مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ق بن هِشَام أَبُو جَعْفَر الخزاز الْمَعْرُوف بِابْن بنت مطر الْوراق قَالَ بن عدي يُوصل الحَدِيث ويسرقه قَالَ الذَّهَبِيّ وَمن أكاذيبه على وَكِيع عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس مَرْفُوعا مَا اوذي أحد مَا أوذيت اتهمه بِالْوَضْعِ الْخَطِيب وَله عَن وَكِيع عَن بن أبي ذِئْب عَن نَافِع عَن بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي فصرت إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة سقط فِي حجري تفاحة الحَدِيث فِي فضل عُثْمَان رَوَاهُ تَمام الرَّازِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن صَالح بن سِنَان ثَنَا مُحَمَّد قَالَ بن الْجَوْزِيّ الْحمل فِيهِ على هَذَا وَقد ذكر الْخَطِيب هَذَا الحَدِيث وَقَالَ الْحمل فِيهِ على مُحَمَّد بن سُلَيْمَان نَقله الذَّهَبِيّ عَنهُ فِي تهذيبه.
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554 1. محمد بن سليمان بن هشام ابو جعفر الخزاز...12. آدم نبي الله1 3. آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية...1 4. آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق1 5. آمنة بنت محمد بن أحمد1 6. آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص1 7. آمنة ويقال أمينة1 8. أبان بن الوليد بن عقبة1 9. أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص1 10. أبان بن سعيد بن العاص الأموي1 11. أبان بن صالح بن عمير بن عبيد1 12. أبان بن عثمان بن عفان3 13. أبان بن علي الدمشقي1 14. أبان بن مروان بن الحكم1 15. أبرد الدمشقي1 16. أبرش بن الوليد بن عبد عمرو1 17. أبق بن محمد بن بوري1 18. أبو1 19. أبو أحمد بن علي الكلاعي1 20. أبو أحمد بن هارون الرشيد1 21. أبو أحيحة القرشي1 22. أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي...1 23. أبو أسيد1 24. أبو أوس2 25. أبو أيوب مولى معاوية وحاجبه1 26. أبو إبراهيم الدمشقي1 27. أبو إسماعيل1 28. أبو إياس الليثي1 29. أبو الأبرد الدمشقي1 30. أبو الأبطال1 31. أبو الأبيض العبسي الشامي1 32. أبو الأخضر1 33. أبو الأزهر1 34. أبو الأسود البيروتي1 35. أبو البختري1 36. أبو الثريا الكردي1 37. أبو الجرح الغساني1 38. أبو الجعد السائح1 39. أبو الجعيد1 40. أبو الجلاس العبدي1 41. أبو الجلد التميمي1 42. أبو الجنوب المؤذن المؤدب1 43. أبو الجهم بن كنانة الكلبي1 44. أبو الحارث الصوفي1 45. أبو الحسن الأطرابلسي1 46. أبو الحسن الأعرابي الصوفي1 47. أبو الحسن الدمشقي2 48. أبو الحسن الدويدة1 49. أبو الحسن المعاني1 50. أبو الحسن بن جعفر المتوكل1 51. أبو الحسين الرائق المعري الشاعر1 52. أبو الحسين بن أحمد بن الطيب1 53. أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي1 54. أبو الحسين بن حريش1 55. أبو الحسين بن عمرو بن محمد1 56. أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي1 57. أبو الحمراء3 58. أبو الخير الأقطع التيناتي1 59. أبو الذكر1 60. أبو الربيع الدمشقي1 61. أبو الرضا الصياد العابد1 62. أبو الرضا بن النحاس الحلبي1 63. أبو الزبير الدمشقي1 64. أبو الزهراء القشيري1 65. أبو الساكن1 66. أبو السمح خادم النبي1 67. أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي1 68. أبو العالية3 69. أبو العباس4 70. أبو العباس البيروتي1 71. أبو العباس الحنفي1 72. أبو العباس الوراق الدمشقي1 73. أبو العذراء2 74. أبو العريان المخزومي1 75. أبو العلاء4 76. أبو العلاء بن العين زربي1 77. أبو الغريز1 78. أبو الفرات1 79. أبو الفضل الأصبهاني المتطبب1 80. أبو الفضل الموسوس1 81. أبو الفضل بن خيران1 82. أبو القاسم1 83. أبو القاسم الواسطي1 84. أبو القاسم بن أبي يعلى1 85. أبو القاسم بن رزيق البغدادي1 86. أبو المصبح المقرائي الأوزاعي1 87. أبو المعطل1 88. أبو المغيرة الصوفي الدمشقي1 89. أبو المهاجر الدمشقي1 90. أبو المهاصر1 91. أبو الوزير بن النعمان1 92. أبو الوليد2 93. أبو بردة بن عوف الأزدي1 94. أبو بسرة الجهني1 95. أبو بشر9 96. أبو بشر التنوخي1 97. أبو بشر المروزي1 98. أبو بقية1 99. أبو بكر4 100. أبو بكر الجصاص البصري الصوفي1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129697&book=5561#1510c2
