إِسْحَاق بْن منصور أَبُو يعقوب.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه أَبُو يَعْقُوْبَ
هُوَ: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المَشْرِقِ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ، أَبُو يَعْقُوْبَ.
فَأَنْبَأَنِي أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الخَطَّابِ العَلاَءُ بنُ أَبِي المُغِيْرَةِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَزْمٍ، عَنِ ابْنِ عَمِّهِ؛ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَزْمٍ، قَالَ:
هُوَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَخْلَدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَطَرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ
غَالِبِ بنِ وَارِثِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَطِيَّةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ هَمَّامِ بنِ أَسَدِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَمْرِو بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ التَّمِيْمِيُّ، ثُمَّ الحَنْظَلِيُّ، المَرْوَزِيُّ، نَزِيلُ نَيْسَابُوْرَ.قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ المُبَارَكِ، فَمَا أَقدَمَ عَلَى الرِّوِايَةِ عَنْهُ؛ لِكَوْنِهِ كَانَ مُبْتَدِئاً، لَمْ يُتقِنِ الأَخْذَ عَنْهُ، وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَكَتَبَ عَنْ خَلقٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِيْنَ.
وَسَمِعَ: الفَضْلَ بنَ مُوْسَى السِّيْنَانِيَّ، وَالفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيَّ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ، وَأَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ، وَجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعِيْسَى بنَ يُوْنُسَ، وَأَبَا تُمَيْلَةَ يَحْيَى بنَ وَاضِحٍ، وَعَتَّابَ بنَ بَشِيْرٍ الجَزَرِيَّ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرَ، وَمَرْحُوْمَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ، وَمَخْلَدَ بنَ يَزِيْدَ، وَحَاتِمَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَعُمَرَ بنَ هَارُوْنَ البَلْخِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ غُنْدَراً، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عُلَيَّةَ، وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَشُعَيْبَ بنَ إِسْحَاقَ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيَّ، وَالنَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُضَيْلٍ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَسْبَاطَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ، وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ القَطَّانَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ، وَعَبِيْدَةَ بنَ حُمَيْدٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَأُمَماً سِوَاهُم بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَاليَمَنِ، وَالشَّامِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ - وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ - وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ - وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ - وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ فِي (
صَحِيْحَيْهِمَا) ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي (سُنَنِهِمَا) ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى السُّلَمِيُّ فِي (جَامِعِه) ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ الظَاهِرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه، وَوَلَدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُشْتِيُّ - بِشِيْنٍ مُعْجَمَةٍ - وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ الجَارُوْدِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ - خَاتِمَةُ أَصْحَابِه - وَخَلْقٌ سِوَاهُم.وَقَدْ وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً.
فَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُوْنَ بنِ رِئَابٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، خَطَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ فِيْهِ قَوْلاً شَبِيهاً بِالعِدَةِ، وَإِنِّي أَكرَهُ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِثُلُثِ النِّفَاقِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ
الكَرِيْمِ الشَّافِعِيِّ فِي كِتَابِهِ مِنْ مَرْوَ، قَالَ:أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ حُسَيْنٍ الرِّيْوَنْدِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ المُحِبِّ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا جَدِّي؛ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَنْطَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
قَنَتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْراً بَعْدَ الرُّكُوْعِ يَدْعُ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَيَقُوْلُ: (عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ) .
أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى المُفِيْدُ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَاتٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، أَخْبَرَنَا المُعْتَمِرُ، عَنِ ابْنِ فَضَاءٍ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ المُسْلِمِيْنَ الجَائِزَةِ بَيْنَهُم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ
مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ:كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاعِداً تَحْتَ نَخْلَةٍ، فَهَاجَتْ رِيْحٌ، فَقَامَ فَزِعاً، فَقِيْلَ لَهُ، فَقَالَ: (إِنِّي تَخَوَّفْتُ السَّاعَةَ ) .
إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وَحَكَى عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ الدَّايَةِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّرَائِفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ - هُوَ المَقْبُرِيُّ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ) .
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ؛ ذَهَبَتِ اثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ؟
قَالَ: (فَإِنَّ عَلَيْهِ شُعْبَةً مِنْ نِفَاقٍ، مَا بَقِيَ فِيْهِ مِنْهُنَّ شَيْءٌ ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ.
وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيْحٌ السِّنْدِيُّ: صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ، وَمَا هُوَ بِالحُجَّةِ.
وَأَمَّا المَتْنُ فَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَفِيْهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النِّفَاقَ يَتَبَعَّضُ وَيَتَشَعَّبُ، كَمَا أَنَّ الإِيْمَانَ ذُو شُعَبٍ، وَيَزِيْدُ وَيَنقُصُ، فَالكَامِلُ الإِيْمَانِ مَنِ اتَّصَفَ بِفِعْلِ الخَيْرَاتِ وَتَركِ المُنْكَرَاتِ، وَلَهُ قُرَبٌ مَاحِيَةٌ لِذُنُوبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُم} [الأَنْفَالُ: 2] ، إِلَى قَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُوْنَ حَقّاً} [الأَنْفَالُ: 4] ، وَقَالَ: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُوْنَ} [المُؤْمِنُوْنَ: 1] ، إِلَى قَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ، الَّذِيْنَ يَرِثُوْنَ الفِرْدَوُسَ} [المُؤْمِنُوْنَ: 10 - 11] ، وَدُوْنَ هَؤُلاَءِ خَلقٌ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ الَّذِيْنَ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً، وَدُوْنَهُم عُصَاةُ المُسْلِمِيْنَ، فَفِيْهِمْ إِيْمَانٌ يَنْجُوْنَ بِهِ مِنْ خُلُوْدِ عَذَابِ اللهِ -تَعَالَى- وَبِالشَّفَاعَةِ.أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى الحَدِيْثِ المُتَوَاتِرِ: (أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيْمَانٍ ) ، وَكَذَلِكَ شُعَبُ النِّفَاقِ مِنَ الكَذِبِ وَالخِيَانَةِ وَالفُجُورِ وَالغَدْرِ وَالرِّيَاءِ وَطَلَبِ العِلْمِ لِيُقَالَ، وَحُبُّ الرِّئاسَةِ وَالمَشْيَخَةِ، وَمُوَادَّةِ الفُجَّارِ وَالنَّصَارَى.
فَمَنِ ارتَكَبَهَا كُلَّهَا، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ غِلُّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ حَرَجٌ مِنْ قَضَايَاهُ، أَوْ يَصُوْمُ رَمَضَانَ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ، أَوْ يُجَوِّزُ أَنَّ دِيْنَ النَّصَارَى أَوِ اليَهُوْدِ دِيْنٌ مَلِيْحٌ، وَيَمِيلُ إِلَيْهِم، فَهَذَا لاَ تَرْتَبْ فِي أَنَّه كَامِلُ النِّفَاقِ، وَأَنَّهُ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، وَصِفَاتُه المَمْقُوْتَةُ عَدِيْدَةٌ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ قِيَامِهِ إِلَى الصَّلاَةِ كَسلاَنَ، وَأَدَائِهِ الزَّكَاةَ وَهُوَ كَارِهٌ، وَإِنْ عَامَلَ النَّاسَ، فَبِالمَكْرِ وَالخَدِيعَةِ، قَدِ اتَّخَذَ إِسْلاَمَهُ جُنَّةً - نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ النِّفَاقِ - فَقَدْ خَافَهُ سَادَةُ الصَّحَابَةِ عَلَى نُفُوْسِهِم، فَإِنْ كَانَ فِيْهِ شُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقِ الأَعْمَالِ، فَلَهُ قِسْطٌ مِنَ المَقْتِ حَتَّى يَدَعَهَا، وَيَتُوبَ مِنْهَا، أَمَّا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ مِنَ الإِيْمَانِ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ،
فَهَذَا لَيْسَ بِمُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، كَمَا أَنَّ مَنْ فِي قَلبِهِ جَزمٌ بِالإِيْمَانِ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِالمَعَادِ، وَإِنِ اقتَحَمَ الكَبَائِرَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِكَافِرٍ.قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم، فَمِنْكُم كَافِرٌ، وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التَّغَابُنُ: 2] ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ كَبِيْرَةٌ جَلِيلَةٌ، قد صَنَّفَ فِيْهَا العُلَمَاءُ كُتُباً، وَجَمَعَ فِيْهَا الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ شَيْخُنَا مُجَلَّداً حَافِلاً قَدِ اخْتَصَرْتُهُ.
نَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يَحْفَظَ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا حَتَّى نُوَافِيَهُ لَهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يُحَدِّثُ عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، قَالَ:
لَوْ أَرَدْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي مَرْيَمَ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ لِي فُلاَناً وَفُلاَناً، لَفَعَلَ.
يَعْنِي: يَقُوْلُ: عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، وَحَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، وَضَمْرَةَ.
ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا رَوَى أَبِي عَنْ إِسْحَاقَ سِوَى هَذَا.
قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ: مَنْ أَكْبَرُ، أَنْتَ أَوْ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ؟
قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي فِي السِّنِّ وَغَيْرِهِ.
ثُمَّ قَالَ مُوْسَى: كَانَ مَوْلِدُ إِسْحَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ - فِيْمَا يَرَى مُوْسَى -.
قُلْتُ: قَدْ قَدَّمنَا أَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ هَذَا بِمُدَّةٍ، فَمُوْسَى لَمْ يُحَرِّرْ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ: كَتَبَ عَنِّي يَحْيَى بنُ آدَمَ أَلْفَيْ حَدِيْثٍ.
قَالَ حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ يَقُوْلُ:
جَزَى اللهُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَصَدَقَةَ بنَ الفَضْلِ، وَيَعْمَرَ عَنِ الإِسْلاَمِ خَيْراً، أَحْيَوُا السُّنَةَ بِالمَشْرِقِ.
قُلْتُ: يَعْمَرُ: هُوَ ابْنُ بِشْرٍ.قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ ) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى المُسْتَمْلِي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ، قَالَ:
أَتَيْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، فَسَأَلْتُهُ شَيْئاً، فَقَالَ: صَنَعَ اللهُ لَكَ.
قُلْتُ: لَمْ أَسْأَلْكَ صُنْعَ اللهِ، إِنَّمَا سَأَلْتُكَ صَدَقَةً.
فَقَالَ: لَطَفَ اللهُ لَكَ.
قُلْتُ: لَمْ أَسْأَلْكَ لُطْفَ اللهِ، إِنَّمَا سَأَلْتُكَ صَدَقَةً.
فَغَضِبَ، وَقَالَ: الصَّدَقَةُ لاَ تَحِلُّ لَكَ.
قُلْتُ: وَلِمَ؟
قَالَ: لأَنَّ جَرِيْراً حَدَّثَنَا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلاَ لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ ) .
فَقُلْتُ: تَرَفَّقْ، يَرْحَمْكَ اللهُ، فَمَعِي حَدِيْثٌ فِي كَرَاهِيَةِ العَمَلِ.
قَالَ إِسْحَاقُ: وَمَا هُوَ؟
قُلْتُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّادِقُ النَّاطِقُ، عَنِ أَفشينَ، عَنِ إِيتَاخَ، عَنْ سِيمَاءَ الصَّغِيْرِ، عَنْ عُجَيْفِ بنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ زُغْلُمُجَ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، أَنَّهُ قَالَ:
العَمَلُ شُؤمٌ، وَتَرْكُهُ خَيْرٌ، تَقْعُدُ تَمَنَّى، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَعْمَلَ تَعَنَّى.
فَضَحِكَ إِسْحَاقُ، وَذَهَبَ غَضَبُهُ.
وَقَالَ: زِدْنَا.
فَقُلْتُ: وَحَدَّثَنَا
الصَّادِقُ النَّاطِقُ بإِسْنَادِهِ، عَنْ عُجَيْفٍ، قَالَ:قَعَدَ زُغْلُمُجُ فِي جُلَسَائِهِ، فَقَالَ: أَخْبِرُوْنِي بِأَعْقَلِ النَّاسِ.
فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: لَمْ تُصِيْبُوا، بَلْ أَعْقَلُ النَّاسِ الَّذِي لاَ يَعْمَلُ؛ لأَنَّ مِنَ العَمَلِ يَجِيْءُ التَّعَبُ، وَمِنَ التَّعَبِ يَجِيْءُ المَرَضُ، وَمِنَ المَرَضِ يَجِيْءُ المَوْتُ، وَمَنْ عَمِلَ، فَقَدْ أَعَانَ عَلَى نَفْسِهِ، وَاللهُ يَقُوْلُ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم} [النِّسَاءُ: 29] .
فَقَالَ: زِدْنَا مِنْ حَدِيْثِكَ.
فَقَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّادِقُ النَّاطِقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُغْلُمُجَ، قَالَ:
مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ شِوَاءً، غَفَرَ اللهُ لَهُ عَدَدَ النَّوَى، وَمَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ هَرِيْسَةًَ، غَفَرَ لَهُ مِثْلَ الكَنِيْسَةِ، وَمَنْ أَطعَمَ أَخَاهُ جنب، غَفَرَ اللهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ.
فَضَحِكَ إِسْحَاقُ، وَأَمَرَ لَهُ بِدِرْهَمَيْنِ وَرَغِيْفَيْنِ.
أَوْرَدَهَا: ابْنُ حِبَّانَ، وَلَمْ يُضَعِّفْهَا.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي الأَمِيْرُ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ: لِمَ قِيْلَ لَكَ: ابْنُ رَاهْوَيْه؟ وَمَا مَعْنَى هَذَا؟ وَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَكَ ذَلِكَ؟
قَالَ: اعْلَمْ أَيُّهَا الأَمِيْرُ أَنَّ أَبِي وُلِدَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، فَقَالَتْ المَرَاوِزَةُ: رَاهْوَيْه؛ لأَنَّه وُلِدَ فِي الطَّرِيْقِ، وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُ هَذَا.
وَأَمَّا أَنَا، فَلاَ أَكْرَهُهُ.
قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ خَالِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ:
سَأَلَنِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، عَنْ حَدِيْثِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى ... ، حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَلْحَظُ فِي الصَّلاَةِ، وَلاَ يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ) .
قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! رَوَاهُ وَكِيْعٌ بِخِلاَفِ هَذَا!فَقَالَ: اسْكُتْ، إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوْبَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فَتَشُكُّ فِيْهِ؟
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الصَّفَّارِ، قَالَ: لَوْ كَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ فِي الأَحْيَاءِ، لاَحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ فِي أَشْيَاءَ كَثِيْرَةٍ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ طَاهِرٍ، وَإِذَا عِنْدَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيْمُ، مَا تَقُوْلُ فِي غَسِيْلِ الثِّيَابِ؟
قَالَ: فَرِيْضَةٌ.
قَالَ: مِنْ أَيْنَ تَقُوْلُ؟
قَالَ: مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وِثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المُدَّثِرُ: 4] فَكَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ اسْتَحْسَنَهُ.
فَقُلْتُ: أَعَزَّ اللهُ الأَمِيْرَ، كَذِبٌ هَذَا، أَخْبَرَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قَالَ: قَلْبَكَ فَنَقِّهِ.
وَأَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ:
عَنْ قَتَادَةَ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المُدَّثِرُ: 4] ، قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ.
ثُمَّ ذَكَرَ إِسْحَاقُ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: (مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) .
فَقَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: يَا
إِبْرَاهِيْمُ، إِيَّاكَ أَنْ تَنْطِقَ فِي القُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.قَالَ قَائِلٌ: مَا دَلَّتِ الآيَةُ عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الأَقْوَالِ المَذْكُوْرَةِ، بَلْ هِيَ نَصٌّ فِي غَسْلِ النَّجَاسَةِ مِنَ الثَّوْبِ، فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ تَحْرِيْفِ كِتَابِهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ شَرِبتَ البَلاَذُرَ لِلْحِفْظِ؟
قُلْتُ: مَا هَمَمْتُ بِذَلِكَ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ سَاجٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
خُذْ مِثْقَالاً مِنْ كَنْدَرٍ، وَمِثْقَالاً مِنْ سُكَّرٍ، فَدُقَّهُمَا، ثُمَّ اقْتَحِمْهُمَا عَلَى الرِّيْقِ، فَإِنَّهُ جَيِّدٌ لِلنِّسْيَانِ وَالبَوْلِ.
فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِقِرْطَاسٍ، فَكَتَبَهُ.
وَسَمِعْتُ العَنْبَرِيَّ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الفَرَّاءَ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: لَيَومٌ مِنْ إِسْحَاقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُمُرِي.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: رَحِمَ اللهُ إِسْحَاقَ، مَا كَانَ أَفْقَهَهُ وَأَعْلَمَهُ!
قَالَ دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ، وَسُئِلَ عَنِ الجَمَاعَةِ: أَفَرِيْضَةٌ هِيَ؟قَالَ: نَعَمْ.
عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الخُوَارِزْمِيِّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ ثَلاَثَةً لاَ نَظِيْرَ لَهُم فِي البِدْعَةِ وَالكَذِبِ: جَهْمٌ، وَعُمَرُ بنُ صُبَيْحٍ، وَمُقَاتِلٌ.
مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيَّ يَقُوْلُ:
كُنْتُ فِي مَجْلِسِ إِسْحَاقَ، فَسَأَلَهُ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ عَمَّنْ يُحَدِّثُ بِالأَجْرِ؟
قَالَ: لاَ تَكْتُبْ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ:
مَكْتُوْبٌ فِي الكُتُبِ: عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً.
بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَرَكَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} ، فَقَالَ: مَنْ تَرَكَ (ب) ، أَوْ (س) ، أَوْ (م) مِنْهَا، فَصَلاَتُه فَاسِدَةٌ، لأَنَّ الحَمْدَ سَبْعُ آيَاتٍ.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَنْ تَرَكَهَا، فَقَدْ تَرَكَ مائَةً وَثَلاَثَ عَشْرَةَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ -تَعَالَى-.
قَالَ الحَاكِمُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه إِمَامُ عَصْرِهِ فِي الحِفْظِ وَالفَتْوَى، سَكَنَ نَيْسَابُوْرَ، وَمَاتَ بِهَا.
وَقِيْلَ: إِنَّ أَصْلَهُ مَرْوَزِيٌّ، خَرَجَ إِلَى العِرَاقِ فِي
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.قَالَ مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
أَدْخُلُ الحَمَّامَ وَأَنَا شَيْخٌ، وَأَخْرُجُ وَأَنَا شَابٌّ.
قَالَ الحَاكِمُ: أَصْحَابُ إِسْحَاقَ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاَثِ طَبَقَاتٍ:
فَالأُوْلَى: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ العَبْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَفْصِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الدَّارَبْجِرْدِيُّ، وَحَامِدُ بنُ أَبِي حَامِدٍ المُقْرِئُ، وَخُشْنَامُ بنُ الصّديْقِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرَّاءُ، وَيَحْيَى بنُ الذُّهْلِيِّ.
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ: مُسْلِم بنُ الحَجَّاجِ ... ، وَسَرَدَ جَمَاعَةً.
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ: خَاتِمَتُهُم أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ.
قَالَ حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ: {مَا يَكُوْنُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُم} [المُجَادَلَةُ: 7] كَيْفَ تَقُوْلُ فِيْهِ؟
قَالَ: حَيْثُمَا كُنْتَ، فَهُوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ حَبْلِ الوَرِيْدِ، وَهُوَ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَبْيَنُ شَيْءٍ فِي ذَلِكَ قَوْلُهُ: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الخَفَّافُ، قَالَ:
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه: إِجْمَاعُ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُ -تَعَالَى- عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَسْفَلِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: إِذَا رَأَيْتَ الخُرَاسَانِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ؛ شَيْخُ ابْنِ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ
حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:لَمْ يَعْبُرِ الجِسْرَ إِلَى خُرَاسَانَ مِثْلُ إِسْحَاقَ، وَإِنْ كَانَ يُخَالِفُنَا فِي أَشْيَاءَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَلْ يُخَالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ الطُّوْسِيُّ حِيْنَ مَاتَ إِسْحَاقُ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً كَانَ أَخْشَى للهِ مِنْ إِسْحَاقَ، يَقُوْلُ اللهُ -تَعَالَى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ } [فَاطِرٌ: 28] .
قَالَ: وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ.
وَلَوْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي الحَيَاةِ، لاَحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ: لَوْ كَانَ الثَّوْرِيُّ وَالحَمَّادَانِ فِي الحَيَاةِ، لاَحْتَاجُوا إِلَى إِسْحَاقَ فِي أَشْيَاءَ كَثِيْرَةٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ: سَادَ إِسْحَاقُ أَهْلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ بِصِدْقِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ: أَنْشَدَ رَجُلٌ عَلَى قَبْرِ إِسْحَاقَ، فَقَالَ:
وَكَيْفَ احْتِمَالِي لِلسَّحَابِ صَنِيعَهُ ... بِإِسْقَائِه قَبْراً وَفِي لَحْدِهِ بَحْرُ قَالَ السَّرَّاجُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ:
قَالَ عَلِيُّ بنُ حجْرٍ: لَمْ يُخَلِّفْ إِسْحَاقُ يَوْمَ فَارَقَ مِثْلَهُ بِخُرَاسَانَ عِلْماً وَفِقْهاً.
بَيَّضَ اللهُ وَجْهَهُ وَوَقَاهُ ... فَزَعاً يَوْمَ القَمْطَرِيْرِ وَهَوْلَهُ
وَأَثَابَ الفِرْدَوُسَ مَنْ قَالَ: آمِـ ... ـيْنَ، وَأَعطَاهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ سُؤْلَهُ
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ إِسْحَاقُ قَرِيْنَ أَحْمَدَ، وَكَانَ لِلآثَارِ مُثِيْرَاًَ، وَلأَهْلِ الزَّيغِ مُبِيْراً.
قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَسُئِلَ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَقَالَ:
مِثْلُ إِسْحَاقَ يُسْأَلُ عَنْهُ؟! إِسْحَاقُ عِنْدَنَا إِمَامٌ.
وَعَنِ الإِمَام أَحْمَدَ أَيْضاً، قَالَ: لاَ أَعرِفُ لإِسْحَاقَ فِي الدُّنْيَا نَظِيْراً.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ابْنُ رَاهْوَيْه أَحَدُ الأَئِمَّةِ، ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ ذُؤَيْبٍ يَقُوْلُ: مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلَ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَاللهِ لَوْ كَانَ إِسْحَاقُ فِي التَّابِعِيْنَ، لأَقَرُّوا لَهُ بِحِفْظِهِ وَعِلْمِهِ وَفِقْهِهِ.
عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فَضْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
قَالَ:مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلاَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيْثٍ قَطُّ إِلاَّ حَفِظْتُهُ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، فَقَالَ: تَعجَبُ مِنْ هَذَا؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: مَا كُنْتُ أَسْمَعُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظْتُهُ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَبْعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ - أَوْ قَالَ أَكْثَرَ - فِي كُتُبِي.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الخَفَّافُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ فِي كُتُبِي، وَثَلاَثِيْنَ أَلْفاً أَسْرُدُهَا.
قَالَ: وَأَمْلَى عَلَيْنَا إِسْحَاقُ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيْثٍ مِنْ حِفْظِهِ، ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْنَا، فَمَا زَادَ حَرْفاً، وَلاَ نَقصَ حَرْفاً.
هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا: الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ حَيَّوَيْه، سَمِعَ أَبَا دَاوُدَ، فَذَكَرَهَا.
فَهَذَا -وَاللهِ- الحِفْظُ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، قَالَ: مَا سَمِعْتُ شَيْئاً إِلاَّ وَحَفِظْتُهُ، وَلاَ حَفِظْتُ شَيْئاً قَطُّ فَنَسِيْتُهُ.
أَبُو يَزِيْدَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِي.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ:
ذَكَرْتُ لأَبِي زُرْعَةَ حِفْظَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا رُئِيَ أَحْفَظُ مِنْ إِسْحَاقَ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَالعَجَبُ مِنْ إِتْقَانِه، وَسَلاَمَتِهِ مِنَ الغَلَطِ مَعَ مَا رُزِقَ مِنَ الحِفْظِ.
فَقُلْتُ لأَبِي حَاتِمٍ: إِنَّهُ أَملَى التَّفْسِيْرَ عَنْ ظَهرِ قَلْبِهِ.
قَالَ: وَهَذَا أَعْجَبُ، فَإِنَّ ضَبْطَ الأَحَادِيْثِ المُسْنَدَةِ أَسْهَلُ وَأَهْوَنُ مِنْ ضَبْطِ أَسَانِيْدِ التَّفْسِيْرِ وَأَلْفَاظِهَا.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الحَافِظُ: فَاتَنِي عَنْ إِسْحَاقَ مَجْلِسٌ مِنْ مُسْنَدِهِ، وَكَانَ يُمِلُّهُ حِفْظاً، فَتَرَدَّدتُ إِلَيْهِ مِرَاراً لِيُعِيدَهُ، فَتَعَذَّرَ، فَقَصَدتُه يَوْماً
لأَسْأَلَهُ إِعَادَتَهُ، وَقَدْ حَمَلتُ إِلَيْهِ حِنْطَةً مِنَ الرُّسْتَاقِ، فَقَالَ لِي: تَقُومُ عِنْدِي وَتَكْتُبُ وَزْنَ هَذِهِ الحِنْطَةِ، فَإِذَا فَرَغْتَ، أَعَدْتُ لَكَ.فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَسَأَلَنِي عَنْ أَوَّلِ حَدِيْثٍ مِنَ المَجْلِسِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى عَضَادَةِ البَابِ، فَأَعَادَ المَجْلِسَ حِفْظاً.
وَكَانَ قَدْ أَمْلَى (المُسْنَدَ) كُلَّهُ حِفْظاً.
قَالَ البَرْقَانِيُّ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخُوَارِزْمِيِّ بِهَا، حَدَّثَكُم عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ القَاضِي، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
تَابَ رَجُلٌ مِن الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ يَبْكِي، وَيَقُوْلُ: كَيْفَ تُقْبَلُ تَوْبَتِي، وَقَدْ زَوَّرتُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ تَدُورُ فِي أَيدِي النَّاسِ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: أَنْتَ ابْنُ أَبِي يَعْقُوْبَ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَزِمْتَهُ، كَانَ أَكْثَرَ لِفَائِدَتِكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: الحُفَّاظُ بِخُرَاسَانَ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ:
قَالَتْ لِي امْرَأَتِي: كَيْفَ تُقَدِّمُ إِسْحَاقَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَنْتَ أَكْبَرُ مِنْهُ؟
قُلْتُ: إِسْحَاقُ أَكْثَرُ عِلْماً مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبُّوْيَه: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: إِسْحَاقُ لَمْ تَلْقَ مِثْلَهُ.
وَعَنْ فَضْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ الحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، وَالحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ فَقِيْهٌ، وَأَمَّا إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَعِيْدٍ الشَّالنجِيُّ فَفَقِيْهٌ عَالِمٌ، وَأَمَّا أَبُو عَبْدِ اللهِ العَطَّارُ،
فَبَصِيْرٌ بِالعَرَبِيَّةِ وَالنَّحْوِ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، فَلَو أَمْكَنَنِي زِيَارَتُهُ، لَزُرْتُهُ.قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: قُلْتُ لأَبِي حَاتِمٍ:
أَقْبَلْتَ عَلَى قَوْلِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه؟
فقَال: لاَ أَعْلَمُ فِي دَهْرٍ وَلاَ عَصْرٍ مِثْلَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ.
قَالَ دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ الأَمِيْرِ، وَفِي كُمِّي تَمْرٌ آكُلُهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ تَرْكُكَ لِلرِّيَاءِ مِنَ الرِّيَاءِ، فَمَا فِي الدُّنْيَا أَقَلُّ رِيَاءً مِنْكَ.
وَهَذِهِ أَبْيَاتٌ لأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيِّ:
قُرْبِي إِلَى اللهِ دَعَانِي إِلَى ... حُبِّ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقِ
لَمْ يَجْعَلِ القُرْآنَ خَلْقاً كَمَا ... قَدْ قَالَهُ زِنْدِيْقُ فُسَّاقِ
يَا حُجَّةَ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ ... فِي سُنَّةِ المَاضِيْنَ لِلْبَاقِي
أَبُوْكَ إِبْرَاهِيْمُ مَحْضُ التُّقَى ... سَبَّاقُ مَجْدٍ وَابْنُ سَبَّاقِ
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى الشَّعْرَانِيُّ:
أَنَّ إِسْحَاقَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَأَنَّهُ -رَحِمَهُ اللهُ- كَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ.
وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ بِيَدِهِ كِتَاباً قَطُّ، وَمَا كَانَ يُحَدِّثُ إِلاَّ حِفْظاً.
وَقَالَ: كُنْتُ إِذَا ذَاكَرتُ إِسْحَاقَ العِلْمَ، وَجَدتُهُ فِيْهِ بَحْراً فَرْداً، فَإِذَا جِئْتُ إِلَى أَمْرِ الدُّنْيَا، رَأَيْتُهُ لاَ رَأْيَ لَهُ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ - مَعَ حِفْظهِ - إِمَاماً فِي التَّفْسِيْرِ، رَأْساً فِي الفِقْهِ، مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ:لَيْسَ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ اخْتِلاَفٌ أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ لَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وَكَيْفَ يَكُوْنُ شَيْءٌ خَرَجَ مِنَ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ- مَخْلُوْقاً؟!
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى طَاهِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ، وَعِنْدَهُ مَنْصُوْرُ بنُ طَلْحَةَ، فَقَالَ لِي مَنْصُوْرٌ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ! تَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ؟
قُلْتُ: نُؤْمِنُ بِهِ إِذَا أَنْتَ لاَ تُؤْمِنُ أَنَّ لَكَ فِي السَّمَاءِ رَبّاً، لاَ تَحْتَاجُ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا.
فَقَالَ لَهُ طَاهِرٌ الأَمِيْرُ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ؟
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
مَنْ قَالَ: لاَ أَقُوْلُ مَخْلُوْقٌ، وَلاَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ.
وَوَرَدَ عَنْ إِسْحَاقَ: أَنَّ بَعْضَ المُتَكَلِّمِيْنَ قَالَ لَهُ: كَفَرْتَ بِرَبٍّ يَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ.
فَقَالَ: آمَنتُ بِرَبٍّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ.
قُلْتُ: هَذِهِ الصِّفَاتُ مِنَ الاسْتِوَاءِ وَالإِتيَانِ وَالنُّزُوْلِ، قَدْ صَحَّتْ بِهَا النُّصُوْصُ، وَنَقَلَهَا الخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا بِرَدٍّ وَلاَ تَأْوِيْلٍ، بَلْ أَنْكَرُوا عَلَى مَنْ تَأَوَّلَهَا مَعَ إِصْفَاقِهِم عَلَى أَنَّهَا لاَ تُشبِهُ نُعُوْتَ المَخْلُوْقِيْنَ، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَلاَ تَنْبَغِي المُنَاظَرَةُ، وَلاَ التَّنَازُعُ فِيْهَا، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مُحاولَةً لِلرَّدِّ عَلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، أَوْ حَوماً عَلَى التَّكيِيْفِ أَوِ التَّعطِيْلِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: إِسْحَاقُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى هَؤُلاَءِ دَفَنُوا كُتُبَهُم.قُلْتُ: هَذا فَعَلَهُ عِدَّةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهُوَ دَالٌّ أَنَّهُم لاَ يَرَوْنَ نَقْلَ العِلْمِ وِجَادَةً، فَإِنَّ الخَطَّ قد يَتَصَحَّفُ عَلَى النَّاقِلِ، وَقَدْ يُمكِنُ أَنْ يُزَادَ فِي الخَطِّ حَرْفٌ، فَيُغَيِّرُ المَعْنَى، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
وَأَمَّا اليَوْمَ، فَقَدْ اتَّسَعَ الخَرقُ، وَقَلَّ تَحْصِيْلُ العِلْمِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، بَلْ وَمِنَ الكُتُبِ غَيْرِ المَغْلُوْطَةِ، وَبَعْضُ النَّقَلَةِ لِلْمَسَائِلِ قَدْ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يَتَهَجَّى.
قَالَ الدُّوْلاَبِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه: وُلِدَ أَبِي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَتُوُفِّيَ: لَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ: وَفِيْهِ يَقُوْلُ الشَّاعِرُ:
يَا هِدَة مَا هُدِدْنَا لَيْلَةَ الأَحَدِ ... فِي نِصْفِ شَعْبَانَ لاَ تُنْسَى بدَ الأَبَدِ
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ عَقِيْبَ هَذَا: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
فَائِدَةٌ لاَ فَائِدَةَ فِيْهَا، نَحْكِيهَا لِنليشَهَا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الآجُرِّيُّ صَاحِبُ كِتَابِ (مَسَائِلِ أَبِي دَاوُدَ) - وَمَا عَلِمْتُ أَحَداً لَيَّنَهُ -: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُوْلُ:
إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.
وَسَمِعْتُ مِنْهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، فَرَمَيتُ بِهِ.
قُلْتُ: فَهَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ.
وَفِي الجُمْلَةِ، فُكُلُّ أَحَدٍ يَتَعَلَّلُ قَبْلَ مَوْتِهِ
غَالِباً وَيَمْرَضُ، فَيَبْقَى أَيَّامَ مَرَضِهِ مُتَغَيَّرَ القُوَّةِ الحَافِظَةِ، وَيَمُوْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ عَلَى تَغَيُّرِهِ، ثُمَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَسِيْرٍ يَخْتَلِطُ ذِهنُهُ، وَيَتَلاَشَى عِلْمُهُ، فَإِذَا قَضَى، زَالَ بِالمَوْتِ حِفْظُهُ.فَكَانَ مَاذَا؟ أَفَبِمِثْلِ هَذَا يُلَيَّنُ عَالِمٌ قَطُّ؟! كَلاَّ وَاللهِ، وَلاَ سِيَّمَا مِثْلَ هَذَا الجَبَلِ فِي حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ.
نَعَمْ مَا عَلِمنَا اسْتَغرَبُوا مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ رَاهْوَيْه عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ حَدِيْثُهُ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُوْنَةَ فِي الفَأْرَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي ِسَمْنٍ، فَزَادَ إِسْحَاقُ فِي المَتْنِ مِنْ دُوْنِ سَائِرِ أَصْحَابِ سُفْيَانَ هَذِهِ الكَلِمَةَ (وَإِنْ كَانَ ذَائِباً، فَلاَ تَقْرَبُوْهُ ) .
وَلَعَلَّ الخَطَأَ فِيْهِ مِنْ بَعْضِ المُتَأَخِّرِيْنَ، أَوْ مِنْ رَاوِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ.
نَعَمْ، وَحَدِيْثٌ تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، قَالَ:حَدَّثَنَا: إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَزَالَتِ الشَّمْسُ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ.
فَهَذَا مُنْكَرٌ، وَالخَطَأُ فِيْهِ مِنْ جَعْفَرٍ، فَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي (صَحِيْحِهِ ) ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ شَبَابَةَ.
وَلَفْظُهُ: (إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَرَادَ الجَمْعَ، أَخَّرَ الظُّهْرَ، حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُ وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا) .
تَابَعَهُ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ شَبَابَةَ، وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَيْهِ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ ) مِنْ حَدِيْثِ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ.
وَلَفْظُهُ: (إِذَا عَجلَ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى أَوَّلِ وَقْتِ العَصْرِ، فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا) .
وَمَعَ حَالِ إِسْحَاقَ وَبَرَاعَتِهِ فِي الحِفْظِ، يُمْكِنُ أَنَّهُ - لِكَوْنِهِ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ مِنْ حِفْظِهِ - جَرَى عَلَيْهِ الوَهْمُ فِي حَدِيْثَيْنِ مِنْ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ، فَلَو أَخْطَأَ مِنْهَا فِي ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، لَمَا حَطَّ ذَلِكَ رُتْبَتَهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِهِ أَبَداً، بَلْ كَوْنُ إِسْحَاقَ تَتَبَّعَ حَدِيْثَهُ، فَلَمْ يُوْجَدْ خَطَأٌ قَطُّ سِوَى حَدِيْثَيْنِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَحفَظُ أَهْلِ زَمَانِهِ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ الكَرَابِيْسِيُّ - وَهُوَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ - قَالَ:رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَ إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيُّ، كَأَنَّ قَمَراً ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ سِكَّةِ إِسْحَاقَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَسَقَطَ فِي المَوْضِعِ الَّذِي دُفِنَ فِيْهِ إِسْحَاقُ.
قَالَ: وَلَمْ أَشْعُرْ بِمَوْتِهِ، فَلَمَّا غَدَوتُ، إِذَا بِحَفَّارٍ يَحْفِرُ قَبْرَ إِسْحَاقَ فِي المَوْضِعِ الَّذِي رَأَيْتُ القَمَرَ وَقَعَ فِيْهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ، سَأَلْتُ أَبَا قُدَامَةَ عَنِ الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ.
فَقَالَ: أَمَّا أَفْقَهُهُم: فَالشَّافِعِيُّ، إِلاَّ أَنَّهُ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، وَأَمَّا أَوْرَعُهُم: فَأَحْمَدُ، وَأَمَّا أَحْفَظُهُم: فَإِسْحَاقُ، وَأَمَّا أَعْلَمُهُم بِلُغَاتِ العَرَبِ: فَأَبُو عُبَيْدٍ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: قَالَ لِي مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه: مَنْ أَكْبَرُ: أَنْتَ أَوْ أَحْمَدُ؟
قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي فِي السِّنِّ وَغَيْرِهِ.
