Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138338&book=5561#a8366d
عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي المعمر بْن المبارك بْن ثابت، أَبُو الفتوح الوراق، المعروف بالمستملي:
كان يستملي عَلَى الأمير أَبِي منصور العبادي، وصحب الأمير أَبَا نصر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن نظام الملك، وتفقه عليه بمدرسة جده، وكان يدرس بها، وسمع منه من أَبِي الوقت عَبْد الأول بْن عيسى السجزي فِي كتاب «الجامع الصحيح» للبخاري ومسند عَبْد بْن حميد، وكتب بخطه كثيرا من الكتب توريقا للناس، وكان حسن الخط، أديبا فاضلًا متدينا حسن الطريقة، وأقام فِي آخر عمره بمسجد عند الطيوريين ينسخ فيه طول النهار، كتبنا عنه، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُعَمَّرِ الْمُسْتَمْلِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المظفر الداودي، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمويه السرخسي، أنبأنا إبراهيم بن حزيم الشاشي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي الغساني، حدثنا قَائِدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟» قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: «فَاذْهَبْ فَأَيُّ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ» ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَحْتَرِفُ فِي زَبِيلٍ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ، هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟
قَالَتْ: لا، قُلْتُ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا، فَقَالَتْ لأَبِيهَا: إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانَا وَأَنَا أَحْتَرِفُ فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي: هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ فَقُلْتُ: لا، فَقَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ : مَا ذَاتَ الزَّبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي، قَالَ: فَهَلْ لَهَا زَوْجٌ؟
قَالَ: لا، قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟» قَالَ: لا، قَالَ: «اذْهَبْ فأحسن
جِهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ!» فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ، وَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصْنِعَةً وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ! مَا قَرَبَنَا وَلا قَرَبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا.
قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: «يَا أَعْرَابِيُّ! مَا مَنَعَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصْنِعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا، فَكَانَ يَجِبُ لِلَّهِ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصُّبْحِ. [قَالَ] : «يَا أَعْرَابِيُّ اذْهَبْ فَأَلِمَّ بِأَهْلِكَ» .
توفى أَبُو الفتوح المستملى فِي ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين.