مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن شَاذان روى عَن الْمعَافى بن زَكَرِيَّا فساق الذَّهَبِيّ سندا إِلَى بن عَبَّاس قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أَن الغياض أَقْلَام وَالْبَحْر مداد وَالْجِنّ حِسَاب والأنس كتاب مَا أحصوا فَضَائِل عَليّ وعقبه بِأَنَّهُ كذب ثمَّ قَالَ رَوَاهُ نور الْهدى أَبُو طَالب الزَّيْنَبِي عَن هَذَا الشَّيْخ قَالَ وروى نور الْهدى عَنهُ بِسَنَدِهِ فَذكر حَدِيثا آخر عَن عَليّ مَرْفُوعا أَن الله جعل لأخي عَليّ فَضَائِل لَا تحصى الحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا من أفضع مَا وضع وَلَقَد سَاق أَخطب خوارزم من طَرِيق هَذَا الدَّجَّال بن شَاذان أَحَادِيث كَثِيرَة بَاطِلَة سمجة ركيكة فِي مَنَاقِب السَّيِّد عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَمن ذَلِك بِإِسْنَاد مظلم عَن مَالك عَن نَافِع عَن بن عمر مَرْفُوعا من أحب عليا أعطَاهُ الله بِكُل عرق فِي بدنه مَدِينَة فِي الْجنَّة.
Burhān al-Dīn al-Ḥalabī (d. 1438 CE) - al-Kashf al-ḥathīth ʿamman rumiya bi-waḍʿ al-ḥadīth - برهان الدين الحلبي - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 872 634. محمد بن أحمد الخالدي1 635. محمد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري أبو جمزي...1 636. محمد بن أحمد بن سعيد أبو جعفر الرازي1 637. محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي1 638. محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي1 639. محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان...1640. محمد بن أحمد بن عياض2 641. محمد بن أحمد بن عيسى أبو الطيب المرورذي...1 642. محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر الجرجرائي المفيد...1 643. محمد بن أحمد بن هارون الريوندي1 644. محمد بن أحمد بن يوسف أبو الطيب البغدادي...1 645. محمد بن أيوب4 646. محمد بن أيوب بن سويد الرملي1 647. محمد بن إبراهيم الجرجاني الكيال2 648. محمد بن إبراهيم السعدي الفاريابي1 649. محمد بن إبراهيم السمرقندي الكسائي1 650. محمد بن إبراهيم القرشي1 651. محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي الدمشقي السائح...1 652. محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ولقبه سركره...1 653. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عكاشة بن محض الأسدي العكاشي...1 654. محمد بن إسماعيل الوساوسي1 655. محمد بن إسماعيل بن جعفر أبو الطيب البقال...1 656. محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون أبو الحسين الرازي...1 657. محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي أبو إبراهيم...1 658. محمد بن الحسن العسكري1 659. محمد بن الحسن الفيومي2 660. محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي...1 661. محمد بن الحسن بن أحمد أبو بكر الجوهري الواعظ...1 662. محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي ابن أبي علي الأصبه...1 663. محمد بن الحسن بن أزهر الدعاء1 664. محمد بن الحسن بن التل س الأسدي الكوفي...1 665. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقاش ...1 666. محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري...1 667. محمد بن الحسين البكري1 668. محمد بن الحسين الوراق1 669. محمد بن الحسين بن جعفر شيخ صوفي1 670. محمد بن الحسين بن سهيل1 671. محمد بن الحسين بن عمر المقدسي1 672. محمد بن الخليل الذهلي البلخي1 673. محمد بن السائب الكلبي4 674. محمد بن الشجاع بن الثلجي الفقيه البغدادي الحنفي أبو عبد الله...1 675. محمد بن الطفيل الحراني1 676. محمد بن الفرات أبو علي التميمي1 677. محمد بن الفرخان بن روذبة1 678. محمد بن القاسم بن الجبار1 679. محمد بن القاسم بن الحسن البرزاطي1 680. محمد بن القاسم بن مجمع الطايكاني1 681. محمد بن المغيرة الشهرزوري3 682. محمد بن المهلب الحراني لقبه غندر1 683. محمد بن الوليد2 684. محمد بن الوليد بن أبان القلانسي البغدادي...1 685. محمد بن الوليد بن محمد القرطبي1 686. محمد بن بسطام بن الحسن1 687. محمد بن بيان الثقفي1 688. محمد بن تميم السعدي الفاريابي شيخ محمد بن كرام...1 689. محمد بن جابر الحلبي1 690. محمد بن جرير الطبري الإمام المفسر أبو جعفر...1 691. محمد بن جعفر بن بديل أبو الفضل الخزاعي...1 692. محمد بن حفص الحزامي1 693. محمد بن حماد1 694. محمد بن حمدان أبو الطيب الرسعني1 695. محمد بن حميد ت الرازي الحافظ1 696. محمد بن خالد الختلي2 697. محمد بن خالد بن فرمان1 698. محمد بن خلف المروزي1 699. محمد بن داود الرملي1 700. محمد بن داود بن دينار الفارسي2 701. محمد بن رجاء1 702. محمد بن رزام1 703. محمد بن زكريا الخطيب1 704. محمد بن زكريا الغلابي البصري الأنصاري أبو جعفر...1 705. محمد بن زهير بن عطية السلمي2 706. محمد بن زياد10 707. محمد بن زياد اليشكري الميموني الطحان...1 708. محمد بن سعيد8 709. محمد بن سعيد الأزرق1 710. محمد بن سعيد البورقي1 711. محمد بن سعيد المصلوب2 712. محمد بن سليمان المعداني1 713. محمد بن سليمان بن دبير1 714. محمد بن سليمان بن زبان1 715. محمد بن سليمان بن هشام أبو جعفر الخزاز ابن بنت مطر الوراق...1 716. محمد بن سهل العطار1 717. محمد بن عامر الخراساني1 718. محمد بن عباس بن سهيل1 719. محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن عبد الرحمن بن معاوية بن بحير بن ريس...1 720. محمد بن عبد الرحمن بن غزوان5 721. محمد بن عبد الرحمن ق بن البيلماني1 722. محمد بن عبد العزيز الدينوري أكثر عنه أحمد بن مروان...1 723. محمد بن عبد الله أبو الفضل الشيباني الكوفي...1 724. محمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن السمرقندي...1 725. محمد بن عبد الله الأنصاري أبو سلمة1 726. محمد بن عبد الله بن أبي سبرة أبو بكر المديني...1 727. محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت أبو بكر البغدادي العنبري...1 728. محمد بن عبد الله بن الخيام السمرقندي أبو المظفر...1 729. محمد بن عبد الله بن سهيل أبو الفرج النحوي...1 730. محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر الرازي الصوفي...1 731. محمد بن عبد الله بن محمد البلوي1 732. محمد بن عبد الملك الأنصاري أبو عبد الله...1 733. محمد بن عبد الواحد بن الفرج الأصبهاني...