Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
2808. شهدة جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك...1 2809. شيبان بن محمد بن أحمد1 2810. شيبة بن الأحنف أبو النضر الأوزاعي1 2811. شيبة بن الوليد بن سعيد1 2812. شيبة بن عثمان بن أبي طلحة1 2813. شيث بن آدم عليه السلام12814. شيرين أخت مارية القبطية1 2815. صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد1 2816. صافي بن إبراهيم بن الحسن1 2817. صافي بن عبد الله1 2818. صالح بن أبي الأخضر اليمامي2 2819. صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل1 2820. صالح بن إدريس بن صالح1 2821. صالح بن إسماعيل بن محمد1 2822. صالح بن البختري أبو الفضل1 2823. صالح بن بشر بن سلمة1 2824. صالح بن جبير الصيدائي الطبراني1 2825. صالح بن جناح اللخمي الشاعر1 2826. صالح بن رستم أبو عبد السلام1 2827. صالح بن سويد1 2828. صالح بن شريح السكوني1 2829. صالح بن طرفة بن أحمد بن محمد1 2830. صالح بن عبد الرحمن3 2831. صالح بن عبد القدوس3 2832. صالح بن عبد الله بن الحسن1 2833. صالح بن عبيد بن هانىء1 2834. صالح بن علي الدمشقي1 2835. صالح بن علي بن عبد الله1 2836. صالح بن كيسان8 2837. صالح بن محمد بن زائدة5 2838. صالح بن محمد بن شاذان1 2839. صالح بن محمد بن صالح1 2840. صالح بن محمد بن عمرو1 2841. صالح بن هبة الله بن محمد1 2842. صالح مولى بني أم حكيم1 2843. صبح أبو صالح الخراساني1 2844. صبيغ بن عسل جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة وعلي غديرتان وقلنسية فق...1 2845. صخر بن جندل1 2846. صخر بن حرب بن أمية2 2847. صدقة بن أحمد بن عبد العزيز1 2848. صدقة بن المظفر بن علي1 2849. صدقة بن حديد بن يوسف1 2850. صدقة بن خالد2 2851. صدقة بن عبد الله أبو معاوية1 2852. صدقة بن عبد الله بن عبد القادر1 2853. صدقة بن علي بن محمد1 2854. صدقة بن محمد بن أحمد بن محمد1 2855. صدقة بن محمد بن محمد بن محمد1 2856. صدقة بن موسى الدقيقي2 2857. صدقة بن يزيد7 2858. صدقة بن يزيد الخراساني2 2859. صدي بن عجلان بن عمرو1 2860. صعصعة بن صوحان بن حجر1 2861. صفوان بن أمية بن خلف3 2862. صفوان بن المعطل بن رخصة1 2863. صفوان بن رستم2 2864. صفوان بن سليم8 2865. صفوان بن صالح بن صفوان1 2866. صفوان بن عبد الله الأكبر1 2867. صفوان بن عبد الله بن عمرو1 2868. صفوان بن عمرو بن هرم1 2869. صفوان بن وهب بن ربيعة1 2870. صفوان بن يسرة بن صفوان1 2871. صمدون بن الحسين بن علي1 2872. صهيب بن سنان بن مالك2 2873. صيفي بن الأسلت1 2874. صيفي بن فسيل1 2875. ضرار بن الأزور5 2876. ضرار بن الخطاب4 2877. ضرار بن ضمرة الكناني1 2878. ضمرة بن ربيعة4 2879. ضمرة بن يحيى الصوفي1 2880. ضمضم بن زرعة2 2881. ضميرة بن أبي ضميرة الحميري1 2882. طارق بن شهاب بن عبد شمس1 2883. طارق بن عمرو1 2884. طالوت ملك بني إسرائيل1 2885. طاهر بن أحمد بن علي1 2886. طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد1 2887. طاهر بن عبد السلام الدرجي1 2888. طاهر بن علي بن عبدوس1 2889. طاهر بن محمد البكري الضرير1 2890. طاهر بن محمد بن أبي القاسم1 2891. طاهر بن محمد بن الحكم1 2892. طاهر بن محمد بن سلامة بن جعفر1 2893. طراد بن الحسين بن حمدان1 2894. طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة1 2895. طريح بن إسماعيل بن سعيد1 2896. طلحة بن أبي السن الصيداوي1 2897. طلحة بن أبي قنان2 2898. طلحة بن أحمد بن الحسن1 2899. طلحة بن أسد بن عبد الله المختار1 2900. طلحة بن زيد6 2901. طلحة بن عبد الله بن خلف1 2902. طلحة بن عبد الله بن عوف6 2903. طلحة بن عبيد الله بن عثمان5 2904. طلحة بن عبيد الله بن كريز3 2905. طلحة بن يحيى بن طلحة3 2906. طليب بن عمير بن وهب1 2907. طليحة بن خويلد بن نوفل1 Prev. 100
«
Previous

شيث بن آدم عليه السلام

»
Next
شيث بن آدم عليه السلام
ويقال شَبَث، واسمه هبة الله يقال: إن قبره بالبقاع.