محمد بن سليمان بن هشام بن بنت سعيدة بنت مطر، الوراق أبو علي الشطوي ويعرف بأخي هشام :
حدث عن: محمد بن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وعبيدة بن حميد، والمحاربي، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وأبي أسامة حماد بْن أسامة. روى عنه:
حمزة بن الحسين السمسار، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري. وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن سليمان أخو هشام، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثنا حمزة بن الحسين السّمسار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الشَّطَوِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن خشنام النّيسابوري، حدّثنا محمّد بن جمعة- أبو قريش- حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لزوال الدّنيا أيسر عند الله من قتل مؤمن» .
هَذَا لَفْظُ الْمَحَامِلِيِّ وَقَالَ الآخَرَانِ: أَيْسَرُ عَلَى اللَّهِ. قَالَ أَبُو قُرَيْشٍ: يَقُولُونَ إِنَّ مِسْعَرًا لَمْ يَرْوِ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ. وَهَكَذَا حَدَّثَنَا هَذَا الشَّيْخُ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ.
قُلْتُ: قَدْ تَابَعَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ الْعِجْلِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَاهُ إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن الأسود، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ الْمُؤْمِنِ»
. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هشام، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَصِرْتُ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَقَطَ فِي حِجْرِي تُفَّاحَةٌ، فَأَخَذْتُهَا بِيَدِي، فَانْفَلَقَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ تُقَهْقِهُ، فَقُلْتُ لَهَا: تَكَلَّمِي لِمَنْ أَنْتِ؟
قَالَتْ: لِلْمَقْتُولِ شَهِيدًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ»
. هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَكُلُّ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ، وَالْحِمْلُ فِيهِ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: محمد بن سليمان البغدادي ابن بنت مطر في أمره نظر، بلغني عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري قَالَ: محمد بن سليمان بن هشام، وهو ابن بنت مطر، ضعيف مُنكرُ الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن محمد بن سليمان ابن بنت مطر الخزاز توفي بالكرخ سنة خمس وستين ومائتين.
حدث عن: محمد بن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وعبيدة بن حميد، والمحاربي، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وأبي أسامة حماد بْن أسامة. روى عنه:
حمزة بن الحسين السمسار، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري. وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن سليمان أخو هشام، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثنا حمزة بن الحسين السّمسار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الشَّطَوِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن خشنام النّيسابوري، حدّثنا محمّد بن جمعة- أبو قريش- حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لزوال الدّنيا أيسر عند الله من قتل مؤمن» .
هَذَا لَفْظُ الْمَحَامِلِيِّ وَقَالَ الآخَرَانِ: أَيْسَرُ عَلَى اللَّهِ. قَالَ أَبُو قُرَيْشٍ: يَقُولُونَ إِنَّ مِسْعَرًا لَمْ يَرْوِ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ. وَهَكَذَا حَدَّثَنَا هَذَا الشَّيْخُ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ.
