Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136206&book=5561#04d9f0
يوسف بن الحسين بن علي، أبو يعقوب الرازي :
من مشايخ الصوفية. كَانَ كثير الأسفار، وصَحِبَ ذا النون الْمِصْرِيّ وحَكَى عَنْهُ، وسمعَ أَحْمَد بْن حنبل، وورد بغداد. فسمع منه بِهَا أَحْمَد بْن سلمان النجاد.
أَخْبَرَنِي الخلال قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد الواحد بن علي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلمان قَالَ:
سمعتُ يوسف بْن الْحُسَيْن قَالَ: سمعتُ ذا النون الْمِصْرِيّ قال: من جهل قدره هتك ستره.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن المقرئ النقاش قال:
سمعت يوسف بن الحسين يَقُولُ: سَمِعْتُ ذا النون المصري يَقُولُ: من جهل قدره هتك ستره.
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حمزة الصّوفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرَشِيُّ- بالري- حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِّثْنِي، فَقَالَ مَا تَصْنَعُ بِالْحَدِيثِ يَا صُوفِيُّ؟ فَقُلْتُ:
لا بُدَّ حَدِّثْنِي، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ هِلالٍ أَبِي الْعَلاءِ- كَذَا قَالَ الْمَالِينِيُّ وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو الْمُعَلَّى- عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَهْدَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَائِرَانِ فَقُدِّمَ إِلَيْهِ أَحَدُهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «عِنْدَكُمْ مِنْ غَدَاءٍ؟» فَقُدِّمَ إِلَيْهِ الآخَرُ فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ ذَا؟» فَقَالَ بِلالٌ خَبَّأْتُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «يَا بِلالُ لا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالا، إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ» .
ثُمَّ أَخْبَرْنَاهُ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنُ أَحْمَدَ الشُّرُوطِيُّ- بِالرَّيِّ من كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ الْمُؤَدِّبُ، حدثنا يوسف بن الحسين، حدثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي هلال الراسبي، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوَائِرُ ثَلاثَةٍ، فَأَكَلَ طَيْرًا، وَاسْتَخْبَأَ خَادِمُهُ طَيْرَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَدَّمَ خَادِمُهُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فَقَالَ: «مَا هَذَانِ» قَالَ: طَيْرَانِ اسْتَخْبَأْتُهُمَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تَدَّخِرَ شَيْئًا لِغَدٍ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ» .
قلت: كذا قَالَ عَن أبي هلال الراسبي وهو خطأ لا شك فِيهِ، والأول أصح.
حدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني، أخبرنا تمّام بن محمّد الرّازيّ، حدثنا أبي، حدَّثَنِي أَبُو يعقوب يوسف بْن الْحُسَيْن بْن علي الصّوفيّ الرّازيّ، حدثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا مروان بْن مُعاوية قَالَ: حَدَّثَنَا هلال بْن سويد- أَبُو المعلى- عَن أنس بِنَحْوِهِ. قَالَ تَمَّام: لَيْسَ عنده عَن أَحْمَد بْن حنبل غيره.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا مروان بن معاوية، أخبرني هلال بن سويد
أَبُو مُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ أنس بْن مالك وهو يَقُولُ: أهديت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة طوائر، وساق الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل الهاشميّ- بالري- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن فارس بْن زكريا قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ: سَمِعْتُ يوسف بْن الْحُسَيْن يَقُولُ: كنت أيام السياحة فِي أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوبا عليها:
سر فِي بلاد الله سَيّاحا ... وابْكِ عَلَى نَفْسك نوّاحا
وامشِ بنور الله فِي أرضهِ ... كفى بنور الله مِصْبَاحا
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القطان المذكر يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا علي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحافظ يَقُولُ: سَمِعْتُ فارسًا الدينوري يَقُولُ:
رأيت ليوسف بْن الْحُسَيْن الرازي مِخْلاة مكتوبا عليها:
لا يومك ينساك ... ولا رزقك يعدوك
ومن يطمع في الناس ... يكن للناس مملوك
فليكن سعيك لل ... هـ فإن الله يكفيك
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن النَّقَّاش قَالَ: سمعتُ يوسف بْن الْحُسَيْن- بالري- قَالَ: قِيلَ لذي النون الْمِصْرِيّ: ما بالُ الحكمة لَهَا حلاوة من أفواه الْحُكَماء؟ قَالَ: لقرب عهدها بالرب عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي- بدمشق- أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عقيل بْن عُبيد الله بن أحمد بن عبدان السّمسار، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن الجنيد الرازي قَالَ: سمعتُ يوسف بْن الْحُسَيْن الرازي الصوفي يَقُولُ: قِيلَ لي إنَّ ذا النون الْمِصْرِيّ يعرف اسم الله الأعظم، فدخلتُ مصر فذهبتُ إِلَيْهِ، فبصرني وأنا طويل اللحية، ومعي ركوة طويلة، فاستشنع منظري ولم يلتفت إليّ، قال أبو الحسن مُحَمَّد بْن عَبْد الله: وكان يوسف يُقال إنه أعلم أهل زمانه بالكلام وعلم الصوفية، فلما كَانَ بعد أيام جاء إلى ذي النون رَجُل صاحب كلام، فناظر ذا النون فلم يَقُم ذو النون بالْحُجَج عَلَيْهِ. قَالَ: فاجتذبته إليّ وناظرته فقطعته، فعرَف ذو النون مكاني فقام إليّ وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب وقال: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته وخدمته سنة واحدة. فلما كَانَ عَلَى رأس السنة قلت لَهُ: يا أستاذ
إني قد خدمتك وقد وَجَبَ حَقِّي عليك، وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم، وقد عَرَفتني ولا تجدُ لَهُ موضعًا مثلي، فأحب أن تُعلمني إياه. قَالَ: فسكت عني ذو النون ولم يُجبني، وكأنه أومأ إليّ أَنَّهُ يُخبرني. قَالَ: فتركني بعد ذَلِكَ ستة أشهر، ثُمَّ أخرج إلي من بيته طبقًا ومكبة مشدودًا فِي منديل، وكان ذو النون يسكن فِي الجيزة. فقال:
تعرفُ فلانًا صديقنا من الفسطاط؟ قلت: نعم قَالَ: فأحب أن تؤدي هذا إِلَيْهِ. قَالَ:
فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشي طول الطريق وأنا متفكر فِيهِ، مثل ذي النون يوجه إلى فُلان بِهدية تَرَى أيش هي قَالَ: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر فحللت المنديل وشلتُ المكبة، فإذا فأرةٌ قفزت من الطبق ومرَّت، قَالَ: فاغتظتُ غيظًا شديدًا! وقلت: ذو النون يسخر بي ويوجه مَعَ مثلي فأرة إلى فُلان، فرجعتُ عَلَى ذَلِكَ الغيظ.
