أَحْمد بن مُوسَى أَبُو الْعَبَّاس يُقَال لَهُ مرْدَوَيْه يروي عَن بن الْمُبَارك روى عَنهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
أَحْمَد بْن مُوسَى، أَبُو الْعَبَّاس الجوهري، يعرف بأخي خزري :
حدث عَنِ الْحُسَيْن بْن حريث الْمَرْوَزِيُّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن بشار الواسطي، وسعيد بْن عمرو السكوني الحمصي، وَالربيع بْن سُلَيْمَان المصري. روى عنه أحمد ابن كامل الْقَاضِي، وأبو بكر بْن سلم الختلي، وأبو الْقَاسِم الطبراني، وَالحسن بْن مُحَمَّد السكوني الكوفِي، وعِيسَى بْن حامد الرخجي، وكَانَ ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهريّ، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن موسى بن أخي خزري، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، حدّثنا نعيم بن المورع بن توبة العنبري، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الإِسْلامَ نَظِيفٌ فَتَنَظَّفُوا، فَإِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَظِيفٌ »
قَالَ نُعَيْمٌ: يَعْنِي النَّظِيفَ فِي الدِّينِ مِنَ الذُّنُوبِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب. قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُوسَى أخو خزري في شوال سنة أربع وثلاثمائة.
قلت: وذكر مُحَمَّد بْن مخلد أنه توفِي فِي شهر رمضان.
حدث عَنِ الْحُسَيْن بْن حريث الْمَرْوَزِيُّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن بشار الواسطي، وسعيد بْن عمرو السكوني الحمصي، وَالربيع بْن سُلَيْمَان المصري. روى عنه أحمد ابن كامل الْقَاضِي، وأبو بكر بْن سلم الختلي، وأبو الْقَاسِم الطبراني، وَالحسن بْن مُحَمَّد السكوني الكوفِي، وعِيسَى بْن حامد الرخجي، وكَانَ ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهريّ، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن موسى بن أخي خزري، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، حدّثنا نعيم بن المورع بن توبة العنبري، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الإِسْلامَ نَظِيفٌ فَتَنَظَّفُوا، فَإِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَظِيفٌ »
قَالَ نُعَيْمٌ: يَعْنِي النَّظِيفَ فِي الدِّينِ مِنَ الذُّنُوبِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب. قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُوسَى أخو خزري في شوال سنة أربع وثلاثمائة.
قلت: وذكر مُحَمَّد بْن مخلد أنه توفِي فِي شهر رمضان.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن عِيسَى بْن الفضل بن عبّاس بن موسى بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، أَبُو الْعَبَّاس، المعروف بابن بكران الهاشمي :
سمع عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن كيسان النحوي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا أبو العبّاس بن بكران، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ القاضي، أخبرنا عَارِمُ وَأَبُو الرَّبيعِ وَمُسددُ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً »
. سألت أبا الْعَبَّاس عَن مولده فَقَالَ: ولدت فِي آخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
قَالَ: وأبي مُحَمَّد يكنى أبا بكر وَهُوَ الملقب ببكران. ومات فجأة فِي يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
سمع عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن كيسان النحوي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا أبو العبّاس بن بكران، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ القاضي، أخبرنا عَارِمُ وَأَبُو الرَّبيعِ وَمُسددُ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً »
. سألت أبا الْعَبَّاس عَن مولده فَقَالَ: ولدت فِي آخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
قَالَ: وأبي مُحَمَّد يكنى أبا بكر وَهُوَ الملقب ببكران. ومات فجأة فِي يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
أَحْمَد بْن زنجويه بْن مُوسَى، أَبُو الْعَبَّاس القطان المخرمي :
سمع مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، وَعبد الأعلى بْن حَمَّاد، وبشر بْن الوليد، وداود ابن رشيد، وخلف بْن سالم، وعثمان بْن عَبْد الله العثماني، ومحمّد بن السري العسقلاني. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وسعد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصيرفي، وَأَبُو بَكْر بْن الجعابي، ومخلد بْن جعفر، وعبد العزيز بن جعفر الحربي، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بْن المظفر وغيرهم. وَكَانَ ثِقَةً. ونسبه بعض من رَوَى عَنْهُ فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد ابن عُمَر بْن مُوسَى بْن زنجويه، وسنعيد ذكره .
أخبرنا محمّد ... حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حَدَّثَنَا [أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ] بْنِ موسى المخرمى- سنة ثلاثمائة- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بالسراة فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: «مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بن النحاس: توفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن زنجويه بْن مُوسَى القطان، فِي ذي القعدة سنة أربع وثلاثمائة.
سمع مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، وَعبد الأعلى بْن حَمَّاد، وبشر بْن الوليد، وداود ابن رشيد، وخلف بْن سالم، وعثمان بْن عَبْد الله العثماني، ومحمّد بن السري العسقلاني. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وسعد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصيرفي، وَأَبُو بَكْر بْن الجعابي، ومخلد بْن جعفر، وعبد العزيز بن جعفر الحربي، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بْن المظفر وغيرهم. وَكَانَ ثِقَةً. ونسبه بعض من رَوَى عَنْهُ فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد ابن عُمَر بْن مُوسَى بْن زنجويه، وسنعيد ذكره .
أخبرنا محمّد ... حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حَدَّثَنَا [أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ] بْنِ موسى المخرمى- سنة ثلاثمائة- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بالسراة فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: «مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بن النحاس: توفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن زنجويه بْن مُوسَى القطان، فِي ذي القعدة سنة أربع وثلاثمائة.
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْعَبَّاس الطائي الأقطع :
من أهل الري سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ سهل بْن عُثْمَان العسكري، وحفص المهرقاني، وهارون بْن سَعِيد الأيلي. وأحمد بْن سَعِيد الهمذاني، ويونس بْن عَبْد الأعلى المصري، رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، ومحمد بن عَلِيّ بْن عِيسَى الخراز المالكي، وَأَبُو الْقَاسِم الطبرانيّ.
أخبرنا محمّد بن المفرج وعلى البزّار حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن عيسى- المعروف بالمالكى- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَقْطَعُ- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله الطّائيّ المرادي، عند دار موسى، نحوا من سنة إحدى وتسعين ومائتين في المحرم- حدّثنا
يونس بن عبد الأعلى المصري حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُنْدِيُّ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً، وَلا الدُّنْيَا إِلا إِدْبَارًا، وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، وَلا مهدى إلا عيسى بن مريم»
من أهل الري سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ سهل بْن عُثْمَان العسكري، وحفص المهرقاني، وهارون بْن سَعِيد الأيلي. وأحمد بْن سَعِيد الهمذاني، ويونس بْن عَبْد الأعلى المصري، رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، ومحمد بن عَلِيّ بْن عِيسَى الخراز المالكي، وَأَبُو الْقَاسِم الطبرانيّ.
أخبرنا محمّد بن المفرج وعلى البزّار حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن عيسى- المعروف بالمالكى- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَقْطَعُ- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله الطّائيّ المرادي، عند دار موسى، نحوا من سنة إحدى وتسعين ومائتين في المحرم- حدّثنا
يونس بن عبد الأعلى المصري حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُنْدِيُّ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً، وَلا الدُّنْيَا إِلا إِدْبَارًا، وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، وَلا مهدى إلا عيسى بن مريم»
أَحْمَد بْن عُمَر بْن مُوسَى بْن زنجويه، أَبُو الْعَبَّاس القطان المخرمي :
سمع إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، وخلف بْن سالم، ومحمد بْن بكار الريان، ودحيما الدمشقي ومحمّد بن أبي السري العسقلاني، وهشام بْن عمار الدِّمَشْقِيّ، وعبد الْوَهَّاب بْن الضحاك العرضي، ونحوهم. رَوَى عَنْهُ أبو الحسين الزينبي، وعبد العزيز بْن جعفر الخرقي، ومحمد بْن المظفر، فِي آخرين، وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن علي الجوهريّ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِ بْنِ زنجويّه، حدّثنا خلف بن سالم، حدّثنا غندر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ »
. حدّثنا السّمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا العباس بن زنجويّه مات في سنة أربع وثلاثمائة.
سمع إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، وخلف بْن سالم، ومحمد بْن بكار الريان، ودحيما الدمشقي ومحمّد بن أبي السري العسقلاني، وهشام بْن عمار الدِّمَشْقِيّ، وعبد الْوَهَّاب بْن الضحاك العرضي، ونحوهم. رَوَى عَنْهُ أبو الحسين الزينبي، وعبد العزيز بْن جعفر الخرقي، ومحمد بْن المظفر، فِي آخرين، وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن علي الجوهريّ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِ بْنِ زنجويّه، حدّثنا خلف بن سالم، حدّثنا غندر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ »
. حدّثنا السّمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا العباس بن زنجويّه مات في سنة أربع وثلاثمائة.
أَحْمَد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس، أَبُو حامد الخيوطي :
حدث عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المعروف بابن التل، وَالحسن بْن عرفة، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، وعلي بْن عُمَر السكري، إلا أن السكري سمى أباه عِيسَى. وقد تقدم ذكرنا إياه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ وَالْحَسَنُ بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ العبّاس الخيوطيّ، حدّثنا عمر بن محمّد الأسديّ، حدّثنا أبي محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ »
حدث عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المعروف بابن التل، وَالحسن بْن عرفة، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، وعلي بْن عُمَر السكري، إلا أن السكري سمى أباه عِيسَى. وقد تقدم ذكرنا إياه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ وَالْحَسَنُ بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ العبّاس الخيوطيّ، حدّثنا عمر بن محمّد الأسديّ، حدّثنا أبي محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ »
أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، أبو بكر المقري :
كَانَ شيخ القراء فِي وقته، وَالمقدم منهم عَلَى أهل عصره، وحدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوب المخرمي ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الزهيري، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وسعدان بْن نصر، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس الترقفِي وعباس الدوري، ومحمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن سعد العوفِي، وأبي يُوسُف القلوسي، وأبي رفاعة العدوي، وخلق كثير من طبقتهم وممن بعدهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْن أَبِي هَاشِمٍ، وأَحْمَد بْن عِيسَى بْن جنية، وأبو بكر بْن الجعابي، وأبو القاسم ابن النخاس، وأبو الحسين بن البواب، وأبو بكر بْن شاذان، وطلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وعِيسَى بْن عَلِيّ، وأبو حفص الكتاني، فِي آخرين.
وكَانَ ثقة مأمونا، يسكن بالجانب الشرقي نحو مربعة الخرسي.
حدثت عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ: ولد أَبُو بَكْر بْن مجاهد فِي شهر ربيع
الآخر من سنة خمس وأربعين ومائتين، كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل من الكوفة يذكر أن أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الحافظ حدثهم قَالَ: حَدَّثَنِي بعض البغداديين عَن أَحْمَد بن يحيى النّحويّ قَالَ: فِي سنة ست وثمانين- يَعْنِي ومائتين- ما بقي فِي عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب اللَّه من أَبِي بكر بْن مجاهد! أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي، حدّثنا أبو الفضل الزّهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عُمَر الرفاء قال: سمعت أبا بكر المحبري بالنهروان قَالَ: صليت خلف أَبِي بكر بْن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد ثم سكت، ثم استفتح ثانية ثم سكت، ثم ابتدأ بالقراءة. فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فَقَالَ لي:
شهدت المكَانَ؟ فقلت: نعم. فَقَالَ أشهدتك اللَّه إن حدثت بِهِ عني إِلَى أن أواري تحت أطباق الثرى. فَقَالَ لي: يا بني ما هو إلا أن كبرت تكبيرة الأحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تَعَالَى، سرا بسر، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لِلَّهِ فِي كتابه ما بين عيني، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الحافظ- بالري- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المطلب الشيباني يقول: تقدمت إِلَى أَبِي بكر بْن مجاهد لأقرأ عَلَيْهِ، فتقدم إليه رَجُل وافر اللحية، كبير الهامة، فابتدأ ليقرأ فَقَالَ: ترفق يا خليلي.
سمعت مُحَمَّد بْن الجهم السمري يقول: سمعت الفراء يقول: أدب النفس، ثم أدب الدرس.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير يَقُولُ: أنشدني أَبُو بَكْر بن مجاهد- وقد جئته عائدا وأطال عنده قوم كَانُوا قد حضروا للعيادة- فَقَالَ لي:
يا أبا الْقَاسِم عيادة ثم ماذا؟ فصرف من حضر وهممت بالانصراف معهم، فأمرني بالرجوع إليه ثم أنشدني عَن مُحَمَّد بْن الجهم:
لا تضجرن مريضا جئت عائده ... إن العيادة يوم إثر يومين
بل سله عَن حاله وادع الإله له ... واقعد بقدر فواق بين حلبين
من زار غبا أخا دامت مودته ... وكان ذاك صلاحا للخليلين
حدّثني علي بن أبي علي البصريّ، حدثني أبو محمد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن إبراهيم القاضي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن الجعابي. قَالَ: كنت يوما عند أبي بكر ابن مجاهد فِي مسجده، فأتاه بعض غلمانه فَقَالَ له: يا أستاذ. إن رأيت أن تجملني بحضورك غدا دارنا! فَقَالَ له أَبُو بَكْر: ومن معنا؟ فَقَالَ له: أصحابنا المسجدية، ومن يرى الشيخ، فَقَالَ أَبُو بَكْر: ينبغي أن تدعو أبا بكر- يَعْنِيني- فأقبل الفتى عَلِيّ يسألني، فقلت له: هوذا تطفل بي، لو أرادني الرجل لأفردني بالسؤال، فَقَالَ: دع هذا يا بغيض. فقلت له: السمع وَالطاعة. فَقَالَ لي الرجل: إن الأستاذ قد آثرك فمن تؤثر أَنْتَ أن أدعو لَكَ؟ فقلت له: الحسين بْن غريب. قَالَ: السمع وَالطاعة، ونهض الفتى، فلما كان من الغد وافى إلى مسجد أبي بكر، فسألنا النهوض معه إلى منزله، فقال أبو بكر لأصحابه: قوموا وامضوا متقطعين وخالفوا الطرق، ففعلوا، ثم أقبل على الفتى فقال له: اسبقنا، فإني أَنَا وأبو بكر نجيئك. فقلت أَنَا له: إيش عملت فِي إحضار ابْن غريب؟ فَقَالَ لي: قد أخذت الوعد عَلَيْهِ من أمس وأَنَا أنفذ إليه رسولا ثانيا. ومضى وجلس أَبُو بَكْر ففرغ من شغيلات له، ثم إنا نهضنا جميعا وعبرنا الجانب الغربي وصعدنا درب النخلة وكانت دار الفتى فِيهِ، فوجدناه مترقبا لنا.
فدخلنا فدعا بماء فغسلنا أيدينا، ثم أتى بجونة فوضعها بين أيدينا، فقلت في نفسي: ما أدري مروءة هذا الفتى؟ أيش فِي الجونة مما يعمنا! ففتحها فإذا فِيهَا بزماورد، وأوساط ولفات، وسنبوسج، فأكلنا أكلا عظيما مفرطا، وَالجونة عَلَى حالها وما فِيهَا من هذا الطعام عَلَى غاية الكثرة وَالوفور، وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى، فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد عَلَى مائدة كبيرة، فاستكثرنا منه، فعجبت من ظرف طعامه، ونظافته وطيبه، وحسنه وتمام مروءته، من غير إجحاف ولا إسراف، وغسلنا أيدينا فقلت له: أين ابْن غريب؟ فَقَالَ لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه، فشق عَلِيّ وتبين أَبُو بَكْر بْن مجاهد ذلك مني، فَقَالَ لي: هاهنا من ينوب عَن ابْن غريب. فتحدّثنا ساعة. فقلت له: لا أرى للنائب عَن ابْن غريب خبرا ولا أثرا، فدافعني فصبرت ساعة، ثم كررت الخطاب عَلَيْهِ وألححت، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عَن ابْن غريب. فَقَالَ للفتى: هات قضيبا، فأتاه بِهِ، فأخذه أَبُو بَكْر ووقع واندفع يغني، فغناني نيفا وأربعين صوتا فِي غاية الْحَسَن وَالطيبة وَالإطراب، فأشجاني وحيرني فقلت له: يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته! فَقَالَ: يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن، ومضى لنا يوم طيب معه.
حَدَّثَنِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز المهدي الخطيب قَالَ: سمعت الحسين بْن مُحَمَّد بْن خلف المقرئ- جارنا- يقول: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: انتبه أَبِي فِي الليلة التي مات فِيهَا أَبُو بَكْر بْن مجاهد المقرئ فَقَالَ: يا بني ترى من مات الليلة؟
فإني قد رأيت فِي منامي كَانَ قائلا يقول: قد مات الليلة مقوم وحي اللَّه منذ خمسين سنة، فلما أصبحنا إذا ابْن مجاهد قد مات.
قرأت عَلى الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو بكر ابن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء ودفن فِي يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: مات أَبُو بَكْر بْن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر، وأخرج يوم الخميس ضحوة. وصلى عَلَيْهِ الْحَسَن بْن عَبْد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان فِي الجانب الشرقي، ودفن فِي مقبرة له بباب البستان، وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الشُّرُوطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الطوماري- قراءة عَلَيْهِ- قَالَ: رأيت أبا بكر بْن مجاهد فِي النوم كأنه يقرأ فكأني أقول له: يا سيدي أَنْتَ ميت وتقرأ؟ فكأنه يقول لي: كنت أدعو فِي دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ فِي قبره، فأَنَا ممن يقرأ فِي قبره.
كَانَ شيخ القراء فِي وقته، وَالمقدم منهم عَلَى أهل عصره، وحدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوب المخرمي ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الزهيري، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وسعدان بْن نصر، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس الترقفِي وعباس الدوري، ومحمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن سعد العوفِي، وأبي يُوسُف القلوسي، وأبي رفاعة العدوي، وخلق كثير من طبقتهم وممن بعدهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْن أَبِي هَاشِمٍ، وأَحْمَد بْن عِيسَى بْن جنية، وأبو بكر بْن الجعابي، وأبو القاسم ابن النخاس، وأبو الحسين بن البواب، وأبو بكر بْن شاذان، وطلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وعِيسَى بْن عَلِيّ، وأبو حفص الكتاني، فِي آخرين.
وكَانَ ثقة مأمونا، يسكن بالجانب الشرقي نحو مربعة الخرسي.
حدثت عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ: ولد أَبُو بَكْر بْن مجاهد فِي شهر ربيع
الآخر من سنة خمس وأربعين ومائتين، كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل من الكوفة يذكر أن أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الحافظ حدثهم قَالَ: حَدَّثَنِي بعض البغداديين عَن أَحْمَد بن يحيى النّحويّ قَالَ: فِي سنة ست وثمانين- يَعْنِي ومائتين- ما بقي فِي عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب اللَّه من أَبِي بكر بْن مجاهد! أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي، حدّثنا أبو الفضل الزّهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عُمَر الرفاء قال: سمعت أبا بكر المحبري بالنهروان قَالَ: صليت خلف أَبِي بكر بْن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد ثم سكت، ثم استفتح ثانية ثم سكت، ثم ابتدأ بالقراءة. فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فَقَالَ لي:
شهدت المكَانَ؟ فقلت: نعم. فَقَالَ أشهدتك اللَّه إن حدثت بِهِ عني إِلَى أن أواري تحت أطباق الثرى. فَقَالَ لي: يا بني ما هو إلا أن كبرت تكبيرة الأحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تَعَالَى، سرا بسر، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لِلَّهِ فِي كتابه ما بين عيني، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الحافظ- بالري- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المطلب الشيباني يقول: تقدمت إِلَى أَبِي بكر بْن مجاهد لأقرأ عَلَيْهِ، فتقدم إليه رَجُل وافر اللحية، كبير الهامة، فابتدأ ليقرأ فَقَالَ: ترفق يا خليلي.
سمعت مُحَمَّد بْن الجهم السمري يقول: سمعت الفراء يقول: أدب النفس، ثم أدب الدرس.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير يَقُولُ: أنشدني أَبُو بَكْر بن مجاهد- وقد جئته عائدا وأطال عنده قوم كَانُوا قد حضروا للعيادة- فَقَالَ لي:
يا أبا الْقَاسِم عيادة ثم ماذا؟ فصرف من حضر وهممت بالانصراف معهم، فأمرني بالرجوع إليه ثم أنشدني عَن مُحَمَّد بْن الجهم:
لا تضجرن مريضا جئت عائده ... إن العيادة يوم إثر يومين
بل سله عَن حاله وادع الإله له ... واقعد بقدر فواق بين حلبين
من زار غبا أخا دامت مودته ... وكان ذاك صلاحا للخليلين
حدّثني علي بن أبي علي البصريّ، حدثني أبو محمد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن إبراهيم القاضي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن الجعابي. قَالَ: كنت يوما عند أبي بكر ابن مجاهد فِي مسجده، فأتاه بعض غلمانه فَقَالَ له: يا أستاذ. إن رأيت أن تجملني بحضورك غدا دارنا! فَقَالَ له أَبُو بَكْر: ومن معنا؟ فَقَالَ له: أصحابنا المسجدية، ومن يرى الشيخ، فَقَالَ أَبُو بَكْر: ينبغي أن تدعو أبا بكر- يَعْنِيني- فأقبل الفتى عَلِيّ يسألني، فقلت له: هوذا تطفل بي، لو أرادني الرجل لأفردني بالسؤال، فَقَالَ: دع هذا يا بغيض. فقلت له: السمع وَالطاعة. فَقَالَ لي الرجل: إن الأستاذ قد آثرك فمن تؤثر أَنْتَ أن أدعو لَكَ؟ فقلت له: الحسين بْن غريب. قَالَ: السمع وَالطاعة، ونهض الفتى، فلما كان من الغد وافى إلى مسجد أبي بكر، فسألنا النهوض معه إلى منزله، فقال أبو بكر لأصحابه: قوموا وامضوا متقطعين وخالفوا الطرق، ففعلوا، ثم أقبل على الفتى فقال له: اسبقنا، فإني أَنَا وأبو بكر نجيئك. فقلت أَنَا له: إيش عملت فِي إحضار ابْن غريب؟ فَقَالَ لي: قد أخذت الوعد عَلَيْهِ من أمس وأَنَا أنفذ إليه رسولا ثانيا. ومضى وجلس أَبُو بَكْر ففرغ من شغيلات له، ثم إنا نهضنا جميعا وعبرنا الجانب الغربي وصعدنا درب النخلة وكانت دار الفتى فِيهِ، فوجدناه مترقبا لنا.
فدخلنا فدعا بماء فغسلنا أيدينا، ثم أتى بجونة فوضعها بين أيدينا، فقلت في نفسي: ما أدري مروءة هذا الفتى؟ أيش فِي الجونة مما يعمنا! ففتحها فإذا فِيهَا بزماورد، وأوساط ولفات، وسنبوسج، فأكلنا أكلا عظيما مفرطا، وَالجونة عَلَى حالها وما فِيهَا من هذا الطعام عَلَى غاية الكثرة وَالوفور، وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى، فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد عَلَى مائدة كبيرة، فاستكثرنا منه، فعجبت من ظرف طعامه، ونظافته وطيبه، وحسنه وتمام مروءته، من غير إجحاف ولا إسراف، وغسلنا أيدينا فقلت له: أين ابْن غريب؟ فَقَالَ لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه، فشق عَلِيّ وتبين أَبُو بَكْر بْن مجاهد ذلك مني، فَقَالَ لي: هاهنا من ينوب عَن ابْن غريب. فتحدّثنا ساعة. فقلت له: لا أرى للنائب عَن ابْن غريب خبرا ولا أثرا، فدافعني فصبرت ساعة، ثم كررت الخطاب عَلَيْهِ وألححت، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عَن ابْن غريب. فَقَالَ للفتى: هات قضيبا، فأتاه بِهِ، فأخذه أَبُو بَكْر ووقع واندفع يغني، فغناني نيفا وأربعين صوتا فِي غاية الْحَسَن وَالطيبة وَالإطراب، فأشجاني وحيرني فقلت له: يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته! فَقَالَ: يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن، ومضى لنا يوم طيب معه.
حَدَّثَنِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز المهدي الخطيب قَالَ: سمعت الحسين بْن مُحَمَّد بْن خلف المقرئ- جارنا- يقول: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: انتبه أَبِي فِي الليلة التي مات فِيهَا أَبُو بَكْر بْن مجاهد المقرئ فَقَالَ: يا بني ترى من مات الليلة؟
فإني قد رأيت فِي منامي كَانَ قائلا يقول: قد مات الليلة مقوم وحي اللَّه منذ خمسين سنة، فلما أصبحنا إذا ابْن مجاهد قد مات.
قرأت عَلى الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو بكر ابن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء ودفن فِي يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: مات أَبُو بَكْر بْن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر، وأخرج يوم الخميس ضحوة. وصلى عَلَيْهِ الْحَسَن بْن عَبْد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان فِي الجانب الشرقي، ودفن فِي مقبرة له بباب البستان، وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الشُّرُوطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الطوماري- قراءة عَلَيْهِ- قَالَ: رأيت أبا بكر بْن مجاهد فِي النوم كأنه يقرأ فكأني أقول له: يا سيدي أَنْتَ ميت وتقرأ؟ فكأنه يقول لي: كنت أدعو فِي دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ فِي قبره، فأَنَا ممن يقرأ فِي قبره.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن عجلان، أَبُو العباس الكوفِي، المعروف بابن عقدة .
وزياد هو مولى عَبْد الواحد بْن عيسى بْن موسى الهاشمي، عتاقة، وجده عجلان هو مولى عَبْد الرحمن بْن سعيد بْن قيس الهمداني.
قدم أَبُو العباس بغداد فسمع من مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، وعلي بْن داود القنطري، وَالحسن بْن مكرم، ويحيى بْن أَبِي طالب، وأَحْمَد بن أبي خيثمة، وعبد الله
ابن روح المدائني، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، ونحوهم. وقدمها فِي آخر عمره فحدث بها عَن هؤلاء الشيوخ، وعن أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي، وعبد اللَّه بْن أَبِي أسامة الكلبي، وإبراهيم بْن أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم العقيلي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى الصوفِي، وَالحسن بْن علي بْن عفان العامري، ومحمد بْن الحسين الحنيني، ويعقوب بْن يوسف بْن زياد، ومحمد بْن إسماعيل الراشدي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الحسن القطواني، وَالحسن بْن عتبة الكندي، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن المستورد، وَالحسن بْن جعفر بْن مدرار، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن زبالة المديني، وعبد اللَّه بْن أَبِي مسرة المكي، وغيرهم.
وكَانَ حافظا عالما مكثرا، جمع التراجم وَالأبواب وَالمشيخة، وأكثر الرواية، وانتشر حديثه.
وروى عنه الحفاظ وَالأكابر. مثل أَبِي بكر بْن الجعابي، وعبد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وأبي القاسم الطبراني، ومحمد بْن المظفر، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، وعبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وأبي عبيد اللَّه المرزباني، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو عُمَرَ بْن مهدي، وأبو الحسين بْن المتيم، وأبو الحسن بْن الصلت.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، حدّثنا محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا عِنْدَهُ وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ-: «يَا عَلِيُّ هَذَانَ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. إِلا النَّبِيِّينَ والمرسلين »
. أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيد بْن عقدة الكوفيّ الحافظ، حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدّثنا نصر بن مزاحم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) بِفَضْلِ اللَّهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِرَحْمَتِهِ عَلِيٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أحمد بن حماد الواعظ، حدّثنا أبو العبّاس
أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَقَدَةَ الكوفِي- إملاء فِي جامع الرصافة فِي صفر من سنة ثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الحسين بْن الحسن بْن الأشقر قَالَ: سمعت عثام بْن علي العامري قَالَ: سمعت سُفْيَان وهو يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال.
قلت: وعقدة هو وَالد أَبِي العباس، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف وَالنحو، وكَانَ يورق بالكوفة، ويعلم القرآن وَالأدب.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر النجار قَالَ: حكى لنا أَبُو علي النقار قَالَ: سقطت من عقدة دنانير عَلَى باب دار أَبِي ذر الخزاز، فجاء بنخال ليطلبها. قَالَ عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس فِي الدُّنْيَا غير دنانيرك؟
فقلت للنخال: هي فِي ذمتك ومضيت وتركته. وكَانَ يؤدب ابْن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم، وجه إليه ابن هشام دنانير صالحة فردها، فظن ابْن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له فقال عقدة: ما رددتها استقلالا ولكن سألني أن آخذ منه شيئا. ولو دفع إلي الدنيا. قال: وكَانَ عقدة زيديا، وكَانَ ورعا ناسكا، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده فِي التصريف، وكَانَ وراقا جيد الخط، وكَانَ ابنه أَبُو العباس أحفظ من كَانَ فِي عصرنا للحديث.
حدثت عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ النيسابوري قَالَ: قَالَ لي أَبُو العباس بْن عقدة: دخل البرديجي الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني.
فقلت: لا تطول، تتقدم إِلَى دكَانَ وراق، وتضع القبان، وتزن من الكتب ما شئت. ثم تلقى عَلَيْنَا فنذكره، فبقي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفِيين من أَبِي العباس بْن عقدة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري- بلفظه- قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول: سمعت أبا الفضل الوزير يقول: سمعت علي بْن عمر- وهو الدارقطني- يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عَبْد اللَّه بْن مسعود إِلَى زمن أَبِي العباس بْن عقدة أحفظ منه.
حَدَّثَنَا علي بْن أَبِي علي البصري، عَن أَبِيهِ قَالَ: سمعت أبا الطيب أَحْمَد بْن الحسن بْن هرثمة يقول: كنا بحضرة أَبِي العباس بْن عقدة الكوفِي المحدث نكتب عنه- وفِي المجلس رَجُل هاشمي إِلَى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أَبُو العباس: أَنَا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم.
وضرب بيده عَلَى الهاشمي.
حَدَّثَنَا الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يقول: سمعت أبا الحسن علي ابن عمر يقول: سمعت أبا العباس بْن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة! قَالَ أَبُو الحسن: وكَانَ أبوه عقدة أنحى الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف النيسابوري- لفظا- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد ابن حمدويه الحافظ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أَبِي دارم الحافظ- بالكوفة- يقول:
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن يعقوب- من حفظه غير مرة- قَالَ:
سمعت أبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ يقول: حضر أَبُو العباس بْن عقدة عند أَبِي فِي بعض الأيام، فقال له: يا أبا العباس، قد أكثر الناس علي فِي حفظك الحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ؟ فامتنع أَبُو العباس أن يخبره، وأظهر كراهة ذلك، فأعاد المسألة وَقَالَ: عزمت عليك إلا أخبرتني. فقال أَبُو العباس: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد وَالمتن، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!! قَالَ أَبُو العلاء:
وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عَن أَبِي العباس بْن عقدة مثل ذلك.
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي- من حفظه- قَالَ: سمعت أبا الحسن مُحَمَّد بْن عمر العلوي يقول: كَانَت الرياسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا، ثم فشت رياسة بني عبيد اللَّه، فعزم أَبِي عَلَى قتالهم وجمع الجموع فدخل إليه أبو العبّاس ابن عقدة وقد جمع جزءا فِيهِ ست وثلاثون ورقة فِيهَا حديث كثير لا أحفظ قدره، فِي صلة الرحم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أهل البيت، وعن أصحاب الحديث. فاستعظم أَبِي ذلك واستنكره فقال له: يا أبا العباس، بلغني من حفظك للحديث ما استنكرته واستكثرته، فكم تحفظ؟ فقال له: أَنَا أحفظ منسقا من الحديث بالأسانيد وَالمتون
خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مخلد الوراق- بحضرة أَبِي بكر البرقاني- قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه الفارسي- وعرفه البرقاني- يقول: أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عَن ابْن عقدة، فلما أردنا الانصراف ودعناه، فقال ابن عقدة: قد اكتفِيتم بما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث. قَالَ فقلت: أيها الشيخ نحن إخوة أربعة، قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث! حَدَّثَنِي الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْد الْغَنِيِّ بْن سَعِيدٍ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يَقُول: كَانَ أَبُو العباس بْن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.
قَالَ الصوري: وَقَالَ لي أَبُو سعد الماليني: أراد أَبُو العباس بْن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كَانَ فِيهِ إِلَى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة، فوزن لهم أجورهم مائة درهم، وكانت كتبه ستمائة حمل!.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى الهمداني، حَدَّثَنَا صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّه الزعفراني يقول: روى ابْن صاعد ببغداد فِي أيامه حديثا أخطأ فِي إسناده، فأنكر عَلَيْهِ ابْن عقدة الحافظ، فخرج عَلَيْهِ أصحاب ابْن صاعد وارتفعوا إِلَى الوزير علي بْن عيسى، وحبس بْن عقدة، فقال الوزير: من يسأل ويرجع إليه؟ فقالوا: ابْن أَبِي حاتم. قَالَ: فكتب إليه الوزير يسأله عَن ذلك، فنظر وتأمل. فإذا الحديث عَلَى ما قَالَ ابْن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه.
حَدَّثَنِي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق. قَالَ: سمعت جماعة يذكرون أن يَحْيَى ابن صاعد كَانَ يملي حديثه من حفظه من غير نسخة، فأملى يوما فِي مجلسه حديثا عَن أَبِي كريب، عَن حَفْصِ بْن غِيَاثٍ، عَن عُبَيْدِ اللَّه بْن عمر، فعرض عَلَى أَبِي العباس بْن عقدة. فقال: ليس هذا الحديث عند أَبِي مُحَمَّد، عَن أَبِي كريب، وإنما سمعه من أَبِي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد، فنظر فِي أصله فوجده كما قَالَ، فلما اجتمع الناس قَالَ لهم: إنا كنا حدثناكم عَن أَبِي كريب، عَن حفص، عن عبيد اللَّه بحديث كذا ووهمنا فِيهِ، إنما حَدَّثَنَاهُ أَبُو سعيد الأشج عَن حفص بْن غياث، وقد
رجعنا عَنِ الرواية الأولة. قلت لحمزة: ابْن عقدة الذي نبه يَحْيَى علي هذا؟ فتوقف ثم قَالَ: ابْن عقدة أو غيره.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق الطبري قَالَ: سمعت ابن الجعابي يقول: دخل ابْن عقدة بغداد ثلاث دفعات، فسمع فِي الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية فِي حياة ابْن منيع، وطلب مني شيئا من حديث يَحْيَى بْن صاعد لينظر فِيهِ، فجئت إِلَى ابْن صاعد وسألته أن يدفع إِلَى شيئا من حديثه لأحمله إِلَى ابْن عقدة، فدفع إِلَى مسند علي بْن أَبِي طالب، فتعجبت من ذلك وقلت فِي نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس بِهِ! مع اتساعه فِي حديث الكوفِيين، وحملته إِلَى ابْن عقدة فنظر فِيهِ ثم رده علي. فقلت:
أيها الشيخ هل فِيهِ شيء يستغرب؟ فقال: نعم فِيهِ حديث خطأ، فقلت: أَخْبَرَنِي بِهِ.
فقال: وَالله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية، وكَانَ يخاف من أصحاب ابْن صاعد، فطالت علي الأيام انتظارا لوعده، فلما خرج إِلَى الكوفة سرت معه، فلما أردت مفارقته قلت: وعدك؟ قال: نعم، الحديث عَن أَبِي سعيد الأشج، عَن يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أَبُو سعيد فِي الليلة التي مات فِيهَا يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له: ولد أَبُو سعيد الأشج فِي الليلة التي مات فِيهَا يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، فقال: كذا يقولون، فقلت له: فِي كتابك حديث عَنِ الأشج عنه فما حاله؟ فقال لي: عرفك ذلك ابن عقدة؟ فقلت: نعم. فقال: لأجعلن عَلَى كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يَحْيَى إِلَى الأصول فوجد الحديث عنده عَن شيخ غير أَبِي سعيد عَن ابْن أَبِي زائدة، وقد أخطأ فِي نقله فجعله عَلَى الصواب أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أَبُو عَبْد اللَّه النيسابوري قَالَ: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقولون فِي أَبِي العباس. قَالَ: فِي ماذا؟
قلت: فِي تفرده بهذه المقحمات عَن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أَبُو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عَنِ التابعين وأتباعهم.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نعيم البصري- لفظا- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر يقول: سمعت مُحَمَّد بْن الفتح القلانسي يقول: سمعت عَبْد اللَّه بْن
أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة- يَعْنِي أبا العباس بْن عقدة.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ الواسطي. أخبرنا أبو سعد أحمد بن يحيى الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عبدان الأهوازي يقول: ابْن عقدة قد خرج عَن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم- يَعْنِي لما كَانَ يظهر من الكثرة وَالنسخ- وتكلم فِيهِ مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لي أَبُو الحسين زيد بْن جعفر العلوي قَالَ لنا أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد التمار: قَالَ لنا أَبُو العباس بْن سعيد: كان قد أتى كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عَن حبيب بْن أَبِي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا.
قَالَ أَبُو الحسن: فلما كَانَ يوم من الأيام قَالَ لبعض وراقيه: قم بنا إِلَى بجيلة موضع المغنيات، فقلت: أيش نعمل؟ فقال: بلى تعال فإنها فائدة لك، قَالَ: فامتنعت عَلَيْهِ، فغلبني عَلَى المجيء، قَالَ: فجئنا جميعا إِلَى الموضع فقال لي: سل عن قصيعة المخنث.
قَالَ: فقلت: اللَّه اللَّه يا سيدي أبا العباس ذا فضيحة لا تفضحنا، قَالَ: فحملني الغيظ فدخلت فسألت عَن قصيعة فخرج إِلَى رَجُل فِي عنقه طبل مخضب بالحناء، فجئت به إليه فقلت: هذا قصيعة فقال: يا هذا امض فاطرح ما عليك وَالبس قميصك وعاود، فمضى ولبس قميصه، وعاد فقال له: ما اسمك؟ قَالَ قصيعة: قَالَ دع هذا عنك هذا شيء لقبك بِهِ هؤلاء، ما اسمك عَلَى الحقيقة؟ قال: محمّد قال: صدقت، ابن محمّد؟ قال: ابن علي. قال: صدقت ابن من؟ قَالَ: ابْن حمزة. قَالَ: صدقت، ابْن من؟ قَالَ: لا أدري وَالله يا أستاذي. قَالَ: أنت مُحَمَّد بْن علي بْن حمزة بْن فلان بْن فلان بْن حبيب بْن أَبِي ثابت الأسدي قَالَ: فأخرج من كمه الجزء فدفعه إليه فقال له:
أمسك هذا فأخذه، ثم قَالَ: ادفعه إلي ثم قَالَ لي: قم انصرف، ثم جعل أَبُو العباس يقول: دفع إِلَى فلان ابن فلان بْن فلان بْن حبيب بْن أَبِي ثابت كتاب جده فكَانَ فِيهِ كذا وكذا.
قلت: وسمعت من يذكر أن الحفاظ كَانُوا إذا أخذوا فِي المذاكرة شرطوا أن يعدلوا عَن حديث أبي العبّاس بن عقدة لاتساعه وكونه مما لا ينضبط.
فَحَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يقول: لما قدم أَبُو الحسن الدارقطني مصر أدرك حمزة بْن مُحَمَّد الكتاني الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران فلم يزالا كذلك، حتى ذكر حمزة بن أبي العبّاس بن عقدة حديثا، فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أَبِي العباس ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- إجازة- وحدثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه. أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ أبا بكر بْن أَبِي غالب يقول: ابْن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كَانَ يحمل شيوخا بالكوفة عَلَى الكذب، يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها، كيف يتدين بالحديث، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد بينا ذلك منه فِي غير شيخ بالكوفة.
قَالَ ابْن عدي: وسمعت مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الباغندي يحكي فِيهِ شبيها بذلك وَقَالَ: كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفِيين، فقدمنا عَلَيْهِ وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه، واستقصينا عَلَيْهِ، فقال لنا: ليس عندي أصل، إنما جاءني ابْن عقدة بهذه النسخ فقال: اروه يكن لك فِيهِ ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد فِيسمعوه منك. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي علي بْن مُحَمَّد بْن نصر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألتُ أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الْحَافِظ بالكوفة عَن ابْن عقدة فقال.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن المعدّل الكوفيّ- في كتابه إلينا- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان- وَاللفظ لحديث حمزة- قَالَ: دخلت إِلَى دهليز ابْن عقدة وَفِيهِ رَجُل كَانَ مقيما عندنا يقال له أَبُو بَكْر البستي وهو يكتب من أصل عتيق: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم السوداني، حَدَّثَنَا أَبُو كريب. فقلت له:
أرني، فقال: قد أخذ علِي بْن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت بِهِ حتى أخذته منه، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفِيهِ سماعي، وخرج ابْن سعيد وهو فِي يدي، فحرد عَلَى البستي وخاصمه. ثم التفت إلي فقال: هذا عارضنا بِهِ الأصل، فأمسكت عنه. قَالَ ابْن سُفْيَان: وهو ذا الكتاب عندي. قَالَ حمزة: سمعت ابْن سُفْيَان يقول: كَانَ أمره أبين من هذا.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد القصري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُفْيَان الحافظ يقول: وجه إِلَى أَبِي العباس بْن عقدة من خراسان بمال وأمر أن يعطيه إِلَى بعض الضعفاء، وكان على باب جاره صخرة عظيمة، فقال لابنه: ارفع هذه الصخرة، فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها، فقال له: أراك ضعيفا فخذ هذا المال، ودفعه إليه!.
حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قَالَ: سئل أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ- وأَنَا أسمع- عَن أَبِي العباس بْن عقدة فقال: كَانَ رَجُل سوء.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن عقدة فقلت: أيش أكبر ما فِي نفسك عَلَيْهِ؟ فوقف ثم قَالَ: الإكثار من المناكير.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا عمر بْن حيويه يقول: كَانَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْن عَقَدَةَ فِي جامع براثي يملي مثالب أصحاب رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أو قال الشيخين أبا بكر وعمر. فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء، وما سمعت عنه بعد ذلك شيئا. كتب إلينا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين المعدل- من الكوفة- يذكر أن أبا الحسن بْن سُفْيَان الحافظ حدثهم. قَالَ: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عَبْد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم، وكَانَ قَالَ لنا قديما وكتب لي إجازة كتب فِيهَا يقول:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الهمداني مولى سعيد بْن قيس. ثم ترك ذاك أواخر أيامه، وكتب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد مولى عَبْد الوهاب بْن موسى الهاشمي، ثم ترك ذاك وكتب الحافظ.
مات لسبع خلون من ذي القعدة، وسمعته يقول: ولدت فِي سنة تسع وأربعين ومائتين. ذكر لي عَبْد العزيز بْن علي أن مولده كَانَ ليلة النصف من المحرم من هذه السنة.
وزياد هو مولى عَبْد الواحد بْن عيسى بْن موسى الهاشمي، عتاقة، وجده عجلان هو مولى عَبْد الرحمن بْن سعيد بْن قيس الهمداني.
قدم أَبُو العباس بغداد فسمع من مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، وعلي بْن داود القنطري، وَالحسن بْن مكرم، ويحيى بْن أَبِي طالب، وأَحْمَد بن أبي خيثمة، وعبد الله
ابن روح المدائني، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، ونحوهم. وقدمها فِي آخر عمره فحدث بها عَن هؤلاء الشيوخ، وعن أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي، وعبد اللَّه بْن أَبِي أسامة الكلبي، وإبراهيم بْن أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم العقيلي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى الصوفِي، وَالحسن بْن علي بْن عفان العامري، ومحمد بْن الحسين الحنيني، ويعقوب بْن يوسف بْن زياد، ومحمد بْن إسماعيل الراشدي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الحسن القطواني، وَالحسن بْن عتبة الكندي، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن المستورد، وَالحسن بْن جعفر بْن مدرار، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن زبالة المديني، وعبد اللَّه بْن أَبِي مسرة المكي، وغيرهم.
وكَانَ حافظا عالما مكثرا، جمع التراجم وَالأبواب وَالمشيخة، وأكثر الرواية، وانتشر حديثه.
وروى عنه الحفاظ وَالأكابر. مثل أَبِي بكر بْن الجعابي، وعبد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وأبي القاسم الطبراني، ومحمد بْن المظفر، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، وعبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وأبي عبيد اللَّه المرزباني، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو عُمَرَ بْن مهدي، وأبو الحسين بْن المتيم، وأبو الحسن بْن الصلت.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، حدّثنا محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا عِنْدَهُ وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ-: «يَا عَلِيُّ هَذَانَ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. إِلا النَّبِيِّينَ والمرسلين »
. أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيد بْن عقدة الكوفيّ الحافظ، حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدّثنا نصر بن مزاحم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) بِفَضْلِ اللَّهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِرَحْمَتِهِ عَلِيٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أحمد بن حماد الواعظ، حدّثنا أبو العبّاس
أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَقَدَةَ الكوفِي- إملاء فِي جامع الرصافة فِي صفر من سنة ثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الحسين بْن الحسن بْن الأشقر قَالَ: سمعت عثام بْن علي العامري قَالَ: سمعت سُفْيَان وهو يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال.
قلت: وعقدة هو وَالد أَبِي العباس، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف وَالنحو، وكَانَ يورق بالكوفة، ويعلم القرآن وَالأدب.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر النجار قَالَ: حكى لنا أَبُو علي النقار قَالَ: سقطت من عقدة دنانير عَلَى باب دار أَبِي ذر الخزاز، فجاء بنخال ليطلبها. قَالَ عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس فِي الدُّنْيَا غير دنانيرك؟
فقلت للنخال: هي فِي ذمتك ومضيت وتركته. وكَانَ يؤدب ابْن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم، وجه إليه ابن هشام دنانير صالحة فردها، فظن ابْن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له فقال عقدة: ما رددتها استقلالا ولكن سألني أن آخذ منه شيئا. ولو دفع إلي الدنيا. قال: وكَانَ عقدة زيديا، وكَانَ ورعا ناسكا، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده فِي التصريف، وكَانَ وراقا جيد الخط، وكَانَ ابنه أَبُو العباس أحفظ من كَانَ فِي عصرنا للحديث.
حدثت عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ النيسابوري قَالَ: قَالَ لي أَبُو العباس بْن عقدة: دخل البرديجي الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني.
فقلت: لا تطول، تتقدم إِلَى دكَانَ وراق، وتضع القبان، وتزن من الكتب ما شئت. ثم تلقى عَلَيْنَا فنذكره، فبقي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفِيين من أَبِي العباس بْن عقدة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري- بلفظه- قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول: سمعت أبا الفضل الوزير يقول: سمعت علي بْن عمر- وهو الدارقطني- يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عَبْد اللَّه بْن مسعود إِلَى زمن أَبِي العباس بْن عقدة أحفظ منه.
حَدَّثَنَا علي بْن أَبِي علي البصري، عَن أَبِيهِ قَالَ: سمعت أبا الطيب أَحْمَد بْن الحسن بْن هرثمة يقول: كنا بحضرة أَبِي العباس بْن عقدة الكوفِي المحدث نكتب عنه- وفِي المجلس رَجُل هاشمي إِلَى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أَبُو العباس: أَنَا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم.
وضرب بيده عَلَى الهاشمي.
حَدَّثَنَا الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يقول: سمعت أبا الحسن علي ابن عمر يقول: سمعت أبا العباس بْن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة! قَالَ أَبُو الحسن: وكَانَ أبوه عقدة أنحى الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف النيسابوري- لفظا- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد ابن حمدويه الحافظ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أَبِي دارم الحافظ- بالكوفة- يقول:
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن يعقوب- من حفظه غير مرة- قَالَ:
سمعت أبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ يقول: حضر أَبُو العباس بْن عقدة عند أَبِي فِي بعض الأيام، فقال له: يا أبا العباس، قد أكثر الناس علي فِي حفظك الحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ؟ فامتنع أَبُو العباس أن يخبره، وأظهر كراهة ذلك، فأعاد المسألة وَقَالَ: عزمت عليك إلا أخبرتني. فقال أَبُو العباس: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد وَالمتن، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!! قَالَ أَبُو العلاء:
وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عَن أَبِي العباس بْن عقدة مثل ذلك.
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي- من حفظه- قَالَ: سمعت أبا الحسن مُحَمَّد بْن عمر العلوي يقول: كَانَت الرياسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا، ثم فشت رياسة بني عبيد اللَّه، فعزم أَبِي عَلَى قتالهم وجمع الجموع فدخل إليه أبو العبّاس ابن عقدة وقد جمع جزءا فِيهِ ست وثلاثون ورقة فِيهَا حديث كثير لا أحفظ قدره، فِي صلة الرحم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أهل البيت، وعن أصحاب الحديث. فاستعظم أَبِي ذلك واستنكره فقال له: يا أبا العباس، بلغني من حفظك للحديث ما استنكرته واستكثرته، فكم تحفظ؟ فقال له: أَنَا أحفظ منسقا من الحديث بالأسانيد وَالمتون
خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مخلد الوراق- بحضرة أَبِي بكر البرقاني- قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه الفارسي- وعرفه البرقاني- يقول: أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عَن ابْن عقدة، فلما أردنا الانصراف ودعناه، فقال ابن عقدة: قد اكتفِيتم بما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث. قَالَ فقلت: أيها الشيخ نحن إخوة أربعة، قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث! حَدَّثَنِي الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْد الْغَنِيِّ بْن سَعِيدٍ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يَقُول: كَانَ أَبُو العباس بْن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.
قَالَ الصوري: وَقَالَ لي أَبُو سعد الماليني: أراد أَبُو العباس بْن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كَانَ فِيهِ إِلَى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة، فوزن لهم أجورهم مائة درهم، وكانت كتبه ستمائة حمل!.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى الهمداني، حَدَّثَنَا صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّه الزعفراني يقول: روى ابْن صاعد ببغداد فِي أيامه حديثا أخطأ فِي إسناده، فأنكر عَلَيْهِ ابْن عقدة الحافظ، فخرج عَلَيْهِ أصحاب ابْن صاعد وارتفعوا إِلَى الوزير علي بْن عيسى، وحبس بْن عقدة، فقال الوزير: من يسأل ويرجع إليه؟ فقالوا: ابْن أَبِي حاتم. قَالَ: فكتب إليه الوزير يسأله عَن ذلك، فنظر وتأمل. فإذا الحديث عَلَى ما قَالَ ابْن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه.
حَدَّثَنِي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق. قَالَ: سمعت جماعة يذكرون أن يَحْيَى ابن صاعد كَانَ يملي حديثه من حفظه من غير نسخة، فأملى يوما فِي مجلسه حديثا عَن أَبِي كريب، عَن حَفْصِ بْن غِيَاثٍ، عَن عُبَيْدِ اللَّه بْن عمر، فعرض عَلَى أَبِي العباس بْن عقدة. فقال: ليس هذا الحديث عند أَبِي مُحَمَّد، عَن أَبِي كريب، وإنما سمعه من أَبِي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد، فنظر فِي أصله فوجده كما قَالَ، فلما اجتمع الناس قَالَ لهم: إنا كنا حدثناكم عَن أَبِي كريب، عَن حفص، عن عبيد اللَّه بحديث كذا ووهمنا فِيهِ، إنما حَدَّثَنَاهُ أَبُو سعيد الأشج عَن حفص بْن غياث، وقد
رجعنا عَنِ الرواية الأولة. قلت لحمزة: ابْن عقدة الذي نبه يَحْيَى علي هذا؟ فتوقف ثم قَالَ: ابْن عقدة أو غيره.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق الطبري قَالَ: سمعت ابن الجعابي يقول: دخل ابْن عقدة بغداد ثلاث دفعات، فسمع فِي الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية فِي حياة ابْن منيع، وطلب مني شيئا من حديث يَحْيَى بْن صاعد لينظر فِيهِ، فجئت إِلَى ابْن صاعد وسألته أن يدفع إِلَى شيئا من حديثه لأحمله إِلَى ابْن عقدة، فدفع إِلَى مسند علي بْن أَبِي طالب، فتعجبت من ذلك وقلت فِي نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس بِهِ! مع اتساعه فِي حديث الكوفِيين، وحملته إِلَى ابْن عقدة فنظر فِيهِ ثم رده علي. فقلت:
أيها الشيخ هل فِيهِ شيء يستغرب؟ فقال: نعم فِيهِ حديث خطأ، فقلت: أَخْبَرَنِي بِهِ.
فقال: وَالله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية، وكَانَ يخاف من أصحاب ابْن صاعد، فطالت علي الأيام انتظارا لوعده، فلما خرج إِلَى الكوفة سرت معه، فلما أردت مفارقته قلت: وعدك؟ قال: نعم، الحديث عَن أَبِي سعيد الأشج، عَن يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أَبُو سعيد فِي الليلة التي مات فِيهَا يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له: ولد أَبُو سعيد الأشج فِي الليلة التي مات فِيهَا يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، فقال: كذا يقولون، فقلت له: فِي كتابك حديث عَنِ الأشج عنه فما حاله؟ فقال لي: عرفك ذلك ابن عقدة؟ فقلت: نعم. فقال: لأجعلن عَلَى كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يَحْيَى إِلَى الأصول فوجد الحديث عنده عَن شيخ غير أَبِي سعيد عَن ابْن أَبِي زائدة، وقد أخطأ فِي نقله فجعله عَلَى الصواب أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أَبُو عَبْد اللَّه النيسابوري قَالَ: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقولون فِي أَبِي العباس. قَالَ: فِي ماذا؟
قلت: فِي تفرده بهذه المقحمات عَن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أَبُو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عَنِ التابعين وأتباعهم.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نعيم البصري- لفظا- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر يقول: سمعت مُحَمَّد بْن الفتح القلانسي يقول: سمعت عَبْد اللَّه بْن
أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة- يَعْنِي أبا العباس بْن عقدة.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ الواسطي. أخبرنا أبو سعد أحمد بن يحيى الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عبدان الأهوازي يقول: ابْن عقدة قد خرج عَن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم- يَعْنِي لما كَانَ يظهر من الكثرة وَالنسخ- وتكلم فِيهِ مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لي أَبُو الحسين زيد بْن جعفر العلوي قَالَ لنا أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد التمار: قَالَ لنا أَبُو العباس بْن سعيد: كان قد أتى كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عَن حبيب بْن أَبِي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا.
قَالَ أَبُو الحسن: فلما كَانَ يوم من الأيام قَالَ لبعض وراقيه: قم بنا إِلَى بجيلة موضع المغنيات، فقلت: أيش نعمل؟ فقال: بلى تعال فإنها فائدة لك، قَالَ: فامتنعت عَلَيْهِ، فغلبني عَلَى المجيء، قَالَ: فجئنا جميعا إِلَى الموضع فقال لي: سل عن قصيعة المخنث.
قَالَ: فقلت: اللَّه اللَّه يا سيدي أبا العباس ذا فضيحة لا تفضحنا، قَالَ: فحملني الغيظ فدخلت فسألت عَن قصيعة فخرج إِلَى رَجُل فِي عنقه طبل مخضب بالحناء، فجئت به إليه فقلت: هذا قصيعة فقال: يا هذا امض فاطرح ما عليك وَالبس قميصك وعاود، فمضى ولبس قميصه، وعاد فقال له: ما اسمك؟ قَالَ قصيعة: قَالَ دع هذا عنك هذا شيء لقبك بِهِ هؤلاء، ما اسمك عَلَى الحقيقة؟ قال: محمّد قال: صدقت، ابن محمّد؟ قال: ابن علي. قال: صدقت ابن من؟ قَالَ: ابْن حمزة. قَالَ: صدقت، ابْن من؟ قَالَ: لا أدري وَالله يا أستاذي. قَالَ: أنت مُحَمَّد بْن علي بْن حمزة بْن فلان بْن فلان بْن حبيب بْن أَبِي ثابت الأسدي قَالَ: فأخرج من كمه الجزء فدفعه إليه فقال له:
أمسك هذا فأخذه، ثم قَالَ: ادفعه إلي ثم قَالَ لي: قم انصرف، ثم جعل أَبُو العباس يقول: دفع إِلَى فلان ابن فلان بْن فلان بْن حبيب بْن أَبِي ثابت كتاب جده فكَانَ فِيهِ كذا وكذا.
قلت: وسمعت من يذكر أن الحفاظ كَانُوا إذا أخذوا فِي المذاكرة شرطوا أن يعدلوا عَن حديث أبي العبّاس بن عقدة لاتساعه وكونه مما لا ينضبط.
فَحَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يقول: لما قدم أَبُو الحسن الدارقطني مصر أدرك حمزة بْن مُحَمَّد الكتاني الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران فلم يزالا كذلك، حتى ذكر حمزة بن أبي العبّاس بن عقدة حديثا، فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أَبِي العباس ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- إجازة- وحدثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه. أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ أبا بكر بْن أَبِي غالب يقول: ابْن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كَانَ يحمل شيوخا بالكوفة عَلَى الكذب، يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها، كيف يتدين بالحديث، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد بينا ذلك منه فِي غير شيخ بالكوفة.
قَالَ ابْن عدي: وسمعت مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الباغندي يحكي فِيهِ شبيها بذلك وَقَالَ: كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفِيين، فقدمنا عَلَيْهِ وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه، واستقصينا عَلَيْهِ، فقال لنا: ليس عندي أصل، إنما جاءني ابْن عقدة بهذه النسخ فقال: اروه يكن لك فِيهِ ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد فِيسمعوه منك. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي علي بْن مُحَمَّد بْن نصر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألتُ أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الْحَافِظ بالكوفة عَن ابْن عقدة فقال.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن المعدّل الكوفيّ- في كتابه إلينا- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان- وَاللفظ لحديث حمزة- قَالَ: دخلت إِلَى دهليز ابْن عقدة وَفِيهِ رَجُل كَانَ مقيما عندنا يقال له أَبُو بَكْر البستي وهو يكتب من أصل عتيق: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم السوداني، حَدَّثَنَا أَبُو كريب. فقلت له:
أرني، فقال: قد أخذ علِي بْن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت بِهِ حتى أخذته منه، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفِيهِ سماعي، وخرج ابْن سعيد وهو فِي يدي، فحرد عَلَى البستي وخاصمه. ثم التفت إلي فقال: هذا عارضنا بِهِ الأصل، فأمسكت عنه. قَالَ ابْن سُفْيَان: وهو ذا الكتاب عندي. قَالَ حمزة: سمعت ابْن سُفْيَان يقول: كَانَ أمره أبين من هذا.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد القصري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُفْيَان الحافظ يقول: وجه إِلَى أَبِي العباس بْن عقدة من خراسان بمال وأمر أن يعطيه إِلَى بعض الضعفاء، وكان على باب جاره صخرة عظيمة، فقال لابنه: ارفع هذه الصخرة، فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها، فقال له: أراك ضعيفا فخذ هذا المال، ودفعه إليه!.
حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قَالَ: سئل أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ- وأَنَا أسمع- عَن أَبِي العباس بْن عقدة فقال: كَانَ رَجُل سوء.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن عقدة فقلت: أيش أكبر ما فِي نفسك عَلَيْهِ؟ فوقف ثم قَالَ: الإكثار من المناكير.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا عمر بْن حيويه يقول: كَانَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْن عَقَدَةَ فِي جامع براثي يملي مثالب أصحاب رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أو قال الشيخين أبا بكر وعمر. فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء، وما سمعت عنه بعد ذلك شيئا. كتب إلينا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين المعدل- من الكوفة- يذكر أن أبا الحسن بْن سُفْيَان الحافظ حدثهم. قَالَ: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عَبْد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم، وكَانَ قَالَ لنا قديما وكتب لي إجازة كتب فِيهَا يقول:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الهمداني مولى سعيد بْن قيس. ثم ترك ذاك أواخر أيامه، وكتب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد مولى عَبْد الوهاب بْن موسى الهاشمي، ثم ترك ذاك وكتب الحافظ.
مات لسبع خلون من ذي القعدة، وسمعته يقول: ولدت فِي سنة تسع وأربعين ومائتين. ذكر لي عَبْد العزيز بْن علي أن مولده كَانَ ليلة النصف من المحرم من هذه السنة.
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَّارٍ، أَبُو الْعَبَّاس النحوي الشيباني مولاهم، المعروف بثعلب :
إمام الكوفِيين فِي النحو وَاللغة. سمع إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، ومحمد بْن سلّام الجمحي، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي، وعلي بْن المغيرة الأثرم، وسلمة بْن عاصم، وعبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، وَالزبير بْن بكار. روى عنه مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس اليزيدي، وعلي بْن سُلَيْمَان الأخفش، وإبراهيم بْن محمّد بن عرفة الأزديّ، وأبو بكر بن الأنباري، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري، وأبو عَبْد اللَّهِ الحكيمي، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو عُمَر الزاهد، وأبو سهل زياد، ومحمد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وغيرهم.
وكَانَ ثقة حجة، دينا صَالِحا، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، وَالمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدما عند الشيوخ مذ هو حدث، ويقال: إن أبا عبد الله بن الأعرابي كَانَ يشك فِي الشيء فِيقول له: ما عندك يا أبا الْعَبَّاس فِي هذا؟ ثقة بغزارة حفظه، وولد فِي سنة مائتين. وكَانَ يقول: طلبت العربية وَاللغة فِي سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر فِي حدود الفراء وسني ثمان عشرة سنة، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقي عَلَيَّ مسألة للفراء إلا وأَنَا أحفظها، وأحفظ موضعها من الكتاب، ولم يبق شيء من كتب الفراء فِي هذا الوقت إلا قد حفظته.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا أبو الفضل بن المأمون الهاشمي، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: سمعت من عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري مائة ألف حَدِيث.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ابن عروة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر العجوزي قَالَ: سمعت ثعلبا يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين، وفِيهَا ولدت.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الجريحي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب قَالَ: كنت أحب أن أرى أَحْمَد بْن حَنْبَل فصرت إليه، فلما دخلت عَلَيْهِ قَالَ لي: فِيم تنظر؟ فقلت: فِي النحو وَالعربية، فأنشدني أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عَلَيَّ رقيب
ولا تحسبن اللَّه يغفل ما مضى ... ولا أن ما تخفى عَلَيْهِ يغيب
لهونا عَنِ الأيام حتى تتابعت ... ذنوب عَلَى آثارهن ذنوب
فَيَا ليت أن اللَّه يغفر ما مضى ... ويأذن فِي توباتنا فنتوب
أَخْبَرَنَا الْقَاضِيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ وَأبو الْقَاسِم التنوخي. قالا: أخبرنا أبو الحسن المنصور بن محمّد بن منصور الحربيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الزهري- وفِي حَدِيث التنوخي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الزهري- يقول: كَانَ لثعلب عزاء ببعض أهله فتأخرت عنه لأنه خفِي عني، ثم قصدته معتذرا فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد ما بك حاجة إِلَى أن تتكلف عذرا، فإن الصديق لا يحاسب، وَالعدو لا يحتسب له- وَاللفظ للتنوخي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أبي جعفر الأخرم، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن عُمَر الطوماري قَالَ: حضر أَبُو الْعَبَّاس بْن الفرات عند ثعلب وكَانَ سمينا عظيم الخلق فَقَالَ له: يا أبا الْعَبَّاس ما أهملت حاجتك وقد أحكمتها، فَقَالَ له: أَنْتَ فِي الْبَرِّ بُرٌّ، وَفِي الْبَحْرِ دُرٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع قَالَ: أنشدنا أَبُو عُمَر محمّد ابن عَبْد الواحد قَالَ: أنشدنا ثعلب:
إذا ما شئت أن تبلو صديقا ... فجرب وده عند الدراهم
فعند طلابِهَا تبدو هنات ... وتعرف ثم أخلاق الأكارم
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الخطيب- بالنهروان- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعت ثعلبا ينشد:
إذا أَنْتَ لم تلبس لباسا من التقى ... تقلبت عريانا وإن كنت كاسيا
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصريّ، حَدَّثَنَا منصور بْن مُحَمَّد الحربي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري يقول: كَانَت بيني وبين أَبِي الْعَبَّاس ثعلب مودة وكيدة، وكنت أستشيره فِي أموري، فجئته يوما أشاوره فِي الانْتَقال من محلة إِلَى أخرى لتأذيي بالجوار. فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد العرب تقول: صبرك عَلَى أذى من تعرف، خير لَكَ من استحداث مالا تعرف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر القطيعي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب قَالَ: قيل لإبراهيم الحربي: إن ثعلبا يلحن فِي كلامه! فَقَالَ: أيش يكون إذا لحن فِي كلامه؟ كَانَ هِشَام- يَعْنِي النحوي- يلحن فِي كلامه، وكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يكلم صبيانه وأهله بالنبطية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النقاش المقرئ أن حمد بن موسى بْن الْعَبَّاس أخبرهم قَالَ: كتب أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن المعتز إِلَى أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى:
ما وجد صاد فِي الحبال موثق ... بِماء مزن بارد مصفق
بالريح لم يطرق ولم يرنق ... جادت بِهِ أخلاف دجن مطبق
فِي صخرة لم تر شمسًا تبرق ... فهو عليها كالزجاج الأزرق
صريح غيثٍ خالصٍ لم يمذق ... إلا كوجدي بك لكن أتقي
يا فاتحا لكل باب مغلق ... وصيرفِيا ناقدًا للمنطق
إن قَالَ هذا بهرج لم ينفق ... إنا عَلَى البعاد وَالتفرق
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
فأجابه أَبُو الْعَبَّاس ثعلب فِي فصل من رقعته: نحن وإن لم نلتق كما قَالَ رؤبة:
إني وإن لَم ترني فإنني ... أراك بالغيب وإن لم ترني
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزّاز. أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عَبْد اللَّهِ السيرافِي قَالَ: أنشدنا أَبُو بَكْر بن أبي الأزهر لنفسه:
شكى ما به من هوى منصب ... إِلَى إلفه الأوصب الأنصب
فباتا يخدان حرّ الخدو ... د بفِيض دموعهما السكب
ويعتنقان وقلباهما ... عَلَى مثل جمر الغضا الملهب
إِلَى أن بدا فِي الدجى ساطع ... من الصبح يسطو عَلَى الغيهب
فيا حسنها ليلة لو تم ... دّ طوَال الدهور فلم تذهب
وهل ترجعن بلذاتها ... عَلَى حال أمن من الرقب
أيا طَالِب العلم لا تمهل ... نّ وعذ بالمبرّد أو ثعلب
تجد عند هذين علم الورى ... فلا تك كالجمل الأجرب
علوم الخلائق مقرونة ... بهذين فِي الشرق وَالمغرب
قلت: كَانَ بين أَبُوي الْعَبَّاس ثعلب وَالمبرد منافرات كثيرة، وَالناس مختلفون فِي تفضيل كل واحد منهما عَلَى صاحبه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين صاحب الْعَبَّاسي، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ- بوقة- قَالَ: كنت عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب إذ جاءه إنسان جاهل فَقَالَ: يا أبا الْعَبَّاس قد هجاك المبرد. فَقَالَ: بماذا؟ فأنشده:
أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكي الصب إِلَى الصب
لو كتب النحو عَنِ الرب ... ما زاده إلا عمى القلب
قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أنشدني من أنشده أَبُو عمرو بْن العلاء:
شاتمني عَبْد بني مِسْمَعٍ ... فصنت عنه النفس وَالعرضا
ولم أجبه لاحتقاري له ... ومن يعض الكلب إن عضا؟
حَدَّثَنِي أَبُو طاهر أَحْمَد بْن نجا بْن عَبْد الصمد البزاز قَالَ: سمعت أبا أَحْمَد الفرضي يقول: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الخراساني المعدل يقول: قَالَ لي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر قَالَ لي أَبِي:
حضرت مجلس أخي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر، وحضره أبو العباس أحمد بن يحيى، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد النّحويّان، فقال لي أخي محمّد بن عَبْد اللَّهِ:
قد حضر هذان الشيخان، وأَنَا أحب أن أعرف أيهما أعلم، أو نحو هذا من الكلام.
فاجلس فِي الدار الفلانية- قد سماها- ويحضر هذان الشيخان بحضرتك، ويتناظران ففعلت ما أمر وحضرا، فتناظرا فِي شيء من علم النحو مما أعرفه، فكنت أشاركهما فِيهِ، إِلَى أن دققا فلم أفهم، ثم عدت إليه بعد انقضاء المجلس فسألني فقلت: إنهما تكلما فيما أعرف فشاركتهما فِي معرفتي، ثم دققا فلم أعرف ما قَالا، ولا وَالله يا سيدي ما يعرف أعلمهما إلا من هو أعلم منهما، ولست ذاك الرجل. فَقَالَ لي أخي:
أحسنت وَالله، هذا أحسن- يَعْنِي اعترافه بذلك-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي بالكوفة قَالَ: قَالَ لنا أَبُو عُمَر- يَعْنِي مُحَمَّد بْن عبد الواحد- سألت أبا بكر ابن السراج فقلت: أي الرجلين أعلم، أثعلب أم المبرد؟ فَقَالَ: ما أقول فِي رجلين العالم بينهما. قَالَ: ولما مات المبرد وقف رَجُل عَلَى ثعلب فَقَالَ:
بيت من الأداب أصبح نصفه ... خربا وسائر نصفه فسيخرب
مات المبرد وانقضت أيامه ... ومع المبرد سوف يذهب ثعلب
وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظه ... إذ كَانَت الألفاظ مما يكتب
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى المعروف بابن العلاف، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الزاهد قَالَ: كنت فِي مجلس أَبِي الْعَبَّاس ثعلب فسأله سائل عَن شيء فَقَالَ: لا أدري. فَقَالَ له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فَقَالَ له ثعلب: لو كَانَ لأمك بعدد مالا أدري بعر لاستغنت.
أَنْبَأَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جعفر القضاعي المصري، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن إسماعيل ابن خرزاذ النجيرمي، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَلِيّ بْن أَحْمَد المهلبي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الرّوذباري، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب فاروق النحويين، وَالمعاير عَلَى اللغويين، من الكوفِيين وَالبصريين، أصدقهم لسانا، وأعظمهم شأَنَا، وأبعدهم ذكرا، وأرفعهم قدرا، وأصحهم علما، وأوسعهم حلما، وأتقنهم حفظا، وأوفرهم حظا فِي الدين وَالدنيا.
حَدَّثَنِي الفضل بْن سلمة بْن عاصم قَالَ: رأس أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب النحوي، واختلف الناس إليه فِي سنة خمس وعشرين ومائتين.
وَقَالَ التاريخي: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: - وقد تكلم الناس في الاسم والمسمى- بلغني أن أبا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي قد كره الكلام فِي الاسم وَالمسمى، وقد كرهت لكم ما كره أَحْمَد بْن يَحْيَى، ورضيت لكم ولنفسي ما رضى أَحْمَد بْن يَحْيَى.
وَقَالَ التاريخي: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد يقول: أعلم الكوفِيين ثعلب. فذكر له الفراء، فَقَالَ: لا يَعْشُرُهُ.
قَالَ التاريخي: وكَانَ أَبُو الصقر إسماعيل بْن بلبل الشيباني قد ذكر أبا الْعَبَّاس ثعلبا للناصر لدين اللَّه الموفق بالله، وأخرج له رِزْقًا سَنِيًّا سُلْطَانِيًّا، فحسن موضع ذلك من أهل العلم وَالأدب، وَقَالَ قائلهم لأبي الصقر وأبي العبّاس- في أبيات ذكرها:
فيا جبلي شيبان لا زلتما لها ... حليفِي فخار فِي الورى وتفضل
فهذا ليوم الجود وَالسيف وَالقنا ... وَأَنْتَ لبسط العلم غير مبخل
عليك أبا الْعَبَّاس كُلُّ مُعَوِّلٍ ... لأنك بعد اللَّه خير معول
فككت حدود النحو بعد انغلاقه ... وأوضحته شرحا وتبيان مشكل
فكم ساكن فِي ظل نعمتك التي ... على الدّهر أبقى من ثبير ويذبل
فأصبحت للإخوان بالعلم باعثا ... وأخصبت منه منزلا بعد منزل
قَالَ: وَقَالَ بعض أصحابه- يَعْنِي أصحاب أَبِي الْعَبَّاس- يرثيه:
مات ابْن يَحْيَى فماتت دولة الأدب ... ومات أَحْمَد أنحى العجم وَالعرب
فإن تولى أَبُو الْعَبَّاس مفتقدا ... فلم يمت ذكره فِي الناس وَالكتب
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: كنا يوما عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى فضجر، فقال له شيخ خضيب من الظاهرية: لو علمت مالك من الأجر فِي إفادة الناس العلم لصبرت عَلَى أذاهم، فَقَالَ: لولا ذاك ما تعذبت، ثم انشد بعقب هذا:
يعابثن بالقضبان كل مفلج ... بِهِ الظلم لم تفلل لهن غروب
رضابا كطعم الشهد يحلو متونه ... من الصّرو أو غصن الأراك قضيب
أولئك لولاهن ما سقت نضوة ... لحاج وما استقبلت برد جنوب
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري- حفظًا- قَالَ: سمعت أبا الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن سختويه، وَالحسين بْن سُلَيْمَان بْن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بْن مجاهد يقول: كنت عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب فَقَالَ لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لي: أقرئ أبا الْعَبَّاس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل.
قال ابن سختويه: قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري: أراد أن الكلام بِهِ يكمل، وَالخطاب بِهِ يجمل. وَقال ابن بدر: قَالَ لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر الأخرم قَالَ: أنشدنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب:
مضى أمس بما فِيهِ ... ويومي ما أرجيه
ولي فِي غد الجائي ... جمام سوف أقضيه
فإما سوف يمضيني ... وإما سوف أمضيه
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الكاتب قَالَ: أنشدنا إِسْحَاق بْن أَحْمَد الكاذي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس أحمد ابن يَحْيَى ثعلب:
بلغت من عمري ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا
فالحمد لِلَّهِ وشكرا له ... إذ زاد فِي عمري ثلاثينا
وأسأل اللَّه بلوغا إِلَى ... مرضاته آمين آمينا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي الْمَعْرُوف بثعلب يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين، وكَانَ مولده سنة مائتين.
قلت: ودفن فِي مقبرة باب الشام وقبره ظاهر معروف.
إمام الكوفِيين فِي النحو وَاللغة. سمع إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، ومحمد بْن سلّام الجمحي، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي، وعلي بْن المغيرة الأثرم، وسلمة بْن عاصم، وعبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، وَالزبير بْن بكار. روى عنه مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس اليزيدي، وعلي بْن سُلَيْمَان الأخفش، وإبراهيم بْن محمّد بن عرفة الأزديّ، وأبو بكر بن الأنباري، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري، وأبو عَبْد اللَّهِ الحكيمي، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو عُمَر الزاهد، وأبو سهل زياد، ومحمد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وغيرهم.
