سعيد بن كيسان
أبو سعيد بن أبي سعيد المقبري مولى بني ليث من أهل المدينة، قدم الشام مرابطاً، وحدث ببيروت من ساحل دمشق.
حدث عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أمرت أن أقاتل الناس حتى لا يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزّ وجلّ " وحدث عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما عندك يا ثمامة بن أثال؟ فقال: عندي يا محمد خير، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى كان بعد الغد ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد إن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض أبغض علي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي. والله ما كان من دين أبغض علي من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي، ووالله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فقد أصبح بلدك أحب البلاد إلي. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبأت؟! قال: لا، ولكن أسلمت محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا والله يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحدث سعيد بن أبي سعيد عن أنس بن مالك قال: إني لتحت ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسيل علي لعابها، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الله قد جعل لكل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث، والولد للفراش، والعاهر للحجر، ألا
لا يتولين رجل غير مواليه، ولا يدعى إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله متتابعة إلى يوم القيامة، ألا لا تنفق امرأة من بيت زوجها إلا بأذن زوجها، فقال رجل: ومن الطعام يا رسول الله؟ قال: وهل أفضل أموالنا إلا الطعام؟ ألا إن العارية مؤداة، والمنحة مردودة، الدين مقضي، والزعيم غارم " وحدث سعيد عن بن أبي سعيد المقبري قال:
جئت إلى عبد الله بن عمر وهو يناجي رجل، فظننت إنه يحدثه، فأدخلت رأسي بينهما، فصك في صدري، فدهشت وضحكت، فقال: مجنون أنت؟ قال: قلت ظننت إنك تحدثه بحديث، فقال ابن عمر: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما " قال هشام بن عمار: قلت لابن المقبري: ممن أنتم؟ قال: من بني ليث من كنانة، قلت: فلم سميتم المقبري؟ قال: بما ترى. وأشار إلى المقبرة بجوارها.
كان سعيد بن أبي سعيد مولى بني ليث قد كبر حتى اختلط قبل موته بأربع سنين، ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك سنة ثلاث وعشرين ومئة، وكان ثقة، كثير الحديث.
وكان أبو سعيد كيسان مكاتباً لامرأة من بني ليث.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت سعيداً المقبري بعدما كبر يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما أسفل الكعبين من الإزار في النار.
قال أبو معشر: كان سعيد المقبري ربما أنشد الشعر، ويمزح بالشيء ويقول: هو أبل اللسان.
وقيل: توفي سعيد بن أبي سعيد سنة سبع وعشرة ومئة، وقيل: خمس وعشرين، وقيل: سنة ست وعشرين.
أبو سعيد بن أبي سعيد المقبري مولى بني ليث من أهل المدينة، قدم الشام مرابطاً، وحدث ببيروت من ساحل دمشق.
حدث عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أمرت أن أقاتل الناس حتى لا يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزّ وجلّ " وحدث عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما عندك يا ثمامة بن أثال؟ فقال: عندي يا محمد خير، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى كان بعد الغد ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد إن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض أبغض علي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي. والله ما كان من دين أبغض علي من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي، ووالله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فقد أصبح بلدك أحب البلاد إلي. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبأت؟! قال: لا، ولكن أسلمت محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا والله يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحدث سعيد بن أبي سعيد عن أنس بن مالك قال: إني لتحت ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسيل علي لعابها، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الله قد جعل لكل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث، والولد للفراش، والعاهر للحجر، ألا
لا يتولين رجل غير مواليه، ولا يدعى إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله متتابعة إلى يوم القيامة، ألا لا تنفق امرأة من بيت زوجها إلا بأذن زوجها، فقال رجل: ومن الطعام يا رسول الله؟ قال: وهل أفضل أموالنا إلا الطعام؟ ألا إن العارية مؤداة، والمنحة مردودة، الدين مقضي، والزعيم غارم " وحدث سعيد عن بن أبي سعيد المقبري قال:
جئت إلى عبد الله بن عمر وهو يناجي رجل، فظننت إنه يحدثه، فأدخلت رأسي بينهما، فصك في صدري، فدهشت وضحكت، فقال: مجنون أنت؟ قال: قلت ظننت إنك تحدثه بحديث، فقال ابن عمر: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما " قال هشام بن عمار: قلت لابن المقبري: ممن أنتم؟ قال: من بني ليث من كنانة، قلت: فلم سميتم المقبري؟ قال: بما ترى. وأشار إلى المقبرة بجوارها.
كان سعيد بن أبي سعيد مولى بني ليث قد كبر حتى اختلط قبل موته بأربع سنين، ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك سنة ثلاث وعشرين ومئة، وكان ثقة، كثير الحديث.
وكان أبو سعيد كيسان مكاتباً لامرأة من بني ليث.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت سعيداً المقبري بعدما كبر يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما أسفل الكعبين من الإزار في النار.
قال أبو معشر: كان سعيد المقبري ربما أنشد الشعر، ويمزح بالشيء ويقول: هو أبل اللسان.
وقيل: توفي سعيد بن أبي سعيد سنة سبع وعشرة ومئة، وقيل: خمس وعشرين، وقيل: سنة ست وعشرين.