سُلَيْمَان بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان بن أبي دَاوُد الْحَرَّانِي كُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوب يَرْوِي عَن أبي نعيم وَكَانَ رَاوِيا لجده حَدَّثنا عَنهُ أَبُو عرُوبَة مَاتَ لثمان لَيَال خلون من شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
47789. سليمان بن عبد الله بن عتريس1 47790. سليمان بن عبد الله بن علاثة الكلابي1 47791. سليمان بن عبد الله بن علاثة الكنانى1 47792. سليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي1 47793. سليمان بن عبد الله بن عويمر الاسلمي2 47794. سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان147795. سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن ابي داود الحراني...1 47796. سليمان بن عبد الملك1 47797. سليمان بن عبد الملك بن مروان2 47798. سليمان بن عبد الملك بن مروان الأموي1 47799. سليمان بن عبد الملك بن مروان القرشي الشامي...1 47800. سليمان بن عبد الواحد بن نصير1 47801. سليمان بن عبدي الله بن عمرو أبو ايوب الغيلاني...1 47802. سليمان بن عبيد أبو داود المازني1 47803. سليمان بن عبيد البارقي الخراساني1 47804. سليمان بن عبيد الخراساني2 47805. سليمان بن عبيد السلمي2 47806. سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الرقي1 47807. سليمان بن عبيد الله ابو ايوب الرقي2 47808. سليمان بن عبيد الله ابو ايوب الغيلاني...2 47809. سليمان بن عبيد الله الغيلاني1 47810. سليمان بن عبيد الله المروزي1 47811. سليمان بن عبيد الله بن أبي سليمان1 47812. سليمان بن عبيد الله بن ابي سليمان1 47813. سليمان بن عبيد الله بن ابي سليمان ابو عمر الكندى...1 47814. سليمان بن عبيد المازني ابو داود2 47815. سليمان بن عبيد الناجي1 47816. سليمان بن عتبة1 47817. سليمان بن عتبة الدمشقي3 47818. سليمان بن عتبة الدمشقي السلمي ابو الربيع...1 47819. سليمان بن عتبة الدمشقي الشامي1 47820. سليمان بن عتبة بن ثور السلمي1 47821. سليمان بن عتبة بن ثور بن يزيد1 47822. سليمان بن عتيق3 47823. سليمان بن عتيق الحجازي1 47824. سليمان بن عتيق المحاربي2 47825. سليمان بن عتيق حجازي1 47826. سليمان بن عثمان الكلابي البصري العطار ابو داود...1 47827. سليمان بن عثمان بن الوليد بن عبد الله...1 47828. سليمان بن عرعرة بن البرند1 47829. سليمان بن عريب2 47830. سليمان بن عطاء9 47831. سليمان بن عطاء الحراني1 47832. سليمان بن عطاء القرشي الحراني1 47833. سليمان بن عطاء بن يزيد الليثي3 47834. سليمان بن علي2 47835. سليمان بن علي أبو عكاشة الربعي البصري...1 47836. سليمان بن علي ابو عكاشة الربعي1 47837. سليمان بن علي الأمير1 47838. سليمان بن علي الربعي ابو عكاشة البصري...1 47839. سليمان بن علي بن عبد الله2 47840. سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس1 47841. سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب...1 47842. سليمان بن عمر بن ابراهيم الانصاري1 47843. سليمان بن عمر بن الوليد بن عبد ربه1 47844. سليمان بن عمر بن خالد المعروف بابن1 47845. سليمان بن عمران2 47846. سليمان بن عمرو2 47847. سليمان بن عمرو أبو داود النخعي1 47848. سليمان بن عمرو الزرقي1 47849. سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي...2 47850. سليمان بن عمرو الكوفي ابو داود النخعي...1 47851. سليمان بن عمرو النخعي1 47852. سليمان بن عمرو النخعي ابو داود1 47853. سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي الكوفي...1 47854. سليمان بن عمرو بن الاحوص1 47855. سليمان بن عمرو بن الاحوص الازدي1 47856. سليمان بن عمرو بن حديدة الانصاري الخزرجي...1 47857. سليمان بن عمرو بن عبد أبو الهيثم1 47858. سليمان بن عمرو بن عبد العتواري2 47859. سليمان بن عمرو بن عبد الله أبو داود النخعي...1 47860. سليمان بن عمرو بن عبد الله ابو داود النخعي الكوفي...1 47861. سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب1 47862. سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب ابو داود النخعي الكوفي...1 47863. سليمان بن عمرو بن عبدة1 47864. سليمان بن عمرو وابو داود النخعي الشامي...1 47865. سليمان بن عمير2 47866. سليمان بن عمير يمان1 47867. سليمان بن عوسجة1 47868. سليمان بن عوسجة اللخمي1 47869. سليمان بن عياض1 47870. سليمان بن عياض قرشي مولى بن الزبير1 47871. سليمان بن عياض مولى عبد الله بن الزبير...1 47872. سليمان بن عيسى2 47873. سليمان بن عيسى السجزي2 47874. سليمان بن عيسى بن محمد ابو ايوب الجوهري البصري...1 47875. سليمان بن عيسى بن نجيح ابو يحيى السجزي...1 47876. سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي2 47877. سليمان بن غالب1 47878. سليمان بن فروخ2 47879. سليمان بن فروخ أبو واصل1 47880. سليمان بن فروخ ابو واصل1 47881. سليمان بن فروخ الازدي ابو واصل1 47882. سليمان بن فليح1 47883. سليمان بن فيروز1 47884. سليمان بن فيروز أبو إسحاق الشيباني1 47885. سليمان بن قتة التيمي البصري1 47886. سليمان بن قتة مولى بنى تميم1 47887. سليمان بن قرم4 47888. سليمان بن قرم ابو داود الضبي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
- وسليمان بن داود. يكنى أبا داود, صاحب الطيالسة, مولى بني أسد بن عبد العزى. مات سنة أربع ومائتين في شهر ربيع الآخر.
سليمان بن داود
- سليمان بن داود. أبو الربيع الزهراني. تُوُفّي بالبصرة في آخر سنة أربع وثلاثين.
- سليمان بن داود. أبو الربيع الزهراني. تُوُفّي بالبصرة في آخر سنة أربع وثلاثين.
سليمان بن داود
قال: وسئل عن سليمان بن داود الذي يحدث عن الزهرى روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشئ.
(هذا رأي يحيى بن معين)
قال: وسئل عن سليمان بن داود الذي يحدث عن الزهرى روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشئ.
(هذا رأي يحيى بن معين)
سُلَيْمَان بْن دَاوُد
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد: قَالَ السَّاجِي: سُلَيْمَان بْن دَاوُد الَّذِي يروي حَدِيث الصَّدقَات، قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بِشَيْء.
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد: قَالَ السَّاجِي: سُلَيْمَان بْن دَاوُد الَّذِي يروي حَدِيث الصَّدقَات، قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بِشَيْء.
سليمان بن داود
- سليمان بن داود بن علي بن عبد الله. بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ ابن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة. سمع من إبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما. وكتب عنه البغداديون ورووا عنه. تُوُفّي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين.
- سليمان بن داود بن علي بن عبد الله. بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ ابن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة. سمع من إبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما. وكتب عنه البغداديون ورووا عنه. تُوُفّي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين.
سليمان بن داود
ابن إيشى بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يخشون بن عميناذب بن أرم بن خضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو الربيع نبي الله ابن نبي الله جاء في الآثار أنه دخل دمشق قال الكلبي: أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ثم إلياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب ثم داود ثم سليمان ثم زكريا بن يشوى من بني يهوذا بن يعقوب ثم يحيى بن زكريا ثم عيسى بن مريم بنت عمران بن مابان من بني يهوذا بن يعقوب ثم سيدنا محمد رسول الله بن عبد الله بن عبد المطلب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليهم أجمعين.
فارص بصاد مهملة ابن يهوذا بن يعقوب.
وعن الحسن في قوله: " غدوّها شهر ورواحها شهر " قال: كان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل، وما بين اصطخر ودمشق مسيرة شهر للمسرع، وما بين اصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع. قال: وكان يتغدى باليمن ويتعشى بالشام، ويتغدى بالشام ويتعشى باصطخر، ويغدو من اصطخر فيقيل بالعراق، ويروح منها إلى الشام.
وقال في قوله عزّ وجلّ: " وأسلنا له عين القطر " يعني النحاس، فجرى له.
مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه، ويقول: زوجتي، أسكنك أي غرف دمشق إن شئت قال سليمان: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
وعن ابن مسعود في قوله عزّ وجلّ: " وداود وسليمان إذ يحكما في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم " فالكرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته، قال: فقضى داود عليه السلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله، قال: وما ذاك؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم إلى صاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها قال الله عزّ وجلّ: " ففهمناك سليمان وكلاً أتينا حُكما وعلما ".
وعن أبي هريرة قال: نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختوماً فيه عشر مسائل: أنْ سل ابنك سليمان، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك، قال: فدعا داود سبعين قساً وسبعين حبراً، وأجلس سليمان بين أيديهم، وقال: يا بني، نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعد، قال سليمان: ليسأل نبي الله عما بدا له، وما توفيقي إلا بالله. قال: أخبرني يا بين ما أبعد الأشياء؟ وما أقرب الأشياء؟ وما آنس الأشياء؟ وما أوحش الأشياء؟ وما القائمان؟ وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر إذا ركبه الرج حُمد آخره؟ وما الأمر إذا ركبه الرجل ذُم آخره؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، وأما القائمان فالسماء والأرض، وأما المختلفان فالليل والنهار، وأما المتباغضان فالموت والحياة كل يبغض صاحبه، وأما الأمر إذا ركبه رجل خمد آخره فالحلم على الغضب، وأما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره فالحدة على الغضب، قال: ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسيسون والأحبار: لن نرضى حتى نسأله عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك، قال: فسلوه. قال سليمان: سلوني، وما توفيقي إلا بالله. قالوا: ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء منه وإذا فسد فسد كل شيء منه؟ قال سليمان: هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه، وإذا فسد فسد كل شيء منه، فقالوا: صدقت، أنت الخليفة من بعده، فدفع إليه داود قضيب الملك، ومات من الغد.
وعن ابن عباس قال: استخلف داود سليمان " على سيدنا محمد رسول الله وعليهما الصلاة والسلام - في حياته، وكان سليمان يوم استخلف أتى عليه اثنتا عشرة سنة، وذلك أنه لما نفذ في الحكم، وأبصر داود فهمه، وكان الله عزّ وجلّ جعله فهِماً. قال: فبينا داود جالس مع أحبار بني إسرائيل، فذكروا العقل عند داود فقال له داود: يا بني، ما العقل؟ قال: يا أبه، ما ارتدى العبد برداء أجمل من فضل عقل يرتدي به عبد مؤمن، إن انكسر جبره على عقله، وإن صرع نعشه، وإن زل عمده، وإن ذل أعزه، وإن اعوج أقامه، وإن عثر رفعه، وإن افتقر أغناه، وإن جاع أشبعه، وإن ظمئ أرواه، وإن حزن فرحه، وإن جمع كبحه، وإن استوحش
آنسه وإن خاف أمنه، وإن غوى أرشده، وإن تكلم صدقه، وإن كانت سوءة زينها، وإن انكشف ستره، وإن أقام بين ظهراني قوم اغتبطوا به، وإن غاب عنهم أسفوا عليه، وإن خطب إليهم وهو صعلوك اغتفروا ذلك منه، وإن شهد شهادة وهو غريب تفرسوا فيه فأحسنوا به الظن فقبلوها، وإن نطق قالوا: بليغ، وإن سكت قالوا: لبيب، وإن بسط يده قالوا: جواد، وإن قبضها قالوا: مقتصد، وإن عنف قالوا: لم يأل، وإن رفق قالوا: شفيق، وإن أفطر قالوا: معذور، وإن صام قالوا مجتهد. فالعقل رأس الإيمان ووسط الإيمان وآخر الإيمان، فبه يصل العبد إلى الجنة وبه يتفاضل أهل الدنيا في دنياهم، وأهل الجنة في درجاتهم، لأن العاقل إذا أخطأ رجع، وإذا أساء أحسن، والعقل يرد صاحبه إلى خير العواقب، قال: فتعجب داود عليه السلام، فقال: يا بني، فأين موضع العقل؟ قال: في الدماغ، يكون صاحب العقل زريناً زميتاً، لا يكون عجولاً جهولاً، ولا يستخفه الفرح، ولا يغلبه هواه قال: فعجب داود من حكمته فاستخلفه.
وعن عبد الله بن عباس قال:
لما تزوج داود عليه السلام بتلك المرأة ولدت له سليمان بن داود بعد ما تاب الله عليه، غلاماً، طاهراً، نقياً، فهماً، عاقلاً، عالماً، وكان من أجمل الناس وأعظمه وأطوله، فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره، ويدخله في حكمه، فكان أول ما عرف داود من حكمته، وتفرس فيه النبوة أن امرأة كانت كسبت جمالاً، فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده، فأعجبته فأرسل إليها يخطبها، فقالت: ما أريد النكاح فراودها على القبيح، فقالت: أنا عن القبيح أبعد، فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة، فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق، فكان منه مثل ذلك فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه مثلما أصابها من القوم فرفضت حقها ولزمت بيتها، فبينا القاضي وصحب الشرطة وصاحب السوق والحاجب جلوس في مجلس يتحدثون، فوقع ذكرها فتصادق القوم بينهم وشكى كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها. قال بعضهم: ما يمنعكم وأنت ولاة الأمر أن تتلطفوا لها حتى تستريحوا منها، فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا لها أن لها كلباً وأنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود عليه السلام فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه وترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة، فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى
نتحققه، فمشينا حتى دخلنا منزلاً قريباً منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك، فنظرنا إليها كيف حلته من رباطه ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، ونظرنا إلى الميل يدخل في المكحلة ويخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها، فخرج سليمان وهو يومئذ غلام حين ترعرع ومعه الغلمان ومعه حضانه يلعب، فجعل منهم صبياً قاضياً وآخر على الشرطة، وآخر على السوق، وآخر حاجباً، وآخر كالمرأة، ثم جاؤوا يشهدون عن سليمان كهيئة ما شهد أولئك عن داود، يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت امرأة، قال سليمان عند شهادتهم: فرقوا بينهم ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضياً، فقال: أيقنت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أسود، قال: نحوه ودعا بالذي جعل على الشرطة فقال: تيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال فما كان لون الكلب؟ قال: أحمر، قال نحوه، ثم دعا صاحب السوق، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أبيض قال: نحوه، ثم دعا بالذي جعل حاجباً، فقال تيقنت الشهادة؟ قال نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أغبش، قال: أردتم أن تغشوني حتى أرجم امرأة من المسلمين؟ فقال للصبيان: ارجموهم، وخلى سبيل الصبي الذي جعله امرأة، ورجع حضانه، فدخلوا على داود فأخبروه الخبر فقال داود: علي بالشهود الساعة واحداً واحداً، فأتي بهم. قال للقاضي: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود، ثم أتي بصاحب الشرطة وسأله فقال: أبيض، ثم أتي بصاحب السوق فسأله فقال: كان أحمر، ثم أتي بالحاجب فسأله فقال: كان أغبش. فأمر بهم داود فقتلوا مكان المرأة، فكان هذا أول ما استبان لداود من فهم سليمان عليه السلام.
وعن عبد الله بن سلام قالوا: لم يبعث الله عزّ وجلّ رسولاً إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلاً.
قال كعب: وبعض النبيين أرجح عقلاً من بعض، وما استخلف داود سليمان واختاره على جميع ولده وبني إسرائيل حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، وإنما استخلاف الأنبياء قبل سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبوة ما خلا سيدنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا نبي بعده وأعطى الله سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.
حدث أبو بشير قال:
لما كبر داود " صلى الله على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلم " وظن أنه الموت أرسل إلى فقهاء بني إسرائيل وخيارهم، فقال لهم: إني لا أرى إلا قد احتضرت، فابغوني رجلاً منكم ترضونه فأوليه الخلافة من بعدي. قال: فطافوا زماناً لا يذكر لهم رجل من بني إسرائيل بخير إلا أتوه به، فلا ينصرفون عنه حتى يجدوا فيه عيباً. فلما طال ذلك عليهم قال بعضهم: قد رأينا هذا الغلام قد نشأ على أحسن ما ينشأ عليه أحد، وقد عجزنا أن نجد هذا الرجل فلو أتينا سليمان. قال: فغضبت المشيخة وقالوا: ما لسليمان وهذا الأمر؟! قالوا ليس نجد هذا الرجل وما علينا أن نأتيه؟ قال: فطلبوه في أهله فلم يجدوه، فطلبوه فوجدوه في جدار وحده مسنداً ظهره إلى الجدار فسلموا وقعدوا حوله، ففزع سليمان لما رأى أحبار بني إسرائيل وفقهاءهم، فجعلوا لا يسألونه عن شيء يعلمه إلا أخبرهم به، وإن سألوه عن شيء لا علم له به رد علمه إلى الله تعالى، قال: فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقالوا: هذا صاحبنا. فلما فرغوا مما أرادوا أن يسألوه عنه واجتمع رأيهم على أنه صاحبهم ضحك سليمان فغضبت المشيخة، وقالوا: غلام أتيناه لأعظم أمر في الدنيا وليس أهل ذلك ضحك واستهزأ بنا؟ ثم قال بعضهم: والله لأخبرن بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأرسل إليهم داود فقال: ألا تبغوني هذا الرجل، قالوا: ما وجدنا في بني إسرائيل رجلاً يصلح للخلافة، فأتينا سليمان قال: فغضب داود وقال: ما لسليمان وما لهذا؟ قالوا: يا رسول الله، لم نجد الرجل فأتيناه فلم نر إلا خيراً. فلما ذهبنا نقوم ضحك سليمان، قال داود: ضحك! قالوا: نعم، قال: علي بسليمان، قال: فأتي به فقال: أتاك أحبار بني إسرائيل وفقهاؤهم لأعظم أمر في الدنيا. ولست لذلك بأهل، فضحكت بهم وسخرت منهم؟ والله لأعاقبنك بعقوبة لم أعاقبها أحداً مثلك. قال سليمان: يا رسول الله، أو آتيك بعذر! قال: أو تأتيني بعذر! قال: أتاني هؤلاء القوم، فسألوني عن أشياء ما علمت منها أخبرتهم، وما لم أعلم رددت علمه إلى الله، فإنهم حولي إذ سمعت كلاماً من خلفي فالتفت إلى الحائط فإذا أنا بدودة، وإذا هي تقول: يا للعجب من قوم يسألون سليمان، وقد فرغ الله من أمره، فما ملكت نفسي أن ضحكت فرحاً لما قالت. قال: فقال داود لسليمان ولهم: اخرجوا عني، فخرجوا ونزل الوحي على داود: يا داود أعرض عن سليمان فقد ولاه الله الأمر من بعدك.
قيل: إن داود قال: إلهي، كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى الله إليه أن قل لسليمان يكون لي كما كنت لي أكون له كما كنت لك.
ولما مات نبي الله داود أوحى الله إلى سليمان أن سلني حاجتك، قال أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي فقال الله عزّ وجلّ: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قبله يحبني، لأهبن له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. قال الله عزّ وجلّ: " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فمنن أو أمسك بغير حساب " قال: فأعطاه الله ما أعطاه، وفي الآخرة لا حساب عليه.
وعن الحسن في قوله عزّ وجلّ: " ولقد آتينا داود وسليمان علماً " يعني علم التوراة والزبور والفقه في الدين وفصل القضاء وعلم كلام الطير والدواب " وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثر من عباده المؤمنين "، يعني بالتفضيل: النبوة مع الملك.
قال وهب بن منبه: استُخلف سليمان عليه السلام وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وداود حي، وأحدث الله له النبوة بعد داود، وأعطاه الله ما لم يعد أحداً من الأنبياء، وكان الله سخر له الجن والإنس والريح والطير، وكان رجلاً وضيئاً أبيض جسيماً كبير العينين يلبس البياض.
ولما عرضت الخيل على سليمان شغله النظر إليها حتى فاتته صلاة العصر، وتوارت بالحجاب. قال: فعقر الخيل غضباً لله. قال: فأعقبها الله أسرع منها، الريح فسخرها له تجري بأمره رخاء حيث شاء.
وعن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان ألف فرس فعقرها.
وقال عكرمة: كانت عشرين ألفاً فعقرها.
وعن وهب قال:
قيل لسليمان: إن خيلاً بلقاً لها أجنحة تطير بها وإنها ترد ما كذا وكذا من جزيرة بحر كذا وكذا، فقال: كيف لي بها؟ قالت الشياطين: نحن لك بها، قال: فانطلقوا فهيئوا لي سلاسل ولجماً، ثم انطلقوا إلى العين التي تردها، فنزحوا ماءها، وسدوا عيونها، وصبوا فيها الخمر، فجاءت الخيل واردة فشمت فأصابت ريح الخمر، فتخبطتها بقوائمها، ولم تشرب، ثم صدرت، ثم عادت للغد، فشمت الخمر فخبطتها ولم تشرب، ثم صدرت عنها. فلما أجهدها العطش جاءت فاقتحمت فيها فشربت فسكرت، فذهبت لتنهض فلم تقدر عليه، فجاءت الشياطين حتى وضعت عليها اللجم والسلاسل ثم قعدت عليها. فلما أفاقت وطارت وعليها اللجم وقد استولت عليها الشياطين، فلم تزل ترفق بها الشياطين وتعالجها حتى هبطت الخيل إلى القرار، فلم يزالوا بها حتى جاؤوا بها سليمان فربطها ووكل بها من يسوسها حتى استأنست وأذعنت، فكان سليمان قد أعجب بها فعرضها ذات يوم فنظر إليها " حتى توارت بالحجاب " وغفل عن صلاة العصر، فقال: " أحببت حب الخير " يعني الخيل " عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي " قال: فردت عليه فمسح سوقها وأعناقها بالسيف، فلم يدع لها نسلاً، فالله أعلم أي ذلك كان.
وقال الزهري: ما عقرها ولكن مسح يده عليها.
وقال الحسن: إن الله كان أعطى سليمان ما لم يعط أحداً من الملك والسلطان وكانت عجائب تكون في زمانه، وكان الله سخر له الشياطين من يغوصون له، ويعملون عملاً دون ذلك، يعني من دون الغوص بنيان المدائن. قال: " والشياطين كل بناء وغواص " قال: "
يعملون له ما يشاء من محاريب " يعني المساجد " وتماثيل " يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت والمساجد فيمثلون بالشجر وما أشبهه ن نحو النقش في الحيطان ثم قال " وجفان كالجواب " يعني القصاع العظام يجتمع على القصعة الخمس مئة والثلاث مئة مثل الجوبة العظيمة ثم قال: " وقدور راسيات "، يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستقلها أحد، أثافيها منها راسية في الأرض. وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " يعني مطيعاً " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت؛ب الخير عن ذكر ربي " قال الحسن: كانت خيلاً بلقاً جياداً، وكانت أحب الخيل إليه البلق فعرضت عليه، فجعل ينظر إليها " حتى توارت بالحجاب " يعني الشمس، فغفل عن صلاة العصر.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال: هي التي غفل عنها نبي الله سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب. يعني العصر.
وعن الحسن " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " قال: قطع سوقها وأعناقها بالسيف أسفاً على ما فاته من ذكر الله يعني من فوت صلاة العصر لوقتها.
وعن الحسن قال: ولد له ابن به عاهة، قد كسرته الرياح، ولم يقل شق إنسان. قال: فأعجب به سليمان ولم يكن له ولد ذكر، فخاف عليه الموت وآفات الأرض، فطلب له الرضاع، فجاءت الإنس، فطلبوا الرضاع فأبى، وجاءت الجن فطلبوه فأبى، وجاءت السحاب فطلبته، فقال: كيف ترضعينه؟ قالت: أحمله بين السماء والأرض وأربيه بماء المزن، قال: فدعا الريح، فقال لها: كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد، فقالت: أفعل، قال: فمهدوا لابن سليمان على السحاب، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة، وجعل
معه وصيفة تناغيه، ثم أمر الريح أن تحمله فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوة وعشية إلى أمه ترضعه وتغسله وتطيبه ثم تضعه في السحاب، فتحمله الريح بين السماء والأرض، فكانت إذا حنت إليه أأراده سليمان تكلما أو أحدهما، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فينقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه، ثم يأمر سليمان عليه السلام برده إلى موضعه، وإنما فعل ذلك شفقة عليه، قال: فأمر الله ملك الموت بقبض روحه، فقبضه ثم قال للسحاب: أرسليه فإنك تكفلت به وهو حي، فأرسلته، فوقع على كرسيه ميتاً، فذلك قوله عزّ وجلّ: " ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ".
قال الشعبي: قالت الجن:
لئن ولد لسليمان ذكر لنلقين منه مثل ما لقينا من أبيه، فتعالوا حتى نرصد أرحام نسائه حتى لا يولد له. قال: فولد له غلام، فلم يأمن عليه الإنس ولا الجن فاسترضعه في المزن يعني السحاب. وكان يزيد في السنة كذا وكذا، وفي الشهر كذا وكذا وفي الجمعة كذا وكذا، قال: فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه، وقد مات. فذلك قوله عزّ وجلّ " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقال غيره: الشيطان الذي كان أخذ خاتمه.
وقال ابن عباس: قوله: " وألقينا على كرسيه " يعني الجسد: صخراً المارد حين غلب على ملكه، وجلس على كرسي سليمان أربعين يوماً، فالله أعلم أي ذلك كان.
قال ابن عباس:
وإنما ابتلي سليمان بذهاب ملكه للصنم الذي صُور في داره. قال: كان سليمان رجلاً غزّاء، يغزو البحر والبر، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر يقال لها: صندور، بها ملك عظيم لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه من البحر، وكان الله عزّ وجلّ أعطى سليمان في ملكه سلطاناً لا يمتنع منه شيء في بر ولا بحر، إنما يركب الريح فتخرج به حيث يريد
قال: فركب سليمان الريح وجنوده من الجن والإنس حتى نزل تلك الجزيرة، فقتل ملكها، وسبى من فيها، وأصاب جارية لم ير مثلها حسناً وجمالاً، وكانت ابنة ذلك الملك، فاصطفاها لنفسه، فكان يجد بها ما لا يجد بأحد، ويؤثرها على نسائه، فلما رأى ذلك إبليس قال: لأنتهزن فرصتي من سليمان بهذه المرأة، فدس إليها صخراً المارد، فأتاها في صورة حاضنها إلى الباب، ثم قال للحاجب: قل لفلانة إن حاضنك فلاناً بالباب، فأرسلت إلى سليمان، وسألته أن يأذن له عليها، فأذن له فدخل عليها، وهي لا تشك إلا أنه أخوها من الرضاعة، فبكت وبكى وقال لها: قد رضيت من سليمان بما صنع بأبيك وأهل بيتك، فصرت مملوكة بعد أن كنت ملكة بنت ملك! فقالت له: كيف لي بذلك؟ فقال لها: أما تشتاقين إلى أبيك؟ فقالت: وكيف لي وقد سلى الحزن علي جسمي؟ فقال لها: فإني سأرشدك إلى أمر يكون لك فيه فرج، وتسل عن حزنك، إذا دخل سليمان عليك فلا تكلميه إلا نزراً ولا تنظري إليه إلا شزراً، فإذا قال لك: ما لك؟ وما تريدين؟ فقولي له: إني أحب أن تأمر بعض الشياطين، فيصوروا لي أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية، فيذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد، قال: فلما دخل سليمان فعلت ما أمرها الشيطان، فقال لها: ما لك؟ قالت: إني أذكر أبي، وأذكر ملكه، وما أصابه فيحزنني ذلك، فقال لها: فقد أبدلك الله ملكاً وسلطاناً أعظم من ملكه وسلطانه، وهداك إلى دينه، فهو أعظم من ذلك كله، قال: إن ذلك كذلك ولكن إذا ذكرته أصابني ما ترى، فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي صورة أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية رجوت أن يذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد في نفسي، فأمر سليمان صخراً المارد فمثل لها أباها في هيئته في ناحية دارها حتى لا تنكر منه شيئاً، فمثل لها حتى نظرت إلى أبيها لا تنكر في نفسها شيئاً غلا أنه لا روح فيه، فعمدت إليه، فزينته وألبسته، حتى تركته كهيئة أبيها ولباسه، فإذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها، فتطيبه وتسجد له وتسجد جواريها، وتروح بمثله، وسليمان لا علم له بشيء من ذلك، وأتاها الشيطان من حيث لا يعلم سليمان، حتى أتى لذلك أربعون يوماً، وبلغ ذلك الناس، وبلغ آصف بن برخيا، وكان صديقاً، فقال له الناس هل بلغك
ما بلغنا؟ قال: نعم. قالوا: كيف لنا أن نعلم سليمان؟ قال: أنا أكفيكم ذلك، فدخل عليه فقال: يا نبي الله، إني ((قد كبرت ودق عظمي، ونفد عمري، وقد أحببت أن أقوم مقاماً قبل أن أموت، أذكر فيه من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثني عليهم بعلمي فيهم، وأعلم الناس بعض ما يجهلون من كثير من أمرهم، قال: فافعل. قال: فجمع الناس سليمان، فقام فيهم خطيباً، فذكر من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثنى على كل نبي بما فيه، وذكر ما فضلهم الله به، حتى انتهى إلى سليمان، فذكر فضله وما أعطاه الله في حداثة سنه وصغره، وما كان أعطي في حياة أبيه داود من الفضل ثم سكت فامتلأ سليمان غيظاً، فلما دخل أرسل إليه فدعاه فقال: يا آصف، ذكرت من مضى من أنبياء الله فأثنيت عليهم، بما كانوا في زمانهم، فلما ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري، وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري، فما هذا الذي أحدثت من أمري في كبري؟ قال: أحدثت أن غير الله يعبد في دارك منذ أربعين يوماً في هوى امرأة، قال: في داري؟! قال في دارك، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون عرفت، ما قلت هذا إلا عن شيء بلغك، ثم رجع إلى داره فكسر ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم أمر بثياب الطهر فأتي بها، لا يغزلها إلا الأبكار، ولا ينسجها إلا الأبكار، ولم تمسها امرأة ذات الدم، فلبس ثم خرج إلى فلاة من الأرض، ففرش له الرماد ثم أقبل دائباً إلى الله عزّ وجلّ، فجلس على ذلك الرماد يتمعك في ذلك الرماد في ثيابه متذللاً متضرعاً يبكي ويستغفر مما كان في داره، يقولك يا رب، ما هذا بلاؤك عند داود أن يعبدوا غيرك، وأن
يقروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه. قروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه.
قال وهب بن منبه: إن خاتم سليمان عليه السلام كان أتي به من السماء له أربع نواح، في ناحية منه: لا إله غلا اله وحده لا شريك له محمد عبده ورسوله، وفي الثانية: اللهم، مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، وفي الثالثة: كل شيء هالك إلا الله، وفي الرابعة: تباركت إلهي لا شريك لك. وكان له نور يتلألأ، إذا تختم به اجتمع إليه الجن والإنس والطير والريح والشياطين والسحاب.
قال: فجاء يوماً يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها، صخر المارد حتى سبق سليمان فدخل المتوضأ، فقام خلف الباب فدخل سليمان لحاجته، وخرج الشيطان على صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء، لا تنكر من سليمان شيئاً، فقال: خاتمي يا أمينة، فناولته إياه، ولا تحسب إلا أنه سليمان، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان، وعكفت عليه الطير والجن والإنس، وخرج سليمان فقال للأمينة: خاتمي، قالت: ومن أنت؟ قال: أنا سليمان بن داود، وقد تغير عن حاله وذهب عنه بهاؤه، قالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه وهو جالس على سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته.
وقال وهب بن منبه:
إنه كان في جزيرة من جزائر البحر ملك عظيم السلطان، فبعث إليه سليمان يدعوه إلى ما قبله، فأبى عليه لعظم سلطانه، فبعث إليه بالريح، فنسفته وملكه وجميع ما قبله حتى وضعته بين يديه، وكان لذلك الملك ابنة تدعى أبرهة، فأعجب سليمان بها فعرض عليها الإسلام فكرهته، فخوفها بالقتل، فأصرت فخوفها بقتل أبيها، فقالت: إن قتلته قتلت نفسي، فخاف سليمان أن يكرهها فتقتل نفسها وأحبها حباً شديداً، وهي يومئذ على دينها فتركها، فلما غلبته تزوجها، وكانت تعتكف على صنم من ياقوت وكان الصنم من الفيء الذي نسفته الريح، فسألته سليمان فوهبه لها، وكان لا يصبر عنها وكان يتودد لها، ويرفق بها، رجاء أن تسلم، فظل معها ذات يوم. فلما أراد الانصراف وثبت إليه فاعتنقته وقالت له: أسألك بحياتي وبحبي وبحقي إلا ما جزرت لإلهي، فقال سليمان: إن ذلك لا يحل لي وما زيارتي إياك وأنت معتكفة على الشرك إلا رجاء أن تسلمي، ثم قالت: لئن لم تجزر لصنمي لأقتلن نفسي، وكان ذلك من تعليم أبيها. فلما سمع سليمان قولها خافها على نفسها وخدعها وقال لها: إني إن جزرت لصنمك على رؤوس الناس خلعت ملكي، وانخلعت من ديني، قالت: فإني قد حلفت بإلهي لئن لم تفعل لأقتلن نفسي، فابرر يميني فدعا سليمان بجرادة وسكين فذبحها، فبساعة قطع رأسها أنكر نفسه وأنكرته هي، وانقشعت عنه هيبة الملك والسلطان، ثم خرج من عندها فوجد ماله من الشياطين عوداً على منبره، وكان قبل ذلك لا يرام، ووجد على كرسيه أشبه الناس صورة به، ويقال إن ذلك معنى
قوله: " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ". قال: ثم قام إليه خادم له من الجن فاستل خاتمه من أصبه فأبق به، وكانت الجن قبل ذلك لا يرومونه. فلما أخذ الجني الخاتم وكان عفريتاً مارداً ذا رأي في نفسه فقال: ما أخذت خاتم سليمان ولا وصلت إليه إلا بذنب بينه وبين الله عزّ وجلّ، وما آمن أن يرد اله ملكه فلأطرحن هذا الخاتم مطرحاً لا يقدر عليه أبدً ثم انطلق سريعاً حتى ألقاه في اللجة الخضراء. وأوحى الله إلى سليمان لمن ذبحت الجرادة التي قربتها لامرأتك؟ فإن كنت ذبحتها لي فقد صغرت أمري، وما سبقك إلى ذلك أحد، وقد علمت أنه لا يذبح لي إلا رُغاء أو خوار أو ثغاء، وإن كنت قد ذبحتها لصنم امرأتك فلأقلبك من العزة بي، أما كفاك أنك تزوجتها وهي مشركة فلم أعاتبك فيها! فلما فرغ إليه من القول شذ من أهله مرعوباً أربعين ليلة، يعير كما تعير الدابة، يبكي على نفسه، ويعدد على خطيئته، ويستغفر ربه. فلما أخبرته امرأته بالذي أصابه في سببها أحزنها ذلك وأبكاها، فأسلمت رجاء أن يرد الله إليه ملكه، فلما مضت لسليمان أربعون ليلة تاب الله عليه، وغفر له، وانصرف وقد أجهده الجوع، فمر بساحل من سواحل البحر، وإذا بحوت يضطرب فضرب بيده إلى الحوت، فأخذه ليأكله فلما فرى بطنه وجد فيه خاتمه فازداد بذلك خوفاً وعجباً ووجلاً فعاد إليه ملكه.
وقيل: إن سليمان كان عنده مجوسية امرأة، فقالت له يوماً في عيد كان لها: أعطني بقرة أذبحها لعيدنا، قال: لا، قال: فأعطني شاة، قال: لا، قالت: فأعطني دجاجة، قال: لا، قالت: فأعطني حمامة، قال: لا. فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة، فقالت: أعطني هذه الجرادة، قال: نعم، ثم قطع رأسها بيده، فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان، ثم أنساه الله إياه، حتى أصابه بعدما سلب ملكه.
وقيل عن عباس أنه اختصم إلى سليمان فريقان أحدهما من أهل جرادة " امرأة كانت له يعجب بها -
وهوي أن يكون الحق لهم، ثم إن الحق كان للآخرين، فقضى لهم به، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.
وقيل إنه احتجب عن الناس ثلاثة أيام، فأوحى الله إليه: يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام، فلم تنظر في أمور عبادي، ولم تنصف مظلوماً من ظالم. وكان ملكه في خاتمه، وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فدخل ذات يوم الحمام والخاتم تحت فراشه، فجاء الشيطان فأخذه وألقاه في البحر، فأقبل الناس نحو الشيطان، فأقبل سليمان يقول: يا أنها الناس، أنا نبي الله، فدفعوه أربعين يوماً، فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتاً فشقها فإذا هو بالخاتم فيها، فتختم به ثم جاء فأخذ بناصية الشيطان، وعند ذلك " قال: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " وكان أول من أنكره نساؤه فقلن بعضهن لبعض تنكرن ما ينكرن؟ فقلن: نعم، فكان يأتيهن وهن حيض.
قال علي بن زيد رضي الله عنه: فذكرت ذلك للحسن رحمه الله فقال: ما كان الله ليسلطه على نسائه.
وذكر ابن إسحاق وابن سمعان وغيرهما على فتنة سليمان عليه السلام أن الناس شكوا إلى سليمان شدة ما يلقون من شدة الطحن بأيديهم. فجمع سليمان الجن والشياطين فذكر ذلك لهم وقال لهم: هل من حيلة في هذا الطحن،، وفي أن تتخذوا لي آنية أشرب فيها أرى من حولي، فإنه قد بلغني أن بعض الجن إذا أنا شربت وسترن الإناء منهم غمز بي، قالوا: يا رسول الله، إن هذا لشيء ما نطيقه، ولكنه قد تمرد عفريت، وهو في جزيرة من جزائر البحر فإن قدرنا عليه صنع هذا كله، قال: احتالوا حيلة تأتوني به. فانطلقوا إليه وأعلموه أن سليمان قد هلك، وأن الأرض قد بقيت لهم. فلما اطمأن إليهم أخذوه فأوثقوه بالحديد، ثم جاؤوا به سليمان. فلما أدخل عليه أراه الخاتم، فأذله اله عز وجل له، فقال له سليمان: يا صخر، إني هممت بقتلك لفرارك مني، وبلغني رفقك وصنائعك، فأنا أحب أن يتخذ الناس شيئاً يستريحون به مما يلقون من الطحن بأيديهم،
وأتخذ لي آنية اشرب فيها ولا تحول بيني وبين النظر إلى الناس. قال: نعم يا رسول الله، أعنّي بطائفة من الجن فأعانه بما أراد. فلم يدع قرية إلا نصب فيها رحاً يطحن أهل البيت في اليوم والليلة ما يكفيهم سنة، ووجد الناس من ذلك راحة فسموها لمكان الراحة الرحا، وعمل لسليمان الزجاج فجاء على ما أراد، فأكرمه سليمان، وقربه حتى كان يشاوره في الأمر، وركب سليمان ذات يوم حتى أتى ساحل البحر فأدركه المساء، وغابت الشمس، وبدت النجوم، فاطلع كوكب فقال سليمان: يا صخر، ما هذا الكوكب؟ قال: هذا نجم كذا وكذا، ثم لم يزل يسأله عن النجوم. فقال سليمان: لقد أعطيت من أمر النجوم علماً، فصف لي كيف علمت ذلك، فقال: يا رسول اله، إن خاتم المملكة في يديك، وإني أفرق أن أدنو منك، ولولا ذلك لأخبرتك بأشياء تعجب، فنزع سليمان الخاتم، ثم قال: امسكه معك، وأخبرني. فلما وقع الخاتم في يده قذفه في البحر فالتقمه حوت، وتمثل صخر مكانه على تمثال سليمان، وقعد على كرسيه. فاجتمع له الجن والإنس والشياطين، وملك كل شيء كان يملكه سليمان، إلا أنه لم يسلّط على نسائه، وخرج سليمان يسأل الناس ويتضيفهم ويقول: أطعموني، فإني سليمان بن داود، فيطردونه ويقولون له: ما يكفيك ما أنت فيه من البلاء حتى تكذب على سليمان، وهذا سليمان على ملكه؟ حتى أصابه الجهد وطال عليه البلاء، فلما تم أربعون يوماً جاء إلى ساحل البحر فإذا بقوم يصيدون السمك فقال لهم: أطعموني، فأبوا فقال لهم: لو تعلمون من أنا لأطعمتموني، أنا سليمان بن داود، فخرج صاحب السفينة فطرده وضربه بمردي في يده وقال: ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان؟ إن كنت جائعاً فخذ من هذا السمك الذي أروح، فأخذ سليمان سمكتين، فدنا من ساحل البحر، فشق بطنهما فإذا في جوفها خاتمه فأخذه فلبسه، ورد الله عليه ملكه، وجاءت الوحوش والطير فقامت الوحوش حوله والطير فوق رأسه، فقال أهل السفينة: هذا والله سليمان فقفزوا بين يديه وقالوا:
يا نبي الله، إنما فعلنا ما فعلنا غضباً لك قال: أما إني لا أعاتبكم على ما صنعتم قبل، ولا أحمدكم على ما تصنعون بي لأن الأمر من السماء.
وقيل: إن صخراً أمسك الخاتم أربعين يوماً، فمن ثم دانت له الإنس والجن، وعطفت عليه الطير والوحش. فلما أنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم عدو الله الشيطان في تلك الأربعين يماً قال آصف: يا معشر بني إسرائيل، هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت؟ قالوا: نعم، فعند عند ذلك صخر فألقى بالخاتم في البحر فاستقبله جري فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم، فاستقبل جريه الماء فوقع في شبك الصيادين الذين كان سليمان معهم، فلما أمسوا قسموا السمك، فأسقطوا الجري فجعلوه لسليمان، فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه، فلما شقوا بطنه أضاء البيت نوراً من خاتمه، فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به، وخر لله ساجداً فقال: إلهي، لك الحمد على قديم بلائك وحسن صنيعك إلى آل داود، إلهي، أنت الذي ابتدأتهم بالنعم وأورثتهم الكتاب والحكم والنبوة فلك الحمد، إلهي، تجود بالكثير وتلطف بالصغير، إلهي، فلك الحمد، نعمائك ظهرت فلا تخفى، وبطنت فلا تحصى، فلك الحمد، إلهي لم تسلمني بذنوبي، فلك الحمد، تغفر الذنوب وتستجيب الدعاء، ولك الحمد، إلهي، لم تسلمني بجريرتي، فلك الحمد، ولم تخذلني بخطيئتي، فلك الحمد، فتمم إلهي نعمتك علي، واغفر لي ما سلف " وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي " فذلك قوله: " ولق فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقيل إن سليمان عليه السلام قال للشياطين: كيف تضلون الناس؟ فقال له شيطان: أعطني خاتمك حتى أخبرك، فأعطاه خاتمه، فذهب به حتى ألقاه في البحر وذهب ملك سليمان، فصار يطوف ويؤاجر نفسه، ويأتي المرأة من بني إسرائيل فيقول لها: أنا سليمان، أطعميني، فتبصق في وجهه، حتى وجد الخاتم في بطن حوت، فرد الله إليه ملكه وله الحمد.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان في نقش خاتم سليمان لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدي ورسولي ".
وعن الحسن
أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هارباً مخافة على نفسه أن يقتله، بغير حذاء ولا قلنسوة في قميص وإزار. قال: فمر بباب شارع على الطريق وقد جهده الجوع والعطش والحر، فقرع الباب، فخرجت امرأة فقالت: ما حاجتك؟ قال: ضيافة ساعة، فقد ترين ما أصابني من الحر والرمضاء، وقد احترقت رجلاي وبلغ مجهودي من الجوع والعطش. قالت المرأة: إن زوجي لغائب وليس يسعني أن أدخل رجلاً غريباً علي، وهذا أوان انصراف زوجي، فادخل البستان فإن فيه ماء وثماراً، فأصب من ثماره، وتبرد فيه، فإذا جاء وزجي استأذنته في ضيافتك،، فإن أذن لي فذاك، وإن أبى أصبت مما رزق الله ومضيت، فعلم أنها تكلمت بعقل، فدخل البستان، فاغتسل ووضع رأسه فنام، فأذاه الذباب، فجاءت حية سوداء فمرت بسليمان فعرفته، فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر، فجاءت إلى سليمان عند رأسه، فجعلت تذب عنه حتى جاء زوج المرأة، فقصت عليه القصة، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية وصنيعها دعا امرأته، فقال لها: تعالي فانظري العجب، فنظرت ثم مشت إليه، فلما رأتها الحية تنحت عن سليمان، فأيقظاه وقالا له: يا فتى، هذا منزلنا فهو لك لا يسعنا شيء يعجزك، وهذه ابنتي وقد زوجناكها، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها، قال: فتزوجها وأقام عندهم ثلاثة أيام، ثم قال: لا يسعني إلا طلب المعيشة لي ولأهلي، فانطلق إلى الصيادين، فقال لهم: هل لكم في رجل يعينكم وترضخون له شيئاً من صيدكم، وكل يأتيه الله برزقه، فقالوا: قد انقطع عنا الصيد، وليس عندنا فضل نعطيكه، فمضى إلى غيره، فقال لهم مثل هذه المقالة، فقالوا: نعم، وكرامة، نواسيك بما عندنا، فأقام معهم يختلف
كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد، حتى أنكر الناس قضاء سليمان وأفعاله، فقالوا لآصف: هل تنكر من سليمان الذي أنكرنا؟ قال: نعم، ولكن دعوني أعلم علم نسائه، فانطلق آصف، وكان لا يحتجب عنهن، فسألنه عن فعاله قلن: أنكرنا جميع فعاله، ولا يطلب النساء إلا عند الحيض، فقال: هل تواتينه؟ قلن: لا. قال ابن عباس رحمه الله: من زعم أنه أتى نساءه فقد كذب. كان سليمان عليه السلام أكرم على الله تعالى وتقدس من أن يسلط الشيطان على نسائه. قال فختم الله عليه، ولم يردهن. قال واحترس نساؤه، واجتمع الناس يدعون الله أن يفرّج ما بسليمان. قال: فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له عمد فكتب كتاب السحر وختمه بخاتم سليمان ودفنه من تحت قائمة سرير سليمان وانطلق بالخاتم فألقاه في البحر.
وعن قتادة قال: كتبت الشياطين كتباً فيها سحر وشرك، ثم دفنت تلك الكتب تحت كرسي سليمان، فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب، فقالوا: هذا علم كتمناه سليمان فقال الله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت ".
وعن عمران بن الحارث قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أين؟ قال من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن علياً خرج إليهم. قال: ففزع ثم قال: ما يقولون لا أبا لك؟! لو شعرنا ما نكحنا نساؤه ولا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك: كانت لشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جربت صدق، وكذب معها سبعين كذبة، فتشربتها قلوب الناس، فأطلع الله عليها سليمان عليه السلام، فأخذها فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر، فتناسختها الأمم حتى
بقاياها ما يحدث به أهل العراق فأنزل الله في عذر سليمان عليه السلام " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولك الشياطين كفروا " إلى آخر الآية.
وعن الحسن
أن صخراً المارد حين كان غلب على ملك سليمان. فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، ودعا الشياطين، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه، وأنه ألقى خاتمه في البحر، فلا يقدر عليه ويستريحوا منه، وأن هذا كتاب كتبته فيه أصناف السحر، وختمته بخاتم سليمان، وإني أدفنه تحت كرسيه، وكتب في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من العلم. فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزاً من دفاتر من كنوز العلم، وكان يعمل به هذه العجائب فهل لكم فيه؟ قالوا: نعم، فحفروا ذلك الموضع واستخرجوا ذلك الكتاب. فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، وقالوا: ما هذا من أمر سليمان. وأخذه قوم وقالوا: والله ما كان سليمان يعمل إلا بهذا، ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلما ذكر الله لرسوله أمر سليمان وأنزل عليه في سليمان وفي المرسلين وعده فيهم، قال من كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون من محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزعم أن سليمان كان نبياً. والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله عزّ وجلّ فيما قالوا: " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " يقول: ما كتبت الشياطين يعني أيام غلب صخر سليمان على ملكه " ولكن الشياطين كفروا " هم كتبوا السحر، وما عمل سليمان بالسحر " وما أنزل " السحر " على الملكين ببابل هاروت وماروت " حين فرغ من قصتهما.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل، فطاف عليهن جميعاً فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون.
وفي رواية: لأطوفن الليلة على مئة امرأة.
وفي حديث عن أبي هريرة أيضاً أن سليمان كان له أربع مئة امرأة وست مئة سرية. فقال يوماً: لأطوفن الليلة على ألف امرأة، فتحمل كل واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يستثن، فطاف عليهن، فلم تحم واحدة منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده لو استثنى فقال: إن شاء الله لولد له ما قال، فرسان ولجاهدوا في سبيل الله ".
وعن ابن عباس قال: كان لداود تسع وأربعون امرأة وكان لسليمان مئتا امراة.
وعن أبي هريرة قال: كان اليوم الذي رد الله تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز، فجاءت الشياطين بالتحف، وكانت تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان فاتخذ البعض رش الماء من ذلك اليوم.
وقال سفيان الثوري: بلغني أن سليمان يوم رد الله عليه ملكه، أمر الريح أن تحمله، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين، استقبله خطاف فقال: أيها املك، إن لي عشاً فيه بيضات قد حضنتهن، وأنا أرجو إفراخي أيامي، فاعدل رحمك الله، فإنك إن مررت بالعش حطمت بيضات، فشفقه وترك ذلك الطريق، فانطلق الخطاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره، فنضح بين يديه، فسأله أصحابه عن ذلك فقال: إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يدي شكراً لي.
وفي حديث آخر: أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان، فقال له سليمان: ما هذا؟ قال: هدية لك فقال سليمان: لقد شكر هذا، ومن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى صلاة فقال: " إن الشيطان عرض ليفسد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله
منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه في سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان: رب هب لي ملكا لا يبغي لأحد، فرده الله خائباً ".
قال الضحاك:
لما رد الله ملك سليمان بعث سليمان إلى صخر، فأتي به، فلما أدخل عليه أمر بوثاقه، فأوثقوه حديداً، ثم سأل الجن: أي قتلة أشد حتى أقتله؟ قالوا: نأتيك بصخرة ثم نجوفها ثم نوثقه فنضعه فيها ونسدها عليه ونطبقها بالحديد ثم نلقيه في البحر، ففعلوا ذلك به، فألقوه في أعمق مكان في البحر، فهو فيه إلى يوم القيامة فذلك قول الله عزّ وجلّ " وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن " يعني سليمان على من شئت من الشياطين " أو أمسك يعني أقره في الوثاق في البحر " بغير حساب " يعني لا تبعة عليك فيه إلى يوم القيامة.
قال عبد الله بن عبيد بن عمير: بعث سليمان إلى مارد من مردة الجن كان في البحر، فأتي به. فلما كان على باب داره أخذ عوداً فذرعه بذراعه، ثم ألقاه من وراء الحائط فوقع بين يدي سليمان فقال سليمان: ما هذا؟ فأخبر بالذي صنع المارد، فقال: تدرون ما أراد؟ قالوا: لا، قال: فإنه يقول اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سبع مئة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والأنس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء، وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي سمع بها الناس وذلك قوله: " علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ".
قالوا: وكان سليمان غزاء، يغزو البر والبحر ولا يسمع بملك في ناحية من الأرض إلا أتاه حتى يذله، وكان إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب، وكان اتخذ ألواحاً من خشب وضم بعضها إلى بعض وعمل لها عمداً من تحتها وسددها بالمسامير الحديد على قدر عسكره، فربما كان عسكره فرسخاً في فرسخ أو أقل أو اكثر، ثم تجيء الشياطين فتدخل تحت الخشب، فتحمل تلك العمد، ثم يأمر الريح وعسكره مسيرة شهر، وكانت الريح تغدو به شهراً، وتروح به شهراً وبعسكره، فذلك قول الله عزّ وجلّ: " رخاء حيث أصاب " مطيعة حيث أراد، وكان الرخاء ريحاً تحمل عسكره إلى حيث أراد سليمان، وإنه ليمر بالزراعة فما تحركها الريح.
وقيل: كانت الشياطين عملوا لسليمان مدينة من قوارير، إذا خرج في المغازي كان يحمل تلك المدينة معه وحشمه وأهل بيته، وكانت ألف ذراع في عشرة آلاف ذراع، فيها ألف سقف كل سقف ألف ذراع، بين كل سقفين عشرة أذرع على كل سقف ما يحتاج إليه من المساكن والقباب والمرافق، فجعل الأعلى قبة فيها مجلسه، على قبتها علم أخمر يضيء منه بالليل للعسكر، وترى بالليل من الأرض البعيدة كما ترى النار، ولتلك المدينة ألف ركن على مناكب الشياطين، تحت كل ركن عشرة من الشياطين.
قال كعب:
وكان سليمان إذا ركب حمل أهله وسار بجيشه وخدمه وكتائبه، وتلك السقوف بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم، وقد اتخذ مطابخ ومخابز، يحمل فيها تنانير الحديد وقدوراً عظاماً، يسع كل قدر عشر جرائر وقد اتخذ فيه ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون، وخبز الخبازون، وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض ولريح تهوي بهم، فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة مدينة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سليمان: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به. ثم مضى حتى مر بمكة فقال: هذا مولد نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به، ورأى حول البيت أصناماً تعبد من دون الله. فلما جاوز
سليمان البيت بكى البيت، فأوحى الله إلى البيت فقال: ما يبكيك؟ قال: يا رب، أبكاني هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا علي، فلم يهبطوا في، ولم يصلوا عندي، ولم يذكروك بحضرتي، والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله إليه أن لا بتك، فإني سوف أملؤك وجوهاً سجوداً، وأنزل فيك قرآناً جديداً، وأبعث منك نبياً في آخر الزمان، أحب أنبيائي إلي، وأجعل فيك عمارً من خلقي يعبدوني، وأفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكورها، ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها والحمامة إلى بيضها، وأطهرك من الأوثان وعبدة الشياطين. ثم مضى سليمان حتى مر بوادي النسرين من الطائف فأتى على وادي النمل فقالت نملة تسمى جيرين من قبيلة تسمى الشيصبان وكانت عرجاء تتكاوس، وكانت مثل الذئب العظيم فنادت النمل " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحكمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون " يعني أن سليمان يفهم مقالها، وكان لا يتكلم خلق إلا حملت الريح ذلك، فألقته في مسامع سليمان قال: " فتبسم سليمان ضاحكاً من قولها وقال: رب أوزعني " يعني ألهمني " أن أشكر نعمتك " يعني: أن أؤدي شكر ما أنعمت " علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " يعني مع الصالحين.
ذكر وهب بن منبه سليمان وتعظيم ملكه: أنه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان، وكان يذبح لغذائه كل يوم سبعين ثوراً معلوفاً وستين كراً من الطعام سوى الكباش والصيد والطير، فقيل لوهب: يا أبا عبد الله، أكان يسع هذا ماله؟ قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه وأن أموالهم له، ما شاء أخذ منها، وما شاء ترك.
قال ابن عباس: كان سليمان بن داود يوضع له ست مئة ألف كرسي، ثم يجيء بأشراف الإنس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء بأشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو
الريح، فتحملهم فيسيرون. وقيل: يسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر. فبينا هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء، وهو في فلاة من الأرض، فدعا الهدهد فنقر الأرض، فأصاب موضع الماء، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء: فكيف يعرف هذا ولا يعف الفخ حتى يقع في عنقه؟ فقال ابن عباس: ويحك إن القدر حال دون البصر.
حدث إدريس بن سنان أبو إلياس قال:
بلغنا " والله أعلم " عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة، وفصصها بالدر وبالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، صنعت صنعة لم يصنع مثلها من مضى، ولا صنعها من بقي بعده، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض، وجعل بين كل درجتين شبراً، وجعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، وحفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب، وعناقيدها ياقوت وزبرجد ولؤلؤ، وجعل رؤوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب، وجعل من جانبه الآخر سوراً من ذهب مقابلة للطواويس، وجعل عن يمين الدرجة الأولى شجرة صنوبر من ذهب، وعن يسارها أسداً من ذهب، وعلى رؤوس الأسدين عموداً من زبرجد، ومن جانبي الأسدين شجرتين كلتاهما كرم من ذهب معرشتين، فأظلتا الكرسي كله بتعريشها وورقها، وفوق أعلى درج الكرسي أسدين عظيمين من ذهب مجوفين محشوين مسكاً وعنبراًً، فإذا أراد سليمان بن داود الملك أن يصعد على كرسيه استدار الأسدان كما يستدير المنجنون فينفخان ما في أجوافهما من الطيب، ومن جانبي الكرسي منبران من ذهب أحدهما مجلس خليفة سليمان، والآخر مجلس الأحبار والقضاة، وسبعين منبراً من ذهب لسبعين قاضياً من أحبار بني إسرائيل وعلمائهم وكهولهم، من كل جانب من الكرسي خمسة وثلاثون منبراً، فإذا أراد الملك أن يصعد إلى كرسيه وضع قدميه على الدرجة الأولى من الكرسي استدار الكرسي كما يستدير المنجنون، فيبسط الأسد يده اليمنى والنسر جناحه الأيسر، فيتكئ سليمان عليها إلى الدرجة التي تليها وكذلك تصنع الأسد والنسور من كل درجة إلى درجة
حتى يستوي إلى أعلى الكرسي، فإذا استوى سليمان على كرسيه جالساً أخذ التنين العظيم تاج الملك فوضعه على راس سليمان، وكان الذي يستدير بالكرسي وما فيه من العجائب تنين عظيم حتى تمر الأسود والنسور والطواويس التي على الدرجة السفلى إلى أعلى الكرسي فيظلون من فوق رأس سليمان، وهو جالس على الكرسي، فينضحون ما في أجوافها من الطيب على رأس سليمان، وكانت حمامة على عمود جوهر تأخذ التوراة، حتى تجعلها في يد سليمان فيقرأها على الناس فإذا جلس سليمان على كرسيه للقضاء، وجلس قضاة بني إسرائيل على كراسيها عن يمينه وشماله جانبي الكرسي فدخلت الشهود للشهادات استدار منجنون الكرسي، فيزأر الأسد، وتخفق النسور بأجنحتها، وترجع الطواويس لترعب قلوب الشهود أن لا يشهدوا بالزور، ويقول الشهود عندما يرون من العجائب وما دخلهم من الرعب: لا نشهد إلا بالحق، فإنا إن نشهد بالزور يهلك العالم، فلم يكن مثل كرسي سليمان في الأولين ولا يكون مثله في الآخرين.
فلما قبض الله سليمان وجاء بخت نصر، فأخذ ذلك الكرسي فحمله معه إلى أنطاكية، فأراد أن يصعد فيه ليقعد عليه، ولم يكن له علم كيف يصعد فيه، فلما وضع قدمه على الدرجة الأولى ولم تصب موضعها رفع الأسد يده اليمنى فكسر ساق بخت نصر الأيسر فعرج فلم يزل بخت نصر يعرج منها حتى مات، ثم بعث الله ملكاً من ملوك فارس يقال له: كارس بن سورس ويقال الفرريا بن يساريا فحمل الكرسي من بابل حتى رده إلى بيت المقدس، فوضعوه تحت الصخرة فلم يقعد أحد على كرسي سليمان من بعده، ولم يقدر عليه منذ وضع تحت الصخرة.
فذلك ما يذكر من حديث الكرسي وما فيه من العجائب.
قال إسحاق بن بشر: وكان سليمان إذا ركب يسمع حفيف قبته من اثني عشر ميلاً، فلا يبقى غلام ولا جارية ولا رجل ولا امرأة إلا وهم متشوفون ينظرون إلى مركب سليمان ويتعجبون. فبينا سليمان في مسيره بهذه الحال، وقد اشرفوا عليه من كل جانب، غذ مر
على رجل من بين إسرائيل يعمل بالمسحاة في حرث له يقال له: مرعبدا، فقال مرعبدا ولم يرفع طرفه إليه: لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، ثم أقبل على مسحاته، فلم يلتفت له، ولم ينظر إليه، والناس متشوفون من كل جانب، فلما رأى سليمان ذلك رفع رأسه فنظر إلى الطير فوقفن، فإذا وقفت الطير تركت الشياطين الأركان، وتجيء الريح فتحمل له البيت بقدرة الله. فلما نظر سليمان إلى العابد وهو مرعبدا قطع به فقال: والله ما هذا إلا رجل في قلبه إيمان ومعرفة ليس في قلب أحد.
قال عبد الله بن عمر: قال لنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لينظر إلى الكافر ولا ينظر إلى المزهي، ولقد حملت سليمان بن داود الريح وهو متكئ، فأعجب واختال بنفسه فطرح على الأرض.
وعن الفضيل بن عياض قال: كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وُضع له ست مئة ألف كرسي، تحتمله الريح، وتظله الطير والغمام فوق ذلك، فبينا هو يسير إذ مر بحرّاث يعمل في زرعه، فاستوقفه فوقف غير مستكبر، فإما أتاه أو ساءله فقال له: يا نبي الله، حك في نفسي شيء، لم أجد له موضعاً غيرك، قال: وما هو؟ قال: أرأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة؟ قال: لا. قال: فما بقي؟ قال: ولا. قال: ما أراك سبقتني من الدنيا إلا باليسير، قيل: فقال له سليمان: هل لك أن تصحبني؟ قال: فما تصنع بي؟ قال: أصنع بك خيراً، قال: هل تزيد في رزقي؟ قال: لا، قال: فهل تزيد في عمري؟ قال: لا، قال: فما أصنع بصحبتك!! وعن ابن كعب القرظي في قوله عزّ وجلّ " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلا من قبل " الآية قال: يعني يتزوج ما يشاء من النساء، هذا فريضة، وكان من الأنبياء هذا سننهم، وقد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مئة مهيرة
وثلاث مئة سرية، وكان لداود مئة امرأة فيهن أم لسيمان امرأة أورياء تزوجها داود بعد الفتنة. فهذا أكثر مما كان لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال وهب بن منبه: أمر الله الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان، فلذلك سمع كلام النملة.
قيل: إن سليمان النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم، كان جالساً، فرأى عصفوراً، يدير زوجته على السفاد وهي تمتنع منه، فضرب بمنقاره في الأرض ثم رفعه إلى السماء، فقال سليمان: هل تدرون ما قال لها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال لها: ورب السماء والأرض ما أريد السفاد لك، ولكن أردت أن يكون من نسلي ونسلك من يسبح الله في الأرض.
قال مالك بن دينار: صنع سليمان بن داود قبة من ذهب أربعين ذراعاً في أربعين ذراعاً، وركب فيها من صنوف الجوهر، فبينا سليمان جالس فيها غذ سقط فيها خطافان، فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه فقال لها: لم تمنعين نفسك؟ فوالله لو كلفتني حمل هذه القبة لحملتها، فسمع سليمان قوله فأمر فأتي بهما فقال: من القائل كذا وكذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي الله، قال فما حملك على ذلك؟ قال: يا نبي الله، أنا محب والمحب لا يلام.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أرأيتم ما أعطي سليمان من ملكه، فإن ذلك لم يزده إلا تخشعاً، وما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعاً من ربه عزّ وجلّ.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم، فأعطي الملك والمال لاختيار العلم.
حدث أبو عمران الجوني قال: مر سليمان بن داود في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وعن
شماله، فمر بعابد من عباد بني إسرائيل. قال: فقال: لقد آتاك الله يا بن داود ملكاً عظيماً فسمع كلامه فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن أفضل مما أوتي آل داود، وما أوتي ابن داود يذهب وتسبيحته تبقى.
قال الفضيل بن عياض: كان عسكر سليمان مئة فرسخ، وكان يذبح في كل يوم ألف شاة وثلاثين ألف بقرة سوى ما يلقى الطير من نواهضها، ويطعم الناس الحوارى، ويطعم أهله الخشكار، ويأكل هو الشعير قال: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".
وعن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قالت أم سليمان لسليمان: يا بني، لا تكثر النوم بالليل، فإن من كثر نومه بالليل يلقى الله يوم القيامة فقيراً ".
وعن أبي موسى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود، فلما دخله وجد حره وغمه، قال: أوه من عذاب بالله أوه قبل أن لا يكون أوه.
وفي رواية: أول من صنع له الحمام سليمان بن داود.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بينما امرأتان ومعهما أبناهما إذ جاء الذئب فذهب بأحدهما، فقالت هذه لصاحبتها إنما ذهب بابنكن، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه فقال ائتوني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى.
قال أبو هريرة: فوالله إن سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلا المدية.
وعن محمد بن كغب القرظي قال:
جاء رجل إلى سليمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي الله، إن لي جيراناً سرقوني إوزاً، فنادى: الصلاة جامعة ثم خطبهم فقال في خطبته: واحد كم يسرق إوزة جاره، ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح رجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم.
وعن الحسن قال: بلغني أن داود قال لابنه: يا بني، أي شيء أبرد؟ قال: عفو الله عن العباد وعفو العباد بعضهم عن بعضهم. قال: فأي شيء أحلى؟ قال: روح الله بين عباده.
وعن داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال لسليمان حين استخلفه: يا بني، أي شيء أحسن؟ قال: روح الله بين عباده، وصورة حسنة في عمل صالح وخلق حسن.
وعن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعُلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى.
وعن قتادة قال: ذُكر لنا أن سليمان بن داود كان يقول: اذكر الجائع إذا شبعت، واذكر الفقير إذا استغنيت.
وعن يحيى بن كثير أن سليمان بن داود قال: يا بني إسرائيل، من خشي الله في السر والعلانية، وقصد في الغنى والفقر، وعدل في الغضب والرضا، وذكر الله على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت أو أفضل منه.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال سليمان بن داود: نظرت في الحكمة فكثر همي، ونظرت في العلم فكثر شيبي، فذهبت أنظر في الأمر
فإذا مع الشباب كبر، وإذا مع الغنى فقر، وإذا مع الصحة سقم، وإذا مع الحياة موت، وإذا تربتي وتربة السفيه الأحمق يصيران إلى أن يكونا سواء، إلا أن أفضله يوم القيامة بعمل صالح، فكيف يهنأني مع هذا طعام أو شراب؟ وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود النبي صلى الله على نبينا وعليهما وسلم: كل العيش قد جربناه، ليّنه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.
وعن الحسن قال: بلغني أن سليمان بن داود قال: العقل نجاة العاقل بطاعته ربه، وحجته على معصية الله، وإن العمل القليل من العاقل أرجح من الكثير من الجاهل، ومجامعة العاقل على البرادع خير للمؤمن من مجامعة الجاهل على حشايا السندس والاستبرق، ومجامعة المرء العاقل على المزابل خير من مجامعة الجاهل على الزرابي.
قال سليمان بن داود: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر للقضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى؟ وقال سليمان بن داود: يا بني، إياك وكثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تستخف فؤاد الرجل الحليم.
وعن الأوزاعي قال: قال سليمان: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء، يا بني، لا تقطع أمراً حتى تشاور فيه مرشداً، يا بني، عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.
وعنه قال: قال سليمان لابنه: يا بني، لا تقطعن أمراً حتى تؤامر مرشداً، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه يا بني، إياك وكثرة الغيرة من غير سوء تراه على أهلك فترمى بالسوء من أجلك.
قال سليمان: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا على ولده.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك، فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم، قال: وعليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء.
وعنه أن سليمان قال لابنه: يا بني، إياك والمراء، فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان.
وعن مالك بن دينار قال: خرج سليمان في موكبه فمر ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرة فعلى الدنيا السلام.
وعن كعب الأحبار قال: خرج سليمان بن داود نبي الله عليه الصلاة والسلام يستقي لقومه فإذا نملة قائمة على رجليها رافعة يديها تقول: اللهم، إنا خلق من خلقك ولا غنى لنا عن رزقك، فأنزل علينا غيثك، ولا تؤاخذنا بذنوب عبادك، فقال سليمان عليه السلام: أرجعوا، فقد استجاب الله لكم بدعاء غيركم فرجعوا يخوضون الماء إلى الركب.
وفي حديث آخر: فلا تهلكنا بذنوب بني آدم.
وقيل: إن داود كان له صديق من بني إسرائيل يُدني مجلسه ويشاوره، فمات داود وولي سليمان. قال: فنظر من أحق الناس أن يشاوره ويُدني مجلسه منه؟ قال: ما أعلم أحداً أحق من الشيخ الذي مات نبي الله وهو عنه راض، فأرسل إليه فأدنى مجلسه، وكان الله وكل بسليمان ملك الموت أن يدخل إليه كل يوم دخلة، فيسأله كيف هو، ويقول له: هل لك من حاجة أقضيها لك؟ فإن قال: نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها، ثم
لا يعود إليه من الغد، فدخل عليه يوماً والشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان فقال له: كيف كنت الليلة؟ قال: بخير، قال: ألك حاجة؟ قال: لا، فانصرف ملك الموت والناس يحسبون أنه رجل من الناس، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان، فجعل يقبلها، ويقول: يا نبي الله، كيف رضي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني؟ قال: حسن، قال: وكيف رضاك عني منذ صحبتك؟ قال: حسن إني أسألك بحق الله إلا ما أمرت الريح أن تحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند، قال: فأخذه أفكل شديد، قال سليمان: ولم؟ قال: هو ما أقول لك، قال: فاخبرني فإني فاعل، قال أم تر إلي الرجل الذي دخل عليك، فإنه لحظ إلي لحظة، فما أتمالك رعدة، فقال سليمان: سبحان الله، وهل إلا رجل نظر إليك؟ قال: هو ما أقول لك، قال: وأراده سليمان على ألا يفعل فأبى، قال: فدعا الريح، فقال: احمليه فألقيه بأقصى مدرة بالند، وظل سليمان لا ينتفع بشيء حزناً على الشيخ، قال: فقعد على سريره قبل ساعته التي كان يقعد فيها حزناً على الشيخ، ودخل عليه ملك الموت ثم قال: ألك حاجة؟ قال: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان، قال: مه. فذكر الشيخ ومنزلته، وذكر ما سأله. وذكر ما سأله. قال له ملك الموت: يا رسول الله، منذ جئتك ما ينقضي عجبي منه، إنه سقط إلي أمس كتاب أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فهبطت وما أحسبه إلا هناك، فدخلت عليه فإذا هو قاعد، وقد أمرت أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فجعلت أتعجب، فوا للذي بعثك بالحق إني هبطت عليه مع طلوع الفجر، فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند فقبضت روحه، وتركت جسده هنالك.
قال كعب: أمر داود ببناء بيت المقدس، فبنى فيه قدر قعدة، ثم أحدث شيئاً، فقيل له: إنك لست بصاحبه. قال: رب، فمن ذريتي؟ قال: نعم، فبناه سليمان حتى فرغ من بناه جعل عليه مأدبة، ذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة، ودعا بني إسرائيل فأكلوا حتى قام فدخله فقال: اللهم، أما عبد لك دخل بيتك هذا مستجيراً فأجره،
فأوحى الله إليه أن قد استجبت لك. فلما أوحى إليه أن قد استجبت لك، أن خلص الدعوة لآل داود عليه السلام.
قال قرة: أمر سليمان ببناء بيت المقدس فقالوا لسليمان: إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة، يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها فصبوا فيها خمراً، فجاء لورده، فلما أبصر الخمر قال كلاماً له: أما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه " في أساجيع " ألا لا وردتك اليوم، فذهب ثم رجع لظمأ آخر. فلما رآها قال كما قال أول مرة، ثم ذهب ولم يشرب، ثم جاء لورده لإحدى وعشرين ليلة، وقال: ما علمتك إنك لتذهبن الهم " في أساجيع له " فشرب فسكر فجاؤوا إليه، فأروه خاتم السحر فانطلق معهم إلى سليمان، فأمره ببناء بيت المقدس، فقال دلوني على بيض الهدهد فدل على عشه فأكب عليه بحمحمة، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ والياقوت فغط الزجاجة، فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.
وحدث كعب:
أن الله أوحى إلى سليمان أن ابن بيت المقدس، فجمع حكماء الإنس وعفاريت الجن وعظما الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقاً يبنون، وفريقاً يقطعون الصخر والعمد من معادن الرخام، وفريقاً يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان، الدرة منها مثل بيضة النعام، ومثل بيض الدجاج، وأخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البناء، وكان عليه حين بناه داود، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فقال: أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلف، فدعا سليمان الحكماء والأحبار، ورأسهم آصف فقال: أشيروا علي، فقال آصف ومن قال منهم: إنا نرى أن نتخذ قلالاً من نحاس، ثم نملأها حجارة، ثم نكت عليها هذا الكتاب الذي في خاتمك لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومحمد عبده ورسوله، ثم نلقي تلك القلال عليه في الماء، فيكون أساس البناء عليه ففعل
فثبتت القلال، وألقوا الصخر والحجارة عليها، وبنى حتى ارتفع البناء وفرق الشياطين في أنواع العمل، فكانت الشياطين دأبوا في عمله وجعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت والزمرد وألوان الجوهر، فجعل الشياطين صفاً مرصوصاً ما بين معدن الرخام إلى حائط المسجد، فإذا قطعوا من المعدن حجراً أو اسطوانة يلقاه الأول منهم الذي يلي المعدن ثم الذي يليه، فيلقى بعضهم بعضاَ حتى ينتهي إلى المسجد، وجعل يقطع الرخام الأبيض منه مثل بياض اللبن من معدن يقال له السامور ليس بهذا السامور الذي في أيدي الناس، ولكن هذا به سمي، وإنما دل على معدن السامور عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر، فدلوا سليمان عليه، فأرسل إليه بطابع من حديد، وكان خاتمه يرسخ في الحديد والنحاس فيطبع إلى الجن بالنحاس، ويطبع على الشياطين بالحديد فلا يجيبه أقاصيهم إلا بذلك، وكان خاتمه أنزل عليه من السماء، حلقته بيضاء، وطابعه كالبرق لا يستطيع أحد يملأ منه بصره.
فلما بعث إلى العفريت وجاءه قال له: هل عندك من حيلة أقطع بها الصخر فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا وصريره للذي أمرنا به من الوقار والسكينة، فقال له العفريت: ابغني وكر عقاب، فإني لا أعلم في الطير أشد من العقاب فنفحه برجله ليقطعه فلم يقدر عليه، فحلق في السماء متلطفاً، فلبث يومه وليلته، ثم أقبل ومعه خصين من السامور معترض، فتفرقت الشياطين حتى أخذوه منه، وأتوا به على سليمان فكان به يقطع الصخر، وعمل سليمان بيت المقدس عملاً لا يوصف ولا يبلغ كنهه أحد، وزينه بالذهب والفضة والدر والياقوت والمرجان وألوان الجوهر في سمائه وأرضه وأبوابه وجدره وأركانه شيئاً لم ير مثله، ولم يعلم يومئذ كان على ظهر الأرض موضع كان أعظم منه، ولا عرض من عرض الدنيا أكبر منه، فتسامعت به الخلائق، وشهدته ملوك الأرض، وكان نصب أعينهم، ولكنهم لم يكونوا يرومونه مع سليمان.
فلما فرغ سليمان منه جمع الناس، وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى هو أمر ببنائه، وأن كل شيء فيه لله عزّ وجلّ، وأن من انتقصه شيئاً قد خان الله، وأن داود كان الله عزّ وجلّ عهد إليه بذلك من قبل، وأوصى سليمان بذلك من بعده، فلما انتهى عمله اتخذ طعاماً وجمع سليمان الناس فلم يُر قط جمع في موضع أكبر منه يومئذ ولا طعام اتخذ أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرب لله عزّ وجلّ قبل أن يطعم الناس، فوضع القران في رحبة المسجد وبين ثورين، فأوقفهما قريباً من الصخرة، ثم قام على الصخرة فقال: اللهم، أنت وهبت لي هذا الملك مَناً منك علي وطولاً علي وعلى والدي من قبلي، وأنت الذي ابتدأتني وإياه بالنعمة والكرامة، وجعلته حكماً بين عبادك وخليفة في أرضك، وجعلتني وارثه من بعده وخليفته في قومه، وأنت الذي خصصتني بولاية مسجدك هذا قبل، وأكرمتني به قبل أن تخلقني، فلك الحمد على ذلك والمن والطول، اللهم، وأسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلا طلب التوبة أن تتقبل منه وتتوب عليه وتغفر له، ولا يدخل إليه خائف لم يتعمده إلا طلب الأمن أن تؤمنه من خوفه وتغفر له ذنبه، ولا يدخل إليه مقحط لم يتعمده إلا طلب الاستسقاء أن تسقي بلاده، ولا يدخل إليه سقيم لم يتعمده إلا طلب الشفاء أن تشفيه من سقمه وتغفر ذنبه، وأن لا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه، اللهم إن أجبت دعوتي وأعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني. قال: فنزلت نار من السماء فأخذت ما بين الأفقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان ثم صعد به إلى السماء.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما بنى سليمان البيت سأل ربه ثلاثاً فأعطاه اثنتين، وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكاً لا يبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله حكماً أو علماً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يأتي أحد هذا البيت فيصلي فيه إلا رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأنا أرجو أن قد أعطاه ذلك.
وعن جابر بن عبد الله قال:
وجد في حكمة سليمان أن الله عزّ وجلّ كان مثّل لسليمان بناء ثلاثين ميلاً
في مثل حائط البيت، أرق من قشر البيض، وليس للبيت سقف، وله سبعون باباً على كل باب حاجب قائم، وكان الله عزّ وجلّ علم سليمان منطق الطير، وكان لا يقدر أحد من ولد آدم أو من بني الجان أو من دواب الأرض أو من هوام الأرض يدخ على سليمان حتى يستأذن سبعين حاجباً، وفي صدر البيت سرير من ذهب مكلل بالجوهر واللؤلؤ والمرجان، ووجه السرير مكلل باللؤلؤ والجوهر، وقوائمه مثل ذلك، والسرير سبعة أميال، وهو في السماء سبعة أميال، وعلى السرير سبعون فراشاً من ألوان السندس والإستبرق والديباج، وفي كل زاوية من زوايا السرير سبعون مرفقة على لون صاحبتها، وكل واحدة من ألوان شتى، وعن يمين السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وعن يسار السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وصدر الأسدين وقوائمهما مكلل باللؤلؤ والجوهر من ألوان شتى، وفي عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضيء البيت منهما، وخلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحيه غطى السرير والأسدين، وإذا ضمهما كان قائماً جناحه مكلل بألوان الجوهر والدر، وعن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدر والجواهر، وعلى الكراسي أحبار بني إسرائيل وعلماؤهم وألو الألباب من أهل الفهم والبصر والمعرفة بالله عزّ وجلّ، وخلف السرير ألف مسجد، في كل مسجد رجل قائم يضج إلى الله عزّ وجلّ ويضرع بالبكاء عليه المسوح لا يفترون، وبين يدي السرير سلم عارضته من ذهب وقوائمه من فضة، وكان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجع الناس سبعة أميال، فيكون خطما الأسدين مقابل خديه ومنقار الصقر مقابل أنفه. فإذا نشر جناحيه يضيء البيت طرائق من نور بين أحمر وأخضر وأصفر وألوان شتى، وكان الريح يدخل في الصقر فينشر جناحيه، فإذا أراد أن يضمهما خرجت الريح عنه، وكان سليمان إذا نظر بين يديه نظر للأسدين إلى جانبيه ونظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه ونظر إلى بني إسرائيل وهم جلوس على الكراسي، فازداد لله رغبة وشوقاً، وإذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد وبكائهم، فازداد من الله رهبة وله خشية، فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة ورهبة، وكان للبيت ألف ركن، يحمل كل ركن مئة ألف شيطان، وهم يعملون أعمالاً شتى. وكان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت.
وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني، قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنما هي كتب تلقى إلي فيها تسمية من يموت.
وعن الحسن أن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس وأراد الله تعالى قبضه دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه. فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت: ألا تسألني ما أنا؟ فقال سليمان: ما أنت؟ قالت: أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر سليمان بقطعها. فلما كان من الغد فإذا بمثلها قد نبتت، فسألها سليمان فقال: ما أنت؟ قالت أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر بقطعها. فكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت، فيسألها فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب حتى وضعوا الطب وكتبوا الأدوية وأسماء الشجر التي نبتت في المسجد، فلما فرغ من ذلك نبتت شجرة فدخل المسجد. فلما صلى قال لها: ما أنت؟ قالت: أنا الخرنوب قال: وما الخرنوب؟ قالت: لا أنبت في بيت غلا كان سريعاً خرابه، فقال سليمان: الآن قد علمت، إن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فقطع سليمان تلك الشجرة فاتخذ منها عصاً يتوكأ عليها، فكانت تلك منسأته.
وكان سليمان يتعبد في كل سنة أربعين يوماً لا يخرج من محرابه إلى الناس عدة الأيام التي كلم الله تعالى موسى وعدة أيام توبة داود النبي صلى الله على نبينا وعليهم وسلم، فكان يلبس الصوف ويصوم ويقوم في محرابه، فيصف بين رجليه، وربما اتكأ على عصاه يواصل فيها الصوم، ثم يخرج بعد الأربعين. فلما افتنن وغفر الله له، ورد عليه ملكه اجتهد في العبادة، فكان يتعبد كل سنة ثمانين يوماً، فلما أراد الله قبضه دخل محرابه فقام يصلي واتكأ على عصاه، فبعث الله ملك الموت، فقبض روحه، فبقي سنة على عصاه، فانتظره الناس ثمانين يوماً فلم يخرج فقالوا: قد اجتهد في العبادة، إنه كان مدتهاً أربعين يوماً، ثم زاد حتى بلغ ثمانين يوماً فلم يخرج، وإنه قد اجتهد أيضاً فكانوا لا يعلمون بموته، لا الجن ولا الإنس، وكانت الجن والشياطين متفرقين في أصناف الأعمال وليس أحد يعلم بموته حتى سلط الله الأرَضَة على عصاه التي كان يتوكأ عليها فأكلتها فوقع سليمان والعصا فذلك قول الله عزّ
وجلّ: " فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خرّ تبينت الجن " أنه ميت " أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ".
وفي رواية أخرى أن سليمان قال: اللهم، عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب. فلما أكلتها الأرضة وتبينوا موته شكرت الجن ذلك للأرضة، فأينما كانوا يأتونها بالماء حيث تبني شكراً لما صنعت بعصا سليمان.
وفي رواية: وقدروا مقدار أكلها للعصا فكان سنة.
وقوله تعالى: " وإن عندنا لزلفى وحسن مآب " قال: يُسقي شربة يوم القيامة في الموقف على رؤوس الخلائق.
وقيل: لا يزال يدنيه ويدنيه حتى يمس بعضه.
وعن عبيد بن عمير: " وإن له عندنا لزلفى ". قال: ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه يمس بعضه. هذا في حق داود عليه السلام لأنه يوافي القيامة خائفاً من ذنبه، فيؤمنه الله بإكرامه بقربه. وقد روي أنه يدنيه حتى يلصق بقائمة من قوائم عرشه فحينئذ يأمن من أليم بطشه.
وعن الزهري وغيره: أن سليمان عاش اثنتين وخمسين سنة، وكان ملكه أربعين سنة.
وعن ابن عباس: أن ملكه عاش عشرين سنة. والله أعلم.
ابن إيشى بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يخشون بن عميناذب بن أرم بن خضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو الربيع نبي الله ابن نبي الله جاء في الآثار أنه دخل دمشق قال الكلبي: أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ثم إلياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب ثم داود ثم سليمان ثم زكريا بن يشوى من بني يهوذا بن يعقوب ثم يحيى بن زكريا ثم عيسى بن مريم بنت عمران بن مابان من بني يهوذا بن يعقوب ثم سيدنا محمد رسول الله بن عبد الله بن عبد المطلب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليهم أجمعين.
فارص بصاد مهملة ابن يهوذا بن يعقوب.
وعن الحسن في قوله: " غدوّها شهر ورواحها شهر " قال: كان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل، وما بين اصطخر ودمشق مسيرة شهر للمسرع، وما بين اصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع. قال: وكان يتغدى باليمن ويتعشى بالشام، ويتغدى بالشام ويتعشى باصطخر، ويغدو من اصطخر فيقيل بالعراق، ويروح منها إلى الشام.
وقال في قوله عزّ وجلّ: " وأسلنا له عين القطر " يعني النحاس، فجرى له.
مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه، ويقول: زوجتي، أسكنك أي غرف دمشق إن شئت قال سليمان: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
وعن ابن مسعود في قوله عزّ وجلّ: " وداود وسليمان إذ يحكما في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم " فالكرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته، قال: فقضى داود عليه السلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله، قال: وما ذاك؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم إلى صاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها قال الله عزّ وجلّ: " ففهمناك سليمان وكلاً أتينا حُكما وعلما ".
وعن أبي هريرة قال: نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختوماً فيه عشر مسائل: أنْ سل ابنك سليمان، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك، قال: فدعا داود سبعين قساً وسبعين حبراً، وأجلس سليمان بين أيديهم، وقال: يا بني، نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعد، قال سليمان: ليسأل نبي الله عما بدا له، وما توفيقي إلا بالله. قال: أخبرني يا بين ما أبعد الأشياء؟ وما أقرب الأشياء؟ وما آنس الأشياء؟ وما أوحش الأشياء؟ وما القائمان؟ وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر إذا ركبه الرج حُمد آخره؟ وما الأمر إذا ركبه الرجل ذُم آخره؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، وأما القائمان فالسماء والأرض، وأما المختلفان فالليل والنهار، وأما المتباغضان فالموت والحياة كل يبغض صاحبه، وأما الأمر إذا ركبه رجل خمد آخره فالحلم على الغضب، وأما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره فالحدة على الغضب، قال: ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسيسون والأحبار: لن نرضى حتى نسأله عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك، قال: فسلوه. قال سليمان: سلوني، وما توفيقي إلا بالله. قالوا: ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء منه وإذا فسد فسد كل شيء منه؟ قال سليمان: هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه، وإذا فسد فسد كل شيء منه، فقالوا: صدقت، أنت الخليفة من بعده، فدفع إليه داود قضيب الملك، ومات من الغد.
وعن ابن عباس قال: استخلف داود سليمان " على سيدنا محمد رسول الله وعليهما الصلاة والسلام - في حياته، وكان سليمان يوم استخلف أتى عليه اثنتا عشرة سنة، وذلك أنه لما نفذ في الحكم، وأبصر داود فهمه، وكان الله عزّ وجلّ جعله فهِماً. قال: فبينا داود جالس مع أحبار بني إسرائيل، فذكروا العقل عند داود فقال له داود: يا بني، ما العقل؟ قال: يا أبه، ما ارتدى العبد برداء أجمل من فضل عقل يرتدي به عبد مؤمن، إن انكسر جبره على عقله، وإن صرع نعشه، وإن زل عمده، وإن ذل أعزه، وإن اعوج أقامه، وإن عثر رفعه، وإن افتقر أغناه، وإن جاع أشبعه، وإن ظمئ أرواه، وإن حزن فرحه، وإن جمع كبحه، وإن استوحش
آنسه وإن خاف أمنه، وإن غوى أرشده، وإن تكلم صدقه، وإن كانت سوءة زينها، وإن انكشف ستره، وإن أقام بين ظهراني قوم اغتبطوا به، وإن غاب عنهم أسفوا عليه، وإن خطب إليهم وهو صعلوك اغتفروا ذلك منه، وإن شهد شهادة وهو غريب تفرسوا فيه فأحسنوا به الظن فقبلوها، وإن نطق قالوا: بليغ، وإن سكت قالوا: لبيب، وإن بسط يده قالوا: جواد، وإن قبضها قالوا: مقتصد، وإن عنف قالوا: لم يأل، وإن رفق قالوا: شفيق، وإن أفطر قالوا: معذور، وإن صام قالوا مجتهد. فالعقل رأس الإيمان ووسط الإيمان وآخر الإيمان، فبه يصل العبد إلى الجنة وبه يتفاضل أهل الدنيا في دنياهم، وأهل الجنة في درجاتهم، لأن العاقل إذا أخطأ رجع، وإذا أساء أحسن، والعقل يرد صاحبه إلى خير العواقب، قال: فتعجب داود عليه السلام، فقال: يا بني، فأين موضع العقل؟ قال: في الدماغ، يكون صاحب العقل زريناً زميتاً، لا يكون عجولاً جهولاً، ولا يستخفه الفرح، ولا يغلبه هواه قال: فعجب داود من حكمته فاستخلفه.
وعن عبد الله بن عباس قال:
لما تزوج داود عليه السلام بتلك المرأة ولدت له سليمان بن داود بعد ما تاب الله عليه، غلاماً، طاهراً، نقياً، فهماً، عاقلاً، عالماً، وكان من أجمل الناس وأعظمه وأطوله، فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره، ويدخله في حكمه، فكان أول ما عرف داود من حكمته، وتفرس فيه النبوة أن امرأة كانت كسبت جمالاً، فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده، فأعجبته فأرسل إليها يخطبها، فقالت: ما أريد النكاح فراودها على القبيح، فقالت: أنا عن القبيح أبعد، فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة، فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق، فكان منه مثل ذلك فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه مثلما أصابها من القوم فرفضت حقها ولزمت بيتها، فبينا القاضي وصحب الشرطة وصاحب السوق والحاجب جلوس في مجلس يتحدثون، فوقع ذكرها فتصادق القوم بينهم وشكى كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها. قال بعضهم: ما يمنعكم وأنت ولاة الأمر أن تتلطفوا لها حتى تستريحوا منها، فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا لها أن لها كلباً وأنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود عليه السلام فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه وترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة، فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى
نتحققه، فمشينا حتى دخلنا منزلاً قريباً منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك، فنظرنا إليها كيف حلته من رباطه ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، ونظرنا إلى الميل يدخل في المكحلة ويخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها، فخرج سليمان وهو يومئذ غلام حين ترعرع ومعه الغلمان ومعه حضانه يلعب، فجعل منهم صبياً قاضياً وآخر على الشرطة، وآخر على السوق، وآخر حاجباً، وآخر كالمرأة، ثم جاؤوا يشهدون عن سليمان كهيئة ما شهد أولئك عن داود، يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت امرأة، قال سليمان عند شهادتهم: فرقوا بينهم ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضياً، فقال: أيقنت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أسود، قال: نحوه ودعا بالذي جعل على الشرطة فقال: تيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال فما كان لون الكلب؟ قال: أحمر، قال نحوه، ثم دعا صاحب السوق، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أبيض قال: نحوه، ثم دعا بالذي جعل حاجباً، فقال تيقنت الشهادة؟ قال نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أغبش، قال: أردتم أن تغشوني حتى أرجم امرأة من المسلمين؟ فقال للصبيان: ارجموهم، وخلى سبيل الصبي الذي جعله امرأة، ورجع حضانه، فدخلوا على داود فأخبروه الخبر فقال داود: علي بالشهود الساعة واحداً واحداً، فأتي بهم. قال للقاضي: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود، ثم أتي بصاحب الشرطة وسأله فقال: أبيض، ثم أتي بصاحب السوق فسأله فقال: كان أحمر، ثم أتي بالحاجب فسأله فقال: كان أغبش. فأمر بهم داود فقتلوا مكان المرأة، فكان هذا أول ما استبان لداود من فهم سليمان عليه السلام.
وعن عبد الله بن سلام قالوا: لم يبعث الله عزّ وجلّ رسولاً إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلاً.
قال كعب: وبعض النبيين أرجح عقلاً من بعض، وما استخلف داود سليمان واختاره على جميع ولده وبني إسرائيل حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، وإنما استخلاف الأنبياء قبل سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبوة ما خلا سيدنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا نبي بعده وأعطى الله سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.
حدث أبو بشير قال:
لما كبر داود " صلى الله على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلم " وظن أنه الموت أرسل إلى فقهاء بني إسرائيل وخيارهم، فقال لهم: إني لا أرى إلا قد احتضرت، فابغوني رجلاً منكم ترضونه فأوليه الخلافة من بعدي. قال: فطافوا زماناً لا يذكر لهم رجل من بني إسرائيل بخير إلا أتوه به، فلا ينصرفون عنه حتى يجدوا فيه عيباً. فلما طال ذلك عليهم قال بعضهم: قد رأينا هذا الغلام قد نشأ على أحسن ما ينشأ عليه أحد، وقد عجزنا أن نجد هذا الرجل فلو أتينا سليمان. قال: فغضبت المشيخة وقالوا: ما لسليمان وهذا الأمر؟! قالوا ليس نجد هذا الرجل وما علينا أن نأتيه؟ قال: فطلبوه في أهله فلم يجدوه، فطلبوه فوجدوه في جدار وحده مسنداً ظهره إلى الجدار فسلموا وقعدوا حوله، ففزع سليمان لما رأى أحبار بني إسرائيل وفقهاءهم، فجعلوا لا يسألونه عن شيء يعلمه إلا أخبرهم به، وإن سألوه عن شيء لا علم له به رد علمه إلى الله تعالى، قال: فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقالوا: هذا صاحبنا. فلما فرغوا مما أرادوا أن يسألوه عنه واجتمع رأيهم على أنه صاحبهم ضحك سليمان فغضبت المشيخة، وقالوا: غلام أتيناه لأعظم أمر في الدنيا وليس أهل ذلك ضحك واستهزأ بنا؟ ثم قال بعضهم: والله لأخبرن بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأرسل إليهم داود فقال: ألا تبغوني هذا الرجل، قالوا: ما وجدنا في بني إسرائيل رجلاً يصلح للخلافة، فأتينا سليمان قال: فغضب داود وقال: ما لسليمان وما لهذا؟ قالوا: يا رسول الله، لم نجد الرجل فأتيناه فلم نر إلا خيراً. فلما ذهبنا نقوم ضحك سليمان، قال داود: ضحك! قالوا: نعم، قال: علي بسليمان، قال: فأتي به فقال: أتاك أحبار بني إسرائيل وفقهاؤهم لأعظم أمر في الدنيا. ولست لذلك بأهل، فضحكت بهم وسخرت منهم؟ والله لأعاقبنك بعقوبة لم أعاقبها أحداً مثلك. قال سليمان: يا رسول الله، أو آتيك بعذر! قال: أو تأتيني بعذر! قال: أتاني هؤلاء القوم، فسألوني عن أشياء ما علمت منها أخبرتهم، وما لم أعلم رددت علمه إلى الله، فإنهم حولي إذ سمعت كلاماً من خلفي فالتفت إلى الحائط فإذا أنا بدودة، وإذا هي تقول: يا للعجب من قوم يسألون سليمان، وقد فرغ الله من أمره، فما ملكت نفسي أن ضحكت فرحاً لما قالت. قال: فقال داود لسليمان ولهم: اخرجوا عني، فخرجوا ونزل الوحي على داود: يا داود أعرض عن سليمان فقد ولاه الله الأمر من بعدك.
قيل: إن داود قال: إلهي، كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى الله إليه أن قل لسليمان يكون لي كما كنت لي أكون له كما كنت لك.
ولما مات نبي الله داود أوحى الله إلى سليمان أن سلني حاجتك، قال أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي فقال الله عزّ وجلّ: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قبله يحبني، لأهبن له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. قال الله عزّ وجلّ: " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فمنن أو أمسك بغير حساب " قال: فأعطاه الله ما أعطاه، وفي الآخرة لا حساب عليه.
وعن الحسن في قوله عزّ وجلّ: " ولقد آتينا داود وسليمان علماً " يعني علم التوراة والزبور والفقه في الدين وفصل القضاء وعلم كلام الطير والدواب " وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثر من عباده المؤمنين "، يعني بالتفضيل: النبوة مع الملك.
قال وهب بن منبه: استُخلف سليمان عليه السلام وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وداود حي، وأحدث الله له النبوة بعد داود، وأعطاه الله ما لم يعد أحداً من الأنبياء، وكان الله سخر له الجن والإنس والريح والطير، وكان رجلاً وضيئاً أبيض جسيماً كبير العينين يلبس البياض.
ولما عرضت الخيل على سليمان شغله النظر إليها حتى فاتته صلاة العصر، وتوارت بالحجاب. قال: فعقر الخيل غضباً لله. قال: فأعقبها الله أسرع منها، الريح فسخرها له تجري بأمره رخاء حيث شاء.
وعن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان ألف فرس فعقرها.
وقال عكرمة: كانت عشرين ألفاً فعقرها.
وعن وهب قال:
قيل لسليمان: إن خيلاً بلقاً لها أجنحة تطير بها وإنها ترد ما كذا وكذا من جزيرة بحر كذا وكذا، فقال: كيف لي بها؟ قالت الشياطين: نحن لك بها، قال: فانطلقوا فهيئوا لي سلاسل ولجماً، ثم انطلقوا إلى العين التي تردها، فنزحوا ماءها، وسدوا عيونها، وصبوا فيها الخمر، فجاءت الخيل واردة فشمت فأصابت ريح الخمر، فتخبطتها بقوائمها، ولم تشرب، ثم صدرت، ثم عادت للغد، فشمت الخمر فخبطتها ولم تشرب، ثم صدرت عنها. فلما أجهدها العطش جاءت فاقتحمت فيها فشربت فسكرت، فذهبت لتنهض فلم تقدر عليه، فجاءت الشياطين حتى وضعت عليها اللجم والسلاسل ثم قعدت عليها. فلما أفاقت وطارت وعليها اللجم وقد استولت عليها الشياطين، فلم تزل ترفق بها الشياطين وتعالجها حتى هبطت الخيل إلى القرار، فلم يزالوا بها حتى جاؤوا بها سليمان فربطها ووكل بها من يسوسها حتى استأنست وأذعنت، فكان سليمان قد أعجب بها فعرضها ذات يوم فنظر إليها " حتى توارت بالحجاب " وغفل عن صلاة العصر، فقال: " أحببت حب الخير " يعني الخيل " عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي " قال: فردت عليه فمسح سوقها وأعناقها بالسيف، فلم يدع لها نسلاً، فالله أعلم أي ذلك كان.
وقال الزهري: ما عقرها ولكن مسح يده عليها.
وقال الحسن: إن الله كان أعطى سليمان ما لم يعط أحداً من الملك والسلطان وكانت عجائب تكون في زمانه، وكان الله سخر له الشياطين من يغوصون له، ويعملون عملاً دون ذلك، يعني من دون الغوص بنيان المدائن. قال: " والشياطين كل بناء وغواص " قال: "
يعملون له ما يشاء من محاريب " يعني المساجد " وتماثيل " يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت والمساجد فيمثلون بالشجر وما أشبهه ن نحو النقش في الحيطان ثم قال " وجفان كالجواب " يعني القصاع العظام يجتمع على القصعة الخمس مئة والثلاث مئة مثل الجوبة العظيمة ثم قال: " وقدور راسيات "، يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستقلها أحد، أثافيها منها راسية في الأرض. وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " يعني مطيعاً " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت؛ب الخير عن ذكر ربي " قال الحسن: كانت خيلاً بلقاً جياداً، وكانت أحب الخيل إليه البلق فعرضت عليه، فجعل ينظر إليها " حتى توارت بالحجاب " يعني الشمس، فغفل عن صلاة العصر.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال: هي التي غفل عنها نبي الله سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب. يعني العصر.
وعن الحسن " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " قال: قطع سوقها وأعناقها بالسيف أسفاً على ما فاته من ذكر الله يعني من فوت صلاة العصر لوقتها.
وعن الحسن قال: ولد له ابن به عاهة، قد كسرته الرياح، ولم يقل شق إنسان. قال: فأعجب به سليمان ولم يكن له ولد ذكر، فخاف عليه الموت وآفات الأرض، فطلب له الرضاع، فجاءت الإنس، فطلبوا الرضاع فأبى، وجاءت الجن فطلبوه فأبى، وجاءت السحاب فطلبته، فقال: كيف ترضعينه؟ قالت: أحمله بين السماء والأرض وأربيه بماء المزن، قال: فدعا الريح، فقال لها: كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد، فقالت: أفعل، قال: فمهدوا لابن سليمان على السحاب، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة، وجعل
معه وصيفة تناغيه، ثم أمر الريح أن تحمله فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوة وعشية إلى أمه ترضعه وتغسله وتطيبه ثم تضعه في السحاب، فتحمله الريح بين السماء والأرض، فكانت إذا حنت إليه أأراده سليمان تكلما أو أحدهما، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فينقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه، ثم يأمر سليمان عليه السلام برده إلى موضعه، وإنما فعل ذلك شفقة عليه، قال: فأمر الله ملك الموت بقبض روحه، فقبضه ثم قال للسحاب: أرسليه فإنك تكفلت به وهو حي، فأرسلته، فوقع على كرسيه ميتاً، فذلك قوله عزّ وجلّ: " ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ".
