زيد بن مهلهل بن يزيد بن منهب
ابن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن اسودان وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ أبو مكنف الطائي ثم النبهاني، المعروف بزيد الخيل في الجاهلية.
وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، فسماه زيد الخير. وكان من فرسان العرب. قدم دمشق في الجاهلية خاطباً ماوية بنت حجر الغسانية.
لما قدم وفد طيء على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة عشر رجلاً، رأسهم وسيدهم زيد الخير، وهو زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان، وفيهم وزر بن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني، وقبيصة بن الأسود بن عامر من جرم طيء، ومالك بن عبد الله بن جبير من بني معن، وقعين بن خليف من جديلة، ورجل من بني بولان، فدخلوا المدينة، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ثم دخلوا فدنوا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا، وأجازهم بخمس أواق فضة كل رجل منهم، وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشأ، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كل ما فيه ". وسماه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير، وقطع له فيداً وأرضين، فكتب له بذلك كتاباً. ورجع مع قومه، فلما كان بموضع يقال له الفردة مات هناك، فعمدت امرأته إلى كل ما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب به فخرقته.
وفي رواية: فحرقته بالنار.
وزاد في حديث بعد قوله: وكتب له كتاباً: وكان من قول زيد يوم قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله الذي أيدنا بك، وعصم لنا ديننا بك، فما رأيت أخلاقاً أحسن من أخلاقٍ
تدعو إليها، وقد كنت أعجب لعقولنا واتباعنا حجراً نعبده يسقط منا فنظل نطلبه. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وزيادة أيضاً. يعني بذلك الإيمان أيضاً أكثر. فلما خرج زيد من عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمدينة وبيئة قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ينج زيدٌ من أم ملدم. قال: فلما انتهى إلى بلدة بموضع يقال له: الفردة مات هناك. رحمه الله.
وعن عبد الله قال: كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أقبل راكب حتى أناخ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني أتيت من مسيرة تسع، أنضيت راحلتي، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قال: أنا زيد الخيل. قال له: بل أنت زيد الخير، فسل فرب معضلة قد سئل عنها، قال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، فإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذه علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، ولو أرادك بالأخرى هيأك لها، ثم لا يبالي في أي وادٍ سلكت ". وفي رواية: هلكت.
قال الكلبي: كان يقال لبطن زيد الخيل الذي هو منه: بنو المختلس. وكان لزيد من الولد مكنف بن زيد الخيل، وبه كان يكنى، وقد أسلم وصحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وكان له بلاء، وحريث بن زيد وكان فارساً، وقد صحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد الردة مع خالد بن الوليد، وكان شاعراً، وعروة بن زيد شهد القادسية وقس الناطف ويوم مهران فأبلى وقال في ذلك شعراً. وكان زيد الخيل شاعراً.
في نسبه: نابل: بعد الألف باء معجمة بواحدة، وثوب: بفتح الثاء، وسكون الواو، وعبد رضا: بضم الراء.
وعن أبي سعيد الخدري قال: كان المؤلفة قلوبهم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: علقمة بن علاثة الجعفري، والأقرع بن حابس الحنظلي، وزيد الخيل الطائي، وعنبسة بن بدر الفزاري. قال: فقدم علي بذهبة من اليمن بتربتها، فقسمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم.
وعن أبي سعيد الخدري قال:
بعث علي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذهبة فيها تربتها فقسمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن حصن الفزاري، وبين علقمة بن علاثة العامري، وبين زيد الخيل الطائي، فقالت قريش والأنصار: أتقسم بين صناديد أهل نجد وتدعنا؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتألفهم، إذ أقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتىء الجبين، كث اللحية محلوق فقال: يا محمد، اتق الله. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من يطيع الله إذا عصيته " قال: فسأل رجل من القوم قتله، وقال: حسبته خالد بن الوليد، فولى الرجل، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن من ضئضىء هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
قيل: توفي زيد الخير سنة عشر.
