَقَالَ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي، فَقَدْ -وَاللهِ- قَتَلْتِنِي.
فَأَمَرَ بِهِم خَالِدٌ، فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُم، فَقَامَ أَبُو قَتَادَةَ، فَنَاشَدَهُ فِيْهِم، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ.
فَرَكِبَ أَبُو قَتَادَةَ فَرَسَهُ، وَلَحِقَ بِأَبِي بَكْرٍ، وَحَلَفَ: لاَ أَسِيْرُ فِي جَيْشٍ وَهُوَ تَحْتَ لِوَاءِ خَالِدٍ، وَقَالَ:
تَرَكَ قَوْلِي، وَأَخَذَ بِشَهَادَةِ الأَعْرَابِ الَّذِيْنَ فَتَنَتْهُمُ الغَنَائِمُ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بنُ جَبِيْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ.قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيِّ فِي حَدِيْثِ الرِّدَّةِ:
فَأَوْقَعَ بِهِم خَالِدٌ، وَقَتَلَ مَالِكاً، ثُمَّ أَوْقَعَ بِأَهْلِ بُزَاخَةَ، وَحَرَّقَهُم، لِكَوْنِهِ بَلَغَهُ عَنْهُم مَقَالَةٌ سَيِّئَةٌ، شَتَمُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَضَى إِلَى اليَمَامَةِ، فَقَتَلَ مُسَيْلِمَةَ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَدِمَ خَالِدٌ المَدِيْنَةَ بِالسَّبْيِ، وَمَعَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ وَفْدِ بَنِي حَنِيْفَةَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ، عَلَيْهِ صَدَأُ الحَدِيْدِ، مُتَقَلِّداً السَّيْفَ، فِي عِمَامَتِهِ أَسْهُمٌ.
فَمَرَّ بِعُمَرَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، وَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَرَأَى مِنْهُ كُلَّ مَا يُحِبُّ، وَعَلِمَ عُمَرُ، فَأَمْسَكَ.
وَإِنَّمَا وَجَدَ عُمَرُ عَلَيْهِ؛ لِقَتْلِهِ مَالِكَ بنَ نُوَيْرَةَ، وَتَزَوَّجَ بِامْرَأَتِهِ.
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ، قَالَ:
كَانَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ مِنْ أَمَدِّ النَّاسِ بَصَراً، فَرَأَى رَاكِباً، وَإِذَا هُوَ قَدْ قَدِمَ بِمَوْتِ الصِّدِّيْقِ، وَبِعَزْلِ خَالِدٍ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَلِي عُمَرُ، فَقَالَ:
لأَنْزِعَنَّ خَالِداً، حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يَنْصُرُ دِيْنَهُ.
يَعْنِي: بِغَيْرِ خَالِدٍ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ، وَعَزَلْتُ خَالِداً.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: وَلَّى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الشَّامِ، فَاسْتَعْمَلَ يَزِيْدَ عَلَى فِلَسْطِيْنَ، وَشُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ عَلَى الأُرْدُنِّ، وَخَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ عَلَى دِمَشْقَ، وَحَبِيْبَ بنَ
مَسْلَمَةَ عَلَى حِمْصَ.الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: اكْتُبْ إِلَى خَالِدٍ؛ أَلاَّ يُعْطِي شَاةً وَلاَ بَعِيْراً إِلاَّ بِأَمْرِكَ.
فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ.
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ: إِمَّا أَنْ تَدَعَنِي وَعَمَلِي، وَإِلاَّ فَشَأْنُكَ بِعَمَلِكَ.
فَأَشَارَ عُمَرُ بِعَزْلِهِ، فَقَالَ: وَمَنْ يُجْزِئُ عَنْهُ؟
قَالَ عُمَرُ: أَنَا.
قَالَ: فَأَنْتَ.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ: فَتَجَهَّزَ عُمَرُ، حَتَّى أُنِيْخَتِ الظَّهْرُ فِي الدَّارِ.
وَحَضَرَ الخُرُوْجُ، فَمَشَى جَمَاعَةٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا:
مَا شَأْنُكَ! تُخْرِجُ عُمَرَ مِنَ المَدِيْنَةِ وَأَنْتَ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ، وَعَزَلْتَ خَالِداً وَقَدْ كَفَاكَ؟
قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ؟
قَالُوا: تَعْزِمُ عَلَى عُمَرَ لِيَجْلِسَ، وَتكْتُبُ إِلَى خَالِدٍ، فَيُقِيْمَ عَلَى عَمَلِهِ، فَفَعَلَ.
هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ:
قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: تَدَعُ خَالِداً بِالشَّامِ يُنْفِقُ مَالَ اللهِ؟
قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ أَسْلَمُ:
سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُوْلُ: كَذَبْتُ اللهَ إِنْ كُنْتُ أَمَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِشَيْءٍ لاَ أَفْعَلُهُ.
فَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ، فَكَتَبَ خَالِدٌ إِلَيْهِ: لاَ حَاجَةَ لِي بِعَمَلِكَ.
فَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ.
الحَارِثُ بنُ يَزِيْدَ: عَنْ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ نَاشِرَةَ اليَزَنِيِّ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بِالجَابِيَةِ، وَاعْتَذَرَ مِنْ عَزْلِ خَالِدٍ، قَالَ: وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ.
فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَفْصِ بنِ المُغِيْرَةِ : وَاللهِ مَا أَعْذَرْتَ، نَزَعْتَ عَامِلاً اسْتَعْمَلَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَضَعْتَ لِوَاءً رَفَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: إِنَّكَ قَرِيْبُ القَرَابَةِ، حَدِيْثُ السِّنِّ، مُغْضَبٌ فِي ابْنِ عَمِّكَ.
وَمِنْ كِتَابِ سَيْفٍ، عَنْ رِجَالِهِ، قَالَ:كَانَ عُمَرُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَإِنَّ خَالِداً أَجَازَ الأَشْعَثَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ.
فَدَعَا البَرِيْدَ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ:
أَنْ تُقِيْمَ خَالِداً وَتَعْقِلَهُ بِعِمَامَتِهِ، وَتنْزِعَ قُلُنْسُوَتَهُ حَتَّى يُعْلِمَكُم مِنْ أَيْنَ أَجَازَ الأَشْعَثَ؟ أَمِنْ مَالِ اللهِ، أَمْ مِنْ مَالِهِ؟ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ إِصَابَةٍ أَصَابَهَا فَقَدْ أَقَرَّ بِخِيَانَةٍ، وَإِنْ زَعَمَ أَنَّهَا مِنْ مَالِهِ فَقَدْ أَسْرَفَ، وَاعْزِلْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاضْمُمْ إِلَيْك عَمَلَهُ.
فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِمَ خَالِدٌ عَلَى عُمَرَ، فَشَكَاهُ، وَقَالَ:
لَقَدْ شَكَوْتُكَ إِلَى المُسْلِمِيْنَ، وَبِاللهِ يَا عُمَرُ، إِنَّكَ فِي أَمْرِي غَيْرُ مُجْمِلٍ.
فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ هَذَا الثَّرَاءُ؟
قَالَ: مِنَ الأَنْفَالِ وَالسُّهْمَانِ، مَا زَادَ عَلَى السِتِّيْنَ أَلْفاً فَلَكَ، تُقَوِّمُ عرُوْضَهُ.
قَالَ: فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ عِشْرُوْنَ أَلْفاً، فَأَدْخَلَهَا بَيْتَ المَالِ.
ثُمَّ قَالَ: يَا خَالِدُ! وَاللهِ إِنَّكَ لَكَرِيْمٌ عَلَيَّ، وَإِنَّكَ لَحَبِيْبٌ إِلَيَّ، وَلَنْ تُعَاتِبَنِي بَعْدَ اليَوْمِ عَلَى شَيْءٍ.
وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ:
عَزَلَ عُمَرُ خَالِداً، فَلَمْ يُعْلِمْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، حَتَّى عَلِمَ مِنَ الغَيْرِ.
فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ! مَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ لاَ تُعْلِمَنِي؟
قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُرَوِّعَكَ.
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
قَدِمَ خَالِدٌ مِنَ الشَّامِ، وَفِي عِمَامَتِهِ أَسْهُمٌ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ، فَنَهَاهُ عُمَرُ.
الأَصْمَعِيُّ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:
أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ دَخَلَ وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ حَرِيْرٌ.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟
قَالَ: وَمَا بَأْسُهُ! قَدْ لَبِسَهُ ابْنُ عَوْفٍ.
قَالَ: وَأَنْتَ مِثْلُهُ؟! عَزَمْتُ عَلَى مَنْ فِي البَيْتِ إِلاَّ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُ قِطْعَةً، فَمَزَّقُوْهُ.رَوَى عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَظُنُّ قَالَ:
لَمَّا حَضَرَتْ خَالِداً الوَفَاةُ، قَالَ:
لَقَدْ طَلَبْتُ القَتْلَ مَظَانَّهُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلاَّ أَنْ أَمُوْتَ عَلَى فِرَاشِي، وَمَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي بَعْدَ التَّوْحِيْدِ مِنْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ، وَالسَّمَاءُ تُهِلُّنِي، نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغِيْرَ عَلَى الكُفَّارِ.
ثُمَّ قَالَ: إِذَا مِتُّ، فَانْظُرُوا إِلَى سِلاَحِي وَفَرَسِي، فَاجْعلُوْهُ عُدَّةً فِي سَبِيْلِ اللهِ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، خَرَجَ عُمَرُ عَلَى جِنَازَتِهِ، فَذَكَرَ قَوْلَهُ:
مَا عَلَى آلِ الوَلِيْدِ أَنْ يَسْفَحْنَ عَلَى خَالِدٍ مِنْ دُمُوْعِهِنَّ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعاً أَوْ لَقْلَقَةً.
النَّقْعُ: التُّرَابُ عَلَى الرُّؤُوْسِ.
وَاللَّقْلَقَةُ: الصُّرَاخُ.
وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ سَاقِطٍ: أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ فِي جِنَازَةِ خَالِدٍ بِالمَدِيْنَةِ، وَإِذَا أُمُّهُ تَنْدُبُهُ، وَتَقُوْلُ:
أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ القَوْ ... مِ إِذَا مَا كُبَّتْ وُجُوْهُ الرِّجَالِ
فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتِ، إِنْ كَانَ لَكَذَلِكَ.الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَنْبَسَةَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الدِّيْبَاجَ يَقُوْلُ:
لَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَاسْتُخْلِفَ عِيَاضُ بنُ غَنْمٍ.
فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ عِيَاضٍ حَتَّى مَاتَ، فَانْعَزَلَ خَالِدٌ إِلَى حِمْصَ، فَكَانَ ثَمَّ، وَحَبَّسَ خَيْلاً وَسِلاَحاً، فَلَمْ يَزَلْ مُرَابِطاً بِحِمْصَ، حَتَّى نَزَلَ بِهِ.
فَعَادَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَذَكَرَ لَهُ: أَنَّ خَيْلَهُ الَّتِي حُبِسَتْ بِالثَّغْرِ تُعْلَفُ مِنْ مَالِي، وَدَارِي بِالمَدِيْنَةِ صَدَقَةٌ، وَقَدْ كُنْتُ أَشْهَدْتُ عَلَيْهَا عُمَرَ، وَاللهِ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، لَئِنْ مَاتَ عُمَرُ لَتَرَيْنَّ أُمُوْراً تُنْكِرُهَا.
وَرَوَى: إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوْسَى، قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى مَكَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَحُطُّ عَنْ رَوَاحِلِنَا، إِذْ أَتَى الخَبَرُ بِوَفَاةِ خَالِدٍ.
فَصَاحَ عُمَرُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! يَا طَلْحَةُ! هَلَكَ أَبُو سُلَيْمَانَ، هَلَكَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ.
فَقَالَ طَلْحَةُ:
لاَ أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادَا
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ: أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ لَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، وَقَالَ:
لَقِيْتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفاً، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلاَّ وَفِيْهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ، أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، وَهَا أَنَا أَمُوْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوْتُ العِيْرُ، فَلاَ نَامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: لَمْ يَزَلْ خَالِدٌ بِالشَّامِ حَتَّى عَزَلَهُ عُمَرُ، وَهَلَكَ بِالشَّامِ، وَوَلِي عُمَرُ وَصِيَّتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: مَاتَ بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ قَدِمَ قَبْلَ ذَلِكَ مُعْتَمِراً، وَرَجَعَ.الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رِيَاحٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ رِيَاحٍ، سَمِعَ ثَعْلَبَةَ بنَ أَبِي مَالِكٍ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ عُمَرَ بِقُبَاءَ، وَإِذَا حُجَّاجٌ مِنَ الشَّامِ.
قَالَ: مَنِ القَوْمُ؟
قَالُوا: مِنَ اليَمَنِ مِمَّنْ نَزَلَ حِمْصَ، وَيَوْمَ رَحَلْنَا مِنْهَا مَاتَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ.
فَاسْتَرْجَعَ عُمَرُ مِرَاراً، وَنَكَسَ، وَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ:
كَانَ -وَاللهِ- سَدَّاداً لِنَحْرِ العَدُوِّ، مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ.
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: فَلِمَ عَزَلْتَهُ؟!
قَالَ: عَزَلْتُهُ لِبَذْلِهِ المَالَ لأَهْلِ الشَّرَفِ وَذَوِي اللِّسَانِ.
قَالَ: فَكُنْتَ عَزَلْتَهُ عَنِ المَالِ، وَتَتْرُكَهُ عَلَى الجُنْدِ.
قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِيَرْضَى.
قَالَ: فَهلاَّ بَلَوْتَهُ ؟
وَرَوَى: جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ خَالِدٌ، لَمْ يَدَعْ إِلاَّ فَرَسَهُ وَسِلاَحَهُ وَغُلاَمَهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا سُلَيْمَانَ، كَانَ عَلَى مَا ظَنَنَّاهُ بِهِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
اجْتَمَعَ نِسْوَةُ بَنِي المُغِيْرَةِ فِي دَارِ خَالِدٍ يَبْكِيْنَهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُرِقْنَ مِنْ دُمُوْعِهِنَّ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعاً أَوْ لَقْلَقَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، وَأَبُو عُبَيْدٍ:
مَاتَ خَالِدٌ بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ.
قُلْتُ: الصَّحِيْحُ مَوْتُهُ بِحِمْصَ، وَلَهُ مَشْهَدٌ يُزَارُ.وَلَهُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) : حَدِيْثَانِ، وَفِي (مُسْنَدِ بَقِيٍّ) : وَاحِدٌ وَسَبْعُوْنَ.
خالد بن عبد الله بن خالد الأحدب، وهو ابن عبد الله بن محرز ابن أخي صفوان بن محرز المازني روى عن الحسن البصري وصفوان بن محرز وزرارة بن أوفى وربيع بن لوط روى عنه سليمان
التيمي وعوف وعاصم وأبو بشر وإبراهيم بن طهمان سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلى و [سمعت أبي - ] يقول: روى يزيد الرشك عن خالد الأثبج، فلا أدري هما واحد أو اثنان؟.
التيمي وعوف وعاصم وأبو بشر وإبراهيم بن طهمان سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلى و [سمعت أبي - ] يقول: روى يزيد الرشك عن خالد الأثبج، فلا أدري هما واحد أو اثنان؟.
خَالِد بْن يَزِيدَ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي مالك الشامي،
عَنْ أَبِيه، سَمِعَ منه سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن.
عَنْ أَبِيه، سَمِعَ منه سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن.
خالد بن يزيد بن عبد الرحمن
ابن أبي مالك واسمه هانئ أبو هاشم الهمداني أخو عبد الرحمن بن يزيد حدث خالد عن أبيه عن سالم بن عبد الله بن عمر ونافع مولى عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر حدثهم أنه انبعث في سرية بعثها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فنفلنا، فأصبت بعيراً.
وبه، قال: كان سالم بن عبد الله ونافع يقولان: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفل بعد ذلك الثلث والربع.
وحدث خالد بن يزيد عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من عبد يدخل الجنة إلا يجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعت الجن والإنس، وليس بمزامير الشيطان، ولكن بتحميد الله وتقديسه ".
وبه، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل يجامع أهل الجنة؟ قال: نعم، دحاماً دحاماً؛ ولكن لامني ولامنية.
ولد خالد بن أبي مالك سنة خمس ومئة. وثقه قوم وضعفه آخرون.
قال يحيى بن معين: بالعراق كتاب ينبغي أن يدفن، وبالشام كتاب ينبغي أن يدفن؛ فأما الذي بالعراق فكتاب التفسير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وأما الذي بالشام فكتاب الديات لخالد بن يزيد بن أبي مالك، لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أحمد بن أبي الحواري: وكنت قد سمعت من خالد بن يزيد كتاب الديات، فأعطيته لابن عبدوس العطار، فقطعه وأعطى الناس فيه حوائج. توفي خالد سنة خمس وثمانين ومئة.
ابن أبي مالك واسمه هانئ أبو هاشم الهمداني أخو عبد الرحمن بن يزيد حدث خالد عن أبيه عن سالم بن عبد الله بن عمر ونافع مولى عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر حدثهم أنه انبعث في سرية بعثها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فنفلنا، فأصبت بعيراً.
وبه، قال: كان سالم بن عبد الله ونافع يقولان: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفل بعد ذلك الثلث والربع.
وحدث خالد بن يزيد عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من عبد يدخل الجنة إلا يجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعت الجن والإنس، وليس بمزامير الشيطان، ولكن بتحميد الله وتقديسه ".
وبه، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل يجامع أهل الجنة؟ قال: نعم، دحاماً دحاماً؛ ولكن لامني ولامنية.
ولد خالد بن أبي مالك سنة خمس ومئة. وثقه قوم وضعفه آخرون.
قال يحيى بن معين: بالعراق كتاب ينبغي أن يدفن، وبالشام كتاب ينبغي أن يدفن؛ فأما الذي بالعراق فكتاب التفسير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وأما الذي بالشام فكتاب الديات لخالد بن يزيد بن أبي مالك، لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أحمد بن أبي الحواري: وكنت قد سمعت من خالد بن يزيد كتاب الديات، فأعطيته لابن عبدوس العطار، فقطعه وأعطى الناس فيه حوائج. توفي خالد سنة خمس وثمانين ومئة.
خالد بن يزيد بن عَبد الرحمن بن أبي مالك شامي.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقُولُ خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: خالد بن يزيد بن أبي مالك ضعيف.
وفي موضعٍ آخر ليس بشَيْءٍ.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بثقة.
حَدَّثَنَا ابن سلم، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَال: كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَهو يَقُولُ صَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول توضؤوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.
قال الشيخ: وهذا يرويه عن يزيد بن أبي مالك ابنه خالد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ سليمان الباغندي، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مَكْتُوبًا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةِ عَشَرَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ، قَال: إِنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ والمستقرض
لا يَسْتَقْرِضُ إِلا مِنْ حَاجَةٍ.
قال الشيخ: وهذا الحديث وأحرف من حديث المعراج وقد روى شيئا من حديث المعراج أطول من هذا عن يزيد بن أبي مالك، عَن أَنَس سَعِيد بن عَبد العزيز التنوخي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْفَيْضِ الْغَسَّانِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ إِلا زَوَّجَهُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً ثِنْتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينَ وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَا مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ إِلا وَلَهَا قُبُلٌ شَهِيٌّ وَلَهُ ذَكَرٌ لا يَنْثَنِي.
وَعْن أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِحَامًا دِحَامًا لا مَنْيَّ، ولاَ مَنِيَّةَ.
قال الشيخ: وهذا الحديثان يرويهما خالد بن يزيد، عن أبيه بهذا الإسناد.
أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ جَابِرٍ الزَّيَّاتُ بِالرَّمْلَةِ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا
خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ سَمِعَ أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ لا تَحْمِلَنَّكُمُ الْعُسْرَةَ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوا الرِّزْقَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي فَقِيرًا، ولاَ تَوَفَّنِي غَنِيًّا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ فَإِنَّ أَشْقَى الأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الآخِرَةِ.
قال الشيخ: وهذا يرويه عن عطاء بن يزيد بن أبي مالك وعن يزيد ابنه خالد.
حَدَّثَنَا أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يا بن عَوْفٍ إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ، وَلَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا زَحْفًا فَأَقْرِضِ اللَّهَ يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الَّذِي أُقْرِضُ اللَّهَ قَالَ تَتَبَرَّأُ مِمَّا أَمْسَيْتَ فِيهِ قَالَ أَمِنْ كُلِّهِ أَجْمَعَ؟ قَال: نَعم قَالَ فَخَرَجَ بن عَوْفٍ، وَهو يَهِمُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: إِنَّ جِبْرِيلَ قال مر بن عَوْفٍ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ وَيُعْطِيَ السَّائِلَ وَيَبْدَأُ بِمَنْ يَعُولُ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ تَزْكِيَةَ مَا هُوَ فِيهِ.
قال الشيخ: وهذا عن يزيد بن أبي مالك عن عطاء يرويه عنه ابنه خالد، ولاَ أعلم يرويه عن ابنه خالد غير سليمان بن عَبد الرحمن ولم أكتبه بعلو إلا، عَن أبي قصي.
حَدَّثَنَا أبو قصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ قَالَ أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بن أبي
مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرْبَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ أَلا وَإِنْيِ أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَمَا سُمِّنَ مِنَ الدَّوَابِ إِلا مَا سَمَّنَ اللَّهُ.
قال الشيخ: وهذا رواه عن خالد بن معدان غير يزيد بن أبي مالك رواه ثور بن يزيد وبحير بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان كذلك.
أخبرنا أبو قصي، حَدَّثَنا سليمان، قَال: حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ فطلقوهن لعدتهن قَالَ فَإِنَّ طَلاقَ الْعِدَّةِ أَنْ تُطَلَّقَ مِنْ بَعْدِ الطُّهْرِ.
حَدَّثني أبي أن عَبد الله بن عُمَر طلق امرأته وهي في الدم وأعلم ذلك عُمَر رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يراجعها حتى تطهر فإذا طهرت فإن شاء طلق، وإن شاء أمسك.
قال الشيخ: وهذا لا يَرْوِيهِ بَهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، عنِ ابن عُمَر.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عاصم الدمشقي، قَال: حَدَّثَنا هشام بن خالد الأزرق، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، حَدَّثَنا أَبُو رَوْقٍ عَنِ الضَّحَّاكِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عال مقتصد قط
وَبِإِسْنَادِهِ؛ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ الْحَرْثُ وَالْغَنْمُ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ فَأَمَّا الَّتِي فِي الرَّأْسِ فَالسِّوَاكُ وَالْفَرْقُ وَالاسْتِنْشَاقُ وَالْمَضْمَضَةُ وَالأَخْذُ مِنَ الشَّارِبِ وَلَمْ يَذْكُرِ الَّتِي فِي الْجَسَدِ.
قال الشيخ: ولخالد بن يزيد غير ما ذكرت من الحديث وعند سليمان بن عَبد الرحمن عنه كتاب مسائل، عن أبيه وعند هشام بن خالد الأزرق عنه كتاب وأبوه يزيد بن أبي مالك فقيه دمشق ومفتيهم وله مسائل كثيرة ولم أر في أحاديث خالد هذا إلا كل ما يحتمل في الرواية ويرويه عن ضعيف عنه فيكون البلاء من الضعيف لا منه.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقُولُ خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: خالد بن يزيد بن أبي مالك ضعيف.
وفي موضعٍ آخر ليس بشَيْءٍ.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بثقة.
حَدَّثَنَا ابن سلم، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَال: كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَهو يَقُولُ صَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول توضؤوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.