قال الشعبي: قالت الجن:
لئن ولد لسليمان ذكر لنلقين منه مثل ما لقينا من أبيه، فتعالوا حتى نرصد أرحام نسائه حتى لا يولد له. قال: فولد له غلام، فلم يأمن عليه الإنس ولا الجن فاسترضعه في المزن يعني السحاب. وكان يزيد في السنة كذا وكذا، وفي الشهر كذا وكذا وفي الجمعة كذا وكذا، قال: فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه، وقد مات. فذلك قوله عزّ وجلّ " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقال غيره: الشيطان الذي كان أخذ خاتمه.
وقال ابن عباس: قوله: " وألقينا على كرسيه " يعني الجسد: صخراً المارد حين غلب على ملكه، وجلس على كرسي سليمان أربعين يوماً، فالله أعلم أي ذلك كان.
قال ابن عباس:
وإنما ابتلي سليمان بذهاب ملكه للصنم الذي صُور في داره. قال: كان سليمان رجلاً غزّاء، يغزو البحر والبر، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر يقال لها: صندور، بها ملك عظيم لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه من البحر، وكان الله عزّ وجلّ أعطى سليمان في ملكه سلطاناً لا يمتنع منه شيء في بر ولا بحر، إنما يركب الريح فتخرج به حيث يريد
قال: فركب سليمان الريح وجنوده من الجن والإنس حتى نزل تلك الجزيرة، فقتل ملكها، وسبى من فيها، وأصاب جارية لم ير مثلها حسناً وجمالاً، وكانت ابنة ذلك الملك، فاصطفاها لنفسه، فكان يجد بها ما لا يجد بأحد، ويؤثرها على نسائه، فلما رأى ذلك إبليس قال: لأنتهزن فرصتي من سليمان بهذه المرأة، فدس إليها صخراً المارد، فأتاها في صورة حاضنها إلى الباب، ثم قال للحاجب: قل لفلانة إن حاضنك فلاناً بالباب، فأرسلت إلى سليمان، وسألته أن يأذن له عليها، فأذن له فدخل عليها، وهي لا تشك إلا أنه أخوها من الرضاعة، فبكت وبكى وقال لها: قد رضيت من سليمان بما صنع بأبيك وأهل بيتك، فصرت مملوكة بعد أن كنت ملكة بنت ملك! فقالت له: كيف لي بذلك؟ فقال لها: أما تشتاقين إلى أبيك؟ فقالت: وكيف لي وقد سلى الحزن علي جسمي؟ فقال لها: فإني سأرشدك إلى أمر يكون لك فيه فرج، وتسل عن حزنك، إذا دخل سليمان عليك فلا تكلميه إلا نزراً ولا تنظري إليه إلا شزراً، فإذا قال لك: ما لك؟ وما تريدين؟ فقولي له: إني أحب أن تأمر بعض الشياطين، فيصوروا لي أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية، فيذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد، قال: فلما دخل سليمان فعلت ما أمرها الشيطان، فقال لها: ما لك؟ قالت: إني أذكر أبي، وأذكر ملكه، وما أصابه فيحزنني ذلك، فقال لها: فقد أبدلك الله ملكاً وسلطاناً أعظم من ملكه وسلطانه، وهداك إلى دينه، فهو أعظم من ذلك كله، قال: إن ذلك كذلك ولكن إذا ذكرته أصابني ما ترى، فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي صورة أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية رجوت أن يذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد في نفسي، فأمر سليمان صخراً المارد فمثل لها أباها في هيئته في ناحية دارها حتى لا تنكر منه شيئاً، فمثل لها حتى نظرت إلى أبيها لا تنكر في نفسها شيئاً غلا أنه لا روح فيه، فعمدت إليه، فزينته وألبسته، حتى تركته كهيئة أبيها ولباسه، فإذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها، فتطيبه وتسجد له وتسجد جواريها، وتروح بمثله، وسليمان لا علم له بشيء من ذلك، وأتاها الشيطان من حيث لا يعلم سليمان، حتى أتى لذلك أربعون يوماً، وبلغ ذلك الناس، وبلغ آصف بن برخيا، وكان صديقاً، فقال له الناس هل بلغك
ما بلغنا؟ قال: نعم. قالوا: كيف لنا أن نعلم سليمان؟ قال: أنا أكفيكم ذلك، فدخل عليه فقال: يا نبي الله، إني ((قد كبرت ودق عظمي، ونفد عمري، وقد أحببت أن أقوم مقاماً قبل أن أموت، أذكر فيه من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثني عليهم بعلمي فيهم، وأعلم الناس بعض ما يجهلون من كثير من أمرهم، قال: فافعل. قال: فجمع الناس سليمان، فقام فيهم خطيباً، فذكر من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثنى على كل نبي بما فيه، وذكر ما فضلهم الله به، حتى انتهى إلى سليمان، فذكر فضله وما أعطاه الله في حداثة سنه وصغره، وما كان أعطي في حياة أبيه داود من الفضل ثم سكت فامتلأ سليمان غيظاً، فلما دخل أرسل إليه فدعاه فقال: يا آصف، ذكرت من مضى من أنبياء الله فأثنيت عليهم، بما كانوا في زمانهم، فلما ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري، وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري، فما هذا الذي أحدثت من أمري في كبري؟ قال: أحدثت أن غير الله يعبد في دارك منذ أربعين يوماً في هوى امرأة، قال: في داري؟! قال في دارك، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون عرفت، ما قلت هذا إلا عن شيء بلغك، ثم رجع إلى داره فكسر ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم أمر بثياب الطهر فأتي بها، لا يغزلها إلا الأبكار، ولا ينسجها إلا الأبكار، ولم تمسها امرأة ذات الدم، فلبس ثم خرج إلى فلاة من الأرض، ففرش له الرماد ثم أقبل دائباً إلى الله عزّ وجلّ، فجلس على ذلك الرماد يتمعك في ذلك الرماد في ثيابه متذللاً متضرعاً يبكي ويستغفر مما كان في داره، يقولك يا رب، ما هذا بلاؤك عند داود أن يعبدوا غيرك، وأن
يقروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه. قروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه.
قال وهب بن منبه: إن خاتم سليمان عليه السلام كان أتي به من السماء له أربع نواح، في ناحية منه: لا إله غلا اله وحده لا شريك له محمد عبده ورسوله، وفي الثانية: اللهم، مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، وفي الثالثة: كل شيء هالك إلا الله، وفي الرابعة: تباركت إلهي لا شريك لك. وكان له نور يتلألأ، إذا تختم به اجتمع إليه الجن والإنس والطير والريح والشياطين والسحاب.
قال: فجاء يوماً يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها، صخر المارد حتى سبق سليمان فدخل المتوضأ، فقام خلف الباب فدخل سليمان لحاجته، وخرج الشيطان على صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء، لا تنكر من سليمان شيئاً، فقال: خاتمي يا أمينة، فناولته إياه، ولا تحسب إلا أنه سليمان، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان، وعكفت عليه الطير والجن والإنس، وخرج سليمان فقال للأمينة: خاتمي، قالت: ومن أنت؟ قال: أنا سليمان بن داود، وقد تغير عن حاله وذهب عنه بهاؤه، قالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه وهو جالس على سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته.
وقال وهب بن منبه:
إنه كان في جزيرة من جزائر البحر ملك عظيم السلطان، فبعث إليه سليمان يدعوه إلى ما قبله، فأبى عليه لعظم سلطانه، فبعث إليه بالريح، فنسفته وملكه وجميع ما قبله حتى وضعته بين يديه، وكان لذلك الملك ابنة تدعى أبرهة، فأعجب سليمان بها فعرض عليها الإسلام فكرهته، فخوفها بالقتل، فأصرت فخوفها بقتل أبيها، فقالت: إن قتلته قتلت نفسي، فخاف سليمان أن يكرهها فتقتل نفسها وأحبها حباً شديداً، وهي يومئذ على دينها فتركها، فلما غلبته تزوجها، وكانت تعتكف على صنم من ياقوت وكان الصنم من الفيء الذي نسفته الريح، فسألته سليمان فوهبه لها، وكان لا يصبر عنها وكان يتودد لها، ويرفق بها، رجاء أن تسلم، فظل معها ذات يوم. فلما أراد الانصراف وثبت إليه فاعتنقته وقالت له: أسألك بحياتي وبحبي وبحقي إلا ما جزرت لإلهي، فقال سليمان: إن ذلك لا يحل لي وما زيارتي إياك وأنت معتكفة على الشرك إلا رجاء أن تسلمي، ثم قالت: لئن لم تجزر لصنمي لأقتلن نفسي، وكان ذلك من تعليم أبيها. فلما سمع سليمان قولها خافها على نفسها وخدعها وقال لها: إني إن جزرت لصنمك على رؤوس الناس خلعت ملكي، وانخلعت من ديني، قالت: فإني قد حلفت بإلهي لئن لم تفعل لأقتلن نفسي، فابرر يميني فدعا سليمان بجرادة وسكين فذبحها، فبساعة قطع رأسها أنكر نفسه وأنكرته هي، وانقشعت عنه هيبة الملك والسلطان، ثم خرج من عندها فوجد ماله من الشياطين عوداً على منبره، وكان قبل ذلك لا يرام، ووجد على كرسيه أشبه الناس صورة به، ويقال إن ذلك معنى
قوله: " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ". قال: ثم قام إليه خادم له من الجن فاستل خاتمه من أصبه فأبق به، وكانت الجن قبل ذلك لا يرومونه. فلما أخذ الجني الخاتم وكان عفريتاً مارداً ذا رأي في نفسه فقال: ما أخذت خاتم سليمان ولا وصلت إليه إلا بذنب بينه وبين الله عزّ وجلّ، وما آمن أن يرد اله ملكه فلأطرحن هذا الخاتم مطرحاً لا يقدر عليه أبدً ثم انطلق سريعاً حتى ألقاه في اللجة الخضراء. وأوحى الله إلى سليمان لمن ذبحت الجرادة التي قربتها لامرأتك؟ فإن كنت ذبحتها لي فقد صغرت أمري، وما سبقك إلى ذلك أحد، وقد علمت أنه لا يذبح لي إلا رُغاء أو خوار أو ثغاء، وإن كنت قد ذبحتها لصنم امرأتك فلأقلبك من العزة بي، أما كفاك أنك تزوجتها وهي مشركة فلم أعاتبك فيها! فلما فرغ إليه من القول شذ من أهله مرعوباً أربعين ليلة، يعير كما تعير الدابة، يبكي على نفسه، ويعدد على خطيئته، ويستغفر ربه. فلما أخبرته امرأته بالذي أصابه في سببها أحزنها ذلك وأبكاها، فأسلمت رجاء أن يرد الله إليه ملكه، فلما مضت لسليمان أربعون ليلة تاب الله عليه، وغفر له، وانصرف وقد أجهده الجوع، فمر بساحل من سواحل البحر، وإذا بحوت يضطرب فضرب بيده إلى الحوت، فأخذه ليأكله فلما فرى بطنه وجد فيه خاتمه فازداد بذلك خوفاً وعجباً ووجلاً فعاد إليه ملكه.
وقيل: إن سليمان كان عنده مجوسية امرأة، فقالت له يوماً في عيد كان لها: أعطني بقرة أذبحها لعيدنا، قال: لا، قال: فأعطني شاة، قال: لا، قالت: فأعطني دجاجة، قال: لا، قالت: فأعطني حمامة، قال: لا. فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة، فقالت: أعطني هذه الجرادة، قال: نعم، ثم قطع رأسها بيده، فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان، ثم أنساه الله إياه، حتى أصابه بعدما سلب ملكه.
وقيل عن عباس أنه اختصم إلى سليمان فريقان أحدهما من أهل جرادة " امرأة كانت له يعجب بها -
وهوي أن يكون الحق لهم، ثم إن الحق كان للآخرين، فقضى لهم به، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.
وقيل إنه احتجب عن الناس ثلاثة أيام، فأوحى الله إليه: يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام، فلم تنظر في أمور عبادي، ولم تنصف مظلوماً من ظالم. وكان ملكه في خاتمه، وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فدخل ذات يوم الحمام والخاتم تحت فراشه، فجاء الشيطان فأخذه وألقاه في البحر، فأقبل الناس نحو الشيطان، فأقبل سليمان يقول: يا أنها الناس، أنا نبي الله، فدفعوه أربعين يوماً، فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتاً فشقها فإذا هو بالخاتم فيها، فتختم به ثم جاء فأخذ بناصية الشيطان، وعند ذلك " قال: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " وكان أول من أنكره نساؤه فقلن بعضهن لبعض تنكرن ما ينكرن؟ فقلن: نعم، فكان يأتيهن وهن حيض.
قال علي بن زيد رضي الله عنه: فذكرت ذلك للحسن رحمه الله فقال: ما كان الله ليسلطه على نسائه.
وذكر ابن إسحاق وابن سمعان وغيرهما على فتنة سليمان عليه السلام أن الناس شكوا إلى سليمان شدة ما يلقون من شدة الطحن بأيديهم. فجمع سليمان الجن والشياطين فذكر ذلك لهم وقال لهم: هل من حيلة في هذا الطحن،، وفي أن تتخذوا لي آنية أشرب فيها أرى من حولي، فإنه قد بلغني أن بعض الجن إذا أنا شربت وسترن الإناء منهم غمز بي، قالوا: يا رسول الله، إن هذا لشيء ما نطيقه، ولكنه قد تمرد عفريت، وهو في جزيرة من جزائر البحر فإن قدرنا عليه صنع هذا كله، قال: احتالوا حيلة تأتوني به. فانطلقوا إليه وأعلموه أن سليمان قد هلك، وأن الأرض قد بقيت لهم. فلما اطمأن إليهم أخذوه فأوثقوه بالحديد، ثم جاؤوا به سليمان. فلما أدخل عليه أراه الخاتم، فأذله اله عز وجل له، فقال له سليمان: يا صخر، إني هممت بقتلك لفرارك مني، وبلغني رفقك وصنائعك، فأنا أحب أن يتخذ الناس شيئاً يستريحون به مما يلقون من الطحن بأيديهم،
وأتخذ لي آنية اشرب فيها ولا تحول بيني وبين النظر إلى الناس. قال: نعم يا رسول الله، أعنّي بطائفة من الجن فأعانه بما أراد. فلم يدع قرية إلا نصب فيها رحاً يطحن أهل البيت في اليوم والليلة ما يكفيهم سنة، ووجد الناس من ذلك راحة فسموها لمكان الراحة الرحا، وعمل لسليمان الزجاج فجاء على ما أراد، فأكرمه سليمان، وقربه حتى كان يشاوره في الأمر، وركب سليمان ذات يوم حتى أتى ساحل البحر فأدركه المساء، وغابت الشمس، وبدت النجوم، فاطلع كوكب فقال سليمان: يا صخر، ما هذا الكوكب؟ قال: هذا نجم كذا وكذا، ثم لم يزل يسأله عن النجوم. فقال سليمان: لقد أعطيت من أمر النجوم علماً، فصف لي كيف علمت ذلك، فقال: يا رسول اله، إن خاتم المملكة في يديك، وإني أفرق أن أدنو منك، ولولا ذلك لأخبرتك بأشياء تعجب، فنزع سليمان الخاتم، ثم قال: امسكه معك، وأخبرني. فلما وقع الخاتم في يده قذفه في البحر فالتقمه حوت، وتمثل صخر مكانه على تمثال سليمان، وقعد على كرسيه. فاجتمع له الجن والإنس والشياطين، وملك كل شيء كان يملكه سليمان، إلا أنه لم يسلّط على نسائه، وخرج سليمان يسأل الناس ويتضيفهم ويقول: أطعموني، فإني سليمان بن داود، فيطردونه ويقولون له: ما يكفيك ما أنت فيه من البلاء حتى تكذب على سليمان، وهذا سليمان على ملكه؟ حتى أصابه الجهد وطال عليه البلاء، فلما تم أربعون يوماً جاء إلى ساحل البحر فإذا بقوم يصيدون السمك فقال لهم: أطعموني، فأبوا فقال لهم: لو تعلمون من أنا لأطعمتموني، أنا سليمان بن داود، فخرج صاحب السفينة فطرده وضربه بمردي في يده وقال: ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان؟ إن كنت جائعاً فخذ من هذا السمك الذي أروح، فأخذ سليمان سمكتين، فدنا من ساحل البحر، فشق بطنهما فإذا في جوفها خاتمه فأخذه فلبسه، ورد الله عليه ملكه، وجاءت الوحوش والطير فقامت الوحوش حوله والطير فوق رأسه، فقال أهل السفينة: هذا والله سليمان فقفزوا بين يديه وقالوا:
يا نبي الله، إنما فعلنا ما فعلنا غضباً لك قال: أما إني لا أعاتبكم على ما صنعتم قبل، ولا أحمدكم على ما تصنعون بي لأن الأمر من السماء.
وقيل: إن صخراً أمسك الخاتم أربعين يوماً، فمن ثم دانت له الإنس والجن، وعطفت عليه الطير والوحش. فلما أنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم عدو الله الشيطان في تلك الأربعين يماً قال آصف: يا معشر بني إسرائيل، هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت؟ قالوا: نعم، فعند عند ذلك صخر فألقى بالخاتم في البحر فاستقبله جري فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم، فاستقبل جريه الماء فوقع في شبك الصيادين الذين كان سليمان معهم، فلما أمسوا قسموا السمك، فأسقطوا الجري فجعلوه لسليمان، فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه، فلما شقوا بطنه أضاء البيت نوراً من خاتمه، فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به، وخر لله ساجداً فقال: إلهي، لك الحمد على قديم بلائك وحسن صنيعك إلى آل داود، إلهي، أنت الذي ابتدأتهم بالنعم وأورثتهم الكتاب والحكم والنبوة فلك الحمد، إلهي، تجود بالكثير وتلطف بالصغير، إلهي، فلك الحمد، نعمائك ظهرت فلا تخفى، وبطنت فلا تحصى، فلك الحمد، إلهي لم تسلمني بذنوبي، فلك الحمد، تغفر الذنوب وتستجيب الدعاء، ولك الحمد، إلهي، لم تسلمني بجريرتي، فلك الحمد، ولم تخذلني بخطيئتي، فلك الحمد، فتمم إلهي نعمتك علي، واغفر لي ما سلف " وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي " فذلك قوله: " ولق فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقيل إن سليمان عليه السلام قال للشياطين: كيف تضلون الناس؟ فقال له شيطان: أعطني خاتمك حتى أخبرك، فأعطاه خاتمه، فذهب به حتى ألقاه في البحر وذهب ملك سليمان، فصار يطوف ويؤاجر نفسه، ويأتي المرأة من بني إسرائيل فيقول لها: أنا سليمان، أطعميني، فتبصق في وجهه، حتى وجد الخاتم في بطن حوت، فرد الله إليه ملكه وله الحمد.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان في نقش خاتم سليمان لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدي ورسولي ".
وعن الحسن
أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هارباً مخافة على نفسه أن يقتله، بغير حذاء ولا قلنسوة في قميص وإزار. قال: فمر بباب شارع على الطريق وقد جهده الجوع والعطش والحر، فقرع الباب، فخرجت امرأة فقالت: ما حاجتك؟ قال: ضيافة ساعة، فقد ترين ما أصابني من الحر والرمضاء، وقد احترقت رجلاي وبلغ مجهودي من الجوع والعطش. قالت المرأة: إن زوجي لغائب وليس يسعني أن أدخل رجلاً غريباً علي، وهذا أوان انصراف زوجي، فادخل البستان فإن فيه ماء وثماراً، فأصب من ثماره، وتبرد فيه، فإذا جاء وزجي استأذنته في ضيافتك،، فإن أذن لي فذاك، وإن أبى أصبت مما رزق الله ومضيت، فعلم أنها تكلمت بعقل، فدخل البستان، فاغتسل ووضع رأسه فنام، فأذاه الذباب، فجاءت حية سوداء فمرت بسليمان فعرفته، فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر، فجاءت إلى سليمان عند رأسه، فجعلت تذب عنه حتى جاء زوج المرأة، فقصت عليه القصة، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية وصنيعها دعا امرأته، فقال لها: تعالي فانظري العجب، فنظرت ثم مشت إليه، فلما رأتها الحية تنحت عن سليمان، فأيقظاه وقالا له: يا فتى، هذا منزلنا فهو لك لا يسعنا شيء يعجزك، وهذه ابنتي وقد زوجناكها، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها، قال: فتزوجها وأقام عندهم ثلاثة أيام، ثم قال: لا يسعني إلا طلب المعيشة لي ولأهلي، فانطلق إلى الصيادين، فقال لهم: هل لكم في رجل يعينكم وترضخون له شيئاً من صيدكم، وكل يأتيه الله برزقه، فقالوا: قد انقطع عنا الصيد، وليس عندنا فضل نعطيكه، فمضى إلى غيره، فقال لهم مثل هذه المقالة، فقالوا: نعم، وكرامة، نواسيك بما عندنا، فأقام معهم يختلف
كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد، حتى أنكر الناس قضاء سليمان وأفعاله، فقالوا لآصف: هل تنكر من سليمان الذي أنكرنا؟ قال: نعم، ولكن دعوني أعلم علم نسائه، فانطلق آصف، وكان لا يحتجب عنهن، فسألنه عن فعاله قلن: أنكرنا جميع فعاله، ولا يطلب النساء إلا عند الحيض، فقال: هل تواتينه؟ قلن: لا. قال ابن عباس رحمه الله: من زعم أنه أتى نساءه فقد كذب. كان سليمان عليه السلام أكرم على الله تعالى وتقدس من أن يسلط الشيطان على نسائه. قال فختم الله عليه، ولم يردهن. قال واحترس نساؤه، واجتمع الناس يدعون الله أن يفرّج ما بسليمان. قال: فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له عمد فكتب كتاب السحر وختمه بخاتم سليمان ودفنه من تحت قائمة سرير سليمان وانطلق بالخاتم فألقاه في البحر.
وعن قتادة قال: كتبت الشياطين كتباً فيها سحر وشرك، ثم دفنت تلك الكتب تحت كرسي سليمان، فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب، فقالوا: هذا علم كتمناه سليمان فقال الله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت ".
وعن عمران بن الحارث قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أين؟ قال من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن علياً خرج إليهم. قال: ففزع ثم قال: ما يقولون لا أبا لك؟! لو شعرنا ما نكحنا نساؤه ولا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك: كانت لشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جربت صدق، وكذب معها سبعين كذبة، فتشربتها قلوب الناس، فأطلع الله عليها سليمان عليه السلام، فأخذها فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر، فتناسختها الأمم حتى
بقاياها ما يحدث به أهل العراق فأنزل الله في عذر سليمان عليه السلام " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولك الشياطين كفروا " إلى آخر الآية.
وعن الحسن
أن صخراً المارد حين كان غلب على ملك سليمان. فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، ودعا الشياطين، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه، وأنه ألقى خاتمه في البحر، فلا يقدر عليه ويستريحوا منه، وأن هذا كتاب كتبته فيه أصناف السحر، وختمته بخاتم سليمان، وإني أدفنه تحت كرسيه، وكتب في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من العلم. فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزاً من دفاتر من كنوز العلم، وكان يعمل به هذه العجائب فهل لكم فيه؟ قالوا: نعم، فحفروا ذلك الموضع واستخرجوا ذلك الكتاب. فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، وقالوا: ما هذا من أمر سليمان. وأخذه قوم وقالوا: والله ما كان سليمان يعمل إلا بهذا، ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلما ذكر الله لرسوله أمر سليمان وأنزل عليه في سليمان وفي المرسلين وعده فيهم، قال من كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون من محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزعم أن سليمان كان نبياً. والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله عزّ وجلّ فيما قالوا: " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " يقول: ما كتبت الشياطين يعني أيام غلب صخر سليمان على ملكه " ولكن الشياطين كفروا " هم كتبوا السحر، وما عمل سليمان بالسحر " وما أنزل " السحر " على الملكين ببابل هاروت وماروت " حين فرغ من قصتهما.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل، فطاف عليهن جميعاً فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون.
وفي رواية: لأطوفن الليلة على مئة امرأة.
وفي حديث عن أبي هريرة أيضاً أن سليمان كان له أربع مئة امرأة وست مئة سرية. فقال يوماً: لأطوفن الليلة على ألف امرأة، فتحمل كل واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يستثن، فطاف عليهن، فلم تحم واحدة منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده لو استثنى فقال: إن شاء الله لولد له ما قال، فرسان ولجاهدوا في سبيل الله ".
وعن ابن عباس قال: كان لداود تسع وأربعون امرأة وكان لسليمان مئتا امراة.
وعن أبي هريرة قال: كان اليوم الذي رد الله تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز، فجاءت الشياطين بالتحف، وكانت تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان فاتخذ البعض رش الماء من ذلك اليوم.
وقال سفيان الثوري: بلغني أن سليمان يوم رد الله عليه ملكه، أمر الريح أن تحمله، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين، استقبله خطاف فقال: أيها املك، إن لي عشاً فيه بيضات قد حضنتهن، وأنا أرجو إفراخي أيامي، فاعدل رحمك الله، فإنك إن مررت بالعش حطمت بيضات، فشفقه وترك ذلك الطريق، فانطلق الخطاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره، فنضح بين يديه، فسأله أصحابه عن ذلك فقال: إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يدي شكراً لي.
وفي حديث آخر: أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان، فقال له سليمان: ما هذا؟ قال: هدية لك فقال سليمان: لقد شكر هذا، ومن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى صلاة فقال: " إن الشيطان عرض ليفسد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله
منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه في سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان: رب هب لي ملكا لا يبغي لأحد، فرده الله خائباً ".
قال الضحاك:
لما رد الله ملك سليمان بعث سليمان إلى صخر، فأتي به، فلما أدخل عليه أمر بوثاقه، فأوثقوه حديداً، ثم سأل الجن: أي قتلة أشد حتى أقتله؟ قالوا: نأتيك بصخرة ثم نجوفها ثم نوثقه فنضعه فيها ونسدها عليه ونطبقها بالحديد ثم نلقيه في البحر، ففعلوا ذلك به، فألقوه في أعمق مكان في البحر، فهو فيه إلى يوم القيامة فذلك قول الله عزّ وجلّ " وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن " يعني سليمان على من شئت من الشياطين " أو أمسك يعني أقره في الوثاق في البحر " بغير حساب " يعني لا تبعة عليك فيه إلى يوم القيامة.
قال عبد الله بن عبيد بن عمير: بعث سليمان إلى مارد من مردة الجن كان في البحر، فأتي به. فلما كان على باب داره أخذ عوداً فذرعه بذراعه، ثم ألقاه من وراء الحائط فوقع بين يدي سليمان فقال سليمان: ما هذا؟ فأخبر بالذي صنع المارد، فقال: تدرون ما أراد؟ قالوا: لا، قال: فإنه يقول اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سبع مئة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والأنس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء، وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي سمع بها الناس وذلك قوله: " علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ".
قالوا: وكان سليمان غزاء، يغزو البر والبحر ولا يسمع بملك في ناحية من الأرض إلا أتاه حتى يذله، وكان إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب، وكان اتخذ ألواحاً من خشب وضم بعضها إلى بعض وعمل لها عمداً من تحتها وسددها بالمسامير الحديد على قدر عسكره، فربما كان عسكره فرسخاً في فرسخ أو أقل أو اكثر، ثم تجيء الشياطين فتدخل تحت الخشب، فتحمل تلك العمد، ثم يأمر الريح وعسكره مسيرة شهر، وكانت الريح تغدو به شهراً، وتروح به شهراً وبعسكره، فذلك قول الله عزّ وجلّ: " رخاء حيث أصاب " مطيعة حيث أراد، وكان الرخاء ريحاً تحمل عسكره إلى حيث أراد سليمان، وإنه ليمر بالزراعة فما تحركها الريح.
وقيل: كانت الشياطين عملوا لسليمان مدينة من قوارير، إذا خرج في المغازي كان يحمل تلك المدينة معه وحشمه وأهل بيته، وكانت ألف ذراع في عشرة آلاف ذراع، فيها ألف سقف كل سقف ألف ذراع، بين كل سقفين عشرة أذرع على كل سقف ما يحتاج إليه من المساكن والقباب والمرافق، فجعل الأعلى قبة فيها مجلسه، على قبتها علم أخمر يضيء منه بالليل للعسكر، وترى بالليل من الأرض البعيدة كما ترى النار، ولتلك المدينة ألف ركن على مناكب الشياطين، تحت كل ركن عشرة من الشياطين.
قال كعب:
وكان سليمان إذا ركب حمل أهله وسار بجيشه وخدمه وكتائبه، وتلك السقوف بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم، وقد اتخذ مطابخ ومخابز، يحمل فيها تنانير الحديد وقدوراً عظاماً، يسع كل قدر عشر جرائر وقد اتخذ فيه ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون، وخبز الخبازون، وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض ولريح تهوي بهم، فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة مدينة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سليمان: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به. ثم مضى حتى مر بمكة فقال: هذا مولد نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به، ورأى حول البيت أصناماً تعبد من دون الله. فلما جاوز
سليمان البيت بكى البيت، فأوحى الله إلى البيت فقال: ما يبكيك؟ قال: يا رب، أبكاني هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا علي، فلم يهبطوا في، ولم يصلوا عندي، ولم يذكروك بحضرتي، والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله إليه أن لا بتك، فإني سوف أملؤك وجوهاً سجوداً، وأنزل فيك قرآناً جديداً، وأبعث منك نبياً في آخر الزمان، أحب أنبيائي إلي، وأجعل فيك عمارً من خلقي يعبدوني، وأفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكورها، ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها والحمامة إلى بيضها، وأطهرك من الأوثان وعبدة الشياطين. ثم مضى سليمان حتى مر بوادي النسرين من الطائف فأتى على وادي النمل فقالت نملة تسمى جيرين من قبيلة تسمى الشيصبان وكانت عرجاء تتكاوس، وكانت مثل الذئب العظيم فنادت النمل " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحكمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون " يعني أن سليمان يفهم مقالها، وكان لا يتكلم خلق إلا حملت الريح ذلك، فألقته في مسامع سليمان قال: " فتبسم سليمان ضاحكاً من قولها وقال: رب أوزعني " يعني ألهمني " أن أشكر نعمتك " يعني: أن أؤدي شكر ما أنعمت " علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " يعني مع الصالحين.
ذكر وهب بن منبه سليمان وتعظيم ملكه: أنه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان، وكان يذبح لغذائه كل يوم سبعين ثوراً معلوفاً وستين كراً من الطعام سوى الكباش والصيد والطير، فقيل لوهب: يا أبا عبد الله، أكان يسع هذا ماله؟ قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه وأن أموالهم له، ما شاء أخذ منها، وما شاء ترك.
قال ابن عباس: كان سليمان بن داود يوضع له ست مئة ألف كرسي، ثم يجيء بأشراف الإنس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء بأشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو
الريح، فتحملهم فيسيرون. وقيل: يسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر. فبينا هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء، وهو في فلاة من الأرض، فدعا الهدهد فنقر الأرض، فأصاب موضع الماء، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء: فكيف يعرف هذا ولا يعف الفخ حتى يقع في عنقه؟ فقال ابن عباس: ويحك إن القدر حال دون البصر.
حدث إدريس بن سنان أبو إلياس قال:
بلغنا " والله أعلم " عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة، وفصصها بالدر وبالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، صنعت صنعة لم يصنع مثلها من مضى، ولا صنعها من بقي بعده، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض، وجعل بين كل درجتين شبراً، وجعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، وحفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب، وعناقيدها ياقوت وزبرجد ولؤلؤ، وجعل رؤوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب، وجعل من جانبه الآخر سوراً من ذهب مقابلة للطواويس، وجعل عن يمين الدرجة الأولى شجرة صنوبر من ذهب، وعن يسارها أسداً من ذهب، وعلى رؤوس الأسدين عموداً من زبرجد، ومن جانبي الأسدين شجرتين كلتاهما كرم من ذهب معرشتين، فأظلتا الكرسي كله بتعريشها وورقها، وفوق أعلى درج الكرسي أسدين عظيمين من ذهب مجوفين محشوين مسكاً وعنبراًً، فإذا أراد سليمان بن داود الملك أن يصعد على كرسيه استدار الأسدان كما يستدير المنجنون فينفخان ما في أجوافهما من الطيب، ومن جانبي الكرسي منبران من ذهب أحدهما مجلس خليفة سليمان، والآخر مجلس الأحبار والقضاة، وسبعين منبراً من ذهب لسبعين قاضياً من أحبار بني إسرائيل وعلمائهم وكهولهم، من كل جانب من الكرسي خمسة وثلاثون منبراً، فإذا أراد الملك أن يصعد إلى كرسيه وضع قدميه على الدرجة الأولى من الكرسي استدار الكرسي كما يستدير المنجنون، فيبسط الأسد يده اليمنى والنسر جناحه الأيسر، فيتكئ سليمان عليها إلى الدرجة التي تليها وكذلك تصنع الأسد والنسور من كل درجة إلى درجة
حتى يستوي إلى أعلى الكرسي، فإذا استوى سليمان على كرسيه جالساً أخذ التنين العظيم تاج الملك فوضعه على راس سليمان، وكان الذي يستدير بالكرسي وما فيه من العجائب تنين عظيم حتى تمر الأسود والنسور والطواويس التي على الدرجة السفلى إلى أعلى الكرسي فيظلون من فوق رأس سليمان، وهو جالس على الكرسي، فينضحون ما في أجوافها من الطيب على رأس سليمان، وكانت حمامة على عمود جوهر تأخذ التوراة، حتى تجعلها في يد سليمان فيقرأها على الناس فإذا جلس سليمان على كرسيه للقضاء، وجلس قضاة بني إسرائيل على كراسيها عن يمينه وشماله جانبي الكرسي فدخلت الشهود للشهادات استدار منجنون الكرسي، فيزأر الأسد، وتخفق النسور بأجنحتها، وترجع الطواويس لترعب قلوب الشهود أن لا يشهدوا بالزور، ويقول الشهود عندما يرون من العجائب وما دخلهم من الرعب: لا نشهد إلا بالحق، فإنا إن نشهد بالزور يهلك العالم، فلم يكن مثل كرسي سليمان في الأولين ولا يكون مثله في الآخرين.
فلما قبض الله سليمان وجاء بخت نصر، فأخذ ذلك الكرسي فحمله معه إلى أنطاكية، فأراد أن يصعد فيه ليقعد عليه، ولم يكن له علم كيف يصعد فيه، فلما وضع قدمه على الدرجة الأولى ولم تصب موضعها رفع الأسد يده اليمنى فكسر ساق بخت نصر الأيسر فعرج فلم يزل بخت نصر يعرج منها حتى مات، ثم بعث الله ملكاً من ملوك فارس يقال له: كارس بن سورس ويقال الفرريا بن يساريا فحمل الكرسي من بابل حتى رده إلى بيت المقدس، فوضعوه تحت الصخرة فلم يقعد أحد على كرسي سليمان من بعده، ولم يقدر عليه منذ وضع تحت الصخرة.
فذلك ما يذكر من حديث الكرسي وما فيه من العجائب.
قال إسحاق بن بشر: وكان سليمان إذا ركب يسمع حفيف قبته من اثني عشر ميلاً، فلا يبقى غلام ولا جارية ولا رجل ولا امرأة إلا وهم متشوفون ينظرون إلى مركب سليمان ويتعجبون. فبينا سليمان في مسيره بهذه الحال، وقد اشرفوا عليه من كل جانب، غذ مر
على رجل من بين إسرائيل يعمل بالمسحاة في حرث له يقال له: مرعبدا، فقال مرعبدا ولم يرفع طرفه إليه: لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، ثم أقبل على مسحاته، فلم يلتفت له، ولم ينظر إليه، والناس متشوفون من كل جانب، فلما رأى سليمان ذلك رفع رأسه فنظر إلى الطير فوقفن، فإذا وقفت الطير تركت الشياطين الأركان، وتجيء الريح فتحمل له البيت بقدرة الله. فلما نظر سليمان إلى العابد وهو مرعبدا قطع به فقال: والله ما هذا إلا رجل في قلبه إيمان ومعرفة ليس في قلب أحد.
قال عبد الله بن عمر: قال لنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لينظر إلى الكافر ولا ينظر إلى المزهي، ولقد حملت سليمان بن داود الريح وهو متكئ، فأعجب واختال بنفسه فطرح على الأرض.
وعن الفضيل بن عياض قال: كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وُضع له ست مئة ألف كرسي، تحتمله الريح، وتظله الطير والغمام فوق ذلك، فبينا هو يسير إذ مر بحرّاث يعمل في زرعه، فاستوقفه فوقف غير مستكبر، فإما أتاه أو ساءله فقال له: يا نبي الله، حك في نفسي شيء، لم أجد له موضعاً غيرك، قال: وما هو؟ قال: أرأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة؟ قال: لا. قال: فما بقي؟ قال: ولا. قال: ما أراك سبقتني من الدنيا إلا باليسير، قيل: فقال له سليمان: هل لك أن تصحبني؟ قال: فما تصنع بي؟ قال: أصنع بك خيراً، قال: هل تزيد في رزقي؟ قال: لا، قال: فهل تزيد في عمري؟ قال: لا، قال: فما أصنع بصحبتك!! وعن ابن كعب القرظي في قوله عزّ وجلّ " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلا من قبل " الآية قال: يعني يتزوج ما يشاء من النساء، هذا فريضة، وكان من الأنبياء هذا سننهم، وقد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مئة مهيرة
وثلاث مئة سرية، وكان لداود مئة امرأة فيهن أم لسيمان امرأة أورياء تزوجها داود بعد الفتنة. فهذا أكثر مما كان لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال وهب بن منبه: أمر الله الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان، فلذلك سمع كلام النملة.
قيل: إن سليمان النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم، كان جالساً، فرأى عصفوراً، يدير زوجته على السفاد وهي تمتنع منه، فضرب بمنقاره في الأرض ثم رفعه إلى السماء، فقال سليمان: هل تدرون ما قال لها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال لها: ورب السماء والأرض ما أريد السفاد لك، ولكن أردت أن يكون من نسلي ونسلك من يسبح الله في الأرض.
قال مالك بن دينار: صنع سليمان بن داود قبة من ذهب أربعين ذراعاً في أربعين ذراعاً، وركب فيها من صنوف الجوهر، فبينا سليمان جالس فيها غذ سقط فيها خطافان، فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه فقال لها: لم تمنعين نفسك؟ فوالله لو كلفتني حمل هذه القبة لحملتها، فسمع سليمان قوله فأمر فأتي بهما فقال: من القائل كذا وكذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي الله، قال فما حملك على ذلك؟ قال: يا نبي الله، أنا محب والمحب لا يلام.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أرأيتم ما أعطي سليمان من ملكه، فإن ذلك لم يزده إلا تخشعاً، وما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعاً من ربه عزّ وجلّ.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم، فأعطي الملك والمال لاختيار العلم.
حدث أبو عمران الجوني قال: مر سليمان بن داود في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وعن
شماله، فمر بعابد من عباد بني إسرائيل. قال: فقال: لقد آتاك الله يا بن داود ملكاً عظيماً فسمع كلامه فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن أفضل مما أوتي آل داود، وما أوتي ابن داود يذهب وتسبيحته تبقى.
قال الفضيل بن عياض: كان عسكر سليمان مئة فرسخ، وكان يذبح في كل يوم ألف شاة وثلاثين ألف بقرة سوى ما يلقى الطير من نواهضها، ويطعم الناس الحوارى، ويطعم أهله الخشكار، ويأكل هو الشعير قال: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".
وعن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قالت أم سليمان لسليمان: يا بني، لا تكثر النوم بالليل، فإن من كثر نومه بالليل يلقى الله يوم القيامة فقيراً ".
وعن أبي موسى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود، فلما دخله وجد حره وغمه، قال: أوه من عذاب بالله أوه قبل أن لا يكون أوه.
وفي رواية: أول من صنع له الحمام سليمان بن داود.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بينما امرأتان ومعهما أبناهما إذ جاء الذئب فذهب بأحدهما، فقالت هذه لصاحبتها إنما ذهب بابنكن، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه فقال ائتوني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى.
قال أبو هريرة: فوالله إن سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلا المدية.
وعن محمد بن كغب القرظي قال:
جاء رجل إلى سليمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي الله، إن لي جيراناً سرقوني إوزاً، فنادى: الصلاة جامعة ثم خطبهم فقال في خطبته: واحد كم يسرق إوزة جاره، ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح رجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم.
وعن الحسن قال: بلغني أن داود قال لابنه: يا بني، أي شيء أبرد؟ قال: عفو الله عن العباد وعفو العباد بعضهم عن بعضهم. قال: فأي شيء أحلى؟ قال: روح الله بين عباده.
وعن داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال لسليمان حين استخلفه: يا بني، أي شيء أحسن؟ قال: روح الله بين عباده، وصورة حسنة في عمل صالح وخلق حسن.
وعن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعُلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى.
وعن قتادة قال: ذُكر لنا أن سليمان بن داود كان يقول: اذكر الجائع إذا شبعت، واذكر الفقير إذا استغنيت.
وعن يحيى بن كثير أن سليمان بن داود قال: يا بني إسرائيل، من خشي الله في السر والعلانية، وقصد في الغنى والفقر، وعدل في الغضب والرضا، وذكر الله على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت أو أفضل منه.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال سليمان بن داود: نظرت في الحكمة فكثر همي، ونظرت في العلم فكثر شيبي، فذهبت أنظر في الأمر
فإذا مع الشباب كبر، وإذا مع الغنى فقر، وإذا مع الصحة سقم، وإذا مع الحياة موت، وإذا تربتي وتربة السفيه الأحمق يصيران إلى أن يكونا سواء، إلا أن أفضله يوم القيامة بعمل صالح، فكيف يهنأني مع هذا طعام أو شراب؟ وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود النبي صلى الله على نبينا وعليهما وسلم: كل العيش قد جربناه، ليّنه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.
وعن الحسن قال: بلغني أن سليمان بن داود قال: العقل نجاة العاقل بطاعته ربه، وحجته على معصية الله، وإن العمل القليل من العاقل أرجح من الكثير من الجاهل، ومجامعة العاقل على البرادع خير للمؤمن من مجامعة الجاهل على حشايا السندس والاستبرق، ومجامعة المرء العاقل على المزابل خير من مجامعة الجاهل على الزرابي.
قال سليمان بن داود: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر للقضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى؟ وقال سليمان بن داود: يا بني، إياك وكثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تستخف فؤاد الرجل الحليم.
وعن الأوزاعي قال: قال سليمان: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء، يا بني، لا تقطع أمراً حتى تشاور فيه مرشداً، يا بني، عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.
وعنه قال: قال سليمان لابنه: يا بني، لا تقطعن أمراً حتى تؤامر مرشداً، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه يا بني، إياك وكثرة الغيرة من غير سوء تراه على أهلك فترمى بالسوء من أجلك.
قال سليمان: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا على ولده.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك، فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم، قال: وعليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء.
وعنه أن سليمان قال لابنه: يا بني، إياك والمراء، فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان.
وعن مالك بن دينار قال: خرج سليمان في موكبه فمر ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرة فعلى الدنيا السلام.
وعن كعب الأحبار قال: خرج سليمان بن داود نبي الله عليه الصلاة والسلام يستقي لقومه فإذا نملة قائمة على رجليها رافعة يديها تقول: اللهم، إنا خلق من خلقك ولا غنى لنا عن رزقك، فأنزل علينا غيثك، ولا تؤاخذنا بذنوب عبادك، فقال سليمان عليه السلام: أرجعوا، فقد استجاب الله لكم بدعاء غيركم فرجعوا يخوضون الماء إلى الركب.
وفي حديث آخر: فلا تهلكنا بذنوب بني آدم.
وقيل: إن داود كان له صديق من بني إسرائيل يُدني مجلسه ويشاوره، فمات داود وولي سليمان. قال: فنظر من أحق الناس أن يشاوره ويُدني مجلسه منه؟ قال: ما أعلم أحداً أحق من الشيخ الذي مات نبي الله وهو عنه راض، فأرسل إليه فأدنى مجلسه، وكان الله وكل بسليمان ملك الموت أن يدخل إليه كل يوم دخلة، فيسأله كيف هو، ويقول له: هل لك من حاجة أقضيها لك؟ فإن قال: نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها، ثم
لا يعود إليه من الغد، فدخل عليه يوماً والشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان فقال له: كيف كنت الليلة؟ قال: بخير، قال: ألك حاجة؟ قال: لا، فانصرف ملك الموت والناس يحسبون أنه رجل من الناس، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان، فجعل يقبلها، ويقول: يا نبي الله، كيف رضي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني؟ قال: حسن، قال: وكيف رضاك عني منذ صحبتك؟ قال: حسن إني أسألك بحق الله إلا ما أمرت الريح أن تحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند، قال: فأخذه أفكل شديد، قال سليمان: ولم؟ قال: هو ما أقول لك، قال: فاخبرني فإني فاعل، قال أم تر إلي الرجل الذي دخل عليك، فإنه لحظ إلي لحظة، فما أتمالك رعدة، فقال سليمان: سبحان الله، وهل إلا رجل نظر إليك؟ قال: هو ما أقول لك، قال: وأراده سليمان على ألا يفعل فأبى، قال: فدعا الريح، فقال: احمليه فألقيه بأقصى مدرة بالند، وظل سليمان لا ينتفع بشيء حزناً على الشيخ، قال: فقعد على سريره قبل ساعته التي كان يقعد فيها حزناً على الشيخ، ودخل عليه ملك الموت ثم قال: ألك حاجة؟ قال: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان، قال: مه. فذكر الشيخ ومنزلته، وذكر ما سأله. وذكر ما سأله. قال له ملك الموت: يا رسول الله، منذ جئتك ما ينقضي عجبي منه، إنه سقط إلي أمس كتاب أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فهبطت وما أحسبه إلا هناك، فدخلت عليه فإذا هو قاعد، وقد أمرت أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فجعلت أتعجب، فوا للذي بعثك بالحق إني هبطت عليه مع طلوع الفجر، فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند فقبضت روحه، وتركت جسده هنالك.
قال كعب: أمر داود ببناء بيت المقدس، فبنى فيه قدر قعدة، ثم أحدث شيئاً، فقيل له: إنك لست بصاحبه. قال: رب، فمن ذريتي؟ قال: نعم، فبناه سليمان حتى فرغ من بناه جعل عليه مأدبة، ذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة، ودعا بني إسرائيل فأكلوا حتى قام فدخله فقال: اللهم، أما عبد لك دخل بيتك هذا مستجيراً فأجره،
فأوحى الله إليه أن قد استجبت لك. فلما أوحى إليه أن قد استجبت لك، أن خلص الدعوة لآل داود عليه السلام.
قال قرة: أمر سليمان ببناء بيت المقدس فقالوا لسليمان: إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة، يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها فصبوا فيها خمراً، فجاء لورده، فلما أبصر الخمر قال كلاماً له: أما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه " في أساجيع " ألا لا وردتك اليوم، فذهب ثم رجع لظمأ آخر. فلما رآها قال كما قال أول مرة، ثم ذهب ولم يشرب، ثم جاء لورده لإحدى وعشرين ليلة، وقال: ما علمتك إنك لتذهبن الهم " في أساجيع له " فشرب فسكر فجاؤوا إليه، فأروه خاتم السحر فانطلق معهم إلى سليمان، فأمره ببناء بيت المقدس، فقال دلوني على بيض الهدهد فدل على عشه فأكب عليه بحمحمة، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ والياقوت فغط الزجاجة، فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.
وحدث كعب:
أن الله أوحى إلى سليمان أن ابن بيت المقدس، فجمع حكماء الإنس وعفاريت الجن وعظما الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقاً يبنون، وفريقاً يقطعون الصخر والعمد من معادن الرخام، وفريقاً يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان، الدرة منها مثل بيضة النعام، ومثل بيض الدجاج، وأخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البناء، وكان عليه حين بناه داود، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فقال: أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلف، فدعا سليمان الحكماء والأحبار، ورأسهم آصف فقال: أشيروا علي، فقال آصف ومن قال منهم: إنا نرى أن نتخذ قلالاً من نحاس، ثم نملأها حجارة، ثم نكت عليها هذا الكتاب الذي في خاتمك لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومحمد عبده ورسوله، ثم نلقي تلك القلال عليه في الماء، فيكون أساس البناء عليه ففعل
فثبتت القلال، وألقوا الصخر والحجارة عليها، وبنى حتى ارتفع البناء وفرق الشياطين في أنواع العمل، فكانت الشياطين دأبوا في عمله وجعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت والزمرد وألوان الجوهر، فجعل الشياطين صفاً مرصوصاً ما بين معدن الرخام إلى حائط المسجد، فإذا قطعوا من المعدن حجراً أو اسطوانة يلقاه الأول منهم الذي يلي المعدن ثم الذي يليه، فيلقى بعضهم بعضاَ حتى ينتهي إلى المسجد، وجعل يقطع الرخام الأبيض منه مثل بياض اللبن من معدن يقال له السامور ليس بهذا السامور الذي في أيدي الناس، ولكن هذا به سمي، وإنما دل على معدن السامور عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر، فدلوا سليمان عليه، فأرسل إليه بطابع من حديد، وكان خاتمه يرسخ في الحديد والنحاس فيطبع إلى الجن بالنحاس، ويطبع على الشياطين بالحديد فلا يجيبه أقاصيهم إلا بذلك، وكان خاتمه أنزل عليه من السماء، حلقته بيضاء، وطابعه كالبرق لا يستطيع أحد يملأ منه بصره.