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 872 634. محمد بن أحمد الخالدي1 635. محمد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري أبو جمزي...1 636. محمد بن أحمد بن سعيد أبو جعفر الرازي1 637. محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي1 638. محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي1 639. محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان...1640. محمد بن أحمد بن عياض2 641. محمد بن أحمد بن عيسى أبو الطيب المرورذي...1 642. محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر الجرجرائي المفيد...1 643. محمد بن أحمد بن هارون الريوندي1 644. محمد بن أحمد بن يوسف أبو الطيب البغدادي...1 645. محمد بن أيوب4 646. محمد بن أيوب بن سويد الرملي1 647. محمد بن إبراهيم الجرجاني الكيال2 648. محمد بن إبراهيم السعدي الفاريابي1 649. محمد بن إبراهيم السمرقندي الكسائي1 650. محمد بن إبراهيم القرشي1 651. محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي الدمشقي السائح...1 652. محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ولقبه سركره...1 653. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عكاشة بن محض الأسدي العكاشي...1 654. محمد بن إسماعيل الوساوسي1 655. محمد بن إسماعيل بن جعفر أبو الطيب البقال...1 656. محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون أبو الحسين الرازي...1 657. محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي أبو إبراهيم...1 658. محمد بن الحسن العسكري1 659. محمد بن الحسن الفيومي2 660. محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي...1 661. محمد بن الحسن بن أحمد أبو بكر الجوهري الواعظ...1 662. محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي ابن أبي علي الأصبه...1 663. محمد بن الحسن بن أزهر الدعاء1 664. محمد بن الحسن بن التل س الأسدي الكوفي...1 665. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقاش ...1 666. محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري...1 667. محمد بن الحسين البكري1 668. محمد بن الحسين الوراق1 669. محمد بن الحسين بن جعفر شيخ صوفي1 670. محمد بن الحسين بن سهيل1 671. محمد بن الحسين بن عمر المقدسي1 672. محمد بن الخليل الذهلي البلخي1 673. محمد بن السائب الكلبي4 674. محمد بن الشجاع بن الثلجي الفقيه البغدادي الحنفي أبو عبد الله...1 675. محمد بن الطفيل الحراني1 676. محمد بن الفرات أبو علي التميمي1 677. محمد بن الفرخان بن روذبة1 678. محمد بن القاسم بن الجبار1 679. محمد بن القاسم بن الحسن البرزاطي1 680. محمد بن القاسم بن مجمع الطايكاني1 681. محمد بن المغيرة الشهرزوري3 682. محمد بن المهلب الحراني لقبه غندر1 683. محمد بن الوليد2 684. محمد بن الوليد بن أبان القلانسي البغدادي...1 685. محمد بن الوليد بن محمد القرطبي1 686. محمد بن بسطام بن الحسن1 687. محمد بن بيان الثقفي1 688. محمد بن تميم السعدي الفاريابي شيخ محمد بن كرام...1 689. محمد بن جابر الحلبي1 690. محمد بن جرير الطبري الإمام المفسر أبو جعفر...1 691. محمد بن جعفر بن بديل أبو الفضل الخزاعي...1 692. محمد بن حفص الحزامي1 693. محمد بن حماد1 694. محمد بن حمدان أبو الطيب الرسعني1 695. محمد بن حميد ت الرازي الحافظ1 696. محمد بن خالد الختلي2 697. محمد بن خالد بن فرمان1 698. محمد بن خلف المروزي1 699. محمد بن داود الرملي1 700. محمد بن داود بن دينار الفارسي2 701. محمد بن رجاء1 702. محمد بن رزام1 703. محمد بن زكريا الخطيب1 704. محمد بن زكريا الغلابي البصري الأنصاري أبو جعفر...1 705. محمد بن زهير بن عطية السلمي2 706. محمد بن زياد10 707. محمد بن زياد اليشكري الميموني الطحان...1 708. محمد بن سعيد8 709. محمد بن سعيد الأزرق1 710. محمد بن سعيد البورقي1 711. محمد بن سعيد المصلوب2 712. محمد بن سليمان المعداني1 713. محمد بن سليمان بن دبير1 714. محمد بن سليمان بن زبان1 715. محمد بن سليمان بن هشام أبو جعفر الخزاز ابن بنت مطر الوراق...1 716. محمد بن سهل العطار1 717. محمد بن عامر الخراساني1 718. محمد بن عباس بن سهيل1 719. محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن عبد الرحمن بن معاوية بن بحير بن ريس...1 720. محمد بن عبد الرحمن بن غزوان5 721. محمد بن عبد الرحمن ق بن البيلماني1 722. محمد بن عبد العزيز الدينوري أكثر عنه أحمد بن مروان...1 723. محمد بن عبد الله أبو الفضل الشيباني الكوفي...1 724. محمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن السمرقندي...1 725. محمد بن عبد الله الأنصاري أبو سلمة1 726. محمد بن عبد الله بن أبي سبرة أبو بكر المديني...1 727. محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت أبو بكر البغدادي العنبري...1 728. محمد بن عبد الله بن الخيام السمرقندي أبو المظفر...1 729. محمد بن عبد الله بن سهيل أبو الفرج النحوي...1 730. محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر الرازي الصوفي...1 731. محمد بن عبد الله بن محمد البلوي1 732. محمد بن عبد الملك الأنصاري أبو عبد الله...1 733. محمد بن عبد الواحد بن الفرج الأصبهاني...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Burhān al-Dīn al-Ḥalabī (d. 1438 CE) - al-Kashf al-ḥathīth ʿamman rumiya bi-waḍʿ al-ḥadīth - برهان الدين الحلبي - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129622&book=5574#50f720
محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني، صاحب كتاب «الزهرة» :
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك .
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان .
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك .
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان .
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130139&book=5574#696b19
محمد بن علي بن محمد، أبو سهل الزعفراني الواسطي :
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عمار بْن خالد، ومحمّد بن ورد، ومحمّد بن حرب،
وأحمد بن سنان الواسطيّ، وعن شعيب بْن أيوب الصريفِيني، وأَحْمَد بْن رشد الهلالي الكوفي. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأبو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو حفص بن شاهين وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ:
أَخْبَرَكُمْ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن محمّد الزّعفرانيّ الواسطيّ يقطينا وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّحَّاسُ. قَالا: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: تَلَقَّفْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يلبي «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ »
. لَفْظُ الزَّعْفَرَانِيُّ.
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عمار بْن خالد، ومحمّد بن ورد، ومحمّد بن حرب،
وأحمد بن سنان الواسطيّ، وعن شعيب بْن أيوب الصريفِيني، وأَحْمَد بْن رشد الهلالي الكوفي. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأبو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو حفص بن شاهين وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ:
أَخْبَرَكُمْ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن محمّد الزّعفرانيّ الواسطيّ يقطينا وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّحَّاسُ. قَالا: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: تَلَقَّفْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يلبي «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ »
. لَفْظُ الزَّعْفَرَانِيُّ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130645&book=5574#02170f
مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن العباس بْن مُحَمَّد بن صول، أبو بكر المعروف بالصولي :
كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف وطبقات الشعراء.
وحدث عن أبي داود السجستاني، وأبوي العباس ثعلب والمبرد، وأبي العيناء محمد بن القاسم، وأبي العباس الكديمي وأبي عبد الله محمد بن زكريا الغلابي، وأبي رويق عبد الرحمن بن خلف الضبي وإبراهيم بن فهد الساجي، وعباس بن الفضل الأسفاطي، وأحمد بن عبد الرحمن الهجري، ومعاذ بن المثنى العنبري، وغيرهم.
وكان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب، حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها مواضعها، ونادم عدة من الخلفاء، وصنف أخبارهم وسيرهم، وجمع أشعارهم، ودون أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء، والوزراء، والكتاب، والرؤساء، وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة، مقبول القول. وله أبوة حسنة، فإن جده صول وأهله كانوا ملوك جرجان، ثم رأس أولاده بعده في الكتبة وتقلد الأعمال السلطانية. ولأبي بكر الصولي شعر كثير في المدح والغزل وغير ذلك.
روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو بَكْر بْن شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو عبيد الله المرزباني، وأبو الحسن بن الجندي، وأبو أحمد بن الدهان، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى، وأبو أحمد الفرضي، وغيرهم.
وَحَدَّثَنَا عنه الحسين بن الحسن الغضاري، وعلي بن القاسم النجاد البصري، والحسين بن الحسن الجواليقي، وعباس بن عمر الكلوذانيّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بن محمد بن القاسم المخزومي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ العبّاس الصولي- في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة- حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدّثنا أحمد بن محمّد بن حنبل حدّثنا يحيى بن عبد الملك حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى سِتَّ رَكْعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، كَبَّرَ ثُمَّ قَرَأَ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فقر الثَّالِثَةَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَانْحَدَرَ لِلسُّجُودِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَلاثَ رَكْعَاتٍ قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها، إلا أن يكون ركوعه نحوا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ فِي صَلاتِهِ فَتَأَخَرَّتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَامَ فِي مَقَامِهِ وَتَقَدَّمَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، فَقَضَى الصَّلاةَ وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ»
. كَذَا رَوَى لَنَا هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ عَنِ الصُّولِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ وَهِمٌ، إِنَّمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ، أَوْرَدَهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ كَذَلِكَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ فِي السنن كذلك.
حدّثناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي حدّثنا أبو داود حدّثنا أحمد بن حنبل.
وأنبأناه الحسن بن على التّميمى حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبي حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وساق الحديث بطوله.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بن أحمد الجواليقي حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا إسماعيل بن إسحاق حدّثنا على بن المديني عن يحيى بن سعيد. قال
قَالَ جعفر بن محمد: المرء بين ذنب ونعمه، ولا يصلحهما غير استغفار من هذا، وشكر على هذا.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن يحيى.
وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المنكدرى حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن أحمد البزّاز المقرئ حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي. قَالَ: كنت أقرأ عَلَى أبي خليفة في منزله- لهاشميي البصرة خصوصا- كتاب «طبقات الشعراء» وغيره، فواعدنا يومًا وَقَالَ: لا تخلفوني فإني أتخذ لكم خبيصة كافية، فتأخرت لشغل عرض لي، ثم جئت والهاشميون عنده فلم يعرفني الغلام وحجبني، فكتبت إليه:
أبا خليفة تجفو من له أدب ... وتؤثر الغر من أبناء عباس
وأنت رأس الورى في كل مكرمة ... وفي العلوم وما الأذناب كالراس
ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا ... فيه لتختلط الأشراف بالناس
فلما قرأ الرقعة صاح عَلَى الغلام ودخلت إليه، فلما رآني قَالَ: أسأت إلينا بتغيبك. وظلمتنا في تعتبك، وإنما عقد المجلس بك، ونحن فيما فاتنا بتأخرك- ولا ذنب لنا فيه- كما أنشدني التوزي لرجل طلق امرأته ثم ندم، فتزوجت غيره فمات عنها حين دخل. فخطبها فقال من أبيات:
فعادت لنا كالشمس بعد طلاقها ... عَلَى خير أحوال كأن لم تطلق
ثم صاح: يا غلام، اتخذ لنا مثل طعامنا. فأقمنا يومنا عنده.
أنشدني أبو القاسم الأزهري. قَالَ أنشدنا عبيد الله بن محمد المقرئ قَالَ أنشدنا أبو بكر الصولي لنفسه:
أحببت من أجله من كان يشبهه ... وكل شيء من المعشوق معشوق
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته ... كأن سقمي من جفنيه مسروق
حدّثنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان حدّثنا محمّد ابن يحيى الصولي. قَالَ: أنشدنا بعض الوزراء يوما بيتا للبحتري، وجعل يردده ويستحسنه وهو:
وكأن في جسمي الذي ... في ناظريك من السقم
فجذبت الدواة وعملت بحضرته:
أشبهت من أجله من كان يشبهه ... وكل شيء من المعشوق معشوق
كذا رواه لنا البرقاني. وإنما هو أحببت من أجله:
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته ... كأن سقمي من عينيه مسروق
فاستحسن ذلك ووصلني، ثُمَّ إن رجلا من الكتاب يعرف بالرحونى ادعى هذين البيتين، فعاتبته فقال هبهما لي. فقلت له: أخاف أن تمتحن بقولك مثلهما فلا تحسن.
فقال: قل أنت فعملت بحضرته:
إذا شكوت هواه قَالَ ما صدقا ... وشاهد الدمع في خدي قد نطقا
ونار قلبي في الأحشاء ملهبة ... لولا تشاغلها بالجسم لاحترقا
يا راقد العين لا تدري بما لقيت ... عين تكابد فيك الدمع والأرقا
يكاد شخصي يخفى من ضنى جسدي ... كأن سقمى من عينيك قد سرقا
فحلف أنه لا يدعي البيتين أبدا.
أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد بالبصرة- قَالَ أنشدنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي لنفسه:
شكى إليك ما وجد ... من خانه فيك الجلد
لهفان إن شئت اشتكى ... ظمآن إن شئت ورد
صب إذا رام الكرى ... نبّهه لذع الكمد
يا أيّها الظبي الذي ... تصرع عيناه الأسد
أما لاسراك فدى ... أما لقتلاك قود؟
ماذا على من جار في ... أحكامه لو اقتصد؟
ما ضره لو أنه ... أنجز ما كان وعد؟!
هان عليه سهري ... في حبه لما رقد
واها لغر غره ... أنا وصلناه وصد
بمقلتيه حور ... وقده فيه غيد
الراح في إبريقها ... أكرم روح في جسد
فهاتها نصلح بها ... من الزمان ما فسد
فإنّ أيام الصّبى ... عارية قد تسترد
سمعت من علي بن القاسم هذه القطعة سوى أربعة أبيات فإنى لم أسمعها منه وقد أنشدنى جميعها أحمد بن أصرم الشحرى بمكة عن علي بن القاسم.
حَدَّثَنَا القاضي علي بن المحسن قَالَ سمعت محمد بن العبّاس الخزّاز يقول:
حضرت الصولي وقد روى حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال» فقال: وأتبعه شيئا من شوال، فقلت: أيها الشيخ اجعل النقطتين اللتين تحت الياء فوقها، فلم يعلم ما قصدت فقلت: إنما هو ستا من شوال، فرواه على الصواب أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ سمعت أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ يَذْكُرُ، أَنَّ الصُّولِيَّ رَوَى حَدِيثَ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ»
فَصَحَّفَ فِيهِ فَقَالَ: وَأَتْبَعَهُ شَيْئًا مِنْ شَوَّالٍ.