قال الشيخ: وهذا يرويه عن يزيد بن أبي مالك ابنه خالد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ سليمان الباغندي، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مَكْتُوبًا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةِ عَشَرَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ، قَال: إِنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ والمستقرض
لا يَسْتَقْرِضُ إِلا مِنْ حَاجَةٍ.
قال الشيخ: وهذا الحديث وأحرف من حديث المعراج وقد روى شيئا من حديث المعراج أطول من هذا عن يزيد بن أبي مالك، عَن أَنَس سَعِيد بن عَبد العزيز التنوخي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْفَيْضِ الْغَسَّانِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ إِلا زَوَّجَهُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً ثِنْتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينَ وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَا مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ إِلا وَلَهَا قُبُلٌ شَهِيٌّ وَلَهُ ذَكَرٌ لا يَنْثَنِي.
وَعْن أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِحَامًا دِحَامًا لا مَنْيَّ، ولاَ مَنِيَّةَ.
قال الشيخ: وهذا الحديثان يرويهما خالد بن يزيد، عن أبيه بهذا الإسناد.
أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ جَابِرٍ الزَّيَّاتُ بِالرَّمْلَةِ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا
خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ سَمِعَ أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ لا تَحْمِلَنَّكُمُ الْعُسْرَةَ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوا الرِّزْقَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي فَقِيرًا، ولاَ تَوَفَّنِي غَنِيًّا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ فَإِنَّ أَشْقَى الأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الآخِرَةِ.
قال الشيخ: وهذا يرويه عن عطاء بن يزيد بن أبي مالك وعن يزيد ابنه خالد.
حَدَّثَنَا أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يا بن عَوْفٍ إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ، وَلَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا زَحْفًا فَأَقْرِضِ اللَّهَ يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الَّذِي أُقْرِضُ اللَّهَ قَالَ تَتَبَرَّأُ مِمَّا أَمْسَيْتَ فِيهِ قَالَ أَمِنْ كُلِّهِ أَجْمَعَ؟ قَال: نَعم قَالَ فَخَرَجَ بن عَوْفٍ، وَهو يَهِمُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: إِنَّ جِبْرِيلَ قال مر بن عَوْفٍ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ وَيُعْطِيَ السَّائِلَ وَيَبْدَأُ بِمَنْ يَعُولُ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ تَزْكِيَةَ مَا هُوَ فِيهِ.
قال الشيخ: وهذا عن يزيد بن أبي مالك عن عطاء يرويه عنه ابنه خالد، ولاَ أعلم يرويه عن ابنه خالد غير سليمان بن عَبد الرحمن ولم أكتبه بعلو إلا، عَن أبي قصي.
حَدَّثَنَا أبو قصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ قَالَ أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بن أبي
مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرْبَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ أَلا وَإِنْيِ أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَمَا سُمِّنَ مِنَ الدَّوَابِ إِلا مَا سَمَّنَ اللَّهُ.
قال الشيخ: وهذا رواه عن خالد بن معدان غير يزيد بن أبي مالك رواه ثور بن يزيد وبحير بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان كذلك.
أخبرنا أبو قصي، حَدَّثَنا سليمان، قَال: حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ فطلقوهن لعدتهن قَالَ فَإِنَّ طَلاقَ الْعِدَّةِ أَنْ تُطَلَّقَ مِنْ بَعْدِ الطُّهْرِ.
حَدَّثني أبي أن عَبد الله بن عُمَر طلق امرأته وهي في الدم وأعلم ذلك عُمَر رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يراجعها حتى تطهر فإذا طهرت فإن شاء طلق، وإن شاء أمسك.
قال الشيخ: وهذا لا يَرْوِيهِ بَهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ خالد بن يزيد بن أبي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، عنِ ابن عُمَر.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عاصم الدمشقي، قَال: حَدَّثَنا هشام بن خالد الأزرق، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، حَدَّثَنا أَبُو رَوْقٍ عَنِ الضَّحَّاكِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عال مقتصد قط
وَبِإِسْنَادِهِ؛ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ الْحَرْثُ وَالْغَنْمُ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ فَأَمَّا الَّتِي فِي الرَّأْسِ فَالسِّوَاكُ وَالْفَرْقُ وَالاسْتِنْشَاقُ وَالْمَضْمَضَةُ وَالأَخْذُ مِنَ الشَّارِبِ وَلَمْ يَذْكُرِ الَّتِي فِي الْجَسَدِ.
قال الشيخ: ولخالد بن يزيد غير ما ذكرت من الحديث وعند سليمان بن عَبد الرحمن عنه كتاب مسائل، عن أبيه وعند هشام بن خالد الأزرق عنه كتاب وأبوه يزيد بن أبي مالك فقيه دمشق ومفتيهم وله مسائل كثيرة ولم أر في أحاديث خالد هذا إلا كل ما يحتمل في الرواية ويرويه عن ضعيف عنه فيكون البلاء من الضعيف لا منه.
خَالِد بن عبد الله بن حَرْمَلَة المدلجي
روى عَن الْحَارِث بن خفاف فِي الصَّلَاة
روى عَنهُ مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة
روى عَن الْحَارِث بن خفاف فِي الصَّلَاة
روى عَنهُ مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة
خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي ( م ) روى عن الحارث بن خفاف روى عنه محمد بن أبي يحيى الأسلمي ومحمد بن عمرو ابن علقمة سمعت أبي يقول ذلك.
خَالِد بْن عَبْد الله بْن حَرْمَلَة المدلجي يروي عَن الْحَارِث بْن خفاف بْن إِيمَاء بْن رخصَة الْغِفَارِيّ روى عَنهُ مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة
خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي
ذكره ابن أبي عاصم وغيره في الصحابة، ولا تصح له صحبة.
أخبرناه عبد الله بن محمد بن الحجاج، وأحمد بن محمد بن عاصم قالا: حدثنا أحمد بن عمرو، قال: حدثنا حسين بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سحبل بن محمد الأسلمي، قال: حدثني أبي، عن خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعسفان، ثم ذكر الحديث.
ذكره ابن أبي عاصم وغيره في الصحابة، ولا تصح له صحبة.
أخبرناه عبد الله بن محمد بن الحجاج، وأحمد بن محمد بن عاصم قالا: حدثنا أحمد بن عمرو، قال: حدثنا حسين بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سحبل بن محمد الأسلمي، قال: حدثني أبي، عن خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعسفان، ثم ذكر الحديث.
خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن حرملة المدلجي،
عَنِ الحارث بْن خفاف، روى عنهُ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن علقمة، ورى سحبل (1) عَنْ أَبِيه عَنْ خَالِد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل، وقال مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ خالد بن عبد الله بن حرملة عن خفاف بْن إيماء، وقال يوسف بْن عيسى أخبرنا فضل بْن مُوسَى قَالَ أخبرنا مُحَمَّد عَنْ خَالِد بْن عَبْد اللَّه عَنْ حرملة بْن الحارث بْن خفاف عَنْ خفاف: قنت النبي صلى الله عليه وسلم.
عَنِ الحارث بْن خفاف، روى عنهُ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن علقمة، ورى سحبل (1) عَنْ أَبِيه عَنْ خَالِد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل، وقال مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ خالد بن عبد الله بن حرملة عن خفاف بْن إيماء، وقال يوسف بْن عيسى أخبرنا فضل بْن مُوسَى قَالَ أخبرنا مُحَمَّد عَنْ خَالِد بْن عَبْد اللَّه عَنْ حرملة بْن الحارث بْن خفاف عَنْ خفاف: قنت النبي صلى الله عليه وسلم.
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْمُدْلِجِيُّ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ح وَثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَا: ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، ح وَثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ح وَثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، قَالُوا: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْمُدْلِجِيِّ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَلْ لَكَ فِي عَقَائِلِ النِّسَاءِ وَأُدْمِ الْإِبِلِ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ؟ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، فَعُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمُ الْمُدَافِعُ عَنْ قَوْمِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ» وَقَالَ قُتَيْبَةُ: «عَنْ عَشِيرَتِهِ»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ح وَثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَا: ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، ح وَثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ح وَثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، قَالُوا: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْمُدْلِجِيِّ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَلْ لَكَ فِي عَقَائِلِ النِّسَاءِ وَأُدْمِ الْإِبِلِ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ؟ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، فَعُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمُ الْمُدَافِعُ عَنْ قَوْمِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ» وَقَالَ قُتَيْبَةُ: «عَنْ عَشِيرَتِهِ»
خَالِد بن الْوَلِيد أَخُو زيد بن أسلم مولى عمر بن الْخطاب يكنى أَبَا ثَوْر أخرج البُخَارِيّ فِي الزَّكَاة عَن الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن بن عمر حَدثنَا مَوْقُوفا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى الَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة
خالد بن الوليد
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كنية خالد بن الوليد، أبو سليمان.
"مسائل ابن هانئ" (2062)
قال عبد اللَّه حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عزرة بن قيس، عن خالد بن الوليد. قال: فقام رجل فقال: يا أبا سليمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5098)
حرف الدال
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كنية خالد بن الوليد، أبو سليمان.
"مسائل ابن هانئ" (2062)
قال عبد اللَّه حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عزرة بن قيس، عن خالد بن الوليد. قال: فقام رجل فقال: يا أبا سليمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5098)
حرف الدال
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
- خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. .. ... أصاحب «» فلقيت عُثْمَان بْن طَلْحَة فَذَكَرَت له الَّذِي أريد فأسرع الإجابة وخرجنا جميعًا فأدلجنا سحرًا. فَلَمَّا كُنَّا بالهل إذا عمرو بن العاص فقال: مرحبًا بالقوم. قُلْنَا: وبك. قَالَ: أين مسيركم؟ فأخبرناه وأخبرنا أنّه يريد أيضًا النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولنسلم. فاصطحبنا حَتَّى قدمنا المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول يوم من صفر سنة ثمانٍ. فَلَمَّا اطلعت على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق. . وبايعت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُلْتُ: استغفر لي كل ما أوضعت فِيهِ من صد عن سبيل الله. . فقال خَالِد: وتقدم عَمْرو بْن العاص وعثمان بْن طَلْحَة فاسلما وبايعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فو الله مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يوم أسلمت يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يجزيه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - خالد بن الوليد موضع داره. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمِنَّاءَ أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ خَيْبَرَ وَبَعْدَ قَدُومِ خَالِدٍ عَلَيْهِ وَكَانَتْ دُورًا لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَرِثَهَا مِنْ آبَائِهِ فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْطَعَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَالِدَ بن الوليد وعمار بن ياسر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ مُؤْتَةَ وَقُتِلَ الأُمَرَاءُ أَخَذَ اللِّوَاءَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَجَعَلَ يَصِيحُ: يَا آلَ الأَنْصَارِ. فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ: خُذِ اللِّوَاءَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ. قَالَ: لا آخُذُهُ. أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ. لَكَ سِنٌّ وَقَدْ شَهِدْتَ بَدْرًا. قَالَ ثَابِتٌ: خذه أيها الرجل فو الله مَا أَخَذْتُهُ إِلا لَكَ. وَقَالَ ثَابِتٌ لِلنَّاسِ: أاصطلحتم عَلَى خَالِدٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَأَخَذَ خَالِدٌ اللِّوَاءَ فَحَمَلَهُ سَاعَةً وَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ فَثَبَتَ حَتَّى تَكَرْكَرَ الْمُشْرِكُونَ وَحَمَلَ بِأَصْحَابِهِ فَفَضَّ جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ ثُمَّ دُهِمَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الراية . قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: قَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ ...
- خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. .. ... أصاحب «» فلقيت عُثْمَان بْن طَلْحَة فَذَكَرَت له الَّذِي أريد فأسرع الإجابة وخرجنا جميعًا فأدلجنا سحرًا. فَلَمَّا كُنَّا بالهل إذا عمرو بن العاص فقال: مرحبًا بالقوم. قُلْنَا: وبك. قَالَ: أين مسيركم؟ فأخبرناه وأخبرنا أنّه يريد أيضًا النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولنسلم. فاصطحبنا حَتَّى قدمنا المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول يوم من صفر سنة ثمانٍ. فَلَمَّا اطلعت على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق. . وبايعت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُلْتُ: استغفر لي كل ما أوضعت فِيهِ من صد عن سبيل الله. . فقال خَالِد: وتقدم عَمْرو بْن العاص وعثمان بْن طَلْحَة فاسلما وبايعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فو الله مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يوم أسلمت يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يجزيه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - خالد بن الوليد موضع داره. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمِنَّاءَ أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ خَيْبَرَ وَبَعْدَ قَدُومِ خَالِدٍ عَلَيْهِ وَكَانَتْ دُورًا لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَرِثَهَا مِنْ آبَائِهِ فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْطَعَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَالِدَ بن الوليد وعمار بن ياسر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ مُؤْتَةَ وَقُتِلَ الأُمَرَاءُ أَخَذَ اللِّوَاءَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَجَعَلَ يَصِيحُ: يَا آلَ الأَنْصَارِ. فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ: خُذِ اللِّوَاءَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ. قَالَ: لا آخُذُهُ. أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ. لَكَ سِنٌّ وَقَدْ شَهِدْتَ بَدْرًا. قَالَ ثَابِتٌ: خذه أيها الرجل فو الله مَا أَخَذْتُهُ إِلا لَكَ. وَقَالَ ثَابِتٌ لِلنَّاسِ: أاصطلحتم عَلَى خَالِدٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَأَخَذَ خَالِدٌ اللِّوَاءَ فَحَمَلَهُ سَاعَةً وَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ فَثَبَتَ حَتَّى تَكَرْكَرَ الْمُشْرِكُونَ وَحَمَلَ بِأَصْحَابِهِ فَفَضَّ جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ ثُمَّ دُهِمَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الراية . قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: قَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ ...
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
- خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ مخزوم. ويكنى أبا سليمان. وأمه عصماء وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب بن بجير بن الهزم ابن رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالِ بْنِ عامر بن صعصعة وهي أخت أم الفضل بن الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. وكان خالد من فرسان قريش وأشدائهم. وشهد مع المشركين بدرًا وأحدًا والخندق. ثم قذف الله في قلبه حب الإسلام لما أراد الله به من الخير. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام القضية مكة فتغيب خالد فسأل عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخاه فقال: أين خالد؟ قال فقلت: يأتي الله به. فبلغ ذلك خالد بن الوليد فزاده رغبة في الإسلام ونشطه للخروج فأجمع الخروج إلى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال خالد: فطلبت من أصاحب فلقيت عُثْمَان بْن طَلْحَة فَذَكَرَت له الذي أريد فأسرع الإجابة. قال: فخرجنا جميعًا. فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص قال: مرحبًا بالقوم! قُلْنَا: وبك. قَالَ: أين مسيركم؟ فأخبرناه وأخبرنا أيضًا أنه يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - فاصطحبنا جميعًا حَتَّى قدمنا المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أول يوم من صفر سنة ثمان. فلما طلعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق. قلت: يا رسول الله علي ذلك. قال: اللَّهُمَّ اغفر لخالد بْن الْوَلِيد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك. قال خالد: وتقدم خَالِد وتقدم عَمْرو بْن العاص وعثمان بْن طلحة فاسلما وبايعا رسول الله ص. فو الله مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم أسلمت يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يجزئه. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍ وأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا ذَكَرَ جَيْشَ الأُمَرَاءِ وَنَعَاهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ فَقَالَ: ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ. قَالَ: قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي . قَالَ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِمَا: . أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: لَقَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ اللِّيطِ فَدَخَلَ فَوَجَدَ جَمْعًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَحَابِيشِهَا فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَمَنَعُوهُ الدُّخُولَ وَشَهَرُوا السِّلاحَ وَرَمَوْهُ بِالنَّبْلِ. فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ. فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلا. وَلَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى فَهَدَمَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو مُقِيمٌ بِمَكَّةَ. فَبَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ. وَكَانُوا أَسْفَلَ مَكَّةَ عَلَى لَيْلَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْغُمَيْصَاءُ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَأَوْقَعَ بِهِمْ. وَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَخَرَجَ فَأَوْقَعَ بِأَهْلِ الرِّدَّةِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ فِي بَنِي سُلَيْمٍ ردة فبعث أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَجَمَعَ مِنْهُمْ رِجَالا فِي حَضَائِرَ ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ. فَجَاءَ عُمَرُ إلى أبي بكر. رضي الله عَنْهُ. فَقَالَ: انْزِعْ رَجُلا عَذَّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا وَاللَّهِ لا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَشِيمُهُ. ثُمَّ أَمَرَهُ فَمَضَى لِوَجْهِهِ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالا: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. رَضِيَ الله عَنْهُ. إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَسِيرُ إِلَى الْعِرَاقِ. فَخَرَجَ خَالِدٌ مِنَ الْيَمَامَةِ فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْحِيرَةَ فَنَزَلَ بِخِفَّانَ. وَالْمَرْزُبَانُ بِالْحِيرَةِ مَلِكٌ كَانَ لِكِسْرَى مَلَّكَهُ حِينَ مَاتَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. فَتَلَقَّاهُ بَنُو قَبِيصَةَ وَبَنُو ثَعْلَبَةَ وَعَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ بُقَيْلَةَ فَصَالَحُوهُ عَنِ الْحِيرَةِ وَأَعْطَوُا الْجِزْيَةَ مِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَتَنَحَّى إِلَى السَّوَادِ. فَفَعَلَ وَصَالَحَهُمْ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا. فَكَانَتْ أَوَّلَ جِزْيَةٍ فِي الإِسْلامِ. ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَأَبَوْا فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا فَظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِمْ وَقَتَلَ وَسَبَى وَبَعَثَ بِالسَّبْيِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. رحمه اللَّهُ. ثُمَّ نَزَلَ بِأَهْلِ أُلَّيْسَ قَرْيَةٌ أَسْفَلَ الفرات فصالحهم و. كان الذي ولي صلحه هانئ ابن جَابِرٍ الطَّائِيُّ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ بِبَانِقْيَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ. فَقَاتَلُوهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ ثُمَّ طَلَبُوا الصُّلْحَ. فَصَالَحَهُمْ وكتب لهم كتابا. وصالح صلوبا ابن بَصِيهَرَا. وَمَنْزِلُهُ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ. عَلَى جِزْيَةٍ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى جُنْدِكَ وَعَهِدْتُ إِلَيْكَ عَهْدًا تَقْرَأُهُ وَتَعْمَلُ بِمَا فِيهِ. فَسِرْ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يُوَافِيَكَ كِتَابِي. فَقَالَ خَالِدٌ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَسَدَنِي أَنْ يَكُونَ فَتْحُ الْعِرَاقِ عَلَى يَدَيَّ. فَاسْتَخْلَفَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ مَكَانَهُ وَسَارَ بِالأَدِلاءِ حَتَّى نَزَلَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ. فَوَافَاهُ بِهَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَعَهْدِهِ مَعَ شَرِيكِ بْنِ عَبْدَةَ الْعَجْلانِيِّ. فَكَانَ خَالِدٌ أَحَدَ الأُمَرَاءِ بِالشَّامِ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ. وَفَتَحَ بِهَا فُتُوحًا كَثِيرَةً. وَهُوَ وَلِيَ صُلْحَ أَهْلِ دِمَشْقَ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا فَأَنْفَذُوا ذَلِكَ لَهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَلِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَزَلَ خَالِدًا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي جُنْدِهِ يَغْزُو. وَكَانَ لَهُ بَلاءٌ وَغَنَاءٌ وَإِقْدَامٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَدُفِنَ فِي قَرْيَةٍ عَلَى مِيلٍ مِنْ حِمْصَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَأَلْتُ عَنْ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فَقَالُوا قَدْ دَثَرَتْ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ. لَقَدْ كُنَّا نَظُنُّ بِهِ أُمُورًا مَا كَانَتْ. أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يَدَعْ إِلا فَرَسَهُ وَسِلاحَهُ وَغُلامَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ. كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا ظَنَنَّا بِهِ.
- خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ مخزوم. ويكنى أبا سليمان. وأمه عصماء وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب بن بجير بن الهزم ابن رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالِ بْنِ عامر بن صعصعة وهي أخت أم الفضل بن الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. وكان خالد من فرسان قريش وأشدائهم. وشهد مع المشركين بدرًا وأحدًا والخندق. ثم قذف الله في قلبه حب الإسلام لما أراد الله به من الخير. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام القضية مكة فتغيب خالد فسأل عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخاه فقال: أين خالد؟ قال فقلت: يأتي الله به. فبلغ ذلك خالد بن الوليد فزاده رغبة في الإسلام ونشطه للخروج فأجمع الخروج إلى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال خالد: فطلبت من أصاحب فلقيت عُثْمَان بْن طَلْحَة فَذَكَرَت له الذي أريد فأسرع الإجابة. قال: فخرجنا جميعًا. فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص قال: مرحبًا بالقوم! قُلْنَا: وبك. قَالَ: أين مسيركم؟ فأخبرناه وأخبرنا أيضًا أنه يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - فاصطحبنا جميعًا حَتَّى قدمنا المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أول يوم من صفر سنة ثمان. فلما طلعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق. قلت: يا رسول الله علي ذلك. قال: اللَّهُمَّ اغفر لخالد بْن الْوَلِيد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك. قال خالد: وتقدم خَالِد وتقدم عَمْرو بْن العاص وعثمان بْن طلحة فاسلما وبايعا رسول الله ص. فو الله مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم أسلمت يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يجزئه. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍ وأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا ذَكَرَ جَيْشَ الأُمَرَاءِ وَنَعَاهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ فَقَالَ: ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ. قَالَ: قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي . قَالَ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِمَا: . أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: لَقَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ اللِّيطِ فَدَخَلَ فَوَجَدَ جَمْعًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَحَابِيشِهَا فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَمَنَعُوهُ الدُّخُولَ وَشَهَرُوا السِّلاحَ وَرَمَوْهُ بِالنَّبْلِ. فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ. فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلا. وَلَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى فَهَدَمَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو مُقِيمٌ بِمَكَّةَ. فَبَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ. وَكَانُوا أَسْفَلَ مَكَّةَ عَلَى لَيْلَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْغُمَيْصَاءُ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَأَوْقَعَ بِهِمْ. وَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَخَرَجَ فَأَوْقَعَ بِأَهْلِ الرِّدَّةِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ فِي بَنِي سُلَيْمٍ ردة فبعث أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَجَمَعَ مِنْهُمْ رِجَالا فِي حَضَائِرَ ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ. فَجَاءَ عُمَرُ إلى أبي بكر. رضي الله عَنْهُ. فَقَالَ: انْزِعْ رَجُلا عَذَّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا وَاللَّهِ لا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَشِيمُهُ. ثُمَّ أَمَرَهُ فَمَضَى لِوَجْهِهِ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالا: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. رَضِيَ الله عَنْهُ. إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَسِيرُ إِلَى الْعِرَاقِ. فَخَرَجَ خَالِدٌ مِنَ الْيَمَامَةِ فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْحِيرَةَ فَنَزَلَ بِخِفَّانَ. وَالْمَرْزُبَانُ بِالْحِيرَةِ مَلِكٌ كَانَ لِكِسْرَى مَلَّكَهُ حِينَ مَاتَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. فَتَلَقَّاهُ بَنُو قَبِيصَةَ وَبَنُو ثَعْلَبَةَ وَعَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ بُقَيْلَةَ فَصَالَحُوهُ عَنِ الْحِيرَةِ وَأَعْطَوُا الْجِزْيَةَ مِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَتَنَحَّى إِلَى السَّوَادِ. فَفَعَلَ وَصَالَحَهُمْ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا. فَكَانَتْ أَوَّلَ جِزْيَةٍ فِي الإِسْلامِ. ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَأَبَوْا فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا فَظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِمْ وَقَتَلَ وَسَبَى وَبَعَثَ بِالسَّبْيِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. رحمه اللَّهُ. ثُمَّ نَزَلَ بِأَهْلِ أُلَّيْسَ قَرْيَةٌ أَسْفَلَ الفرات فصالحهم و. كان الذي ولي صلحه هانئ ابن جَابِرٍ الطَّائِيُّ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ بِبَانِقْيَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ. فَقَاتَلُوهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ ثُمَّ طَلَبُوا الصُّلْحَ. فَصَالَحَهُمْ وكتب لهم كتابا. وصالح صلوبا ابن بَصِيهَرَا. وَمَنْزِلُهُ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ. عَلَى جِزْيَةٍ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى جُنْدِكَ وَعَهِدْتُ إِلَيْكَ عَهْدًا تَقْرَأُهُ وَتَعْمَلُ بِمَا فِيهِ. فَسِرْ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يُوَافِيَكَ كِتَابِي. فَقَالَ خَالِدٌ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَسَدَنِي أَنْ يَكُونَ فَتْحُ الْعِرَاقِ عَلَى يَدَيَّ. فَاسْتَخْلَفَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ مَكَانَهُ وَسَارَ بِالأَدِلاءِ حَتَّى نَزَلَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ. فَوَافَاهُ بِهَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَعَهْدِهِ مَعَ شَرِيكِ بْنِ عَبْدَةَ الْعَجْلانِيِّ. فَكَانَ خَالِدٌ أَحَدَ الأُمَرَاءِ بِالشَّامِ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ. وَفَتَحَ بِهَا فُتُوحًا كَثِيرَةً. وَهُوَ وَلِيَ صُلْحَ أَهْلِ دِمَشْقَ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا فَأَنْفَذُوا ذَلِكَ لَهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَلِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَزَلَ خَالِدًا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي جُنْدِهِ يَغْزُو. وَكَانَ لَهُ بَلاءٌ وَغَنَاءٌ وَإِقْدَامٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَدُفِنَ فِي قَرْيَةٍ عَلَى مِيلٍ مِنْ حِمْصَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَأَلْتُ عَنْ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فَقَالُوا قَدْ دَثَرَتْ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ. لَقَدْ كُنَّا نَظُنُّ بِهِ أُمُورًا مَا كَانَتْ. أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يَدَعْ إِلا فَرَسَهُ وَسِلاحَهُ وَغُلامَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ. كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا ظَنَنَّا بِهِ.