فلما بعث إلى العفريت وجاءه قال له: هل عندك من حيلة أقطع بها الصخر فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا وصريره للذي أمرنا به من الوقار والسكينة، فقال له العفريت: ابغني وكر عقاب، فإني لا أعلم في الطير أشد من العقاب فنفحه برجله ليقطعه فلم يقدر عليه، فحلق في السماء متلطفاً، فلبث يومه وليلته، ثم أقبل ومعه خصين من السامور معترض، فتفرقت الشياطين حتى أخذوه منه، وأتوا به على سليمان فكان به يقطع الصخر، وعمل سليمان بيت المقدس عملاً لا يوصف ولا يبلغ كنهه أحد، وزينه بالذهب والفضة والدر والياقوت والمرجان وألوان الجوهر في سمائه وأرضه وأبوابه وجدره وأركانه شيئاً لم ير مثله، ولم يعلم يومئذ كان على ظهر الأرض موضع كان أعظم منه، ولا عرض من عرض الدنيا أكبر منه، فتسامعت به الخلائق، وشهدته ملوك الأرض، وكان نصب أعينهم، ولكنهم لم يكونوا يرومونه مع سليمان.
فلما فرغ سليمان منه جمع الناس، وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى هو أمر ببنائه، وأن كل شيء فيه لله عزّ وجلّ، وأن من انتقصه شيئاً قد خان الله، وأن داود كان الله عزّ وجلّ عهد إليه بذلك من قبل، وأوصى سليمان بذلك من بعده، فلما انتهى عمله اتخذ طعاماً وجمع سليمان الناس فلم يُر قط جمع في موضع أكبر منه يومئذ ولا طعام اتخذ أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرب لله عزّ وجلّ قبل أن يطعم الناس، فوضع القران في رحبة المسجد وبين ثورين، فأوقفهما قريباً من الصخرة، ثم قام على الصخرة فقال: اللهم، أنت وهبت لي هذا الملك مَناً منك علي وطولاً علي وعلى والدي من قبلي، وأنت الذي ابتدأتني وإياه بالنعمة والكرامة، وجعلته حكماً بين عبادك وخليفة في أرضك، وجعلتني وارثه من بعده وخليفته في قومه، وأنت الذي خصصتني بولاية مسجدك هذا قبل، وأكرمتني به قبل أن تخلقني، فلك الحمد على ذلك والمن والطول، اللهم، وأسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلا طلب التوبة أن تتقبل منه وتتوب عليه وتغفر له، ولا يدخل إليه خائف لم يتعمده إلا طلب الأمن أن تؤمنه من خوفه وتغفر له ذنبه، ولا يدخل إليه مقحط لم يتعمده إلا طلب الاستسقاء أن تسقي بلاده، ولا يدخل إليه سقيم لم يتعمده إلا طلب الشفاء أن تشفيه من سقمه وتغفر ذنبه، وأن لا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه، اللهم إن أجبت دعوتي وأعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني. قال: فنزلت نار من السماء فأخذت ما بين الأفقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان ثم صعد به إلى السماء.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما بنى سليمان البيت سأل ربه ثلاثاً فأعطاه اثنتين، وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكاً لا يبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله حكماً أو علماً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يأتي أحد هذا البيت فيصلي فيه إلا رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأنا أرجو أن قد أعطاه ذلك.
وعن جابر بن عبد الله قال:
وجد في حكمة سليمان أن الله عزّ وجلّ كان مثّل لسليمان بناء ثلاثين ميلاً
في مثل حائط البيت، أرق من قشر البيض، وليس للبيت سقف، وله سبعون باباً على كل باب حاجب قائم، وكان الله عزّ وجلّ علم سليمان منطق الطير، وكان لا يقدر أحد من ولد آدم أو من بني الجان أو من دواب الأرض أو من هوام الأرض يدخ على سليمان حتى يستأذن سبعين حاجباً، وفي صدر البيت سرير من ذهب مكلل بالجوهر واللؤلؤ والمرجان، ووجه السرير مكلل باللؤلؤ والجوهر، وقوائمه مثل ذلك، والسرير سبعة أميال، وهو في السماء سبعة أميال، وعلى السرير سبعون فراشاً من ألوان السندس والإستبرق والديباج، وفي كل زاوية من زوايا السرير سبعون مرفقة على لون صاحبتها، وكل واحدة من ألوان شتى، وعن يمين السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وعن يسار السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وصدر الأسدين وقوائمهما مكلل باللؤلؤ والجوهر من ألوان شتى، وفي عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضيء البيت منهما، وخلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحيه غطى السرير والأسدين، وإذا ضمهما كان قائماً جناحه مكلل بألوان الجوهر والدر، وعن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدر والجواهر، وعلى الكراسي أحبار بني إسرائيل وعلماؤهم وألو الألباب من أهل الفهم والبصر والمعرفة بالله عزّ وجلّ، وخلف السرير ألف مسجد، في كل مسجد رجل قائم يضج إلى الله عزّ وجلّ ويضرع بالبكاء عليه المسوح لا يفترون، وبين يدي السرير سلم عارضته من ذهب وقوائمه من فضة، وكان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجع الناس سبعة أميال، فيكون خطما الأسدين مقابل خديه ومنقار الصقر مقابل أنفه. فإذا نشر جناحيه يضيء البيت طرائق من نور بين أحمر وأخضر وأصفر وألوان شتى، وكان الريح يدخل في الصقر فينشر جناحيه، فإذا أراد أن يضمهما خرجت الريح عنه، وكان سليمان إذا نظر بين يديه نظر للأسدين إلى جانبيه ونظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه ونظر إلى بني إسرائيل وهم جلوس على الكراسي، فازداد لله رغبة وشوقاً، وإذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد وبكائهم، فازداد من الله رهبة وله خشية، فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة ورهبة، وكان للبيت ألف ركن، يحمل كل ركن مئة ألف شيطان، وهم يعملون أعمالاً شتى. وكان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت.
وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني، قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنما هي كتب تلقى إلي فيها تسمية من يموت.
وعن الحسن أن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس وأراد الله تعالى قبضه دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه. فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت: ألا تسألني ما أنا؟ فقال سليمان: ما أنت؟ قالت: أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر سليمان بقطعها. فلما كان من الغد فإذا بمثلها قد نبتت، فسألها سليمان فقال: ما أنت؟ قالت أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر بقطعها. فكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت، فيسألها فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب حتى وضعوا الطب وكتبوا الأدوية وأسماء الشجر التي نبتت في المسجد، فلما فرغ من ذلك نبتت شجرة فدخل المسجد. فلما صلى قال لها: ما أنت؟ قالت: أنا الخرنوب قال: وما الخرنوب؟ قالت: لا أنبت في بيت غلا كان سريعاً خرابه، فقال سليمان: الآن قد علمت، إن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فقطع سليمان تلك الشجرة فاتخذ منها عصاً يتوكأ عليها، فكانت تلك منسأته.
وكان سليمان يتعبد في كل سنة أربعين يوماً لا يخرج من محرابه إلى الناس عدة الأيام التي كلم الله تعالى موسى وعدة أيام توبة داود النبي صلى الله على نبينا وعليهم وسلم، فكان يلبس الصوف ويصوم ويقوم في محرابه، فيصف بين رجليه، وربما اتكأ على عصاه يواصل فيها الصوم، ثم يخرج بعد الأربعين. فلما افتنن وغفر الله له، ورد عليه ملكه اجتهد في العبادة، فكان يتعبد كل سنة ثمانين يوماً، فلما أراد الله قبضه دخل محرابه فقام يصلي واتكأ على عصاه، فبعث الله ملك الموت، فقبض روحه، فبقي سنة على عصاه، فانتظره الناس ثمانين يوماً فلم يخرج فقالوا: قد اجتهد في العبادة، إنه كان مدتهاً أربعين يوماً، ثم زاد حتى بلغ ثمانين يوماً فلم يخرج، وإنه قد اجتهد أيضاً فكانوا لا يعلمون بموته، لا الجن ولا الإنس، وكانت الجن والشياطين متفرقين في أصناف الأعمال وليس أحد يعلم بموته حتى سلط الله الأرَضَة على عصاه التي كان يتوكأ عليها فأكلتها فوقع سليمان والعصا فذلك قول الله عزّ
وجلّ: " فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خرّ تبينت الجن " أنه ميت " أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ".
وفي رواية أخرى أن سليمان قال: اللهم، عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب. فلما أكلتها الأرضة وتبينوا موته شكرت الجن ذلك للأرضة، فأينما كانوا يأتونها بالماء حيث تبني شكراً لما صنعت بعصا سليمان.
وفي رواية: وقدروا مقدار أكلها للعصا فكان سنة.
وقوله تعالى: " وإن عندنا لزلفى وحسن مآب " قال: يُسقي شربة يوم القيامة في الموقف على رؤوس الخلائق.
وقيل: لا يزال يدنيه ويدنيه حتى يمس بعضه.
وعن عبيد بن عمير: " وإن له عندنا لزلفى ". قال: ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه يمس بعضه. هذا في حق داود عليه السلام لأنه يوافي القيامة خائفاً من ذنبه، فيؤمنه الله بإكرامه بقربه. وقد روي أنه يدنيه حتى يلصق بقائمة من قوائم عرشه فحينئذ يأمن من أليم بطشه.
وعن الزهري وغيره: أن سليمان عاش اثنتين وخمسين سنة، وكان ملكه أربعين سنة.
وعن ابن عباس: أن ملكه عاش عشرين سنة. والله أعلم.
سليمان بن مهران الأعمش: يكنى أبا محمد، ثقة، كوفي، وكان يحدث أهل الكوفة في زمانه.
يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب. وكان يقرئ القرآن، رأسًا فيه.
قرأ على يحيى بن وثاب وكان فصيحًا، وكان أبوه من سبي الديلم، وكان مولى لبني كاهل "فخذ من بني أسد"، وكان عَسِرًا سيئ الخلق.
حدثنا محمد بن عبيد، قال: أكثر ما سمعت من الأعمش في مجلس واحد: تسعة أحاديث، أو أحد عشر حديثًا، وذلك أنه أتاه عمر بن سعيد الثوري فانبسط إليه، ثم قال: ما هذا السيل.
حدثنا سفيان الحميري، عن سفيان بن حسين، قال: أتى الأعمش ناحية هذا السواد فأتاه قوم منهم، فسألوه أن يحدثهم فأبى، فقال له رجل: يا أبا محمد لو حدثت هؤلاء المساكين! قال: ويلك! ومن يعلق الدر على الخنازير؟
حدثنا أبي، قال: قيل للأعمش: كنت تأتي فلانًا -رجلا من السلاطين-
فتركته، قال: إنما هم عندنا بمنزلة الحش، إذا احتجنا إليه أتيناه، وإذا استغنينا عنه تركناه.
وعن أبيه قال هاجت فتنة بالكوفة فعمل الحسن بن حي طعامًا كثيرًا، ودعا قراء أهل الكوفة، فكتبوا كتابًا يأمرون فيه بالكف وينهون عن الفتنة، فدعوه فتكلم بثلاث كلمات استغنوا بها عن قراءة ذلك الكتاب. فقال: رحم الله امرأ ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره، تفرقوا، فإنه كان يكره طول المجلس.
وعنه، قال: كان الأعمش يدفع يده فيصفع منصور بن المعتمر، ثم يقول: تأتي الزهري! أنا آتي الزهري، إن الرجل ليأتي من بلد من البلدان ما يريد غيري، فما يزالون حتى يفسدوه، حتى يقول: ما لي أرى الأعمش في مجلس.
الأعمش لم يسمع من أبي عمرو الشيباني شيئًا، وكان الأعمش كثير الحديث، وكان عالمًا بالقرآن رأسًا فيه، وكان قرأ على يحيى بن وثاب، وكان فصيحًا، لا يلحن حرفًا، وكا عالمًا بالفرائض، وكان فيه سوء خلق، ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثًا منه.
وكان فيه تشيع.
ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة: طلحة بن مصرف اليامي، وكان أفضل من الأعمش وأرفع منه سنًّا، وأبان بن تغلب النحوي، وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
وروى عن أنس بن مالك حديثًا واحدًا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء".
وكان يذهب بابن مسعود، والكوفيون يذهبون به.
وذكر أن أبا الأعمش "مهران" شهد قتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.
ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
وراح الأعمش إلى الجمعة، وعليه فروة قد قلب جلدها على جلده، وصوفها خارج، وكان على كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
حدثنا يعقوب بن كعب، حدثنا عطاء، قال: قلت للأعمش: ما أرى هذا يسعك؟ قال: بلى يسعني ما وسع ابن عباس، قلت: وما قال ابن عباس؟ قال: كنا نحدث والحديث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما مذ ركبتم كل صعب وذلول، فإنا قد رفضنا الحديث.
قال العجلي: أمر عيسى بن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، وجاء الأعمش وعليه ثوب قصار إلى أنصاف ساقيه، ورجل يقوده، فلما دخل الدار قال: ههنا ابن أبي ليلى، ههنا ابن شبرمة أريحونا من هذه الحيطان الطوال، قال
عيسى: ما دخل علينا قارئ غير هذا، عجلوا له.
يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب. وكان يقرئ القرآن، رأسًا فيه.
قرأ على يحيى بن وثاب وكان فصيحًا، وكان أبوه من سبي الديلم، وكان مولى لبني كاهل "فخذ من بني أسد"، وكان عَسِرًا سيئ الخلق.
حدثنا محمد بن عبيد، قال: أكثر ما سمعت من الأعمش في مجلس واحد: تسعة أحاديث، أو أحد عشر حديثًا، وذلك أنه أتاه عمر بن سعيد الثوري فانبسط إليه، ثم قال: ما هذا السيل.
حدثنا سفيان الحميري، عن سفيان بن حسين، قال: أتى الأعمش ناحية هذا السواد فأتاه قوم منهم، فسألوه أن يحدثهم فأبى، فقال له رجل: يا أبا محمد لو حدثت هؤلاء المساكين! قال: ويلك! ومن يعلق الدر على الخنازير؟
حدثنا أبي، قال: قيل للأعمش: كنت تأتي فلانًا -رجلا من السلاطين-
فتركته، قال: إنما هم عندنا بمنزلة الحش، إذا احتجنا إليه أتيناه، وإذا استغنينا عنه تركناه.
وعن أبيه قال هاجت فتنة بالكوفة فعمل الحسن بن حي طعامًا كثيرًا، ودعا قراء أهل الكوفة، فكتبوا كتابًا يأمرون فيه بالكف وينهون عن الفتنة، فدعوه فتكلم بثلاث كلمات استغنوا بها عن قراءة ذلك الكتاب. فقال: رحم الله امرأ ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره، تفرقوا، فإنه كان يكره طول المجلس.
وعنه، قال: كان الأعمش يدفع يده فيصفع منصور بن المعتمر، ثم يقول: تأتي الزهري! أنا آتي الزهري، إن الرجل ليأتي من بلد من البلدان ما يريد غيري، فما يزالون حتى يفسدوه، حتى يقول: ما لي أرى الأعمش في مجلس.
الأعمش لم يسمع من أبي عمرو الشيباني شيئًا، وكان الأعمش كثير الحديث، وكان عالمًا بالقرآن رأسًا فيه، وكان قرأ على يحيى بن وثاب، وكان فصيحًا، لا يلحن حرفًا، وكا عالمًا بالفرائض، وكان فيه سوء خلق، ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثًا منه.
وكان فيه تشيع.
ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة: طلحة بن مصرف اليامي، وكان أفضل من الأعمش وأرفع منه سنًّا، وأبان بن تغلب النحوي، وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
وروى عن أنس بن مالك حديثًا واحدًا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء".
وكان يذهب بابن مسعود، والكوفيون يذهبون به.
وذكر أن أبا الأعمش "مهران" شهد قتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.
ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
وراح الأعمش إلى الجمعة، وعليه فروة قد قلب جلدها على جلده، وصوفها خارج، وكان على كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
حدثنا يعقوب بن كعب، حدثنا عطاء، قال: قلت للأعمش: ما أرى هذا يسعك؟ قال: بلى يسعني ما وسع ابن عباس، قلت: وما قال ابن عباس؟ قال: كنا نحدث والحديث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما مذ ركبتم كل صعب وذلول، فإنا قد رفضنا الحديث.
قال العجلي: أمر عيسى بن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، وجاء الأعمش وعليه ثوب قصار إلى أنصاف ساقيه، ورجل يقوده، فلما دخل الدار قال: ههنا ابن أبي ليلى، ههنا ابن شبرمة أريحونا من هذه الحيطان الطوال، قال
عيسى: ما دخل علينا قارئ غير هذا، عجلوا له.
سليمان بن مهران الأعمش
قال صالح: قال أبي: الأعمش سليمان بن مهران أبو محمد.
"مسائل صالح" (819)، "الأسامي والكنى" (167)، (357)
وقال صالح: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع، قال: قال الأعمش: لولا الشهرة لتسحرت بعد الصلاة.
"مسائل صالح" (898)
وقال صالح: حدثني أبي، ثنا سفيان قال: أتيت الأعمش فقلت: إني أقول: ما سألت أبا محمد عن شيء إلا أجابني. .، فذكر الحديث.
"الأسامي والكنى" (148)
قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت يحيى قال: حدثني سفيان بالكوفة، في حياة الأعمش، عن إبراهيم، عن عُمر في بيض النعام، قال: ليس هذا من حديث العتيق.
"العلل" رواية المروذي وغيره (341)
وقال الميموني: قال أحمد: وعاصم بن بهدلة، ثقة -وذكره بقرآن وصلاح وفضل وصالح الحديث- والأعمش عند الكوفيين أكبر منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (357)
وقال الميموني: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: قال جرير -في حديث الأعمش- كنا نلزقها.
"العلل" رواية المروذي وغيره (366)
قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث عثام بن عليّ عن الأعمش، عن حبيبٍ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا قام من الليل صلى ركعتين، ثم استاك (1). فقال: الحديث حديث حصين -يعني: حصين بن عبد الرحمن- عن حبيبٍ، عن محمد بن عليّ، عن ابن عباس.
قلت: ممن هو -أعني: الوهم؟
قال: من الأعمش.
"مسائل أبي داود" (1923).
قال ابن هانئ: قلت له: أيما كان أكبر، أبو حصين، أو الأعمش؟
قال: أبو حصين أكبر من الأعمش، والأعمش أحب إليّ، الأعمش أعلم بالعلم والقرآن من أبي حصين.
وأبو حصين، من بني أسد، وكان شيخًا صالحًا.
"مسائل ابن هانئ" (2166)
وقال ابن هانئ: قلت: أيما أحب إليك، عاصم بن أبي النجود، أو الأعمش؟
قال: الأعمش أحب إليّ وهو صحيح الحديث، وهو محدث.
"مسائل ابن هانئ" (2179)
وقال ابن هانئ: سألته عن الأعمش هو حجة في الحديث؟
قال: نعم.
"مسائل ابن هانئ" (2347)
قال المروذي: وذُكر له التدليس، فقال: قد دلَّس قوم. وذكر الأعمش.
وذكر له مجاهد وسعيد بن جبير، أنه يَروي عنهما؟ فقال: نعم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (1)
قال حرب: سمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن حديث حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة في المسح؛ فقال شعبة: قال لي عاصم: ليس كما قال سليمان الأعمش، إنما حدثناه أبو وائل عن المغيرة.
قال شعبة: فذكرت ذلك لمنصور فوافق الأعمش، عن حذيفة.
قيل لأحمد من ذكره عن شعبة؟
قال: أبو داود.
قال أحمد: والأعمش ومنصور أحفظ لهذا من حماد وعاصم، وقد رواه حماد بن سلمة عنهما جميعًا.
"مسائل حرب" ص 452
قال حرب: قال أحمد: الأعمش لم يسمع من شمر.
"مسائل حرب" ص 454.
قال حرب: قال أحمد: وسمعت وكيعًا يقول: ولد الأعمش في سنة ستين، ومات في سنة مائة وثمان وأربعين، وكان ابن تسعين إلا سنتين.
"مسائل حرب" ص 495
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال الأعمش: ما الفيل تحمله ميتًا بأثقل من بعض الجلساء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (126)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة عن الأعمش قال: كلما ازددنا علمًا ازددنا جهلًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (127)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال الأعمش: ما زال الحسن (يعي) (1) الحكمة حتى نطق بها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (128)
وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: أتيت الأعمش فقال: جاءني رجل فقال: جالست الزهري، فذكرتك له، فقال: أمعك من حديثه شيء؟
"العلل" رواية عبد اللَّه (129)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قيل للأعمش: يا أبا محمد ما كان أكبر المعرور؟ قال: قد أخذت تلقى البزر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (130)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: كان الأعمش يسألني عن حديث عياض، حديث ابن عجلان -يعني: حديث أبي سعيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "إن الدنيا خضرة حلوة وإن اللَّه مستخلفكم فيها" (1) - وذكر الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (133)، (1849)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي، وخالد الحذاء بن مهران أبو منازل، ثابت البناني ثابت بن أسلم أبو محمد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (203)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: قال الأعمش: لولا الشهرة لتسحرت بعد الصلاة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (294)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو جعفر السويدي، عن محمد ابن فُضيل قال: كنا نأتي الأعمش، وكان عنده رجل أعمى أحفظ من أبي معاوية، فكنا إذا قمنا يملها علينا، قال ابن فضيل: إلا أنا كنا نعرفها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (297).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي، عن أبي معاوية قال: كنا إذا قمنا من عند الأعمش كنت أمليها عليهم.
قال أبي: مثل الأحدب ويعلي، وهؤلاء -يعني: الصغار- وزعم جرير الرازي قال: كنا نرقعها عند الأعمش يكتب ذا من ذا وذا من ذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (291).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان قال: قلت للأعمش: حديث البندقة ليس من حديثك؟ قال: ما أصنع به، لم يتركوني، قالوا: إن شعبة حدث به عنك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (356).
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: أحاديث الأعمش عن مجاهد عمن هي؟
قال: قال أبو بكر بن عياش: قال رجل للأعمش: ممن سمعته؟ -في شيء رواه عن مجاهد- قال: مر كزاز -مر بالفارسية: حدثنيه- ليث عن مجاهد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (364)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: سمعت الأعمش يقول: كنت أمر على قيس بن أبي حازم، وأنا اختلف إلى زيد ابن وهب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (442)، (4624)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن حسن قال: أخبرنا شريك قال: أخبرني أبو جعفر الفراء قال: كان الأعمش يسمع من أبي إسحاق ويجيء فيكتبها في بيتي، قال: وقال لي الأعمش: تعال انظر في كتاب عندي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (638)، (2471)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقمًا، أو أمر من العلقم لكثرته ما يردد عليه حديث الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (688)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كان وكيع إذا أتى على حديث الأعمش يبين يقول: حدثنا الأعمش حدثنا الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (784)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد اللَّه: الرؤيا ثلاثة: الرجل يُهمه الشيء بالنهار، وحضور الشيطان، والرؤيا التي هي الرؤيا.
فقال المسيب بن شريك للأعمش: إنما حدثتناه عن أبي ظبيان عن علقمة، عن عبد اللَّه، قال: صدقتم، أنتم أحفظ مني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (834)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج قال: قال شعبة: حدثني سليمان -وكان سليمان أحب إلى حديثًا من عاصم- يعني: أن أحدنا ليحدث نفسه بالشيء ما يحب أن يتكلم به، قال: "ذاك صريح الإيمان" قلت لشعبة: لم يذكر سليمان أبا هريرة؟ قال: لا، وما تبالي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1147)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال الأعمش: لولا الحديث لكان على عنقي دن صحناة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1314)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول في حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الضحك في الصلاة (1)، قال وكيع: قال الأعمش: أرى إبراهيم ذكره، وابن مهدي قال: قال سفيان: لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم في الضحك.
قال أبي: سمعنا أن إبراهيم سمعه من أبي هاشم الرماني (2).
قال أبي: ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (1569)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن إدريس قال: سمعت الأعمش يقر {فَيُسْحِتكُمْ} [طه: 61] برفع الياء، فذكرتها لأبان بن تغلب فقال: ما كان الأعمش يقرؤها إلَّا (فَيَسْحِتَكم) ولكن سائله النحويون فردوه عنها، قال: فذكرت ذلك للأعمش، فقال: سمعت يحيى بن وثاب يقرؤها {فَيُسْحِتكُمْ} {برفع الياء ولكن أبان قرأ بعدي على طلحة بن مصرف فاختلطت عليه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1624)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حفص بن غياث قال: سمعته -يعني: الأعمش- يقول: قل ما تحدثوني بشيء إلَّا قد سمعته، ولكن طال العهد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1940)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عتاب بن زياد قال: حدثني عبد اللَّه -يعني: ابن المبارك- عن أبي المصعب صاحب الشعبي قال: ذكرت للأعمش حديث أبي جناب، عن ابن عباس في الزكاة، فقال: أتدري ما ذكر اللَّه؟ قلت: لا أدري، قال: أمر اللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2114)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه قال: كنا لا نتوضأ من الموطئ.
سمعت أبي يقول: هذا لم يسمعه هشيم من الأعمش، ولا الأعمش سمعه من أبي وائل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2155)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2320)
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: قال يزيد بن زريع: حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش وكان واللَّه خربيًا سبئيًا، واللَّه لولا أن شعبة حدث عنه ما رويت عنه حديثًا أبدًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2517)
قال عبد اللَّه: قلت له: أيما أثبت أصحاب الأعمش؟
فقال: سفيان الثوري أحبهم إليّ.
قلت له: ثم من؟
فقال: أبو معاوية في الكثرة والعلم. يعني: عالمًا بالأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2543)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن طلحة بن مصرف قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ عليه، والأعمش ساكت، ما يقرأ عليه، فلما توفي يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرؤنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2598)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن نمير قال: أخبرنا الأعمش، عن مسلم بن صبيح، قال الأعمش: أراه عن البراء بن عازب، قال: مات إبراهيم بن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ابن ستة عشر شهرًا، فأمر به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يدفن بالبقيع، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن له مُرضعًا في الجنة" (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2841)، (3673)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد اللَّه يجعلان للمطلقة ثلاثًا، السكنى والنفقة، قال: وكان عُمر إذا ذكر عنده حديث فاطمة بنت قيس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرها أن تعتد في غير بيت زوجها، قال: ما كنا لنجيز في ديننا شهادة امرأة (2).
سمعت أبي يقول: قال ابن مهدي: هذا من ضعيف حديث الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2845)
وقال عبد اللَّه: سألته عن سهيل والأعمش في أبي صالح، فقال: الأعمش أحب إلينا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3288)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل ابن حازم البجلي قال: حدثنا سليمان الأعمش قال: كنت أدخل المسجد مع إبراهيم فيجلس في حلقة الشرط العرفاء فيقول: يا أعمش هات ما عندك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3646)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عبد اللَّه: إذا لقيت عمر فأقرئه السلام فأقرأته، فقال: عليه السلام أو وعليه السلام ورحمة اللَّه.
حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدثني أشعث ابن سليم، عن الأسود بن يزيد قال: قال عبد اللَّه: إذا لقيت عمر فأقرئه السلام.
سمعت أبي يقول: حدثنا يحيى بن سعيد بالحديثين جميعًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3648)، (3649)، (3650)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثني حسين بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: سألت الأعمش كم كان يقعد إلى إبراهيم؟ قال: أربعة أو نحو ذلك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4070)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وبلغني عن يحيى بن سعيد قال: كان سُفيان يحكي [عن] الأعمش يقول: حدثنا شقيق حدثنا مُسلم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4341)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: سمعتُ أبا داود قال: حدثنا شعبة قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة قال: سمعت أبا وائل يحدث عن المغيرة ابن شعبة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى سباطة قوم فبال قائمًا (1)، وما هو كما يقول الأعمش، ما حدثنا أبو وائل إلَّا عن المغيرة بن شعبة.
قال شعبة: وقد كنت سمعت حديث الأعمش (2) منه فلقيت منصورًا فسألته فحدثنيه عن أبي وائل، عن حذيفة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى سُباطة قوم فبال قائمًا (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (4505)
قال عبد اللَّه: قال أبي: شعبة وسليمان أحب إلينا من عاصم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4510)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: منصور والأعمش أثبت من حماد وعاصم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4512)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش قال: أخبرنا أبو ظبيان ثلاث مرات ومعي إبراهيم قال: رأيت عليًّا أتى الرحبة
فبال قائمًا حتى رغا بوله.
وقال سفيان مرة: سمعت الأعمش، عن أبي ظبيان: رأيت عليًّا بال في الرحبة حتى رغا ثم توضأ، ومسح على نعليه ودخل المسجد فنزع نعليه وصلى. قال: سمعته عن أبي ظبيان ثلاث مرات مع إبراهيم، قال لي إبراهيم: سله.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4739)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي: أيما أقدم سماع الأعمش أو مغيرة؟
قال: الأعمش، سمع المعرور وأقدم من سمع منه المغيرة أبو وائل.
قلت: سمع مغيرة من خيثمة؟ قال: ينبغي.
قلت: فيحيى بن وثاب؟ قال: نعم، إلا أن يحيى بن سعيد كان يقول: منصور أقدم سماعًا من الأعمش سمع من ربعي بن حراش -يعني: منصورًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5149)، (5150)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: سمعت الأعمش في سنة خمس وأربعين، فجاءنا خبر محمد -يعني: ابن عبد اللَّه بن الحسن- بالمدينة، قال وكيع: وهشام بن عروة عندنا، ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين وخرجنا فيها إلى البصرة، ومات إسماعيل بن أبي خالد قبله بشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5375)، (5376)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال عبد اللَّه بن نمير: كل شيء حدثتكم أخبرنا به الأعمش -يعني: أحاديث الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5377)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي مدرك، عن أبي زرعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5378)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وحدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن علي ابن مدرك النخعي وأبي زرعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5379)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وقال عيسى بن يونس عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن علي بن مُدرك النخعي، عن أبي زرعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5380)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن أبي مدرك، عن عبد الرحمن بن يزيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5381)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يعلى قال: حدثنا الأعمش، عن أبي مدرك وهو ابن مدرك، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد اللَّه: ثلاث حق على اللَّه أن يفعلهن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5382)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: كُنْتُ جالسًا مع أبي موسى وعبد اللَّه، فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن أرأيت لو أن رجلًا لم يجد الماء وقد أجنب شهرًا، أما كان يتيمم؟ قال: لا، ولو لم يجد الماء شهرًا، فقال له أبو موسى: كيف تصنعون بهذِه الآية في سورة المائدة: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]؟ فقال عبد اللَّه: لو رخص لهم في
هذا؛ أوشكوا إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا الصعيد -فذكرا الحديث- ثم يصلوا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5623)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: أخبرنا عفان قال: أخبرنا عبد الواحد ابن زياد قال: أخبرنا سليمان الأعمش قال: أخبرنا شقيق قال: كُنْتُ قاعدًا مع عبد اللَّه وأبي موسى الأشعري فذكر مثل حديث أبي معاوية ومعناه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5626)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان وأنكره يحيى بن سعيد، فسألت حفص بن غياث، فقال: كان الأعمش يحدثناه عن سلمة بن كهيل، وذكر أبا وائل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5627)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: بلغني عن ابن إدريس قال: سألت الأعمش عن شيء فلم يُجبني، فقال ابن إدريس: لا أتيته سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5932)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش -ولم أسمعه من الأعمش- عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن حذيفة أو عبد اللَّه -شك عبد اللَّه بن أحمد- قال: لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو فلان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5933)
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: الأعمش، ويحيى بن وثاب موالي، وأبو حصين رجل من العرب لولا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع، وكان قليل الحديث وكان صحيح الحديث.
قيل له: أيهما أصح حديثًا هو أو أبو إسحق؟
قال: أبو حصين أصح حديثًا؛ لقلة حديثه، وكذا منصور أصح حديثًا من الأعمش؛ لقلة حديثه.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 174
قال أبو طالب: قال أبو عبد اللَّه: الحكم عن إبراهيم أحب إليَّ من الأعمش عن إبراهيم.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد اللَّه: من أثبت الناس عندك في أبي إسحاق؟
قال: سفيان وشعبة.
قلت: فالأعمش أحب إليك أو سفيان عن أبي إسحاق؟
فقال: سفيان أكثر، وسفيان، وشعبة هما أثبت عندنا من الأعمش عن كل من روى عنه، ممن روى عنهم الأعمش.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 203
قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات الأعمش، وابن أبي ليلى، وزكريا ابن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة.
"تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" 1/ 349.
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه قال: قال يحيى: قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ستر. قال أبو عبد اللَّه: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
"تاريخ بغداد" 9/ 5
قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه: أبو إسحاق والأعمش رجلي أهل الكوفة.
"تاريخ بغداد" 9/ 9
قال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.
"سير أعلام النبلاء" 6/ 236
قال حنبل: ذكرت لأبي عبد اللَّه حديث الأعمش عن أنس، فقال: لم يسمع الأعمش من أنس، ولكن رآه، زعموا أن غياثًا حدث الأعمش بهذا عن أنس.
وقال مهنا: سألت أحمد: لم كرهت مراسيل الأعمش؟
قال: كان لا يبالي عمن حدث.
قلت: كان له رجل ضعيف سوى يزيد الرقاشي وإسماعيل بن مسلم؟
قال: نعم، كان يحدث عن غياث بن إبراهيم، عن أنس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا أراد الحاجة أبعد (1).
وسألته عن غياث بن إبراهيم، فقال: كان كذوبًا.
"تهذيب السنن" لابن القيم 1/ 23
وقال حرب: وقيل لأحمد: أبو معاوية فوق شعبة -يعني: في الأعمش؟
قال: أبو معاوية في الكثرة وعلمه بالأعمش، وشعبة صاحب حديث
يؤدي الألفاظ والأخبار، وأبو معاوية عن عن.
وقيل له: وبعد أبي معاوية شعبة أثبت؟
قال: شعبة أثبت في كل شيء، وقد غلط شعبة في بعض ما روى عن الأعمش.
وقال: أبو معاوية عنده أحاديث يقلبها عن الأعمش.
وقال أبو بكر الخلال: أحمد لا يعبأ بمن خالف أبا معاوية في حديث الأعمش إلَّا أن يكون الثوري.
"شرح علل الترمذي" 2/ 532 - 533
قال صالح: قال أبي: الأعمش سليمان بن مهران أبو محمد.
"مسائل صالح" (819)، "الأسامي والكنى" (167)، (357)
وقال صالح: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع، قال: قال الأعمش: لولا الشهرة لتسحرت بعد الصلاة.
"مسائل صالح" (898)
وقال صالح: حدثني أبي، ثنا سفيان قال: أتيت الأعمش فقلت: إني أقول: ما سألت أبا محمد عن شيء إلا أجابني. .، فذكر الحديث.
"الأسامي والكنى" (148)
قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت يحيى قال: حدثني سفيان بالكوفة، في حياة الأعمش، عن إبراهيم، عن عُمر في بيض النعام، قال: ليس هذا من حديث العتيق.
"العلل" رواية المروذي وغيره (341)
وقال الميموني: قال أحمد: وعاصم بن بهدلة، ثقة -وذكره بقرآن وصلاح وفضل وصالح الحديث- والأعمش عند الكوفيين أكبر منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (357)
وقال الميموني: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: قال جرير -في حديث الأعمش- كنا نلزقها.
"العلل" رواية المروذي وغيره (366)
قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث عثام بن عليّ عن الأعمش، عن حبيبٍ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا قام من الليل صلى ركعتين، ثم استاك (1). فقال: الحديث حديث حصين -يعني: حصين بن عبد الرحمن- عن حبيبٍ، عن محمد بن عليّ، عن ابن عباس.
قلت: ممن هو -أعني: الوهم؟
قال: من الأعمش.
"مسائل أبي داود" (1923).
قال ابن هانئ: قلت له: أيما كان أكبر، أبو حصين، أو الأعمش؟
قال: أبو حصين أكبر من الأعمش، والأعمش أحب إليّ، الأعمش أعلم بالعلم والقرآن من أبي حصين.
وأبو حصين، من بني أسد، وكان شيخًا صالحًا.
"مسائل ابن هانئ" (2166)
وقال ابن هانئ: قلت: أيما أحب إليك، عاصم بن أبي النجود، أو الأعمش؟
قال: الأعمش أحب إليّ وهو صحيح الحديث، وهو محدث.
"مسائل ابن هانئ" (2179)
وقال ابن هانئ: سألته عن الأعمش هو حجة في الحديث؟
قال: نعم.
"مسائل ابن هانئ" (2347)
قال المروذي: وذُكر له التدليس، فقال: قد دلَّس قوم. وذكر الأعمش.
وذكر له مجاهد وسعيد بن جبير، أنه يَروي عنهما؟ فقال: نعم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (1)
قال حرب: سمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن حديث حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة في المسح؛ فقال شعبة: قال لي عاصم: ليس كما قال سليمان الأعمش، إنما حدثناه أبو وائل عن المغيرة.
قال شعبة: فذكرت ذلك لمنصور فوافق الأعمش، عن حذيفة.
قيل لأحمد من ذكره عن شعبة؟
قال: أبو داود.
قال أحمد: والأعمش ومنصور أحفظ لهذا من حماد وعاصم، وقد رواه حماد بن سلمة عنهما جميعًا.
"مسائل حرب" ص 452
قال حرب: قال أحمد: الأعمش لم يسمع من شمر.
"مسائل حرب" ص 454.
قال حرب: قال أحمد: وسمعت وكيعًا يقول: ولد الأعمش في سنة ستين، ومات في سنة مائة وثمان وأربعين، وكان ابن تسعين إلا سنتين.
"مسائل حرب" ص 495
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال الأعمش: ما الفيل تحمله ميتًا بأثقل من بعض الجلساء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (126)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة عن الأعمش قال: كلما ازددنا علمًا ازددنا جهلًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (127)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال الأعمش: ما زال الحسن (يعي) (1) الحكمة حتى نطق بها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (128)
وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: أتيت الأعمش فقال: جاءني رجل فقال: جالست الزهري، فذكرتك له، فقال: أمعك من حديثه شيء؟
"العلل" رواية عبد اللَّه (129)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قيل للأعمش: يا أبا محمد ما كان أكبر المعرور؟ قال: قد أخذت تلقى البزر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (130)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: كان الأعمش يسألني عن حديث عياض، حديث ابن عجلان -يعني: حديث أبي سعيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "إن الدنيا خضرة حلوة وإن اللَّه مستخلفكم فيها" (1) - وذكر الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (133)، (1849)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي، وخالد الحذاء بن مهران أبو منازل، ثابت البناني ثابت بن أسلم أبو محمد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (203)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: قال الأعمش: لولا الشهرة لتسحرت بعد الصلاة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (294)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو جعفر السويدي، عن محمد ابن فُضيل قال: كنا نأتي الأعمش، وكان عنده رجل أعمى أحفظ من أبي معاوية، فكنا إذا قمنا يملها علينا، قال ابن فضيل: إلا أنا كنا نعرفها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (297).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي، عن أبي معاوية قال: كنا إذا قمنا من عند الأعمش كنت أمليها عليهم.
قال أبي: مثل الأحدب ويعلي، وهؤلاء -يعني: الصغار- وزعم جرير الرازي قال: كنا نرقعها عند الأعمش يكتب ذا من ذا وذا من ذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (291).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان قال: قلت للأعمش: حديث البندقة ليس من حديثك؟ قال: ما أصنع به، لم يتركوني، قالوا: إن شعبة حدث به عنك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (356).
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: أحاديث الأعمش عن مجاهد عمن هي؟
قال: قال أبو بكر بن عياش: قال رجل للأعمش: ممن سمعته؟ -في شيء رواه عن مجاهد- قال: مر كزاز -مر بالفارسية: حدثنيه- ليث عن مجاهد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (364)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: سمعت الأعمش يقول: كنت أمر على قيس بن أبي حازم، وأنا اختلف إلى زيد ابن وهب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (442)، (4624)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن حسن قال: أخبرنا شريك قال: أخبرني أبو جعفر الفراء قال: كان الأعمش يسمع من أبي إسحاق ويجيء فيكتبها في بيتي، قال: وقال لي الأعمش: تعال انظر في كتاب عندي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (638)، (2471)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقمًا، أو أمر من العلقم لكثرته ما يردد عليه حديث الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (688)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كان وكيع إذا أتى على حديث الأعمش يبين يقول: حدثنا الأعمش حدثنا الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (784)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد اللَّه: الرؤيا ثلاثة: الرجل يُهمه الشيء بالنهار، وحضور الشيطان، والرؤيا التي هي الرؤيا.
فقال المسيب بن شريك للأعمش: إنما حدثتناه عن أبي ظبيان عن علقمة، عن عبد اللَّه، قال: صدقتم، أنتم أحفظ مني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (834)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج قال: قال شعبة: حدثني سليمان -وكان سليمان أحب إلى حديثًا من عاصم- يعني: أن أحدنا ليحدث نفسه بالشيء ما يحب أن يتكلم به، قال: "ذاك صريح الإيمان" قلت لشعبة: لم يذكر سليمان أبا هريرة؟ قال: لا، وما تبالي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1147)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال الأعمش: لولا الحديث لكان على عنقي دن صحناة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1314)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول في حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الضحك في الصلاة (1)، قال وكيع: قال الأعمش: أرى إبراهيم ذكره، وابن مهدي قال: قال سفيان: لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم في الضحك.
قال أبي: سمعنا أن إبراهيم سمعه من أبي هاشم الرماني (2).
قال أبي: ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (1569)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن إدريس قال: سمعت الأعمش يقر {فَيُسْحِتكُمْ} [طه: 61] برفع الياء، فذكرتها لأبان بن تغلب فقال: ما كان الأعمش يقرؤها إلَّا (فَيَسْحِتَكم) ولكن سائله النحويون فردوه عنها، قال: فذكرت ذلك للأعمش، فقال: سمعت يحيى بن وثاب يقرؤها {فَيُسْحِتكُمْ} {برفع الياء ولكن أبان قرأ بعدي على طلحة بن مصرف فاختلطت عليه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1624)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حفص بن غياث قال: سمعته -يعني: الأعمش- يقول: قل ما تحدثوني بشيء إلَّا قد سمعته، ولكن طال العهد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1940)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عتاب بن زياد قال: حدثني عبد اللَّه -يعني: ابن المبارك- عن أبي المصعب صاحب الشعبي قال: ذكرت للأعمش حديث أبي جناب، عن ابن عباس في الزكاة، فقال: أتدري ما ذكر اللَّه؟ قلت: لا أدري، قال: أمر اللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2114)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه قال: كنا لا نتوضأ من الموطئ.
سمعت أبي يقول: هذا لم يسمعه هشيم من الأعمش، ولا الأعمش سمعه من أبي وائل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2155)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2320)
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: قال يزيد بن زريع: حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش وكان واللَّه خربيًا سبئيًا، واللَّه لولا أن شعبة حدث عنه ما رويت عنه حديثًا أبدًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2517)
قال عبد اللَّه: قلت له: أيما أثبت أصحاب الأعمش؟
فقال: سفيان الثوري أحبهم إليّ.
قلت له: ثم من؟
فقال: أبو معاوية في الكثرة والعلم. يعني: عالمًا بالأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2543)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن طلحة بن مصرف قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ عليه، والأعمش ساكت، ما يقرأ عليه، فلما توفي يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرؤنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2598)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن نمير قال: أخبرنا الأعمش، عن مسلم بن صبيح، قال الأعمش: أراه عن البراء بن عازب، قال: مات إبراهيم بن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ابن ستة عشر شهرًا، فأمر به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يدفن بالبقيع، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن له مُرضعًا في الجنة" (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2841)، (3673)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد اللَّه يجعلان للمطلقة ثلاثًا، السكنى والنفقة، قال: وكان عُمر إذا ذكر عنده حديث فاطمة بنت قيس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرها أن تعتد في غير بيت زوجها، قال: ما كنا لنجيز في ديننا شهادة امرأة (2).
سمعت أبي يقول: قال ابن مهدي: هذا من ضعيف حديث الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2845)
وقال عبد اللَّه: سألته عن سهيل والأعمش في أبي صالح، فقال: الأعمش أحب إلينا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3288)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل ابن حازم البجلي قال: حدثنا سليمان الأعمش قال: كنت أدخل المسجد مع إبراهيم فيجلس في حلقة الشرط العرفاء فيقول: يا أعمش هات ما عندك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3646)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عبد اللَّه: إذا لقيت عمر فأقرئه السلام فأقرأته، فقال: عليه السلام أو وعليه السلام ورحمة اللَّه.
حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدثني أشعث ابن سليم، عن الأسود بن يزيد قال: قال عبد اللَّه: إذا لقيت عمر فأقرئه السلام.
سمعت أبي يقول: حدثنا يحيى بن سعيد بالحديثين جميعًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3648)، (3649)، (3650)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثني حسين بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: سألت الأعمش كم كان يقعد إلى إبراهيم؟ قال: أربعة أو نحو ذلك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4070)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وبلغني عن يحيى بن سعيد قال: كان سُفيان يحكي [عن] الأعمش يقول: حدثنا شقيق حدثنا مُسلم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4341)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: سمعتُ أبا داود قال: حدثنا شعبة قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة قال: سمعت أبا وائل يحدث عن المغيرة ابن شعبة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى سباطة قوم فبال قائمًا (1)، وما هو كما يقول الأعمش، ما حدثنا أبو وائل إلَّا عن المغيرة بن شعبة.
قال شعبة: وقد كنت سمعت حديث الأعمش (2) منه فلقيت منصورًا فسألته فحدثنيه عن أبي وائل، عن حذيفة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى سُباطة قوم فبال قائمًا (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (4505)
قال عبد اللَّه: قال أبي: شعبة وسليمان أحب إلينا من عاصم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4510)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: منصور والأعمش أثبت من حماد وعاصم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4512)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش قال: أخبرنا أبو ظبيان ثلاث مرات ومعي إبراهيم قال: رأيت عليًّا أتى الرحبة
فبال قائمًا حتى رغا بوله.
وقال سفيان مرة: سمعت الأعمش، عن أبي ظبيان: رأيت عليًّا بال في الرحبة حتى رغا ثم توضأ، ومسح على نعليه ودخل المسجد فنزع نعليه وصلى. قال: سمعته عن أبي ظبيان ثلاث مرات مع إبراهيم، قال لي إبراهيم: سله.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4739)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي: أيما أقدم سماع الأعمش أو مغيرة؟
قال: الأعمش، سمع المعرور وأقدم من سمع منه المغيرة أبو وائل.
قلت: سمع مغيرة من خيثمة؟ قال: ينبغي.
قلت: فيحيى بن وثاب؟ قال: نعم، إلا أن يحيى بن سعيد كان يقول: منصور أقدم سماعًا من الأعمش سمع من ربعي بن حراش -يعني: منصورًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5149)، (5150)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: سمعت الأعمش في سنة خمس وأربعين، فجاءنا خبر محمد -يعني: ابن عبد اللَّه بن الحسن- بالمدينة، قال وكيع: وهشام بن عروة عندنا، ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين وخرجنا فيها إلى البصرة، ومات إسماعيل بن أبي خالد قبله بشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5375)، (5376)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال عبد اللَّه بن نمير: كل شيء حدثتكم أخبرنا به الأعمش -يعني: أحاديث الأعمش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5377)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي مدرك، عن أبي زرعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5378)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وحدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن علي ابن مدرك النخعي وأبي زرعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5379)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وقال عيسى بن يونس عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن علي بن مُدرك النخعي، عن أبي زرعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5380)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن أبي مدرك، عن عبد الرحمن بن يزيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5381)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يعلى قال: حدثنا الأعمش، عن أبي مدرك وهو ابن مدرك، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد اللَّه: ثلاث حق على اللَّه أن يفعلهن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5382)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: كُنْتُ جالسًا مع أبي موسى وعبد اللَّه، فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن أرأيت لو أن رجلًا لم يجد الماء وقد أجنب شهرًا، أما كان يتيمم؟ قال: لا، ولو لم يجد الماء شهرًا، فقال له أبو موسى: كيف تصنعون بهذِه الآية في سورة المائدة: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]؟ فقال عبد اللَّه: لو رخص لهم في
هذا؛ أوشكوا إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا الصعيد -فذكرا الحديث- ثم يصلوا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5623)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: أخبرنا عفان قال: أخبرنا عبد الواحد ابن زياد قال: أخبرنا سليمان الأعمش قال: أخبرنا شقيق قال: كُنْتُ قاعدًا مع عبد اللَّه وأبي موسى الأشعري فذكر مثل حديث أبي معاوية ومعناه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5626)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان وأنكره يحيى بن سعيد، فسألت حفص بن غياث، فقال: كان الأعمش يحدثناه عن سلمة بن كهيل، وذكر أبا وائل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5627)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: بلغني عن ابن إدريس قال: سألت الأعمش عن شيء فلم يُجبني، فقال ابن إدريس: لا أتيته سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5932)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش -ولم أسمعه من الأعمش- عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن حذيفة أو عبد اللَّه -شك عبد اللَّه بن أحمد- قال: لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو فلان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5933)
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: الأعمش، ويحيى بن وثاب موالي، وأبو حصين رجل من العرب لولا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع، وكان قليل الحديث وكان صحيح الحديث.
قيل له: أيهما أصح حديثًا هو أو أبو إسحق؟
قال: أبو حصين أصح حديثًا؛ لقلة حديثه، وكذا منصور أصح حديثًا من الأعمش؛ لقلة حديثه.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 174
قال أبو طالب: قال أبو عبد اللَّه: الحكم عن إبراهيم أحب إليَّ من الأعمش عن إبراهيم.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد اللَّه: من أثبت الناس عندك في أبي إسحاق؟
قال: سفيان وشعبة.
قلت: فالأعمش أحب إليك أو سفيان عن أبي إسحاق؟
فقال: سفيان أكثر، وسفيان، وشعبة هما أثبت عندنا من الأعمش عن كل من روى عنه، ممن روى عنهم الأعمش.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 203
قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات الأعمش، وابن أبي ليلى، وزكريا ابن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة.
"تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" 1/ 349.
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه قال: قال يحيى: قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ستر. قال أبو عبد اللَّه: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
"تاريخ بغداد" 9/ 5
قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه: أبو إسحاق والأعمش رجلي أهل الكوفة.
"تاريخ بغداد" 9/ 9
قال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.
