علي بن هشام بن فرخسروا
أبو الحسين المروزي أحد قواد المأمون. قدم دمشق مع المأمون، وكان نديمه، ثم وجد عليه في بعض أموره، فقتله هو وأخاه الحسين بن هشام. وقيل الخليل بن هشام. وله شعر حسن فمنه: البسيط
يا موقد النار تذكيها فيخمدها ... قرّ الشتاء بأرياحٍ وأمطار
قم فاصطل النار من قلبي مضرّمةً ... بالشوق تغن بها يا موقد النار
ويا أخا الذّود قد طال الظّماء بها ... ما تعرف الريّ من جدبٍ وإقتار
رد بالعطاش على عيني ومحجرها ... ترو العطاش بدمعٍ واكفٍ جار
إن غاب شخصك عن عيني فلم تره ... فإن ذكرك مقرونٌ بإضمار
وهذا ما قاله لما قال العباس بن الأحنف: البسيط
يا قادح الزند قد أعيت مقادحه ... اقبس إذا شئت من قلبي بمقياس
فسرق المعنى وقصّر عن إحسان عباس، وعبّر عن المعنى دون عبارته، وإن كان عند نفسه قد زاد عليه.
لما غضبت مراد شاعرة علي بن هشام عليه وهجرته كتب إليها: الطويل
فإن كان هذا منك حقاً فإنني ... مداوي الذي بيني وبينك بالصبر
ومنصرفٌ عنك انصراف ابن حرّةٍ ... طوى ودّه والطيّ أتقى من الشر
فكتبت إليه:
إذا كنت في رقّي هوىً وتملّكٍ ... فلا بدّ من صبر على غصص الصبر
وإغضاء أجفانٍ طوين على القذى ... وإذعان مملوكٍ على الذلّ والقسر
فذلك خيرٌ من معاصاة مالكٍ ... وصبرٍ على الإعراض والصدّ والهجر
وخرجت إليه.
قتل علي بن هشام سنة سبع عشرة ومئتين بأذنة، من الثغور. قتله لسوء سيرته في ولايته الجبال.
مرت جارية لعلي بن هشام بقصره بعدما قتل، فبكت وقالت: السريع
يا منزلاً لم تبل أطلاله ... حاشى لأطلالك أن تبلا
لم أبك أطلالك لكنني ... بكيت عيشي فيك إذ ولّى
قد كان لي فيك هوى مرّة ... غيّبه التّرب وما ملاّ
قالت متيم لمراد: قولي أشعاراً ترثين بها مولاي حتى ألحنها ألحان النّوح، وأندبه بها، فقالت عدة أشعار في مراثيه، وباحت بها متيم، فمنها قولها: الخفيف
عين جودي بعبرةٍ وعويل ... للرزيّات لا لعافي الطّلول
لعليّ وأحمدٍ وحسينٍ ... ثم نصرٍ وقبله للخليل
وصنعت فيها ميتم ألحاناً، لم تزال جواريها ونساء آل هاشم ينحن بها عليه. ولقد توفي بعض آل هشام فجاء أهله بنوائح فنحن عليه، فلم يبلغن ما أراد أهله، فقام جواري متيم فنحن بشرع مراد وألحان متيم في النوح، فاشتعل المأتم، واشتد البكاء والصراخ، وكانت ريق جارية إبراهيم بن المهدي حاضرة، فبكت ريق، ثم قالت: رضي الله عنك يا متيم. فقد كنت علماً في السرور، وأنت الآن علم في المصائب.
أبو الحسين المروزي أحد قواد المأمون. قدم دمشق مع المأمون، وكان نديمه، ثم وجد عليه في بعض أموره، فقتله هو وأخاه الحسين بن هشام. وقيل الخليل بن هشام. وله شعر حسن فمنه: البسيط
يا موقد النار تذكيها فيخمدها ... قرّ الشتاء بأرياحٍ وأمطار
قم فاصطل النار من قلبي مضرّمةً ... بالشوق تغن بها يا موقد النار
ويا أخا الذّود قد طال الظّماء بها ... ما تعرف الريّ من جدبٍ وإقتار
رد بالعطاش على عيني ومحجرها ... ترو العطاش بدمعٍ واكفٍ جار
إن غاب شخصك عن عيني فلم تره ... فإن ذكرك مقرونٌ بإضمار
وهذا ما قاله لما قال العباس بن الأحنف: البسيط
يا قادح الزند قد أعيت مقادحه ... اقبس إذا شئت من قلبي بمقياس
فسرق المعنى وقصّر عن إحسان عباس، وعبّر عن المعنى دون عبارته، وإن كان عند نفسه قد زاد عليه.
لما غضبت مراد شاعرة علي بن هشام عليه وهجرته كتب إليها: الطويل
فإن كان هذا منك حقاً فإنني ... مداوي الذي بيني وبينك بالصبر
ومنصرفٌ عنك انصراف ابن حرّةٍ ... طوى ودّه والطيّ أتقى من الشر
فكتبت إليه:
إذا كنت في رقّي هوىً وتملّكٍ ... فلا بدّ من صبر على غصص الصبر
وإغضاء أجفانٍ طوين على القذى ... وإذعان مملوكٍ على الذلّ والقسر
فذلك خيرٌ من معاصاة مالكٍ ... وصبرٍ على الإعراض والصدّ والهجر
وخرجت إليه.
قتل علي بن هشام سنة سبع عشرة ومئتين بأذنة، من الثغور. قتله لسوء سيرته في ولايته الجبال.
مرت جارية لعلي بن هشام بقصره بعدما قتل، فبكت وقالت: السريع
يا منزلاً لم تبل أطلاله ... حاشى لأطلالك أن تبلا
لم أبك أطلالك لكنني ... بكيت عيشي فيك إذ ولّى
قد كان لي فيك هوى مرّة ... غيّبه التّرب وما ملاّ
قالت متيم لمراد: قولي أشعاراً ترثين بها مولاي حتى ألحنها ألحان النّوح، وأندبه بها، فقالت عدة أشعار في مراثيه، وباحت بها متيم، فمنها قولها: الخفيف
عين جودي بعبرةٍ وعويل ... للرزيّات لا لعافي الطّلول
لعليّ وأحمدٍ وحسينٍ ... ثم نصرٍ وقبله للخليل
وصنعت فيها ميتم ألحاناً، لم تزال جواريها ونساء آل هاشم ينحن بها عليه. ولقد توفي بعض آل هشام فجاء أهله بنوائح فنحن عليه، فلم يبلغن ما أراد أهله، فقام جواري متيم فنحن بشرع مراد وألحان متيم في النوح، فاشتعل المأتم، واشتد البكاء والصراخ، وكانت ريق جارية إبراهيم بن المهدي حاضرة، فبكت ريق، ثم قالت: رضي الله عنك يا متيم. فقد كنت علماً في السرور، وأنت الآن علم في المصائب.