قَالَ الأزهري وسمعت أبا بكر بن شاذان يَقُولُ: رأيت للصولي بيتا عظيما مملوءا بالكتب وهي مصفوفة، وجلودها مختلفة الألوان، كل صف من الكتب لون، فصف أحمر، وآخر أخضر، وآخر أصفر، وغير ذلك. قَالَ: وكان الصولي يقول هذه الكتب كلها سماعي.
أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بن القاسم العلوي قَالَ أنشدني أبو الحسن محمد بن أبي جعفر النسابة قَالَ أنشدني أبو سعيد المعروف بالعقيلى- لنفسه في الصولي:
إنما الصولي شيخ ... أعلم الناس خزانه
فإذا تسأله مشكلة ... طالبا منه إبانه
قَالَ يا غلمان هاتوا ... رزمة العلم فلانه
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر الصولي مات بالبصرة في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. قال: وكان خرج عن بغداد لإضافة لحقته.
حدّثنا على بن علي قَالَ حَدَّثَنِي أبي أن الصولي مات بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وكذلك ذكر المرزباني فيما قرأت بخطه.
كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف وطبقات الشعراء.
وحدث عن أبي داود السجستاني، وأبوي العباس ثعلب والمبرد، وأبي العيناء محمد بن القاسم، وأبي العباس الكديمي وأبي عبد الله محمد بن زكريا الغلابي، وأبي رويق عبد الرحمن بن خلف الضبي وإبراهيم بن فهد الساجي، وعباس بن الفضل الأسفاطي، وأحمد بن عبد الرحمن الهجري، ومعاذ بن المثنى العنبري، وغيرهم.
وكان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب، حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها مواضعها، ونادم عدة من الخلفاء، وصنف أخبارهم وسيرهم، وجمع أشعارهم، ودون أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء، والوزراء، والكتاب، والرؤساء، وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة، مقبول القول. وله أبوة حسنة، فإن جده صول وأهله كانوا ملوك جرجان، ثم رأس أولاده بعده في الكتبة وتقلد الأعمال السلطانية. ولأبي بكر الصولي شعر كثير في المدح والغزل وغير ذلك.
روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو بَكْر بْن شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو عبيد الله المرزباني، وأبو الحسن بن الجندي، وأبو أحمد بن الدهان، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى، وأبو أحمد الفرضي، وغيرهم.
وَحَدَّثَنَا عنه الحسين بن الحسن الغضاري، وعلي بن القاسم النجاد البصري، والحسين بن الحسن الجواليقي، وعباس بن عمر الكلوذانيّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بن محمد بن القاسم المخزومي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ العبّاس الصولي- في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة- حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدّثنا أحمد بن محمّد بن حنبل حدّثنا يحيى بن عبد الملك حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى سِتَّ رَكْعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، كَبَّرَ ثُمَّ قَرَأَ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فقر الثَّالِثَةَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَانْحَدَرَ لِلسُّجُودِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَلاثَ رَكْعَاتٍ قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها، إلا أن يكون ركوعه نحوا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ فِي صَلاتِهِ فَتَأَخَرَّتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَامَ فِي مَقَامِهِ وَتَقَدَّمَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، فَقَضَى الصَّلاةَ وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ»
. كَذَا رَوَى لَنَا هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ عَنِ الصُّولِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ وَهِمٌ، إِنَّمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ، أَوْرَدَهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ كَذَلِكَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ فِي السنن كذلك.
حدّثناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي حدّثنا أبو داود حدّثنا أحمد بن حنبل.
وأنبأناه الحسن بن على التّميمى حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبي حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وساق الحديث بطوله.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بن أحمد الجواليقي حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا إسماعيل بن إسحاق حدّثنا على بن المديني عن يحيى بن سعيد. قال
قَالَ جعفر بن محمد: المرء بين ذنب ونعمه، ولا يصلحهما غير استغفار من هذا، وشكر على هذا.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن يحيى.
وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المنكدرى حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن أحمد البزّاز المقرئ حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي. قَالَ: كنت أقرأ عَلَى أبي خليفة في منزله- لهاشميي البصرة خصوصا- كتاب «طبقات الشعراء» وغيره، فواعدنا يومًا وَقَالَ: لا تخلفوني فإني أتخذ لكم خبيصة كافية، فتأخرت لشغل عرض لي، ثم جئت والهاشميون عنده فلم يعرفني الغلام وحجبني، فكتبت إليه:
أبا خليفة تجفو من له أدب ... وتؤثر الغر من أبناء عباس
وأنت رأس الورى في كل مكرمة ... وفي العلوم وما الأذناب كالراس
ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا ... فيه لتختلط الأشراف بالناس
فلما قرأ الرقعة صاح عَلَى الغلام ودخلت إليه، فلما رآني قَالَ: أسأت إلينا بتغيبك. وظلمتنا في تعتبك، وإنما عقد المجلس بك، ونحن فيما فاتنا بتأخرك- ولا ذنب لنا فيه- كما أنشدني التوزي لرجل طلق امرأته ثم ندم، فتزوجت غيره فمات عنها حين دخل. فخطبها فقال من أبيات:
فعادت لنا كالشمس بعد طلاقها ... عَلَى خير أحوال كأن لم تطلق
ثم صاح: يا غلام، اتخذ لنا مثل طعامنا. فأقمنا يومنا عنده.
