عروة بن محمد بن عطية
ابن عروة بن القين بن عامر بن عميرة السعدي الجشمي لجده صحبة، واستعمله سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك على اليمن.
حدث عروة بن محمد عن أبيه، قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أناسٍ من بني سعد بن بكر، وكنت أصغر القوم، فخلفوني في رحالهم، ثم أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقضى من حوائجهم، ثم قال: " هل بقي منكم أحد؟ " قالوا: يا رسول الله، غلام منا في رحالنا؛ فأمرهم أن يبعثوني إليه؛ فأتوني فقالوا: أجب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فأتيته، فلما رآني قال: " ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئاً، فإن اليد العليا هي المنطية، وإن اليد السفلى هي المنطاة، وإن مال الله مسؤول ومنطىً ".
قال: ويكلمني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغتنا.
قال أبو وائل القاضي: كنا عند عروة بن محمد، فدخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه، قال: فقام منا، ثم رجع وقد توضأ فقال: حدثني أبي عن جدي وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما نطفئ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ".
خرج عروة من اليمن وقد وليها سنتين وما معه إلا سيفه ورمحه ومصحفه. ولما دخل قال: يا أهل اليمن هذه راحلتي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق.
وقيل: إنه وليها عشرين سنة، وعزل عنها سنة ثلاث ومئة.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله باليمن: إلى عروة بن محمد السعدي، إني أكتب إليك آمرك أن ترد المسلمين مظالمهم، فتكتب إليّ تراجعني، ولا تعرف مسافة ما بيني وبينك، ولا تعرف أحداث الموت، حتى لو كتبت إليك أن ترد على رجل مظلمة شاة لكتبت إلي أردها عفراء أم سوداء؟ فاردد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني والسلام.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة صاحب اليمن: لا يحمل إليّ من اليمن إلا حق، ولو لم يبلغ خراجها إلا حفينة من كتم لم أبال.
قال عروة بن محمد: لما استعملت على اليمن قال لي أبي: أوليت اليمن؟ قلت: نعم. قال: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض أسفل منك، ثم أعظم خالقهما.
وعن معمر في قوله تبارك الله وتعالى: " فلما آسفونا انتقمنا منهم ". قال: حدثني سماك بن الفضل قال: كنت عند عروة بن محمد وعنده وهب بن منبّه، فأتي بعامل لعروة فشكا، فأكثروا عليه، فقالوا: فعل وفعل، وثبتت عليه البينة، قال؛ فلم يملك وهب نفسه؛ فضربه على قرنه بعصا؛ فإذا دماؤه تشخب، فقال: أفي زمن عمر بن عبد العزيز يصنع مثل هذا؟ قال: فاشتهاها عروة وكان حليماً واستلقى على قفاه، وضحك، وقال: يعتب علينا أبو عبد الله الغضب في حكمته وهو يغضب، فقال وهب: وما لي لا أغضب وقد غضب خالق الأحلام؟ إن الله تعالى يقول: " فلما آسفونا انتقمنا منهم " يقول: أغضبونا.
قال عروة بن محمد: ما أبرم قوم أمراً قط، فصدروا فيه عن رأي امرأة إلا تبرّوا.
ابن عروة بن القين بن عامر بن عميرة السعدي الجشمي لجده صحبة، واستعمله سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك على اليمن.
حدث عروة بن محمد عن أبيه، قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أناسٍ من بني سعد بن بكر، وكنت أصغر القوم، فخلفوني في رحالهم، ثم أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقضى من حوائجهم، ثم قال: " هل بقي منكم أحد؟ " قالوا: يا رسول الله، غلام منا في رحالنا؛ فأمرهم أن يبعثوني إليه؛ فأتوني فقالوا: أجب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فأتيته، فلما رآني قال: " ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئاً، فإن اليد العليا هي المنطية، وإن اليد السفلى هي المنطاة، وإن مال الله مسؤول ومنطىً ".
قال: ويكلمني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغتنا.
قال أبو وائل القاضي: كنا عند عروة بن محمد، فدخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه، قال: فقام منا، ثم رجع وقد توضأ فقال: حدثني أبي عن جدي وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما نطفئ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ".
خرج عروة من اليمن وقد وليها سنتين وما معه إلا سيفه ورمحه ومصحفه. ولما دخل قال: يا أهل اليمن هذه راحلتي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق.
وقيل: إنه وليها عشرين سنة، وعزل عنها سنة ثلاث ومئة.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله باليمن: إلى عروة بن محمد السعدي، إني أكتب إليك آمرك أن ترد المسلمين مظالمهم، فتكتب إليّ تراجعني، ولا تعرف مسافة ما بيني وبينك، ولا تعرف أحداث الموت، حتى لو كتبت إليك أن ترد على رجل مظلمة شاة لكتبت إلي أردها عفراء أم سوداء؟ فاردد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني والسلام.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة صاحب اليمن: لا يحمل إليّ من اليمن إلا حق، ولو لم يبلغ خراجها إلا حفينة من كتم لم أبال.
قال عروة بن محمد: لما استعملت على اليمن قال لي أبي: أوليت اليمن؟ قلت: نعم. قال: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض أسفل منك، ثم أعظم خالقهما.
وعن معمر في قوله تبارك الله وتعالى: " فلما آسفونا انتقمنا منهم ". قال: حدثني سماك بن الفضل قال: كنت عند عروة بن محمد وعنده وهب بن منبّه، فأتي بعامل لعروة فشكا، فأكثروا عليه، فقالوا: فعل وفعل، وثبتت عليه البينة، قال؛ فلم يملك وهب نفسه؛ فضربه على قرنه بعصا؛ فإذا دماؤه تشخب، فقال: أفي زمن عمر بن عبد العزيز يصنع مثل هذا؟ قال: فاشتهاها عروة وكان حليماً واستلقى على قفاه، وضحك، وقال: يعتب علينا أبو عبد الله الغضب في حكمته وهو يغضب، فقال وهب: وما لي لا أغضب وقد غضب خالق الأحلام؟ إن الله تعالى يقول: " فلما آسفونا انتقمنا منهم " يقول: أغضبونا.
قال عروة بن محمد: ما أبرم قوم أمراً قط، فصدروا فيه عن رأي امرأة إلا تبرّوا.