فروة بن عامر ويقال ابن عمرو
ابن النافرة الجذامي أسل عل عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد في أيامه. وكان يكون بالبلقاء بعمان ومعان من نواحي دمشق.
كان فروة بن عمرو عاملاً للروم على عمان من أرض البلقاء أو على معان، فأسلم وكتب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه، وبعث به مع رجلٍ من قومه يقال له مسعود بن سعد، وبعث إليه ببغلةٍ بيضاء، وفرسٍ وحمارٍ وأثواب لين، وقباء سندس مخرصٍ بالذهب. فكتب إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى فروة بن عمرو، أما بعد، فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به، وخبر عما قبلكم، وأتانا بإسلامك، وأن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعمت الله ورسوله، وأقمت الصلاة وأتيت الزكاة. وأمر بلالاً فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية ونشا. قال: وبلغ ملك الروم إسلام فروة، فدعاه فقال له: ارجع عن دينك نملكك، قال: لا أفارق دين محمد، وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكن تضن بملكك. فحبسه ثم أخرجه، فقتله وصلبه. ولما حبس قال في محبسه: من الكامل
طرقت سليمى موهناً أصحابي ... والروم بين الباب والقروان
صد الخيال وساءه ما قد رأى ... وهممت أن أغفي وقد أبكاني
لا تكحلن العين بعدي إثمداً ... سلمى ولا تدنن للإيمان
ولقد علمت أبا كبيشة أنني ... وسط الأعزة لا يحس لساني
فلئن هلكت لتفقدن أخاكم ... ولئن أصبت لتعرفن مكاني
زلقد عرفت بكل ما جمع الفتى ... من رأيه وبنجدةٍ وبيان
فلما أجمعوا على صلبه على ماءٍ يقال له عفرى من فلسطين، فلما رفع على خشبته قال:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها ... على ماءٍ عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقةٍ لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل
فلما قدموه ليقتلوه قال:
بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي ومقامي
ويروى: أعظمي وبناني.
ابن النافرة الجذامي أسل عل عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد في أيامه. وكان يكون بالبلقاء بعمان ومعان من نواحي دمشق.
كان فروة بن عمرو عاملاً للروم على عمان من أرض البلقاء أو على معان، فأسلم وكتب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه، وبعث به مع رجلٍ من قومه يقال له مسعود بن سعد، وبعث إليه ببغلةٍ بيضاء، وفرسٍ وحمارٍ وأثواب لين، وقباء سندس مخرصٍ بالذهب. فكتب إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى فروة بن عمرو، أما بعد، فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به، وخبر عما قبلكم، وأتانا بإسلامك، وأن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعمت الله ورسوله، وأقمت الصلاة وأتيت الزكاة. وأمر بلالاً فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية ونشا. قال: وبلغ ملك الروم إسلام فروة، فدعاه فقال له: ارجع عن دينك نملكك، قال: لا أفارق دين محمد، وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكن تضن بملكك. فحبسه ثم أخرجه، فقتله وصلبه. ولما حبس قال في محبسه: من الكامل
طرقت سليمى موهناً أصحابي ... والروم بين الباب والقروان
صد الخيال وساءه ما قد رأى ... وهممت أن أغفي وقد أبكاني
لا تكحلن العين بعدي إثمداً ... سلمى ولا تدنن للإيمان
ولقد علمت أبا كبيشة أنني ... وسط الأعزة لا يحس لساني
فلئن هلكت لتفقدن أخاكم ... ولئن أصبت لتعرفن مكاني
زلقد عرفت بكل ما جمع الفتى ... من رأيه وبنجدةٍ وبيان
فلما أجمعوا على صلبه على ماءٍ يقال له عفرى من فلسطين، فلما رفع على خشبته قال:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها ... على ماءٍ عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقةٍ لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل
فلما قدموه ليقتلوه قال:
بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي ومقامي
ويروى: أعظمي وبناني.