كعب بن عجرة
أبو محمد، وبقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو إسحاق الأنصاري السالمي المديني من بلي. حليف قوقل ابن عوف بن الخزرج. من أهل بيعة الرضوان بالحديبية. وشهد غزوة دومة الجندل، ثم قدم الشام مرة اخرى.
عن كعب بن عجرة قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديبية، ونحن محرومون، وقد حصره المشركون، وكانت لي وفرة، فجعلت الهوام تساقط على وجهي، فمر بي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " أتؤذيك هوام رأسك؟ " قلت: نعم. فأمره أن يحلق، قال: ونزلت هذه الآية: " فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ".
ومن طريق آخر عن كعب بن عجرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر به وهو بالحديبية، وهو محرم، يوقد تحت قدر والقمل يتهاتف على وجهه، قال: " احلق رأسك، وأطعم فرقاً بين ستة مساكين - والفرق ثلاثة آصع - أو صم ثلاثة أيام، أو انسك نسيكة - وفي رواية: أو اذبح شاة ".
قال واثلة بن الأسقع: حتى إذا بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد إلى أكيدر الكندي بدومة الجندل خرج كعب بن عجرة في جيش خالد وخرجت معه، فأصبنا فيئاً كثيراً، فقسمه خالد بيننا، فأصابني ست قلائص.
لم يجد محمد بن سعد كاتب الواقدي نسبه في " كتاب الأنصار "، وقال محمد بن هشام الكلبي: هو كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سويد بن مري بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن
إلحاف بن قضاعة. واختلف فيه، فقيل: هو حليف لبني قوقل من بني عوف بن الخزرج. وقال محمد بن عمر الواقدي: هو من أنفسهم، ليس بحليف، تأخر إسلامه، ثم أسلم، وشهد المشاهدز قال أبو نصر بن ماكولا: وأما سواد - بضم السين وتخفيف الواو - فهو: سواد بن مري بن أراشة من ولده كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد.
وكان كعب بن عجرة قد استأخر إسلامه، وكان له صنم في بيته يكرمه، ويمسحه من الغبار، ويضع عليه ثوباً. وكان يكلم في الإسلام فيأباه. وكان عبادة بن الصامت له خليلاً. فقعد له يوماً يرصده، فلما خرج من بيته دخل عبادة ومعه قدوم، وزوجته عند أهلها، فجعل يفلذه فلذة فلذة وهو يقول: " ألا كل ما يدعى مع الله باطلاً " ثم خرج وأغلق الباب، فرجع كعب إلى بيته، فنظر إلى الصنم قد كسر، فقال: هذا عمل عبادة! فخرج مغضباً وهو يريد أن يشاتم عبادة، إلى أن فكر في نفسه، فقال: ما عند هذا الصنم من طائل، لو كان عنده طائل حيث جعله جذاذاً لامتنع. ومضى حتى دق على عبادة، فأشفق عبادة أن يقع به، فدخل عليه، فقال: قد رأيت أن لو كان عنده طائل ماتركك تصنع به ما رأيت؛ وأني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. قال: ثم شهب كعب بعد ذلك المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عن كعب بن عجرة قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فرأيته متغيراً، قال: قلت: بأبي أنت، مالي أراك متغيراً؟ قال: " ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث "، قال: فذهبت،
فإذا يهودي يسقي إبلاً له، فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمراً، فأتيت به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " من أين لك يا كعب؟ " فأخبرته، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتحبني يا كعب "؟ قلت: بأبي أنت، نعم، قال: " إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادته، وإنه سيصيبك بلاء، فأعد له ". قال: ففقده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " ما فعل كعب؟ " قالوا مريض، فخرج يمشي حتى دخل عليه، فقال له: " أبشر يا كعب "، فقالت أمه: هنيئاً لك الجنة يا كعب، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من هذه المتألية على الله؟ " قال: هي أمي يا رسول الله، قال: " ما يدريك يا أم كعباً، لعل كعباً قال ما لا ينفعه، أو منع ما لا يغنيه ".
عن ثابت بن عبيد قال: بعثني أبي إلى كعب بن عجرة، فأتيت رجلاً أقطع. فأتيت أبي، فقلت: بعثتني إلى رجل أقطع! فقال: إن يده قد دخلت الجنة، وسيتبعها ما بقي من جسده إن شاء الله.
عن الحسن قال: رحلت إلى كعب بن عجرة من البصرة إلى الكوفة، فقلت: ما كان فداؤك حين أصابك الأذى؟ قال: شاة.
عن مولى كعب بن عجرة قال: أشهد لرأيت أربعة، أو خمسة، من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسون المعصفر المشبع، منهم كعب بن عجرة.
سنة إحدى وخمسين، أو اثنتين وخمسين مات كعب بن عجرة، وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة، وقيل: ابن سبع وسبعين سنة، وقد انقرض عقبه.