وَكَانَ مَوْلِدُ إِسْحَاقَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ فِيْمَا يَرَى مُوْسَى - قَدْ مَرَّتْ هَذِهِ المَقَالةُ -.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ جَعْفَرٍ اللَّبَّانُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، قَالَ:
وُلِدَ أَبِي مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مَثْقُوْبَ الأُذُنَيْنِ، فَمَضَى جَدِّي رَاهْوَيْه إِلَى الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَكُوْنُ ابْنُكَ رَأْساً، إِمَّا فِي الخَيْرِ، وَإِمَّا فِي الشَّرِّ.
هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الخَطِيْبُ فِي (تَارِيْخِهِ ) : عَنِ الجَوْهَرِيِّ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الخَزَّازُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ... ، فَذَكَرَهَا.
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، وَحِكَايَةٌ عَجِيْبةٌ.
أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
المُسْتَمْلِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوْبَ الخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ النُّعْمَانِ بن أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُوْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: (لَيْسَ فِي الأَوْقَاصِ صَدَقَةٌ ) .قَالَ السَّرَّاجُ: فَسَأَلْتُ أَبَا يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، فَحَدَّثَنِي بِهِ.
قُلْتُ: الأَوْقَاصُ: الكُسُورُ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ المُسْتَمْلِي، عَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ العِرَاقِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي أَحْمَدَ، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ، وَإِذَا رَأَيْتَ الخُرَاسَانِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي إِسْحَاقَ، فَاتَّهِمْهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ البَصْرِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُوْلُ:
وَافَقْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ صَاحِبَنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ بِبَغْدَادَ، اجْتَمَعُوا فِي الرُّصَافَةِ أَعْلاَمُ الحَدِيْثِ، فِيْهِم أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُمَا، فَكَانَ صَدْرُ المَجْلِسِ لإِسْحَاقَ، وَهُوَ الخَطِيْبُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ العَرُوْضِيُّ: حَدَّثَنَا النَّسَائِيُّ، قَالَ:
إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه أَحَدُ الأَئِمَّةِ.وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ النَّسَائِيِّ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: إِسْحَاقُ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ ذُؤَيْبٍ يَقُوْلُ: مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلَ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:
سَأَلَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيْثِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْحَظُ فِي صَلاَتِهِ، وَلاَ يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ) .
قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ، رَوَاهُ وَكِيْعٌ بِخِلاَفِ هَذَا.
فَقَالَ أَحْمَدُ: اسْكُتْ، إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوْبَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، فَحَسْبُكَ بِهِ.
رَوَاهَا: الحَاكِمُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ حَاتِمٍ المَرُّوْذِيِّ، عَنْ نَصْرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
أَحْفَظُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ مُزَوَّرَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ ابْنِ الأُسْتَاذِ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا جَدِّي (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى بنُ الصَّابُوْنِيِّ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
(هَلَكَتْ قِلاَدَةٌ لِي، فَبَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي طَلَبِهَا رِجَالاً، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، وَلَمْ يَكُوْنُوا عَلَى وُضُوءٍ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ) .
أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ الكِنْدِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ ثَعْلَبٍ، وَفَقِيْهُ قُرْطُبَةَ؛ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ جَوَّاسٍ الحَنَفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ مَرْدَوَيْه المَرْوَزِيُّ، وَالزَّاهِدُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَيُّوْبَ الحَوْرَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هِشَامٍ الغَسَّانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِبْرِيْقٍ، وَبِشْرُ بنُ الحَكَمِ العَبْدِيُّ، وَزُهَيْرُ بنُ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَحَكِيْمُ بنُ سَيْفٍ الرَّقِّيُّ، وَطَالُوْتُ بنُ عَبَّادٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَعَمْرُو بنُ زُرَارَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البَرْجُلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيُّ، وَصَاحِبُ الأَنْدَلُسِ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ المروَانِيُّ.
هُوَ: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المَشْرِقِ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ، أَبُو يَعْقُوْبَ.
فَأَنْبَأَنِي أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الخَطَّابِ العَلاَءُ بنُ أَبِي المُغِيْرَةِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَزْمٍ، عَنِ ابْنِ عَمِّهِ؛ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَزْمٍ، قَالَ:
هُوَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَخْلَدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَطَرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ
غَالِبِ بنِ وَارِثِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَطِيَّةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ هَمَّامِ بنِ أَسَدِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَمْرِو بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ التَّمِيْمِيُّ، ثُمَّ الحَنْظَلِيُّ، المَرْوَزِيُّ، نَزِيلُ نَيْسَابُوْرَ.قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ المُبَارَكِ، فَمَا أَقدَمَ عَلَى الرِّوِايَةِ عَنْهُ؛ لِكَوْنِهِ كَانَ مُبْتَدِئاً، لَمْ يُتقِنِ الأَخْذَ عَنْهُ، وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَكَتَبَ عَنْ خَلقٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِيْنَ.
وَسَمِعَ: الفَضْلَ بنَ مُوْسَى السِّيْنَانِيَّ، وَالفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيَّ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ، وَأَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ، وَجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعِيْسَى بنَ يُوْنُسَ، وَأَبَا تُمَيْلَةَ يَحْيَى بنَ وَاضِحٍ، وَعَتَّابَ بنَ بَشِيْرٍ الجَزَرِيَّ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرَ، وَمَرْحُوْمَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ، وَمَخْلَدَ بنَ يَزِيْدَ، وَحَاتِمَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَعُمَرَ بنَ هَارُوْنَ البَلْخِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ غُنْدَراً، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عُلَيَّةَ، وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَشُعَيْبَ بنَ إِسْحَاقَ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيَّ، وَالنَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُضَيْلٍ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَسْبَاطَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ، وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ القَطَّانَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ، وَعَبِيْدَةَ بنَ حُمَيْدٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَأُمَماً سِوَاهُم بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَاليَمَنِ، وَالشَّامِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ - وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ - وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ - وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ - وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ فِي (
صَحِيْحَيْهِمَا) ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي (سُنَنِهِمَا) ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى السُّلَمِيُّ فِي (جَامِعِه) ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ الظَاهِرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه، وَوَلَدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُشْتِيُّ - بِشِيْنٍ مُعْجَمَةٍ - وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ الجَارُوْدِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ - خَاتِمَةُ أَصْحَابِه - وَخَلْقٌ سِوَاهُم.وَقَدْ وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً.
فَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُوْنَ بنِ رِئَابٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، خَطَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ فِيْهِ قَوْلاً شَبِيهاً بِالعِدَةِ، وَإِنِّي أَكرَهُ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِثُلُثِ النِّفَاقِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ
الكَرِيْمِ الشَّافِعِيِّ فِي كِتَابِهِ مِنْ مَرْوَ، قَالَ:أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ حُسَيْنٍ الرِّيْوَنْدِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ المُحِبِّ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا جَدِّي؛ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَنْطَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
قَنَتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْراً بَعْدَ الرُّكُوْعِ يَدْعُ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَيَقُوْلُ: (عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ) .
أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى المُفِيْدُ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَاتٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، أَخْبَرَنَا المُعْتَمِرُ، عَنِ ابْنِ فَضَاءٍ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ المُسْلِمِيْنَ الجَائِزَةِ بَيْنَهُم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ
مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ:كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاعِداً تَحْتَ نَخْلَةٍ، فَهَاجَتْ رِيْحٌ، فَقَامَ فَزِعاً، فَقِيْلَ لَهُ، فَقَالَ: (إِنِّي تَخَوَّفْتُ السَّاعَةَ ) .
إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وَحَكَى عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ الدَّايَةِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّرَائِفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ - هُوَ المَقْبُرِيُّ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ) .
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ؛ ذَهَبَتِ اثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ؟
قَالَ: (فَإِنَّ عَلَيْهِ شُعْبَةً مِنْ نِفَاقٍ، مَا بَقِيَ فِيْهِ مِنْهُنَّ شَيْءٌ ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ.
وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيْحٌ السِّنْدِيُّ: صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ، وَمَا هُوَ بِالحُجَّةِ.
وَأَمَّا المَتْنُ فَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَفِيْهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النِّفَاقَ يَتَبَعَّضُ وَيَتَشَعَّبُ، كَمَا أَنَّ الإِيْمَانَ ذُو شُعَبٍ، وَيَزِيْدُ وَيَنقُصُ، فَالكَامِلُ الإِيْمَانِ مَنِ اتَّصَفَ بِفِعْلِ الخَيْرَاتِ وَتَركِ المُنْكَرَاتِ، وَلَهُ قُرَبٌ مَاحِيَةٌ لِذُنُوبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُم} [الأَنْفَالُ: 2] ، إِلَى قَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُوْنَ حَقّاً} [الأَنْفَالُ: 4] ، وَقَالَ: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُوْنَ} [المُؤْمِنُوْنَ: 1] ، إِلَى قَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ، الَّذِيْنَ يَرِثُوْنَ الفِرْدَوُسَ} [المُؤْمِنُوْنَ: 10 - 11] ، وَدُوْنَ هَؤُلاَءِ خَلقٌ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ الَّذِيْنَ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً، وَدُوْنَهُم عُصَاةُ المُسْلِمِيْنَ، فَفِيْهِمْ إِيْمَانٌ يَنْجُوْنَ بِهِ مِنْ خُلُوْدِ عَذَابِ اللهِ -تَعَالَى- وَبِالشَّفَاعَةِ.أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى الحَدِيْثِ المُتَوَاتِرِ: (أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيْمَانٍ ) ، وَكَذَلِكَ شُعَبُ النِّفَاقِ مِنَ الكَذِبِ وَالخِيَانَةِ وَالفُجُورِ وَالغَدْرِ وَالرِّيَاءِ وَطَلَبِ العِلْمِ لِيُقَالَ، وَحُبُّ الرِّئاسَةِ وَالمَشْيَخَةِ، وَمُوَادَّةِ الفُجَّارِ وَالنَّصَارَى.
فَمَنِ ارتَكَبَهَا كُلَّهَا، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ غِلُّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ حَرَجٌ مِنْ قَضَايَاهُ، أَوْ يَصُوْمُ رَمَضَانَ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ، أَوْ يُجَوِّزُ أَنَّ دِيْنَ النَّصَارَى أَوِ اليَهُوْدِ دِيْنٌ مَلِيْحٌ، وَيَمِيلُ إِلَيْهِم، فَهَذَا لاَ تَرْتَبْ فِي أَنَّه كَامِلُ النِّفَاقِ، وَأَنَّهُ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، وَصِفَاتُه المَمْقُوْتَةُ عَدِيْدَةٌ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ قِيَامِهِ إِلَى الصَّلاَةِ كَسلاَنَ، وَأَدَائِهِ الزَّكَاةَ وَهُوَ كَارِهٌ، وَإِنْ عَامَلَ النَّاسَ، فَبِالمَكْرِ وَالخَدِيعَةِ، قَدِ اتَّخَذَ إِسْلاَمَهُ جُنَّةً - نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ النِّفَاقِ - فَقَدْ خَافَهُ سَادَةُ الصَّحَابَةِ عَلَى نُفُوْسِهِم، فَإِنْ كَانَ فِيْهِ شُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقِ الأَعْمَالِ، فَلَهُ قِسْطٌ مِنَ المَقْتِ حَتَّى يَدَعَهَا، وَيَتُوبَ مِنْهَا، أَمَّا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ مِنَ الإِيْمَانِ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ،
فَهَذَا لَيْسَ بِمُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، كَمَا أَنَّ مَنْ فِي قَلبِهِ جَزمٌ بِالإِيْمَانِ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِالمَعَادِ، وَإِنِ اقتَحَمَ الكَبَائِرَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِكَافِرٍ.قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم، فَمِنْكُم كَافِرٌ، وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التَّغَابُنُ: 2] ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ كَبِيْرَةٌ جَلِيلَةٌ، قد صَنَّفَ فِيْهَا العُلَمَاءُ كُتُباً، وَجَمَعَ فِيْهَا الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ شَيْخُنَا مُجَلَّداً حَافِلاً قَدِ اخْتَصَرْتُهُ.
نَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يَحْفَظَ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا حَتَّى نُوَافِيَهُ لَهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يُحَدِّثُ عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، قَالَ:
لَوْ أَرَدْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي مَرْيَمَ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ لِي فُلاَناً وَفُلاَناً، لَفَعَلَ.
يَعْنِي: يَقُوْلُ: عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، وَحَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، وَضَمْرَةَ.
ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا رَوَى أَبِي عَنْ إِسْحَاقَ سِوَى هَذَا.
قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ: مَنْ أَكْبَرُ، أَنْتَ أَوْ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ؟
قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي فِي السِّنِّ وَغَيْرِهِ.
ثُمَّ قَالَ مُوْسَى: كَانَ مَوْلِدُ إِسْحَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ - فِيْمَا يَرَى مُوْسَى -.
قُلْتُ: قَدْ قَدَّمنَا أَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ هَذَا بِمُدَّةٍ، فَمُوْسَى لَمْ يُحَرِّرْ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ: كَتَبَ عَنِّي يَحْيَى بنُ آدَمَ أَلْفَيْ حَدِيْثٍ.
قَالَ حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ يَقُوْلُ:
جَزَى اللهُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَصَدَقَةَ بنَ الفَضْلِ، وَيَعْمَرَ عَنِ الإِسْلاَمِ خَيْراً، أَحْيَوُا السُّنَةَ بِالمَشْرِقِ.
قُلْتُ: يَعْمَرُ: هُوَ ابْنُ بِشْرٍ.قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ ) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى المُسْتَمْلِي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ، قَالَ:
أَتَيْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، فَسَأَلْتُهُ شَيْئاً، فَقَالَ: صَنَعَ اللهُ لَكَ.
قُلْتُ: لَمْ أَسْأَلْكَ صُنْعَ اللهِ، إِنَّمَا سَأَلْتُكَ صَدَقَةً.
فَقَالَ: لَطَفَ اللهُ لَكَ.
قُلْتُ: لَمْ أَسْأَلْكَ لُطْفَ اللهِ، إِنَّمَا سَأَلْتُكَ صَدَقَةً.
فَغَضِبَ، وَقَالَ: الصَّدَقَةُ لاَ تَحِلُّ لَكَ.
قُلْتُ: وَلِمَ؟
قَالَ: لأَنَّ جَرِيْراً حَدَّثَنَا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلاَ لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ ) .
فَقُلْتُ: تَرَفَّقْ، يَرْحَمْكَ اللهُ، فَمَعِي حَدِيْثٌ فِي كَرَاهِيَةِ العَمَلِ.
قَالَ إِسْحَاقُ: وَمَا هُوَ؟
قُلْتُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّادِقُ النَّاطِقُ، عَنِ أَفشينَ، عَنِ إِيتَاخَ، عَنْ سِيمَاءَ الصَّغِيْرِ، عَنْ عُجَيْفِ بنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ زُغْلُمُجَ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، أَنَّهُ قَالَ:
العَمَلُ شُؤمٌ، وَتَرْكُهُ خَيْرٌ، تَقْعُدُ تَمَنَّى، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَعْمَلَ تَعَنَّى.
فَضَحِكَ إِسْحَاقُ، وَذَهَبَ غَضَبُهُ.
وَقَالَ: زِدْنَا.
فَقُلْتُ: وَحَدَّثَنَا
الصَّادِقُ النَّاطِقُ بإِسْنَادِهِ، عَنْ عُجَيْفٍ، قَالَ:قَعَدَ زُغْلُمُجُ فِي جُلَسَائِهِ، فَقَالَ: أَخْبِرُوْنِي بِأَعْقَلِ النَّاسِ.
فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: لَمْ تُصِيْبُوا، بَلْ أَعْقَلُ النَّاسِ الَّذِي لاَ يَعْمَلُ؛ لأَنَّ مِنَ العَمَلِ يَجِيْءُ التَّعَبُ، وَمِنَ التَّعَبِ يَجِيْءُ المَرَضُ، وَمِنَ المَرَضِ يَجِيْءُ المَوْتُ، وَمَنْ عَمِلَ، فَقَدْ أَعَانَ عَلَى نَفْسِهِ، وَاللهُ يَقُوْلُ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم} [النِّسَاءُ: 29] .
فَقَالَ: زِدْنَا مِنْ حَدِيْثِكَ.
فَقَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّادِقُ النَّاطِقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُغْلُمُجَ، قَالَ:
مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ شِوَاءً، غَفَرَ اللهُ لَهُ عَدَدَ النَّوَى، وَمَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ هَرِيْسَةًَ، غَفَرَ لَهُ مِثْلَ الكَنِيْسَةِ، وَمَنْ أَطعَمَ أَخَاهُ جنب، غَفَرَ اللهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ.
فَضَحِكَ إِسْحَاقُ، وَأَمَرَ لَهُ بِدِرْهَمَيْنِ وَرَغِيْفَيْنِ.
أَوْرَدَهَا: ابْنُ حِبَّانَ، وَلَمْ يُضَعِّفْهَا.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي الأَمِيْرُ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ: لِمَ قِيْلَ لَكَ: ابْنُ رَاهْوَيْه؟ وَمَا مَعْنَى هَذَا؟ وَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَكَ ذَلِكَ؟
قَالَ: اعْلَمْ أَيُّهَا الأَمِيْرُ أَنَّ أَبِي وُلِدَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، فَقَالَتْ المَرَاوِزَةُ: رَاهْوَيْه؛ لأَنَّه وُلِدَ فِي الطَّرِيْقِ، وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُ هَذَا.
وَأَمَّا أَنَا، فَلاَ أَكْرَهُهُ.
قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ خَالِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ:
سَأَلَنِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، عَنْ حَدِيْثِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى ... ، حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَلْحَظُ فِي الصَّلاَةِ، وَلاَ يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ) .
قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! رَوَاهُ وَكِيْعٌ بِخِلاَفِ هَذَا!فَقَالَ: اسْكُتْ، إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوْبَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فَتَشُكُّ فِيْهِ؟
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الصَّفَّارِ، قَالَ: لَوْ كَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ فِي الأَحْيَاءِ، لاَحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ فِي أَشْيَاءَ كَثِيْرَةٍ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ طَاهِرٍ، وَإِذَا عِنْدَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيْمُ، مَا تَقُوْلُ فِي غَسِيْلِ الثِّيَابِ؟
قَالَ: فَرِيْضَةٌ.
قَالَ: مِنْ أَيْنَ تَقُوْلُ؟
قَالَ: مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وِثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المُدَّثِرُ: 4] فَكَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ اسْتَحْسَنَهُ.
فَقُلْتُ: أَعَزَّ اللهُ الأَمِيْرَ، كَذِبٌ هَذَا، أَخْبَرَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قَالَ: قَلْبَكَ فَنَقِّهِ.
وَأَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ:
عَنْ قَتَادَةَ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المُدَّثِرُ: 4] ، قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ.
