زياد بن سليم ويقال ابن سليمان
ويقال ابن سلمى أبو أمامة العبدي المعروف بزياد الأعجم مولى عبد القيس ولقب بالأعجم لعجمةٍ كانت في لسانه. أدرك أبا موسى الأشعري، وعثمان بن أبي العاص، وشهد معهما فتح إصطخر.
حدث أبو بركة الأشجعي قال: حضرت امرأة من بني نمير الوفاة، فقيل لها: أوصي. فقالت: نعم، خبروني من القائل: من الوافر
لعمرك ما رماح بني نميرٍ ... بطائشة الصدور ولا قصار
فقيل لها: زياد الأعجم، قالت: فأشهدكم أن له ثلث مالي. قال: فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم.
دخل زياد الأعجم على عبد الله بن جعفر، فسأله في خمس دياتٍ، فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه، فأنشأ يقول: من الوافر
سألناه الجزيل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا
مراراً لا أعود إليه إلا ... تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا
كان المغيرة بن المهلب أبرع ولده، وأوفاهم، وأعفهم، وأسخاهم، فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك: من الكامل
مات المغيرة بعد طول تعرضٍ ... للموت بين أسنةٍ وصفائح
قال ابن عائشة: سمعت أبي يقول: إنه أنشدها يزيد بن المهلب، فلما انتهى إلى قوله:
وإذا مررت بقبره فاعقر به ... أدم الهجان وكل طرفٍ سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح
فقال له يزيد: هل عقرت؟ قال: لا. قال: وما منعك؟ قال: كنت على بنت الهمارة يريد الحمارة قال: أما والله لو فعلت ما أصبح في آل المهلب صاهل إلا على مذودك.
قال محمد بن عباد المهلبي: قال المأمون: أي قصيدةٍ أرثى؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم. قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم
في المغيرة بن المهلب. ثم قال: أتحفظها؟ قلت: نعم. قال: فخذها علي. فأنشدنيها إلى آخرها، وترك منها بيتاً. قلت: يا أمير المؤمنين، تركت منها بيتاً. قال: ما هو؟ قلت: من الكامل
هلا أتاك وفوقه بزاته ... يغشى الأسنة فوق نهد قارح
قال: هاه هاه يتهدد المنية ألا أتته ذلك الوقت، هذا أجود بيتٍ فيها. ثم استعادنيه حتى حفظه.
وعن الأصمعي قال: لقد بلي هؤلاء القوم من زياد الأعجم بثلاثة لم يمتحن بها أحد من نظرائهم. يعني الأشاقر بطن من الأزد فمن ذلك قوله فيهم: من البسيط
قالوا الأشاقر تهجوهم فقلت لهم ... ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
قومٌ من الحسب الزاكي بمنزلةٍ ... كالود بالقاع لا أصلٌ ولا ورق
لا يكثرون وإن طال الزمان بهم ... ولو يبول عليهم ثعلبٌ غرقوا
ويقال ابن سلمى أبو أمامة العبدي المعروف بزياد الأعجم مولى عبد القيس ولقب بالأعجم لعجمةٍ كانت في لسانه. أدرك أبا موسى الأشعري، وعثمان بن أبي العاص، وشهد معهما فتح إصطخر.
حدث أبو بركة الأشجعي قال: حضرت امرأة من بني نمير الوفاة، فقيل لها: أوصي. فقالت: نعم، خبروني من القائل: من الوافر
لعمرك ما رماح بني نميرٍ ... بطائشة الصدور ولا قصار
فقيل لها: زياد الأعجم، قالت: فأشهدكم أن له ثلث مالي. قال: فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم.
دخل زياد الأعجم على عبد الله بن جعفر، فسأله في خمس دياتٍ، فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه، فأنشأ يقول: من الوافر
سألناه الجزيل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا
مراراً لا أعود إليه إلا ... تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا
كان المغيرة بن المهلب أبرع ولده، وأوفاهم، وأعفهم، وأسخاهم، فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك: من الكامل
مات المغيرة بعد طول تعرضٍ ... للموت بين أسنةٍ وصفائح
قال ابن عائشة: سمعت أبي يقول: إنه أنشدها يزيد بن المهلب، فلما انتهى إلى قوله:
وإذا مررت بقبره فاعقر به ... أدم الهجان وكل طرفٍ سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح
فقال له يزيد: هل عقرت؟ قال: لا. قال: وما منعك؟ قال: كنت على بنت الهمارة يريد الحمارة قال: أما والله لو فعلت ما أصبح في آل المهلب صاهل إلا على مذودك.
قال محمد بن عباد المهلبي: قال المأمون: أي قصيدةٍ أرثى؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم. قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم
في المغيرة بن المهلب. ثم قال: أتحفظها؟ قلت: نعم. قال: فخذها علي. فأنشدنيها إلى آخرها، وترك منها بيتاً. قلت: يا أمير المؤمنين، تركت منها بيتاً. قال: ما هو؟ قلت: من الكامل
هلا أتاك وفوقه بزاته ... يغشى الأسنة فوق نهد قارح
قال: هاه هاه يتهدد المنية ألا أتته ذلك الوقت، هذا أجود بيتٍ فيها. ثم استعادنيه حتى حفظه.
وعن الأصمعي قال: لقد بلي هؤلاء القوم من زياد الأعجم بثلاثة لم يمتحن بها أحد من نظرائهم. يعني الأشاقر بطن من الأزد فمن ذلك قوله فيهم: من البسيط
قالوا الأشاقر تهجوهم فقلت لهم ... ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
قومٌ من الحسب الزاكي بمنزلةٍ ... كالود بالقاع لا أصلٌ ولا ورق
لا يكثرون وإن طال الزمان بهم ... ولو يبول عليهم ثعلبٌ غرقوا