"سير أعلام النبلاء" 6/ 236
قال حنبل: ذكرت لأبي عبد اللَّه حديث الأعمش عن أنس، فقال: لم يسمع الأعمش من أنس، ولكن رآه، زعموا أن غياثًا حدث الأعمش بهذا عن أنس.
وقال مهنا: سألت أحمد: لم كرهت مراسيل الأعمش؟
قال: كان لا يبالي عمن حدث.
قلت: كان له رجل ضعيف سوى يزيد الرقاشي وإسماعيل بن مسلم؟
قال: نعم، كان يحدث عن غياث بن إبراهيم، عن أنس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا أراد الحاجة أبعد (1).
وسألته عن غياث بن إبراهيم، فقال: كان كذوبًا.
"تهذيب السنن" لابن القيم 1/ 23
وقال حرب: وقيل لأحمد: أبو معاوية فوق شعبة -يعني: في الأعمش؟
قال: أبو معاوية في الكثرة وعلمه بالأعمش، وشعبة صاحب حديث
يؤدي الألفاظ والأخبار، وأبو معاوية عن عن.
وقيل له: وبعد أبي معاوية شعبة أثبت؟
قال: شعبة أثبت في كل شيء، وقد غلط شعبة في بعض ما روى عن الأعمش.
وقال: أبو معاوية عنده أحاديث يقلبها عن الأعمش.
وقال أبو بكر الخلال: أحمد لا يعبأ بمن خالف أبا معاوية في حديث الأعمش إلَّا أن يكون الثوري.
"شرح علل الترمذي" 2/ 532 - 533
- سليمان بن مهران الأعمش. مولى بني أسد, يكنى أبا محمد. مات سنة ثمان وأربعين ومائة, عُمِّرَ.
سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش حجَّة حَافظ لَكِن يُدَلس عَن الضُّعَفَاء
سليمان بن مهران الأعمش، كان أحفظهم للحديث، وشهد له الأئمّة بالحفظ، قال في "الكاشف": سليمان بن مهران، أبو محمّد الكاهلي الأعمش الحافظ.
وذكره ابن الجوزي في كتابه وقال: كان أقرأ النّاس للقرآن، وأعلمهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث وأوثقهم. توفي سنة (148).
وذكره ابن الجوزي في كتابه وقال: كان أقرأ النّاس للقرآن، وأعلمهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث وأوثقهم. توفي سنة (148).
سليمان بن مهران الأعمش مشهور به وفي الميزان قيل انه كان يدلس عن الحسن وغيره ما لم يسمعه.
تنبيه: في ترجمة الاعمش في الميزان يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس الا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فان روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال انتهى.
تنبيه: في ترجمة الاعمش في الميزان يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس الا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فان روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال انتهى.
سليمان بن مهران، أبو محمد الأعمش، مولى بني كاهل :
ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال، ويقال كان من أهل طبرستان وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئا مرفوعا. وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا، وسمع المعرور بن سويد، وأبا وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وعمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي، وأبا صالح ذكوان، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وإبراهيم النخعي. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وسليمان التّيميّ، والحكم بن عتبة، وزبيد اليامي، وسهيل بن أبي صالح، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الواحد ابن زياد، وسفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وحفص بن غياث،
ووكيع، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الله بْن إدريس، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن المحاربي، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعمر ويعلى ومحمد، بنو عبيد الطنافسي، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وغيرهم.
وكان من أقرأ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث. وذكر قدومه بغداد فيما:
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث: عبد الله ابن عبد الله الرازي قال: هذا ابن سرية علي بن أبي طالب، روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله المنادي قال: قد رأى سليمان الأعمش أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه، ولكنه قد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا- وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بن علي الأبار، حدّثنا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ ابن مَالِكٍ وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ إِلا اسْتِغْنَائِي بِأَصْحَابِي.
وَقَالَ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عمران التغلبي، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا
فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا حَمْزَةَ: وَأَقْوَمُ قِيلًا
[المزمل 6] فَقَالَ: أَقْوَمُ وَأَصْوَبُ وَاحِدٌ.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا محمّد ابن عمرو بن البختري الرزاز قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا ابن فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنسًا بال فغسل ذكره غسلا شديدًا، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم صلى بنا. زاد الرزاز، وحَدَّثَنَا في بيته.
أخبرنا محمّد بن يعقوب المعدّل، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد النّحويّ، حَدَّثَنَا عباس الدوري قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كل ما روى الأعمش عن أنس، فهو مرسل ، وقد رأى الأعمش أنسا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكيّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قال: سمعت أبي يقول:
الأعمش لم يحمل عن أنس، إنما رآه يخضب، ورآه يصلي، وإنما سمعها عن يزيد الرقاشي وأبان عن أنس .
حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد السوسي قال: قال العباس بن محمد الدوري: كان الأعمش رجلا من أهل طبرستان، من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني أسد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلَّك المروزي- بها- سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الذهلي يقول: ولد عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عروة، والزّهريّ وقتادة، والأعمش ليالي قتل الحسين ابن علي، وقتل سنة إحدى وستين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سمعت المخرمي محمد بن عبد الله بن المبارك يقول: الأعمش أكبر من الزهري، وينكر هذا عاقل؟ قال: وسمعت يحيى بن معين يقوله.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: سمعت أبا عبد الله قال: قال يحيى قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستر.
قال أبو عبد الله: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر قَالَ: حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَكَانَ مُحَدِّثَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، يُقَالُ إِنَّهُ ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ حَدِيثٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كتاب، وكان يقرئ القرآن رأسا فِيهِ، قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَكَانَ فَصِيحًا، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ، وَكَانَ مولى لبني كَاهِلٍ- فَخِذٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ- وَكَانَ عَسِرًا سَيِّئَ الْخُلُقِ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا، وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِنْ طَبَقَتِهِ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ، وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ، وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَى الأَعْمَشِ إِلا ثَلاثَةُ نَفَرٍ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ وَكَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَعْمَشِ وَأَرْفَعَ سِنًّا مِنْهُ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدِيثًا وَاحِدًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ.
وذكروا أن أبا الأعمش مهران شهد مقتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فرو، وقد قلب فروه جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرئ على عثمان المجاشي- وأنا أسمع- حدثكم يوسف بن يعقوب بن بهلول، حدّثنا ابن زنجويه، حدّثنا عبد الرّزّاق، أَخْبَرَنَا ابن عيينة. قال:
رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وقباء يسبل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وأَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمّار، حَدَّثَنِي يحيى بن يمان. قال: قال الأعمش: إني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إسرائيل عن طلحة بن مصرف قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ
عليه، والأعمش ساكت ما يقرأ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا، فإذا الأعمش أقرؤنا.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء قال: قال أبو هاشم- يعني زياد بن أيوب- سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال: قرأنا على أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثكم محمد بن أحمد بن شبيب، حَدَّثَنَا زياد بن أيوب قال: سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا دلويه زياد ابن أيوب قال: قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بن حمدان القاضي، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن مهدي العطار، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة، حدّثني ابن أبي حمّاد، حَدَّثَنِي زهير قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد عاصم والأعمش، أحدهما لقراءة عبد الله، والآخر لقراءة زيد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا عمر بن محمّد بن عليّ، حَدَّثَنَا قاسم بن زكريا المطرز.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أخبركم القاسم بن زكريّا، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حَدَّثَنَا حجاج عن شعبة قال: سليمان الأعمش أحب إلي من عاصم، وفي حديث الجوهري أحب إلينا حديثا من عاصم.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنِي جعفر بن كزال قال: سمعت علي بن الجعد يحكي عن الكسائي قال: أتى الأعمش رجل فقال: أقرأ عليك؟ قال: اقرأ، وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية، فقرأ عليه عشرين وجاوز، فقال: لعله يريد الثلاثين فجاوز الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت، فقال له الأعمش: اقرأ فو الله إنه مجلس لا عدت إليه أبدا.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، حدّثني أبي قال: أمر عيسى ابن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، قال: وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه. ورجل يقوده، فلما دخل الدار قال: هاهنا ابن أبي ليلى، هاهنا ابن شبرمة، أريحونا من هذه الحيطان الطوال. قال عيسى: ما دخل علينا اليوم قارئ غير هذا، عجلوا له.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا محمّد ابن داود الحداني، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس قال: لم نر نحن ولا القرن الذي كانوا قبلنا مثل الأعمش.
وقال حنبل: حَدَّثَنَا محمد بن داود، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس قال: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش، مع فقره وحاجته.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الجهم الكاتب، أخبرنا محمّد بن جرير، حَدَّثَنَا أبو هشام قال: سمعت عمي يقول: قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى: اجمع الفقهاء، قال: فجمعهم فجاء الأعمش في جبة فرو، وقد ربط وسطه بشريط، فأبطئوا، فقام الأعمش فقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلوا سبيلنا. فقال: يا ابن أبي ليلى قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟! قال:
هذا سيدنا هذا الأعمش.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر.
وأخبرنا الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ- قَالَ عمر: حَدَّثَنَا، وقال الآخر: أَخْبَرَنَا- محمد بن هارون بن حميد، حَدَّثَنَا يوسف بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن داود الخريبي يقول: مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس أعبد منه، قال: وكان صاحب سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن زهير قال: سمعت إبراهيم ابن عرعرة قال: سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول: قال يحيى: وهو علامة الإسلام.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدوري، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا وكيع قال: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سُفْيَان قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرحيم قال: سمعت عليا. قال: قال يحيى: كان الأعمش يشبه النساك، قال: كان له فضل، وصاحب قرآن.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمّد بن عيسى البصريّ- في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين قال:
كان الأعمش جليلا جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو سعيد، حَدَّثَنَا ابن نمير عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: قال أبو عبد الله: أبو إسحاق، والأعمش رجلا أهل الكوفة.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا يوسف بن موسى، حَدَّثَنَا أسيد بن زيد قال: سمعت زهير بن معاوية يقول: ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش والمغيرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ البهلول وعبيد الله بن محمد بن إسحاق قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، حدّثنا محمّد ابن يزيد، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حَدَّثَنَا مغيرة. قال: لما مات إبراهيم، اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الكبير، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حدّثنا عبّاس بن محمّد، حَدَّثَنَا سهل بن حليمة أبو السري قال:
سمعت ابن عيينة يقول: سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال، كان أقرأهم للقرآن وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض، ونسيت أنا واحدة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت عليّ بن المديني يقول: حفظ العلم على أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة، فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة محمد بن مسلم- وهو ابن شهاب الزهري- ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة، وقتادة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثّنّى، حدّثنا مسدد، حدّثنا يحيى.
وأخبرنا البرقانيّ- واللفظ له- أخبرنا ابن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا بن عمّار، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم الأحول قال:
مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال: هذا الشيخ- يعني الأعمش- أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال:
حَدَّثَنِي ابن أبي عمر.
وأخبرنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله القطّان، حدّثنا جعفر بن كزال، حَدَّثَنَا إسحاق الطالقاني قالا: حَدَّثَنَا سفيان عن عاصم قال: قال القاسم بن عبد الرحمن: لم يبق بالكوفة أحد أعلم بحديث عبد الله من سليمان الأعمش. واللفظ لحديث أبي سهل، غير أنه لم يذكر في إسناده عاصما.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا أبو عبد الله الشامي مهنى حَدَّثَنَا بقية. قال: قال لي شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي قال: سمعت عمار بن الحسن يقول: كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال: إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ القاضي، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن إسحاق- أبو بكر- حدّثنا عليّ بن معبد، حدّثنا عبيد الله ابن عمرو عن إسحاق بن راشد قال: قال لي الزهري: وبالعراق أحد يحدث؟ قلت:
نعم، قلت له: هل لك أن آتيك بحديث بعضهم؟ فقال لي: نعم، فجئته بحديث سليمان الأعمش، فجعل ينظر فيها، ويقول: ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا! قال: قلت: وأزيدك! هو من مواليهم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا الأخنسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود قال: سمعت شعبة إذا سمع ذكر الأعمش قال: المصحف، المصحف.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا سهل بن أبي سهل الواسطي. قَالَ: قال أبو حفص عمر بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو الفضل بن حميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ:
سمعت ابْن عمار يقول: ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش، ومنصور بن المعتمر هو ثبت أيضا، وهو أفضل من الأعمش، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسندا منه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثني أبو يحيى الناقد، حَدَّثَنِي محمد بن خلف التيمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران، فيقول عند من كنتم؟ فنقول عند فلان، فيقول طبل مخرق، ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان فيقول: طير طيار، ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان، فيقول دف. وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه، قال: فأخرج إلينا فأكلناه، وأخرج فأكلناه، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا فقال: فعل الله بكم وفعل، أكلتم قوتي وقوت امرأتي وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة. قال: فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه، حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه، حتى كلمه لنا.
أخبرنا محمّد بن عمر النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا هيثم بن مجاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْأزْدِيّ قَالَ: سمعتُ عبد الله بن داود يقول: مات الأعمش سنة سبع وأربعين [ومائة] وولد الأعمش سنة ستين مقتل الحسين.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ يحيى- قلت: كأنه مات وله سبع وثمانون.
قال: كذا قال أبو عوانة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود قال: قال أبو عوانة: مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا ابن نمير قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثني أبو عبد الله، حَدَّثَنَا وكيع قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأعمش- وهو سليمان بن مهران- مولى بني كاهل بن أسد.
قال أبو نعيم: ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا أبو عمّار- يعني الحسين بن حريث- قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات الأعمش وهو ابن ثمان وثمانين سنة وولد سنة ستين، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في شهر ربيع الأول، ومات الأعمش بعد منصور بست عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال في موضع آخر: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، واللَّه أعلم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن
محمّد البغويّ، حدّثني أبو سعيد، حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر قال: أتيت منزل الأعمش بعد موته، فقلت: أين أنت يا عميرة؟ - امرأة الأعمش- أين أنت يا هوذا؟ - ابنة الأعمش- أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس؟.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الْحُسَيْن السليطي- بنيسابور- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال:
سمعت أبا سعيد الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقلت ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها برزة، هاي هاي يا عبد الله بن إدريس، ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟! أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا هشام الرازي قال: سمعت جريرا يقول: رأيت الأعمش بعد موته في منامي فقلت: أبا محمد كيف حالكم؟ قال: نجونا بالمغفرة والحمد لله رب العالمين.
ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال، ويقال كان من أهل طبرستان وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئا مرفوعا. وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا، وسمع المعرور بن سويد، وأبا وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وعمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي، وأبا صالح ذكوان، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وإبراهيم النخعي. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وسليمان التّيميّ، والحكم بن عتبة، وزبيد اليامي، وسهيل بن أبي صالح، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الواحد ابن زياد، وسفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وحفص بن غياث،
ووكيع، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الله بْن إدريس، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن المحاربي، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعمر ويعلى ومحمد، بنو عبيد الطنافسي، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وغيرهم.
وكان من أقرأ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث. وذكر قدومه بغداد فيما:
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث: عبد الله ابن عبد الله الرازي قال: هذا ابن سرية علي بن أبي طالب، روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله المنادي قال: قد رأى سليمان الأعمش أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه، ولكنه قد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا- وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بن علي الأبار، حدّثنا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ ابن مَالِكٍ وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ إِلا اسْتِغْنَائِي بِأَصْحَابِي.
وَقَالَ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عمران التغلبي، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا
فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا حَمْزَةَ: وَأَقْوَمُ قِيلًا
[المزمل 6] فَقَالَ: أَقْوَمُ وَأَصْوَبُ وَاحِدٌ.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا محمّد ابن عمرو بن البختري الرزاز قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا ابن فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنسًا بال فغسل ذكره غسلا شديدًا، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم صلى بنا. زاد الرزاز، وحَدَّثَنَا في بيته.
أخبرنا محمّد بن يعقوب المعدّل، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد النّحويّ، حَدَّثَنَا عباس الدوري قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كل ما روى الأعمش عن أنس، فهو مرسل ، وقد رأى الأعمش أنسا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكيّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قال: سمعت أبي يقول:
الأعمش لم يحمل عن أنس، إنما رآه يخضب، ورآه يصلي، وإنما سمعها عن يزيد الرقاشي وأبان عن أنس .
حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد السوسي قال: قال العباس بن محمد الدوري: كان الأعمش رجلا من أهل طبرستان، من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني أسد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلَّك المروزي- بها- سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الذهلي يقول: ولد عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عروة، والزّهريّ وقتادة، والأعمش ليالي قتل الحسين ابن علي، وقتل سنة إحدى وستين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سمعت المخرمي محمد بن عبد الله بن المبارك يقول: الأعمش أكبر من الزهري، وينكر هذا عاقل؟ قال: وسمعت يحيى بن معين يقوله.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: سمعت أبا عبد الله قال: قال يحيى قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستر.
قال أبو عبد الله: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر قَالَ: حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَكَانَ مُحَدِّثَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، يُقَالُ إِنَّهُ ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ حَدِيثٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كتاب، وكان يقرئ القرآن رأسا فِيهِ، قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَكَانَ فَصِيحًا، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ، وَكَانَ مولى لبني كَاهِلٍ- فَخِذٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ- وَكَانَ عَسِرًا سَيِّئَ الْخُلُقِ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا، وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِنْ طَبَقَتِهِ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ، وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ، وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَى الأَعْمَشِ إِلا ثَلاثَةُ نَفَرٍ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ وَكَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَعْمَشِ وَأَرْفَعَ سِنًّا مِنْهُ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدِيثًا وَاحِدًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ.
وذكروا أن أبا الأعمش مهران شهد مقتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فرو، وقد قلب فروه جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرئ على عثمان المجاشي- وأنا أسمع- حدثكم يوسف بن يعقوب بن بهلول، حدّثنا ابن زنجويه، حدّثنا عبد الرّزّاق، أَخْبَرَنَا ابن عيينة. قال:
رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وقباء يسبل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وأَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمّار، حَدَّثَنِي يحيى بن يمان. قال: قال الأعمش: إني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إسرائيل عن طلحة بن مصرف قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ
عليه، والأعمش ساكت ما يقرأ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا، فإذا الأعمش أقرؤنا.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء قال: قال أبو هاشم- يعني زياد بن أيوب- سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال: قرأنا على أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثكم محمد بن أحمد بن شبيب، حَدَّثَنَا زياد بن أيوب قال: سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا دلويه زياد ابن أيوب قال: قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بن حمدان القاضي، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن مهدي العطار، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة، حدّثني ابن أبي حمّاد، حَدَّثَنِي زهير قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد عاصم والأعمش، أحدهما لقراءة عبد الله، والآخر لقراءة زيد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا عمر بن محمّد بن عليّ، حَدَّثَنَا قاسم بن زكريا المطرز.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أخبركم القاسم بن زكريّا، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حَدَّثَنَا حجاج عن شعبة قال: سليمان الأعمش أحب إلي من عاصم، وفي حديث الجوهري أحب إلينا حديثا من عاصم.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنِي جعفر بن كزال قال: سمعت علي بن الجعد يحكي عن الكسائي قال: أتى الأعمش رجل فقال: أقرأ عليك؟ قال: اقرأ، وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية، فقرأ عليه عشرين وجاوز، فقال: لعله يريد الثلاثين فجاوز الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت، فقال له الأعمش: اقرأ فو الله إنه مجلس لا عدت إليه أبدا.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، حدّثني أبي قال: أمر عيسى ابن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، قال: وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه. ورجل يقوده، فلما دخل الدار قال: هاهنا ابن أبي ليلى، هاهنا ابن شبرمة، أريحونا من هذه الحيطان الطوال. قال عيسى: ما دخل علينا اليوم قارئ غير هذا، عجلوا له.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا محمّد ابن داود الحداني، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس قال: لم نر نحن ولا القرن الذي كانوا قبلنا مثل الأعمش.
وقال حنبل: حَدَّثَنَا محمد بن داود، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس قال: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش، مع فقره وحاجته.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الجهم الكاتب، أخبرنا محمّد بن جرير، حَدَّثَنَا أبو هشام قال: سمعت عمي يقول: قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى: اجمع الفقهاء، قال: فجمعهم فجاء الأعمش في جبة فرو، وقد ربط وسطه بشريط، فأبطئوا، فقام الأعمش فقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلوا سبيلنا. فقال: يا ابن أبي ليلى قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟! قال:
هذا سيدنا هذا الأعمش.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر.
وأخبرنا الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ- قَالَ عمر: حَدَّثَنَا، وقال الآخر: أَخْبَرَنَا- محمد بن هارون بن حميد، حَدَّثَنَا يوسف بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن داود الخريبي يقول: مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس أعبد منه، قال: وكان صاحب سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن زهير قال: سمعت إبراهيم ابن عرعرة قال: سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول: قال يحيى: وهو علامة الإسلام.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدوري، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا وكيع قال: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سُفْيَان قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرحيم قال: سمعت عليا. قال: قال يحيى: كان الأعمش يشبه النساك، قال: كان له فضل، وصاحب قرآن.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمّد بن عيسى البصريّ- في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين قال:
كان الأعمش جليلا جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو سعيد، حَدَّثَنَا ابن نمير عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: قال أبو عبد الله: أبو إسحاق، والأعمش رجلا أهل الكوفة.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا يوسف بن موسى، حَدَّثَنَا أسيد بن زيد قال: سمعت زهير بن معاوية يقول: ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش والمغيرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ البهلول وعبيد الله بن محمد بن إسحاق قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، حدّثنا محمّد ابن يزيد، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حَدَّثَنَا مغيرة. قال: لما مات إبراهيم، اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الكبير، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حدّثنا عبّاس بن محمّد، حَدَّثَنَا سهل بن حليمة أبو السري قال:
سمعت ابن عيينة يقول: سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال، كان أقرأهم للقرآن وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض، ونسيت أنا واحدة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت عليّ بن المديني يقول: حفظ العلم على أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة، فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة محمد بن مسلم- وهو ابن شهاب الزهري- ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة، وقتادة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثّنّى، حدّثنا مسدد، حدّثنا يحيى.
وأخبرنا البرقانيّ- واللفظ له- أخبرنا ابن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا بن عمّار، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم الأحول قال:
مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال: هذا الشيخ- يعني الأعمش- أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال:
حَدَّثَنِي ابن أبي عمر.
وأخبرنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله القطّان، حدّثنا جعفر بن كزال، حَدَّثَنَا إسحاق الطالقاني قالا: حَدَّثَنَا سفيان عن عاصم قال: قال القاسم بن عبد الرحمن: لم يبق بالكوفة أحد أعلم بحديث عبد الله من سليمان الأعمش. واللفظ لحديث أبي سهل، غير أنه لم يذكر في إسناده عاصما.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا أبو عبد الله الشامي مهنى حَدَّثَنَا بقية. قال: قال لي شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي قال: سمعت عمار بن الحسن يقول: كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال: إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ القاضي، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن إسحاق- أبو بكر- حدّثنا عليّ بن معبد، حدّثنا عبيد الله ابن عمرو عن إسحاق بن راشد قال: قال لي الزهري: وبالعراق أحد يحدث؟ قلت:
نعم، قلت له: هل لك أن آتيك بحديث بعضهم؟ فقال لي: نعم، فجئته بحديث سليمان الأعمش، فجعل ينظر فيها، ويقول: ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا! قال: قلت: وأزيدك! هو من مواليهم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا الأخنسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود قال: سمعت شعبة إذا سمع ذكر الأعمش قال: المصحف، المصحف.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا سهل بن أبي سهل الواسطي. قَالَ: قال أبو حفص عمر بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو الفضل بن حميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ:
سمعت ابْن عمار يقول: ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش، ومنصور بن المعتمر هو ثبت أيضا، وهو أفضل من الأعمش، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسندا منه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثني أبو يحيى الناقد، حَدَّثَنِي محمد بن خلف التيمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران، فيقول عند من كنتم؟ فنقول عند فلان، فيقول طبل مخرق، ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان فيقول: طير طيار، ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان، فيقول دف. وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه، قال: فأخرج إلينا فأكلناه، وأخرج فأكلناه، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا فقال: فعل الله بكم وفعل، أكلتم قوتي وقوت امرأتي وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة. قال: فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه، حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه، حتى كلمه لنا.
أخبرنا محمّد بن عمر النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا هيثم بن مجاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْأزْدِيّ قَالَ: سمعتُ عبد الله بن داود يقول: مات الأعمش سنة سبع وأربعين [ومائة] وولد الأعمش سنة ستين مقتل الحسين.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ يحيى- قلت: كأنه مات وله سبع وثمانون.
قال: كذا قال أبو عوانة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود قال: قال أبو عوانة: مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا ابن نمير قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثني أبو عبد الله، حَدَّثَنَا وكيع قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأعمش- وهو سليمان بن مهران- مولى بني كاهل بن أسد.
قال أبو نعيم: ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا أبو عمّار- يعني الحسين بن حريث- قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات الأعمش وهو ابن ثمان وثمانين سنة وولد سنة ستين، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في شهر ربيع الأول، ومات الأعمش بعد منصور بست عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال في موضع آخر: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، واللَّه أعلم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن
محمّد البغويّ، حدّثني أبو سعيد، حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر قال: أتيت منزل الأعمش بعد موته، فقلت: أين أنت يا عميرة؟ - امرأة الأعمش- أين أنت يا هوذا؟ - ابنة الأعمش- أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس؟.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الْحُسَيْن السليطي- بنيسابور- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال:
سمعت أبا سعيد الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقلت ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها برزة، هاي هاي يا عبد الله بن إدريس، ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟! أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا هشام الرازي قال: سمعت جريرا يقول: رأيت الأعمش بعد موته في منامي فقلت: أبا محمد كيف حالكم؟ قال: نجونا بالمغفرة والحمد لله رب العالمين.
سليمان بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّه بْن وهب أبو داود النخعي كوفي.
حَدَّثَنَا علي بْن أَحْمَد بْن سليمان، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب، قَال: قَال لي أَحْمَد بْن حنبل أبو داود سليمان بْن عَمْرو النخعي كذاب تقدمت إليه فقال، حَدَّثَنا يزيد عن مكحول وقال، حَدَّثَنا يزيد بن أبي حبيب فقلت له أين سمعت من يزيد بْن أبي حبيب، فقال، يا أحمق لم أقل لك حتى أعددت له جوابا لقيته بالباب والأبواب تراني قلته حتى أعددت له جوابا.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال السعدي سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول أبوه يعني أبا داود النخعي فقال فلان عن إِبْرَاهِيم وفلان عن الشعبي ويزيد بْن أبي حبيب عن مكحول فقالوا له يا أبا داود يزيد بْن أبي حبيب أين كنت رأيته، فقال، يا حمقى تراني قلته فلم أعد له جوابا رأيته بالباب والأبواب ثم يقول أَحْمَد يزيد ما كان يصنع بالباب والأبواب فانظر إلى جسارته وجرأته وتهاونه بدينه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال أبو داود مرة، حَدَّثَنا يزيد بْن أبي حبيب فقال له رجل أين سمعت منه، فقال، يا أبا مائق أتراني قلت إلاَّ وقد أعددت له جوابا لقيته بالباب والأبواب قال أبي وإنما كان يزيد بْن أبي حبيب بمصر.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ قلت لأحمد بن حنبل يضع
أحد الحديث فقال نعم أبو داود النخعي كان يضع الأحاديث الكاذبة كان يرفع عن عثمان بْن الأسود أحاديث يسندها ما سمعت بها من أحد وكان يروي عن يزيد بْن أبي حبيب فقال له رجل أين سمعت من يزيد بْن أبي حبيب فقال له يا مائق تراني أقول، حَدَّثني، ولاَ أكون أعددت له جوابا رأيته بالباب والأبواب.
قال أبو عَبد اللَّه ويزيد إيش كان يصنع بالباب والأبواب.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال أبو داود النخعي اسمه سليمان بْن عَمْرو وكان كذَّابًا سئل شَرِيك بْن عَبد اللَّه فقال ذاك كذاب النخع.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا إسماعيل بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ المديني، حَدَّثَنا أبو معاوية النخعي قال هذا أبو أبي داود النخعي واسم أبي داود سليمان بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّه بْن وهب قاله علي قال سفيان كان أبو معاوية النخعي على السجن.
قال الشيخ: أظن بين علي وبين أبي معاوية سفيان إلاَّ أن في كتابنا هكذا.
حَدَّثَنَا عَلانٌ، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: أبو داود النخعي ممن يعرف بالكذب ووضع الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس سَمِعْتُ يَحْيى يَقُولُ أَبُو داود النخعي واسمه سليمان بْن عَمْرو وكان رجل سوء كذاب خبيث قدري ولم يكن ببغداد رجل إلاَّ، وَهو خير من أبي داود النخعي كان يضع الحديث (ح) وحدثنا الْعَبَّاس في موضع آخر، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول:: سَمعتُ أبا داود النخعي يقول وكان عند درب البقر سمعت خصيف وخصاف ومخصف قال يَحْيى وكان أكذب الناس سليمان بن عَمْرو.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ الْبِنْدَارُ، حَدَّثَنا أَبُو عِيسَى التِّرمِذِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ موسى بْن حزام يقول: سَمعتُ يزيد بْن هارون يقول لا يحل لأحد أن يروي عن سليمان بْن عَمْرو النخعي الكوفي.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال سليمان بْن عَمْرو أبو داود النخعي الكوفي رماه قتيبة وإسحاق بالكذب.
وقال النسائي فيما أخبرني مُحَمد بن العباس قال سليمان بْن عَمْرو أبو داود متروك الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ تَمَّامِ بْنِ صَالِحٍ الْبَهْرَانِيُّ بِحِمْصَ، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو النَّخَعِيُّ، عَن أبي حازم، عنِ ابن عُمَر قَالَ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ وَوُضُوءُ مَنْ لا يقبل الله صلاته إلاَّ به ثم توضأ مرتين مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الأَجْرَ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا وَقَالَ هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الأَنْبِيَاءُ قَبْلِي وَمَا زَادَ فَهُوَ إِسْرَافٌ، وَهو مِنَ الشَّيْطَانِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا صالح بن مُحَمد التِّرمِذِيّ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو، عَن أَبِي حَازِمٍ، عَن أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا فَكَانَ فِي نَفَقَتِهِ وَكَفَاهُ مَؤُنَتَهُ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حسنة.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّكُونِيُّ بِحِمْصٍ، وأَبُو عَرُوبة، وَالحُسَين بْنُ عَبد اللَّهِ الْقَطَّانُ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُرْجَانِيُّ قالوا، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو النَّخَعِيُّ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، ولاَ خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ وَلَمْ يَقُلِ الْفَضْلُ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خليله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْبُورِانِيُّ، وَمُحمد بْنُ أَحْمَدَ بن نجيب الموصلي، قالا: حَدَّثَنا عباد بن الوليد، حَدَّثَنا سلم بن المغيرة، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، عَن أَبِي حازم عن سهل بن
سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ مَنْ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ أُمَّتِي من النساء المغزل.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ الفرات الخوارزمي، حَدَّثَنا إسحاق بن الجراح، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَابَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَإِنَّهَا كَفَّارَةٌ لَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ، عَن أَبِي حَازِمٍ كُلُّهَا مِمَّا وَضَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ المؤمل الصيرفي، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُحَمد السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير عَنْ جَابِرٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ والزيت
قَالَ جَابِرٌ دَخَلَ عَلِيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِدَامٌ أُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ إلاَّ خَلٌّ فَقَالَ نِعْمَ الإِدَامُ الخل.
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ السَّرِيِّ أَبُو حَاتِمٍ الْحَذَّاءُ بِبُخَارَى وَكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حُرَيْثٍ، وَالحُسَين بْنُ الحسن بن الوضاح، قالا: حَدَّثَنا حفص بن داود، حَدَّثَنا عِيْسَى الْغُنْجَارُ عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ عَمْرو عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ أبي أوفى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ قَال: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لا يُبَالِي مَا قَالَ، ولاَ مَا قِيلَ له فو لَغَيَّةٌ أَوْ لَشَيْطَانٌ.
وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَبد الْمَلِكِ وَضَعَهُمَا عَلَى عَبد الْمَلِكِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ حَلْبَسٍ البُخارِيّ، حَدَّثني نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ الهمذاني، حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ دَاودَ أَبُو عُمَر الربعي البُخارِيّ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْغُنْجَارُ، عَن أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكِ، قَال: قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خَيْرُ الرِّزْقِ مَا كَانَ يَوْمًا بِيَوْمٍ كَفَافًا.
وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ مُحَمد بْنِ عَمْرو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْنُوا بِغَنَاءِ اللَّهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا غَنَاءُ اللَّهِ قَالَ عَشَاءُ يَوْمٍ أَوْ غَدَاءُ يوم.
حَدَّثَنَا ابن جَوْصَا وَأَحْمَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبد الواحد، قَالا: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الواحد بن
عبود، حَدَّثَنا مُحَمد بن خالد المزني، حَدَّثَنا سليمان بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّهِ بْنِ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٌ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بِسْرٍ وَقَالَ مَرَّةً بِسْرَ بْنَ عَطِيَّةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالرُّمَّانِ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَمَا مِنْ حَبَّةٍ تَقَعُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ إلاَّ أَنَارَتْ قَلْبَهُ وَخَرَسَتْ شَيْطَانُ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ يَومًا.
وَقَالَ ابْن عَامِرٍ بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ وَلَمْ يشك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الواسطي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٍ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيْضُ عَشْرٌ فَمَا زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ وَالنُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ فَمَا زَادَ فَهِيَ مُسَتَحَاضَةٌ وَهَذَانِ الحديثان الثاني فيه ضعف فإنه خير من سليمان بن
عَمْرو بكثير.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ تَمَّامٍ الْبَهْرَانِيُّ الحمصي، وأَبُو عَرُوبة، قَالا: حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا سليمان بْن عَمْرو، حَدَّثَنا إِسْحَاق بْن عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ يَرْفُدُهُ وَيَجْمِلُهُ، ولاَ خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ زَادَ أَبُو عَرُوبة يَرْفُدُهُ ويكسوه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سلمة العطار بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مهدي بن هلال، حَدَّثَنا سَعِيد بن موسى، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو بْنِ وَهب، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسْوَةُ الْقَلْبِ وَالأَمَلُ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا.
وهذان الحديثان وضعهما سليمان بْن عَمْرو على إسحاق بْن عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس، وَمُحمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَنْبَسَةَ الْحِمْصِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْثَدٍ قَالُوا، أَخْبَرنا أَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بْنُ عَبد الْمَلِكِ، حَدَّثَنا يَحْيى بن سَعِيد العطار، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاكِرُوا الصَّدَقَةَ فِإِنَّ الْبَلاءَ لا يَتَخَطَّى الصدقة
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الفضل المحمد آباذي، حَدَّثَنا أَبُو مَعِينٍ الرَّازِيُّ يَعْنِي الْحَسَنَ بن الحسين، حَدَّثَنا يَحْيى بن أيوب، حَدَّثَنا أبو داود النخعي، حَدَّثَنا سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتِ الدَّارُ الدُّنْيَا لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا خَيْرًا لآخِرَتِهِ مِمَّا يَرْضَي رَبُّهُ وَبِئْسَتُ الدَّارُ الدُّنْيَا لِمَنْ صَرَعَتْهُ عَنْ آخِرَتِهِ وَقَصَّرَتْ بِهِ عَنْ رِضَا رَبِّهِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ قَبَّحَ اللَّهُ الدُّنْيَا قَالَتِ الدُّنْيَا قَبَّحَ الله أعصانا للرب.
حَدَّثَنَا أَبُو خَوْلَةَ مَيْمُونُ بْن مسلمة البهراني، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيد الله الحلبي، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ حَطَّانَ بْنِ خُفَافٍ أَبِي الْجُوَيْرِيَّةِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ وَمِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خفة لحيته
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بن عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَن أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ، عَن أَبِي الْجُوَيْرِيَّةِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ فِي غَيْرِ ترك الحق.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ المؤمل الصيرفي، حَدَّثني أبي، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُحَمد السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرانَ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن البرواة وَالسُّفْتَجَاتِ وَقَالَ لا بَأْسَ بِنِكَاحِ النهاريات.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنا عباد بن يعقوب، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد، عَن أَبِي بَكْرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَتَبَ عَنِّي عِلْمًا فَكَتَبَ مَعَهُ صَلاةً عَلَيَّ لَمْ يَزَلْ فِي أَجْرٍ مَا قرئ ذلك الكتاب.
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنُ فضالة، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ عَبد اللَّهِ بن سليمان القرشي العسقلاني، حَدَّثَنا آدم، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةٌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا قَدْرَهَا قَالَ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن سليمان بْن عَمْرو كلها موضوعة مما وضعها هو عليهم والذي لم يذكره من حديث سليمان أَيضًا عامتها شبيها بها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُوسَى الأُبَلِّيُّ، حَدَّثَنا عَمْرو بن يَحْيى الأبلي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو النَّخَعِيُّ عَنْ الْكَلْبِيِّ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْخُنْثَى يَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَبَالِهِ وَهَذَا لَيْسَ الْبَلاءُ فِيهِ مِنْ سُلَيْمَانَ إنما البلاء فيه من
الْكَلْبِيِّ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنِ سفيان، حَدَّثَنا عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَن أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ قُبُلٌ وَدُبُرٌ قَالَ يُوَرَّثُ مِنْ حَيْثُ يَبُولُ.
قال الشيخ: وسليمان بْن عَمْرو اجتمعوا على أنه يضع الحديث.
حَدَّثَنَا علي بْن أَحْمَد بْن سليمان، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب، قَال: قَال لي أَحْمَد بْن حنبل أبو داود سليمان بْن عَمْرو النخعي كذاب تقدمت إليه فقال، حَدَّثَنا يزيد عن مكحول وقال، حَدَّثَنا يزيد بن أبي حبيب فقلت له أين سمعت من يزيد بْن أبي حبيب، فقال، يا أحمق لم أقل لك حتى أعددت له جوابا لقيته بالباب والأبواب تراني قلته حتى أعددت له جوابا.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال السعدي سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول أبوه يعني أبا داود النخعي فقال فلان عن إِبْرَاهِيم وفلان عن الشعبي ويزيد بْن أبي حبيب عن مكحول فقالوا له يا أبا داود يزيد بْن أبي حبيب أين كنت رأيته، فقال، يا حمقى تراني قلته فلم أعد له جوابا رأيته بالباب والأبواب ثم يقول أَحْمَد يزيد ما كان يصنع بالباب والأبواب فانظر إلى جسارته وجرأته وتهاونه بدينه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال أبو داود مرة، حَدَّثَنا يزيد بْن أبي حبيب فقال له رجل أين سمعت منه، فقال، يا أبا مائق أتراني قلت إلاَّ وقد أعددت له جوابا لقيته بالباب والأبواب قال أبي وإنما كان يزيد بْن أبي حبيب بمصر.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ قلت لأحمد بن حنبل يضع
أحد الحديث فقال نعم أبو داود النخعي كان يضع الأحاديث الكاذبة كان يرفع عن عثمان بْن الأسود أحاديث يسندها ما سمعت بها من أحد وكان يروي عن يزيد بْن أبي حبيب فقال له رجل أين سمعت من يزيد بْن أبي حبيب فقال له يا مائق تراني أقول، حَدَّثني، ولاَ أكون أعددت له جوابا رأيته بالباب والأبواب.
قال أبو عَبد اللَّه ويزيد إيش كان يصنع بالباب والأبواب.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال أبو داود النخعي اسمه سليمان بْن عَمْرو وكان كذَّابًا سئل شَرِيك بْن عَبد اللَّه فقال ذاك كذاب النخع.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا إسماعيل بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ المديني، حَدَّثَنا أبو معاوية النخعي قال هذا أبو أبي داود النخعي واسم أبي داود سليمان بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّه بْن وهب قاله علي قال سفيان كان أبو معاوية النخعي على السجن.
قال الشيخ: أظن بين علي وبين أبي معاوية سفيان إلاَّ أن في كتابنا هكذا.
حَدَّثَنَا عَلانٌ، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: أبو داود النخعي ممن يعرف بالكذب ووضع الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس سَمِعْتُ يَحْيى يَقُولُ أَبُو داود النخعي واسمه سليمان بْن عَمْرو وكان رجل سوء كذاب خبيث قدري ولم يكن ببغداد رجل إلاَّ، وَهو خير من أبي داود النخعي كان يضع الحديث (ح) وحدثنا الْعَبَّاس في موضع آخر، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول:: سَمعتُ أبا داود النخعي يقول وكان عند درب البقر سمعت خصيف وخصاف ومخصف قال يَحْيى وكان أكذب الناس سليمان بن عَمْرو.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ الْبِنْدَارُ، حَدَّثَنا أَبُو عِيسَى التِّرمِذِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ موسى بْن حزام يقول: سَمعتُ يزيد بْن هارون يقول لا يحل لأحد أن يروي عن سليمان بْن عَمْرو النخعي الكوفي.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال سليمان بْن عَمْرو أبو داود النخعي الكوفي رماه قتيبة وإسحاق بالكذب.
وقال النسائي فيما أخبرني مُحَمد بن العباس قال سليمان بْن عَمْرو أبو داود متروك الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ تَمَّامِ بْنِ صَالِحٍ الْبَهْرَانِيُّ بِحِمْصَ، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو النَّخَعِيُّ، عَن أبي حازم، عنِ ابن عُمَر قَالَ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ وَوُضُوءُ مَنْ لا يقبل الله صلاته إلاَّ به ثم توضأ مرتين مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الأَجْرَ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا وَقَالَ هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الأَنْبِيَاءُ قَبْلِي وَمَا زَادَ فَهُوَ إِسْرَافٌ، وَهو مِنَ الشَّيْطَانِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا صالح بن مُحَمد التِّرمِذِيّ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو، عَن أَبِي حَازِمٍ، عَن أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا فَكَانَ فِي نَفَقَتِهِ وَكَفَاهُ مَؤُنَتَهُ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حسنة.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّكُونِيُّ بِحِمْصٍ، وأَبُو عَرُوبة، وَالحُسَين بْنُ عَبد اللَّهِ الْقَطَّانُ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُرْجَانِيُّ قالوا، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو النَّخَعِيُّ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، ولاَ خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ وَلَمْ يَقُلِ الْفَضْلُ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خليله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْبُورِانِيُّ، وَمُحمد بْنُ أَحْمَدَ بن نجيب الموصلي، قالا: حَدَّثَنا عباد بن الوليد، حَدَّثَنا سلم بن المغيرة، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، عَن أَبِي حازم عن سهل بن
سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ مَنْ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ أُمَّتِي من النساء المغزل.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ الفرات الخوارزمي، حَدَّثَنا إسحاق بن الجراح، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَابَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَإِنَّهَا كَفَّارَةٌ لَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ، عَن أَبِي حَازِمٍ كُلُّهَا مِمَّا وَضَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ المؤمل الصيرفي، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُحَمد السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير عَنْ جَابِرٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ والزيت
قَالَ جَابِرٌ دَخَلَ عَلِيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِدَامٌ أُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ إلاَّ خَلٌّ فَقَالَ نِعْمَ الإِدَامُ الخل.
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ السَّرِيِّ أَبُو حَاتِمٍ الْحَذَّاءُ بِبُخَارَى وَكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حُرَيْثٍ، وَالحُسَين بْنُ الحسن بن الوضاح، قالا: حَدَّثَنا حفص بن داود، حَدَّثَنا عِيْسَى الْغُنْجَارُ عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ عَمْرو عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ أبي أوفى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ قَال: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لا يُبَالِي مَا قَالَ، ولاَ مَا قِيلَ له فو لَغَيَّةٌ أَوْ لَشَيْطَانٌ.
وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَبد الْمَلِكِ وَضَعَهُمَا عَلَى عَبد الْمَلِكِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ حَلْبَسٍ البُخارِيّ، حَدَّثني نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ الهمذاني، حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ دَاودَ أَبُو عُمَر الربعي البُخارِيّ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْغُنْجَارُ، عَن أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكِ، قَال: قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خَيْرُ الرِّزْقِ مَا كَانَ يَوْمًا بِيَوْمٍ كَفَافًا.
وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ مُحَمد بْنِ عَمْرو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْنُوا بِغَنَاءِ اللَّهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا غَنَاءُ اللَّهِ قَالَ عَشَاءُ يَوْمٍ أَوْ غَدَاءُ يوم.
حَدَّثَنَا ابن جَوْصَا وَأَحْمَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبد الواحد، قَالا: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الواحد بن
عبود، حَدَّثَنا مُحَمد بن خالد المزني، حَدَّثَنا سليمان بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّهِ بْنِ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٌ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بِسْرٍ وَقَالَ مَرَّةً بِسْرَ بْنَ عَطِيَّةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالرُّمَّانِ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَمَا مِنْ حَبَّةٍ تَقَعُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ إلاَّ أَنَارَتْ قَلْبَهُ وَخَرَسَتْ شَيْطَانُ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ يَومًا.
وَقَالَ ابْن عَامِرٍ بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ وَلَمْ يشك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الواسطي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٍ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيْضُ عَشْرٌ فَمَا زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ وَالنُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ فَمَا زَادَ فَهِيَ مُسَتَحَاضَةٌ وَهَذَانِ الحديثان الثاني فيه ضعف فإنه خير من سليمان بن
عَمْرو بكثير.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ تَمَّامٍ الْبَهْرَانِيُّ الحمصي، وأَبُو عَرُوبة، قَالا: حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا سليمان بْن عَمْرو، حَدَّثَنا إِسْحَاق بْن عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ يَرْفُدُهُ وَيَجْمِلُهُ، ولاَ خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ زَادَ أَبُو عَرُوبة يَرْفُدُهُ ويكسوه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سلمة العطار بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مهدي بن هلال، حَدَّثَنا سَعِيد بن موسى، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو بْنِ وَهب، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسْوَةُ الْقَلْبِ وَالأَمَلُ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا.
وهذان الحديثان وضعهما سليمان بْن عَمْرو على إسحاق بْن عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس، وَمُحمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَنْبَسَةَ الْحِمْصِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْثَدٍ قَالُوا، أَخْبَرنا أَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بْنُ عَبد الْمَلِكِ، حَدَّثَنا يَحْيى بن سَعِيد العطار، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاكِرُوا الصَّدَقَةَ فِإِنَّ الْبَلاءَ لا يَتَخَطَّى الصدقة
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الفضل المحمد آباذي، حَدَّثَنا أَبُو مَعِينٍ الرَّازِيُّ يَعْنِي الْحَسَنَ بن الحسين، حَدَّثَنا يَحْيى بن أيوب، حَدَّثَنا أبو داود النخعي، حَدَّثَنا سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتِ الدَّارُ الدُّنْيَا لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا خَيْرًا لآخِرَتِهِ مِمَّا يَرْضَي رَبُّهُ وَبِئْسَتُ الدَّارُ الدُّنْيَا لِمَنْ صَرَعَتْهُ عَنْ آخِرَتِهِ وَقَصَّرَتْ بِهِ عَنْ رِضَا رَبِّهِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ قَبَّحَ اللَّهُ الدُّنْيَا قَالَتِ الدُّنْيَا قَبَّحَ الله أعصانا للرب.
حَدَّثَنَا أَبُو خَوْلَةَ مَيْمُونُ بْن مسلمة البهراني، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيد الله الحلبي، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ حَطَّانَ بْنِ خُفَافٍ أَبِي الْجُوَيْرِيَّةِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ وَمِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خفة لحيته
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بن عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَن أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ، عَن أَبِي الْجُوَيْرِيَّةِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ فِي غَيْرِ ترك الحق.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ المؤمل الصيرفي، حَدَّثني أبي، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُحَمد السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرانَ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن البرواة وَالسُّفْتَجَاتِ وَقَالَ لا بَأْسَ بِنِكَاحِ النهاريات.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنا عباد بن يعقوب، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد، عَن أَبِي بَكْرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَتَبَ عَنِّي عِلْمًا فَكَتَبَ مَعَهُ صَلاةً عَلَيَّ لَمْ يَزَلْ فِي أَجْرٍ مَا قرئ ذلك الكتاب.
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنُ فضالة، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ عَبد اللَّهِ بن سليمان القرشي العسقلاني، حَدَّثَنا آدم، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةٌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا قَدْرَهَا قَالَ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن سليمان بْن عَمْرو كلها موضوعة مما وضعها هو عليهم والذي لم يذكره من حديث سليمان أَيضًا عامتها شبيها بها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُوسَى الأُبَلِّيُّ، حَدَّثَنا عَمْرو بن يَحْيى الأبلي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو النَّخَعِيُّ عَنْ الْكَلْبِيِّ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْخُنْثَى يَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَبَالِهِ وَهَذَا لَيْسَ الْبَلاءُ فِيهِ مِنْ سُلَيْمَانَ إنما البلاء فيه من
الْكَلْبِيِّ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنِ سفيان، حَدَّثَنا عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَن أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ قُبُلٌ وَدُبُرٌ قَالَ يُوَرَّثُ مِنْ حَيْثُ يَبُولُ.
قال الشيخ: وسليمان بْن عَمْرو اجتمعوا على أنه يضع الحديث.
سليمان بن عمرو بن عبد الله، أبو داود النخعي الكوفي :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الملك بن عمير.
ومختار بن فلفل، ومعبد بن خالد الجدلي، ومهاجر أبي الحسن، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري وسالم الأفطس، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمار بن أبي مالك الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري، ويحيى بن أيوب العابد، وأبو الربيع الزهراني، وسلم بن المغيرة الأزدي. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن الحسن بن أحمد الجواليقيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ، وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ.
كذا رواه يحيى بن أيوب عن أبي داود، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مرفوعا.
أخبرناه الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس بن مهران، حدّثنا عبّاد بن الوليد، حدّثنا سلم بن المغيرة، حدّثنا أبو داود
النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وعمل الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ»
وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله، فجاء ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر علي بن أبي طالب، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل علي تقول هذا؟ قال أَبُو دَاوُدَ يَا جَاهِلُ؟ إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
[المرسلات 23] وأثنى على نبيه فقال: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ*
[ص 30] فقال شريك: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
[الكهف 54] .