ثُمَّ ذَكَرَ إِسْحَاقُ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: (مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) .
فَقَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: يَا
إِبْرَاهِيْمُ، إِيَّاكَ أَنْ تَنْطِقَ فِي القُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.قَالَ قَائِلٌ: مَا دَلَّتِ الآيَةُ عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الأَقْوَالِ المَذْكُوْرَةِ، بَلْ هِيَ نَصٌّ فِي غَسْلِ النَّجَاسَةِ مِنَ الثَّوْبِ، فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ تَحْرِيْفِ كِتَابِهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ شَرِبتَ البَلاَذُرَ لِلْحِفْظِ؟
قُلْتُ: مَا هَمَمْتُ بِذَلِكَ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ سَاجٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
خُذْ مِثْقَالاً مِنْ كَنْدَرٍ، وَمِثْقَالاً مِنْ سُكَّرٍ، فَدُقَّهُمَا، ثُمَّ اقْتَحِمْهُمَا عَلَى الرِّيْقِ، فَإِنَّهُ جَيِّدٌ لِلنِّسْيَانِ وَالبَوْلِ.
فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِقِرْطَاسٍ، فَكَتَبَهُ.
وَسَمِعْتُ العَنْبَرِيَّ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الفَرَّاءَ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: لَيَومٌ مِنْ إِسْحَاقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُمُرِي.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: رَحِمَ اللهُ إِسْحَاقَ، مَا كَانَ أَفْقَهَهُ وَأَعْلَمَهُ!
قَالَ دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ، وَسُئِلَ عَنِ الجَمَاعَةِ: أَفَرِيْضَةٌ هِيَ؟قَالَ: نَعَمْ.
عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الخُوَارِزْمِيِّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ ثَلاَثَةً لاَ نَظِيْرَ لَهُم فِي البِدْعَةِ وَالكَذِبِ: جَهْمٌ، وَعُمَرُ بنُ صُبَيْحٍ، وَمُقَاتِلٌ.
مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيَّ يَقُوْلُ:
كُنْتُ فِي مَجْلِسِ إِسْحَاقَ، فَسَأَلَهُ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ عَمَّنْ يُحَدِّثُ بِالأَجْرِ؟
قَالَ: لاَ تَكْتُبْ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ:
مَكْتُوْبٌ فِي الكُتُبِ: عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً.
بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَرَكَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} ، فَقَالَ: مَنْ تَرَكَ (ب) ، أَوْ (س) ، أَوْ (م) مِنْهَا، فَصَلاَتُه فَاسِدَةٌ، لأَنَّ الحَمْدَ سَبْعُ آيَاتٍ.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَنْ تَرَكَهَا، فَقَدْ تَرَكَ مائَةً وَثَلاَثَ عَشْرَةَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ -تَعَالَى-.
قَالَ الحَاكِمُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه إِمَامُ عَصْرِهِ فِي الحِفْظِ وَالفَتْوَى، سَكَنَ نَيْسَابُوْرَ، وَمَاتَ بِهَا.
وَقِيْلَ: إِنَّ أَصْلَهُ مَرْوَزِيٌّ، خَرَجَ إِلَى العِرَاقِ فِي
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.قَالَ مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
أَدْخُلُ الحَمَّامَ وَأَنَا شَيْخٌ، وَأَخْرُجُ وَأَنَا شَابٌّ.
قَالَ الحَاكِمُ: أَصْحَابُ إِسْحَاقَ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاَثِ طَبَقَاتٍ:
فَالأُوْلَى: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ العَبْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَفْصِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الدَّارَبْجِرْدِيُّ، وَحَامِدُ بنُ أَبِي حَامِدٍ المُقْرِئُ، وَخُشْنَامُ بنُ الصّديْقِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرَّاءُ، وَيَحْيَى بنُ الذُّهْلِيِّ.
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ: مُسْلِم بنُ الحَجَّاجِ ... ، وَسَرَدَ جَمَاعَةً.
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ: خَاتِمَتُهُم أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ.
قَالَ حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ: {مَا يَكُوْنُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُم} [المُجَادَلَةُ: 7] كَيْفَ تَقُوْلُ فِيْهِ؟
قَالَ: حَيْثُمَا كُنْتَ، فَهُوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ حَبْلِ الوَرِيْدِ، وَهُوَ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَبْيَنُ شَيْءٍ فِي ذَلِكَ قَوْلُهُ: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الخَفَّافُ، قَالَ:
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه: إِجْمَاعُ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُ -تَعَالَى- عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَسْفَلِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: إِذَا رَأَيْتَ الخُرَاسَانِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ؛ شَيْخُ ابْنِ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ
حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:لَمْ يَعْبُرِ الجِسْرَ إِلَى خُرَاسَانَ مِثْلُ إِسْحَاقَ، وَإِنْ كَانَ يُخَالِفُنَا فِي أَشْيَاءَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَلْ يُخَالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ الطُّوْسِيُّ حِيْنَ مَاتَ إِسْحَاقُ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً كَانَ أَخْشَى للهِ مِنْ إِسْحَاقَ، يَقُوْلُ اللهُ -تَعَالَى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ } [فَاطِرٌ: 28] .
قَالَ: وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ.
وَلَوْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي الحَيَاةِ، لاَحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ: لَوْ كَانَ الثَّوْرِيُّ وَالحَمَّادَانِ فِي الحَيَاةِ، لاَحْتَاجُوا إِلَى إِسْحَاقَ فِي أَشْيَاءَ كَثِيْرَةٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ: سَادَ إِسْحَاقُ أَهْلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ بِصِدْقِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ: أَنْشَدَ رَجُلٌ عَلَى قَبْرِ إِسْحَاقَ، فَقَالَ:
وَكَيْفَ احْتِمَالِي لِلسَّحَابِ صَنِيعَهُ ... بِإِسْقَائِه قَبْراً وَفِي لَحْدِهِ بَحْرُ قَالَ السَّرَّاجُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ:
قَالَ عَلِيُّ بنُ حجْرٍ: لَمْ يُخَلِّفْ إِسْحَاقُ يَوْمَ فَارَقَ مِثْلَهُ بِخُرَاسَانَ عِلْماً وَفِقْهاً.
بَيَّضَ اللهُ وَجْهَهُ وَوَقَاهُ ... فَزَعاً يَوْمَ القَمْطَرِيْرِ وَهَوْلَهُ
وَأَثَابَ الفِرْدَوُسَ مَنْ قَالَ: آمِـ ... ـيْنَ، وَأَعطَاهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ سُؤْلَهُ
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ إِسْحَاقُ قَرِيْنَ أَحْمَدَ، وَكَانَ لِلآثَارِ مُثِيْرَاًَ، وَلأَهْلِ الزَّيغِ مُبِيْراً.
قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَسُئِلَ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَقَالَ:
مِثْلُ إِسْحَاقَ يُسْأَلُ عَنْهُ؟! إِسْحَاقُ عِنْدَنَا إِمَامٌ.
وَعَنِ الإِمَام أَحْمَدَ أَيْضاً، قَالَ: لاَ أَعرِفُ لإِسْحَاقَ فِي الدُّنْيَا نَظِيْراً.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ابْنُ رَاهْوَيْه أَحَدُ الأَئِمَّةِ، ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ ذُؤَيْبٍ يَقُوْلُ: مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلَ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَاللهِ لَوْ كَانَ إِسْحَاقُ فِي التَّابِعِيْنَ، لأَقَرُّوا لَهُ بِحِفْظِهِ وَعِلْمِهِ وَفِقْهِهِ.
عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فَضْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
قَالَ:مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلاَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيْثٍ قَطُّ إِلاَّ حَفِظْتُهُ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، فَقَالَ: تَعجَبُ مِنْ هَذَا؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: مَا كُنْتُ أَسْمَعُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظْتُهُ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَبْعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ - أَوْ قَالَ أَكْثَرَ - فِي كُتُبِي.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الخَفَّافُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ فِي كُتُبِي، وَثَلاَثِيْنَ أَلْفاً أَسْرُدُهَا.
قَالَ: وَأَمْلَى عَلَيْنَا إِسْحَاقُ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيْثٍ مِنْ حِفْظِهِ، ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْنَا، فَمَا زَادَ حَرْفاً، وَلاَ نَقصَ حَرْفاً.
هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا: الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ حَيَّوَيْه، سَمِعَ أَبَا دَاوُدَ، فَذَكَرَهَا.
فَهَذَا -وَاللهِ- الحِفْظُ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، قَالَ: مَا سَمِعْتُ شَيْئاً إِلاَّ وَحَفِظْتُهُ، وَلاَ حَفِظْتُ شَيْئاً قَطُّ فَنَسِيْتُهُ.
أَبُو يَزِيْدَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِي.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ:
ذَكَرْتُ لأَبِي زُرْعَةَ حِفْظَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا رُئِيَ أَحْفَظُ مِنْ إِسْحَاقَ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَالعَجَبُ مِنْ إِتْقَانِه، وَسَلاَمَتِهِ مِنَ الغَلَطِ مَعَ مَا رُزِقَ مِنَ الحِفْظِ.
فَقُلْتُ لأَبِي حَاتِمٍ: إِنَّهُ أَملَى التَّفْسِيْرَ عَنْ ظَهرِ قَلْبِهِ.
قَالَ: وَهَذَا أَعْجَبُ، فَإِنَّ ضَبْطَ الأَحَادِيْثِ المُسْنَدَةِ أَسْهَلُ وَأَهْوَنُ مِنْ ضَبْطِ أَسَانِيْدِ التَّفْسِيْرِ وَأَلْفَاظِهَا.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الحَافِظُ: فَاتَنِي عَنْ إِسْحَاقَ مَجْلِسٌ مِنْ مُسْنَدِهِ، وَكَانَ يُمِلُّهُ حِفْظاً، فَتَرَدَّدتُ إِلَيْهِ مِرَاراً لِيُعِيدَهُ، فَتَعَذَّرَ، فَقَصَدتُه يَوْماً
لأَسْأَلَهُ إِعَادَتَهُ، وَقَدْ حَمَلتُ إِلَيْهِ حِنْطَةً مِنَ الرُّسْتَاقِ، فَقَالَ لِي: تَقُومُ عِنْدِي وَتَكْتُبُ وَزْنَ هَذِهِ الحِنْطَةِ، فَإِذَا فَرَغْتَ، أَعَدْتُ لَكَ.فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَسَأَلَنِي عَنْ أَوَّلِ حَدِيْثٍ مِنَ المَجْلِسِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى عَضَادَةِ البَابِ، فَأَعَادَ المَجْلِسَ حِفْظاً.
وَكَانَ قَدْ أَمْلَى (المُسْنَدَ) كُلَّهُ حِفْظاً.
قَالَ البَرْقَانِيُّ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخُوَارِزْمِيِّ بِهَا، حَدَّثَكُم عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ القَاضِي، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
تَابَ رَجُلٌ مِن الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ يَبْكِي، وَيَقُوْلُ: كَيْفَ تُقْبَلُ تَوْبَتِي، وَقَدْ زَوَّرتُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ تَدُورُ فِي أَيدِي النَّاسِ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: أَنْتَ ابْنُ أَبِي يَعْقُوْبَ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَزِمْتَهُ، كَانَ أَكْثَرَ لِفَائِدَتِكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: الحُفَّاظُ بِخُرَاسَانَ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ:
قَالَتْ لِي امْرَأَتِي: كَيْفَ تُقَدِّمُ إِسْحَاقَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَنْتَ أَكْبَرُ مِنْهُ؟
قُلْتُ: إِسْحَاقُ أَكْثَرُ عِلْماً مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبُّوْيَه: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: إِسْحَاقُ لَمْ تَلْقَ مِثْلَهُ.
وَعَنْ فَضْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ الحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، وَالحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ فَقِيْهٌ، وَأَمَّا إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَعِيْدٍ الشَّالنجِيُّ فَفَقِيْهٌ عَالِمٌ، وَأَمَّا أَبُو عَبْدِ اللهِ العَطَّارُ،
فَبَصِيْرٌ بِالعَرَبِيَّةِ وَالنَّحْوِ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، فَلَو أَمْكَنَنِي زِيَارَتُهُ، لَزُرْتُهُ.قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: قُلْتُ لأَبِي حَاتِمٍ:
أَقْبَلْتَ عَلَى قَوْلِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه؟
فقَال: لاَ أَعْلَمُ فِي دَهْرٍ وَلاَ عَصْرٍ مِثْلَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ.
قَالَ دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ الأَمِيْرِ، وَفِي كُمِّي تَمْرٌ آكُلُهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ تَرْكُكَ لِلرِّيَاءِ مِنَ الرِّيَاءِ، فَمَا فِي الدُّنْيَا أَقَلُّ رِيَاءً مِنْكَ.
وَهَذِهِ أَبْيَاتٌ لأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيِّ:
قُرْبِي إِلَى اللهِ دَعَانِي إِلَى ... حُبِّ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقِ
لَمْ يَجْعَلِ القُرْآنَ خَلْقاً كَمَا ... قَدْ قَالَهُ زِنْدِيْقُ فُسَّاقِ
يَا حُجَّةَ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ ... فِي سُنَّةِ المَاضِيْنَ لِلْبَاقِي
أَبُوْكَ إِبْرَاهِيْمُ مَحْضُ التُّقَى ... سَبَّاقُ مَجْدٍ وَابْنُ سَبَّاقِ
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى الشَّعْرَانِيُّ:
أَنَّ إِسْحَاقَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَأَنَّهُ -رَحِمَهُ اللهُ- كَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ.
وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ بِيَدِهِ كِتَاباً قَطُّ، وَمَا كَانَ يُحَدِّثُ إِلاَّ حِفْظاً.
وَقَالَ: كُنْتُ إِذَا ذَاكَرتُ إِسْحَاقَ العِلْمَ، وَجَدتُهُ فِيْهِ بَحْراً فَرْداً، فَإِذَا جِئْتُ إِلَى أَمْرِ الدُّنْيَا، رَأَيْتُهُ لاَ رَأْيَ لَهُ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ - مَعَ حِفْظهِ - إِمَاماً فِي التَّفْسِيْرِ، رَأْساً فِي الفِقْهِ، مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ:لَيْسَ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ اخْتِلاَفٌ أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ لَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وَكَيْفَ يَكُوْنُ شَيْءٌ خَرَجَ مِنَ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ- مَخْلُوْقاً؟!
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى طَاهِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ، وَعِنْدَهُ مَنْصُوْرُ بنُ طَلْحَةَ، فَقَالَ لِي مَنْصُوْرٌ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ! تَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ؟
قُلْتُ: نُؤْمِنُ بِهِ إِذَا أَنْتَ لاَ تُؤْمِنُ أَنَّ لَكَ فِي السَّمَاءِ رَبّاً، لاَ تَحْتَاجُ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا.
فَقَالَ لَهُ طَاهِرٌ الأَمِيْرُ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ؟
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
مَنْ قَالَ: لاَ أَقُوْلُ مَخْلُوْقٌ، وَلاَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ.
وَوَرَدَ عَنْ إِسْحَاقَ: أَنَّ بَعْضَ المُتَكَلِّمِيْنَ قَالَ لَهُ: كَفَرْتَ بِرَبٍّ يَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ.
فَقَالَ: آمَنتُ بِرَبٍّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ.
قُلْتُ: هَذِهِ الصِّفَاتُ مِنَ الاسْتِوَاءِ وَالإِتيَانِ وَالنُّزُوْلِ، قَدْ صَحَّتْ بِهَا النُّصُوْصُ، وَنَقَلَهَا الخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا بِرَدٍّ وَلاَ تَأْوِيْلٍ، بَلْ أَنْكَرُوا عَلَى مَنْ تَأَوَّلَهَا مَعَ إِصْفَاقِهِم عَلَى أَنَّهَا لاَ تُشبِهُ نُعُوْتَ المَخْلُوْقِيْنَ، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَلاَ تَنْبَغِي المُنَاظَرَةُ، وَلاَ التَّنَازُعُ فِيْهَا، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مُحاولَةً لِلرَّدِّ عَلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، أَوْ حَوماً عَلَى التَّكيِيْفِ أَوِ التَّعطِيْلِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: إِسْحَاقُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى هَؤُلاَءِ دَفَنُوا كُتُبَهُم.قُلْتُ: هَذا فَعَلَهُ عِدَّةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهُوَ دَالٌّ أَنَّهُم لاَ يَرَوْنَ نَقْلَ العِلْمِ وِجَادَةً، فَإِنَّ الخَطَّ قد يَتَصَحَّفُ عَلَى النَّاقِلِ، وَقَدْ يُمكِنُ أَنْ يُزَادَ فِي الخَطِّ حَرْفٌ، فَيُغَيِّرُ المَعْنَى، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
وَأَمَّا اليَوْمَ، فَقَدْ اتَّسَعَ الخَرقُ، وَقَلَّ تَحْصِيْلُ العِلْمِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، بَلْ وَمِنَ الكُتُبِ غَيْرِ المَغْلُوْطَةِ، وَبَعْضُ النَّقَلَةِ لِلْمَسَائِلِ قَدْ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يَتَهَجَّى.
قَالَ الدُّوْلاَبِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه: وُلِدَ أَبِي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَتُوُفِّيَ: لَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ: وَفِيْهِ يَقُوْلُ الشَّاعِرُ:
يَا هِدَة مَا هُدِدْنَا لَيْلَةَ الأَحَدِ ... فِي نِصْفِ شَعْبَانَ لاَ تُنْسَى بدَ الأَبَدِ
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ عَقِيْبَ هَذَا: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
فَائِدَةٌ لاَ فَائِدَةَ فِيْهَا، نَحْكِيهَا لِنليشَهَا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الآجُرِّيُّ صَاحِبُ كِتَابِ (مَسَائِلِ أَبِي دَاوُدَ) - وَمَا عَلِمْتُ أَحَداً لَيَّنَهُ -: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُوْلُ:
إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.
وَسَمِعْتُ مِنْهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، فَرَمَيتُ بِهِ.
قُلْتُ: فَهَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ.
وَفِي الجُمْلَةِ، فُكُلُّ أَحَدٍ يَتَعَلَّلُ قَبْلَ مَوْتِهِ
غَالِباً وَيَمْرَضُ، فَيَبْقَى أَيَّامَ مَرَضِهِ مُتَغَيَّرَ القُوَّةِ الحَافِظَةِ، وَيَمُوْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ عَلَى تَغَيُّرِهِ، ثُمَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَسِيْرٍ يَخْتَلِطُ ذِهنُهُ، وَيَتَلاَشَى عِلْمُهُ، فَإِذَا قَضَى، زَالَ بِالمَوْتِ حِفْظُهُ.فَكَانَ مَاذَا؟ أَفَبِمِثْلِ هَذَا يُلَيَّنُ عَالِمٌ قَطُّ؟! كَلاَّ وَاللهِ، وَلاَ سِيَّمَا مِثْلَ هَذَا الجَبَلِ فِي حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ.