قُلْتُ: قَدْ تَابَعَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ الْعِجْلِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَاهُ إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن الأسود، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ الْمُؤْمِنِ»
. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هشام، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَصِرْتُ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَقَطَ فِي حِجْرِي تُفَّاحَةٌ، فَأَخَذْتُهَا بِيَدِي، فَانْفَلَقَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ تُقَهْقِهُ، فَقُلْتُ لَهَا: تَكَلَّمِي لِمَنْ أَنْتِ؟
قَالَتْ: لِلْمَقْتُولِ شَهِيدًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ»
. هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَكُلُّ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ، وَالْحِمْلُ فِيهِ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: محمد بن سليمان البغدادي ابن بنت مطر في أمره نظر، بلغني عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري قَالَ: محمد بن سليمان بن هشام، وهو ابن بنت مطر، ضعيف مُنكرُ الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن محمد بن سليمان ابن بنت مطر الخزاز توفي بالكرخ سنة خمس وستين ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129728&book=5561#1df0c6
محمد بن سيرين، أبو بكر البصري، مولى أنس بن مالك :
سمع أبا هريرة، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد اللَّه بْن الزبير، وعمران بن حصين، وأنس بن مالك. روى عنه: قتادة بن دعامة، وخالد الحذاء، وأيوب السختياني، وهشام بن حسان، وعبد الله بن عون، وجرير بن حازم، وغيرهم. وكان محمد أحد الفقهاء من أهل البصرة، والمذكورين بالورع في وقته، وقدم المدائن.
كما حدّثنا عبد الله بن علي بن محمد القرشي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ البزّاز، أَخْبَرَنَا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، أخبرنا القعنبي، حَدَّثَنَا عقبة عن محمد بن سيرين قَالَ: صليت صلاة مع عبيدة السلماني بالمدائن، فلما قضى صلاته دعا بعشاء، فأتي فيما أتي به بخبز ولبن وسمن، فأكل وأكلنا معه، ثم حَدَّثَنَا حتى حضرت العصر ثم قام عبيدة فأذن وأقام، ثم صلى بنا العصر لم يتوضأ، لا هو ولا أحد ممن أكل معه فيما بين الصلاتين.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت هدبة بن خالد يقول: سمعت أخي أمية بن خالد يقول: وكان سيرين مولى أنس بن مالك أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم- أبو العيناء- حَدَّثَنَا ابن عائشة قال: كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل القدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد، وكان يسار أبو الحسن البصري من أهل ميسان، فسبى، فهو مولى الأنصار.
أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: أَخْبَرَنِي مصعب بن عبد الله الزبيري قَالَ: محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد ابن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختفين فأنكرهم. فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس فعتق في الكتاب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك قَالَ: هذه مكاتبة سيرين عندنا: «هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفا، وعلى غلامين يعملان عمله» .
وأخبرنا عليّ، حدّثنا الحسن، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حماد، عَنْ هِشَامِ بْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قَالَ: حج بنا أبو الوليد ونحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له هؤلاء بنو سيرين: قَالَ: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم. قَالَ: فما أخطأ. وكان معبد أخا محمد لأمه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ، حَدَّثَنِي أحمد بن سليمان قَالَ: سمعت ابن علية قَالَ: كنا نسمع أن ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان، ومحمد أكبر من أنس- يعني أنس بن سيرين-.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد ابن سيرين، ويحيى بن سيرين، ومعبد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وحفصة بنت سيرين هؤلاء الإخوة كلهم ثقات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، والأعرج؛ وأبو صالح؛ ومحمّد ابن سيرين؛ وطاوس. وكان همام بن منبه يشبه حديثه حديثهم إلا أحرفا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السّري النهرواني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن مالك الإسكافيّ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لا يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ: «جَاءَكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ» «وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ» وَالآخَرُ نَسِيَهُ .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن سيرين يكنى أبا بكر، بصري تابعي ثقة، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: سمع محمد بن سيرين من أبي هريرة، وابن عمر، وأنس. ولم يسمع من ابن عباس شيئا، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس. وقد سمع من عمران بن حصين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا عيسى بن محمّد الإسكافيّ.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قالا: حَدَّثَنَا أمية بن خالد قَالَ: سمعت شعبة قَالَ: قَالَ خالد الحذاء: كل شيء قَالَ محمد: نبئت عن ابن عباس؛ إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
واللفظ لابن رزق.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا محمّد بن
إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بهز بن أسد، حَدَّثَنَا حماد بن زيد قَالَ: قَالَ أيوب: سمع محمد [من] ابن عمر حديثين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال: حدّثني العبّاس بن محمّد، حدّثنا عون بن عمارة، حدّثنا هشام بن حسّان، حَدَّثَنِي أصدق من أدركت من البشر- محمد بن سيرين- أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان، قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: سمعت مورقا العجلي يقول: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه؛ من محمد بن سيرين. قَالَ: وَقَالَ أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه .
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا عبد الملك ابن محمّد، حدّثنا قريش بن أنس، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن عبد الله بن يسار قَالَ: لما حبس ابن سيرين في السجن قَالَ له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال. فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان.
قلت: وكان حبس ابن سيرين في سبب دين ركبه لبعض الغرباء.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو نصر التّمّار، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ:
قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا محمد إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي فأقمت على المصطبة فقيل: هذا ابن سيرين يأكل أموال الناس. قَالَ: وكان عليه دين كثير.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدّل، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد، أَخْبَرَنَا المدائني قَالَ: كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم فوجد في زق منه فأرة فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلا بشيء مذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به، وكانوا يرون أنه عير رجلا بالفقر فابتلى به.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدّثنا أبو العبّاس بن يعقوب الأصم، حدّثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا ابن سواء، حَدَّثَنَا أبو هلال قَالَ: مات محمد بن سيرين وعليه أربعون ألف درهم.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، ومحمد بن علي بن مخلد الوراق، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحربي.
وأخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، أَخْبَرَنَا الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي قَالا:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الله الصّوفيّ، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان، عن ابن عون قَالَ: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس إزراء على نفسه .
حَدَّثَنَا الأزهريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن منصور، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنِي بشر بن عمر قَالَ: حدثتنا أم عبدان امرأة هشام بن حسان قالت: كنا نزولا مع محمد بن سيرين في الدار؛ فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه بالنهار .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، حَدَّثَنَا الصقر- يعني ابن حبيب- قَالَ: مر ابن سيرين برواس قد أخرج رأسه فغشي عليه.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا أحمد بن الخطّاب الزرّاد، حدّثنا زيد بن أخرم، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، عن هشام بن حسان قَالَ: ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شيء ما يرون به بأسا قال: وكان يتجر، فإذا ارتاب في شيء في تجارته تركه، حتى ترك التجارة قالا: وَقَالَ محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله- يعني زوجته- قَالَ: وَقَالَ ابن سيرين: إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصفّار، حدّثنا الحسين ابن إسماعيل، حدّثنا محمود بن خداش، حدّثنا يوسف بن عطيّة الصفّار، حَدَّثَنَا أبو بكر صاحب القوارير قَالَ: جاء رجل إلى محمد بن سيرين فادعى عليه درهمين
فأبى أن يعطيه وَقَالَ له: تحلف. قَالَ: نعم. قال له: يا أبا بكر تحلف على درهمين؟
قَالَ: لا أطعمه حراما وأنا أعلم .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التّمّار، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا جعفر الورّاق، حدّثنا مثنى- يعني معاذ بن معاذ- حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
سمعت ابن عون يقول: لو أن في الدنيا مثل ثلاثة: محمد بن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، ولم يك في هؤلاء مثل محمد.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا شعيب بن الحبحاب قَالَ: كان عامر الشعبي يقول لنا: عليكم بذاك الأصم- يعني محمّد بن سيرين -.
