عبد الملك بن أبي صالح قال اخبرني ( ك) رجل من اهل المدينة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في المرى روى عنه إسماعيل بن [أبي - ] خالد سمعت أبي يقول ذلك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 10475. عبد الملك بن ابي جميلة4 10476. عبد الملك بن ابي حرة2 10477. عبد الملك بن ابي زهير بن عبد الرحمن الثقفى...1 10478. عبد الملك بن ابي سليمان2 10479. عبد الملك بن ابي سليمان العرزمي الفزارى الكوفى ابو عبد الله...1 10480. عبد الملك بن ابي صالح410481. عبد الملك بن ابي عاصم بن عروة1 10482. عبد الملك بن ابي عبد الرحمن المقرى1 10483. عبد الملك بن ابي عياش الجذامي2 10484. عبد الملك بن ابي كثيرة1 10485. عبد الملك بن ابي كريمة ابو يزيد1 10486. عبد الملك بن ابي محذورة سمرة بن معير القرشى...1 10487. عبد الملك بن ابي مروان الجبيلي2 10488. عبد الملك بن ابي نضرة العبدى1 10489. عبد الملك بن ابي يزيد الصنعانى1 10490. عبد الملك بن اعين6 10491. عبد الملك بن الاحوص اليشكرى1 10492. عبد الملك بن الاشج2 10493. عبد الملك بن الاصبغ الحرانى1 10494. عبد الملك بن الحارث3 10495. عبد الملك بن الحارث المخزومى القرشي1 10496. عبد الملك بن الحارث بن الرحيل الكندى...1 10497. عبد الملك بن الحسن الجاري الاحول2 10498. عبد الملك بن الحسين ابو مالك النخعي2 10499. عبد الملك بن الحكم الرملي1 10500. عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن ابي بكرة...1 10501. عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني2 10502. عبد الملك بن الشعشاع ابو مخلد1 10503. عبد الملك بن الصباح المسمعى البصري1 10504. عبد الملك بن المغيرة الطائفي2 10505. عبد الملك بن المغيرة بن نوفل القرشى1 10506. عبد الملك بن الوليد بن معدان1 10507. عبد الملك بن اياس الشيباني الاعور2 10508. عبد الملك بن بزيع ابو مروان التنيسى1 10509. عبد الملك بن بشير السامى البصري1 10510. عبد الملك بن جابر بن عنيك1 10511. عبد الملك بن جوية بن عائذ النصرى2 10512. عبد الملك بن حبيب ابو عمران الجونى1 10513. عبد الملك بن حذيفة بن داب3 10514. عبد الملك بن حرب بن عبد الملك بن مجاشع بن مسعود السلمى البصري...1 10515. عبد الملك بن حسان العنبري3 10516. عبد الملك بن حكيم العبدى1 10517. عبد الملك بن حميد بن ابي غنية1 10518. عبد الملك بن حيان3 10519. عبد الملك بن خشك اليماني1 10520. عبد الملك بن خصاف بن ابي خصيف1 10521. عبد الملك بن خلج الصنعانى1 10522. عبد الملك بن راشد4 10523. عبد الملك بن راشد الثعلبي3 10524. عبد الملك بن رفاعة الفهمى1 10525. عبد الملك بن زكريا الانصاري3 10526. عبد الملك بن زيد بن سعيد بن عمرو بن نفيل القرشى العدوى...1 10527. عبد الملك بن سارية الكعبي2 10528. عبد الملك بن سعد2 10529. عبد الملك بن سعيد القرشى1 10530. عبد الملك بن سعيد بن جبير5 10531. عبد الملك بن سعيد بن حيان بن ابجر1 10532. عبد الملك بن سعيد بن سويد الانصاري3 10533. عبد الملك بن سلع الهمداني3 10534. عبد الملك بن سليمان1 10535. عبد الملك بن سليمان بن يسار3 10536. عبد الملك بن سمى مولى ابي بكر بن عبد الرحمن...1 10537. عبد الملك بن سويد2 10538. عبد الملك بن شداد الازدي الحديدي1 10539. عبد الملك بن شعيب بن الليث المصرى1 10540. عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميمونى ...1 10541. عبد الملك بن عبد الرحمن ابو العباس1 10542. عبد الملك بن عبد الرحمن الابناوي1 10543. عبد الملك بن عبد الرحمن بن يوسف3 10544. عبد الملك بن عبد الرحمن بن خالد بن اسيد...1 10545. عبد الملك بن عبد العزيز ابو نصر التمار...1 10546. عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ابو مروان...1 10547. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج11 10548. عبد الملك بن عبد الله الرومي البصري1 10549. عبد الملك بن عبد الله العائذى1 10550. عبد الملك بن عبد الله اللخمى1 10551. عبد الملك بن عبد الله بن ابي سفيان الثقفى...1 10552. عبد الملك بن عبد الله بن ابي فروة المديني...1 10553. عبد الملك بن عبد الله بن اسيد1 10554. عبد الملك بن عبد الله بن جابر3 10555. عبد الملك بن عبد الملك بن ابي ذئب1 10556. عبد الملك بن عبد ربه بن زيتون ابو حاضر...1 10557. عبد الملك بن عبيد8 10558. عبد الملك بن عتبة الباهلى1 10559. عبد الملك بن عطاء البكائى العامري1 10560. عبد الملك بن عمرو ابو عامر العقدي2 10561. عبد الملك بن عمرو بن الحويرث1 10562. عبد الملك بن عمرو بن قيس الخطمى1 10563. عبد الملك بن عمير القرشى الكوفى1 10564. عبد الملك بن عمير النصيبى1 10565. عبد الملك بن عيسى بن عبد الرحمن بن العلا بن جارية الثقفي...1 10566. عبد الملك بن فارع1 10567. عبد الملك بن قتادة بن ملحا1 10568. عبد الملك بن قدامة بن ابراهيم بن محمد بن حاطب بن معمر بن حبيب الج...1 10569. عبد الملك بن قريب ابو سعيد الاصمعي1 10570. عبد الملك بن قرير البصري1 10571. عبد الملك بن مجاشع بن مسعود1 10572. عبد الملك بن محمد الانصاري1 10573. عبد الملك بن محمد الحزمى1 10574. عبد الملك بن محمد الصنعانى1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 10475. عبد الملك بن ابي جميلة4 10476. عبد الملك بن ابي حرة2 10477. عبد الملك بن ابي زهير بن عبد الرحمن الثقفى...1 10478. عبد الملك بن ابي سليمان2 10479. عبد الملك بن ابي سليمان العرزمي الفزارى الكوفى ابو عبد الله...1 10480. عبد الملك بن ابي صالح410481. عبد الملك بن ابي عاصم بن عروة1 10482. عبد الملك بن ابي عبد الرحمن المقرى1 10483. عبد الملك بن ابي عياش الجذامي2 10484. عبد الملك بن ابي كثيرة1 10485. عبد الملك بن ابي كريمة ابو يزيد1 10486. عبد الملك بن ابي محذورة سمرة بن معير القرشى...1 10487. عبد الملك بن ابي مروان الجبيلي2 10488. عبد الملك بن ابي نضرة العبدى1 10489. عبد الملك بن ابي يزيد الصنعانى1 10490. عبد الملك بن اعين6 10491. عبد الملك بن الاحوص اليشكرى1 10492. عبد الملك بن الاشج2 10493. عبد الملك بن الاصبغ الحرانى1 10494. عبد الملك بن الحارث3 10495. عبد الملك بن الحارث المخزومى القرشي1 10496. عبد الملك بن الحارث بن الرحيل الكندى...1 10497. عبد الملك بن الحسن الجاري الاحول2 10498. عبد الملك بن الحسين ابو مالك النخعي2 10499. عبد الملك بن الحكم الرملي1 10500. عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن ابي بكرة...1 10501. عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني2 10502. عبد الملك بن الشعشاع ابو مخلد1 10503. عبد الملك بن الصباح المسمعى البصري1 10504. عبد الملك بن المغيرة الطائفي2 10505. عبد الملك بن المغيرة بن نوفل القرشى1 10506. عبد الملك بن الوليد بن معدان1 10507. عبد الملك بن اياس الشيباني الاعور2 10508. عبد الملك بن بزيع ابو مروان التنيسى1 10509. عبد الملك بن بشير السامى البصري1 10510. عبد الملك بن جابر بن عنيك1 10511. عبد الملك بن جوية بن عائذ النصرى2 10512. عبد الملك بن حبيب ابو عمران الجونى1 10513. عبد الملك بن حذيفة بن داب3 10514. عبد الملك بن حرب بن عبد الملك بن مجاشع بن مسعود السلمى البصري...1 10515. عبد الملك بن حسان العنبري3 10516. عبد الملك بن حكيم العبدى1 10517. عبد الملك بن حميد بن ابي غنية1 10518. عبد الملك بن حيان3 10519. عبد الملك بن خشك اليماني1 10520. عبد الملك بن خصاف بن ابي خصيف1 10521. عبد الملك بن خلج الصنعانى1 10522. عبد الملك بن راشد4 10523. عبد الملك بن راشد الثعلبي3 10524. عبد الملك بن رفاعة الفهمى1 10525. عبد الملك بن زكريا الانصاري3 10526. عبد الملك بن زيد بن سعيد بن عمرو بن نفيل القرشى العدوى...1 10527. عبد الملك بن سارية الكعبي2 10528. عبد الملك بن سعد2 10529. عبد الملك بن سعيد القرشى1 10530. عبد الملك بن سعيد بن جبير5 10531. عبد الملك بن سعيد بن حيان بن ابجر1 10532. عبد الملك بن سعيد بن سويد الانصاري3 10533. عبد الملك بن سلع الهمداني3 10534. عبد الملك بن سليمان1 10535. عبد الملك بن سليمان بن يسار3 10536. عبد الملك بن سمى مولى ابي بكر بن عبد الرحمن...1 10537. عبد الملك بن سويد2 10538. عبد الملك بن شداد الازدي الحديدي1 10539. عبد الملك بن شعيب بن الليث المصرى1 10540. عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميمونى ...1 10541. عبد الملك بن عبد الرحمن ابو العباس1 10542. عبد الملك بن عبد الرحمن الابناوي1 10543. عبد الملك بن عبد الرحمن بن يوسف3 10544. عبد الملك بن عبد الرحمن بن خالد بن اسيد...1 10545. عبد الملك بن عبد العزيز ابو نصر التمار...1 10546. عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ابو مروان...1 10547. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج11 10548. عبد الملك بن عبد الله الرومي البصري1 10549. عبد الملك بن عبد الله العائذى1 10550. عبد الملك بن عبد الله اللخمى1 10551. عبد الملك بن عبد الله بن ابي سفيان الثقفى...1 10552. عبد الملك بن عبد الله بن ابي فروة المديني...1 10553. عبد الملك بن عبد الله بن اسيد1 10554. عبد الملك بن عبد الله بن جابر3 10555. عبد الملك بن عبد الملك بن ابي ذئب1 10556. عبد الملك بن عبد ربه بن زيتون ابو حاضر...1 10557. عبد الملك بن عبيد8 10558. عبد الملك بن عتبة الباهلى1 10559. عبد الملك بن عطاء البكائى العامري1 10560. عبد الملك بن عمرو ابو عامر العقدي2 10561. عبد الملك بن عمرو بن الحويرث1 10562. عبد الملك بن عمرو بن قيس الخطمى1 10563. عبد الملك بن عمير القرشى الكوفى1 10564. عبد الملك بن عمير النصيبى1 10565. عبد الملك بن عيسى بن عبد الرحمن بن العلا بن جارية الثقفي...1 10566. عبد الملك بن فارع1 10567. عبد الملك بن قتادة بن ملحا1 10568. عبد الملك بن قدامة بن ابراهيم بن محمد بن حاطب بن معمر بن حبيب الج...1 10569. عبد الملك بن قريب ابو سعيد الاصمعي1 10570. عبد الملك بن قرير البصري1 10571. عبد الملك بن مجاشع بن مسعود1 10572. عبد الملك بن محمد الانصاري1 10573. عبد الملك بن محمد الحزمى1 10574. عبد الملك بن محمد الصنعانى1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=137959&book=5525#19dd95
عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماخ أبو الفتح بن أبي القاسم الكروخي البزار:
من أهل هراة، سمع الكثير من أَبِي إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ وأبي عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي المظفر عبيد اللَّه بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد
الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي وأبي عبد الله محمد بن علي النميري وأبي سعد حكيم بن أحمد الإسفراييني وغيرهم: وقدم بغداد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن ناصر، وروى لنا عنه أبو أحمد الأمين وأبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ قالوا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ » .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة صدوق ثقة. سكن مطيراباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه «جامع الترمذي» وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته. وجدوا سماعه في أصول المؤتمن الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب
فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الأجل آخذ على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، ورد عليه من الاحتياج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره إلى مكة، وبقي بها مجاورا إلى أن توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ من هراة.
قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال:
سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في كتاب أبي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة الاثنين خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وأنه تولى غسله وتكفينه ، ودفنه يوم الاثنين.
من أهل هراة، سمع الكثير من أَبِي إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ وأبي عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي المظفر عبيد اللَّه بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد
الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي وأبي عبد الله محمد بن علي النميري وأبي سعد حكيم بن أحمد الإسفراييني وغيرهم: وقدم بغداد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن ناصر، وروى لنا عنه أبو أحمد الأمين وأبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ قالوا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ » .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة صدوق ثقة. سكن مطيراباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه «جامع الترمذي» وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته. وجدوا سماعه في أصول المؤتمن الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب
فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الأجل آخذ على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، ورد عليه من الاحتياج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره إلى مكة، وبقي بها مجاورا إلى أن توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ من هراة.
قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال:
سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في كتاب أبي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة الاثنين خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وأنه تولى غسله وتكفينه ، ودفنه يوم الاثنين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64553&book=5525#0c3442
عبد الملك بن مَرْوَان ثَلَاثَة
- الأول عبد الملك بن مَرْوَان بن الْحَارِث بن أبي ذُبَاب
روى عَن سَالم سبلان
- وَالثَّالِث بَصرِي إِمَام مَسْجِد أبي عَاصِم النَّبِيل
يروي عَن عبد الوارث وَسَالم بن قُتَيْبَة
- الأول عبد الملك بن مَرْوَان بن الْحَارِث بن أبي ذُبَاب
روى عَن سَالم سبلان
- وَالثَّالِث بَصرِي إِمَام مَسْجِد أبي عَاصِم النَّبِيل
يروي عَن عبد الوارث وَسَالم بن قُتَيْبَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64553&book=5525#e648cc
- وعبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. أمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية, يكنى أبا الوليد. توفي سنة ست وثمانين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64553&book=5525#9602f1
عبد الملك بن مروان: تزوج مروان بن الحكم امرأة يزيد بن معاوية بعده فدخل خالد بن يزيد بن معاوية إلى مروان بن الحكم فكلمه خالد يومًا بشيء، فقال له مروان: يابن الرطبة، فشكى خالد إلى أمه، فقال: إنه قال لي كذا وكذا، قالت أمه: لا يقول لك ذلك بعد فغمته بمرفقة فقتلته فلم يعاقب عبد الملك خالدًا بشيء.
وكان يقال: إن لعبد الملك حلمًا دخل عبد الرحمن بن أم الحكم، وكان خيارًا، فقال له عبد الملك: مالي أراك كأنك عاض على صوفة يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقبلن مالي ولا يشممن قفاي فعرف عبد الملك أنه إنما عيره بالبخر فسكت.
وكان أبخر يقال إنه ولد لستة أشهر، فدخل عليه رجل من أهل العراق فعرض له عبد الملك بما يكره، فقال له العراقي: إن هاهنا قومًا لم يفضحهم الأرحام ولم يولدوا لتمام، فقال له عبد الملك: من هم ويلك! قال: سويد بن منجوف منهم يا أمير المؤمنين وإنما أراده هو، وكان سويد حاضرًا، فلما خرجوا قال له
سويد: أحسنت إليه ما يرى أنك نقصته شيئًا مما كان.
وكان يقال: إن لعبد الملك حلمًا دخل عبد الرحمن بن أم الحكم، وكان خيارًا، فقال له عبد الملك: مالي أراك كأنك عاض على صوفة يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقبلن مالي ولا يشممن قفاي فعرف عبد الملك أنه إنما عيره بالبخر فسكت.
وكان أبخر يقال إنه ولد لستة أشهر، فدخل عليه رجل من أهل العراق فعرض له عبد الملك بما يكره، فقال له العراقي: إن هاهنا قومًا لم يفضحهم الأرحام ولم يولدوا لتمام، فقال له عبد الملك: من هم ويلك! قال: سويد بن منجوف منهم يا أمير المؤمنين وإنما أراده هو، وكان سويد حاضرًا، فلما خرجوا قال له
سويد: أحسنت إليه ما يرى أنك نقصته شيئًا مما كان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64553&book=5525#ac3974
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان
- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. فولد عبد الملك الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر. درج. وداود. درج. وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بْن مازن بْن الْحَارِث بْن قطيعة بن عبس بن بغيض. ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية. درج. وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس. وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. والحكم بن عبد الملك. درج. وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول. وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدًا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد. وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة. قَالَ وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين. وحفظ أمرهم وحديثهم. وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين. وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ وَتَرَكَ خِصَالا ثَلاثًا. أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَحُسْنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ وَحُسْنِ البشر إذا لقي وخفة المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ. وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ. وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا مُرُوَّتِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلايَتِهِ حَتَّى كَانَ أيام الحرة. فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ. فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَكَانَ مَجْدُورًا فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ. وَأَمَرَ رَسُولا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا مِنَ الْمَدِينَةِ وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ. وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لأهل المدينة. فبينا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ. فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ برأ. وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا. فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لعله يجتزئ بِكَ مِنِّي. فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ. هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ وَكَيْفَ تَرَى. فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَأَيْنَ يَنْزِلُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: إِيهِ مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ. ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ! قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلا بِهِ شِبْهًا. قَالَ: أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ قال قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي. فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ كُلِّهِ وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ. وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ منه. قَالَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ وَحَفِظَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ بايع بعد ذلك لابْنَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَيْ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الأَنْبَارِ بِثَلاثَةِ فَرَاسِخَ. فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَجَمَعَ جُنُودَهُ ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ. وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ فَكَأَنِّي وَالْهٌ. وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ. وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلا وَالِدٍ إِلا كَانَ السَّيْفُ. وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ. فَأَرَادَهُمَا بِهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا. قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قد كان مروان أطعمه فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ. فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَيِسَ خَالِدٌ. وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ. فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعِيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ. فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ. فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ. فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ. وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَجَعَ. فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ وَبَايَعَهُ. فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ. فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَحَدَّثَ سَاعَةً. وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ. وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ. ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا. وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إليه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ. ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ. وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا فَقَالَ: الْمَرْءُ ميت على كل حال. فو الله لأن يموت كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ. لا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا وَلا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ فَقُتِلَ. ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ. وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ وَانْصَرَفَ إلى الشام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ. وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ. فَسَارَ طَارِقٌ فِي أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق الحجاج. فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ. ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلا بِئْرَ مَيْمُونٍ وَلَمْ يَطُوفَا بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ وَلا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزبير. فطافا بالبيت وذبحا جزورا. وحصر ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ. وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الأَوْزَانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ: أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ. فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمَ النَّفَرِ الأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بن أبي فروة قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلا أَنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يَتَعَوَّذْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا. فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يا أمير الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَرَّبَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ. فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ. وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ. فَسَكَتَ جَابِرٌ. فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا. فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلاءً حَسَنًا فَإِنَّهُ لا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: يَسْمَعُ وَلا يَسْمَعُ. مَا وَافَقَهُ سَمِعَ. وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ. فَقَبَضَهَا جَابِرٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قال: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ. ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ. فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَذَكَرَ مِنْ خِلافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ. ثُمَّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلا إِلا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» النحل: . فَبَرَكَ ابن عبد فقال للخطيب: كذبت لَسْنَا كَذَلِكَ. اقْرَأ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: «وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ» النحل: . وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ فَرَدَّهُمْ عَنْهُ. فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ وَلا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا. مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ قُلْتُ: إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ. فَقَالَ: لا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ. فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الإِمَامُ! وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ؟ قَدْ كُنْتُ لَهُ لازِمًا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ. رحمه الله. لا يصلي حتى يبلغ جمعا. وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ. فقال: رحم الله عمر. فعثمان كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ. لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ. وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ. وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ. وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا. وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ! يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ. إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ وَقُطِعَتِ السُّبُلُ وَتَظَالَمَ النَّاسُ وَكَانَتِ الْفِتَنُ. فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الأَمْرَ الأَوَّلَ لأَنْتُمْ. وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لا نَعْرِفُهَا وَلا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ. فالزموا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الإِمَامُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلإِسْلامِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ وَيَعْقِدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا. وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ. فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عبد الملك ووسادهما وَاحِدٌ. وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أبا زرعة؟ قال: إي والله. وأنا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ فَقَالَ: لا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ. إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ. فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ. وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ. تَأْتِيهُ الأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الأَنَاةِ. وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ. أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ؟ وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ وَعَقَدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ. وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلافَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلا أَشَدُّ اجْتِهَادًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: يَا أَهْلَ النَّعَمِ لا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ رَبْطِ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً. فَكَانَتْ وِلايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا. وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ بِالشَّامِ ثم بالعراق بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ. وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلا سَبْعَ لَيَالٍ. وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ.
- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. فولد عبد الملك الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر. درج. وداود. درج. وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بْن مازن بْن الْحَارِث بْن قطيعة بن عبس بن بغيض. ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية. درج. وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس. وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. والحكم بن عبد الملك. درج. وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول. وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدًا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد. وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة. قَالَ وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين. وحفظ أمرهم وحديثهم. وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين. وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ وَتَرَكَ خِصَالا ثَلاثًا. أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَحُسْنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ وَحُسْنِ البشر إذا لقي وخفة المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ. وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ. وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا مُرُوَّتِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلايَتِهِ حَتَّى كَانَ أيام الحرة. فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ. فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَكَانَ مَجْدُورًا فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ. وَأَمَرَ رَسُولا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا مِنَ الْمَدِينَةِ وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ. وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لأهل المدينة. فبينا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ. فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ برأ. وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا. فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لعله يجتزئ بِكَ مِنِّي. فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ. هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ وَكَيْفَ تَرَى. فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَأَيْنَ يَنْزِلُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: إِيهِ مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ. ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ! قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلا بِهِ شِبْهًا. قَالَ: أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ قال قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي. فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ كُلِّهِ وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ. وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ منه. قَالَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ وَحَفِظَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ بايع بعد ذلك لابْنَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَيْ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الأَنْبَارِ بِثَلاثَةِ فَرَاسِخَ. فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَجَمَعَ جُنُودَهُ ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ. وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ فَكَأَنِّي وَالْهٌ. وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ. وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلا وَالِدٍ إِلا كَانَ السَّيْفُ. وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ. فَأَرَادَهُمَا بِهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا. قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قد كان مروان أطعمه فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ. فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَيِسَ خَالِدٌ. وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ. فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعِيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ. فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ. فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ. فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ. وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَجَعَ. فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ وَبَايَعَهُ. فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ. فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَحَدَّثَ سَاعَةً. وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ. وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ. ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا. وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إليه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ. ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ. وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا فَقَالَ: الْمَرْءُ ميت على كل حال. فو الله لأن يموت كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ. لا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا وَلا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ فَقُتِلَ. ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ. وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ وَانْصَرَفَ إلى الشام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ. وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ. فَسَارَ طَارِقٌ فِي أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق الحجاج. فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ. ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلا بِئْرَ مَيْمُونٍ وَلَمْ يَطُوفَا بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ وَلا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزبير. فطافا بالبيت وذبحا جزورا. وحصر ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ. وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الأَوْزَانِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ: أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ. فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمَ النَّفَرِ الأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بن أبي فروة قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلا أَنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يَتَعَوَّذْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا. فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يا أمير الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَرَّبَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ. فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ. وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ. فَسَكَتَ جَابِرٌ. فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا. فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلاءً حَسَنًا فَإِنَّهُ لا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: يَسْمَعُ وَلا يَسْمَعُ. مَا وَافَقَهُ سَمِعَ. وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ. فَقَبَضَهَا جَابِرٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قال: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ. ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ. فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَذَكَرَ مِنْ خِلافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ. ثُمَّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلا إِلا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» النحل: . فَبَرَكَ ابن عبد فقال للخطيب: كذبت لَسْنَا كَذَلِكَ. اقْرَأ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: «وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ» النحل: . وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ فَرَدَّهُمْ عَنْهُ. فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ وَلا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا. مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ قُلْتُ: إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ. فَقَالَ: لا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ. فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الإِمَامُ! وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ؟ قَدْ كُنْتُ لَهُ لازِمًا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ. رحمه الله. لا يصلي حتى يبلغ جمعا. وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ. فقال: رحم الله عمر. فعثمان كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ. لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ. وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ. وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ. وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا. وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ! يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ. إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ وَقُطِعَتِ السُّبُلُ وَتَظَالَمَ النَّاسُ وَكَانَتِ الْفِتَنُ. فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الأَمْرَ الأَوَّلَ لأَنْتُمْ. وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لا نَعْرِفُهَا وَلا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ. فالزموا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الإِمَامُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلإِسْلامِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ وَيَعْقِدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا. وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ. فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عبد الملك ووسادهما وَاحِدٌ. وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أبا زرعة؟ قال: إي والله. وأنا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ فَقَالَ: لا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ. إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ. فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ. وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ. تَأْتِيهُ الأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الأَنَاةِ. وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ. أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ؟ وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ وَعَقَدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ. وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلافَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلا أَشَدُّ اجْتِهَادًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: يَا أَهْلَ النَّعَمِ لا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ رَبْطِ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً. فَكَانَتْ وِلايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا. وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ بِالشَّامِ ثم بالعراق بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ. وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلا سَبْعَ لَيَالٍ. وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64553&book=5525#4a8b84
عبد الملك بن مروان
بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف: مات سنة ست وثمانين، قال الواقدي: مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وذكر القتيبي أنه مات وله اثنتان وستون سنة. وروى عبادة بن نسي قال: قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ
قريش توشكون أن تتفرقوا فمن نسأل بعدكم؟. قال: إن لمروان ابناً فقيهاً فاسألوه. وقال أبو الزناد: كان يعد فقهاء المدينة أربعة: سعيد وعبد الملك وعروة وقبيصة.
ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى:
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138065&book=5525#5a46dc
عبد الواحد بن أَحْمَد بْن الْفَضْل بْن عَبْد الملك، أَبُو محمد بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشمي:
كان يتولى الخطابة بجامع براثا، وكان والده نقيبا على العباسيين، وحج بالناس من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة إلى سنة إحدى وأربعين، وصلى بالناس بالحرمين، وخطب بجامع الرصافة ثمانيا وعشرين سنة، فلما توفي في محرم سنة خمسين وثلاثمائة قلد ولده عبد الواحد الصلاة معه.
وذكر هلال بن الصابي أن عبد الواحد هذا قلد نقابة العباسيين في محرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بعد عزل القاضي أبي تمام الزينبي عنها، ثم قال: في شهر رمضان سنة أربع وستين قلد القاضي أبو تمام الزينبي نقابة العباسيين وصرف أبو محمد ابن عبد الملك الهاشمي عنها، وأقر على الصلاة في الجامع.
حدث عبد الواحد عن أبيه وعن أبي العباس بن عطاء الصوفي وعن محمد بن أحمد ابن يعقوب وعبد اللَّه بن يحيى العثماني، روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
ابن موسى السلمي النيسابوري وأبو نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الطوسي بنيسابور قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الواحد القشيري قال: أنبأنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، أنبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بن أحمد الهاشمي ببغداد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهُوَ مَيْتَةٌ .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن عبيد اللَّه بن عبد الملك السهروردي قال: كتب إلي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الأردستاني قال: أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد يقول: سمعت محمد ابن أحمد بن يعقوب يقول: سمعت الغساني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُول:
حدثنا رياح، حدثنا موسى بن الصباح قال: كان موسى بن عمران يخرج من طور سينا فربما ضاق عليه الأمر في الطريق، فشق قميصه من شدة الشوق والعجلة التي تأخذه.
أخبرنا عمر بن محمد بن أميرك البستي بنيسابور قال: أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد المروزي قدم علينا قال: سمعت أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول:
سمعت أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي يقول: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد الشيرازي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي يقول: سمعت أبا الحسن والدي يَقُولُ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن داود يقول: من لم يشرب ماء الغربة،
ولم يضع رأسه على ساعد الكربة، لم يعرف حق الوطن والتربة، ولم يعرف حق ذي العلم والشيبة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: قرئ على تغلب بن جعفر بن أحمد السراج عن أبي بكر محمد بن يحيى المزكي وأنا أسمع قال: أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي: أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني لابن دريد:
لا تضجرنك ضجرة من سائل ... فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تخزين بالدفع وجه مؤمل ... فبقاء عزك أن ترى مأمولا
قرأت في كتاب التاريخ لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن أَحْمَد بْن الفضل بْن عَبْد الملك الهَاشِمِيّ فجأة بعد أن خطب في يوم الجمعة وصلى بالناس، وكانت إليه الصلاة بالحضرة، وكانت وفاته ليلة السبت التاسع عشر من صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقلد أخوه أبو القاسم بعده.
كان يتولى الخطابة بجامع براثا، وكان والده نقيبا على العباسيين، وحج بالناس من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة إلى سنة إحدى وأربعين، وصلى بالناس بالحرمين، وخطب بجامع الرصافة ثمانيا وعشرين سنة، فلما توفي في محرم سنة خمسين وثلاثمائة قلد ولده عبد الواحد الصلاة معه.
وذكر هلال بن الصابي أن عبد الواحد هذا قلد نقابة العباسيين في محرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بعد عزل القاضي أبي تمام الزينبي عنها، ثم قال: في شهر رمضان سنة أربع وستين قلد القاضي أبو تمام الزينبي نقابة العباسيين وصرف أبو محمد ابن عبد الملك الهاشمي عنها، وأقر على الصلاة في الجامع.
حدث عبد الواحد عن أبيه وعن أبي العباس بن عطاء الصوفي وعن محمد بن أحمد ابن يعقوب وعبد اللَّه بن يحيى العثماني، روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
ابن موسى السلمي النيسابوري وأبو نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الطوسي بنيسابور قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الواحد القشيري قال: أنبأنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، أنبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بن أحمد الهاشمي ببغداد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهُوَ مَيْتَةٌ .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن عبيد اللَّه بن عبد الملك السهروردي قال: كتب إلي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الأردستاني قال: أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد يقول: سمعت محمد ابن أحمد بن يعقوب يقول: سمعت الغساني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُول:
حدثنا رياح، حدثنا موسى بن الصباح قال: كان موسى بن عمران يخرج من طور سينا فربما ضاق عليه الأمر في الطريق، فشق قميصه من شدة الشوق والعجلة التي تأخذه.
أخبرنا عمر بن محمد بن أميرك البستي بنيسابور قال: أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد المروزي قدم علينا قال: سمعت أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول:
سمعت أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي يقول: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد الشيرازي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي يقول: سمعت أبا الحسن والدي يَقُولُ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن داود يقول: من لم يشرب ماء الغربة،
ولم يضع رأسه على ساعد الكربة، لم يعرف حق الوطن والتربة، ولم يعرف حق ذي العلم والشيبة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: قرئ على تغلب بن جعفر بن أحمد السراج عن أبي بكر محمد بن يحيى المزكي وأنا أسمع قال: أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي: أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني لابن دريد:
لا تضجرنك ضجرة من سائل ... فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تخزين بالدفع وجه مؤمل ... فبقاء عزك أن ترى مأمولا
قرأت في كتاب التاريخ لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن أَحْمَد بْن الفضل بْن عَبْد الملك الهَاشِمِيّ فجأة بعد أن خطب في يوم الجمعة وصلى بالناس، وكانت إليه الصلاة بالحضرة، وكانت وفاته ليلة السبت التاسع عشر من صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقلد أخوه أبو القاسم بعده.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=137975&book=5525#9b3215
عبد الملك بن علي بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف، أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي منصور:
من ساكني دار الخلافة، من أولاد الأكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر من السماع، وحصل الأصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا
عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وخلقا كثيرا من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد القصري وصالح بن محمد بن علي الأزجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن سعد اللَّه الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ عَبْدُ الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا علي بن محمد أبي الخصيب ، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم خربا لِبَنِي النَّجَّارِ فَقَضَى مِنْ حَاجَتِهِ فَخَرَجَ مَذْعُورًا، قَالَ: «لَوْلا أَنْ تَدَافَنُوا لَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مَا أَسْمَعَنِي مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» .
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف قال: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف الصياد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس:
لا ترضين من الصديق ... بكيف أنت ومرحبا بك
حتى تبين ما لديه ... بحاجة إن لم تكن لك
وإذا رأيت فعاله ... كمقاله فبه تمسك
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة
سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
من ساكني دار الخلافة، من أولاد الأكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر من السماع، وحصل الأصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا
عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وخلقا كثيرا من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد القصري وصالح بن محمد بن علي الأزجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن سعد اللَّه الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ عَبْدُ الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا علي بن محمد أبي الخصيب ، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم خربا لِبَنِي النَّجَّارِ فَقَضَى مِنْ حَاجَتِهِ فَخَرَجَ مَذْعُورًا، قَالَ: «لَوْلا أَنْ تَدَافَنُوا لَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مَا أَسْمَعَنِي مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» .
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف قال: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف الصياد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس:
لا ترضين من الصديق ... بكيف أنت ومرحبا بك
حتى تبين ما لديه ... بحاجة إن لم تكن لك
وإذا رأيت فعاله ... كمقاله فبه تمسك
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة
سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138008&book=5525#e3289b
عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي، أبو الكرم بن أبي الغنائم بن أبي الفتح المؤدب:
من ساكني درب البزازة بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع أبوي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم، وحدث باليسير؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ غَيْرَ مرة قال: أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الْخَرِيفِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن
علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» .
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل:
يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم ... بالحق لكنها العادات والدرب
أشبهتم الدهر في تلوين صبغته ... فكلكم حائل الألوان منقلب
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.
من ساكني درب البزازة بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع أبوي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم، وحدث باليسير؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ غَيْرَ مرة قال: أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الْخَرِيفِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن
علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» .
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل:
يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم ... بالحق لكنها العادات والدرب
أشبهتم الدهر في تلوين صبغته ... فكلكم حائل الألوان منقلب
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134216&book=5525#80f664
عبد الملك بن أبي سليمان، أبو سليمان- وقيل: أبو عبد الله- واسم أبي سليمان ميسرة :
وهو عم محمد بن عبيد الله العرزمي نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها ويقال إنه مولى لبني فزارة حدث عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين. رَوَى عَنْهُ سُفْيَان الثوري وشعبة بْن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد.
وذكر قعنب بن المحرر أنه قدم بغداد ومات بها، ولا أعلم قاله أحد غيره.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: عبد الملك بن أبي سليمان كنيته أبو سليمان.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، حَدَّثَنَا عباد بن أحمد قال: كنيته أبو عبد الله، واسم أبي سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان مولى فزارة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أحمد بْن داود قَالَ: سمعتُ عيسى بْن يونس- وذكر عبد الملك بن أبي سليمان- فقال: إنه ليس بعرزمي، ولكنه نزل جبانة عرزم، وهو مولى لبني فزارة.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، وعلي بن محمد بن عمر قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن أبي حاتم، حَدَّثَنَا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحكم، حَدَّثَنَا نوفل عن ابن المبارك عن سفيان قال: حفاظ الناس، إسماعيل بن أبي خالد- فبدأ به- وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وحفاظ البصريين ثلاثة سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند. وكان عاصم أحفظهم.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن العبّاس، أخبرنا أبو عقيل الحمال، حدّثنا عمي أبو ثابت، حَدَّثَنَا جابر بن نوح قال: سمعت سفيان يقول: حفاظ الحديث ستة؛ الأعمش، ومنصور، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَعبد الملك بْن أبي سليمان، وهشام، وعبيد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا صالح- يعني ابن أحمد- حَدَّثَنَا علي قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي قال: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك- يعني ابن أبي سليمان-.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد- أحمد بن محمد بن حسنويه- أخبرنا الحسين ابن إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد: عبد الملك بن
أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
قلت: ولأجل هذا تكلم شعبة في عبد الملك.
ذَكَرَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان قَالَ: وجدت في كتاب أخي- بِخَطِّ يَدِهِ- سُئِلَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثِ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشُّفْعَةِ قَالَ: هُوَ حَدِيثٌ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدٌ إِلا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ، وَقَدْ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ وَلَكِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ ثِقَةٌ صَدُوقٌ لا يَرِدُ عَلَى مِثْلِهِ، قُلْتُ لَهُ: تَكَلَّمَ شُعْبَةُ فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ شُعْبَةُ: لَوْ جَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِآخَرَ مِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ لَرَمَيْتُ بِحَدِيثِهِ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، والحسن بن أبي بكر قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مخلد الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّلْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد قَالَ: سمعت وكيعا يقول: سمعت شعبة يقول: لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة طرحت حديثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي- وَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ الشُّفْعَةِ، حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وعبد الله بن سليمان بن الأشعث قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثقفي، حَدَّثَنَا أمية- يعني ابن خالد- قال: قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه، قلت تحدث: عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدع عبد الملك، وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها؟ فرزت لفظ الباغندي وهو أتم.
قلت: قد أساء شعبة في اختياره حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وترك التحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان. لأن محمد بن عبيد الله لم تختلف
الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه، وسقوط روايته. وأما عبد الملك فثناؤهم عليه مستفيض، وحسن ذكرهم له مشهور.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ثقة متقن فقيه.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا الحسن بن علي، حَدَّثَنَا محمد بن داود قال: سمعت يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: حَدَّثَنِي الميزان- وقال بيده هكذا، كأنه يزن- حدّثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا نعيم بن قيس قال: سمعت عبدة بن سليمان يقول: كان سفيان يقول لعبد الملك بن أبي سليمان الميزان.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن صالح يقول: قال سفيان: موازين الكوفة، فعدهم، منهم عبد الملك بن أبي سليمان.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، حدّثنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا حجاج بن حمزة، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدّثنا عبد الله ابن المبارك قال: سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ذاك ميزان.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي حدثكم عبد الله بن محمود، حدّثنا ابن أبي رزمة، حَدَّثَنَا علي بن الحسن عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: عبد الملك ميزان.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ثقة.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن عثمان القاضي، حدّثنا أبو الميمون عبد الرّحمن ابن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ قال: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- قلت: عبد الملك بن أبي سليمان أحب إليك، أو ابن جريج؟ فقال:
كلاهما ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: عبد الملك بن أبي سليمان ثقة حجة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي كوفي ثقة.
وقال مرة أخرى: ثقة ثبت في الحديث. قال: ويقال إن سفيان الثوري كان يسميه الميزان، وكان راوية عن عطاء بن أبي رباح المكي.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: عبد الملك بن أبي سليمان هو فزاري من أنفسهم ثقة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات عبد الملك بن أبي سليمان في سنة خمس وأربعين ومائة.
وكَذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل ابن إسحاق، حدّثنا أبو نعيم، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابن نمير قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بْن المحرر الباهلي قَالَ: ومات عبد الملك بن أبي سليمان الفزاري- وهو العرزمي، والعرزم جبانة بالكوفة- وأوصى إبراهيم النخعي أن لا تدخلوا قبري لبنا عرزميا فإنه يعمل من القذر.
مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان، وهشام بْن عروة ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة، وقبرا بسوق يحيى.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حدّثنا هارون بن حاتم التّميميّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان سنة سبع وأربعين ومائة.
كذا قال، وقول من قال سنة خمس أصح، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن المفيد، حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى بني فزارة توفي سنة خمس وأربعين ومائة في ذي الحجة.
وهو عم محمد بن عبيد الله العرزمي نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها ويقال إنه مولى لبني فزارة حدث عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين. رَوَى عَنْهُ سُفْيَان الثوري وشعبة بْن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد.