فلما رآني عرف ما فِي وجهي. قَالَ: يا أحمق إنّما جربناك ائتمنتُك عَلَى فأرةٍ فخُنْتَنِي، أفأئتمنك عَلَى اسم الله الأعظم؟ وقال: مُر عني فلا أراك شيئًا آخر.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حاتِم مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى السجستاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نصر السراج يَقُولُ:
حكى لي بعضُ إخواني عَن أبي الْحُسَيْن الدراج قَالَ: قصدتُ يوسف بْن الْحُسَيْن الرازي من بغداد، فلما دخلت الري سَأَلْت عَن منزله، فكل من أسأل عَنْهُ يَقُولُ لي أيش تفعل بذاك الزنديق؟ فضيقوا صدري حتى عزمت عَلَى الانصراف، فبت تِلْكَ الليلة فِي مسجد ثُمَّ قلت جئت هذا البلد فلا أقل من زيارة، فلم أزل أسأل عَنْهُ حتى وقعت إلى مسجده وهو قاعدٌ فِي المحراب وبين يديه رَجُل عَلَيْهِ مصحف يقرأ، وإذا هُوَ شيخ بَهي حسن الوجه واللحية. فدنوتُ وسلمت، فردَّ السلام، وقال: من أَيْنَ؟
فقلت: من بغداد قصدت زيارة الشيخ. فقال: لو أنَّ فِي بعض الْبُلدان قَالَ لك إنسان أقم عندي حتى أشتري لك دارًا وجارية أكان يمنعك عَن زيارتي؟ فقلتُ: يا سيدي ما امتحنني الله بشيء من ذاك، ولو كَانَ لا أدري كيف كنت أكون؟ فقال: تحسن أن تَقُولُ شيئًا؟ فقلت: نعم! وقلت:
رأيتك تبني دائبًا في قطيعتي ... ولو كنت ذا حزم لَهدمتَ ما تبني
فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبَهُ حتى رحمته من كثرة بُكائه، ثُمَّ قَالَ لي: يا بُني تلومُ أهل الري عَلَى قولِهم يوسف بْن الْحُسَيْن زنديق، ومن وقت الصلاة هُوَ ذا أقرأ القرآن لَم يقطر من عيني قطرة، وقد قامت عليّ القيامة بِهذا البيت.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن علي الحيرى، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ:
سمعت عَبْد الله بْن عطاء يَقُولُ: كَانَ مرحوم الرازي يتكلم فِي يوسف بْن الْحُسَيْن، فاتبعتُه ليلة وهو يبكي. فقيل له: مالك؟ قَالَ: رأيت كتابًا نَزَل من السماء، فلمّا قَرُبَ من الخلق إذا فِيهِ مكتوب بِخط جَليل: هذه براءة ليوسف بْن الْحُسَيْن مما قِيلَ فِيهِ، فجاء إِلَيْهِ واعتذر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي المحتسب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن حمكان الفقيه قَالَ:
سمعتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن ثابت البغدادي يَقُولُ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله الخنقاباذي يَقُولُ: حَضَرنا يوسف بْن الْحُسَيْن الرازي وهو يجود بنفسه، فقيل لَهُ: يا أَبَا يعقوب قل شيئًا. فقال: اللَّهُمَّ إني نصَحتُ خلقك ظاهرًا، وغششت نفسي باطنًا، فهب لي غشي لنفسي لنُصْحي لخلقك، ثُمَّ خرجت روحه.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل الحيري وأحمد بن علي بن التوزي- قَالَ الحيري: أَخْبَرَنَا وقال أَحْمَد: حَدَّثَنَا- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن عطاء يَقُولُ:
مات يوسف بْن الحسين سنة أربع وثلاثمائة. حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا محمّد بن أحمد الْمُفيد- بجرجرايا- قَالَ: سمعتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم الرازي إمام المسجد الحرام يَقُولُ: حَكَى لي أَبُو خَلَف الوزَّان عَن يوسف بْن الْحُسَيْن الرازي أَنَّهُ رُؤي فِي النوم، فقيل لَهُ ماذا فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وَرحمني. فقيل:
بماذا؟ قَالَ: بكلمة أو بكلمات قلتُها عِنْدَ الموت قلت: اللَّهُمَّ إني نصحتُ الناس قولا، وخنتُ نفسي فِعلا، فهب خيانة فعلي لنصيحة قولي.