أبو محمد، وبقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو إسحاق الأنصاري السالمي المديني من بلي. حليف قوقل ابن عوف بن الخزرج. من أهل بيعة الرضوان بالحديبية. وشهد غزوة دومة الجندل، ثم قدم الشام مرة اخرى.
عن كعب بن عجرة قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديبية، ونحن محرومون، وقد حصره المشركون، وكانت لي وفرة، فجعلت الهوام تساقط على وجهي، فمر بي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " أتؤذيك هوام رأسك؟ " قلت: نعم. فأمره أن يحلق، قال: ونزلت هذه الآية: " فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ".
ومن طريق آخر عن كعب بن عجرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر به وهو بالحديبية، وهو محرم، يوقد تحت قدر والقمل يتهاتف على وجهه، قال: " احلق رأسك، وأطعم فرقاً بين ستة مساكين - والفرق ثلاثة آصع - أو صم ثلاثة أيام، أو انسك نسيكة - وفي رواية: أو اذبح شاة ".
قال واثلة بن الأسقع: حتى إذا بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد إلى أكيدر الكندي بدومة الجندل خرج كعب بن عجرة في جيش خالد وخرجت معه، فأصبنا فيئاً كثيراً، فقسمه خالد بيننا، فأصابني ست قلائص.
لم يجد محمد بن سعد كاتب الواقدي نسبه في " كتاب الأنصار "، وقال محمد بن هشام الكلبي: هو كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سويد بن مري بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن
إلحاف بن قضاعة. واختلف فيه، فقيل: هو حليف لبني قوقل من بني عوف بن الخزرج. وقال محمد بن عمر الواقدي: هو من أنفسهم، ليس بحليف، تأخر إسلامه، ثم أسلم، وشهد المشاهدز قال أبو نصر بن ماكولا: وأما سواد - بضم السين وتخفيف الواو - فهو: سواد بن مري بن أراشة من ولده كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد.
وكان كعب بن عجرة قد استأخر إسلامه، وكان له صنم في بيته يكرمه، ويمسحه من الغبار، ويضع عليه ثوباً. وكان يكلم في الإسلام فيأباه. وكان عبادة بن الصامت له خليلاً. فقعد له يوماً يرصده، فلما خرج من بيته دخل عبادة ومعه قدوم، وزوجته عند أهلها، فجعل يفلذه فلذة فلذة وهو يقول: " ألا كل ما يدعى مع الله باطلاً " ثم خرج وأغلق الباب، فرجع كعب إلى بيته، فنظر إلى الصنم قد كسر، فقال: هذا عمل عبادة! فخرج مغضباً وهو يريد أن يشاتم عبادة، إلى أن فكر في نفسه، فقال: ما عند هذا الصنم من طائل، لو كان عنده طائل حيث جعله جذاذاً لامتنع. ومضى حتى دق على عبادة، فأشفق عبادة أن يقع به، فدخل عليه، فقال: قد رأيت أن لو كان عنده طائل ماتركك تصنع به ما رأيت؛ وأني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. قال: ثم شهب كعب بعد ذلك المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عن كعب بن عجرة قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فرأيته متغيراً، قال: قلت: بأبي أنت، مالي أراك متغيراً؟ قال: " ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث "، قال: فذهبت،
فإذا يهودي يسقي إبلاً له، فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمراً، فأتيت به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " من أين لك يا كعب؟ " فأخبرته، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتحبني يا كعب "؟ قلت: بأبي أنت، نعم، قال: " إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادته، وإنه سيصيبك بلاء، فأعد له ". قال: ففقده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " ما فعل كعب؟ " قالوا مريض، فخرج يمشي حتى دخل عليه، فقال له: " أبشر يا كعب "، فقالت أمه: هنيئاً لك الجنة يا كعب، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من هذه المتألية على الله؟ " قال: هي أمي يا رسول الله، قال: " ما يدريك يا أم كعباً، لعل كعباً قال ما لا ينفعه، أو منع ما لا يغنيه ".
عن ثابت بن عبيد قال: بعثني أبي إلى كعب بن عجرة، فأتيت رجلاً أقطع. فأتيت أبي، فقلت: بعثتني إلى رجل أقطع! فقال: إن يده قد دخلت الجنة، وسيتبعها ما بقي من جسده إن شاء الله.
عن الحسن قال: رحلت إلى كعب بن عجرة من البصرة إلى الكوفة، فقلت: ما كان فداؤك حين أصابك الأذى؟ قال: شاة.
عن مولى كعب بن عجرة قال: أشهد لرأيت أربعة، أو خمسة، من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسون المعصفر المشبع، منهم كعب بن عجرة.
سنة إحدى وخمسين، أو اثنتين وخمسين مات كعب بن عجرة، وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة، وقيل: ابن سبع وسبعين سنة، وقد انقرض عقبه.