وذكر قعنب بن المحرر أنه قدم بغداد ومات بها، ولا أعلم قاله أحد غيره.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: عبد الملك بن أبي سليمان كنيته أبو سليمان.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، حَدَّثَنَا عباد بن أحمد قال: كنيته أبو عبد الله، واسم أبي سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان مولى فزارة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أحمد بْن داود قَالَ: سمعتُ عيسى بْن يونس- وذكر عبد الملك بن أبي سليمان- فقال: إنه ليس بعرزمي، ولكنه نزل جبانة عرزم، وهو مولى لبني فزارة.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، وعلي بن محمد بن عمر قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن أبي حاتم، حَدَّثَنَا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحكم، حَدَّثَنَا نوفل عن ابن المبارك عن سفيان قال: حفاظ الناس، إسماعيل بن أبي خالد- فبدأ به- وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وحفاظ البصريين ثلاثة سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند. وكان عاصم أحفظهم.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن العبّاس، أخبرنا أبو عقيل الحمال، حدّثنا عمي أبو ثابت، حَدَّثَنَا جابر بن نوح قال: سمعت سفيان يقول: حفاظ الحديث ستة؛ الأعمش، ومنصور، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَعبد الملك بْن أبي سليمان، وهشام، وعبيد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا صالح- يعني ابن أحمد- حَدَّثَنَا علي قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي قال: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك- يعني ابن أبي سليمان-.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد- أحمد بن محمد بن حسنويه- أخبرنا الحسين ابن إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد: عبد الملك بن
أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
قلت: ولأجل هذا تكلم شعبة في عبد الملك.
ذَكَرَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان قَالَ: وجدت في كتاب أخي- بِخَطِّ يَدِهِ- سُئِلَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثِ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشُّفْعَةِ قَالَ: هُوَ حَدِيثٌ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدٌ إِلا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ، وَقَدْ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ وَلَكِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ ثِقَةٌ صَدُوقٌ لا يَرِدُ عَلَى مِثْلِهِ، قُلْتُ لَهُ: تَكَلَّمَ شُعْبَةُ فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ شُعْبَةُ: لَوْ جَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِآخَرَ مِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ لَرَمَيْتُ بِحَدِيثِهِ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، والحسن بن أبي بكر قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مخلد الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّلْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد قَالَ: سمعت وكيعا يقول: سمعت شعبة يقول: لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة طرحت حديثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي- وَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ الشُّفْعَةِ، حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وعبد الله بن سليمان بن الأشعث قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثقفي، حَدَّثَنَا أمية- يعني ابن خالد- قال: قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه، قلت تحدث: عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدع عبد الملك، وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها؟ فرزت لفظ الباغندي وهو أتم.
قلت: قد أساء شعبة في اختياره حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وترك التحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان. لأن محمد بن عبيد الله لم تختلف
الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه، وسقوط روايته. وأما عبد الملك فثناؤهم عليه مستفيض، وحسن ذكرهم له مشهور.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ثقة متقن فقيه.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا الحسن بن علي، حَدَّثَنَا محمد بن داود قال: سمعت يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: حَدَّثَنِي الميزان- وقال بيده هكذا، كأنه يزن- حدّثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا نعيم بن قيس قال: سمعت عبدة بن سليمان يقول: كان سفيان يقول لعبد الملك بن أبي سليمان الميزان.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن صالح يقول: قال سفيان: موازين الكوفة، فعدهم، منهم عبد الملك بن أبي سليمان.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، حدّثنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا حجاج بن حمزة، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدّثنا عبد الله ابن المبارك قال: سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ذاك ميزان.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي حدثكم عبد الله بن محمود، حدّثنا ابن أبي رزمة، حَدَّثَنَا علي بن الحسن عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: عبد الملك ميزان.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ثقة.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن عثمان القاضي، حدّثنا أبو الميمون عبد الرّحمن ابن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ قال: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- قلت: عبد الملك بن أبي سليمان أحب إليك، أو ابن جريج؟ فقال:
كلاهما ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: عبد الملك بن أبي سليمان ثقة حجة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي كوفي ثقة.
وقال مرة أخرى: ثقة ثبت في الحديث. قال: ويقال إن سفيان الثوري كان يسميه الميزان، وكان راوية عن عطاء بن أبي رباح المكي.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: عبد الملك بن أبي سليمان هو فزاري من أنفسهم ثقة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات عبد الملك بن أبي سليمان في سنة خمس وأربعين ومائة.
وكَذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل ابن إسحاق، حدّثنا أبو نعيم، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابن نمير قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بْن المحرر الباهلي قَالَ: ومات عبد الملك بن أبي سليمان الفزاري- وهو العرزمي، والعرزم جبانة بالكوفة- وأوصى إبراهيم النخعي أن لا تدخلوا قبري لبنا عرزميا فإنه يعمل من القذر.
مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان، وهشام بْن عروة ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة، وقبرا بسوق يحيى.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حدّثنا هارون بن حاتم التّميميّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان سنة سبع وأربعين ومائة.
كذا قال، وقول من قال سنة خمس أصح، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن المفيد، حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى بني فزارة توفي سنة خمس وأربعين ومائة في ذي الحجة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134214&book=5525#dac49b
عبد الملك بْن مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عبد مناف، أبو الوليد :
بويع له بالخلافة عند موت أبيه وهو بالشام، ثم سار إلى العراق فالتقى هو ومصعب بن الزبير بمسكن على نهر دجيل قريبا من أوانا عند دير الجاثليق، فكانت الحرب بينهما حتى قتل مصعب، وقتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد الله بن الزبير بمكة. واجتمع الناس على عبد الملك، وكان منزله بدمشق.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق قال: ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُونَ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابنا فقيها فسلوه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمار، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة بن الزّبير، وعبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم عن نافع قال: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم، من عبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا، حدّثني علي بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنَا بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان دخل على معاوية وعنده عمر بْنُ الْعَاصِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَهَضَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقِ أَرْبَعَةً، وترك أخلاقا ثَلاثَةٍ: إِنَّهُ أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبَشَرِ إِذَا لَقِيَ، وَبِأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حُدِّثَ وَبِأَحْسَنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حدث، وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مُزَاحَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا دِينِهِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ لِئَامِ النَّاسِ، وَتَرَكَ مِنَ الْكَلامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: أول من سمي في الإسلام عبد الملك، عبد الملك بن مروان.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: وأول من سمي في الإسلام أحمد، أبو الخليل بن أحمد العروضي [الفراهيدي] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حَدَّثَنِي عبد العزيز بن عامر- شيخ من عاملة من أهل تيما- قال: حَدَّثَنِي شيخ كان يجالس سعيد بن المسيّب قال: مرّ به يوما ابن ذمل العذري- ونحن معه- فحصبه سعيد، فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا- وأشار نحو الشام، يعني عبد الملك- قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته، أفتحب أن تسمع القصيدة؟ قال: نعم أجلس، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
فما عابتك في خلق قريش ... بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت، ولكنه لما صار إلى الشام بدل.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا ابن دريد، حَدَّثَنَا عبد الأول بن مريد عن ابن عائشة قال: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه- وقال: هذا آخر العهد بك.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لما سلم علي عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، أَخْبَرَنِي عباس- هو ابن هشام- عن أبيه قال:
بويع عبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس وستين حيث مات أبوه.
قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير: وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ويكنى أبا الوليد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: قرئ على محمد بن بكار- وأنا أسمع- عن أبي معشر قال: كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ- المعروف بالدولابي- حَدَّثَنَا محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال، وقال آخرون: للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسين سنة، ومنهم من قال ابن إحدى وستين سنة، وهذا أثبت عندنا. فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة، وأربعة أشهر، وثمانيا وعشرين ليلة، وصلى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجا بين باب الجابية وباب الصغير.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي أبو عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قال: مات عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، وهو ابن أربع وستين.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم عن منصور بن أبي مزاحم عن الهيثم بن عمران قال: كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفا.
قلت: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون، كان عبد الملك رجلا طويلا أبيض، مقرون الحاجبين، كبير العينين مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف ولا البادن أبيض الرأس واللحية
بويع له بالخلافة عند موت أبيه وهو بالشام، ثم سار إلى العراق فالتقى هو ومصعب بن الزبير بمسكن على نهر دجيل قريبا من أوانا عند دير الجاثليق، فكانت الحرب بينهما حتى قتل مصعب، وقتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد الله بن الزبير بمكة. واجتمع الناس على عبد الملك، وكان منزله بدمشق.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق قال: ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُونَ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابنا فقيها فسلوه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمار، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة بن الزّبير، وعبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم عن نافع قال: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم، من عبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا، حدّثني علي بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنَا بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان دخل على معاوية وعنده عمر بْنُ الْعَاصِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَهَضَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقِ أَرْبَعَةً، وترك أخلاقا ثَلاثَةٍ: إِنَّهُ أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبَشَرِ إِذَا لَقِيَ، وَبِأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حُدِّثَ وَبِأَحْسَنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حدث، وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مُزَاحَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا دِينِهِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ لِئَامِ النَّاسِ، وَتَرَكَ مِنَ الْكَلامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: أول من سمي في الإسلام عبد الملك، عبد الملك بن مروان.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: وأول من سمي في الإسلام أحمد، أبو الخليل بن أحمد العروضي [الفراهيدي] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حَدَّثَنِي عبد العزيز بن عامر- شيخ من عاملة من أهل تيما- قال: حَدَّثَنِي شيخ كان يجالس سعيد بن المسيّب قال: مرّ به يوما ابن ذمل العذري- ونحن معه- فحصبه سعيد، فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا- وأشار نحو الشام، يعني عبد الملك- قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته، أفتحب أن تسمع القصيدة؟ قال: نعم أجلس، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
فما عابتك في خلق قريش ... بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت، ولكنه لما صار إلى الشام بدل.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا ابن دريد، حَدَّثَنَا عبد الأول بن مريد عن ابن عائشة قال: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه- وقال: هذا آخر العهد بك.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لما سلم علي عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، أَخْبَرَنِي عباس- هو ابن هشام- عن أبيه قال:
بويع عبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس وستين حيث مات أبوه.
قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير: وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ويكنى أبا الوليد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: قرئ على محمد بن بكار- وأنا أسمع- عن أبي معشر قال: كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ- المعروف بالدولابي- حَدَّثَنَا محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال، وقال آخرون: للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسين سنة، ومنهم من قال ابن إحدى وستين سنة، وهذا أثبت عندنا. فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة، وأربعة أشهر، وثمانيا وعشرين ليلة، وصلى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجا بين باب الجابية وباب الصغير.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي أبو عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قال: مات عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، وهو ابن أربع وستين.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم عن منصور بن أبي مزاحم عن الهيثم بن عمران قال: كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفا.
قلت: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون، كان عبد الملك رجلا طويلا أبيض، مقرون الحاجبين، كبير العينين مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف ولا البادن أبيض الرأس واللحية
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#067763
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: ثقة "مكي".
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#0d6fe8
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج مولى أمية بن خالد بن أسيد القرشي له كنيتان أبو الوليد وأبو خالد من فقهاء أهل مكة وقرائهم ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر مات سنة خمسين ومائة وكان يدلس
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#caae61
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#39246b
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الإمام المشهور مكثر من التدليس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#f21d33
عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج أبو الوليد ويقال
أَبُو خَالِد لَهُ كنيتان الْمَكِّيّ مولى ابْن أمية (1) خَالِد الْقُرَشِيّ، قَالَ أَحْمَد عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد: مات سنة خمسين ومائة، سَمِعَ طاوسا ومحاهدا وعطاء، سَمِعَ منه الثوري ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، قَالَ يَحْيَى: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابْن جريج وكَانَ من أحسن الناس صلاة، وقَالَ ابْن جريج: أخذت أحاديث صفية بِنْت / شيبة وأردت أن أدخل عليها، قَالَ علي (2) : مات سنة سبع وأربعين وكَانَ جاز (3) السبعين، قَالَ ابْن معين: هو مولى لآل خَالِد بْن أسيد، أصله رومي.