خالد بن عَبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني المخزومي من ساكني ساحل الشام وليس بذاك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، حَدَّثَنا يزيد بن عَبد الصمد، قالَ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين في مجلس أبي مسهر عن خالد بن عَبد الرحمن الخرساني هذا الذي سكن الساحل فقال يَحْيى وأشار بإصبعه السبابة ثقة.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا بحر بن نصر، وَمُحمد بن عَبد الحكم، قالا: حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا أبو الهيثم الخراساني وكان ثقة.
حضرت ابن صاعد يحدث فقال، حَدَّثَنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، قَال: حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا أبو الهيثم الخراساني وقال يَحْيى بن مَعِين هو ثقة.
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حَسَّانَ الْبَرْقِيُّ، وَابْنُ حَمَّادٍ وَأُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدُ وَالْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَوْلانِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو نِزَارٍ الْمُؤَذِّنُ كُلُّهُمْ بمصر قَالُوا، حَدَّثَنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ (ح) وحدثنا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ، قالا: حَدَّثَنا الربيع بن سليمان وَحَدَّثنا ابن حماد، حَدَّثَنا سَعْدِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبد الحكم.
وأَخْبَرنا عَبد الْمَلِكِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصُّورِيُّ قَالُوا، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِنْ حُسْنٍ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا قال فيه خالد الخراساني عن مالك، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبيه، وَهو في الموطأ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ليس فيه عن أبيه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، حَدَّثَنا سليمان بن شُعَيب، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنا الْمَسْعُودِيُّ، عَن قَتادَة عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا أَوْ وَسْوَسَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تُكَلِّمْ بِهِ.
قال الشيخ: وهذا قال فيه خالد بن عَبد الرحمن هكذا والتخليط عندي من المسعودي
وذلك أن الرصاصي عَبد الرحمن بن زياد حدث عن المسعودي، عَن قَتادَة عَنْ عَبد اللَّهِ بن أبي أوفى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَرَوَاهُ عَمْرو بْنُ عَبد الْغَفَّارِ عَنْ المسعودي، عَن قَتادَة، عَن أَنَس ورواه جماعة على الصواب، عَن قَتادَة عن زرارة بن أبي أوفى، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ والمسعودي عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمد من أولاد عَبد الله بن مسعود.
حَدَّثَنَا علي بن سراج، حَدَّثَنا سليمان بن شُعَيب الكيساني، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ عَن الْمَسْعُودِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَن عَاصِمٍ عَنْ زَرٍّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ.
قال ابنُ عَدِي وهذا من حديث المسعودي عن سلمة لا أعرفه إلاَّ من حديث خالد عنه وقد روى هذا الحديث المسعودي، عَن عاصم نفسه.
حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبد الحكم، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا الثَّوْريّ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَ مَا ذهب ربع الليل.
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن ميمون المكي، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيد، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي الضُّحَى، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالا حَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عَلَى رَحْلٍ وَقَطِيفَةٍ لا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ وَقَالَ فِي حجته
اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لا رِيَاءَ وَسُمْعَةَ.
قال الشيخ: وهذا حديث معضل الإسناد، ولاَ أعرف للثوري، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي الضُّحَى، عَن أَنَس غير هذا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ يُوسُفَ الْمَغْرِبِيُّ بِمِصْرَ وَأَحْمَدُ بْنُ الممتنع الأيلي ببغداد، قالا: حَدَّثَنا أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن أبو الْهَيْثَمِ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْريّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَن أَنَس قَالَ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالا أَنْ يُشْفِعَ الأَذَانَ وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ.
قال الشيخ: وهذا عن الثَّوْريّ عن خالد مشهور إلاَّ أن الذي يستغرب من هذه الرواية قول أنس أمر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغير هذه الرواية يقولون، عَن أَنَس أمر بلال.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ الصُّوفيّ بتنيس، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْن سالم البصري، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ الخراساني، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَالَ قَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ سَارِقًا مِنَ الْمِفْصَلِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا الحديث عن مالك بن مِغْوَل لا أعرفه إلاَّ من رواية خالد عنه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ بِكَفْرِتُوثَا، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بن زريق، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة قال
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي جِنازَة فَرَكِبَ فَرَسًا أَغَرَّ وَمَشَيْنَا خَلْفَهُ.
قال الشيخ: وهذا لا أعرفه من حديث مالك إلاَّ من حديث خالد عنه.
حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد الشرقي، حَدَّثَنا خشنام بن صديق، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ بمكة، حَدَّثَنا مِسْعَرٌ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِنَ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، ومَنْ مَاتَ، وَهو يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ النَّارَ.
قال الشيخ: وهذا عن مسعر لا أعلم يرويه عنه غير خالد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مقاتل، حَدَّثَنا بحر بن نصر وَحَدَّثنا ابن صاعد، حَدَّثَنا الرَّبِيعُ وَبَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالا: حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا كَامِلُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو الْعَلاءِ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهو مُحْرِمٌ.
قال الشيخ: وهذا عن كامل يرويه خالد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنا زهير بن سالم، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا كَامِلٌ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ يَقُولُ فِي النِّدَاءِ الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الأَرْذَلُونَ إلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا تِلْقَاءَ وَجْهِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وخلفه وقليل ما هم
وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تصير للكع بن لُكَعَ.
قال الشيخ: وهذه الأحاديث عن كامل لقد روى عن غير خالد عنه.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عاصم، حَدَّثَنا محمود بن خالد، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَبُو شَيْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُقْسِمٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: كَانَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ يَسْمَعُ الصَّوْتَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ نَبِيًّا وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَرَى فِي الْمَنَامِ فَيَكُونُ بِذَلِكَ نَبِيًّا وَكَانَ مَنْ نُعِبَ فِي أُذُنِهِ وَقَلْبِهِ فَيَكُونُ بِذَلِكَ نَبِيًّا وَإِنَّ جِبْرِيلَ يَأْتِينِي فَيُكَلِّمُنُي كَمَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَيُكَلِّمُهُ.
قال ابنُ عَدِي ولخالد هذا أحاديث غير ما ذكرته وفي بعض أحاديثه إنكار وعامة ما ينكر من حديثه قد ذكرته على أن يَحْيى بن مَعِين قد وثقه وأرجو أن ما ينكر من حديثه إنما هو وهم منه أو خطأ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، حَدَّثَنا يزيد بن عَبد الصمد، قالَ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين في مجلس أبي مسهر عن خالد بن عَبد الرحمن الخرساني هذا الذي سكن الساحل فقال يَحْيى وأشار بإصبعه السبابة ثقة.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا بحر بن نصر، وَمُحمد بن عَبد الحكم، قالا: حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا أبو الهيثم الخراساني وكان ثقة.
حضرت ابن صاعد يحدث فقال، حَدَّثَنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، قَال: حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا أبو الهيثم الخراساني وقال يَحْيى بن مَعِين هو ثقة.
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حَسَّانَ الْبَرْقِيُّ، وَابْنُ حَمَّادٍ وَأُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدُ وَالْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَوْلانِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو نِزَارٍ الْمُؤَذِّنُ كُلُّهُمْ بمصر قَالُوا، حَدَّثَنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ (ح) وحدثنا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ، قالا: حَدَّثَنا الربيع بن سليمان وَحَدَّثنا ابن حماد، حَدَّثَنا سَعْدِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبد الحكم.
وأَخْبَرنا عَبد الْمَلِكِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصُّورِيُّ قَالُوا، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِنْ حُسْنٍ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا قال فيه خالد الخراساني عن مالك، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبيه، وَهو في الموطأ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ليس فيه عن أبيه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، حَدَّثَنا سليمان بن شُعَيب، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنا الْمَسْعُودِيُّ، عَن قَتادَة عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا أَوْ وَسْوَسَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تُكَلِّمْ بِهِ.
قال الشيخ: وهذا قال فيه خالد بن عَبد الرحمن هكذا والتخليط عندي من المسعودي
وذلك أن الرصاصي عَبد الرحمن بن زياد حدث عن المسعودي، عَن قَتادَة عَنْ عَبد اللَّهِ بن أبي أوفى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَرَوَاهُ عَمْرو بْنُ عَبد الْغَفَّارِ عَنْ المسعودي، عَن قَتادَة، عَن أَنَس ورواه جماعة على الصواب، عَن قَتادَة عن زرارة بن أبي أوفى، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ والمسعودي عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمد من أولاد عَبد الله بن مسعود.
حَدَّثَنَا علي بن سراج، حَدَّثَنا سليمان بن شُعَيب الكيساني، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ عَن الْمَسْعُودِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَن عَاصِمٍ عَنْ زَرٍّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ.
قال ابنُ عَدِي وهذا من حديث المسعودي عن سلمة لا أعرفه إلاَّ من حديث خالد عنه وقد روى هذا الحديث المسعودي، عَن عاصم نفسه.
حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبد الحكم، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا الثَّوْريّ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَ مَا ذهب ربع الليل.
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن ميمون المكي، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيد، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي الضُّحَى، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالا حَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عَلَى رَحْلٍ وَقَطِيفَةٍ لا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ وَقَالَ فِي حجته
اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لا رِيَاءَ وَسُمْعَةَ.
قال الشيخ: وهذا حديث معضل الإسناد، ولاَ أعرف للثوري، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي الضُّحَى، عَن أَنَس غير هذا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ يُوسُفَ الْمَغْرِبِيُّ بِمِصْرَ وَأَحْمَدُ بْنُ الممتنع الأيلي ببغداد، قالا: حَدَّثَنا أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن أبو الْهَيْثَمِ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْريّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَن أَنَس قَالَ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالا أَنْ يُشْفِعَ الأَذَانَ وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ.
قال الشيخ: وهذا عن الثَّوْريّ عن خالد مشهور إلاَّ أن الذي يستغرب من هذه الرواية قول أنس أمر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغير هذه الرواية يقولون، عَن أَنَس أمر بلال.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ الصُّوفيّ بتنيس، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْن سالم البصري، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ الخراساني، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَالَ قَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ سَارِقًا مِنَ الْمِفْصَلِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا الحديث عن مالك بن مِغْوَل لا أعرفه إلاَّ من رواية خالد عنه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ بِكَفْرِتُوثَا، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بن زريق، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة قال
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي جِنازَة فَرَكِبَ فَرَسًا أَغَرَّ وَمَشَيْنَا خَلْفَهُ.
قال الشيخ: وهذا لا أعرفه من حديث مالك إلاَّ من حديث خالد عنه.
حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد الشرقي، حَدَّثَنا خشنام بن صديق، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ بمكة، حَدَّثَنا مِسْعَرٌ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِنَ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، ومَنْ مَاتَ، وَهو يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ النَّارَ.
قال الشيخ: وهذا عن مسعر لا أعلم يرويه عنه غير خالد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مقاتل، حَدَّثَنا بحر بن نصر وَحَدَّثنا ابن صاعد، حَدَّثَنا الرَّبِيعُ وَبَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالا: حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا كَامِلُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو الْعَلاءِ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهو مُحْرِمٌ.
قال الشيخ: وهذا عن كامل يرويه خالد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنا زهير بن سالم، حَدَّثَنا خالد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا كَامِلٌ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ يَقُولُ فِي النِّدَاءِ الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الأَرْذَلُونَ إلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا تِلْقَاءَ وَجْهِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وخلفه وقليل ما هم
وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تصير للكع بن لُكَعَ.
قال الشيخ: وهذه الأحاديث عن كامل لقد روى عن غير خالد عنه.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عاصم، حَدَّثَنا محمود بن خالد، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَبُو شَيْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُقْسِمٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: كَانَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ يَسْمَعُ الصَّوْتَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ نَبِيًّا وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَرَى فِي الْمَنَامِ فَيَكُونُ بِذَلِكَ نَبِيًّا وَكَانَ مَنْ نُعِبَ فِي أُذُنِهِ وَقَلْبِهِ فَيَكُونُ بِذَلِكَ نَبِيًّا وَإِنَّ جِبْرِيلَ يَأْتِينِي فَيُكَلِّمُنُي كَمَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَيُكَلِّمُهُ.
قال ابنُ عَدِي ولخالد هذا أحاديث غير ما ذكرته وفي بعض أحاديثه إنكار وعامة ما ينكر من حديثه قد ذكرته على أن يَحْيى بن مَعِين قد وثقه وأرجو أن ما ينكر من حديثه إنما هو وهم منه أو خطأ.
- خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال, ويقال لها عصماء, وهي خالة بني العباس بن عبد المطلب. يكنى أبا سليمان, مات سنة إحدى وعشرين.
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله القرشي المخزومي كنيته أبو سليمان من المهاجرين ممن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله مات بحمص على رئاستة سنة إحدى وعشرين
هو وان أقام بالشام زمانا فان عداده في أهل مكة لقدم استيطانه إياها وقت مقامه بها
هو وان أقام بالشام زمانا فان عداده في أهل مكة لقدم استيطانه إياها وقت مقامه بها
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
- خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أمه لبابة الكبرى ويقال لها: عصماء بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر, وهي خالة بني العباس بن عبد المطلب. يكنى أبا سليمان, مات بالشام في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين.
- خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أمه لبابة الكبرى ويقال لها: عصماء بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر, وهي خالة بني العباس بن عبد المطلب. يكنى أبا سليمان, مات بالشام في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين.
خالد بن الوليد بن المغيرة
ب د ع: خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم أَبُو سليمان وقيل: أَبُو الْوَلِيد القرشي المخزومي، أمه لبابه الصغرى، وقيل: الكبرى، والأول أصح، وهي بنت الحارث بْن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة.
وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم عَلَى خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بْن بكار.
ولما أراد الإسلام قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وعمرو بْن العاص، وعثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة العبدري، فلما رآهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه: " رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ".
وقد اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر بعد الحديبية وقبل خيبر، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم سنة سبع، وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني قريظة، وليس بشيء.
وقيل: كان إسلامه سنة ثمان، وقال بعضهم: كان عَلَى خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الحديبية، وكانت الحديبية سنة ست، وهذا القول مردود، فإن الصحيح أن خَالِد بْن الْوَلِيد كان عَلَى خيل المشركين يَوْم الحديبية.
(377) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عن عُرْوَةَ، عن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، حَدَّثَاهُ جَمِيعًا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لا يُرِيدُ حَرْبًا، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بُدْنَةً، فَسَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى عُسْفَانَ، لَقِيَهُ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيُّ، كَعْبُ خُزَاعَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ فَخَرَجُوا بِالْعُوذِ الْمَطَافِيلِ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللَّهَ أَنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ مَكَّةَ عَنْوَةً أَبَدًا، وَهَذَا هُوَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِ قُرَيْشٍ قَدْ قَدَّمُوهُ إِلَى كِرَاعِ الْغَمِيمِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، قَدْ أَكَلَتْهَا الْحَرْبُ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَهَذَا صَحِيحٌ، يَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى خَيْلِ قُرَيْشٍ
(378) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أخبرنا قُتَيْبَةُ، حدثنا اللَّيْثُ، عن هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فَيَقُولُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ " فَأَقُولُ: فُلانٌ، فَيَقُولُ: " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا "، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ " وَلَعَلَّ هَذَا الْقَوْلَ كَانَ بَعْدَ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا سَمَّى خَالِدًا سَيْفًا مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ فِيهَا، فَإِنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَأَعْلَمَهُمْ بِقَتْلِ زَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ، وَابْنِ رَوَاحَةَ، وَقَالَ: " ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّه خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ "، وَقَالَ خَالِدٌ: لَقَدِ انْدَقَّ يَوْمَئِذٍ فِي يَدِي سَبْعَةَ أَسْيَافٍ فَمَا ثَبَتَ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ، وَلَمْ يَزَلْ مِنْ حِينِ أَسْلَمَ يُوَلِّيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ فَيَكُونُ فِي مُقَدِّمَتِهَا فِي مُحَارَبَةِ الْعَرَبِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ فَأَبَلى فِيهَا، وَبَعَثَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعُزَّى، وَكَانَ بَيْتًا عَظِيمًا لِمُضَرَ تُبَجِّلُهُ فَهَدَمَهَا، وَقَالَ:
يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لا سُبْحَانَكِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
وَلا يَصِحُّ لِخَالِدٍ مَشْهَدٌ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَمَّا فَتَحَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجِزْ لَهُ قَتْلَهُ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ ".
فَأَرْسَلَ مَالًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَدَى الْقَتْلَى، وَأَعْطَاهُمْ ثُمْنَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ، حَتَّى ثَمَنَ مِيلَغَةِ الْكَلْبِ، وَفَضَلَ مَعَهُ فَضْلَةً مِنَ الْمَالِ فَقَسَّمَهَا فِيهِمْ، فَلَمَّا أُخْبِرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ اسْتَحْسَنَهُ، وَلَمَّا رَجَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ أَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ذَلِكَ، وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلامٌ، فَسَبَّ خَالِدٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِخَالِدٍ: " لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ " وكان عَلَى مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين في بني سليم، فجرح خَالِد، فعاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونفس في جرحه فبرأ، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أكيدر بْن عَبْد الْمَلِكِ، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصالحه عَلَى الجزية، ورده إِلَى بلده، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر إِلَى بني الحارث بْن كعب بْن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إِلَى قومهم بنجران، ثم إن أبا بكر أمره بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم.
ومنهم مالك بْن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس قد اختلفوا في قتل مالك بْن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلمًا لظن ظنه خَالِد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أَبُو قتادة وأقسم أَنَّهُ لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه.
وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصر به وببركته، فلا يزال منصورًا.
(379) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، أخبرنا هُشَيْمٌ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَر ٍ، عن أَبِيه ِ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ " اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شَعْرِهِ، فَسَبَقْتُ النَّاصِيَةَ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً، فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَمَا وَجَّهْتُهُ فِي وَجْهٍ إِلا وَفُتِحَ لَهُ " وروى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه ابن عباس، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، والمقدام بْن معد يكرب وَأَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وغيرهم.
وروى معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي أمامة بْن سهل بْن حنيف، عن عَبْد اللَّهِ بْن عباس، عن خَالِد بْن الْوَلِيد: أَنَّهُ دخل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد أن يأكل منه، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، هو ضب.
فرفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده، فقلت: أحرام؟ قال: " لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني، أعافه "، قال خَالِد: فاجتزرته فأكلته ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر ولما حضرت خَالِد بْن الْوَلِيد الوفاة، قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة، أو طعنة، أو رمية، وها أنا أموت عَلَى فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل أرجى منه لا إله إلا اللَّه، وأنا متترس بها.
وتوفي بحمص من الشام، وقيل: بل توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بْن الخطاب، وأوصى إِلَى عمر رضي اللَّه عنه، ولما بلغ عمر أن نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين عَلَى خَالِد، قال عمر: ما عليهن أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة، قيل: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها عَلَى قبر خَالِد، يعني حلقت رأسها.
ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل اللَّه.
قال الزبير بْن أَبِي بكر: وقد انقرض ولد خَالِد بْن الْوَلِيد، فلم يبق منهم أحد، وورث أيوب بْن سلمة دورهم بالمدينة.
أخرجه الثلاثة.
سريج بْن يونس: بالسين المهملة والجيم.
والعوذ المطافيل: يريد النساء والصبيان، والعوذ في الأصل: جمع عائذ، وهي الناقة إذا وضعت وبعدما تضع أيامًا.
والمطفل: الناقة معها فصيلها.
قوله: تقع ولقلقة، فالنقع: رفع الصوت، وقيل: أراد شق الجيوب، واللقفة: الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت، والقلق: اللسان.
ب د ع: خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم أَبُو سليمان وقيل: أَبُو الْوَلِيد القرشي المخزومي، أمه لبابه الصغرى، وقيل: الكبرى، والأول أصح، وهي بنت الحارث بْن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة.
وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم عَلَى خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بْن بكار.
ولما أراد الإسلام قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وعمرو بْن العاص، وعثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة العبدري، فلما رآهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه: " رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ".
وقد اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر بعد الحديبية وقبل خيبر، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم سنة سبع، وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني قريظة، وليس بشيء.
وقيل: كان إسلامه سنة ثمان، وقال بعضهم: كان عَلَى خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الحديبية، وكانت الحديبية سنة ست، وهذا القول مردود، فإن الصحيح أن خَالِد بْن الْوَلِيد كان عَلَى خيل المشركين يَوْم الحديبية.
