عروة بن أذينة وهو لقب
واسم أذينة، يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن رجل بن يعمر الشداح بن عوف بن كعب بن عامر أبو عامر الليثي.
شاعر من أهل الحجاز، وفد على هشام بن عبد الملك. وفي نسبه اختلاف.
قال عروة بن أذينة: خرجت مع جدة لي عليها مشي إلى البيت، حتى إذا كنا ببعض الطريق، فأرسلت مولى لها يسأل عبد الله بن عمر، قال: فخرجت معه نسأله، فقال عبد الله: مرها
فلتركب، ثم لتمشي من حيث عجزت.
قال مالك: ونرى مع ذلك عليها الهدي.
وعروة شاعر مكثر فصيح، مأمون على ما روى من المسند وغيره، ولحق بالدولة العباسية بعد سن عالية.
قال غاضرة بن حاتم: وفد عروة بن أذينة على هشام بن عبد الملك، فلما دخل إليه شكا خلة وديناً، فقال هشام: ألست القائل: من البسيط:
لقد علمت وما الإشراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنيني تطلبه ... ولو جلست أتاني لا يعنيني
وما اشتريت بمال قط محمدة ... إلا تيقنت أني غير مغبون
ولا دعيت إلى مجد ولا كرم ... إلا أجبت إليه من يناديني
ثم قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق، فقال عروة: وعظت يا أمير المؤمنين فأبلغت. وخرج إلى راحلته، فركبها ثم وجهها نحو الحجاز، فمكث هشام يومه، فلما كان في الليل ذكره فقال: رجل من قريش وفد إلي، فجبهته ورددته عن حاجته، وهو مع ذا شاعر، ولا آمن يقول في ما يبقى ذكره! فلما أصبح دعا مولاه فدفع إليه ألفي دينار وقال: الحق بهذه ابن أذينة. قال المولى: فخرجت إلى المدينة فقرعت عليه الباب، فخرج إلي فأعطيته المال فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام، وقل له: كيف رأيت قولي؟ سعيت فأكذبت، ورجعت إلى منزلي فأتاني، ولكني قد قلت: من الكامل:
شاد الملوك قصورهم وتحصنوا ... من كل طالب حاجة أو راغب
فإذا تلطف للدخول عليهم ... عاف تلقوه بوعد كاذب
فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن ... يا ذا الضراعة طالباً من طالب
فأقسم بالله لا سألت أحد حاجة حتى ألقى الله. فكان ربما سقط سرطه فينزل عن فرسه ويأخذه ولا يسأل أحداً أن يناوله إياه.
مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت: يا أبا عامر، أنت الذي تقول: من البسيط:
يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم ... حتى لي هذا الضر في نظري
قالت وأبثثتها سري فبحت به ... قد كنت عندي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي فقلت لها ... غطى هواك وما ألقى على بصري
وأنت القائل: من البسيط:
إذا وجدت أذى للحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أيترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهرة ... فمن لحر على الأحشاء يتقد
قالت: هن حرائر وأشارت إلى جواريها إن كان هذا خرج من قلب سليم.
قال عروة بن عبيد الله بن عروة بن الزبير: كان عروة بن أذينة نازلاً مع أبي في قصر عروة بن الزبير بالعقيق فسمعه ينشد نفسه: من الكامل:
إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
فيك الذي زعمت بها فكلاكما ... أبدى لخلته الصبابة كلها
ولعمرها لو كان حبك فوقها ... يوماً وقد حجبت إذا لأظلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير لها إليك فسلها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلها
لما عرضت مسلماً لي حاجة ... أخشى صعوبتها وأرجو ذلها
حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها
فدنا فقال: لعلها معذورة ... في بعض رقبتها، فقلت: لعلها
قال عروة: فجاءني أبو السائب يوماً بالعقيق، فقلت له بعد الترحيب به: ألك حاجة؟ قال: أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه، قلت: أي أبيات؟ قال: وهل يخفى القمر؟!
إن التي زعمت فؤادك ملها
فأنشدته إياها فقال: ما يروي هذه إلا أهل المعرفة والعقل، هذا والله الصادق الود، الدائم العهد، لا الهذلي الذي يقول: من الكامل:
إن كان أهلك يمنعونك رغبة ... عني فأهلي بي أضن وأرغب
لقد عدا الأعرابي طوره، وإني لأرجو أن يغفر الله لصاحبه في حسن الظن بها، وطلب العذر لها، ودعوت له بطعام، فقال: لا والله حتى أروي هذه الأبيات، فلما رواها وثب فقلت: كما أنت حتى تأكل. فقال: ما كنت لأخلط بمحبتي لها وأخذي إياها غيرها. وانصرف.
قال عروة بن أذينة الشاعر: عجبت لمن علم أنه يموت كيف لا يموت! كان عروة بن أذينة إذا نام الناس بالبصرة خرج فنادى في سككها: يا أهل البصرة، الصلاة الصلاة ثم يتلو " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ".
واسم أذينة، يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن رجل بن يعمر الشداح بن عوف بن كعب بن عامر أبو عامر الليثي.
شاعر من أهل الحجاز، وفد على هشام بن عبد الملك. وفي نسبه اختلاف.
قال عروة بن أذينة: خرجت مع جدة لي عليها مشي إلى البيت، حتى إذا كنا ببعض الطريق، فأرسلت مولى لها يسأل عبد الله بن عمر، قال: فخرجت معه نسأله، فقال عبد الله: مرها
فلتركب، ثم لتمشي من حيث عجزت.
قال مالك: ونرى مع ذلك عليها الهدي.
وعروة شاعر مكثر فصيح، مأمون على ما روى من المسند وغيره، ولحق بالدولة العباسية بعد سن عالية.
قال غاضرة بن حاتم: وفد عروة بن أذينة على هشام بن عبد الملك، فلما دخل إليه شكا خلة وديناً، فقال هشام: ألست القائل: من البسيط:
لقد علمت وما الإشراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنيني تطلبه ... ولو جلست أتاني لا يعنيني
وما اشتريت بمال قط محمدة ... إلا تيقنت أني غير مغبون
ولا دعيت إلى مجد ولا كرم ... إلا أجبت إليه من يناديني
ثم قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق، فقال عروة: وعظت يا أمير المؤمنين فأبلغت. وخرج إلى راحلته، فركبها ثم وجهها نحو الحجاز، فمكث هشام يومه، فلما كان في الليل ذكره فقال: رجل من قريش وفد إلي، فجبهته ورددته عن حاجته، وهو مع ذا شاعر، ولا آمن يقول في ما يبقى ذكره! فلما أصبح دعا مولاه فدفع إليه ألفي دينار وقال: الحق بهذه ابن أذينة. قال المولى: فخرجت إلى المدينة فقرعت عليه الباب، فخرج إلي فأعطيته المال فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام، وقل له: كيف رأيت قولي؟ سعيت فأكذبت، ورجعت إلى منزلي فأتاني، ولكني قد قلت: من الكامل:
شاد الملوك قصورهم وتحصنوا ... من كل طالب حاجة أو راغب
فإذا تلطف للدخول عليهم ... عاف تلقوه بوعد كاذب
فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن ... يا ذا الضراعة طالباً من طالب
فأقسم بالله لا سألت أحد حاجة حتى ألقى الله. فكان ربما سقط سرطه فينزل عن فرسه ويأخذه ولا يسأل أحداً أن يناوله إياه.
مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت: يا أبا عامر، أنت الذي تقول: من البسيط:
يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم ... حتى لي هذا الضر في نظري
قالت وأبثثتها سري فبحت به ... قد كنت عندي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي فقلت لها ... غطى هواك وما ألقى على بصري
وأنت القائل: من البسيط:
إذا وجدت أذى للحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أيترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهرة ... فمن لحر على الأحشاء يتقد
قالت: هن حرائر وأشارت إلى جواريها إن كان هذا خرج من قلب سليم.
قال عروة بن عبيد الله بن عروة بن الزبير: كان عروة بن أذينة نازلاً مع أبي في قصر عروة بن الزبير بالعقيق فسمعه ينشد نفسه: من الكامل:
إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
فيك الذي زعمت بها فكلاكما ... أبدى لخلته الصبابة كلها
ولعمرها لو كان حبك فوقها ... يوماً وقد حجبت إذا لأظلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير لها إليك فسلها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلها
لما عرضت مسلماً لي حاجة ... أخشى صعوبتها وأرجو ذلها
حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها
فدنا فقال: لعلها معذورة ... في بعض رقبتها، فقلت: لعلها
قال عروة: فجاءني أبو السائب يوماً بالعقيق، فقلت له بعد الترحيب به: ألك حاجة؟ قال: أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه، قلت: أي أبيات؟ قال: وهل يخفى القمر؟!
إن التي زعمت فؤادك ملها
فأنشدته إياها فقال: ما يروي هذه إلا أهل المعرفة والعقل، هذا والله الصادق الود، الدائم العهد، لا الهذلي الذي يقول: من الكامل:
إن كان أهلك يمنعونك رغبة ... عني فأهلي بي أضن وأرغب
لقد عدا الأعرابي طوره، وإني لأرجو أن يغفر الله لصاحبه في حسن الظن بها، وطلب العذر لها، ودعوت له بطعام، فقال: لا والله حتى أروي هذه الأبيات، فلما رواها وثب فقلت: كما أنت حتى تأكل. فقال: ما كنت لأخلط بمحبتي لها وأخذي إياها غيرها. وانصرف.
قال عروة بن أذينة الشاعر: عجبت لمن علم أنه يموت كيف لا يموت! كان عروة بن أذينة إذا نام الناس بالبصرة خرج فنادى في سككها: يا أهل البصرة، الصلاة الصلاة ثم يتلو " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ".