نعيم بن عبد الله بن أسد بن عبد بن عوف بن
عبيد بن عويج القرشي، وهو نعيم النحام له صحبة من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو قديم الإسلام قدم دمشق قبل فتحها مع النفر الذين أرسلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ملك الروم، وخرج إلى الشام بعد ذلك مجاهداً، فقتل يوم أجنادين، ويقال: اليرموك.
قال نعيم بن النحام: نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي، فقلت: ليت المنادي قال من قعد فلا حرج عليه، فإذا منادي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في آخر أذانه: من قعد فلا حرج عليه.
وفي رواية: سمعت مؤذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة باردة وأنا في لحافي، فتمنيت أن يقول: صلوا في
رحالكم، فلما بلغ (حي على الفلاح) قالوا: صلوا في رحالكم، ثم سألت عنها فإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمره بذلك.
وأم نعيم فاختة بنت أبي حرب بن عبد شمس، وأسلم نعيم بعد ثمانية وثلاثين إنساناً، وكان هو التاسع والثلاثين من المسلمين، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطاب.
وقيل له: النحام لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " دخلت الجنة، فسمعت نحمة من نعيم فيها، وهي السعلة، وما يكون في آخر النحنحة الممدودة آخرها.
وكان نعيم أقام بمكة قبل الفتح، لأنه كان ممن ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فقال له قومه حين أراد الخروج إلى الهجرة وتشبثوا به: أقم ودن بأي دين شئت.
فذكروا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له حين قدم عليه: قومك يا نعيم كانوا لك خيراً من قومي لي، قال: بل قومك خير يا رسول الله، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن قومي أخرجوني، وأقرك قومك، فقال نعيم: يا رسول الله قومك أخرجوك إلى الهجرة، وقومي حبسوني عنها.
وكان بيت بني عدي بن كعب في الجاهلية بيت بني عويج حتى تحول في بني رزاح لعمر وزيد ابني الخطاب وسعيد بن زيد.
قال عبد الرحمن بن نمير: كان عمر بن الخطاب يأتي الشفاء، فإذا رأته قالت: هذا عمر، إذا مشى أسرع، وإذا تكلم أسمع، وإذا ضرب أوجع، وهو الباسل حقاً، ما زالت بنو عبيد تعلونا ظهراً حتى جاءنا الله بك.
قال نمير: وكان نعيم النحام وأبوه من قبله يحملون يتامى بني عدي ويمونونهم.
أسلم نعيم قبل هجرة الحبشة، وكان يكتم إسلامه، وأقام بمكة، وقدم مهاجراً سنة ست، ومعه أربعون من أهله، فاعتنقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبله.
وكان هاجر عام الحديبية، وشهد ما بعدها من المشاهد، واستشهد بأجنادين سنة خمس عشرة، وقيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: يوم مؤتة، وقيل: سنة أربع عشرة.
وقيل: هو النحام بضم النون، وتخفيف الحاء، وأصحاب الحديث يقولونه: بفتح النون وتشديد الحاء.
وقيل: إنه أسلم بعد عشرة، واسمه الذي يعرف به نعيم، ولكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه صالحاً.
قال عبد الله بن عمر لعمر بن الخطاب:
اخطب علي ابنة صالح، قال: إن له يتامى، ولم يكن ليؤثرنا عليهم؛ فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب عليه.
فانطلق به إلى صالح: فقال: إن عبد الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى، ولم أكن لأترب لحمي وأرفع لحمكم، فإني أشهدك أني قد أنكحتها فلاناً.
وكان هوى أمها إلى عبد الله بن عمر، فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا نبي الله خطب عبد الله ابنتي، فأنكحها أبوها يتيماً في حجره، ولم يؤامرها؛ فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى صالح فقال: أنكحت ابنتك ولم تؤامرها؟ قال: نعم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشيروا على النساء في أنفسهن، أشيروا على النساء، وهي بكر، فقال صالح: إنما فعلت هذا لما أصدقها ابن عمر، فقال: فإن لها في مالي مثلما أعطاها.
كان نعيم النحام يقوت بني عدي بن كعب شهراً شهراً لفقرائهم.
