عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال
المعروف بوضاح اليمن من أهل صنعاء، من الأبناء، ويقال عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال بن داد بن أبي حمد، من آل خولان. لقب بوضاح اليمن لجماله. قيل: إنه قدم دمشق على الوليد بن عبد الملك فأحسن رفده.
حدث أبو مسهر قال: كان وضاح اليمن يشاهد وأم البنين صغيرين فأحبها وأحبته فكان لا يصبر عنها، حتى إذا بلغت حجبت عنه، فطال بهما البلاء فحج الوليد بن عبد الملك فبلغه جمال أم البنين وأدبها فتزوجها ونقلها معه إلى الشام. قال: فذهب عقل وضاح عليها، وجعل يذوب وينحل، فلما طال عليه البلاء خرج إلى الشام فجعل يطيف بقصر الوليد بن عبد الملك في كل يوم لا يجد حيلة حتى رأى يوماً جارية صفراء فلم يزل حتى تأنس بها، فقال لها: هل تعرفين أم البنين؟ قالت: إنك تسأل عن مولاتي فقال: إنها لابنة عمي وإنها لتسر بموضعي لو أخبرتها، قالت: إني أخبرها، فمضت الجارية فأخبرت أم البنين فقالت: ويلك أوحي هو؟ قالت: نعم قالت: قولي له: كن مكانك حتى يأتيك رسولي فلن أدع الاحتيال لك؛ فاحتالت أن أدخلته إليها في صندوق فمكث عندها حيناً حتى إذا أمنت أخرجته فقعد معها، وإذا خافت عين رقيب أدخلته الصندوق. فأهدي يوماً للوليد بن عبد الملك جوهر فقال لبعض خدمه: خذ هذا الجوهر فامض به إلى أم البنين وقل لها: أهدي هذا إلى أمير المؤمنين فوجه به إليك، فدخل الخادم من غير استئذان ووضاح معها فلمحه ولم تشعر أم البنين، فبادر إلى الصندوق فدخله، فأدى الخادم الرسالة إليها وقال: هبي لي من هذا الجوهر حجراً فقال: لا أم لك وما تصنع أنت بهذا؟ فخرج وهو عليها حنق، فجاء الوليد فخبره الخبر ووصف له الصندوق الذي رآه دخله، فقال له: كذبت لا أم لك، ثم نهض الوليد مسرعاً فدخل عليها وهي في ذلك البيت وفيه صناديق عداد، فجاء حتى جلس على ذلك الصندوق الذي وصف له الخادم فقال لها: يا أم البنين، هبي لي صندوقاً من صناديقك
هذه فقالت: يا أمير المؤمنين هي وأنا لك فقال: ما أريد غير هذا الذي تحتي قالت: يا أمير المؤمنين، إن فيه شيئاً من أمور النساء قال: ما أريد غيره فقالت: هو لك فأمر به فحمل ودعا بغلامين وأمرهما بحفر بئر حق إذا حفرا فبلغ الماء وضع فمه على الصندوق وقال: أيها الصندوق، قد بلغنا عنك شيء فإن كان حقاً فقد دفنا خبرك ودرسنا أثرك، وإن كان كذباً فما علينا في دفن الصندوق من خشب حرج، ثم أمر به فألقي في الحفرة وأمر بالخدم فقذف في ذلك المكان فوقه، وطم عليهما جميعاً التراب. قال: فكانت أم البنين توجد في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت فيه يوماً مكبوبة على وجهها ميتة.
وحكي عن هشام بن محمد بن السائب: أن أم البنين كانت عند يزيد بن عبد الملك فكان لها من قلبه موضع، وأنه سير إليها جوهراً مع الخادم فوجد عندها وضاح اليمن - وحكى مثل الصورة - إلى أن رماه في الحفيرة وأهال عليه التراب حتى استوى، فلم ير وضاح اليمن حتى الساعة. قال: ولا والله ما بان لها في وجهه ولا في خلائقه ولا في شيء حتى فرق الموت بينهما.
