مقاتل بن حيان أبو بسطام النبطي
البلخي مولى بكر بن وائل، ويقال: مولى بني تيم الله كان خرازاً، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وعلى هشام بن عبد الملك.
حدث عن عمرة عن عائشة أنها قالت: كنا ننتبذ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غدوة في سقاء ولا نخمره، ولا نجعل فيه عكراً، فإذا أمسى تعشى فشرب على عشائه، فإن بقي شيء فرغته أو صببته ثم نغسل السقاء فننبذ من العشي، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه، فإن فضل شيء صببته أو فرغته. ثم نغسل السقاء. فقيل له: أفيه غسل السقاء مرتين؟ قال: مرتين.
وحدث عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: حرم الله الخمر، وكل مسكر حرام.
وحدث عن قتادة عن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لكل شيء قلب، وإن قلب القرآن ياسين. ومن قرأ ياسين كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.
وحدث مقاتل عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
قال مقاتل بن حيان:
كنا جلوساً عند عمر بن عبد العزيز إذ دخل عليه أبو بردة فقال: يا أمير المؤمنين! ألا أهدي لك هدية هي خير من الدنيا وما فيها؟ قال: ليس شيء من الخير وإن صغر إلا وهو خير من الدنيا وما فيها؛ لقد أنبأني أبو سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله خلق الدنيا منذ خلقها فلم ينظر إليها بعد، إلا مكان المتعبدين منها، وليس بناظر إليها إلى يوم ينفخ في الصور، ويأذن في هلاكها. مقتاً لها، ولم يؤثرها على الآخرة.
قال مقاتل: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فلما كان ساعة دخل عليه رجل، فأقبل عليه عمر بوجهه وحدثه. فلما خرج قلت: يا أمير المؤمنين! من هذا الذي رأيتك أقبلت عليه تحدثه؟ قال: أنت رأيته؟ قلت: نعم. قال: أنت رأيته؟ - مرتين أو ثلاثاً - قلت: نعم. قال: ذلك الخضر.
قال: فسر بمقاتل بعد وأعجب به.
وكان مقاتل بن حيان ثقة، صدوقاً، صالح الحديث.
وعن مقاتل بن حيان قال: ليس لملول صديق، ولا لحسود غناء، وطول النظر في الحكمة تلقيح للعقل؛ وأهل هذه الأهواء آفة أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إنهم يذكرون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته، فيتصيدون بهذا الذكر الحسن الجهال من الناس، فيقذفون بهم في المهالك، فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل! ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق! فأبصرهم، فإنك إلا تكن أصحبت في بحر الماء، فقد أصبحت في بحر الأهواء، الذي هو أعمق غوراً، وأشد اضطراباً، وأكثر عواصفاً، وأبعد مذهباً من البحر وما فيه؛ فلتكن مطيتك التي تقطع التي تقطع بها سفر الضلال اتباع السنه، فإنهم هم السيارة الذين إلى الله يعمدون.
قالوا: وهرب مقاتل بن حيان مولى مصقله بن هبيرة الشيباني، وزياد بن عبد الرحمن القشيري، وغالب مولى تميم، أيام أبي مسلم، فاستجاروا بزنبيل ملك الهند، فكره مقاتل المقام في أرض الشرك، وناء ثم، فخرج من هنال، فلما سار ليلتين مات.
وكان مقاتل ببلخ في شهر رمضان يصلي بقوم، فيذهب قوم ويبقى قوم، فيصلي بهم ويعظهم، فما يزال هذه حاله حتى يصبح
البلخي مولى بكر بن وائل، ويقال: مولى بني تيم الله كان خرازاً، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وعلى هشام بن عبد الملك.
حدث عن عمرة عن عائشة أنها قالت: كنا ننتبذ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غدوة في سقاء ولا نخمره، ولا نجعل فيه عكراً، فإذا أمسى تعشى فشرب على عشائه، فإن بقي شيء فرغته أو صببته ثم نغسل السقاء فننبذ من العشي، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه، فإن فضل شيء صببته أو فرغته. ثم نغسل السقاء. فقيل له: أفيه غسل السقاء مرتين؟ قال: مرتين.
وحدث عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: حرم الله الخمر، وكل مسكر حرام.
وحدث عن قتادة عن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لكل شيء قلب، وإن قلب القرآن ياسين. ومن قرأ ياسين كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.
وحدث مقاتل عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
قال مقاتل بن حيان:
كنا جلوساً عند عمر بن عبد العزيز إذ دخل عليه أبو بردة فقال: يا أمير المؤمنين! ألا أهدي لك هدية هي خير من الدنيا وما فيها؟ قال: ليس شيء من الخير وإن صغر إلا وهو خير من الدنيا وما فيها؛ لقد أنبأني أبو سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله خلق الدنيا منذ خلقها فلم ينظر إليها بعد، إلا مكان المتعبدين منها، وليس بناظر إليها إلى يوم ينفخ في الصور، ويأذن في هلاكها. مقتاً لها، ولم يؤثرها على الآخرة.
قال مقاتل: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فلما كان ساعة دخل عليه رجل، فأقبل عليه عمر بوجهه وحدثه. فلما خرج قلت: يا أمير المؤمنين! من هذا الذي رأيتك أقبلت عليه تحدثه؟ قال: أنت رأيته؟ قلت: نعم. قال: أنت رأيته؟ - مرتين أو ثلاثاً - قلت: نعم. قال: ذلك الخضر.
قال: فسر بمقاتل بعد وأعجب به.
وكان مقاتل بن حيان ثقة، صدوقاً، صالح الحديث.
وعن مقاتل بن حيان قال: ليس لملول صديق، ولا لحسود غناء، وطول النظر في الحكمة تلقيح للعقل؛ وأهل هذه الأهواء آفة أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إنهم يذكرون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته، فيتصيدون بهذا الذكر الحسن الجهال من الناس، فيقذفون بهم في المهالك، فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل! ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق! فأبصرهم، فإنك إلا تكن أصحبت في بحر الماء، فقد أصبحت في بحر الأهواء، الذي هو أعمق غوراً، وأشد اضطراباً، وأكثر عواصفاً، وأبعد مذهباً من البحر وما فيه؛ فلتكن مطيتك التي تقطع التي تقطع بها سفر الضلال اتباع السنه، فإنهم هم السيارة الذين إلى الله يعمدون.
قالوا: وهرب مقاتل بن حيان مولى مصقله بن هبيرة الشيباني، وزياد بن عبد الرحمن القشيري، وغالب مولى تميم، أيام أبي مسلم، فاستجاروا بزنبيل ملك الهند، فكره مقاتل المقام في أرض الشرك، وناء ثم، فخرج من هنال، فلما سار ليلتين مات.
وكان مقاتل ببلخ في شهر رمضان يصلي بقوم، فيذهب قوم ويبقى قوم، فيصلي بهم ويعظهم، فما يزال هذه حاله حتى يصبح