(377) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عن عُرْوَةَ، عن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، حَدَّثَاهُ جَمِيعًا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لا يُرِيدُ حَرْبًا، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بُدْنَةً، فَسَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى عُسْفَانَ، لَقِيَهُ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيُّ، كَعْبُ خُزَاعَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ فَخَرَجُوا بِالْعُوذِ الْمَطَافِيلِ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللَّهَ أَنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ مَكَّةَ عَنْوَةً أَبَدًا، وَهَذَا هُوَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِ قُرَيْشٍ قَدْ قَدَّمُوهُ إِلَى كِرَاعِ الْغَمِيمِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، قَدْ أَكَلَتْهَا الْحَرْبُ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَهَذَا صَحِيحٌ، يَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى خَيْلِ قُرَيْشٍ
(378) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أخبرنا قُتَيْبَةُ، حدثنا اللَّيْثُ، عن هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فَيَقُولُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ " فَأَقُولُ: فُلانٌ، فَيَقُولُ: " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا "، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ " وَلَعَلَّ هَذَا الْقَوْلَ كَانَ بَعْدَ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا سَمَّى خَالِدًا سَيْفًا مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ فِيهَا، فَإِنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَأَعْلَمَهُمْ بِقَتْلِ زَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ، وَابْنِ رَوَاحَةَ، وَقَالَ: " ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّه خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ "، وَقَالَ خَالِدٌ: لَقَدِ انْدَقَّ يَوْمَئِذٍ فِي يَدِي سَبْعَةَ أَسْيَافٍ فَمَا ثَبَتَ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ، وَلَمْ يَزَلْ مِنْ حِينِ أَسْلَمَ يُوَلِّيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ فَيَكُونُ فِي مُقَدِّمَتِهَا فِي مُحَارَبَةِ الْعَرَبِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ فَأَبَلى فِيهَا، وَبَعَثَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعُزَّى، وَكَانَ بَيْتًا عَظِيمًا لِمُضَرَ تُبَجِّلُهُ فَهَدَمَهَا، وَقَالَ:
يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لا سُبْحَانَكِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
وَلا يَصِحُّ لِخَالِدٍ مَشْهَدٌ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَمَّا فَتَحَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجِزْ لَهُ قَتْلَهُ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ ".
فَأَرْسَلَ مَالًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَدَى الْقَتْلَى، وَأَعْطَاهُمْ ثُمْنَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ، حَتَّى ثَمَنَ مِيلَغَةِ الْكَلْبِ، وَفَضَلَ مَعَهُ فَضْلَةً مِنَ الْمَالِ فَقَسَّمَهَا فِيهِمْ، فَلَمَّا أُخْبِرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ اسْتَحْسَنَهُ، وَلَمَّا رَجَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ أَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ذَلِكَ، وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلامٌ، فَسَبَّ خَالِدٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِخَالِدٍ: " لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ " وكان عَلَى مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين في بني سليم، فجرح خَالِد، فعاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونفس في جرحه فبرأ، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أكيدر بْن عَبْد الْمَلِكِ، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصالحه عَلَى الجزية، ورده إِلَى بلده، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر إِلَى بني الحارث بْن كعب بْن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إِلَى قومهم بنجران، ثم إن أبا بكر أمره بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم.
ومنهم مالك بْن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس قد اختلفوا في قتل مالك بْن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلمًا لظن ظنه خَالِد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أَبُو قتادة وأقسم أَنَّهُ لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه.
وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصر به وببركته، فلا يزال منصورًا.
(379) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، أخبرنا هُشَيْمٌ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَر ٍ، عن أَبِيه ِ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ " اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شَعْرِهِ، فَسَبَقْتُ النَّاصِيَةَ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً، فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَمَا وَجَّهْتُهُ فِي وَجْهٍ إِلا وَفُتِحَ لَهُ " وروى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه ابن عباس، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، والمقدام بْن معد يكرب وَأَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وغيرهم.
وروى معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي أمامة بْن سهل بْن حنيف، عن عَبْد اللَّهِ بْن عباس، عن خَالِد بْن الْوَلِيد: أَنَّهُ دخل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد أن يأكل منه، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، هو ضب.
فرفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده، فقلت: أحرام؟ قال: " لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني، أعافه "، قال خَالِد: فاجتزرته فأكلته ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر ولما حضرت خَالِد بْن الْوَلِيد الوفاة، قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة، أو طعنة، أو رمية، وها أنا أموت عَلَى فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل أرجى منه لا إله إلا اللَّه، وأنا متترس بها.
وتوفي بحمص من الشام، وقيل: بل توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بْن الخطاب، وأوصى إِلَى عمر رضي اللَّه عنه، ولما بلغ عمر أن نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين عَلَى خَالِد، قال عمر: ما عليهن أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة، قيل: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها عَلَى قبر خَالِد، يعني حلقت رأسها.
ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل اللَّه.
قال الزبير بْن أَبِي بكر: وقد انقرض ولد خَالِد بْن الْوَلِيد، فلم يبق منهم أحد، وورث أيوب بْن سلمة دورهم بالمدينة.
أخرجه الثلاثة.
سريج بْن يونس: بالسين المهملة والجيم.
والعوذ المطافيل: يريد النساء والصبيان، والعوذ في الأصل: جمع عائذ، وهي الناقة إذا وضعت وبعدما تضع أيامًا.
والمطفل: الناقة معها فصيلها.
قوله: تقع ولقلقة، فالنقع: رفع الصوت، وقيل: أراد شق الجيوب، واللقفة: الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت، والقلق: اللسان.
خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف الْأمَوِي الْقرشِي كنيته أَبُو سعيد ولاه أَبُو بكر الشَّام قتل يَوْم أجنادين وَقيل إِنَّه قتل بمرج الصفر فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَاسْتَعْملهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقَات بني زبيد وَقد قيل إِنَّه أسلم قبل أبي بكر الصّديق لرؤيا رَآهَا فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمه أم خَالِد بنت حباب الثقفية من خُزَيْمَة
خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ يُكْنَى: أَبَا سَعِيدٍ، قَدِمَ فِي السَّفِينَةِ عَامَ خَيْبَرَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنَ الْحَبَشَةِ أُمُّهُ: أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَبَّابِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ عَنَزَةَ مِنْ ثَقِيفٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَنِ، وَأَمَّرَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى جُنْدٍ مِنْ جُنُودِ الْمُسْلِمِينَ حِينَ بَعَثَهُمْ إِلَى الشَّامِ فَقُتِلَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ كَانَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، ثُمَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ سَقَطَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ وَكَانَ خَالِدٌ جَالِسًا عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُ الْإِذْنَ فَسَمِعَ امْرَأَةَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ تَشْكُو، أَنَّ الَّذِي مَعَ زَوْجِهَا مِثْلَ هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَقَالَ خَالِدٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ السَّفِيهَةَ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ قَدِمَ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فِي السَّفِينَتَيْنِ عَامَ خَيْبَرَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ أَسْعَدٍ، وَابْنَاهُ: سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ وَأَمَةُ بِنْتُ خَالِدٍ، وَلَدَتْهُمَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ قُتِلَ خَالِدٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَرْضِ الشَّامِ وَقِيلَ: إِنَّ امْرَأَتَهُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ مِنْ بَنِي سُبَيْعِ بْنِ خَثْعَمَةَ مِنْ خُزَاعَةَ
- ثنا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَقَامُوا بِهَا حَتَّى قَدِمُوا بَعْدَ بَدْرٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَامْرَأَتُهُ: هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيَّةُ، وَلَدَتْ لَهُ ثَمَّ: سَعِيدَ بْنَ خَالِدٍ، وَأَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ قُتِلَ خَالِدٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أبي " أَنَّ أَعْمَامًا لَهُ: خَالِدًا، وَأَبَانَ، وَعَمْرًا، بَنِي سَعِيدٍ رَجَعُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ، حِينَ بَلَغَتْهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْعَمَلِ مِنْ عُمَّالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارْجِعُوا إِلَى أَعْمَالِكُمْ، فَقَالَ بَنُو أَبِي أُحَيْحَةَ: لَا نَعْمَلُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَيْرِهِ فَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا " فَكَانَ خَالِدٌ عَلَى الْيَمَنِ، وَأَبَانُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَعَمْرٌو عَلَى تَيْمَاءَ وَخَيْبَرَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أُمَرَاءَ إِلَى الشَّامِ فَأَمَّرَ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ عَلَى جُنْدٍ»
- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟» قَالَ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ: «اطْرَحْهُ إِلَيَّ» فَطَرَحْتُهُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا نَقْشُهُ؟» قُلْتُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَبِسَهُ، فَهُوَ الْخَاتَمُ الَّذِي فِي يَدِهِ " رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ قَدِمَ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فِي السَّفِينَتَيْنِ عَامَ خَيْبَرَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ أَسْعَدٍ، وَابْنَاهُ: سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ وَأَمَةُ بِنْتُ خَالِدٍ، وَلَدَتْهُمَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ قُتِلَ خَالِدٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَرْضِ الشَّامِ وَقِيلَ: إِنَّ امْرَأَتَهُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ مِنْ بَنِي سُبَيْعِ بْنِ خَثْعَمَةَ مِنْ خُزَاعَةَ
- ثنا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَقَامُوا بِهَا حَتَّى قَدِمُوا بَعْدَ بَدْرٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَامْرَأَتُهُ: هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيَّةُ، وَلَدَتْ لَهُ ثَمَّ: سَعِيدَ بْنَ خَالِدٍ، وَأَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ قُتِلَ خَالِدٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أبي " أَنَّ أَعْمَامًا لَهُ: خَالِدًا، وَأَبَانَ، وَعَمْرًا، بَنِي سَعِيدٍ رَجَعُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ، حِينَ بَلَغَتْهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْعَمَلِ مِنْ عُمَّالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارْجِعُوا إِلَى أَعْمَالِكُمْ، فَقَالَ بَنُو أَبِي أُحَيْحَةَ: لَا نَعْمَلُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَيْرِهِ فَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا " فَكَانَ خَالِدٌ عَلَى الْيَمَنِ، وَأَبَانُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَعَمْرٌو عَلَى تَيْمَاءَ وَخَيْبَرَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أُمَرَاءَ إِلَى الشَّامِ فَأَمَّرَ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ عَلَى جُنْدٍ»
- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟» قَالَ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ: «اطْرَحْهُ إِلَيَّ» فَطَرَحْتُهُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا نَقْشُهُ؟» قُلْتُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَبِسَهُ، فَهُوَ الْخَاتَمُ الَّذِي فِي يَدِهِ " رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ، مِثْلَهُ
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي
يكنى أبا سعيد. أسلم قديما، يقَالُ: إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق فكان ثالثا أو رابعا. وقيل: كان خامسا. وَقَالَ ضمرة بن ربيعة: كان إسلام
خالد مع إسلام أبي بكر الصديق، وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ بِنْتِ خالد بن سعيد ابن الْعَاصِ تَقُولُ: كَانَ أَبِي خَامِسًا فِي الإِسْلامِ. قلت: من تقدّمه؟ قالت: على ابن أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حارثة، وسعد بن أبى وقّاص.
قال أبو عمر: هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد، واسمها أمة بنت خالد، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد بن العاص.
وذكر الواقدي، حَدَّثَنَا جعفر، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد، قالت: وهاجر إلى أرض الحبشة المرة الثانية، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنابها، ثم قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بخيبر، فكلّم المسلمين فأسهوا لنا، ثم رجعنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، وأقمنا بها، وشهد أبي مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضاء وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات اليمن، فتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي باليمن.
وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: أبي أول من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، وكان قدومه من أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات مذحج، واستعمله على صنعاء اليمن، فلم يزل عليها إلى أن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: قتل خالد بن سعيد بن العاص يوم أجنادين. وذكر الدولابي، عن ابن سعدان، عن الحسن بن عثمان، قَالَ:
قتل بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص. قَالَ:
وَقَالَ محمد بن يوسف: كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى لليلتين بقيتا منه يوم السبت نصف النهار سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة. وقيل: بل قتل خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر.
قَالَ الزبير لخالد بن سعيد بن العاص: وهب عمرو بن معديكرب الصّمصامة، وذكر شعره في ذَلِكَ.
وَذَكَرَ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» . قَالَ: فَأَخَذَهُ مِنِّي فَلَبِسَهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ.
وَقَالَ خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد: أخبرني أبي أن أعمامه: خالدا، وأبانا، وعمرا، بني سعيد بن العاص رجعوا عن عمالتهم حين مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أبو بكر: ما لكم رجعتم عن عمالتكم؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارجعوا إلى أعمالكم. فقالوا:
نحن بنو أبي أحيحة، لا نعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدا.
ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا.
وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية ، وكان الحكم يعلم الحكمة. ويقَالَ : ما فتحت بالشام كورة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص ميتا.
وكان سعيد بن سعيد بن العاص قد قتل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطائف.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ إِسْلامًا، وَكَانَ بَدْءُ إِسْلامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ وُقِفَ بِهِ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذَكَرَ مِنْ سِعَتِهِمَا مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ ، وَكَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ فِيهَا، وَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِحِقْوَيْهِ لا بقع فِيهَا، فَفَزِعَ، وَقَالَ: أَحْلِفُ باللَّه إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ، وَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبِعْهُ، وَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ فِي الإِسْلامِ الَّذِي يَحْجُزُكَ مِنْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا. فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَجْيَادَ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِلَى مَنْ تَدْعُو؟ فَقَالَ: أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده وَرَسُولُهُ، وَتَخْلَعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ، وَلا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَلا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِهِ، وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلامِهِ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ،
وَلَمْ يَكُونُوا أَسْلَمُوا، فَوَجَدُوهُ فَأَتُوا بِهِ أَبَاهُ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَسَبَّهُ وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، وَأَنْتَ تَرَى خِلافَهُ قَوْمَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَعَيْبِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ. فَقَالَ:
قَدْ وَاللَّهِ تَبِعْتُهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ. فَغَضِبَ أَبُو أُحَيْحَةَ وَنَالَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ، وَقَالَ:
اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ. وَاللَّهِ لأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَا أَعِيشُ بِهِ، فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ لِبَنِيهِ: لا يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ. فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَلْزَمُهُ وَيَعِيشُ مَعَهُ، وَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَانَ خَالِدٌ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ [مُحَمَّدِ بْنِ] الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ مَرِضَ فَقَالَ.
لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِمَكَّةَ أَبَدًا. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهمّ لا تَرْفَعْهُ، فَتُوُفِّيَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ.
يكنى أبا سعيد. أسلم قديما، يقَالُ: إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق فكان ثالثا أو رابعا. وقيل: كان خامسا. وَقَالَ ضمرة بن ربيعة: كان إسلام
خالد مع إسلام أبي بكر الصديق، وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ بِنْتِ خالد بن سعيد ابن الْعَاصِ تَقُولُ: كَانَ أَبِي خَامِسًا فِي الإِسْلامِ. قلت: من تقدّمه؟ قالت: على ابن أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حارثة، وسعد بن أبى وقّاص.
قال أبو عمر: هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد، واسمها أمة بنت خالد، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد بن العاص.
وذكر الواقدي، حَدَّثَنَا جعفر، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد، قالت: وهاجر إلى أرض الحبشة المرة الثانية، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنابها، ثم قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بخيبر، فكلّم المسلمين فأسهوا لنا، ثم رجعنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، وأقمنا بها، وشهد أبي مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضاء وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات اليمن، فتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي باليمن.
وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: أبي أول من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، وكان قدومه من أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات مذحج، واستعمله على صنعاء اليمن، فلم يزل عليها إلى أن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: قتل خالد بن سعيد بن العاص يوم أجنادين. وذكر الدولابي، عن ابن سعدان، عن الحسن بن عثمان، قَالَ:
قتل بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص. قَالَ:
وَقَالَ محمد بن يوسف: كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى لليلتين بقيتا منه يوم السبت نصف النهار سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة. وقيل: بل قتل خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر.
قَالَ الزبير لخالد بن سعيد بن العاص: وهب عمرو بن معديكرب الصّمصامة، وذكر شعره في ذَلِكَ.
وَذَكَرَ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» . قَالَ: فَأَخَذَهُ مِنِّي فَلَبِسَهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ.
وَقَالَ خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد: أخبرني أبي أن أعمامه: خالدا، وأبانا، وعمرا، بني سعيد بن العاص رجعوا عن عمالتهم حين مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أبو بكر: ما لكم رجعتم عن عمالتكم؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارجعوا إلى أعمالكم. فقالوا:
نحن بنو أبي أحيحة، لا نعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدا.
ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا.
وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية ، وكان الحكم يعلم الحكمة. ويقَالَ : ما فتحت بالشام كورة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص ميتا.
وكان سعيد بن سعيد بن العاص قد قتل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطائف.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ إِسْلامًا، وَكَانَ بَدْءُ إِسْلامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ وُقِفَ بِهِ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذَكَرَ مِنْ سِعَتِهِمَا مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ ، وَكَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ فِيهَا، وَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِحِقْوَيْهِ لا بقع فِيهَا، فَفَزِعَ، وَقَالَ: أَحْلِفُ باللَّه إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ، وَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبِعْهُ، وَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ فِي الإِسْلامِ الَّذِي يَحْجُزُكَ مِنْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا. فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَجْيَادَ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِلَى مَنْ تَدْعُو؟ فَقَالَ: أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده وَرَسُولُهُ، وَتَخْلَعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ، وَلا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَلا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِهِ، وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلامِهِ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ،
وَلَمْ يَكُونُوا أَسْلَمُوا، فَوَجَدُوهُ فَأَتُوا بِهِ أَبَاهُ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَسَبَّهُ وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، وَأَنْتَ تَرَى خِلافَهُ قَوْمَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَعَيْبِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ. فَقَالَ:
قَدْ وَاللَّهِ تَبِعْتُهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ. فَغَضِبَ أَبُو أُحَيْحَةَ وَنَالَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ، وَقَالَ:
اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ. وَاللَّهِ لأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَا أَعِيشُ بِهِ، فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ لِبَنِيهِ: لا يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ. فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَلْزَمُهُ وَيَعِيشُ مَعَهُ، وَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَانَ خَالِدٌ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ [مُحَمَّدِ بْنِ] الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ مَرِضَ فَقَالَ.
لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِمَكَّةَ أَبَدًا. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهمّ لا تَرْفَعْهُ، فَتُوُفِّيَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ.
خَالِد بْن عَبْد الله بْن رَبَاح يروي عَن مُعَاوِيَة روى عَنهُ الزُّهْرِيّ
خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن رباح،
قَالَ سُلَيْمَان حدثني الوليد
قَالَ حدثنا ابْن نمر (2) عَنِ الزُّهْرِيّ سَمِعَ خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن رباح أَنَّهُ صلى مَعَ مُعَاوِيَة يوم طعن، وقال الزبيدى عن الزهري سمع خالد
ابن عَبْد اللَّه: طعن مُعَاوِيَة.
قَالَ سُلَيْمَان حدثني الوليد
قَالَ حدثنا ابْن نمر (2) عَنِ الزُّهْرِيّ سَمِعَ خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن رباح أَنَّهُ صلى مَعَ مُعَاوِيَة يوم طعن، وقال الزبيدى عن الزهري سمع خالد
ابن عَبْد اللَّه: طعن مُعَاوِيَة.
خالد الحذاء وهو ابن مهران أبو المنازل روى عن أبي قلابة وعطاء والحسن وابن سيرين والحكم وأبي المتوكل روى عنه الثوري
وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا
عبد الرحمن أنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلى قال نا الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يقول: خالد الحذاء ثبت.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: خالد الحذاء ثقة.
حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: خالد الحذاء يكتب حديثه ولا يحتج به.
حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [الهروي - ] فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد [الدارمي - ] قال قلت ليحيى بن معين: داود أحب إليك أو خالد الحذاء؟ قال: داود احب إلى.
وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا
عبد الرحمن أنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلى قال نا الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يقول: خالد الحذاء ثبت.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: خالد الحذاء ثقة.
حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: خالد الحذاء يكتب حديثه ولا يحتج به.
حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [الهروي - ] فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد [الدارمي - ] قال قلت ليحيى بن معين: داود أحب إليك أو خالد الحذاء؟ قال: داود احب إلى.
خالد بن مهران الحذاء مولى بنى مجاشع أبو المنازل لم يكن بحذاء وانما نسب إلى الحذائين لانه كان يجلس إليهم كان من المتقنين المواظبين على العبادة والعلم مات سنة إحدى أو ثنتين وأربعين ومائة
خالد بن مهران الحذاء
قال صالح: قال أبي: وخالد الحذاء بن مهران.
"الأسامي والكنى" (165)
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: خالد الحذاء، يكنى بأبي المنازل.
"سؤالات أبي داود" (106)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: خالد الحذاء أبو المنازل، أحد الثقات.
قلت: هشام؟
قال: هشام ليس مثل خالد.
سمعت أحمد قال: قال أبو قلابة: كان صديقاي من أهل البصرة حذاءً ودباغًا، يعني: خالد الحذاء، والدباغ أيوب.
"سؤالات أبي داود" (462)
وقال أبو داود: وسمعتُ أحمد بن محمد بن حنبل يقول: ما أَرى خالدًا الحذاء سمع من أبي العالية شيئًا.
"مسائل أبي داود" (2032)
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: خالد ما أَرى سمع من أبي عثمان كبير شيءٍ، إنما هي أحاديث عاصم.
"مسائل أبي داود" (2034)
قال ابن هانئ: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: كنية خالد الحذاء: أبو منازل.
"مسائل ابن هانئ" (2065)، (2095)
قال حرب: وسئل أحمد عن حديث خالد، عن رجل، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عبد اللَّه في بيع ده دوازده ما لم يأخذ للنفقة ربحًا، فقال: حدثناه محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة قال: حدثنا خالد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عبد اللَّه قال: وليس كلهم يذكر فيه خالد.
ثم قال أحمد: وقد رفع خالد عن إبراهيم إلى عبد اللَّه أحاديث يرسلها غيره، منها هذا، وحديث إذا توالى عليه رمضانان، وفي الجنب يقرأ بعض الآية.
"مسائل حرب" ص 455
قال عبد اللَّه قال أبي: ما أعلم خالدًا -يعني: الحذاء- سمع من الكوفيين من رجل أقدم من أبي الضحى، وقد حدث عن الشعبي، وما أراه سمع مثه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1864)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: خالد الحذاء أخبرنا عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن محيريز قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا سألتم اللَّه فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها" (1).
سمعت أبي يقول: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن محيريز روى عنه الصغار: إسماعيل بن عياش، وإنما يروي أبو قلابة عن عبد اللَّه بن
محيريز، ولكن كذا قال خالد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2227)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قيل لابن علية في هذا الحديث فقال: كان خالد يرويه فلم يلتفت إليه، ضعف ابن علية أمره يعني: حديث خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الرايات (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2443)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كان يزيد بن زريع يحدث يقول: حدثنا خالد، فكانوا يقولون له: يا أبا معاوية خالد العبد يعبثون به -يعني: فتيان البصرة- فيقول: أنا أحدث عن خالد العبد، حدثنا خالد الحذاء أبو منازل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2571)
وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي ذكر خالدًا الحذاء قال: ما عليه لو صنع كما صنع طاوس كان يجلس فإن أتى بشيء أخذه وإلا سكت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2596)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثني سهل بن حسان وهو ابن أبي خدويه صاحب لي، قال: قال أبو قلابة: صديقاي من أهل البصرة دباغ وحذاء.