عن ابن عباس قال: خرج آدم من الجنة بين صلاة الظهر وصلاة العصر، فأنزل إلى الأرض، وكان مكثه في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة، وهو خمس مئة سنة من يوم كان مقداره اثنتي عشرة ساعة، واليوم ألف سنة مما يعد أهل الدنيا، فأهبط آدم على جبل بالهند يقال له: نود وأهبطت حواء بجدة فنزل آدم. معه ريح الجنة، فعلق بشجرها وأوديتها، فامتلأ ما هنالك طيباً. فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم.
وقالوا: أنزل معه من طيب الجنة أيضاً، وأنزل معه الحجر الأسود، وكان أشد بياضاً من الثلج. وعصا موسى، وكانت من آس الجنة، طولها عشرة أذرع على طول موسى ومرّ، ولبان. ثم أنزل عليه بعدُ العلاة والمطرقة والكلبتين فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى قضيب من حديد ثابت على الجبل فقال: هذا من هذا، فجعل يكسر أشجاراً قد عُتقت ويبست بالمطرقة، ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب. فكان أول شيْ ضرب منه مدية، فكان يعمل بها، ثم ضرب التنور وهو الذي ورثه نوح، وهو الذي فار بالهند بالعذاب. فلما حج آدم وضع الحجر الأسود على أبي قُبيس، فكان يضيء لأهل مكة في ليالي الظلم كما يضيء القمر. فلما كان قبل الإسلام بأربع سنين، وقد كان الحُيَّ والجُنُب يصمِدون إليه فيمسحونه فاسودّ، فأنزلته قريش من أبي قُبيس. وحج آدم من الهند إلى مكة أربعين حجة على رجليه. وكان آدم حين أهبط يمسح رأسُه السماء، فمن ثم صلع، وأورث ولده الصلع، ونفرت من طوله دواب البر، فصارت وحشاً من يومئذ. فكان آدم وهو على ذلك الجبل قائماً يسمع أصوات الملائكة، ويجد ريح الجنة، فحط من طوله ذلك إلى ستين ذراعاً، فكان ذلك طوله حتى مات. ولم يجمع حُسن آدم
لأحد من ولده إلا ليوسف. وأنشأ آدم يقول: ربِّ، كُنْتُ جارَكَ في دارك، ليس لي ربّ غيرك، ولا رقيب دونك، آكل منها رغداً، وأسكن حيث أحببت، فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدس، فكنت أسمع أصوات الملائكة، وأراهم كيف يحُفّون بعرشك. وأجد ريح الجنة وطيبها، ثم أهبطتني إلى الأرض، وحططتني إلى ستين ذراعاً، فقد انقطع عني الصوت والنظر، وذهب عني ريح الجنة، فأجابه الله: " لمعصيتك يا آدم فعلت ذلك بك ".