أَبُو خَالِد لَهُ كنيتان الْمَكِّيّ مولى ابْن أمية (1) خَالِد الْقُرَشِيّ، قَالَ أَحْمَد عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد: مات سنة خمسين ومائة، سَمِعَ طاوسا ومحاهدا وعطاء، سَمِعَ منه الثوري ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، قَالَ يَحْيَى: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابْن جريج وكَانَ من أحسن الناس صلاة، وقَالَ ابْن جريج: أخذت أحاديث صفية بِنْت / شيبة وأردت أن أدخل عليها، قَالَ علي (2) : مات سنة سبع وأربعين وكَانَ جاز (3) السبعين، قَالَ ابْن معين: هو مولى لآل خَالِد بْن أسيد، أصله رومي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#55a333
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج قَالَ عبد الرَّزَّاق وَكَانَت لَهُ كنيتان أَبُو الْوَلِيد وَأَبُو خَالِد مولَى عبد الله بن أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأَصله رومي سمع عَطاء وَالزهْرِيّ وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَعَمْرو بن دِينَار ونافعا وَهِشَام بن عُرْوَة وَأَيوب رَوَى عَنهُ يَحْيَى الْقطَّان وَابْن علية وَمُحَمّد بن بكر وَهِشَام بن يُوسُف وَابْن وهب وَعبد الرَّزَّاق وَأَبُو عَاصِم فِي الْحيض والمغازي وَغير مَوضِع قَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَحْمد قَالَ يَحْيَى بن سعيد وَقَالَ خَليفَة الْوَاقِدِيّ
مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو نعيم مثل أبي عِيسَى قَالَ البُخَارِيّ وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ مَاتَ سنة 149 وَقد جَازَ السّبْعين وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ سنة 149 قَالَ البُخَارِيّ وَابْن بكير مَاتَ سنة 151 وَقَالَ مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير أَيْضا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة
مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو نعيم مثل أبي عِيسَى قَالَ البُخَارِيّ وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ مَاتَ سنة 149 وَقد جَازَ السّبْعين وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ سنة 149 قَالَ البُخَارِيّ وَابْن بكير مَاتَ سنة 151 وَقَالَ مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير أَيْضا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#7525f0
عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج مولى عبد الله بن أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس الْمَكِّيّ قَالَ عبد الرَّزَّاق لَهُ كنيتان أَبُو الْوَلِيد وَأَبُو خَالِد أخرج البُخَارِيّ فِي الْحيض والمغازي وَغير مَوضِع عَن الثَّوْريّ وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن علية وَهِشَام بن يُوسُف وَابْن وهب وَعبد الرَّزَّاق وَأبي عَاصِم عَنهُ عَن عَطاء وَالزهْرِيّ وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَعَمْرو بن دِينَار وَنَافِع وَهِشَام بن عُرْوَة وَسليمَان الْأَحول وَأَيوب سُئِلَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ عَنهُ فَقَالَ بخ ذَلِك من الأيمة وَسُئِلَ أَبُو حَاتِم عَنهُ فَقَالَ هُوَ صَالح الحَدِيث وروى عُثْمَان بن سعيد عَن بن معِين قَالَ لَيْسَ بِشَيْء فِي الزُّهْرِيّ قَالَ البُخَارِيّ قَالَ عَليّ مَاتَ بن جريج سنة تسع وَأَرْبَعين يُرِيد وَمِائَة وَكَانَ جَاوز السّبْعين وَقَالَ يحيى لم يكن أحد أثبت فِي نَافِع من بن جريج قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب سَمِعت مسْعدَة بن اليسع يَقُول سَمِعت بن جريج يَقُول لم يغلبني على يسَار عَطاء عشْرين سنة أحد قيل لَهُ مَا يمنعك عَن يَمِينه قَالَ كَانَت قُرَيْش تغلبني عَلَيْهِ قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عرْعرة حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن بن جريج قَالَ إِذا قلت قَالَ عَطاء فَأَنا سمعته مِنْهُ وَإِن لم أقل سمعته
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#67c017
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
قال البخاري: حدثني محمد بن مقاتل قال: أخبرنا أحمد قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة.
"التاريخ الكبير" 2/ 99.
قال صالح: قال أبي: كان ابن جريج يكني أبا خالد، وأبا الوليد، وكانت له كنيتان.
"الأسامي والكنى" (247).
قال الميموني: قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج من أوعية العلم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (479).
قال الميموني: قال أحمد: ما رأينا أحدًا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
"العلل" رواية المروذي وغيره (505).
قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: مات ابن جريج سنة خمسين، وزعموا: قبل أن يقدم الناس مكة.
"سؤالات أبي داود" (23).
وقال أبو داود: وسمعت أحمد سمى ابن سابط، فقال: ثنا روح، نا ابن جريج قال: أدبني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط.
"سؤالات أبي داود" (48).
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: ليس أحد أثبت في عطاء من عمرو ابن دينار، ثم ابن جريج.
"سؤالات أبى داود" (214).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: إذا قال ابن جريج أخبرني في كل شيء، فهو صحيح.
سمعت أحمد يقول: سفيان أسند عن عمرو بن دينار، وعند ابن جريج رأيه.
سمعت أحمد يقول: أثبت الناس في عمرو بن دينار ابن عيينة، ثم ابن جريج.
قيل: حماد بن زيد؟ قال: أي شيء عند حماد، وعنده مائة وخمسون حديثًا، أو لا يكون؟ !
سمعت أحمد قال: قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج.
سمعت أحمد قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين، فقال: جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد. فلم يعطه شيئًا.
"سؤالات أبي داود" (220).
وقال أبو داود: وبلغني عن أحمد بن حنبل أن ابن جريح إنما سمعه من ياسين (1) -يعني: حديث ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس على الخائن والمختلس قطع" (2).
"مسائل أبي داود" (4393)، "سنن أبي داود" 2/ 542.
روى ابن هانئ عن أحمد قال: وروى ابن جريج {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} قال -أي: محمد بن المرتفع-: سبيل الخلاء والبول.
"مسائل ابن هانئ" (2230).
قال المروذي: قلتُ: فكيف ابن خُثيم؟ قال: الن جريج أثبت منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (174).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: إذا قُلت لكم: قلتُ، فإنما أعني: عطاء. فقال سندل: لو كان عطاء ابن جارية جريج ما حمل له.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (811).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرزاق: وأهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال عبد الرزاق: وما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج (1).
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (854).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حثبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: كنت إذا رددتُ عطاء وضع يده على رأسه، ثم قال: نعم (تقام) (2) مدها.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (860).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو عبد الرحمن المقرئ قال: مات ابن عون، وابن جريج سنة خمسين.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (896).
قال حرب: قال أحمد: وابن جريج وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال: وأبوه يروي عن عائشة، وذهب أحمد إلى أنه لم يلق عائشة.
"مسائل حرب" ص 482.
وقال حرب: قال أحمد: ابن جريج روى عن ست عجائز هن من عجائز المسجد الحرام. قال: وكان صاحب علم.
"مسائل حرب" ص 482.
وروى حرب عن أحمد قال: ليس أحد يروى عن عطاء أثبت من عمرو وابن جريج.
"مسائل حرب" ص 483.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن جريح: ورأيت صفية بنت شيبة مختضبة، عليها ثياب معصفرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (528).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج بن محمد الترمذي، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي أن إبراهيم بن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما مات حُمل إلى قبره على منسج الفرس. قال أبي: كان يحيى وعبد الرحمن أنكراه عليه فأخرج إلينا كتابه الأصل قرطاس فقال: ها أخبرني أبو حفر محمد بن علي (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (634).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ابن جريج له كنيتان: أبو خالد، وأبو الوليد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1350)، (4640).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: كان اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذا الفقار، واسم درعه: ذات الفضول -أو: الفصول، شك عبد الرزاق- قال: ابن جريج: وكان سيفه محلى بالفضة. قال ابن جريج: أخبرني ذلك محمد بن مرة (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2090)، (5303).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرتُ عن أنس بن مالك أنه قال: كانت قلنسُوة سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فضة (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2091)، (5304).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذو الفقار (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2092)، (5305).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد قال: رأيت سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قائمه من فضة ونعله من فضة وبين ذلك حلق فضة، فقال: هو عند هؤلاء الآن. يعني: آل العباس (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2093)، (5306).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمع ابن جريج من ميمون بن مهران أحاديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2333).
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: أول من صنف من هو؟
قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة -يعني: ونحوها ولي-، وقال ابن جريج: ما صنف أحد العلم تصنيفي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2383).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قدم ابن جُريج على أبي جعفر فقال له: إني قد جمعت حديث جدك عبد اللَّه بن عباس وما جمعه أحد جمعي أو نحو ذا، قال: فلم يعطه شيئا فضمه إلى سليمان بن مجالد، رجل كان يكون مع أبي جعفر، قال أبي: وكان حجاج مؤدبًا لسليمان بن مجالد، فأما سليمان بن مجالد فأحسن إلى ابن جريج -يعني: أعطاه وأكرمه. فقال له ابن جريج: ما أدري ما أجزيك به، ولكن خذ كتبي هذِه فانسخوها فبعضها سماع وبعضها عرض. قال أبي: فحدثني ابن حجاج، عن أبيه قال: كان يأتينا رجل من أهل الكوفة، قال: فكان يقول لنا: ادفعوا
إليه، يقرأ هو عليكم. قال أبي: قال حجاج: إلا التفسير، فإنه لم يكن مع ابن جريج فأملاه علينا إملاء -يعني: التفسير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2384).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة، مات قبل أن يجيء الحج، قال: وقد سمع مؤمل من ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3596)، (5227).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: حُدثت عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس قال: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصُّرد (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال يحيى بن سعيد: ورأيت في كتاب سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد عن الزهري، بنحوه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4186)، (4187).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج: كنا نجتمع على عطاءخمسين فما بقي منهم -يعني: أحد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4310).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: قال يحيي: قلت لابن جريج: فأبى إلا أنه سمعه منه -يعني: من محمد بن عباد بن جعفر، ووجدته -يعني: يحيي- يقول: وجدته في الكتب عن عبد الحميد بن جبير، عن محمد ابن عباد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4318).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أثبت الناس في عطاء عَمرو بن دينار، وابن جريج، قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء -أو حديث عطاء- فكان القول ما قال ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4950).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول في حديث عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر: انكسفت الشمس (1): خالفه ابن جريج، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير قال: أخبرني من أصدق -فظننته يريد عائشة (2) - قال أبي: رواه قتادة، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة (3). قال أبي: أقضي بابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء.
وقال أبي مرة أخرى -وذكر عطاء- فقال: أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو بن دينار ولقد خالفه -أظنه- قال: حبيب بن أبي ثابت لابن جريج في شيء من حديث عطاء، أو قول عطاء. فكان القول: ما قال -يعني: ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5123).
وقال عبد اللَّه: سئل عن حديث ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة" عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لعن المترجلات من النساء" (1) فقال: رواه حجاج الأعور عن ابن جريج بإسناد آخر، وليس هو عن ابن أبي مليكة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5265).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أو غيرها، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إن شاء اللَّه: "من أسلم على شيء فهو له" (2). فقال: رواه ابن جريج، قلت لعطاء: من أسلم على شيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5266).
قال سلمة: قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن قال: مات (علي بن جريج) (3) في سنة ست وأربعين ومائة، ولم يقرأ ابن جريج على الناس، قال: وقدمت أنا في سنة سبع وأربعين ومائة وسمعت للناس منه، وكان يحدث بعشرين حديثًا بالعشي بالشفاعة، وسمعت أنا منه أيضًا المناسك سنة تسع وأربعين ومائة، قال: ومات ابن جريج وابن عون سنة خمسين ومائة.
"المعرفة والتاريخ" 1/ 136.
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج: إذا قلت لكم: (قلت)، فإنما أعني: عطاء، قال سندل: لو كان عطاء ابن جارية ابن جريج ما حمل له، قال عبد الرزاق عن ابن جريج: كنت إذا رددت على عطاء وضع يده على رأسه ثم قال: نعم. مد بها صوته.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 26.
قال أبو طالب: قال أحمد: ابن جريج ثبت صحيح الحديث، لم يحدث بشيء إلا أتقنه، قال سفيان: قال ابن جريج وهو ابن أربعين سنة: أقرأ على القرآن حتى أفسره.
"الجرح والتعديل" 5/ 357.
قال صالح: قال أبي: ابن جريج أثبت الناس في عطاء.
"الجرح والتعديل" 5/ 357، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال أبو حاتم الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي" (1). وذكرت له حكاية ابن علية.
فقال: كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه، من حدث عنهم، ثم لقيت عطاء، ثم لقيت فلانًا، فلو كان محفوظًا عنه لكان هذا في كتبه ومراجعاته.
"العلل" لابن أبي حاتم 1/ 408 (1224).
قال أبو زرعة: قال لي أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام، وكان صاحب علم.
"تاريخ بغداد" 10/ 402.
قال الأثرم: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأُخبرتُ، جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعتُ فحسبك به.
"تاريخ بغداد" 50/ 401، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
وقال الميموني: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: (قال)، فاحذره. وإذا قال: سمعت أو سألت، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء، كان من أوعية العلم.
"تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: كان يحيى بن سعيد يقول: كان ابن جريج يحدثهم بما لا يحفظ، يشير إلى أنه كان يحدث من كتب غيره، قال: وما كنا نحن نسمع من ابن جريج إلا من حفظه، قال: فقال له إنسان: فلعل ابن جريج حدثكم شيئًا حفظه من كتب الناس.
ثم قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم، وذكر غيره، قال: إلا أيام الحج فإنه كان يخرج كتاب المناسك فيحدثهم به من كتابه.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 492
قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: ابن جُريج سمع من طاوس؟
قال: لم أسمع فيه إلا حرفا.
وقال: رأيت طاوسًا.
وقال أحمد: كل شيء يقول ابن جُريج: قال عطاء أو عن عطاء، فإنه لم يسمعه من عطاء.
"بحر الدم" (641).
قال البخاري: حدثني محمد بن مقاتل قال: أخبرنا أحمد قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة.
"التاريخ الكبير" 2/ 99.
قال صالح: قال أبي: كان ابن جريج يكني أبا خالد، وأبا الوليد، وكانت له كنيتان.
"الأسامي والكنى" (247).
قال الميموني: قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج من أوعية العلم.
"العلل" رواية المروذي وغيره (479).
قال الميموني: قال أحمد: ما رأينا أحدًا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
"العلل" رواية المروذي وغيره (505).
قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: مات ابن جريج سنة خمسين، وزعموا: قبل أن يقدم الناس مكة.
"سؤالات أبي داود" (23).
وقال أبو داود: وسمعت أحمد سمى ابن سابط، فقال: ثنا روح، نا ابن جريج قال: أدبني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط.
"سؤالات أبي داود" (48).
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: ليس أحد أثبت في عطاء من عمرو ابن دينار، ثم ابن جريج.
"سؤالات أبى داود" (214).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: إذا قال ابن جريج أخبرني في كل شيء، فهو صحيح.
سمعت أحمد يقول: سفيان أسند عن عمرو بن دينار، وعند ابن جريج رأيه.
سمعت أحمد يقول: أثبت الناس في عمرو بن دينار ابن عيينة، ثم ابن جريج.
قيل: حماد بن زيد؟ قال: أي شيء عند حماد، وعنده مائة وخمسون حديثًا، أو لا يكون؟ !
سمعت أحمد قال: قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج.
سمعت أحمد قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين، فقال: جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد. فلم يعطه شيئًا.
"سؤالات أبي داود" (220).
وقال أبو داود: وبلغني عن أحمد بن حنبل أن ابن جريح إنما سمعه من ياسين (1) -يعني: حديث ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس على الخائن والمختلس قطع" (2).
"مسائل أبي داود" (4393)، "سنن أبي داود" 2/ 542.
روى ابن هانئ عن أحمد قال: وروى ابن جريج {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} قال -أي: محمد بن المرتفع-: سبيل الخلاء والبول.
"مسائل ابن هانئ" (2230).
قال المروذي: قلتُ: فكيف ابن خُثيم؟ قال: الن جريج أثبت منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (174).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: إذا قُلت لكم: قلتُ، فإنما أعني: عطاء. فقال سندل: لو كان عطاء ابن جارية جريج ما حمل له.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (811).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرزاق: وأهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال عبد الرزاق: وما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج (1).
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (854).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حثبل قال: نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: كنت إذا رددتُ عطاء وضع يده على رأسه، ثم قال: نعم (تقام) (2) مدها.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (860).
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو عبد الرحمن المقرئ قال: مات ابن عون، وابن جريج سنة خمسين.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (896).
قال حرب: قال أحمد: وابن جريج وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال: وأبوه يروي عن عائشة، وذهب أحمد إلى أنه لم يلق عائشة.
"مسائل حرب" ص 482.
وقال حرب: قال أحمد: ابن جريج روى عن ست عجائز هن من عجائز المسجد الحرام. قال: وكان صاحب علم.
"مسائل حرب" ص 482.
وروى حرب عن أحمد قال: ليس أحد يروى عن عطاء أثبت من عمرو وابن جريج.
"مسائل حرب" ص 483.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن جريح: ورأيت صفية بنت شيبة مختضبة، عليها ثياب معصفرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (528).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج بن محمد الترمذي، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي أن إبراهيم بن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما مات حُمل إلى قبره على منسج الفرس. قال أبي: كان يحيى وعبد الرحمن أنكراه عليه فأخرج إلينا كتابه الأصل قرطاس فقال: ها أخبرني أبو حفر محمد بن علي (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (634).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ابن جريج له كنيتان: أبو خالد، وأبو الوليد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1350)، (4640).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: كان اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذا الفقار، واسم درعه: ذات الفضول -أو: الفصول، شك عبد الرزاق- قال: ابن جريج: وكان سيفه محلى بالفضة. قال ابن جريج: أخبرني ذلك محمد بن مرة (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2090)، (5303).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرتُ عن أنس بن مالك أنه قال: كانت قلنسُوة سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فضة (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2091)، (5304).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن اسم سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذو الفقار (3).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2092)، (5305).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد قال: رأيت سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قائمه من فضة ونعله من فضة وبين ذلك حلق فضة، فقال: هو عند هؤلاء الآن. يعني: آل العباس (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2093)، (5306).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمع ابن جريج من ميمون بن مهران أحاديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2333).
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: أول من صنف من هو؟
قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة -يعني: ونحوها ولي-، وقال ابن جريج: ما صنف أحد العلم تصنيفي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2383).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قدم ابن جُريج على أبي جعفر فقال له: إني قد جمعت حديث جدك عبد اللَّه بن عباس وما جمعه أحد جمعي أو نحو ذا، قال: فلم يعطه شيئا فضمه إلى سليمان بن مجالد، رجل كان يكون مع أبي جعفر، قال أبي: وكان حجاج مؤدبًا لسليمان بن مجالد، فأما سليمان بن مجالد فأحسن إلى ابن جريج -يعني: أعطاه وأكرمه. فقال له ابن جريج: ما أدري ما أجزيك به، ولكن خذ كتبي هذِه فانسخوها فبعضها سماع وبعضها عرض. قال أبي: فحدثني ابن حجاج، عن أبيه قال: كان يأتينا رجل من أهل الكوفة، قال: فكان يقول لنا: ادفعوا
إليه، يقرأ هو عليكم. قال أبي: قال حجاج: إلا التفسير، فإنه لم يكن مع ابن جريج فأملاه علينا إملاء -يعني: التفسير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2384).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: مات ابن جريج سنة خمسين ومائة، مات قبل أن يجيء الحج، قال: وقد سمع مؤمل من ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3596)، (5227).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: حُدثت عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس قال: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصُّرد (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال يحيى بن سعيد: ورأيت في كتاب سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد عن الزهري، بنحوه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4186)، (4187).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج: كنا نجتمع على عطاءخمسين فما بقي منهم -يعني: أحد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4310).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: قال يحيي: قلت لابن جريج: فأبى إلا أنه سمعه منه -يعني: من محمد بن عباد بن جعفر، ووجدته -يعني: يحيي- يقول: وجدته في الكتب عن عبد الحميد بن جبير، عن محمد ابن عباد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4318).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أثبت الناس في عطاء عَمرو بن دينار، وابن جريج، قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء -أو حديث عطاء- فكان القول ما قال ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4950).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول في حديث عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر: انكسفت الشمس (1): خالفه ابن جريج، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير قال: أخبرني من أصدق -فظننته يريد عائشة (2) - قال أبي: رواه قتادة، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة (3). قال أبي: أقضي بابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء.
وقال أبي مرة أخرى -وذكر عطاء- فقال: أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو بن دينار ولقد خالفه -أظنه- قال: حبيب بن أبي ثابت لابن جريج في شيء من حديث عطاء، أو قول عطاء. فكان القول: ما قال -يعني: ابن جريج.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5123).
وقال عبد اللَّه: سئل عن حديث ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة" عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لعن المترجلات من النساء" (1) فقال: رواه حجاج الأعور عن ابن جريج بإسناد آخر، وليس هو عن ابن أبي مليكة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5265).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أو غيرها، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إن شاء اللَّه: "من أسلم على شيء فهو له" (2). فقال: رواه ابن جريج، قلت لعطاء: من أسلم على شيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5266).
قال سلمة: قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن قال: مات (علي بن جريج) (3) في سنة ست وأربعين ومائة، ولم يقرأ ابن جريج على الناس، قال: وقدمت أنا في سنة سبع وأربعين ومائة وسمعت للناس منه، وكان يحدث بعشرين حديثًا بالعشي بالشفاعة، وسمعت أنا منه أيضًا المناسك سنة تسع وأربعين ومائة، قال: ومات ابن جريج وابن عون سنة خمسين ومائة.
"المعرفة والتاريخ" 1/ 136.
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج: إذا قلت لكم: (قلت)، فإنما أعني: عطاء، قال سندل: لو كان عطاء ابن جارية ابن جريج ما حمل له، قال عبد الرزاق عن ابن جريج: كنت إذا رددت على عطاء وضع يده على رأسه ثم قال: نعم. مد بها صوته.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 26.
قال أبو طالب: قال أحمد: ابن جريج ثبت صحيح الحديث، لم يحدث بشيء إلا أتقنه، قال سفيان: قال ابن جريج وهو ابن أربعين سنة: أقرأ على القرآن حتى أفسره.
"الجرح والتعديل" 5/ 357.
قال صالح: قال أبي: ابن جريج أثبت الناس في عطاء.
"الجرح والتعديل" 5/ 357، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال أبو حاتم الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي" (1). وذكرت له حكاية ابن علية.
فقال: كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه، من حدث عنهم، ثم لقيت عطاء، ثم لقيت فلانًا، فلو كان محفوظًا عنه لكان هذا في كتبه ومراجعاته.
"العلل" لابن أبي حاتم 1/ 408 (1224).
قال أبو زرعة: قال لي أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام، وكان صاحب علم.
"تاريخ بغداد" 10/ 402.
قال الأثرم: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأُخبرتُ، جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعتُ فحسبك به.
"تاريخ بغداد" 50/ 401، "تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
وقال الميموني: قال أحمد: إذا قال ابن جريج: (قال)، فاحذره. وإذا قال: سمعت أو سألت، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء، كان من أوعية العلم.
"تهذيب الكمال" 18/ 348، "سير أعلام النبلاء" 6/ 328.
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: كان يحيى بن سعيد يقول: كان ابن جريج يحدثهم بما لا يحفظ، يشير إلى أنه كان يحدث من كتب غيره، قال: وما كنا نحن نسمع من ابن جريج إلا من حفظه، قال: فقال له إنسان: فلعل ابن جريج حدثكم شيئًا حفظه من كتب الناس.
ثم قال أبو عبد اللَّه: كان ابن جريج يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم، وذكر غيره، قال: إلا أيام الحج فإنه كان يخرج كتاب المناسك فيحدثهم به من كتابه.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 492
قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: ابن جُريج سمع من طاوس؟
قال: لم أسمع فيه إلا حرفا.
وقال: رأيت طاوسًا.
وقال أحمد: كل شيء يقول ابن جُريج: قال عطاء أو عن عطاء، فإنه لم يسمعه من عطاء.
"بحر الدم" (641).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#a9ef72
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71217&book=5525#ea74cf
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، أحد الأعلام الحفّاظ، توفي سنة (149).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=137960&book=5525#a73f4b
عبد الملك بن عبد اللَّه بن يوسف بن عبد اللَّه بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بإمام الحرمين :
من أهل نيسابور، إمام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الآذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق، وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الأدب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد
ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني، وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الأكابر، وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف «كنهاية المطلب في دراية المذهب» المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب «الشامل» خمس مجلدات، وكتاب «الأساليب في الخلاف» مجلدان، و «التحفة» ، و «الغنية» ، و «الإرشاد» ، و «البرهان في أصول الفقه» ، وفي أصول الدين «غياث الأمم» ، و «الرسالة النظامية» ، و «مدارك العقول» ، و «مختصر التقريب» ، و «الإرشاد للباقلاني» مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي وأبي سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل اللَّه بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير. روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني لنفسه:
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وطول زمان
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي ، فتكلم مع أبي إسحاق وأبى نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه. قال الشيخ أبو القاسم الأسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي- وكان متفننا في العلوم علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والأصول- عند عميد الملك وقد كان قابسه الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قدم علينا سنة تسع وأربعين شابا، أشقر اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الإمام أبي القاسم في العباد: هل لهم أفعال؟ فقال:
إن وجدت في القرآن آية تقتضي ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم:
(وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ)
، ومد صوته وجعل يقول: (هُمْ لَها عامِلُونَ)
وأصرح [من] هذه الإضافة لا يكون (كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)
(لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)
[يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ] (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح إلى التأويل، فقال:
والله! إنك بار وتتأول صريح كلام اللَّه لتصحح بتأويلك كلام أبي الحسن الأشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان أيضا في دولة عميد الملك نوع عصبية على الأشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط وإلا فقد كان أحسن الناس لفظا وأقواهم منه في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي أبو
محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب «طبقات الفقهاء» من جمعه: أبو المعالي الجويني إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه، أخذ الفقه على والده، وإليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فإنه يلقب «بإمام الحرمين» فقال قاضي القضاة: بل هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي قال: كتب إلي أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ أبا إسحاق الفيروزابادي يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان- يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا إسحاق يقول لأبي المعالي: يا مفيد أهل المشرق والمغرب- لقد استفاد من علمه الأولون والآخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم إمام الأئمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة إثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الإمام أبو القاسم القشيري: لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة.
وقرأت على أبي الفتوح عن أحمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول:
حضرت مع شيخ الإسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم إمام الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الإسلام سمعته يقول: صرف اللَّه المكاره عن هذا الإمام فهو اليوم قرة عين الإسلام والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب إلي أبو سعد عبد اللَّه بن عمر بن أَحْمَد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو
الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين من يوم الأربعاء إلى ميدان الحسين، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع المناديل عن الرءوس عاما بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرءوس والكبار، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما [عزاء] عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطبري المدرس بثغر جيزة لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق ... بأبي المعالي نأور دين مشرق
أنذر بني الدنيا قيام قيامة ... فالشمس صار مغيبها في المشرق
من أهل نيسابور، إمام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الآذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق، وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الأدب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد
ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني، وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الأكابر، وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف «كنهاية المطلب في دراية المذهب» المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب «الشامل» خمس مجلدات، وكتاب «الأساليب في الخلاف» مجلدان، و «التحفة» ، و «الغنية» ، و «الإرشاد» ، و «البرهان في أصول الفقه» ، وفي أصول الدين «غياث الأمم» ، و «الرسالة النظامية» ، و «مدارك العقول» ، و «مختصر التقريب» ، و «الإرشاد للباقلاني» مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي وأبي سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل اللَّه بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير. روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني لنفسه:
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وطول زمان
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي ، فتكلم مع أبي إسحاق وأبى نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه. قال الشيخ أبو القاسم الأسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي- وكان متفننا في العلوم علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والأصول- عند عميد الملك وقد كان قابسه الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قدم علينا سنة تسع وأربعين شابا، أشقر اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الإمام أبي القاسم في العباد: هل لهم أفعال؟ فقال:
إن وجدت في القرآن آية تقتضي ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم:
(وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ)
، ومد صوته وجعل يقول: (هُمْ لَها عامِلُونَ)
وأصرح [من] هذه الإضافة لا يكون (كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)
(لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)
[يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ] (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح إلى التأويل، فقال:
والله! إنك بار وتتأول صريح كلام اللَّه لتصحح بتأويلك كلام أبي الحسن الأشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان أيضا في دولة عميد الملك نوع عصبية على الأشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط وإلا فقد كان أحسن الناس لفظا وأقواهم منه في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي أبو
محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب «طبقات الفقهاء» من جمعه: أبو المعالي الجويني إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه، أخذ الفقه على والده، وإليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فإنه يلقب «بإمام الحرمين» فقال قاضي القضاة: بل هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي قال: كتب إلي أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ أبا إسحاق الفيروزابادي يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان- يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا إسحاق يقول لأبي المعالي: يا مفيد أهل المشرق والمغرب- لقد استفاد من علمه الأولون والآخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم إمام الأئمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة إثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الإمام أبو القاسم القشيري: لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة.
وقرأت على أبي الفتوح عن أحمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول:
حضرت مع شيخ الإسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم إمام الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الإسلام سمعته يقول: صرف اللَّه المكاره عن هذا الإمام فهو اليوم قرة عين الإسلام والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب إلي أبو سعد عبد اللَّه بن عمر بن أَحْمَد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو
الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين من يوم الأربعاء إلى ميدان الحسين، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع المناديل عن الرءوس عاما بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرءوس والكبار، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما [عزاء] عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطبري المدرس بثغر جيزة لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق ... بأبي المعالي نأور دين مشرق
أنذر بني الدنيا قيام قيامة ... فالشمس صار مغيبها في المشرق
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138096&book=5525#43bc0d
عَبْد الواحد بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بن أبي سعد الفضلوسي، أبو نصر ابن أبي سعد الصوفي :
من أهل الكرج. كان من أعيان الصوفية ومن عباد اللَّه الصالحين، طوف البلاد في السياحة وحج مرارا على التجريد وركب المشاق، وكانت له آيات وكرامات. سمع
الحديث بأصبهان من جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفي وسعيد بن أبي الرجاء [محمد] الصيرفي، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وبالإسكندرية من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيمَ الرازي، وقدم بغداد حاجا عدة نوب وحدث بها، وكتب عنه المبارك بن كامل الخفاف، وسَمِعَ مِنْهُ ببغداد القاضي أَبُو المحاسن عُمَر بْن علي القرشي وشيخنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن أَبِي تمام الدباس وروى عنه.
أنشدني عبد الله بن أحمد بن محمد المقرئ قال: أنشدنا أبو نصر الكرجي ببغداد قال: أنشدنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي الْأَنْصَارِيّ لبعضهم:
فلقد سئمت مآربي ... فوجدت أكثرها خبيث
إلا الحديث فإنه ... مثل اسمه أبدا حديث
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ المسلمة قال: أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ قَالَ: حَكَى لِي شَيْخُنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّد بْنِ أَبِي سَعْدٍ الصُّوفِيُّ الْكَرْجِيُّ قَالَ: حَجَجْتُ عَلَى الانْفِرَادِ وَقَصَدْتُ الْمَدِينَةَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى سَاكِنِهَا- قَبْلَ الْحَجِّ لِزِيَارَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَجُّ بَعْدَ ذَلِكَ، لأَحْظَى بِزِيَارَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ وَزُرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجلست عند الحجرة، بينما أَنَا جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الدِّيَار َبَكْرِيُّ وَوَقَفَ بِإِزَاءِ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الْحُجْرَةِ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ أَبِي نَصْرٍ الْكَرْجِيِّ مُسْتَثْبِتًا: يَا سَيِّدِي! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ عَلَيْهِ؟
فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْ دَاخِلِ الْحُجْرَةِ «وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا بَكْرٍ» وَسَمِعَهُ مَنْ حَضَرَ.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد الكرجي أبو نصر، شاب صالح متدين، حسن السيرة، خشن الطريقة، سافر الكثير، وصحب المشايخ الكبار، وقطع البراري على التجريد منفردا بلا
زاد وراحلة ورفيق، وكان يطوي الأيام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير، رأيته بالكرج وكتبت عنه جزءا انتخبته من أجزاء سمعها بالإسكندرية من أبي عبد الله الرازي وديار مصر، ورد علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين، وسمع بقراءتي من محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي الحسن بن توبة وأبي منصور بن زريق، وانحدر إلى واسط منفردا معا ... واجتمعت به بها وخرج إلى الحجاز بعد ما عندنا بواسط ببغداد كما جرت عادته من عدم الزاد واحتمال التعب والسير، وكنت ببغداد وقد صدر من الحجاز فاجتمعت به وحكى لي العجائب التي رآها والمشاق التي قاساها.
قرأت بخط أبي نصر الكرجي قال: مولدي في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وذكر ولده أنه مات بالكرج في يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة، ودفن برباطه.
من أهل الكرج. كان من أعيان الصوفية ومن عباد اللَّه الصالحين، طوف البلاد في السياحة وحج مرارا على التجريد وركب المشاق، وكانت له آيات وكرامات. سمع
الحديث بأصبهان من جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفي وسعيد بن أبي الرجاء [محمد] الصيرفي، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وبالإسكندرية من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيمَ الرازي، وقدم بغداد حاجا عدة نوب وحدث بها، وكتب عنه المبارك بن كامل الخفاف، وسَمِعَ مِنْهُ ببغداد القاضي أَبُو المحاسن عُمَر بْن علي القرشي وشيخنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن أَبِي تمام الدباس وروى عنه.
أنشدني عبد الله بن أحمد بن محمد المقرئ قال: أنشدنا أبو نصر الكرجي ببغداد قال: أنشدنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي الْأَنْصَارِيّ لبعضهم:
فلقد سئمت مآربي ... فوجدت أكثرها خبيث
إلا الحديث فإنه ... مثل اسمه أبدا حديث
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ المسلمة قال: أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ قَالَ: حَكَى لِي شَيْخُنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّد بْنِ أَبِي سَعْدٍ الصُّوفِيُّ الْكَرْجِيُّ قَالَ: حَجَجْتُ عَلَى الانْفِرَادِ وَقَصَدْتُ الْمَدِينَةَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى سَاكِنِهَا- قَبْلَ الْحَجِّ لِزِيَارَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَجُّ بَعْدَ ذَلِكَ، لأَحْظَى بِزِيَارَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ وَزُرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجلست عند الحجرة، بينما أَنَا جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الدِّيَار َبَكْرِيُّ وَوَقَفَ بِإِزَاءِ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الْحُجْرَةِ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ أَبِي نَصْرٍ الْكَرْجِيِّ مُسْتَثْبِتًا: يَا سَيِّدِي! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ عَلَيْهِ؟
فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْ دَاخِلِ الْحُجْرَةِ «وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا بَكْرٍ» وَسَمِعَهُ مَنْ حَضَرَ.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد الكرجي أبو نصر، شاب صالح متدين، حسن السيرة، خشن الطريقة، سافر الكثير، وصحب المشايخ الكبار، وقطع البراري على التجريد منفردا بلا
زاد وراحلة ورفيق، وكان يطوي الأيام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير، رأيته بالكرج وكتبت عنه جزءا انتخبته من أجزاء سمعها بالإسكندرية من أبي عبد الله الرازي وديار مصر، ورد علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين، وسمع بقراءتي من محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي الحسن بن توبة وأبي منصور بن زريق، وانحدر إلى واسط منفردا معا ... واجتمعت به بها وخرج إلى الحجاز بعد ما عندنا بواسط ببغداد كما جرت عادته من عدم الزاد واحتمال التعب والسير، وكنت ببغداد وقد صدر من الحجاز فاجتمعت به وحكى لي العجائب التي رآها والمشاق التي قاساها.
قرأت بخط أبي نصر الكرجي قال: مولدي في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وذكر ولده أنه مات بالكرج في يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة، ودفن برباطه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71225&book=5525#45ded7
عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة، العرزمي
قال صالح عن أبيه: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث. وقال: ابن جريج أثبت عندنا منه.
"مسائل صالح" (893).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي هو فزاري، يقولون.
"سؤالات أبي داود" (47).
قال أبو داود: سألت أحمد عن قيس بن سعد: هو أكثر من عبد الملك العرزمي؛ قال: هو أكثر من العرزمي، قد روى العرزمي عنه.
"سؤالات أبي داود" (219).
قال أبو داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟
قال: ثقة.
قلت: يخطئ؟
قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع الحديث عن عطاء.
"سؤالات أبي داود" (358).
قال عبد اللَّه: وسألته عن عبد الملك بن أبي سليمان؛ فقال: ثقة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (857).
وقال عبد اللَّه: ذكر أبي حديث وكيع، عن شُعبة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الشفعة (1). قال: ليس هو في كتاب غندر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (599).
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1264)، (3271).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال شعبة في حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الشفعة: أخر مثل هذا ودمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1292).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك -يعني: ابن [أبي] سليمان- قال: كان رجل يدعوني وسعيد ابن جبير شهر رمضان كله، قال: فذكروا ليلة النبيذ.
فقال سعيد: لا أرى به بأسًا في السقاء، وأكرهه في الجر الأخضر.
قال: فقلت: إذن واللَّه لا نطيعك، لنشربن في الجي الأخضي.
قال: فقال لي سعيد: الجي الأخضي يحكى لغته -يعني: عبد الملك- قال يزيد: وكان عبد الملك ألثغ.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4101).
قال أبو داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟
قال: ثقة.
قلت: يخطئ؟
قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
"تاريخ بغداد" 10/ 394.
قال أبو زرعة: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.
"تاريخ بغداد" 10/ 395، "تهذيب الكمال" 18/ 327، "بحر الدم" (640).
قال الميموني: قال أحمد بن حنبل: عبد الملك بن أبي سليمان من عيون الكوفيين.
"تهذيب الكمال" 18/ 326.
قال صالح عن أبيه: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث. وقال: ابن جريج أثبت عندنا منه.
"مسائل صالح" (893).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي هو فزاري، يقولون.
"سؤالات أبي داود" (47).
قال أبو داود: سألت أحمد عن قيس بن سعد: هو أكثر من عبد الملك العرزمي؛ قال: هو أكثر من العرزمي، قد روى العرزمي عنه.
"سؤالات أبي داود" (219).
قال أبو داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟
قال: ثقة.
قلت: يخطئ؟
قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع الحديث عن عطاء.
"سؤالات أبي داود" (358).
قال عبد اللَّه: وسألته عن عبد الملك بن أبي سليمان؛ فقال: ثقة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (857).
وقال عبد اللَّه: ذكر أبي حديث وكيع، عن شُعبة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الشفعة (1). قال: ليس هو في كتاب غندر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (599).
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1264)، (3271).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال شعبة في حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الشفعة: أخر مثل هذا ودمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1292).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك -يعني: ابن [أبي] سليمان- قال: كان رجل يدعوني وسعيد ابن جبير شهر رمضان كله، قال: فذكروا ليلة النبيذ.
فقال سعيد: لا أرى به بأسًا في السقاء، وأكرهه في الجر الأخضر.
قال: فقلت: إذن واللَّه لا نطيعك، لنشربن في الجي الأخضي.
قال: فقال لي سعيد: الجي الأخضي يحكى لغته -يعني: عبد الملك- قال يزيد: وكان عبد الملك ألثغ.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4101).
قال أبو داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟
قال: ثقة.
قلت: يخطئ؟
قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
"تاريخ بغداد" 10/ 394.
قال أبو زرعة: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.
"تاريخ بغداد" 10/ 395، "تهذيب الكمال" 18/ 327، "بحر الدم" (640).
قال الميموني: قال أحمد بن حنبل: عبد الملك بن أبي سليمان من عيون الكوفيين.
"تهذيب الكمال" 18/ 326.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134215&book=5525#f21686
عبد الملك بن أبي بشير، البصري :
سكن المدائن وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس، وعَبْد اللَّهِ بْن مساور. روى عنه ليث بن أبي سليم، وسفيان الثوري.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن عتّاب، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ- وَفِي أَصْلِ الْقَطَّانِ ابْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ- قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يُبَخِّلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «ليس المؤمن الذي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان. قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير. قال سفيان: وكان شيخ صدق.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: عبد الملك بن أبي بشير مدائني.
حدّثنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد الملك بن أبي بشير المدائني سمع عكرمة، وعبد الله بن مساور. روى عنه الثوري، وليث بن أبي سليم.
قال يحيى القطان: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: وسمعته- يعني يحيى ابن سعيد القطان- يقول: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة، وكان أصله بصريا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: عبد الملك بن أبي بشير من أهل المدائن، قال سفيان: كان رجل صدق.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قال- وذكر أبو عبد الله عبد الملك بْن أبي بشير قلت: هو من أهل المدائن؟ فقال: نعم من أهل المدائن، كان زعموا شيخا صالحا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين:
عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أخبرنا حمزة بن حمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وعبد الملك بن أبي بشير ثقة، روى عنه سفيان الثوري.
سكن المدائن وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس، وعَبْد اللَّهِ بْن مساور. روى عنه ليث بن أبي سليم، وسفيان الثوري.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن عتّاب، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ- وَفِي أَصْلِ الْقَطَّانِ ابْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ- قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يُبَخِّلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «ليس المؤمن الذي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان. قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير. قال سفيان: وكان شيخ صدق.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: عبد الملك بن أبي بشير مدائني.
حدّثنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد الملك بن أبي بشير المدائني سمع عكرمة، وعبد الله بن مساور. روى عنه الثوري، وليث بن أبي سليم.
