قابيل ويقال قابين ويقال له قاين
وهو قابيل بن آدم أبي البشر الذي قتل أخاه. قيل أنه كان يسكن قينية خارج باب الجابية، وإنه قتل أخاه في جبل قاسيون عند مغارة الدم.
قال أبو بكر الخطيب: قاين - بياء منقوطة باثنتين من تحتها - هو قاين بن آدم أبي البشر المعروف بقابيل، قاتل أخيه هابيل. وقد ذكر الله قصتهما في كتابه، فقال: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق " الآيات كلها إلى آخر القصة.
عن محمد بن إسحاق قال: كان اكبر ولد آدم قابيل وتؤمه.
عن عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيدة الله بن أبي المهاجر قال: كان قابيل في قينية وكان صاحب زرع.
عن أنس ين مالك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أوحى الله إلى آدم: أي آدم، حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت، قال: وما يحدث علي يا رب؟ قال ما لا يدرى، وهو الموت، قال: وما الموت، قال:
سوف تذوق، قال من أستخلف في أهلي؟ قال: أعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال. فعرض على السماوات، فأبت، وعرض على الأرض، فأبت، وعرض على الجبال، فأبت وقبله ابنه، قاتل أخيه. فخرج آدم من أرض الهند حاجاً، فما نزل منزلاً أكل فيه وشرب إلا صار عمراناً بعده. وجرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء، فقالوا: السلام عليك يا آدم، بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام - قال أنس: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والبيت يومئذ ياقوتة جوفاء لها بابان، من يطوف يرى من في جوف البيت، ومن في جوف البيت يرى من يطوف " - فقضى آدم نسكه، فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم، قضيت نسكك؟ قال نعم يا رب، قال: فسل حاجتك تعط. قال: حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي. قال: أما ذنبك، يا آدم، فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، وأما ذنب ولدك فقد عرفني، وآمن بي، وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه ".
عن سعيد بن المسيب: أن الله أمر آدم أن يفرق في النكاح من كل بطن هذا لتلك، وتلك لها حتى كان أمر هابيل وقابيل.
عن ابن عباس وكعب وعبد الله ابن سلام قالوا: ولدت حواء مع قابين جاريةً يقال لها لوذا أجمل بنات آدم، وولدت مع هابيل جارية يقال لها إقليميا، فخطبا إلى أبيهما، فقال: أنكحك يا هابيل لوذا، وقال لقابين: - ويقال قابيل، والله أعلم - زوجتك إقليميا، فقال قابين: ما أرضى بهذا، أختي أجمل، فقال آدم، إن الله أمرني أن أفرق بينكما في النكاح، فإن كنت لا ترضى فقربا قرباناً، فقربانكما سيقضي بينكما، قال: وكيف يقضي بيننا؟ قال: من يقبل قربانه فهي له.
قال آدم لجبريل: يا جبريل، أليس تاب الله علي؟ قال: بلى، قال، فما لي لا أسمع خفق أجنحة الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة؟ قال: فانطلق جبريل إلى الله، وذلك بغيته، فقالت الملائكة: يا رب، ما فعل عبدك الذي خلقته بيدك، وأمرتنا بالسجود
له، وأسكنته الجنة؟ قال: إنه عصاني، فأخرجته من الجنة. فاشتاقت الملائكة إلى آدم، فقال جبريل: يا رب، إن آدم اشتاق الملائكة، فقال الله: يا جبريل، إن الملائكة قد اشتاقت إلى آدم كما اشتاق آدم إليهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كذلك الأرواح تتعارف ". قال الله: يا جبريل، انطلق بالبيت المعمور، فاهبط به إلى الأرض، وضعه في حرمي، وقل لآدم يحجه، ويوافي ملائكتي هناك. فجاء جبريل وهما يختصمان: قابين وهابيل، فأخبر آدم، فقال لهما آدم: قربا القربان. قال: وكان قابين صاحب زراعة، وهابيل صاحب غنم، فقرب هابيل كبشاً، وكان قائد عنمه يقال له: رذين، وهو الكبش الذي فدى الله به إسحاق. وقرب قابين من زوان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حرثه.
وفي رواية: جاء أحدهما بخير ماله، وجاء الآخر بشر ماله، فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما وهو هابيل، وتركت قربان الآخر، فحسده، فقال: " لأقتلنك ". وأما قوله: " إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك " فقيول:: " تبوأ بأثم قتلي وإثمك ". وأما قوله تعالى: " فبعث الله غراباً يبحث في الأرض "؛ فإنه قتل غراب غراباً، فجعل يحثو عليه، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه: " يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين ".
وقيل: إن هابيل قرب مع الكبش زبداً ولبناً، فكانت النار تجيء من السماء ناراً بيضاء، فإذا أراد الله أن يقبل قرباناً عبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان وصاحبه، فتشم صاحب القربان، ثم تعدل إلى القربان، فتأكله، وإذا لم يتقبل الله قربان العبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان، فشمته، ثم عدلت عنه، فلم تأكله. قال قابين: قبل قربانك، ولم يتقبل قرباني، لأقتلنك أو تعتزل أختي وتدعها، قال: لا أفعل، " إنما يتقبل الله من المتقين "؛ يعني الذين يتقون سفك الدماء الحرام. قال: فجاءا إلى أبيهما،
فأخبراه، فقال لهما: إن الله قد فصل بينكما، فلا تشغلاني، ودعاني حتى أنطلق، فأقضي نسكي؛ فإن ربي أمرني أن أوافي الملائكة هناك، وقد زوجتكما. فمضى آدم. فقال قابين: لا أمشي في الناس، وتقول أخوتي: إن هابيل خير منك، فأراد قتله. فخاطبه أخوه يوماً إلى أن ذهب أكثر ذلك اليوم فقال: اتق الله يا أخي لا تقتلني، فقد علمت ما نزل بآدم حين عصى ربه، إنك أن قتلتني ألقى الله عليك الوحشة والمذلة، وصرت طريداً لا ترى شيئاً إلا راعك، ولا تسمع صوناً إلا خفت. فأبى إلا قتله، فقال له أخوه: " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك؛ إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك " يعني تستوجب بإثمي، وإثمك الذي عملت، " فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ". يقول الله جل وعز: " فطوعت له نفسه قتل أخيه، فقتله فأصبح من الخاسرين "، فلما انصرف آدم سأل عن ولده، ثم سأل عن هابيل وقابيل، فقالوا: قتل هابيل قابيل، قال لعنة الله. فأوحى الله إليه: إني قد لعنته.
عن ابن مسعود أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ثلاث هن أصل كل خطيئة، فاتقوهن، واحذروهن، وثلاث إذا ذكرن فامسكوا: إياكم والكبر؛ فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم عليه السلام، وإياكم والحرص؛ فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهن أصل كل خطيئة، فاتقوهن واحذروهن. والثلاث: إذا ذكر القدر فامسكوا، وإذا ذكر النجوم فامسكوا، وإذا ذكر أصحابي فامسكوا ".
عن ابن عباس قال: الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه، هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، فذبحه. قال: وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه، كان مخزوناً حتى فدى به إسحاق، وكان ابن آدم الآخر قرب حرثاً فلم يتقبل منه.
عن محمد بن علي بن حسين أنه سئل عن ابن آدم القاتل؟ فقال: جعل مع عين الشمس.
عن بهز بن حكيم أنه قال: إن قابين عاش حتى ولد له الأولاد، ثم أهلكه الله - عز وجل - بعد ذلك، وإن آدم نفى ولده عن ولده، وأمر ولده بمفارقتهم، وترك خلطتهم، فالله أعلم.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل ".
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أشقى الناس رجلان: عاقر الناقة ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه؛ ما يسفك على الأرض دم إلا لحقه منه شيء، لأنه أول من سن القتل ".
عن عبد الله بن عمرو أن ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار نصف عذاب جهنم قسمةً صحاحاً.
عن ابن عباس:
أن فيهما نزلت: " من أجل ذلك " يعني من أجل قابيل وهابيل، " كتبنا على بني إسرائيل " في التوراة " أنه من قتل نفساً " محرمة " بغير نفس " لم تستوجب قتلاً من قود، ولا ارتداد، ولا زنى بعد إحصان " فكأنما قتل الناس جميعاً "، أي لا عقاب له إلا النار، بمنزلة من قتل الناس جميعاً " ومن أحياها "، فعفا عن القاتل، أو فداه " فكأنما أحيا الناس جميعاً "، ليس له ثواب إلا الجنة.
عن علي في قوله: " ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس "، قال: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه.
عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من هجر أخاه سنةً لقي الله بخطيئة قابيل بن آدم، لا يفكه شيئ دون ولوج النار ".
عن أبي أيوب اليماني أن رجلاً من قومه يقال له عبد الله ركب في البحر في نفر من قومه، فأظلم عليهم البحر ثلاثاً، ثم انجلت تلك الظلمة وهم فيها، فإذا قرية على البحر، فخرج يستقي الماء، فإذا القرية، وإذا أبواب مغلقة، فجعل يهتف، فلم يجبه أحد حتى طلع عليه فارسان، تحت كل فارس منهما قطيفة بيضاء، فقالا له: يا عبد الله مالك، وما أنت، وما أمرك؟ فأخبرهما خبره، وما أصابهم في الظلمة في البحر، وإني خرجت أطلب الماء، فناديت في هذه القرية، فلم يجبني احد ورأيت أبواباً مغلقة. قالا لي: يا عبد الله انطلق في هذه، فإنها تنتهي إلى بركة، فاستق منها، ولا يهولنك منها ما ترى. فمضيت في السكة حتى انتهيت إلى بركة فيها ماء، فإذا رجل معلق بين السماء والأرض، ولا أرى ما عليه، وهو يتناول الماء فلا يناله. فلما رآني هتف بي، وقال يا عبد الله اسقني. قال فغرفت بالقدح ماءً، فذهبت أناوله، قال: فقبضت يدي، قال: قلت: يا عبد الله، غرفت بالقدح لأسقيك، فقبضت يدي، فاخبرني من أنت؟ قال: أنا قابيل بن آدم، وأنا أول من سفك دماً في الأرض.
قال: وقد كنت سألت الفارسين عن البيوت التي تتجلجل فيها الريح، وهي مغلقة الأبواب، قالا: فيها أرواح المؤمنين.
قال عبد الله بن مسلم الدينوري: في حديث كعب أن عمر قال: لأي ابني آدم كان النسل؟ قال: ليس لواحد منهما نسل؛ أما المقتول فدرج، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان. قال: والناس من بني نوح، ونوح من بني شيث بن آدم.
وهو قابيل بن آدم أبي البشر الذي قتل أخاه. قيل أنه كان يسكن قينية خارج باب الجابية، وإنه قتل أخاه في جبل قاسيون عند مغارة الدم.
قال أبو بكر الخطيب: قاين - بياء منقوطة باثنتين من تحتها - هو قاين بن آدم أبي البشر المعروف بقابيل، قاتل أخيه هابيل. وقد ذكر الله قصتهما في كتابه، فقال: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق " الآيات كلها إلى آخر القصة.
عن محمد بن إسحاق قال: كان اكبر ولد آدم قابيل وتؤمه.
عن عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيدة الله بن أبي المهاجر قال: كان قابيل في قينية وكان صاحب زرع.
عن أنس ين مالك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أوحى الله إلى آدم: أي آدم، حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت، قال: وما يحدث علي يا رب؟ قال ما لا يدرى، وهو الموت، قال: وما الموت، قال:
سوف تذوق، قال من أستخلف في أهلي؟ قال: أعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال. فعرض على السماوات، فأبت، وعرض على الأرض، فأبت، وعرض على الجبال، فأبت وقبله ابنه، قاتل أخيه. فخرج آدم من أرض الهند حاجاً، فما نزل منزلاً أكل فيه وشرب إلا صار عمراناً بعده. وجرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء، فقالوا: السلام عليك يا آدم، بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام - قال أنس: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والبيت يومئذ ياقوتة جوفاء لها بابان، من يطوف يرى من في جوف البيت، ومن في جوف البيت يرى من يطوف " - فقضى آدم نسكه، فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم، قضيت نسكك؟ قال نعم يا رب، قال: فسل حاجتك تعط. قال: حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي. قال: أما ذنبك، يا آدم، فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، وأما ذنب ولدك فقد عرفني، وآمن بي، وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه ".
عن سعيد بن المسيب: أن الله أمر آدم أن يفرق في النكاح من كل بطن هذا لتلك، وتلك لها حتى كان أمر هابيل وقابيل.
عن ابن عباس وكعب وعبد الله ابن سلام قالوا: ولدت حواء مع قابين جاريةً يقال لها لوذا أجمل بنات آدم، وولدت مع هابيل جارية يقال لها إقليميا، فخطبا إلى أبيهما، فقال: أنكحك يا هابيل لوذا، وقال لقابين: - ويقال قابيل، والله أعلم - زوجتك إقليميا، فقال قابين: ما أرضى بهذا، أختي أجمل، فقال آدم، إن الله أمرني أن أفرق بينكما في النكاح، فإن كنت لا ترضى فقربا قرباناً، فقربانكما سيقضي بينكما، قال: وكيف يقضي بيننا؟ قال: من يقبل قربانه فهي له.
قال آدم لجبريل: يا جبريل، أليس تاب الله علي؟ قال: بلى، قال، فما لي لا أسمع خفق أجنحة الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة؟ قال: فانطلق جبريل إلى الله، وذلك بغيته، فقالت الملائكة: يا رب، ما فعل عبدك الذي خلقته بيدك، وأمرتنا بالسجود
له، وأسكنته الجنة؟ قال: إنه عصاني، فأخرجته من الجنة. فاشتاقت الملائكة إلى آدم، فقال جبريل: يا رب، إن آدم اشتاق الملائكة، فقال الله: يا جبريل، إن الملائكة قد اشتاقت إلى آدم كما اشتاق آدم إليهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كذلك الأرواح تتعارف ". قال الله: يا جبريل، انطلق بالبيت المعمور، فاهبط به إلى الأرض، وضعه في حرمي، وقل لآدم يحجه، ويوافي ملائكتي هناك. فجاء جبريل وهما يختصمان: قابين وهابيل، فأخبر آدم، فقال لهما آدم: قربا القربان. قال: وكان قابين صاحب زراعة، وهابيل صاحب غنم، فقرب هابيل كبشاً، وكان قائد عنمه يقال له: رذين، وهو الكبش الذي فدى الله به إسحاق. وقرب قابين من زوان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حرثه.
وفي رواية: جاء أحدهما بخير ماله، وجاء الآخر بشر ماله، فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما وهو هابيل، وتركت قربان الآخر، فحسده، فقال: " لأقتلنك ". وأما قوله: " إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك " فقيول:: " تبوأ بأثم قتلي وإثمك ". وأما قوله تعالى: " فبعث الله غراباً يبحث في الأرض "؛ فإنه قتل غراب غراباً، فجعل يحثو عليه، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه: " يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين ".
وقيل: إن هابيل قرب مع الكبش زبداً ولبناً، فكانت النار تجيء من السماء ناراً بيضاء، فإذا أراد الله أن يقبل قرباناً عبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان وصاحبه، فتشم صاحب القربان، ثم تعدل إلى القربان، فتأكله، وإذا لم يتقبل الله قربان العبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان، فشمته، ثم عدلت عنه، فلم تأكله. قال قابين: قبل قربانك، ولم يتقبل قرباني، لأقتلنك أو تعتزل أختي وتدعها، قال: لا أفعل، " إنما يتقبل الله من المتقين "؛ يعني الذين يتقون سفك الدماء الحرام. قال: فجاءا إلى أبيهما،
فأخبراه، فقال لهما: إن الله قد فصل بينكما، فلا تشغلاني، ودعاني حتى أنطلق، فأقضي نسكي؛ فإن ربي أمرني أن أوافي الملائكة هناك، وقد زوجتكما. فمضى آدم. فقال قابين: لا أمشي في الناس، وتقول أخوتي: إن هابيل خير منك، فأراد قتله. فخاطبه أخوه يوماً إلى أن ذهب أكثر ذلك اليوم فقال: اتق الله يا أخي لا تقتلني، فقد علمت ما نزل بآدم حين عصى ربه، إنك أن قتلتني ألقى الله عليك الوحشة والمذلة، وصرت طريداً لا ترى شيئاً إلا راعك، ولا تسمع صوناً إلا خفت. فأبى إلا قتله، فقال له أخوه: " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك؛ إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك " يعني تستوجب بإثمي، وإثمك الذي عملت، " فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ". يقول الله جل وعز: " فطوعت له نفسه قتل أخيه، فقتله فأصبح من الخاسرين "، فلما انصرف آدم سأل عن ولده، ثم سأل عن هابيل وقابيل، فقالوا: قتل هابيل قابيل، قال لعنة الله. فأوحى الله إليه: إني قد لعنته.
عن ابن مسعود أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ثلاث هن أصل كل خطيئة، فاتقوهن، واحذروهن، وثلاث إذا ذكرن فامسكوا: إياكم والكبر؛ فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم عليه السلام، وإياكم والحرص؛ فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهن أصل كل خطيئة، فاتقوهن واحذروهن. والثلاث: إذا ذكر القدر فامسكوا، وإذا ذكر النجوم فامسكوا، وإذا ذكر أصحابي فامسكوا ".
عن ابن عباس قال: الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه، هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، فذبحه. قال: وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه، كان مخزوناً حتى فدى به إسحاق، وكان ابن آدم الآخر قرب حرثاً فلم يتقبل منه.
عن محمد بن علي بن حسين أنه سئل عن ابن آدم القاتل؟ فقال: جعل مع عين الشمس.
عن بهز بن حكيم أنه قال: إن قابين عاش حتى ولد له الأولاد، ثم أهلكه الله - عز وجل - بعد ذلك، وإن آدم نفى ولده عن ولده، وأمر ولده بمفارقتهم، وترك خلطتهم، فالله أعلم.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل ".
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أشقى الناس رجلان: عاقر الناقة ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه؛ ما يسفك على الأرض دم إلا لحقه منه شيء، لأنه أول من سن القتل ".
عن عبد الله بن عمرو أن ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار نصف عذاب جهنم قسمةً صحاحاً.
عن ابن عباس:
أن فيهما نزلت: " من أجل ذلك " يعني من أجل قابيل وهابيل، " كتبنا على بني إسرائيل " في التوراة " أنه من قتل نفساً " محرمة " بغير نفس " لم تستوجب قتلاً من قود، ولا ارتداد، ولا زنى بعد إحصان " فكأنما قتل الناس جميعاً "، أي لا عقاب له إلا النار، بمنزلة من قتل الناس جميعاً " ومن أحياها "، فعفا عن القاتل، أو فداه " فكأنما أحيا الناس جميعاً "، ليس له ثواب إلا الجنة.
عن علي في قوله: " ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس "، قال: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه.
عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من هجر أخاه سنةً لقي الله بخطيئة قابيل بن آدم، لا يفكه شيئ دون ولوج النار ".
عن أبي أيوب اليماني أن رجلاً من قومه يقال له عبد الله ركب في البحر في نفر من قومه، فأظلم عليهم البحر ثلاثاً، ثم انجلت تلك الظلمة وهم فيها، فإذا قرية على البحر، فخرج يستقي الماء، فإذا القرية، وإذا أبواب مغلقة، فجعل يهتف، فلم يجبه أحد حتى طلع عليه فارسان، تحت كل فارس منهما قطيفة بيضاء، فقالا له: يا عبد الله مالك، وما أنت، وما أمرك؟ فأخبرهما خبره، وما أصابهم في الظلمة في البحر، وإني خرجت أطلب الماء، فناديت في هذه القرية، فلم يجبني احد ورأيت أبواباً مغلقة. قالا لي: يا عبد الله انطلق في هذه، فإنها تنتهي إلى بركة، فاستق منها، ولا يهولنك منها ما ترى. فمضيت في السكة حتى انتهيت إلى بركة فيها ماء، فإذا رجل معلق بين السماء والأرض، ولا أرى ما عليه، وهو يتناول الماء فلا يناله. فلما رآني هتف بي، وقال يا عبد الله اسقني. قال فغرفت بالقدح ماءً، فذهبت أناوله، قال: فقبضت يدي، قال: قلت: يا عبد الله، غرفت بالقدح لأسقيك، فقبضت يدي، فاخبرني من أنت؟ قال: أنا قابيل بن آدم، وأنا أول من سفك دماً في الأرض.
قال: وقد كنت سألت الفارسين عن البيوت التي تتجلجل فيها الريح، وهي مغلقة الأبواب، قالا: فيها أرواح المؤمنين.
قال عبد الله بن مسلم الدينوري: في حديث كعب أن عمر قال: لأي ابني آدم كان النسل؟ قال: ليس لواحد منهما نسل؛ أما المقتول فدرج، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان. قال: والناس من بني نوح، ونوح من بني شيث بن آدم.