أنشدني أبو القاسم الأزهري. قَالَ أنشدنا عبيد الله بن محمد المقرئ قَالَ أنشدنا أبو بكر الصولي لنفسه:
أحببت من أجله من كان يشبهه ... وكل شيء من المعشوق معشوق
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته ... كأن سقمي من جفنيه مسروق
حدّثنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان حدّثنا محمّد ابن يحيى الصولي. قَالَ: أنشدنا بعض الوزراء يوما بيتا للبحتري، وجعل يردده ويستحسنه وهو:
وكأن في جسمي الذي ... في ناظريك من السقم
فجذبت الدواة وعملت بحضرته:
أشبهت من أجله من كان يشبهه ... وكل شيء من المعشوق معشوق
كذا رواه لنا البرقاني. وإنما هو أحببت من أجله:
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته ... كأن سقمي من عينيه مسروق
فاستحسن ذلك ووصلني، ثُمَّ إن رجلا من الكتاب يعرف بالرحونى ادعى هذين البيتين، فعاتبته فقال هبهما لي. فقلت له: أخاف أن تمتحن بقولك مثلهما فلا تحسن.
فقال: قل أنت فعملت بحضرته:
إذا شكوت هواه قَالَ ما صدقا ... وشاهد الدمع في خدي قد نطقا
ونار قلبي في الأحشاء ملهبة ... لولا تشاغلها بالجسم لاحترقا
يا راقد العين لا تدري بما لقيت ... عين تكابد فيك الدمع والأرقا
يكاد شخصي يخفى من ضنى جسدي ... كأن سقمى من عينيك قد سرقا
فحلف أنه لا يدعي البيتين أبدا.
أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد بالبصرة- قَالَ أنشدنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي لنفسه:
شكى إليك ما وجد ... من خانه فيك الجلد
لهفان إن شئت اشتكى ... ظمآن إن شئت ورد
صب إذا رام الكرى ... نبّهه لذع الكمد
يا أيّها الظبي الذي ... تصرع عيناه الأسد
أما لاسراك فدى ... أما لقتلاك قود؟
ماذا على من جار في ... أحكامه لو اقتصد؟
ما ضره لو أنه ... أنجز ما كان وعد؟!
هان عليه سهري ... في حبه لما رقد
واها لغر غره ... أنا وصلناه وصد
بمقلتيه حور ... وقده فيه غيد
الراح في إبريقها ... أكرم روح في جسد
فهاتها نصلح بها ... من الزمان ما فسد
فإنّ أيام الصّبى ... عارية قد تسترد
سمعت من علي بن القاسم هذه القطعة سوى أربعة أبيات فإنى لم أسمعها منه وقد أنشدنى جميعها أحمد بن أصرم الشحرى بمكة عن علي بن القاسم.
حَدَّثَنَا القاضي علي بن المحسن قَالَ سمعت محمد بن العبّاس الخزّاز يقول:
حضرت الصولي وقد روى حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال» فقال: وأتبعه شيئا من شوال، فقلت: أيها الشيخ اجعل النقطتين اللتين تحت الياء فوقها، فلم يعلم ما قصدت فقلت: إنما هو ستا من شوال، فرواه على الصواب أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ سمعت أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ يَذْكُرُ، أَنَّ الصُّولِيَّ رَوَى حَدِيثَ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ»
فَصَحَّفَ فِيهِ فَقَالَ: وَأَتْبَعَهُ شَيْئًا مِنْ شَوَّالٍ.
قَالَ الأزهري وسمعت أبا بكر بن شاذان يَقُولُ: رأيت للصولي بيتا عظيما مملوءا بالكتب وهي مصفوفة، وجلودها مختلفة الألوان، كل صف من الكتب لون، فصف أحمر، وآخر أخضر، وآخر أصفر، وغير ذلك. قَالَ: وكان الصولي يقول هذه الكتب كلها سماعي.
أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بن القاسم العلوي قَالَ أنشدني أبو الحسن محمد بن أبي جعفر النسابة قَالَ أنشدني أبو سعيد المعروف بالعقيلى- لنفسه في الصولي:
إنما الصولي شيخ ... أعلم الناس خزانه
فإذا تسأله مشكلة ... طالبا منه إبانه
قَالَ يا غلمان هاتوا ... رزمة العلم فلانه
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر الصولي مات بالبصرة في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. قال: وكان خرج عن بغداد لإضافة لحقته.
حدّثنا على بن علي قَالَ حَدَّثَنِي أبي أن الصولي مات بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وكذلك ذكر المرزباني فيما قرأت بخطه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129496&book=5574#6e88c2
مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع بن مالك، أبو الطيب اللخمي الكوفي :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي سَعِيد الأشج، ومحمد بن ثواب الهباري، وجده حميد بن الربيع، وهارون بن إسحاق الهمداني، والخضر بن أبان الهاشميّ، ومحمّد ابن الحجاج الضبي، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم الغفاري، وغيرهم. روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو حفص بن الزّيّات، ومحمّد بن المظفر، وأبو بكر شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني.
وَأَنْبَأَنِي أحمد بن علي اليزدي قَالَ أنبأنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق الحافظ قَالَ: محمد بن الحسين بن حميد، كان أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني سيئ الرأي فيه.
أَخْبَرَنِي أبو بكر أحمد بن سليمان المقرئ الواسطي قَالَ أنبأنا أحمد بن محمّد الهرويّ قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن ثابت عن أحمد بن محمّد
ابن سعيد قَالَ: كنت عند الحضرمي، فمر عليه ابن للحسين بن حميد الخزاز. فقال:
هذا كذاب ابن كذاب.
قَالَ ابن عدي: وقد رأيت أنا ابن الحسين بن حميد هذا كان شيخا وراقا على باب جامع الكوفة.