وكَانَ ثقة حجة، دينا صَالِحا، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، وَالمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدما عند الشيوخ مذ هو حدث، ويقال: إن أبا عبد الله بن الأعرابي كَانَ يشك فِي الشيء فِيقول له: ما عندك يا أبا الْعَبَّاس فِي هذا؟ ثقة بغزارة حفظه، وولد فِي سنة مائتين. وكَانَ يقول: طلبت العربية وَاللغة فِي سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر فِي حدود الفراء وسني ثمان عشرة سنة، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقي عَلَيَّ مسألة للفراء إلا وأَنَا أحفظها، وأحفظ موضعها من الكتاب، ولم يبق شيء من كتب الفراء فِي هذا الوقت إلا قد حفظته.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا أبو الفضل بن المأمون الهاشمي، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: سمعت من عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري مائة ألف حَدِيث.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ابن عروة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر العجوزي قَالَ: سمعت ثعلبا يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين، وفِيهَا ولدت.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الجريحي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب قَالَ: كنت أحب أن أرى أَحْمَد بْن حَنْبَل فصرت إليه، فلما دخلت عَلَيْهِ قَالَ لي: فِيم تنظر؟ فقلت: فِي النحو وَالعربية، فأنشدني أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عَلَيَّ رقيب
ولا تحسبن اللَّه يغفل ما مضى ... ولا أن ما تخفى عَلَيْهِ يغيب
لهونا عَنِ الأيام حتى تتابعت ... ذنوب عَلَى آثارهن ذنوب
فَيَا ليت أن اللَّه يغفر ما مضى ... ويأذن فِي توباتنا فنتوب
أَخْبَرَنَا الْقَاضِيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ وَأبو الْقَاسِم التنوخي. قالا: أخبرنا أبو الحسن المنصور بن محمّد بن منصور الحربيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الزهري- وفِي حَدِيث التنوخي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الزهري- يقول: كَانَ لثعلب عزاء ببعض أهله فتأخرت عنه لأنه خفِي عني، ثم قصدته معتذرا فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد ما بك حاجة إِلَى أن تتكلف عذرا، فإن الصديق لا يحاسب، وَالعدو لا يحتسب له- وَاللفظ للتنوخي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أبي جعفر الأخرم، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن عُمَر الطوماري قَالَ: حضر أَبُو الْعَبَّاس بْن الفرات عند ثعلب وكَانَ سمينا عظيم الخلق فَقَالَ له: يا أبا الْعَبَّاس ما أهملت حاجتك وقد أحكمتها، فَقَالَ له: أَنْتَ فِي الْبَرِّ بُرٌّ، وَفِي الْبَحْرِ دُرٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع قَالَ: أنشدنا أَبُو عُمَر محمّد ابن عَبْد الواحد قَالَ: أنشدنا ثعلب:
إذا ما شئت أن تبلو صديقا ... فجرب وده عند الدراهم
فعند طلابِهَا تبدو هنات ... وتعرف ثم أخلاق الأكارم
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الخطيب- بالنهروان- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعت ثعلبا ينشد:
إذا أَنْتَ لم تلبس لباسا من التقى ... تقلبت عريانا وإن كنت كاسيا
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصريّ، حَدَّثَنَا منصور بْن مُحَمَّد الحربي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري يقول: كَانَت بيني وبين أَبِي الْعَبَّاس ثعلب مودة وكيدة، وكنت أستشيره فِي أموري، فجئته يوما أشاوره فِي الانْتَقال من محلة إِلَى أخرى لتأذيي بالجوار. فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد العرب تقول: صبرك عَلَى أذى من تعرف، خير لَكَ من استحداث مالا تعرف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر القطيعي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب قَالَ: قيل لإبراهيم الحربي: إن ثعلبا يلحن فِي كلامه! فَقَالَ: أيش يكون إذا لحن فِي كلامه؟ كَانَ هِشَام- يَعْنِي النحوي- يلحن فِي كلامه، وكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يكلم صبيانه وأهله بالنبطية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النقاش المقرئ أن حمد بن موسى بْن الْعَبَّاس أخبرهم قَالَ: كتب أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن المعتز إِلَى أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى:
ما وجد صاد فِي الحبال موثق ... بِماء مزن بارد مصفق
بالريح لم يطرق ولم يرنق ... جادت بِهِ أخلاف دجن مطبق
فِي صخرة لم تر شمسًا تبرق ... فهو عليها كالزجاج الأزرق
صريح غيثٍ خالصٍ لم يمذق ... إلا كوجدي بك لكن أتقي
يا فاتحا لكل باب مغلق ... وصيرفِيا ناقدًا للمنطق
إن قَالَ هذا بهرج لم ينفق ... إنا عَلَى البعاد وَالتفرق
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
فأجابه أَبُو الْعَبَّاس ثعلب فِي فصل من رقعته: نحن وإن لم نلتق كما قَالَ رؤبة:
إني وإن لَم ترني فإنني ... أراك بالغيب وإن لم ترني
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزّاز. أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عَبْد اللَّهِ السيرافِي قَالَ: أنشدنا أَبُو بَكْر بن أبي الأزهر لنفسه:
شكى ما به من هوى منصب ... إِلَى إلفه الأوصب الأنصب
فباتا يخدان حرّ الخدو ... د بفِيض دموعهما السكب
ويعتنقان وقلباهما ... عَلَى مثل جمر الغضا الملهب
إِلَى أن بدا فِي الدجى ساطع ... من الصبح يسطو عَلَى الغيهب
فيا حسنها ليلة لو تم ... دّ طوَال الدهور فلم تذهب
وهل ترجعن بلذاتها ... عَلَى حال أمن من الرقب
أيا طَالِب العلم لا تمهل ... نّ وعذ بالمبرّد أو ثعلب
تجد عند هذين علم الورى ... فلا تك كالجمل الأجرب
علوم الخلائق مقرونة ... بهذين فِي الشرق وَالمغرب
قلت: كَانَ بين أَبُوي الْعَبَّاس ثعلب وَالمبرد منافرات كثيرة، وَالناس مختلفون فِي تفضيل كل واحد منهما عَلَى صاحبه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين صاحب الْعَبَّاسي، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ- بوقة- قَالَ: كنت عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب إذ جاءه إنسان جاهل فَقَالَ: يا أبا الْعَبَّاس قد هجاك المبرد. فَقَالَ: بماذا؟ فأنشده:
أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكي الصب إِلَى الصب
لو كتب النحو عَنِ الرب ... ما زاده إلا عمى القلب
قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أنشدني من أنشده أَبُو عمرو بْن العلاء:
شاتمني عَبْد بني مِسْمَعٍ ... فصنت عنه النفس وَالعرضا
ولم أجبه لاحتقاري له ... ومن يعض الكلب إن عضا؟
حَدَّثَنِي أَبُو طاهر أَحْمَد بْن نجا بْن عَبْد الصمد البزاز قَالَ: سمعت أبا أَحْمَد الفرضي يقول: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الخراساني المعدل يقول: قَالَ لي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر قَالَ لي أَبِي:
حضرت مجلس أخي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر، وحضره أبو العباس أحمد بن يحيى، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد النّحويّان، فقال لي أخي محمّد بن عَبْد اللَّهِ:
قد حضر هذان الشيخان، وأَنَا أحب أن أعرف أيهما أعلم، أو نحو هذا من الكلام.
فاجلس فِي الدار الفلانية- قد سماها- ويحضر هذان الشيخان بحضرتك، ويتناظران ففعلت ما أمر وحضرا، فتناظرا فِي شيء من علم النحو مما أعرفه، فكنت أشاركهما فِيهِ، إِلَى أن دققا فلم أفهم، ثم عدت إليه بعد انقضاء المجلس فسألني فقلت: إنهما تكلما فيما أعرف فشاركتهما فِي معرفتي، ثم دققا فلم أعرف ما قَالا، ولا وَالله يا سيدي ما يعرف أعلمهما إلا من هو أعلم منهما، ولست ذاك الرجل. فَقَالَ لي أخي:
أحسنت وَالله، هذا أحسن- يَعْنِي اعترافه بذلك-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي بالكوفة قَالَ: قَالَ لنا أَبُو عُمَر- يَعْنِي مُحَمَّد بْن عبد الواحد- سألت أبا بكر ابن السراج فقلت: أي الرجلين أعلم، أثعلب أم المبرد؟ فَقَالَ: ما أقول فِي رجلين العالم بينهما. قَالَ: ولما مات المبرد وقف رَجُل عَلَى ثعلب فَقَالَ:
بيت من الأداب أصبح نصفه ... خربا وسائر نصفه فسيخرب
مات المبرد وانقضت أيامه ... ومع المبرد سوف يذهب ثعلب
وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظه ... إذ كَانَت الألفاظ مما يكتب
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى المعروف بابن العلاف، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الزاهد قَالَ: كنت فِي مجلس أَبِي الْعَبَّاس ثعلب فسأله سائل عَن شيء فَقَالَ: لا أدري. فَقَالَ له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فَقَالَ له ثعلب: لو كَانَ لأمك بعدد مالا أدري بعر لاستغنت.
أَنْبَأَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جعفر القضاعي المصري، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن إسماعيل ابن خرزاذ النجيرمي، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَلِيّ بْن أَحْمَد المهلبي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الرّوذباري، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب فاروق النحويين، وَالمعاير عَلَى اللغويين، من الكوفِيين وَالبصريين، أصدقهم لسانا، وأعظمهم شأَنَا، وأبعدهم ذكرا، وأرفعهم قدرا، وأصحهم علما، وأوسعهم حلما، وأتقنهم حفظا، وأوفرهم حظا فِي الدين وَالدنيا.
حَدَّثَنِي الفضل بْن سلمة بْن عاصم قَالَ: رأس أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب النحوي، واختلف الناس إليه فِي سنة خمس وعشرين ومائتين.
وَقَالَ التاريخي: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: - وقد تكلم الناس في الاسم والمسمى- بلغني أن أبا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي قد كره الكلام فِي الاسم وَالمسمى، وقد كرهت لكم ما كره أَحْمَد بْن يَحْيَى، ورضيت لكم ولنفسي ما رضى أَحْمَد بْن يَحْيَى.
وَقَالَ التاريخي: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد يقول: أعلم الكوفِيين ثعلب. فذكر له الفراء، فَقَالَ: لا يَعْشُرُهُ.
قَالَ التاريخي: وكَانَ أَبُو الصقر إسماعيل بْن بلبل الشيباني قد ذكر أبا الْعَبَّاس ثعلبا للناصر لدين اللَّه الموفق بالله، وأخرج له رِزْقًا سَنِيًّا سُلْطَانِيًّا، فحسن موضع ذلك من أهل العلم وَالأدب، وَقَالَ قائلهم لأبي الصقر وأبي العبّاس- في أبيات ذكرها:
فيا جبلي شيبان لا زلتما لها ... حليفِي فخار فِي الورى وتفضل
فهذا ليوم الجود وَالسيف وَالقنا ... وَأَنْتَ لبسط العلم غير مبخل
عليك أبا الْعَبَّاس كُلُّ مُعَوِّلٍ ... لأنك بعد اللَّه خير معول
فككت حدود النحو بعد انغلاقه ... وأوضحته شرحا وتبيان مشكل
فكم ساكن فِي ظل نعمتك التي ... على الدّهر أبقى من ثبير ويذبل
فأصبحت للإخوان بالعلم باعثا ... وأخصبت منه منزلا بعد منزل
قَالَ: وَقَالَ بعض أصحابه- يَعْنِي أصحاب أَبِي الْعَبَّاس- يرثيه:
مات ابْن يَحْيَى فماتت دولة الأدب ... ومات أَحْمَد أنحى العجم وَالعرب
فإن تولى أَبُو الْعَبَّاس مفتقدا ... فلم يمت ذكره فِي الناس وَالكتب
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: كنا يوما عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى فضجر، فقال له شيخ خضيب من الظاهرية: لو علمت مالك من الأجر فِي إفادة الناس العلم لصبرت عَلَى أذاهم، فَقَالَ: لولا ذاك ما تعذبت، ثم انشد بعقب هذا:
يعابثن بالقضبان كل مفلج ... بِهِ الظلم لم تفلل لهن غروب
رضابا كطعم الشهد يحلو متونه ... من الصّرو أو غصن الأراك قضيب
أولئك لولاهن ما سقت نضوة ... لحاج وما استقبلت برد جنوب
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري- حفظًا- قَالَ: سمعت أبا الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن سختويه، وَالحسين بْن سُلَيْمَان بْن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بْن مجاهد يقول: كنت عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب فَقَالَ لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لي: أقرئ أبا الْعَبَّاس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل.
قال ابن سختويه: قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري: أراد أن الكلام بِهِ يكمل، وَالخطاب بِهِ يجمل. وَقال ابن بدر: قَالَ لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر الأخرم قَالَ: أنشدنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب:
مضى أمس بما فِيهِ ... ويومي ما أرجيه
ولي فِي غد الجائي ... جمام سوف أقضيه
فإما سوف يمضيني ... وإما سوف أمضيه
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الكاتب قَالَ: أنشدنا إِسْحَاق بْن أَحْمَد الكاذي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس أحمد ابن يَحْيَى ثعلب:
بلغت من عمري ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا
فالحمد لِلَّهِ وشكرا له ... إذ زاد فِي عمري ثلاثينا
وأسأل اللَّه بلوغا إِلَى ... مرضاته آمين آمينا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي الْمَعْرُوف بثعلب يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين، وكَانَ مولده سنة مائتين.
قلت: ودفن فِي مقبرة باب الشام وقبره ظاهر معروف.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عَطَاءٍ، أَبُو العباس الأدمي الصّوفيّ .
كان أحد شيوخهم الموصوفين بالعبادة وَالاجتهاد، وكثرة الدرس للقرآن، وحدث بشيء يسير عَن يوسف بْن موسى القطان، وَالفضل بْن زياد صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل، ونحوهما. روى عنه مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حبيش النّاقد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سهل بن عطاء الصّوفيّ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا الحسن ابن بشر البجلي، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيح، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْن عَلِيِّ بْن حُبَيْشٍ
النّاقد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدّثنا الفضل ابن زياد قَالَ: سمعت هارون بْن معروف يقول: أقبلت عَلَى الحديث وتركت القرآن، قَالَ: فرأيت فِي المنام كأن قائلا يقول لي: من آثر الحديث عَلَى القرآن عوقب. قَالَ:
فما حال علي الحول حتى ذهب بصري!.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش- وذكر أبا العباس بْن عطاء- فقال: كَانَ له فِي كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وبقي فِي ختمة يستنبط مودع القرآن بضع عشرة سنة، ليستروح إِلَى معاني مودعها، فمات قبل أن يختمها.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- يقول: سمعت أبا الحسين مُحَمَّد بْن عيسى بْن خاقان يقول: كَانَ أَبُو العباس بْن عطاء ينام من الليل والنهار ساعتين.
أخبرنا إسماعيل بن محمّد الحيرى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السجزي يقول: لم أر فِي جملة مشايخ الصوفِية أفهم من ابْن عطاء.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيزِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا محمد بن علي بن المأمون قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ قَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
. فَقَالَ: عِلْمُ الْحَالِ، وَعِلْمُ الْوَقْتِ، وَعِلْمُ السِّرِّ، فَمَنْ جَهِلَ وَقْتَهُ وَمَا عَلَيْهِ فَقَدْ جَهِلَ الْعِلْمَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي المذكر قَالَ: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وسئل عَنِ التوبة- فقال: التوبة الرجوع عَن كل شيء ذمه العلم، إِلَى ما مدحه العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز الهمذاني- بها- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الصيقلي قال: سمعت عبد الله بن بيان الجريري يقول: سمعت أحمد ابن عطاء- وسئل عَنِ الدُّنْيَا ما هي؟ - فقال: همة دنية.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا مُحَمَّد بْن علي بْن المأمون قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن سهل بْن عطاء الأدمي- أبا العباس- يقول: لا يكون غناء النفس إلا للأولياء خاصة. وقد يكون المؤمن غني القلب، ولا
يكون غني النفس، وكذلك إسلام النفس لا يكون إلا للأولياء خاصة، وقد يكون المؤمن سليم القلب ولا يكون سليم النفس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش يقول: سئل أبو العبّاس ابن عطاء، ما العبودية؟ قال: ترك الاختيار، وملازمة الافتقار.
وأخبرنا أبو نعيم حَدَّثَنَا ابْن حبيش قَالَ: قَالَ أَبُو العباس بْن عطاء: إياك أن تلاحظ مخلوقا وأنت تجد إِلَى ملاحظة الحق سبيلا.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: حَدَّثَنَا الحسن بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: سئل أَبُو مُحَمَّد الجريري عَنِ الفقر وَالغنى أيهما أفضل؟ فقال: لو لم يكن من فضل الفقر إلا ثلاث: إسقاط المطالبة، وقطع عن المعصية، وتقديم الدخول إلى الجنة. [لكفى] فنقل هذا الكلام إلى أبي العبّاس ابن عطاء فقال: يا سبحان الله! وأي فضل يكون أفضل مما أضافه الله إلى نفسه؟
وأي شيء يكون أعجز من شيء تنافى الله عنه، لأن الله أضاف الغنى إلى نفسه وتنافى عَنِ الفقر، واعتد عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى
[الضحى 8] ولم يقل فأفقر، فكان اعتداد الله بالعطاء لا بالفقر، ثم ذكر عند موضع تشريف أسماء العطاء:
إِنْ تَرَكَ خَيْراً
[البقرة 180] ولم يقل إن ترك فقرا. ثم قَالَ بعد ذلك: فإن احتج محتج بأنه عرض عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاتيح الدُّنْيَا فلم يقبلها ولم يردها، وتركها اختيارا، فهذا صفة التاركين وَالتارك لا يكون إلا غنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول:
إذا كَانَت نفسك غير ناظرة لقلبك فأدبها بمجالسة الحكماء، ومن أراد أن يستضيء بنور الحكمة فليلاق بها أهل الفهم وَالعقل.
أَخْبَرَنَا أبو علي بن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي قَالَ:
سمعت أبا العباس بْن عطاء ينشد فِي مجلسه:
الطرق شتى وطرق الحق مفردة ... وَالسالكون طريق الحق أفراد
لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم ... فهم عَلَى مهل يمشون قصاد
وَالناس فِي غفلة عما له قصدوا ... فكلهم عَن طريق الحقّ رقّاد
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسين البصري يقول: كنت فِي مجلس ابْن عطاء فبكى رَجُل فقال: يا هذا، البكاء لا منفذ له هاهنا، أما سمعت قول الشاعر:
قَالَ لي حين رمته ... كل ذا قد علمته
لو بكى طول دهره ... بدم ما رحمته
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن علي بْن حبيش قَالَ: أنشدني أَبُو العباس بْن عطاء:
ذكرك لي مؤنس يعارضني ... ويوعدني عنك منك بالظفر
وكيف أنساك يا مدى هممي ... وأنت مني بموضع النظر
وَقَالَ أَبُو نعيم: قال: أنشدني ابن حبيش قال: أنشدني أحمد بن سهل بْن عطاء:
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه ... لابي ولا بشفِيع لي إِلَى الناس
إذا يئست فكاد اليأس يقلقني ... جَاءَ الغنى عجبا من جانب الياس
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول فِي قوله تعالى: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
[الواقعة 88، 89] .
قَالَ: الروح النظر إِلَى وجه اللَّه، وَالريحان الاستماع لكلامه، وجنة نعيم هو أن لا يحجب فِيهَا عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عطية لابن عطاء:
ومستحسن للهجر وَالوصل أعذب ... أطالبه ودى فِيأبي ويهرب
فعلمت ألوان الرضا خوف هجره ... وعلمه حبى له كيف يغضب
ولي ألف وجه قد عرفت طريقه ... ولكن بلا قلب إِلَى أين أذهب؟
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: سمعت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وقد سئل عَنِ التصوف ما هو؟
- فقال: اتفقت والجنيد عَلَى أن التصوف نزاهة طبع كامنة فِي الإنسان، وحسن خلق مشتمل عَلَى ظاهره.
