مالك بن أوس الحدثان بن الحارث بن عوف
ابن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ويقال: ابن أوس بن الحدثان، وسعد بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر أبو سعيد، ويقال: أبو سعد النصري أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدث، وشهد مع عمر بن الخطاب فتح بيت المقدس، والجابية من أعمال دمشق.
قال أنس بن مالك، ومالك بن أوس بن الحدثان: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يتبرز، فلم يجد أحداً يتبعه، فمر عمر فتبعه بفخارة أو مطهرة، فوجده ساجداً في سربه، فتنحى وجلس وراءه حتى رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " قد أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجداً فتنحيت عني، إن جبريل جاءني، فقال: من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشراً، ورفعه عشر درجات ".
عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس الحدثان، أنه أخبره: أنه التمس صرفاً بمئة دينار، قال: فدعاني طلحة بن عبيد الله، فتراوضنا حتى اصطرف مني، وأخذ الذهب يقلبها في يده، فقال: حتى يجيء خازني من الغابة، وعمر بن الخطاب يسمع، فقال عمر: لا والله لا تفارقه حتى تأخذ منه، ثم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذهب بالذهب رباً إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير رباً إلا هاء وهاء ".
عن الزهري، قال: أخبرني مالك بن الحدثان النصري، أن عمر بن الخطاب دعاه بعد أن ارتفع النهر؛ قال: فدخلت عليه، فإذا هو جالس على رمال سرير له، ليس بينه وبين الرمال فراش، متكئاً على وسادة من أدم، فقال: يا مالك، إنه قد قدم من قومك أهل أبيات قد حضروا المدينة، وقد أمرت لهم برضخ، فاقبضه فاقسمه بينهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت بذلك غيري. قال: اقسمه أيها المرء. فبينا أنا عنده إذا حاجبه
يرفأ، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ قال: فأدخلهم: فلبث قليلاً ثم جاءه فقال: هل لك في علي وعباس يستأذنان؟ قال: فأذن لهما، فدخلا. فقال العباس: يا أمير المؤمنين، أقض بيننا، وهما يختصمان في الصوافي التي أفاء الله على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أموال بني النضير، فاستبا عند عمر، فقال الرهط الذي عنده: يا أمير المؤمنين، أقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر. قال عمر: تيدكم، أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا نورث، ما تركناه صدقة " يريد بذلك نفسه؟ فقالوا: قد قال ذلك.
فأقبل عمر على علي وعلى العباس، فقال: أنشدكما الله، أتعلمان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك؟ قالا: نعم. قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله كان خص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره، فقال الله عز وجل " " وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب، ولكن الله يسلط رسله على من يشاء، والله على كل شيء قدير " فكانت هذه خالصة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حياته، ثم توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبضه فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنتما حينئذ - وأقبل على علي وعباس يذكر أن أبا بكر كما يقول - والله يعلم إنه فيها لصادق بر راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي، أعمل فيه بمثل ما عمل فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما عمل فيه أبو بكر وأنتما حينئذ - وأقبل على علي وعباس يذكران أني فيه كما يقولان - والله أعلم إني فيه لصادق بر راشد تابع للحق، ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع، فجئتني - يعني عباساً - تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا - يريد علياً - يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا نورث، ما تركناه صدقة "، فلما بدا لي
أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما، على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وبما عملت به منذ وليته، وإلا تكلماني، فقلتما: أدفعه إلينا بذلك، فدفعته إليكما، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك؟ فوالله لا إله إلا هو الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما، فادفعاه إلي فأنا أكفيكماه.
عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: قدمنا مع عمر بيت المقدس، فدخل المسجد، فتقدم الصخرة فجعلها خلف ظهره، وقال: هذا القبلة: ثم قال: علي بعبد الله بن سلام، فأتى به، فأقبل يمشي وعليه نعلان مخصوفتان حتى وقف، وعمر يصلي، فلما فرغ عمر أقبل علي بن سلام، فقال: يا ابن سلام، أين ترى أن نجعل قبلتنا؟ قال: حيث أنت؟ واجعل الصخرة خلف ظهرك، وخالف يهود، هذه القبلة الأولى، ولكن يهود غيرت ذلك وجعلته إلى الصخرة. فقال عمر: لم لبست نعليك؟ فقال: إنما هو شيء صنعته يهود، خلع نعلها؛ قال: أنت أصدق من كعب.
عن محمد بن سعد، قال: في الطبقة الثامنة من الصحابة، ممن أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورآه، ولم يحفظ عنه شيئاً، مالك بن أوس بن الحدثان، أحد بني نصر بن معاوية، يقولون: إنه ركب الخيل في الجاهلية، ومات بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.
قال ابن أبي حاتم: مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني، ولا يصح له صحبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عبد الله بن مقسم، قال: سألت مالك بن أوس بن الحدثان عن النفل؛ فقال: لقد ركبت الخيل في الجاهلية، وما أدركت الناس ينفلون إلا الخمس.
عن مالك، قال: كنت عريفاً في زمن عمر بن الخطاب.
عن عبد الرحمن بن يوسف، قال: مالك بن أوس بن الحدثان ثقة.
مات سنة اثنتين وتسعين، وقيل: ثلاث وتسعين بالمدينة.