وقال: حدّثنا أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيد، أَخْبَرَنَا أيوب قَالَ: رأيت الحسن في النوم مقيدا؛ ورأيت ابن سيرين مقيدا في النوم.
قلت: روى في الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه عبر القيد في النوم ثباتا في الدين.
أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا ابن درستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أبو النعمان قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عن أيوب قَالَ: قَالَ أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمّد ابن سيرين يركب مثل حد السنان! وَقَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا المعلى بن أسد، حدّثنا أبو عوانة قال: رأيت محمّد ابن سيرين مر في السوق فجعل لا يمر بقوم إلا سبحوا وذكروا الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حرب قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ: سمعت عثمان البتي يقول: لم يكن بهذه البصرة أحد أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ الصّوّاف، وأحمد بن جعفر ابن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر قَالَ: كان أيوب يقول: إنه ليعز علي أن أسمع لمحمد حديثا لم أسمعه منه. قَالَ معمر: وإنه ليعز علي أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه من أيوب .
أَخْبَرَنَا محمد بن علي الصلحي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن معاذ المروي، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومحمّد ابن سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاري توفي سنة عشر ومائة.
أخبرنا الحسين بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النّعاليّ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب. قَالَ: ومات الحسن ومحمد بن سيرين بالبصرة سنة عشر ومائة .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضمرة، عن ابن شوذب قَالَ: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا خالد بن خداش قَالَ: قَالَ حماد بن زيد: مات الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر وصليت عليه، ومات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حدّثني محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا بشر بن عمر الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هشام بن حسان، عن حفصة ابنة راشد. قالت: كان مروان المحلمي لي جارا، وكان ناصبا مجتهدا. قالت: فمات فوجدت عليه وجدا شديدا، فرأيته فيما يرى النائم فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه ما صنع بك ربك؟ قَالَ: أدخلني الجنة. قلت: ثم ماذا؟ قَالَ: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت:
ثم ماذا؟ قَالَ: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت ثَمّ من إخوانك؟ قَالَ: رأيت ثَمّ الحسن، ومحمد بن سيرين، وميمون بن سياه.
وَقَالَ عبد الله: حَدَّثَنِي محمد بن إدريس، حدّثنا سعيد بن سليمان بن الخالد النشيطي، أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة، عن أبي محمد قَالَ حماد- وكان من خيار الناس، وكان مؤذن سكة الموالي- قَالَ: اشتكيت شكاة فأغمي علي، فأريت كأني أدخلت الجنة فسألت عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذاك يسجد على شجر الجنة.
قَالَ: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولا حسنا مما قيل لي في الحسن.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سيما
سمع أبا هريرة، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد اللَّه بْن الزبير، وعمران بن حصين، وأنس بن مالك. روى عنه: قتادة بن دعامة، وخالد الحذاء، وأيوب السختياني، وهشام بن حسان، وعبد الله بن عون، وجرير بن حازم، وغيرهم. وكان محمد أحد الفقهاء من أهل البصرة، والمذكورين بالورع في وقته، وقدم المدائن.
كما حدّثنا عبد الله بن علي بن محمد القرشي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ البزّاز، أَخْبَرَنَا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، أخبرنا القعنبي، حَدَّثَنَا عقبة عن محمد بن سيرين قَالَ: صليت صلاة مع عبيدة السلماني بالمدائن، فلما قضى صلاته دعا بعشاء، فأتي فيما أتي به بخبز ولبن وسمن، فأكل وأكلنا معه، ثم حَدَّثَنَا حتى حضرت العصر ثم قام عبيدة فأذن وأقام، ثم صلى بنا العصر لم يتوضأ، لا هو ولا أحد ممن أكل معه فيما بين الصلاتين.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت هدبة بن خالد يقول: سمعت أخي أمية بن خالد يقول: وكان سيرين مولى أنس بن مالك أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم- أبو العيناء- حَدَّثَنَا ابن عائشة قال: كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل القدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد، وكان يسار أبو الحسن البصري من أهل ميسان، فسبى، فهو مولى الأنصار.
أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: أَخْبَرَنِي مصعب بن عبد الله الزبيري قَالَ: محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد ابن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختفين فأنكرهم. فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس فعتق في الكتاب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك قَالَ: هذه مكاتبة سيرين عندنا: «هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفا، وعلى غلامين يعملان عمله» .
وأخبرنا عليّ، حدّثنا الحسن، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حماد، عَنْ هِشَامِ بْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قَالَ: حج بنا أبو الوليد ونحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له هؤلاء بنو سيرين: قَالَ: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم. قَالَ: فما أخطأ. وكان معبد أخا محمد لأمه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ، حَدَّثَنِي أحمد بن سليمان قَالَ: سمعت ابن علية قَالَ: كنا نسمع أن ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان، ومحمد أكبر من أنس- يعني أنس بن سيرين-.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد ابن سيرين، ويحيى بن سيرين، ومعبد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وحفصة بنت سيرين هؤلاء الإخوة كلهم ثقات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، والأعرج؛ وأبو صالح؛ ومحمّد ابن سيرين؛ وطاوس. وكان همام بن منبه يشبه حديثه حديثهم إلا أحرفا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السّري النهرواني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن مالك الإسكافيّ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لا يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ: «جَاءَكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ» «وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ» وَالآخَرُ نَسِيَهُ .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن سيرين يكنى أبا بكر، بصري تابعي ثقة، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: سمع محمد بن سيرين من أبي هريرة، وابن عمر، وأنس. ولم يسمع من ابن عباس شيئا، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس. وقد سمع من عمران بن حصين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا عيسى بن محمّد الإسكافيّ.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قالا: حَدَّثَنَا أمية بن خالد قَالَ: سمعت شعبة قَالَ: قَالَ خالد الحذاء: كل شيء قَالَ محمد: نبئت عن ابن عباس؛ إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
واللفظ لابن رزق.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا محمّد بن
إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بهز بن أسد، حَدَّثَنَا حماد بن زيد قَالَ: قَالَ أيوب: سمع محمد [من] ابن عمر حديثين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال: حدّثني العبّاس بن محمّد، حدّثنا عون بن عمارة، حدّثنا هشام بن حسّان، حَدَّثَنِي أصدق من أدركت من البشر- محمد بن سيرين- أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان، قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: سمعت مورقا العجلي يقول: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه؛ من محمد بن سيرين. قَالَ: وَقَالَ أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه .
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا عبد الملك ابن محمّد، حدّثنا قريش بن أنس، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن عبد الله بن يسار قَالَ: لما حبس ابن سيرين في السجن قَالَ له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال. فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان.
قلت: وكان حبس ابن سيرين في سبب دين ركبه لبعض الغرباء.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو نصر التّمّار، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ:
قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا محمد إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي فأقمت على المصطبة فقيل: هذا ابن سيرين يأكل أموال الناس. قَالَ: وكان عليه دين كثير.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدّل، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد، أَخْبَرَنَا المدائني قَالَ: كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم فوجد في زق منه فأرة فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلا بشيء مذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به، وكانوا يرون أنه عير رجلا بالفقر فابتلى به.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدّثنا أبو العبّاس بن يعقوب الأصم، حدّثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا ابن سواء، حَدَّثَنَا أبو هلال قَالَ: مات محمد بن سيرين وعليه أربعون ألف درهم.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، ومحمد بن علي بن مخلد الوراق، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحربي.
وأخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، أَخْبَرَنَا الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي قَالا:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الله الصّوفيّ، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان، عن ابن عون قَالَ: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس إزراء على نفسه .