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عطاء سنة سبع وثلاثمائة.
هكذا قَالَ لنا إسماعيل عَنِ السلمي، وهو وهم.
وَالصواب: ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو العباس بْن عطاء الأدمي فِي ذي القعدة سنة تسع.
وكذلك حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح الفارسي، عَنْ طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر الشاهد.
وأَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أَحْمَد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت في كتاب أبي بخط يده: مات أَبُو العباس بْن عطاء لأيام خلت من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة.
كان أحد شيوخهم الموصوفين بالعبادة وَالاجتهاد، وكثرة الدرس للقرآن، وحدث بشيء يسير عَن يوسف بْن موسى القطان، وَالفضل بْن زياد صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل، ونحوهما. روى عنه مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حبيش النّاقد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سهل بن عطاء الصّوفيّ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا الحسن ابن بشر البجلي، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيح، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْن عَلِيِّ بْن حُبَيْشٍ
النّاقد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدّثنا الفضل ابن زياد قَالَ: سمعت هارون بْن معروف يقول: أقبلت عَلَى الحديث وتركت القرآن، قَالَ: فرأيت فِي المنام كأن قائلا يقول لي: من آثر الحديث عَلَى القرآن عوقب. قَالَ:
فما حال علي الحول حتى ذهب بصري!.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش- وذكر أبا العباس بْن عطاء- فقال: كَانَ له فِي كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وبقي فِي ختمة يستنبط مودع القرآن بضع عشرة سنة، ليستروح إِلَى معاني مودعها، فمات قبل أن يختمها.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- يقول: سمعت أبا الحسين مُحَمَّد بْن عيسى بْن خاقان يقول: كَانَ أَبُو العباس بْن عطاء ينام من الليل والنهار ساعتين.
أخبرنا إسماعيل بن محمّد الحيرى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السجزي يقول: لم أر فِي جملة مشايخ الصوفِية أفهم من ابْن عطاء.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيزِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا محمد بن علي بن المأمون قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ قَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
. فَقَالَ: عِلْمُ الْحَالِ، وَعِلْمُ الْوَقْتِ، وَعِلْمُ السِّرِّ، فَمَنْ جَهِلَ وَقْتَهُ وَمَا عَلَيْهِ فَقَدْ جَهِلَ الْعِلْمَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي المذكر قَالَ: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وسئل عَنِ التوبة- فقال: التوبة الرجوع عَن كل شيء ذمه العلم، إِلَى ما مدحه العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز الهمذاني- بها- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الصيقلي قال: سمعت عبد الله بن بيان الجريري يقول: سمعت أحمد ابن عطاء- وسئل عَنِ الدُّنْيَا ما هي؟ - فقال: همة دنية.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا مُحَمَّد بْن علي بْن المأمون قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن سهل بْن عطاء الأدمي- أبا العباس- يقول: لا يكون غناء النفس إلا للأولياء خاصة. وقد يكون المؤمن غني القلب، ولا
يكون غني النفس، وكذلك إسلام النفس لا يكون إلا للأولياء خاصة، وقد يكون المؤمن سليم القلب ولا يكون سليم النفس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش يقول: سئل أبو العبّاس ابن عطاء، ما العبودية؟ قال: ترك الاختيار، وملازمة الافتقار.
وأخبرنا أبو نعيم حَدَّثَنَا ابْن حبيش قَالَ: قَالَ أَبُو العباس بْن عطاء: إياك أن تلاحظ مخلوقا وأنت تجد إِلَى ملاحظة الحق سبيلا.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: حَدَّثَنَا الحسن بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: سئل أَبُو مُحَمَّد الجريري عَنِ الفقر وَالغنى أيهما أفضل؟ فقال: لو لم يكن من فضل الفقر إلا ثلاث: إسقاط المطالبة، وقطع عن المعصية، وتقديم الدخول إلى الجنة. [لكفى] فنقل هذا الكلام إلى أبي العبّاس ابن عطاء فقال: يا سبحان الله! وأي فضل يكون أفضل مما أضافه الله إلى نفسه؟
وأي شيء يكون أعجز من شيء تنافى الله عنه، لأن الله أضاف الغنى إلى نفسه وتنافى عَنِ الفقر، واعتد عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى
[الضحى 8] ولم يقل فأفقر، فكان اعتداد الله بالعطاء لا بالفقر، ثم ذكر عند موضع تشريف أسماء العطاء:
إِنْ تَرَكَ خَيْراً
[البقرة 180] ولم يقل إن ترك فقرا. ثم قَالَ بعد ذلك: فإن احتج محتج بأنه عرض عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاتيح الدُّنْيَا فلم يقبلها ولم يردها، وتركها اختيارا، فهذا صفة التاركين وَالتارك لا يكون إلا غنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول:
إذا كَانَت نفسك غير ناظرة لقلبك فأدبها بمجالسة الحكماء، ومن أراد أن يستضيء بنور الحكمة فليلاق بها أهل الفهم وَالعقل.
أَخْبَرَنَا أبو علي بن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي قَالَ:
سمعت أبا العباس بْن عطاء ينشد فِي مجلسه:
الطرق شتى وطرق الحق مفردة ... وَالسالكون طريق الحق أفراد
لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم ... فهم عَلَى مهل يمشون قصاد
وَالناس فِي غفلة عما له قصدوا ... فكلهم عَن طريق الحقّ رقّاد
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسين البصري يقول: كنت فِي مجلس ابْن عطاء فبكى رَجُل فقال: يا هذا، البكاء لا منفذ له هاهنا، أما سمعت قول الشاعر:
قَالَ لي حين رمته ... كل ذا قد علمته
لو بكى طول دهره ... بدم ما رحمته
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن علي بْن حبيش قَالَ: أنشدني أَبُو العباس بْن عطاء:
ذكرك لي مؤنس يعارضني ... ويوعدني عنك منك بالظفر
وكيف أنساك يا مدى هممي ... وأنت مني بموضع النظر
وَقَالَ أَبُو نعيم: قال: أنشدني ابن حبيش قال: أنشدني أحمد بن سهل بْن عطاء:
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه ... لابي ولا بشفِيع لي إِلَى الناس
إذا يئست فكاد اليأس يقلقني ... جَاءَ الغنى عجبا من جانب الياس
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول فِي قوله تعالى: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
[الواقعة 88، 89] .
قَالَ: الروح النظر إِلَى وجه اللَّه، وَالريحان الاستماع لكلامه، وجنة نعيم هو أن لا يحجب فِيهَا عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عطية لابن عطاء:
ومستحسن للهجر وَالوصل أعذب ... أطالبه ودى فِيأبي ويهرب
فعلمت ألوان الرضا خوف هجره ... وعلمه حبى له كيف يغضب
ولي ألف وجه قد عرفت طريقه ... ولكن بلا قلب إِلَى أين أذهب؟
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: سمعت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وقد سئل عَنِ التصوف ما هو؟
- فقال: اتفقت والجنيد عَلَى أن التصوف نزاهة طبع كامنة فِي الإنسان، وحسن خلق مشتمل عَلَى ظاهره.
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عطاء سنة سبع وثلاثمائة.
هكذا قَالَ لنا إسماعيل عَنِ السلمي، وهو وهم.
وَالصواب: ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو العباس بْن عطاء الأدمي فِي ذي القعدة سنة تسع.
وكذلك حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح الفارسي، عَنْ طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر الشاهد.
وأَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أَحْمَد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت في كتاب أبي بخط يده: مات أَبُو العباس بْن عطاء لأيام خلت من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة.
أَحْمَد بْن عُمَر بْن سريج، أَبُو الْعَبَّاس الْقَاضِي :
إمام أصحاب الشَّافِعِيّ فِي وقته، شرح المذهب ولخصه، وعمل المسائل فِي الفروع.
وصنف الكتب فِي الرد على المخالفين من أهل الرأي، وأصحاب الظاهر، وَحَدَّثَ شيئا يسيرا عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري. ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبي دَاوُد السجستاني، ونحوهم. رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ الطبراني، وَأَبُو أَحْمَد الغطريفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا، أخبرنا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ الْقَاضِي- أبو العبّاس-، حدّثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم، حَدَّثَنََا سَوْرَةَ بْنِ الْحَكَمِ الْقَاضِي قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةُ يُؤْتُونَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ »
. قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَنِ ابن حَبِيب إلا سورة.
تفرد بِهِ الْعَبَّاس.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا محمّد بن الغطريف- بجرجان- حَدَّثَنَا الأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ العطار، حدّثنا عبيدة بن حميد، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً وَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الاغْتِسَالَ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «يَكْفِيكَ منه الوضوء »
. أنبأنا أبو سعيد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ بْن خيران يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس بْن سريج يَقُولُ: رأيت فِي المنام كأنا مطرنا كبريتا أحمر، فملأت أكمامي وجيبي وحجري، فعبر لي أني أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد التميمي-- بالكوفة- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الدارمي. قَالَ: تناظر ابن سريج وابن الأصبهاني- يَعْنِي مُحَمَّد بْن دَاوُد فِي مسألة- فطال بينهما الكلام واتسع فَقَالَ أحدهما لصاحبه: ترضى بأول من يطلع؟ قَالَ: نعم. فإذا هم بابن الرومي قد أقبل، فتحاكما إليه، ففكر ساعة ثم قَالَ:
غموض الحق حين تذب عَنْهُ ... يقلل ناصر الخصم المحق
تجل عَنِ الدقيق فهوم قوم ... فتقضي للمجل على المدق
أنشدنا الْحَسَن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدني بعض أصحابنا لأبي العبّاس بن سريج:
ولو كلما كلب عوى ملت نحوه ... أجاوبه إن الكلاب كثير
ولكن مبالاتي بمن صاح أو عوى ... قليل لأني بالكلام بصير
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الهرويّ في كتابه، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الفتح. قَالَ: كَانَ بِبَغْدَادَ جمع للقضاة والمعدلين والفقهاء، فقاموا ليمضوا إِلَى موضع فاتفقوا على أن يتقدمهم أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج، ومنهم من هو فِي سن أَبِيهِ. فَقَالَ لهم: ما أتقدم إلا على شريطة، إن تقدمت فمطرق، وإن تأخرت فمبذرق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار بْن المثنى الإستراباذي- ببيت المقدس- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ- بِنَيْسَابُورَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا حسان بْن مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ شيخ من أهل العلم لأبي الْعَبَّاس بْن سريج: أبشر أيها الْقَاضِي فإن اللَّه بعث عُمَر بْن عَبْد العزيز عَلِيّ رأس المائة، فأظهر كل سنة، وأمات كل بدعة، ومن اللَّه على رأس المائتين بالشافعي حتى أظهر السنة وأخفى البدعة، ومنَّ اللَّه عَلَيْنَا على رأس الثلاثمائة بك حتى قويت كل سنة، وضعفت كل بدعة، وقد قيل فِي ذلك:
اثنان قد مضيا فبورك فيهما ... عُمَر الخليفة ثم حلف السؤدد
الشَّافِعِيّ الألمعي المرتضى ... خير البرية وابن عم مُحَمَّد
أرجو أَبَا الْعَبَّاس أنك ثالث ... من بعدهم سقيا لتربة أَحْمَد
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ العروضي الْفَقِيه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن السنجاني قاضيها يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس بْن سريج يَقُولُ: يؤتى يوم القيامة بالشافعي وقد تعلق بالمزني يَقُولُ: رب هَذَا أفسد علومي، فأقول أنا: مهلا يا أبا إِبْرَاهِيم فإني لم أزل فِي إصلاح ما أفسدته .
حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز الهمذاني- بها- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خيران يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد الْفَقِيه- بِبَغْدَادَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَان بن السندي- أَبَا الْحَسَن- يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج فِي علته التي مات فيها: أريت البارحة فِي المنام كَانَ قائلا يقول
لي: هَذَا ربك تعالى يخاطبك، قَالَ فسمعت: بماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
[القصص 65] قال: فقلت: بالإيمان والتصديق. قال فقيل: بماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
قَالَ: فوقع فِي قلبي أنه يراد مني زيادة فِي الجواب فقلت: بالإيمان والتصديق، غير أنا قد أصبنا من هَذِهِ الذنوب، فَقَالَ: أما إني سأغفر لك.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أحمد ابن عُمَر بْن سريج الْقَاضِي الْفَقِيه الشَّافِعِيّ سمع الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ، وأحمد ابن مَنْصُور الرمادي والناس بعد. وجالس دَاوُد الأصبهاني وناظره، وَكَانَ يحضر مع ابنه مُحَمَّد بْن دَاوُد فِي مجالس النظر فيناظره ويستظهر عَلَيْهِ. لَهُ مصنفات فِي الفقه على مذهب الشَّافِعِيّ، وله ردود على المخالفين والمتكلمين، وله رد على عِيسَى بْن أبان العراقي فِي الفقه توفي سنة ست وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر التاودي قَالَ: قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشاهد قَالَ: قَالَ لنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي: توفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن سُرَيْجٍ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة.
قلت: وبلغت سنه فيما بلغني سبعا وخمسين سنة وستة أشهر ودفن فِي حجرة بسويقة غالب.
إمام أصحاب الشَّافِعِيّ فِي وقته، شرح المذهب ولخصه، وعمل المسائل فِي الفروع.
وصنف الكتب فِي الرد على المخالفين من أهل الرأي، وأصحاب الظاهر، وَحَدَّثَ شيئا يسيرا عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري. ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبي دَاوُد السجستاني، ونحوهم. رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ الطبراني، وَأَبُو أَحْمَد الغطريفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا، أخبرنا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ الْقَاضِي- أبو العبّاس-، حدّثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم، حَدَّثَنََا سَوْرَةَ بْنِ الْحَكَمِ الْقَاضِي قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةُ يُؤْتُونَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ »
. قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَنِ ابن حَبِيب إلا سورة.
تفرد بِهِ الْعَبَّاس.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا محمّد بن الغطريف- بجرجان- حَدَّثَنَا الأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ العطار، حدّثنا عبيدة بن حميد، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً وَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الاغْتِسَالَ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «يَكْفِيكَ منه الوضوء »
. أنبأنا أبو سعيد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ بْن خيران يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس بْن سريج يَقُولُ: رأيت فِي المنام كأنا مطرنا كبريتا أحمر، فملأت أكمامي وجيبي وحجري، فعبر لي أني أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد التميمي-- بالكوفة- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الدارمي. قَالَ: تناظر ابن سريج وابن الأصبهاني- يَعْنِي مُحَمَّد بْن دَاوُد فِي مسألة- فطال بينهما الكلام واتسع فَقَالَ أحدهما لصاحبه: ترضى بأول من يطلع؟ قَالَ: نعم. فإذا هم بابن الرومي قد أقبل، فتحاكما إليه، ففكر ساعة ثم قَالَ:
غموض الحق حين تذب عَنْهُ ... يقلل ناصر الخصم المحق
تجل عَنِ الدقيق فهوم قوم ... فتقضي للمجل على المدق
أنشدنا الْحَسَن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدني بعض أصحابنا لأبي العبّاس بن سريج:
ولو كلما كلب عوى ملت نحوه ... أجاوبه إن الكلاب كثير
ولكن مبالاتي بمن صاح أو عوى ... قليل لأني بالكلام بصير
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الهرويّ في كتابه، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الفتح. قَالَ: كَانَ بِبَغْدَادَ جمع للقضاة والمعدلين والفقهاء، فقاموا ليمضوا إِلَى موضع فاتفقوا على أن يتقدمهم أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج، ومنهم من هو فِي سن أَبِيهِ. فَقَالَ لهم: ما أتقدم إلا على شريطة، إن تقدمت فمطرق، وإن تأخرت فمبذرق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار بْن المثنى الإستراباذي- ببيت المقدس- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ- بِنَيْسَابُورَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا حسان بْن مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ شيخ من أهل العلم لأبي الْعَبَّاس بْن سريج: أبشر أيها الْقَاضِي فإن اللَّه بعث عُمَر بْن عَبْد العزيز عَلِيّ رأس المائة، فأظهر كل سنة، وأمات كل بدعة، ومن اللَّه على رأس المائتين بالشافعي حتى أظهر السنة وأخفى البدعة، ومنَّ اللَّه عَلَيْنَا على رأس الثلاثمائة بك حتى قويت كل سنة، وضعفت كل بدعة، وقد قيل فِي ذلك:
اثنان قد مضيا فبورك فيهما ... عُمَر الخليفة ثم حلف السؤدد
الشَّافِعِيّ الألمعي المرتضى ... خير البرية وابن عم مُحَمَّد
أرجو أَبَا الْعَبَّاس أنك ثالث ... من بعدهم سقيا لتربة أَحْمَد
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ العروضي الْفَقِيه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن السنجاني قاضيها يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس بْن سريج يَقُولُ: يؤتى يوم القيامة بالشافعي وقد تعلق بالمزني يَقُولُ: رب هَذَا أفسد علومي، فأقول أنا: مهلا يا أبا إِبْرَاهِيم فإني لم أزل فِي إصلاح ما أفسدته .
حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز الهمذاني- بها- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خيران يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد الْفَقِيه- بِبَغْدَادَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَان بن السندي- أَبَا الْحَسَن- يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج فِي علته التي مات فيها: أريت البارحة فِي المنام كَانَ قائلا يقول
لي: هَذَا ربك تعالى يخاطبك، قَالَ فسمعت: بماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
[القصص 65] قال: فقلت: بالإيمان والتصديق. قال فقيل: بماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
قَالَ: فوقع فِي قلبي أنه يراد مني زيادة فِي الجواب فقلت: بالإيمان والتصديق، غير أنا قد أصبنا من هَذِهِ الذنوب، فَقَالَ: أما إني سأغفر لك.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أحمد ابن عُمَر بْن سريج الْقَاضِي الْفَقِيه الشَّافِعِيّ سمع الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ، وأحمد ابن مَنْصُور الرمادي والناس بعد. وجالس دَاوُد الأصبهاني وناظره، وَكَانَ يحضر مع ابنه مُحَمَّد بْن دَاوُد فِي مجالس النظر فيناظره ويستظهر عَلَيْهِ. لَهُ مصنفات فِي الفقه على مذهب الشَّافِعِيّ، وله ردود على المخالفين والمتكلمين، وله رد على عِيسَى بْن أبان العراقي فِي الفقه توفي سنة ست وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر التاودي قَالَ: قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشاهد قَالَ: قَالَ لنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي: توفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن سُرَيْجٍ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة.