المعروف بوضاح اليمن من أهل صنعاء، من الأبناء، ويقال عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال بن داد بن أبي حمد، من آل خولان. لقب بوضاح اليمن لجماله. قيل: إنه قدم دمشق على الوليد بن عبد الملك فأحسن رفده.
حدث أبو مسهر قال: كان وضاح اليمن يشاهد وأم البنين صغيرين فأحبها وأحبته فكان لا يصبر عنها، حتى إذا بلغت حجبت عنه، فطال بهما البلاء فحج الوليد بن عبد الملك فبلغه جمال أم البنين وأدبها فتزوجها ونقلها معه إلى الشام. قال: فذهب عقل وضاح عليها، وجعل يذوب وينحل، فلما طال عليه البلاء خرج إلى الشام فجعل يطيف بقصر الوليد بن عبد الملك في كل يوم لا يجد حيلة حتى رأى يوماً جارية صفراء فلم يزل حتى تأنس بها، فقال لها: هل تعرفين أم البنين؟ قالت: إنك تسأل عن مولاتي فقال: إنها لابنة عمي وإنها لتسر بموضعي لو أخبرتها، قالت: إني أخبرها، فمضت الجارية فأخبرت أم البنين فقالت: ويلك أوحي هو؟ قالت: نعم قالت: قولي له: كن مكانك حتى يأتيك رسولي فلن أدع الاحتيال لك؛ فاحتالت أن أدخلته إليها في صندوق فمكث عندها حيناً حتى إذا أمنت أخرجته فقعد معها، وإذا خافت عين رقيب أدخلته الصندوق. فأهدي يوماً للوليد بن عبد الملك جوهر فقال لبعض خدمه: خذ هذا الجوهر فامض به إلى أم البنين وقل لها: أهدي هذا إلى أمير المؤمنين فوجه به إليك، فدخل الخادم من غير استئذان ووضاح معها فلمحه ولم تشعر أم البنين، فبادر إلى الصندوق فدخله، فأدى الخادم الرسالة إليها وقال: هبي لي من هذا الجوهر حجراً فقال: لا أم لك وما تصنع أنت بهذا؟ فخرج وهو عليها حنق، فجاء الوليد فخبره الخبر ووصف له الصندوق الذي رآه دخله، فقال له: كذبت لا أم لك، ثم نهض الوليد مسرعاً فدخل عليها وهي في ذلك البيت وفيه صناديق عداد، فجاء حتى جلس على ذلك الصندوق الذي وصف له الخادم فقال لها: يا أم البنين، هبي لي صندوقاً من صناديقك
هذه فقالت: يا أمير المؤمنين هي وأنا لك فقال: ما أريد غير هذا الذي تحتي قالت: يا أمير المؤمنين، إن فيه شيئاً من أمور النساء قال: ما أريد غيره فقالت: هو لك فأمر به فحمل ودعا بغلامين وأمرهما بحفر بئر حق إذا حفرا فبلغ الماء وضع فمه على الصندوق وقال: أيها الصندوق، قد بلغنا عنك شيء فإن كان حقاً فقد دفنا خبرك ودرسنا أثرك، وإن كان كذباً فما علينا في دفن الصندوق من خشب حرج، ثم أمر به فألقي في الحفرة وأمر بالخدم فقذف في ذلك المكان فوقه، وطم عليهما جميعاً التراب. قال: فكانت أم البنين توجد في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت فيه يوماً مكبوبة على وجهها ميتة.
وحكي عن هشام بن محمد بن السائب: أن أم البنين كانت عند يزيد بن عبد الملك فكان لها من قلبه موضع، وأنه سير إليها جوهراً مع الخادم فوجد عندها وضاح اليمن - وحكى مثل الصورة - إلى أن رماه في الحفيرة وأهال عليه التراب حتى استوى، فلم ير وضاح اليمن حتى الساعة. قال: ولا والله ما بان لها في وجهه ولا في خلائقه ولا في شيء حتى فرق الموت بينهما.