حَدَّثَنَا الأزهريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن منصور، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنِي بشر بن عمر قَالَ: حدثتنا أم عبدان امرأة هشام بن حسان قالت: كنا نزولا مع محمد بن سيرين في الدار؛ فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه بالنهار .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، حَدَّثَنَا الصقر- يعني ابن حبيب- قَالَ: مر ابن سيرين برواس قد أخرج رأسه فغشي عليه.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا أحمد بن الخطّاب الزرّاد، حدّثنا زيد بن أخرم، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، عن هشام بن حسان قَالَ: ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شيء ما يرون به بأسا قال: وكان يتجر، فإذا ارتاب في شيء في تجارته تركه، حتى ترك التجارة قالا: وَقَالَ محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله- يعني زوجته- قَالَ: وَقَالَ ابن سيرين: إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصفّار، حدّثنا الحسين ابن إسماعيل، حدّثنا محمود بن خداش، حدّثنا يوسف بن عطيّة الصفّار، حَدَّثَنَا أبو بكر صاحب القوارير قَالَ: جاء رجل إلى محمد بن سيرين فادعى عليه درهمين
فأبى أن يعطيه وَقَالَ له: تحلف. قَالَ: نعم. قال له: يا أبا بكر تحلف على درهمين؟
قَالَ: لا أطعمه حراما وأنا أعلم .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التّمّار، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا جعفر الورّاق، حدّثنا مثنى- يعني معاذ بن معاذ- حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
سمعت ابن عون يقول: لو أن في الدنيا مثل ثلاثة: محمد بن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، ولم يك في هؤلاء مثل محمد.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا شعيب بن الحبحاب قَالَ: كان عامر الشعبي يقول لنا: عليكم بذاك الأصم- يعني محمّد بن سيرين -.
وقال: حدّثنا أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيد، أَخْبَرَنَا أيوب قَالَ: رأيت الحسن في النوم مقيدا؛ ورأيت ابن سيرين مقيدا في النوم.
قلت: روى في الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه عبر القيد في النوم ثباتا في الدين.
أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا ابن درستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أبو النعمان قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عن أيوب قَالَ: قَالَ أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمّد ابن سيرين يركب مثل حد السنان! وَقَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا المعلى بن أسد، حدّثنا أبو عوانة قال: رأيت محمّد ابن سيرين مر في السوق فجعل لا يمر بقوم إلا سبحوا وذكروا الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حرب قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ: سمعت عثمان البتي يقول: لم يكن بهذه البصرة أحد أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ الصّوّاف، وأحمد بن جعفر ابن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر قَالَ: كان أيوب يقول: إنه ليعز علي أن أسمع لمحمد حديثا لم أسمعه منه. قَالَ معمر: وإنه ليعز علي أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه من أيوب .
أَخْبَرَنَا محمد بن علي الصلحي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن معاذ المروي، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومحمّد ابن سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاري توفي سنة عشر ومائة.
أخبرنا الحسين بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النّعاليّ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب. قَالَ: ومات الحسن ومحمد بن سيرين بالبصرة سنة عشر ومائة .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضمرة، عن ابن شوذب قَالَ: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا خالد بن خداش قَالَ: قَالَ حماد بن زيد: مات الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر وصليت عليه، ومات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حدّثني محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا بشر بن عمر الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هشام بن حسان، عن حفصة ابنة راشد. قالت: كان مروان المحلمي لي جارا، وكان ناصبا مجتهدا. قالت: فمات فوجدت عليه وجدا شديدا، فرأيته فيما يرى النائم فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه ما صنع بك ربك؟ قَالَ: أدخلني الجنة. قلت: ثم ماذا؟ قَالَ: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت:
ثم ماذا؟ قَالَ: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت ثَمّ من إخوانك؟ قَالَ: رأيت ثَمّ الحسن، ومحمد بن سيرين، وميمون بن سياه.
وَقَالَ عبد الله: حَدَّثَنِي محمد بن إدريس، حدّثنا سعيد بن سليمان بن الخالد النشيطي، أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة، عن أبي محمد قَالَ حماد- وكان من خيار الناس، وكان مؤذن سكة الموالي- قَالَ: اشتكيت شكاة فأغمي علي، فأريت كأني أدخلت الجنة فسألت عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذاك يسجد على شجر الجنة.