فلما رأى الله عزّ وجل عُري آدم وحواء أمره أن يذبح كبشاً من الضأن من الثمانية الأزواج التي انزل الله عزّ وجل من الجنة. فأخذ آدم كبشاً فذبحه، ثم أخذ صوفه، فغزلته حواء، ونسجه هو وحواء، فنسج آدم جبّة لنفسه وجعل لحواء درعاً وخماراً، فلبساه. وقد كانا اجتمعا بجمع، فسميت جمعاً. وتعارفا بعرفة، فسميت عرفة، وبكيا على ما فاتهما مائتي سنة. ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوماً. ثم أكلا وشربا، وهما يومئذ على نود الجبل الذي أهبط عليه آدم. ولم يقرب حواء مئة سنة، ثم قربها فبلغت، فحملت فولدت أول بطن: قابيل وأخته لتود توْأمته، ثم حملت فتلد هايل وأخته قليما توأمته. فلما بلغوا أمر الله آدم أن يزوج البطن الأول البطن الثاني، والبطن الثاني البطن الأول، يخالف بين البطنين في النكاح. وكانت أخت قابيل حسنة، وأخت هابيل قبيحة، فقال آدم لحواء الذي أُمر به، فذكرته لابنيها فرضي هابيل، وسخط قابيل وقال: لا والله، ما أمر الله بهذا قط. ولكن هذا عن أمرك يا آدم، فقال آدم: فقرِّبا قرباناً، فأيكما كان أحقّ بها أنزل الله عزّ وجلّ ناراً من السماء فأكلت قربانه. فرضيا بذلك، فغدا هابيل وكان صاحب ماشية بخير غذاء غنمه وزبد ولبن، وكان قابيل زراعاً، فأخذ طناً من شرّ زرعه ثم صعد الجبل، يعني: نود، وآدم معهما فوضعا القربان، ودعا آدم ربه، وقال قابيل في نفسه: لا أبالي أتُقُبِّل مني أم لا، لا ينكح هابيل أختي أبداً. فنزلت النار فأكلت قربان هابيل، وتجنبت قربان قابيل لأنه لم يكن زاكي القلب.
فانطلق هابيل، فأتاه قابيل وهو في غنمه، فقال: لأقتلنك. قال: لِمَ تقتلني؟! قال: لأن الله تقبل منك، وردّ علي قرباني، ونكحت أختي الحسنة، ونحكت أختك القبيحة. ويتحدث الناس بعد اليوم أنك كنت خيراً مني، فقال له هابيل: " لَئِنْ
بَسَطتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي، ما أَنا بباسطٍ يدي إليكَ لاَقتلكَ إني أخافُ الله رب العالمين إني أريدُ أن تبُوءَ وإثمِكَ فتكونَ من أصحابِ النارِ وذلكَ جزاءُ الظالمين ".
أما قوله: " بإثمي " يقول: بقتلي إذا قتلتني، إن إثمك الذي كان عليك قبل قتلي. فقتله فأصبح من النادمين. فتركه لم يُوار جسده (فبعث الله غُراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه) وكان قتله عشية، وغدا إليه غدوة لينظر ما فعل، فإذا هو بغراب حيّ يبحث على غراب ميت فقال: (يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي) كما يواري هذا سوأة أخيه؟! فدعا بالويل، وأصبح من النادمين. ثم أخذ قابيل بيد أخته ثم هبط بها من الجبل يعني: نود إلى الحضيض، فقال آدم لقابيل: اذهب، فلا تزال مرعوباً أبداً، لا تأمن من تراه، فكان لا يمر به أحد من ولده إلا رماه. فأقبل ابن لقابيل أعمى ومعه ابن له، فقال للأعمى أبيه: هذا أبوك قابيل، قال: فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله، فقال ابن الأعمى: يا أبتاه، قتلت أباك؟! فرفع الأعمى يده فلطم ابنه، فمات ابنه، فقال الأعمى: ويل لي، قتلت أبي برميتي، وقتلت ابني بلطمتي.