قال الشيخ أبو بكر: في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد نظر.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي يقول سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من الشيوخ في الجرح هل يقبل قوله أم لا؟ قَالَ: لا يقبل.
وقد أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو يعلى الطوسي. قال: محمّد ابن الحسين بن حميد بن الربيع كان ثقة يفهم.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أحمد الصيرفي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ يَقُولُ: سألت أبا الطيب مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع أن يملي علي شيئا فأبى، ثم سألته فأجاب، فقلت له: أعطني ورقة. فقال لي: والورق من عندي؟ اكتب وأنشدني هذه الأبيات:
رب ما أقبح عندي عاشقا ... مستهاما يتفقا سمنا
قلت من ذاك أنا فاستضحكت ... ثم قالت من تراه فأنا؟
قلت زوريني فقالت عجبا ... أنا والله إذا قاري منى
إذ يصلي وعليه زيتهم ... أنت تهواني وآتيك أنا؟
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَدَّلُ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ مِنَ الْكُوفَةِ وَحَدَّثَنِيهِ الصُّورِيُّ عَنْهُ قَالَ نبأنا أبو الحسين بْنُ سُفْيَانَ الْحَافِظُ. قَالَ: سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وثلاثمائة فِيهَا مَاتَ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِبَغْدَادَ، وَجِيءَ بِهِ فَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ فِي وَقْتِ دُخُولِ الْقِرْمِطِيِّ الْكُوفَةَ سَنَةَ خمس عشرة وثلاثمائة وَلَمْ يَعُدْ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ مَذْهَبٍ حَسَنٍ وَجَمَاعَةٍ وَأَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ. وَكَانَ مِمَّنْ يُطْلَبُ لِلشَّهَادَةِ فَيَأْبَى ذَلِكَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه. قَالَ: ومات محمد بن الحسين بن حميد ابن الربيع غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة [وثلاثمائة ] . وحمل إلى الكوفة.
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي سَعِيد الأشج، ومحمد بن ثواب الهباري، وجده حميد بن الربيع، وهارون بن إسحاق الهمداني، والخضر بن أبان الهاشميّ، ومحمّد ابن الحجاج الضبي، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم الغفاري، وغيرهم. روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو حفص بن الزّيّات، ومحمّد بن المظفر، وأبو بكر شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني.
وَأَنْبَأَنِي أحمد بن علي اليزدي قَالَ أنبأنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق الحافظ قَالَ: محمد بن الحسين بن حميد، كان أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني سيئ الرأي فيه.
أَخْبَرَنِي أبو بكر أحمد بن سليمان المقرئ الواسطي قَالَ أنبأنا أحمد بن محمّد الهرويّ قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن ثابت عن أحمد بن محمّد
ابن سعيد قَالَ: كنت عند الحضرمي، فمر عليه ابن للحسين بن حميد الخزاز. فقال:
هذا كذاب ابن كذاب.
قَالَ ابن عدي: وقد رأيت أنا ابن الحسين بن حميد هذا كان شيخا وراقا على باب جامع الكوفة.
قال الشيخ أبو بكر: في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد نظر.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي يقول سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من الشيوخ في الجرح هل يقبل قوله أم لا؟ قَالَ: لا يقبل.
وقد أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو يعلى الطوسي. قال: محمّد ابن الحسين بن حميد بن الربيع كان ثقة يفهم.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أحمد الصيرفي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ يَقُولُ: سألت أبا الطيب مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع أن يملي علي شيئا فأبى، ثم سألته فأجاب، فقلت له: أعطني ورقة. فقال لي: والورق من عندي؟ اكتب وأنشدني هذه الأبيات:
رب ما أقبح عندي عاشقا ... مستهاما يتفقا سمنا
قلت من ذاك أنا فاستضحكت ... ثم قالت من تراه فأنا؟
قلت زوريني فقالت عجبا ... أنا والله إذا قاري منى
إذ يصلي وعليه زيتهم ... أنت تهواني وآتيك أنا؟
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَدَّلُ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ مِنَ الْكُوفَةِ وَحَدَّثَنِيهِ الصُّورِيُّ عَنْهُ قَالَ نبأنا أبو الحسين بْنُ سُفْيَانَ الْحَافِظُ. قَالَ: سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وثلاثمائة فِيهَا مَاتَ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِبَغْدَادَ، وَجِيءَ بِهِ فَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ فِي وَقْتِ دُخُولِ الْقِرْمِطِيِّ الْكُوفَةَ سَنَةَ خمس عشرة وثلاثمائة وَلَمْ يَعُدْ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ مَذْهَبٍ حَسَنٍ وَجَمَاعَةٍ وَأَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ. وَكَانَ مِمَّنْ يُطْلَبُ لِلشَّهَادَةِ فَيَأْبَى ذَلِكَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه. قَالَ: ومات محمد بن الحسين بن حميد ابن الربيع غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة [وثلاثمائة ] . وحمل إلى الكوفة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130142&book=5574#c06a27
محمد بن علي بن جعفر، أبو بكر الكتاني :
أحد مشايخ الصوفية. سكن مكة وكان فاضلا نبيلا حسن الشارة. حكى عن أبي سعيد الخراز، وجنيد بن محمد وغيرهما.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحَسَن السلمي قَالَ: محمد بن علي بن جعفر الكتاني أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، أصله بغدادي أقام بمكة ومات بها. وكان أحد الأئمة والسادة، حكى عن المرتعش أنه كان يقول: الكتاني سراج الحرم.