ابن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن اسودان وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ أبو مكنف الطائي ثم النبهاني، المعروف بزيد الخيل في الجاهلية.
وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، فسماه زيد الخير. وكان من فرسان العرب. قدم دمشق في الجاهلية خاطباً ماوية بنت حجر الغسانية.
لما قدم وفد طيء على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة عشر رجلاً، رأسهم وسيدهم زيد الخير، وهو زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان، وفيهم وزر بن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني، وقبيصة بن الأسود بن عامر من جرم طيء، ومالك بن عبد الله بن جبير من بني معن، وقعين بن خليف من جديلة، ورجل من بني بولان، فدخلوا المدينة، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ثم دخلوا فدنوا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا، وأجازهم بخمس أواق فضة كل رجل منهم، وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشأ، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كل ما فيه ". وسماه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير، وقطع له فيداً وأرضين، فكتب له بذلك كتاباً. ورجع مع قومه، فلما كان بموضع يقال له الفردة مات هناك، فعمدت امرأته إلى كل ما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب به فخرقته.
وفي رواية: فحرقته بالنار.
وزاد في حديث بعد قوله: وكتب له كتاباً: وكان من قول زيد يوم قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله الذي أيدنا بك، وعصم لنا ديننا بك، فما رأيت أخلاقاً أحسن من أخلاقٍ
تدعو إليها، وقد كنت أعجب لعقولنا واتباعنا حجراً نعبده يسقط منا فنظل نطلبه. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وزيادة أيضاً. يعني بذلك الإيمان أيضاً أكثر. فلما خرج زيد من عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمدينة وبيئة قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ينج زيدٌ من أم ملدم. قال: فلما انتهى إلى بلدة بموضع يقال له: الفردة مات هناك. رحمه الله.
وعن عبد الله قال: كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أقبل راكب حتى أناخ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني أتيت من مسيرة تسع، أنضيت راحلتي، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قال: أنا زيد الخيل. قال له: بل أنت زيد الخير، فسل فرب معضلة قد سئل عنها، قال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، فإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذه علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، ولو أرادك بالأخرى هيأك لها، ثم لا يبالي في أي وادٍ سلكت ". وفي رواية: هلكت.
قال الكلبي: كان يقال لبطن زيد الخيل الذي هو منه: بنو المختلس. وكان لزيد من الولد مكنف بن زيد الخيل، وبه كان يكنى، وقد أسلم وصحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وكان له بلاء، وحريث بن زيد وكان فارساً، وقد صحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد الردة مع خالد بن الوليد، وكان شاعراً، وعروة بن زيد شهد القادسية وقس الناطف ويوم مهران فأبلى وقال في ذلك شعراً. وكان زيد الخيل شاعراً.
في نسبه: نابل: بعد الألف باء معجمة بواحدة، وثوب: بفتح الثاء، وسكون الواو، وعبد رضا: بضم الراء.
وعن أبي سعيد الخدري قال: كان المؤلفة قلوبهم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: علقمة بن علاثة الجعفري، والأقرع بن حابس الحنظلي، وزيد الخيل الطائي، وعنبسة بن بدر الفزاري. قال: فقدم علي بذهبة من اليمن بتربتها، فقسمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم.
وعن أبي سعيد الخدري قال:
بعث علي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذهبة فيها تربتها فقسمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن حصن الفزاري، وبين علقمة بن علاثة العامري، وبين زيد الخيل الطائي، فقالت قريش والأنصار: أتقسم بين صناديد أهل نجد وتدعنا؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتألفهم، إذ أقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتىء الجبين، كث اللحية محلوق فقال: يا محمد، اتق الله. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من يطيع الله إذا عصيته " قال: فسأل رجل من القوم قتله، وقال: حسبته خالد بن الوليد، فولى الرجل، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن من ضئضىء هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
قيل: توفي زيد الخير سنة عشر.