نَعَمْ مَا عَلِمنَا اسْتَغرَبُوا مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ رَاهْوَيْه عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ حَدِيْثُهُ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُوْنَةَ فِي الفَأْرَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي ِسَمْنٍ، فَزَادَ إِسْحَاقُ فِي المَتْنِ مِنْ دُوْنِ سَائِرِ أَصْحَابِ سُفْيَانَ هَذِهِ الكَلِمَةَ (وَإِنْ كَانَ ذَائِباً، فَلاَ تَقْرَبُوْهُ ) .
وَلَعَلَّ الخَطَأَ فِيْهِ مِنْ بَعْضِ المُتَأَخِّرِيْنَ، أَوْ مِنْ رَاوِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ.
نَعَمْ، وَحَدِيْثٌ تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، قَالَ:حَدَّثَنَا: إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَزَالَتِ الشَّمْسُ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ.
فَهَذَا مُنْكَرٌ، وَالخَطَأُ فِيْهِ مِنْ جَعْفَرٍ، فَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي (صَحِيْحِهِ ) ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ شَبَابَةَ.
وَلَفْظُهُ: (إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَرَادَ الجَمْعَ، أَخَّرَ الظُّهْرَ، حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُ وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا) .
تَابَعَهُ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ شَبَابَةَ، وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَيْهِ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ ) مِنْ حَدِيْثِ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ.
وَلَفْظُهُ: (إِذَا عَجلَ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى أَوَّلِ وَقْتِ العَصْرِ، فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا) .
وَمَعَ حَالِ إِسْحَاقَ وَبَرَاعَتِهِ فِي الحِفْظِ، يُمْكِنُ أَنَّهُ - لِكَوْنِهِ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ مِنْ حِفْظِهِ - جَرَى عَلَيْهِ الوَهْمُ فِي حَدِيْثَيْنِ مِنْ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ، فَلَو أَخْطَأَ مِنْهَا فِي ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، لَمَا حَطَّ ذَلِكَ رُتْبَتَهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِهِ أَبَداً، بَلْ كَوْنُ إِسْحَاقَ تَتَبَّعَ حَدِيْثَهُ، فَلَمْ يُوْجَدْ خَطَأٌ قَطُّ سِوَى حَدِيْثَيْنِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَحفَظُ أَهْلِ زَمَانِهِ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ الكَرَابِيْسِيُّ - وَهُوَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ - قَالَ:رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَ إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيُّ، كَأَنَّ قَمَراً ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ سِكَّةِ إِسْحَاقَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَسَقَطَ فِي المَوْضِعِ الَّذِي دُفِنَ فِيْهِ إِسْحَاقُ.
قَالَ: وَلَمْ أَشْعُرْ بِمَوْتِهِ، فَلَمَّا غَدَوتُ، إِذَا بِحَفَّارٍ يَحْفِرُ قَبْرَ إِسْحَاقَ فِي المَوْضِعِ الَّذِي رَأَيْتُ القَمَرَ وَقَعَ فِيْهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ، سَأَلْتُ أَبَا قُدَامَةَ عَنِ الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ.
فَقَالَ: أَمَّا أَفْقَهُهُم: فَالشَّافِعِيُّ، إِلاَّ أَنَّهُ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، وَأَمَّا أَوْرَعُهُم: فَأَحْمَدُ، وَأَمَّا أَحْفَظُهُم: فَإِسْحَاقُ، وَأَمَّا أَعْلَمُهُم بِلُغَاتِ العَرَبِ: فَأَبُو عُبَيْدٍ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: قَالَ لِي مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه: مَنْ أَكْبَرُ: أَنْتَ أَوْ أَحْمَدُ؟
قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي فِي السِّنِّ وَغَيْرِهِ.
وَكَانَ مَوْلِدُ إِسْحَاقَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ فِيْمَا يَرَى مُوْسَى - قَدْ مَرَّتْ هَذِهِ المَقَالةُ -.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ جَعْفَرٍ اللَّبَّانُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، قَالَ:
وُلِدَ أَبِي مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مَثْقُوْبَ الأُذُنَيْنِ، فَمَضَى جَدِّي رَاهْوَيْه إِلَى الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَكُوْنُ ابْنُكَ رَأْساً، إِمَّا فِي الخَيْرِ، وَإِمَّا فِي الشَّرِّ.
هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الخَطِيْبُ فِي (تَارِيْخِهِ ) : عَنِ الجَوْهَرِيِّ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الخَزَّازُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ... ، فَذَكَرَهَا.
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، وَحِكَايَةٌ عَجِيْبةٌ.
أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
المُسْتَمْلِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوْبَ الخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ النُّعْمَانِ بن أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُوْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: (لَيْسَ فِي الأَوْقَاصِ صَدَقَةٌ ) .قَالَ السَّرَّاجُ: فَسَأَلْتُ أَبَا يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، فَحَدَّثَنِي بِهِ.
قُلْتُ: الأَوْقَاصُ: الكُسُورُ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ المُسْتَمْلِي، عَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ العِرَاقِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي أَحْمَدَ، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ، وَإِذَا رَأَيْتَ الخُرَاسَانِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي إِسْحَاقَ، فَاتَّهِمْهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ البَصْرِيَّ يَتَكَلَّمُ فِي وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُوْلُ:
وَافَقْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ صَاحِبَنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ بِبَغْدَادَ، اجْتَمَعُوا فِي الرُّصَافَةِ أَعْلاَمُ الحَدِيْثِ، فِيْهِم أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُمَا، فَكَانَ صَدْرُ المَجْلِسِ لإِسْحَاقَ، وَهُوَ الخَطِيْبُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ العَرُوْضِيُّ: حَدَّثَنَا النَّسَائِيُّ، قَالَ:
إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه أَحَدُ الأَئِمَّةِ.وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ النَّسَائِيِّ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: إِسْحَاقُ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ ذُؤَيْبٍ يَقُوْلُ: مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلَ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:
سَأَلَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيْثِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْحَظُ فِي صَلاَتِهِ، وَلاَ يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ) .
قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ، رَوَاهُ وَكِيْعٌ بِخِلاَفِ هَذَا.
فَقَالَ أَحْمَدُ: اسْكُتْ، إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوْبَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، فَحَسْبُكَ بِهِ.
رَوَاهَا: الحَاكِمُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ حَاتِمٍ المَرُّوْذِيِّ، عَنْ نَصْرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
أَحْفَظُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ مُزَوَّرَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ ابْنِ الأُسْتَاذِ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا جَدِّي (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى بنُ الصَّابُوْنِيِّ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
(هَلَكَتْ قِلاَدَةٌ لِي، فَبَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي طَلَبِهَا رِجَالاً، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، وَلَمْ يَكُوْنُوا عَلَى وُضُوءٍ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ) .
أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ الكِنْدِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ ثَعْلَبٍ، وَفَقِيْهُ قُرْطُبَةَ؛ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ جَوَّاسٍ الحَنَفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ مَرْدَوَيْه المَرْوَزِيُّ، وَالزَّاهِدُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَيُّوْبَ الحَوْرَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هِشَامٍ الغَسَّانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِبْرِيْقٍ، وَبِشْرُ بنُ الحَكَمِ العَبْدِيُّ، وَزُهَيْرُ بنُ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَحَكِيْمُ بنُ سَيْفٍ الرَّقِّيُّ، وَطَالُوْتُ بنُ عَبَّادٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَعَمْرُو بنُ زُرَارَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البَرْجُلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيُّ، وَصَاحِبُ الأَنْدَلُسِ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ المروَانِيُّ.
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم، أبو يعقوب الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه :
كان أحد أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد، ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشام.
فسمع جرير بن عبد الحميد الرازي، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وعبد الرزاق بن همام، والنضر بن شميل، وعبد العزيز الدراوردي، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وعبد الوهاب الثقفي، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بْن بكر البرساني، وعبد اللَّه بْن وهب، ومحمد بن سلمة الحراني، وسويد بن عبد العزيز، ومعاذ بن هشام، والوليد بن مسلم. وورد بغداد غير مرة. وجالس حفاظ أهلها، وذاكرهم، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها، وانتشر علمه عند الخراسانيين. وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عيسى الترمذي، وأحمد بن سلمة، وخلق يطول ذكرهم. وروى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، ومن أقرانه أحمد بن حنبل، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئا استدل به على أنه حدث ببغداد إلا أن يكون على سبيل المذاكرة. فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأستراباذي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الإِسْتِرَابَاذِيُّ- بسمرقند- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ المدائني، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابن فضالة، عن أبيه، عن علقمة ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةَ إِلا مِنْ بَأْسٍ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج، حدثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري، حدّثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن شيبة، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: ليس في الأوقاص صدقة.
قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدّثني به.
وقال إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي، عن ابن عمه أبي مُحَمَّد علي بْن أَحْمَد بْن سعيد بْن حزم قال : إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة، بن كعب بن همام بن أسد بن مرة، بن عمرو، ابن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بْن تميم .
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني علي ابن محمّد المروزيّ، حدثنا محمد بن موسى الباشاني. قال: ولد إسحاق بن راهويه سنة إحدى وستين ومائة. وقال محمد بن موسى: كان إسحاق بن راهويه سمع محمّد بن عبد الله بن المبارك وهو حدث، فترك الرواية عنه لحداثته، وخرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة .
وقد قيل في مولد إسحاق غير هذا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي قال لي موسى بن هارون: قلت لإسحاق بن راهويه: من أكبر أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق سنة ست وستين فيما يروي موسى .
قلت: وكان مولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومائة فيما يروى موسى.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزاز، حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ راهويه قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، قال: فمضى جدي راهويه إلى
الفضل بن موسى السيناني فسأله عن ذلك وقال: ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين! فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير، وإما في الشر .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن زكريا المطوعي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن بالويه يقول: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قَالَ لي عبد الله ابن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال:
اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق فقال المراوزة: راهوي لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول: ذكر أحمد بن حنبل- وأنا حاضر- إسحاق بن راهويه فكره أحمد أن يقال راهويه، وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وقال لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضا.
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عيسى الهاشمي قَالَ: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن داود النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سمعتُ إسحاق يقول: أتيت وهب بن جرير فقال: قد حلفت أن لا أحدث كذا شهرا. قال: قلت:
قد أغنى الله عنك، وأردت أن يكون اسمك عندي، قال: فقال لي: من أين أنت؟
قلت: خراساني. قال: لعلك ابن راهويه؟ قال: قلت: نعم. قال: قد استثنيتك فسلني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثنا أبو نصر أحمد ابن سهل الفقيه- ببخارى إملاء- حدثنا علي بن الحسن بن عبدة قال: سمعت حاشد ابن مالك يقول: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه وصدقة، ومعمّر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بأرض المشرق.
أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جابر قال: سمعت أبا بكر محمد بن يزيد المستملي يقول: سمعت
نعيم بن حماد يقول: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قَالَ: سمعت أحمد بن الهيثم بن السميدع الشاسي يقول: قال لي يحيى: بخراسان كنزان، كنز عند محمد بن سلام البيكندي، وكنز عند إسحاق بن راهويه.
أخبرنا ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري يَقُولُ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد السلام بن بشار الوراق يقول:
سمعت محمد بن داود الضبي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظلي: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر 28] وكان أعلم الناس، ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي. فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفار.
فقال: والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة ! حدثني علي بن أحمد الهاشمي قَالَ: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حَدَّثَنِي محمّد ابن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت الدارمي يقول:
ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه .
وقال: سمعت أبا بكر قال: سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل- وذكر إسحاق- فقال: لا أعلم- أو لا أعرف- لإسحاق بالعراق نظيرا .
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق،
حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل: إسحاق أبو يعقوب- أعني ابن راهويه- ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم منه الفقه فإنه رجل ممكن؟ فقال: ما أَفْهَمَهُ! هو كيس.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريّا ابن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يعبر الجسر مثل إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدّل، أخبرنا دعلج بن أحمد السجستاني قال: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الشامي قال: سئل أحمد بن حنبل- وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم- فقال: من مثل إسحاق؟ مثل إسحاق يسأل عنه! أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسئل عن إسحاق بن راهويه- فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين .
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، حدّثنا عبيد الله بن سعيد البروجردي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الحافظ، حدثنا مرار بن أحمد- أبو أحمد- قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم الْقَاضِي الهمذاني- بطرابلس- حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الخشاب العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي. قال: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أحد الأئمة مروزي .
وحدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ابن إبراهيم ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق .
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي
الحسين بن علي الحافظ يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول: والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه، وعلمه، وفقهه .
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قال أبي: جلست أنا وإسحاق بن راهويه يوما إلى الشافعي، فناظره إسحاق في السكنى بمكة، فعلا إسحاق يومئذ الشافعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي- إملاء- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن سعيد- أبو أحمد- حدّثنا إبراهيم بن علي، حدثني الفضل بن عبد الله الحميري قال: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان فقال: أما إسحاق بن راهويه فلم نر مثله، وأما الحسين بن عيسى البسطامي فثقة، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم، وأما أبو عبد الله القطان فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- حدّثنا الحسن بن حاتم المروزيّ، حدّثنا أبو عمرو نصر بن زكريّا، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: سَأَلَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْحَظُ فِي صَلاتِهِ وَلا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَالَ: فحدثته فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ، رَوَاهُ وَكِيعٌ بِخِلافِ هَذَا. فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: اسْكُتْ إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَتَمَسَّكْ بِهِ .
حدثني علي بن أحمد الهاشمي، قَالَ: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حَدَّثَنِي محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد، اجتمعوا في الرصافة أعلام أصحاب الحديث، فمنهم أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَغيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق، وهو الخطيب !! أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، حدّثنا محمّد بن يوسف
الفربري، حدّثنا علي بن خشرم، حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي.
قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده عليّ قال علي: فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم! قال: كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي!! .
أخبرنا ابن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم، أخبرني محمّد بن صالح بن هاني- من أصل كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ القهندزي. قَالَ: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني.
وحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ. قال: سمعت محمد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول:
سمعت جعفر بن محمد بن سوار يقول: سمعت إسحاق- يعنى ابن راهويه- يقول:
إني لأدخل الحمام وبين عيني سبعون ألف حديث.
أخبرنا الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها.
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عبد الرحمن الحافظ- بهمذان- يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد يقول: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي- بها- سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. فقيل له: ما معنى حفظ المزورة؟ قال: إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا .
حدّثنا ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي حاتم: أنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها .
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا خَلَف بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ أَبَا علي البزاز الحسن بْن الحسين يقول: سمعت مُحَمَّد بْن حميد بْن فروة يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ثم محمد بن إسماعيل.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت علي بن سلمة اللبقي يقول: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل أبو حنيفة بخلاف هذا، فقال إسحاق: حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي، فقال إسحاق: ليبعث الأمير إليّ أجزاء كذا وكذا من جامعه، فأتى بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة، ثم عد تسعة أسطر، ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد الله بن طاهر: قد تحفظ المسائل، ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة! فقال إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزى الله على يدي عدوا مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدثنا أحمد بن كامل قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي إنك تحفظ
مائة ألف حديث؟ قال: مائة ألف حديث ما أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلّا حفظته، ولا حفظت قط شيئا فنسيته .
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس، وكان يمله حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته، وقد حمل إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة ، فإذا فرغت أعدت لك الفائت. قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت عرفته. وكان خرج من منزله، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل، فقلت له: فيما وعد من الفائت، فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا، وكان قد أملى المسند كله من حفظه، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله .
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: أخبرني أبو يحيى الشعراني: أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء، وقال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط، وما كان يحدث إلا حفظا! وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فيه فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له .
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن
راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام ورميت به، ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي- بها- سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: مات إسحاق بن إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم المزكيّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد. قَالَ: توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين .
خبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ. قال: مات إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي وهو ابن سبع وسبعين سنة.
قلت: وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة، قبل مولد أحمد ابن حنبل بثلاث سنين.
كان أحد أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد، ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشام.
فسمع جرير بن عبد الحميد الرازي، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وعبد الرزاق بن همام، والنضر بن شميل، وعبد العزيز الدراوردي، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وعبد الوهاب الثقفي، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بْن بكر البرساني، وعبد اللَّه بْن وهب، ومحمد بن سلمة الحراني، وسويد بن عبد العزيز، ومعاذ بن هشام، والوليد بن مسلم. وورد بغداد غير مرة. وجالس حفاظ أهلها، وذاكرهم، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها، وانتشر علمه عند الخراسانيين. وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عيسى الترمذي، وأحمد بن سلمة، وخلق يطول ذكرهم. وروى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، ومن أقرانه أحمد بن حنبل، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئا استدل به على أنه حدث ببغداد إلا أن يكون على سبيل المذاكرة. فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأستراباذي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الإِسْتِرَابَاذِيُّ- بسمرقند- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ المدائني، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابن فضالة، عن أبيه، عن علقمة ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةَ إِلا مِنْ بَأْسٍ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج، حدثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري، حدّثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن شيبة، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: ليس في الأوقاص صدقة.
قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدّثني به.
وقال إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي، عن ابن عمه أبي مُحَمَّد علي بْن أَحْمَد بْن سعيد بْن حزم قال : إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة، بن كعب بن همام بن أسد بن مرة، بن عمرو، ابن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بْن تميم .
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني علي ابن محمّد المروزيّ، حدثنا محمد بن موسى الباشاني. قال: ولد إسحاق بن راهويه سنة إحدى وستين ومائة. وقال محمد بن موسى: كان إسحاق بن راهويه سمع محمّد بن عبد الله بن المبارك وهو حدث، فترك الرواية عنه لحداثته، وخرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة .
وقد قيل في مولد إسحاق غير هذا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي قال لي موسى بن هارون: قلت لإسحاق بن راهويه: من أكبر أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق سنة ست وستين فيما يروي موسى .
قلت: وكان مولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومائة فيما يروى موسى.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزاز، حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ راهويه قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، قال: فمضى جدي راهويه إلى
الفضل بن موسى السيناني فسأله عن ذلك وقال: ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين! فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير، وإما في الشر .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن زكريا المطوعي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن بالويه يقول: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قَالَ لي عبد الله ابن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال:
اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق فقال المراوزة: راهوي لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول: ذكر أحمد بن حنبل- وأنا حاضر- إسحاق بن راهويه فكره أحمد أن يقال راهويه، وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وقال لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضا.
