عدي بن زيد بن مالك بن عدي
ابن الرقاع بن عصر بن عدة ويقال: عرة بن شعل بن معاوية بن الحارث وهو عاملة بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد أبو داود العاملي الشاعر المعروف بعدي الرقاع، ويقال: إن عاملة بنت وديعة بن قضاعة أم معاوية بن الحارث وإليها ينسبون.
قدم دمشق ومدح الوليد بن عبد الملك.
في الطبقة السابعة، وفي نسبه اختلاف، وكان أبرص، وهاجى جرير بن الخطفى، واجتمعا عند الوليد بن عبد الملك، فأنشده عدي قصيدة التي أولها: من الكامل:
عرف الديار توهماً فاعتادها
قال جرير: فحسدته على أبيات منها، حتى أنشدني صفة الظبية والغزال:
تزجي أغن كأن إبرة روقه
قال جرير: فرحمته، فلما قال:
قلم أصاب من الدواة مدادها
رحمت نفسي وحالت الرحمة حسداً، وفيها يقول:
وقصيدة قد بت أجمع بيتها ... حتى أقوم ميلها وسنادها
نظر المثقف في كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافة ميادها
وعلمت حتى ما أسأئل واحداً ... عن علم واحد لكي أزدادها
دخل جرير على الوليد بن عبد الملك وهو خليفة وعنده ابن الرقاع العاملي، فقال الوليد لجرير: أتعرف هذا؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. قال: هذا رجل من عاملة. فقال: الذين يقول الله تعالى: " عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية " ثم قال: من الطويل:
يقصر باع العاملي عن العلا ... ولكن أير العاملي طويل
فقال العاملي:
أأمك يا ذا أخبرتك بطوله ... أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول
قال: لا، بل لم أدر كيف أقول. فوثب العاملي إلى رجل الوليد فقبلها وقال: أجرني منه. فقال الوليد لجرير: لئن سميته لأسرجنك ولألجمنك وليركبنك، فيعيرك بذلك الشعراء.
قال أحمد بن يحيى ثعلب: أشعر ما قيل قول عدي بن الرقاع: من الكامل:
لولا الحياء وأن رأسي قد عسا ... فيه المشيب لزرت أم القاسم
وكأنها وسط النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر جاسم
وسنان أقصده النعاس فرنقت ... في عينيه سنة وليس بنائم
قال ابن الأعرابي: بلغني أن جماعة من الشعراء أتوا باب ابن الرقاع الشاعر فدقوه فخرجت إليهم بنية له صغيرة، فقالت: من القوم؟ قالوا: نحن شعراء أتينا أباك لنهاجيه. قالت لهم: هو غائب. قالوا: لا، ولكنه هرب منا. فقالت: من الطويل:
تجمعتم من كل شرق ومغرب ... على واحد لازلتم قرن واحد
لما أتت الخلافة سليمان بن عبد الملك أتته وهوبالسبع، فكتب إلى عامله بالأردن أن يبعث إليه عدي بن الرقاع في وثاق، فوجهه إليه، فلما دخل عليه قال: إن كنت لكارهاً لخلافتي، قال: وكيف ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: حين تقول في مدحة الوليد:
عذنا بذي العرش أن نبقى ونفقده ... وأن نكون لراع بعده تبعا
قال ابن الرقاع: والله ما هكذا قلت يا أمير المؤمنين، ولكني قلت:
عذنا بذي العرش أن نبقى ونفقدهم ... وأن نكون لراع بعدهم تبعا
قال: وكذلك؟ قال: نعم، قال: فكوا حديده، وردوه على موكبه إلى أهله. وإنما كان خص بتلك المدحة الوليد.
ابن الرقاع بن عصر بن عدة ويقال: عرة بن شعل بن معاوية بن الحارث وهو عاملة بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد أبو داود العاملي الشاعر المعروف بعدي الرقاع، ويقال: إن عاملة بنت وديعة بن قضاعة أم معاوية بن الحارث وإليها ينسبون.
قدم دمشق ومدح الوليد بن عبد الملك.
في الطبقة السابعة، وفي نسبه اختلاف، وكان أبرص، وهاجى جرير بن الخطفى، واجتمعا عند الوليد بن عبد الملك، فأنشده عدي قصيدة التي أولها: من الكامل:
عرف الديار توهماً فاعتادها
قال جرير: فحسدته على أبيات منها، حتى أنشدني صفة الظبية والغزال:
تزجي أغن كأن إبرة روقه
قال جرير: فرحمته، فلما قال:
قلم أصاب من الدواة مدادها
رحمت نفسي وحالت الرحمة حسداً، وفيها يقول:
وقصيدة قد بت أجمع بيتها ... حتى أقوم ميلها وسنادها
نظر المثقف في كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافة ميادها
وعلمت حتى ما أسأئل واحداً ... عن علم واحد لكي أزدادها
دخل جرير على الوليد بن عبد الملك وهو خليفة وعنده ابن الرقاع العاملي، فقال الوليد لجرير: أتعرف هذا؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. قال: هذا رجل من عاملة. فقال: الذين يقول الله تعالى: " عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية " ثم قال: من الطويل:
يقصر باع العاملي عن العلا ... ولكن أير العاملي طويل
فقال العاملي:
أأمك يا ذا أخبرتك بطوله ... أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول
قال: لا، بل لم أدر كيف أقول. فوثب العاملي إلى رجل الوليد فقبلها وقال: أجرني منه. فقال الوليد لجرير: لئن سميته لأسرجنك ولألجمنك وليركبنك، فيعيرك بذلك الشعراء.
قال أحمد بن يحيى ثعلب: أشعر ما قيل قول عدي بن الرقاع: من الكامل:
لولا الحياء وأن رأسي قد عسا ... فيه المشيب لزرت أم القاسم
وكأنها وسط النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر جاسم
وسنان أقصده النعاس فرنقت ... في عينيه سنة وليس بنائم
قال ابن الأعرابي: بلغني أن جماعة من الشعراء أتوا باب ابن الرقاع الشاعر فدقوه فخرجت إليهم بنية له صغيرة، فقالت: من القوم؟ قالوا: نحن شعراء أتينا أباك لنهاجيه. قالت لهم: هو غائب. قالوا: لا، ولكنه هرب منا. فقالت: من الطويل:
تجمعتم من كل شرق ومغرب ... على واحد لازلتم قرن واحد
لما أتت الخلافة سليمان بن عبد الملك أتته وهوبالسبع، فكتب إلى عامله بالأردن أن يبعث إليه عدي بن الرقاع في وثاق، فوجهه إليه، فلما دخل عليه قال: إن كنت لكارهاً لخلافتي، قال: وكيف ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: حين تقول في مدحة الوليد:
عذنا بذي العرش أن نبقى ونفقده ... وأن نكون لراع بعده تبعا
قال ابن الرقاع: والله ما هكذا قلت يا أمير المؤمنين، ولكني قلت:
عذنا بذي العرش أن نبقى ونفقدهم ... وأن نكون لراع بعدهم تبعا
قال: وكذلك؟ قال: نعم، قال: فكوا حديده، وردوه على موكبه إلى أهله. وإنما كان خص بتلك المدحة الوليد.