أخبرنا الصّيمريّ، أخبرنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: بلغني أن أبا داود كان في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما يصلي، وابن أبي حازم قاعد. قال: فقال لي الذي حَدّثني أنا قلت لابن أبي حازم، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال: والله ما عددتها، قال: قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال: فبعث إليه فدعي، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسلم على النبي ثم ذكر محامده، ثم بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد، وبعمر مثل ذلك. قال: فأطرق ابن أبي حازم، ثم التفت إلينا فسلم وقعد، وقال: ابن أبي حازم؟ وابن أبي حازم مطرق لما رأى منه ومن لسانه، قال: قلت له: يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن أبي حازم فأنكر ذلك، قال: وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه، وكان اسم خادمته فلانة، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج من بيتهم، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال: فلكأني بك تدرج بين أيدينا، قال:
فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال: لا عليك أيها الشيخ أن تكثر، قال فقام وتركنا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي، حَدَّثَنَا المعيطي عن شريك قال: ذكر له
أبو داود النخعي فقال: كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرحمن- يعني الغلابي- وسئل عنه يحيى بن معين فقال: قد كان له أب ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شريكا يقول: ما لقينا من ابن عمنا- يعني سليمان بن عمرو- يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِقَوْمٍ مَعِي: نَنْظُرُ هَلْ لِمَا يُقَالُ فِيهِ أَصْلٌ؟ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً، فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا مِنْ عِنْدِ هَذَا الْكَذَّابِ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أبو معمر قال: سئل شريك عن أبي داود النّخعيّ فقال:
ذاك كذاب.
قال: وَحَدَّثَنِي أبو معمر قال: حَدَّثَنِي رجل قال: أتيت أبا داود النخعي فوجدته يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول: حَدَّثَنَا سالم عن سعيد بن جبير، وحَدَّثَنَا عبد الملك بن عمير، يضع لها أسانيد.
قال أبو معمر: وكان كذابا- يعني أبا داود النخعي-.
قال أبو معمر: وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النخعي- رأي جهم.
قال أبو معمر: وكان كذابا جهميا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سألت أبي قلت له: فأبو داود النخعي؟ قال: كان يضع الحديث.
وَقَالَ عبد اللَّه فِي موضع آخر: سمعت أبي يقول: أَخْبَرَنِي سهل بن حسان قال:
كان في حجر أبي داود النخعي كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة، وهو يركب عليه الأسانيد، يقول: حَدَّثَنَا خصيف، وحَدَّثَنَا حصين، وحدث عن مشيخة حسبت مولده وموتهم فإذا موتهم قبل مولده، منهم معبد بن خالد، ومهاجر أبو الحسن.
وقال عبد الله مرة أخرى: سمعت أبي يقول: أبو داود النخعي كان يحدث عن الناس، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن، وزيد بن سعد، وشريك بن عبد الله، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: أخبرنا محمّد بن عمران ابن موسى، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الدَّجَّالِينَ. وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ- يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ- ببغداد وليس في بيته إلا بورى فرد، عَلَيْهِ ثِيَابُهُ وَالْكُتُبُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا فَاتَّهَمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عِكْرِمَةُ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن طعام المتنابزين؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ عِكْرِمَةَ.
فَبَانَ أَمْرُهُ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا غَيْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي كذاب النخع.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المعروف بالكذب ووضع الحديث، أبو داود النخعي، وذكر جماعة غَيْرَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث، منهم أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، وكان لأبي داود أب ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا، ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به-.
ثم أخبرني العتيقي قراءة، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتم حدثهم. قال: سمعت يحيى يقول: سمعت أبا داود
النخعي- وكان عند درب البقر- يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، قال يحيى: وكان أكذب الناس.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: أبو داود النخعي كذاب.
قال يحيى بن معين: وأَخْبَرَنِي رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال: فأطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير، وسالم عن سعيد- يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا-. دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أبو داود النخعي رجل سوء كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال:
ليس منها شيء إلا وهو عندي بإسناد، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب.
قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال: ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: أبو داود النخعي سليمان بن عمرو لا شيء.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال: قال لي أبي: كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود النخعي.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقُهُسْتَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّاهِنِ وَالْمُرْتَهِنِ يَخْتَلِفَانِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالا: الْقَوْلُ قَوْلُ الرَّاهِنِ. فَقُلْتُ: لا أَرَى فِي الدُّنْيَا أَكْذَبَ مِنْ هَذَا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي كان كذابا يضع الحديث، يحدث عن معبد بن خالد، ومهاجر أبي الحسن، وهؤلاء قد ماتوا قبل مولده، وكان يأخذ مصنف ابن أبي عروبة فيضع لكل حديث إسنادا.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم ابن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي العامري معروف بالكذب.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدَرِيٌّ رَجُلُ سُوءٍ كَذَّابٌ، كَانَ يَكْذِبُ مُجَاوَبَةً.
قَالَ إِسْحَاقُ: أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: أَيْشِ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
وحدّثنا أَبُو طُوَالَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلاثٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»
وَكَانَ هُوَ وَأَبُو البختري يضعون الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشعراني. وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو داود سليمان بن عمرو النخعي كان يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قَالَ:
وأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قال صالح بن محمد: أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو كوفي كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن عمرو النخعي أبو داود متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن عمرو يروي عنه عبد الله بن رجاء هو سليمان النخعي أبو داود متروك الحديث.
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الملك بن عمير.
ومختار بن فلفل، ومعبد بن خالد الجدلي، ومهاجر أبي الحسن، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري وسالم الأفطس، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمار بن أبي مالك الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري، ويحيى بن أيوب العابد، وأبو الربيع الزهراني، وسلم بن المغيرة الأزدي. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن الحسن بن أحمد الجواليقيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ، وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ.
كذا رواه يحيى بن أيوب عن أبي داود، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مرفوعا.
أخبرناه الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس بن مهران، حدّثنا عبّاد بن الوليد، حدّثنا سلم بن المغيرة، حدّثنا أبو داود
النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وعمل الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ»
وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله، فجاء ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر علي بن أبي طالب، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل علي تقول هذا؟ قال أَبُو دَاوُدَ يَا جَاهِلُ؟ إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
[المرسلات 23] وأثنى على نبيه فقال: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ*
[ص 30] فقال شريك: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
[الكهف 54] .
أخبرنا الصّيمريّ، أخبرنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: بلغني أن أبا داود كان في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما يصلي، وابن أبي حازم قاعد. قال: فقال لي الذي حَدّثني أنا قلت لابن أبي حازم، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال: والله ما عددتها، قال: قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال: فبعث إليه فدعي، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسلم على النبي ثم ذكر محامده، ثم بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد، وبعمر مثل ذلك. قال: فأطرق ابن أبي حازم، ثم التفت إلينا فسلم وقعد، وقال: ابن أبي حازم؟ وابن أبي حازم مطرق لما رأى منه ومن لسانه، قال: قلت له: يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن أبي حازم فأنكر ذلك، قال: وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه، وكان اسم خادمته فلانة، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج من بيتهم، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال: فلكأني بك تدرج بين أيدينا، قال:
فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال: لا عليك أيها الشيخ أن تكثر، قال فقام وتركنا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي، حَدَّثَنَا المعيطي عن شريك قال: ذكر له
أبو داود النخعي فقال: كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرحمن- يعني الغلابي- وسئل عنه يحيى بن معين فقال: قد كان له أب ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شريكا يقول: ما لقينا من ابن عمنا- يعني سليمان بن عمرو- يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِقَوْمٍ مَعِي: نَنْظُرُ هَلْ لِمَا يُقَالُ فِيهِ أَصْلٌ؟ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً، فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا مِنْ عِنْدِ هَذَا الْكَذَّابِ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أبو معمر قال: سئل شريك عن أبي داود النّخعيّ فقال:
ذاك كذاب.
قال: وَحَدَّثَنِي أبو معمر قال: حَدَّثَنِي رجل قال: أتيت أبا داود النخعي فوجدته يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول: حَدَّثَنَا سالم عن سعيد بن جبير، وحَدَّثَنَا عبد الملك بن عمير، يضع لها أسانيد.
قال أبو معمر: وكان كذابا- يعني أبا داود النخعي-.
قال أبو معمر: وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النخعي- رأي جهم.
قال أبو معمر: وكان كذابا جهميا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سألت أبي قلت له: فأبو داود النخعي؟ قال: كان يضع الحديث.
وَقَالَ عبد اللَّه فِي موضع آخر: سمعت أبي يقول: أَخْبَرَنِي سهل بن حسان قال:
كان في حجر أبي داود النخعي كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة، وهو يركب عليه الأسانيد، يقول: حَدَّثَنَا خصيف، وحَدَّثَنَا حصين، وحدث عن مشيخة حسبت مولده وموتهم فإذا موتهم قبل مولده، منهم معبد بن خالد، ومهاجر أبو الحسن.
وقال عبد الله مرة أخرى: سمعت أبي يقول: أبو داود النخعي كان يحدث عن الناس، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن، وزيد بن سعد، وشريك بن عبد الله، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: أخبرنا محمّد بن عمران ابن موسى، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الدَّجَّالِينَ. وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ- يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ- ببغداد وليس في بيته إلا بورى فرد، عَلَيْهِ ثِيَابُهُ وَالْكُتُبُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا فَاتَّهَمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عِكْرِمَةُ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن طعام المتنابزين؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ عِكْرِمَةَ.
فَبَانَ أَمْرُهُ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا غَيْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي كذاب النخع.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المعروف بالكذب ووضع الحديث، أبو داود النخعي، وذكر جماعة غَيْرَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث، منهم أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، وكان لأبي داود أب ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا، ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به-.
ثم أخبرني العتيقي قراءة، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتم حدثهم. قال: سمعت يحيى يقول: سمعت أبا داود
النخعي- وكان عند درب البقر- يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، قال يحيى: وكان أكذب الناس.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: أبو داود النخعي كذاب.
قال يحيى بن معين: وأَخْبَرَنِي رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال: فأطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير، وسالم عن سعيد- يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا-. دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أبو داود النخعي رجل سوء كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال:
ليس منها شيء إلا وهو عندي بإسناد، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب.
قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال: ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: أبو داود النخعي سليمان بن عمرو لا شيء.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال: قال لي أبي: كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود النخعي.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقُهُسْتَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّاهِنِ وَالْمُرْتَهِنِ يَخْتَلِفَانِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالا: الْقَوْلُ قَوْلُ الرَّاهِنِ. فَقُلْتُ: لا أَرَى فِي الدُّنْيَا أَكْذَبَ مِنْ هَذَا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي كان كذابا يضع الحديث، يحدث عن معبد بن خالد، ومهاجر أبي الحسن، وهؤلاء قد ماتوا قبل مولده، وكان يأخذ مصنف ابن أبي عروبة فيضع لكل حديث إسنادا.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم ابن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي العامري معروف بالكذب.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدَرِيٌّ رَجُلُ سُوءٍ كَذَّابٌ، كَانَ يَكْذِبُ مُجَاوَبَةً.
قَالَ إِسْحَاقُ: أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: أَيْشِ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
وحدّثنا أَبُو طُوَالَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلاثٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»
وَكَانَ هُوَ وَأَبُو البختري يضعون الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشعراني. وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو داود سليمان بن عمرو النخعي كان يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قَالَ:
وأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قال صالح بن محمد: أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو كوفي كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن عمرو النخعي أبو داود متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن عمرو يروي عنه عبد الله بن رجاء هو سليمان النخعي أبو داود متروك الحديث.
سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك بْن مروان بْن الحكم الْقُرَشِيّ الأموي،
قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيم السراج اسماعيل أخبرنا أبو سلمة يوسف ابن يعقوب الماجشون: فرض لي سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك وقد أتى علي سنتان أو نحوها، وولي سُلَيْمَان سنة ست وتسعين وولي عُمَر بْن عَبْد العزيز فِي صفر سنة تسع وتسعين، وهو أخو سَعِيد ومُحَمَّد ويزيد وهشام والوليد ومسلمة.
قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيم السراج اسماعيل أخبرنا أبو سلمة يوسف ابن يعقوب الماجشون: فرض لي سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك وقد أتى علي سنتان أو نحوها، وولي سُلَيْمَان سنة ست وتسعين وولي عُمَر بْن عَبْد العزيز فِي صفر سنة تسع وتسعين، وهو أخو سَعِيد ومُحَمَّد ويزيد وهشام والوليد ومسلمة.
سليمان بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو أيوب القرشي الأموي بويع له بالخلافة بعد أخيه الوليد بن عبد الملك بعهد من أبيه في سنة ست وتسعين، كانت داره بدمشق موضع ميضاءة جيرون الآن. كان فصيحاً مؤثراً للعدل، محباً للغزو، ونفذ الجيش لحصار القسطنطينية حتى صالحوهم على بناء الجامع بها.
قال سليمان: حدثني أبي عبد الملك قال: حدثني أبو مروان بن الحكم قال: سألت عائشة ليالي سرنا إلى البصرة عن حديث أهل الإفك من هم؟ فقالت رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: ونساء؟ فقالت ونساء إلا زينب بنت جحش، فإن الله عصمها بالورع ثم ضحكت. وذكر الحديث.
ونعن سليمان بن عبد الملك أن عبد الرحمن بن هنيدة أخبره أن عبد الله بن عمر ركب إلى الغابة، فمر على ابن هنيدة، وهو في بيته، فقال له أتركب؟ قال: فركبت معه حماراً، فسرنا، حتى إذا كنا ببعض الطريق، قال: سكت أحدث نفسي، فقال عبد الله بن عمر: ما لك؟ قلت: سكت أتمنى، هل تتمنى يا أبا عبد الرحمن؟ قال عبد الله: لو أن لي أحداً هذا ذهباً أعلم عدده، وأخرج زكاته، ما كرهت ذلك أو ما خشيت أن يضرني.
ولد سليمان في سنة ستين.
قال أبو سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون: فرض لي سليمان بن عبد الملك وقد أتى علي سنتان أو نحوه، وولي
سليمان يوم توفي الوليد سنة ست وتسعين، وولي عمر بن عبد العزيز في صفر سنة تسع وتسعين، وهو أخو سعيد ومحمد ويزيد وهشام والوليد ومسلمة.
وتوفي سليمان بدابق في صفر، وقيل في رمضان سنة تسع وتسعين، فكانت ولايته ثلاث سنين وثلاثة أشهر، وهو ابن تسع وثلاثين سنة، وكان سليمان عظيم الوجه، أبيض، مقرون الحاجبين، وشعره يضرب منكبيه، ما رُئي أجمل منه.
حدث عامر بن صالح
أن عبد الملك بن مروان جمع ببيته ذات يوم الوليد وسليمان ومسلمة، فاستقرأهم، فقرؤوا فأحسنوا، واستنشدهم فأنشدوا، فأجادوا لكل شاعر غير الأعشى، فقال لهم: قرأتم فأحسنتم وأنشدتم فأجدتم لكل شاعر غير الأعشى فمالكم تهجرونه؟! قد أخذ من كل جنس فأحسن، وما امتدح رجلاً قط إلا تركه مذكوراً، وإن كان خاملاً، ولا حجا رجلاً قط إلا وضعه، وإن كان مذكوراً، هذا عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة، وهما من بيت واحد هجا علقمة فأخمله، وكان شريفاً مذكوراً، ومدح عامر بن الطفيل فرفعه، ثم قال عبد الملك: يا بني لينشدني كل رجل منكم أرق بيت قالته العرب، ولا يفحشن ولا يستحين إنشاده، هات يا وليد فقال الوليد: من البسيط
ما مركب وركوب الخيل يعجبني ... كمركب بين دملوج وخلخال
قال عبد الملك: وهل يكون من الشعر أرفث من هذا: هات يا سليمان فقال: من الخفيف
حبذا رجعها يهديها إليها ... في يدي درعها تحل الإزارا
قال: لم تصب، هات يا مسلمة، قال مسلمة:
وما ذرّفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
قال: كذب ولم يصب، إذا ذرفت عيناها بالوجد فما بقي إلا اللقاء، وإنما ينبغي
للعاشق أن يقتضي منها الجفاء ويكسوها المودة، أنا مؤجلكم في هذا البيت ثلاثة أيام على أن لا تسألوا عنه أحداً فمن أتاني به فله حكمه، فنهضوا وخرجوا عنه، فبينا سليمان في موكب له إذا هو بأعرابي يسوق إبلاً له، وهو يقول:
لو حُزّ بالسيف رأسي في مودتها ... لمال يهوي سريعاً نحوها رأسي
قال سليمان: عليّ بالأعرابي، فأُتي به فوكل به ثم انصرف إلى عبد الملك، فقال له عبد الملك: ما وراءك يا سليمان؟ قال: قد أجبتك عما سألت، وأنشده البيت فقال عبد الملك: أحسنت أنى لك هذا؟ فقص عليه خبر الأعرابي فقال: حاجتك! ولا تنس حظ صاحبك، قال: حاجتي يا أمير المؤمنين أن عهد العهد ليس بمقرب أجلاً، ولا تركه بمباعد حتفاً، وقد عهد أمير المؤمنين إلى الوليد، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعهد إلي بعده فعل، قال: نعم. فأقام الحج للناس بمكة، ووصله ثمانية آلاف درهم، فجعلها للأعرابي، وهي سنة إحدى وثمانين.
قال ابن شوذب: قال الوليد لعمر بن عبد العزيز: اخلع سليمان، قال: وكيف نخلعه ونتركك، وإنما بايعنا لك وله في عقد واحد؟! حدث جماعة من مشيخة الجند: أن الوليد لما مات وبويع لسليمان أتته بيعة الأجناد وهو بمشارف البلقاء، فأتى بيت المقدس، وأتته الوفود بالبيعة، فلم يروا وفادة كانت أهنأ من الوفادة إليه، كان يجلس في قبلة من صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة، قد بسطت البسط بين يدي قبته، عليها النمارق والكراسي، فيجلس ويأذن للناس، فيجلس الناس على الكراسي. والوسائد والكساء آنية الذهب والفضة وكتاب الدواوين فيدخل وفد الجند، ويتقدم صاحبهم فيتكلم عنهم وعمن قدموا من عنده، فيقول: إن رجال جندنا كذا وكذا، ومن حاجتهم كذا ومما يصلحهم كذا، فيأمر بذلك كله فيكتب قبل أن يبرح، ثم يقبل على حاجته، فإن سأل زيادة في عطائه أو بلاغاً في شرف أمر الكتاب فكتبوا، وإن سأل ديناً أمره فسماه، وأمر بدفعه إليه من ذلك المال، ثم يقوم من كان معه، كل يتكلم بحاجته فتُقضَى.
حدث سعيد بن عبد العزيز
أن سليمان بن عبد الملك ولي وهو إلى الشباب والرقة ما هو، فقال لعمر بن عبد
العزيز: إنا قد ولينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به يكتب. قال: فكان من ذلك عزل عمال الحجاج، وإخراج من كان في سجن العراق، وإخراج أعطية العراقيين، ومن ذلك كتابه أن الصلاة قد كانت أُميتت فأحيوها، وردوها إلى وقتها، مع أمور حسنة، كان يسمع من عمر بن عبد العزيز فيها، قال: فحدثت من أدرك ذلك أن سليمان هم بالإقامة ببيت المقدس، واتخذها منزلاً، وجمع الناس الأموال بها، قال: وقدم عليه موسى بن نصير من ناحية المغرب، ومسلمة بن عبد الملك، فبينا هو على تلك إذ جاءه الخبر أن الروم خرجت على ساحل حمص فسبت امرأة وجماعة، وللمرأة فيهم ذكر إذ ذاك، فغضب سليمان وقال: ما هو إلا هذا نغزوهم ويغزونا، واله لأغزونهم غزوة أفتح فيها القسطنطينية، أو أموت دون ذلك، ثم التفت إلى مسلمة وموسى فقال: أشيرا علي، فقال موسى: يا أمير المؤمنين، إن أردت ذلك فسر بسيرة المسلمين فيما فتحوه من الشام ومصر إلى إفريقية، ومن العراق إلى خراسان، كلما فتحوا مدينة اتخذوها داراً، وحازوها للإسلام وأهله حتى بلغوا ما رأيت، فابدأ بالدروب فافتح ما فيها من الحصون ومطاميرها ومسالحها حتى تجعله في حوز المسلمين وملكهم حتى تبلغ القسطنطينية، وقد هدمت حصونها وأوهنت قوتها، فإنهم سيعطون بأيديهم فالتفت إلى مسلمة فقال: ما تقول؟ فقال: هذا الرأي إن طال عمر إليه أو كان الذي يلي يثني على رأيك ولا ينقضه، رأيت أن تعمل منه ما عملت، وتبلغ منه ما بلغت، ولا تأتي على ما قاله خمس عشرة سنة، ولكني أرى أن تُغزي جماعة من المسلمين في البر والبحر القسطنطينية فيحاصروها، فإنهم ما دام عليهم البلاء أعطوا الجزية أو فتحوها عنوة، ومتى ما يكن ذلك فإن ما دونها من الحصون بيدك، فقال سليمان: هذا الرأي، فأغزي جماعة أهل الشام والجزية والموصل في البر في نحو عشرين ومئة ألف، أغزى أهل مصر وأهل إفريقية في البحر في ألف مركب عليهم عمر بن هبيرة الفزاري، وعلى جماعة من الناس مسلمة بن عبد الملك، وأغزى داود بن سليمان في جماعته من أهل بيته.
وحدث جماعة أن سليمان بن عبد الملك أخرج لهم الأعطية، وأعلمهم أن غزو القسطنطينية والإقامة
عليها ما قدروا لذلك قدره، فأخذ الناس العطاء وتجهزوا، وقدم سليمان دمشق، فصلى الجمعة، ثم عاد إلى المنبر فكلم الناس وأخبرهم بيمينه التي حلف عليها من حصار القسطنطينية، فانفروا على بركة الله، واعلموا أنه المقام عليها، فعليكم بتقوى الله ثم الصبر ثم الصبر، فقام رجل من تحت القبة من أشراف الناس ممن اكتتب في البعث فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد سمعنا يمين أمير المؤمنين فنحن مطيعون صابرون حتى يفتحها اله ويبر قسم أمير المؤمنين، فليقطعني أمير المؤمنين دار فلان البطريق إن شاء الله، قال سليمان: نعم ومضى سليمان حتى نزل دابق، فاجتمع الناس إليه فأمضى مسلمة بالبعث فأدرب، وأقام سليمان بدابق فذكر يمينه أن لا ينتقل من دابق حتى يفتح القسطنطينية فأقام بها.
قال الشعبي حج سليمان بن عبد الملك فرأى الناس بالموسم فقال لعمر بن عبد العزيز: أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصي عددهم إلا الله، ولا يسع رزقهم غيره؟ فقال عمر: يا أمير المؤمنين، هؤلاء رعيتك اليوم، وهم غداً خصماؤك. فبكى سليمان بكاء شديداً ثم قال: بالله أستعين.
قال عطاء بن السائب: كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد الملك فأصابته السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك، وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك، فقال له سليمان: ما أضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ قال له: يا أمير المؤمنين، هذه آثار رحمته فيه شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه وغضبه؟! قال يزيد بن حازم: كان سليمان بن عبد الملك يخطبنا كل جمعة، لا يدع أن يقول في خطبته: وإنما أهل الدنيا على رحيل لم تمضِ بهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر وعد الله وهم على ذلك، كذلك لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجعاتها، ولا يتقى من شر أهلها، ثم يتلو " أفرأيت إن متعناهما سنين ثم جاؤهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يُمتعون ".
قال محمد بن سيرين:
رحم الله سليمان بن عبد الملك، افتتح خلافته بخير، وختمها بخير، افتتح خلافته بإحيائه الصلاة لمواقيتها، وختمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز.
وسُمي سليمان بن عبد الملك مفتاح الخير لأنه استخلف عمر بن عبد العزيز.
نادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر: أيا سليمان، أيا سليمان، اذكر يوم الآذان، قال: فنزل عن المنبر ودعا بالرجل فقال: أنا سليمان فما يوم الأذان؟ قال: " فأذّن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " قال: فما مظلمتك؟ قال: أرضي وأرض آبائي أخذها وكيلك. قال: فكتب إلى وكيله أن ادفع إليه أرضه وأرضي مع أرضه.
حكي أن سليمان لبس يوماً الخضرة، وهو يريد أن يركب، فلما نظر إلى نفسه أعجبته فقال: إني أنا الملك الشاب، فقالت مغنيته: أنت والله يا أمير المؤمنين أحق ببيتي الشاعر حين يقول: من الخفيف
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب ... كان في الناس غير أنك فان
فقال: ويحك جنيت علي. فنزع ثيابه ولم يركب حتى مات.
قال سليمان بن عبد الملك: العاقل أحرص على إقامة لسانه منه على طلب معاشه.
ذكر الكلام في مجلس سليمان بن عبد الملك فذمه أهل المجلس فقال سليمان: كلا، إن من تكلم فأحسن قدر على أن يسكت فيحسن، وليس كل من سكت فأحسن قدر أن يتكلم فيحسن.
أنشد المدائني لسليمان بن عبد الملك: من الطويل
وهوّن وجدي في شراحيل أنني ... متى شئت لاقيت امرءاً مات صاحبه
ولسليمان بن عبد الملك: من الطويل
ومن شيمتي أن لا أفارق صاحبي ... وإن ملّني إلا سألت له رشداً
وإن دام لي بالود دمت ولم أكن ... كآخر لا يرعى ذماماً ولا عهدا
حدث أبو الزناد قال: كان سليمان ليلة في بادية له، فسمر ليلة على ظهر سطح، ثم تفرق جلساؤه، ودعا بوضوء، فجاءته جارية له فبينا هي تصب عليه أنكر أمرها، فرفع رأسه إليها فإذا هي مصغية بسمعها مائلة بجسدها كله إلى صوت غناء تسمعه في ناحية العسكر، فأمرها فتنحت، فاستمع للصوت فإذا صوت رجل يغني فأنصت له حتى فهم ما يغني به من الشعر، ثم دعا جارية من جواريه غيرها فتوضأ، فلما أصبح أذن للناس، فلما أخذوا مجالسهم أجرى ذكر الغناء، ومن كان يسمعه وليّن فيه حتى ظن القوم أنه يشتهيه، فأفاضوا في ذلك بالتليين والتسهيل، وذكر من كان يسمعه من سروات الناس، فقال: هل بقي أحد يُسمع منه؟ فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين، عندي رجلان من أهل أُبُلّة محكمان. قال: وأين منزلك من العسكر؟ فأومأ له إلى الناحية التي كان الغناء منها. قال سليمان: فابعث إليهما، ففعل فوجد الرسول أحدهما فأقبل به إليه. فقال: ما اسمك؟ قال سمير. فسأله عن الغناء وكيف هو فيه؟ فقال: حاذق محكم، قال: فمتى عهدك به؟ قال: في ليلتي هذا الماضية، قال: وفي أي نواحي العسكر كنت؟ فذكر الناحية التي سمع منها سليمان الصوت، قال: فما غنيت؟ فذكر الشعر الذي سمعه سليمان، فأقبل سليمان على القوم فقال: هدر الجمل فضبعت الناقة ونب التيس فكشرت العنز وهدل الحمام فزافت الحمامة وغنى الرجل فطربت المرأة، ثم أمر به فخُصي. وسأل عن الغناء أين أصله
وأكثر ما يكون؟ قالوا: بالمدينة وهو في المخنثين، وهم الحذاق به، فكتب إلى عامله بالمدينة وهو أبو بكر بن عمرو بن حزم الأنصاري أن أخصِ من قِبلك من المخنثين المغنين.
دخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك بن مروان، وسليمان يأكل الفالوذج، فقال له سليمان: ادن يا أعرابي فكل من هذا الفالوذج، فإنه يزيد في الدماغ، فقال له الأعرابي: لو كان الأمر على ما تقول فينبغي أن يكون رأسك مثل رأس البغل، قال: فضحك سليمان.
قال هشام بن سليمان: أكل سليمان بن عبد الملك أربعين دجاجة تشوى له على النار على صفة الكباب، وأكل أربعاً وثمانين كلوة بشحومها وثمانين جردقة من غير الماء، ثم أكل مع الناس.
حج سليمان بن عبد الملك فتأذى بحر مكة، فقال له عمر بن عبد العزيز: لو أتينا الطائف، فأتاها فلقيه ابن أبي زهير أحد بني أبان بن سالم فقال: يا أمير المؤمنين، انزل علي قال: إني أخاف أن أنهضك، قال: كلا، إن الله قد رزق خيراً، فنزل فأُتي بخمس رمانات فأكلهن، فجعلوا يأتونه بخمس خمس حتى أكل سبعين رمانة، ثم أتي بخروف وست دجاجات فأكلهن ثم أُتي بمكوك زبيب طائفي فأكله أجمع، وقال يعني: نام فانتبه من القائلة فأكل مع الناس.
قال عبد الله بن عبد الله بن الحارث: كان سليمان بن عبد الملك أكولاً، وكان بينه وبين عبد الله بن عبد الله وصلة، قال لنا سليمان يوماً: إني قد أمرت قيم بستاني أن يحبس علي الفاكهة، ولا يجتني منها شيئاً حتى تدرك، فاغدوا علي مع الفجر يقول لأصحابه الذين يأنس بهم لنأكل الفاكهة في برد النهار، فغدونا في ذلك الوقت فصلينا الصبح ودخلنا معه، فإذا الفاكهة متهدلة على أغصانها، وإذا كل فاكهة مختارة، قد أدركت كلها، فقال: كلوا ثم أقبل عليها، فأكلنا بمقدار الطاقة وأقبلنا نقول: يا أمير المؤمنين، هذا العنقود فيخرطه في فيه، يا أمير المؤمنين، هذه التفاحة، كلما رأينا شيئاً نضيجاً أومأنا إليه فيأخذه فيأكله، ويحطمه
حطماً حتى ارتفع الضحى ومتع النهار، ثم أقبل على قيم البستان فقال: ويحك يا فلان، إني قد استجعت، فهل عندك شيء تطعمنيه؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين: عتاق حولية حمراء، قال: ائتني بها، ولا تأتين معها بخبز، فجاء بها على خوان لا قوائم لها، وقد شصيت بأربعها، وقد انتفخت وملأت الخوان، وجاء بها غلمة يحملونها فأدنوها منه، وهو قائم، فأقبل يأخذ العضو فيجيء معه ليفتحه، فيطرحه في فيه، ويلقي العظم حتى أتى عليها، ثم عاد لأكل الفاكهة، فأكل فأكثر، ثم قال للقيم: ويحك ما عندك شيء تطعمنيه؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، دجاجتان بحريتان قد عمتتا شحماً قال: ائتني بهما، ففعل بهما كما فعل بالعتاق، ثم عاد لأكل الفاكهة، فأكل ملياً، ثم قال للقيم: هل عندك شيء تطعمنيه؟ فإني قد جعت ويحك، قال: عندي سويق جديدة يعني الحنطة، كأنه قطع الأوتار، وسمن بسلاء وسكر، قال: أفلا أعلمتني بهذا قبل؟ ائتني به. وأكثِر فجاء بقعب يقعد فيه الرجل، وقد ملأه من السويق قد خلطه بالسكر وصب عليه سمن سلاء، وأتي بجرة ماء بارد وكوز، فأخذ القعب على كفه وأقبل القيم يصب عليه الماء فيحركه حتى كفأه على وجهه فارغاً، ثم عاد لأكل الفاكهة فأكل ملياً حتى جرت عليه الشمس، ودخل، وأمرنا أن ندخل إلى مجلسه، فدخلنا وجلسنا، فما مكث أن خرج علينا. فلما جلس قام كبير الطباخين حياله يؤذنه بالغداء فأومأ إليه أن ائت بالغداء، فوضع يده فأكل، فما فقدنا من أكله شيئاً.
وفي حديث آخر بمعناه وفيه: ثم إن سليمان بن عبد الملك بعد فراغه من أكله هذا عرضت له حمى أدته إلى الموت.
كان سليمان بن عبد الملك يأخذ المرآة، فينظر فيها من فرقه إلى قدمه، ويقول: أنا الملك الشاب، فلما نزل بمرج دابق حمّ وفشت الحمى في عسكره فنادى بعض خدمه، فجاءت بطست فسقطت، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: محمومة. قال: فأين فلانة؟ قالت: محمومة. فلم يعد أحداً إلا قالت محموم، فقال سليمان: الحمد لله جعل
خليفته في الأرض ليس له من يُوضيه، ثم التفت إلى خاله الوليد بن القعقاع العنسي فقال: من الكامل
قرب وضوءك يا وليد فإنما ... هذي الحياة تعلة ومتاع
فاعمل لنفسك في حياتك صالحاً ... فالدهر فيه فرقة وجماع
ومات في مرضه.
قال يحيى ين يحيى: جلس سليمان بن عبد الملك في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثياب خضر ثم نظر إلى وجهه في المرآة، فأعجبه شبابه وجماله، فقال: كان محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً، وكان أبو بكر صديقاً، وكان عمر فاروقاً، وكان عثمان حيياً، وكان معاوية حليماً، وكان يزيد صبوراً، وكان عبد الملك سائساً، وكان الوليد جباراً، وأنا الملك الشاب. فما دار عليه الشهر حتى هلك.
قال عبد الرحمن بن حسان الكناني:
لما مرض سليمان بن عبد الملك المرض الذي توفي فيه، وكان مرضه بدابق ومعه رجاء بن حيوة، فقال لرجاء بن حيوة: يا رجاء، من لهذا الأمر بعدي: أستخلف ابني؟ قال: ابنك غائب، قال: فالآخر؟ قال: صغير، قال: فمن ترى؟ قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، ومن بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتاباً، وتختم عليه، وتدعوهم إلى بيعته مختوماً عليه، قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس فكتب العهد لعمر بن عبد العزيز، ثم من بعده يزيد بن عبد الملك، ثم ختمه. ودفعه إلى رجاء، وقال اخرج للناس فمرهم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختوماً، فجمعهم فقالوا له: ومن في هذا الكتاب؟ قال: مختوم لا تُخبروا بمن فيه حتى يموت. قالوا: لا نبايع حتى نعلم ما فيه فرجع إلى سليمان فقال: انطلق إلى صاحب الشرطة والحرس وناد للصلاة جامعة ومُر الناس، فليجتمعوا، ومرهم بالبيعة على ما فيه. قال: رجاء: فلما فرغت خرجت إلى منزلي، فسمعت
جلبة موكب، فالتفت فإذا هشام فقال لي: يا رجاء، قد علمت موقعك منا، وإن أمير المؤمنين صنع شيئاً ما أدري ما هو، وأنا أتخوف أن يكون قد أزالها عني، فإن يك عدلها عني فأعلمني ما دام في الأمير نفس حتى أنظر في هذا الأمر قبل أن يموت. قال: قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه؟! لا يكون ذلك أبداً، فأدارني فأبيت عليه فانصرف. فبينا أنا أسير سمعت جلبة خلفي، فإذا عمر بن عبد العزيز، فقال: يا رجاء، إنه قد وقع في نفسي أمر كبير من هذا الرجل، أتخوف أن يكون جعلها إلي، ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمير نَفَس لعلي أتخلّص منه ما دام حياً، قال: قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه؟! فأدارني وألاصني فأبيت عليه. قال رجاء: وثقل سليمان وحجب الناس عنه حتى مات. فلما مات أجلسته في مجلسه، وأسندته، وهيأته، وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين قلت: أصبح ساكناً، وقد أحب أن تسلموا عليه، وتبايعوا على ما في هذا الكتاب بين يديه، والكتاب بين يديه، وأذنت للناس فدخلوا عليه وأنا قائم عنده، فلما دنوا منه قلت: إن أميركم يأمركم بالوقوف، ثم أخذت الكتاب من عنده، ثم تقدمت إليهم، فقلت: أمير المؤمنون يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب، قال: فبايعوا وبسطوا أيديهم. فلما بايعتهم على ما فيه أجمعين، وفرغت من بيعتهم قلت له: آجركم الله في أمير المؤمنين، قالوا: فمن؟ قال: فافتح الكتاب، فإذا فيه العهد لعمر بن عبد العزيز، فلما نظرت بنو عبد الملك تغيرت وجوههم، فلما قرؤوا من بعده يزيد بن عبد الملك، فكأنهم تراجعوا، فقال: أين عمر بن عبد العزيز، فطلبوه فلم يوجد في القوم، فنظروا فإذا هو في مؤخر المسجد. قال: فأتوه فسلموا عليه بالخلافة، فعقر به فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه، فدنوا به إلى المنبر، فلم يقدر على الصعود حتى أصعدوه فأجلسوه، فجلس طويلاً لا يتكلم، فلما رآهم رجاء جلوساً قال: ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعوه، فنهض القوم إليه، فبايعوه، ومد يده إليهم فصعد إليه هشام، فلما يد يده إليه قال: يقول هشام إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى صار يلي هذا الأمر أنا أن أنت، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إني لست بقاض ولكني منفذ،
ولست بمبتدع ولكني متبع، وإن من حولكم من الأمصار والمدن فإن هم أطاعوا كما أطعتم فأنا واليكم، وإن هم نفثوا فلست لكم بوالٍ، ثم نزل يمشي، قال: فأتاه صاحب المراكب بمركب، فقال: ما هذا؟ قال: مركب للخليفة، قال: لا حاجة لي فيه، ائتوني بدابتي، فأتوه بدابته، فركبها. ثم خرج يسير، وخرجوا معه، فمالوا به إلى طريق، فقال: إلى أين؟ قالوا: البيت الذي هيأنا للخليفة. قال: لا حاجة لي فيه، انطلقوا بي إلى منزلي. قال رجاء: فأتى منزله، فنزل عن دابته، ثم دعا بداوة وقرطاس، فجعل يكتب بيده إلى العمال في الأمصار، ويملي على نفسه، قال رجاء: فلقد كنت أظن أنه سيضعف. فلما رأيت صنيعه في الكتاب علمت أنه سيقوى بهذا أو نحوه.
لما احتضر سليمان بن عبد الملك جعل يقول:
إن بني صبية صغارُ ... أفلح من كان له كبار
فيقول عمر بن عبد العزيز: قد أفلح المؤمنون يا أمير المؤمنين، فيقول سليمان:
إن بني صبية صيفيون ... أفلح من كان له شتويون
فيقول عمر: قد أفلح المؤمنون يا أمير المؤمنين.
وقال بعض أهل العلم: إن آخر ما تكل به سليمان قال: أسألك منقلباً كريماً.
قال الأوزاعي: أخرجت جنازة سليمان بن عبد الملك، وحضرت صلاة المغرب، فبدأ عمر بن عبد العزيز بصلاة المغرب ثم صلى على سليمان.
ومات سليمان من ذات الجنب بدابق من أرض قنسرين، وهو ابن خمس وأربعين سنة.
وقيل: ثلاث وأربعين سنة، وقيل: إنه لم يبلغ الأربعين.
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو أيوب القرشي الأموي بويع له بالخلافة بعد أخيه الوليد بن عبد الملك بعهد من أبيه في سنة ست وتسعين، كانت داره بدمشق موضع ميضاءة جيرون الآن. كان فصيحاً مؤثراً للعدل، محباً للغزو، ونفذ الجيش لحصار القسطنطينية حتى صالحوهم على بناء الجامع بها.
قال سليمان: حدثني أبي عبد الملك قال: حدثني أبو مروان بن الحكم قال: سألت عائشة ليالي سرنا إلى البصرة عن حديث أهل الإفك من هم؟ فقالت رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: ونساء؟ فقالت ونساء إلا زينب بنت جحش، فإن الله عصمها بالورع ثم ضحكت. وذكر الحديث.
ونعن سليمان بن عبد الملك أن عبد الرحمن بن هنيدة أخبره أن عبد الله بن عمر ركب إلى الغابة، فمر على ابن هنيدة، وهو في بيته، فقال له أتركب؟ قال: فركبت معه حماراً، فسرنا، حتى إذا كنا ببعض الطريق، قال: سكت أحدث نفسي، فقال عبد الله بن عمر: ما لك؟ قلت: سكت أتمنى، هل تتمنى يا أبا عبد الرحمن؟ قال عبد الله: لو أن لي أحداً هذا ذهباً أعلم عدده، وأخرج زكاته، ما كرهت ذلك أو ما خشيت أن يضرني.
ولد سليمان في سنة ستين.
قال أبو سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون: فرض لي سليمان بن عبد الملك وقد أتى علي سنتان أو نحوه، وولي
سليمان يوم توفي الوليد سنة ست وتسعين، وولي عمر بن عبد العزيز في صفر سنة تسع وتسعين، وهو أخو سعيد ومحمد ويزيد وهشام والوليد ومسلمة.
وتوفي سليمان بدابق في صفر، وقيل في رمضان سنة تسع وتسعين، فكانت ولايته ثلاث سنين وثلاثة أشهر، وهو ابن تسع وثلاثين سنة، وكان سليمان عظيم الوجه، أبيض، مقرون الحاجبين، وشعره يضرب منكبيه، ما رُئي أجمل منه.
حدث عامر بن صالح
أن عبد الملك بن مروان جمع ببيته ذات يوم الوليد وسليمان ومسلمة، فاستقرأهم، فقرؤوا فأحسنوا، واستنشدهم فأنشدوا، فأجادوا لكل شاعر غير الأعشى، فقال لهم: قرأتم فأحسنتم وأنشدتم فأجدتم لكل شاعر غير الأعشى فمالكم تهجرونه؟! قد أخذ من كل جنس فأحسن، وما امتدح رجلاً قط إلا تركه مذكوراً، وإن كان خاملاً، ولا حجا رجلاً قط إلا وضعه، وإن كان مذكوراً، هذا عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة، وهما من بيت واحد هجا علقمة فأخمله، وكان شريفاً مذكوراً، ومدح عامر بن الطفيل فرفعه، ثم قال عبد الملك: يا بني لينشدني كل رجل منكم أرق بيت قالته العرب، ولا يفحشن ولا يستحين إنشاده، هات يا وليد فقال الوليد: من البسيط
ما مركب وركوب الخيل يعجبني ... كمركب بين دملوج وخلخال
قال عبد الملك: وهل يكون من الشعر أرفث من هذا: هات يا سليمان فقال: من الخفيف
حبذا رجعها يهديها إليها ... في يدي درعها تحل الإزارا
قال: لم تصب، هات يا مسلمة، قال مسلمة:
وما ذرّفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
قال: كذب ولم يصب، إذا ذرفت عيناها بالوجد فما بقي إلا اللقاء، وإنما ينبغي
للعاشق أن يقتضي منها الجفاء ويكسوها المودة، أنا مؤجلكم في هذا البيت ثلاثة أيام على أن لا تسألوا عنه أحداً فمن أتاني به فله حكمه، فنهضوا وخرجوا عنه، فبينا سليمان في موكب له إذا هو بأعرابي يسوق إبلاً له، وهو يقول:
لو حُزّ بالسيف رأسي في مودتها ... لمال يهوي سريعاً نحوها رأسي
قال سليمان: عليّ بالأعرابي، فأُتي به فوكل به ثم انصرف إلى عبد الملك، فقال له عبد الملك: ما وراءك يا سليمان؟ قال: قد أجبتك عما سألت، وأنشده البيت فقال عبد الملك: أحسنت أنى لك هذا؟ فقص عليه خبر الأعرابي فقال: حاجتك! ولا تنس حظ صاحبك، قال: حاجتي يا أمير المؤمنين أن عهد العهد ليس بمقرب أجلاً، ولا تركه بمباعد حتفاً، وقد عهد أمير المؤمنين إلى الوليد، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعهد إلي بعده فعل، قال: نعم. فأقام الحج للناس بمكة، ووصله ثمانية آلاف درهم، فجعلها للأعرابي، وهي سنة إحدى وثمانين.
قال ابن شوذب: قال الوليد لعمر بن عبد العزيز: اخلع سليمان، قال: وكيف نخلعه ونتركك، وإنما بايعنا لك وله في عقد واحد؟! حدث جماعة من مشيخة الجند: أن الوليد لما مات وبويع لسليمان أتته بيعة الأجناد وهو بمشارف البلقاء، فأتى بيت المقدس، وأتته الوفود بالبيعة، فلم يروا وفادة كانت أهنأ من الوفادة إليه، كان يجلس في قبلة من صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة، قد بسطت البسط بين يدي قبته، عليها النمارق والكراسي، فيجلس ويأذن للناس، فيجلس الناس على الكراسي. والوسائد والكساء آنية الذهب والفضة وكتاب الدواوين فيدخل وفد الجند، ويتقدم صاحبهم فيتكلم عنهم وعمن قدموا من عنده، فيقول: إن رجال جندنا كذا وكذا، ومن حاجتهم كذا ومما يصلحهم كذا، فيأمر بذلك كله فيكتب قبل أن يبرح، ثم يقبل على حاجته، فإن سأل زيادة في عطائه أو بلاغاً في شرف أمر الكتاب فكتبوا، وإن سأل ديناً أمره فسماه، وأمر بدفعه إليه من ذلك المال، ثم يقوم من كان معه، كل يتكلم بحاجته فتُقضَى.
حدث سعيد بن عبد العزيز
أن سليمان بن عبد الملك ولي وهو إلى الشباب والرقة ما هو، فقال لعمر بن عبد
العزيز: إنا قد ولينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به يكتب. قال: فكان من ذلك عزل عمال الحجاج، وإخراج من كان في سجن العراق، وإخراج أعطية العراقيين، ومن ذلك كتابه أن الصلاة قد كانت أُميتت فأحيوها، وردوها إلى وقتها، مع أمور حسنة، كان يسمع من عمر بن عبد العزيز فيها، قال: فحدثت من أدرك ذلك أن سليمان هم بالإقامة ببيت المقدس، واتخذها منزلاً، وجمع الناس الأموال بها، قال: وقدم عليه موسى بن نصير من ناحية المغرب، ومسلمة بن عبد الملك، فبينا هو على تلك إذ جاءه الخبر أن الروم خرجت على ساحل حمص فسبت امرأة وجماعة، وللمرأة فيهم ذكر إذ ذاك، فغضب سليمان وقال: ما هو إلا هذا نغزوهم ويغزونا، واله لأغزونهم غزوة أفتح فيها القسطنطينية، أو أموت دون ذلك، ثم التفت إلى مسلمة وموسى فقال: أشيرا علي، فقال موسى: يا أمير المؤمنين، إن أردت ذلك فسر بسيرة المسلمين فيما فتحوه من الشام ومصر إلى إفريقية، ومن العراق إلى خراسان، كلما فتحوا مدينة اتخذوها داراً، وحازوها للإسلام وأهله حتى بلغوا ما رأيت، فابدأ بالدروب فافتح ما فيها من الحصون ومطاميرها ومسالحها حتى تجعله في حوز المسلمين وملكهم حتى تبلغ القسطنطينية، وقد هدمت حصونها وأوهنت قوتها، فإنهم سيعطون بأيديهم فالتفت إلى مسلمة فقال: ما تقول؟ فقال: هذا الرأي إن طال عمر إليه أو كان الذي يلي يثني على رأيك ولا ينقضه، رأيت أن تعمل منه ما عملت، وتبلغ منه ما بلغت، ولا تأتي على ما قاله خمس عشرة سنة، ولكني أرى أن تُغزي جماعة من المسلمين في البر والبحر القسطنطينية فيحاصروها، فإنهم ما دام عليهم البلاء أعطوا الجزية أو فتحوها عنوة، ومتى ما يكن ذلك فإن ما دونها من الحصون بيدك، فقال سليمان: هذا الرأي، فأغزي جماعة أهل الشام والجزية والموصل في البر في نحو عشرين ومئة ألف، أغزى أهل مصر وأهل إفريقية في البحر في ألف مركب عليهم عمر بن هبيرة الفزاري، وعلى جماعة من الناس مسلمة بن عبد الملك، وأغزى داود بن سليمان في جماعته من أهل بيته.
وحدث جماعة أن سليمان بن عبد الملك أخرج لهم الأعطية، وأعلمهم أن غزو القسطنطينية والإقامة
عليها ما قدروا لذلك قدره، فأخذ الناس العطاء وتجهزوا، وقدم سليمان دمشق، فصلى الجمعة، ثم عاد إلى المنبر فكلم الناس وأخبرهم بيمينه التي حلف عليها من حصار القسطنطينية، فانفروا على بركة الله، واعلموا أنه المقام عليها، فعليكم بتقوى الله ثم الصبر ثم الصبر، فقام رجل من تحت القبة من أشراف الناس ممن اكتتب في البعث فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد سمعنا يمين أمير المؤمنين فنحن مطيعون صابرون حتى يفتحها اله ويبر قسم أمير المؤمنين، فليقطعني أمير المؤمنين دار فلان البطريق إن شاء الله، قال سليمان: نعم ومضى سليمان حتى نزل دابق، فاجتمع الناس إليه فأمضى مسلمة بالبعث فأدرب، وأقام سليمان بدابق فذكر يمينه أن لا ينتقل من دابق حتى يفتح القسطنطينية فأقام بها.
قال الشعبي حج سليمان بن عبد الملك فرأى الناس بالموسم فقال لعمر بن عبد العزيز: أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصي عددهم إلا الله، ولا يسع رزقهم غيره؟ فقال عمر: يا أمير المؤمنين، هؤلاء رعيتك اليوم، وهم غداً خصماؤك. فبكى سليمان بكاء شديداً ثم قال: بالله أستعين.
قال عطاء بن السائب: كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد الملك فأصابته السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك، وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك، فقال له سليمان: ما أضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ قال له: يا أمير المؤمنين، هذه آثار رحمته فيه شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه وغضبه؟! قال يزيد بن حازم: كان سليمان بن عبد الملك يخطبنا كل جمعة، لا يدع أن يقول في خطبته: وإنما أهل الدنيا على رحيل لم تمضِ بهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر وعد الله وهم على ذلك، كذلك لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجعاتها، ولا يتقى من شر أهلها، ثم يتلو " أفرأيت إن متعناهما سنين ثم جاؤهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يُمتعون ".
قال محمد بن سيرين:
رحم الله سليمان بن عبد الملك، افتتح خلافته بخير، وختمها بخير، افتتح خلافته بإحيائه الصلاة لمواقيتها، وختمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز.
وسُمي سليمان بن عبد الملك مفتاح الخير لأنه استخلف عمر بن عبد العزيز.
نادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر: أيا سليمان، أيا سليمان، اذكر يوم الآذان، قال: فنزل عن المنبر ودعا بالرجل فقال: أنا سليمان فما يوم الأذان؟ قال: " فأذّن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " قال: فما مظلمتك؟ قال: أرضي وأرض آبائي أخذها وكيلك. قال: فكتب إلى وكيله أن ادفع إليه أرضه وأرضي مع أرضه.
حكي أن سليمان لبس يوماً الخضرة، وهو يريد أن يركب، فلما نظر إلى نفسه أعجبته فقال: إني أنا الملك الشاب، فقالت مغنيته: أنت والله يا أمير المؤمنين أحق ببيتي الشاعر حين يقول: من الخفيف
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب ... كان في الناس غير أنك فان
فقال: ويحك جنيت علي. فنزع ثيابه ولم يركب حتى مات.
قال سليمان بن عبد الملك: العاقل أحرص على إقامة لسانه منه على طلب معاشه.
ذكر الكلام في مجلس سليمان بن عبد الملك فذمه أهل المجلس فقال سليمان: كلا، إن من تكلم فأحسن قدر على أن يسكت فيحسن، وليس كل من سكت فأحسن قدر أن يتكلم فيحسن.
أنشد المدائني لسليمان بن عبد الملك: من الطويل
وهوّن وجدي في شراحيل أنني ... متى شئت لاقيت امرءاً مات صاحبه
ولسليمان بن عبد الملك: من الطويل
ومن شيمتي أن لا أفارق صاحبي ... وإن ملّني إلا سألت له رشداً
وإن دام لي بالود دمت ولم أكن ... كآخر لا يرعى ذماماً ولا عهدا
حدث أبو الزناد قال: كان سليمان ليلة في بادية له، فسمر ليلة على ظهر سطح، ثم تفرق جلساؤه، ودعا بوضوء، فجاءته جارية له فبينا هي تصب عليه أنكر أمرها، فرفع رأسه إليها فإذا هي مصغية بسمعها مائلة بجسدها كله إلى صوت غناء تسمعه في ناحية العسكر، فأمرها فتنحت، فاستمع للصوت فإذا صوت رجل يغني فأنصت له حتى فهم ما يغني به من الشعر، ثم دعا جارية من جواريه غيرها فتوضأ، فلما أصبح أذن للناس، فلما أخذوا مجالسهم أجرى ذكر الغناء، ومن كان يسمعه وليّن فيه حتى ظن القوم أنه يشتهيه، فأفاضوا في ذلك بالتليين والتسهيل، وذكر من كان يسمعه من سروات الناس، فقال: هل بقي أحد يُسمع منه؟ فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين، عندي رجلان من أهل أُبُلّة محكمان. قال: وأين منزلك من العسكر؟ فأومأ له إلى الناحية التي كان الغناء منها. قال سليمان: فابعث إليهما، ففعل فوجد الرسول أحدهما فأقبل به إليه. فقال: ما اسمك؟ قال سمير. فسأله عن الغناء وكيف هو فيه؟ فقال: حاذق محكم، قال: فمتى عهدك به؟ قال: في ليلتي هذا الماضية، قال: وفي أي نواحي العسكر كنت؟ فذكر الناحية التي سمع منها سليمان الصوت، قال: فما غنيت؟ فذكر الشعر الذي سمعه سليمان، فأقبل سليمان على القوم فقال: هدر الجمل فضبعت الناقة ونب التيس فكشرت العنز وهدل الحمام فزافت الحمامة وغنى الرجل فطربت المرأة، ثم أمر به فخُصي. وسأل عن الغناء أين أصله
وأكثر ما يكون؟ قالوا: بالمدينة وهو في المخنثين، وهم الحذاق به، فكتب إلى عامله بالمدينة وهو أبو بكر بن عمرو بن حزم الأنصاري أن أخصِ من قِبلك من المخنثين المغنين.
دخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك بن مروان، وسليمان يأكل الفالوذج، فقال له سليمان: ادن يا أعرابي فكل من هذا الفالوذج، فإنه يزيد في الدماغ، فقال له الأعرابي: لو كان الأمر على ما تقول فينبغي أن يكون رأسك مثل رأس البغل، قال: فضحك سليمان.
قال هشام بن سليمان: أكل سليمان بن عبد الملك أربعين دجاجة تشوى له على النار على صفة الكباب، وأكل أربعاً وثمانين كلوة بشحومها وثمانين جردقة من غير الماء، ثم أكل مع الناس.
حج سليمان بن عبد الملك فتأذى بحر مكة، فقال له عمر بن عبد العزيز: لو أتينا الطائف، فأتاها فلقيه ابن أبي زهير أحد بني أبان بن سالم فقال: يا أمير المؤمنين، انزل علي قال: إني أخاف أن أنهضك، قال: كلا، إن الله قد رزق خيراً، فنزل فأُتي بخمس رمانات فأكلهن، فجعلوا يأتونه بخمس خمس حتى أكل سبعين رمانة، ثم أتي بخروف وست دجاجات فأكلهن ثم أُتي بمكوك زبيب طائفي فأكله أجمع، وقال يعني: نام فانتبه من القائلة فأكل مع الناس.
قال عبد الله بن عبد الله بن الحارث: كان سليمان بن عبد الملك أكولاً، وكان بينه وبين عبد الله بن عبد الله وصلة، قال لنا سليمان يوماً: إني قد أمرت قيم بستاني أن يحبس علي الفاكهة، ولا يجتني منها شيئاً حتى تدرك، فاغدوا علي مع الفجر يقول لأصحابه الذين يأنس بهم لنأكل الفاكهة في برد النهار، فغدونا في ذلك الوقت فصلينا الصبح ودخلنا معه، فإذا الفاكهة متهدلة على أغصانها، وإذا كل فاكهة مختارة، قد أدركت كلها، فقال: كلوا ثم أقبل عليها، فأكلنا بمقدار الطاقة وأقبلنا نقول: يا أمير المؤمنين، هذا العنقود فيخرطه في فيه، يا أمير المؤمنين، هذه التفاحة، كلما رأينا شيئاً نضيجاً أومأنا إليه فيأخذه فيأكله، ويحطمه
حطماً حتى ارتفع الضحى ومتع النهار، ثم أقبل على قيم البستان فقال: ويحك يا فلان، إني قد استجعت، فهل عندك شيء تطعمنيه؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين: عتاق حولية حمراء، قال: ائتني بها، ولا تأتين معها بخبز، فجاء بها على خوان لا قوائم لها، وقد شصيت بأربعها، وقد انتفخت وملأت الخوان، وجاء بها غلمة يحملونها فأدنوها منه، وهو قائم، فأقبل يأخذ العضو فيجيء معه ليفتحه، فيطرحه في فيه، ويلقي العظم حتى أتى عليها، ثم عاد لأكل الفاكهة، فأكل فأكثر، ثم قال للقيم: ويحك ما عندك شيء تطعمنيه؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، دجاجتان بحريتان قد عمتتا شحماً قال: ائتني بهما، ففعل بهما كما فعل بالعتاق، ثم عاد لأكل الفاكهة، فأكل ملياً، ثم قال للقيم: هل عندك شيء تطعمنيه؟ فإني قد جعت ويحك، قال: عندي سويق جديدة يعني الحنطة، كأنه قطع الأوتار، وسمن بسلاء وسكر، قال: أفلا أعلمتني بهذا قبل؟ ائتني به. وأكثِر فجاء بقعب يقعد فيه الرجل، وقد ملأه من السويق قد خلطه بالسكر وصب عليه سمن سلاء، وأتي بجرة ماء بارد وكوز، فأخذ القعب على كفه وأقبل القيم يصب عليه الماء فيحركه حتى كفأه على وجهه فارغاً، ثم عاد لأكل الفاكهة فأكل ملياً حتى جرت عليه الشمس، ودخل، وأمرنا أن ندخل إلى مجلسه، فدخلنا وجلسنا، فما مكث أن خرج علينا. فلما جلس قام كبير الطباخين حياله يؤذنه بالغداء فأومأ إليه أن ائت بالغداء، فوضع يده فأكل، فما فقدنا من أكله شيئاً.
وفي حديث آخر بمعناه وفيه: ثم إن سليمان بن عبد الملك بعد فراغه من أكله هذا عرضت له حمى أدته إلى الموت.
كان سليمان بن عبد الملك يأخذ المرآة، فينظر فيها من فرقه إلى قدمه، ويقول: أنا الملك الشاب، فلما نزل بمرج دابق حمّ وفشت الحمى في عسكره فنادى بعض خدمه، فجاءت بطست فسقطت، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: محمومة. قال: فأين فلانة؟ قالت: محمومة. فلم يعد أحداً إلا قالت محموم، فقال سليمان: الحمد لله جعل
خليفته في الأرض ليس له من يُوضيه، ثم التفت إلى خاله الوليد بن القعقاع العنسي فقال: من الكامل
قرب وضوءك يا وليد فإنما ... هذي الحياة تعلة ومتاع
فاعمل لنفسك في حياتك صالحاً ... فالدهر فيه فرقة وجماع
ومات في مرضه.
قال يحيى ين يحيى: جلس سليمان بن عبد الملك في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثياب خضر ثم نظر إلى وجهه في المرآة، فأعجبه شبابه وجماله، فقال: كان محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً، وكان أبو بكر صديقاً، وكان عمر فاروقاً، وكان عثمان حيياً، وكان معاوية حليماً، وكان يزيد صبوراً، وكان عبد الملك سائساً، وكان الوليد جباراً، وأنا الملك الشاب. فما دار عليه الشهر حتى هلك.
قال عبد الرحمن بن حسان الكناني:
لما مرض سليمان بن عبد الملك المرض الذي توفي فيه، وكان مرضه بدابق ومعه رجاء بن حيوة، فقال لرجاء بن حيوة: يا رجاء، من لهذا الأمر بعدي: أستخلف ابني؟ قال: ابنك غائب، قال: فالآخر؟ قال: صغير، قال: فمن ترى؟ قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، ومن بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتاباً، وتختم عليه، وتدعوهم إلى بيعته مختوماً عليه، قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس فكتب العهد لعمر بن عبد العزيز، ثم من بعده يزيد بن عبد الملك، ثم ختمه. ودفعه إلى رجاء، وقال اخرج للناس فمرهم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختوماً، فجمعهم فقالوا له: ومن في هذا الكتاب؟ قال: مختوم لا تُخبروا بمن فيه حتى يموت. قالوا: لا نبايع حتى نعلم ما فيه فرجع إلى سليمان فقال: انطلق إلى صاحب الشرطة والحرس وناد للصلاة جامعة ومُر الناس، فليجتمعوا، ومرهم بالبيعة على ما فيه. قال: رجاء: فلما فرغت خرجت إلى منزلي، فسمعت
جلبة موكب، فالتفت فإذا هشام فقال لي: يا رجاء، قد علمت موقعك منا، وإن أمير المؤمنين صنع شيئاً ما أدري ما هو، وأنا أتخوف أن يكون قد أزالها عني، فإن يك عدلها عني فأعلمني ما دام في الأمير نفس حتى أنظر في هذا الأمر قبل أن يموت. قال: قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه؟! لا يكون ذلك أبداً، فأدارني فأبيت عليه فانصرف. فبينا أنا أسير سمعت جلبة خلفي، فإذا عمر بن عبد العزيز، فقال: يا رجاء، إنه قد وقع في نفسي أمر كبير من هذا الرجل، أتخوف أن يكون جعلها إلي، ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمير نَفَس لعلي أتخلّص منه ما دام حياً، قال: قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه؟! فأدارني وألاصني فأبيت عليه. قال رجاء: وثقل سليمان وحجب الناس عنه حتى مات. فلما مات أجلسته في مجلسه، وأسندته، وهيأته، وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين قلت: أصبح ساكناً، وقد أحب أن تسلموا عليه، وتبايعوا على ما في هذا الكتاب بين يديه، والكتاب بين يديه، وأذنت للناس فدخلوا عليه وأنا قائم عنده، فلما دنوا منه قلت: إن أميركم يأمركم بالوقوف، ثم أخذت الكتاب من عنده، ثم تقدمت إليهم، فقلت: أمير المؤمنون يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب، قال: فبايعوا وبسطوا أيديهم. فلما بايعتهم على ما فيه أجمعين، وفرغت من بيعتهم قلت له: آجركم الله في أمير المؤمنين، قالوا: فمن؟ قال: فافتح الكتاب، فإذا فيه العهد لعمر بن عبد العزيز، فلما نظرت بنو عبد الملك تغيرت وجوههم، فلما قرؤوا من بعده يزيد بن عبد الملك، فكأنهم تراجعوا، فقال: أين عمر بن عبد العزيز، فطلبوه فلم يوجد في القوم، فنظروا فإذا هو في مؤخر المسجد. قال: فأتوه فسلموا عليه بالخلافة، فعقر به فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه، فدنوا به إلى المنبر، فلم يقدر على الصعود حتى أصعدوه فأجلسوه، فجلس طويلاً لا يتكلم، فلما رآهم رجاء جلوساً قال: ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعوه، فنهض القوم إليه، فبايعوه، ومد يده إليهم فصعد إليه هشام، فلما يد يده إليه قال: يقول هشام إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى صار يلي هذا الأمر أنا أن أنت، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إني لست بقاض ولكني منفذ،
ولست بمبتدع ولكني متبع، وإن من حولكم من الأمصار والمدن فإن هم أطاعوا كما أطعتم فأنا واليكم، وإن هم نفثوا فلست لكم بوالٍ، ثم نزل يمشي، قال: فأتاه صاحب المراكب بمركب، فقال: ما هذا؟ قال: مركب للخليفة، قال: لا حاجة لي فيه، ائتوني بدابتي، فأتوه بدابته، فركبها. ثم خرج يسير، وخرجوا معه، فمالوا به إلى طريق، فقال: إلى أين؟ قالوا: البيت الذي هيأنا للخليفة. قال: لا حاجة لي فيه، انطلقوا بي إلى منزلي. قال رجاء: فأتى منزله، فنزل عن دابته، ثم دعا بداوة وقرطاس، فجعل يكتب بيده إلى العمال في الأمصار، ويملي على نفسه، قال رجاء: فلقد كنت أظن أنه سيضعف. فلما رأيت صنيعه في الكتاب علمت أنه سيقوى بهذا أو نحوه.
لما احتضر سليمان بن عبد الملك جعل يقول:
إن بني صبية صغارُ ... أفلح من كان له كبار
فيقول عمر بن عبد العزيز: قد أفلح المؤمنون يا أمير المؤمنين، فيقول سليمان:
إن بني صبية صيفيون ... أفلح من كان له شتويون
فيقول عمر: قد أفلح المؤمنون يا أمير المؤمنين.
وقال بعض أهل العلم: إن آخر ما تكل به سليمان قال: أسألك منقلباً كريماً.
قال الأوزاعي: أخرجت جنازة سليمان بن عبد الملك، وحضرت صلاة المغرب، فبدأ عمر بن عبد العزيز بصلاة المغرب ثم صلى على سليمان.
ومات سليمان من ذات الجنب بدابق من أرض قنسرين، وهو ابن خمس وأربعين سنة.
وقيل: ثلاث وأربعين سنة، وقيل: إنه لم يبلغ الأربعين.
[سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني روى عن جده محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني كتب إلي أبي وأبي زرعة على يدي سعيد البرذعي - ] .
سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن عبد المطلب، أبو أيوب الهاشمي :
كان داود بن علي مات وابنه حمل. فلما ولد سموه باسمه داود. سمع سليمان عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وعبثر بن القاسم، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عبد الله الحمال، وأبو يحيى صاعقة والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن سلام السواق، والحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النرسي، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن المعدل، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال: ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما، سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي- بلفظه من كتابه- أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال:
سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح يقول: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين، أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة قَالَ: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.
وقال ابن خراش: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم، استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سليمان بن داود الهاشمي ثقة كان يسكن بغداد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: سليمان بن داود الهاشمي كان صدوقا ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو أيوب سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ، ثقة مأمون سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: سليمان بن داود الهاشمي ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس توفي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين، وكان ثقة.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أحمد بن زهير قال: سليمان بن داود الهاشمي توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات سليمان بن داود الهاشمي سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات سليمان بن داود بن داود بن علي الهاشمي.
كان داود بن علي مات وابنه حمل. فلما ولد سموه باسمه داود. سمع سليمان عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وعبثر بن القاسم، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عبد الله الحمال، وأبو يحيى صاعقة والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن سلام السواق، والحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النرسي، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن المعدل، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال: ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما، سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي- بلفظه من كتابه- أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال:
سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح يقول: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين، أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة قَالَ: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.
وقال ابن خراش: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم، استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سليمان بن داود الهاشمي ثقة كان يسكن بغداد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: سليمان بن داود الهاشمي كان صدوقا ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو أيوب سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ، ثقة مأمون سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: سليمان بن داود الهاشمي ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس توفي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين، وكان ثقة.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أحمد بن زهير قال: سليمان بن داود الهاشمي توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات سليمان بن داود الهاشمي سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات سليمان بن داود بن داود بن علي الهاشمي.
سليمان بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان بن حبيب، أبو محمد الجرشي الشامي :
نزيل واسط حدث عن الوليد بْن مسلم، ومحمد بْن شعيب بْن شابور، ومروان ابن معاوية كان فهما حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن ملاعب، وحنبل بن إسحاق.
وقَالَ ابن أَبِي حاتم كتب عَنْهُ أَبِي وقال: كتبت عنه قديما، وكان حلوا. قدم بغداد فكتب عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وتغير بأخرة، فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهي فلم أكتب عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن أَحْمَد. وقال أحمد ابن حنبل: سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي: حَدِيثٌ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بن الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُعَيْقِيبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ»
فَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ، رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان بن أحمد فقال: كان يتهم في الحديث.
أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال:
قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن طالب بْن علي قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد البغدادي:
سليمان بن أحمد الواسطي كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد ضعيف، روى عن الوليد بن مسلم.
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان وقد حَدَّثَنَا عن سليمان بن أحمد الواسطي بعجائب فقال: كان عندهم ثقة.
قال ابن عدي: ولسليمان أحاديث أفراد غرائب، يحدث بها عنه علي بن عبد العزيز وغيره، وهو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه.
حَدَّثَنِي أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ قال: سليمان بن أحمد أبو محمد الواسطي متروك الحديث.
نزيل واسط حدث عن الوليد بْن مسلم، ومحمد بْن شعيب بْن شابور، ومروان ابن معاوية كان فهما حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن ملاعب، وحنبل بن إسحاق.
وقَالَ ابن أَبِي حاتم كتب عَنْهُ أَبِي وقال: كتبت عنه قديما، وكان حلوا. قدم بغداد فكتب عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وتغير بأخرة، فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهي فلم أكتب عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن أَحْمَد. وقال أحمد ابن حنبل: سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي: حَدِيثٌ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بن الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُعَيْقِيبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ»
فَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ، رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان بن أحمد فقال: كان يتهم في الحديث.
أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال:
قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن طالب بْن علي قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد البغدادي:
سليمان بن أحمد الواسطي كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد ضعيف، روى عن الوليد بن مسلم.
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان وقد حَدَّثَنَا عن سليمان بن أحمد الواسطي بعجائب فقال: كان عندهم ثقة.
قال ابن عدي: ولسليمان أحاديث أفراد غرائب، يحدث بها عنه علي بن عبد العزيز وغيره، وهو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه.
حَدَّثَنِي أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ قال: سليمان بن أحمد أبو محمد الواسطي متروك الحديث.
سُلَيْمَان بن مُوسَى الْأَسدي الدِّمَشْقِي كنيته أَبُو أَيُّوب
وَيُقَال أَبُو هَاشم يروي عَنْ عَطاء وَنَافِع وَالزهْرِيّ وَكَانَ فَقِيها ورعا كَانُوا إِذا اجْتَمعُوا عِنْد عَطاء هُوَ الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى لَهُم سؤل الْمسَائِل مَاتَ سنة خمس عشره ومائه من شربة سقيها وَقد قيل إِنَّه سُلَيْمَان بن مُوسَى بن عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ حَدثنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن قَالَ ثَنَا عَبْد الله بْن كثير القارى عَن بن جَابر قَالَ قدم سُلَيْمَان بن مُوسَى على هِشَام بن عبد الْملك الرصافة فَسَقَاهُ طَبِيب هِشَام شربة فَقتله فسقى هِشَام ذَلِك الطَّبِيب من ذَلِك الدَّوَاء فَقتله حَدثنَا الْقطَّان بالرقة قَالَ ثَنَا هِشَام بن عمار قَالَ ثَنَا بن عَبَّاس قَالَ ثَنَا الْمطعم بن الْمِقْدَام عَن عَطاء قَالَ سيد شباب أهل الْعرَاق الْحجَّاج بن أَرْطَأَة وَسيد شباب أهل الْحجاز عبد الْملك بن جريج وَسيد شباب أهل الشَّام سُلَيْمَان بن مُوسَى
وَيُقَال أَبُو هَاشم يروي عَنْ عَطاء وَنَافِع وَالزهْرِيّ وَكَانَ فَقِيها ورعا كَانُوا إِذا اجْتَمعُوا عِنْد عَطاء هُوَ الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى لَهُم سؤل الْمسَائِل مَاتَ سنة خمس عشره ومائه من شربة سقيها وَقد قيل إِنَّه سُلَيْمَان بن مُوسَى بن عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ حَدثنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن قَالَ ثَنَا عَبْد الله بْن كثير القارى عَن بن جَابر قَالَ قدم سُلَيْمَان بن مُوسَى على هِشَام بن عبد الْملك الرصافة فَسَقَاهُ طَبِيب هِشَام شربة فَقتله فسقى هِشَام ذَلِك الطَّبِيب من ذَلِك الدَّوَاء فَقتله حَدثنَا الْقطَّان بالرقة قَالَ ثَنَا هِشَام بن عمار قَالَ ثَنَا بن عَبَّاس قَالَ ثَنَا الْمطعم بن الْمِقْدَام عَن عَطاء قَالَ سيد شباب أهل الْعرَاق الْحجَّاج بن أَرْطَأَة وَسيد شباب أهل الْحجاز عبد الْملك بن جريج وَسيد شباب أهل الشَّام سُلَيْمَان بن مُوسَى
سليمان بْن موسى الأسدي الدمشقي يقال كنيته أبو أيوب ويقال أبو الربيع.
سمعتُ ابْن حماد قال البُخارِيّ سليمان بْن موسى الأسدي القرشي يقال كنيته أبو أيوب سمع من عطاء، وعَمْرو بن شُعَيب وعنده مناكير.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قلتُ ليحيى بْن مَعِين: فما حال سليمان بْن موسى في الزُّهْريّ قال ثقة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ الْبَرْقَعِيدِيُّ، حَدَّثَنا أَحْمَدَ بْنِ عَبد الْوَاحِدِ بْنِ عبود، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا سَعِيد قال: جَاء سليمان بْن موسى بصحيفة قد استظهرها فأعجبه فقال له مكحول أتعجب ما سمعت شيئا قط فاستودعته صدري إلاَّ وجدته حين أريده.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْوَزِيرِ، حَدَّثَنا مَرَوَانُ، حَدَّثَنا سَعِيد بْن عَبد العزيز، قال: رأيتُ سليمان بْن موسى يعرض الحديث على الزُّهْريّ.
حَدَّثَنَا ابن أَبِي حَسَّانَ، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيد بْن عَبد العزيز، قَال: قَال سليمان بْن موسى من الناس من إذا غلبك خير من أن تغلبه.
حَدَّثَنَا يوسف بن الحجاج، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، قالَ: قُلتُ لعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم سليمان بْن موسى فوق يزيد بْن يزيد؟ قَال: نَعم، وَهو المقدم على أصحاب مكحول.
حَدَّثَنَا ابْن عُمَير الدمشقي، حَدَّثني عَبد الحميد بْن محمود بْن خالد، حَدَّثَنا سفيان بْن مُحَمد، قَالَ: سَمِعْتُ سفيان بْن عُيَينة يقول يزيد بْن يزيد بْن جابر ثقة عاقل حافظ من أهل الشام، ولاَ يعلم مكحول خلف بالشام مثله إلاَّ ما ذكره بن جُرَيج من سليمان بْن موسى
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللَّه الدورقي، عَن يَحْيى بْن مَعِين قال لم يدرك سليمان بْن موسى كثير من مرة، ولاَ عَبد الرحمن بْن غنم.
كتب إلي مُحَمد بْن الْحَسَنِ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يَقُولُ: لم يقع عندي عن سليمان بْن موسى شيء إلاَّ أني سمعتُ ابْن جُرَيج يقولُ: سَألتُ سليمان بْن موسى عَطاء، عَن المرأة تسعى بْن الصفا والمروة فقال لا.
حَدَّثَنَا بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أبي السري، حَدَّثَنا معتمر، حَدَّثَنا برد بْن سنان، قال: رأيتُ سليمان بْن موسى يسأل عطاء بْن أبي رباح للناس ويسمعون.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسين الأهوازي، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، حَدَّثَنا معتمر، حَدَّثَنا برد هو بن سنان قال كانوا يجتمعون على عطاء والذي يلي لهم المسألة سليمان بن موسى.
حَدَّثَنَاهُ المنجنيقي، حَدَّثَنا أبو بكر الأثرم، حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنا معتمر نحوه.
حَدَّثَنَا يوسف بن الحجاج، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، حَدَّثني عَبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم، عَن أبي مسهر قال وَحَدَّثنا محمود عن مروان قَال: لما مات مكحول جلس يزيد بْن يزيد بْن جابر فكان يزن الكلام فجالسوا سليمان بْن موسى فجاءهم فيما يريدون وما لا يريدون يعني من سعة العلم قال أبو مسهر فلما مات سليمان جلسوا إلى العلاء بْن الحارث.
حَدَّثَنَا مُحَمد ابن المُبَارك المعافري بمصر، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا سَعِيد قَال: كُنا نجلس بالغدوات مع يزيد بْن أبي مالك وسليمان بْن موسى، وبعد الظهر مع إسماعيل بْن عُبَيد اللَّه وربيعة بْن يزيد، وبعد العصر مع مكحول.
حَدَّثَنَا مُحَمد ابن المُبَارك، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا سَعِيد، قَال: كان سليمان يقول إذا جاءنا العلم من الحجاز، عنِ الزُّهْريّ قبلناه، وَإذا جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه، وَإذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بْن مهران قبلناه، وَإذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه قال سَعِيد فكان هؤلاء الأبعة علماء الناس في خلافة هشام.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمِرْزِبَانِ حَدَّثَنا أبو زيد النميري، حَدَّثَنا أبو مسهر عن سَعِيد بْن عَبد العزيز، قَال: قَال سليمان بْن موسى إذا أتانا العلم من الحجاز، عنِ الزُّهْريّ قبلناه، وَإذا أتانا من الشام عن مكحول قبلناه، وَإذا أتانا من الجزيرة عن ميمون بْن مهران قبلناه، وَإذا أتانا من العراق عن الحسن قبلناه
وفي كتابي بخطي عن مُحَمد بن أبي الخير المصري، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ سليمان بْن موسى قَال: إذا وجدت الرجل علمه علما حجازيا وسخاؤه سخاء عراقيا واستقامته استقامة شامية فهو رجل.
وفي كتابي، عنِ ابن أبي الخير، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنا سَعِيد عن سليمان قال طلب الناس منا الإسناد بعد ما مات أصحابنا ولو طلبوه منا وهم أحياء ثم التمسناة لوجدناه عندهم قائما.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي المروزي، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيم بْن علي السمناني.
وحدثني عَبد الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حوثرة، حَدَّثَنا أبو حاتم الرازي، قالا: حَدَّثَنا الهيثم بن خارجة، حَدَّثَنا يزيد أبو خالد القرشي وقال السمناني خالد بْن أبي يزيد، قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بْن موسى يقول ثلاثة لا تنصف من ثلاثة حليم من أحمق وبر من فاجر وشريف من دنيء.
حَدَّثني عَبد المؤمن، حَدَّثَنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا صفوان بن صالح، حَدَّثَنا ضمرة، عنِ ابْن شوذب قَال: كُنا عند مكحول ومعنا سليمان بْن موسى فجاء رجل فاستطال على سليمان وسليمان ساكت فجاء أخ لسليمان فرد عليه فقال مكحول لقد ذل من لا سفيه لَهُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ المدائني، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ البرلسي، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا صدقة بْن خالد، حَدَّثني زيد بْن واقد قَال: كُنا نأتي سليمان بْن موسى فنجلس إليه فكان يحدثنا في نوع من العلم يومنا ذلك ثم نأتيه من الغد فيحدثنا بنوع آخر من العلم يومنا ذلك ثم نأتيه من الغد فيحدثنا بنوع آخر من العلم يومنا ذلك قال فقلت له يا أبا الربيع جزاك اللَّه خيرا إنك تحدثنا بما نعلم وبما لا نعلم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنا المطعم بْن المقدام سمعت عطاء بْن أَبِي رباح يَقُولُ سيد شباب أهل الحجاز عَبد الملك بْن جُرَيج وسيد شباب أهل العراق الحجاج بْن أرطاة وسيد شباب أهل الشام سُلَيْمَان بْن موسى.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنا عباس قيل ليحيى في حديث لا نكاح إلاَّ بولي يرويه بن جُرَيج فقال يحيى لا يصح في هذا الشيء إلا حديث سليمان بْن موسى
أنا بن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول في حديث لا نكاح إلاَّ بولي يرويه بن جُرَيج فقلت له إن بن علية يقول: قال ابْن جُرَيج لسليمان بْن موسى فقال يَحْيى ليس يقول هذا إلاَّ بن علية، وابن علية عرض كتب بن جُرَيج على عَبد المجيد بْن عَبد العزيز فأصلحها له قلت ليحيى ما كنت أظن أن عَبد المجيد هكذا، قَال: كان أعلم الناس بحديث بن جُرَيج ولكنه لم يكن يبذل نفسه بالحديث.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن أَبِي يَحْيى سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يقول أحاديث أفطر الحاجم والمحجوم، ولاَ نكاح إلاَّ بولي أحاديث يشد بعضها بعضا وأنا أذهب إليها.
وسمعت أحمد بن حفص السعيد يَقُولُ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يعني، وَهو حاضر
حديث الزُّهْريّ يقولون في النكاح بلا ولي فقال روح الكرابيسي الزُّهْريّ قد نسي هذا واحتج بحديث سمع بن عُيَينة من عَمْرو بْن دينار ثم لقي الزُّهْريّ؟ فقال: لاَ أعلمه قال فقلت لعمرو بْن دينار، فقال: حَدَّثني به في مس الإبط أن فيه وضوءا.
حَدَّثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا الشاذكوني، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ.
قال ابْن جُرَيج فلقيت الزُّهْريّ فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه فقلت له إن سليمان بْن موسى حدثناه به عنك قال فعرف سليمان وذكر خيرا وقال أخاف أن يكون قد وهم علي.
قال ابنُ عَدِي وهذه القصة معروفة بابن علية أن بن جُرَيج سأل الزُّهْريّ فلم يعرف هذه القصة بعينها التي ذكرتها عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عنِ ابن جُرَيج كما حكاه بن علية.
قال الشيخ: وهذا حديث جليل في هذا الباب في باب لا نكاح إلاَّ بولي وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي.
وقد رواه، عنِ ابْن جُرَيج الكبار من الناس منهم يَحْيى بْن سَعِيد الأنصاري ورواه، عَن يَحْيى بْن سَعِيد زهير بْن معاوية ورواه، عَن يَحْيى يعلى بْن عُبَيد، وأَبُو بدر شجاع
بْن الوليد، وأَبُو حمزة السكري ورواه، عنِ ابْن جُرَيج الليث بْن سعد، عنِ ابْن وهب، عنِ ابْن جُرَيج ورواه الليث، عَن يَحْيى بْنِ أَيُّوبَ، عنِ ابْن جُرَيج ورواه الثَّوْريّ، عنِ ابْن جُرَيج، ولاَ يعرف بهذا الإسناد، عنِ ابْن جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائشة، عَن هذا النسق حديث آخر بهذا الإسناد لم يكن يعرف غيره حتى، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْن سليمان بن الأشعث.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مهران، حَدَّثَنا عصام بن يوسف، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ المُبَارك، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لابُدَّ مِنْهُ.
وَهَذَا لا أَعْرِفُهُ إلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وقد حدث بحديث لا نكاح إلاَّ بولي، عنِ الزُّهْريّ عن عروة عن عائشة مع سليمان بْن موسى حجاج بْن أرطاة ويزيد بْن أبي حبيب وقرة بْن حيوئيل وأيوب بْن موسى، وابن عُيَينة وإِبْرَاهِيم بْن سعد وكل هؤلاء طرقهم طرق غريبة إلاَّ حديث حجاج بْن أرطاة فإنه مشهور رواه عنه جماعة.
أخبرنا أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، قالا: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا حَجَّاجٌ، عنِ ابْنِ جُرَيج، قَال: قَال سليمان بن موسى، حَدَّثَنا نَافِعٍ أَنَّ عَبد اللَّهِ بْنَ عُمَر كَانَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْشُوا السَّلامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَكُونُوا إخوانا كما أمركم الله
أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا أَبُو مَعْمَرٍ عَنْ رُوحِ بْنِ عُبَادَةَ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ الْبَلَدِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن مسعود العجمي، حَدَّثَنا عَبد الرَّزَّاق أَخْبَرنا ابْنُ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَقَدْ ذَهَبَ كُلُّ صَلاةِ اللَّيْلِ الوتر فأوتروا قبل الفجر.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَن أَبِي مُعِيدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كُفِّنَ فِي رِبَاطِ ثَلاثَةِ سُحُولٍ بِيضٍ.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنا محمود بن خالد، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ وَحَدَّثَ أَبُو مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الْوَصِيَّةِ يَعْنِي قَوْلَهُ مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَةً إلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ
قَالَ ابْنِ عُمَر فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَتَانِ مُنْذُ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَارِبُوا بَيْنَ أولادكم.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا صفوان بن صالح، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنا أَبُو مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر وعطاء وعن جابر عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ (ح) وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ وَحَدَّثَ أَبُو مُعِيدٍ قَالَ وَحَدَّثَ سُلَيْمَانُ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر وَعَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ أَنّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَهُ وَفَاءٌ فَهُوَ حُرٌّ وَيَضْمَنُ نَصِيبَ شُرَكَائِهِ بِقِيمَةٍ عَدْلٍ بِمَا أَسَاءَ مُشَارَكَتَهُمْ وَلَيْسَ عَلَى الْعَبْدِ شَيْءٌ.
قَالَ ابنُ عَدِي قَوْلُهُ لَيْسَ عَلَى الْعَبْدِ شَيْءٌ لا يَرْوِيهِ غَيْرُ أَبِي مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ نافع، عنِ ابْن عُمَر وعطاء عن جابر.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين الصُّوفيّ، حَدَّثَنا الحكم بن موسى، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ، عَن أَبِي وَهْبٍ عَبد اللَّهِ بْنِ عُبَيد اللَّهِ الْكِلاعِيِّ عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، عنِ ابْنِ عُمَر وَعَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ.
وأَخْبَرنا الْحَسَن بْن سفيان، حَدَّثَنا عَبد الرحمن بن إبراهيم، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ، عَن أَبِي مُعِيدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عنِ ابْن عُمَر وَعَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ وَعَلَيْهِ دَيْنُهُ إلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ وَمَنْ أَبَرَ نَخْلا فَبَاعَ بَعْدَ مَا يُؤْبِرُهُ فَلَهُ تَمْرُهُ إلاَّ أَنْ يشترط المبتاع
أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا أَبُو بكر الأعين.
وأَخْبَرنا بن قتيبة، حَدَّثَنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالا: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غَيْلانَ الرعيني أبو مُعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالا وَحَدَّثنا عَمْرو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبُو مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر قَالا قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا خِيَارٌ وَاللَّفْظُ لابن قتيبة.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا عَبد الرَّحِيمِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أن يقعد على القبر.
حَدَّثَنَا بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَنْبَأَنَا هَمَّامُ أَنَّ عَطَاءً سَأَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَأَنَا شَاهِدٌ حَدَّثَكَ جَابِرٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيَزْرَعْهَا أَخَاهُ، ولاَ يَكْرِيهَا قال عطاء نعم قال وحدث جابر أن
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نَهَى أَنْ يُنْبَذُ الْبُسْرُ والتمر جميعًا والزبيب جميعًا؟ قَال: نَعم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن يَحْيى المروزي، حَدَّثَنا عصام بْن علي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ رَاشِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطاء، عَن جَابِرِ قَال: كُنا نُصِيبُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الأَسْقِيَةَ وَالأَوْعِيَةَ فنقتسمها كلها ميتة.
حَدَّثَنَا عبدان، حَدَّثَنا عَمْرو بن عثمان، حَدَّثَنا بقية، حَدَّثَنا عُتْبَةُ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطاء، عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قدر الفرق ستة أقساط.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَمُحمد بْنُ الْمُثَنَّى وَحُسَيْنُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الجرجرائي قالوا، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ أنه كان مع بن عُمَر فِي طَرِيقٍ فَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارٍ فَعَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ فَسَأَلَ نافع هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا؟ قَال: نَعم ثُمَّ سَأَلَ، وَهو مُنْطَلِقٌ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ حَتَّى؟ قَال: لاَ فَلَمَّا؟ قَال: لاَ عَارَضَ الطَّرِيقَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ بِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ وَعَنْ سُلَيْمَانَ سَعِيد بْنُ عَبد الْعَزِيزِ وَأَظُنُّ أَنَّ الْوَلِيدَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ سَعِيد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين الصُّوفيّ، حَدَّثَنا أبو نصر التمار، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ عَرَفاَتٍ مَوْقِفٌ وَارْفَعُوا عَنْ عُرَنَةَ وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ
وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًي مَنْحَرٌ وَفِي كُلِّ أَيَّامِ التشريق ذبح.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بن شجاع الصُّوفيّ، حَدَّثَنا علي بن سَعِيد الرقي، حَدَّثَنا ضَمْرَةُ عَنْ جَابِرِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ شَهِدْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وعَمْرو بْنَ شُعَيب فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ عَمْرو بْنُ شُعَيب لا نَفْلٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى شَغَلَكَ أَكْلُ الزبيب بالطائف، حَدَّثَنا مَكْحُولٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَارِثَةَ عن حبيب بن مسلة الْفِهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ فِي الْبَدَأَةِ الرُّبْعَ بَعْدَ الْخُمْسِ وَفِي الرجعة الثلث بعد الخمس.
حَدَّثَنَا أبو خولة البهراني، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْن خالد القطان، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْهَاشِمِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: رأيتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ يَسْأَلُ الأَوْزاعِيّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخْيَمِرَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ بنبيذ جر ينش فَقَالَ اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ فَهَذَا شَرَابُ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، ولاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ، وَهو فقيه راو حدث عنه الثقات من الناس، وَهو أحد علماء أهل الشام وقد روى أحاديث ينفرد بها لا
يرويها غيره، وَهو عندي ثبت صدوق.
سمعتُ ابْن حماد قال البُخارِيّ سليمان بْن موسى الأسدي القرشي يقال كنيته أبو أيوب سمع من عطاء، وعَمْرو بن شُعَيب وعنده مناكير.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قلتُ ليحيى بْن مَعِين: فما حال سليمان بْن موسى في الزُّهْريّ قال ثقة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ الْبَرْقَعِيدِيُّ، حَدَّثَنا أَحْمَدَ بْنِ عَبد الْوَاحِدِ بْنِ عبود، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا سَعِيد قال: جَاء سليمان بْن موسى بصحيفة قد استظهرها فأعجبه فقال له مكحول أتعجب ما سمعت شيئا قط فاستودعته صدري إلاَّ وجدته حين أريده.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْوَزِيرِ، حَدَّثَنا مَرَوَانُ، حَدَّثَنا سَعِيد بْن عَبد العزيز، قال: رأيتُ سليمان بْن موسى يعرض الحديث على الزُّهْريّ.
حَدَّثَنَا ابن أَبِي حَسَّانَ، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيد بْن عَبد العزيز، قَال: قَال سليمان بْن موسى من الناس من إذا غلبك خير من أن تغلبه.
حَدَّثَنَا يوسف بن الحجاج، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، قالَ: قُلتُ لعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم سليمان بْن موسى فوق يزيد بْن يزيد؟ قَال: نَعم، وَهو المقدم على أصحاب مكحول.
حَدَّثَنَا ابْن عُمَير الدمشقي، حَدَّثني عَبد الحميد بْن محمود بْن خالد، حَدَّثَنا سفيان بْن مُحَمد، قَالَ: سَمِعْتُ سفيان بْن عُيَينة يقول يزيد بْن يزيد بْن جابر ثقة عاقل حافظ من أهل الشام، ولاَ يعلم مكحول خلف بالشام مثله إلاَّ ما ذكره بن جُرَيج من سليمان بْن موسى
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللَّه الدورقي، عَن يَحْيى بْن مَعِين قال لم يدرك سليمان بْن موسى كثير من مرة، ولاَ عَبد الرحمن بْن غنم.
كتب إلي مُحَمد بْن الْحَسَنِ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يَقُولُ: لم يقع عندي عن سليمان بْن موسى شيء إلاَّ أني سمعتُ ابْن جُرَيج يقولُ: سَألتُ سليمان بْن موسى عَطاء، عَن المرأة تسعى بْن الصفا والمروة فقال لا.
حَدَّثَنَا بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أبي السري، حَدَّثَنا معتمر، حَدَّثَنا برد بْن سنان، قال: رأيتُ سليمان بْن موسى يسأل عطاء بْن أبي رباح للناس ويسمعون.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسين الأهوازي، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، حَدَّثَنا معتمر، حَدَّثَنا برد هو بن سنان قال كانوا يجتمعون على عطاء والذي يلي لهم المسألة سليمان بن موسى.
حَدَّثَنَاهُ المنجنيقي، حَدَّثَنا أبو بكر الأثرم، حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنا معتمر نحوه.
حَدَّثَنَا يوسف بن الحجاج، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، حَدَّثني عَبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم، عَن أبي مسهر قال وَحَدَّثنا محمود عن مروان قَال: لما مات مكحول جلس يزيد بْن يزيد بْن جابر فكان يزن الكلام فجالسوا سليمان بْن موسى فجاءهم فيما يريدون وما لا يريدون يعني من سعة العلم قال أبو مسهر فلما مات سليمان جلسوا إلى العلاء بْن الحارث.
حَدَّثَنَا مُحَمد ابن المُبَارك المعافري بمصر، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا سَعِيد قَال: كُنا نجلس بالغدوات مع يزيد بْن أبي مالك وسليمان بْن موسى، وبعد الظهر مع إسماعيل بْن عُبَيد اللَّه وربيعة بْن يزيد، وبعد العصر مع مكحول.
حَدَّثَنَا مُحَمد ابن المُبَارك، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا سَعِيد، قَال: كان سليمان يقول إذا جاءنا العلم من الحجاز، عنِ الزُّهْريّ قبلناه، وَإذا جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه، وَإذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بْن مهران قبلناه، وَإذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه قال سَعِيد فكان هؤلاء الأبعة علماء الناس في خلافة هشام.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمِرْزِبَانِ حَدَّثَنا أبو زيد النميري، حَدَّثَنا أبو مسهر عن سَعِيد بْن عَبد العزيز، قَال: قَال سليمان بْن موسى إذا أتانا العلم من الحجاز، عنِ الزُّهْريّ قبلناه، وَإذا أتانا من الشام عن مكحول قبلناه، وَإذا أتانا من الجزيرة عن ميمون بْن مهران قبلناه، وَإذا أتانا من العراق عن الحسن قبلناه
وفي كتابي بخطي عن مُحَمد بن أبي الخير المصري، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ سليمان بْن موسى قَال: إذا وجدت الرجل علمه علما حجازيا وسخاؤه سخاء عراقيا واستقامته استقامة شامية فهو رجل.
وفي كتابي، عنِ ابن أبي الخير، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنا سَعِيد عن سليمان قال طلب الناس منا الإسناد بعد ما مات أصحابنا ولو طلبوه منا وهم أحياء ثم التمسناة لوجدناه عندهم قائما.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي المروزي، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيم بْن علي السمناني.
وحدثني عَبد الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حوثرة، حَدَّثَنا أبو حاتم الرازي، قالا: حَدَّثَنا الهيثم بن خارجة، حَدَّثَنا يزيد أبو خالد القرشي وقال السمناني خالد بْن أبي يزيد، قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بْن موسى يقول ثلاثة لا تنصف من ثلاثة حليم من أحمق وبر من فاجر وشريف من دنيء.
حَدَّثني عَبد المؤمن، حَدَّثَنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا صفوان بن صالح، حَدَّثَنا ضمرة، عنِ ابْن شوذب قَال: كُنا عند مكحول ومعنا سليمان بْن موسى فجاء رجل فاستطال على سليمان وسليمان ساكت فجاء أخ لسليمان فرد عليه فقال مكحول لقد ذل من لا سفيه لَهُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ المدائني، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ البرلسي، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثَنا صدقة بْن خالد، حَدَّثني زيد بْن واقد قَال: كُنا نأتي سليمان بْن موسى فنجلس إليه فكان يحدثنا في نوع من العلم يومنا ذلك ثم نأتيه من الغد فيحدثنا بنوع آخر من العلم يومنا ذلك ثم نأتيه من الغد فيحدثنا بنوع آخر من العلم يومنا ذلك قال فقلت له يا أبا الربيع جزاك اللَّه خيرا إنك تحدثنا بما نعلم وبما لا نعلم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنا المطعم بْن المقدام سمعت عطاء بْن أَبِي رباح يَقُولُ سيد شباب أهل الحجاز عَبد الملك بْن جُرَيج وسيد شباب أهل العراق الحجاج بْن أرطاة وسيد شباب أهل الشام سُلَيْمَان بْن موسى.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنا عباس قيل ليحيى في حديث لا نكاح إلاَّ بولي يرويه بن جُرَيج فقال يحيى لا يصح في هذا الشيء إلا حديث سليمان بْن موسى
أنا بن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول في حديث لا نكاح إلاَّ بولي يرويه بن جُرَيج فقلت له إن بن علية يقول: قال ابْن جُرَيج لسليمان بْن موسى فقال يَحْيى ليس يقول هذا إلاَّ بن علية، وابن علية عرض كتب بن جُرَيج على عَبد المجيد بْن عَبد العزيز فأصلحها له قلت ليحيى ما كنت أظن أن عَبد المجيد هكذا، قَال: كان أعلم الناس بحديث بن جُرَيج ولكنه لم يكن يبذل نفسه بالحديث.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن أَبِي يَحْيى سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يقول أحاديث أفطر الحاجم والمحجوم، ولاَ نكاح إلاَّ بولي أحاديث يشد بعضها بعضا وأنا أذهب إليها.
وسمعت أحمد بن حفص السعيد يَقُولُ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يعني، وَهو حاضر
حديث الزُّهْريّ يقولون في النكاح بلا ولي فقال روح الكرابيسي الزُّهْريّ قد نسي هذا واحتج بحديث سمع بن عُيَينة من عَمْرو بْن دينار ثم لقي الزُّهْريّ؟ فقال: لاَ أعلمه قال فقلت لعمرو بْن دينار، فقال: حَدَّثني به في مس الإبط أن فيه وضوءا.
حَدَّثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا الشاذكوني، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ.
قال ابْن جُرَيج فلقيت الزُّهْريّ فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه فقلت له إن سليمان بْن موسى حدثناه به عنك قال فعرف سليمان وذكر خيرا وقال أخاف أن يكون قد وهم علي.
قال ابنُ عَدِي وهذه القصة معروفة بابن علية أن بن جُرَيج سأل الزُّهْريّ فلم يعرف هذه القصة بعينها التي ذكرتها عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عنِ ابن جُرَيج كما حكاه بن علية.
قال الشيخ: وهذا حديث جليل في هذا الباب في باب لا نكاح إلاَّ بولي وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي.
وقد رواه، عنِ ابْن جُرَيج الكبار من الناس منهم يَحْيى بْن سَعِيد الأنصاري ورواه، عَن يَحْيى بْن سَعِيد زهير بْن معاوية ورواه، عَن يَحْيى يعلى بْن عُبَيد، وأَبُو بدر شجاع
بْن الوليد، وأَبُو حمزة السكري ورواه، عنِ ابْن جُرَيج الليث بْن سعد، عنِ ابْن وهب، عنِ ابْن جُرَيج ورواه الليث، عَن يَحْيى بْنِ أَيُّوبَ، عنِ ابْن جُرَيج ورواه الثَّوْريّ، عنِ ابْن جُرَيج، ولاَ يعرف بهذا الإسناد، عنِ ابْن جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائشة، عَن هذا النسق حديث آخر بهذا الإسناد لم يكن يعرف غيره حتى، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْن سليمان بن الأشعث.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مهران، حَدَّثَنا عصام بن يوسف، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ المُبَارك، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لابُدَّ مِنْهُ.
وَهَذَا لا أَعْرِفُهُ إلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وقد حدث بحديث لا نكاح إلاَّ بولي، عنِ الزُّهْريّ عن عروة عن عائشة مع سليمان بْن موسى حجاج بْن أرطاة ويزيد بْن أبي حبيب وقرة بْن حيوئيل وأيوب بْن موسى، وابن عُيَينة وإِبْرَاهِيم بْن سعد وكل هؤلاء طرقهم طرق غريبة إلاَّ حديث حجاج بْن أرطاة فإنه مشهور رواه عنه جماعة.