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عيسى الهاشمي قَالَ: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن داود النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سمعتُ إسحاق يقول: أتيت وهب بن جرير فقال: قد حلفت أن لا أحدث كذا شهرا. قال: قلت:
قد أغنى الله عنك، وأردت أن يكون اسمك عندي، قال: فقال لي: من أين أنت؟
قلت: خراساني. قال: لعلك ابن راهويه؟ قال: قلت: نعم. قال: قد استثنيتك فسلني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثنا أبو نصر أحمد ابن سهل الفقيه- ببخارى إملاء- حدثنا علي بن الحسن بن عبدة قال: سمعت حاشد ابن مالك يقول: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه وصدقة، ومعمّر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بأرض المشرق.
أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جابر قال: سمعت أبا بكر محمد بن يزيد المستملي يقول: سمعت
نعيم بن حماد يقول: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قَالَ: سمعت أحمد بن الهيثم بن السميدع الشاسي يقول: قال لي يحيى: بخراسان كنزان، كنز عند محمد بن سلام البيكندي، وكنز عند إسحاق بن راهويه.
أخبرنا ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري يَقُولُ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد السلام بن بشار الوراق يقول:
سمعت محمد بن داود الضبي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظلي: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر 28] وكان أعلم الناس، ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي. فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفار.
فقال: والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة ! حدثني علي بن أحمد الهاشمي قَالَ: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حَدَّثَنِي محمّد ابن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت الدارمي يقول:
ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه .
وقال: سمعت أبا بكر قال: سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل- وذكر إسحاق- فقال: لا أعلم- أو لا أعرف- لإسحاق بالعراق نظيرا .
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق،
حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل: إسحاق أبو يعقوب- أعني ابن راهويه- ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم منه الفقه فإنه رجل ممكن؟ فقال: ما أَفْهَمَهُ! هو كيس.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريّا ابن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يعبر الجسر مثل إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدّل، أخبرنا دعلج بن أحمد السجستاني قال: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الشامي قال: سئل أحمد بن حنبل- وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم- فقال: من مثل إسحاق؟ مثل إسحاق يسأل عنه! أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسئل عن إسحاق بن راهويه- فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين .
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، حدّثنا عبيد الله بن سعيد البروجردي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الحافظ، حدثنا مرار بن أحمد- أبو أحمد- قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم الْقَاضِي الهمذاني- بطرابلس- حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الخشاب العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي. قال: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أحد الأئمة مروزي .
وحدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ابن إبراهيم ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق .
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي
الحسين بن علي الحافظ يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول: والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه، وعلمه، وفقهه .
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قال أبي: جلست أنا وإسحاق بن راهويه يوما إلى الشافعي، فناظره إسحاق في السكنى بمكة، فعلا إسحاق يومئذ الشافعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي- إملاء- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن سعيد- أبو أحمد- حدّثنا إبراهيم بن علي، حدثني الفضل بن عبد الله الحميري قال: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان فقال: أما إسحاق بن راهويه فلم نر مثله، وأما الحسين بن عيسى البسطامي فثقة، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم، وأما أبو عبد الله القطان فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- حدّثنا الحسن بن حاتم المروزيّ، حدّثنا أبو عمرو نصر بن زكريّا، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: سَأَلَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْحَظُ فِي صَلاتِهِ وَلا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَالَ: فحدثته فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ، رَوَاهُ وَكِيعٌ بِخِلافِ هَذَا. فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: اسْكُتْ إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَتَمَسَّكْ بِهِ .
حدثني علي بن أحمد الهاشمي، قَالَ: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حَدَّثَنِي محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد، اجتمعوا في الرصافة أعلام أصحاب الحديث، فمنهم أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَغيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق، وهو الخطيب !! أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، حدّثنا محمّد بن يوسف
الفربري، حدّثنا علي بن خشرم، حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي.
قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده عليّ قال علي: فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم! قال: كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي!! .
أخبرنا ابن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم، أخبرني محمّد بن صالح بن هاني- من أصل كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ القهندزي. قَالَ: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني.
وحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ. قال: سمعت محمد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول:
سمعت جعفر بن محمد بن سوار يقول: سمعت إسحاق- يعنى ابن راهويه- يقول:
إني لأدخل الحمام وبين عيني سبعون ألف حديث.
أخبرنا الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها.
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عبد الرحمن الحافظ- بهمذان- يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد يقول: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي- بها- سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. فقيل له: ما معنى حفظ المزورة؟ قال: إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا .
حدّثنا ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي حاتم: أنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها .
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا خَلَف بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ أَبَا علي البزاز الحسن بْن الحسين يقول: سمعت مُحَمَّد بْن حميد بْن فروة يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ثم محمد بن إسماعيل.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت علي بن سلمة اللبقي يقول: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل أبو حنيفة بخلاف هذا، فقال إسحاق: حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي، فقال إسحاق: ليبعث الأمير إليّ أجزاء كذا وكذا من جامعه، فأتى بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة، ثم عد تسعة أسطر، ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد الله بن طاهر: قد تحفظ المسائل، ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة! فقال إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزى الله على يدي عدوا مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدثنا أحمد بن كامل قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي إنك تحفظ
مائة ألف حديث؟ قال: مائة ألف حديث ما أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلّا حفظته، ولا حفظت قط شيئا فنسيته .
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس، وكان يمله حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته، وقد حمل إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة ، فإذا فرغت أعدت لك الفائت. قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت عرفته. وكان خرج من منزله، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل، فقلت له: فيما وعد من الفائت، فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا، وكان قد أملى المسند كله من حفظه، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله .
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: أخبرني أبو يحيى الشعراني: أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء، وقال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط، وما كان يحدث إلا حفظا! وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فيه فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له .
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن
راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام ورميت به، ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي- بها- سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: مات إسحاق بن إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم المزكيّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد. قَالَ: توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين .
خبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ. قال: مات إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي وهو ابن سبع وسبعين سنة.
قلت: وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة، قبل مولد أحمد ابن حنبل بثلاث سنين.
إسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج المروزي :
ولد بمرو، ورحل إلى العراق، والحجاز، والشام. فسمع سفيان بن عيينة، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبا أسامة، والنّضر ابن شميل، وأبا اليمان الحكم بن نافع. ورد بغداد وَحَدَّثَ بِها، فرَوَى عَنْهُ من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل. واستوطن إسحاق بنيسابور وبها كانت وفاته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا عمر بن جعفر ابن محمّد بن سالم، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ»
. وكان إسحاق بن منصور عالما فقيها، وهو الذي دون عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أمين الأستراباذي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر الجرجاني، حدّثنا عبد الملك بن محمّد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن الربيع بن دينار- وهو من أصدقاء أحمد بن حنبل- قال: قال أحمد: بلغني أن الكوسج يروي عني مسائل بخراسان، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.
أخبرني الحسين بن محمّد أخو الخلّال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو صادق القزاز- بأستراباذ- أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مثله سواء.
قال أبو نعيم: قلت لصالح بن أحمد بن حنبل: عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي
عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال: قد رجعت عما رواه إسحاق الكوسج عني، وذكرت له هذه الحكاية. فقال لي صالح: إني قلت لأبي: بلغني أن إسحاق بن منصور روى بخراسان هذه المسائل التي سألك عنها ويأخذ عليها الدراهم، فغضب أبي من ذلك واغتم مما أعلمته فقال: تسألوني عن المسائل ثم تحدثون بها وتأخذون عليها؟ وأنكر إنكارا شديدا. قال صالح: فقلت له: إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان يأخذ على الحديث فقال: لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح: ثم إن إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي فأعلمته أنه على الباب، فأذن له ولم يتكلم معه بشيء من ذلك.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه، قال:
فجمع إسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب وحملها على ظهره وخرج راحلا إلى بغداد، وهي على ظهره، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها فأقر له بها ثانيا، وأعجب بذلك أحمد من شأنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني عبد الله بن أحمد أبو جعفر، عن أبي حاتم السلمي أنه سأل مسلم بن الحجاج، عن إسحاق بن منصور فقال: ثقة مأمون .
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن قاسم الهمذاني- بطرابلس- أَخْبَرَنَا أَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الخشاب العروضي- بمصر- حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة .
أخبرنا بن الفضل القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: مات إسحاق بن منصور الكوسج سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المزكي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني. قال: مات إسحاق بن منصور
ابن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين .
ولد بمرو، ورحل إلى العراق، والحجاز، والشام. فسمع سفيان بن عيينة، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبا أسامة، والنّضر ابن شميل، وأبا اليمان الحكم بن نافع. ورد بغداد وَحَدَّثَ بِها، فرَوَى عَنْهُ من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل. واستوطن إسحاق بنيسابور وبها كانت وفاته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا عمر بن جعفر ابن محمّد بن سالم، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ»
. وكان إسحاق بن منصور عالما فقيها، وهو الذي دون عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أمين الأستراباذي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر الجرجاني، حدّثنا عبد الملك بن محمّد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن الربيع بن دينار- وهو من أصدقاء أحمد بن حنبل- قال: قال أحمد: بلغني أن الكوسج يروي عني مسائل بخراسان، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.
أخبرني الحسين بن محمّد أخو الخلّال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو صادق القزاز- بأستراباذ- أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مثله سواء.
قال أبو نعيم: قلت لصالح بن أحمد بن حنبل: عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي
عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال: قد رجعت عما رواه إسحاق الكوسج عني، وذكرت له هذه الحكاية. فقال لي صالح: إني قلت لأبي: بلغني أن إسحاق بن منصور روى بخراسان هذه المسائل التي سألك عنها ويأخذ عليها الدراهم، فغضب أبي من ذلك واغتم مما أعلمته فقال: تسألوني عن المسائل ثم تحدثون بها وتأخذون عليها؟ وأنكر إنكارا شديدا. قال صالح: فقلت له: إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان يأخذ على الحديث فقال: لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح: ثم إن إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي فأعلمته أنه على الباب، فأذن له ولم يتكلم معه بشيء من ذلك.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه، قال:
فجمع إسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب وحملها على ظهره وخرج راحلا إلى بغداد، وهي على ظهره، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها فأقر له بها ثانيا، وأعجب بذلك أحمد من شأنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني عبد الله بن أحمد أبو جعفر، عن أبي حاتم السلمي أنه سأل مسلم بن الحجاج، عن إسحاق بن منصور فقال: ثقة مأمون .
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن قاسم الهمذاني- بطرابلس- أَخْبَرَنَا أَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الخشاب العروضي- بمصر- حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة .
أخبرنا بن الفضل القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: مات إسحاق بن منصور الكوسج سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المزكي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني. قال: مات إسحاق بن منصور
ابن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين .
إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور، أبو يعقوب، المعروف بالمنجنيقي الوراق :
سكن مصر، وَحَدَّثَ بِها عَنْ: مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبي إبراهيم الترجماني وداود بن رشيد، وعبد الله بن مطيع وهناد بن السري، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيع، ومحمّد ابن عبيد بن حساب، وحميد بن مسعدة، وعقبة بن مكرم العمي، ويوسف بن موسى، ويعقوب الدورقي، وأبي كريب محمد بن العلاء، وعبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد الحمصيين. روى عنه المصريون، ومن غيرهم جعفر بن محمد الخلدي ، وأبو القاسم الطبراني، وعبد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وكان صادقا صالحا زاهدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم المنجنيقي البغدادي بمصر، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رُومَانَ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، حدّثنا عبد الله بن وهب، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ»
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكٍ إِلا ابْنُ وَهْبٍ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي رُومَانَ.
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، أخبرني بعض أصحابنا أن أبا عبد الرحمن النسائي انتقى على إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي مسنده، وكان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء إليه، وكان يذهب إلى منزل النسائي احتسابا حتى سمع النسائي ما انتقى عليه، وكان شيخا صالحا، فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب، لا تحدث عن سفيان بن وكيع، فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرحمن لنفسك ما شئت تحدث عنهم، فأما كل من كتبت عنه فإني أحدث عنه .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: إسحاق بن إبراهيم بن يونس صدوق، كنيته أبو يعقوب.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: إسحاق بن إبراهيم بن يونس المعروف بالمنجنيقي، بغدادي قدم إلى مصر قديما، وحدث بها، وكان رجلا صالحا صدوقا . توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة في يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه.
سكن مصر، وَحَدَّثَ بِها عَنْ: مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبي إبراهيم الترجماني وداود بن رشيد، وعبد الله بن مطيع وهناد بن السري، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيع، ومحمّد ابن عبيد بن حساب، وحميد بن مسعدة، وعقبة بن مكرم العمي، ويوسف بن موسى، ويعقوب الدورقي، وأبي كريب محمد بن العلاء، وعبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد الحمصيين. روى عنه المصريون، ومن غيرهم جعفر بن محمد الخلدي ، وأبو القاسم الطبراني، وعبد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وكان صادقا صالحا زاهدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم المنجنيقي البغدادي بمصر، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رُومَانَ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، حدّثنا عبد الله بن وهب، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ»
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكٍ إِلا ابْنُ وَهْبٍ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي رُومَانَ.
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، أخبرني بعض أصحابنا أن أبا عبد الرحمن النسائي انتقى على إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي مسنده، وكان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء إليه، وكان يذهب إلى منزل النسائي احتسابا حتى سمع النسائي ما انتقى عليه، وكان شيخا صالحا، فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب، لا تحدث عن سفيان بن وكيع، فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرحمن لنفسك ما شئت تحدث عنهم، فأما كل من كتبت عنه فإني أحدث عنه .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: إسحاق بن إبراهيم بن يونس صدوق، كنيته أبو يعقوب.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: إسحاق بن إبراهيم بن يونس المعروف بالمنجنيقي، بغدادي قدم إلى مصر قديما، وحدث بها، وكان رجلا صالحا صدوقا . توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة في يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه.
إسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج المروزي صاحب مسائل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية، انتقل بآخره إلى نيسابور.
ومات يوم الأثنين، وفي يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي سعيد عبد الرحمن مهدي العنبري (....) وأبي
جعفر محمد بن جهضم (...)، وأبي بكر عيد الكبير بن عبد المجيد الحنفي (...)، (أبو هاشم) المغيرة بن سلمة المخزومي البصري، وأبي أسمة حماد بن أسمة الكوفي، وأبي سهيل عبد الصمد بن عبد الوارث التنوري البصري، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي البصري، وأبي داود عمر بن سعد الحفري الكوفي، وأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي عبدالله حيان بن هلال البصري، وأبي عون الكوفي، وأبي عبد الله الحسين بن علي الجعفي، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبي عبد الله معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأبي عثمان ويقال: أبو عبد الله محمد بن بكر بن عثمان البرساني، وأبي عبد الله محمد بن المبارك الصوري، وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن واقد الفريابي، وأبي مخلد يزيد بن هارون السلمي، وأبي محمد عبيد الله بن موسى الكوفي، وأبي هشام عبد الله بن نمير الهمداني، وأبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي، وأبي يحيى زكريا بن عدي التيمي الكوفي، وأبي المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني الحمصي، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر العقيلي الدمشقي، وأبي علي عبيد الله بن عبد الحميد الحنفي البصري، وأبي محمد بشر ابن عمر الزهري، وأبي الفضل يزيد بن عبد ربه وأبي حفص عمرو بن الربيع بن طارق. ومجاهد الهلالي الكوفي نزيل مصر، وابي زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري، وأبي بكر يحيى بن حماد الشيباني، وأبي سهل كثير بن هشام الكلابي الرقي نزيل بغداد، وأي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، وأبي القاسم بشر بن شُعيب بن أبي حمزة القُرشي الحمصي، وعيسى بن المنذر الحمصي وغيرهم.
اتفقا على (الإخراج) عنه في الصحيحين.
روى عنه البخاري في الحج، والزكاة، وغير موضع.
وروى عنه مسلم في كتاب الإيمان والوضوء، والصلاة، والجنائز، والزكاة، والحج، والنكاح، والرضاع، والطلاق، والعتق، والبيوع، والحدود، والقدر، وغير ذلك.
وروى عنه: أبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وابو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق.
ومات يوم الأثنين، وفي يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي سعيد عبد الرحمن مهدي العنبري (....) وأبي
جعفر محمد بن جهضم (...)، وأبي بكر عيد الكبير بن عبد المجيد الحنفي (...)، (أبو هاشم) المغيرة بن سلمة المخزومي البصري، وأبي أسمة حماد بن أسمة الكوفي، وأبي سهيل عبد الصمد بن عبد الوارث التنوري البصري، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي البصري، وأبي داود عمر بن سعد الحفري الكوفي، وأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي عبدالله حيان بن هلال البصري، وأبي عون الكوفي، وأبي عبد الله الحسين بن علي الجعفي، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبي عبد الله معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأبي عثمان ويقال: أبو عبد الله محمد بن بكر بن عثمان البرساني، وأبي عبد الله محمد بن المبارك الصوري، وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن واقد الفريابي، وأبي مخلد يزيد بن هارون السلمي، وأبي محمد عبيد الله بن موسى الكوفي، وأبي هشام عبد الله بن نمير الهمداني، وأبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي، وأبي يحيى زكريا بن عدي التيمي الكوفي، وأبي المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني الحمصي، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر العقيلي الدمشقي، وأبي علي عبيد الله بن عبد الحميد الحنفي البصري، وأبي محمد بشر ابن عمر الزهري، وأبي الفضل يزيد بن عبد ربه وأبي حفص عمرو بن الربيع بن طارق. ومجاهد الهلالي الكوفي نزيل مصر، وابي زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري، وأبي بكر يحيى بن حماد الشيباني، وأبي سهل كثير بن هشام الكلابي الرقي نزيل بغداد، وأي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، وأبي القاسم بشر بن شُعيب بن أبي حمزة القُرشي الحمصي، وعيسى بن المنذر الحمصي وغيرهم.
اتفقا على (الإخراج) عنه في الصحيحين.
روى عنه البخاري في الحج، والزكاة، وغير موضع.
وروى عنه مسلم في كتاب الإيمان والوضوء، والصلاة، والجنائز، والزكاة، والحج، والنكاح، والرضاع، والطلاق، والعتق، والبيوع، والحدود، والقدر، وغير ذلك.
وروى عنه: أبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وابو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق.
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم أبو يعقوب المروزي المعروف بابن راهويه.