قَالَ: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولا حسنا مما قيل لي في الحسن.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سيما
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129890&book=5561#de663d
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي المدني :
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130323&book=5561#118143
محمد بن قدامة بن أعين بن المسور، أبو جعفر الجوهري :
من أهل المصيصة، قدم بغداد وحدث بها عَنْ: سفيان بْن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وأبي عبيدة الحداد. روى عنه: يحيى بن أبي طالب، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مسروق الطوسي، وأبو القاسم البغويّ.
حدّثنا الحسن بن نصر الحنبلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي ميمي، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن قدامة- في الجامع سنة ثمان وعشرين ومائتين إملاء من حفظه- حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا هشام عن ابن سيرين قَالَ: جلب رجل سكرا إلى المدينة فكسر عليه، فذكر ذلك لعبد الله بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قَالَ: أنشدني عبد الله بن محمد قَالَ: أنشدني محمد بن قدامة الجوهري:
يا من يموت ولم تحزنه ميتته ... ومن يموت فما أولاه بالحزن
لمن أثمِّر أموالي وأجمعها ... لمن أروح لمن أغدو لمن لمن؟
لمن سيدفع في لحدي ويتركني ... تحت الثرى ترب الخدين والذقن
أنبأنا البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا أبو الفضل جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن محمد بن قدامة الجوهري فقال:
ليس بشيء .
حدّثنا محمّد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَن محمد بن قدامة الجوهري فقال: ضعيف، لم أكتب عنه شيئا قط.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي الحسن الساحلي، حدّثنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ، حدّثنا أبو عيسى العروضي، حَدَّثَنَا أحمد بن شعيب النسائي قَالَ محمد بن قدامة، صالح .
حدّثنا البرقاني، حدّثنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ، حدثنا الخصيب بن عبد الله قَالَ: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن قدامة مصيصي لا بأس به .
وأنبأنا البرقاني قَالَ: قلت لأبي الحسن الدارقطني: محمد بن قدامة ثقة؟ قَالَ: نعم.
بلغني أن محمد بن قدامة الجوهري مات ببغداد في سنة سبع وثلاثين ومائتين .
من أهل المصيصة، قدم بغداد وحدث بها عَنْ: سفيان بْن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وأبي عبيدة الحداد. روى عنه: يحيى بن أبي طالب، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مسروق الطوسي، وأبو القاسم البغويّ.
حدّثنا الحسن بن نصر الحنبلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي ميمي، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن قدامة- في الجامع سنة ثمان وعشرين ومائتين إملاء من حفظه- حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا هشام عن ابن سيرين قَالَ: جلب رجل سكرا إلى المدينة فكسر عليه، فذكر ذلك لعبد الله بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قَالَ: أنشدني عبد الله بن محمد قَالَ: أنشدني محمد بن قدامة الجوهري:
يا من يموت ولم تحزنه ميتته ... ومن يموت فما أولاه بالحزن
لمن أثمِّر أموالي وأجمعها ... لمن أروح لمن أغدو لمن لمن؟
لمن سيدفع في لحدي ويتركني ... تحت الثرى ترب الخدين والذقن
أنبأنا البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا أبو الفضل جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن محمد بن قدامة الجوهري فقال:
ليس بشيء .
حدّثنا محمّد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَن محمد بن قدامة الجوهري فقال: ضعيف، لم أكتب عنه شيئا قط.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي الحسن الساحلي، حدّثنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ، حدّثنا أبو عيسى العروضي، حَدَّثَنَا أحمد بن شعيب النسائي قَالَ محمد بن قدامة، صالح .
حدّثنا البرقاني، حدّثنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ، حدثنا الخصيب بن عبد الله قَالَ: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن قدامة مصيصي لا بأس به .
وأنبأنا البرقاني قَالَ: قلت لأبي الحسن الدارقطني: محمد بن قدامة ثقة؟ قَالَ: نعم.
بلغني أن محمد بن قدامة الجوهري مات ببغداد في سنة سبع وثلاثين ومائتين .