Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
6290. وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب2 6291. وراد أبو الورد1 6292. وراد بن جهير بن عبد الرزاق1 6293. وردان أبو عبيد ويقال أبو عثمان1 6294. وردان بن صالح بن كثير1 6295. ورقة بن نوفل بن أسد16296. وريزة بن محمد بن وريزة1 6297. وزبر بن القاسم بن وزير1 6298. وزير بن صبيح1 6299. وزير بن محمد بن الحكم1 6300. وزير بن مسافر الجرشي1 6301. وصيف بن عبد الله1 6302. وضاح بن خيثمة1 6303. وقاص بن ربيعة4 6304. وكيع بن الجراح بن مليح2 6305. ولادة بنت العباس بن جزي1 6306. وهب بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحق...1 6307. وهب بن الأسود2 6308. وهب بن جابر الهمداني الحيواني الكوفي...1 6309. وهب بن زمعة بن أسيد1 6310. وهب بن سعد بن أبي سرح2 6311. وهب بن سلمان بن أحمد1 6312. وهب بن منبه بن كامل بن سيج3 6313. وهب بن وهب بن كبير1 6314. وهيب بن حامد بن إبراهيم بن الوليد1 6315. ياسين بن سهل بن محمد بن الحسن1 6316. ياسين بن عبد الصمد بن عبد العزيز1 6317. ياقوت بن عبد الله أبو الدر1 6318. يحمد أبو أمية الشعباني2 6319. يحيى أبو محمد التميمي1 6320. يحيى بن أبي الخصيب زياد الرازي2 6321. يحيى بن أبي المطاع القرشي الشامي1 6322. يحيى بن أبي حية2 6323. يحيى بن أبي راشد النصري1 6324. يحيى بن أبي عمرو زرعة1 6325. يحيى بن أحمد بن بسطام1 6326. يحيى بن أحمد بن محمد بن الحسن1 6327. يحيى بن أسامة ويقال ابن زيد1 6328. يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن1 6329. يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد1 6330. يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر1 6331. يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي1 6332. يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله1 6333. يحيى بن الحارث أبو عمرو1 6334. يحيى بن الحسين بن علي1 6335. يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية1 6336. يحيى بن بختيار بن عبد الله1 6337. يحيى بن بسطام بن حريث2 6338. يحيى بن بشر بن كثير1 6339. يحيى بن بطريق بن بشرى أبو القاسم1 6340. يحيى بن تمام بن علي1 6341. يحيى بن جابر بن حسان1 6342. يحيى بن حسان أبو زكريا1 6343. يحيى بن حكيم3 6344. يحيى بن حمزة بن واقد1 6345. يحيى بن دواد بن سيار1 6346. يحيى بن راشد بن مسلم1 6347. يحيى بن زكريا بن أحمد1 6348. يحيى بن زكريا بن لشوى1 6349. يحيى بن زكريا بن يحيى1 6350. يحيى بن زياد بن عبيد الله1 6351. يحيى بن زيد بن علي1 6352. يحيى بن زيد بن يحيى1 6353. يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد1 6354. يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري1 6355. يحيى بن سعيد بن العاص2 6356. يحيى بن سعيد بن عبد الله1 6357. يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو4 6358. يحيى بن سليمان3 6359. يحيى بن صالح أبو زكريا1 6360. يحيى بن طالب أبو زكريا الأنطاكي1 6361. يحيى بن طلحة بن عبيد الله2 6362. يحيى بن عبد الباقي بن يحيى1 6363. يحيى بن عبد الرحمن أبو شيبة2 6364. يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب6 6365. يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد1 6366. يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة1 6367. يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز1 6368. يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل1 6369. يحيى بن عبد الله أبو عبد الله1 6370. يحيى بن عبد الله بن أسامة1 6371. يحيى بن عبد الله بن الحارث2 6372. يحيى بن عبد الله بن الضحاك4 6373. يحيى بن عبد الله بن محمد3 6374. يحيى بن عبد الواحد بن سليمان1 6375. يحيى بن عبد الواحد بن علي1 6376. يحيى بن عتبة بن عبد السلام1 6377. يحيى بن عثمان أبو زكريا1 6378. يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير4 6379. يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام6 6380. يحيى بن علي بن عبد العزيز1 6381. يحيى بن علي بن محمد1 6382. يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام...1 6383. يحيى بن علي بن محمد بن زهير1 6384. يحيى بن علي بن محمد بن هاشم أبو العباس الكندي الحلبي الخفاف...1 6385. يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد بن مسلم...1 6386. يحيى بن عمير الغساني1 6387. يحيى بن غسان الدمشقي1 6388. يحيى بن مبارك الصنعاني1 6389. يحيى بن محمد بن المسلم1 Prev. 100
«
Previous

ورقة بن نوفل بن أسد

»
Next
ورقة بن نوفل بن أسد
ابن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي كان ممن رغب عن عبادة الأوثان، وسأل عن الدين الحنيف.