طاف البلاد وسمع الكثير وجمع المسند وكان من أئمة المسلمين حدث عن سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية وجرير بن عبد الحميد ووكيع بن الجراح وعبد الوهاب الثقفي ويحيى بن آدم وعبد الرزاق بن همام والنصر بن شميل وعبد العزيز بن محمد الدرواردي وبقية بن الوليد وعيسى بن يونس وعبدة بن سليمان وأبي بكر بن عياش في خلق كثير وقال الحاكم في تاريخ نيسابور سمع بمكة من عبد الله بن وهب ولم يدخل مصر حدث عنه البخاري ومسلم في صحيحهما وأبو داود والنسائي وأبو عيسى الترمذي ومحمد بن نصر المروزي وحدث عنه بالمسند عبد الله بن شيرويه.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن المقرئ الديرعاقولي قال أنبأ عبد الرحمن بن محمد القزاز قال أنبأ أحمد بن علي الحطيب قال أنبأ أبو سعد الماليني قراءة عليه أنبأ عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول ذكر أحمد بن حنبل وأنا حاضر إسحاق بن راهويه فكره أن يقال "راهويه" وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وقال لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء فان الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضا.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبأ علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأ دعلج بن أحمد السجستاني قال سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشامي قال سئل أحمد بن حنبل وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم فقال من مثل إسحاق مثل إسحاق يسئل عنه.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبأ محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله وسئل عن إسحاق بن راهويه فقال مثل إسحاق يسئل عنه إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.
أخبرنا الخطيب قال أنبأ أبو سعد الماليني قال ثنا عبد الله بن عدي قال ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا علي بن خشرم قال ثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي قال ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي فحدثنا بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال تعجب من هذا قلت نعم قال كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته وكأني انظر إلى سبعين ألف حديث أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي.
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأ عبد الله بن عدي قال سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه يقول سمعت أبا داود الخفاف يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول كأني انظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها.
وبالإسناد ثنا عبد الله بن عدي قال سمعت يحيى بن زكريا بن حيوية قال سمعت أبا داود الخفاف يقول أملا علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي قال أنبأ جدي الأعلى محمد بن الفضل الفراوي قال ثنا عبد الغافر بن محمد الفارسي قال أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني قال أنبأ أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أنبأ أبو
معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات على شيء بعثه الله عليه" 1.
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن نافع عن ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش.
أخبرنا زاهر بن أحمد بأصبهان قال أنبأ قوام السنة إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الجوزي قال أنبأ أحمد بن علي بن خلف الأديب بنيسابور قال أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال أنبأ الحسن بن حليم المروزي قال ثنا أبو عمرو نصر بن زكريا قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى حديث ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف2 قال فحدثته فقال له رجل يا أبا يعقوب رواه وكيع بخلاف هذا فقال له أحمد بن حنبل اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به.
أخبرنا أحمد بن الحسن قال ثنا أبو منصور القزاز قال أنبأ الخطيب قال أنبأ نعيم الحافظ قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس وكان يمليه حفظا فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر فقصدته يوما لأسأله إعادته وقد حمل إله حنظلة من الرستاق فقال لي تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنظلة فإذا فرغت أعدت لك الفائت قال ففعلت ذلك فلما فرغت عرفته وكان قد خرج من منزله فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل فقلت له فيما وعد من الفائت فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا وكان قد أملى المسند كله من حفظه وقرأه أيضا ثانيا من حفظه كله.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبأ محمد بن أحمد يعقوب قال ثنا محمد بن نعيم قال ثنا محمد بن إبراهيم المزكي قال ثنا الحسين بن محمد بن زياد قال توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
طاف البلاد وسمع الكثير وجمع المسند وكان من أئمة المسلمين حدث عن سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية وجرير بن عبد الحميد ووكيع بن الجراح وعبد الوهاب الثقفي ويحيى بن آدم وعبد الرزاق بن همام والنصر بن شميل وعبد العزيز بن محمد الدرواردي وبقية بن الوليد وعيسى بن يونس وعبدة بن سليمان وأبي بكر بن عياش في خلق كثير وقال الحاكم في تاريخ نيسابور سمع بمكة من عبد الله بن وهب ولم يدخل مصر حدث عنه البخاري ومسلم في صحيحهما وأبو داود والنسائي وأبو عيسى الترمذي ومحمد بن نصر المروزي وحدث عنه بالمسند عبد الله بن شيرويه.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن المقرئ الديرعاقولي قال أنبأ عبد الرحمن بن محمد القزاز قال أنبأ أحمد بن علي الحطيب قال أنبأ أبو سعد الماليني قراءة عليه أنبأ عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول ذكر أحمد بن حنبل وأنا حاضر إسحاق بن راهويه فكره أن يقال "راهويه" وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وقال لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء فان الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضا.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبأ علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأ دعلج بن أحمد السجستاني قال سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشامي قال سئل أحمد بن حنبل وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم فقال من مثل إسحاق مثل إسحاق يسئل عنه.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبأ محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله وسئل عن إسحاق بن راهويه فقال مثل إسحاق يسئل عنه إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.
أخبرنا الخطيب قال أنبأ أبو سعد الماليني قال ثنا عبد الله بن عدي قال ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا علي بن خشرم قال ثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي قال ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي فحدثنا بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال تعجب من هذا قلت نعم قال كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته وكأني انظر إلى سبعين ألف حديث أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي.
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأ عبد الله بن عدي قال سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه يقول سمعت أبا داود الخفاف يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول كأني انظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها.
وبالإسناد ثنا عبد الله بن عدي قال سمعت يحيى بن زكريا بن حيوية قال سمعت أبا داود الخفاف يقول أملا علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي قال أنبأ جدي الأعلى محمد بن الفضل الفراوي قال ثنا عبد الغافر بن محمد الفارسي قال أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني قال أنبأ أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أنبأ أبو
معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات على شيء بعثه الله عليه" 1.
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن نافع عن ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش.
أخبرنا زاهر بن أحمد بأصبهان قال أنبأ قوام السنة إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الجوزي قال أنبأ أحمد بن علي بن خلف الأديب بنيسابور قال أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال أنبأ الحسن بن حليم المروزي قال ثنا أبو عمرو نصر بن زكريا قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى حديث ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف2 قال فحدثته فقال له رجل يا أبا يعقوب رواه وكيع بخلاف هذا فقال له أحمد بن حنبل اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به.
أخبرنا أحمد بن الحسن قال ثنا أبو منصور القزاز قال أنبأ الخطيب قال أنبأ نعيم الحافظ قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس وكان يمليه حفظا فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر فقصدته يوما لأسأله إعادته وقد حمل إله حنظلة من الرستاق فقال لي تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنظلة فإذا فرغت أعدت لك الفائت قال ففعلت ذلك فلما فرغت عرفته وكان قد خرج من منزله فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل فقلت له فيما وعد من الفائت فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا وكان قد أملى المسند كله من حفظه وقرأه أيضا ثانيا من حفظه كله.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبأ محمد بن أحمد يعقوب قال ثنا محمد بن نعيم قال ثنا محمد بن إبراهيم المزكي قال ثنا الحسين بن محمد بن زياد قال توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد أبو يعقوب الحربي.
حدث بالموطأ عن القعنبي عبد الله بن مسلمة وحدث عن الحسين بن محمد المروذي وعفان بن مسلم وهوذة بن خليفة وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
روى عنه يحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد ومحمد بن عمرو الرزاز وأحمد بن سلمان النجاد في آخرين.
أخبرنا أحمد بن الحسن الديري قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ أبو بكر الخطيب قال أنبأ أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق الحربي هل سمع من الحسين المروذي فقال هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسينا لا يلقاه هو وقال سليمان سألت إبراهيم عن إسحاق الحربي فقال لي هو ثقة لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق.
قال أبو أيوب فسألت عبد الله بن أحمد عن إسحاق فقال هو ثقة.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال إسحاق بن الحسن الحربي ثقة.
وبالإسناد قال أنبأ الخطيب قال أنبأ محمد بن عبد الواحد الأكبر ثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع قال إسحاق بن الحسن الحربي كتب الناس عنه ثم كرهوه لالحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
وبالإسناد أنبا الخطيب قال أنبأ محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأ إسماعيل بن علي الخطبي قال ومات أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي يوم الثلاثاء لآربع عشرة ليلة بقيت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
حدث بالموطأ عن القعنبي عبد الله بن مسلمة وحدث عن الحسين بن محمد المروذي وعفان بن مسلم وهوذة بن خليفة وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
روى عنه يحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد ومحمد بن عمرو الرزاز وأحمد بن سلمان النجاد في آخرين.
أخبرنا أحمد بن الحسن الديري قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ أبو بكر الخطيب قال أنبأ أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق الحربي هل سمع من الحسين المروذي فقال هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسينا لا يلقاه هو وقال سليمان سألت إبراهيم عن إسحاق الحربي فقال لي هو ثقة لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق.
قال أبو أيوب فسألت عبد الله بن أحمد عن إسحاق فقال هو ثقة.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال إسحاق بن الحسن الحربي ثقة.
وبالإسناد قال أنبأ الخطيب قال أنبأ محمد بن عبد الواحد الأكبر ثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع قال إسحاق بن الحسن الحربي كتب الناس عنه ثم كرهوه لالحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
وبالإسناد أنبا الخطيب قال أنبأ محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأ إسماعيل بن علي الخطبي قال ومات أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي يوم الثلاثاء لآربع عشرة ليلة بقيت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد، أبو يعقوب الحربي:
سمع الحسين بن محمد المروذي، وعفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي وحرمي بن حفص، وأبا عمر الحوضي، والقضبي، وعثمان بن سعيد بن مرة القرشي وَأَبَا نعيم الْفَضْل بْن دكين، وموسى بْن داود الضبي، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، والحسن بن الربيع البوراني.
رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بْن عمرو الرزاز، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق الحربي، هل سمع من حسين المروذي؟ قال: هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسينا لا يلقاه هو؟! وقال سليمان: سألت إبراهيم عن إسحاق الحربي فقال لي: ثقة، لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق.
قال أبو أيوب: وسألت عبد الله بن أحمد عن إسحاق فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إسحاق بن الحسن الحربي ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: إسحاق بن الحسن الحربي كتب الناس عنه ثم كرهوه لإلحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
سمع الحسين بن محمد المروذي، وعفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي وحرمي بن حفص، وأبا عمر الحوضي، والقضبي، وعثمان بن سعيد بن مرة القرشي وَأَبَا نعيم الْفَضْل بْن دكين، وموسى بْن داود الضبي، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، والحسن بن الربيع البوراني.
رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بْن عمرو الرزاز، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق الحربي، هل سمع من حسين المروذي؟ قال: هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسينا لا يلقاه هو؟! وقال سليمان: سألت إبراهيم عن إسحاق الحربي فقال لي: ثقة، لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق.
قال أبو أيوب: وسألت عبد الله بن أحمد عن إسحاق فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إسحاق بن الحسن الحربي ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: إسحاق بن الحسن الحربي كتب الناس عنه ثم كرهوه لإلحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
إِسْحَاق بن أَبِي عِمْرَانَ أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ الإِمَامُ، الفَقِيْه، الحَافِظ، شَيْخ خُرَاسَان، أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ.
أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّد كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْر الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْم الضَّبِّيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيّ الفَقِيْه، حدَّثنا محمَّد بن عَبَدك الإِسْفَرَايِيْنِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن أَبِي عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ، وَرَّاق مَحْمُوْد بن غَيْلاَن، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا اللَّيْث، عَنْ يَزِيْد بن أَبِي حَبِيْب، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَة تَبُوْك، فَكَانَ يُؤخّر الظّهر حَتَّى يدْخل وَقت الْعَصْر، فَيجمع بينهُمَا.
رَوَاهُ البَيْهَقِيّ بِلَفْظِهِ عَنِ الحَاكِم مُحَمَّد بن نعيم الضَّبِّيّ.قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ إِسْحَاق بن مُوْسَى بن عِمْرَانَ، أَحَد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة، وَالرَّحَّالَة فِي طَلَبِ الحَدِيْث، مِنْ رُسْتَاق إِسفرَايين، تَفَقَّهَ عِنْد أَبِي إِبْرَاهِيْم المُزَنِيّ، وَسَمِعَ (الْمَبْسُوط) مِن الرَّبِيْع، وَكتب الحَدِيْث بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاقين وَالحِجَاز وَمِصْر وَالشَّام.
قَالَ: وَلَهُ مصنفَات كَثِيْرَة.
سَمِعَ بِخُرَاسَانَ: قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَأَقرَانهُم.
وَبَالجِبَال: مُحَمَّد بن مقَاتل، وَابْن أَحْمَدَ، وَطَائِفَة.
وبِبَغْدَاد: مَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم، وَمُحَمَّد بن بَكَّارٍ، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَأَحْمَد بن عِمْرَانَ الأَخنسِي، وَأَبَا مُسْلِم الوَاقِدِيّ.
وَبِالبَصْرَةِ: عبد الأَعْلَى بن حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَعَبْد اللهِ بن مُعَاوِيَةَ، وَبندَاراً، وَأَبَا مُوْسَى.
وبَالكُوْفَة: عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخَاهُ القَاسِم وَجُبارَة بن المُغَلِّس، وَأَبَا كُرَيْب، وَعَبْد اللهِ بن عُمَر بن أَبَانٍ.
وَبَالحِجَاز: إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِرِ، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد، وَعِدَّة.
وبَالشَّام: هِشَام بن عَمَّارٍ، وَدُحيماً، وَأَحْمَد بن أَبِي الحَوَارِيِّ، وَطَبَقَتهُم.
وَبِمِصْرِ: مُحَمَّد بن رُمح، وَعِيْسَى بن حَمَّادٍ، وَحَرْمَلَة، وَأَبَا الطَّاهِر بن السَّرْحِ، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَمُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَمُحَمَّد بن عَبدك وَغَيْرهُم، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب الشَّيْبَانِيّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدك الإِسْفَرَايِيْنِيّ: تُوُفِّيَ أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ بِهَا، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب الحَافِظ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بن مُوْسَى الإِسْفَرَايِيْنِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا جَرِيْر، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:أَوَّل مَنْ خطبَ جَالِساً مُعَاوِيَة وَذَلِكَ حِيْنَ عَظُمَ بَطْنه، وَكَثُرَ شَحْمه.
قُلْتُ: عَاشَ ابْن أَبِي عِمْرَانَ هَذَا نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّة الأَثبَات، وَتخيَّل إِلَى أَنَّهُ وَالد أَبِي عَوَانَةَ، لَكِن وَالد أَبِي عَوَانَةَ اسْمه: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بن يَزِيْد الإِسْفَرَايِيْنِيّ.
يَرْوِي عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَابْن حجر، وَأَبِي مَرْوَان العُثْمَانِيّ.
أَكْثَر عَنْهُ: وَلده أَبُو عَوَانَةَ فِي (صَحِيْحِهِ) ، ثُمَّ إِنِّيْ لَمْ أَظفر لأَبِي عَوَانَةَ برِوَايَة عَنْ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، وَلاَ ذكَر الحَاكِم لوَالد أَبِي عَوَانَةَ تَرْجَمَة فِي (تَارِيْخِهِ) ، فلهَذَا جوَّزت فِي البَدِيْهَة أَنَّهُمَا وَاحِد، وَكِلاَهُمَا طبقَة وَاحِدَة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَة الله، عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسعد القُشَيْرِيّ، أَخْبَرَنَا عبد الحمِيد البَحِيْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْملك بن الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي:
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَان مُحَمَّد بن عُثْمَان: حَدَّثَنَا عَبْد العَزِيْز بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ الهَاد، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ! أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً. فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْن ... )، الحَدِيْث.
أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّد كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْر الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْم الضَّبِّيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيّ الفَقِيْه، حدَّثنا محمَّد بن عَبَدك الإِسْفَرَايِيْنِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن أَبِي عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ، وَرَّاق مَحْمُوْد بن غَيْلاَن، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا اللَّيْث، عَنْ يَزِيْد بن أَبِي حَبِيْب، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَة تَبُوْك، فَكَانَ يُؤخّر الظّهر حَتَّى يدْخل وَقت الْعَصْر، فَيجمع بينهُمَا.
رَوَاهُ البَيْهَقِيّ بِلَفْظِهِ عَنِ الحَاكِم مُحَمَّد بن نعيم الضَّبِّيّ.قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ إِسْحَاق بن مُوْسَى بن عِمْرَانَ، أَحَد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة، وَالرَّحَّالَة فِي طَلَبِ الحَدِيْث، مِنْ رُسْتَاق إِسفرَايين، تَفَقَّهَ عِنْد أَبِي إِبْرَاهِيْم المُزَنِيّ، وَسَمِعَ (الْمَبْسُوط) مِن الرَّبِيْع، وَكتب الحَدِيْث بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاقين وَالحِجَاز وَمِصْر وَالشَّام.
قَالَ: وَلَهُ مصنفَات كَثِيْرَة.
سَمِعَ بِخُرَاسَانَ: قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَأَقرَانهُم.
وَبَالجِبَال: مُحَمَّد بن مقَاتل، وَابْن أَحْمَدَ، وَطَائِفَة.
وبِبَغْدَاد: مَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم، وَمُحَمَّد بن بَكَّارٍ، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَأَحْمَد بن عِمْرَانَ الأَخنسِي، وَأَبَا مُسْلِم الوَاقِدِيّ.
وَبِالبَصْرَةِ: عبد الأَعْلَى بن حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَعَبْد اللهِ بن مُعَاوِيَةَ، وَبندَاراً، وَأَبَا مُوْسَى.
وبَالكُوْفَة: عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخَاهُ القَاسِم وَجُبارَة بن المُغَلِّس، وَأَبَا كُرَيْب، وَعَبْد اللهِ بن عُمَر بن أَبَانٍ.
وَبَالحِجَاز: إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِرِ، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد، وَعِدَّة.
وبَالشَّام: هِشَام بن عَمَّارٍ، وَدُحيماً، وَأَحْمَد بن أَبِي الحَوَارِيِّ، وَطَبَقَتهُم.
وَبِمِصْرِ: مُحَمَّد بن رُمح، وَعِيْسَى بن حَمَّادٍ، وَحَرْمَلَة، وَأَبَا الطَّاهِر بن السَّرْحِ، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَمُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَمُحَمَّد بن عَبدك وَغَيْرهُم، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب الشَّيْبَانِيّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدك الإِسْفَرَايِيْنِيّ: تُوُفِّيَ أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ بِهَا، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب الحَافِظ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بن مُوْسَى الإِسْفَرَايِيْنِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا جَرِيْر، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:أَوَّل مَنْ خطبَ جَالِساً مُعَاوِيَة وَذَلِكَ حِيْنَ عَظُمَ بَطْنه، وَكَثُرَ شَحْمه.
قُلْتُ: عَاشَ ابْن أَبِي عِمْرَانَ هَذَا نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّة الأَثبَات، وَتخيَّل إِلَى أَنَّهُ وَالد أَبِي عَوَانَةَ، لَكِن وَالد أَبِي عَوَانَةَ اسْمه: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بن يَزِيْد الإِسْفَرَايِيْنِيّ.