قال أبي: الحذاء خالد والدباغ أيوب السختياني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2597)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: خالد الحذاء كان على صدقات البصرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3098)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كنا عند سليمان بن حرب، فذكرنا المسح على الخفين، فذكرنا أحاديث، فجعل سليمان بن حرب يقول: ذا لا يحتمل، وذا ما أدري. قلنا: أيش عندك؟ قال: خالد، عن أبي عثمان، عن عمر قال: يمسح حتى يأوي إلى فراشه. قلنا: خالد لم يسمع من أبي عثمان شيئًا، يقول ذلك بعض الناس، ويُروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يوقت (1). ويقول: خالد، عن أبي عثمان، كأنه لم يرض منه بذلك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3565)
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: خالد الحذاء ثبت.
"الجرح والتعديل" 3/ 353، "تهذيب الكمال" 8/ 180
قال صالح: قال أبي: وخالد الحذاء بن مهران.
"الأسامي والكنى" (165)
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: خالد الحذاء، يكنى بأبي المنازل.
"سؤالات أبي داود" (106)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: خالد الحذاء أبو المنازل، أحد الثقات.
قلت: هشام؟
قال: هشام ليس مثل خالد.
سمعت أحمد قال: قال أبو قلابة: كان صديقاي من أهل البصرة حذاءً ودباغًا، يعني: خالد الحذاء، والدباغ أيوب.
"سؤالات أبي داود" (462)
وقال أبو داود: وسمعتُ أحمد بن محمد بن حنبل يقول: ما أَرى خالدًا الحذاء سمع من أبي العالية شيئًا.
"مسائل أبي داود" (2032)
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: خالد ما أَرى سمع من أبي عثمان كبير شيءٍ، إنما هي أحاديث عاصم.
"مسائل أبي داود" (2034)
قال ابن هانئ: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: كنية خالد الحذاء: أبو منازل.
"مسائل ابن هانئ" (2065)، (2095)
قال حرب: وسئل أحمد عن حديث خالد، عن رجل، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عبد اللَّه في بيع ده دوازده ما لم يأخذ للنفقة ربحًا، فقال: حدثناه محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة قال: حدثنا خالد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عبد اللَّه قال: وليس كلهم يذكر فيه خالد.
ثم قال أحمد: وقد رفع خالد عن إبراهيم إلى عبد اللَّه أحاديث يرسلها غيره، منها هذا، وحديث إذا توالى عليه رمضانان، وفي الجنب يقرأ بعض الآية.
"مسائل حرب" ص 455
قال عبد اللَّه قال أبي: ما أعلم خالدًا -يعني: الحذاء- سمع من الكوفيين من رجل أقدم من أبي الضحى، وقد حدث عن الشعبي، وما أراه سمع مثه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1864)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: خالد الحذاء أخبرنا عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن محيريز قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا سألتم اللَّه فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها" (1).
سمعت أبي يقول: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن محيريز روى عنه الصغار: إسماعيل بن عياش، وإنما يروي أبو قلابة عن عبد اللَّه بن
محيريز، ولكن كذا قال خالد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2227)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قيل لابن علية في هذا الحديث فقال: كان خالد يرويه فلم يلتفت إليه، ضعف ابن علية أمره يعني: حديث خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الرايات (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2443)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كان يزيد بن زريع يحدث يقول: حدثنا خالد، فكانوا يقولون له: يا أبا معاوية خالد العبد يعبثون به -يعني: فتيان البصرة- فيقول: أنا أحدث عن خالد العبد، حدثنا خالد الحذاء أبو منازل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2571)
وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي ذكر خالدًا الحذاء قال: ما عليه لو صنع كما صنع طاوس كان يجلس فإن أتى بشيء أخذه وإلا سكت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2596)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثني سهل بن حسان وهو ابن أبي خدويه صاحب لي، قال: قال أبو قلابة: صديقاي من أهل البصرة دباغ وحذاء.
قال أبي: الحذاء خالد والدباغ أيوب السختياني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2597)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: خالد الحذاء كان على صدقات البصرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3098)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كنا عند سليمان بن حرب، فذكرنا المسح على الخفين، فذكرنا أحاديث، فجعل سليمان بن حرب يقول: ذا لا يحتمل، وذا ما أدري. قلنا: أيش عندك؟ قال: خالد، عن أبي عثمان، عن عمر قال: يمسح حتى يأوي إلى فراشه. قلنا: خالد لم يسمع من أبي عثمان شيئًا، يقول ذلك بعض الناس، ويُروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يوقت (1). ويقول: خالد، عن أبي عثمان، كأنه لم يرض منه بذلك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3565)
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: خالد الحذاء ثبت.
"الجرح والتعديل" 3/ 353، "تهذيب الكمال" 8/ 180
خالد بن مهران الحذاء أحد الاثبات المشهورين روى عن عراك بن مالك حديثا سمعه من خالد بن أبي الصلت عنه في استقبال القبلة في البول.
خَالِد بن مهْرَان الْحذاء مولى بني مجاشع من أهل الْبَصْرَة كنيته أَبُو الْمنَازل وَقيل مولى لقريش كَانَ يجلس إِلَى الحذائيين فنسب إِلَيْهِم وَلم يكن بحذاء يروي عَن أبي قلَابَة وَالْحسن وَابْن سِيرِين روى عَنهُ أهل الْعرَاق مَاتَ سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة
خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ: خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ، وَقِيلَ: ابْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَعَلَيْهِ نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي مَنْزِلِهِ إِلَى أَنْ بَنَى مَسْجِدَهُ وَحُجْرَتَهُ لَمْ يَزَلْ غَازِيًا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَدُفِنَ فِي أَصْلِ سُورِهَا، وَوَالِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَقِيلَ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ، دَخَلَ الْبَصْرَةَ، وَأَنْزَلَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ مَنْزِلَهُ، وَقَاسَمَهُ مَالَهُ وَقِيلَ: إِنَّ الرُّومَ إِذَا أَجْدَبُوا اسْتَسْقَوْا بِقَبْرِهِ فَيُسْقَوْنَ، بَنَى الرُّومُ عَلَى قَبْرِهِ بَنَاءً، وَعَلَّقُوا عَلَيْهَا أَرْبَعَةَ قَنَادِيلَ سَرْجٍ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: أَبُو أُمَامَةَ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيِ كَرِبَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، وَابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَمَنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُهُمْ.
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ: أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ.
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَهُوَ: تَيْمُ اللَّاتِ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ: أَبُو أَيُّوبَ، وَاسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ.
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مُنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ: أَبُو أَيُّوبَ، وَاسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَّاعِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الْأَسْفَلِ، فَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ فَأُهْرِيقَ فِي الْغُرْفَةِ مَاءٌ فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ الْمَاءَ نُنَشِّفُهُ أَنْ يَخْلُصَ الْمَاءُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ فَأَمَرَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ، وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْوَرْدِ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: " قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ فِي دَارِنَا، فَقُلْنَا: الْعُلُوَّ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «لَا، السُّفْلُ أَهْوَنُ عَلَيْنَا وَعَلَى مَنْ يَغْشَانَا» فَقَالَتْ أُمُّ أَيُّوبَ حِينَ أَمْسَيْنَا: يَا أَبَا أَيُّوبَ يَنَامُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَنَا أَسْفَلَ مِنَّا فَلَمْ نَنَمْ حَتَّى أَصْبَحْنَا فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي قَالَتْ أُمُّ أَيُّوبَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ أَرْضَ الرُّومِ فَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ: احْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَيْتُ مِصْرَ فَوَجَدْتُ النَّاسَ قَدْ قَفَلُوا مِنْ غَزْوِهِمْ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَفِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ لَمَّا قَضَوْا مَغْزَاهُمْ حَضَرَ أَبَا أَيُّوبَ الْوَفَاةُ فَدَعَا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالنَّاسُ مَعَهُمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: إِذَا قُبِضْتُ فَلْيَرْكَبِ الْخَيْلَ فِي السِّلَاحِ وَالرَّجُلِ، ثُمَّ سِيرُوا حَتَّى تَبْلُغُوا الْعَدُوَّ فَيَرُدُّونَكُمْ حَتَّى لَا تَجِدُونَ مُتَقَدَّمًا، ثُمَّ احْفِرُوا لِي قَبْرًا فَادْفِنُونِي فِيهِ، ثُمَّ سَوُّوهُ فَلْتَطَأِ الْخَيْلُ وَالرِّجَالُ عَلَيْهِ حَتَّى يَسْتَوِيَ بِالْأَرْضِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ بَدْرًا، ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزَاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَهُوَ فِيهَا، إِلَّا عَامًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْجَيْشِ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَعَدَ ذَلِكَ الْعَامَ، فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَلَهَّفُ يَقُولُ: وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ فَمَرِضَ، وَعَلَى الْجَيْشِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ، فَقَالَ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي: إِذَا أَنَا مُتُّ فَارْكَبْ بِي، ثُمَّ اسْعَ بِي فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ مَا وَجَدْتَ مَسَاعًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاعًا فَادْفِنِّي، ثُمَّ ارْجِعْ , قَالَ: فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فَلَا أَجِدُنِي إِلَّا خَفِيفًا أَوْ ثَقِيلًا "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا فِرْدَوْسُ بْنُ الْأَشْعَرِيِّ، ثنا مَسْعُودُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ غَزَا أَرْضَ الرُّومِ، فَمَرَّ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَجَفَاهُ، فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ غَزْوَتِهِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَجَفَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسًا، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ وَقَدْ أَمَّرَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أَبَا أَيُّوبَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ عَنْ مَسْكَنِي كَمَا خَرَجْتَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَهْلَهُ فَخَرَجُوا، وَأَعْطَاهُ كُلَّ شَيْءٍ أُغْلِقَ عَلَيْهِ الدَّارُ، فَلَمَّا كَانَ انْطِلَاقُهُ , قَالَ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي: عَطَائِي وَثَمَانِيَةُ أَعْبُدٍ يَعْمَلُونَ فِي أَرْضِي وَكَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَأَضْعَفَهَا لَهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَأَعْطَاهُ عِشْرِينَ أَلْفًا وَأَرْبَعِينَ عَبْدًا "
وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ: «الْيَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا» رَوَاهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ، عَنْ عَوْنٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثتا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّاهُمَا بِجَمْعٍ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ» تَفَرَّدَ بِهِ خَلَّادٌ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، «أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ بِالْمُزْدَلِفَةِ» رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَجَرِيرٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدَةُ، فِي آخَرِينَ وَرَوَاهُ عَنْ عَدِيٍّ: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ: «مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟» فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ أَرْضَهَا وَاسِعَةٌ وَتُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ» ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: «وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ الطَّحَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ شُرَيْحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اكْتُمِ الْخُطْبَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلِّ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ، ثُمَّ احْمَدْ رَبَّكَ وَمَجِّدْهُ، ثُمَّ قُلِ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، فَإِنْ رَأَيْتَ لِي فُلَانَةَ - سَمِّهَا بِاسْمِهَا - خَيْرًا فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَاقْضِ لِي بِهَا " أَوْ قَالَ: «فَاقْدِرْهَا لِي» رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أَيُّوبَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ: أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ.
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَهُوَ: تَيْمُ اللَّاتِ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ: أَبُو أَيُّوبَ، وَاسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ.
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مُنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ: أَبُو أَيُّوبَ، وَاسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَّاعِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الْأَسْفَلِ، فَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ فَأُهْرِيقَ فِي الْغُرْفَةِ مَاءٌ فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ الْمَاءَ نُنَشِّفُهُ أَنْ يَخْلُصَ الْمَاءُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ فَأَمَرَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ، وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْوَرْدِ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: " قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ فِي دَارِنَا، فَقُلْنَا: الْعُلُوَّ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «لَا، السُّفْلُ أَهْوَنُ عَلَيْنَا وَعَلَى مَنْ يَغْشَانَا» فَقَالَتْ أُمُّ أَيُّوبَ حِينَ أَمْسَيْنَا: يَا أَبَا أَيُّوبَ يَنَامُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَنَا أَسْفَلَ مِنَّا فَلَمْ نَنَمْ حَتَّى أَصْبَحْنَا فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي قَالَتْ أُمُّ أَيُّوبَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ أَرْضَ الرُّومِ فَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ: احْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَيْتُ مِصْرَ فَوَجَدْتُ النَّاسَ قَدْ قَفَلُوا مِنْ غَزْوِهِمْ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَفِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ لَمَّا قَضَوْا مَغْزَاهُمْ حَضَرَ أَبَا أَيُّوبَ الْوَفَاةُ فَدَعَا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالنَّاسُ مَعَهُمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: إِذَا قُبِضْتُ فَلْيَرْكَبِ الْخَيْلَ فِي السِّلَاحِ وَالرَّجُلِ، ثُمَّ سِيرُوا حَتَّى تَبْلُغُوا الْعَدُوَّ فَيَرُدُّونَكُمْ حَتَّى لَا تَجِدُونَ مُتَقَدَّمًا، ثُمَّ احْفِرُوا لِي قَبْرًا فَادْفِنُونِي فِيهِ، ثُمَّ سَوُّوهُ فَلْتَطَأِ الْخَيْلُ وَالرِّجَالُ عَلَيْهِ حَتَّى يَسْتَوِيَ بِالْأَرْضِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ بَدْرًا، ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزَاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَهُوَ فِيهَا، إِلَّا عَامًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْجَيْشِ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَعَدَ ذَلِكَ الْعَامَ، فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَلَهَّفُ يَقُولُ: وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ فَمَرِضَ، وَعَلَى الْجَيْشِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ، فَقَالَ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي: إِذَا أَنَا مُتُّ فَارْكَبْ بِي، ثُمَّ اسْعَ بِي فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ مَا وَجَدْتَ مَسَاعًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاعًا فَادْفِنِّي، ثُمَّ ارْجِعْ , قَالَ: فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فَلَا أَجِدُنِي إِلَّا خَفِيفًا أَوْ ثَقِيلًا "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا فِرْدَوْسُ بْنُ الْأَشْعَرِيِّ، ثنا مَسْعُودُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ غَزَا أَرْضَ الرُّومِ، فَمَرَّ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَجَفَاهُ، فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ غَزْوَتِهِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَجَفَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسًا، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ وَقَدْ أَمَّرَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أَبَا أَيُّوبَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ عَنْ مَسْكَنِي كَمَا خَرَجْتَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَهْلَهُ فَخَرَجُوا، وَأَعْطَاهُ كُلَّ شَيْءٍ أُغْلِقَ عَلَيْهِ الدَّارُ، فَلَمَّا كَانَ انْطِلَاقُهُ , قَالَ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي: عَطَائِي وَثَمَانِيَةُ أَعْبُدٍ يَعْمَلُونَ فِي أَرْضِي وَكَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَأَضْعَفَهَا لَهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَأَعْطَاهُ عِشْرِينَ أَلْفًا وَأَرْبَعِينَ عَبْدًا "
وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ: «الْيَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا» رَوَاهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ، عَنْ عَوْنٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثتا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّاهُمَا بِجَمْعٍ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ» تَفَرَّدَ بِهِ خَلَّادٌ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، «أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ بِالْمُزْدَلِفَةِ» رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَجَرِيرٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدَةُ، فِي آخَرِينَ وَرَوَاهُ عَنْ عَدِيٍّ: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ: «مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟» فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ أَرْضَهَا وَاسِعَةٌ وَتُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ» ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: «وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ الطَّحَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ شُرَيْحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اكْتُمِ الْخُطْبَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلِّ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ، ثُمَّ احْمَدْ رَبَّكَ وَمَجِّدْهُ، ثُمَّ قُلِ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، فَإِنْ رَأَيْتَ لِي فُلَانَةَ - سَمِّهَا بِاسْمِهَا - خَيْرًا فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَاقْضِ لِي بِهَا " أَوْ قَالَ: «فَاقْدِرْهَا لِي» رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أَيُّوبَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ
خالد بن عَمْرو القرشي السعيدي كوفي، يُكَنَّى أبا سَعِيد، وقِيلَ: أبو سعد.
روى عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مناكير.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: خالد بن عَمْرو السعيدي ليس حديثه بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن خالد بن عَمْرو القرشي فقال ليس بثقة، وَهو بن عم عَبد العزيز بن أَبَان يروي أحاديث بواطيل.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال خالد بن عَمْرو يعد في الكوفيين أراه قرشيا.
قال أحمد منكر الحديث سمع منه أبو عُبَيد القاسم بن سلام.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ خالد بن عَمْرو عن شيبان، وهِشام الدستوائي روى عنه أبو عُبَيد منكر الحديث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال خالد بن عَمْرو الأموي ليس بثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو خَوْلَةَ ميمون بن مسلمة البهراني، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر قَالا ابْتَاعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ قَلائِصَ إِلَى أَجَلٍ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أَتَى عَلَيْكَ أَمْرُ اللَّهِ فَمَنْ يَقْضِينِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَقْضِي عَنِي دَيْنِي وَيُنْجِزُ عِدَاتِي قَالَ فَإِنْ قُبِضَ أَبَا بَكْرٍ فَمَنْ يَقْضِينِي قَالَ عُمَر يَحْذُو حَذْوَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ قَالَ فَإِنْ أَتَى عَلَى عُمَر أَجَلَهُ قَالَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تموت فمت.
حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْلٍ أَنَسُ بْنُ سلم، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ، قالَ: قُلتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةٌ إِلَيْكَ لا تجد ملتدأ غيرك
حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ وَعُمَرُ بْنُ سِنَانٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ سابور قالوا، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ رَحْمَتِي فَارْحَمُوا خلقي.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ عَلِيٍّ هَاشِمٌ الْخَفَّافُ بحلب، حَدَّثَنا عُبَيد بن هشام، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أَبِيهِ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: يا معشر نساء الأنصاري اختضبن غمشا وَاخْتَفِضْنَ، ولاَ تُنْهِكْنَ فَإِنَّهُ أَسْرَى للوجه وأحظى عند الزوج.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا أبو نعيم الحلبي، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَتْ رَايَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قِطْعَةٌ قَطِيفَةٌ سَوْدَاءُ كَانَتْ لِعَائِشَةَ وَكَانَ لِوَاؤُهُ أَبْيَضُ وَكَانَ يَحْمِلُهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ثُمَّ يَرْكِزُهَا فِي الأَنْصَارِ فِي بَنِي عَبد الأَشْهَلِ وَهِيَ الرَّايَةُ الَّتِي دَخَلَ بِهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنِيَّةَ دِمَشْقَ وَكَانَ اسْمُ الرَّايَةِ الْعُقَابُ فَسُمَّتْ ثَنِيَّةُ الْعُقَابِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَرْدَعِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو، حَدَّثَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ، عنِ ابِْن عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عنه تحريف
الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ.
قَالَ ابنُ عَدِي وهذه الأحاديث التي رواها خالد عن الليث عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ كلها باطلة وعندي أن خالد بن عَمْرو وضعها على الليث ونسخة الليث عن يزيد بن أبي حبيب عندنا من حديث يَحْيى بن بُكَير وقتيبة، وابن رمح، وابن زغبة ويزيد بن موهب وليس فيه من هذا شيء.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ يَزِيدَ السياري، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الأُمَوِيُّ مِنْ وَلَدِ سَعِيد بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي أَشْيَاءَ إِذَا عَمَلْتُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ قَالَ ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا بَيْنَ أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ.
قال ابنُ عَدِي وروى هذا الحديث أبو عُبَيد القاسم بن سلام عن خالد هذا وروى عن مُحَمد بن كثير عن الثَّوْريّ مثله
حَدَّثَنَاهُ بن المرزبان عن مُحَمد بن أحمد بن برد عنه، ولاَ أدري ما أقول في رواية بن كثير عن الثَّوْريّ لهذا الحديث فإن بن كثير ثقة وهذا الحديث عن الثَّوْريّ منكر وقد روى عن زافر عن مُحَمد بن عُيَينة أخي سفيان بن عُيَينة، عَن أبي حازم عن سهل وروى أَيضًا هذا الحديث من حديث زافر عن مُحَمد بن عُيَينة، عَن أَبِي حَازِمٍ، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا علي بن العباس، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْريّ عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَرْبُ خَُِدْعَةٌ.
قال ابنُ عَدِي وهذا عن الثَّوْريّ عن عَمْرو غير محفوظ إنما رواه ابن عُيَينة عن عَمْرو ورواه مع بن عُيَينة مُحَمد بن مسلم الطائفي وغيره وروى بعض المحدثين عن بُنْدَار، عنِ ابن مهدي عن الثَّوْريّ وأبطل في ذلك.
حَدَّثَنَا بن مُكْرَمٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر بن أَبَان، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ، عنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَن أَنَس، قَال: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُونَ جَمَعَ الْقَرَائِبِ مَخَافَةَ الضَّغَائِنِ قِيلَ يَا أَبَا حَمْزَةَ، ومَنْ كَانَ يَكْرَهُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ الْفَارُوقُ وَعُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ أَئِمَّةُ الْهُدَى.
قَالَ ابنُ عَدِي وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيضًا، عنِ ابن أبي ذئب ليس بالمحفوظ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو، حَدَّثَنا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَال: كُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابَنَا مَطَرٌ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ فَصَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ يَزِيدَ السياري وَحَدَّثنا ابن المحسن بن عيسى بن ماسرجس، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الأُمَوِيُّ مِنْ وَلَدِ سَعِيد بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَن أَبِي زُرْعَة بْنِ عَمْرو بْنِ جَرير، عَن جَرِيرٍ، قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْتِيهِ وُفُودُ الْعَرَبِ فَيَبْعَثُ إِلَيَّ فَأَلْبِسُ حُلَّتِي ثُمَّ أَجِيْءُ فَيَبَاهِي بِي وَاللَّفْظُ لِلسَّيَّارِيِّ.
قال ابنُ عَدِي وهذا يرويه عن مالك خالد بن عَمْرو.
حَدَّثَنَا ميمون بن مسلم، حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ أَبِي صَابِرٍ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ شُعْبَة، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنِ التَّشَهُدِ الأَوَّلِ فَاسْتَوَى قَائِمًا فَلْيَمْضِ فِي صَلاتِهِ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا منكر المتن يرويه خالد بن عَمْرو عن إسرائيل، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَسْبَاطٍ، حَدَّثَنا الحسن بن حماد الوراق، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو أَبُو سَعِيد الْقُرَشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يُبْعَثُ مِنْ مَسْجِدِ الْعِشَارِ الَّذِي بِالأُبُلَّةِ شُهَدَاءُ لا يَقُومُ مَعَ شُهَدَاءِ بَدْرٍ غَيْرُهُمْ.
قال ابنُ عَدِي وهذا الحديث بأي إسناد كان فهو منكر.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، حَدَّثَنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بن حميد، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنْ شُعْبَة عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَرْفَجَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ مُجْتَمِعٌ يُرِيدُ الْفُرْقَةَ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ.
قال حاجب قال ابن حميد قَال لي خالد بن عَمْرو اكتم هذا الحديث
قال ابنُ عَدِي وخالد بن عَمْرو هذا له غير ما ذكرت من الحديث عَمَّن يحدث عنهم وكلها أو عامتها موضوعة، وَهو بين الأمر في الضعفاء.
روى عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مناكير.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: خالد بن عَمْرو السعيدي ليس حديثه بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن خالد بن عَمْرو القرشي فقال ليس بثقة، وَهو بن عم عَبد العزيز بن أَبَان يروي أحاديث بواطيل.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال خالد بن عَمْرو يعد في الكوفيين أراه قرشيا.
قال أحمد منكر الحديث سمع منه أبو عُبَيد القاسم بن سلام.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ خالد بن عَمْرو عن شيبان، وهِشام الدستوائي روى عنه أبو عُبَيد منكر الحديث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال خالد بن عَمْرو الأموي ليس بثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو خَوْلَةَ ميمون بن مسلمة البهراني، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر قَالا ابْتَاعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ قَلائِصَ إِلَى أَجَلٍ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أَتَى عَلَيْكَ أَمْرُ اللَّهِ فَمَنْ يَقْضِينِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَقْضِي عَنِي دَيْنِي وَيُنْجِزُ عِدَاتِي قَالَ فَإِنْ قُبِضَ أَبَا بَكْرٍ فَمَنْ يَقْضِينِي قَالَ عُمَر يَحْذُو حَذْوَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ قَالَ فَإِنْ أَتَى عَلَى عُمَر أَجَلَهُ قَالَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تموت فمت.
حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْلٍ أَنَسُ بْنُ سلم، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ، قالَ: قُلتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةٌ إِلَيْكَ لا تجد ملتدأ غيرك
حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ وَعُمَرُ بْنُ سِنَانٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ سابور قالوا، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ رَحْمَتِي فَارْحَمُوا خلقي.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ عَلِيٍّ هَاشِمٌ الْخَفَّافُ بحلب، حَدَّثَنا عُبَيد بن هشام، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أَبِيهِ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: يا معشر نساء الأنصاري اختضبن غمشا وَاخْتَفِضْنَ، ولاَ تُنْهِكْنَ فَإِنَّهُ أَسْرَى للوجه وأحظى عند الزوج.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا أبو نعيم الحلبي، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَتْ رَايَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قِطْعَةٌ قَطِيفَةٌ سَوْدَاءُ كَانَتْ لِعَائِشَةَ وَكَانَ لِوَاؤُهُ أَبْيَضُ وَكَانَ يَحْمِلُهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ثُمَّ يَرْكِزُهَا فِي الأَنْصَارِ فِي بَنِي عَبد الأَشْهَلِ وَهِيَ الرَّايَةُ الَّتِي دَخَلَ بِهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنِيَّةَ دِمَشْقَ وَكَانَ اسْمُ الرَّايَةِ الْعُقَابُ فَسُمَّتْ ثَنِيَّةُ الْعُقَابِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَرْدَعِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو، حَدَّثَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ، عنِ ابِْن عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عنه تحريف
الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ.
قَالَ ابنُ عَدِي وهذه الأحاديث التي رواها خالد عن الليث عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ كلها باطلة وعندي أن خالد بن عَمْرو وضعها على الليث ونسخة الليث عن يزيد بن أبي حبيب عندنا من حديث يَحْيى بن بُكَير وقتيبة، وابن رمح، وابن زغبة ويزيد بن موهب وليس فيه من هذا شيء.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ يَزِيدَ السياري، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الأُمَوِيُّ مِنْ وَلَدِ سَعِيد بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي أَشْيَاءَ إِذَا عَمَلْتُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ قَالَ ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا بَيْنَ أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ.
قال ابنُ عَدِي وروى هذا الحديث أبو عُبَيد القاسم بن سلام عن خالد هذا وروى عن مُحَمد بن كثير عن الثَّوْريّ مثله
حَدَّثَنَاهُ بن المرزبان عن مُحَمد بن أحمد بن برد عنه، ولاَ أدري ما أقول في رواية بن كثير عن الثَّوْريّ لهذا الحديث فإن بن كثير ثقة وهذا الحديث عن الثَّوْريّ منكر وقد روى عن زافر عن مُحَمد بن عُيَينة أخي سفيان بن عُيَينة، عَن أبي حازم عن سهل وروى أَيضًا هذا الحديث من حديث زافر عن مُحَمد بن عُيَينة، عَن أَبِي حَازِمٍ، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا علي بن العباس، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْريّ عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَرْبُ خَُِدْعَةٌ.
قال ابنُ عَدِي وهذا عن الثَّوْريّ عن عَمْرو غير محفوظ إنما رواه ابن عُيَينة عن عَمْرو ورواه مع بن عُيَينة مُحَمد بن مسلم الطائفي وغيره وروى بعض المحدثين عن بُنْدَار، عنِ ابن مهدي عن الثَّوْريّ وأبطل في ذلك.
حَدَّثَنَا بن مُكْرَمٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر بن أَبَان، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ، عنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَن أَنَس، قَال: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُونَ جَمَعَ الْقَرَائِبِ مَخَافَةَ الضَّغَائِنِ قِيلَ يَا أَبَا حَمْزَةَ، ومَنْ كَانَ يَكْرَهُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ الْفَارُوقُ وَعُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ أَئِمَّةُ الْهُدَى.
قَالَ ابنُ عَدِي وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيضًا، عنِ ابن أبي ذئب ليس بالمحفوظ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو، حَدَّثَنا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَال: كُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابَنَا مَطَرٌ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ فَصَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ يَزِيدَ السياري وَحَدَّثنا ابن المحسن بن عيسى بن ماسرجس، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الأُمَوِيُّ مِنْ وَلَدِ سَعِيد بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَن أَبِي زُرْعَة بْنِ عَمْرو بْنِ جَرير، عَن جَرِيرٍ، قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْتِيهِ وُفُودُ الْعَرَبِ فَيَبْعَثُ إِلَيَّ فَأَلْبِسُ حُلَّتِي ثُمَّ أَجِيْءُ فَيَبَاهِي بِي وَاللَّفْظُ لِلسَّيَّارِيِّ.
قال ابنُ عَدِي وهذا يرويه عن مالك خالد بن عَمْرو.
حَدَّثَنَا ميمون بن مسلم، حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ أَبِي صَابِرٍ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ شُعْبَة، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنِ التَّشَهُدِ الأَوَّلِ فَاسْتَوَى قَائِمًا فَلْيَمْضِ فِي صَلاتِهِ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا منكر المتن يرويه خالد بن عَمْرو عن إسرائيل، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَسْبَاطٍ، حَدَّثَنا الحسن بن حماد الوراق، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو أَبُو سَعِيد الْقُرَشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يُبْعَثُ مِنْ مَسْجِدِ الْعِشَارِ الَّذِي بِالأُبُلَّةِ شُهَدَاءُ لا يَقُومُ مَعَ شُهَدَاءِ بَدْرٍ غَيْرُهُمْ.
قال ابنُ عَدِي وهذا الحديث بأي إسناد كان فهو منكر.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، حَدَّثَنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بن حميد، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ عَنْ شُعْبَة عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَرْفَجَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ مُجْتَمِعٌ يُرِيدُ الْفُرْقَةَ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ.
قال حاجب قال ابن حميد قَال لي خالد بن عَمْرو اكتم هذا الحديث
قال ابنُ عَدِي وخالد بن عَمْرو هذا له غير ما ذكرت من الحديث عَمَّن يحدث عنهم وكلها أو عامتها موضوعة، وَهو بين الأمر في الضعفاء.
خَالِد بْن رباح
أخو بلال بْن رباح مولى أَبِي بكر الْقُرَشِيّ باب الألف
أخو بلال بْن رباح مولى أَبِي بكر الْقُرَشِيّ باب الألف
خالد بن رباح
أخو بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق، يكنى أبا رويحة.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا عبيد الله بن واصل، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد،
قال: حدثنا محمد بن الزبير، عن يزيد بن الحصين بن نمير السكوني، عن أبيه قال: جاء بلال يخطب على أخيه، وكان عمر استعمل بلالا على الأردن، فقال: أنا بلال وهذا أخي، كنا عبدين فأعتقنا الله، وكنا ضالين فهدانا الله، وكنا عائلين فأغنانا الله، فإن تنكحونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا إله إلا الله، قال: فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة.
رواه أبو اليمان، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، قال: سأل خالد بن رباح أخاه بلالا أن ينكح له، فذكر الحديث.
ورواه شعبة، عن أبي سلمة والمغيرة، عن الشعبي: أن بلالا خطب إلى أهل بيت، فقال: هذا أخي.
أخبرناه خيثمة، قال: حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بشر بن عمر، عن شعبة.
ورواه هشام وغيره، عن قتادة، قال: خطب بلال على أخيه.
أخبرنا بكر بن شعيب القرشي بدمشق، قال: حدثنا محمد بن فياض، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان بن أبي الدرداء، قال: حدثني أبي
محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان بن بلال، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لما خطب عمر بن الخطاب، فعاد إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى بينه وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلا داريًا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقالا: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فزوجهما.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثنا محمد بن أبي حماد، قال: حدثنا علي بن مجاهد، قال:
حدثنا موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرحمن، عن أمه حجية بنت قريط، عن أمها غفيلة بنت عبيد بن الحارث، عن أمها أم قريرة بنت الحارث، قالت: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو نازل بالأبطح وقد ضربت عليه قبة حمراء فبايعناه واشترط علينا، قالت: فبينا نحن كذلك إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي كأنه جمل أورق، فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح وذلك بعدما طلعت الشمس، فقال: ما منعك
أن تعجل العدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا النفاق؟ والذي بعثه بالحق أن لولا شيء لضربت بهذا السيف فلحتك، وكان رجلا أعلم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا ترى ما يقول لي هذا العبيد؟ فقال النبي عليه السلام: دعه فعسى أن يكون خيرًا منك فالتمسه فلا تجده، وكانت هذه أشد عليه من الأولى.
أخو بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق، يكنى أبا رويحة.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا عبيد الله بن واصل، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد،
قال: حدثنا محمد بن الزبير، عن يزيد بن الحصين بن نمير السكوني، عن أبيه قال: جاء بلال يخطب على أخيه، وكان عمر استعمل بلالا على الأردن، فقال: أنا بلال وهذا أخي، كنا عبدين فأعتقنا الله، وكنا ضالين فهدانا الله، وكنا عائلين فأغنانا الله، فإن تنكحونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا إله إلا الله، قال: فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة.
رواه أبو اليمان، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، قال: سأل خالد بن رباح أخاه بلالا أن ينكح له، فذكر الحديث.
ورواه شعبة، عن أبي سلمة والمغيرة، عن الشعبي: أن بلالا خطب إلى أهل بيت، فقال: هذا أخي.
أخبرناه خيثمة، قال: حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بشر بن عمر، عن شعبة.
ورواه هشام وغيره، عن قتادة، قال: خطب بلال على أخيه.
أخبرنا بكر بن شعيب القرشي بدمشق، قال: حدثنا محمد بن فياض، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان بن أبي الدرداء، قال: حدثني أبي
محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان بن بلال، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لما خطب عمر بن الخطاب، فعاد إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى بينه وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلا داريًا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقالا: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فزوجهما.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثنا محمد بن أبي حماد، قال: حدثنا علي بن مجاهد، قال:
حدثنا موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرحمن، عن أمه حجية بنت قريط، عن أمها غفيلة بنت عبيد بن الحارث، عن أمها أم قريرة بنت الحارث، قالت: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو نازل بالأبطح وقد ضربت عليه قبة حمراء فبايعناه واشترط علينا، قالت: فبينا نحن كذلك إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي كأنه جمل أورق، فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح وذلك بعدما طلعت الشمس، فقال: ما منعك
أن تعجل العدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا النفاق؟ والذي بعثه بالحق أن لولا شيء لضربت بهذا السيف فلحتك، وكان رجلا أعلم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا ترى ما يقول لي هذا العبيد؟ فقال النبي عليه السلام: دعه فعسى أن يكون خيرًا منك فالتمسه فلا تجده، وكانت هذه أشد عليه من الأولى.
خالد بن رباح
- خالد بن رباح.
- خالد بن رباح.
خَالِد بْن رَبَاح
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد:
رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ»
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد:
رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ»
خالد بن رباح
ب د ع: خَالِد بْن رباح أخو بلال بْن رباح الحبشي، يكنى أبا رويحة، وقيل: إن أبا رويحة أخوه في الإسلام، آخى بينهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكن أخاه في النسب، وسكن داريا، من أرض دمشق، هو وبلال.
روى الحصين بْن تمير، أن بلالًا خطب عَلَى أخيه خَالِد، فقال: أنا بلال وهذا أخي، كنا رقيقين فأعتقنا اللَّه، وكنا عائلين فأغنانا اللَّه، وكنا ضالين فهدانا اللَّه، فأن تنكحونا فالحمد لله، وَإِن تردونا فلا إله إلا اللَّه، فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة.
وقد روي من غير طريق: أن بلالًا خطب إِلَى أهل بيت، فقال: أنا بلال وهذا أخي.
وروت أم الدرداء، عن أَبِي الدرداء قال: لما عاد عمر من الجابية، سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، قال: وأخي أَبُو رويحة الذي آخى بيني وبينه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزلا داريا، فأقبل بلال وأخوه إِلَى خولان، فخطب إليهم بلال لنفسه ولأخيه، فزوجوهما.
ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: خَالِد بْن رباح أخو بلال بْن رباح الحبشي، يكنى أبا رويحة، وقيل: إن أبا رويحة أخوه في الإسلام، آخى بينهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكن أخاه في النسب، وسكن داريا، من أرض دمشق، هو وبلال.
روى الحصين بْن تمير، أن بلالًا خطب عَلَى أخيه خَالِد، فقال: أنا بلال وهذا أخي، كنا رقيقين فأعتقنا اللَّه، وكنا عائلين فأغنانا اللَّه، وكنا ضالين فهدانا اللَّه، فأن تنكحونا فالحمد لله، وَإِن تردونا فلا إله إلا اللَّه، فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة.
وقد روي من غير طريق: أن بلالًا خطب إِلَى أهل بيت، فقال: أنا بلال وهذا أخي.
وروت أم الدرداء، عن أَبِي الدرداء قال: لما عاد عمر من الجابية، سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، قال: وأخي أَبُو رويحة الذي آخى بيني وبينه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزلا داريا، فأقبل بلال وأخوه إِلَى خولان، فخطب إليهم بلال لنفسه ولأخيه، فزوجوهما.
ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
خالد بن رباح
قيل: إن كنيته أبو رويحة، وهو أخو بلال بن رباح مؤذن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له صحبة، سكن داريا.
عن أم وبرة بنت الحارث قالت: جئنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة، وهو نازل بالأبطح، وقد ضربت عليه قبة حمراء، فبايعناه واشترط علينا، قالت: فنحن كذلك، إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي كأنه جمل أورق، فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح، وذلك بعد ما طلعت الشمس، فقال: ما منعك أن تعجل الغدو على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا النفاق، والذي بعثه بالحق، لولا شيء لضربت بهذا السيف فلحتك، وكان رجلاً أعلم.
فانطلق سهيل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ألا ترى ما يقول لي هذا العبيد؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه، فعسى أن يكون خيراً منك، فالتمسه فلا تحده. وكانت هذه أشد عليه من الأولى.
روى عمر بن ميمون عن أبيه: أن أخاً لبلال كان ينتمي في العرب فيزعم أنه منهم، فخطب امرأة من العرب فقالوا: إن حضر بلال زوجناك قال: فحضر بلال فقال: أنا بلال بن رباح، وهذا أخي، وهو امرؤ سوء، سيئ الخلق، فإن شئتم أن تزوجوه فزوجوه، وإن شئتم أن تدعوا فدعوا، فقالوا: من تكن أخاه نزوجه، فزوجوه.
قال آدم بن علي: سمعت أخا بلال مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الناس ثلاث أثلاث، فسالم وغانم وشاجب. فالسالم: الساكت، والغانم: الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر، والشاجب: الناطق بالخنا والمعين على الظلم.
قال أبو عبيد: هكذا في الحديث، والشاجب الآثم الهالك، وهو يرجع إلى هذا.
قال أبو مليكة: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مكة، فكان يتوضأ بأجياد، فذهب يوماً إلى حاجته، فلقي طحبل بن رباح أخا بلال بن رباح فقال: من أنت؟ فقال: أنا طحبل بن رباح قال: لا بل أنت خالد بن رباح.
رباح: براء مفتوحة وباء واحدة.
واستعمله عمر على الأردن.
وقيل: إن أبا رويحة أخو بلال في الإسلام، آخي بينهما سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يكن أخاه في النسب.
قال عبد الجبار بن عبد الله بن محمد الخولاني: وقد قيل: إن الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخي بلال، والله أعلم.
قيل: إن كنيته أبو رويحة، وهو أخو بلال بن رباح مؤذن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له صحبة، سكن داريا.
عن أم وبرة بنت الحارث قالت: جئنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة، وهو نازل بالأبطح، وقد ضربت عليه قبة حمراء، فبايعناه واشترط علينا، قالت: فنحن كذلك، إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي كأنه جمل أورق، فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح، وذلك بعد ما طلعت الشمس، فقال: ما منعك أن تعجل الغدو على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا النفاق، والذي بعثه بالحق، لولا شيء لضربت بهذا السيف فلحتك، وكان رجلاً أعلم.
فانطلق سهيل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ألا ترى ما يقول لي هذا العبيد؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه، فعسى أن يكون خيراً منك، فالتمسه فلا تحده. وكانت هذه أشد عليه من الأولى.
روى عمر بن ميمون عن أبيه: أن أخاً لبلال كان ينتمي في العرب فيزعم أنه منهم، فخطب امرأة من العرب فقالوا: إن حضر بلال زوجناك قال: فحضر بلال فقال: أنا بلال بن رباح، وهذا أخي، وهو امرؤ سوء، سيئ الخلق، فإن شئتم أن تزوجوه فزوجوه، وإن شئتم أن تدعوا فدعوا، فقالوا: من تكن أخاه نزوجه، فزوجوه.
قال آدم بن علي: سمعت أخا بلال مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الناس ثلاث أثلاث، فسالم وغانم وشاجب. فالسالم: الساكت، والغانم: الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر، والشاجب: الناطق بالخنا والمعين على الظلم.
قال أبو عبيد: هكذا في الحديث، والشاجب الآثم الهالك، وهو يرجع إلى هذا.
قال أبو مليكة: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مكة، فكان يتوضأ بأجياد، فذهب يوماً إلى حاجته، فلقي طحبل بن رباح أخا بلال بن رباح فقال: من أنت؟ فقال: أنا طحبل بن رباح قال: لا بل أنت خالد بن رباح.
رباح: براء مفتوحة وباء واحدة.
واستعمله عمر على الأردن.
وقيل: إن أبا رويحة أخو بلال في الإسلام، آخي بينهما سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يكن أخاه في النسب.
قال عبد الجبار بن عبد الله بن محمد الخولاني: وقد قيل: إن الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخي بلال، والله أعلم.
خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ أَخُو بِلَالٍ، يُكْنَى: أَبَا رُوَيْحَةَ وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا رُوَيْحَةَ أَخُوهُ فِي الْإِسْلَامِ، آخَى بَيْنَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ أَخَاهُ فِي النَّسَبِ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللهِ ابْنُ عَائِشَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ بِلَالًا عَلَى الْأُرْدُنِّ فَجَاءَ فَخَطَبَ عَلَى أَخِيهِ، فَقَالَ: أَنَا بِلَالٌ، وَهَذَا أَخِي كُنَّا رَقِيقَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُنَّا عَائِلَيْنِ فَأَغَنَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ تُنْكِحُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِنَّ تَرُدُّونَا فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ فَأَنْكِحُوهُ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ عَرَبِيَّةً مِنْ كِنْدَةَ "
- رَوَاهُ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَأَلَ خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ أَخَاهُ بِلَالًا، أَنْ يَنْكِحَ لَهُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ بِلَالًا خَطَبَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ فَقَالَ: هَذَا أَخِي
- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " لَمَّا خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَعَادَ إِلَى الْجَابِيَةِ، سَأَلَهُ بِلَالٌ أَنْ يُقِرَّهُ بِالشَّامِ فَفَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: وَأَخِي أَبُو رُوَيْحَةَ الَّذِي آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ دَارِيَّا فِي خَوْلَانَ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ خَوْلَانَ، فَقَالَ: قَدْ أَتَيْنَاكُمْ خَاطِبَيْنِ، وَقَدْ كُنَّا كَافِرَيْنِ فَهَدَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَمْلُوكَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَفَقِيرَيْنِ فَأَغْنَانَا اللهُ، فَإِنْ تُزَوِّجُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِنْ تَرُدُّونَا فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ , قَالَ: فَزَوَّجُوهُمَا "
- حَدَّثَنَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، ثنا بَكْرُ بْنُ شُعَيْبٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فَيَّاضٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي بِهِ
- حُدِّثْنَاهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ الرَّازِيِّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ حُجَيَّةَ بِنْتِ تَحْرِيضٍ، عَنْ أُمِّهَا عَقِيلَةَ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ قَرِيرَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتَا: جِئْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْأَبْطَحِ وَقَدْ ضُرِبَتْ عَلَيْهِ قُبَّةٌ حَمْرَاءُ، فَبَايَعْنَاهُ، وَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا , قَالَتَا: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ، فَلَقِيَهُ خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، أَخُو بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: مَا لَكَ أَنْ تَعْجَلَ الْعَدْوَ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا النِّفَاقُ، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ أَنْ لَوْلَا شَيْءٌ لَضَرَبْتُ بِهَذَا السَّيْفِ فَلَحَتَكَ وَكَانَ رَجُلًا أَعْلَمَ، فَانْطَلَقَ سُهَيْلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَا تَرَى مَا يَقُولُ لِي هَذَا الْعُبَيْدُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ» فَالْتَمَسَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، وَكَانَتْ هَذِهِ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْأُولَى "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللهِ ابْنُ عَائِشَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ بِلَالًا عَلَى الْأُرْدُنِّ فَجَاءَ فَخَطَبَ عَلَى أَخِيهِ، فَقَالَ: أَنَا بِلَالٌ، وَهَذَا أَخِي كُنَّا رَقِيقَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُنَّا عَائِلَيْنِ فَأَغَنَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ تُنْكِحُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِنَّ تَرُدُّونَا فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ فَأَنْكِحُوهُ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ عَرَبِيَّةً مِنْ كِنْدَةَ "
- رَوَاهُ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَأَلَ خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ أَخَاهُ بِلَالًا، أَنْ يَنْكِحَ لَهُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ بِلَالًا خَطَبَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ فَقَالَ: هَذَا أَخِي
- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " لَمَّا خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَعَادَ إِلَى الْجَابِيَةِ، سَأَلَهُ بِلَالٌ أَنْ يُقِرَّهُ بِالشَّامِ فَفَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: وَأَخِي أَبُو رُوَيْحَةَ الَّذِي آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ دَارِيَّا فِي خَوْلَانَ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ خَوْلَانَ، فَقَالَ: قَدْ أَتَيْنَاكُمْ خَاطِبَيْنِ، وَقَدْ كُنَّا كَافِرَيْنِ فَهَدَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَمْلُوكَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَفَقِيرَيْنِ فَأَغْنَانَا اللهُ، فَإِنْ تُزَوِّجُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِنْ تَرُدُّونَا فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ , قَالَ: فَزَوَّجُوهُمَا "
- حَدَّثَنَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، ثنا بَكْرُ بْنُ شُعَيْبٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فَيَّاضٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي بِهِ
- حُدِّثْنَاهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ الرَّازِيِّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ حُجَيَّةَ بِنْتِ تَحْرِيضٍ، عَنْ أُمِّهَا عَقِيلَةَ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ قَرِيرَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتَا: جِئْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْأَبْطَحِ وَقَدْ ضُرِبَتْ عَلَيْهِ قُبَّةٌ حَمْرَاءُ، فَبَايَعْنَاهُ، وَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا , قَالَتَا: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ، فَلَقِيَهُ خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، أَخُو بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: مَا لَكَ أَنْ تَعْجَلَ الْعَدْوَ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا النِّفَاقُ، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ أَنْ لَوْلَا شَيْءٌ لَضَرَبْتُ بِهَذَا السَّيْفِ فَلَحَتَكَ وَكَانَ رَجُلًا أَعْلَمَ، فَانْطَلَقَ سُهَيْلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَا تَرَى مَا يَقُولُ لِي هَذَا الْعُبَيْدُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ» فَالْتَمَسَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، وَكَانَتْ هَذِهِ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْأُولَى "
خَالِد بْن رَبَاح أَخُو بِلَال بْن رَبَاح لَهُ صُحْبَة
خَالِد بْن أَبِي كريمة، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ المدائني :
وَهُوَ كوفي الأصل. حدث عَنْ معاوية بْن قرة، وَعكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله ابن المسور الهاشمي. روى عنه شعبة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بْن زياد، وسفيان بْن عيينة، وخارجة بن مصعب، وعبد الله بن إدريس.
أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدّثنا الرّبيع بن سليمان المرادي حدّثنا أيّوب بن سويد حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ- بَعْضِ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَرُوا الْعَارِفِينَ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ أُمَّتِي، لا تُنْزِلُوهُمُ الْجَنَّةَ وَلا النَّارَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِمْ يَوْمَ القيامة » .
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخراز حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج الرّازيّ حدّثنا روح بن عبادة حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: مَنْ شَاءَ رَمَلَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَرْمُلْ، وَمَنْ شَاءَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَسْعَ.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي داود: اسم أَبِي كريمة ميسرة، وَيكنى- يعني خالدا- أبا عَبْد الرَّحْمَنِ من أَهْل المدائن. قَالَ أَبُو بَكْر: وَسمعت أَبِي يقول: لا يعرف عَنْ شعبة عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة غير هذا الحديث.
أنبأنا ابن الفضل أنبأنا ابن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا قبيصة حَدَّثَنَا سفيان عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة لا بأس به.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يحيى السكري أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يَحْيَى بْن معين:
وَخالد بْن أَبِي كريمة ثبت.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أنبأنا محمّد بن العبّاس أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد. قَالَ سمعت يحيى يقول: خَالِد بْن أَبِي كريمة ثقة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أنبأنا محمّد بن عمران حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سمعت أَبِي يقول: وَسألته عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة فَقَالَ: ثقة. روى عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن المسور، وَعبد اللَّه في حديثه بعض الشيء وضعفه.
أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق حدّثنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ:
خَالِد بْن أَبِي كريمة كوفي لا بأس به.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر أنبأنا محمّد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة فَقَالَ: ثقة.
وَهُوَ كوفي الأصل. حدث عَنْ معاوية بْن قرة، وَعكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله ابن المسور الهاشمي. روى عنه شعبة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بْن زياد، وسفيان بْن عيينة، وخارجة بن مصعب، وعبد الله بن إدريس.
أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدّثنا الرّبيع بن سليمان المرادي حدّثنا أيّوب بن سويد حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ- بَعْضِ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَرُوا الْعَارِفِينَ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ أُمَّتِي، لا تُنْزِلُوهُمُ الْجَنَّةَ وَلا النَّارَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِمْ يَوْمَ القيامة » .
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخراز حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج الرّازيّ حدّثنا روح بن عبادة حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: مَنْ شَاءَ رَمَلَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَرْمُلْ، وَمَنْ شَاءَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَسْعَ.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي داود: اسم أَبِي كريمة ميسرة، وَيكنى- يعني خالدا- أبا عَبْد الرَّحْمَنِ من أَهْل المدائن. قَالَ أَبُو بَكْر: وَسمعت أَبِي يقول: لا يعرف عَنْ شعبة عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة غير هذا الحديث.
أنبأنا ابن الفضل أنبأنا ابن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا قبيصة حَدَّثَنَا سفيان عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة لا بأس به.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يحيى السكري أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يَحْيَى بْن معين:
وَخالد بْن أَبِي كريمة ثبت.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أنبأنا محمّد بن العبّاس أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد. قَالَ سمعت يحيى يقول: خَالِد بْن أَبِي كريمة ثقة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أنبأنا محمّد بن عمران حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سمعت أَبِي يقول: وَسألته عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة فَقَالَ: ثقة. روى عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن المسور، وَعبد اللَّه في حديثه بعض الشيء وضعفه.
أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق حدّثنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ:
خَالِد بْن أَبِي كريمة كوفي لا بأس به.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر أنبأنا محمّد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة فَقَالَ: ثقة.
خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني كوفي بجلي روى عن مالك بن أنس وموسى بن يعقوب وسليمان بن بلال روى عنه ابن نمير وعثمان وعبد الله ابنا أبي شيبة سمعت أبي يقول [ذلك - ] .
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن حنبل - ] فيما كتب إلى قال سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال: [له - ] أحاديث مناكير.
سمعت أبي يقول: خالد ابن مخلد يكتب حديثه.
حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [الهروي - ] فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد [الدارمي - ] قال سألت يحيى بن معين عن خالد بن مخلد القطواني فقال: ما به بأس.
- خالد بن أبي مسلم طائفي روى عن عبد الله بن عمرو روى عنه يعلى بن عطاء والنعمان بن سالم [سمعت أبي يقول ذلك - ] .
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن حنبل - ] فيما كتب إلى قال سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال: [له - ] أحاديث مناكير.
سمعت أبي يقول: خالد ابن مخلد يكتب حديثه.
حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [الهروي - ] فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد [الدارمي - ] قال سألت يحيى بن معين عن خالد بن مخلد القطواني فقال: ما به بأس.
- خالد بن أبي مسلم طائفي روى عن عبد الله بن عمرو روى عنه يعلى بن عطاء والنعمان بن سالم [سمعت أبي يقول ذلك - ] .
خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني كوفي مولى بجيلة.
سمع مالك بن أنس وسليمان بن بلال هكذا ذكره البخاري.
حَدَّثَنَا أحمد بن المقري، حَدَّثَنا سليمان بن الربيع، حَدَّثَنا خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني (ح) وحدثنا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال له أحاديث مناكير.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا أبو أمية الطرسوسي، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ فَلْيُسْرِعِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا لا يعرف لمالك عن سهيل إنما يرويه مالك في الموطأ عن سمي، عَن أبي صالح.
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيى بْنِ حيويه، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٌ، عَن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بها بين أَكْتَافَكُمْ.
قال الشيخ: وهذا الحديث لا يعرف عن مالك، عَن أبي الزناد إلاَّ من رواية خالد عنه ورواه مالك في الموطأ، عنِ الزُّهْريّ عن الأعرج، عَن أبي هريرة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ الحسن الذهبي البلخي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كرامة، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٌ، عَن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا لا يعرف عن مالك، عَن أبي الزناد إلاَّ من رواية خالد عنه وعند مالك في الموطأ عن نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا وَصِيفُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْحَافِظُ بأنطاكية، حَدَّثَنا ابن أبي العنبس، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مَالِكٍ، عَن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَطَعَ في مجن
قِيمَتُهُ ثَلاثَةُ دَرَاهِمٍ.
قال الشيخ: ولاَ يعرف هذا الحديث عن مالك، عَن أبي الزناد إلاَّ من رواية خالد عنه ولم أكتبه إلاَّ عن وصيف.
وهذا في الموطأ عن مالك عن نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ أنا مُحَمد بْنُ بُنْدَار أَبُو عَبد الله السباك، حَدَّثَنا خالد بن مخلد القطواني، حَدَّثَنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنُ عُمَر قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسلَّمَ كل مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ.
قال الشيخ: وهذا قد رفعه عن خالد عن مالك عَبد العزيز الماجشون وعصام بن يوسف وغيرهما، وَهو في الموطأ موقوف.
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ، حَدَّثَنا أبو أمية الطرسوسي، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبٍ فَأَعْطُوا الإِبَلَ حَقَّهَا وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلَجَةِ فَإِنَّ الأرض تطوي بالليل.
حَدَّثَنَاهُ موسى بن العباس، حَدَّثَنا أبو أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَافَرِيٍّ، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبٍ فَأَعْطُوا الإِبَلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ، وَإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير
وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ فَاجْتَنِبُوا الطُّرُقَ فَإِنَّهَا مَأْوَى الهوام بالليل.
حَدَّثَنَا قُسْطَنْطِينُ بْنُ عَبد اللَّهِ الرُّومِيُّ مَوْلَى الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ أمير المؤمنين، حَدَّثَنا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَال: حَدَّثني عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بهذا الإسناد يرويه سليمان بن بلال وأظن أن غير خالد قد رواه عنه أَيضًا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد الشرقي، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَمْلَى مِنْ أصله مرارا، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثني سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَتَبَ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فَمَنْ أَتَى بِهِنَّ وَقَدْ أَدَّى حَقَّهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، ومَنْ أَتَى بِهِنَّ وَقَدْ ضَيَّعَ حَقَّهُنَّ اسْتِخْفَافًا بِهِنَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ.
قال ابنُ عَدِي قال لنا الشرقي سألت صالح جزرة عن هذا الحديث فقال هذا ليس له أصل عن سهيل وأخاف أنه دخل لحمدان السلمي إسناد في إسناده.
حَدَّثَنَا ابن منيع، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، حَدَّثَنا خالد بن مخلد القطواني، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ
قَالَ ابنُ عَدِي وَهَذَا أَيضًا يرويه خالد عن موسى بن يعقوب في الصلاة عن النبي.
وحدث قسطنطين الذي تقدم أَيضًا في الصلاة على النبي يرويه خالد عن سليمان وخالد بن مخلد القطواني له عن مالك وسليمان بن بلال وغيرهما وله شيوخ كثيرة ونسخ وعنده نسخة عن مغيرة بن عَبد الرحمن، عَن أبي الزناد عن الأعرج، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ نحو من مِئَة حديث وله عن يوسف بن عَبد الرحمن المدني، عَن العَلاَء نسخة وله عن عَبد العزيز بن الحصين نسخة، وَهو من المكثرين في محدثي أهل الكوفة.
وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن مالك وعن غيره لعله توهما منه أنه كما يرويه أو حمل على حفظه لأني قد اعتبرت حديثه ما روى الناس عنه من الكوفيين مُحَمد بن عثمان بن كرامة ومن الغرباء أحمد بن سَعِيد الدارمي وعندي من حديثهما عن خالد صدر صالح ولم أجد في كتبه أنكر مما ذكرته فلعله توهما منه أو حملا على الحفظ، وَهو عندي إن شاء الله لا بأس به.
سمع مالك بن أنس وسليمان بن بلال هكذا ذكره البخاري.
حَدَّثَنَا أحمد بن المقري، حَدَّثَنا سليمان بن الربيع، حَدَّثَنا خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني (ح) وحدثنا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال له أحاديث مناكير.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا أبو أمية الطرسوسي، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ فَلْيُسْرِعِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا لا يعرف لمالك عن سهيل إنما يرويه مالك في الموطأ عن سمي، عَن أبي صالح.
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيى بْنِ حيويه، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٌ، عَن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بها بين أَكْتَافَكُمْ.
قال الشيخ: وهذا الحديث لا يعرف عن مالك، عَن أبي الزناد إلاَّ من رواية خالد عنه ورواه مالك في الموطأ، عنِ الزُّهْريّ عن الأعرج، عَن أبي هريرة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ الحسن الذهبي البلخي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كرامة، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٌ، عَن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا لا يعرف عن مالك، عَن أبي الزناد إلاَّ من رواية خالد عنه وعند مالك في الموطأ عن نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا وَصِيفُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْحَافِظُ بأنطاكية، حَدَّثَنا ابن أبي العنبس، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مَالِكٍ، عَن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَطَعَ في مجن
قِيمَتُهُ ثَلاثَةُ دَرَاهِمٍ.
قال الشيخ: ولاَ يعرف هذا الحديث عن مالك، عَن أبي الزناد إلاَّ من رواية خالد عنه ولم أكتبه إلاَّ عن وصيف.
وهذا في الموطأ عن مالك عن نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ أنا مُحَمد بْنُ بُنْدَار أَبُو عَبد الله السباك، حَدَّثَنا خالد بن مخلد القطواني، حَدَّثَنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنُ عُمَر قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسلَّمَ كل مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ.
قال الشيخ: وهذا قد رفعه عن خالد عن مالك عَبد العزيز الماجشون وعصام بن يوسف وغيرهما، وَهو في الموطأ موقوف.
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ، حَدَّثَنا أبو أمية الطرسوسي، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبٍ فَأَعْطُوا الإِبَلَ حَقَّهَا وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلَجَةِ فَإِنَّ الأرض تطوي بالليل.
حَدَّثَنَاهُ موسى بن العباس، حَدَّثَنا أبو أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَافَرِيٍّ، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبٍ فَأَعْطُوا الإِبَلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ، وَإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير
وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ فَاجْتَنِبُوا الطُّرُقَ فَإِنَّهَا مَأْوَى الهوام بالليل.
حَدَّثَنَا قُسْطَنْطِينُ بْنُ عَبد اللَّهِ الرُّومِيُّ مَوْلَى الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ أمير المؤمنين، حَدَّثَنا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَال: حَدَّثني عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بهذا الإسناد يرويه سليمان بن بلال وأظن أن غير خالد قد رواه عنه أَيضًا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد الشرقي، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَمْلَى مِنْ أصله مرارا، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثني سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَتَبَ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فَمَنْ أَتَى بِهِنَّ وَقَدْ أَدَّى حَقَّهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، ومَنْ أَتَى بِهِنَّ وَقَدْ ضَيَّعَ حَقَّهُنَّ اسْتِخْفَافًا بِهِنَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ.
قال ابنُ عَدِي قال لنا الشرقي سألت صالح جزرة عن هذا الحديث فقال هذا ليس له أصل عن سهيل وأخاف أنه دخل لحمدان السلمي إسناد في إسناده.
حَدَّثَنَا ابن منيع، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، حَدَّثَنا خالد بن مخلد القطواني، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ
قَالَ ابنُ عَدِي وَهَذَا أَيضًا يرويه خالد عن موسى بن يعقوب في الصلاة عن النبي.
وحدث قسطنطين الذي تقدم أَيضًا في الصلاة على النبي يرويه خالد عن سليمان وخالد بن مخلد القطواني له عن مالك وسليمان بن بلال وغيرهما وله شيوخ كثيرة ونسخ وعنده نسخة عن مغيرة بن عَبد الرحمن، عَن أبي الزناد عن الأعرج، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ نحو من مِئَة حديث وله عن يوسف بن عَبد الرحمن المدني، عَن العَلاَء نسخة وله عن عَبد العزيز بن الحصين نسخة، وَهو من المكثرين في محدثي أهل الكوفة.
وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن مالك وعن غيره لعله توهما منه أنه كما يرويه أو حمل على حفظه لأني قد اعتبرت حديثه ما روى الناس عنه من الكوفيين مُحَمد بن عثمان بن كرامة ومن الغرباء أحمد بن سَعِيد الدارمي وعندي من حديثهما عن خالد صدر صالح ولم أجد في كتبه أنكر مما ذكرته فلعله توهما منه أو حملا على الحفظ، وَهو عندي إن شاء الله لا بأس به.
خَالِد بن يزِيد بن أَسد البَجلِيّ الْقَسرِي
قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه كلهَا لَا يُتَابع عَلَيْهَا لَا إِسْنَادًا وَلَا متْنا وَهُوَ عِنْدِي ضَعِيف
قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه كلهَا لَا يُتَابع عَلَيْهَا لَا إِسْنَادًا وَلَا متْنا وَهُوَ عِنْدِي ضَعِيف
خالد بن يزيد بن أسد البجلي القسري.
حَدَّثَنَا أبو قصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، قَال: حَدَّثَنا خالد بن يزيد البجلي، حَدَّثَنا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عن يزيد الفقير يرويه الصلت بن بهرام وعن الصلت يرويه خالد هذا
حَدَّثَنَا أَبُو قُصَيٍّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ الزيات وجعفر الفريابي قالوا، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، قَال: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَهْلُ الجنة عشرون وماية صِنْفٍ ثَمَانُونَ مِنْهَا أُمَّتِي.
قال الشيخ: وهذا عن سليمان بن علي يرويه خالد هذا.
حَدَّثَنَا أبو قصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكرمَة، قَالَ: رأيتُ بن عَبَّاسٍ أَكَلَ يَوْمَ عَرَفَةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا قَالَ لَمْ يَصُمْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولاَ أَبُو بَكْرٍ، ولاَ عُمَر.
قال الشيخ: وهذا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ يرويه إبراهيم بن يزيد وقد رواه عن إبراهيم غير خالد.
حَدَّثَنَا ابن سَلْمٍ، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أسد، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَنَفْسٍ لا تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لا يَنْفَعُ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيد بْنِ خَلِيفَةَ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قالا: حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بْنِ مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: جَاء جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ، يَا مُحَمد مَا الإِيمَانُ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.
قال ابنُ عَدِي وهذان الحديثان عن إسماعيل لا يرويهما غير خالد بن يزيد القسري.
حَدَّثَنَا يَحْيى ابن صاعد، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بْنِ مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نحو حديث بن جُرَيج، عنِ ابن أبي مليكة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ رِجَالٍ وَدِمَاءِهِمْ وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
قال ابنُ عَدِي وَهَذَا، عنِ ابْنِ أبي نجيح وأبي حيان التيمي لا يرويه غير خالد بن يزيد.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بْنِ مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سُوقَةَ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نَهَى عَنِ الضَّبِّ.
قال ابنُ عَدِي وَهَذَا، عنِ ابْنِ سوقة بهذا الإسناد يرويه خالد بن يزيد هذا.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا يوسف، حَدَّثَنا خالد، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِضَبٍّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَصَدَّقِي بِمَا لا تَأْكُلِينَ.
قال ابنُ عَدِيّ وَهَذَا قَدْ رَوَاهُ عن هشام بن عروة من الضعفاء غير خالد بن يزيد، حَدَّثَنا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بن بكر البالسي، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ عَنِ مُحَمد بْنُ سِيرِين، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بيع الطعام
حَتَّى يَجْرِي فِيهِ الصَّاعَانِ فَيَكُونُ لَكَ زِيَادَتُهُ وَعَلَيْكَ نُقْصَانُهُ.
قال الشيخ: وهذا منكر، عنِ ابن عون بهذا الإسناد لا يرويه غير خالد بن يزيد وعن خالد أحمد بن بكر البالسي وأخاف أن يكون البلاء من أحمد بن بكر لا من خالد فإن أحمد ضعيف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن عُبَيد اللَّهِ بْنِ فُضَيْلٍ الْحِمْصِيُّ، قَال: حَدَّثَنا قَاضِي أَذْرِعَاتٍ وَذَكَرَ أَنَّ اسْمُهُ مُحَمد بْنَ عَبد اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ فَاطِمَة قَالَتْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَثَارَ إِلَيْهِ.
فذكر حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ بِطُولِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا الحديث إنما يستغرب من حديث قيس عن فاطمة ومن حديث بن أبي خالد عن قيس لأن بن أبي خالد يروي هذا الحديث عن الشعبي عن فاطمة.
وقال لنا ابن فضيل كتب عني هذا الحديث أخو كرخويه ختن أبي الآذان الحافظ لما سمع مني هذا الحديث قال أحب أن تهب لي هذا الحديث، ولاَ تحدث به غيري.
سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ، حَدَّثَنا مُغَلِّسٌ الْبَغْدَادِيُّ شَيْخٌ ثِقَةٌ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ فَلَمَّا لَقِيتُ هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ نسيت أن أسأله.
قال، حَدَّثَنا هشام بن خالد، قَال: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: كُنْتُ نَهَيْتَكُمْ يَعْنِي عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فذكره.
قال ابنُ عَدِي وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنْكَرٌ والإسناد مضطرب من قبل أنه قال عن الشعبي، عَن أَبِي الزبير.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بن مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السحور بركة
حَدَّثَنَا ابن مسلم، قَال: حَدَّثَنا يوسف بن سَعِيد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيُّ عَنْ مَسْرُوقٍ، قَال: قَال رَجُلٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ هَلْ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ بِعِدَّةِ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِهِ؟ قَال: نَعم فَمَا سَأَلَنِي أَحَدٌ عَنْهَا قَبْلَهُ قَال: إِن عِدَّةَ الْخُلَفَاءِ بعدي عدد نقباء موسى.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يزيد العسكري بدمشق، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنا أَبُو رَوْقٍ الْحَمْدَانِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ فَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ قال القبر.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ أنس أبو العباس البغدادي، حَدَّثَنا أبو عَبد الرحمن الطبري، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مَيْسُونَ ابْنَةِ بَحْدَلٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: سَيَكُونُ قَوْمٌ يَنَالُهُمُ الإِخْصَاءُ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا أَوْ نَحْوَ هَذَا الْكَلامِ.
قال الشيخ: وخالد بن يزيد هَذَا لَهُ أَحَادِيثُ غَيْرَ مَا ذكرت وأحاديثه كلها لا يتابع
عليها لا إسنادا، ولاَ متنا ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قول ولعلهم غفلوا عنه وقد رأيتهم تكلموا في من هو خير من خالد هذا فلم أجد بدا من أن أذكره، وأن أبين صورته عندي، وَهو عندي ضعيف إلا أن أحاديثه إفرادات ومع ضعفه كان يكتب حديثه.
حَدَّثَنَا أبو قصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، قَال: حَدَّثَنا خالد بن يزيد البجلي، حَدَّثَنا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عن يزيد الفقير يرويه الصلت بن بهرام وعن الصلت يرويه خالد هذا
حَدَّثَنَا أَبُو قُصَيٍّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ الزيات وجعفر الفريابي قالوا، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، قَال: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَهْلُ الجنة عشرون وماية صِنْفٍ ثَمَانُونَ مِنْهَا أُمَّتِي.
قال الشيخ: وهذا عن سليمان بن علي يرويه خالد هذا.
حَدَّثَنَا أبو قصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكرمَة، قَالَ: رأيتُ بن عَبَّاسٍ أَكَلَ يَوْمَ عَرَفَةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا قَالَ لَمْ يَصُمْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولاَ أَبُو بَكْرٍ، ولاَ عُمَر.
قال الشيخ: وهذا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ يرويه إبراهيم بن يزيد وقد رواه عن إبراهيم غير خالد.
حَدَّثَنَا ابن سَلْمٍ، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا خالد بن يزيد بن أسد، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَنَفْسٍ لا تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لا يَنْفَعُ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيد بْنِ خَلِيفَةَ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قالا: حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بْنِ مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: جَاء جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ، يَا مُحَمد مَا الإِيمَانُ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.
قال ابنُ عَدِي وهذان الحديثان عن إسماعيل لا يرويهما غير خالد بن يزيد القسري.
حَدَّثَنَا يَحْيى ابن صاعد، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بْنِ مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نحو حديث بن جُرَيج، عنِ ابن أبي مليكة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ رِجَالٍ وَدِمَاءِهِمْ وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
قال ابنُ عَدِي وَهَذَا، عنِ ابْنِ أبي نجيح وأبي حيان التيمي لا يرويه غير خالد بن يزيد.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بْنِ مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سُوقَةَ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نَهَى عَنِ الضَّبِّ.