وقدم البلقاء مع زيد بن عمرو بن نفيل.
وقيل: إنه أسلم والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقطع بإسلامه، والصحيح أن ورقة توفي أول ما تبدى جبريل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى ابن عباس أن ورقة قال: قلت: يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك، يعني جبريل؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتيني من السماء جناحاه من لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر.
وكان ورقة قرأ الكتب، وكانت خديجة بن خويلد - رضوان الله عليها - تسأله عن أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيقول لها: ما أراه إلا نبي هذه الأمة الذي بشر به موسى وعيسى عليهما السلام.
وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تسبوا ورقة فإني أريته في ثياب بيض.
وقيل: إن ورقة أنصاري، وقيل ديلي، والصحيح أنه أسدي.
روي: أن خديجة انطلقت بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها،
وكان تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العربي، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة: يا بن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر ما رأى، فقال ورقة بن نوفل: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً أكون فيها حياً حين يخرجك قومك.
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أو مخرجي هم؟ قال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً. ثم توفي ورقة.
وكان زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ذهبا نحو الشام يلتمسان الدين، فأتيا على راهب، فسألاه، فقال: إن الذي تطلبان لم يجئ بعد، وهذا زمانه، وإن نبي هذا الدين يخرج من قبل تيماء.
فرجعا، فقال ورقة: أما أنا فأقيم على نصرانيتي حتى يبعث هذا النبي، وقال زيد بن عمرو: أما أنا فأعبد رب هذا البيت حتى يبعث النبي.
وكان زيد يأتي على بلال وهو يعذب في الله، فيقول: يا بلال، أحد أحد، والذي نفسي بيده، لئن قتلت لأتخذنك حناناً، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يبعث زيد أمة وحده، وكان زيد يأتي على الصبية وقد وئدت، فيستخرجها، فيسترضع لها حتى تشب.
قال أبو ميسرة: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لخديجة: إني إذا خلوت وحدي سمعت نداءً، فقد حسبت أن يكون هذا أمراً، فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم، ذكرت خديجة حديثه له، وقالت: يا عتيق، اذهب مع محمد إلى ورقة. فلما دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أخذ أبو بكر بيده، فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال: ومن أخبرك؟ فقال خديجة.
فانطلقنا إليه، فقصا عليه، فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداءً خلفي: يا محمد يا محمد، فأنطلق هارباً في الأرض. فقال: لا تفعل إذا أتاك، فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني.
فلما خلا ناداه: يا محمد، قل: بسم الله الرحمن الرحيم: " الحمد لله رب العالمين " حتى بلغ " ولا الضالين "، وقل: لا إله إلا الله.
فأتى ورقة، فذكر ذلك له، فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبي مرسل، وأنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك.
فلما توفي ورقة قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير، لأنه آمن بي وصدقني، يعني ورقة.
قال ابن عباس: ثم استعلن له جبريل وهو بأعلى مكة من قبل حراء، فوضع يده على رأسه وفؤاده وبين كتفيه، وقال: لا تخف، جبريل جبريل، فأجلسه معه على مجلس كريم جميل معجب، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أجلسني على بساط كهيئة الدرنوك فيه من الياقوت واللؤلؤ، فبشره برسالة الله ربه حتى اطمأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: اقرأ، قال: كيف أقرأ؟ قال: " اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم ".
فقبل الرسول رسالات ربه، وسأله أن يخفيها، واتبع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي نزل به جبريل من عند رب العرش العظيم.