أخبرنا أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، قالا: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا حَجَّاجٌ، عنِ ابْنِ جُرَيج، قَال: قَال سليمان بن موسى، حَدَّثَنا نَافِعٍ أَنَّ عَبد اللَّهِ بْنَ عُمَر كَانَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْشُوا السَّلامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَكُونُوا إخوانا كما أمركم الله
أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا أَبُو مَعْمَرٍ عَنْ رُوحِ بْنِ عُبَادَةَ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ الْبَلَدِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن مسعود العجمي، حَدَّثَنا عَبد الرَّزَّاق أَخْبَرنا ابْنُ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَقَدْ ذَهَبَ كُلُّ صَلاةِ اللَّيْلِ الوتر فأوتروا قبل الفجر.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَن أَبِي مُعِيدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كُفِّنَ فِي رِبَاطِ ثَلاثَةِ سُحُولٍ بِيضٍ.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنا محمود بن خالد، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ وَحَدَّثَ أَبُو مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الْوَصِيَّةِ يَعْنِي قَوْلَهُ مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَةً إلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ
قَالَ ابْنِ عُمَر فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَتَانِ مُنْذُ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَارِبُوا بَيْنَ أولادكم.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا صفوان بن صالح، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنا أَبُو مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر وعطاء وعن جابر عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ (ح) وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ وَحَدَّثَ أَبُو مُعِيدٍ قَالَ وَحَدَّثَ سُلَيْمَانُ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر وَعَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ أَنّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَهُ وَفَاءٌ فَهُوَ حُرٌّ وَيَضْمَنُ نَصِيبَ شُرَكَائِهِ بِقِيمَةٍ عَدْلٍ بِمَا أَسَاءَ مُشَارَكَتَهُمْ وَلَيْسَ عَلَى الْعَبْدِ شَيْءٌ.
قَالَ ابنُ عَدِي قَوْلُهُ لَيْسَ عَلَى الْعَبْدِ شَيْءٌ لا يَرْوِيهِ غَيْرُ أَبِي مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ نافع، عنِ ابْن عُمَر وعطاء عن جابر.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين الصُّوفيّ، حَدَّثَنا الحكم بن موسى، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ، عَن أَبِي وَهْبٍ عَبد اللَّهِ بْنِ عُبَيد اللَّهِ الْكِلاعِيِّ عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، عنِ ابْنِ عُمَر وَعَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ.
وأَخْبَرنا الْحَسَن بْن سفيان، حَدَّثَنا عَبد الرحمن بن إبراهيم، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ، عَن أَبِي مُعِيدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عنِ ابْن عُمَر وَعَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ وَعَلَيْهِ دَيْنُهُ إلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ وَمَنْ أَبَرَ نَخْلا فَبَاعَ بَعْدَ مَا يُؤْبِرُهُ فَلَهُ تَمْرُهُ إلاَّ أَنْ يشترط المبتاع
أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا أَبُو بكر الأعين.
وأَخْبَرنا بن قتيبة، حَدَّثَنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالا: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غَيْلانَ الرعيني أبو مُعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالا وَحَدَّثنا عَمْرو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبُو مُعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر قَالا قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا خِيَارٌ وَاللَّفْظُ لابن قتيبة.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا عَبد الرَّحِيمِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أن يقعد على القبر.
حَدَّثَنَا بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَنْبَأَنَا هَمَّامُ أَنَّ عَطَاءً سَأَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَأَنَا شَاهِدٌ حَدَّثَكَ جَابِرٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيَزْرَعْهَا أَخَاهُ، ولاَ يَكْرِيهَا قال عطاء نعم قال وحدث جابر أن
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نَهَى أَنْ يُنْبَذُ الْبُسْرُ والتمر جميعًا والزبيب جميعًا؟ قَال: نَعم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن يَحْيى المروزي، حَدَّثَنا عصام بْن علي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ رَاشِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطاء، عَن جَابِرِ قَال: كُنا نُصِيبُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الأَسْقِيَةَ وَالأَوْعِيَةَ فنقتسمها كلها ميتة.
حَدَّثَنَا عبدان، حَدَّثَنا عَمْرو بن عثمان، حَدَّثَنا بقية، حَدَّثَنا عُتْبَةُ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطاء، عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قدر الفرق ستة أقساط.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَمُحمد بْنُ الْمُثَنَّى وَحُسَيْنُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الجرجرائي قالوا، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ أنه كان مع بن عُمَر فِي طَرِيقٍ فَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارٍ فَعَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ فَسَأَلَ نافع هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا؟ قَال: نَعم ثُمَّ سَأَلَ، وَهو مُنْطَلِقٌ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ حَتَّى؟ قَال: لاَ فَلَمَّا؟ قَال: لاَ عَارَضَ الطَّرِيقَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ بِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ وَعَنْ سُلَيْمَانَ سَعِيد بْنُ عَبد الْعَزِيزِ وَأَظُنُّ أَنَّ الْوَلِيدَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ سَعِيد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين الصُّوفيّ، حَدَّثَنا أبو نصر التمار، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ عَرَفاَتٍ مَوْقِفٌ وَارْفَعُوا عَنْ عُرَنَةَ وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ
وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًي مَنْحَرٌ وَفِي كُلِّ أَيَّامِ التشريق ذبح.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بن شجاع الصُّوفيّ، حَدَّثَنا علي بن سَعِيد الرقي، حَدَّثَنا ضَمْرَةُ عَنْ جَابِرِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ شَهِدْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وعَمْرو بْنَ شُعَيب فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ عَمْرو بْنُ شُعَيب لا نَفْلٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى شَغَلَكَ أَكْلُ الزبيب بالطائف، حَدَّثَنا مَكْحُولٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَارِثَةَ عن حبيب بن مسلة الْفِهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ فِي الْبَدَأَةِ الرُّبْعَ بَعْدَ الْخُمْسِ وَفِي الرجعة الثلث بعد الخمس.
حَدَّثَنَا أبو خولة البهراني، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْن خالد القطان، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْهَاشِمِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: رأيتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ يَسْأَلُ الأَوْزاعِيّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخْيَمِرَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ بنبيذ جر ينش فَقَالَ اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ فَهَذَا شَرَابُ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، ولاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ، وَهو فقيه راو حدث عنه الثقات من الناس، وَهو أحد علماء أهل الشام وقد روى أحاديث ينفرد بها لا
يرويها غيره، وَهو عندي ثبت صدوق.
سليمان بْن أرقم أبو معاذ الأنصاري بصري.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَلِيّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قلتُ ليحيى بْن مَعِين: سليمان بْن أرقم قال ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال سليمان بْن أرقم ليس بشَيْءٍ زاد بن حماد.
وفي موضعٍ آخر سليمان بْن أرقم أبو معاذ ليس يسوى فلسا وقد روى عنه أبو داود وقال عَمْرو بْن علي سليمان بْن أرقم ليس بثقة روى أحاديث منكرة، يُكَنَّى أبا معاذ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال سليمان بْن أرقم ليس بشَيْءٍ لا
يروي عنه الحديث.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال السعدي سليمان بن أرقم ساقط.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال سليمان بْن أرقم مولى قريظة أو النضير عن الحسن والزهري تركوه.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن الْعَبَّاس، عنه: قال سليمان بْن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.
كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ البري، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي قال وكان سفيان الثَّوْريّ يحدث، عَن أَبِي مُعَاذٍ عَنِ الْحَسَنِ، وَهو سليمان بْن أرقم وقال مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ كنا ونحن شباب ننهى عن مجالسته فذكر منه أمرا عظيما.
حَدَّثَنَا ابْن سَعِيد، حَدَّثني السري بْن يَحْيى، حَدَّثَنا قبيصة، حَدَّثَنا سُفيان، عَن أبي معاذ عن الحسن قال بواسط جمعه.
حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أمية، حَدَّثَنا مُحَمد بن الحارث البزار، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمُ حَسَدٍ حَسَدُوكُمْ عَلَى ثَلاثَةٍ إِفْشَاءُ السَّلامِ وَإِقَامَةُ الصَّلاةِ وَآمِينَ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا نِكَاحَ إلاَّ بِوَلِيّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ القافلاني، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: وَلَدُ نُوحٍ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافِثُ فَأَمَّا سَامُ فَأَبُو الْعَرَبِ وَفَارِسُ وَالرُّومِ وَأَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ الشَّامِ وَأَمَّا يَافِثُ فَأَبُو الْخَزَرِ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَأَمَّا حَامُ فَأَبُو هذه الجلدة السوداء
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ العُمَريّ، حَدَّثَنا عَبد الْغَفَّارِ بْنُ عَبد الله بن الزبير، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارَيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ وَحْيٍ قَطُّ عَلَى نَبِيٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ إلاَّ بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يَكُونُ هُوَ بعد يبلغه قومه بلسانهم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيى بْنِ نصر المخرمي، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُلْيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، وَابْنِ سَمْعَانَ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ بَرَصٌ فَلا يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ قَالُوا، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ يرويها عنه سليمان بْن أرقم فإن روى غيره، عنِ الزُّهْريّ فيكون أشد منه فحديث لا نكاح رواه عُمَر بْن قيس سندا، عنِ الزُّهْريّ وحديث من احتجم جمع إسماعيل بن عياش بينه وبين بن سمعان، عنِ الزُّهْريّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ بْنِ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عثمان، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ سُلْيَمَانَ الأَنْصَارِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبد اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ المُسَيَّب، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا خَرَجَ فِي الْعِيدِ فِي طَريقٍ لَمْ يَرْجِعْ فِي تِلْكَ الطريق التي خرج منها
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نصر الحلبي وأنا سألته، حَدَّثَنا عامر بن سيار، حَدَّثَنا سليمان بْن أرقم أبو معاذ الأَنْصَارِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رأيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً وَمَسَحَ رَأْسَهُ يُبَلِّلُ يَدَيْهِ.
قال الشيخ: وهذان الحديثان يحدث بهما، عنِ الزُّهْريّ سليمان بْن أرقم.
حَدَّثَنَا الخضر بن أحمد، حَدَّثَنا مُحَمد بن الحارث، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ لا يُفَارِقُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ بَيْتِهِ سِوَاكُهُ وَكَانَ يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ أَحْيْانًا وَيُسَّرِحُ لِحْيَتَهُ أحيانا ويأمر به.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو الطَّاهِرِ، حَدَّثَنا ابْنُ وَهب، عَنْ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، عَن أَبِي مُعَاذٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ، وأَبُو معاذ هذا هو سليمان بْن أرقم وهذان الحديثان يرويهما، عنِ الزُّهْريّ سليمان بْن أرقم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب وَالأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاوَةَ الإِيْمَانِ فَلْيَلْبَسِ الصُّوْفَ وَيَعْقِلْ شَاتَهُ
وأنا أحمد، حَدَّثَنا بَحْرٌ قَالَ قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كِيسَانَ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيُّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَرْوِيهِمَا، عنِ الزُّهْريّ وَعَنْ صَالِحِ بْنِ كيسان سليمان بن أرقم.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا ابن مصفى، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ قَوَدَ إلاَّ بالسيف.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ عَلِيِّ بْنِ هشام الخفاف الحلبي، حَدَّثَنا جَدِّي مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي سكينة، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ شَرِيك، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُكَاتِبُ عَبد مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ أَوْ وقية.
قَالَ الشَّيْخُ: الْبَلاءُ مِنَ المُسَيَّب بْنِ شَرِيك فَإِنَّهُ أَشَرُّ مِنْ سليمان.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمد بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ أَنَّ يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الَّذِي يَسْكُنُ الْيَمَامَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا نَذْرٌ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
وَقَالَ البُخارِيّ قَالَ لَنَا عَبد اللَّهِ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُس، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ لَنَا عَبد الله بن عثمان ابن المُبَارك عَنْ يُونُس، عنِ الزُّهْريّ بَلَغَنِي، عَن أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ وَقَالَ حَيْوَةُ عَنْ مُحَمد بْنِ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلا يَعْصِهْ.
وَقَالَ لنا مُسَدَّد، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، ولاَ فيما لا يملك بن آدَمَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الصَّحِيحُ وَالَّذِي قَالَ فِيهِ الْكَفَّارَةُ لا يصح.
أَخْبَرَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا أيوب بْن سليمان بْن بلال، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ
لا نَذْرٌ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كفارة يمين.
أخبرنا السَّاجِيُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا عَبد الْمَجِيدِ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عَمْرو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنا إسماعيل بن إسحاق، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ مُحَمد بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: طَلاقُ الَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بها واحدة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حفص الإمام، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا شَبَابَةُ، قَال: قَال لِي وَرْقَاءَ رَأَيْتُ فِي كُتُبِ رَبِيعَةَ الرَّأْيَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ.
قال الشيخ: وهذه الأحاديث المدار فيها على سليمان بْن أرقم والمراد منه رواية الزُّهْريّ عن سليمان.
حَدَّثَنَا عُبَيد الله بن أبي سفيان الموصلي، حَدَّثَنا عُبَيد بن آدم، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس وَالزُّهْرِيُّ، عَن أَنَس قَال: كنتُ أَضَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْغُسْلُ مِنْ جَمِيعِ نِسْوَتِهِ فِي يَوْمٍ واحد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد الْحَمِيدِ الفرغاني بدمشق، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا القاسم بن يزيد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ أَبُو مُعَاذٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أُوَيْسٍ عَنْ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَطَلْحَةِ بْنِ عُبَيد اللَّهِ قَالُوا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْهِمُ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ بِأَسَانِيدِهِمَا عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ يَرْوِيهِمَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ عنهما.
حَدَّثَنَا سَنَدُ بْنُ يَحْيى بْنِ سند أبو صالح المعري، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ الْحَوَطِيُّ، حَدَّثَنا أبو المغيرة، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس قَالَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُنَادِيًا
يُنَادِي الصَّلاةَ فِي رِحَالِكُمْ فِي يَوْمِ جُمَعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا عامر بن سيار، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَشُوبُوا اللَّبَنَ لِلْبَيْعِ وَمَنِ اشْتَرَى نَاقَةً مُحْفَلَةٌ فَهُوَ بِالْخَيَارِ إِنْ احْتَلَبَهَا إِنْ شَاءَ أَخَذَهَا وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ طَعَامٌ وَكَأَنَّ بِمَا احْتَلَبَ مِنْ لَبَنِهَا أَلا وَإِنَّ رَجُلا مِنْ قَبْلِكُمْ جَلَبَ خَمْرًا إِلَى قَرْيَةٍ فَشَابَهَا بِالْمَاءِ فَأَضْعَفَ يعني الثمن فاشترى فردا فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى إِذَا لَجُجَ فِيهِ أَلْهَمَ اللَّهُ الْقِرْدَ صُرَّةَ الدَّنَانِيرِ فَأَخَذَهَا فَصَعَدَ الدَّقَلَ فَفَتَحَ الصرة وصاحبها ينظر إله فَأَخَذَ دِينَارًا فَرَمَى بِهِ فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ حَتَّى قسمها نصفين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَبَنِيُّ الْجِرْجَانِيُّ، أَخْبَرنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّالِنْجِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الأسدي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلا يَغْسِلَنَّ أَسْفَلَ رِجْلَيْهِ بِيَدِهِ الْيُمْنَى.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بهمرد، حَدَّثَنا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثني سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نحوه.
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ أَبُو عَمْرو الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثني ابْنُ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا صَدَقَةَ في الكسعة والجبهة والتخة وفسره أبو عَمْرو قال
الكسعة الحمير والجبهة الخيل والتخة العبيد.
حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بن عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عنِ ابْنُ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا رَعَفَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَغْسِلْ عَنْهُ الدَّمَ ثُمَّ لِيُعِدْ وضوءه وليستقبل صلاته.
حَدَّثَنَاهُ الْخَضِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُمَيَّةَ الحراني، حَدَّثَنا مُحَمد بن الحارث البزار، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نَحْوَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ عَنْ الْحَسَنِ يَرْوِيهَا كُلَّهَا عَنْهُ سُلَيْمَانُ بن أرقم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد الْوَاحِدِ الناقد، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ يَحْيى الأُمَوِيُّ سمعت أبي يقول، حَدَّثَنا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمٍ، عنِ ابْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عَفَا عَنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ سُلَيْمَانُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ للزُّهْريّ فَقَالَ عَفَا عَنْهُ إلاَّ فِي قَصِيدَتَيْنِ كلمة أمية التي ذكر فهيا أَهْلَ بَدْرٍ وَكَلِمَةُ الأَعْشَى الَّتِي يذكر فيها الحوض.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ السمومي المكي، حَدَّثَنا علي بن عياش الحمصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمٍ، عنِ ابْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فإنهم يتزاورون في قبورهم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عنبسة الحمصي، حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيد، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ سُلْيَمَانَ الأَنْصَارِيِّ، عنِ ابْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: إِذَا سَمِعْتَ كَانَ يُقَالُ فَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابنُ عَدِي وهذه الأحاديث، عنِ ابْن سِيرِين لا أعلم يرويه عنه غير سليمان بن أرقم.
حَدَّثَنَا ابْن عَنْبَسَةَ وَسَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بن مرثد، قَالا: حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيد، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثني صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عنِ ابْن المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ رَجُلا يَحْفُرُ لَهُ بِئْرًا فَخَرَّ عَلَيْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الضَّمَانُ كَالْعَيْنِ.
قال ابْن المُسَيَّب ليس ما علمت وعلم كما علمت ولم تعلم.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ بن فضيل، حَدَّثَنا ابن مصفى، حَدَّثَنا بقية نحوه.
قال الشيخ: وهذا عن صالح بْن كيسان يرويه سليمان بْن أرقم وعنه بقية، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يزيد المطيري، حَدَّثَنا أحمد بن الوليد الفحام، حَدَّثَنا أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ نَبَاتَةَ، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَالُ مِنَ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَلِسُليمان بْن أرقم غير ما ذكرت من الحديث أحاديث صالحة وعامة ما يرويه، لاَ يُتَابَعُ عَليه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَلِيّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قلتُ ليحيى بْن مَعِين: سليمان بْن أرقم قال ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال سليمان بْن أرقم ليس بشَيْءٍ زاد بن حماد.
وفي موضعٍ آخر سليمان بْن أرقم أبو معاذ ليس يسوى فلسا وقد روى عنه أبو داود وقال عَمْرو بْن علي سليمان بْن أرقم ليس بثقة روى أحاديث منكرة، يُكَنَّى أبا معاذ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال سليمان بْن أرقم ليس بشَيْءٍ لا
يروي عنه الحديث.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال السعدي سليمان بن أرقم ساقط.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال سليمان بْن أرقم مولى قريظة أو النضير عن الحسن والزهري تركوه.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن الْعَبَّاس، عنه: قال سليمان بْن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.
كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ البري، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي قال وكان سفيان الثَّوْريّ يحدث، عَن أَبِي مُعَاذٍ عَنِ الْحَسَنِ، وَهو سليمان بْن أرقم وقال مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ كنا ونحن شباب ننهى عن مجالسته فذكر منه أمرا عظيما.
حَدَّثَنَا ابْن سَعِيد، حَدَّثني السري بْن يَحْيى، حَدَّثَنا قبيصة، حَدَّثَنا سُفيان، عَن أبي معاذ عن الحسن قال بواسط جمعه.
حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أمية، حَدَّثَنا مُحَمد بن الحارث البزار، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمُ حَسَدٍ حَسَدُوكُمْ عَلَى ثَلاثَةٍ إِفْشَاءُ السَّلامِ وَإِقَامَةُ الصَّلاةِ وَآمِينَ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا نِكَاحَ إلاَّ بِوَلِيّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ القافلاني، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرو بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: وَلَدُ نُوحٍ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافِثُ فَأَمَّا سَامُ فَأَبُو الْعَرَبِ وَفَارِسُ وَالرُّومِ وَأَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ الشَّامِ وَأَمَّا يَافِثُ فَأَبُو الْخَزَرِ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَأَمَّا حَامُ فَأَبُو هذه الجلدة السوداء
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ العُمَريّ، حَدَّثَنا عَبد الْغَفَّارِ بْنُ عَبد الله بن الزبير، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارَيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ وَحْيٍ قَطُّ عَلَى نَبِيٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ إلاَّ بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يَكُونُ هُوَ بعد يبلغه قومه بلسانهم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيى بْنِ نصر المخرمي، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُلْيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، وَابْنِ سَمْعَانَ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ بَرَصٌ فَلا يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ قَالُوا، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ يرويها عنه سليمان بْن أرقم فإن روى غيره، عنِ الزُّهْريّ فيكون أشد منه فحديث لا نكاح رواه عُمَر بْن قيس سندا، عنِ الزُّهْريّ وحديث من احتجم جمع إسماعيل بن عياش بينه وبين بن سمعان، عنِ الزُّهْريّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ بْنِ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عثمان، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ سُلْيَمَانَ الأَنْصَارِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبد اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ المُسَيَّب، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا خَرَجَ فِي الْعِيدِ فِي طَريقٍ لَمْ يَرْجِعْ فِي تِلْكَ الطريق التي خرج منها
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نصر الحلبي وأنا سألته، حَدَّثَنا عامر بن سيار، حَدَّثَنا سليمان بْن أرقم أبو معاذ الأَنْصَارِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رأيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً وَمَسَحَ رَأْسَهُ يُبَلِّلُ يَدَيْهِ.
قال الشيخ: وهذان الحديثان يحدث بهما، عنِ الزُّهْريّ سليمان بْن أرقم.
حَدَّثَنَا الخضر بن أحمد، حَدَّثَنا مُحَمد بن الحارث، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ لا يُفَارِقُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ بَيْتِهِ سِوَاكُهُ وَكَانَ يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ أَحْيْانًا وَيُسَّرِحُ لِحْيَتَهُ أحيانا ويأمر به.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو الطَّاهِرِ، حَدَّثَنا ابْنُ وَهب، عَنْ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، عَن أَبِي مُعَاذٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ، وأَبُو معاذ هذا هو سليمان بْن أرقم وهذان الحديثان يرويهما، عنِ الزُّهْريّ سليمان بْن أرقم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب وَالأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاوَةَ الإِيْمَانِ فَلْيَلْبَسِ الصُّوْفَ وَيَعْقِلْ شَاتَهُ
وأنا أحمد، حَدَّثَنا بَحْرٌ قَالَ قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كِيسَانَ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيُّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَرْوِيهِمَا، عنِ الزُّهْريّ وَعَنْ صَالِحِ بْنِ كيسان سليمان بن أرقم.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا ابن مصفى، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ قَوَدَ إلاَّ بالسيف.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ عَلِيِّ بْنِ هشام الخفاف الحلبي، حَدَّثَنا جَدِّي مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي سكينة، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ شَرِيك، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُكَاتِبُ عَبد مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ أَوْ وقية.
قَالَ الشَّيْخُ: الْبَلاءُ مِنَ المُسَيَّب بْنِ شَرِيك فَإِنَّهُ أَشَرُّ مِنْ سليمان.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمد بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ أَنَّ يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الَّذِي يَسْكُنُ الْيَمَامَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا نَذْرٌ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
وَقَالَ البُخارِيّ قَالَ لَنَا عَبد اللَّهِ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُس، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ لَنَا عَبد الله بن عثمان ابن المُبَارك عَنْ يُونُس، عنِ الزُّهْريّ بَلَغَنِي، عَن أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ وَقَالَ حَيْوَةُ عَنْ مُحَمد بْنِ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلا يَعْصِهْ.
وَقَالَ لنا مُسَدَّد، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، ولاَ فيما لا يملك بن آدَمَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الصَّحِيحُ وَالَّذِي قَالَ فِيهِ الْكَفَّارَةُ لا يصح.
أَخْبَرَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا أيوب بْن سليمان بْن بلال، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ
لا نَذْرٌ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كفارة يمين.
أخبرنا السَّاجِيُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا عَبد الْمَجِيدِ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عَمْرو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنا إسماعيل بن إسحاق، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ مُحَمد بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: طَلاقُ الَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بها واحدة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حفص الإمام، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا شَبَابَةُ، قَال: قَال لِي وَرْقَاءَ رَأَيْتُ فِي كُتُبِ رَبِيعَةَ الرَّأْيَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ.
قال الشيخ: وهذه الأحاديث المدار فيها على سليمان بْن أرقم والمراد منه رواية الزُّهْريّ عن سليمان.
حَدَّثَنَا عُبَيد الله بن أبي سفيان الموصلي، حَدَّثَنا عُبَيد بن آدم، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس وَالزُّهْرِيُّ، عَن أَنَس قَال: كنتُ أَضَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْغُسْلُ مِنْ جَمِيعِ نِسْوَتِهِ فِي يَوْمٍ واحد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد الْحَمِيدِ الفرغاني بدمشق، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا القاسم بن يزيد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ أَبُو مُعَاذٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أُوَيْسٍ عَنْ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَطَلْحَةِ بْنِ عُبَيد اللَّهِ قَالُوا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْهِمُ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ بِأَسَانِيدِهِمَا عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ يَرْوِيهِمَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ عنهما.
حَدَّثَنَا سَنَدُ بْنُ يَحْيى بْنِ سند أبو صالح المعري، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ الْحَوَطِيُّ، حَدَّثَنا أبو المغيرة، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس قَالَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُنَادِيًا
يُنَادِي الصَّلاةَ فِي رِحَالِكُمْ فِي يَوْمِ جُمَعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا عامر بن سيار، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَشُوبُوا اللَّبَنَ لِلْبَيْعِ وَمَنِ اشْتَرَى نَاقَةً مُحْفَلَةٌ فَهُوَ بِالْخَيَارِ إِنْ احْتَلَبَهَا إِنْ شَاءَ أَخَذَهَا وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ طَعَامٌ وَكَأَنَّ بِمَا احْتَلَبَ مِنْ لَبَنِهَا أَلا وَإِنَّ رَجُلا مِنْ قَبْلِكُمْ جَلَبَ خَمْرًا إِلَى قَرْيَةٍ فَشَابَهَا بِالْمَاءِ فَأَضْعَفَ يعني الثمن فاشترى فردا فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى إِذَا لَجُجَ فِيهِ أَلْهَمَ اللَّهُ الْقِرْدَ صُرَّةَ الدَّنَانِيرِ فَأَخَذَهَا فَصَعَدَ الدَّقَلَ فَفَتَحَ الصرة وصاحبها ينظر إله فَأَخَذَ دِينَارًا فَرَمَى بِهِ فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ حَتَّى قسمها نصفين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَبَنِيُّ الْجِرْجَانِيُّ، أَخْبَرنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّالِنْجِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الأسدي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلا يَغْسِلَنَّ أَسْفَلَ رِجْلَيْهِ بِيَدِهِ الْيُمْنَى.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بهمرد، حَدَّثَنا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثني سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نحوه.
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ أَبُو عَمْرو الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثني ابْنُ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا صَدَقَةَ في الكسعة والجبهة والتخة وفسره أبو عَمْرو قال
الكسعة الحمير والجبهة الخيل والتخة العبيد.
حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بن عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عنِ ابْنُ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا رَعَفَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَغْسِلْ عَنْهُ الدَّمَ ثُمَّ لِيُعِدْ وضوءه وليستقبل صلاته.
حَدَّثَنَاهُ الْخَضِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُمَيَّةَ الحراني، حَدَّثَنا مُحَمد بن الحارث البزار، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نَحْوَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ عَنْ الْحَسَنِ يَرْوِيهَا كُلَّهَا عَنْهُ سُلَيْمَانُ بن أرقم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد الْوَاحِدِ الناقد، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ يَحْيى الأُمَوِيُّ سمعت أبي يقول، حَدَّثَنا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمٍ، عنِ ابْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عَفَا عَنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ سُلَيْمَانُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ للزُّهْريّ فَقَالَ عَفَا عَنْهُ إلاَّ فِي قَصِيدَتَيْنِ كلمة أمية التي ذكر فهيا أَهْلَ بَدْرٍ وَكَلِمَةُ الأَعْشَى الَّتِي يذكر فيها الحوض.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ السمومي المكي، حَدَّثَنا علي بن عياش الحمصي، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمٍ، عنِ ابْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فإنهم يتزاورون في قبورهم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عنبسة الحمصي، حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيد، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ سُلْيَمَانَ الأَنْصَارِيِّ، عنِ ابْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: إِذَا سَمِعْتَ كَانَ يُقَالُ فَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابنُ عَدِي وهذه الأحاديث، عنِ ابْن سِيرِين لا أعلم يرويه عنه غير سليمان بن أرقم.
حَدَّثَنَا ابْن عَنْبَسَةَ وَسَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بن مرثد، قَالا: حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيد، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثني صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عنِ ابْن المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ رَجُلا يَحْفُرُ لَهُ بِئْرًا فَخَرَّ عَلَيْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الضَّمَانُ كَالْعَيْنِ.
قال ابْن المُسَيَّب ليس ما علمت وعلم كما علمت ولم تعلم.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ بن فضيل، حَدَّثَنا ابن مصفى، حَدَّثَنا بقية نحوه.
قال الشيخ: وهذا عن صالح بْن كيسان يرويه سليمان بْن أرقم وعنه بقية، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يزيد المطيري، حَدَّثَنا أحمد بن الوليد الفحام، حَدَّثَنا أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ نَبَاتَةَ، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَالُ مِنَ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَلِسُليمان بْن أرقم غير ما ذكرت من الحديث أحاديث صالحة وعامة ما يرويه، لاَ يُتَابَعُ عَليه.
سليمان بن داود بن المبارك وقيل: سليمان بن محمد بن سليمان بن المبارك أبو داود المباركي كان يكون ببغداد.
روى عن: أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط صاحب الطعام المدائني.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الحج.
وروى عنه: أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو الحسين أسيد بن عاصم الأصبهاني، وأبو بكر محمد بن علي بن داود البغدادي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبو زرعة عنه فقال: سألت يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به.
روى عن: أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط صاحب الطعام المدائني.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الحج.
وروى عنه: أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو الحسين أسيد بن عاصم الأصبهاني، وأبو بكر محمد بن علي بن داود البغدادي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبو زرعة عنه فقال: سألت يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به.
سليمان بن داود بن بشر بن زياد، أبو أيوب المنقري البصري المعروف بالشاذكوني :
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما. وكان حافظا مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عَن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الدقاق، أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ قال: ذكرنا لأبي عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في دهليزه، وكان يلقي على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد: وكان حافظا، وكانت هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم: وأظن أن أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن
حبّان حَدَّثَنَا قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسيد قال: حَدَّثَنِي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي قال: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قال: سمعت عمرو الناقد يقول: قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مهزول قال: سمعت محمد بن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان عليّ أحفظنا للطوال.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو- يعني الشاذكوني- أو عليّ بن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة- أظنه قال عند أبي نعيم- قال: فقال ابن أبي شيبة: أيش تحفظ «لا تقطع الخمس إلا في خمس » قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة وأنا أرحمه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا أبو يحيى الساجي قال: حَدَّثَنِي أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: انتهى العلم- يعني علم الحديث- إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بْن معين، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو يحيى: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن بخيت، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه قال: لبيك اللهم لبيك.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين الإنس، علي بن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقاء- يعني عمرو بن علي-.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، حَدَّثَنَا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، حدّثنا عمر بن إسحاق الشّيرازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بَنَانِهِ لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدُّوَيْهً فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدِيثَ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَذَهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَكَتَبْتَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ، كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، أَيْشِ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ!! قَالَ: فَوَضَعْتُ خَرْجِي عِنْدَ النَّرْسِيَيْنِ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟
قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوَيْهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِالْكُوفَةِ حَاجَةٌ غَيْرُهَا.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أخبرنا زكريّا بن يحيى- يعني الساجي- حدّثني أحمد بن محمّد، حَدَّثَنَا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطّان: طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما نكتب عليك ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى:
دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول:
كان يحيى بن سعيد يسمي الشاذكوني الخائب.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي- وَقُلْتُ لَهُ- شَيْئًا رَوَاهُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أريت بني أميه فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشُقَّ على ذلك، فأنزلت: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[الْقَدْرِ 1] »
. فَأُنْكِرَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فَشُقَّ عَلِيَّ، فَأُنْزِلَتْ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
»
. وَأُنْكِرَ أَوَّلُ حَدِيثِ ابْنِ الشَّاذَكُونِيِّ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، وَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ- فَذَهَبَ عَنِّي- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي- أَرَاهُ قَالَ إِلَى الْيَمَنِ- قَالَ: «إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَقُلْ إِنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ» .
فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ شَيْئًا، وَأَبُو بَكْرٍ شَامِيٌّ، وَهِشَامٌ صَنْعَانِيٌّ. ثُمَّ قَالَ: أُرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَهَ.
أنبأني أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ محمد بن إسماعيل الصائغ قال: سمعت عفان يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين- أو ست- أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه، فقلت له بأي شيء كان يتهم؟ فقال في الكذب، وكان يكذب في الحديث، وكان بلية يرمى باللواطه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سفيان الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري يقول: قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين ترى ننحره؟ فقال: أَخْبَرَنَا جرير عن مغيره عن إبراهيم قال: المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر ضرباته، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديه فلم يسعفه بشيء، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال: يا أبا أيوب إن رأيت أن تُحَدِّثَنَا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث طويل، ولم أذاكر به منذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم الجمال، حدّثنا الحسين بن عليل العنزي، حَدَّثَنَا محمد بن يوسف الخاركي قال: حَدَّثَنِي عليّ بن المديني قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ
جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن قال لغلمانه:
احملوه فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهدي فوعظه. فقال: والله ما سكرت ولكنهم بنجوني، فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم، فقال نعم، فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال: علي فما تركه حتى عاد إليه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا يزيد بن الهيثم بن طهمان- أبو خالد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال:
العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري، ولا عن ابن جريج، ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه ثم قال: ذاك الشاذكوني. ثم ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، وأما عليّ بن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون البزّاز- بمصر- أخبرنا الحسين بن عليّ بن شعبان بن زكير، حدّثنا محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سليمان الشاذكوني فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعيم قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول:
سمعت صالحا جزرة يقول: قال لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له: هذه الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.
أخبرنا الجوهريّ، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر ابن الشاذكوني فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن عبد الحميد السهمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الحضرمي قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال: ليس بشيء.
حدثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا العباس الأزهري قال: سمعت محمّد ابن إسماعيل البخاري- وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال: هو عندي أضعف من كل ضعيف.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري بلفظه، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب سليمان ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان الأهوازي عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث فيغلظ.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: سئل عَبْد الله بن محمد بن سيار عن الشاذكوني فقال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته.
ما أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.
وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ قال: سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول:
سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني فِي النوم فقلتُ ما فعل اللَّه بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما. وكان حافظا مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عَن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الدقاق، أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ قال: ذكرنا لأبي عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في دهليزه، وكان يلقي على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد: وكان حافظا، وكانت هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم: وأظن أن أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن
حبّان حَدَّثَنَا قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسيد قال: حَدَّثَنِي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي قال: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قال: سمعت عمرو الناقد يقول: قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مهزول قال: سمعت محمد بن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان عليّ أحفظنا للطوال.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو- يعني الشاذكوني- أو عليّ بن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة- أظنه قال عند أبي نعيم- قال: فقال ابن أبي شيبة: أيش تحفظ «لا تقطع الخمس إلا في خمس » قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة وأنا أرحمه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا أبو يحيى الساجي قال: حَدَّثَنِي أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: انتهى العلم- يعني علم الحديث- إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بْن معين، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو يحيى: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن بخيت، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه قال: لبيك اللهم لبيك.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين الإنس، علي بن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقاء- يعني عمرو بن علي-.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، حَدَّثَنَا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، حدّثنا عمر بن إسحاق الشّيرازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بَنَانِهِ لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدُّوَيْهً فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدِيثَ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَذَهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَكَتَبْتَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ، كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، أَيْشِ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ!! قَالَ: فَوَضَعْتُ خَرْجِي عِنْدَ النَّرْسِيَيْنِ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟
قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوَيْهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِالْكُوفَةِ حَاجَةٌ غَيْرُهَا.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أخبرنا زكريّا بن يحيى- يعني الساجي- حدّثني أحمد بن محمّد، حَدَّثَنَا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطّان: طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما نكتب عليك ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى:
دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول:
كان يحيى بن سعيد يسمي الشاذكوني الخائب.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي- وَقُلْتُ لَهُ- شَيْئًا رَوَاهُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أريت بني أميه فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشُقَّ على ذلك، فأنزلت: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[الْقَدْرِ 1] »
. فَأُنْكِرَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فَشُقَّ عَلِيَّ، فَأُنْزِلَتْ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
»
. وَأُنْكِرَ أَوَّلُ حَدِيثِ ابْنِ الشَّاذَكُونِيِّ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، وَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ- فَذَهَبَ عَنِّي- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي- أَرَاهُ قَالَ إِلَى الْيَمَنِ- قَالَ: «إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَقُلْ إِنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ» .
فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ شَيْئًا، وَأَبُو بَكْرٍ شَامِيٌّ، وَهِشَامٌ صَنْعَانِيٌّ. ثُمَّ قَالَ: أُرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَهَ.
أنبأني أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ محمد بن إسماعيل الصائغ قال: سمعت عفان يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين- أو ست- أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه، فقلت له بأي شيء كان يتهم؟ فقال في الكذب، وكان يكذب في الحديث، وكان بلية يرمى باللواطه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سفيان الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري يقول: قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين ترى ننحره؟ فقال: أَخْبَرَنَا جرير عن مغيره عن إبراهيم قال: المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر ضرباته، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديه فلم يسعفه بشيء، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال: يا أبا أيوب إن رأيت أن تُحَدِّثَنَا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث طويل، ولم أذاكر به منذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم الجمال، حدّثنا الحسين بن عليل العنزي، حَدَّثَنَا محمد بن يوسف الخاركي قال: حَدَّثَنِي عليّ بن المديني قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ
جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن قال لغلمانه:
احملوه فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهدي فوعظه. فقال: والله ما سكرت ولكنهم بنجوني، فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم، فقال نعم، فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال: علي فما تركه حتى عاد إليه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا يزيد بن الهيثم بن طهمان- أبو خالد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال:
العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري، ولا عن ابن جريج، ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه ثم قال: ذاك الشاذكوني. ثم ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، وأما عليّ بن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون البزّاز- بمصر- أخبرنا الحسين بن عليّ بن شعبان بن زكير، حدّثنا محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سليمان الشاذكوني فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعيم قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول:
سمعت صالحا جزرة يقول: قال لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له: هذه الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.
أخبرنا الجوهريّ، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر ابن الشاذكوني فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن عبد الحميد السهمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الحضرمي قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال: ليس بشيء.
حدثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا العباس الأزهري قال: سمعت محمّد ابن إسماعيل البخاري- وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال: هو عندي أضعف من كل ضعيف.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري بلفظه، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب سليمان ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان الأهوازي عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث فيغلظ.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: سئل عَبْد الله بن محمد بن سيار عن الشاذكوني فقال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته.
ما أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.
وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ قال: سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول:
سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني فِي النوم فقلتُ ما فعل اللَّه بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
سليمان بن علي بن عبد الله
ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو أيوب، ويقال أبو محمد الهاشمي ولد سنة اثنتين وثمانين وعاش ستين سنة.
حدث عن أبيه عن جده عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أهل الجنة عشرون ومئة صنف. ثمانون منها أمتي ".
وحدث عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له ".
قال القاسم بن موسى: مر على سليمان بن علي ممن يصلح القدور والقصاع، فقال له سليمان: مسلم أنت أو يهودي؟ قال: لا، بل مسلم، قال: يا جارية، أخرجي إلينا ما كان من قصاع وقدور، تحتاج إلى الإصلاح، فأخرج إليه، فقال: انصحني حتى أحدثك بحديث لو مشيت ألف فرسخ لكان قليلاً، فحدث بهذا الحديث.
وحدث عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الولاء ليس بمتحوّل ولا بمتنقل ".
كان سليمان كريماً جواداً. مر برجل يسأل قد تحمل عشر ديات، فأمر له بها كلها، وسع وهو في سطح له نسوة كن يغزلن فقلن: ليت الأمي اطلع علينا فأغنانا، فقام فجعل يدور في قصره، فجمع حلياً من ذهب وفضة وجوهر، وصير ذلك في منديل ثم أمر فالقي إليهن، فماتت إحداهن فرحاً. ورأى عبد الله أخوه رجلاً من آل زياد راكباً على بغل، وعليه شارة حسنة، فقال: من هذا؟ فقال سليمان: مسلم بن حرب بن زياد، فقال: وقد بقي من آل زياد مثل هذا؟ فقال سليمان: نعم، لم أجد إليهم سبيلاً، منعني منهم الحق، قال: أما والله لئن بقيت لهم لأبيدنهم، فبلغ ذلك مسلماً فهرب عن البصرة، فلم يدخلها حتى شخص بعبد الله.
وكان يعتق في كل موسم عشية عرفة مئة نسمة، وبلغت صلاته في الموسم وقريش والأنصار وسائر الناس خمسة آلاف ألف.
قال سليمان بن علي لبعض أصحابه:
ويحك، أين عتبة هذا الذي اقتدى به أهل البصرة؟ قال: فخرج به في الجيش حتى أتى به الجنان فوقف به على عتبة وهو لا يعلم، منكس رأسه، بيده عود ينكت الأرض، فوقف عليه فسلم فرفع رأسه، فقال: وعليكم السلام ورحمة الله. قال: كيف أنت يا عتبة؟ قال: بحال بين حالين، قال: ما هما؟ قال: قدوم على الله بخير أم بشر، ثم نكس رأسه وجعل ينكت الأرض، فقال سليمان بن علي: أرى عتبة قد أحزن نفسه، ولا يبالي ما أصبحنا فيه وأمسينا، ثم قال: يا عتبة، قد أمرت لك بألفي درهم قال: أقبلها منك أيها الأمير على أن تقضي لي معها حاجة، قال: نعم، وسرّ سليمان قال: وما حاجتك؟ قال: تعفيني منها. قال: قد فعلت ثم ولى عنه، وهو يبكي ويقول: قصر إلينا عتبة ما نحن فيه.
لما قدم سليمان بن علي البصرة والياً عليها قيل له إن بالمربد رجلاً من بني سعد مجنوناً سريع الجواب، لا يتكلم إلا بالشعر، فأرسل إليه سليمان بن علي قهرمانه فقال له: أجب الأمير، فامتنع فجره وزبره وخرق ثوبه، وكان المجنون يستقي على ناقة له، فاستاق القهرمان الناقة، وأتى بها سليمان بن علي. فلما وقف بين يديه قال له سليمان: حياك الله يا أخا بني سعد، فقال:
حياك رب الناس من أمير ... يا فاضل الأصل عظيم الخير
إني أتاني الفاسق الجلواز ... والقلب قد طار به اهتزاز
فقال سليمان: إنما بعثنا إليك لنشتري ناقتك. فقال:
ما قال شيئاً في شراء الناقه ... وقد أتى بالجهل والحماقة
فقال: ما أتى؟ فقال:
خرّق سربالي وشق بردتي ... وكان وجهي في الملا وزينتي
قال: أمعتزم على بيع الناقة؟ فقال:
أبيعها من بعد ما لا أوكسُ ... والبيع في بعض الأوابد أوكسُ
فقال: كم شراؤها عليك؟ فقال:
شراؤها عشر ببطن مكه ... من الدنانير الفيام السكة
ولا أبيع الدهر أو أزداد ... إني لربح في الورى معتاد
فقال: بكم تبيعها؟ فقال:
خذها بعشر وبخمس وازنه ... فإنها ناقة صدقٍ مارنه
فقال: فحَطّنا. فقال:
تبارك الله العلي العالي ... تسألني الحطّو أنت العالي
قال: فنأخذها ولا نعطيك شيئاً. فقال:
فأين ربي ذو الجلال الأفضل ... إن أنت لم تخش الإله فافعل
قال: فكم أزن لك فيها؟ فقال:
والله ما ينعشني ما تعطي ... ولا يداني الفقر مني حطي
خذها بما أحببت يا بن عباس ... يا بن الكرام من قريش الراس
فأمر له سليمان بألف درهم وعشرة أثواب. فقال:
إني رمتني نحوك الفجاج ... أبو عيال معدم محتاج
طاوي المطي ضيق المعيش ... فأنبت إن لديك ريشي
ربحتني منك بألف فاخره ... شرفك الله بها في الآخرة
وكسوة طاهرة حسان ... كساك ربي حلل الجنان
فقال سليمان: من يقول إن هذا مجنون! ما كلمت أعرابياً أعقل منه.
ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو أيوب، ويقال أبو محمد الهاشمي ولد سنة اثنتين وثمانين وعاش ستين سنة.
حدث عن أبيه عن جده عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أهل الجنة عشرون ومئة صنف. ثمانون منها أمتي ".
وحدث عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له ".
قال القاسم بن موسى: مر على سليمان بن علي ممن يصلح القدور والقصاع، فقال له سليمان: مسلم أنت أو يهودي؟ قال: لا، بل مسلم، قال: يا جارية، أخرجي إلينا ما كان من قصاع وقدور، تحتاج إلى الإصلاح، فأخرج إليه، فقال: انصحني حتى أحدثك بحديث لو مشيت ألف فرسخ لكان قليلاً، فحدث بهذا الحديث.
وحدث عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الولاء ليس بمتحوّل ولا بمتنقل ".
كان سليمان كريماً جواداً. مر برجل يسأل قد تحمل عشر ديات، فأمر له بها كلها، وسع وهو في سطح له نسوة كن يغزلن فقلن: ليت الأمي اطلع علينا فأغنانا، فقام فجعل يدور في قصره، فجمع حلياً من ذهب وفضة وجوهر، وصير ذلك في منديل ثم أمر فالقي إليهن، فماتت إحداهن فرحاً. ورأى عبد الله أخوه رجلاً من آل زياد راكباً على بغل، وعليه شارة حسنة، فقال: من هذا؟ فقال سليمان: مسلم بن حرب بن زياد، فقال: وقد بقي من آل زياد مثل هذا؟ فقال سليمان: نعم، لم أجد إليهم سبيلاً، منعني منهم الحق، قال: أما والله لئن بقيت لهم لأبيدنهم، فبلغ ذلك مسلماً فهرب عن البصرة، فلم يدخلها حتى شخص بعبد الله.
وكان يعتق في كل موسم عشية عرفة مئة نسمة، وبلغت صلاته في الموسم وقريش والأنصار وسائر الناس خمسة آلاف ألف.
قال سليمان بن علي لبعض أصحابه:
ويحك، أين عتبة هذا الذي اقتدى به أهل البصرة؟ قال: فخرج به في الجيش حتى أتى به الجنان فوقف به على عتبة وهو لا يعلم، منكس رأسه، بيده عود ينكت الأرض، فوقف عليه فسلم فرفع رأسه، فقال: وعليكم السلام ورحمة الله. قال: كيف أنت يا عتبة؟ قال: بحال بين حالين، قال: ما هما؟ قال: قدوم على الله بخير أم بشر، ثم نكس رأسه وجعل ينكت الأرض، فقال سليمان بن علي: أرى عتبة قد أحزن نفسه، ولا يبالي ما أصبحنا فيه وأمسينا، ثم قال: يا عتبة، قد أمرت لك بألفي درهم قال: أقبلها منك أيها الأمير على أن تقضي لي معها حاجة، قال: نعم، وسرّ سليمان قال: وما حاجتك؟ قال: تعفيني منها. قال: قد فعلت ثم ولى عنه، وهو يبكي ويقول: قصر إلينا عتبة ما نحن فيه.
لما قدم سليمان بن علي البصرة والياً عليها قيل له إن بالمربد رجلاً من بني سعد مجنوناً سريع الجواب، لا يتكلم إلا بالشعر، فأرسل إليه سليمان بن علي قهرمانه فقال له: أجب الأمير، فامتنع فجره وزبره وخرق ثوبه، وكان المجنون يستقي على ناقة له، فاستاق القهرمان الناقة، وأتى بها سليمان بن علي. فلما وقف بين يديه قال له سليمان: حياك الله يا أخا بني سعد، فقال:
حياك رب الناس من أمير ... يا فاضل الأصل عظيم الخير
إني أتاني الفاسق الجلواز ... والقلب قد طار به اهتزاز
فقال سليمان: إنما بعثنا إليك لنشتري ناقتك. فقال:
ما قال شيئاً في شراء الناقه ... وقد أتى بالجهل والحماقة
فقال: ما أتى؟ فقال:
خرّق سربالي وشق بردتي ... وكان وجهي في الملا وزينتي
قال: أمعتزم على بيع الناقة؟ فقال:
أبيعها من بعد ما لا أوكسُ ... والبيع في بعض الأوابد أوكسُ
فقال: كم شراؤها عليك؟ فقال:
شراؤها عشر ببطن مكه ... من الدنانير الفيام السكة
ولا أبيع الدهر أو أزداد ... إني لربح في الورى معتاد
فقال: بكم تبيعها؟ فقال:
خذها بعشر وبخمس وازنه ... فإنها ناقة صدقٍ مارنه
فقال: فحَطّنا. فقال:
تبارك الله العلي العالي ... تسألني الحطّو أنت العالي
قال: فنأخذها ولا نعطيك شيئاً. فقال:
فأين ربي ذو الجلال الأفضل ... إن أنت لم تخش الإله فافعل
قال: فكم أزن لك فيها؟ فقال:
والله ما ينعشني ما تعطي ... ولا يداني الفقر مني حطي
خذها بما أحببت يا بن عباس ... يا بن الكرام من قريش الراس
فأمر له سليمان بألف درهم وعشرة أثواب. فقال:
إني رمتني نحوك الفجاج ... أبو عيال معدم محتاج
طاوي المطي ضيق المعيش ... فأنبت إن لديك ريشي
ربحتني منك بألف فاخره ... شرفك الله بها في الآخرة
وكسوة طاهرة حسان ... كساك ربي حلل الجنان
فقال سليمان: من يقول إن هذا مجنون! ما كلمت أعرابياً أعقل منه.
سُلَيْمَان بْن علي بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس به عبد المطلب
الْهَاشمي عَنْ أَبِيه روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن راشد وابنه محمد.
هو أخو دَاوُد ومُحَمَّد.
الْهَاشمي عَنْ أَبِيه روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن راشد وابنه محمد.
هو أخو دَاوُد ومُحَمَّد.