ابن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ويقال: ابن أوس بن الحدثان، وسعد بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر أبو سعيد، ويقال: أبو سعد النصري أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدث، وشهد مع عمر بن الخطاب فتح بيت المقدس، والجابية من أعمال دمشق.
قال أنس بن مالك، ومالك بن أوس بن الحدثان: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يتبرز، فلم يجد أحداً يتبعه، فمر عمر فتبعه بفخارة أو مطهرة، فوجده ساجداً في سربه، فتنحى وجلس وراءه حتى رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " قد أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجداً فتنحيت عني، إن جبريل جاءني، فقال: من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشراً، ورفعه عشر درجات ".
عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس الحدثان، أنه أخبره: أنه التمس صرفاً بمئة دينار، قال: فدعاني طلحة بن عبيد الله، فتراوضنا حتى اصطرف مني، وأخذ الذهب يقلبها في يده، فقال: حتى يجيء خازني من الغابة، وعمر بن الخطاب يسمع، فقال عمر: لا والله لا تفارقه حتى تأخذ منه، ثم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذهب بالذهب رباً إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير رباً إلا هاء وهاء ".
عن الزهري، قال: أخبرني مالك بن الحدثان النصري، أن عمر بن الخطاب دعاه بعد أن ارتفع النهر؛ قال: فدخلت عليه، فإذا هو جالس على رمال سرير له، ليس بينه وبين الرمال فراش، متكئاً على وسادة من أدم، فقال: يا مالك، إنه قد قدم من قومك أهل أبيات قد حضروا المدينة، وقد أمرت لهم برضخ، فاقبضه فاقسمه بينهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت بذلك غيري. قال: اقسمه أيها المرء. فبينا أنا عنده إذا حاجبه
يرفأ، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ قال: فأدخلهم: فلبث قليلاً ثم جاءه فقال: هل لك في علي وعباس يستأذنان؟ قال: فأذن لهما، فدخلا. فقال العباس: يا أمير المؤمنين، أقض بيننا، وهما يختصمان في الصوافي التي أفاء الله على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أموال بني النضير، فاستبا عند عمر، فقال الرهط الذي عنده: يا أمير المؤمنين، أقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر. قال عمر: تيدكم، أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا نورث، ما تركناه صدقة " يريد بذلك نفسه؟ فقالوا: قد قال ذلك.
فأقبل عمر على علي وعلى العباس، فقال: أنشدكما الله، أتعلمان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك؟ قالا: نعم. قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله كان خص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره، فقال الله عز وجل " " وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب، ولكن الله يسلط رسله على من يشاء، والله على كل شيء قدير " فكانت هذه خالصة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حياته، ثم توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبضه فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنتما حينئذ - وأقبل على علي وعباس يذكر أن أبا بكر كما يقول - والله يعلم إنه فيها لصادق بر راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي، أعمل فيه بمثل ما عمل فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما عمل فيه أبو بكر وأنتما حينئذ - وأقبل على علي وعباس يذكران أني فيه كما يقولان - والله أعلم إني فيه لصادق بر راشد تابع للحق، ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع، فجئتني - يعني عباساً - تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا - يريد علياً - يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا نورث، ما تركناه صدقة "، فلما بدا لي
أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما، على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وبما عملت به منذ وليته، وإلا تكلماني، فقلتما: أدفعه إلينا بذلك، فدفعته إليكما، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك؟ فوالله لا إله إلا هو الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما، فادفعاه إلي فأنا أكفيكماه.
عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: قدمنا مع عمر بيت المقدس، فدخل المسجد، فتقدم الصخرة فجعلها خلف ظهره، وقال: هذا القبلة: ثم قال: علي بعبد الله بن سلام، فأتى به، فأقبل يمشي وعليه نعلان مخصوفتان حتى وقف، وعمر يصلي، فلما فرغ عمر أقبل علي بن سلام، فقال: يا ابن سلام، أين ترى أن نجعل قبلتنا؟ قال: حيث أنت؟ واجعل الصخرة خلف ظهرك، وخالف يهود، هذه القبلة الأولى، ولكن يهود غيرت ذلك وجعلته إلى الصخرة. فقال عمر: لم لبست نعليك؟ فقال: إنما هو شيء صنعته يهود، خلع نعلها؛ قال: أنت أصدق من كعب.
عن محمد بن سعد، قال: في الطبقة الثامنة من الصحابة، ممن أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورآه، ولم يحفظ عنه شيئاً، مالك بن أوس بن الحدثان، أحد بني نصر بن معاوية، يقولون: إنه ركب الخيل في الجاهلية، ومات بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.
قال ابن أبي حاتم: مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني، ولا يصح له صحبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عبد الله بن مقسم، قال: سألت مالك بن أوس بن الحدثان عن النفل؛ فقال: لقد ركبت الخيل في الجاهلية، وما أدركت الناس ينفلون إلا الخمس.
عن مالك، قال: كنت عريفاً في زمن عمر بن الخطاب.
عن عبد الرحمن بن يوسف، قال: مالك بن أوس بن الحدثان ثقة.
مات سنة اثنتين وتسعين، وقيل: ثلاث وتسعين بالمدينة.