قَالَ أبو عبد الرحمن: وسَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان يَقُولُ: كان يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثنى عشر ألف ختمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّارُ بِهَمَذَانَ، حَدَّثَنَا أبو الحسن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن جهضم الهمذاني، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن داود. قَالَ: كنت عند محمد بن علي الكتاني أبو بكر فسئل: أيش الفائدة في مذاكرة الحكايات؟ فقال: الحكايات جند من جنود الله، يقوى بها أبدان المريدين، فقيل له:
هل لهذا من شاهد؟ قَالَ: نعم! قَالَ الله تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ
[هود 120].
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ:
سمعت الحسين بن أحمد الرازي يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ:
التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف.
وَقَالَ أبو عبد الرحمن أيضا: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ: من طلب الراحة بالراحة عدم الراحة.
أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن فضالة النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان المذكر قَالَ: سمعت محمد بن علي الكتاني- وسئل عن التوبة- فقال: البعد عن المذمومات كلها، إلى الممدوحات كلها، ثم المكابدات، ثم المجاهدات، ثم الثبات، ثم الرشاد، ثم يدرك من الله الولاية وحسن المعونة.
وأخبرنا ابن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان قَالَ: سمعت أبا بكر الكتاني يقول: سألت ابن الفرجي فقلت: إن لله صفوة، وإن لله خيرة. فمتى يعرف العبد أنه من صفوة الله، ومن خيرة الله؟ فقال: كيف وقعت بهذا؟ قلت: جرى على لساني. قَالَ: إذا خلع الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة، وصار المدح والذم عنده سواء.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ: لولا أن ذكره على فرض ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن القرميسيني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمذاني بمكة، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد العيشي قَالَ: سمعت الكتّانيّ يقول: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، ثم أجيبوا وإلا ابتهل الغوث؛ فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته.
وحدّثنا عبد العزيز، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن فارس، حَدَّثَنِي أبو بكر الكتاني قَالَ: كنت أنا وأبو سعيد الخراز وعباس بن المهتدى وآخر- لم يذكره- نسير بالشام على ساحل البحر، إذا شاب يمشي معه محبرة ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به. فقال له أبو سعيد: يا فتى على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين، طريق الخاصة وطريق العامة، فأما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله، وتقدم إلى البحر ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا.
أخبرنا إسماعيل الحيرى، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قَالَ: كان الكتّانيّ صاحب
أبي سعيد الخراز. وعباس بن المهتدى، وعمر المكي، وغيرهم. ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
أحد مشايخ الصوفية. سكن مكة وكان فاضلا نبيلا حسن الشارة. حكى عن أبي سعيد الخراز، وجنيد بن محمد وغيرهما.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحَسَن السلمي قَالَ: محمد بن علي بن جعفر الكتاني أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، أصله بغدادي أقام بمكة ومات بها. وكان أحد الأئمة والسادة، حكى عن المرتعش أنه كان يقول: الكتاني سراج الحرم.
قَالَ أبو عبد الرحمن: وسَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان يَقُولُ: كان يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثنى عشر ألف ختمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّارُ بِهَمَذَانَ، حَدَّثَنَا أبو الحسن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن جهضم الهمذاني، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن داود. قَالَ: كنت عند محمد بن علي الكتاني أبو بكر فسئل: أيش الفائدة في مذاكرة الحكايات؟ فقال: الحكايات جند من جنود الله، يقوى بها أبدان المريدين، فقيل له:
هل لهذا من شاهد؟ قَالَ: نعم! قَالَ الله تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ
[هود 120].
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ:
سمعت الحسين بن أحمد الرازي يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ:
التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف.
وَقَالَ أبو عبد الرحمن أيضا: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ: من طلب الراحة بالراحة عدم الراحة.
أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن فضالة النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان المذكر قَالَ: سمعت محمد بن علي الكتاني- وسئل عن التوبة- فقال: البعد عن المذمومات كلها، إلى الممدوحات كلها، ثم المكابدات، ثم المجاهدات، ثم الثبات، ثم الرشاد، ثم يدرك من الله الولاية وحسن المعونة.
وأخبرنا ابن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان قَالَ: سمعت أبا بكر الكتاني يقول: سألت ابن الفرجي فقلت: إن لله صفوة، وإن لله خيرة. فمتى يعرف العبد أنه من صفوة الله، ومن خيرة الله؟ فقال: كيف وقعت بهذا؟ قلت: جرى على لساني. قَالَ: إذا خلع الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة، وصار المدح والذم عنده سواء.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ: لولا أن ذكره على فرض ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن القرميسيني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمذاني بمكة، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد العيشي قَالَ: سمعت الكتّانيّ يقول: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، ثم أجيبوا وإلا ابتهل الغوث؛ فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته.
وحدّثنا عبد العزيز، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن فارس، حَدَّثَنِي أبو بكر الكتاني قَالَ: كنت أنا وأبو سعيد الخراز وعباس بن المهتدى وآخر- لم يذكره- نسير بالشام على ساحل البحر، إذا شاب يمشي معه محبرة ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به. فقال له أبو سعيد: يا فتى على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين، طريق الخاصة وطريق العامة، فأما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله، وتقدم إلى البحر ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا.
أخبرنا إسماعيل الحيرى، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قَالَ: كان الكتّانيّ صاحب
أبي سعيد الخراز. وعباس بن المهتدى، وعمر المكي، وغيرهم. ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.