يَرْوِي عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَابْن حجر، وَأَبِي مَرْوَان العُثْمَانِيّ.
أَكْثَر عَنْهُ: وَلده أَبُو عَوَانَةَ فِي (صَحِيْحِهِ) ، ثُمَّ إِنِّيْ لَمْ أَظفر لأَبِي عَوَانَةَ برِوَايَة عَنْ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، وَلاَ ذكَر الحَاكِم لوَالد أَبِي عَوَانَةَ تَرْجَمَة فِي (تَارِيْخِهِ) ، فلهَذَا جوَّزت فِي البَدِيْهَة أَنَّهُمَا وَاحِد، وَكِلاَهُمَا طبقَة وَاحِدَة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَة الله، عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسعد القُشَيْرِيّ، أَخْبَرَنَا عبد الحمِيد البَحِيْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْملك بن الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي:
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَان مُحَمَّد بن عُثْمَان: حَدَّثَنَا عَبْد العَزِيْز بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ الهَاد، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ! أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً. فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْن ... )، الحَدِيْث.
إسحاق بن إسماعيل، أبو يعقوب، المعروف بالطالقاني، ويعرف أيضا باليتيم :
سمع جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ووكيعا، وسفيان بن عيينة، وحسينا الجعفي، وأبا أسامة. روى عنه أحمد بن الوليد الكرابيسي، ويعقوب بن شيبة وجعفر بن محمد الصائغ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغويّ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ- إملاء- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْيَتِيمُ فِي مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائتين، ومات سنة ثلاثين ومائتين.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قِيلَ لِعُثْمَانَ: أَلا تُقَاتِلُ؟
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَائِرٌ إِلَى عَهْدِهِ.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني أحمد بن حنبل، فسئل عن إسحاق بن إسماعيل الذي كان يحدث في مدينة أبي جعفر. فقال: ما أعلم إلا خيرا، إلا أنه- ثم حمل عليه بكلمة ذكرها- وقال: بلغني أنه يذكر عبد الرحمن بن مهدي وفلانا، وما أعجب هذا. ثم قال: وهو مغتاظ: مالك أنت ويلك!! ونحو هذا، ولذكر الأئمة .
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرنا أبو بكر المروذي أنه سمع أبا عبد الله سئل عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: لا أعلم إلا خيرا. قلت إنهم يذكرون أنه كان صغيرا. قال: قد يكون صغير يضبط!! .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان إسحاق بن إسماعيل معنا عند جرير، وكانوا ربما قالوا- يعنى البغداديين- جئني بتراب- وجرير يقرأ- فيقوم، وضعفه .
وَقَالَ عبد اللَّه في موضع آخر: سمعت أبي- وسئل عن إسحاق بن إسماعيل صاحب جرير- فقال: كان غلاما، وذهب إلى أنه لم يضبط .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: أرجو أن يكون صدوقا .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن إسحاق بن إسماعيل فقال: كان عندي لا بأس به صدوق، ولكنه بلي من الناس، ولقد كلمني أن أكلم أمه تأذن له في الخروج إلى جرير فكلمتها فأجابتني، فخرج مع اثني عشر رجلا مشاة، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قلت: فما بلي به من الناس؟ قال: يكذبونه، وهو صدوق. قلت: كان يتهم تلك الأيام بالكذب أو الآن بعد ما حدّث؟ قال: لا، الآن بعد ما حدث.
ثم قال يحيى: ما كأن به بأس .
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن- صاحب العباسي- حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يحيى بن معين عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: صدوق .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدثنا جدي. قال: وعثمان بن محمد وإسحاق بن إسماعيل ثقتان، وإسحاق أتقن من عثمان رواية، وكان يحيى بن معين يوثق إسحاق بن إسماعيل جدا. وعثمان بن محمد هو ابن أَبِي شيبة، من ولد أَبِي سعدة الذي دعا عليه سعد بن أبي وقاص .
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: ثقة .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أبي طاهر عَنْهُ
- قال: أخبرنا هشام بن محمد بن جعفر الكنديّ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ. قال:
إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة ثقة .
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ببغداد في شهر رمضان سنة ثلاثين، وكتبت عنه سنة خمس وعشرين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين، وكان لا يخضب .
قلت: وهو أول شيخ كتب عنه البغوي.
سمع جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ووكيعا، وسفيان بن عيينة، وحسينا الجعفي، وأبا أسامة. روى عنه أحمد بن الوليد الكرابيسي، ويعقوب بن شيبة وجعفر بن محمد الصائغ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغويّ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ- إملاء- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْيَتِيمُ فِي مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائتين، ومات سنة ثلاثين ومائتين.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قِيلَ لِعُثْمَانَ: أَلا تُقَاتِلُ؟
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَائِرٌ إِلَى عَهْدِهِ.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني أحمد بن حنبل، فسئل عن إسحاق بن إسماعيل الذي كان يحدث في مدينة أبي جعفر. فقال: ما أعلم إلا خيرا، إلا أنه- ثم حمل عليه بكلمة ذكرها- وقال: بلغني أنه يذكر عبد الرحمن بن مهدي وفلانا، وما أعجب هذا. ثم قال: وهو مغتاظ: مالك أنت ويلك!! ونحو هذا، ولذكر الأئمة .
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرنا أبو بكر المروذي أنه سمع أبا عبد الله سئل عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: لا أعلم إلا خيرا. قلت إنهم يذكرون أنه كان صغيرا. قال: قد يكون صغير يضبط!! .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان إسحاق بن إسماعيل معنا عند جرير، وكانوا ربما قالوا- يعنى البغداديين- جئني بتراب- وجرير يقرأ- فيقوم، وضعفه .
وَقَالَ عبد اللَّه في موضع آخر: سمعت أبي- وسئل عن إسحاق بن إسماعيل صاحب جرير- فقال: كان غلاما، وذهب إلى أنه لم يضبط .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: أرجو أن يكون صدوقا .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن إسحاق بن إسماعيل فقال: كان عندي لا بأس به صدوق، ولكنه بلي من الناس، ولقد كلمني أن أكلم أمه تأذن له في الخروج إلى جرير فكلمتها فأجابتني، فخرج مع اثني عشر رجلا مشاة، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قلت: فما بلي به من الناس؟ قال: يكذبونه، وهو صدوق. قلت: كان يتهم تلك الأيام بالكذب أو الآن بعد ما حدّث؟ قال: لا، الآن بعد ما حدث.
ثم قال يحيى: ما كأن به بأس .
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن- صاحب العباسي- حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يحيى بن معين عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: صدوق .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدثنا جدي. قال: وعثمان بن محمد وإسحاق بن إسماعيل ثقتان، وإسحاق أتقن من عثمان رواية، وكان يحيى بن معين يوثق إسحاق بن إسماعيل جدا. وعثمان بن محمد هو ابن أَبِي شيبة، من ولد أَبِي سعدة الذي دعا عليه سعد بن أبي وقاص .
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: ثقة .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أبي طاهر عَنْهُ
- قال: أخبرنا هشام بن محمد بن جعفر الكنديّ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ. قال:
إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة ثقة .
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ببغداد في شهر رمضان سنة ثلاثين، وكتبت عنه سنة خمس وعشرين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين، وكان لا يخضب .
قلت: وهو أول شيخ كتب عنه البغوي.
إسحاق بن عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن سلمة، أبو يعقوب البزاز الكوفي :
سكن بغداد في قطيعة الربيع، وحدث بها عن محمد بن زياد الزيادي، وأحمد بن ثابت الجحدري، وأبي بجير محمد بن جابر المحاربي، ويوسف بْن مُوسَى القطان، ومحمد بْن عَبْد الرحيم المصري المعروف ببنان- وأحمد بن مطهر المصيصي ويحيى ابن معلى بن منصور، وأبي حاتم الرازي، وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن المظفر، وعلي بن مُحَمَّدِ بْنِ لؤلؤ، وغيرهم.
وكان ثقة. سافر إلى الشام ومصر، وكتب عن شيوخ تلك البلاد، وصنف المسند، واستوطن بغداد إلى حين وفاته.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدسكري- بحلوان- أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ الأصبهانيّ، حدثنا إسحاق بن سلمة القطيعي الكوفي- أبو يعقوب ببغداد حدّثنا يوسف بن موسى، حدثنا زيد بن حباب. قال: رأيت سفيان الثوري يقص أظفاره يوم الخميس، فقلت: يا أبا عبد الله غدا الجمعة؟ فقال: السنة لا تؤخر.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن عبد الله أبي يعقوب الكوفي البزاز فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: وجدت في كتاب أخي: مات أبو يعقوب إسحاق بن سلمة الكوفي بقطيعة الربيع في سنة سبع وثلاثمائة لعشر خلون من شوال.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومات أَبُو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الكوفيّ في يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من شوال سنة سبع وثلاثمائة أحد الثقات، صنف «المسند» فأكثر.
سكن بغداد في قطيعة الربيع، وحدث بها عن محمد بن زياد الزيادي، وأحمد بن ثابت الجحدري، وأبي بجير محمد بن جابر المحاربي، ويوسف بْن مُوسَى القطان، ومحمد بْن عَبْد الرحيم المصري المعروف ببنان- وأحمد بن مطهر المصيصي ويحيى ابن معلى بن منصور، وأبي حاتم الرازي، وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن المظفر، وعلي بن مُحَمَّدِ بْنِ لؤلؤ، وغيرهم.
وكان ثقة. سافر إلى الشام ومصر، وكتب عن شيوخ تلك البلاد، وصنف المسند، واستوطن بغداد إلى حين وفاته.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدسكري- بحلوان- أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ الأصبهانيّ، حدثنا إسحاق بن سلمة القطيعي الكوفي- أبو يعقوب ببغداد حدّثنا يوسف بن موسى، حدثنا زيد بن حباب. قال: رأيت سفيان الثوري يقص أظفاره يوم الخميس، فقلت: يا أبا عبد الله غدا الجمعة؟ فقال: السنة لا تؤخر.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن عبد الله أبي يعقوب الكوفي البزاز فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: وجدت في كتاب أخي: مات أبو يعقوب إسحاق بن سلمة الكوفي بقطيعة الربيع في سنة سبع وثلاثمائة لعشر خلون من شوال.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومات أَبُو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الكوفيّ في يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من شوال سنة سبع وثلاثمائة أحد الثقات، صنف «المسند» فأكثر.
إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو يَعْقُوب الثَّقَفِيّ يروي عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم روى عَنهُ بن أبي زَائِدَة وَعبيد الله بن مُوسَى
إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو يَعْقُوب الثَّقَفِيّ
قَالَ ابْن عدي روى عَن الثِّقَات مَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَأَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة
قَالَ ابْن عدي روى عَن الثِّقَات مَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَأَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة
إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الثقفي جار المبارك بن فضالة روى عن عبد الملك بن عمير؟ و [روى عن - ] ابن أبي نجيح وعبد الرحمن بن القاسم ويونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم وخالد بن أبي مالك، روى [عنه - ] منصور بن أبي الأسود ويحيى بن أبي زائدة والحسن ابن ثابت الاحول [ابن روزجان - ] وعبد الرحيم بن سليمان وطلق ابن غنام وزيد بن حباب وعثمان بن عمر وعبيد الله بن موسى سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد وروى عن شويس العدوي وعمير مولى الجراح وعن جدته عن أبيها محرز القصاب عن أبي موسى الأشعري وأبي أيوب مولى عثمان روى عنه أبو عون الزيادي فقال: أنا إسحاق بن أبي عثمان عن شويس .
قال أبو محمد وروى عن شويس العدوي وعمير مولى الجراح وعن جدته عن أبيها محرز القصاب عن أبي موسى الأشعري وأبي أيوب مولى عثمان روى عنه أبو عون الزيادي فقال: أنا إسحاق بن أبي عثمان عن شويس .
إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة المدني - أبو يعقوب.
روى عن مالك، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وغيرهم.
وعنه البخاري والأثرم وعلي بن عبد العزيز البغوي وجعفر بن محمد الطيالسي، ويحيى بن معلى بن منصور الرازي وأبو إسماعيل الترمذي وغيرهم.
قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكنه ذهب بصره فربما لقن الحديث زكتبه صحيحه.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جداً
وقال النسائي: ليس بثقة.
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري: والمعتمد فيه ما قاله أبو حاتم وقال الدارقطني والحاكم عيب على البخاري إخراج حديثه. قلت روى عنه البخاري في "كتاب الجهاد" حديثا في الصلح مقرونا بالأويسي وكأنها مما أخذه عنه من كتابه قبل ذهاب بصره.
وقال في التقريب: صدوق كف فساء حفظه من العاشرة توفي سنة223/ خ ق ت.
روى عن مالك، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وغيرهم.
وعنه البخاري والأثرم وعلي بن عبد العزيز البغوي وجعفر بن محمد الطيالسي، ويحيى بن معلى بن منصور الرازي وأبو إسماعيل الترمذي وغيرهم.
قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكنه ذهب بصره فربما لقن الحديث زكتبه صحيحه.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جداً
وقال النسائي: ليس بثقة.
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري: والمعتمد فيه ما قاله أبو حاتم وقال الدارقطني والحاكم عيب على البخاري إخراج حديثه. قلت روى عنه البخاري في "كتاب الجهاد" حديثا في الصلح مقرونا بالأويسي وكأنها مما أخذه عنه من كتابه قبل ذهاب بصره.
وقال في التقريب: صدوق كف فساء حفظه من العاشرة توفي سنة223/ خ ق ت.
إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة المدني ـ أبو يعقوب.
روى عن مالك، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وغيرهم.
وعنه البخاري والأثرم وعلي بن عبد العزيز البغوي وجعفر بن محمد الطيالسي، ويحيى بن معلى بن منصور الرازي وأبو إسماعيل الترمذي وغيرهم.
قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكنه ذهب بصره فربما لقن الحديث زكتبه صحيحه.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جداً
الملحق الأول
وفيه تراجم ثمان وثلاثين من المختلطين الثقات الذين لم يذكرهم المؤلف.
روى عن مالك، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وغيرهم.
وعنه البخاري والأثرم وعلي بن عبد العزيز البغوي وجعفر بن محمد الطيالسي، ويحيى بن معلى بن منصور الرازي وأبو إسماعيل الترمذي وغيرهم.
قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكنه ذهب بصره فربما لقن الحديث زكتبه صحيحه.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جداً
الملحق الأول
وفيه تراجم ثمان وثلاثين من المختلطين الثقات الذين لم يذكرهم المؤلف.
إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الباهلي الجرجرائي:
حدث ببغداد عن محمد بن حاتم المعروف بحبي. روى عنه أبو طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبِ، حدّثنا أبي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي- شيخ كان يحضر مجلس الترقفي من أهل جرجرايا سنة ستين ومائتين.
حدّثنا محمّد بن حاتم، حدثنا وكيع عن سفيان. قال: ليس للوالدين فيه طاعة.
قال أبو يعقوب: يعنى في طلب العلم.
حدث ببغداد عن محمد بن حاتم المعروف بحبي. روى عنه أبو طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبِ، حدّثنا أبي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي- شيخ كان يحضر مجلس الترقفي من أهل جرجرايا سنة ستين ومائتين.
حدّثنا محمّد بن حاتم، حدثنا وكيع عن سفيان. قال: ليس للوالدين فيه طاعة.
قال أبو يعقوب: يعنى في طلب العلم.
إسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب الشاعر المعروف بالخريمي :
جزري نزل بغداد. وأصله من خراسان من أبناء السغد، وكان متصلا بخريم بن عامر المري وآله فنسب إليه، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خريم، وكان قائدا جليلا، وسيدا شريفا، وأبو خريم الموصوف بالناعم. فأما أبو يعقوب فشاعر محسن، وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد، ويحيى بن خالد، وغيرهما. ومراث لعثمان بن خريم وكان يتأله ويتدين.
وقال أبو حاتم السجستاني: الخريمي أشعر المولدين، وروى عنه شيئا يسيرا من شعره، أبو عثمان الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وذكر أنهما سمعا منه.
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدّثنا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: أنشدني عون بن محمد لأبي يعقوب الخريمي:
باحت ببلواه جفونه ... وجرت بأدمعه شئونه
لما رأى شيبا علا ... هـ ولم يحن في الغد حينه
فعلا على فقد الشّبا ... ب وفقد من يهوى أنينه
ما كان أنجح سعيه ... وشبابه فيه معينه
واللهو يحسن بالفتى ... ما لم يكن شيب يشينه
جزري نزل بغداد. وأصله من خراسان من أبناء السغد، وكان متصلا بخريم بن عامر المري وآله فنسب إليه، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خريم، وكان قائدا جليلا، وسيدا شريفا، وأبو خريم الموصوف بالناعم. فأما أبو يعقوب فشاعر محسن، وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد، ويحيى بن خالد، وغيرهما. ومراث لعثمان بن خريم وكان يتأله ويتدين.
وقال أبو حاتم السجستاني: الخريمي أشعر المولدين، وروى عنه شيئا يسيرا من شعره، أبو عثمان الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وذكر أنهما سمعا منه.
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدّثنا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: أنشدني عون بن محمد لأبي يعقوب الخريمي:
باحت ببلواه جفونه ... وجرت بأدمعه شئونه
لما رأى شيبا علا ... هـ ولم يحن في الغد حينه
فعلا على فقد الشّبا ... ب وفقد من يهوى أنينه
ما كان أنجح سعيه ... وشبابه فيه معينه
واللهو يحسن بالفتى ... ما لم يكن شيب يشينه
إسحاق بن عثمان أبو يعقوب البصري الكلابي روى عن الحسن وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية وموسى بن أنس روى عنه وكيع وأبو عاصم وأبو الوليد سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، زاد أبي: روى عنه ابن مهدي وأبو داود.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: إسحاق بن عثمان أبو يعقوب صالح.
سألت أبي عن إسحاق بن عثمان فقال: هو ثقة لا بأس به.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: إسحاق بن عثمان أبو يعقوب صالح.
سألت أبي عن إسحاق بن عثمان فقال: هو ثقة لا بأس به.
إسحاق بن شاذة، أبو يعقوب العطار الأصبهاني:
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن رستة وغيره. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخلد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن الحسين النّعاليّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّاز المعروف بابن الحريصي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن شاذة الأصبهانيّ العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَإِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عبيد اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الْمَسْحُ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، إِنْ شَاءَ إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ أَنْ يلبسهن» . [يعني الخفين]
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن رستة وغيره. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخلد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن الحسين النّعاليّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّاز المعروف بابن الحريصي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن شاذة الأصبهانيّ العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَإِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عبيد اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الْمَسْحُ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، إِنْ شَاءَ إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ أَنْ يلبسهن» . [يعني الخفين]