ثم حملت حواء فولدت شيث وأخته عزوراء فسمي هبة الله، اشتق له من اسم هابيل، فقال لها جبريل حين ولدته: هذا هبة الله لك بدل هابيل. وهو بالعربية شبث، وبالسريانية: شاث، والعبرانية: شيث. وإليه أوصى آدم. وكان آدم يوم ولد شيث ابن ثلاثين ومئة سنة. ثم تغشاها آدم، فحملت حملاً خفيفاً فمرت به. يقول: قامت وقعدت، ثم أتاها الشيطان في غير صورته، فقال: يا حواء، ما هذا في بطنك؟ قالت: لا أدري، قال: فلعله بهيمة من هذه البهائم. قالت: لا أدري، ثم أعرض عنها حتى إذا هي أثقلت أتاها فقال: كيف تجدينك يا حواء؟ قالت: إني لأخاف أن يكون كالذي خوفتني، ما أستطيع القيام إذا قمت. قال: أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنساناً
مثلك ومثل آدم تسمينه بي؟ قالت: نعم. فانصرف عنها. وقال لآدم: لقد أتاني آت فأخبرني أن الذي في بطني بهيمة من هذه البهائم، وإن لأجد له ثقلاً، وأخشى أن يكون كما قال. فلم يكن لآدم ولا لحواء همّ غيره حتى وضعته. فذلك قول الله عزّ وجلّ: " دَعَوَا الله ربَّهُما لَئِن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين " فكان هذا دعاءهما قبل أن تلد. فلما ولدت غلاماً سوياً أتاها فقال لها: ألا تسمينه كما وعدتني؟ قالت: وما اسمك؟ - وكان اسمه عزازيل، ولو تسمى به لعرفته - فقال اسمي الحارث فسمته عبد الحارث. فمات. يقول الله عزّ وجلّ: " فلمَّا آتاهما صالحاً جعلاَ لله شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ". وأوحى الله إلى آدم أن لي حرماً بحيال عرشي، فانطلق فابن لي بيتاً فيه ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي، فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي، فقال آدم: أي رب، وكيف لي بذلك؟ لست أقوى عليه ولا أهتدي له، فقيض الله له ملكاً، فانطلق به نحو مكة، فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك: أنزل بنا ها هنا، فيقول له الملك: مكانك، حتى قدم مكة، فكان كل مكان نزل به عمراناً وكل مكان تعدّاه مفاوز وقفاراً، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سيناء، وطور زيتون، ولبنان، والجودي، وبنى قواعده في حراء، فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات، فأراه المناسك التي يفعلها الناس اليوم، ثم قدم به مكة، وطاف بالبيت أسبوعاً. ثم رجع إلى أرض الهند فمات على نود.
فقال شيث لجبريل عليه السلام: صلِّ على آدم، فقال: تقدم أنت، فصلِّ على أبيك، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة، فأما خمس فهي الصلاة. وخمس وعشرون تفضيلاً لآدم. ولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاً بنود. ورأى آدم فيهم الزنا وشرب الخمر. فأوصى ألا يناكح بنو شيث بني قابيل، فعل بنو شيث آدم في مغارة، وجعلوا عليه حافظاً لا يقربه أحد من بني قابيل، وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث. وكان عمر آدم سبع مئة سنة وستاً وثلاثين سنة، فقال مئة من بني شيث صباح: لو نظرنا ما فعل بنو عمّنا، يعنن بنبي قابيل. فهبتط المئة إلى نساء قباح من
بني قابيل، فاحتبس النساء الرجال، ثم مكثوا ما شاء الله. ثم قال مئة آخرون: لو نظرنا ما فعل إخوتنا، فهبطوا من الجبل إليهم، فاحتبستهم النساء. ثم هبطت بنو شيث كلهم، فجاءت المعصية، وتناكحوا، واختلطوا، وكثر بنو قابيل حتى ملأوا الأرض، وهم الذي عرفوا أيام نوح.
نود: اسم الجبل. وفي النسخ: نوذ، بالذال المعجمة.
وعن ابن عباس قال: ولد لآدم أربعون ولداً: عشرون غلاماً وعشرن جارية، فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل وصالح وعبد الرحمن، والذي كان سماه عبد الحارث، وود، وكان ودّ يقال له: شيث - ويقال: هبة الله - وكان إخوته قد سودوه. وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسراً.
قالوا: إن حواء حملت بشيث الوصي حتى نبتت أسنانه، وكانت تنظر إلى وجهه من صفائه في بطنها. وهو الثالث من ولد آدم، وإنه لما حضرها الطلق، فأخذها عليه شدة شديدة، فانتبذت به. فلما وضعته أخذته الملائكة، فمكث معها أربعين يوماً، فعلموه الهز، ثم رُدَّ إليها.