قلت: وبلغت سنه فيما بلغني سبعا وخمسين سنة وستة أشهر ودفن فِي حجرة بسويقة غالب.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، أَبُو الْعَبَّاس الصوفِي، يعرف بالطوسي :
حدث عَن خلف بْن هِشَام البزار، ومحمد بْن إسحاق المسيبي، وعلي بن المديني، ومحمد بْن حسان السمتي، وعلي بْن الجعد، وداود بْن رشيد، وهناد بْن السري، ومحمد بْن حسان السمتي، وعلي بْن الجعد، وداود بْن رشيد، وهناد بْن السري، ومحمد بْن حميد الرازي، وَالحارث المحاسبي، وأَحْمَد بْن إبراهيم الدروقي، ومحمّد ابن الحسين البرجلاني، وَالزبير بْن بكار. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو عَمْرو بن السماك، وجعفر الخالدي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب بْن الْحَسَن القزاز، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد العسكري، وغيرهم. وكَانَ معروفا بالخير، مذكورا بالصلاح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: سمعت جَعْفَر بن محمّد بن نصير الخالدي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن مسروق يقول: الحب قيد المحبين إذا صح، وزمام المحبوبين إِلَى المحبين تعطف من الحق عَلَى المحبوب بصدقه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- حدّثنا الخالدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مسروق قَالَ: دخلت إِلَى الري، فقصدت أبا موسى الدولابي، وكَانَ فِي ذلك الوقت من أشرف من يذكر، فلقيته فسلمت عَلَيْهِ وأقمت عنده فِي منزله ثلاثة أيام، وكَانَ له تلامذة يتكلم عليهم فأردت الخروج فوقفت عَلَيْهِ لأودعه، فابتدأني وَقَالَ: يا غلام الضيافة ثلاثة أيام، وما كَانَ فوق ذلك فهو صدقة منك عَلِيّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الحسين المحتسب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني قَالَ: سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول:
أردت السفر فودعت وَالدتي وَخَرجت ومضى لي أيام، فلما كَانَ فِي يوم من الأيام وقفت وقفة فلم يكن لي قدم إِلَى قدام، ولم أدر ما العلة! فرجعت فجئت باب الدار ففتحت الجارية الباب فرأيت وَالدتي فِي بيت الدهليز وقد لبست سوادا فأهالني ذلك منها فقلت لها: يا أمي أيش الخبر؟ فقالت: يا بني اعتقدت من وقت خرجت أن ألزم
هذا البيت وأصوم ولا أدخل الدار حتى تجيء. فعلمت أن رجوعي وتلك الوقفة كان لأجلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن الحسين السلمي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سمعت الجريري يقول: دعانا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق ليلة إِلَى بيته فاستقبلنا صديق لنا فقلنا: ارجع معنا فنحن فِي ضيافة الشيخ. فَقَالَ: أنه لم يدعني، فقلت: نحن نستثني كما استثنى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة، فرددناه فلما بلغ باب الشيخ أَخْبَرَنَاهُ بما قَالَ وقلنا له، فَقَالَ: جعلت موضعي من قبلك أن تجيء إِلَى منزلي من غير دعوة، عَلَى كذا وكذا إن مشيت إِلَى الموضع الذي تقعد فِيهِ إلا عَلَى خدي! وألح ووضع خده عَلَى الأرض، وحمل الرجل ووضع قدمه عَلَى خده من غير أن يوجعه، وسحب الشيخ وجهه عَلَى الأرض إِلَى أن بلغ موضع جلوسه.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيٍّ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، عَن أَحْمَد بْن مسروق قَالَ: رأيت كأن القيامة قد قامت، وَالخلق مجتمعون إذ نادى مناد: الصلاة جامعة، فاصطف الناس صفوفا، وأتاني ملك عرض وجهه عرض ميل فِي طول مثل ذلك. فَقَالَ: تقدم فصل بالناس، فتأملت وجهه فإذا بين عينيه مكتوب: جبريل أمين اللَّه، قلت: فأين النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلم؟ فقال: مشغول بنصب الموائد لإخوانه الصوفِية! فقلت: وأَنَا من الصوفِية؟ قيل: نعم، ولكن شغلك كثرة الحَدِيث، فكدت أبكي، فإذا بجنيد يشير إلي أن لا تخاف، لا نأكل حتى تجيء، فانتبهت فيا ليتني صليت أو أكلت! أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن يعقوب المعدل، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق قَالَ: أصبحت عَن مجلس الزعفراني فجئت وَهُوَ يحدث وليس معي محبرة فطلبت من أجلس إليه فأكتب من محبرته، فرأيت شيخا وشابا جالسين فِي باب، فجلست إليهما وبينهما محبرة فاستأذنت الشيخ فقلت: أكتب من المحبرة؟ فَقَالَ الشيخ للشاب: يا حبيب يكتب من المحبرة؟ فَقَالَ الشاب: يا محب الأمر لَكَ، فَقَالَ لي: أكتب، فعجبت من كلامهما فطأطأت رأسي فرأيت عَلَى المحبرة مكتوبا خرطا:
تمكن فِي الفؤاد فما يبالي ... أطال الهجر أم منح الودادا
قَالَ: فصحت وأغمي عَلِيّ، فما أفقت حتى انقضى المجلس.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن قَالَ: سمعتُ أبا عَبْد الرحمن السلمي يقول:
سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يقول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير يقول:
سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول: قدم عَلَيْنَا شيخ فكَانَ يتكلم عَلَيْنَا فِي هذا الشأن بكلام حسن وكَانَ عذب اللسان، جيد الخاطر، فَقَالَ لنا فِي بعض كلامه: كل ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي! فوقع فِي قلبي أنه يهودي، وكَانَ الخاطر يقوي ولا يزول، فذكرت ذلك للجريري، فكبر عَلَيْهِ ذلك. فقلت: لا بد من أن أخبر الرجل بذلك. فقلت له: تقول لنا ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي، أنه يقع لي أنك يهودي! فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وَقَالَ: صدقت، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَشْهَدُ أن مُحَمَّدا رَسُولُ اللَّه، وَقَالَ: قد مارست جميع المذاهب، وكنت أقول إن كَانَ مع قوم منهم شيء فمع هؤلاء، فداخلتكم لاعتبركم، وأنتم عَلَى الحق، وحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الحيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن موسى السلمي. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْنِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن عطاء- أبا سَعِيد- يقول: فِي رؤيا طويلة للجنيد قَالَ فِيهَا: فرأيت قوما من الأبدال فِي المنام فقلت: ببغداد أحد من الأولياء؟ قالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق. فقلت متعجبا: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق؟ فقالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق من أهل الأنس بالله عَزَّ وَجَلَّ. وَاللفظ للحيري.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق ليس بالقوي يأتي بالمعضلات.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ: سَمِعْتُ الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد الدقاق يقول: توفِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق فِي يوم الأحد لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين ومائتين، وسنة أربع وثمانون سنة عَلَى ما ذكر، ودفن فِي مقابر باب حرب.
ورأيت فِي كتاب ابْن المنادي: سنة ثمان وتسعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع قَالا: جميعًا: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق مات فِي سنة ثمان وتسعين ومائتين- زاد ابْن المنادي- فِي صفر.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحافظ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل الصوفِي بمكة يقول: رأيت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق فِي المنام فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ:
غفر لي. فقلت: ما فعل الجنيد؟ فَقَالَ: فِي القدس.
حدث عَن خلف بْن هِشَام البزار، ومحمد بْن إسحاق المسيبي، وعلي بن المديني، ومحمد بْن حسان السمتي، وعلي بْن الجعد، وداود بْن رشيد، وهناد بْن السري، ومحمد بْن حسان السمتي، وعلي بْن الجعد، وداود بْن رشيد، وهناد بْن السري، ومحمد بْن حميد الرازي، وَالحارث المحاسبي، وأَحْمَد بْن إبراهيم الدروقي، ومحمّد ابن الحسين البرجلاني، وَالزبير بْن بكار. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو عَمْرو بن السماك، وجعفر الخالدي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب بْن الْحَسَن القزاز، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد العسكري، وغيرهم. وكَانَ معروفا بالخير، مذكورا بالصلاح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: سمعت جَعْفَر بن محمّد بن نصير الخالدي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن مسروق يقول: الحب قيد المحبين إذا صح، وزمام المحبوبين إِلَى المحبين تعطف من الحق عَلَى المحبوب بصدقه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- حدّثنا الخالدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مسروق قَالَ: دخلت إِلَى الري، فقصدت أبا موسى الدولابي، وكَانَ فِي ذلك الوقت من أشرف من يذكر، فلقيته فسلمت عَلَيْهِ وأقمت عنده فِي منزله ثلاثة أيام، وكَانَ له تلامذة يتكلم عليهم فأردت الخروج فوقفت عَلَيْهِ لأودعه، فابتدأني وَقَالَ: يا غلام الضيافة ثلاثة أيام، وما كَانَ فوق ذلك فهو صدقة منك عَلِيّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الحسين المحتسب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني قَالَ: سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول:
أردت السفر فودعت وَالدتي وَخَرجت ومضى لي أيام، فلما كَانَ فِي يوم من الأيام وقفت وقفة فلم يكن لي قدم إِلَى قدام، ولم أدر ما العلة! فرجعت فجئت باب الدار ففتحت الجارية الباب فرأيت وَالدتي فِي بيت الدهليز وقد لبست سوادا فأهالني ذلك منها فقلت لها: يا أمي أيش الخبر؟ فقالت: يا بني اعتقدت من وقت خرجت أن ألزم
هذا البيت وأصوم ولا أدخل الدار حتى تجيء. فعلمت أن رجوعي وتلك الوقفة كان لأجلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن الحسين السلمي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سمعت الجريري يقول: دعانا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق ليلة إِلَى بيته فاستقبلنا صديق لنا فقلنا: ارجع معنا فنحن فِي ضيافة الشيخ. فَقَالَ: أنه لم يدعني، فقلت: نحن نستثني كما استثنى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة، فرددناه فلما بلغ باب الشيخ أَخْبَرَنَاهُ بما قَالَ وقلنا له، فَقَالَ: جعلت موضعي من قبلك أن تجيء إِلَى منزلي من غير دعوة، عَلَى كذا وكذا إن مشيت إِلَى الموضع الذي تقعد فِيهِ إلا عَلَى خدي! وألح ووضع خده عَلَى الأرض، وحمل الرجل ووضع قدمه عَلَى خده من غير أن يوجعه، وسحب الشيخ وجهه عَلَى الأرض إِلَى أن بلغ موضع جلوسه.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيٍّ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، عَن أَحْمَد بْن مسروق قَالَ: رأيت كأن القيامة قد قامت، وَالخلق مجتمعون إذ نادى مناد: الصلاة جامعة، فاصطف الناس صفوفا، وأتاني ملك عرض وجهه عرض ميل فِي طول مثل ذلك. فَقَالَ: تقدم فصل بالناس، فتأملت وجهه فإذا بين عينيه مكتوب: جبريل أمين اللَّه، قلت: فأين النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلم؟ فقال: مشغول بنصب الموائد لإخوانه الصوفِية! فقلت: وأَنَا من الصوفِية؟ قيل: نعم، ولكن شغلك كثرة الحَدِيث، فكدت أبكي، فإذا بجنيد يشير إلي أن لا تخاف، لا نأكل حتى تجيء، فانتبهت فيا ليتني صليت أو أكلت! أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن يعقوب المعدل، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق قَالَ: أصبحت عَن مجلس الزعفراني فجئت وَهُوَ يحدث وليس معي محبرة فطلبت من أجلس إليه فأكتب من محبرته، فرأيت شيخا وشابا جالسين فِي باب، فجلست إليهما وبينهما محبرة فاستأذنت الشيخ فقلت: أكتب من المحبرة؟ فَقَالَ الشيخ للشاب: يا حبيب يكتب من المحبرة؟ فَقَالَ الشاب: يا محب الأمر لَكَ، فَقَالَ لي: أكتب، فعجبت من كلامهما فطأطأت رأسي فرأيت عَلَى المحبرة مكتوبا خرطا:
تمكن فِي الفؤاد فما يبالي ... أطال الهجر أم منح الودادا
قَالَ: فصحت وأغمي عَلِيّ، فما أفقت حتى انقضى المجلس.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن قَالَ: سمعتُ أبا عَبْد الرحمن السلمي يقول:
سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يقول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير يقول:
سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول: قدم عَلَيْنَا شيخ فكَانَ يتكلم عَلَيْنَا فِي هذا الشأن بكلام حسن وكَانَ عذب اللسان، جيد الخاطر، فَقَالَ لنا فِي بعض كلامه: كل ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي! فوقع فِي قلبي أنه يهودي، وكَانَ الخاطر يقوي ولا يزول، فذكرت ذلك للجريري، فكبر عَلَيْهِ ذلك. فقلت: لا بد من أن أخبر الرجل بذلك. فقلت له: تقول لنا ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي، أنه يقع لي أنك يهودي! فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وَقَالَ: صدقت، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَشْهَدُ أن مُحَمَّدا رَسُولُ اللَّه، وَقَالَ: قد مارست جميع المذاهب، وكنت أقول إن كَانَ مع قوم منهم شيء فمع هؤلاء، فداخلتكم لاعتبركم، وأنتم عَلَى الحق، وحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الحيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن موسى السلمي. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْنِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن عطاء- أبا سَعِيد- يقول: فِي رؤيا طويلة للجنيد قَالَ فِيهَا: فرأيت قوما من الأبدال فِي المنام فقلت: ببغداد أحد من الأولياء؟ قالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق. فقلت متعجبا: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق؟ فقالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق من أهل الأنس بالله عَزَّ وَجَلَّ. وَاللفظ للحيري.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق ليس بالقوي يأتي بالمعضلات.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ: سَمِعْتُ الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد الدقاق يقول: توفِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق فِي يوم الأحد لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين ومائتين، وسنة أربع وثمانون سنة عَلَى ما ذكر، ودفن فِي مقابر باب حرب.
ورأيت فِي كتاب ابْن المنادي: سنة ثمان وتسعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع قَالا: جميعًا: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق مات فِي سنة ثمان وتسعين ومائتين- زاد ابْن المنادي- فِي صفر.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحافظ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل الصوفِي بمكة يقول: رأيت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق فِي المنام فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ:
غفر لي. فقلت: ما فعل الجنيد؟ فَقَالَ: فِي القدس.
أحمد بن أبي عمران، أبو العبّاس البغداديّ الخياط، وَهُوَ أَحْمَد بْن مُوسَى بْن الحر المعدل القنطري :
سمع عفان بْن مسلم، وأبا نعيم، وأبا الوليد الطيالسي، وعبد اللَّه بْن عَبْد الوهاب الحجبي، وعُبَيْد اللَّه بْن معاذ العنبري، ومحمد بْن المنهال الضرير، ومحمد بْن معاوية النِّيسَابُورِيّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وأبو عَلِيّ بْن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الخياط المعدّل، حدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا لا نَرَى بِكِرَاءِ الأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بَأْسًا حَتَّى أَخْبَرَنَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قرأَنَا عَلَى الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سَعِيد. قَالَ: أَحْمَد بْن مُوسَى بْن أَبِي عمران بْن الحر البغدادي القنطري، سألت عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبِي عمران الخياط لأيام بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين، كَانَ ينزل قنطرة البردان.
سمع عفان بْن مسلم، وأبا نعيم، وأبا الوليد الطيالسي، وعبد اللَّه بْن عَبْد الوهاب الحجبي، وعُبَيْد اللَّه بْن معاذ العنبري، ومحمد بْن المنهال الضرير، ومحمد بْن معاوية النِّيسَابُورِيّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وأبو عَلِيّ بْن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الخياط المعدّل، حدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا لا نَرَى بِكِرَاءِ الأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بَأْسًا حَتَّى أَخْبَرَنَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قرأَنَا عَلَى الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سَعِيد. قَالَ: أَحْمَد بْن مُوسَى بْن أَبِي عمران بْن الحر البغدادي القنطري، سألت عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبِي عمران الخياط لأيام بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين، كَانَ ينزل قنطرة البردان.
أَحْمَد بْن أصرم بْن خزيمة بْن عباد بْن عَبْد اللَّه بْن حسان بن عبد الله ابن مغفل، أَبُو الْعَبَّاس المزني :
سمع عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النرسي، والصلت بْن مسعود الجحدري، وأحمد بن حنبل،
ويحيى بن معين، وأبا إبراهيم الترجماني، وشريح بْن يونس، وعُبَيْد اللَّهِ القواريري، وعثمان بْن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعد الجوهري. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وَأَبُو طالب بْن البهلول، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبيد اللَّه بن الحسين الخفاف حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد ابن إسحاق بن البهلول القاضي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُغَفَّلِيُّ المزني حدّثنا عبيد الله بن عمر حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بن يحيى يحدّث عن يزيد بْنِ جَابِرٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ الأَشْعَرِيِّ. قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تزوجن عجوزا ولا عاقرا فإنى مكاثر [بكم] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أصرم المزني حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة حَدَّثَنَا معاوية بْن هشام قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَان الثوري يَقُولُ: كان يقال سُمِّي المال لأنه يميل.
حدثت عَنْ عَبْد العزيز بْن جعفر الْخُتُلِّيّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلال. قَالَ: وأحمد بْن أصرم أَبُو الْعَبَّاس المزني رجل ثقة، كتبنا عنه وأبو بكر المروزيّ يرضاه، ومن رضيه المروزي فحسبك بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عيسى البزاز بهمذان حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ. قَالَ: أَحْمَد بْن أصرم المزني أَبُو الْعَبَّاس وهو ابْن أصرم بْن خزيمة بْن عباد بْن عَبْد اللَّه بْن حسان بْن عَبْد اللَّه بْن المغفل صَاحِبِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا عَنْهُ جعفر بْن أَحْمَدَ، وإبراهيم بْن مُحَمَّد، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعبد الرّحمن بن همدان، وَكَانَ ثبتا سنيا شديدا على أصحاب البدع.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي.
قَالَ: وسمعت مُوسَى بْن إِسْحَاق الْقَاضِي يعظم شأنه ويرفع منزلته.
أخبرنا الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدى حدّثنا ابن مسرور حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس. قَالَ: أَحْمَد بْن أصرم بْن خزيمة من ولد عَبْد اللَّه بْن مغفل المزني، يكنى أَبَا الْعَبَّاس، بصري قدم مصر وكتب عَنْهُ وخرج عنها، فتوفي بدمشق فِي جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين.
سمع عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النرسي، والصلت بْن مسعود الجحدري، وأحمد بن حنبل،
ويحيى بن معين، وأبا إبراهيم الترجماني، وشريح بْن يونس، وعُبَيْد اللَّهِ القواريري، وعثمان بْن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعد الجوهري. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وَأَبُو طالب بْن البهلول، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبيد اللَّه بن الحسين الخفاف حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد ابن إسحاق بن البهلول القاضي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُغَفَّلِيُّ المزني حدّثنا عبيد الله بن عمر حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بن يحيى يحدّث عن يزيد بْنِ جَابِرٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ الأَشْعَرِيِّ. قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تزوجن عجوزا ولا عاقرا فإنى مكاثر [بكم] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أصرم المزني حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة حَدَّثَنَا معاوية بْن هشام قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَان الثوري يَقُولُ: كان يقال سُمِّي المال لأنه يميل.