قال ابنُ عَدِي وَهَذَا، عنِ ابْنِ سوقة بهذا الإسناد يرويه خالد بن يزيد هذا.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا يوسف، حَدَّثَنا خالد، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِضَبٍّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَصَدَّقِي بِمَا لا تَأْكُلِينَ.
قال ابنُ عَدِيّ وَهَذَا قَدْ رَوَاهُ عن هشام بن عروة من الضعفاء غير خالد بن يزيد، حَدَّثَنا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بن بكر البالسي، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ عَنِ مُحَمد بْنُ سِيرِين، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بيع الطعام
حَتَّى يَجْرِي فِيهِ الصَّاعَانِ فَيَكُونُ لَكَ زِيَادَتُهُ وَعَلَيْكَ نُقْصَانُهُ.
قال الشيخ: وهذا منكر، عنِ ابن عون بهذا الإسناد لا يرويه غير خالد بن يزيد وعن خالد أحمد بن بكر البالسي وأخاف أن يكون البلاء من أحمد بن بكر لا من خالد فإن أحمد ضعيف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن عُبَيد اللَّهِ بْنِ فُضَيْلٍ الْحِمْصِيُّ، قَال: حَدَّثَنا قَاضِي أَذْرِعَاتٍ وَذَكَرَ أَنَّ اسْمُهُ مُحَمد بْنَ عَبد اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ فَاطِمَة قَالَتْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَثَارَ إِلَيْهِ.
فذكر حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ بِطُولِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا الحديث إنما يستغرب من حديث قيس عن فاطمة ومن حديث بن أبي خالد عن قيس لأن بن أبي خالد يروي هذا الحديث عن الشعبي عن فاطمة.
وقال لنا ابن فضيل كتب عني هذا الحديث أخو كرخويه ختن أبي الآذان الحافظ لما سمع مني هذا الحديث قال أحب أن تهب لي هذا الحديث، ولاَ تحدث به غيري.
سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ، حَدَّثَنا مُغَلِّسٌ الْبَغْدَادِيُّ شَيْخٌ ثِقَةٌ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ فَلَمَّا لَقِيتُ هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ نسيت أن أسأله.
قال، حَدَّثَنا هشام بن خالد، قَال: حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: كُنْتُ نَهَيْتَكُمْ يَعْنِي عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فذكره.
قال ابنُ عَدِي وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنْكَرٌ والإسناد مضطرب من قبل أنه قال عن الشعبي، عَن أَبِي الزبير.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيد بن مسلم، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السحور بركة
حَدَّثَنَا ابن مسلم، قَال: حَدَّثَنا يوسف بن سَعِيد، حَدَّثَنا خالد بن يزيد القسري، حَدَّثَنا مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيُّ عَنْ مَسْرُوقٍ، قَال: قَال رَجُلٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ هَلْ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ بِعِدَّةِ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِهِ؟ قَال: نَعم فَمَا سَأَلَنِي أَحَدٌ عَنْهَا قَبْلَهُ قَال: إِن عِدَّةَ الْخُلَفَاءِ بعدي عدد نقباء موسى.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يزيد العسكري بدمشق، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنا أَبُو رَوْقٍ الْحَمْدَانِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ فَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ قال القبر.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ أنس أبو العباس البغدادي، حَدَّثَنا أبو عَبد الرحمن الطبري، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مَيْسُونَ ابْنَةِ بَحْدَلٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: سَيَكُونُ قَوْمٌ يَنَالُهُمُ الإِخْصَاءُ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا أَوْ نَحْوَ هَذَا الْكَلامِ.
قال الشيخ: وخالد بن يزيد هَذَا لَهُ أَحَادِيثُ غَيْرَ مَا ذكرت وأحاديثه كلها لا يتابع
عليها لا إسنادا، ولاَ متنا ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قول ولعلهم غفلوا عنه وقد رأيتهم تكلموا في من هو خير من خالد هذا فلم أجد بدا من أن أذكره، وأن أبين صورته عندي، وَهو عندي ضعيف إلا أن أحاديثه إفرادات ومع ضعفه كان يكتب حديثه.
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَةَ أَبُو خُنَاسٍ الْخُزَاعِيُّ، يُعَدُّ فِي الْحِجَازِيِّينَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، ثنا أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَأْرَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَةَ، ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالْجِعْرَانَةِ وَأَجْزَرَهُ وَظِلَّ عِنْدَ خَالِدٍ، ثُمَّ نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعُمْرَةَ، فَانْحَدَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَرِّشٌ إِلَى الْوَادِي، حَتَّى بَلَغَا مَكَانًا يُقَالُ لَهُ: أَشْقَابُ قَالَ: «يَا مُحَرِّشُ، مَا هَذَا الْمَكَانُ إِلَى الْكُدَّةِ وِقَاءٌ لِخَالِدٍ، وَمَا بَقِيَ مِنَ الْوَادِي فَهُوَ لَكَ يَا مُحَرِّشُ» ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَصَ الْكُدَّ بِيَدِهِ فَانْبَجَسَ مِنْهُ الْمَاءُ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعُمْرَةِ، وَأَرْسَلَ خَالِدًا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، يُقَالُ لَهُ: مُحَرِّشُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ خَائِفٌ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ فَسَارَ بِهِ طَرِيقًا يُعْدِلُهُ عَمَّنْ يَخَافُ مِنْ ذَلِكَ قَدْ عَرَفَهَا، حَتَّى قَضَى نُسُكَهُ، وَأَصْبَحَا عِنْدَ خَالِدٍ رَاجِعِينَ، وَأَحَلَّهُ مُحَرِّشٌ يَعْنِي: خَلْفَهُ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو مُصَرِّفٍ سَعِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَةَ، أَنَّهُ أَجْزَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً، وَكَانَ عِيَالُ خَالِدٍ كَثِيرًا يَذْبَحُ الشَّاةَ فَلَا يَبُذُّ عِيَالَهُ عَظْمًا عَظْمًا، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: «أَرِنِي دَلْوَكَ يَا أَبَا خُنَاسٍ» ، فَصَنَعَ فِيهَا فَضْلَةَ الشَّاةِ، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ لِأَبِي خُنَاسٍ» ، فَانْقَلَبَ بِهِ فَنَثَرَهُ لَهُمْ، وَقَالَ: «تَوَاسَوْا فِيهِ» ، فَأَكَلَ مِنْهُ عِيَالُهُ وَأَفْضَلُوا "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، ثنا أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَأْرَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَةَ، ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالْجِعْرَانَةِ وَأَجْزَرَهُ وَظِلَّ عِنْدَ خَالِدٍ، ثُمَّ نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعُمْرَةَ، فَانْحَدَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَرِّشٌ إِلَى الْوَادِي، حَتَّى بَلَغَا مَكَانًا يُقَالُ لَهُ: أَشْقَابُ قَالَ: «يَا مُحَرِّشُ، مَا هَذَا الْمَكَانُ إِلَى الْكُدَّةِ وِقَاءٌ لِخَالِدٍ، وَمَا بَقِيَ مِنَ الْوَادِي فَهُوَ لَكَ يَا مُحَرِّشُ» ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَصَ الْكُدَّ بِيَدِهِ فَانْبَجَسَ مِنْهُ الْمَاءُ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعُمْرَةِ، وَأَرْسَلَ خَالِدًا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، يُقَالُ لَهُ: مُحَرِّشُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ خَائِفٌ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ فَسَارَ بِهِ طَرِيقًا يُعْدِلُهُ عَمَّنْ يَخَافُ مِنْ ذَلِكَ قَدْ عَرَفَهَا، حَتَّى قَضَى نُسُكَهُ، وَأَصْبَحَا عِنْدَ خَالِدٍ رَاجِعِينَ، وَأَحَلَّهُ مُحَرِّشٌ يَعْنِي: خَلْفَهُ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو مُصَرِّفٍ سَعِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَةَ، أَنَّهُ أَجْزَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً، وَكَانَ عِيَالُ خَالِدٍ كَثِيرًا يَذْبَحُ الشَّاةَ فَلَا يَبُذُّ عِيَالَهُ عَظْمًا عَظْمًا، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: «أَرِنِي دَلْوَكَ يَا أَبَا خُنَاسٍ» ، فَصَنَعَ فِيهَا فَضْلَةَ الشَّاةِ، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ لِأَبِي خُنَاسٍ» ، فَانْقَلَبَ بِهِ فَنَثَرَهُ لَهُمْ، وَقَالَ: «تَوَاسَوْا فِيهِ» ، فَأَكَلَ مِنْهُ عِيَالُهُ وَأَفْضَلُوا "
خَالِد بْن أَبِي يزيد، وقيل: أَبُو عَبْد الرحيم الحراني:
خال مُحَمَّد بْن سلمة حدث عَنْ زيد بْن أَبِي أنيسة. روى عنه مُحَمَّد بْن سلمة الحراني، وَقدم بَغْدَاد فسمع بها منه حجاج بْن مُحَمَّد الأعور.
أخبرني السكري أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ يحيى بن معين: مُحَمَّد بْن سلمة عَنْ أَبِي عَبْد الرحيم اسمه خَالِد بْن أَبِي يزيد، وهو خال محمد بن سلمة الحراني. وقد لقي حجاج الأعور أبا عبد الرحيم ببغداد زمن أبي جعفر.
أنبأنا الجوهريّ أنبأنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي عَبْد الرحيم خَالِد بْن يزيد خال مُحَمَّد بن سلمة الحراني- وقد كان قدم هاهنا- فقال: ثقة.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ أنبأنا عليّ بن أحمد بن سليمان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: سألت أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ أَبِي عَبْد الرحيم فَقَالَ: لا بأس به.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا وَأَبُو بَكْر البرقاني وَإسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْن مخلد وَعلي بْن أَبِي علي المعدّل قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد الله الأبهري أنبأنا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيُّ. قَالَ: أَبُو عَبْد الرحيم خَالِد بْن أَبِي يزيد بْن سماك بْن رستم مولى عثمان بن عفان، وهو راوية لزيد بْن أَبِي أنيسة، أكثر حديثه عنه وَقد روى عَنْ غيره. كذا فِي كتابي عَنْ هؤلاء الشيوخ عَنِ الأبهري، ابْن السماك بالكاف.
وأنبأنا الأزهري أنبأنا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: خَالِد بْن أَبِي يزيد بْن سمال بْن رستم، نسبه لنا أَبُو بَكْر الأبهري عَنْ أَبِي عروبة قاله باللام و، بفتح السين، وَتشديد الميم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن بن عبد الله الكاتب أنبأنا الحسين بن أحمد الهرويّ حَدَّثَنَا محمود بْن مُحَمَّد بْن الْفَضْل الرافقي. قَالَ: أَبُو عَبْد الرحيم خَالِد بْن أَبِي يزيد خال مُحَمَّد بْن سلمة، مات سنة أربع وَأربعين وَمائة.
خال مُحَمَّد بْن سلمة حدث عَنْ زيد بْن أَبِي أنيسة. روى عنه مُحَمَّد بْن سلمة الحراني، وَقدم بَغْدَاد فسمع بها منه حجاج بْن مُحَمَّد الأعور.
أخبرني السكري أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ يحيى بن معين: مُحَمَّد بْن سلمة عَنْ أَبِي عَبْد الرحيم اسمه خَالِد بْن أَبِي يزيد، وهو خال محمد بن سلمة الحراني. وقد لقي حجاج الأعور أبا عبد الرحيم ببغداد زمن أبي جعفر.
أنبأنا الجوهريّ أنبأنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي عَبْد الرحيم خَالِد بْن يزيد خال مُحَمَّد بن سلمة الحراني- وقد كان قدم هاهنا- فقال: ثقة.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ أنبأنا عليّ بن أحمد بن سليمان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: سألت أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ أَبِي عَبْد الرحيم فَقَالَ: لا بأس به.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا وَأَبُو بَكْر البرقاني وَإسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْن مخلد وَعلي بْن أَبِي علي المعدّل قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد الله الأبهري أنبأنا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيُّ. قَالَ: أَبُو عَبْد الرحيم خَالِد بْن أَبِي يزيد بْن سماك بْن رستم مولى عثمان بن عفان، وهو راوية لزيد بْن أَبِي أنيسة، أكثر حديثه عنه وَقد روى عَنْ غيره. كذا فِي كتابي عَنْ هؤلاء الشيوخ عَنِ الأبهري، ابْن السماك بالكاف.
وأنبأنا الأزهري أنبأنا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: خَالِد بْن أَبِي يزيد بْن سمال بْن رستم، نسبه لنا أَبُو بَكْر الأبهري عَنْ أَبِي عروبة قاله باللام و، بفتح السين، وَتشديد الميم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن بن عبد الله الكاتب أنبأنا الحسين بن أحمد الهرويّ حَدَّثَنَا محمود بْن مُحَمَّد بْن الْفَضْل الرافقي. قَالَ: أَبُو عَبْد الرحيم خَالِد بْن أَبِي يزيد خال مُحَمَّد بْن سلمة، مات سنة أربع وَأربعين وَمائة.
خَالِد بْن أَحْمَد بْن خَالِد بْن حَمَّاد بْن عَمْرو بْن مجالد بن مالك- وهو الخمخام- ابن الحارث بن حكمة بْن أَبِي الأسود- وَاسمه: عَبْد اللَّهِ بْن حمران بْن عَمْرو بْن الحارث بْن سدوس بن ذهل بن شيبان، أَبُو الهيثم الذهلي الأمير :
ولي إمارة مرو، وَهراة، وَغيرهما من بلاد خراسان، ثُمَّ وَلي إمارة بخارى وسكنها وله بها آثار مشهورة وَأمور محمودة، وَكَانَ قد سمع من إسحاق بن راهويه، وعليّ ابن حجر وَإسحاق بْن منصور الكوسج، وَأبي داود السنجي، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري وَبشر بْن الحاكم النيسابوري، وَحامد بْن عُمَر البكراوي، وَالحسن بْن علي الحلواني وَهارون بْن إسحاق الهمداني، وَعمرو بْن عَبْد اللَّهِ الأودي، وَمحمد بْن علي الشقيقي، روى عنه نصر بْن أَحْمَد الكندي الْحَافِظ، وَأحمد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المنكدري، وَعبد الرحمن بْن أَبِي حاتم الرازي.
وقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي بالري وَهُوَ صدوق ثقة.
ولما استوطن بخارى أقدم إِلَى حضرته حفاظ الحديث، مثل محمّد بن نصر
الْمَرْوَزِيّ، وَصالح بْن مُحَمَّد جزرة، وَنصر بْن أحمد بْن أَحْمَد البغداديين وَغيرهم. فصنف له نصر مسندا، وَكَانَ خَالِد يختلف مَعَ هؤلاء المسمين إِلَى أبواب المحدثين ليسمع منهم، وَكَانَ يمشي برداء وَنعل يتواضع بذلك وَبسط يده بالإحسان إِلَى أَهْل العلم فغشوه، وَقدموا عَلَيْهِ من الآفاق، وَأراد من مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ المصير إِلَى حضرته، فامتنع من ذلك، فأخرجه من بخارى إِلَى ناحية سمرقند فلم يزل مُحَمَّد هناك حتى مات.
فأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ حدّثني خلف ابن مُحَمَّد الكرابيسي- ببخارى- قَالَ سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث الْبُخَارِيّ الأنصاري يقول: كَانَ نصرك البغدادي يفيد خَالِد بْن أَحْمَد الأمير ببخارى عن ستمائة محدث، غير أن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل جلس عنه ببخارى وَأظهر الاستخفاف به، فاعتل عَلَيْهِ خَالِد باللفظ فنفاه من بخارى، حتى مات فِي بعض قرى سمرقند.
قلت: وَقد قَالَ بعض أَهْل العلم: إن ما فعله بمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ كَانَ سبب زوال ملكه.
أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان الْحَافِظ- ببخارى- قَالَ سمعت أبا إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي يقول سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن صابر بْن كاتب يقول سمعت أبا الهيثم خَالِد ابن أَحْمَد الأمير يقول: أنفقت فِي طلب العلم أكثر من ألف ألف درهم.
قلت: وَورد خَالِد بْن أَحْمَد بَغْدَاد فِي آخر أيامه وحدّث بها، فسمع منه محمّد ابن خلف المعروف بوكيع الْقَاضِي، وَأبو طالب أَحْمَد بن نصر الحافظ، وأبو العبّاس ابن عقدة، وَاعتقل السلطان خالدا وَأودعه الحبس بِبَغْدَادَ فلم يزل فيه حتى مات.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حدّثنا محمّد بن المظفر حدّثنا محمّد بن خلف وكيع حدّثني خالد بن أحمد الذهلي أمير مرو- ببغداد- حدّثنا بشر بن الحكم العبدي حدّثنا عمر ابن شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ يُونُسَ الْعَبْدِيِّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَالَ ثَلاثَ بَنَاتٍ حَتَّى يَبْنِيهُنَّ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ » .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد المعدل أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوري أَخْبَرَنِي أَبُو علي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الصاغاني- بمرو- قَالَ سمعت أبا رجاء السندي يقول: كَانَ خَالِد بْن أَحْمَد اشتد على الطاهرية في آخر أمورهم ومال إلى يعقوب ابن الليث القائم بسجستان، فلما حمل مُحَمَّد بْن طاهر إِلَى سجستان، كَانَ خَالِد بهراة فتكلم فِي وَجهه بما ساءه، ثُمَّ اجتاز خَالِد بِبَغْدَادَ حاجا سنة تسع وَستين فحبس بِبَغْدَادَ وَمات فِي الحبس بِبَغْدَادَ سنة تسع وَستين ومائتين.
أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ قرأنا عَلَى أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: توفي خَالِد بْن أَحْمَد الذهلي سنة سبعين وَمائتين.
ولي إمارة مرو، وَهراة، وَغيرهما من بلاد خراسان، ثُمَّ وَلي إمارة بخارى وسكنها وله بها آثار مشهورة وَأمور محمودة، وَكَانَ قد سمع من إسحاق بن راهويه، وعليّ ابن حجر وَإسحاق بْن منصور الكوسج، وَأبي داود السنجي، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري وَبشر بْن الحاكم النيسابوري، وَحامد بْن عُمَر البكراوي، وَالحسن بْن علي الحلواني وَهارون بْن إسحاق الهمداني، وَعمرو بْن عَبْد اللَّهِ الأودي، وَمحمد بْن علي الشقيقي، روى عنه نصر بْن أَحْمَد الكندي الْحَافِظ، وَأحمد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المنكدري، وَعبد الرحمن بْن أَبِي حاتم الرازي.
وقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي بالري وَهُوَ صدوق ثقة.
ولما استوطن بخارى أقدم إِلَى حضرته حفاظ الحديث، مثل محمّد بن نصر
الْمَرْوَزِيّ، وَصالح بْن مُحَمَّد جزرة، وَنصر بْن أحمد بْن أَحْمَد البغداديين وَغيرهم. فصنف له نصر مسندا، وَكَانَ خَالِد يختلف مَعَ هؤلاء المسمين إِلَى أبواب المحدثين ليسمع منهم، وَكَانَ يمشي برداء وَنعل يتواضع بذلك وَبسط يده بالإحسان إِلَى أَهْل العلم فغشوه، وَقدموا عَلَيْهِ من الآفاق، وَأراد من مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ المصير إِلَى حضرته، فامتنع من ذلك، فأخرجه من بخارى إِلَى ناحية سمرقند فلم يزل مُحَمَّد هناك حتى مات.
فأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ حدّثني خلف ابن مُحَمَّد الكرابيسي- ببخارى- قَالَ سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث الْبُخَارِيّ الأنصاري يقول: كَانَ نصرك البغدادي يفيد خَالِد بْن أَحْمَد الأمير ببخارى عن ستمائة محدث، غير أن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل جلس عنه ببخارى وَأظهر الاستخفاف به، فاعتل عَلَيْهِ خَالِد باللفظ فنفاه من بخارى، حتى مات فِي بعض قرى سمرقند.
قلت: وَقد قَالَ بعض أَهْل العلم: إن ما فعله بمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ كَانَ سبب زوال ملكه.
أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان الْحَافِظ- ببخارى- قَالَ سمعت أبا إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي يقول سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن صابر بْن كاتب يقول سمعت أبا الهيثم خَالِد ابن أَحْمَد الأمير يقول: أنفقت فِي طلب العلم أكثر من ألف ألف درهم.
قلت: وَورد خَالِد بْن أَحْمَد بَغْدَاد فِي آخر أيامه وحدّث بها، فسمع منه محمّد ابن خلف المعروف بوكيع الْقَاضِي، وَأبو طالب أَحْمَد بن نصر الحافظ، وأبو العبّاس ابن عقدة، وَاعتقل السلطان خالدا وَأودعه الحبس بِبَغْدَادَ فلم يزل فيه حتى مات.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حدّثنا محمّد بن المظفر حدّثنا محمّد بن خلف وكيع حدّثني خالد بن أحمد الذهلي أمير مرو- ببغداد- حدّثنا بشر بن الحكم العبدي حدّثنا عمر ابن شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ يُونُسَ الْعَبْدِيِّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَالَ ثَلاثَ بَنَاتٍ حَتَّى يَبْنِيهُنَّ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ » .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد المعدل أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوري أَخْبَرَنِي أَبُو علي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الصاغاني- بمرو- قَالَ سمعت أبا رجاء السندي يقول: كَانَ خَالِد بْن أَحْمَد اشتد على الطاهرية في آخر أمورهم ومال إلى يعقوب ابن الليث القائم بسجستان، فلما حمل مُحَمَّد بْن طاهر إِلَى سجستان، كَانَ خَالِد بهراة فتكلم فِي وَجهه بما ساءه، ثُمَّ اجتاز خَالِد بِبَغْدَادَ حاجا سنة تسع وَستين فحبس بِبَغْدَادَ وَمات فِي الحبس بِبَغْدَادَ سنة تسع وَستين ومائتين.
أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ قرأنا عَلَى أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: توفي خَالِد بْن أَحْمَد الذهلي سنة سبعين وَمائتين.
خالد بن عبد العزى بن سلامة الخزاعي
يكنى أبا خناس، عداده في أهل الحجاز.
أخبرنا محمد بن حمزة بن عمارة، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا سليمان بن عثمان بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد
العزى بن سلامة، قال: حدثني عمي أبو مصرف سعيد بن الوليد بن عبد الله بن مسعود، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن خالد بن عبد العزى: أنه أجزر رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، وكان عيال خالد كثيرًا، فأكل منها النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه، فأعطى فضلة خالدا، فأكلوا منها وأفضلوا.
رواه أبو مالك بن أبي فازة، وهو سليمان بن عثمان بن الوليد، أتم من هذا.
وزاد يعقوب: قال سليمان: فقلت لأبي مصرف: أدركت خالدا الذي أجزر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، والمحدث له: مسعود بن خالد وهو صغير، ثم حدثه مسعود عنه.
يكنى أبا خناس، عداده في أهل الحجاز.
أخبرنا محمد بن حمزة بن عمارة، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا سليمان بن عثمان بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد
العزى بن سلامة، قال: حدثني عمي أبو مصرف سعيد بن الوليد بن عبد الله بن مسعود، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن خالد بن عبد العزى: أنه أجزر رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، وكان عيال خالد كثيرًا، فأكل منها النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه، فأعطى فضلة خالدا، فأكلوا منها وأفضلوا.
رواه أبو مالك بن أبي فازة، وهو سليمان بن عثمان بن الوليد، أتم من هذا.
وزاد يعقوب: قال سليمان: فقلت لأبي مصرف: أدركت خالدا الذي أجزر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، والمحدث له: مسعود بن خالد وهو صغير، ثم حدثه مسعود عنه.