فلما قضي إليه الذي أمر به انصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منقلباً إلى أهله، لا يأتي على حجر ولا شجر إلا سلمت عليه: سلام عليك يا رسول الله. فرجع إلى بيته، وهو موقن، قد فاز فوزاً عظيماً، فلما دخل على امرأته خديجة، قال: يا خديجة أرأيت ما كنت أراه في المنام، وأحدثك به فإنه قد استعلن لي، وإنه جبريل أرسله ربه، وأخبرها بالذي قال له وبالذي رأى وسمع، فقالت: أبشر، فوالله، لا يفعل الله بك إلا خيراً أبداً، اقبل الذي أتاك من الله فإنه حق، وأبشر رسول الله حقاً.
ثم انطلقت إلى غلام لعتبة بن ربيعة يقال له: عداس، نصراني من أهل نينوى، فقالت: يا عداس، أذكرك الله إلا حدثتني هل عندك من جبريل علم؟ فلما ذكرت جبريل قال: قدوس قدوس ربنا، وما شأن جبريل يذكر بهذه الأرض التي أهلها أهل أوثان؟ قالت: أحب أن تحدثني بعلمك عنه. قال عداس: فإنه أمين الله بينه وبين النبيين، وهو صاحب موسى وعيسى.
فرجعت خديجة فأتت عمها ورقة بن نوفل، وكان ورقة قد كره عبادة الأوثان هو وزيد بن عمرو بن نفيل. وكان زيد قد حرم كل شيء حرمه الله من الدم والذبيحة على النصب وأبواب الظلم في الجاهلية، وتنصر ورقة، وقال لزيد قائم من الرهبان: إنك تلتمس ديناً ليس يوجد في الأرض اليوم، قال زيد: أي دين هو هذا الذي تزعم أنه غير موجود؟ قال دين الله دين إبراهيم.
قال زيد: يا ورقة، أنا على دين إبراهيم، وأنا ساجد نحو هذه البنية التي بنى إبراهيم، فسجد نحو الكعبة في الجاهلية. ثم توفي زيد، وبقي ورقة بعد.
وتعمدت خديجة إلى ورقة حين رجعت من عند عداس، فأخبرته ببعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقول عداس، فقال لها ورقة: والله، يا بنت أخي، ما أدري لعل صاحبك هو الرسول الذي ينتظر أهل الكتاب، الذي يجدونه مكتوباً عندهم، وأقسم بالله لئن كان
هو، ثم أظهر دعاءه، وأنا حي، لأبلين الله من نفسي في طاعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحسن مؤازرته، فمات ورقة على نصرانيته.
وكانت خديجة قد ذكرت لورقة ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب يعني بحيرى، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه، فقال ورقة: إن كان هذا حقاً يا خديجة، إن محمداً لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر، هذا زمانه، فجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ وأنشد في ذلك شعراً، منها: من الطويل
أتبكر أم أنت العشية رائح ... وفي الصدر من إضمارك الحزن قادح
لفرقة قوم لا أحب فراقهم ... كأنك عنهم بعد يومين نازح
وأخبار صدق خبرت عن محمد ... يخبرها عنه إذا غاب ناصح
فتاك الذي وجهت يا خير حرة ... بغور وبالنجدين حيث الصحاصح
إلى سوق بصرى في الركاب التي غدت ... وهن من الأحمال قعص ذوابح
يخبرنا عن كل حبر بعلمه ... وللحق أبواب لهن مفاتح
بأن ابن عبد الله أحمد مرسل ... إلى كل من ضمت عليه الأباطح
وظني به أن سوف يبعث صادقاً ... كما أرسل العبدان هود وصالح
وموسى وإبراهيم حتى يرى له ... بهاء ومنشور من الذكر واضح
ويتبعه حيا لؤي جماعةً ... شبابهم والأشيبون الجحاجح
فإن أبق حتى يدرك الناس دهره ... فإني به مستبشر الود فارح
وإلا فإني يا خديجة فاعلمي ... عن أرضك في الأرض الفسيحة سائح
ومما قال ورقة بن نوفل أيضاً: من الطويل
وإن يك حقاً يا خديجة فاعلمي ... حديثك إيانا فأحمد مرسل
وجبريل يأتيه وميكال معهما ... من الله وحي يشرح الصدر منزل
ومما قال في ذلك أيضاً: من البسيط
يا للرجال لصرف الدهر والقدر ... وما لشيء قضاه الله من غير
حتى خديجة تدعوني لأخبرها ... وما لها بخفي الغيب من خبر
جاءت لتسألني عنه لأخبرها ... أمراً أراه سيأتي الناس من أخر
فخبرتني بأمر قد سمعت به ... فيما مضى من قديم الدهر والعصر
بأن أحمد يأتيه فيخبره ... جبريل أنك مبعوث إلى البشر
فقلت عل الذي ترجين ينجره ... له الإله فرجي الخير وانتظري
وأرسليه إلينا كي نسائله ... عن أمره ما يرى في النوم والسهر
فقال حين أتانا منطقاً عجباً ... يقف منه أعالي الجلد والشعر
إني رأيت أمين الله واجهني ... في صورة أكملت من أعظم الصور
ثم استمر فكاد الخوف يذعرني ... مما يسلم ما حولي من الشجر
فقلت ظني وما أدري أيصدقني ... أن سوف يبعث يتلو منزل السور
وسوف أبليك إن أعلنت دعوتهم ... من الجهاد بلا من ولا كدر
ومن حديث آخر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجاور في حراء من كل سنة، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية. والتحنث: التبرر، فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين. فإذا قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة، قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعاً، أو ما شاء الله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته، ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب، فقال اقرأ، فقلت: ما أقرأ؟ ما أقول؟ " فضمني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أقرأ؟ ما أقول؟ ما أقول ذلك إلا ابتدأ منه أن يعود لمثل ما صنع "، فقال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق " إلى " ما لم يعلم " فقرأتها كلها، ثم انتهى وانصرف عني وهببت من نومي كأنما كتبت في قلبي كتاباً، قال: ولم يك من خلق الله شيء أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما، قال: قلت: إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون، لاتحدثن عني قريش بهذا أبداً، لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي فلأقتلنها، فلأستريحن.
قال: فخرجت أريد ذلك حتى كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء: يا محمد، أنت رسول الله، وأنا جبريل، فرفعت رأسي إلى السماء أنظر، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله، وأنا جبريل، فوقفت أنظر إليه حتى شغلني ذلك عما أردت، فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف أمامي، ولا أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، فبلغوا مكة، ورجعوا إليها، وأنا واقف في مكاني ذلك؛ ثم انصرف عني، وانصرفت راجعاً حتى أتيت خديجة، فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها. فقالت: يا أبا القاسم، أين كنت؟ فقلت لها: إن الأبعد لشاعر أو مجنون، فقالت أعيذك بالله يا أبا القاسم، ما كان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك وعظم أمانتك وحسن خلقك وصلة رحمك، وما ذاك يا بن عم؟ لعلك رأيت شيئاً.
قال: قلت لها: نعم، ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت: أبشر يا بن عم، واثبت فوالذي نفس خديجة بيده، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
ثم قامت، فجمعت عليها ثيابها، وأتت ورقة بن نوفل، فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له: فليثبت.
فرجعت خديجة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته بما قال ورقة، فسهل ذلك عنه بعض ما هو فيه.
فلما مضى حواره وانصرف، صنع كما كان يصنع، وبدأ بالكعبة فطاف بها، فلقيه ورقة، فقال: يا بن أخي، أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له ورقة: والذي نفسي بيده، إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى، ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتخرجنه، ولتقاتلنه، ولئن أدركت ذلك لأنصرن الله نصراً يعلمه، ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه، ثم انصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى منزله، وقد زاده ذلك من ورقة ثباتاً، وخفف عنه بعض ما كان فيه من الغم.
ومن حديث: أن الله بعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولاً على رأس خمس سنين من بناء الكعبة.
فكان أول شيء اختصه الله به من النبوة والكرامة رؤيا كان يراها، فقص ذلك على زوجته خديجة، فقالت له: أبشر، فوالله، لا يفعل الله بك إلا خيراً.
فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ترك كثيراً مما كانت عليه قريش تفعل بآلهتهم، وتنزه عنه.
فبينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما بلغنا، والله أعلم - ذات يوم في حراء، كان خرج إليه فاراً كراهية أن يفعل بآلهتهم كما كانوا يفعلون، وقد خرجت قريش لتعظيم بعض آلهتهم، فبينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حراء يتمشى إذ نزل عليه جبريل، فدنا منه، فخاغه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخافة شديدة، فوضع جبريل يده على صدره وبين كتفيه، فقال: اللهم احطط وزره، واشرح صدره، وطهر قلبه، يا محمد، أبشر، فإنك نبي هذه الأمة، اقرأ، قال له نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو خائف يرتعد: ما قرأت كتاباً قط، ولا أحسنه، وما أكتب، وما أقرأ، فأخذه
جبريل، فغته غتاً شديداً، فقال: اقرأ، فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما أرى شيئاً أقرؤه، وما أقرأ وما أكتب، فقال له جبريل - وأجلسه على بساط كهيئة الدرنوك -: " اقرأ باسم ربك " إلى " ما لم يعلم " لا تخف يا محمد، فإنك رسول الله، ثم انصرف.
وأقبل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ همه، فقال: كيف أصنع؟ وكيف أقول لقومي، ثم قام، وهو خائف.
فأتاه جبريل من أمامه في صورة نفسه، فأبصر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمراً عظيماً ملأ صدره، فقال له جبريل: لا تخف يا محمد، جبريل، جبريل رسول الله إلى أنبيائه ورسله، فأيقن بكرامة الله، فإنك رسول الله، ثم انصرف جبريل.
وأقبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راجعاً، فلما انتهى إلى خديجة أبصرت ما بوجهه من تغير لونه، فأفزعها ذلك، فجعلت - رضي الله عنها - تمسح عن وجهه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتقول: يا بن عبد الله، لقد أصابك اليوم أمر أفزعك، يا بن عبد الله، لعله كبعض ما كنت ترى وتسمع قبل اليوم.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد سمع الصوت مراراً، وأبصر الضوء، وسمع البشرى، فإذا سمع بذلك بأرض الفلاة أقبل مذعوراً، فقص ذلك على خديجة.
فلما رأت خديجة أنه لا يحير إليها شيئاً أشفقت، فقالت: يا بن عبد الله، مالك لا تكلم؟ قال: يا خديجة أرأيت الذي كنت أخبرتك أني أرى في المنام، والصوت الذي كنت أسمع في البقظة، والصوت الذي كنت أهال منه؟ فإنه جبريل قد استعلن لي، وكلمني، وأقرأني كلاماً فزعت منه، ثم عاد إلي فبشرني، وأخبرني أنني نبي هذه الأمة، وأقبلت راجعاً، فمررت على شجر وحجارة وهن يسجدن لي، فقلن: السلام عليك يا رسول الله.
فقالت خديجة: أبشر، فوالله لقد كنت أعلم أن الله لن يفعل بك إلا خيراً، وأشهد أنك نبي هذه الأمة الذي تنتظره اليهود، قد أخبرني به قبل أن أتزوجك ناصح غلامي وبحيرى الراهب، وأمراني أن أتزوجك منذ أكثر من عشرين سنة.
فلم تزل عن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى طعم، وضحك، ثم خرجت إلى الراهب، وكان قريباً من مكة، فلما دنت منه، وعرفها قال لها: ما بالك يا سيدة نساء قريش؟ وكذلك كانت تسمى، فقالت: أقبلت إليك لتخبرني عن جبريل.
قال الراهب: سبحان الله ربنا القدوس، ما بال جبريل تذكرينه يا سيدة نساء قريش في هذه الفلاة التي إنما يعبد أهلها الأوثان؟ قالت: أنشدك بنصرانيتك ومسيحك لتخبرني عنه بعلمك فيه.
قال لها الراهب: يا سيدة نساء قريش، ذلك أمين الله ورسوله إلى أنبيائه ورسله الذي يرسله إليهم، وهو صاحب الرسل وصاحب موسى وعيسى بن مريم.
قازدادت يقيناً، وعرفت أن الله قد أهدى لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل الكرامة.
ثم أقبلت حتى أتت عبداً لعتبة بن ربيعة نصرانياً من أهل نينوى، يقال له عداس، قالت له: أذكرك الله يا عداس إلا حدثني عن جبريل بما تجد عندك في الكتب.
فقال لها عداس: قدوس ربنا، وما شأن جبريل تذكرينه ياسيدة نساء قريش بهذه الفلاة التي إنما يعبد أهلها الأوثان؟ قالت: أنشدك الله بنصرانيتك إلا حدثتني عنه بعلمك.
قال: قد ذكرتني بعظيم، فإن جبريل عبد الله ورسوله وأمينه الذي يبعثه إلى الرسل، وهو صاحب المرسلين كلهم، وهو الذي كان مع موسى بين يدي فرعون، وكان معه حين فلق البحر، وكان معه إذ كلمه ربه بطور سيناء، وكان معه في كل موطن من تلك المواطن كلها، وهو صاحب عيسى بن مريم الذي أيده به.
ثم قامت من عنده فأتت عماً لها شيخاً، يقال له ورقة بن نوفل نصرانياً، فقالت له: أذكرك الله يا بن عم، والرحم بيني وبينك، لما حدثتني عن جبريل ما هو.
قال: قدوس ربنا الأعلى، مهلاً ياخديجة، لاتذكري جبريل، ولست من أهل ذكره.
قالت: أذكرك الله يا بن عم، لما حدثتني عنه، فإني أرجو أن أكون قد كنت من أهل ذكره.
قال: ما أنا بمخبرك عنه لما حدثتني ما أذكرك، فإنك في بلد لا يذكر فيه، ولا يدرون ما هو.
قلت: فلا عليك إن ذكرتك لتكتمن علي، والصدق لي عماً أسألك عنه؟ فقال: نعم.
قالت: فإن ابن عبد الله ذكر لي وهو صادق، أحلف بالله ما كذب ولا كذب أنه نزل عليه جبريل بحراء، وأنه أخبره أنه رسول هذه الأمة، وأقرأه آياتٍ أرسل الله بها إليه.
فذعر ورقة وقال: إن كان جبريل قد استقرت قدماه اليوم على الأرض، لقد نزل على خير أهل الأرض، وما نزل إلا إلى نبي، وهو صاحب الأنبياء.
قال: فأرسلني إلي ابن عبد الله أسأله وأسمع من قوله وأحدثه، فإني أخاف أن يكون غير جبريل، فإن بعض الشياطين يتشبه بغير صورته ليضل به بني آدم ويفسدهم حتى يصير الرجل بعد العقل مدلهاً مجنوناً، وأنا خائف على صاحبك أن يكون كذلك.
فقامت وهي واثقة بالله ألا يفعل بصاحبها إلا خيراً، فرجعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد نزل جبريل، فأنبأه بما تكلم به ورقة ومن تخيف الشياطين، فأنزل الله عز وجل: " ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون " إلى " بأيكم المفتون ": المجنون.
وقد كانت قريش إذا سمعوا بشأن محمد بما ذكر لهم الراهب وعداس قالوا: فلعله مجنون، وخاضوا في ذلك، فوافق ذلك قول ورقة بن نوفل، ففي ذلك أنزل الله عز وجل: " فستبصر ويبصرون بأيكم الفتون ".
فلما رجعت خديجة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرته بالذي ذكر ورقة.
فقال لها نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلا والذي اختصني بالنبوة ما بي جنون، وإنه لجبريل أتاني، فأخبرني بالذي خاضت فيه قريش وبقول ورقة، فأقرأ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خديجة هذه الآيات.
فقالت: الحمد لله كثيراً، قد زادني هذا يقيناً مع ما كنت فيه من اليقين، ثم قالت له: أحب أن تلقى ورقة، فتخبره بهذه الآيات لعل الله يقبل بقلبه، فإنه رجل قد أعطي علماً، وهو يقرأ الكتب.
فأتاه، فلما أبصره ورقة رأى له هيبة وكمالاً لم يكن يراه قبل ذلك.
فقال له ورقة: يا بن أخي، حدثني: ما رأيت؟ وما قيل لك؟ فإني أرى لك هيبة لم أكن أراها، ولا أراك إلا صادقاً، فحدثني عن الذي أتاك، في نور أتاك أو في ظلمة؟ وصف لي صفته، فإنه نعت لي، ولن يخفى علي، أهو هو أو غيره، إن شاء الله.
فأخبره نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصفة جبريل، وبما رأى من هيبة.
فقال له ورقة: أشهد أن هذا جبريل، فحدثني ما قال لك؟ فأخبره كيف وضع يده على صدره وبين كتفيه؛ فازداد ورقة يقيناً، وأقرأ عليه الآيات التي أقرأه جبريل، وقرأ: " ن والقلم ".
فقال له ورقة: أشهد أن هذا كلام الله، فهل أمرك بشيء تبلغه قومك؟ فقال له: لا.
فقال له ورقة: أمرك أمر نبوة، فإن أدرك زمانك أتبعك، أما والذي نفس ورقة بيده إن أعلنت ودعوت وأنا حي لأبلين لله في نصرتك من الصدق وحسن المودة، فأبشر يا بن عبد المطلب بما بشرك الله به.
وفشا قول ورقة في قريش، فشق ذلك على قريش، وألقى الشيطان في قلوبهم أن قول هذا الرجل فساد لأمركم، وهلاك لدينكم، فكيف ترضونه وهو من فقرائكم وأصغركم؟ واحتبس جبريل على نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك ما شاء الله.
فقالت قريش: ما نرى محمداً أحدث شيئاً بعد، ولو كان من الله لتتابع الحديث كما بلغنا أنه كان يفعل من كان قبله، فقد ودعه الذي كان يأتيه وقلاه.
فأتاه جبريل عند ذلك، فقال: إن الله أنزل عليك يا محمد: " والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى " ففرغ من السورة كلها ومن " ألم نشرح لك صدرك "، فذكره نعمته عليه، ثم انصرف جبريل.
وعن جابر قال: قيل: يا رسول الله، ورقة بن نوفل كان يستقبل الكعبة في الجاهلية ويقول: إلهي إله زيد، وديني دين زيد، ثم يسجد. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد رأيته على نهر في بطنان الجنة، عليه حلة من سندس، ورأيت خديجة على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب، لاسخب فيه ولانصب.
وعن جابر قال: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أبي طالب، هل نفعته نبوتك؟ نعم، أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح منها.
وسئل عن خديجة أنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن، فقال: أبصرتها في الجنة في بيت من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب.
وسئل عن ورقة بن نوفل، فقال: أبصرته في بطنان الجنة، عليه السندس.
وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل، فقال: يبعث أمةً وحده بيني وبين عيسى.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني رأيت له جنة أو جنتين.
وعن عائشة: أن خديجة سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته في المنام، فرأيت عليه ثياب بياضٍ، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه بياض.
قال عروة: كان بلال لجارية من بني جمح بن عمرو، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة، يلصقون ظهره بالرمضاء ليشرك بالله، فيقول: أحد، أحد، فيمر عليه ورقة بن نوفل، وهو على ذلك، فيقول: أحد، أحد، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حناناً، كأنه يقول: لأتمسحن به، وقال ورقة في ذلك: من البسيط
لقد نصحت لأقوامٍ وقلت لهم ... أنا النذير فلا يغرركم أحد
لا تعبدون إلهاً غير خالقكم ... فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد
سبحان ذي العرش سبحاناً يعادله ... رب البرية فرد واحد صمد
سبحانه ثم سبحاناً نعوذ به ... وقبل سبحه الجودي والجمد
مسخرٌ كل من تحت السماء له ... لا ينبغي أن يساوي ملكه أحد
لاشيء مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويودي المال والولد
لم تغن عن هرمزٍ يوماً خزائنه ... والخلد قد حاولت عادٌ فما خلدوا
ولا سليمان إذ دان الشعوب له ... الإنس والجن تجري بينها البرد
وعن يحيى بن صيفي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
من زلفت إليه يد فإن عليه من الحق ما يجزى بها، فإن لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة، أما سمعت قول ورقة بن نوفل: من الكامل
ارفع ضعيفك لا يحل بك ضعفه ... يوماً فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت: قال زيد بن عمرو: من الوافر
عزلت الجن والجنان عني ... كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها ... ولا أطمي بني طسمٍ أدير
ولا غنماً أدين وكان رباً ... لنا في الدهر إذ حلمي صغير
أرباً واحداً أم ألف ربٍّ ... أدين إذا تقسمت الأمور
ألم تعلم بأن الله أفنى ... رجالاً كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين ببر قومٍ ... فيربو منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يعثر ثاب يوماً ... كما يتروح الغصن المطير
فقال ورقة بن نوفل لزيد بن عمرو: من الطويل
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنبت تنوراً من النار حامياً
بدينك رباً ليس ربٌ كمثله ... وتركك جنان الجبال كما هيا
أقول إذا جاوزت أرضاً مخوفةً ... حنانيك لا تظهر علي الأعاديا
حنانيك إن الجن كانت رجاءهم ... وأنت إلهي ربنا ورجائيا
أدين لربٍّ يستجيب ولا أرى ... أدين لمن لا يسمع الدهر داعياً
أقول إذا صليت في كل بيعةٍ ... تباركت قد أكثرت باسمك داعيا
يقول: خلقت خلقاً كثيراً يدعون باسمك.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.