حدثت عَنْ عَبْد العزيز بْن جعفر الْخُتُلِّيّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلال. قَالَ: وأحمد بْن أصرم أَبُو الْعَبَّاس المزني رجل ثقة، كتبنا عنه وأبو بكر المروزيّ يرضاه، ومن رضيه المروزي فحسبك بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عيسى البزاز بهمذان حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ. قَالَ: أَحْمَد بْن أصرم المزني أَبُو الْعَبَّاس وهو ابْن أصرم بْن خزيمة بْن عباد بْن عَبْد اللَّه بْن حسان بْن عَبْد اللَّه بْن المغفل صَاحِبِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا عَنْهُ جعفر بْن أَحْمَدَ، وإبراهيم بْن مُحَمَّد، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعبد الرّحمن بن همدان، وَكَانَ ثبتا سنيا شديدا على أصحاب البدع.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي.
قَالَ: وسمعت مُوسَى بْن إِسْحَاق الْقَاضِي يعظم شأنه ويرفع منزلته.
أخبرنا الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدى حدّثنا ابن مسرور حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس. قَالَ: أَحْمَد بْن أصرم بْن خزيمة من ولد عَبْد اللَّه بْن مغفل المزني، يكنى أَبَا الْعَبَّاس، بصري قدم مصر وكتب عَنْهُ وخرج عنها، فتوفي بدمشق فِي جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر بْن خالد بْن يزيد، أَبُو العباس، المعروف بالقصير :
سمع أباه، ويحيى بْن عثمان الحربي، ويزيد بْن مهران الخباز، ويوسف بْن يعقوب الصفار، وإسماعيل بْن موسى الفزاري الكوفِيين، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي برة المكي، وطبقتهم. رَوَىْ عَنْهُ مُوْسَى بْن هَارُوْنَ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْن مخلد، وأبو عَبْد اللَّه الحكيمي، وأبو عمرو بن السماك، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، حدّثنا عثمان بن عبد الله الدّقّاق- إملاء- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكِيرٍ الْقَصِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ- أَبُو خَالِدٍ الْخَبَّازُ- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت:
أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَت: فَجِئْنَا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُحَنِّكَهُ فَقَالَ: «اطْلُبُوا لِي تَمْرَةً» فَطَلَبْنَا لَهُ تمرة فو الله مَا وَجَدْنَاهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس. قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع. قَالَ: وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر أَبُو العباس النيسابوري المعروف بالقصير بن القصير كان ينزل في درب الزاغوني، النافذ إلى دار عمارة، وفي هذا
الدرب كَانَ ينزل أَبُو العباس البراثي، مات لأيام خلت من ربيع الأول سنة أربع وثمانين- يعني ومائتين-.
ذكر ابْن مخلد: أنه مات يوم السبت لتسع خلون من شهر ربيع الأول.
سمع أباه، ويحيى بْن عثمان الحربي، ويزيد بْن مهران الخباز، ويوسف بْن يعقوب الصفار، وإسماعيل بْن موسى الفزاري الكوفِيين، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي برة المكي، وطبقتهم. رَوَىْ عَنْهُ مُوْسَى بْن هَارُوْنَ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْن مخلد، وأبو عَبْد اللَّه الحكيمي، وأبو عمرو بن السماك، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، حدّثنا عثمان بن عبد الله الدّقّاق- إملاء- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكِيرٍ الْقَصِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ- أَبُو خَالِدٍ الْخَبَّازُ- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت:
أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَت: فَجِئْنَا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُحَنِّكَهُ فَقَالَ: «اطْلُبُوا لِي تَمْرَةً» فَطَلَبْنَا لَهُ تمرة فو الله مَا وَجَدْنَاهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس. قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع. قَالَ: وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر أَبُو العباس النيسابوري المعروف بالقصير بن القصير كان ينزل في درب الزاغوني، النافذ إلى دار عمارة، وفي هذا
الدرب كَانَ ينزل أَبُو العباس البراثي، مات لأيام خلت من ربيع الأول سنة أربع وثمانين- يعني ومائتين-.
ذكر ابْن مخلد: أنه مات يوم السبت لتسع خلون من شهر ربيع الأول.
أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْعَبَّاس المقرئ، ويعرف بابن أخي العرق :
حدث عَن مُحَمَّد بْن أبان البلخي، وهدية بْن عَبْد الوهاب الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن بكار بْن الريان، وداود بْن رشيد، وجبارة بْن مغلس، ويُوسُف بْن مُوسَى. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وعِيسَى بْن حامد الرخجي، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعي، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلم بن أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى بِالْيَدِ الْيَدُ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلُ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجُ »
. فَقَالَ لهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: يَا سَعِيدُ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أبي
هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ لِغُلامٍ لَهُ أَقْرَبَ غِلْمَانِهِ: ادْعُ لِي قِبْطِيّ. فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بْن بشر الْقَاضِي: ومات أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أخي العرق المقرئ سنة ثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: ومات فِي جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة أَبُو الْعَبَّاس المقرئ المعروف بابن أخي العرق، من أعلى جانبنا كتب عنه نفر يسير حكايات، وحديثه كالمعدود قلة.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد بخطه: سنة إحدى وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَعْقُوب بن إبراهيم البزّاز المقرئ المعروف بابن أخي العرق فِي جمادى الأولى.
حدث عَن مُحَمَّد بْن أبان البلخي، وهدية بْن عَبْد الوهاب الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن بكار بْن الريان، وداود بْن رشيد، وجبارة بْن مغلس، ويُوسُف بْن مُوسَى. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وعِيسَى بْن حامد الرخجي، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعي، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلم بن أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى بِالْيَدِ الْيَدُ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلُ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجُ »
. فَقَالَ لهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: يَا سَعِيدُ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أبي
هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ لِغُلامٍ لَهُ أَقْرَبَ غِلْمَانِهِ: ادْعُ لِي قِبْطِيّ. فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بْن بشر الْقَاضِي: ومات أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أخي العرق المقرئ سنة ثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: ومات فِي جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة أَبُو الْعَبَّاس المقرئ المعروف بابن أخي العرق، من أعلى جانبنا كتب عنه نفر يسير حكايات، وحديثه كالمعدود قلة.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد بخطه: سنة إحدى وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَعْقُوب بن إبراهيم البزّاز المقرئ المعروف بابن أخي العرق فِي جمادى الأولى.
أَحْمَد بْن عِيسَى بْن الْعَبَّاس، أَبُو حامد الخيوطي :
حدث عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن التل الأسديّ الكوفيّ، والحسين بْن عرفة العبدي، وأبي إِسْمَاعِيل الترمذي، رَوَى عَنْهُ عَليّ بْن عُمَر السكري الحربي، وذكر أنه سمع منه في سنة تسع وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْخَطِيبُ بلفظه، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو حامد الخيوطيّ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ. أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ نِصْفِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ نِصْفِ الْقَاعِدِ »
. وروى مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن الشخير عَنْ هَذَا الشيخ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس. وسنعيد ذكره بعد فِي موضعه إن شاء اللَّه.
حدث عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن التل الأسديّ الكوفيّ، والحسين بْن عرفة العبدي، وأبي إِسْمَاعِيل الترمذي، رَوَى عَنْهُ عَليّ بْن عُمَر السكري الحربي، وذكر أنه سمع منه في سنة تسع وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْخَطِيبُ بلفظه، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو حامد الخيوطيّ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ. أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ نِصْفِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ نِصْفِ الْقَاعِدِ »
. وروى مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن الشخير عَنْ هَذَا الشيخ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس. وسنعيد ذكره بعد فِي موضعه إن شاء اللَّه.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا، أَبُو العباس النسوي .
قدم بغداد وحدث بها عَن خلف بْن مُحَمَّد الخيام البخاري ونحوه من الخراسانيين.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وأبو مُحَمَّد الخلال، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيُّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرّحمن المعروف بالخيام، حدّثنا أبو هارون
سهل بن شاذويه الحافظ، حَدَّثَنَا جَلْوَانُ بْنُ سَمْرَةَ الْبَانَبِيُّ فِي مَنْزِلِ أبي بكر بن حريث، حَدَّثَنَا عِصَامٌ أَبُو مُقَاتِلٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِيسَى بْن مُوسَى غُنْجَارُ، عَنْ عَبْدِ الْعزِيزِ بْنِ أبي داود، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْزِعُوا الطُّسُوسَ وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ »
. حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: توفِي أَبُو العباس النسوي بعينونة ونحن بها في سنة ست وتسعين وثلاثمائة. وعينونة منزل بالحجاز بين مكة ومصر.
قدم بغداد وحدث بها عَن خلف بْن مُحَمَّد الخيام البخاري ونحوه من الخراسانيين.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وأبو مُحَمَّد الخلال، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيُّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرّحمن المعروف بالخيام، حدّثنا أبو هارون
سهل بن شاذويه الحافظ، حَدَّثَنَا جَلْوَانُ بْنُ سَمْرَةَ الْبَانَبِيُّ فِي مَنْزِلِ أبي بكر بن حريث، حَدَّثَنَا عِصَامٌ أَبُو مُقَاتِلٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِيسَى بْن مُوسَى غُنْجَارُ، عَنْ عَبْدِ الْعزِيزِ بْنِ أبي داود، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْزِعُوا الطُّسُوسَ وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ »
. حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: توفِي أَبُو العباس النسوي بعينونة ونحن بها في سنة ست وتسعين وثلاثمائة. وعينونة منزل بالحجاز بين مكة ومصر.
أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن نفيع ابن عَبْد اللَّه، أَبُو الْعَبَّاس الكندي مولاهم، يعرف بالإسفذني :
من أهل الري، قدم بغداد حاجا، وَحَدَّثَ عَنْ عم أَبِيهِ عمر بْن عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر، ومحمد بْن مهران الجمال، وسهل بْن عُثْمَان، وإبراهيم بْن مُوسَى الرازيين. رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن سيما المجبر، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وغيرهما، وكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ والْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سيما المجبر، حدّثنا أحمد بن علي الأسفذني، حدّثنا محمّد بن مهران الجمّال، حدّثنا ابن أبي عينه عَنْ أَبِي جُنَابٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «لَئِنْ أَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وتبايعتم بالعينة، ليذيقنكم اللَّهُ مَذَلَّةً فِي رِقَابِكُمْ لا تُفَكُّ عَنْكُمْ حَتَّى تَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ، وَتَتْرُكُوا مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سمعتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا جعفر الأرزناني يَقُولُ: سنة إحدى وتسعين ومائتين فيها مات أَبُو الْعَبَّاس الأسفذني.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأَنَا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر الأسفذني الرّازيّ معروف بالحديث، توفي بِبَغْدَادَ راجعا من الحج فِي صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين.
من أهل الري، قدم بغداد حاجا، وَحَدَّثَ عَنْ عم أَبِيهِ عمر بْن عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر، ومحمد بْن مهران الجمال، وسهل بْن عُثْمَان، وإبراهيم بْن مُوسَى الرازيين. رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن سيما المجبر، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وغيرهما، وكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ والْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سيما المجبر، حدّثنا أحمد بن علي الأسفذني، حدّثنا محمّد بن مهران الجمّال، حدّثنا ابن أبي عينه عَنْ أَبِي جُنَابٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «لَئِنْ أَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وتبايعتم بالعينة، ليذيقنكم اللَّهُ مَذَلَّةً فِي رِقَابِكُمْ لا تُفَكُّ عَنْكُمْ حَتَّى تَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ، وَتَتْرُكُوا مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سمعتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا جعفر الأرزناني يَقُولُ: سنة إحدى وتسعين ومائتين فيها مات أَبُو الْعَبَّاس الأسفذني.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأَنَا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر الأسفذني الرّازيّ معروف بالحديث، توفي بِبَغْدَادَ راجعا من الحج فِي صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين.
أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب، أَبُو الْعَبَّاس الضبي :
كوفِي الأصل، بغدادي المنشأ، نزل أصبِهَان وحدث بِهَا عَن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، وأسود بْن عامر شاذان، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، ومحمد بْن عبيد الطنافسي وأخيه يعلى بْن عبيد، ومحاضر بْن المورع، وأحوص بْن جواب، وأبي بدر شجاع بْن الوليد، ومكي بْن إِبْرَاهِيم. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم النِّيسَابُورِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الصفار، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الأصبِهَانيان، وَعبد الرحمن بْن أَبِي حاتم الرازي.
وَقال ابن أَبِي حاتم: هو بغدادي نزل أصبِهَان، وكَانَ محله عندنا الصدق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن أحمد الصّفّار الأصبهاني- إملاء- حدّثنا أحمد بن يونس ابن المسيب الضّبّيّ البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
«لا يَزْنِي الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يسرق وهو مؤمن » .
وأخبرنا أبو سعيد، حدّثنا محمّد، حدّثنا أحمد، حدّثنا محاضر، حَدَّثَنَا هِشَام، عَن أَبِي الزناد- أراه عَنِ الأَعْرَجِ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: مثل هذا.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدّثنا أبو الجواب الأحوص بن جوّاب، حدّثنا يونس بن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ خَوَّى.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب الضبي أَبُو الْعَبَّاس كوفِي سكن أصبِهَان كثير الحَدِيث من الثقات.
سَمِعْتُ أَبَا نعيم الْحَافِظُ يَقُولُ: أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب بْن زهير بْن عُمَر بن
جميل بْن الأعرج بْن رَبِيعَة بْن مسعود بْن منقذ بْن كرز بن كعب بن بجالة بن ذهل ابن مالك بْن بَكْر بْن سعد بْن ضبة الكوفِي الضبي قدم أصبِهَان، وكتب أهل بغداد بعدالته وأمانته وَهُوَ ابْن عم داود بْن عمرو بْن المسيب الضبي، توفِي سنة ثمان وستين ومائتين.
قلت: قد نسب مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي وَعَبْدُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ البغوي: داود بْن عمرو خلاف ما ذكر أبو نعيم هاهنا، ونحن نسوقه عند داود بْن عمرو إن شاء اللَّه.
كوفِي الأصل، بغدادي المنشأ، نزل أصبِهَان وحدث بِهَا عَن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، وأسود بْن عامر شاذان، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، ومحمد بْن عبيد الطنافسي وأخيه يعلى بْن عبيد، ومحاضر بْن المورع، وأحوص بْن جواب، وأبي بدر شجاع بْن الوليد، ومكي بْن إِبْرَاهِيم. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم النِّيسَابُورِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الصفار، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الأصبِهَانيان، وَعبد الرحمن بْن أَبِي حاتم الرازي.
وَقال ابن أَبِي حاتم: هو بغدادي نزل أصبِهَان، وكَانَ محله عندنا الصدق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن أحمد الصّفّار الأصبهاني- إملاء- حدّثنا أحمد بن يونس ابن المسيب الضّبّيّ البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
«لا يَزْنِي الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يسرق وهو مؤمن » .
وأخبرنا أبو سعيد، حدّثنا محمّد، حدّثنا أحمد، حدّثنا محاضر، حَدَّثَنَا هِشَام، عَن أَبِي الزناد- أراه عَنِ الأَعْرَجِ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: مثل هذا.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدّثنا أبو الجواب الأحوص بن جوّاب، حدّثنا يونس بن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ خَوَّى.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب الضبي أَبُو الْعَبَّاس كوفِي سكن أصبِهَان كثير الحَدِيث من الثقات.
سَمِعْتُ أَبَا نعيم الْحَافِظُ يَقُولُ: أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب بْن زهير بْن عُمَر بن
جميل بْن الأعرج بْن رَبِيعَة بْن مسعود بْن منقذ بْن كرز بن كعب بن بجالة بن ذهل ابن مالك بْن بَكْر بْن سعد بْن ضبة الكوفِي الضبي قدم أصبِهَان، وكتب أهل بغداد بعدالته وأمانته وَهُوَ ابْن عم داود بْن عمرو بْن المسيب الضبي، توفِي سنة ثمان وستين ومائتين.
قلت: قد نسب مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي وَعَبْدُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ البغوي: داود بْن عمرو خلاف ما ذكر أبو نعيم هاهنا، ونحن نسوقه عند داود بْن عمرو إن شاء اللَّه.
أَحْمَد بْن الحجاج، أَبُو الْعَبَّاس الشيباني ثم الذهلي :
من أهل مرو. سمع عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وَعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، وحاتم بن إسماعيل، والفضل بن موسى الشّيباني. وقدم بغداد وَحَدَّثَ بها فأثنى عَلَيْهِ أَحْمَد بن
حنبل، ورَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، وأحمد ابن أَبِي خيثمة وجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ.
قَالَ ابن أَبِي خيثمة: كَانَ رجل صدق.
أَخْبَرَنَا على بن عبد الله المعدّل أخبرنا محمّد بن عمرو الرّزّاز حدّثنا أحمد بن زهير ابن حرب حدّثنا أحمد بن الحجّاج المروزيّ حدّثنا عبد الله بن المبارك حدّثني عيسى ابن عَمْرِو بْن مُرَّةَ عَنْ شَقِيقِ بْن سَلَمَةَ. قال قال سهل بن حنيف: يا أيها الناس اتهموا رأيكم، فإنا والله ما أخذنا بقولهن إلى أمر يقطعنا قط إلا أسهلن بنا إِلَى أمر نعرفه، إلا أمركم هَذَا فإنه لا يزداد إلا شدة ولبسا. فإني لقد رأيتني يوم أَبِي جندل ولو أجد أعوانا عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنكرت.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل القطّان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري. قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن الحجاج المروزي الذهلي البكري الشيباني، أول سنة اثنتين وعشرين ومائتين يوم عاشوراء.
من أهل مرو. سمع عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وَعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، وحاتم بن إسماعيل، والفضل بن موسى الشّيباني. وقدم بغداد وَحَدَّثَ بها فأثنى عَلَيْهِ أَحْمَد بن
حنبل، ورَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، وأحمد ابن أَبِي خيثمة وجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ.
قَالَ ابن أَبِي خيثمة: كَانَ رجل صدق.
أَخْبَرَنَا على بن عبد الله المعدّل أخبرنا محمّد بن عمرو الرّزّاز حدّثنا أحمد بن زهير ابن حرب حدّثنا أحمد بن الحجّاج المروزيّ حدّثنا عبد الله بن المبارك حدّثني عيسى ابن عَمْرِو بْن مُرَّةَ عَنْ شَقِيقِ بْن سَلَمَةَ. قال قال سهل بن حنيف: يا أيها الناس اتهموا رأيكم، فإنا والله ما أخذنا بقولهن إلى أمر يقطعنا قط إلا أسهلن بنا إِلَى أمر نعرفه، إلا أمركم هَذَا فإنه لا يزداد إلا شدة ولبسا. فإني لقد رأيتني يوم أَبِي جندل ولو أجد أعوانا عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنكرت.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل القطّان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري. قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن الحجاج المروزي الذهلي البكري الشيباني، أول سنة اثنتين وعشرين ومائتين يوم عاشوراء.