قال يحيى القطان: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: وسمعته- يعني يحيى ابن سعيد القطان- يقول: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة، وكان أصله بصريا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: عبد الملك بن أبي بشير من أهل المدائن، قال سفيان: كان رجل صدق.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قال- وذكر أبو عبد الله عبد الملك بْن أبي بشير قلت: هو من أهل المدائن؟ فقال: نعم من أهل المدائن، كان زعموا شيخا صالحا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين:
عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أخبرنا حمزة بن حمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وعبد الملك بن أبي بشير ثقة، روى عنه سفيان الثوري.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94355&book=5525#9be445
عبد الْملك بْن أبي بشير الْمَدَائِنِي يروي عَنْ عِكْرِمَة وعطية روى عَنهُ سُفْيَان الثَّوْريّ وَجَرِير بن عبد الحميد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71214&book=5525#f3bcec
عبد الملك بن حميد بن أبي غنية
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثهم أبو عاصم، عن سفيان، عن ابن أبي عتبة صحف، أراد أن يقول: ابن أبي غنية فقال: ابن أبي عتبة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1242).
قال عبد اللَّه: قال أبي: وكان ابن أبي غنية ثقة، شيخ له هيئة، ربما رأيت عليه قميصا مرقوعًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1283).
وقال عبد اللَّه: وذكر أبي ابن أبي غنية، وعبد العزيز بن أبي بكر أو أحدهما فقال: كان حسن الهيئة.
فقلت له: أيش حسن هيئة؟
قال: كنت ربما رأيت عليه القميص المرقوع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2586).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية رجل صالح، هو ثقة، هو وأبوه متقاربان في الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4815).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبو صالح الحكم بن موسي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الملك بن أبي غنية أو غيره، عن الحكم ابن عُتيبة، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عباس قال: لما انصرف المشركون عن قتلى أحُد انصرف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على القتلى، فرأى منظرًا سيئًا، ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم أنفُه وجُدعت أذناه، فقال: "لولا أن تجزع النساء أو تكون سُنة بعدي لتركتُه حتى يبعثه اللَّه
عز وجل من بطون السباع والطير، ولأمثلن مكانه منهم سبعين"، ثم دعا ببُردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه، فغطى بها رجليه فخرج وجهه، فغطى بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجهه، وجعل على رجليه شيئًا من الإذخر، ثم قدمه فكبر عليه عشرًا، فذكر الحديث (1).
فحدثت به أبي، فقال: هذا من حديث الحسن بن عُمارة، ليس هذا من حديث ابن أبي غنية، ابن أبي غنية أتقى للَّه من أن يحدث بمثل هذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5773).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثهم أبو عاصم، عن سفيان، عن ابن أبي عتبة صحف، أراد أن يقول: ابن أبي غنية فقال: ابن أبي عتبة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1242).
قال عبد اللَّه: قال أبي: وكان ابن أبي غنية ثقة، شيخ له هيئة، ربما رأيت عليه قميصا مرقوعًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1283).
وقال عبد اللَّه: وذكر أبي ابن أبي غنية، وعبد العزيز بن أبي بكر أو أحدهما فقال: كان حسن الهيئة.
فقلت له: أيش حسن هيئة؟
قال: كنت ربما رأيت عليه القميص المرقوع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2586).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية رجل صالح، هو ثقة، هو وأبوه متقاربان في الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4815).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبو صالح الحكم بن موسي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الملك بن أبي غنية أو غيره، عن الحكم ابن عُتيبة، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عباس قال: لما انصرف المشركون عن قتلى أحُد انصرف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على القتلى، فرأى منظرًا سيئًا، ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم أنفُه وجُدعت أذناه، فقال: "لولا أن تجزع النساء أو تكون سُنة بعدي لتركتُه حتى يبعثه اللَّه
عز وجل من بطون السباع والطير، ولأمثلن مكانه منهم سبعين"، ثم دعا ببُردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه، فغطى بها رجليه فخرج وجهه، فغطى بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجهه، وجعل على رجليه شيئًا من الإذخر، ثم قدمه فكبر عليه عشرًا، فذكر الحديث (1).
فحدثت به أبي، فقال: هذا من حديث الحسن بن عُمارة، ليس هذا من حديث ابن أبي غنية، ابن أبي غنية أتقى للَّه من أن يحدث بمثل هذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5773).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71214&book=5525#4980de
عَبْد الملك بْن حميد بْن أَبِي غنية الأصبَهَاني الكوفي
عَنِ الحكم بْن عتيبة (2) ، سَمِعَ منه أَبُو نعيم، هو والد يَحْيَى.
عَنِ الحكم بْن عتيبة (2) ، سَمِعَ منه أَبُو نعيم، هو والد يَحْيَى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138020&book=5525#a67db9
عبد الملك بن أبي نصر بن عمر، أبو المعالي :
من أهل جيلان، سكن بغداد وكان يأوي الخراب، وكان فقيها زاهدا، روى شيئا يسيرا. روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدني عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي من لفظه:
كانت لقلبي أهواء مفرقة ... فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي
فصار يحسدني من كنت أحسده ... فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلا بحبك يا ديني ودنياي
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سمعت عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي أبا المعالي من أهل جيلان ببغداد يقول: سمعت إمام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال: كنت بمكة فرأيت شيخا من أهل العرب يطوف ويقول:
تمتع بالرقاد على شمال ... فسوف يطول نومك باليمين
وتمنع من يحبك من تلاق ... فأنت من الفراق على يقين
قال: وسمعت عبد الملك أيضا يقول: أملى علي بعض أهل الري بها وكتب لي بخطه:
يعد رفيع القوم من كان عاقلا ... وإن لم يكن في قومه بحسيب
إذا حل أرضا عاش فيها بعقله ... وما عاقل في بلدة بغريب
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: عبد الملك بن أبي نصر الجيلي يعرف بشيخ المشايخ فقيه صالح، عامل بعلمه، كثير العبادة، ليس له مأوى يسكنه، يبيت أي موضع اتفق، تارك للتكلف، خشن العيش، حسن الطريقة، تفقه على أسعد الميهني، وسمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، علقت عنه مقطعات من الشعر، وكان يحفظ منها كثيرا، وكان يأوي المساجد في الخربات على شاطئ دجلة، توفي في أحد الربيعين أو الجماديين من سنة خمس وأربعين وخمسمائة بفيد.
من أهل جيلان، سكن بغداد وكان يأوي الخراب، وكان فقيها زاهدا، روى شيئا يسيرا. روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدني عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي من لفظه:
كانت لقلبي أهواء مفرقة ... فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي
فصار يحسدني من كنت أحسده ... فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلا بحبك يا ديني ودنياي
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سمعت عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي أبا المعالي من أهل جيلان ببغداد يقول: سمعت إمام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال: كنت بمكة فرأيت شيخا من أهل العرب يطوف ويقول:
تمتع بالرقاد على شمال ... فسوف يطول نومك باليمين
وتمنع من يحبك من تلاق ... فأنت من الفراق على يقين
قال: وسمعت عبد الملك أيضا يقول: أملى علي بعض أهل الري بها وكتب لي بخطه:
يعد رفيع القوم من كان عاقلا ... وإن لم يكن في قومه بحسيب
إذا حل أرضا عاش فيها بعقله ... وما عاقل في بلدة بغريب
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: عبد الملك بن أبي نصر الجيلي يعرف بشيخ المشايخ فقيه صالح، عامل بعلمه، كثير العبادة، ليس له مأوى يسكنه، يبيت أي موضع اتفق، تارك للتكلف، خشن العيش، حسن الطريقة، تفقه على أسعد الميهني، وسمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، علقت عنه مقطعات من الشعر، وكان يحفظ منها كثيرا، وكان يأوي المساجد في الخربات على شاطئ دجلة، توفي في أحد الربيعين أو الجماديين من سنة خمس وأربعين وخمسمائة بفيد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134237&book=5525#11ba8a
عبد الملك بن أبي عثمان- واسم أبي عثمان محمد- بن إبراهيم ويكنى عبد الملك، أبا سعد الواعظ :
من أهل نيسابور. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن يحيى بن منصور القاضي، وحامد بن محمد الهروي. ومحمد بن الحسن بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني النيسابوريين، ومحمد بن عبد الملك بن جبير النسوي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وعلي بن بندار بن الحسن الصوفي، وأبي إسحاق المزكي، وأبي سهل الصعلوكي.
حَدَّثَنَا عنه أبو محمد الخلال، والأزهري، والأزجي والتنوخي.
وقال لي التنوخي: قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ببغداد حاجّا في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وخرج إلى مكة وأقام بها مجاورا، وسمعت منه بعد عوده في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
قلت: وكان ثقة صالحا، ورعا زاهدا، سألت أبا صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري عن وفاة أبي سعد فقال: في سنة ست وأربعمائة.
من أهل نيسابور. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن يحيى بن منصور القاضي، وحامد بن محمد الهروي. ومحمد بن الحسن بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني النيسابوريين، ومحمد بن عبد الملك بن جبير النسوي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وعلي بن بندار بن الحسن الصوفي، وأبي إسحاق المزكي، وأبي سهل الصعلوكي.
حَدَّثَنَا عنه أبو محمد الخلال، والأزهري، والأزجي والتنوخي.
وقال لي التنوخي: قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ببغداد حاجّا في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وخرج إلى مكة وأقام بها مجاورا، وسمعت منه بعد عوده في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
قلت: وكان ثقة صالحا، ورعا زاهدا، سألت أبا صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري عن وفاة أبي سعد فقال: في سنة ست وأربعمائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=137997&book=5525#ebd0eb
عبد الملك بن محمد بن أحمد، أبو رجاء بن أبي نصر، الحاجب الصوفي:
لا أدري هو بغدادي الأصل أو بغدادي المولد، سكن أصبهان وسمع بها أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ريذة التاجر، روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر بن مهران.
قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي القاسم الحسن بن محمد بن جعفر قَالَ: أنبأنا أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ الْحَاجِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر، أنبأنا أبو القاسم بن مطير، حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النّرسيّ، حدثنا محمد بن المثنّى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ» .
لا أدري هو بغدادي الأصل أو بغدادي المولد، سكن أصبهان وسمع بها أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ريذة التاجر، روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر بن مهران.
قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي القاسم الحسن بن محمد بن جعفر قَالَ: أنبأنا أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ الْحَاجِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر، أنبأنا أبو القاسم بن مطير، حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النّرسيّ، حدثنا محمد بن المثنّى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ» .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94348&book=5525#757cc3
عبد الملك بن أعين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94348&book=5525#495780
عبد الْملك بن أعين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94348&book=5525#1f8abb
عبد الْملك بن اعين] يروي عَن أبي وَائِل قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الرَّازِيّ صَالح الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94348&book=5525#f9bce2
عبد الملك بن أعين قَالَ عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ هُوَ أَخُو عمرَان الْكُوفِي
روى عَن أبي وَائِل فِي الْإِيمَان
روى عَنهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة
روى عَن أبي وَائِل فِي الْإِيمَان
روى عَنهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94348&book=5525#082de1
عبد الْملك بْن أعين أَخُو حمْرَان بْن أعين من أهل الْكُوفَة يروي عَن الْعِرَاقِيّين روى عَنهُ بن عُيَيْنَة وَإِسْمَاعِيل بْن سميع وَكَانَ يتشيع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=79124&book=5525#abe076
عبد الْملك عَن انس قَالَ الرَّازِيّ مَجْهُول
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=79124&book=5525#7132fb
عبد الملك
* مجهول، قاله الدّارقطني (السنن الكبرى: 1/ 326).
* مجهول، قاله الدّارقطني (السنن الكبرى: 1/ 326).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=79124&book=5525#61e80f
عبد الْملك يروي عَن أبي ملكية وَقَالَ الْأَزْدِيّ ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=79124&book=5525#41c88b
عَبْد الملك قَوْله، قَالَ عَبْد اللَّه عَنْ مُعَاوِيَة (1) ، حديثه عَنِ الشاميين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=79124&book=5525#f087e1
عَبْد الملك،
قَالَ الْحَسَن بْن وقاص: سمعت عَبْد الملك عِنْد المقام سَمِعَ أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ.
قَالَ الْحَسَن بْن وقاص: سمعت عَبْد الملك عِنْد المقام سَمِعَ أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=79124&book=5525#dade1e
عبد الملك
عن العلاء بن كثير، وعنه حسان بن إبراهيم الكرماني.
ضعيف. قاله الدارقطني.
وقال في موضع آخر : عبد الملك هذا رجل مجهول، والعلاء بن كثير
ضعيف الحديث.
عن العلاء بن كثير، وعنه حسان بن إبراهيم الكرماني.
ضعيف. قاله الدارقطني.
وقال في موضع آخر : عبد الملك هذا رجل مجهول، والعلاء بن كثير
ضعيف الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94436&book=5525#a74c9f
عبد الملك بن مهران
عن عمرو بن دينار، وعنه بقية.
ضعيف. قاله الدارقطني.
عن عمرو بن دينار، وعنه بقية.
ضعيف. قاله الدارقطني.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94436&book=5525#0a4e91
عبد الملك بن مهران
* قال أبو أحمد بن عدي: مجهول وليس بالمعروف (السنن الكبرى: 1/ 357).
* وهو مجهول (السنن الكبرى: 10/ 12).
* قال أبو أحمد بن عدي: مجهول وليس بالمعروف (السنن الكبرى: 1/ 357).
* وهو مجهول (السنن الكبرى: 10/ 12).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94436&book=5525#4cca73
عبد الْملك بْن مهْرَان يروي عَن أبي صَالح عَن أَبى هُرَيْرَة
روى عَنْهُ سهل بْن عَبْد اللَّهِ يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة سهل بْن عَبْد اللَّهِ عَنْهُ
روى عَنْهُ سهل بْن عَبْد اللَّهِ يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة سهل بْن عَبْد اللَّهِ عَنْهُ