قال أبو ذر الغفاري:
دخلت المسجد فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس وحده، فجلست إليه، فقال: " يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما "، فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه فقلت: يا رسول الله، أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: " خير موضوع، استكثرو أو استقلّ "، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الأعمال أفضل؟ قال: " إيمان بالله، وجهادٌ في سبيله ". قال: قلت: يا رسول الله، فأي المسلمين أسلم؟ قال: " مَن سَلِمَ الناسُ من لِسانِهِ ويده ". قال: قلت: يا رسول الله، فاي الهجرة أفضل؟ قال: "
من هجر السيئات ". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟ قال: " طول القنوت ". قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟ قال: " فرض مجزيّ وعند الله أضعاف كثيرة ". قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عُقر جواده، وأُهريق دمه ". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الرقاب أفضل؟ قال: " أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها ". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال: " جهدٌ من مقلّ مُسر إلى فقير ". قلت: يا رسول الله؟ فأيما أنزل الله عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي. ثم قال: يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.
قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: مئة ألف وعشرون ألفاً. قلت: يا رسول الله، كم المرسل من ذلك؟ قال: ثلاث مئة وثلاثة عشر جمّاً غفيراً. قال: قلت: كثير طيب، قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: آدم عليه السلام، قال: قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، ثم سواه قبلاً، ثم قال: يا أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم، وشيث، وخنوخ وهو إدريس، وهو أول من خطّ بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وشُعَيب، وصالح، ونبيك يا أبا ذر. قال: قلت: يا رسول الله، كم كتاباً أنزل الله عزّ وجلّ؟ قال: " مئة كتاب وأربعة كتب: أنزل على شيث خمسين صحيفة، وأنزل على خنوخ ثلاثين صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ". قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحف إبراهيم؟ قال: " كانت أمثالاً كلها: أيّها الملك، المسلط، المبتلى، المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر. وكانت فيها أمثال: على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن تكون له ساعات يناجي فيها ربه، وساعات يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر فيها في صنع الله عزّ وجلّ، وساعات يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل ألا يكون ظاعناً إلا لثلاث: تزوُّد لمعاد، ومرمّة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه. ومَن حسِب كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه. قال: قلت: يا رسول الله، فما كانت
صحف موسى؟ قال: كانت عِبراً كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالموت وهو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب. عجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثم اطمأن إليها. عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل ". قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: " أوصيك بتقوى الله عزّ وجلّ، فإنه رأس الأمر كله ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فأنه نور لك في الأرض، وذكر لك في السماء ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب، ويذهب نور الوجه ". قلت: يا رسول الله زدني، قال: " عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مَطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " أحِبَّ المسكين وجالسهم " قلت: يا رسول الله، نعمة الله، زدني، قال: " عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " انظر إلى مَن تحتك، ولا تنظر إلى مَن فوقك، فإنه أجدر ألا تزدر بنعمة الله عندك ". قال: قلت: يا رسول الله زدني، قال: " صَل قرابتك وإن قطعوك ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " لا تخف في الله لومة لائم ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " قل الحق وإن كان مرّاً ". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: " يردّك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي ". ثم ضرب يده على صدري وقال: " يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق ".
وروي عن كعب الأحبار أن الله أنزل على آدم عصيّاً بعدد الأنبياء المرسلين، ثم أقبل على ابنه شيث فقال: أي بني، أنت خليفتي من بعدي، فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى. وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد، فإني رأيت اسمه مكتوباً على ساق العرش وأنا بين الروح والطين. ثم إني طُفت السماوات فلم أر في السماوات موضعاً إلا رأيت اسم محمد مكتوباً عليه، وإن ربي أسكنني الجنة. فلم أر في الجنة قصراً ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوباً، ولقد رأيت اسم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكتوباً على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة، وعلى ورق شجرة طوبى، وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجُب وبين أعين الملائكة. فأكثِر ذكره. فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها.
توفي شيث يوم الثلاثاء تسع ساعات من النهار لتسعة وعشرين يوماً من شهر آب في عشرين سنة من حياة خنوخ. وكانت حياة شيث تسع مئة واثنتي عشرة سنة. وحنّطه ابنه أنوش بالمرّ واللبان والسَّليخة، ودفنه في مغارة الكنوز مع آدم عليه السلام. وناحوا عليه أربعين يوماً. ومات آدم ولشيث مئتان وخمس سنين.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.