Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
3153. عبد الرحمن بن مدرك بن علي1 3154. عبد الرحمن بن مرزوق1 3155. عبد الرحمن بن مروان بن سالم بن المبارك...1 3156. عبد الرحمن بن مسعود بن الحارث1 3157. عبد الرحمن بن مسلم2 3158. عبد الرحمن بن مسلمة53159. عبد الرحمن بن مصاد بن زهير1 3160. عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري1 3161. عبد الرحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس...1 3162. عبد الرحمن بن معاوية بن هشام1 3163. عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب...1 3164. عبد الرحمن بن مل4 3165. عبد الرحمن بن ميسرة3 3166. عبد الرحمن بن نافع1 3167. عبد الرحمن بن نجيح1 3168. عبد الرحمن بن نشر بن الصارم1 3169. عبد الرحمن بن نمر2 3170. عبد الرحمن بن هرمز2 3171. عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل1 3172. عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي3 3173. عبد الرحمن بن يزيد بن جابر8 3174. عبد الرحمن بن يسار أبي ليلى1 3175. عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش1 3176. عبد الرحمن بن يونس بن محمد1 3177. عبد الرحيم بن أحمد1 3178. عبد الرحيم بن أحمد بن نصر1 3179. عبد الرحيم بن المحسن1 3180. عبد الرحيم بن عمر بن عاصم1 3181. عبد الرحيم بن محرز1 3182. عبد الرحيم بن محمد بن أحمد1 3183. عبد الرحيم بن محمد بن علي1 3184. عبد الرحيم بن محمد بن مجاشع1 3185. عبد الرحيم بن يعقوب بن سهل1 3186. عبد الرزاق أبو محمد1 3187. عبد الرزاق بن عبد الله1 3188. عبد الرزاق بن عبد الله بن المحسن1 3189. عبد الرزاق بن علي1 3190. عبد الرزاق بن عمر2 3191. عبد الرزاق بن عمر بن بلدج بن علي بن إبراهيم...1 3192. عبد الرزاق بن عمر بن مسلم1 3193. عبد الرزاق بن محمد بن سعيد العطار1 3194. عبد الرزاق بن همام بن نافع2 3195. عبد السلام بن أحمد بن سهيل بن مالك بن دينار...1 3196. عبد السلام بن أحمد بن محمد1 3197. عبد السلام بن أحمد بن محمد بن الحارث1 3198. عبد السلام بن إسماعيل بن زياد1 3199. عبد السلام بن الحسن بن علي بن زرعة1 3200. عبد السلام بن العباس1 3201. عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام1 3202. عبد السلام بن عبد الرحمن1 3203. عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب1 3204. عبد السلام بن عتيق بن حبيب بن أبي عتيق...1 3205. عبد السلام بن محمد1 3206. عبد السلام بن محمد بن أبي موسى1 3207. عبد السلام بن محمد بن عبد الصمد بن لاوي...1 3208. عبد السلام بن محمد بن محمد بن يوسف1 3209. عبد السلام بن مسلم1 3210. عبد السلام بن مكلبة الثعلبي البيروتي...1 3211. عبد الصمد بن أحمد بن خنبش1 3212. عبد الصمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن يعقوب...1 3213. عبد الصمد بن عبد الأعلي1 3214. عبد الصمد بن عبد الأعلي بن أبي عمرة1 3215. عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد1 3216. عبد الصمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن خالد...1 3217. عبد الصمد بن علي بن عبد الله1 3218. عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن حيويه...1 3219. عبد الصمد بن هشام بن الغاز الجرشي1 3220. عبد العزيز القارىء1 3221. عبد العزيز المطرز1 3222. عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي1 3223. عبد العزيز بن أحمد بن علي بن حمدان1 3224. عبد العزيز بن أحمد بن محمد1 3225. عبد العزيز بن إسحاق العسقلاني1 3226. عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر...1 3227. عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك1 3228. عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر...1 3229. عبد العزيز بن الحسين بن أحمد1 3230. عبد العزيز بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد...1 3231. عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان5 3232. عبد العزيز بن المهرجان1 3233. عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب...1 3234. عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك1 3235. عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي...1 3236. عبد العزيز بن حيان بن صابر بن حريث1 3237. عبد العزيز بن خلف بن محمد بن المكتفي1 3238. عبد العزيز بن زرارة بن جزء1 3239. عبد العزيز بن سعيد1 3240. عبد العزيز بن سليمان بن أبي السائب القرشي...1 3241. عبد العزيز بن عبد الحميد اللخمي الداراني...1 3242. عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم...1 3243. عبد العزيز بن عبد الرحيم بن محمد بن علي...1 3244. عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة1 3245. عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد...1 3246. عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب...2 3247. عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر1 3248. عبد العزيز بن عثمان بن محمد1 3249. عبد العزيز بن علي بن الحسن1 3250. عبد العزيز بن عمدان بن كوشيذ1 3251. عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن1 3252. عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز5 Prev. 100
«
Previous

عبد الرحمن بن مسلمة

»
Next
عبد الرحمن بن مسلمة
قال الحافظ: أظنه ابن حبيب بن مسلمة الفهري روى
أن رجلاً أجار رجلاً - زاد في رواية: من المشركين - وهو مع أبي عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، وخالد بن الوليد. قال عمر وخالد: لا نجير من أجاره. فقال أبو عبيدة: بلى، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يجير على المسلمين بعضهم " - وفي رواية: " أحدهم ".
قال ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن مسلمة، سألت أبي عنه، فقال: هو صالح الحديث، وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء
عبد الرحمن بن مسلم
ويقال: ابن عثمان بن يسار، أبو مسلم الخراساني صاحب دعوة بني العباس قدم هو وأبو سلمة حفص بن سليمان المعروف بالخلال على إبراهيم بن محمد الإمام، فأمرهما بالمصير إلى خراسان، وبالحميمة كان إبراهيم الإمام حينئذ
روى مصعب بن بشر، عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم، وهو يخطب، فقال له: ما هذا السواد الذي أرى عليك؟ قال: حدثني أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة، وثياب الدولة. يا غلام، اضرب عنقه.
وروى أبو مسلم عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من يرد هوان قريشٍ أهانه الله " - وفي رواية: " من أراد " قيل إن مولد أبي مسلم بأصبهان، برستاق فريذين، وهو الذي أقام دولة بني العباس، وقيل له: كيف أنت إذا حوسبت على إنفاقك المال في غير حقه؟ فقال: لولا ذنوبي في إقامة دولة بين العباس لطمعت في خفة المحاسبة على تبذير المال.
وكان فاتكاً شجاعاً، ذا رأي وعقل وتدبير وحزم.
قال الخطيب: كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة: إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جوردن، من ولد بزر جمهر، وكان يكنى أبا إسحاق، وولد بأصبهان، ونشأ بالكوفة. وكان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السراج، فحمله إلى الكوفة، وهو ابن سبع سنين، فقال له إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس لما عزم على توجيهه إلى خراسان: غير اسمك: فإنه لايتم لنا الأمر إلا بتغييرك اسمك على ما وجدته في الكتب، فقال: قد سميت نفسي عبد الرحمن بن مسلم. وتكنى أبا مسلم. ومضى لشأنه وله
ذؤابة، فمضى على حمار بإكاف، وقال له: خذ نفقة من مالي، لا أريد أن تمضي بنفقةٍ من مالك، ولامن مال عيسى السراج.
فمضى على ما أمره. ومات عيسى ولا يعلم أن أبا مسلم هو أبو مسلم إبراهيم بن عثمان. وتوجه أبو مسلم لشأنه وهو ابن تسع عشرة سنة "، وزوجه إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بنت عمران بن إسماعيل الطائي، المعروف بأبي النجم على أربعمائة، وهي بخراسان مع أبيها، وزوجه وقت خروجه إلى خراسان، وبنى بها بخراسان.
وروى المعافى بن زكريا الجريري بسنده عن رجل من آل خراسان قال: كنت أطلب العلم، فلا آتي موضعاً إلا وجدت أبا مسلم قد سبقني إليه، فألفني، فدعاني إلى منزله، ودعا بما حضر، فأكلت، ثم قال: كيف لعبك بالشطرنج؟ وذكر أنه كان يلاعبه ويلهو بهذين البيتين: من الطويل
ذروني ذروني ما قررت فإنني ... متى ما أهج حرباً تضيق بكم أرضي
وأبعث في سود الحديد إليكم ... كتائب سوداً طالما انتظرت نهضي
قال رؤبة: كان أبو مسلم عالماً بالشعر.
وذكر الخطيب من طريقه عن محمد بن زكويه قال: روي لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قال: ارتديت الصبر، وآثرت الكتمان، وحالفت الأحزان والأشجان، وسامحت المقادير والأحكام حتى بلغت غاية همتي، وأدركت نهاية بغيتي. ثم أنشأ يقول: من البسيط
قد نلت بالحزم والكتمان ما عجزت ... عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا
مازلت أضربهم بالسيف فانتبهوا ... من رقدةٍ لم ينمها قبلهم أحد
طفقت أسعى عليهم في ديارهم ... والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا
ومن رعى غنماً في أرض مسبعةٍ ... ونام عنها تولى رعيها الأسد
دعا أبو مسلم الناس إلى البيعة، فدعا إبراهيم الصائغ، فقال له: بايع طوعاً غير كاره، فقال الصائغ: لا بل كرهاً غير طائعٍ، قال: فكيف بايعت لنصر بن سيار؟ قال: إني لم أسأل عن ذلك، ولو سئلت لقلت.
وكتب الصائغ إلى أبي مسلم كتاباً يأمره وينهاه، وكان أبو مسلم وعده القيام بالحق، والذب عن الحرم أيام دولة بني أمية، فقال أبو مسلم: يا إبراهيم، أين كنت عن نصر بن سيار وهو يتخذ زقاق الذهب للخمر، فيبعث بها إلى الوليد بن يزيد؟ فقال إبراهيم: إني كنت معهم أخشى، وأنت وعدتني أن تعمل بالحق، وأن تقيمه. فكف عنه أبو مسلم. وكان إبراهيم يظهر مخالفته إياه، ومع ذلك لا يدع ما يمكنه.
قال محمد بن سلام الجمحي: دخل أبو مسلم على أبي العباس، فسلم عليه، وعنده أبو جعفر، فقال له: يا أبا مسلم، هذا أبو جعفر، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا موضع لا يؤدى فيه إلا حقك.
ومن طريق المعافى: كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش منه: أما بعد، فقد كنت اتخذت أخاك إماماً، وجعلته على الدين دليلاً لقرابته، والوصية التي زعم أنها صارت إليه، فأوطأني عشوة الضلالة، وأوهقني في ربعة الفتنة، وأمرني أن آخذ بالظنة، وأقتل على التهمة، ولا أقبل المعذرة؛ فهتكت بأمره
حرمات حكم الله وصيانتها - وفي رواية: حتم الله صونها - وسفكت دماء فرض الله حقنها، وزويت الأمر عن أهله، ووضعته منه في غير محله. فإن يعف الله عني فبفضل منه، وإن يعاقب فيما كسبت يداي، وما الله بظلام للعبيد.
ثم أنساه الله هذا حتى جاءه حتف أنفه فقتله.
ومن كتب أبي جعفر إلى أبي مسلم: أما بعد، فإنه يرين على القلوب، وتطبع عليها المعاصي، فقع أيها الطائر، وأفق أيها السكران، وانتبه أيها الحالم، فإنك مغرور بأضغاث أحلام كاذبة، وفي برزخ دنيا قد غرت قبلك، وسحر بها سوالف القرون، فهل " تحس منهم من أحد، أو تسمع لهم ركزاً. وإن الله تعالى لا يعجزه من هرب، ولا يفوته من طلب. ولا تغتر بمن معك من شيعتي، وأهل دعوتي، فكأنهم قد صاولوك إن أنت خلعت الطاعة، وفارقت الجماعة، فبدا لك عند ذلك من الله ما لم تكن تحتسب. فمهلاً مهلاً، أحذر البغي أبا مسلم؛ فإنه من بغى واعتدى تخلى الله عنه، ونصر عليه من يصرعه باليدين والفم. أحذر أن تكون سنة في الذين خلوا من قبل، فقد قامت الحجة، أعذرت إليك، وإلى أهل طاعتي فيك؛ قال الله تعالى: " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها، فأتبعه الشيطان، فكان من الغاوين "
فأجابه أبو مسلم: أما بعد، فقد قرأت كتابك، فرأيتك فيه للصواب مجانباً، وعن الحق حائداً، إذ تضرب فيه الأمثال على غير أشكالها، وتضرب لي فيه آيات منزلة " من الله في الكافرين، وما يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وإني والله ما انسلخت من آيات الله، ولكن يا عبد الله بن محمد كنت رجلاً متأولاً فيكم من القرآن آياتٍ أوجبت لكم بها الولاية والطاعة، فأتممت بأخوين لك من قبلك، ثم بك من بعدهما؛ فكنت لهم شيعة " متديناً، أحسبني هادياً، وأخطأت في التأويل، وقديماً لعمري ما أخطأ المتأولون المريدون بذلك وجه الله تعالى، المبتغون إقامة حكم الله سبحانه. وفيما أنزل الله سبحانه من القرآن: " إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل: سلام عليكم "، إلى قوله: " فإنه غفور رحيم " ومن رسالة أخرى كتبها إليه أبو جعفر: أيها الفاسق، إني وليت موسى بن كعب خراسان، وأمرته بالمقام بنيسابور، فإن أردت خراسان لقيك دونها بمن معه من قوادي وشيعتي. وأنا موجه للقائك أقرانك، فاجمع كيدك وأمرك غير مسددٍ، ولا موفق، وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل.
وسفرت بين أبي مسلم وأبي جعفر السفراء، وأخذوا له الأمان، فأقبل حتى دخل على أبي جعفر، وهو يومئذ بالرومية من المدائن، فأمر الناس، فتلقوه، وأذن له، فدخل على دابته، ورحب به، وعانقه، وقال: كدت تخرج قبل أن أفضي إليك بما أريد، قال: أتيت يا أمير المؤمنين، فمر بأمرك، قال: انصرف إلى منزلك، وضع ثيابك، وادخل الحمام، واسترح عنك كلال السفر.
وجعل أبو جعفر ينتظر به الفرص، ويريه من الإكرام ما لم يره قبل ذلك حتى إذا مضت أيام أقبل على التجني عليه. فأتى أبو مسلم عيسى بن موسى، فقال: اركب معي إلى أمير المؤمنين، فإني قد أردت عتابه، قال عيسى: تقدم حتى آتيك، قال أبو مسلم:
إني أخافه، قال: أنت في ذمتي، وأقبل أبو مسلم، فقيل له: ادخل، فلما صار إلى الرواق الداخل قيل له: أمير المؤمنين يتوضأ، فلو جلست. وأبطأ عيسى بن موسى عليه.
وقد هيأ له أبو جعفر عثمان بن نهيك في عدة فيهم: شعيب بن رزاح. وتقدم أبو جعفر إلى عثمان فقال: إذا عاتبته فعلا له صوتي، فأخرجوا، وعثمان وأصحابه في سترة من أبي مسلم.
قال الحافظ: الصواب: شبيب بن واج قال أبو العباس المنصوري: لما قتل أمير المؤمنين المنصور أبا مسلم قال: رحمك الله أبا مسلم، بايعتنا وبايعناك، وعاهدتنا، وعاهدناك، ووفيت لنا، ووفينا لك؛ وإنا بايعناك على أنه لا يخرج علينا أحد في هذه الأيام إلا قتلناه، فخرجت علينا، فقتلناك.
قال: ولما أراد المنصور قتله دس له رجالاً من القواد منهم: شبيب بن واج، وتقدم إليهم فقال: إذا سمعتم تصفيقي فاخرجوا إليه، فاضربوه، فلما حضر وحاوره طويلاً حتى قال له في بعض قوله: وقتلت وجوه شيعتنا: فلاناً وفلاناً، وقتلت سليمان بن كثير وهو من رؤساء أنصار دولتنا، وقتلت لاهزاً، قال: إنهم عصوني، فقتلتهم. وقد كان قبل ذلك قال المنصور له: ما فعل سفيان بلغني أنك أخذتهما من عبد الله بن علي؟ فقال: هذا أحدهما يا أمير المؤمنين - يعني السيف الذي هو متقلده - قال: أرينه، قال: فدفعه إليه، فوضعه المنصور تحت مصلاه، وسكنت نفسه. فلما قال ما قال، قال المنصور: ياللعجب! أتقتلهم حين عصوك، وتعصيني أنت فلا أقتلك؟! ثم صفق، فخرج القوم، وبدرهم إليه شبيب فضربه فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه، فقال له المنصور: اضربه، قطع الله يدك، فقال أبو مسلم: يا أمير المؤمنين، استبقني
لعدوك، قال: وأي عدو أعدى لي منك؟!! اضربوه! فضربوه بأسيافهم حتى قطعوه إرباً إرباً، فقال المنصور: الحمد لله الذي أراني يومك يا عدو الله.
واستؤذن لعيسى بن موسى، فلما دخل، ورأى أبا مسلم على تلك الحال استرجع، فقال له المنصور: احمد الله، فإنك إنما هجمت على نعمةٍ، ولم تهجم على مصيبة.
وروى يعقوب بن جعفر بعد قتل أبي مسلم فقال: أيها الناس، لا تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل بكم النقمة، ولا تسروا غش الأئمة، فإن أحداً لا يسر منكراً إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه، وطوالع نظره، وإنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقنا، ولا ننسى الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا. ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبيىء هذا الغمد. وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا، وأضمر غشاً لنا فقد أباحنا دمه، ونكث، وغدر، وفجر وكفر، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا.
قيل لعبد الله بن المبارك: أبو مسلم كان خيراً أو الحجاج؟ قال: لا أزعم أن أبا مسلم كان خيراً من أحدٍ، ولكن الحجاج شر منه.
ظهر أبو مسلم لخمسٍ بقين من شهر رمضان سنة تسعٍ وعشرين ومائة، ثم سار إلى أمير المؤمنين أبي العباس سنة ست وثلاثين ومائة، وقتل في سنة سبع وثلاثين ومائة، وبقي أبو مسلم فيما كان فيه ثمانية وسبعين شهراً غير ثلاثة عشر يوماً. وقتل لخمس ليال بقين من شعبان - ويقال: لليلتين بقيتا منه - وفي رواية: لسبع ليالٍ خلون من شعبان - وفي رواية: سنة أربعين ومائة - وفي المدائن كان مقتله.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.