عبيد بن عويج القرشي، وهو نعيم النحام له صحبة من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو قديم الإسلام قدم دمشق قبل فتحها مع النفر الذين أرسلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ملك الروم، وخرج إلى الشام بعد ذلك مجاهداً، فقتل يوم أجنادين، ويقال: اليرموك.
قال نعيم بن النحام: نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي، فقلت: ليت المنادي قال من قعد فلا حرج عليه، فإذا منادي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في آخر أذانه: من قعد فلا حرج عليه.
وفي رواية: سمعت مؤذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة باردة وأنا في لحافي، فتمنيت أن يقول: صلوا في
رحالكم، فلما بلغ (حي على الفلاح) قالوا: صلوا في رحالكم، ثم سألت عنها فإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمره بذلك.
وأم نعيم فاختة بنت أبي حرب بن عبد شمس، وأسلم نعيم بعد ثمانية وثلاثين إنساناً، وكان هو التاسع والثلاثين من المسلمين، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطاب.
وقيل له: النحام لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " دخلت الجنة، فسمعت نحمة من نعيم فيها، وهي السعلة، وما يكون في آخر النحنحة الممدودة آخرها.
وكان نعيم أقام بمكة قبل الفتح، لأنه كان ممن ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فقال له قومه حين أراد الخروج إلى الهجرة وتشبثوا به: أقم ودن بأي دين شئت.
فذكروا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له حين قدم عليه: قومك يا نعيم كانوا لك خيراً من قومي لي، قال: بل قومك خير يا رسول الله، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن قومي أخرجوني، وأقرك قومك، فقال نعيم: يا رسول الله قومك أخرجوك إلى الهجرة، وقومي حبسوني عنها.
وكان بيت بني عدي بن كعب في الجاهلية بيت بني عويج حتى تحول في بني رزاح لعمر وزيد ابني الخطاب وسعيد بن زيد.
قال عبد الرحمن بن نمير: كان عمر بن الخطاب يأتي الشفاء، فإذا رأته قالت: هذا عمر، إذا مشى أسرع، وإذا تكلم أسمع، وإذا ضرب أوجع، وهو الباسل حقاً، ما زالت بنو عبيد تعلونا ظهراً حتى جاءنا الله بك.
قال نمير: وكان نعيم النحام وأبوه من قبله يحملون يتامى بني عدي ويمونونهم.
أسلم نعيم قبل هجرة الحبشة، وكان يكتم إسلامه، وأقام بمكة، وقدم مهاجراً سنة ست، ومعه أربعون من أهله، فاعتنقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبله.
وكان هاجر عام الحديبية، وشهد ما بعدها من المشاهد، واستشهد بأجنادين سنة خمس عشرة، وقيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: يوم مؤتة، وقيل: سنة أربع عشرة.
وقيل: هو النحام بضم النون، وتخفيف الحاء، وأصحاب الحديث يقولونه: بفتح النون وتشديد الحاء.
وقيل: إنه أسلم بعد عشرة، واسمه الذي يعرف به نعيم، ولكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه صالحاً.
قال عبد الله بن عمر لعمر بن الخطاب:
اخطب علي ابنة صالح، قال: إن له يتامى، ولم يكن ليؤثرنا عليهم؛ فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب عليه.
فانطلق به إلى صالح: فقال: إن عبد الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى، ولم أكن لأترب لحمي وأرفع لحمكم، فإني أشهدك أني قد أنكحتها فلاناً.
وكان هوى أمها إلى عبد الله بن عمر، فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا نبي الله خطب عبد الله ابنتي، فأنكحها أبوها يتيماً في حجره، ولم يؤامرها؛ فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى صالح فقال: أنكحت ابنتك ولم تؤامرها؟ قال: نعم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشيروا على النساء في أنفسهن، أشيروا على النساء، وهي بكر، فقال صالح: إنما فعلت هذا لما أصدقها ابن عمر، فقال: فإن لها في مالي مثلما أعطاها.
كان نعيم النحام يقوت بني عدي بن كعب شهراً شهراً لفقرائهم.